رواية جحيم الغيره الفصل الاول حتى الفصل الرابع عشر بقلم الكاتبه أماني سيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية جحيم الغيره الفصل الاول حتى الفصل الرابع عشر بقلم الكاتبه أماني سيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
الفصل الاول
عارفه يا منى انا كل أما بسمع معاناة اختى مع جوزها بحس بسعاده كبيره اوى اوى جوايا وخاصة وهى بتتكلم عن جوزها وأنه ازاى مضيق عليها فى المصاريفطيب وانتى علاقتك ايه بجوز اختك وليه تفرحى بكده
ـ لأنه كل أما بيقصر معاها بيثبتلى انه بيحبنى وعايزنى
ـ يانهارك اسود انتى مجنونه بتحبى جوز اختك
ـ وفيها ايه راجل وبيتحمل المسئوليه وعايش معاها خمس سنين قبل ما يعرفى وكان مروريها الهنا كله ليه مايبقاش ده كل بتاعى
انا احلى منها وأجمل منها واستحق العيشه دى
ـ بس متجوز اختك يا مجنونه
ـ بس بيحبنى انا
ـ طالما بيحبك ماختركيش ليه من الاول
ـ عشان وقتها انا كنت بفكر في مستقبلى ومكنتش عايزه اتجوز إنما ملاقتش فايده من الشغل فقررت اتجوز واقعد فى البيت
ـ ومن قله الرجاله ملاقتيش غير جوز اختك
ـ كل اللى اعرفهم مش بتوع جواز واللى عايزين يتجوزوا مش معاهم فلوس
ـ وهو جوز اختك اللى معاه ، مانتى مش سمعاها وهى بتحكى ازاى بطل يصرف عليها
ـ منى انتى مش واخده بالك الملابس الماركات اللى . بقيت ألبسها ولا الدهب اللى بقيت البسه
ـ هو ياسين اللى بيجبلك كل ده
ـ أه هو كل ده عشان يرضينى وكمان حكمت عليه من هنا لحد مايطلق فردوس مايقربش منها ولا يلمسها ومن ساعتها بقى هو ينام فى اوضه وهى فى اوضه
ومش بس كده بقى يتعمد يض*ربها عشان تيجى تغض*ب عند ماما ويعرف يكلمنى براحتوا وكل اللى بيعمله معاها ده عشان يرضينى
ـ وانتى بتبقى مبسوطه بكده
ـ أه طبعاً بحس انى ست ومرغوب فيها وإن ممكن الاقى اللى يبيع العالم كله عشانى ، عشان كده انا هتجوزه
ـ بس ده راجل مايتأمنلوش
ـ لأ ده اهبل انا اللى عرفت اجيبه على ملى وشه
ـ يعنى خطفتيه من اختك
ـ هو عيل اخطفه ده راجل كبير يا منى يعنى الموضوع لو مش على هواه مش هيعمله بالعكس ده مصدق أنى شاورتله بصباعى الصغير وجه تحت رجلى وسايبنى امشيه زى ما انا عايزه
ـ مش حاسه بالذنب
ـ بالعكس حاسه بإنتعاش جوايا كل شكوى بتشتكيها
فردوس من عمايل ياسين بتدخل على قلبى تفرحه
ـ ليه الك*ره ده كله ليها
ـ أوعى تكونى فاكره فردوس بريئه لا دى سهتانه طول الوقت عامله نفسها الطيبه وانا الشريره ، تعرفى بابا قبل مايموت قسم الورث وهو عايش خاف انى ممكن اكل حقها
كلهم شايفنى ظالمه وانى بغير منها رغم انى مكنتش كده بالعكس كنت بحبها
وهى عمرها محاولت تدافع عنى بالعكس كانت مبسوطه بكلامهم او انهم يمدحوها
ـ مايمكن عملتى حاجه خليتهم يشفوكى كده
ـ خالص على فكره كنت بنت طبيعيه جدا بحب ألعب واجرى واعيش حياتى انما فردوس هاديه وبتحب قاعده البيت
ـ يبقى كده الذنب ذنب أهلك أنهم كانوا بيفرقوا فى التربيه ، هى مالهاش ذنب
ـ وانا مكنش ليه ذنب ، أنا نفسى اشوف قهرتهم وانا باخد مكان اختى فى كل حاجة يااااااااا ده أسعد يوم فى حياتى
وانا شيفاهم واقفين مصدومين مش مصدقين اللى بيحصل
ـ طيب ليه فردوس مستحمله ياسين كل ده
ـ عشان هو رافض يديها حقها عايزها ، تتنازل عن القايمه بتاعتها
ـ طيب ماتخليها تاخد حاجتها على الأقل يجبلك كله جديد
ـ لأ انا عايزه كل حاجه تخصها عايزه مطبخها اللى اختارته بنفسها واللى كانت بتقضى وقتها بتمارس فيه هوايتها المفضله
اوضه نومها اللى اللي قضت اجمل ايامها فيها
اوض نوم اولادها اللى كانت بتختارها بعنايه عايزه أخد كل حاجه تخصها
حتى اللبس والملايات عايزه كل حاجه يا منى كل حاجه
فضلت منى باصه لصحبتها بقله حيله
فى صغرها كانت دايما ابتهال بتعانى من تفرقه ابوها وامها بينها وبين اختها لحد ما اتولد داخلها ح*قد كبير إتجاه اختها
فى بيت فردوس كانت قاعده بتزاكر لاولادها وفجأة سمعوا صوت الباب بيفتح
شعر الاولاد بفزع وانكمشوا لحضن والدتهم
بدات فردوس أن تهديهم
ـ اهدوا اهدوا ماتخافوش من انهاردة مافيش حاجه هتخوفكم تانى
ـ ليه يا ماما هتعملى ايه
قالوها الاولاد بخوف
ـ مش هعمل حاجه ادخلوا انتوا قوضتكم والعبوا وماتحاولوش تسمعوا أى حاجة عشان مازعلش منكم
ـ حاضر يا ماما
دخلوا الاولاد اوضهم ودخل بعدها ياسين
بص ياسين اتجاه فردوس بتهجم واشمئزاز
ـ مش ناويه تخلى عندك كرامه وتطلقى بقى
ـ ياسين ماتبقاش ظا*لم طيب حتى ادينى الحاجه اللى جبتها
ـ مافيش حاجه هتاخديها هتطلعى بشنطه هدومك وهدوم عيالك غير كده هفضل معلقك لا طايله سما ولا أرض وهمسيكى بعلق*ه واصبحك بع*لقه
وغير اللى هعمله فى الاولاد
ـ طيب هتستفاد ايه لما انا والاولاد نكر*هك
ـ وأنا مستفاد ايه من حبكم غير انى شايل مسئوليتكم وبصرف عليكم
ـ اتقى الله انت مش بتصرف علينا بقالك ياما
ـ ومش هصرف والوضع هيزيد سوء عشان كده يا فردوس انفدى بجلدك
سكتت فردوس هى بحاول لآخر لحظه أنها تطلع منه بأى شئ يساعدها هى واولادها الفتره الجايه
بصت باتجاه اوضه الاولاد وتنهدت بوجع فهى مجبوره للبعد عنه بسبب اولادها لولاهم مكنتش هتسيب حقها لحد ماتاخده ، لكن الاولاد مالهمش ذنب
فى الفتره الاخيره ذادت قس*وته عليهم مع كل مره بترفض فيها فردوس انها تتنازل عن حقوقها فى سبيل الطلاق ووصل الامر فى الأسبوع الاخير انه بيقفل عليهم الباب قبل ماينزل عشان يتأكد انهم مش هيخرجوا من البيت ولا يشتروا اكل
كان ياسين بيضغط على فردوس بكل الوسائل
وكثيراً من الاوقات ما يضر*بهم بدون سبب حتى تخرج فردوس من شعورها وتمضى تنازل عن جميع حقوقها وماتطلبوش فى المستقبل بأى حقوق
ـ حاضر يا ياسين بس صدقنى هتندم على عمايلك دى فى المستقبل ، انا موافقه على انى ابريك من كل حاجه وعن حقوقى بس ده مش عشان انا بحبك او متمسكه بيك عشان كده كنت رافضه الطلاق
لا انا كنت رافضه انى اطلق واتنازل عن كل حاجه انما دلوقتي لا خلاص ولادى عندى أهم من أى حاجة تانيه
شوف انت عايزنا نروح للمأذون امته وانا موافقه امضى على أى ورق مقابل انى اخلص منك
بس هعمل كل ده على شرط
ـ انتى فى موقف ماينفعش تتشرطى فيه
ـ اعتبره السبب الوحيد اللى هيخلينى اقبل أنى اتنازل عن كل حاجه
ـ قولى
ـ تتنازل عن حضانه الاولاد
ـ انا كده كده مش عايزهم مش ناقص مسئوليات ،
المهم بكره نروح للمحامى نخلص الاوراق اللى تضمن إنك ما تطلبنيش بأى حاجه وانا كمان همضيلك على تنازل عن حضانه الاولاد وبعد كده نروح للمحامى واطلقك طلاق بين دون رجعه
وتكونى مجهزه شنطه هدومك وهدوم العيال وأى حاجه تانيه ماتفكريش تلمسيها انتى فاهمه حتى الدهب
ـ حاضر اتفقنا
قالتها قدامه ومن جواها بتحسبن عليه وبتدعى عليه بسبب عمايله فيها وفى اولاده
مقدرتش تقولها قدامه عشان عارفه وواثقه إنه هيمد ايده عليها ومش هيسكتلها
دخلت اوضه الاولاد وبدات تجمع لبسهم وحاجاتهم المهمه وبعدها دخلت اوضتها وبدات تلم كل حاجاتها واوراقها وشهادات ميلاد اولدها عشان فى المستقبل متحتاجلوش وكانت حريصه انها تاخد صوره بطاقته عشان لو احتاجتها فى أى اوراق تكون خاصه باولادها فى المستقبل متكنش مضطره ترجعله مره تانيه
وفى وسط مكانت بتلم حاجتها شافت البوم صورهم القديم واخذت كل الصور منه وقامت بحر**قها عشان مايكنش ليه أى زكرى جواها
وفى نفس الوقت دخل ياسين البلكونه واتصل بابتهال وبلغها إن أخيرا هيطلق فردوس وانها قبلت بشروطه
فرحت ابتهال وحست بانتصار
ـ أخيرا يا دى كانت لازقه
ـ أخيرا يا حبيبتي
ـ عارف يا ياسين هموت واشوف شكلها لما تعرف إنك عملت كل ده عشانى نفسى الايام تجرى بسرعه عشان اشوف شكلها لما تعرف ومنظرها وهى جايه بكره وجاره شنطه هدومه
الثاني
فى اليوم التالى راحت فردوس مع ياسين للمحامى وبعدها راحوا للمأذون
وكان معاهم اولادهم ومهتمش ياسين بنفسيه الاولاد أو أنهم شايفين باباهم بيبعهم هو ومامتهم عشان نزواته
كانت فردوس من داخلها حاسه بقهر ليه جوزها بيعمل معاها كده ايه اللى وصله للمرحله دى إنه يبيع اولاده ومراته عشان ايه كل ده
بعد ما خلصوا كل الإجراءات ونزلوا فى الشارع امام مكتب المأذون قررت فردوس انها تعرف منه سبب واتمنت انه يجاوبها ويريحها ليه بقى يعمل معاها كده وقفت فردوس قصاد ياسين وبدأت تكلمه بجدية
ـ ياسين خلاص اطلقنا وعملتلك اللى انت عايزه صح
ـ اه
ـ طيب عايزه أسألك سؤال انت ليه بتعمل معايا كده ، ليه رمتنى انا وولادك بالطريقه دى
ـ هنبدا بقى جو الشحاته وتعكريلى مزاجى
ـ لأ مش شحاته ولا تعكير مزاج بس من حقى اعرف ليه قلبت علينا مره واحده كده
ـ بكره تعرفى أنا ماعنديش وقت اضيعه معاكى ،
وسابهم فى الشارع وركب عربيته ومشى وبعدها فردوس وقفت تاكسى واخدت ولادها وراحت على شقه مامتها
******&*******&********
فى منزل ابتسام والده فردوس
أتصلت ابتسام بفردوس عشان تطمن عليها وردت عليها فردوس وكان باين فى صوتها انها ماسكه نفسها عن العياط كان صوتها مخنوق ولو حد قالها مالك هتبدا فى نوبه بكاء صعب الانتهاء منها
ـ ها يا فردوس عملتى ايه
ـ خلاص كل حاجه خلصت وانا دلوقتي فى العربيه وجيالك انا والاولاد
ـ تنورى بيت ابوكى يا حبيبتي هروح اجهزلك اوضه ليكى عشان ترتاحى فيها عشان اكيد جايه تعبانه
قفلت ابتسام مع بنتها ودخلت اوضه ابتهال لاقتها ماسكه الموبايل وبتتكلم فيه
بدات ابتسام تدى اوامرها لبنتها عشان تنفذها كالعادة
ـ ابتهال يلا بسرعه قومى فضى الاوضه دى
ـ ليه ؟؟
ـ اختك جايه وهتقعد معانا على طول
ـ طيب مافى غرفتين تانيين فى الشقه اشمعنى الاوضه بتاعتى
ـ دى كانت اوضتها قبل الجواز والاوض التانيه محتاجه تنضيف احنا هنفضلها دى الاول وبعدين نروق الاوضه بتاعتك القديمه لولادها
ـ وانا اقعد فين فى الشارع
ـ لا خدى الاوضه الصغيره
ـ بتاعت النانى
ـ مبقاش فى نانى خلاص من زمان وبعدين ماهى موجوده فى الشقه مش بقولك انقلى الشارع اللى ورا
ـ انا لو روحت الشارع اللى ورا يبقى اكرملى ، بصى من الاخر كده انا لا هروق ولا هفضى مكانى لحد وماتنسيش انى ليه فى الشقه دى زيك انتى وبنتك ومش مطالبه اسيب اوضتى عشان بنتك اطلقت وجايه تعيش معانا
ـ وانتى عرفتى منين انها اطلقت
ـ واحده هتعيش مع اهلها على طول تتفهم ازاى
ـ ابتهال كلمه ومش هتنيها هتسيبى الاوضه دى لاختك وهتروخى الاوضه الصغيره وهتنضفى معايا الاوضه التانيه لولادها
ـ لا هنضف ولا هنقل انا قاعده فى نصيبى فى بيت ابويا مش عاجبك قاعديها فى اوضتك على الاقل اوضتك اكبر
ـ انتى مستخسره الاوضه فى اختك منك لله يا شيخه مش كفايه كسره قلبها وهى مطلقه وبقت بطولها بعيالها
ـ مش مشكلتى انها مش ماليه عين جوزها
بمجرد ما انتهت نهال من الكلمه قامت والدتها بض*ربها على وجهها بشده
ـ انتى بنت قليله ادب وانا معرفتش اربيكى اوعى اسمعك تقولى الكلام ده قدمها بإذن الله تجربى احساسها ويحصلك اللى حصلها
نظرت ابتهال لوالدتها بقهر من رد فعلها وازداد داخلها شعور الانتق**ام من امها ومن اختها
بدأت نظرات ابتهال تزداد شراسه مما جعل والدتها تخشى رد فعلها
نظرت ابتهال لوالدتها بقوه واتكلمت بصوت هادى وحاد ممزوج بالشراسه
ـ اطلعى بره الاوضه بتاعتى حالا
خرجت والدتها مسرعه وهى تتمتم بصوت واطى ولكن ابتهال سمعته
ـ بنت عاقه منك لله بإذن الله تجربى قهره قلبها
جلست ابتهال مره أخرى على السرير ووضعت يدها على خدها وحاولت كتم الدموع حتى لا تدخل امها مره اخرى وترى ضعفها.
قامت ابتهال واخرجت من الدولاب اجمل هدوم ليها ودخلت المرحاض اخذت شاور وبدلت ملابسها وخرجت للصاله منتظره لحظه وصول اختها حتى ترى نظرات الوجع بعينيها التى لطالما كانت هى تعانى منها
اما بسببها او حول شئ يخصها ولكن مأساتها دائما كانت لها علاقه بها
الان تبدلت الادوار واصبحت اختها هى التى تمتلك تلك النظرات ،نظرات الوجع والحزن والقهر
ستجلس وتتحدث معها لتملئ عينيها بذلك الوجع الذى تملك من اختها وتسمع شكواها لتهدأ تلك الن*ار التى بداخلها
بعد فتره وصلت فردوس وطلع البواب الشنط كانت ابتهال قاعده ومعها كوبايه النسكافيه منظره الفيلم يبدأ قدامها
خرجت والدتها وحضنت فردوس وفضلت تهدى فيها وتواسيها وبدأت فردوس العياط بقوه وقهر
لكن كان صوتها بالنسبة لابتهال معذوفه موسيقية بتهدى الاعصاب
مقدرتش ابتهال تمسك ابتسامتها وقامت وراحت لاختها بحجه انها بتواسيها
ـ ادخلوا يا ولاد اتفرجوا على التلفزيون وانتى يا فردوس بطلى عياط وتعالى احكيلى حصل ايه
ـ انتى خارجه يا ابتهال
اتكلمت مامتها وسبقت كلام ابتهال .
