رواية العاصفه الجزء الثاني الحلقه السابعه والثامنه بقلم الشيماء محمد جميع الفصول كامله
الحلقة السابعة
كريم قاعد مع خاله حكاله كل حاجة عن نهلة وازاي هربت وإن خالد هو اللي هربها ومنتظر رد فعله ؟
عاصم بتفكير : يعني دلوقتي هي هربانة من حكم إعدام والحكم هيسقط بعد كام شهر صح كده !
كريم بهدوء : أيوة يا خالو .
عاصم : واللي هربها كان خالد بيه بعد ما سمع أبوه وأبو شريكه بيتفقوا يلبسوها قضية سرقة بدل ما تخرج دفاع عن النفس صح كده ؟
كريم مستغرب ليه خاله بيردد الكلام من تاني : أيوة صح .
عاصم بتفكير : اتجوزها ؟
كريم بحيرة : تقصد مين ؟
عاصم : أقصد خالد بيه اتجوز نهلة دي ؟
كريم هنا بدأ يتردد يجاوب بس غصب عنه لازم يجاوب : أيوة اتجوزها .. يعني قرب منها وكمان علشان يقدر يساعدها ويحميها بدون ماحد يتكلم عنها وهو داخل وخارج كده .
عاصم باصص لكريم أوي : وطبعا خلف منها صح ؟
كريم هنا سكت وبص لخاله اللي كمل كلامه : خلف منها نور صح كده ! مش هي دي والدة نور ؟ وعلشان كده مؤمن عايز ينتظر ال٦ شهور دول لما الحكم يسقط .. ربطت الأمور ببعض صح ولا غلط يا ابن اختي ؟
كريم أخد نفس طويل وبص لخاله : ربطتهم صح يا خالو .
عاصم وقف وعطى ظهره لكريم لأنه لأول مرة يحتار بالشكل ده وبيردد مع نفسه : يعني نور تبقى بنت خالد عبدالرءوف !
![]() |
كريم وقف وقرب منه : أيوة بنته .
عاصم بدون ما يلتفتله : عندها أخوات تاني ؟
كريم : ماعندهاش غير نادر أخوها أكبر منها بس .
عاصم بصله وكشر : ليه وملك ؟ مش أختها ولا ايه ؟ ولا بتتناساها يا كريم ؟
كريم كشر وبص لخاله : لا مش بتناسيها ولا حاجة بس أقصد أخوات من نفس الأم دي .. يعني بنتكلم عن نهلة وجوزها وعيالها .
عاصم بصله أوي : وعن ملك ! ملك خطيبتك يا كريم .
كريم اتضايق : خالي ملك فترة وانتهت في حياتي وحاليا أنا متجوز أمل و ........
قاطعه خاله : ملك فترة وعدت وبدل ما بنقفلها وبننهيها رايحين نكمل ونتدبس في علاقات أكتر في العيلة دي صح ؟ أنت بتخرج منها وأخوك يدخل مكانك ؟
كريم برفض : لا يا خالو لا .. نور غير ملك تماما ! بص لأم دي ولأم دي .
عاصم كشر : دي واحدة هربانة مقدرش أحكم عليها من شكلها .. ما يمكن تكون حاطة الطرحة على راسها تداري نفسها ؟ ما يمكن لما تخرج للنور تتغير .
كريم : خالي !! نور إنسانة محترمة جدا ولو هي تشبه ملك من قريب أو من بعيد ماكنتش هجيب والدتها هنا نخبيها ! ماكنتش هدخل في السكة دي أصلا نور تستاهل تكون مرات مؤمن الدخيلي .
عاصم كشر وساكت والباب خبط ودخلت نهلة بتردد وقفت قدام عاصم : لو حضرتك مش مرتاح لوجودي هنا أنا ممكن يعني ......
قاطعها عاصم : ضيوف ابني وابن اختي في عيني ولو ما شالتهمش الأرض نشيلهم فوق راسنا .
نهلة ابتسمت بأسف : تسلم يا حاج بس أنا مش مجرد ضيفة أنا هربانة وهربانة من قضية كبيرة كمان .
عاصم بصلها ولاحظ انكسارها ودموعها اللي بتحاول تداريهم : برضه طالما ابني عرض يساعدك يبقى أنا هكمل مساعدتك .
عاصم بص لكريم : هو ليه صح مؤمن مجاش بنفسه !
كريم أخد نفس طويل وبص لنهلة وبص لخاله : مؤمن اتقبض عليه .
عاصم هنا اتصدم عنده ذهول : ايه ؟ اتقبض عليه يا كريم ؟ وأنت سايبه ؟ اتقبض عليه ليه ؟
كريم بص لنهلة فعاصم فهم : علشانها ؟ليه طيب ؟
كريم بهدوء : خالو أنا لسة ما أعرفش تفاصيل بس تقريبا حد عرف بحكاية نهلة وبلغ عنها واتقبض على الكل .. خالد نادر نورهان حتى مؤمن ..
عاصم باستغراب : مؤمن ليه ؟
كريم بهدوء : ممكن علشان بيحب نور وكمان مخبي مامتها في شقته .
عاصم كشر : ومين يعرف بكل الحكاية دي حتى يعرف إن مؤمن مخبي أمها ؟
كريم بأسف : ده لسة ما أعرفوش بس حضرتك ما تقلقش أنا سيبت بابا معاه وهيخرج على طول لأن مفيش أي دليل عليه .
نهلة بعياط : طيب عيالي وجوزي ؟
كريم بصلها بتعاطف : عيالك هيخرجوا لأن مالهمش علاقة يعني أبسط الأمور الموضوع حصل قبل ما يتولدوا أصلا فمالهمش علاقة .
