رواية منعطف خطر الحلقه الثانيه والثلاثون بقلم الكاتبه ملك إبراهيم حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية منعطف خطر الحلقه الثانيه والثلاثون بقلم الكاتبه ملك إبراهيم حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
في وسط اللخبطة والدوشة، يحيى فتح باب أوضته بسرعة، وشه مرسوم عليه توتر غريب.
خرج وشاف المنظر اللي خبط قلبه..
رجالة جده الاتنين واقعين على الأرض، فاقدين الوعي.
وقف مكانه لحظة، والنا. ر و. لعت في قلبه..
فهم إن في حاجة خطيرة حصلت، بس لسه ما يعرفش حجمها.
اتحرك يحيى بجنون ناحية أوضة ياسمين، فتح الباب بعنف،
وعينه اتسعت من الصدمة...
السرير فاضي.
مفيش أي أثر لياسمين.
فضل واقف لحظة، عينيه بتتحرك بجنون في كل ركن، قلبه بيدق بسرعة، كأن الأرض بتتهز تحته.
مفيش أي صوت غير صوت نفّسه المتقطع، ووشه كان مرسوم عليه ملامح صدمة قاتلة.
وفجأة، صرخ بأعلى صوته، صرخة خلت كل اللي في المستشفى يلتفتوا حواليهم من الخوف:
– فين أَمن المستشفى دي فرغوا الكاميرات ؟!
......
في شقة معتصم،
كانت الدنيا هادية، والأنوار خافتة، كأن المكان كله بيحاول يطمن ياسمين وهي نايمة على السرير، ملامحها مرهقة، لكن أنفاسها هادية.
جنبها، كانت زينة قاعدة تراقبها بقلق واضح.
بدأت عيون ياسمين تفتح ببطء، نظرتها ضايعة، تعبانة، كأنها طالعة من حلم تقيل.
أول ما شافت زينة، ابتسامة صغيرة ارتسمت على وش زينة، وملامحها بقت أرق وأهدى.
– حمدلله على السلامة.. انتي كويسة؟
قالت زينة برقة، وصوتها فيه حنان صادق.
نظرة ياسمين كانت ساكنة، لكنها غريبة…
راحتها زادت أول ما شافت وش زينة، حسّت براحة مكانتش متوقعة تحسها.
هزّت راسها بـ "آه"، وبدأت تبص حواليها باستغراب.
– هو أنا فين؟
نطقت الكلمة بصوت متعب، وكل ملامحها بتسأل قبل لسانها.
زينة ابتسمت بهدوء، وقالت:
– خالد خرجك من المستشفى.. هو ومعتصم ومهاب.
اتسعت عيون ياسمين بدهشة، وحاولت تقوم، بس كانت ضعيفة.
رفعت نفسها بصعوبة، وهي بتبص حوالين الأوضة بخوف، ونبرة صوتها مليانة أسئلة:
– خالد خرجني من المستشفى؟! إزاي؟ وامتى؟ وأنا فين هنا؟
زينة قربت منها، وبصوت ناعم فيه طمأنينة، قالت:
– دي شقة معتصم، وأنا مراته وعايشة معاه هنا.
وخالد لما عرف انك تعبانة كان هيتجنن عليكي.. هو اللي قرر يخرجك ويجيبك هنا علشان تكوني بأمان.
نظرة ياسمين بدأت تتغيّر، القلق بان في عيونها، لكن جواها لمحة خفيفة من ارتياح.
فضلت ساكتة لحظة، وبعدين زينة قالت بهدوء:
– خالد برا مع معتصم.. لو حابة تشوفيه عشان تطمني، أندههولك.
هزّت ياسمين راسها بـ "أيوه"، والدموع لمعت في عينيها، بس ما نزلتش.
قامت زينة تقف، وقالت بابتسامة رقيقة:
– ثواني وهقوله إنك عايزة تشوفيه.
لكن ياسمين وقفتها بصوت ضعيف، فيه رجاء واضح:
– وارجعي تاني معاه...
ابتسمت زينة بإحساس دافي وقالت بلطف:
– حاضر.