ـ لا يا حبيبتي حتى لو خارجه كل مشاويرها تتأجل وتقعد معاكى
تجاهلت ابتهال كلام والدتها وقررت انها تعكس كلامها
ـ اه عندى تمرين كمان ساعتين كده وبعدها خارجه مع صحابى نغير جو
ـ خدى اختك معاكى
ـ لأ اختى ماتعرفش صحابى ولا عمرها راحت جيم اخدها معايا ليه هى عيله صغيره تبقى تروح لواحدها او جوزها يوديها
بصتلها امها بغيظ
ـ انتى بتستعبطى مانتى عارفه ظروفها .ـ
ـ اه معلش منا معرفش التفاصيل طيب احكيلى يا فردوس حصلك ايه يمكن اساعدك
ـ أبدا يا ابتسام جوزى مش عايزنى لا انا ولا العيال وبطل يصرف علينا واجبرنى على الطلاق ومش بس كده ده خلانى اتنازل عن كل حاجه
اتكلمت ابتهال بشماته ولكن كانت متداريه خلف حديث ممتلئ بالمواساه
ـ معلش يا فردوس مايمكن بطل يحبك وبقى يحب واحده تانيه اصل مافيش راجل يك**ره مراته بالشكل ده غير لو حب واحده تانيه
ـ معقول
.ـ اكيد الراجل لما مراته ماتبقاش ماليه عينه بيدور هلى اللى ناقصه بره وانتى
قالت الكلمه وسكتت بسبب تدخل مامتها فى الكلام
ـ إيه القرف اللى بتقوليه ده ، انتى اختك تملى عين أى حد هو اللى راجل وس*خ وعينه زايغه
ـ ده عشان هى بنتك بتقولى كده
بصى الفرق بينى وبينها وانتى تعرفى مين اللى ينبصله
ـ اختك طبعا تكسب انتى فيكى ايه انتى
ـ لا بشتغل وليه مركزى ومعايا عربيه وشقه وفلوس ودهب معايا كل حاجه بنتك معاها ايه غير حبك ليها
ابقى خلى حبك ينفعها انا حبيت انصحها لكن للأسف كلامى معجابكوش فماتزعلوش بقى
قالت كلامها بطريقة مليانه بالوعيد والاستهزاء وبعدها سابتهم وخرجت تقابل ياسين منفذها الوحيد للانت**قام من اختها وأهلها
فضلت والدتها تنادى عليها عشان ماتخرجش لكن ابتهال تجهلتهم وخرجت
بصت فردوس لمامتها
ـ هى مالها ابتهال وبعدين جابت الحاجه دى كلها ازاى وامته ده مرتبها يادوب بيكفى قسط الشقه ولبسها اللى مش بيخلص
ـ انا اعرف اختك دى محدش يعرف عنها حاجه
حتى موضوع الشقه القسط اللى هى جابتها دى معرفتش عنها حاجه غير وانا بدور فى دولابها بالصدفه شوفت العقد ولما سالتها ردت عليه بالعافيه
ولحد دلوقتي معرفش مكانها ولا مساحتها ولا أى حاجة عنها والعربيه بتاعتها من حوالى كام شهر كده بدلتها بعربيه جديده ولما شوفتها صدفه زهى بتركن قالتلى بدلت القديمه بالجديده ودفعت فرق فى البنك
ـ تصدقى بقيت احسدها يارتنى كنت عملت زيها
ـ انتى عبيطه ده هى اللى طول عمرها بتغير منك
سيبك منها انا روقتلك الاوضه اللى فى الوش والاوضه الصغيره هدخل اجهزهالك عشان الولاد قومى ارتاحى انتى وانا هخلص الغدا واصحيكى تاكلى
**********&**********&*********
خرجت ابتهال وراحت تقابل ياسين فى احدى الكافتريات
كان ياسين قاعد منتظهرها على احدى الطاولات اول ماشفها قام وقرب منها يستقبلها
استقبلته ابتهال بابتسامة مزيفه وقاعدت معاه
ـ إيه الأخبار
ـ عملت كل اللى طلبتيه منى هنتجوز امته
ـ لما عدتك تخلص
ـ نعم ؟؟ انا راجل ماليش عده انتى فكرانى ست ولا ايه
ـ ياسين ركز يا بابا انت مطلق اختى مش بنت خالتى يعنى ماينفعش نتجوز غير لما العده تخلص
ـ بس انا طلقتها بلا رجعه
ـ أيا كان طلاقك وسببه ايه طالما فى عده يبقى ماينفعش لا تتجوز لا اختها ولا عمتها ولا خالتها غير بعد انقضاء العده
ـ انا اول مره اعرف إن الراجل ليه عده طيب اعمل ايه دلوقتي
ـ أبدا انت عملت اللى مطلوب منك وكل المطلوب دلوقتي إنك تستنى فتره العده تخلص بس عارف لو عينك زاغت كده ولا كده قصص وروايات أمانى سيد
ـ وانا اقدر انتى بس اللى ماترجعيش فى كلامك
ـ ماتخافش بس عايزاك تنزلى بوستات فيها رومانسيه وكلام حلو من غير ماتحط اسمى عايزه وتكتب انك فى العلاقه عشان اضمن انك ماتبصش لحد غيرى ولا عينك تزوغ كده أو كد
واعمل حسابك انى مراقبه الاكونت بتاعك كويس اوى
ـ حاضر يا روح قلبي هعمل كل اللى انتى تطلبيه
فضلت ابتهال قاعده معاه فتره بسيطه عشان تأكد عليه طلبتها
وخاصه انه يكتب انه ارتبط على الفيس بوك لانها عارفه ومتاكده إن اختها هتراقب ياسين وهى عايزه تكسرها مره لما تعرف إنه اتخطاها ف ىنفس يوم طلاقهم ومره تانيه لما تعرف إنه فضلها عليها
خلصت ابتهال كلامها مع ياسين وركبت عربيتها عشان تروح الجيم
وطول الطريق كانت بتفتكر زكريات الطفوله عشان لو قلبها حَن على اختها الماضى يفكرها
ياترى ايه الماضى اللى وصلهم لكده ؟؟
البارت الثالث بدون لينك
ازاى اهل يوصلهم تفكيرهم انهم يخلفوا طفل عشان تكون اعضاءه قطع غيار لاخوه
عمرى ما هنسى اليوم اللى عمتى قررت تبعتنى لبابا وماما فيه عشان كانت مسافره وكانوا بيتكلموا من غير ماياخدوا بالهم أنى وصلت
Flash back
ـ بقولك يا جبر خلاص فردوس الدكتور قال انها هتخف والعلاج بدأ يظهر نتيجه يبقى كده مش هنحتاج ناخد كليه ابتهال ونعمل عمليات ومصاريف وهيكون فى خطوره على فردوس
ـ اه الحمد لله انا مكنتش مصدق لما الدكتور قال إن فردوس هتخف خلاص ومش هنحتاج ناخد كليه ابتهال نديهالها
ـ المهم خليها تفضل عند اختك انا مش عايزه حاجه تعطلنى عن فردوس عايزه يبقى كل وقتى ليها وكده كده ابتهال خلاص مابقاش منها فايده
ـ يارتنا ماتسرعنا وخلفناها ويوم مانخلف تانى تبقى بنت يارتها كانت ولد
ـ أهو بقى حمل زيادة علينا
بصيت وقتها لعمتى اللى اخدتنى ومشيت من غير مايحسوا بينا لما جسمى بدأ يرتعش من الخوف منهم
رغم أنى كنت طفله إلا إنى فهمت كلامهم معقول معقول كانوا مخلفنى بس عشان ياخدوا الكليه بتاعتى يدوها لاختى
اخدتنى عمتى وقاعدنا فى محل عصير وجابتلى عصير اشربه وطبطبت عليا
ـ انسى اللى سمعتيه هما بس صعبان عليهم فردوس عشان مريضه وبيتصرفوا من غير لما يفكروا عارفه لو تعبتى ولا حصلك حاجه برضوا هيخافوا كده عليكى زى مابيخافوا على فردوس
اهلك سايبينك معايا عشان خايفين مايعرفوش يهتموا بيكى لانهم كل يوم فى المستشفى مع اختك
وقتها كنت بريقه وصدقت كلام عمتى انهم فعلاً بيحبونى ، لكن فى نفس الوقت الكلام فضل فى دماغى وكول الوقت بفكر هل لو انا تعبت هيحبونى زى اختى كده
بقيت انام واحلم بكوابيس انهم بياخدوا اعضائى من جسمى و يحطوها فى جسم اختى
عمتى بعد ما شافت حالتى قررت انها تاخدنى معاها السفر لانها خافت عليا وكمان خافت من طريقه تعامل اهلى معايا وقالت يمكن لما فردوس تتعافى نهائى يحبونى زيها ويفتكروا ان ليهم بنت
لكن اللى حصل العكس
كتر البعاد بيعلم الجفا
فضلت قاعده عند عمتى وجوزها لمده سنتين اسافر معاهم وأرجع معاهم زياراتى لاهلى محدوده وبتكون وسط الزيارات العائلية مكنتش بشوف منهم إهتمام خالص كانى مش بنتهم بنت حد تانى وجاى معاه زياره
بقيت اقول لعمتى يا ماما وخلاص اعتبرتها ماما فعلا وجوزها بابا لكن للأسف بعد فتره جوز عمتى ما*ت
وقتها حسيت أن بابا هو اللى مات وروحنا انا وعمتى عشنا فى بيت جدتى فتره لحد ما جالها هريس تانى وقتها جدتى قررت أنها ترجعنى لاهلى يمكن لما ارجع واعيش معاهم يبقوا حنينين عليا
ولكن للاسف وقتها بقى عندى ٨ سنوات واختى ١١ سنه
روحت عشت معاهم وللاسف كانت أسوأ أيام حياتى
كانوا بينسونى يقعدوا يتغدوا ويسبونى بينسوا إن عندهم بنت مس فاكرين غير فردوس فى الأعياد ينزلوا يجبولها اللبس الجديد ويدونى من لبسها القديم
وكانت حجتهم
لبس اختك جديد ومالحقتش تلبسه البسيه ولما يدوب نجبلك غيرت
كل حاجه كنت باخد حاجتها القديمه لدرجة انها نفسها بقت تيجى تدينى حاجاتها القديمه كأنى طفله يتيمه بتشفق عليها
وكان ممنوع أنى اخد حاجاتها عشان ما ابوظهاش
كنت لما ازهق وادخل العب معاها ونتخانق زى أى اختين الاقيهم جم فى صفها ويضر*بونى
مكنتش بحب البيت خالص كنت بهرب عند صحابى وجدتى لحد ما توفت ووصت عليا اعمامى
وقتها كان اكتر عم بيزورنا عمى عماد وبيبقى معاه ابنه عمران كان عنده ١٥ سنه
كنت بحبهم اوى كانوا دايما يجبولى هدايا ولبس كنت بشوف فيهم العوض
كان عمران بيحب يلعب معايا اوى لانه كان اقرب ليه من فردوس بحكم أنى كنت بشوفه لما بيزور جدتى وعمتى لما كنت قاعده معاهم
كنت بستنى معاد زياراتهم عشان العب معاه واستنى الحلويات اللى عمى بيجبهالى
بعد كام زياره بدأت فردوس تحس بغيره من اهتمام عمى وعمران بيا
بدأت توقع بينى وبين عمران عشان يبطل يلعب معايا اتعودت إن الاهتمام يكون بيها هى بس
كنت طفله محدش عملنى أخد حقى كنت بنسحب بهدوء
بقيت اشوفهم يلعبوا مع بعض ابدأ انسحب وادخل الاوضه بتاعتى
بقيت اعوض ده انى اعمل اصدقاء يعوضونى وللأسف كل صداقه اعملها تنتهى للمرحله اللى فيها وخاصه لو الاصدقاء دول عندهم اخوات بنات
بدأت اصاحب اصدقاء مايكنش عندهم اخوات بقيت محبوبه بره البيت وبقيت شاطره اشطر من فردوس بكتير وعندى اصدقاء اكتر منها
الموضوع اتحول معايا لتحدى أنى ابقى احسن منها فى كل حاجة لكن مكنتش بأذيها
وكنت لما بشوف عمران فى أى مكان كنت بتجاهله لانه هو اختار اختى واختار يصدقها ويلعب معاها ويبطل يلعب معايا رغم إنه عارف أنى مكنش ليا صحاب غيره
بعد مرور عده سنوات
بدأ عمران يحاول يقرب منى تانى لكن كنت بصده خلاص مش عايزاه هو صدقها وسمع كلامها وسابنى لواحدى دلوقتي لما مرت السنين و بقى عندى اصحاب غيره جاى تانى يقرب منى لا خلاص مش عايزه
وقتها بقى عندى ١٦ سنه وفردوس ١٩ سنه ودخلت تجاره وعمران ٢٢ سنه وكان بيدرس طب أسنان
حاول عمران كتير بكل الوسائل اننا نرجع اصدقاء تانى وقولت خلاص نرجع اصدقاء تانى وكانت اكبر غلطه عملتها
اتعلقت بيه وحبيته بس للأسف كان حب من طرف واحد فضلت احبه من طرف واحد لحد ما خلص دراسه حبيت ادخل طب اسنان زيه لكن للأسف فردوس هانم مكنتش عايزه حد يبقى احسن منها أو أن اهلى يحسوا انى اشطر منها واتسببت انى ادخل تجاره زيها
فضلت مكتئبه اسبوعين ورافضه الأكل
حاولوا كتير يكلموها لكن بدل ما يقنعوها ان دى حياتى
هى اقنعتهم إن الناس هتفضل تقارن بينى وبينها ويقولوا عليه اشطر منها وانهم كده مش هيبقوا عادلين
وطبعاً كالعاده دخلت تجاره واتصاحبت على ناس وكنت بنجح بتقدير عالى
وعمران كان وقتها فتح عياده لنفسه وجه عشان يتقدملى
بدل ما بابا يفرح لا قالوا اتجوز فردوس هى الكبيره وضغط عليه
وبدل ما عمران يدافع عنى لا ساب كل حاجه وسافر
وبعدها اهل اصحابى اتوسطولى انى اشتغل فى بنك مع بنتهم وفعلا اشتغلت فى بنك اللى كان شغال فيه ياسين وكانت فردوس بتجيلى الشغل كتير واتعرفت على ياسين واتخطبوا واتجوزوا وخلفت وفضلت انا عايشه مع بابا وماما جه بابا قبل مايموت قسم الورث علينا بالتساوى وطلب منى اسامحه وهو على فراش الموت لكن للأسف كان صعب ٢٥ سنه من عمرى عمره ما فكر يحضنى او يفرحنى بهديه او عيد ميلاد زى فردوس
مات جبر لكن انا مزعلتش عليه حسيته واحد غريب مات
اخدت نصيبى حطيته فى مقدم شقه
احساس الامان مش موجود الله اعلم ممكن يحصل ايه فى المستقبل
وبعد فتره جبت عربيه صغير قسط تبع البنك
وبعدها فوجئت بخبر خطوبه عمران
وقتها حسيت بنا**ر جوايا وان السبب في بوظان حياتى عايشه ومتهنيه
قررت ابوظلها حياتها زى ما بوظتلى حياتى وخلتنى اعيش عيشه مش حباها خليها بقى يجربوا يعنى ايه وجع قلب طفله ومراهقه وانسه ناضجه ماسبونيش فى اى مرحله من مراحل حياتى تعدى بخير
بارت انهارده مش معناه تحيزى خالص لابتهال أو أن اللى عملته صح
بس كان توضيح لسبب عمايل ابتهال مع فردوس
البارت الرابع بدون لينك
فاقت ابتهال من شرودها على صوت الموبايل كانوا اصدقائها بيرنوا عليها عشان اتاخرت
ردت عليهم ابتهال بسرعه لقتها فرصه تخرج بيها من زكرياتها
ـ الو يا منى انا طالعه اهو خلاص وصلت
ـ تمام بس صاحبه الجيم بتسال عنك
ـ ليه ؟
ـ مش عارفه هى مستنياكى
ـ طيب انا هدخلها الأول وبعدين اطلع أبدا تمرين
وصلت ابتهال الجيم ودخلت على غرفه صاحبه الجيم وسلمت عليها
ـ اقعدى يا ابتهال عايزاكى فى موضوع مهم
ـ اتفضلى
ـ انتى عارفه إن كابتن سماح مشيت صح
ـ اه للاسف
ـ أنا كنت عايزاكى تمسكى الجيم بدالها
ـ أنا
ـ اه انا بشوفك فى التمرين عندك طاقه وحماس كبير اوى من اول يوم جيتى فيه هنا من سنتين
يعنى انتى عارفه التمرين بيمشى ازاى والحركات صح وكمان بشوفك بتساعدى الناس الجديدة انها تعمل التمارين صح وبتشجعيهم فبصراحه مش هلافى احسن منك
ـ بس يا كابتن انا بشتغل
ـ وانا مش هعطلك انا عايزاكى اربعه ايام فى الاسبوع من الساعه ٧ للساعه ٩ ها قولتى ايه وهتاخدى مرتب حلو
واعتقد ده مش هيأثر على شغلك لان منهم يوم الجمعه والسبت ودول انتى اجازه فيهم
سكتت ابتهال تفكر في العرض اللى اتقدم لها ولقته فرصه عشان تقعد فتره اطول بره البيت
ـ تمام يا كابتن انا موافقه
ـ طيب يلا بقى نطلع نفرحهم
طلعت ابتهال مع صاحبه الجيم وعرفت البنات إن ابتهال هى اللى هتكمل معاهم وهما فرحوا أوى بيها وهنوها وبدأت فى تدريبهم وبعدها خلصت ووصلت البيت
دخلت البيت لقت مامتها وفردوس قاعدين بيتفرجوا على التلفزيون تجاهلتهم ودخلت المطبخ لقت مامتها عامله سمك
دخلت اوضتها وطلبت أكل دلفرى
بعد فتره بسيطه وصل الاكل وخرجت ابتهال وحاسبت الدلفرى واخدت الاكل منه
وهى فى طريقها لاوضتها وقفتها امها
ـ هو كل الاكل اللى جوه ده مش مكفيكى وراحه تطلبى دلفرى ، ده بدل ماتحطى فلوس الاكل اللى بتحبيه من بره ده فى البيت
ـ أولا انتى معاشك على معاش بابا كبير ومش محتاجه اساعدك
ثانياً انتى عامله سمك تونه وانا مابكلوش
ـ ليه يا صغننه مش هتبطلى دلع
ـ لأ عندى حساسيه منه وانتى عارفه كده ومش مشكلتى انك بتنسيه
ـ بس اختك بتحبه
ـ طيب المفروض اعمل ايه اكله وانتح"ر عشان ابسطك
ـ انتى ماتعرفيش تتكلمى عدل غورى فى داهيه من قدامى سديتى نفسى
تنهدت ابتهال بملل وسابتها ودخلت اوضتها وهى بتعد الأيام اللى هيعرفوا فيها سبب طلاق اختها ايه
خلصت أكل وخرجت تقعد معاهم عشان تتأكد إذا كانت اختها شافت البوستات بتاعت جوزها ولا لأ
خرجت ابتهال الصاله وراحت قاعدت معاهم وبدأت فى الكلام بشكل عام
ـ ايه يا فردوس مرتاحه فى القاعدة هنا
ـ أه طبعاً ماما حبيبتي مريحانى ومش مخليانى أعمل حاجه حتى الولاد هى بتقعد معاهم
ـ لما القاعده هنا حلوه كده ما اطلقتيش ليه من زمان
اتكلمت أمها بعصبيه
ـ انتى جايه تقعدى معاها تعصبيها روحى اوضتك
ـ أنا اقعد مكان ما احب شقتى
ـ مش بتاعتك لواحدك اختك ليها فيها
ـ أدى بالظبطت
ـ طيب إيه رأيك بقى أنى هكتبلها نصيبى وهيبقى نصيبها اكبر يعنى لو حبت تتصرف فيها تقدر تتصرف فيها بدون ما ترجعلك وفلوسك تبقى ترميهالك فى المحكمه
ابتهال من داخلها كانت عارفه إن أكيد فى يوم من الأيام هيحصل معاها كده عشان كده قررت انها تشترى شقه اول ماخدت نصيبها من ورث باباها وبقت تضغط نفسها بأقساط عشان تضمن أنها تلاقى مكان في المستقبل
ـ وأنتى فاكره كده انك هتضايقينى طيب اتكلمى فى حاجة عدله
انتى اصلك ماشوفنيش شقتى عامله ازاى دى جنبها ولا حاجه
وغير كده ياترى بنتك هتجيل الفلوس اللى هتشترى نصيبى بيها منين
ـ أنا هساعدها
ـ طيب لما تبقى تجمعى بقى تمن نصيبى ابقى هاتيه وانا امشي ومن هنا لحد ما ده يحصل اقعد مكان ما احب واقول اللى انا عايزاه
وبعدين يا فردوس محدش بيسمع صوتك ليه انتى مش بتعرفى تتكلمى
ـ وانا أتعب نفسى واتكلم ليه طالما ماما بتتكلم بالنيابه عنى
ضحكت ابتهال بسخريه وتريقه على أختها
ـ إلا صحيح يا فردوس جوزك قصدى طليقك ماتصلش بيكى ولا منفضلك أصل شوفت كده على الفيس منزل كام بوست رومانسي وانه فى علاقه
شحب وجهه فردوس ومسكت التليفون وبدأت تشوف البوستات وحست بغيره
ليه جوزها عمل معاها كده ليه حب غيرها اكتر منها
بصت لامها بدموع واخدتها امها فى حضنها وطبطبت عليها
فى الجهه الاخرى كانت ابتهال قاعده بتكلم نفسها
جربى الوجع لما تحسى انك اللى بتحبيهم مش بيحبوكى وبيفضلوا غيرك عليكى
زمان مكنش فى حضن بيطبطب عليا على الأقل انتى امك معاكى بتطبطب عليكى
كانت ابتهال بتبصلهم ومن جواها مش عارفه تفرح لانها السبب فى ده ولا تزعل على حالها إن محدش حس بيها انها مجربتش حضن الأهل ولا الاحتواء ده
سابتهم ابتهال وقامت عشان محدش يشوف فى عينيها نظره الضعف او الحنين ولا الدمعه اللى خانتها وظهرت فى جفنها
اثناء مرورها من قدامهم تمتمت والدتها بصوت مسموع
ـ هديتى كده منك لله
تجاهلتها ابتهال ومردتش عليها أهم حاجة دلوقتي انها متظهرش ضعفها ولا تشمتهم فيها
مرت الايام واتصالات ابتهال قلت بياسين وبدأ ياسين يبعت رسايل لابتهال يسهالها عن بعدها عنه
وكان جوابها دايما انها انشغلت فى شغل جديد
بالإضافة انها على وشك الترقيه فى شغلها وهى من ساعه مانقلت فى الفرع ده وهى بتحاول تثبت نفسها بكل الوسائل
مرت الايام وعدى شهر كانت بتتفادى ابتهال أنها تقعد مع اختها او أمها بتضيع وقتها فى الشغل والخروج مع اصدقائها
وبعد مرور شهرين وبعد إلحاح كبير من ياسين قررت تقابله
هى بدأت تحس انها ورطت نفسها معاه لانها مابتحبوش بس ده الشئ الوحيد اللى هيوجعهم عشان كده مستحملاه
فى احد الكافتريات قابلت ابتهال ياسين بابستامه مزيفه
ـ ازيك يا ياسين عامل ايه
ـ انا كويس الحمد لله ، بس حاسس انك بتهربى منى
ـ مش بهرب منك ولا حاجه بس انا دلوقتي مركزه فى شغلى والجيم عشان كده بعدت شويه وبعدين هانت خلاص
ـ طيب انا عايز أتأكد انك لسه عند وعدك
ـ حاضر بكره هكلم عمى واخليك تقابله
ـ متأكدة
ـ متاكده انى هكلمه واظبط معاه الموضوع مش سهل
ـ ماشى يا ابتهال وانا معاكى للآخر بس افتكرى انى عملتلك كل اللى انتى عايزاه
ـ فاكره ماتقلقش
انتهت ابتهال من مقابلتها معاه وروحت البيت لقت مامتها وفردوس بيضحكوا وبيهزروا على غير العادة
ـ السلام عليكم
ـ وعليكم السلام كويس انك جيتى بدرى
ـ خير
ـ عمك عازمنا كلنا بكره ومأكد انك لازم تيجى معانا
ـ طيب انا كده كده كنت هروحله بكره كنت عايزاه فى موضوع مهم
ـ موضوع ايه
ـ بكره لما نروح هتعرفى
ـ ايه يا بايره جايلك عريس ولا ايه وخايفه تقولى لنحسدك
ـ بايره هه انا بايره طيب مش احسن لما اجيلك وانا جاره خبتى معايا
ـ انتى ايه ماتعرفيش تسمعى من غير ماتردى الغيره دايما وكلاكى كده من اختك
ـ وياترى بقى هغير منها ليه وعلى ايه