نهلة برعب : وخالد ؟
كريم أخد نفس طويل : معرفش بقى هل في دليل يربطه بحضرتك !
عاصم باستغراب : أكتر من جوازه منها .
كريم بص لخاله : أعتقد هو غير اسمها .
نهلة بعياط : فعلا أنا معايا ورق إني نهلة مش فايزة .. خالد عمله .. يعني عايشة بشخصية أختى اللي يرحمها .
عاصم بحيرة : وأختك ما طلعلهاش شهادة وفاة ؟
نهلة : لا ماتت بعد ما اتولدت تعبت وحرارتها ارتفعت وكنا ناس على قد حالنا مش معانا تكلفة دكتور فماتت والجيران قالوا ممكن يتعمل محضر إهمال فأبويا خاف يعملها شهادة وفاة ولما حصل اللي حصل خالد طلعلي بطاقة باسمها ومن ساعتها وأنا نهلة .
عاصم أخد نفس طويل ونادى لمراته سناء وطلب منها تاخد نهلة ضيفة وتطلعها أوضة ترتاح فيها وطلب منها إن أي حد يسأل مين دي تقول معرفة قديمة
اتصل بحسن هو وكريم يطمنوا على مؤمن وطمنهم إن المحامي بكرا هيطلعه خصوصا إن مالقوش أي حاجة في شقة مؤمن والبواب ومراته قالوا إن الشقة مقفولة ونادرا ما مؤمن بيروحها أصلا ! وكمان القبض عليهم مش قانوني فهيفرج عنه على طول ..
كريم طلع أوضته هو ومؤمن يرتاح فيها للصبح علشان يتحرك هو وخاله ..
دخل أوضته ونام في السرير وكل تفكيره حاليا في أمل بيفكر يكلمها يطمن عليها
بص في موبايله الفجر قرب .. مش هينفع يكلمها أبدا دلوقتي ..
عبدالله رجع العربية ويدوب بيركب لاحظ عياط وهيستريا أمل ! وكلها منكمشة في حضن طه ومهما يتكلم إلا إنها مش سامعاه وكأنها مش شايفاه بس بتردد وتطلب إنه يتحرك من هنا ..
عبدالله جري على بنته وضمها : حبيبتي أمل أنا أبوكي .. فوقي يا أمل أنتي بخير أنتي وسطنا وكويسة .
أمل بتعيط وبتردد : كريم اطلع من هنا اتحرك يا كريم .. هيقتلونا .. كريم فوق ما تغمضش عينيك ! مش هعرف أسوق أبدا علشان خاطري فوق .
سميرة بعياط : يا حبيبتي احنا جنبك وكريم كويس .
أمل بتصرخ : لا .. سيبوني ... لا لالا .. ابعدوا عني .. كريم .. كريم فتح عينيك علشان خاطري ما تسيبنيش معاهم .. كرييييييم .
طه بص لأبوه ومش عارف يعمل ايه !
سميرة بلهفة : اتصل بكريم .. يمكن لما تسمع صوته تطمن .. هو بيطمنها هو أنقذها منهم فيمكن صوته يريحها .
كريم ماسك الموبايل ومتردد يتصل أو لا! متضايق ومخنوق ومحتاج يكلمها بأي طريقة .. حاسس بخنقة مش طبيعية ..
طه مسك الموبايل بس لقاه فاصل شحن وبص قدامه كان موبايل أمل جنبه مسكه وطلع رقم كريم رن عليه
كريم أول ما شاف اسمها ابتسم ورد بسرعة : حبيبة قلبي كنت لسة هكلمك .
طه برعب : كريم الحقني .
كريم اتعدل وخصوصا إنه سامع دوشة وسمع أمل بتصرخ : كريم .. اتحرك من هنا .. كريم فتح عينيك .. علشان خاطري ما تسيبنيش معاهم لوحدي ..
كريم برعب : في ايه يا طه مالها !
طه برعب : وقفنا في استراحة وكانت نايمة وصحيت وأول ما شافت الاستراحة فضلت تصرخ ومش حاسس إنها سامعاني أصلا .
كريم بتوتر : اسمها ايه الاستراحة دي !
طه بص للاسم : كافيتريا السعادة .
كريم زعق : ما لقيتش غير أم الاستراحة دي يا طه تقف فيها ؟ ده أنت بنفسك قايلي مش بنقف استراحات .
طه برعب : كانت نايمة واضطرينا نقف .
كريم زعق : خليني أكلمها .
طه فتح الاسبيكر : كريم أنا فتحت الاسبيكر اتكلم .
كريم : أمل .. أمل اسمعيني .. أنتي كويسة سامعاني .. أمل ردي عليا .
أمل بتصرخ ومش سامعة ولا شايفة وكل اللي بيلمسها بتزقه وتصرخ
كريم بزعيق : اتحرك من الكافيتريا دي يا طه وأنا جايلك .
كريم قفل معاه ونزل جري نادى خاله وبرعب : أنا طالع على القاهرة دلوقتي سلام .
عاصم مسكه : مؤمن ماله قولي .
كريم بتوتر : الموضوع مالوش علاقة بمؤمن نهائي .
عاصم اتوتر : طيب استناني هطلع معاك .
كريم بقلق : يا خالي .. أمل على الطريق وأخوها وقف في الكافيتريا اللي حصلنا فيها الحادثة وهي منهارة .. فأنا لازم أروحلها .. هم قريبين مني .. الصبح تعال حضرتك .
عاصم رفض يسيبه يمشي لوحده وطلع لبس هدومه في لحظات واتحركوا مع بعض وكريم أول ما ركب عربيته وجنبه خاله داس بنزين وساق بأقصى سرعة ممكن يسوق بيها
عاصم بتوتر : يا ابني بالراحة شوية خليك توصل على خير .