في الصالة،
كان معتصم قاعد جنب مهاب، بيتكلموا بصوت هادي، ولسّه في وشوشهم آثار التوتر اللي سبق لحظات التنفيذ.
نجاح خطتهم في دخول المستشفى وخروجهم بياسمين في أقل من دقيقتين كان أشبه بالمستحيل، لكنهم عملوها.
ومع كل فخر مهاب وهو بيحكي التفاصيل،
كان خالد قاعد ساكت...
جسمه معاهم، لكن روحه وعقله وعيونه رايحة كلها ناحية الأوضة اللي فيها ياسمين.
قلبه بيصرخ من الوجع، وكل اللي عايزه يشوفها بخير… يشوفها مرتاحة.
زينة دخلت عليهم، خطواتها هادية وصوتها رقيق وهي بتقول:
– ياسمين فاقت.. وعايزة تشوفك يا خالد.
خالد قام فورًا، كأنه كان مستني اللحظة دي من ساعة،
وقال بلهفة واضحة:
– هي كويسة؟!
زينة هزت راسها بابتسامة طمنت قلبه شوية، وقالت:
– كويسة الحمد لله.. بس أول ما فاقت، اتوترت، كانت فاكرة نفسها لسه في المستشفى، فقلقت.
معتصم قال بنبرة عقلانية وهو بيحاول يخفف التوتر:
– طبيعي تبقى قلقانة.. من ساعة كانت في أوضة مستشفى، وفجأة تلاقي نفسها في مكان تاني.. محتاجة تطمن بس.
خالد بص لزينة بعينين مليانين قلق وأمل وقال:
– هدخلها.
زينة مشيت جنبه لحد باب الأوضة،
ودخلوا سوا.
كانت ياسمين قاعدة على السرير، جسمها ساكن لكن عيونها كانت شاردة، نظراتها فاضية، مفيش فيها أي حياة.
أول ما دخل خالد، حس قلبه بينقبض من منظرها.
كانت مكسورة بزيادة… كأن الدنيا كلها اتجمعت وجت عليها لوحدها.
قرب منها بخطوات بطيئة، كل خطوة فيها خوف ووجع،
وزينة وقفت عند الباب تراقب المشهد في صمت.
نظرات ياسمين اتحركت ببطء…
ولما اتقابلت عيونها مع عيون خالد،
دموعها نزلت في هدوء، بس الوجع اللي فيها كان أعلى من كل الصرخات.
دمعتها نزلت تحرق خدها… وتحرق قلبه قبل أي شيء.
قرب أكتر، وصوته كان مكسور وهو بيقول برجاء:
– بلاش دموعك دي يا ياسمين، عشان خاطري.. مش قادر أشوفك كده.
ردت بصوت ضعيف، مبحوح،
فيه نبرة استسلام موجعة:
– كسروني يا خالد..
حرقوا قلبي على أمي وأخويا في يوم واحد.
أنا طلعت أضعف من اللي كنت فاكراه… طلعت ضعيفة آوي قدامهم.
خالد قرب اكتر، مسك إيديها بين إيديه وقال بأصرار:
– لا يا ياسمين، انتي مش ضعيفة.. هما بس اللي وحوش.
بس أقسم لك… هيدفعوا التمن غالي…
بحق كل دمعة نزلت من عينك، مش هسيب حقك يضيع.
وأحمد…
هجبلك أحمد، حتى لو كانوا سفروه آخر الدنيا… هرجعه لك، بوعدك.
نظرت له ياسمين بنظرة ضايعة، مليانة خوف، وعيونها بتلمع بخوف طفلة فقدت كل أمان في الدنيا:
– هيجبروني أتجوز يحيى…
قالولي لو رفضت، مش هشوف أحمد تاني.
وسكتت لحظة،
وبعدين بصّت له مباشرة وقالت بصوت مخنوق:
– أحمد هو اللي باقي لي في الدنيا…
لو متجوزتش يحيى، هيحرموني منه.
هما فعلاً أخطر مما كنت متخيلة، خالد.
أنا مش قدهم…
أنا مش هستحمل يحرموني منه زي ما حرموني من أمي.