ها تقدرى تقوليلى ايه بنتك متفوقه عليا فيه او احسن منى فيه
انا بشتغل بدل الشغل اتنين عندى شقه وعربيه ورصيد فى البنك ليه صحاب عندى كل حاجه هغير منها ليه
ـ عشان عندك عقده نقص لاننا بنحبها أكتر منك وانتى مش قادره تنسى ده اننا بنفضلها عليكى
غصب عنها الدموع كانت هتخرج
تصنعت ابتهال الضحك الشديد عشان امها واختها يفتكروا دى دموع من كتر الضحك
ـ طيب قولى حاجه عدله اغير منها
اغير من حبكم ده لو كان نفعها انما اغير من فاشله ليه وسبتها ودخلت الحمام وقفلت على نفسها وفضلت تعيط
مهما كانت فاكره انها تخطت الماضى إلا انها كل مره بتتاكد انها لسه مخرجتش منه مع اول مواجهه بيبان الضعف
ياترى رد فعلهم ايه لما يعرفوا بكره ؟؟؟
ياترى عمها عايزهم ليه ضرورى ؟؟؟؟؟
البارت الخامس
تانى يوم فى منزل ابتهال لبسوا وجهزوا وبدؤوا يتوجوا لبيت عمها جبران
وركبوا مع ابتهال فى عربيتها الجديدة وكان الصمت مسيطر فى السيارة
فامت ابتهال بتشغيل الراديو حتى يسليها فى الطريق
وكان الحديث بينهم محدود للضروره فقط
وصلوا أخيرا منزل جبران واستقبلهم جيران بترحاب شديد خاصه ابتهال فهى وصيه امه له وكان كثيراً ما يرى الظلم الذى يقع عليها
وعندما يتحدث مع جبر دايما كان رد اخوه
إن فردوس مريضه و ممكن فى أى وقت تتعب تانى
( نصيحه لكل أم وأب لو عندك طفل مريض بلاش تضغط على السليم عشان فى الاخر مش هينسى وبلاش تيجى على الكبير عشان الصغير لأن الكبير هيفضل اكبر مش هيبقى اصغر مع مرور الوقت بس اللى هيكبر جواه ومش هيتنسى التفرقه فى المعامله صعبه اخوه يوسف كانوا هيق*تلوه والقوه فى غياهب الجب من غيرتهم )
جلسوا جميعاً في الصاله وبدات زوجه جبران تقدم لهم المشاريب وبعد مرور وقت صغير خرج عمران يستقبلهم ويسلم عليهم
استقبلته ابتسام بترحاب وتهليل هى وفردوس وعرفته على ابنائها
فى ذلك الوقت حلت الصدمه على ابتهال هى لم تكن تتوقع حضوره
مجرد سماع صوته ووقوفه امامها جعل يدها ترتعش وقلبها ينبض بقوه كانها كانت تجرى فى سباق طويل
ظلت تحاول جاهده تهدئه نفسها لكنها لم تستطع واصبحت يدها مثل قطعه من الثلج
اقترب منها عمران ليلقى السلام عليها لكنها لم تعطيه يدها خشت ان يشعر بها ولكن عمران لاحظ تلك الرعشه فسحب يده ببطء وتحدث بمشاكسه
ـ على فكره ايدى مافيهاش جرب
ـ مابسلمش على رجاله بالايد
ـ وماله انتى عامله ايه
ـ الحمد لله وألف مبروك على الخطوبه
ـ الله يبارك فيكى عقبالك
ـ قريب أوى باذن الله
انقلب وجهه عمران من ذلك الرد وذهب ليجلس بجانب والده
بدات ابتسام تتحدث عن فردوس وطريقه طلاقها من زوجها
ـ شوفت الواطى يا جبر عمل ايه بهدل بنتى وضر**بها وحرمها من المصروف وكان بيحبسها فى الشقه وفضل يضغط عليها لحد ما خلاها اتنازل عن كل حاجه ويطلقها وفى الاخر يروح يحب فى واحده تانيه
ـ وانتى اتنازلتى عند محامى يا فردوس مضيتى ورق
ـ أه ده كان شرطه يا عمى وعشان اخلص وافقت
اتكلم عمران بود
ـ ماتقلقيش يا فردوس حتى لو مضيتى فانتى ليكى نفقه العيال ودى سهل اجبهالك اعرف محامى شاطر ممكن يظبطلك كل حاجه
ـ بجك يا عمران
ـ أه بجد وهحاول كمان اجبلك حاجتك منه بس محتاج شويه وقت
اتكلمت ابتسام بعشم
ـ طول عمرك كبير وسند لينا ، ربنا يعلم معزتك فى قلبى ايه وكان نفسي تبقى انت جوز فردوس بس يلا بقى
ـ نصيب يا مرات عمى وفردوس تبقى اختى
ظلت ابتهال صامته حتى يسألها عمها عن احوالها ووقتها ستفجر تلك المفاجأة وما يزيد سعادتها وجود عمران
ـ خلاص يا ابتسام ماتقلقيش عمران هيساعد فردوس اعتبرى مشكلتها اتحلت وكمان خليها تروح تخلص ورق المعاش وتاخد معاش ابوها هى اولى بيه والمعاش هيساعدها كتير
ـ بتروح وعماله تلف حوالين نفسها ومش عارفه تعمله
ـ خلاص هعدى عليكم بكره الصبح اخدها اوديها وارجعها تانى
ـ ربنا مايحرمنا منك يا عمران يارب
نظر لها عمها بحنيه
ـ وانتى يا ابتهال عامله ايه
ـ انا بخير يا عمى وكنت جيالك انهارده فى موضوع مهم
ـ خير سامعك
ـ أنا جايلى عريس
ـ بجد طيب حد نعرفه
ـ اه ياسين طليق فردوس
صمت تام حل على المكان الجميع ينظر لبعض هل ما سمعوه حقيقة ؟؟
انتى قولتى ايه ؟ قالتها ابتسام بتوعد
ـ ايه بقول ياسين عايز يتجوزنى على سنه الله ورسوله ، لا هعمل حاجه حرام ولا غلط
ـ انتى اتجننتى صح دوناً عن كل الناس ملاقتيش غير ده
تحدثت فردوس بقهره وغيره
ـ مش جديده عليكى طول عمرك بتاخدى البواقى بتاعتى مبروك عليكى
كادت امها أن تتهجم عليها لكن وقف عمها فى المنتصف
ـ اقعدى يا ابتسام اقعدى محدش يكلمها
ثم أشار لها
ـ تعالى يا ابتهال عايز نتكلم لوحدنا
دخل جبران مع ابتهال غرفه عمران ودخل عمران خلفهم لكن ابتهال رفضت تتكلم فى وجوده وضغط عليه جبران وخرجه
ـ اقعدى يا ابتهال
ـ اتفضل يا عمى
ـ انتى فعلاً عايزه تتجوزى ياسين انت شوفتى عمل ايه مع اختك وممكن يعمل معاكى كده
ـ متقلقش انا هعرف أأمن نفسى منه كويس
ـ انتى فعلاً عايزاه بتحبيه سؤالي ده مهم بتحبيه يا ابتهال ؟؟
صمتت ابتهال لا تعلم ماذا تقول
ظل جبران ينظر لها فى صمت فهو كان على يقين أن ذلك اليوم سيأتى اليوم الذى ستقرر فيه ابتهال اخذ حقها منهم جميعا فالضغط يولد الانفجار فهى كانت بالنسبه لاهلها طفل زجاجى كان اهتمامهم الكامل بفردوس وتسبب فى تروما لديهم من أن يعود ذلك المرض اليها مره اخرى فحتى بعد شفائها كانوا دائما يروا أن صحتها ضعيفه فاصبح ذلك وسواس دائم لهم
جعلهم لا يروا ابتهال وخاصه بعدها عندهم لم تكبر أمامهم فاصبحت مشاعر عاطفه الابوين فقط لفردوس واصبحت ابتهال منافس لها ولا يحق لها المطالبه بأى حقوق او التفوق عليها
حاولت زوجته كثيراً التحدث مع ابتسام لكن للأسف دائما ما تجيبها ان المشاعر ليست بيدها وانها كثيرا حاولت لكنها لم تستطع
فاق من شردوه على رد ابتهال
ـ الحب مش كل شئ بس إحنا مناسبين لبعض
ـ طيب لو قولتلك انا مش موافق عشان خايف عليكى
ـ خاطرك على راسى يا عمى بس ارتباطى من ياسين هيفرق معايا انا مقتنعه بيه وشايفاه مناسب
ـ خلاص يا ابتهال هعملك اللى انتى عايزاه بس انا اللى احدد تاريخ الخطوبه والجواز اتفقنا
ـ اتفقنا
هى مش فارف معاها ارتباط او جواز بس هى عايزه تغذى داخلها احساس الانتصار عليهم
خرجوا من الاوضه وعادوا للجلوس معهم مره اخرى
ـ ها يا جبران كلمتها
ـ أه هى مش صغيره وعارفه هى عايزه ودى حياتها وهى مش هتعمل حاجه حرام انا هاخد رقم ياسين وهتكلم معاه بنفسى انتوا ليكم راحل المفروض ترجعوله
ـ يعنى ايه عشان ترضيها تقهر اختها
ـ ربنا مايجيب قهر وبعدين فردوس عايشه كويسه معاكى ومش ناقصها حاجه وعمران قالك هيجيبلك حقها
ـ بس انا مش موافقه يا عمى
ـ دى مش حياتك يا فردوس عشان تقررى فيها اظن انتى فهمانى
جذبت فردوس والدتها وغادروا منزل عمها متوعدين لابتهال فبدأت الشكوك تهاج*مهم أن ابتهال سبب طلاق فردوس
نظر جبران لابتهال بحنيه
ـ ماتقلقيش انا معاكى واللى انتى عايزاه هيتم
ـ طيب استاذن انا يا عمى
ـ خليكى بايته معانا مش هيسبوكى فى حالك
ـ ماتخفش عليه خاف عليهم منى
ـ يابنتى اسمعى الكلام وباتى معانا انهارده بس
ـ لأ معلش مره تانيه
تركتهم ابتهال لتذهب لمنزلها فهى على يقين انهم منتظرينها حتى يوبخوها ولكن هى مستعده لهم وستكمل ما بدأته
فى منزل جبران كان عمران يتحدث مع والده بعصبيه
ـ ازاى يا بابا توافق بكده كنت امنعها وهى هتسمع كلامك وازاى هى تفكر أصلا تعمل كده فى اختها دى مريضه
ـ ماتشغلش بالك بيها يا عمران ضرورى عايزك تشوفلى دكتور نفسى
ـ ابتهال مش مجنونه وعارفه هى بتعمل ايه
ـ تصدق اللى عملك دكتور ظلمك ، ابتهال عقلها يوزن بلد بس الماضى مأثر عليها لازم تتخطاه عشان تعرف تكمل حياتها ولو إحنا عاندناها الموضوع هيقلب عكسى ابتهال بدات تفتح الماضى والله اعلم هتعمل ايه وممكن عقلها يوصلها لايه
انا ياسين هعرف اتعامل معاه واثبته بالكلام انما ابتهال اللى محتاجة فعلا علاج الاول
ياترى ابتهال هتوافق تروح لدكتور نفسى ؟؟؟
وامها واختها هيسكتوا ؟؟
البارت السادس
وصلت ابتهال المنزل وكانت الابتسامه مرسومه على وجهها فهى على يقين بأنهم لن يتركوها
صعدت السلالم ببطء وهى تدندن وعندما وصلت للمنزل فتحت الباب واغلقته بقدمها
نظرت امامها وجدت امها وبجانبها فردوس ونظرات الشر واضحة على وجههم
نظرات فردوس تتحدث عن ما بداخلها اصبحت نظرات الغيره ظاهرة فى عينيها والسؤال واضح
بينما كانت نظرات ابتسام غل و حقد ولكن ما جعل الابتسامه تزداد على وجهها نظرات الهزيمة المشتركة بينهم
ابتدت فردوس بالحديث
ـ طلعتى حقي*ره دوناً عن رجاله العالم كله ملاقتيش غير ياسين
ظلت ابتهال على وضعها الابتسامه لم تفارق وجهها ونظرات الانتصار تملئ عينيها ظلت صامته لم تتحدث تريد فقط أن ترى انف*جار فردوس امامها لتشعر بلذه الانتصار
ـ يعنى طلعتى انتى السبب في طلاقى اسمعنى ياسين اشمعنى مانتى طول عمرك بتحبى عمران ليه ماعملتيش خطتك دى عليه اشمعنى ياسين
ـ وانتى زعلانه ليه مش كنتى بتشتكى منه ديما ، ادينى شاورتله بس وجالى بيزحف
اتكلمت ابتسام محاوله كسر غرورها فهى ترى انهيار فردوس امامها وتخشى أن تم*رض مره اخرى
ـ عارفه يا ابتهال انا موافقه على جوازك من ياسين مبروووك والله من قلبى بقولك مبروك
تلك الكلمات جعلت الابتسامه تهدأ من وجهه ابتهال فرضوخ والدتها بتلك السرعة ذرع داخلها شكوك ونظرت الهزيمة التى تحولت لخبث جعلت القلق يتسرب داخلها
نظرت لهم ببرود وتحدثت بابتسامه مصطنعه
ـ الله يبارك فيكى بس موافقه من عدمها مش محتجاها وفروها لنفسكم حظ افضل المره الجايه
ابتسمت ابتسام ونظرات الهزيمة بدأت تتبدل بنظرات إنتصار
ـ قريب يا ابتهال هيكون فى مره تانيه بس العريس التانى حاجه تانيه خالص مبروك عليكى ياسين
ثم نظرت لفردوس
ـ وانتى يا فردوس خشى نامى الكلام مش هيفيد خلاص
دخل كل واحد منهم غرفته
فى غرفه فردوس كانت تتأكل من الغيره ليس حباً فى ياسين ولكن لانه تركها ورحل من أجل اختها التى تتفوق عليها فى كل شئ
حتى عندما ظنت انها تفوقت على ابتهال وارتبطت بياسين اعتقاداً منها أن هناك اعجاب بينهم لكنها اكتشفت أن الاعجاب من البداية كان من طرف ياسين فقط وعندما تحدث مع ابتهال قبل التقدم للزواج من فردوس رفضته ابتهال واغلقت المجال له في الحديث وبعدها أراد أن يجرحها فتزوج من فردوس واصبح يدللها فى وجود ابتهال لعله يجعل ابتهال تشعر بالغيره ولكنه دائما كان يجد من طرفها اللامبالاة
فاصبح بعد اول سنه يتعامل مع فردوس ببرود تام فقط يعطيها من المال ما يكفى ولم يكتفى بذلك بل وصرح له انه من البداية كان يريد ابتهال فهى ناجحه ومحبوبه من الجميع ولها مستقبل عكسها هى لم تمتلك من المؤهلات ما تجذبه اليها
اخفت فردوس ذلك الأمر عن ابتهال ظناً منها أن ابتهال ستشمت بها
لكن لما بعد كل تلك السنين ارتبطت ابتهال مره اخرى بياسين ؟؟
ومنذ متى ارتبطت به ؟؟
فهو معاملته معها سيئه ولكنه لم يكن يطلب منها الطلاق بشكل صريح والتنازل عن حقوقها
بدأت تأخذها الزكريات ل ٦ اشهر مضت عندما طلب منها ياسين الطلاق وذلك متقارب لنفس الموعد الذى اعلن فيه عمران خطوبته
هل من الممكن أن ابتهال مازالت تحب عمران ؟؟
الى هنا وقفت رأسها عن التفكير فما علاقه ياسين بعمران فكان من الممكن أن ترتبط بأى شخص اخر
شعرت بصداع شديد يجتاح رأسها فقررت التوقف عن التفكير اليوم فهى تحتاج للنوم والراحة
ولكنها عزمت النيه على التأكد من مشاعر ابتهال لعمران حتى ترد لها ما فعلته بها
******&******&********&*********
فى الغرفة المجاورة لها كانت تجلس والدتها تنظر من الشرفه وبيدها فنجان قهوه تعيد احداث اليوم امامها
كيف لابتهال أن تتغير بذلك الشكل لم تكن هكذا
دائما ما كانت تتجاهل كل ما يحدث وتصمت
وتركز فى أهدافها
اخذها التفكير للماضى
لم يكن حملها بهين فهى ظلت خمس سنوات لم تنحب ثم كرمها الله بفردوس وسمتها فردوس لانها كانت جنتها فى الارض
رفضت أن تنجب بعدها حتى لا ياتى طفل ويشاركها فى الدلال وكان دائما ما يلح عليها جبر أن تنجب له ولدا ولكنها كانت تؤجل معه ذلك الموضوع ودائما ما تتحجج بصغر سن فردوس وانها تحتاج لرعايه
بعد ما تمت فردوس سنتين بدأ التعب يظهر عليها واكتشف أن ابنتها تعانى من مرض فى الكلى وبدأت معها رحله العلاج والدكاتره اخبروها انها عندما تكبر من المحتمل أن تحتاج لتغيير الكلى
ووقتها قررت أن تنجب طفلا اخر ليساعد فردوس لانها لم تتطابق معها
وبالفعل انجبت ابتهال وكثيراً ما كانت تبتهل لله حتى يشفى فردوس وعندما انجبت ابتهال قامت بتسميتها ذلك الإسم
حاولت كثيراً أن تعدل بينهما فى التربيه لكن فردوس كانت مريضه عكس ابتهال
فكانت فردوس تحتاج لعنايه اكثر
فابتهال فقط تحتاج لتاكل وتنام
عندما اشتكت لجبر من عندم استطاعتها لتحمل مسئوليه الطفلين كان دائما ما يوسيها
وتكرر الحديث امام اخت جبر التى قررت أن تاخذها فلم يعجبها وضع ابتهال واهمال ابتسام لها ولكن اعطت العذر لابتسام بسبب مرض ابنتها
وبالفعل اخذتها معها لمده خمس سنوات وقتها لم تكن مريم ( عمت ابتهال ) متزوجه
وعندما تزوجت لم تتركها واخذتها معها وساعدها على ذلك حب زوجها لابتهال ولكن للأسف توفى زوجها وبعدها عادت مره اخرى للجلوس مع والدتها إلى ان تزوجت
فى ذلك الوقت عادت ابتهال للعيش معى مره اخرى
حاولت كثيراً التقرب منها ولكن كان هناك شئ ناقص هناك حاجز بعد تلك السنوات جعلت مشاعر الأمومة تقل تجاهها حاولت كثيرا وتحدث الجميع معى ولكن الامر لم يكن بيدى
فدائما فردوس ما كانت تجذب انتباهى بأحديثها بطلباتها عكس ابتهال لم تكن تطلب شيئا
طلباتها كان اعمامها وجدتها هم من يشتروها لها بسبب جلوسها معهم كانوا على علم بمقاساتها وبما تحب وبما لا تحب
دائما كنت ارى فى اعينهم نظرات الحب لابتهال اكثر من فردوس
حاولت أن اجعلهم يعاملون الاختين بنفس الطريقة لكن لم استطع
فهم يميلون كل الميل لابتهال
وهذا الشئ ما كان يحزن فردوس ولم انكر أنى كنت اشعر بالحزن تجاهها لذلك كنت احاول تعويضها بأن اعطيها مشاعر أكثر واكثر
وعندما اصبحوا فى سن المراهقهه
دائما ما كانت ابتهال تفوق فردوس فى الدراسة وبناء الاصدقاء
وذلك الشئ جعلنى أشعر اكثر بالشفقه على فردوس
رغم كل شئ فردوس اصدقائها قليلون عكس ابتهال
لو ينظر الجميع من عينى سيجدوا أن فردوس دائما ما تحتاج لحب وشفقه اكثر من ابتهال
حتى عند وفاه والدها اعطى كلا منهم نصيبه بشكل عادل
ولكن ذلك لم يكن عدلا
فردوس لم تمتلك من الحياه خبره ابتهال لتعمل او تشترى شقه وسياره
فكان ذلك ظلم لفردوس كان يجب عليه أن يؤمن مستقبل فردوس لانها من الممكن فى أى لحظه أن تمرض مره اخرى كان من المفترض أن يكتب لها الشقه على الاقل
حتى فى زواجهها كنت أرغب فى زواجها من عمران لانى كنت اعلم انه سيصونها ولكنه رفض وسافر ولم نعلم متى سيعود
وعندما تزوجت ياسين شعرت براحه خاصه عندما كنت اراه يدللها ولكن لسوء حظها إنه كان يفعل ذلك من أجل ابتهال
عندما علمت فردوس ذلك شعرت بحزن عميق وكانت تطلب منى أن لا اخبر ابتهال حتى لا تشمت بها وظلت معه فى تلك الحياه البائسه لعله يحبها فهى لم يكن امامها خيار اخر غيره ومرت السنوات بشكل روتينى إلى أن بدأ يلح عليها ياسين فى الطلاق
وبدأ يضغط عليها بكافه السبل إلى ان وافقت
وعادت للعيش معنا مره اخرى بسبب اختها
للاسف حياه فردوس محزنه بسبب ابتهال ليتنى لم انجبها ولم تكن موجودة لم يكن حدث كل ما حدث فردوس فتاه رقيقه مريضه لا حول لها ولا قوه
عكس ابتهال
******&******&******&*******
فى غرفه ابتهال كانت تجلس مسطحه على التخت تنظر لسقف الغرفه تفكر فى حديث والدتها معها
هناك خوف يسرى فى جسدها لم تعلم لما اجتاحها ذلك الشعور الان
جلست فى مكانها وضمت ساقها لصدرها كأنها تحتضن ذاتها ووضعت رأسها بين ركبتيها محاوله أن تطمئن نفسها
تلك حركه لا شعوريه دائما ما تفعلها عندما تقلق من شئ
فى الماضى عند انتظارها لظهور نتيجتها كانت تفعل ذلك وقت البرق والرعد الشديد تفعل ذلك فهى دائما فى ذلك المنزل كانت تبقى بمفردها
ازدادت القشعريره بجسدها عندما تزكرت عمران وحديث والدتها عنه
شعور لا اراديا بالحنين والشوق يجذها اليه ولكنها لم تسامحه على غيابه عنها
شعور الوحده بدأ يتسرب اليها مجددا يصطحبه ندم على قرارها بارتباطها بياسين ولكن قد فات وقت الندم نظرات عمران وفردوس وابتسام كفيله بأن تجعلها تقذف نفسها فى النا*ر وليس الزواج من ياسين
بعد فتره وجدت الهاتف يرن برقم غريب نظرت للساعه وجدتها الثالثة صباحا
وضعت الهاتف على وضع الصامت ولكن وجدته يرن مره اخرى
لم تجيب عليه وبعدها وجدت رساله
ـ ياترى مين بيتصل بيها فى الوقت ده ؟؟
ـ هل ابتسام كان معاها حق فى اللى عملته فى ابتهال ؟؟
البارت السابع بدون لينك
قامت ابتهال بغلق الهاتف وخلدت للنوم
هى لن تجيب على هاتفها فى وقت كهذا أيا كان المتصل بها
عندما اغلقت الهاتف وضع عمران هاتفه جانباً
لم يستطع عمران النوم وظل يفكر هل حقاً اصبحت ابتهال تحب ياسين ام فعلت هذا بهدف الانت*قام منها
مشاعر الغيره تأكله من الداخل والحيره
هل حقاً ابتهال تغيرت بهذه الطريقة ؟؟
هل ستسمعه وتتقبل دوافعه أم أن الانتق*ام اعماها عن أى شئ
وماذا لو حقا اصبحت تحب ياسين ؟؟
عند هذه النقطه قام من مجلسه وظل يدور فى الغرفه وبعدها خرج للشرفه لعل الهواء يهدئ ما بداخله
مسك الهاتف مره اخرى واعاد الاتصال بابتهال اكثر من مره لكن مازال الهاتف مغلق
عندما أتى الصباح ارتدى ملابسه وتوجهه لمنزل جبر حتى يأخذ فردوس ويساعدها فى الانتهاء من إجراءات المعاش وبعدها سيأخذها للمحامى حتى تستطيع أن تأخذ حقوق ابنائها
فى منزل جبر كانت ابتهال تستعد للذهاب لعملها واوشكت على الانتهاء فسمعت صوت طرق على الباب
فتحت ابتهال الباب فوجدت عمران امامها
توقفت قليلا صامته محاوله السيطره على مشاعرها
لما تشعر بتلك البرودة التي تسري في عروقها،
برودة مش بس في أطرافها... لا، دي برودة من نوع تاني،
برودة في الروح
كأن الدنيا كلها سحبت منها الدفء، وسابتها تواجه كل حاجة لوحدها.