كريم بص لخاله واعتذرله بس مش هيقدر يهدي سرعته واتصل على طه : أنتوا فين يا طه بالظبط ؟
طه بتوتر : على الطريق ..
كريم بخوف : أمل عاملة ايه ؟
طه بصلها في المرايا : ماما حاضناها بس بتصرخ وبتزقها كل شوية .. وعمالة تنادي عليك وكأنها شايفاك في وضعك ساعتها .. لأنها بتقول إنك بتنزف .
كريم بغضب : أنا قربت أوصلك .. قربت عليكم .. هدي سرعتك وهوصلك .
طه بحيرة : توصلنا ازاي ؟
كريم وضح : أنا كنت عند خالي فقريب منكم أصلا .. امشوا على مهلكم وأنا هحصلكم .
كريم سايق بسرعة لحد ما وصل للكافيتريا اياها واتصل بطه تاني عرف منه مكانه بالظبط وطلب منه يشغل انتظار علشان يشوفه ويمشي بالراحة
أخيرا وصلهم وزمر لطه ووقف قدامه ونزل يجري من عربيته لعندهم ومعاه خاله اللي مش فاهم في ايه أو مش متخيل مالها أمل ؟
كريم فتح الباب ناحيتها : أمل .. أمل بصيلي .
شدها من حضن مامتها ومسك وشها تبصله ؟ وبيكلمها : أمل فوقي !! أمل ! ردي عليا ! علشان خاطري ردي عليا .
أمل بتهز دماغها : هيقتلونا ! هيقتلونا مش هقدر .
كريم بضعف : حبيبتي محدش هيقدر يلمس شعرة واحدة منك .
خاله كان مذهول من شكلها ورعبها ومنظرها وكلهم متابعينهم حاسين بمدى العجز إن محدش فيهم قادر يساعد
أمل بتهز دماغها برفض ورعب وهو مش عارف يعمل ايه أو يفوقها ازاي ؟ دي في الموقف نفسه ما اترعبتش بالمنظر ده وكانت قوية وواقفة على رجليها وبتديله طول الوقت جرعة التفاؤل والأمل ! عمره ما تخيل إنها ممكن تنهار بالشكل ده أو تضعف كده ! ضمها لحضنه بحيرة ومش عارف يعمل ايه ! وهي مسكت قميصه ومكلبشة فيه .
كريم بصلها برعب : أمل كلميني ! انطقي قولي أي حاجة !
أمل ماسكة فيه برعب وحالة صمت مسيطرة عليها بس جسمها كله بينتفض من الخوف والرعب ..
ايده حواليها وايده التانية ماسكة ايدها اللي مكلبشة بيها قميصه .. ومهما يكلمها مش بترد عليه .. بس ماسكة فيه وبتعيط من وقت للتاني ..
سميرة بصت لكريم : وبعدين يا كريم ؟
كريم بص لحماته بخوف : مش عارف .. ما تخيلتش إن الموضوع لسة مأثر فيها بالشكل ده ! ماعملتش حساب ده أبدا .
سميرة بتوتر : طيب حاول تكلمها .. خليها تتكلم معانا وتبطل تعيط أو تصرخ .. خليها تنطق ما تكتمش نفسها بالشكل ده .
كريم بخنقة : ما أنا بحاول حاسس كأنها مش سامعاني أصلا ..
سميرة بعياط : معلش حاول برضه .. افضل كلم فيها ..
كريم فضل برضه يكلم فيها وبرضه هي ساكتة تماما .. فزعق فيها : يا أمل ردي عليا ما تجننينيش بالشكل ده ! ردي عليا !
أمل بصتله وفتحت في العياط من تاني : مش هقدر .. مش هقدر أكمل ! مش هقدر أسوق ! مش هعرف أسوق ! مش هعرف أوصلك ! مش هعرف أعمل حاجة هيلحقونا .
كريم رفع وشها له تواجهه : حبيبتي أنتي عملتي كل ده ! أنتي كملتي وسوقتي ووصلتينا بر الأمان خلاص ! محدش هيقدر يلمسك أبدا . مش هسمح بده نهائي ! كفاية خوف .. كفاية .
أمل حطت ايديها على وشه : أنت بتنزف صح ! بتنزف كتير .
كريم مسك ايديها : أنا كويس .
كريم بص لفوقه ونوّر اللمبة الصغيرة ومسك ايديها حطها على صدره وبيوريها : أنا كويس ! مش بنزف مفيش أي حاجة ..
حط ايديها الاتنين على وشه : أنا كويس .
أمل بصت لقدام : العربية مافيهاش بنزين هتقف مننا .
كريم أخد نفس طويل : بصي اللمبة مش بتنور العربية مليانة بنزين مش هتقف ..
أمل بعياط : هيلحقونا .. هيقطعوا هدومي .. هيشوفوني ! هيشاركوك فيا .
كريم اتمنى في اللحظة دي لو يقتلهم التلاتة .. لو يقدر يمحيهم من أفكارها تماما ضمها أوي لحضنه : محدش أبدا هيشاركني فيكي محدش هيلمسك أبدا بطلي عياط علشان خاطري .
أمل فضلت تعيط وهو ضاممها لصدره وأمها كمان بتعيط على كلامها وخوفها و وجعهم الاتنين ..
عبدالله بصلها بأسف : آسف يا ابني والله ما تخيلت إن كل ده ممكن يحصل .