انهارت ياسمين في البكاء، وانكسر صوتها برجاء موجع وهي بتقول:
– رجّعني ليهم تاني يا خالد… لو اتجوزت يحيى، هيخليني أشوف أحمد… هو وعدني.
خالد بص لها بصدمة، وسألها بصوت مبحوح من الغضب:
– إنتي بتقولي إيه؟ ترجعي ليهم؟ بعد كل اللي عملوه فيكي؟
وعايزة تتجوزي المجرم ده؟!
صوت خالد علي، والنار كانت طالعة من قلبه قبل لسانه:
– فاكرة إنك كده هترجعي أخوكي؟ دول مجرمين يا ياسمين… ملهمش كلمة!
هيضحكوا عليكي، وبعدها تبقي تحت سيطرتهم للأبد!
ياسمين بكت أكتر، وجسمها كان بيرتعش من الخوف والضغط.
زينه دخلت بسرعة، وحاولت تهدي خالد بنبرة هادية:
– أهدى يا خالد… هي تعبانة ومش مستحمّلة عصبيتك دلوقتي.
لحظات ودخل معتصم ومهاب، وقربوا من خالد، وكان باين عليهم القلق.
معتصم بصله وقال:
– تعالى نطلع نتكلم برا، خليها تهدى شوية.
خالد زعق وهو بيبص لياسمين ودموعه محبوسة:
– دي هتجنني يا معتصم!
أنا كنت بموت في كل لحظة وهي بين أيديهم … والنهاردة، بعد ما طلّعناها من جحيمهم،
تيجي تقولي عايزة ترجعلهم؟ وتتجوز يحيى كمان؟!
زينه قعدت جنب ياسمين، وحاوطتها بذراعها بحنان.
وخالد بص لياسمين وقال بصوت حازم، مليان تحذير وألم:
– اللي في دماغك مش هيحصل يا ياسمين…
أنا مش هسيبك تضيعي نفسك.
يحيى مجرم، ومكانه السجن، وانتي مكانك هنا…
لحد ما أرجعلك أحمد…
فهمتي؟
ياسمين حطت وشها بين إيديها، ودموعها مغرقة وشها.
خالد كان خلاص هينفجر، فمعتصم ومهاب خدوه وخرجوا بيه من الأوضة.
سادت لحظة صمت.
وزينة بصت لياسمين وقالت بصوت ناعم مليان طيبة:
– على فكرة… خالد بيحبك أوي، وكان هيموت من الخوف عليكي بجد.
متزعليش منه.
ردت ياسمين بصوت باكي ومختنق:
– أنا مش زعلانة منه…
أنا خايفة عليه.
جدي ويحيى مجرمين بجد، وأنا مش هستحمل أخسره هو كمان.
أكيد هيعرفوا إنه هو اللي خدني من المستشفى، وهيأذوه في شغله، وفي حياته.
زينه هزت راسها بهدوء وقالت:
– متخافيش… إن شاء الله مفيش حاجة وحشة هتحصل لحد فيكم.
إحنا كلنا جنبك.
ياسمين بصتلها بنظرة حزن وامتنان وقالت:
– شكراً على كل حاجة بتعمليها عشاني.
زينه ابتسمت لها وقالت بلطف:
– أنا معملتش حاجة.
إحنا كلنا هدفنا نساعدك.
وخالد بيحبك بجد صدقيني .
هو ومعتصم ومهاب خاطروا بحياتهم ومستقبلهم عشان يخرجوكي من المستشفى .
فطبيعي يتوجع لما يسمعك بتطلبي منه انك ترجعي تاني، وتتجوزي واحد غيره.
سكتت لحظة، وياسمين قالت بصوت منخفض مليان قلق:
– يحيى مش هيسكت…
ده مريض، ومستعد يأذي أي حد عشان يوصل لهدفه.
زينه خدت نفس عميق، وبصتلها بثقة:
– يبقى تسيبي خالد يتصرف معاهم.
ثقتك فيه هي اللي هتقويه ويقدر يواجه أي حد عشانك، حتى لو كان ابن عمك المريض ده.