بتتمنى من جواها...
نفسها يضمها ويخبّيها جواه،
نفسها يحط إيده على راسها ويقول: "أنا جنبك، متخافيش"،
زي زمان...
زمان لما كان صوت طبطبته بيطمنها أكتر من ألف وعد.
عمران...
عمران الشخص الوحيد اللي الماضى بيحنّي له،
الوحيد اللي لما بتفتكر ضحكته، قلبها بيرقّي،
بتتمنى لو الزمن يرجع بس علشانه.
مش علشان تعيد أيامها...
لكن علشان ترجع تحس بالأمان اللى كان معاها لما كان هو جنبها.
كانت بتشوفه ضهرها،
سندها وسط عالم عمره ما شافها غير بنظرة لوم،
هو بس اللي شاف فيها طفلة محتاجة حضن،
مش مجر*مة بتداري جرحها بالتمرد.
بس دلوقتي...
فينه؟
فين السند لما القلب وقع؟
فين الطبطبة لما الحيطان كلها وقعت فوق دماغها؟
هو مشي...
سابها لوحدها، في لحظة كانت أكتر واحدة محتاجة فيها حد يقولها "أنا معاكي".
.هي مشتاقة له...
مشتاقة لنظرة فيها حنية
لكلمة "وحشتيني" خارجة من قلبه
لحضن يدفّي البرد اللي ساكن فيها من سنين
بس مش قادرة تقول
ولا قادرة تعاتب
ولا حتى قادرة تبكي...
لأن الدموع جفّت من كتر القهر
بينما عمران لم يكن حاله افضل من حالها
شعور الاشتياق يملئه ود لو يضمها لو يطمئنها
يتمنى الآن أن يجلس بجانبها كما كان بالماضى ويسمع اوجاعها وهى تشتكى له ما تعانيه من ظلم
عايزها تقعد معايا اكلمها اطمن عليها
قاطع ذلك التواصل صوت ابتسام وهى
ـ جيت فى معادك مظبوط يا عمران تعالى افطر تكون فردوس جهزت
ـ حاضر
دخل عمران وكاد ان يتحدث مع ابتهال لكنها تركته ودخلت غرفتها
انتهى من الطعام هو وفردوس سريعا وكانت ابتهال فى غرفتها منتظره خروجهم حتى تخرج من غرفتها
ـ مش يلا يا عمران
ـ نستنى طيب ابتهال نوصلها فى سكتنا
ـ ابتهال مش هترضى معاها عربيه بتروح وتيجى بيها
صمت عمران لم يعد لديه حجه خرج هو وفردوس وبعدها بقليل خرجت ابتهال
واثناء ذهابها للعمل اتصل بها عمها ليطمأن عليها .
ـ ازيك يا لولو عامله ايه
ـ بخير يا عمى الحمد لله
ـ حد عملك حاجه امبارح
ـ لأ ماحصلش حاجه انا دخلت نمت
ـ طيب ابعتيلى رقم ياسين عشان اتكلم معاه
ـ حاضر اول ماوصل الشغل هبعتلك الرقم على طول
ـ لو غيرتى رايك فى أى وقت انا معاكى يا ابتهال اعتبرينى ابوكى يا حبيبتي ربنا يعلم انى بعزك وبحبك وغلاوتك فى قلبى زى عمران
ماتنسيش انى ربيتك مع عمران
ـ حبيبى يا عمو حاضر
وبالفعل عندما وصلت ابتهال عملها ارسلت لعمها رقم ياسين
فى السياره انتهى عمران من جميع إجراءات الورق الخاصه بفردوس وكانت فردوس فقط تمضى على الأوراق فكانت الإجراءات بسيطه كيف لها أن لا تستطيع أن تفعل مثل هذه الأشياء بمفردها
لم يريد أن يعلق ولكن سيحاول أن يساعدها حتى تستطيع الاعتماد على نفسها
ـ بقولك يا فردوس احنا كده خلصنا خلاص اجراءات المعاش باقى انهم يكلموكى عشان تروحى تاخدى الفيزا اللى تقبضى بيها هتعرفى تروحى ولا محتاجه اوصلك
ـ لا هعرف بإذن الله
ـ طيب حلو اوى تعالى نشرب حاجه فى اى مكان وبعد كده نطلع على المحامى ونشوف هيقولك ايه ولو اتفقتوا ابقى اعمليله توكيل
ـ حاضر
وبالفعل ذهبوا لاحظى الكافتيريات وجلسوا وطلبوا بعض المشاريب
بدأت فردوس تساله عن حياته فى الخارج وعن خطيبته
ـ انت خلاص يا عمران هتستقر هنا فى مصر
ـ اه الحمد لله
ـ طيب وناوى على ايه
ـ الفتره اللى فاتت دى كلها كنت بأسس مركز طبي زى مستشفى بس صغيره كده وكنت بجهزها بأحسن الاجهزه الحديثه
ـ بس انت طولت جامد فى الغربه
ـ للأسف غصب عنى كان ورايا قروض وديون لازم اسدها والحمد لله خلصتها انا الفتره اللى فاتت كنت بشتغل من نا*ر مكنتش بنام ولسه قدامى شويه على مافتح المركز ويشتغل
ـ هيبقى عيادات اسنان بس
ـ لا نسا وتوليد وباطنه وقلب واسنان طبعا وعيادات اطفال وكمان فيه معمل تحاليل
انا بقالى ٦ سنين ببنى فيه
ـ الحمد لله انك خلصته
ـ إيه رايك تشتغلى فيه
ـ انا مش دكتوره
ـ محتاج حد فى الاستقبال وهيكون معاكى واحده تعلمك الشغل انا قدامى شهر وافتح المركز ها ايه رايك
ـ بجد اكيد موافقه طبعا
ـ طيب وخطيبتك بقى دكتوره معاك
ـ ماتستعجليش بكره هتعرفى كل حاجه مش يلا بقى نروح للمحامى
ـ لا خليها بكره
ـ طيب لزمتها ايه مانخلص كل حاجه فى يوم واحد
ـ لا بجد عندى صداع غريب معلش خليها بكره عشان خاطرى
ـ حاضر ، يلا بقى اوصلك
وبالفعل قام عمران بإيصالها للمنزل
وعندما وصلت للمنزل ظلت تقص على والدتها جميع ما تم مع عمران
ـ جدعه يا فردوس طلعتى شاطره
كده يوم يجر التانى ومشوار يجر مشوار وواحده واحده تقربوا من بعض تانى
ـ وانا كمان قبلت الشغل عشان ابقى معاه طول الوقت
ـ شاطره عايزاكى بقى تركزى فى شغلك وتنجحى فيه وتعملى صداقات
ـ ماتقلقيش انا ناويه استغل الفرصه كويس اوى
فى منزل جبران اخذ الرقم من ابتهال وقام بالاتصال ب ياسين وطلب ان يقابله وبالفعل وافق ياسين واتفق معه أن يقابله بعد العمل
بعد انتهاء اليوم ذهب ياسين ليقابل جبران فى احدى الكافتريات ورفض جبران أن ياخذ معه عمران لانه لم يتوقع رد فعل عمران
ياترى ايه اللى هيتم بين جبران و ياسين ؟؟
وفردوس ومامتها بيفكروا لايه ؟؟
البارت التامن بدون لينك
شجعونى عشان انزل التانى الساعه ١٢ بدون لينك لو وصلتوا البوست من هنا للساعه ١٢ ل ١٠٠٠ لايك هنزلكم التاسع بدون لينك
جلس جبران على طاولة بجانب الزجاج، ينظر من حين لآخر في ساعته. بدا عليه الهدوء، لكن أصابعه كانت تدق بخفة على حافة الكوب، كأنه يعدّ اللحظات
بعد وقت قليل جاء ياسين واعتذر منه عن التأخير
- انا اسف على التاخير بس الطريق كان زحمه
ـ مافيش مشكله انا مبقاليش كتير قاعد ... اتفضل اقعد
ـ حاضر
ـ خير يا ياسين ابتهال بلغتنى انك عايزنى
بدأ التوتر يظهر على وجهه فهو ظن أن ابتهال اخبرته بكل شئ وهو وافق
بدأ يتحدث بصوت يكاد يكون مهزوز من التوتر
ـ انا عايز اطلب ايد ابتهال
ـ طيب وفردوس
ـ إحنا انفضلنا
ـ بس لسه فى بينكم اولاد وهى نفسها لسه ماخدتش حقوقها منك
إزاى عايز تتجوز وانت لسه مادتش فردوس حقوقها.
ـ فردوس اتنازلت عن كل حاجه
ـ اتنازلت تحت ضغط منك مش طيب خاطر منها
وده غير ولادك اللى انت راميتهم من غير ما تصرف عليهم
بس لو مش عايز تصرف عليهم ومش عايزهم احنا اولى بيهم وهنربيلك ولادك ونصرف عليها
وضغط جبران على تلك الكلمه حتى يجعله يفوق ويتزكر أن له اولاد
ظهر التوتر على ملامح ياسين فرغم حديث جبران الهادئ إلا انه يوجد اسفله تجريح مبطن
ـ لا طبعاً ولادى انا هصرف عليهم وكفيل بيهم
ـ طيب وفردوس وحقوقها
ـ بصراحه انا هتجوز على العفش والحاجة دى
ـ خلاص اديها تمن الحاجه
بص يا ياسين انت لو شخص فقير ومحتاج انا كنت اديتك العذر لكن انت بتشتغل ومرتبك عالى وغير كده عندك ورث من اهلك يعنى من الاخر حقوق فردوس مش هتفرق معاك بس انت قاصد انك ماتديهاش عشان كده عايزك تبقى صريح معايا
هى دى رغبه ابتهال ؟؟
ـ بصراحه اه وبعدين انا مش وحش كده ابتهال انا اشترتلها هدايا وغيرتلها العربيه تقريبا بتمن قايمه فردوس
ـ الفلوس اللى صرفتها على ابتهال ابعتهالى وانا هردهالك ومش عايزها تعرف حاجه عن الموضوع ده
ـ بس انا مش عايز حاجه انا بقولك كده عشان ما تفكرش أنى بخيل
ـ انا فاهم بس ابتهال فى مقام بنتى وانا اولى بيها وخاصه ان مافيش اى رابط بينكم عشان تجيبلها حاجه او تصرف عليها لما يبقى في نصيب ابقى هاتلها اللى انت عايزه
والاهم من ده حقوق فردوس تاخدها وإذا كان على اقناع ابتهال انا هقنعها بس ده شرطى عشان اوافق
ـ انا مش عارف هتوافق ولا لأ
ـ انا هتصرف واتمنى من هنا لحد ما العده بتاعتك تخلص ويبقى فى ارتباط رسمى مايكنش فى كلام بينكم وبخصوص اختها انا هكلمها
ـ خلاص وانا موافق على أى حاجة هتقرروها
ـ تمام على بركه الله
انتهى جبران من حديثه مع ياسين واتصل بابتهال وطلب منها أن تأتى له بعد عملها ووافقت ابتهال واتصل بها ياسين واخبرها بعض من حديث جبران ولم تعلق عليه ابتهال
فى منزل جبران كان يجلس مع ابنه وزوجته يتحدثون بأمور مختلفه وطلب جبران من زوجته ان تزود من الطعام لأن ابتهال ستاتى لهم اليوم وافقت زوجته وذهبت لتحضير الطعام
وجلس جبران برفقه ابنه
ـ ها خلصت ورق فردوس
ـ أه تقريبا كل حاجه خلصت بس هى مش هتاخد المعاش غير لما العده تخلص وهتاخدها بأثر رجعى ..... اصلا المشوار كان بسيط مش عارف فردوس ازاى معرفتش تخلص حاجه زى دى لوحدها وغير كده هما قالولها انهم بلغوها بالكلام ده قبل كده يعنى زيارتى معاها كانت تحصيل حاصل
ـ معلش فردوس متعوده كل حاجه تجلها لحد عندها
ـ عشان كده انا قولتلها تشتغل معايا فى المركز
عندما سمع جبران تلك الكلمه انقلب وجهه مما جعل عمران يشعر إنه اخبره شئ خاطئ.
ـ مالك يا بابا انت اتضايقت ليه لما قولت أنى هشغل فردوس عندى
ـ وليه خلتها تشتغل معاك
ـ عشان تتعامل مع ناس وتاخد خبره فى حياتها بحاول اساعدها
ـ هو انت جواك مشاعر لفردوس
ـ لأ طبعاً زى اختى
ـ اتمنى توصلها كده وتكون حريص دايما إنك تقولها انتى اختى
ـ ليه يا بابا ؟؟
ـ هتعرف بعدين
ـ صحيح قابلت الزفت ده
ـ أه وهيرجع لفردوس حقوقها
ـ طيب وكان عمل فيها كده ليه من الأول ؟؟
ـ مش مهم المهم جبتلى رقم الدكتور النفسى اللى قولتلك عليه
ـ جبتلك رقم دكتوره
ابتسم جبران على غيره ابنها التى مهما حاول أن يداريها ستظل واضحه
ـ طيب هات رقمها عشان اكلمها الاول واتفضا شوف كنت بتعمل ايه
اخذ جبران رقم الطبيبه وتحدث معها وقص عليها تاريخ ابتهال وما فعلوه معها أهلها
وظلت الدكتورة تستمع اليه وتدون بعض الاشياء
ـ أستاذ جبران بصراحه الوضع مؤسف جداً بس عايزه اقول لحضرتك حاجه
ـ اتفضلى
ـ كلهم محتاجين علاج يمكن اكتر من ابتهال واول واحده محتاجه تدخل هى ابتسام وبعدها فردوس لأن اكتر واحده محتاجه علاج هى ابتسام
ـ أنا كنت فاكر انها ابتهال
ـ لأ ابتهال بكل اللى عملته الفتره الأخيره ده رد فعل لكبت سنين عدت
وعلى فكره اللى انا شببه متاكده منه إن ابتهال قبل محاولتها للانت**قام من اهلها حاولت تنت*حر أوقات لما بنوصل لحافه الهاويه ونلاقى اللى وصولونا للمرحلة دى مبسوطين وقتها بننسى أى حاجة وبنبقى عايزين ندوقهم اللى دوقوهلنا
ـ طيب هى ممكن تنت*حر
ـ طول ماهى بتنفذ هدف فى دماغها لا لكن ده مايمنعش انها تفكر فى كده عشان كده ماتحاولش توقفها أو تضغط عليها سبها لحد ما اتكلم معاها بس حاول تقرب منها و خلينى اقعد مع امها واختها الأول
ـ طيب انى اقنعهم بكده هيبقى صعب أوى
صمت قليلا يفكر كيف يجمعهم بها
ـ دكتوره فى طريقه واحده هتخليهم يقبلوا يقعدوا معاكى كلهم مع بعض بس للأسف هنكدب عليهم بس كدبه بسيطه وهدفها نبيل
ـ ازاى ؟؟
ـ انا ابنى كان خاطب وللأسف محدش يعرف خطيبته لانه خطب بره مصر عشان كده هقدمك ليهم انك خطيبته
ـ بس انا مخطوبه فعلا
ـ طيب حلو أوى إحنا هنقولهم الحقيقة بعد كده بس الاول لازم يثقوا فيكى انا معرفش هما بيفكروا ازاى او ايه رد فعلهم
ظلت وفاء ( الطبيبه ) متردده كثيراً وكن مع ضغط جبران الكبير لها رضخت لطلبه
ـ بص يا استاذ جبران انا فى للعادى بحب اكون صريحه مع المرضى بتوعى ودى اول مره هلجأ للحيله دى لانى شايفه انهم فعلا محتاجين علاج فى اقرب وقت وللأسف مسئوليتى الطبيه تحتم عليه انى لما اشوف حد محتاج مساعده اساعده
مبالك بقى دول تلاته خلاص تمام انا موافقه
ـ خلاص اخر الاسبوع كمان يومين انا هعزمهم عندى بحجه انى هعرفهم على خطيبه ابنى واعرفهم بيكى وانتى اتكلمى معاهم براحتك
ـ خلاص اتفقنا
وبالفعل اتصل جبران على ابتسام وقام بدعوتها للغداء وفرصه ليعرفهم على خطيبه عمران
عندما تلقت ابتسام الخبر شعرت بحجر نزل على قلبها
لم تظهر دهشه ولا حتى اعتراض ، لكنها شعرت وكأن شيئا ينتزع منها ليس يخصها بل يخص ابنتها
كانت تشعر بالغيره على ضياع حلم رجل أرادت مرارا وتكرارا ان تزوجه لابنتها
حلم كانت تراه واقع
كادت أن ترفض تلك العزومه ولكن اخذها الفضول لترى ما هيئه تلك الفتاه وتقارنها بأبنتها
تريد أن تعرف هوويه تلك الفتاه ، شكلها ، من هى ؟
انهت المكالمه مع جبران ودخلت لغرفه فردوس لتبلغها بذلك الخبر
ـ ياترى رد فعل فردوس وابتهال ايه ؟؟
البارت التاسع بدون لينك
لو التفاعل حلو هنزل ببارت انهارده لو التفاعل ضعيف عرف انكم اجازه
دخلت ابتسام غرفه فردوس وابلغتها بعزومه عمها
لهم كى يعرفهم على وفاء خطيبه عمران
عندما سمعت فردوس كلام والدتها شعرت بأن هناك من ينتزع شئ من يدها مره أخرى
شعرت بمن يريد ان يأخذ شئ من ممتلكاتها هى لم تحب عمران ولكن داخلها نمى شعور انه اصبح ملكا لها ولا يحق لأحد أن ياخذ شئ منها دون أن تتركه
قاطعت شرودها ابتسام
ـ ها هتروحى ولا هتعملى ايه
تحدثت بابتسامه خبيثه
ـ أه طبعاً هروح كلنا لازم نروح ونلبس حلو ونشرف إبن عمنا قدام عروسته ولا ايه
ـ انت بتتكلمي جد
ـ اه طبعا ايه رايك ينزل النهارده نتمشى ونشتريلنا شويه حاجات كده اهو نغير جو ونعمل نيو لوك
ـ تمام موافقه يلا اجهزى
انتهت ابتهال من عملها وذهبت لمنزل عمها وبدأ يتحدث معها حول ياسين
ـ أنا قابلت ياسين انهارده
ـ طيب ايه رأيك او قالك ايه
ـ بصي يا ابتهال… رأيي إنك خسارة فيه.
بس أنا هعملك اللي انتي عايزاه…
مش علشانه، لا،
علشان ماسبكيش لوحدِك… ولا هو يحس إنك مالكيش ضهر.
سكت لحظة ثم أضاف بهدوءٍ حاسم:
بس… أنا شرطت عليه يرجّع لفردوس حقوقها.
شحب وجه ابتهال، وغامت عيناها بالغضب.
عن أي حقوق تتكلم؟
فردوس أخذت كل شيء!
أخذت حقوقها… وأخذت حقوقي معها.
ولما جيت أسترد حقي، قرروا يسرقوه مني تاني!
لأ… مستحيل أقبل.
ـ لا يا عمي، فردوس بقالها 30 سنة واخدة حقوقها وحقوقي كمان.
شعر جبران بوخز الألم في نبرتها.
كان يدرك جيدًا أنها على وشك الانفجار…
وإذا ضغط عليها الآن، فستنفلت الأمور من بين يديه.
فليتأنى.
ـ ابتهال…
أنا مش برجع لفردوس حقها علشانها.
ـ أمال علشان مين؟
ـ علشان ولادها.
فيه طفلين في النص.
صمتت ابتهال…
كأن سهمًا مسمومًا استقر في صدرها.
لأول مرة، شعرت بوخزة غريبة…
هي لم تفكر في هؤلاء الأطفال قط.
مثلما لم يفكر أحدٌ فيها وهي صغيرة.
هل تسرعت؟
هل تتنازل عن "حقوقها" لأجل أولاد أختها؟
هل تعيد نفس الدائرة؟
هل تضحي من جديد… فقط لأن فردوس في الصورة؟
لكن هذه المرة ليست فردوس وحدها…
بل طفلان لا ذنب لهما.
ومع ذلك…
اذا تنازلت ولو قليلاً،
سيأكلها الجميع حيّة.
واولهم فردوس
التي لا تعرف سوى الأخذ.
سحب جبران نفسًا عميقًا، وكأنّه يزن كل كلمة قبل أن يقولها، وهو يراقب ارتجافة يد ابتهال فوق ركبتيها.
ـ ابتهال…
أنا مش هظلمك، ولا هطلب منك تتنازلي عن حاجتك.
لكن لازم تسألي نفسك سؤال واحد:
إنتي عايزة تنتقمي من فردوس…؟ ولا من العيلة كلها؟
رفعت رأسها ببطء، عيناها تلمعان بدموع لم تسقط بعد.
ـ أنا مش بناقش "انتقام".
أنا عايزة حقي…
اللي اتولد معايا، واتسحب مني يوم بعد يوم.
اقترب منها جبران، جلس بجانبها، وصوته انخفض لكن نبرته كانت راسخة.
ـ أيوه…
وأنا موافق إن ليكي حق، ويمكن أكتر من اللي أنتي بتطلبيه.
بس لما الحق يدخل في سكة ولاد، الموضوع ما بيبقاش أبيض أو أسود.
أطرقت ابتهال برأسها، نظرت للأرض كأنها تبحث عن شيء ضاع منها من سنين… ثم تمتمت بصوت منخفض يكاد يُسمع:
ـ هما فكروا فيّ وأنا طفلة؟
لما كنت بمد إيدي وميبقاش ليّا؟
لما كنت بشوف فردوس بتلبس الجديد… وأنا بنلبس بواقيها؟
رفعت نظرها نحوه فجأة، بصوت محمّل بالقهر:
ـ كنت فين يا عمي لما كانت بتتدلّع وأنا بتشحت الاهتمام؟
لم يردّ جبران… شعر بمرارة في حلقه، وعجز أمام تلك الحقيقة التي يعرفها جيدًا، لكنه لم يملك يومًا القدرة على تصحيحها.