كريم بص لحماه وبص لخاله ومش عارف يتصرف ازاي ؟
عاصم بتوتر : كريم الوقفة كده مالهاش لازمة يا ابني يا نرجع عندي يا نطلع على القاهرة ونشوف دكتور لكن كده مش هينفع .
كريم هز دماغه وبصلهم : تعالوا نروح عربيتي أسرع وأوسع هتشيلنا كلنا .. عمي يلا .. يلا يا طه ؟
عبدالله بحيرة : والعربية ؟ والحاجة اللي فيها ؟
خاله عاصم فكر للحظات : الحاجة المهمة اللي فيها هناخدها وممكن نسيبها هنا أو طه يحصلنا بيها .
طه وافق : أيوة نتحرك مع بعض يلا .
كريم حاول ينزل أمل بس عمالة تصرخ وتشد نفسها وهو : يا أمل يا حبيبتي أنا كريم انزلي معايا .
أمل بتصرخ : لا لا لا سيبوني .. أرجوكم سيبوني ! لا لا ... كرييييييم .. كريييييم الحقني منهم .. قُلهم يسيبوني .
كريم بيحاول يسيطر على أعصابه بس بدأ يفقد السيطرة عليها .. قرب منها وضمها لحضنه وهمس : حبيبتي أنا معاكي اهو .. أنا معاكي يا أمل حسي بيا جنبك .. أنا اهو اسمعيني .. يلا نمشي من هنا .. يلا .
شدها لبرا العربية وبعدها ضمت رجليها وضمت نفسها وانكمشت.. كريم حاول يوقفها أو يخليها تفرد جسمها بس رفضت تماما .. شالها بين ايديه وأخدها لعربيته وركبها على الكنبة ومامتها جنبها وأول ما بعد عنها صرخت : كريم .. كريم .. ما تسيبنيش .. ما تسيبنيش .. كرييييم .
كريم رجعلها بسرعة : أنا جنبك .. أنا جنبك ومش هسيبك .
قعد جنبها وضمها لحضنه وهي مستخبية كلها في حضنه ..
طه بصله : اتحركوا وأنا وراكم على طول .
كريم كشر وبص لخاله : خالو هتقدر تسوق ؟
عاصم ركب مكانه : أيوة ما تقلقش أنت اركب يا أبو طه .
عبدالله ركب جنبه وعاصم اتحرك بسرعة وطه اتحرك وراهم ..
كريم بيحاول يهديها على قد ما يقدر ويكلم فيها بهدوء ومش بيقاطعه غير عياطها وشهقاتها من وقت للتاني كل شوية .. شوية وصوتها هدي وعياطها كمان فكريم بصلها و اكتشف إنها راحت في النوم .. حاول يريحها على قد ما يقدر في حضنه وبص لخاله بهدوء : تحب اجي أسوق أنا ؛
عاصم رفض : لا لا خليك جنبها .. خليها ترتاح لحد ما نوصل .
أمل وهي نايمة بعدم وعي : الدنيا برد .. بردانة يا كريم .
كريم اتلفت حواليه وشد من وراه چاكيت بدلته ولفها بيها وضمها أوي واستغرب الدنيا مش برد نهائي بالعكس الجو حر بس الظاهر إنها عايشة في جو العاصفة لسة .. اتمنى لو يقدر يدخل أفكارها ويحميها زي ما حماها قبل كده
حس بالعجز تاني إنه مش عارف يدخل لعاصفتها المرة دي ..
ماعندوش أدنى فكرة ازاي المرة دي ينقذها من أفكارها اللي هي مُحاصرة جواها !
سميرة بتوتر : هنعمل ايه يا كريم ! لو صحيت ورجعت لحالتها دي تاني ؟
كريم بحيرة ووجع : مش عارف .. مش عارف بجد ! هي عايشة جوا العاصفة بتعيش كل أحداثها من تاني .. بتعيش كل اللي مرينا بيه .. ( بص لعبدالله بعتاب ) كان المفروض يا عمي من أول سفرية سافرتها معاكم ولاحظتم خوفها ورعبها من الاستراحات تفهموا إن ده مؤشر غلط هي مرت بصدمة كبيرة وكان لازم بعدها تتكلم مع مختص نفسي .. وياريت كانت صدمة واحدة لا دول كانوا كتير .. سواء حبسها في الحمام ولا محاوله اغتصابها ولا العملية ولا خطيبها السابق ولا جوازه من بنت عمها .. مصايب ورا بعض .. والمشكلة إنكم بتقولولها إنها كويسة وإنها بخير .
عبدالله كشر : امال كنت عايزنا نقولها ايه ! أنتي في مصيبة !
كريم بصله بعتاب ووجع جواه : أيوة ، كان لازم تقولها إنها في مصيبة وإنها من حقها تتوجع وتتألم وتزعل .. ماكانش ينفع تقولولها إنها كويسة وهي تحاول تظهر إنها كويسة علشانكم .. كل اللي عملته إنها كبتت كل اللي حصل جواها وخبته ودلوقتي انفجر وبتعيشه من تاني .
سميرة بعياط : طيب والعمل ؟ هتفوق ازاي ؟
كريم هز دماغه بحيرة : هنوديها لدكتور هنشوف دكتور .. هنعمل ايه يعني !
أمل بعياط وهي نايمة : كريم .. ما تغمضش عينيك .. كلمني .. مش هقدر أسوق .. ما تغمضش عينيك علشان خاطري .
كريم بأسف : حقك عليا .. حقك عليا إني حطيتك في الموقف ده وسيبتك .. بجد حقك عليا .. ماكانش المفروض سيبتك ولا ساعتها ولا دلوقتي ماكانش لازم أسافر من غيرك .. يولع الشغل اللي خلاني سيبتك وسافرت .. مفيش حاجة في الدنيا تستاهل أسيبك علشانها يا أمل ... بس فوقي .. علشان خاطري فوقي وارجعيلي ..