ياسمين هزّت راسها بإيجاب،
وزينة مسكت إيديها برفق، وقالت بابتسامة دافية:
– ومتقلقيش…
إحنا كلنا معاكي،
لحد ما أخوكي يرجع…
ولحد ما تاخدي حقك منهم.
........
في الصالة…
كان خالد واقف في مكانه بعصبية، بيكلم نفسه بجنون وكأنه بيحاول يفهم اللي بيحصل:
– بعد كل ده؟ وعايزة تتجوز يحيى؟ خايفة منه؟ بجد خايفة منه للدرجة دي؟
معتصم بصله وقال بهدوء:
– هي معذورة يا خالد… مهما كانت قوية، دي بنت في الاول وفي الاخر.
في يوم واحد اتكسرت… أمها ماتت، وأخوها اتاخد منها وسافروا بعيد.
الوجع ده ممكن يهد جبل، فما بالك بياسمين؟
خالد اتنفس بصعوبة وقال بعصبية بتزيد:
– كل ما بفكر إنهم عملوا فيها كده، نفسي أروح أخلص عليهم بإيديا.
مهاب تدخل بصوت عقلاني وحازم:
– لازم تهدى وتفكر صح… إزاي تحميها من غير ما تضيع نفسك.
ما تنساش إنك أول حد هيشكوا فيه دلوقتي بعد اختفائها.
معتصم هز راسه وقال بحزم:
– مهاب معاه حق.. وهما لو معرفوش مكانها النهاردة هيعرفوه بكره.. احنا لازم نفكر في حل.. لانهم أكيد هيتهموك بخطفها.
خالد قال بعناد وغضب:
– انا مش فارق معايا أي حاجة.. يعملوا اللي يعملوه.
مهاب بصله بحدة وقال:
– لأ، لازم يفرق معاك!
إنت ناسي إنك ظابط؟ ناسي إنك ممكن تتحول من مدافع عن القانون لمتهم؟
مستقبلك هيضيع يا خالد… مش لعبة!
وفي اللحظة دي،
كانت ياسمين خارجة من الأوضة مع زينة،
كانت عايزة تشكرهم علي مساعدتهم ليها.
لكن صوت مهاب العالي وصل لأذنها…
وسمعت بوضوح:
"مستقبلك هيضيع يا حضرة الظابط."
عينها اتسعت، وقربت منهم بسرعة، قلبها بيخبط في صدرها.
وقالت بفزع بصوت ضعيف:
– يعني إيه يضيع مستقبله؟
وبصت لخالد بعيون مكسورة وقالت:
– قولتلك… رجعني ليهم.
انت كده بتضر نفسك عشاني.
خالد شد نفسه، وحط إيده على وشه بعصبية، وبعدين قرب منها، اتنفس بعمق بيحاول يمنع غضبه:
– ياسمين… انتي عايزة تجننيني؟
يعني أخدك بإيدي وأرجّعك ليهم؟
أقول ليحيى: اتفضل، خد البنت اللي بحبها… اتجوزها بالاجبار عشان أنا خايف على مستقبلي؟
كانت الجملة دي زي طلقة… لما نطق كلمة "بحبها"، قلب ياسمين دق بسرعة،
وبصت له بعينين فيها ألف سؤال وألف دقة قلب.
زينة كانت واقفة وبتبصلهم بابتسامة فيها دفء وتعاطف،
ومعتصم عيونه كانت على زينة، وهو شايف الابتسامة دي علي وشها وقلبه بدء يدق بحبها.
ياسمين عيونها لمعت بالدموع وقالت بصوت بيترعش:
– أنا… أنا خايفة عليك.
مش عايزة أخسرك انت كمان.
دموعها نزلت، وخالد حس بقلبه بيتقطع.
قرب منها أكتر، وبص في عنيها وقال بصوت كله حنان وثقة:
– متخافيش…
هما اللي لازم يخافوا.. انا مش هتخلى عنك أبدا.. وهحميكي منهم وهرجعلك اخوكي.. بس بلاش تستسلمي ليهم.. بلاش تطلبي مني تاني اني ارجعك ليهم.. انتي مش هتكوني لحد غيري يا ياسمين.. حتى لو هموت وانا بدافع عنك.. روحي وعمري كله فداكي.