ـ أنا آسف يا ابتهال…
والله العظيم آسف.
بس أنا دلوقتي بحاول ما أكررش الغلط ده تاني…
على الأقل، ولادها ميتربوش على ظلم جديد.
أغمضت عينيها، شعرت بجدار داخلي يتصدع…
لكنها لم تنكسر.
اعتادت أن تتماسك… أن تبتلع الألم في صمت.
ـ طيب يا عمي…
اديني شوية وقت.
مش هقرّر دلوقتي…
بس أوعدك إني هفكر بعقل. وهعمل حساب ليهم
هزّ رأسه بتقدير، ووضع يده على كتفها بلطف.
ـ أنا وراك مهما كان قرارك…
بس كنت محتاج تعرفي الصورة كلها.
صحيح فى حاجة كمان ...
ـ خير
ـ بعد بكره عازمكم عندى عشان تعرفوا على خطيبه عمران
اتجمدت ملامح ابتهال، كأن الهواء في الغرفة توقف فجأة.
ـ خطيبته؟
ـ أيوه… عايزها تتعرف على العيلة، وتاخدوا انطباع.
وجودك مهم…
صمتت… كلمات بسيطة، لكن وقّعها كان زي السكين.
"خطيبته؟"… الكلمة دارت في دماغها كأنها صفعة ما اتجهزتش لها رغم معرفتها بأنه خاطب
ـ طب… وفردوس؟ هتيجي؟
ـ أكيد. وابتسام كمان.
هزت رأسها ببطء، لكنها كانت داخليًا على وشك الانفجار…
مش بس عمران ارتبط…
لكن كمان لازم تحضر، وتبتسم، وتشوفه بيغازل واحدة تانية…
وهي؟ تتفتّت من جوّا، من غير ما حد يحس
ـ حاضر يا عمى هحضر ، انا لازم امشى دلوقتي عشان عندى تمرين نتقابل بعد بكره باذن الله .
خرجت ابتهال من منزل عمها
شرت بدمعة واحدة تسربت على خدها مسحتها بعنف.
ـ لأ…
أنا هحضر.
وهشوف خطيبته وهباركله كمان
ذهبت ابتهال التمرين واخرجت جميع طاقتها وبعدها ذهبت للمنزل وخلدت للنوم مباشره
مر اليومين بدون أحداث جديده كانت فيهم فردوس تتجهز للعزومه لتبدوا اجمل من عروسه وفاء
وفى منزل جبران اندهشت الام من تلك العزومه فأخيرا ستتعرف على خطيبه ابنها فهى ظنت انه كان يكذب عليها فى أمر خطوبته
فى غرفه عمران كان والده يجلس معه ويحاول اقناعه بموضوع خطوبته بوفاء
رفض عمران فى البداية ولكن عندما عرض عليه زضع ابتهال وفردوس وحقيقه أن ابتهال ممكن أن تصاب بإكتئاب يجعلها تنهى حياتها
رضخ لقرار والده وقرر أن يساعده
بعد مرور يومين
ارتدت فردوس تلك الملابس الجديده ووضعت ميكب لحد ما هادئ هى ووالدتها
بينما ابتهال اكتفت فقط بوضع كحل وماسكرا لتحديد ملامحها
وملابس بسيطه عباره عن بنطال وقميص لكن الوانهم تناسبت مع بشرتها واعطتها لمسه رقه
ذهبوا جميعا لمنزل جبران فى سياره ابتهال
وكانت فردوس وابتسام يتخيلون شكل وفاء وخمنوا انها طبيبه
فى منزل جبران قامت والدته بتجيز سفره عليها كل ما لذ وطاب من المأكولات وبعدها اتت وفاء وهى ترتدى ملابس انيقه ولكن بسيطه
جلست والده عمران لتتعرف على وفاء وتتحدث معها
وبعدها اتى الجميع ورحب بهم جبران وقام بتعريفهم على بعضهم البعض واخبرهم أن وفاء تعمل طبيبه نفسيه
جلسوا جميعاً على طاوله الطعام وكان الوضع مشحون بالتوتر بين الجميع
كانت وفاء تنظر للجميع وتحاول ترجمه نظراتهم
كانت ابتهال تحاول اخفاء نظراتها وتنظر فى جميع الاتجاهات بشكل عشوائي حتى لا تأتى عينيها بعين عمران
عكس عمران الذى كانت نظراته مثبته عليها اغلب الوقت وبها لمعه حب لم يستطع اخفاءها
وفاء لاحظت اللمعة الغريبة في عنين ابتهال… وشافت اللي اختفى من عينين عمران لما شافها. -
بدأت فردوس فى سؤال وفاء عن عملها.
ـ صحيح يا دكتوره وفاء او وفاء بقى انتى خلاص هتبقى من العيله
كانت تقولها بطريقه داخلها شماته فى اختها
ـ انا دكتوره امراض نفسيه وحاليا بفتح مركز علاج للاطفال اللى بيعانوا من مشاكل اسريه
تحدث ابتسام بسخريه
ـ وياترى بقى بتعرفى تفهمى الاطفال او هما بيعرفوا يعبروا عن مشاعرهم
عمران قال بهدوء
: ـ وفاء بتفهم الناس من أول نظرة.
ـ بلاش تمدحني أوى كده
ثم نظرت لابتسام واكملت
مش كل الناس بتحب اللي بيشوفهم على حقيقتهم.
وساد صمت بعد تلك الجمله
بدأت الغيره تظهر على وجهه ابتهال وحاولت تمالك نفسها والتركيز فى ذلك الطبق الذى امامها
بينما ابتسام لم يعجبها ذلك الحديث
ـ قصدك ايه قالتها ابتسام بترقب
ـ ماقصدش حاجه قصدى انى طبيعه عملى كدكتوره بتخلينى أحلل كل الشخصيات اللى حواليا
من حركه اديهم من نظرات عنيهم
ـ وياترى بقى عرفتى تحللينا
ـ انا مش جايه هنا عشان احللكم انا جايه اتعرف على اهل خطيبى
لم تستطع ابتهال تمالك نفسها او تسيطر على الغيره التى تنهش قلبها فقررت الانسحاب بطريقه محاوله منها أن لا يشعر بها احد
ـ الحمد لله انا شبعت هروح اعمل مكالمه شغل ضرورى عن ازنكم
ثم تركتهم ورحلت قبل أن يوقفوها
مما جعل وفاء تتأكد من داخلها أن ابتهال مازالت تحمل مشاعر قويه تجاه عمران
انتهوا من الطعام وجلست وفاء تسمع احاديثهم وتشاركهم بعض الاسئله التى تبدوا عفويه وكانت تخص ابتسام باسئله عن فردوس وابتهال
ولكن الغريب الذى استغرب اه جميع الحضور هو رد ابتسام الغير متوقع
ياترى وفاء سالتها فى ايه وايه الاجابه اللى خلت ردها غير متوقع ؟؟؟
الاحداث الجايه هتكون ساخنه جدا لازم نركز جداً فى البارت عشان نفهم اللى بيحصل
البارت العاشر بدون لينك
التفاعل اصبح ضعيف جدا رغم انى منزله البارت بدون لينك لو استمر كده هنزل البارت يوم ويوم
انتهوا من الطعام وجلست وفاء تسمع احاديثهم وتشاركهم بعض الاسئله التى تبدوا عفويه وكانت تخص ابتسام باسئله عن فردوس وابتهال
فى ذلك الوقت كانت ابتهال واقفه فى الشرفه
عندما كانوا جالسين سأل جبران عن ابتهال
وابلغته زوجته أنها واقفه فى الشرفه كاد أن يذهب إليها لكن اوقفه عمران وقرر هو أن يذهب اليها بنفسه
ذهب اليها عمران وجدها واقفه تنظر من الشرفه
وقف عمران خلفها بصمت لثوانٍ، يراقب ملامحها من الخلف، حجابها يتحرك مع نسمات المساء، ونظرتها غارقة في عالم بعيد. لم تكن تلاحظ وجوده حتى قال بهدوء:
ـ بتحبى الهوا كده؟ ولا بتهربى من الجو اللى جوا؟
التفتت إليه ببطء، لم تبتسم، ولم تنطق، فقط نظرة عينيها كانت كافية لتخبره كم هي مرهقة من الداخل.
اقترب منها قليلًا، وأسند ذراعيه على حافة الشرفة بجانبها:
ـ الناس مستنياكى تحت
ـ وليه مستنيانى؟لا احلل قراتها غير على صفحتى قصص وروايات أمانى سيد
ـ علشان تبقى وسطهم. علشان تفتكرى إنك مش لوحدك.
ـ بس أنا فعليًا لوحدى، حتى لما أكون وسطهم.
تنهّد عمران، وحاول أن يحتفظ بهدوئه، وكأنه يزن كلماته بعناية:
ـ ابتهال إنتى عارفه إن ده مش حقيقي.
ـ حقيقي جدًا، إنت بس مش شايف.
سكتت لثواني، ثم نظرت له نظرة مباشرة
ـ هى (وفاء) كويسه؟
تفاجأ بالسؤال، لكنه حاول إخفاء توتره بابتسامة خفيفة
ـ آه، جداً مهذبة، وبتعرف تتكلم.
ـ شكلك اخترت صح.
ـ بس أنا ما اخترتش.
رمشت بعينيها، لم تفهم،
أكمل بهدوء:
ـ كل حاجة بتحصل دلوقتى، ليها سبب. وإنتى السبب.
ـ أنا؟ وانا مالي
كاد أن يسألها عن ياسين ويتحدث معها قاطع حديثهم فردوس.
ـ ايه يا عمران روحت تناديها وقفت جمبها ..
عمى باعتنى عشان اناديكم
لم تجيبها ابتهال ولكن تحركت لمكان جلوسهم وتحرك خلفها عمران
ـ احنا كنا جايين يلا بينا
توجهوا جميعهم لغرفه الجلوس واثناء دخلوهم ابتسمت وفاء وتحدثت بعفويه لابتسام
ـ رغم إن فردوس وابتهال اخوات إلا إن ابتهال اقربلك فى الشكل واسمها قريب ليكى
اكيد هى الاقربلك صح
رفعت ابتسام وجهها تلقائيًا ونظرت نحو ابتهال، التي قابلتها بنظرة ثابتة، ثم حرّكت رأسها للجانب الآخر، لكن ملامحها ظلت واضحة أمام عين أمها.
لسبب لا تعرفه، بدأت ابتسام تدقق في ملامح ابنتها... كأنها تراها لاول مره
جبهتها، عينيها، ذلك الميل الطفيف في الابتسامة حين لا تكتمل.
وفاء استكملت الحديث بنبرة خفيفة:
ـ وياترى بقى واخده طبعك كمان زى الشبه كده؟
قاطعتها فردوس بسرعة، في محاولة لاستعادة الأضواء:
ـ لا لا، أنا شبه ماما أكتر.
ردّت وفاء بابتسامة خفيفة:
ـ في الطبع؟ ممكن...
لكن من ناحية الشكل، لا...
ـ ابتهال أقرب.
نظرة ابتسام لم تغادر وجه ابتهال،
وكأن عقلها يكتشف شيئًا لم يره من قبل،
قالت بهدوء، بدون أي خلفية عاطفية، فقط ملاحظة ناعمة:
ـ فعلاً... خدودها، عينيها...
في حاجات قريبة مني.
ما قالتهاش بتأثر، ولا دفء…
بس كانت المرة الأولى اللي تعترف فيها بحاجة تخص ابتهال من غير مقارنة، ومن غير مبرر.
ابتهال لم ترد،
لكنها سمعت واحتفظت بالجملة دي جواها وتظاهرت ان الحديث لا يعنيها
جلست وفاء بتلقائية بجوار ابتسام، وقالت بابتسامة ناعمة:
ـ واضح إن عندك شخصية قوية يا طنط.
ابتسام رفعت رأسها بشيء من الفخر:
ـ الحمد لله… بحب أكون واضحة.
وفاء هزت رأسها:
ـ باين… وكمان عندك قدرة على الحسم… تعرفي تميّزي كل واحدة من ولادك بطريقتها.
ابتسام ضحكت:
ـ كل واحدة ليها طبعها… وانا بتعامل مع اللي يستاهل.
قالت الجملة بمنتهى العفوية…
لكن وفاء التقطتها بخبرتها
ـ آه طبعاً بس ساعات اللي "مايظهرش" احتياجه…
يكون محتاج أكتر من اللي بيطلب.
ابتسام ردت بجفاف بسيط:
ـ اللي عايز حاجة يقول.
وفاء، بابتسامة متماسكة:
ـ مش دايمًا.
في ولاد… بيصمتوا احترامًا. أو خوفًا من المقارنة.
بس وجعهم ما بيختفيش… بالعكس، بيزيد بصمتهم.
سكتت لحظة، ونظرت لها نظرة شبه عابرة:
ـ أوقات في بيت واحد… بنت تبقى دايمًا في الحضن، والتانية واقفة على الباب.
ابتسام تغيرت ملامحها، وقالت بهدوء، لكن فيه شكة ضيق:
ـ كل واحدة بتاخد مكانها بطريقتها.
وفاء، وهي تقوم، قالت بنبرة باردة ناعمة:
ـ أحيانًا المكان بيتاخد… وأحيانًا بيتمنّع.
شعرت ابتسام أن هناك شئ خلف حديث وفاء هل حكى اها عمران شيئاً او جبران
نظرت ابتسام للجالسين وتحدثت بمرح مصطنع
ـ دكتوره وفاء هو انتى جايه تحللينا ولا ايه
ـ لأ خالص هو الكلام بيجيب بعضه عموماً لو اتضايقنى من كلامى اغيره مع انى شايفه إنه كلام عادى ، او يمكن عشان عندى حاله بتعانى من التفرقه فى التربية وواخده كل تفكيرى
ـ وياترى البنت دى ليها اخت بنت برضوا ؟؟
قالتها ابتسام بإستهزاء
فهمت وفاء تلميح ابتسام لكنها انكرت
جلست وفاء بهدوء، ترفع فنجانها من على الطاولة وتتكلم بنبرة دافئة، لكنها محسوبة:
ـ بالعكس
كانوا بيقارنوا البنت بأخوها دايمًا لانهم بيفضلوا خلفه الاولاد ،
وبيفضلوا يقولوها: "شوفي أخوكى نجح إزاي؟"، "اتعلم إزاي؟"،
بس محدش بيسألها: "وإنتِ محتاجة إيه؟"، "حاسّة بإيه؟".
تنهدت بخفة، كأنها بتحكي عن حالة مشهورة في عيادتها،
لكن الحقيقة إنها بتتكلم عن اللي شايفاه في البيت ده بالضبط.
ـ للأسف، الأهل ما بيقصدوش،
بس بيكونوا سبب في شرخ كبير
شرخ بيكبر مع الأيام
وفي الآخر، الأخوات يبقوا مقاطعين بعض،
أو يمكن بيكر**هوا بعض فعلًا.
مش علشان هما وحشين،
بس لأن حد زمان خلى كل واحد فيهم يحس إنه أقل.
سكتت ثواني، ثم نظرت قدامها، وقالت بنبرة أهدى:
ـ الأهل لما بيموتوا، في اللي بيسيبوا ورث…
عقارات، فلوس، دهب…
بس في نوع تاني من الورث… ما حدش بيكتبه في عقود،
لكن بيعيش جوا الولاد
حب الأخوات لبعض.
نظرت لابتسام بسرعة خاطفة، ثم كملت:
ـ كل حاجة ممكن تنهار…
البيت، الفلوس، العلاقات.
بس اللي ما بيتهزش هو الأخ اللي بيحضن أخته،
والأخت اللي تمسح دمعة أختها من غير ما تتكلم.
ابتسام كانت سكتة
بس وشها اتغير.
مش ضعف لكن فيه حاجة اتحركت جواها،
حاجة مش مألوفة ومش مريحة.
وفاء أنهت كلامها، بهدوء .
ـ ربنا لما بيرزق الأم بطفل بتسعى الام أنها تنجب طفل تانى ،
مش عشان تقارن بينهم لأ عشان يكونوا سند لبعض ومحدش منهم يتربى لواحده .
كلام وفاء عامل زي مرآة فجأة اتفتحت في وش كل واحد فيهم…
وكل واحد شاف حاجة ماكانش عايز يواجهها.
سقطت كلمات وفاء بهدوء، لكن وقعها كان كصفعة خفيفة على وجه الحقيقة.
ساد الصمت في الغرفة
صمت غريب، مش مريح، لكنه ما كانش جارح.
كل واحد منهم انسحب لداخله…
انشغل بحواره الشخصي، بأسئلته اللي ما اتقالتش.
لكن عند ابتسام، كان الأمر مختلف.
حديث وفاء…
سقط عليها كـقلم حاد انزلق من يد الزمن وارتطم بوجهها.
لم يكن مؤلمًا…
لكنه كان كافيًا ليفتح شقًّا صغيرًا في جدار قناعتها.
نظرت وفاء بهدوء لوجوه ابتهال وفردوس،
ثم نظرت إلى ابتسام
الشرود على ملامحهم كان كافي.
هي لم تكن بحاجة لاعتراف،
ولا لكلمة "عندك حق".
كانت فقط تريد أن تصل رسالتها.
وقد وصلت.
بعد إنتهاء حديثها قررت الانسحاب وتنتظر أن يتواصلوا هم معها
ـ عن ازنكم يا جماعه انا اتاخرت ولازم امشى
تحدثت والده عمران
ـ خليكي شويه كمان اليوم ضاع بسرعه ومالحقتش اتكلم معاكى ولا أعرف اتعرفتى ازاى على عمران
ـ معلش يا طنط خليها مره تانيه انا لازم امشى دلوقتي
ـ طيب عمران يوصلك
ـ لأ انا هعرف امشى لواحدى
وبالفعل تركتهم ورحلت وبعدها انصرفت ابتسام مع ابنائها
حاولت فردوس كسر الصمت بالحديث عن وفاء ولكنها لم تستطع لان والدتها كانت شارده طول الطريق
فالتزمت الصمت
جلست ابتسام فى غرفتها تعيد حديث وفاء مرارا وتكرارا داخلها
وظلت تعيد الماضى أمامها مره أخرى وتاكدت انها صنعت فجوه كبيره بين بناتها فجوه لم تستطع غلقها مهما فعلت
ظلت تتزكر ملامح ابتهال أمامها مره أخرى ووقفت امام المراه لتقارن بين وجهها ووجه ابنتها لكنها لم تستطع تزكر ملامح ابتهال جيداً
لهذه الدرجه لم تنظر فى وجهه ابتهال أو تعلم عنها شيئا
فى غرفه ابتهال
ظل هاتفها يرن مره اخرى بذلك الرقم المجهول
اخذها الفضول تلك المره لتعلم هويه المتصل فأجابت على الهاتف
ـ ألو
ـ أخيرا رديتى
ـ عمران ؟؟
ـ أه أنا
ـ خير إحنا كنا عندكم انهارده
ـ حبيت اطمن وصلتوا بالسلامة
ـ اه الحمد لله
ـ مكملناش كلامنا انهارده
ـ إحنا مافيش بينا كلام من زمان يا عمران
ـ لا فيه بس مكنش كمل
ـ كل حاجه انتهت من زمان يا عمران والعتاب مش هيفيد بحاجة انت ارتبطت وانا كمان ارتبطت يعمى كلامنا خلاص معدش ليه لازمه
ـ طيب خلينا نتقابل وبعدها قررى كل حاجه
ـ مش هيفيد يا عمران صدقنى غير إنه هيفتح حاجات اتقفلت من زمان
ـ بس انا مافيش حاجه جوايا اتقفلت يا ابتهال وواثق إنك انتى كمان زيى
ـ ماتقفلتش ازاى امال الدكتوره الحلوه الجميله اللى كانت قاعده انهارده واتعزمنا عندكم عشان نتعرف عليها تبقى ايه
ـ مش زى مانتى ما فاكره بصى أنا بكره هعدى عليكى ونتكلم
ـ لأ يا عمران لا بلاش تفتحلى حاجه انا بالعافيه قافلاها
ـ بس أنا مش قافلها . انا من ساعت ما بعدت وانا كل يوم اقول بكره لكن بكره ماكنش بيجيى
صمت قليلا واكمل بعدها
ـ أنا عارف أنا عارف أنى غلطت وأنك دفعتى التمن لواحدك بس ما ينفعش تنتهى كده
ـ انت عايز إيه يا عمران
ـ نتقابل بس لو نص ساعه عشان خاطرى وعشان الماضى اللى لسه جوانا يا ابتهال
صمتت ابتهال عاجزه عن الرفض
لكنها أيضًا لم تكن تملك القبول.
انكمشت أصابعها حول الهاتف،
كأنها تمسك شيئًا خافتًا…
شيئًا مؤلمًا، لكنه حي.
صوته، طريقته، كلماته اللي خرجت متكسرة،
كلها فتحت نوافذ مغلقة جواها من سنين.
في لحظة،
عادت مشاهد كثيرة لمخيلتها…
ضحكته، خلافاتهما الصغيرة، رسائله، وصوته وهو بينده اسمها كأنه بيدوّي في قلبها.
لكن فوق كل ده،
عادت لحظة الانكسار…
اليوم اللي اختار فيه يرحل… ويسيبها تصارع وحدها.
هي اتعلمت تكتم.
اتعودت تمشي مستقيمة رغم الانحناءات اللي جواها.
بس دلوقتي…
كلامه رجّ المشي جوّاها،
رجّ الجدران اللي بنتها عشان تعيش.
كانت تشعر أن جدارًا قد بدأ يتشقق…
أن القرار اللي ظلت متشبثة به،
بدأ يتسلل الشك إليه.
عيناها امتلأت بالدموع،
لكنها لم تبكِ.