أمل بتتمتم : كريم اضغط على الجرح علشان ما تنزفش .. مش هقدر أخسرك .. مش هعرف أكمل لوحدي .. وقف النزيف .. اوعى تغمض عينيك .. ما تسيبنيش .
كريم خبى وشه في دماغها ولأول مرة دموعه تنزل بسبب حد بس هي مش حد دي روحه .. وفعلا مش هيقدر يخسرها أبدا .. لازم تفوق ..
صمت تام سيطر على العربية بتقطعه أمل بتمتماتها كل شوية ..
الكل بيدعي إنها تفضل نايمة الكام ساعة اللي فاضلين لأنهم مش متوقعين رد فعلها ممكن يكون ايه !
خاله كل شوية بيزود سرعته أكتر وأكتر وخصوصا لما بدأ يتعود على نظام العربية ويتأقلم معاها .. النهار نور ووصلوا القاهرة وطه اتصل بيهم : على فين ؟
كريم اللي رد : اطلع عندي البيت .
عبدالله هيتكلم بس قبل ما ينطق كريم بصله : عمي اذا سمحت خلينا نطمن عليها الأول ونشوف دكتور وبعدها نتكلم .
عبدالله سكت فعلا وما نطقش وكريم بص لساعته بس لسة الوقت بدري جدا على إنه يتصل بأي دكتور أو أي حد
بس بعدها بشوية مقدرش يفضل كده فطلع موبايله ورن على حد : الو أيوة يا علياء .. أنا آسف اني بكلمك بدري اعذريني بس محتاج مساعدتك في حاجة ضروري جدا .
علياء اتعدلت بتوتر: خير يا مستر كريم اتفضل قول على طول .
كريم بهدوء : عايزك تشوفيلي مين دكتور نفسي يتعامل في اضطرابات بعد الصدمة .. بسرعة وهاتيلي تليفوناته .
علياء باستغراب : حاضر حاضر اديني عشر دقائق وهعرف بإذن الله بس لمين ؟ خير في ايه ؟ باشمهندس مؤمن جراله حاجة ؟ طمني عليه حصله ايه بعد امبارح وطلع ولا لسة؟
كريم : لالا مش مؤمن وهو كويس .. دي أمل اللي تعبت شوية وهي في الطريق .. بسرعة يا علياء الله يكرمك منتظر تليفونك .
سميرة بصتله بعد ما قفل : هي مين دي اللي كلمتها !
كريم بصلها بتعب : السكرتيرة بتاعتي هتعرف تتصرف وأكتر حد بثق فيه .
عبدالله بصله : بتسألك عن مؤمن .. خير مؤمن ماله ؟
كريم بص لحماه : ده موضوع طويل يا عمي المصايب لما بتيجي ما بتجيش واحدة واحدة للأسف بيجوا كلهم مع بعض .. زي المثل ما بيقول المصائب لا تأتي فرادى .
كريم موبايله رن ورد بسرعة : عملتي ايه ؟
علياء : أفضل حد في المجال ده دكتور اسمه عماد الشاطر بعتلك تليفوناته على الواتس ولا تحب أتواصل معاه أنا ؟
كريم شكرها وقفل معاها وفتح الواتس أخد الرقم واتصل بالدكتور اللي ماردش من أول مرة ولا تاني مرة لكن في التالتة رد بصوت نايم أصلا
كريم اعتذر الأول عن اتصاله في التوقيت ده وبعدها : أنا كريم المرشدي صاحب المرشدي جروب للبرمجيات واعذرني في توقيت اتصالي بس الموضوع طارىء جدا ..
د/ عماد : حصل خير وأهلا بحضرتك اتفضل خير ؟
كريم بقلق : بص حضرتك الموضوع طويل أوي بس باختصار مراتي اتعرضت لحادثة من كذا شهر ودلوقتي انهارت على الرغم من إنها كانت كويسة .
عماد باستفسار : انهارت ازاي ؟
كريم : بتصرخ باستمرار وأعتقد إنها عايشة كل أحداث الأزمة اللي مرينا بيها مش سامعة ولا شايفة ولا بترد على حد فينا بس بتصرخ وبتعيط وبتتشنج وبتردد نفس الكلام ساعة الأزمة .
عماد باهتمام : هي فين دلوقتي ؟
كريم : نايمة جنبي .
عماد باستفسار : نايمة ولا مغمى عليها ومكملة أحداث الأزمة اللي بتتكلم عنها في أحلامها ؟
كريم بتوتر أكتر : ودي أعرفها ازاي ؟
عماد : بتتكلم وهي نايمة ؟ جسمها طبيعي ولا منكمشة وتحس إنها بتترعش ! بتتشنج زي ما قلت ؟ بتضم جسمها كلها وبتتكور كوضع الجنين ! كل دي مؤشرات إن نومها مش طبيعي .
كريم أخد نفس طويل برعب : هي بتعمل كل اللي حضرتك قلته ده !
عماد سكت شوية : هاتهالي المستشفى بتاعتي .
كريم برفض : لا لا حضرتك تيجيلها البيت ، مش عايزها تفوق في مستشفى عايزها تفوق في بيتي وفي حضني مش في مستشفى أبدا .. هبعت لحضرتك سواق يجيبك لعندي .. أو حضرتك تيجي بنفسك اللي أسهلك .
عماد بتفكير : أنا مش بعمل جلسات في البيت لأي حد .
كريم بصرامة : وأنا مش أي حد وحضرتك هتعرف ده لما توصل عندي .. هبعتلك اللوكيشن على رقم الواتس ده .