ياسمين اتأثرت بكلام خالد… عيونها ماقدرتش تبعد عن نظرته اللي كلها حب واحتواء، وكأن الدنيا كلها كانت ساكنة في اللحظة دي.
هزت راسها بالموافقة وهي بتبكي، والدموع كانت بتنزل بس مش من خوف المرة دي… من إحساس بالأمان.
مهاب قطع الصمت بنبرته الجدية – اللي عمرها ما بتستمر أكتر من خمس ثواني – وقال وهو بيعدل وقفته كأنه داخل يلقي خطاب:
– تمام كده… يبقى قدامنا حل واحد بس.
كل العيون اتوجهت له باهتمام، ومع تصاعد التركيز، قلب الجو فجأة بطريقة درامية وهو بيقول:
– في ظل الظروف العصيبة، ومع محاولة خالد ابن الدريني إنه يرجع الحق لأصحابه… لازم برضه ياسمين تمد له إيدها وتساعده يحافظ على مستقبله.
معتصم رفع حاجبه وقال بسخرية:
– وهتساعده إزاي يا وحش الداخلية؟ هتكتب له مذكرة للمباحث تشكره فيها انه خطفها من المستشفى؟
مهاب مد إيده بحركة مسرحية وقال بفخامة:
– تتجوز خالد وتبقى مراته رسمي.. ويحيى المجنون ابن عمها مش هيقدر يعمل حاجة لان مفيش راجل بيخطف مراته. وبكده هكون انا ضحيت ب اتنين من اعز اصحابي وكنت شاهد على جوازهم ودخلتهم ب ايدي سجن الزوجيه.
زينة غطت ضحكتها بإيدها، ومعتصم بص لمهاب بغيظ مصحوب بابتسامة:
– عارف.. انت صحيح تافه بس أوقات كتير بتطلع منك افكار حلوة.
بعدين بص لخالد وياسمين وسألهم بجدية أكتر:
– رأيكم إيه في الكلام ده؟
ياسمين كانت محتارة… ملامحها كلها توتر، وعنيها بتدور بين الكل.
خالد قرب منها شوية وقال بنبرة قلق هادي:
– رأيك إيه يا ياسمين؟
ياسمين خدت نفس عميق وقالت بصوت مرتعش:
– مش عارفة… أنا خايفة ومتلخبطة.
مهاب دخل بنبرة جدية فاجأتهم كلهم وقال:
– مفيش حاجة تخوف يا ياسمين.
هتتجوزي خالد بعقد رسمي، وتقعدي هنا مع زينة… محدش هيقدر يقول إنك مخطوفة، ولا هيقدر يمسك بكلمة.
ولما نلاقي أخوكي وتطمّني، ساعتها تقرري.
لو شايفة إنك تقدري تستحملي ابن الدريني وعصبيته… كُملوا.
لو لا… يبقى تعملي زيي، أنا معرفتش أتحمّل خنقة الجواز وطلقت، وعايش دلوقتي مرتاح قدامك أهو مثال حي وبيتنفس.
ضحكت ياسمين وزينة، وكان أول ضحك حقيقي يطلع من ياسمين من زمان.
خالد ومعتصم رمقوا مهاب بنظرات تهديد، وخالد قال:
– هو انت مينفعش تقول كلمتين حلوين للاخر!
رد مهاب بثقة مصطنعة: انا بنصح البنات علي فكرة.
وبص ل زينه وياسمين وقالهم: مفيش حد يستحمل الاتنين دول صدقوني.. بس معلش نصيبكم كده.
زينة قربت من ياسمين وقالت لها بحنية:
– وافقي يا ياسمين … مفيش حاجة هتتغير، هتكتبي الكتاب بس وتقعدي معايا، وأنا مش هسيبك لحظة.
بصت لها ياسمين بعين فيها طمأنينة لأول مرة من شهور، وقالت بصوت هادي:
– موافقة.
كلمة واحدة، لكن وقعت على قلب خالد كأنها موسيقى…
مستحيل ينسى اللحظة دي. قلبه كان بينط من الفرح، ووشه نور بنظرة مش ممكن تتكرر.