مجرد وجع صامت…
كأن روحها بتقول:
"ليه دلوقتي؟ ليه بعد ما حاولت أنسى؟"
لكن رغم كل شيء…
رغبة واحدة كانت واضحة جواها:
أن تسمع صوته… للمرة الأخيرة.
أن تنهي الحكاية بيدها… مش بموته داخلها.
البارت الحادى عشر
قررت ابتهال أن تقابله لتضع النهايه لتلك القصه التى بدأوها سويا .
لم يكن قرارًا سهلًا.
لكنها تعبت من الأبواب المفتوحة نصفها…
تعبت من الأسئلة التي لا إجابة لها،
ومن صوت صمته الذي ظل يلاحقها في وحدتها.
حاضر يا عمران بكره الساعه ٧ فى كافتريا*****
وفي اليوم التالي،
كانت تقف في المكان الذي شهد أول اعتراف،
وأول خلاف…
وأول وداع.
كانت تشعر أن قلبها بين نبضتين:
نبضة تحثها على الهرب…
ونبضة تقول: "خليكي… لازم تنهيها بإيدك".
ظهر عمران من بعيد، خطواته بطيئة،
كأنه بيحسب كل خطوة على جرح.
وقف أمامها، لم يبتسم.
لم يتحدث فورًا.
كان ينظر إليها بنفس العينين…
لكن الزمن أطفأ شيئًا فيهما.
قالت بهدوء، وهي تمسك بحقيبتها كأنها تتشبث بثقل الواقع:
ـ جيت عشان نخلّص.
عايزة أسمع اللي عندك… وأمشي.
تحدث عمران بصوت أقرب للرجاء:
ـ تسمعيني بصدق المرادي مش بعين الغضب ولا الوجع؟
نظرت له بثبات:
ـ ياريت تقول انت عايز ايه وسبب الحاحك أنى اقابلك .
ـ حاضر
لما كنت هنا اخر مره اتفقت معامى أنى هروح أقابل باباكى واطلبك منه
وفعلا روحت وكلمته بس رفض ..
قالى لو عايز تتجوز حد من بناتى تبقى فردوس لانها الكبيره
قالى انت عايزها تكتئب والناس تقول إنها مش لاقيه عريس أو معيوبه
عمران، وهو بيكتم غصة في صوته:
ـ رده عليا كان صادم…
قاللي بالنص:
"إنت داخل البيت وباصص لبناتي بنظرات مش محترمة،
وكنت غلطان لما اعتبرتك زي ابني…"
نظر لعينيها، بصوت مكسور بصدق:
ـ تخيّلي؟
أنا اللي كنت جاي أطلبك بالحلال،
اتهمني إني ببصلك بطريقة مش كويسة،
مش بنظرة حب… لا، بنظرة قلة أدب.
ابتهال كتمت شهقتها، وعمران كمل بصوت محمّل بالقهر:
ـ حاولت أشرح له، أدافع عن نفسي،
أقسمت له إن اللي بيني وبينك أنقى من أي كلام،
بس هو ماكانش بيسمع…
كان حاكم عليا بالإعدام من غير محاكمة.
نزل عينه للأرض، وكأن الذكرى لسه موجعة:
ـ دخلت بابا في الموضوع…
يمكن يقدر يقنعه بهدوء أو يطيب الخواطر،
لكن اللي حصل كان عكس كده تمامًا.
ـ حصل خلاف كبير بينهم،
كلام عالي، تهديد، إهانة…
كانوا هيمسكوا في بعض فعلاً.
ومن بعدها…
العلاقة بين العيلتين اتقطعت
سكت لحظة، وكمل بنبرة منهارة:
ـ وأنا؟
أنا لقيت نفسي متهم، مرفوض، ومش قادر أوصل ليكي،
وماكانش معايا غير سكة واحدة:
أسافر، أبعد لحد ما فردوس تتجوز وبعدها أرجع تانى واطلبك وتكون العلاقات رجعت تانى بين بابايا وبباكى
تنفس بعمق، كأن الكلام كان حجر على قلبه ووقع أخيرًا:
ـ بس معرفتش أعيش.
ولا نسيت.
بابا رفض أنى اكلمك او احكيلك أى حاجة قالى لو عملت كده يا إما ابتهال هتثور وممكن باباها يعاند معاها ويعمل خلاف كبير بينكم والوضع أصلا كان متوتر
ووقتها الوضع هيتقعد أكتر
قالى سافر وبعد فتره اكلمك وافهمك كل حاجه
فعلاً سافرت وكنت زى اللى ماشى فى ساقيه ماكنتش بعمل غير انى اشتغل واجمع فلوس
عدى كام شهر حاولت اكلمك معرفتش جالى اكتئاب حاد سبت الشغل وكنت حابس نفسى فى الاوضه اللى قاعد فيها
حاولت اكلمك على النت أو اتصل بيكى لكن انتى كنتى عملالى حظر من كل حاجه
فضلت شهرين بالوضع ده والفلوس اللى جمعتها بقت تخلص فى أكل وشرب وايجار
فضلت كده لحد ما واحد من الدكاتره اللى قاعدين معايا في نفس الشقه اقترح عليا اننا نعمل مركز طبى كبير فضل يتكلم معايا ويدينى حماس اننا جايين هنا عشان نشتغل ونعمل قرشين واننا لازم نضغط نفسنا ونحوش فلوس وخبره ونفتح المركز ده
وفعلاً قررت أنى اشاركه وبدأنا من الصفر بقينا نبعت لبابا وباباه فلوس اشترينا قطعه ارض وبعد كده بدأنا نبنيها
فى الوقت ده فردوس اتخطبت واتجوزت وبعدها باباكى توفى
بس كنت انا بدات ولو سبت مكانى لحظه كنت هلاقى ١٠ غيرى واخدينه
قررت اكمل اللى بدأته وبقيت اتابعك من بعيد عملت اكونتات فيك على النت وبقيت ابعتلك اضافات
لكن انتى قافله كل حاجه أنها توصلنى بيكى
كان ناقص تكهربى الاكونت
حاولت كتير اوصلك لكن معرفتش
وللأسف دخلت فى دوامه قروض وديون مش عارف اخلص منها وبقت حبل عمال يلف حوليا
وكل شويه اصبر نفسى وأقول استحمل الحبل بكره هيفك وهترجع وبفضل ادعى ربنا محدش يقري منك ولا انتى تحبى حد
لحد ما أرجع ورينا فعلا استجاب وانتى ما ارتبطيش
ـ بس انت خطبت
ـ والله أبدا لا ترتبط ولا فكرت ارتبط من الأساس
ـ امال وفاء دى تبقى مين خطيبتى أنا وغير كده خلاص ارتبطت بياسين وهنتجوز قريب
عند زكر ذلك الشخص امامه تحول عمران واحمر وجهه من الغض*ب
ـ ياسين مين اللى ارتبطى بيه اوعى تكونى فاكره أنى ممكن اسمحلك ترتبطى بحد بعد التعب والسنين دى كلها اللى اتمرمطت فيها وبصبر نفسى أنى ارجع والاقيكى فى الاخر تروحى لواحد زى ده
فوقى يا ابتهال ...
انا بحبك ومش هسيبك ولو وصلت انى اخطفك هعمل كده
انا لا خاطب وفاء ولا غيره
انا من ضغط ماما عليا بسبب العرايس اللى بتجبهملى قولتلها كده
ـ ومين وفاء دى خطيبتى انا
ـ بكره هتفهمى كل حاجه انما وفاء دى مش اكتر من دكتوره شغاله معانا فى المركز اللى خلاص فاضل أقل من شهر وهنفتتحه
ابتهال ماكنتش واقفة… كانت متسمّرة.
الكلمات كانت بتخبط في صدرها زي موج عالي، كل كلمة بيقولها عمران كانت بترجّ حاجة جوّاها كانت فاكرة إنها ماتت.
نفسها تقوله إنها كانت بتستناه.
إنها كانت كل ليلة بتحضن دموعها وتقول: "يمكن رجعته بكرة"،
لكن في نفس الوقت… كانت موجوعة، من غيابه، من وجع الأيام اللي شالتها لوحدها.
اتجمعت دموع فى عنيها ، بس ما نزلتش دمعة.
الوجع كان أعمق من البكا،
كان وجع مكتوم، زي حاجة مدفونه من سنين وبتطلع دلوقتي للنور مرة واحدة.
في اللحظة دي، شافت الماضي كله قدامها…
موقف أبوها، كلام عمران، سفره، حزنه، كل نظرة كانت بينهم…
بس شافت كمان وحدتها…
إزاي اتحملت، إزاي وقفت لوحدها لما الكل اختفى،
إزاي بنت جدار حواليها علشان ما تقعش.
بس الجدار ده دلوقتي بيتشقّق.
صوته، صراحته، حرقته وهو بيقول "مش هسيبك"،
خلّى قلبها يتشد بين وجعين:
وجع الفقد القديم… ووجع الرجوع اللي جه بعد ما كانت خلاص بتقفل الصفحة.
هي مش قادرة تسامح بسهولة،
لكنها كمان مش قادرة تكرهه.
كان جواها صراع رهيب:
عايزة ترتمي في حضنه وتعيط زي زمان،
لكن في نفس الوقت…
في حاجز اتبنى جواها اسمه "الخذلان".
مشاعرها كانت خليط معقد:
اشتياق، خوف، حب، خيانة، أمل، وجع، كلهم قاعدين على صدرها مرة واحدة.
في اللحظة دي، ماعرفتش ترد…
شفايفها اتحركت، بس الكلام ماخرجش،
كانت بتحاول توازن قلبها اللى بيصرخ، وعقلها اللى بيحذر.
لكن جواها، كانت بتقول:
"لو رجعتلك…
هتقدر تمسح وجع السنين؟
ولا هتسيبني تاني؟"
سكتت ابتهال… بس جواها الدنيا كانت بتتكسر.
صوته لسه بيرن في ودنها:
"أنا بحبك… مش هسيبك… لو وصلت إني أخطفك هعمل كده."
نظرت له…
كان واقف قدامها بكل ضعفه، بكل وجعه، بكل حبه.
بس كانت شايفة كمان صورته وهو سايبها.
سايبها تواجه الكل لوحدها.
سايبها تحارب مشاعرها، وكرامتها، وأهلها.
جواها صوتين… بيتخانقوا.
🔸 صوت قلبها بيصرخ:
"هو رجع… هو لسه بيحبك.
هو ما خانكيش… ده اتظلم زيك.
اللي بينكم مش سهل، مش بيتكرر."
🔸 وصوت عقلها بيرد بحدة:
"رجع؟ بعد كام سنة؟ بعد وجعك وانكسارك؟
فينه لما احتاجتيه؟
فينه لما دموعك نزلت لوحدك؟
فينه لما كنتِ بتقنعي نفسك إنك ما كنتيش مجرد نزوة؟"
شدّت نفسها بعيد خطوة صغيرة…
لكن عنيها ما سابتوش.
كانت بتتمنى تمد إيديها وتحضنه…
بس حاجة جواها مسكاها، كأن قلبها مربوط بسلسلة من وجع قديم.
كلامه… رغم صدقه، رغم دموع عينيه…
ما كانش كفاية.
هى كانت محتاجه يسمعها امتر من كده
كانت محتاجة يداوي جُرح ما جاش عليه يوم وهدى.
هو قال إنه اتظلم، وإنه اضطر، وإنه كان بيحوش علشان يرجع لها.
بس هي كانت هنا…
كل يوم بتعيش خذلانه…
كل يوم بتحاول تفهم ليه مش كفاية علشان يستحق يفضل.
جواها صوت بينهشها :
🔹 "لو حبك كان حقيقي، مكنش سابك تواجهى الدنيا لوحدك."
🔸 وصوت تاني بيهمس بضعف:
"بس هو رجع… هو رجع علشانك، ولسه واقف مستنيك."
كانت بين نارين:
قلبها اللي لسه بينبض بإسمه…
وعقلها اللي بيقولها:
"ما تبقيش غبية، الجرح الكبير ما يتعالجش بوعد جديد."
نظرت له نظرة طويلة…
نظرة فيها شوق، وفيها وجع، وفيها كأنها بتسأله:
"فين كنت لما كنت بانهار؟ فين كنت لما كنت محتاجاك تمسك إيدي؟"
لكنها ما نطقتش.
كل اللي عملته… إنها قالت بهدوء:
ـ أنا عايزه امشى
حاول عمران أن يوقفها لكنها ذهبت مسرعه وتحركت بسيارتها
دموعها طول الطريق لم تتوقف من المفترض أن تكون سعيده بذلك الحديث لكن للأسف قد تأخر الوقت
تاخر لدرجه أنها فعلت أشياء جعلتها تكره نفسها
واخذت فى طريقها اطفال ابرياء لم يكن لهم ذنب سوا ماضى امهم وجدتهم وجدهم
وتراكمات داخلها
دخلت المنزل وذهبت لغرفتها مسرعه أن يراها احد ولكن ابتسام رأتها
وترددت كثيرا تدخل اليها ام لا وقفت على باب الغرفه والحيره داخلها هل تدخل تسألها ما بها أم تتركها
وحسمت امرها وقررت تتركها لوحدها لحين ان تهدأ
بنات
دخلت ابتسام غرفتها واتصلت بعمران وطلبت منه رقم وفاء
ـ ازيك يا طنط عامله ايه
ـ الحمد لله يا حبيبتي ممكن تدينى رقم وفاء اصلى كنت عايزه اعزمها وكده وعايزه اعرف هى فاضيه امته
ـ مالوش لزوم يا عمتوا العزومه دى
ـ لا ابعت بس هقفل معاك وابعتلى رقمها
جلس عمران شارد هل يرسل رقم وفاء لابتسام ام لا
قطع شروده والده
ـ مالك سرحان فى ايه
ـ طنط ابتسام عايزه رقم وفاء
ـ اديهولها
ـ دى عايزه تعزمها
ـ لأ ماتخفش ووفاء فاهمه كل حاجه دى حجه ابتسام بتقولها عشان تاخد رقم وفاء ادى ابتسام الرقم لو عايز عقدتك تحل
ابتسم بعدها وترك عمران وخرج وبالغعل ارسل عمران رقم وفاء لابتسام
ومسك هاتفه وظل يرسل رسائل لابتهال
محاولا منه جعلها تلين مره اخرى
ولكن ابتهال لم ترى الرسائل أو ترد عليها
هل هتقدر ابتهال تنسى الماضى وترجع لعمران ؟؟
هل ابتسام هتعترف بخطأها وتخلى ابتهال تسامحها ؟؟؟
البارت الثاني عشر
بارت طويل اهو
جلست ابتسام على طرف السرير، هاتفها في يدها، تتأمله بتردد.
مرّت دقيقة… ثم دقيقتان…
وأخيرًا ضغطت على الرقم الذي أرسله لها عمران، وانتظرت.
رنة… رنتين… ثم صوت هادئ وواثق:
ـ مساء الخير
سكتت ابتسام ثواني، ثم ردّت بصوت خافت:
ـ مساء الخير ازيك يا دكتوره وفاء انا ابتسام قريبه عمران
ابتسمت وفاء عندما علمت هويه المتصل فهى كانت تنتظر تلك المكالمة من الواضح أنها تأثرت بحديثها
ـ أهلا أهلا يا مدام ابتسام ازى حضرتك
ـ انا بخير ، انتى عامله ايه
ـ أنا الحمد لله بخير وحضرتك والبنات
ـ كلنا بخير الحمدلله ، انا كنت بتصل عشان اعزمك عندنا ونتعرف على بعض أكتر
ـ أنا اسفه والله بس مشغوله جدا الفترة دى
صمتت ابتسام قليلاً وكانت مترددة فى طلبها ولكن قررت أن تتحدث معها
ـ بصراحه يا وفاء انا عايزاكى فى استشاره طبيه
ـ تحت أمرك ممكن تنورينى العياده فى أى وقت
ترددت ابتسام للحظات، ثم قالت بتوتر واضح:
ـ هو… هو ممكن نقعد لوحدنا؟ قصدي، من غير ما حد يعرف؟ حتى عمران مش عايزاه يعرف .
طمأنتها وفاء بنبرة جادة:
ـ أكيد، طبعا اى كلام بيتقال بيكون فى خصوصيه ومش مسموح لاى حد يعرف عنه حاجه .
ـ طب… ممكن أبقى أجيلك إمتى؟
ـ ممكن بكرة الصبح. عندي ميعاد فاضي الساعة عشرة. تحبي أحجزه ليكي؟
ابتسمت ابتسام بخجل ممزوج بالقلق:
ـ ماشي… عشرة تمام.
بس لما اجى هدفه فيزيتا زى أى حد ، انا اللى متصله وحاجزه
ـ الموضوع بسيط مش مستاهل
ـ معلش كده هكون مرتاحه اكتر
ـ طيب تمام زى ماتحبى وأنا الساعه ١٠ هستناكى بإذن الله
بعد انتهاء المكالمه بين وفاء وابتسام اتصلت وفاء على جبران حتى تبلغه بمعاد ابتسام معها
ـ السلام عليكم
ـ وعليكم السلام، إزيك يا دكتورة وفاء؟
ـ الحمد لله تمام… كنت عايزة أبلغ حضرتك إن مدام ابتسام اتصلت بيا وحددت معاد معايا بكرة الساعة عشرة الصبح.
ـ بجد؟!
ـ أيوه، واضح إن كلامي وصلها في العزومة… حاسّة إنها بدأت تشك إن في حاجة غلط فعلاً.
ـ دي خطوة كبيرة… عمرها ما كانت هتطلب المساعدة لو ماكنتش فعلاً بدأت تحس إن في خلل.
ـ فعلاً… بس طلبت إن الموضوع يفضل سر بينها وبيني، حتى عن عمران.
ـ وده حقها طبعًا، ومهم نحترمه.
ـ إن شاء الله هبدأ معاها بهدوء، وهشوف مدخل نقدر نوصّل منه لابتهال. بس حابه ابلغ حضرتك أنى مش هقدر اوصلك كل حاجه هتتقال او هتم لأن دى أسرار مرضى
ـ أكيد طبعا يا دكتوره وانا ماعنديش مشكله في كده نهائى ... انا اهم حاجه عندى النتيجه
أنهت وفاء المكالمة، ثم عادت تنظر في مفكرتها…
وكتبت بخط واضح:
"ابتسام - جلسة أولى… مدخل لتفكيك عقدة التمييز العائلي."
ثم أغلقت الدفتر، وتمتمت:
ـ يا رب تهون.
في اليوم التالي
ذهبت ابتسام إلى العيادة في الموعد الذي اتفقت عليه مع وفاء.
دخلت بهدوء، وعينيها تائهة في تفاصيل المكان، وكأنها بتحاول تطمن نفسها إن ده مجرد كشف عادي، مش مواجهة مع ماضي عمره سنين.
استقبلتها وفاء بابتسامة دافئة وهي تشير لها بالجلوس:
ـ نورتيني يا مدام ابتسام، اتفضلي ارتاحي.
جلست ابتسام في مقعد مريح أمام مكتب وفاء، وتلاقت أعينهما للحظة.
ـ تحبي نبدأ من أول حاجة جت في بالك لما قررتي تكلميني؟
ـ (بصوت خافت) أنا طول عمري فاكرة نفسي أم كويسة… بس بنتي خلتني أشك في ده.
ـ بنتك ابتهال؟
أومأت ابتسام، ونظرت ناحية الأرض:
ـ أيوه… ابتهال.
طول عمرها قوية، ساكتة، مش بتشتكي… وأنا كنت شايفة إن القوي مش بيحتاجني.
سكتت لحظة، وكأن الكلام طالع من جوف وجع قديم، ثم تابعت:
ـ كنت دايمًا مشغولة بأختها… فردوس.
هي ضعيفة، وبتتعلق بيا… كنت بحضنها وأحميها، وافتكرت إن ده كفاية.
لكن نسيت إن في واحدة تانية
سألتها وفاء بلطف:
ـ إمتى بدأتي تحسي إنك محتاجة تتكلمي عن ده؟
ـ من يوم العزومة… لما شفتها واقفة كأنها ضيفة في وسطينا على
أخذت وفاء نفسًا عميقًا وقالت بنعومة:
ـ إحساس الذنب أول خطوة للتصحيح، وده لوحده مش قليل.
بس خليني أسألك… بتحبي ابتهال؟
نظرت لها ابتسام بسرعة، والدموع في عينيها:
ـ مش عارفه يمكن معرفتش أحبها بالطريقة اللي تستحقها.
ابتسمت وفاء وقالت:
ـ مش متأخرة… دايمًا في فرصة نصلّح، بس محتاجين نبدأ من جوا.
ـ مدام وفاء فى الماضى هل أهلك كانوا بيميزوا بينك انتى واخواتك
ـ إزاى ؟
ـ يعنى مثلا بيفضلوا الولاد عن البنات .... الكبير عن الصغير كده
ـ لأ بالعكس بابا كان مشغول طول الوقت بره البيت والاولاد كانت يا بره مع صحابهم يا فى الشغل
بس .....
ـ بس إيه
ـ كان عندى اخت اصغر منى كانت مريضه وللأسف مكنش فيه علاج لحالتها
ماما كانت بتحبها اوى وبابا كمان حتى انا واخواتي كنا كلنا بنحبها ونحميها ومكناش بنخليها تعمل حاجه أبدا كنا مستعدين ناخد من عمرنا ونديها
بس للاسف ما*تت وسابت زكرى جوه كل واحد فينا
ـ كنتى بتحسى بغيره منها او من معاملت اهلك واخواتك ليها
ـ أبدا عمرى ما حسيت بكده بالعكس كنت بحبها اوى ولما توفت حزنت عليها اوى الله يرحمها
ـ الله يرحمها
ـ كان نفسى ابتهال تحب اختها كده وتخاف عليها
ـ بس مدام ابتسام… انتي نفسك قلتي جملة خطيرة.
ـ أنهي جملة؟
ـ "كان نفسي ابتهال تحب أختها كده وتخاف عليها".
انتي كنتي عايزة النتيجة… من غير ما توفري لبنتك نفس الظروف.