كريم قفل معاه وبعتله لوكيشن البيت ( اللوكيشن هو مكان البيت )
ناهد صاحية بدري متوترة جدا أو تقريبا ما نامتش من القلق على ابنها وابن أخوها .. حسن معاها وبيحاول يطمنها إن كل حاجة هتكون كويسة ..
سمعت صوت عربية فوقفت : عربية كريم دي ! جه بدري أوي هو أخد الطريق صد رد ولا ايه !
حسن باستغراب : تصدقي شكله كده .
ناهد طلعت جري تستقبل ابنها وفتحت باب الڤيلا بس اتفاجئت بأخوها نازل من العربية وهو اللي سايق : ابني فين يا عاصم ! وايه اللي بيحصل ؟
حسن سمع سؤالها طلع يجري على برا واتفاجئ زي مراته بعبدالله ومراته نازلين ووراهم عربية طه .. مابقوش فاهمين حاجة .. طيب كريم وأمل فين ؟
الباب اتفتح اللي ورا ونزل منه كريم وهنا قلبها هدي شوية بس اتفاجئت بيه شايل أمل ونايمة بس مش معقول أبدا هتنام وتسمحله يشيلها وسط الكل ..
ناهد بخوف : أمل مالها في ايه ؟ واتقابلتوا ازاي ؟
كريم شايل أمل وداخل بيها : أطلعها الأول يا أمي .
كريم طلع بيها على أوضته وكلهم طالعين وراه .. حطها في سريره بالراحة وقلعها شوزها وغطاها وبصلهم كلهم : الدكتور هيجي دلوقتي ما تقلقوش .
ناهد برعب : مالها طمنوني أنا طيب ؟
كريم : تعالوا بس نتكلم برا خليها نايمة .
خرجوا كلهم برا باب الأوضة وحسن بص لابنه : مراتك مالها وفي ايه ؟ ونهلة فين وازاي اتقابلتوا ؟ أنا مش فاهم أي حاجة ؟
كريم بهدوء : نهلة في أمان في بيت خالو .. وأمل كانت جاية مع عيلتها ووقفوا في الاستراحة اللي قعدنا فيها وقت العاصفة وحصل اللي حصل وهي كانت نايمة ولما صحيت لقت نفسها فيها انهارت .. ومرة واحدة نامت .. سكت وكمل بألم : ومعرفش هي نايمة حاليا ولا مغمى عليها ولا عقلها فيه ايه ؟
ناهد بخوف : طيب نصحيها يا كريم !
كريم برفض : لا لا يا أمي .. كانت بتصرخ على طول وما صدقنا سكتت أو نامت نسيبها لحد ما الدكتور يجي بس .
ناهد بصت لسميرة ومسكت ايديها : ما تخافيش إن شاء الله هتكون بخير .. هتكون كويسة .
كريم اتصل بالدكتور تاني وقاله إنه على وصول خلاص ..
سميرة بتعيط وناهد جنبها بتحاول تهديها ومش عارفة صراحة ازاي تهديها
الجرس ضرب وكريم نزل جري يفتح لأنه أكيد الدكتور وكان معاه ممرضة ..
دخلهم وطلعوا لفوق عند باقي العيلة
عماد بصلهم باستغراب : فين المريضة ؟
كريم : جوا لسة نايمة .
عماد بصله : احكيلي بسرعة ملخص الأزمة اللي اتعرضتلها .
كريم أخد نفس طويل : هي من الوادي وكانت مسافرة وقت العاصفة اللي عدت .
عماد : العاصفة اللي أخدت ٣ أيام دي والدنيا اتقفلت ؟ وازاي تسافر في جو زي ده ؟
كريم وضح : لو تفتكر العاصفة ضربت بدري عن الميعاد اللي الأرصاد قالته المهم كانت مسافرة ......حكاله كريم اللي حصل وكمل: وهربنا منهم بس كنت اتصبت أنا وهي ولما ركبنا عربيتي واتحركنا بيها ماقدرتش أكمل بسبب إصابتي وطلبت منها هي تسوق وتوصلنا للمكان اللي بلغت أهلي ينتظروني فيه .
عماد بانتباه : وساقت ؟ عرفت ؟ ولا هي بتعرف تسوق أصلا ؟
طه كمل : حاولت أعلمها كتير بس كانت على طول فاشلة وبتاخد الموضوع بهزار وتريقة وتقول مش هتسوق .
عماد بصله : أنت مين ؟
طه : أخوها .
كريم كمل : ساقت وشوية وبنزين العربية كان بيشطب بس قدرت تمون ووصلتني لأهلي وساعتها انهارت واكتشفنا إن هي كمان عندها كذا ضلع مكسور وعندها نزيف داخلي ولما وصلنا المستشفى إصابتي أنا كانت في الكلية الوحيدة اللي عندي فاحتجت متبرع وللأسف مالقيتش حد لأن والدتي سبق واتبرعتلي والمتبرع الوحيد كان هي .
عماد بفضول : حد غصبها تتبرع ؟
عبدالله كشر : لا طبعا هي عملت التحليل من ورانا ولما اكتشفنا إنها متطابقة أصرت تتبرعله ( عماد بصله باستفسار فعبدالله كمل ) أنا أبوها .
عماد بص لكريم : أنتوا كنتوا على علاقة ببعض ؟ بتحبوا بعض ؟
كريم نفى : لا لا ولا أعرفها ولا تعرفني ده احنا عرفنا أسماء بعض لما هي بدأت تسوق قالتلي اسمها يعني آخر الليلة خالص .