مهاب قطع لحظة السعادة وهو بيبص في ساعة إيده وقال بحماس:
– الساعة بقت 6 الصبح.. هنزل اشوفلكم مأذون يكون راجع من صلاة الفجر واجيبه في أيدي واجي .
قالت ياسمين بسرعة، وارتباكها ظاهر:
– بس أنا مش معايا بطاقة… ولا أي إثبات شخصية.
مهاب ابتسم بثقة وقال:
– متقلقيش… أنا عندي ليكي ملف كامل، فيه كل حاجة عنك.
هجهز الورق، وأرجع بالمأذون في ايدي.
ولما خرج، معتـصم بص لخالد وقال:
– الواد ده ساعات بينفع علي فكرة.
وخالد كان لسه واقف في مكانه، عيونه على ياسمين، وابتسامة فرحة مش قادر يخفيها.
كان حاسس إن قلبه بيرقص جواه…
النهار طلع، والضلمة اللي بينهم ابتدت تنور.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
في بيت الشرقاوي.
كان يحيى واقف قدام جده، عنيه مولعه شر، وصوته عالي لدرجة إن البيت كله سمعه.
صرخ بانفعال وهو بيضرب على المكتب:
– كاميرات المستشفى مش موضحة أي حاجة!
الاتنين اللي خطفوها كانوا مغطين وشهم، بس مش آتنين عاديين ابدا يا جدي.. دول متدربين كويس اوي وعارفين بيعملوا ايه.
الحاج شرقاوي اتكلم بقلق واضح:
– وهيكونوا مين دول يا يحيى؟ مين اللي عنده الجرأة يدخل مستشفى يخطف بنت من أوضتها وسط رجالتنا ومحدش يحس بيه؟
يحيى عض شفايفه من الغيظ، وبص لجده بعنف:
– خالد!
خالد الدريني… حفيد اللوا وحيد!
اتسعت عيون جده بدهشة حقيقية، وقال باستغراب:
– وإيه اللي يخلي خالد يعمل كده؟ هو ماله ومال ياسمين؟!
رد يحيى بصوت بيغلي من الغضب:
– بيحبها يا جدي!
أنا متأكد!
هو الوحيد اللي يقدر ينفذ خطة بالاحتراف ده، والوحيد اللي كان مهتم بيها أكتر مني!
جده سكت لحظة، واضح عليه الارتباك، ثم قال بهدوء ظاهر يخفي عاصفة جواه:
– وإحنا نعمل إيه دلوقتي؟
رد يحيى بعنف:
– نبلغ! ونقدم بلاغ رسمي إنه خطفها!
لكن الحاج شرقاوي هز راسه باعتراض وقال:
– لأ… مش قبل ما أكلم جده الأول. لازم أعرف الحقيقة منه.
يحيى اتجنن، صرخ وهو بيقرب من جده:
– جده؟! انت كمان هتقولي جده؟!
أنا مليش دعوة بيه! لا هو ولا جده!
ياسمين هترجع غصب عنه وهاخد حقي منه بإيدي!
الحاج شرقاوي بص له بحدة وقال بصوت عاقل حاسم:
– بس أنا يهمني منخسرش جده… وياسمين هترجع.
بس مش بالهمجية بتاعك دي.
اقعد واهدى، وأنا هكلمه بطريقتي… وأعرف منه الحقيقة.
---
في بيت اللوا وحيد.
كان قاعد على السفرة بيفطر مع بنته عبير… الجو هادي، وصوت المعلقة في الطبق هو اللي مالي المكان.
رنّ تليفونه. بص عليه باستغراب وقال:
– الشرقاوي؟! بيتصل بدري كده ليه؟
رد وهو بيحاول يسيطر على استغرابه:
– ألو؟ إزيك يا حاج شرقاوي؟
رد الحاج بشرقاوي بنبرة ظاهر فيها التحفظ:
– صباح الخير يا سيادة اللوا… عامل إيه.. اخبار صحتك؟
اللواء وحيد ابتسم وقال بلطف حذر:
– بخير الحمدلله… بس غريبة، اول مرة تكلمني بدري كده ؟
قال الشرقاوي بصوت تقيل:
– حفيدتى ياسمين اتخطفت من المستشفى .. الساعة اتنين بالليل كده في آتنين مخبين وشهم دخلوا وخطفوها وخرجوا من غير ما حد يشوفهم وكاميرات المستشفى مش موضحة شكلهم.