نظرت لها ابتسام باستغراب:
طيب ممكن تحكيلى نبذات مميزه عن الخلافات اللى بتحصل بينكم
ظلت ابتسام تحكى لها مواقف قديمه وحديثه مرورا برغبه دخول ابتهال كليه الطب لتلتحق بعمران الى انها كانت تريد اخذ كليتها وانتهت بتسبب ابتهال بطلاق اختها
ـ
مادام ابتسام للاسف انتى كنت السبب في الفجوه العميقه دى
فجوه استمرت ٢٨ سنه من عمر ابتهال
ـ تقصدى ايه
ـ اقصد إنك حبيتي فردوس، وخلقتي ليها عالم أمان…
وفى نفس الوقت، سيبتي ابتهال تواجه الدنيا لوحدها.
إزاي هتحب؟
وهي أصلاً ما خدِتش حب كفاية؟
إزاي هتحمي؟
وهي طول عمرها اللي محتاجة حد يحميها؟
انخفضت عينا ابتسام وشعرت أن الكلمات دخلت في عمق ما كانت تتجنبه دومًا.
ـ أنا…
أنا ظلمتها.
ـ للاسف ظلمتى ابتهال وفردوس ظلمتى الاتنين
رفعت ابتسام عينيها ببطء، نظراتها تائهة:
ـ فردوس؟
أنا كنت بحاول أحميها…
هزّت وفاء رأسها بهدوء:
ـ يمكن كنتى بتحبيها… بس حبك ليها خلاها انانيه عايزه كل حاجه ليها
بقت ضعيفة الشخصيه ...
مش عارفه تعتمد على نفسها او تربى اولادها لوحدها
عودتيها إن كل حاجه عايزاه هتاخدها حتى لو فى ايد اختها
لدرجه انها اخدتك انتى من اختها
فردوس زكيه وعارفه إزاى تخليكى تنفذى اللى هى عايزاه من غير مانتى ما تحسى
وانتي كنتي الحضن الوحيد اللي تعرفه.
ـ وفين الغلط؟!
ـ الغلط إنك ما ساعدتيهاش تقف على رجليها…
ولا ساعدتي التانية تحس إن ليها ضهر.
الاتنين محتاجينك…
لكن كل واحدة كانت محتاجة شكل حب مختلف.
وانتي حبيتي بالطريقة اللي تريحك… مش اللي تفيدهم.
أغمضت ابتسام عينيها بقوة…
صورة فردوس وهي بتنهار بعد طلاقها، وصورة ابتهال وهى داخله غرفتها ووضح على معالمها الانهيار
كلها رجعت دفعة واحدة.
همست:
ـ أنا ماكنتش أم كفاية…
ردت وفاء بحنان:
لازم تحاولى تصلحى اللى فات ، المرة دي بشكل حقيقي.
سكتت، ثم أضافت:
ـ عايزاكي تفكري… إمتى كانت آخر مرة حضنتي ابتهال؟
من غير عتاب…
من غير مقارنة…
من غير فردوس؟
انهارت دموع ابتسام…
ما لقيتش إجابه
مسحت ابتسام دموعها بطرف المنديل، لكنها ماقدرتش تمنع صوتها المرتجف:
ـ أنا مش عارفة أبدأ منين…
حتى لو حاولت، مش هتصدقني.
قالت وفاء بهدوء:
ـ الطبيعي إنها تشك… سنين من الوجع مش بيتمسحوا في يوم.
بس تقدري تكسبي ثقتها… لو كنتي صادقة، وصبورة.
واعرفى إن ابتهال ممكن متسامحكيش بسهوله
انتى بتتكلمى فى عمر كامل ٢٨ سنه ، كانت فيهم ابتهال لوحدها
نظرت لها ابتسام بتوسّل:
ـ أنا مستعدة أعمل أي حاجة…
بس خايفة أفتح باب يطلع مقفول من ناحيتها.
ابتسمت وفاء بخفة:
ـ أوقات الأبواب اللي مقفولة… بتحتاج طرق معين، مش قوة.
ابتهال دلوقتي مش محتاجة تبريرات… ولا حتى اعتذار مباشر. لأن للاسف مافيس لا مبررات عندك ولا اعتذارات تشفع
واعرفى إن اللى هتعمليه ده عشان خاطر ابتهال وحالتها النفسيه فى المقام الاول
هي محتاجة تحس… إنك شايفاها.
ـ شايفاها؟
ـ أيوه… شايفاها كبنتك، مش مجرد حد جنبك.
شايفه وجعها، وبتحترمي سكوتها، حتى لو مابتتكلمش.
ابدئي بحاجة بسيطة… نظرة، حضن، كلمة صغيرة من غير مناسبة.
ابتسمت ابتسام بخجل:
ـ أحضنها؟ دي حتى مش بتقرب منّي.
ـ ما تستنيش منها تقرب… هى مش هتبدا تقرب بالعكس
قربي انتي، وامسكي الباب من ناحيتك.
لو فتحته مرة، حطي فيه رسالة… مش شرط ترد، لكن أكيد هتشوفها.
سكتت وفاء ثم أضافت بصوت أهدأ:
ـ وفردوس كمان… محتاجة تشوفيها على حقيقتها.
مش مجرد بنت ضعيفة، لكن إنسانة لازم توقفيها على رجليها.
ـ تحسي إن كل حاجة عندي بايظة…
مش عارفة أكون أم ليهم، ولا حتى صديقة.
ـ بالعكس، انتي أكتر واحدة تقدر.
بس محتاجة ترجعي تكتشفي بناتك تاني، كأنك أول مرة تقابليهم…
ابتهال، مش اللي في بالك.
وفردوس، مش اللي كنتي فاكرة إنها بتنهار عشان بس قلبها ضعيف.
ابتسام هزّت راسها، والدموع رجعت تلمع في عينيها…
لكن نبرة صوتها المرة دي كانت أهدى:
ـ تحبي أجيلك تاني؟
وفاء ابتسمت بكل دفء:
ـ طبعًا… ومرحب بيكي في أي وقت.
وكل مرة هنتكلم، هتلاقي نفسك بتتغيّري شوية… من جواك، ومن حواليك.
فى غرفه ابتهال لم تستطع الصمود أكثر من ذلك
لم تذهب للعمل وقررت أن تأخذ اجازه وأغلقت الهاتف
اصبحت جليسه الفراش
خانها جسدها وبدأت حرارتها أن تعلو
فى كل مرة كانت تح*ارب بمفردها وتذهب للطبيب حتى لا تتدهور صحتها
لكن تلك المره قررت أن تترك نفسها للبحر يوجهها كما يشاء
ليس لها القدرة على كبح جماح مشاعرها أكثر من ذلك
ولا تريد أن تحارب فقط قررت الاستسلام
وبدأت تدريجياً أن تشعر بقشعريره فى جسدها ولكنها تجاهلتها وبدأت فى الهذيان وفقدان الوعى تدريجياً
عادت ابتسام من عند وفاء وجدت فردوس تشاهد التلفاز بدأت تسألها عن ابتهال
ـ انا شايفه عربيه ابتهال تحت هى جت من الشغل بدرى ولا ايه
ـ معرفش هى مخرجتش من الاوضه أصلا انهارده
ـ ازاى الكلام ده الساعه ٣ مخرجتش تاكل او تشرب حتى
ـ معرفش بس مشوفتهاش
شعرت ابتسام ولاول مره بخوف على ابتهال وذهبت مسرعه لغرفتها ووقفت امام باب الغرفه متردده
طرقت الباب عده طرقات لكنها لم تسمع اجابه
مما جعل القلق يزداد داخلها فتحت الباب واقتربت من ابتهال وجدت وجهها محمر وضعت يدها على وجهها ووجدتها ساخنه حاولت أن توقظها لكنها لم تستطع
قامت بالنداء على فردوس لتستنجد بها واتصلت بعدها بعمران وهى تبكى
ـ ألو عمران الحقنى
ـ فيه ايه حصل ايه
ـ ابتهال
شعر عمران كمن يفقد روحه واعصار ضرب رأسه مابها ابتهال يجلس ابتسام لأول مره تبكى من اجلها
تحدث عمران بصوت يكاد يكون مسموع
ـ مالها ابتهال
ـ معرفش مابتنطقش ولا بترد عليّا!
لم يُجب عمران…
ولا يعلم حتى كيف حملته قدماه،
وكيف فتح باب بيته،
وكيف قاد السيارة.
كل ما يدركه الآن…
أن ابتهال تحتاجه،
وهو…
لن يتأخر.
في البيت، كانت فردوس تحاول تهدئة أمها،
بينما تضع كمادات على جبين ابتهال،
لكن حرارة وجهها كانت تشتعل.
قالت فردوس وهي تحاول السيطرة على نفسها:
ـ لازم نوديها المستشفى حالًا!
تحدثت ابتسام زهى ترتعش من الخوف على ابنتها لاول مره تشعر انها من الممكن أن تضيع منها
ـ استني عمران جاي!
ـ ماما، حالتها مش مستحملة… ممكن تكون في خطر!
وفي تلك اللحظة…
دق جرس الباب.
فتحت فردوس مسرعة، فوجدته واقفًا كالمصدوم،
وجهه شاحب، وعينيه تحترق.
ـ فينها؟
أشارت نحو الغرفة…
دخل عمران،
اقترب من السرير ببطء،
وجثا على ركبتيه بجوارها.
نظر لوجهها المتعرّق،
صوت أنفاسها متقطع…
وعيناها مغمضتان، وكأنها تحلم بالهرب.
مدّ يده بحذر، ولمس يدها الباردة…
ـ ابتهال…
أنا هنا.
لكنها لم تتحرك.
نظر إليهم جميعًا وقال بحسم:
ـ هنوديها المستشفى دلوقتي… يلا.
قام بحملها وذهب بها مسرعا للخارج
وذهبت ابتسام خافه وجلست فردوس مع ابنائها فى المنزل
كان يقود عمران بأقصى سرعه لم يعلم متى او كيف ذهب للمشفى
مهلش امبارح كنت مرهقه مقدرتش اكتب + كنت حاسه بخزاان كبير منكم لما طلبت منكم تصوتولى وتكتبوا اسمى عدد صغير بس اللى دخل ورشحنى
من كل الالوفات اللى بتابعنى عدد صغير اللى دخل ورشح إن رواياتى ممكن تتعمل عمل تلفزيوني
نزلت البارت انهارده وخليته طويل هديه لكل الناس اللى بتشجعنى وبتابعنى بجد وشايفه انى استحق
خرج من السياره وجمل ابتهال مره اخرى ودخل بها الطوارئ
قام الأطباء بأخذها منه وبدأوا بعمل الاسعافات الاوليه لها ووضعوا لها محاليل بها ادويه خافض للحراره
كان عمران يجلس فى الخارج العمود متحجره فى عينيه لم يسعر بابتسام ولا شئ آخر سوا أن يطمأن أولا على ابتهال
ـ اتصل به والده اكثر من مره حتى يعلم ما بها ابتهال
فعندما رآه نزل مسرعا بتلك الدرجه ولم يجيب على ندائه بدأ يشعر بالقلق واتصل على فردوس التى اخبرته بوضع ابتهال
ـ ياترى ممكن ابتهال تسامح ؟؟
هل فعلاً ابتسام فاقت ؟؟
الثالث عشر 🔥🔥🔥🔥
ظلوا جالسين خارج غرفة الطوارئ، والقلق ينهش قلوبهم، كل دقيقة تمر كأنها دهر.
كانت أنفاس ابتسام متسارعة، وعيناها معلقتان بباب الغرفة المغلق، وكان عمران يتحرك ذهابًا وإيابًا كأن الأرض تضيق به.
وبعد فترة، فُتح الباب فجأة...
خرج الطبيب بخطوات هادئة
اندفع إليه عمران وابتسام بسرعة
ـ خير يا دكتور طمنا ابتهال عامله ايه
ـ للأسف المريضه واضح إن عندها انهيار عصبى حاد
ده اللى سبب لها السخونه ووصلها للحالة اللى هى فيها
إحنا اديناها خافض للحراره ومهدا وهتقعد معانا يومين عشان نطمن عليها
ـ طيب ينفع ندخل نطمن عليها
ـ ننقلها غرفه عاديه الأول وبعد كده تقدروا تشوفوها عن اذنكم
تركهم ورحل وذهبت ابتسام لتجلس على اقرب كرسى لها وتفكر
ماذا لو لم تذهب اليوم لوفاء ولم تتحدث معها بخصوص ابتهال
هل كانت ستظل ابتهال بمفردها إلى أن......
فى تلك اللحظه شعرت بفداحه ما فعلته فى تلك السنين الفائته
بينما عمران ظل واقف مكانه لم يتحرك وعيناه معلقه على غرفه ابتهال
ويتسأل ما الذى حدث ليجعل ابتهال تصل لتلك المرحلة
هل ضغط عليها بشكل مبالغ ..؟
ولكن مهما حدث لم يتركها مره أخرى
نظر لابتسام وجدها لأول مرة تبكى على ابتهال
اقترب منها بتوجس أن تكون هى السبب لما وصلت اليه ابتهال او حدث شئ بسببها اوصلها لتلك المرحلة
ـ هو فى حاجة حصلت او حد قالها حاجه وصلها للمرحله دى
ـ خالص انا كنت فى مشوار روحت البيت لقيت عربيتها موجوده ودى اول مره تحصل
سألت فردوس قالتلى ابتهال مخرجتش من اوضتها دخلت اطمن عليها لقيتها بالوضع ده
ـ يعنى هى من الصبح او يمكن من امبارح سخنه وتعبانه ومحدش فكر يدخل يطمن عليها افتكروا تطمنوا عليها لما عدا يوم ومظهرتش
بدأ الانفعال يظهر على وجهه
ـ يعنى كان ممكن تموت من غير ما حد يعبرها ...
تفتكرى لو كانت فردوس اللى مكانها واتاخرت شويه فى النوم كنت سبتيها ؟؟
اكيد لا كان زمانك مكلمه العيله كلها ومعرفاهم إن فردوس لكن دى ابتهال مش مهم تتعب تموت عادى ... صح ؟
لم تستطع ابتسام الرد عليه وانما ازداد بكائها
فهو محق فى حديثه
لم تستطع ابتسام الرد، وإنما ازداد بكاؤها،
صوتها المكتوم يخرج كالأنين، وعيناها لا تجرؤان على النظر إليه.
ظل عمران واقفًا، يراقبها للحظات، ثم زفر بقوة وكأن الحديث استنزفه.
رفع يده إلى وجهه ومسح عينيه، ثم جلس على الكرسي المقابل لها.
قال بصوت مبحوح:
ـ أنا مش بقول الكلام ده عشان أوجعك...
بس لأن أبتهال خلاص... ماعدش فيها طاقة تستحمل أكتر.
سكت لحظة، ثم أكمل:
ـ كانت دايمًا بتبان قوية... بس الحقيقة إنها كانت بتتحمّل لوحدها.
وإحنا كلنا... كنّا بنسيبها تغرق.
اجتمعت الدموع في عينه ولكنه أكمل
ـ وانا كمان سبتها تغرق لوحدها ... رغم أنى عارف وضعها
رفعت ابتسام عينيها أخيرًا، ونظرت له بتعب:
ـ عمران...
أنا كنت فاكرة إني بحمي فردوس...
بس واضح إني كنت بموّت ابتهال بالبطئ .
نظر إليها مطولًا، ثم قال بهدوء:
ـ ابتهال جوه لو تقدرى تعملى حاجه اعمليها
روحي لها... بس مش كأم... كإنسانة عايزة تسند اللي وقعت بجد.
في تلك اللحظة، خرج أحد الممرضين ونظر إليهما:
ـ المريضة انتقلت غرفتها.
ممكن تشوفوها دلوقتي.
توجه عمران وابتسام لغرفه ابتهال وظلوا جالسين صامتين منتظرين ابتهال أن تستيقظ
بعد مرور عده ساعات بدأت ابتهال تستيقظ ولكنها تشعر بوجع بكامل جسدها ورأسها
اقترب منها عمران وابتسام مسرعين حتى يطمأنوا عليها
ـ ابتهال انت كويسه حاسه بحاجه
نظرت ابتهال لعمران بضعف
ـ أنا دماغى وجعانى أوى وجسمى مكسر
ـ استنى هنادى الدكتور يشوفك
ذهب عمران مسرعاً ليجلب الطبيب
وبعدها ذهب الدكتور معه ليكشف عليها ويطمأن على الحاله
كانت ابتسام واقفه بجانبها كانت تبكى ولا تعلم ماذا تفعل
اقتربت منها وامسكت كفها برفق
مما جذب انتباه ابتهال لها
نظرت لها ابتهال بتعجب من وضعها وضيقت مابين حاجبيها
ـ هو فى ايه الدكتور قالكم أنى هموت ولا ايه
ـ لأ بعد الشر عنك .... انا بس كنت قلقانه عليكى
سحبت ابتهال يدها من يد ابتسام ثم نظرت تجاه الباب منتظره عوده عمران
دخل عمران وخلفه الطبيب واطمان على وضع ابتهال واعطاها بعض المسكنات من خلال المحلول المعلق بيدها
ـ ماتقلقيش الوجع اللى فى راسك ده من السخونة احنا ادناكى محاليل وكل حاجه هتبقى تمام وبكره اخر اليوم تقدرى تخرجى بس تلتزمى بالأدوية
امائت ابتهال راسها بنعم
خرج الطبيب وجلس عمران بجانبها
ـ كده تقلقينا عليكى احنا كنا هنموت من الخضه
ـ انا كويسه الحمد لله هما شويه سخونيه بس
ـ انتى مستقليه ليه بالتعب ، ليه ماكلمتنيش اجى اوديكى للدكتور ..؟
ليه مكلمتيش مامتك ولا اختك حتى
ـ الموضوع مش مستاهل يا عمران انت مكبر الموضوع... المهم لما المحلول يخلص انا هروح مش هستنى لبكره
ـ لا هنستنى وانا هبات معاكى كمان
تحدثت ابتسام بقلق
ـ ابتهال مش هيحصل حاجه لو استنينا انهارده كمان وانا هبات معاكى
ـ الموضوع مش مستاهل انا عايزه امشى
ـ اسمعى الكلام انا هبات معامى وهطلب عربيه لمامتك تروح وتيجى بكره على الاقل تجبلك لبس عشان تروحى بيه
نظرت ابتهال لملابسها وجدت نفسها ترتدى زى المشفى
ـ انا هدومى فين
ـ مافيش غير بيجامه البيت اللى كنتى لابساها وعمران شالك وجابك بيها
نظرت له بخجل ولم تعلق
ـ بقولك ايه يا ابتهال انا جعان ومكلش حاجه من الصبح وانتى اكيد جعانه هنزل اجيبلنا حاجه ناكولها واطلب لمامتك العربيه توصلها
ـ لا انا هبات معاها
ـ ماينفعش لازم تروحى على الأقل تجهزيلها غدا وتجيبى لبس
ـ هكلم فردوس تعمل هى
ظل جبران يلح عليها أن تذهب حتى يستطيع أن يجلس معها بمفرده ويحاول أن يقترب منها مره اخرى
بعد فتره تحت ضغط عمران ولا مبالاه ابتهال ذهبت ابتسام للمنزل وذهب عمران وجلب بعض الطعام المشوى حتى لا يؤثر على ابتها
دخل غرفه ابتهال كانت تجلس تنظر للفراغ
دخل اليها عمران وجلس امامها وجلب الطاوله ووضعها امامها ووضع امامها الطعام
ـ يلا بقى عشان ناكل لانى فعلاً هموت من الجوع
ـ هو موبايلى فين
ـ بصى انا بقول ايه وانتى بتقوولى ايه ، موبايلك فى البيت ماتقلقيش هكلم مامتك تجيبه
ـ تمام وكلم الدكتور عشان يكتبلى اجازه عشان الشغل
ـ حاضر ماتقلقيش هنعمل كل اللى انتى عايزاه
ـ هو مين كلمك
ـ مامتك كانت بتكلمنى وكانت منهاره من العياط أنا اول مره اشوفها بالوضع ده
ـ يمكن افتكرتنى مت
ـ بعد الشر عنك ، على فكره هى بتحبك بس مش عارفه تعبر
ـ انت مش فاهم حاجه
ـ طيب فهمينى
ـ مالوش لزوم ، يلا ناكل
ـ طيب انا هأكلك
ـ نعم ؟؟
ـ إنتى تعبانه وانا لازم اساعدك آمال انا قاعد معامى ليه 😉
ـ انا عندى برد يا عمران ايدى ماتكسرتش 😏😏
ـ مش مهم المهم انك تعبانه فى المستشفى وانا لازم اساعدك
ـ بقولك ايه انا شبعت قوم
ـ خلاص خلاص هساعدك بس ماشى
جلس عمران ظل يناكش ابتهال حتى يجعلها تضحك على مزاحه
بعد ما انتهوا من الطعام شعرت ابتهال بثقل فى رأسها من تلك الادويه
وضعت يدها على جبهتها وقالت بصوت خافت:
ـ حاسّة دماغي تقيلة أوي...
اقترب منها عمران بسرعة، وقال بقلق:
ـ تعبانة؟ تحبي أنادي الدكتور؟
هزّت رأسها نفيًا:
ـ لأ، أنا بس محتاجة أنام شوية...
الأدوية دي بتخدرني.
غطاها عمران بالبطانية برفق، وقال بصوت منخفض:
ـ طيب نامي وانا هفضل قاعد هنا، لو احتجتي أي حاجه ناديلي.
نظرت له بعين نصف مغلقة، وهمست:
ـ إنت لسه زى ما إنت…
كلامك كتير…
ابتسم وقال بهدوء:
ـ بس المرة دي... كلامي ليه معنى.
سكنت الغرفة بصمتٍ دافئ،
وجلست ابتهال تغلق عينيها ببطء،
بينما جلس عمران يراقبها،
يتأمل ملامحها وهي تغفو كأنها طفلة منهكة…
همس لنفسه:
"أهو أول خطوة… ولسه الطريق طويل،
بس أنا مش هسيبك تاني، ابتهال."