عماد هز دماغه : وبعد ما اتبرعتلك ! حبيتوا بعض ؟
كريم بزهق : لا .. كل واحد فينا رجع لحياته الخاصة أنا كنت خاطب وهي كانت مخطوبة .
عماد باستغراب : أنت قلتلي في التليفون إن المريضة مراتك .
كريم وضح : دلوقتي مراتي .. بص كل التفاصيل دي بعدين المهم دلوقتي إنها كل سفرية ما بتقفش أي استراحات والمرة دي أهلها اضطروا يقفوا وللأسف وقفوا في نفس الاستراحة اللي اتصابنا فيها وهي كانت نايمة وصحيت مخضوضة اتفاجئت بنفسها فيها ومن ساعتها وهي مش واعية .
عماد بتفكير : طبعا أنا متوقع إن بعد كده حاولتوا ترجعوها لحياتها الطبيعية وإن مفيش حاجة حصلت وإنها كويسة وهي علشان تتأقلم معاكم حاولت تظهر إنها كويسة ! ايه اللي اتغير في حياتها بعد كده ؟ أنت قلت إنها في جامعة تقديرها ايه نظامه اتأثر ؟
طه باسف : الأولى على دفعتها كل سنة ماعدا السنة دي طلعت الرابعة وحلمها إنها تتعين معيدة اتبخر لأنهم عينوا أول تلاتة بس .
عماد هز دماغه : خسرت ايه تاني ؟ غير كليتها وبنت عمها وتقديرها وحلمها ؟
سميرة كشرت : ما خسرتش اشتغلت مع جوزها وحبوا بعض وكتبوا كتابهم وهما أسعد اتنين وفرحهم الشهر ده .
عماد بأسف : أنا مش بتكلم عن دلوقتي بتكلم عن وقت الحادثة خسرت ايه ؟ هو قال إنها كانت مخطوبة ليه انفصلت عنه !
سميرة بغيظ : علشان طلع كلب واطي وما صدق إنهم ما اغتصبوهاش وراح الواطي اتجوز بنت عمها اللي لفت عليه وأقنعته إنها وحشة وإنها على علاقة بيه ( تقصد كريم ) وهو صدق وراح اتجوزها هي .
عماد أخد نفس طويل بحزن : يعني أذى بنت عمها فضل مستمر ما اكتفتش بتدميرها نفسيا ومحاولة قتلها كمان أخدت منها خطيبها .. ولا نقول كان حبيبها ( بص لكريم ) واعذرني لو السؤال ضايقك ؟
كريم بغيرة مكبوتة من سيرة شريف: لا اسأل براحتك .
عبدالله جاوب : بنتي ملتزمة ومحترمة ومالهاش في قصة الحب .
عماد : أنا ماليش علاقة بالالتزام دلوقتي بتكلم عن حبها لخطيبها ؟ فدي مش إجابة .
طه وضح : لا ماكانتش تعرفه مجرد جواز عقلاني .. دكتور أخلاقه المفروض إنها كويسة ومتوافقين عقليا وماديا وبس وساعة الحادثة كانت راجعة هتتخطب لسة مش مخطوبة .
عماد بدأ يرسم صورة كاملة في دماغه وبص لكريم : وأنت خطيبتك ليه سيبتها ؟ ليه حبيت دي ؟ وامتى حبيتها ؟
كريم : لما خرجت من الحادثة دي حسيت إني كنت نايم وصحيت ولقيت نفسي مش متقبل كل حاجة في حياتي فبدأت أغيرها كلها والتغييرات دي ما توافقتش مع خطيبتي وماعجبتهاش وبالتالي .......
قاطعه صريخ أمل اللي يدوب فتحت عينيها لقت نفسها في مكان غريب مش عارفة هي فين أصلا ! طه أول واحد دخلها ومسكها : أمل حبيبتي احنا كلنا جنبك .. أنا معاكي اهو .
أمل بتزقه وبتصرخ : ابعد عني .. ابعد عني .. سيبني .
طه : حبيبتي أنا طه .
أمل بتزقه بكل قوتها وبتحاول تبعد أو تقف بس مش قاردة لأنه ماسكها .. عبدالله قرب منها وقعد جنبها من الناحية التانية : حبيبتي أنا أبوكي .
أمل بتصرخ : سيبوني سيبوني .. اااااه كريم .. كرييييم .. الحقني ... كريم... سيبوني .... سيبوه .. بالله عليكم سيبوني ... كريم ما تغمضش عينيك .
عماد بص لكريم : أنت كريم !
كريم هز دماغه بوجع وواقف عاجز قدامها
عماد بصله : روحلها ! خدها في حضنك وحاول تكلمها وابعدهم عنها .. ما تقوموش خلوه هو يبعدكم ..
كريم قرب منها وبالفعل شد طه بعيد وشد أمل لحضنه : أمل أنا كريم .. اهدي بقى علشان خاطري .. اهدي .
أمل بتصرخ : يلا نخرج من هنا .. هيلحقونا .. هيمسكوني وهيضربوك .. هيقطعوا هدومي هيشوفوني .. هيشاركوك فيا .. هيشاركوك فيا ... ابعدهم عني .. ما تغمضش عينيك .. وقف النزيف ده .. أنت بتنزف جامد .. أرجوك ما تغمضش عينيك مش هعرف أسوق ..
كريم ضمها جامد لحضنه وهي مرة واحدة زقته وقامت من السرير وبتبص لكل اللي حواليها برعب وكأنها ما تعرفش حد فيهم وبتصرخ : ابعدوا عني ! ابعدوا عني ! كرييييييم ابعدهم عني .. كرييييم أنت فين تعال ! علشان خاطري تعال .