اللواء قعد مكانه شوية، ملامحه مش مبينة أي رد فعل وقال:
– طيب… شاكك في حد؟
عبير رفعت راسها وبصت لأبوها بقلق، وهو بيحاول يفهم اللي بيحصل.
الشرقاوي كمل:
– مش شاكك في حد بعينه، بس بصراحة يحيى بيقول إن خالد حفيدك هو اللي خطفها.
بيقول إنه كان مهتم بيها بزيادة آخر فترة، وخطفها عشان يمنع جوازها من يحيى .
اتغيرت ملامح اللواء وحيد، قام من مكانه فجأة، صدمته واضحة في كل تفاصيل وشه.
اتكلم بحدة:
– خالد؟!!!
اكيد خالد مالوش علاقة بالموضوع ده!
رد الشرقاوي بنبرة خبيثة وهادية:
– انا حبيت أكلمك قبل ما نقدم بلاغ رسمي، يمكن تلحق تعقله لو هو اللي عملها… وتعرفه إن خطف عروسة من عريسها مش أصول.
سكت اللواء لحظة، لكن جواه كان فيه طوفان…
افتكر كل لحظة كان خالد فيها بيدافع عن "الست وأولادها"، وصدمته الكبيرة لما سمعهم بيتكلموا عن جواز يحيى من البنت دي!
الحقايق بتتجمع قدامه فجأة…
رد بجفاف:
– تمام يا حاج… سيبلي الموضوع ده وأنا هتصرف.
وماتعملوش حاجة لحد ما أكلمك.
قفل المكالمة، ووشه اتبدل… عبير قامت ووقفت قدامه، وقالت بقلق:
– في إيه يا بابا؟ الشرقاوي عايز إيه من خالد؟
رد وهو لابس بدلته بسرعة وبيتحرك ناحية الباب:
– هفهمك بعدين… لازم أروح لأختك دلوقتي… أشوف خالد.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
في شقة معتصم.
وصل المأذون، وقعد خالد وياسمين قدامه، ونبض قلب كل واحد فيهم كان بيتسابق مع اللحظة.
تم كتب الكتاب رسمي، وشهد عليه معتصم ومهاب.
المأذون قال بابتسامة هادية:
– ألف مبروك.
خالد بص لياسمين، كانت عيونها شاردة… والدموع لمعت فيها من غير ما تنزل.
كان شايفها موجوعة، حزنها على موت والدتها لسه جارح قلبها ، وفراق أخوها حارقها.
اتنهد في صمت، ووعد نفسه إنه هيرجع لها أخوها، ويملي حياتها من جديد بالفرح.
مهاب رجع بعد ما وصّل المأذون، وقال بضحك خفيف:
– كده أنا بقيت شاهد على عقد جوازك يا معتصم… ودلوقتي على عقد جواز خالد… يعني اللي هيزعل بنت من البنات ، أنا اللي هقفله بنفسي.
زينه ضحكت، ومعتصم بص له وسأله باستغراب:
– اللي عايز افهمه انت ازاي جبت مأذون في وقت زي ده؟ لقيت فين مأذون الساعة 7 الصبح وقدرت تقنعه يجي بدري كده؟؟
رد مهاب وهو بيرفع حاجبه بثقة:
– يابني انت مش مقدر قدراتي في اقناع الناس.. قولتله ان الولد والبنت غلطوا وعايزين يصلحوا غلطتهم.
شهقت ياسمين من الصدمة، وزينة كتمت ضحكتها بصعوبة.
خالد ومعتصم بصوا له بدهشة، وقال خالد وهو بينفجر:
– أنت اتجننت؟! إزاي تقول للراجل كده؟!