مر الليل وكان عمران يجلس امامها يراقبها إلى أن غفى هو الاخر
ولم يستيقظوا سوا فى اليوم الثانى ، على صوت والدتها
ـ ها عامله ايه انهارده
ـ الحمد لله ، انا جبتلك لبس اهو وصحيت بدرى جهزتلك غدا خفيف
ـ انا شبعانه والمستفى بتجهز وجبات
ـ لا ده اكل بيتى نضيف وبعدين ولا يهمك كلى ده وده
ـ مامتك عندها حق يا ابتهال تفطرى الاكل ده يغذيكى ووقت الغدا كلى الوجبه
ـ طيب جبتى التليفون بتاعى
ـ اه عمران كلمنى وقالى انك عايزه التليفون شحنته وجبتهولك اهو
فتحت ابتهال الهاتف وجدت عدد كبير من الرسائل من زملائها يطمئنون عليها وبعدها وجدت الهاتف يرن
قامت بالاجابه عليهم فى العمل واخبرتهم بوضعها واخبروها انهم سيمروا عليها بعد العمل حتى يطمأنوا عليها
وبالفعل مر باقى اليوم فى محاوله من عمران وابتسام ان يقتربوا من ابتهال ولكنها تتعامل معهم ببرود تام فهى على علم بنيه والدتها ولكن وقت المواجهة ليس الان ولا فى ذلك المكان
اتى زملائها فى العمل واطمئنوا عليها وجابوا معهم بعض الفاكهه والحلوى
تحت شعور الغيره من عمران بوجود بعض الزملاء من الرجال
ظلوا يتحدثون معها واستطاعوا اخراجها من تلك الحاله التى كانت مسيطره عليها وبعدها انصرفوا واخذوا معهم ورقه الاجازه واخبروها ان تهتم بنفسها وهم سيتولوا عملها فى تلك الفتره
بعد انصرافهم اتى الطبيب وكتب لها خروج وهمس لعمران بضرورة عرضها على طبيب نفسي
وصلوا المنزل وقررت ابتهال أن تستريح فى غرفتها لكن ابتسام طلبت منها أن تتحدث معها فى موضوع ما
حاول عمران أن يؤجل تلك المواجهه إلى أن يسأل وفتء عن وضع ابتهال إلا ان ابتسام كانت متسرعه
أرادت أن تخبر ابنتها ان تعطيها فرصه لتتقري منها
ظنا منها أنها بتلك الطريقة تساعدها على الشفاء لم تعلم أن بذلك جعلت ابتهال تتأكد من ظنونها
ـ ابتهال…
أنا عايزة أتكلم معاكي شوية، لو تسمحي.
قالت ابتسام ذلك بنبرة خافتة، تحاول أن تبدو حنونة، لكن فيها شيء من الإلحاح الذي تعرفه ابتهال جيدًا.
نظرت إليها ابتهال بهدوء، ثم قالت:
ـ أنا مرهقة، وكنت داخلة أستريح.
تدخل عمران بسرعة:
ـ ممكن نأجل الكلام شوية يا طنط؟
خلّيها ترتاح، ونتكلم وقت أهدى.
لكن ابتسام تجاهلت حديثه، واقتربت أكثر من ابنتها
ـ مش هاخد من وقتك كتير
بصى انا عارفه انى غلطت زمان وكنت أسيه عليكى عايزاكى تدينى فرصه اصلح الماضى ونخلى العلاقه كويسه بينك انتى واختك
ابتسمت ابتهال وازدادت ابتسامتها تدريجياً إلى أن تحولت لضحك هستيرى
ـ طيب كنتى استنيتى لما تتاكدى انى بقيت كويسه
بس تمام طالما فتحتى الكلام يبقى نكمله
تحدث عمران بقلق من هيئه ابتهال
ـ أهدى يا ابتهال واجلى اى كلام دلوقتي
ـ ابعد عنى انت فاهم ، مين انت عشان تقولى اهدى ومهداش كنت فين انت ... أنت فاكر انى صدقتك بعد الكلمتين اللى جيت تقولهملى ابوكى مانعنى ومعرفش ايه
انت عارف ابويا ميت من امته كنت فين انت بعدها ها ؟؟؟
كنت عايش حياتك مفكرتش تسيبلى رساله حتى مع عمى .... انت فاكر انك كلامك ده دخل دماغى .
سكت عمران، وتراجع خطوة للخلف،
كان كأنها صفعت روحه، مش بس كلامه.
نظرت إليه ابتهال وعيناها ممتلئتان بالغضب والحزن والخذلان:
ـ أنت عارف أنا كنت محتاجاك إمتى؟
مش دلوقتي…
مش بعد ما وقعت وبقيت على الأرض!
أنا كنت محتاجاك من سنين...
لما كنت ببكي لوحدي، لما كنت بكره نفسى وأنا شايفة أمي مش شايفاني،
وأنت… ولا على بالك!
اقتربت منه خطوة، وصوتها ارتجف:
ـ جربت مرة تبعتلي رسالة؟
جربت تطمن؟
كنت بتنام مرتاح وأنت عارف إنك سيبتني في وسطهم أتحرق؟!
حاول عمران يتكلم، لكن ابتسام قالت بصوت باكي:
ـ كفاية يا ابتهال… حرام عليكي، هتتعبى نفسك.
نظرت لها ابتهال بنظرة قاسية وقالت:
ـ لا يا ماما، التعب جه منكم، مش مني.
طول عمري بحاول أثبتلك إني أستحق،
وإنتِ…
ولا مره شفتيني.
دلوقتي فجأة عايزة تبقي أمّي وتصلحي علاقتي بأختي!
الناس اللى بتسال عن اسم الرواية اسمها جحيم الغيره
وبتتنشر على صفحه الكاتبه قصص وروايات أمانى سيد
وبالفعل تم نشر تحليل حاله ابتسام وابتهال النفسيه
فينك من عشرين سنة؟
اقتربت ابتهال أكثر من والدتها، وعيونها تلمع من شدّة القهر:
ـ كنتي فين لما حرمتيني أدخل الكلية اللي كنت بحلم بيها؟
كنتِ بتقولي "مش هتنفعي، دي مش ليكي"...
وسمعت الكلام غصب عني…
وضيّعت حلمي علشان إنتي شايفة إن أختي نفسيتها هتتعب ...
وقبل ما ترد، أكملت بصوت أعلى:
ـ وكنتي فين لما كنت بموت من الوجع وعمتي وعمّي هما اللي بيشيلوني ويجروا بيا على المستشفيات؟
كنتي حتى بتعرفي إني تعبانة؟
ولا كنتي شايفة إن وجع فردوس أكتر أهمية من وجعي؟!
سكتت لحظة، ثم ابتسمت بسخرية:
ـ حتى يوم تخرّجي…
كنت واقفة بتتصوري مع فردوس…
وأنا لوحدي…
الصور كلها فيها هي، وأنا… ولا واحدة.
رغم إن ده يوم تخرجى انا مش هى
في هذه اللحظة، لم تستطع فردوس التحمل، وتقدمت خطوة وقالت بصوت مهزوز:
ـ ابتهال… كفاية… فى ايه ماما عايزه تصالحك
التفتت إليها ابتهال بسرعة، وصرخت:
ـ تصالحنى ؟
ده إنتي طول عمرك واخدة كل حاجة…
حتى الحنية… حتى الحضن اللي عمري ما عرفته،
كنتوا شايفيني إيه؟ ضيفة؟ بنت درجة تانية؟!
تدخل عمران بخوف وهو يرى انهيارها يتصاعد:
ـ ابتهال كفاية، هتتعبى نفسك…
بلاش كده.
صرخت من بين دموعها:
ـ لأ يا عمران… لازم أتكلم…
أنا اللي ساكتة بقالى سنين،
أنا اللي كنت بضحك في وشهم، وقلبي بينزف،
كنت بقول "أنا قوية"، بس الحقيقة إني كنت بتكسر كل يوم بصمت!
ثم نظرت لوالدتها وقالت بمرارة:
ـ عايزة نتصالح؟
تحبى اقولك انتى ليه دلوقتي عايزانا نتصالح
ثم نظرت لعمران بقهر
تحب تعرف هى ليه دلوقتي عايزه تصالحنى وعامله قلبها عليا
هى عايزه تعمل كده عشان
تفتكروا فى سبب تانى يخلى ابتسام عايزه تصالح ابتهال وابتهال عارفاه ؟
اظن بارت طويل مافيش اطول من كده
البارت الرابع عشر
حاول عمران تهدئتها والسيطرة عليها، لكنه لم يستطع.
كانت تنفجر لأول مرة، وكأنها تخترق جدران الصمت اللي بَنَته سنين.
صرخت وهي تشير إلى قلبها:
ـ اسكت ماتحاولش تسكتنى انت فاهم ... مش عايزه حد منكم يعمل إن قلبه عليه انتوا فاهمين
ثم نظرت لابتسام... بقهر وخزلان
ـ إنتى عارفه سر تغييرك ده إيه ؟؟
مش انك مره واحده حسيتى بالذنب ولا إنك مقصره مع إن ياما الناس كلمتك
انتى كلام وفاء خطيبه الاستاذ
واشارت لعمران
دخل جواكى وخلاكى تفكرى فى مصير فردوس لو جرالك حاجه هتعمل ايه من بعدك
فقولتى ايه اصلح بينها وبين اختها
عشان لو جرالى حاجه تلاقى اللى يسندها ويبقى كده سبتلها ورثك ومعاش يعيشها حلو
وفوق ده كله اخت تاخد بالها منها وتحميها ...
واهو تبقى استفادتى منى بحاجه
صمت المكان من وقع كلماتها، ثم أكملت وهي بتبص لابتسام بمرارة:
ـ وانا إيه؟
ورقة تأمين؟ خطة احتياطية لفردوس؟
أنا اللي طول عمري بتشحت حضنك…
دلوقتي فجأة بقيت مهمة… علشان تنامى وإنتى مطمنة إن بنتك هتلاقى اللي يشيلها لو انتِ مشيتي؟
سحبت نفس مرتعش وقالت بضحكة مكسورة:
ـ تبقى ماشية الحياة صح؟
فردوس تفضل مدلّعة طول عمرها…
وأنا… أكون اللى يسندها؟
اللى تشيل؟
أنا اللي كنت بشيل نفسي بالعافية!
نظرت لعمران نظرة سريعة ثم قالت:
ـ فهمت وعرفت ايه سر تغيرها المفاجئ
طيب حتى كنتى اصبرى لما ارجع اقف تانى على رجلى تانى
لكن إنتى مستعجله فاكره إنك لما تقولى كده هجرى عليكى واقولك اه ننسى الماضى ونمحيه
نظرت لوالدتها، والغصة في صوتها بتكتم أنفاسها، وقالت بمرارة:
ـ حتى لما قررتي "تصلّحي"، مافكرتيش أنا مستعدة ولا لأ…
ولا إن رجلي لسه مش ثابتة…
كنتِ مستعجلة عشان تخلّصي ذنبك… مش عشانى!
ثم نظرت حوالها وقالت بصوت باهت:
ـ عارفة لما حد بيقع في حفرة؟
مش أول حاجة يعملها إنه يبتسم ويحضن اللي رماه فيها…
هو بيحاول يطلع الأول…
يلاقي نفسه.
رجعت تبص لابتسام وعيونها مليانة خذلان:
ـ لما أوقف تاني… لو أوقفت…
ساعتها يمكن أفكر.
لكن دلوقتي؟
أنا لسه واقعة…
ومش عايزة إيد تمدلي… عايزة حد يفهم أنا وقعت ليه.
ثم بصت لعمران، وقالت بصوت أخف:
ـ حتى إنت…
كنت مستعجل ترجعني، من غير ما تسألني أنا واقفة على رجلي فعلاً؟
ولا لسه بتسند على الحيطان علشان ما أقعش تاني؟
صمت تام في المكان
كانت خلاص بتلفّ علشان تمشي…
لكنها وقفت، وبصّت لفردوس…
نظرة طويلة، مش فيها كره… لكن فيها وجع من نوع تاني.
قربت منها خطوتين، وقالت بصوت هادي لكنه مشحون:
ـ عارفة يا فردوس…
وأنا صغيرة، كنت كل ليلة بدعي ربنا…
إنكم تبصولي زي ما بتبصولك.
تحبوني زي ما بتحبوكي.
كنت ببص لماما وهي بتحضنك وأقول:
هو أنا مش بنتها برضو؟
رمشت بعينيها ومسحت دمعة على عجل، وقالت:
ـ أنا ماكرهتكيش يا فردوس…
بس عمري ما حبيتك.
لأنك كنتِ السبب في كل مرة كنت أتحرم فيها من حاجة بحبها.
نظرت لها نظرة مكسورة، وقالت بصوت منخفض بس كل حرف فيه بيقطع:
ـ عارفه أنا ليه مادخلتش الكلية اللي كنت بحلم بيها؟
علشان "فردوس مش عايزه الناس تقول اختها احسن "،
"مش وقتها دلوقتي"،
"خليكى جنب أختك"،
ونسيتوا إن عندي حلم… صوت… حياة.
شهقت شهقة مكتومة، وبعدين كملت:
ـ حتى الشخص اللى حبيته…
إنتى خدتيني منه.
مش بإيدك يمكن…
بس وجودك لوحده كان كفاية يطفّيه ناحيتي.
كنتِ دايمًا الأنعم… الأهدى…
البنت اللي محتاجة تتحب.
ضحكت ضحكة فيها مرارة وقالت:
ـ وأنا؟
أنا اللى المفروض أتحمّل.
أشيل.
أسندك وإنتى بتقعي…
بس محدش سأل نفسه: وأنا؟
أنا بوقع من إمتى؟
ثم نظرت في عينيها مباشرة وقالت:
ـ مافيش بيننا غيرة يا فردوس…
في بينا فرق.
فرق اتخلق من بدري، وكبر بينا،
وانا فضلت أعدّي عليه لوحدى…
لحد ما خلاص… بقى حاجز.
ثم همست بنبرة موجعة:
ـ أنا آسفة إن اللى جوايا ما طلعش إلا دلوقتي…
بس لو ساكتة طول العمر…
ماكنتش هلاقي نفسي أبدًا.
عمّ السكون بعد كلمات ابتهال،
ابتسام حاولت تفتح بقها، صوتها طلع مهزوز:
ـ ابتهال يا بنتي أنا...
لكن قبل ما تكمل، عمران رفع إيده قدامها بسرعة وقال بحدة هادية:
ـ لا، من فضلك…
مش دلوقتي.
بصّ لها بنظرة كلها عتاب وكأن لسان حاله بيقول: "كفاية اللي فيها"،
ثم التفت لابتهال، كانت واقفة ووشها شاحب، عينيها حمرا،
إيدها بتترعش وهي بتحاول تحافظ على تماسكها…
لكنها كانت بتنهار حرفيًا.
اقترب عمران منها خطوة وقال بهدوء خائف:
ـ ابتهال…
تعالي نقعد شوية،
لكنها هزّت راسها بقوة، تركته وذهبت
مدّ إيده ناحية كتفها بحذر، لكنها انسحبت خطوة وقالت بصوت مبحوح:
ـ سيبني يا عمران…
أرجوك.
ابتسام وضعت يدها على صدرها وهي تحاول كتم بكاءها،
نظرت لفردوس اللي كانت مصدومة وعاجزة،
لكن عمران وقف حائل بينهم، صلب، وقال بهدوء حاسم:
ـ كفاية.
كل كلمة دلوقتي هتوجع أكتر.
سيبوها…
على الأقل المرة دي… خلّوها تختار، مش تتفرض عليها حاجة.
كانت خطواتها متكسرة وهي بتتجه لغرفتها،
إيدها بتسند على الحيط بهدوء، بس واضح إنها فقدت كل طاقتها.
وصلت لباب غرفتها، مدت إيدها علشان تفتحه…
لكن فجأة، كل حاجة بدأت تتهز قدام عينيها.
الصوت اتوهّن، الصورة اتشوشّت…
الدنيا بقت سودا.
كادت تفتح الباب، لكن ركبتها خانتها،
ووقعت بكل ثقلها على الأرض، وارتطم جسمها بالبلاط البارد.
شهقت شهقة صغيرة، ثم انطفأ كل شيء.
صرخت فردوس:
ـ ابتهال!!
وصرخت ابتسام بارتباك مرعوب:
ـ ابتهال!!
بنتي!!! يا عمران بسرعة!!!
ركض عمران نحوها، جثى بجوارها، قلبه بيرفرف من الرعب،
رفع رأسها بحذر، لمس وجهها وجدها بارده
حملها ووضعها في غرفتها
فى نفس اللحظة وصل جبران ومعه وفاء
استغرب عمران من وجود ابيه فى ذلك الوقت لكن لم يكن هناك وقت للاستغراب
دخلت وفاء غرفه ابتهال واعطتها حقنه مهدئه واخبرتهم انها ستيقظ بعد فتره وعليها ان تتحدث معهم أولا
قررت فى البداية ان تتحدث مع ابتسام بمفردها لانها السبب الرئيسي لما وصلت اليه ابتهال
دخلوا غرفه ابتسام وجلست ابتسام تبكى
طلبت وفاء من فردوس صنع كوبا من اللمون حتى تحاول تهدئه
بتكسب لحظة هدوء لابتسام
أغلقت وفاء الباب، ثم سحبت كرسي وجلست أمام ابتسام،
وانتظرت لحظات بصبر، لحد ما صوت بكاءها بدأ يهدأ.
قالت وفاء بنبرة ناعمة لكنها مباشرة:
ـ انتي أم، مش كده؟
ابتسام هزت راسها ببكاء مكتوم:
ـ آه…
وأم فاشلة كمان.
وفاء مالت للأمام شوية وقالت:
ـ بلاش فاشله خلينا نقول اخطأت خطأ كبير .
رفعت عينيها نحو وفاء، نظرة فيها ذنب وخجل،
وقالت بصوت ضعيف:
ـ ماكنتش أعرف إن ابتهال موجوعة كده…
أنا كنت فاكرة إنها قوية…
حتى وهي بتضحك كنت بحس إنها متماسكة،
بعكس فردوس…
فردوس دايمًا محتاجة حضني، محتاجة كلمة…
ابتهال عمرها ما طلبت مني حاجة.
وفاء ابتسمت بحزن وقالت:
ـ وانتي كنتي فاكراها مش بتطلب لأنها قوية…
لكن الحقيقة؟
هي بطّلت تطلب علشان يأست.
ابتسام غطّت وشها بإيدها وقالت:
ـ أنا ظلمتها…
حرمتها من حاجات كتير.
كانت بتحب الكلية دي…
وكانت بتحب… الشخص اللي اتجوز أختها…
وأنا اللي وافقت… وأنا اللي ضغطت.
سكتت لحظة وقالت:
ـ عمرها ما اشتكتلي…
بس دلوقتي… نظرتها ليا كانت زي الطعنة.
وفاء تنفست بعمق، وقالت بهدوء شديد:
ـ اللي بينك وبين ابتهال محتاج سنين تتبني من جديد.
بس البداية مش بالكلام…
البداية بالفعل.
ـ انتى غلطتى غلط كبير جداً لما كلمتيها فى وقت زى ده ...
والغلط الأكبر إنك مراعتيش حالتها الجسدية والنفسية
المفروض كنتى كلمتينى قبل ما تتكلمى معاها كنت هقولك استنى
اقفى جمبها ... ماتحسسيهاش إنك وافقه جمبها بمقابل انها تقف جمب اختها وتكون سند ليها
والاهم ..............
إنك لازم تعرفى وتفهمى إن ابتهال مش سند لفردوس
هما الاتنين سند لبعض
ماينفعش تبدأى معاها وتحاولى تتغيرى وانتى من جواكى لسه ماتغيرتيش إلا إذا
ـ إلا إذا ايه
ـ إن كلام ابتهال صح وانك فعلاً بتقربى منها عشان تشيليها مسئوليه اختها ...
مدام ابتسام اقفى مع نفسك الأول
سكتت وفاء لحظة، وهي بتبص لابتسام اللي كانت باصة في الأرض، مكسورة وحزينة.
بعدين رفعت صوتها سنة بسيطة، وبنبرة أكثر حزم قالت:
ـ مدام ابتسام… اقفي مع نفسك الأول.
اسأليها: أنا ليه عايزة أرجّع بنتي؟
علشان بحبها فعلاً؟
ولا علشان خايفة على التانية لو جرالي حاجة؟
رفعت عينيها بثبات وقالت:
ـ الحب اللي وراه مصلحة مش حب…
وإبتهال حسّت ده… وشافت نيتك من غير ما تتكلمي.
ابتسام حاولت تتكلم، لكن صوتها كان مبحوح:
ـ طب أعمل إيه؟ أبدأ منين؟
أنا حاسة إني فقدتها خلاص.
وفاء ردت بهدوء، لكن نبرتها فيها عمق:
ـ تبدأي من السكون…
من إنك تقعدي معاها وما تقولييش حاجة.
ما تعتذريش… ما تبرريش…
اسمعيها…
واسأليها مرة وحدة: تحبي تقوليلي إيه؟
وساعتها… ما تقاطعيشهاش.
سكتت لحظة، ثم قالت بحنان عميق:
ـ أوقات بنتك مش محتاجة منك حضن…
محتاجة منك تكوني إنسانة.
واعية، سامعة، شايفة،
مش بس أم بتدي وتاخد… لكن قلب مفتوح.
في اللحظة دي…
دخلت فردوس بهدوء، حاملة كوب الليمون،
عيونها فيها خوف وارتباك، لكنها ما قالتش ولا كلمة…
قدّمت الكوب لوفاء، ووقفت تنتظر…
لكن وفاء بصتلها وقالت بهدوء:
ـ سيبيه على الترابيزة…
وتعالي بعدين، هنتكلم انتي وأنا كمان.
فردوس نظرت لوالدتها،
وبعدين خرجت في صمت…
وابتسام كانت لسه قاعدة مكانها،
وكل كلمة من وفاء كانت زي المراية اللي بتخلّيها تشوف نفسها للمرة الأولى.
ياترى ابتسام فعلاً اتغيرت ؟؟؟
بلاش تتخدعوا فى فردوس وتقولولى بتحب اختها وصعبت عليها ها بس القادم هيكون زى اللى من حفر حفره لاخيه وقع فيها
♥️♥️♥️
تابعوووووووني انتظروا التكمله
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