ضحك مهاب وقال ببساطة:
– يعني كنت هقوله إيه؟ إنكم صحيتوا الصبح كده قررتوا تتجوزوا على الفطار؟!
ضحك معتصم وقال لخالد:
– بص.. هو يشكر انه اتصرف وجاب المأذون في وقت زي ده.. اي كلام يقوله بقى محدش يعلق.
زينه بصّت لياسمين وضحكوا سوا، ضحكة باهتة لكنها كانت أول محاولة للفرحة.
معتصم بص في ساعته وقال بجديّة:
– لازم ننزل دلوقتي… كل واحد يروح شغله كأن مفيش حاجة حصلت، عشان كل شيء يفضل طبيعي.
خالد قال بقلق وهو بيبص لياسمين:
– وهنسيبهم هنا لوحدهم؟
معتصم طمّنه بثقة:
– متقلقش، العمارة مؤمنة، وتحت فيه أمن مش بيسمح لحد يدخل.
وغير كده… محدش هنا يعرف اننا أصحاب ، ولا إن ياسمين ممكن تكون في شقتي.
مهاب كمل:
– يعني حتى لو شكو، مش هيعرفوا يوصلوا ليهم بسرعة… وعلى ما يعرفوا، نكون رتبنا كل حاجة.
خالد كان لسه بيبص لياسمين… النظرات بينهم مطولة، فيها وجع، حب، وخوف من الجاي.
مهاب لاحظ وقال بضحك:
– طيب أنا كده مش هعرف أنزل من غير فطار… المطبخ فين؟
ردت زينة وهي بتقوم:
– ثواني، هحضر لكم حاجة تاكلوها بسرعة.
لكن معتصم مسك إيدها وقال بهدوء:
– لأ، تعالي معايا… سيبيه هو يحضر لنفسه.
وبص لمهاب وقال:
– المطبخ هناك… بس بلاش تخلص الأكل كله.
مهاب ضحك ودخل على المطبخ، وزينة بصّت لمعتصم بخجل من لمسته، ومشيت وراه.
خالد فضل يبص على ياسمين، قلبه موجوع عليها وهي بتحاول تبان قوية، لكن رعشة جسمها خانتها… والحزن كان باين في كل تفاصيل وشها.
قرب منها وقعد جنبها، صوته كان دافي وحنون:
– ياسمين… مش عايزك تخافي بعد اللحظة دي.. انا هفضل دايما جنبك ومفيش حد في الدنيا هيقدر يقرب منك او يزعلك تاني.
دمعة نزلت من عينها وهي بتبص له… سحب إيديها، وقربها منه، وباسها بحب حقيقي، وقال بصوت هادي:
– انا بحبك واتجوزتك عشان بحبك.. مش عشان مستقبلي واتهامهم ليا وكل الكلام ده.. ومن اللحظة دي انا عايش بس عشان اسعدك.
مسح دموعها بإيده وقال:
– دموعك مش عايزها تلمس خدك تاني.
عارف إن الفراق صعب، بس مامتك في مكان أحسن… شايفاكي، وحاسه بيكي.
ردت بصوت باكي:
– مكنتش متخيلة اليوم ده…
ماما راحت فجأة… وأحمد مش عارفة عنه حاجة…
حاسه إني بقيت لوحدي في الدنيا.
خالد سحبها لحضنه، وضمها بقوة، كأن حضنه هو اللي هيجمع كل اللي اتكسر جواها.
وهي سابت نفسها ليه… كانت محتاجة الحضن ده أكتر من أي كلام...
ياسمين اتجوزت خالد😍
تفتكروا يحيى المجنون هيسكت😂😂
وسيادة اللوا جد خالد كمان🙂
اللي جاي لسه أقوى بكتير 💪 رأيكم وتوقعاتكم في التعليقات وعايزين نوصل البارت ده4000تعليق النهاردة لو عايزين نلغي اجازة بكره😍❤️💪
تابعوووووووني
رواية الطفله والوحش كامله من هنا
رواية جحيم الغيره كامله من هنا
رواية مابين الضلوع كامله من هنا
رواية سيطرة ناعمه كامله من هنا
رواية يتيمه في قبضة صعيدي كامله من هنا
الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