كريم وقف وراها وضمها كتفها تقريبا وهمس : حبيبتي أنا جنبك ..
الدكتور شاور للممرضة وجهزت حقنة وقربت منها بس أمل لفت نفسها في حضنه : ابعدهم عني .. ابعدهم عني ..
عماد : كتفها كويس أو سيبها للممرضة .
كريم شال أمل وحطها على السرير ومسك دراعها وهي بتصرخ وماكانش عارف يسيطر عليها لوحده فطه اتدخل ومسك دراعها هو للممرضة علشان تعرف تحقنها وهي بتصرخ وبتهدا واحدة واحدة لحد ما غابت عن وعيها تماما .. ساعتها بس كريم رقدها مكانها وهو وقف وغطاها كويس وبص للدكتور وسأله بوجع : ازاي أفوقها من اللي هي فيه ده ! هي عايشة جوا العاصفة ! شايفاني بنزف وشايفانا معاهم وشايفة نفسها بتسوق العربية .. ازاي أوصل لعقلها جوا وأقولها إننا خرجنا .
عماد بأسف : بس هي ماخرجتش منها .. هي مثلت عليكم بس إنها خرجت لكن هي مُحاصرة جواها .. هي كبتت كل أحاسيسها وشعورها ودفنتهم جوا عقلها الباطن .. ولما نامت وفاقت في المكان اللي اتعرضت فيه للأذى عقلها الباطن طلع كل اللي حصل وبيوريهولها .. الكبت دايما آخرته الانفجار وحاليا هي انفجرت ومش شايفة ولا سامعة غير العاصفة .. بدليل إنها بردانة .. شايف انكمشت ازاي ؟ هي حاسة بنفس البرد اللي حسته ساعتها وهتحس بنفس الوجع ونفس الألم ونفس الخوف ..
كريم غمض عينيه بوجع : تصدقني لو قلتلك إنها ماكانتش مرعوبة كده ساعتها ! كانت بتضحك وبتهزر وقوية ( ضحك بوجع ) كانت جعانة واتعشينا من الكافيتريا ! كنت متعور وخيطت ايدي .. ماكانتش بالرعب ده .
عماد : كانت بتحاول تكون قوية وبتعمل المتوقع منها وحاليا هي انهارت .. خلصت كل دفاعاتها وكل حصونها .. وظهرت الحقيقة المجردة البشعة انهيارها .
سميرة بعياط : طيب ليه دلوقتي وهي أسعد ما يكون .. هي لسة مكتوب كتابها يوم الخميس اللي فات .. فرحها قرب واحنا نازلين علشان تجهز .
عماد : هي كانت قنبلة موقوتة وانفجرت ، الموقف اللي اتحطت فيه فجرها .. هي كده كده كانت هتنفجر سواء وقفت في الاستراحة دي أو لا الموضوع كان محتاج بس لمحفز ..
كريم بهدوء : عايزها تفوق قولي ازاي أفوقها ! عالجها !
عماد بصله : أولا لازم اخدها عندي .
كريم برفض : لا لا مش هوافق .. مش هدخلها مصحة أبدا .
عماد باستغراب : دي مستشفى ! وهتكون تحت رعاية مستمرة .
كريم برفض : مستشفى أمراض نفسية وعصبية ومع احترامي التام لكل اللي فيها إلا إني مش هنقلها مستشفيات وبالنسبة للرعاية شاور وحدد أنت محتاج ايه وأنا هوفره .. هتتعالج هنا في بيتي حدد عايز ايه ؟
الدكتور حاول يقنعه إلا إنه رفض تماما وفي الآخر الدكتور اقتنع وبدأ يحدد طلباته علشان كريم يوفرها ..
علقولها محاليل للتغذية علشان ما تضعفش والممرضة فضلت جنبها .. الدكتور طلب يقعد مع كريم لوحدهم وكله طلع برا وهو بدأ يسأله : أنت شاركتها كل لحظة في الحادثة دي ؟
كريم بتعب : ما شوفتش لما اتقفل عليها أنا بس لما وقفت في الكافيتريا شكيت ان في حاجة غلط و... كمله اللي حصل
عماد: وقفتوا في الاستراحة اللي بعدها علشان ماقدرتش تسوق في الجو ده عملتوا ايه فيها بالتفصيل الممل .
كريم حكاله كل حاجة بالتفصيل
عماد بفضول : ولما دخلوا وضربوك هي عملوا معاها ايه ! ضربوها الأول ! قطعوا هدومها وقطعوا ايه أنا شايف إنها محجبة ولبسها واسع فأقل شيء هيوجعها فبالتالي محتاج أعرف قلعوها ايه بالظبط ووصلوا معاها لفين !
كريم غمض عينيه بوجع بيعيش من تاني أسوأ لحظات في حياته .. عجزه التام وهم بيحاولوا يقطعوا هدومها وبيحاولوا يغتصبوها .. لو وجعه ساعتها كان قيراط حاليا بعد ما حبها بقى الف الف قيراط .. مش قادر حتى على التخيل ما بالك هي اللي عايشاه من تاني !
عماد بتشجيع : أنا مقدر إحساسك صدقني و وجعك بس لازم تعرفني كل التفاصيل .
كريم حكاله كل حاجة .. كل حاجة مروا بيها بالتفصيل .. زيارتهم للتعرف على المجرمين وشبه انهيارها ساعتها وبعدها انفصالها عن شريف وجوازه من سمر وانفصاله هو عن ملك وحضوره لفرح طه وقفل الحمام عليها للمرة التانية وبعدها تدريبها عنده ورفضها التعيين وحبهم ازاي كبر واتطور وتعرضها تاني لمضايقة الشباب لما اتأخرت وإنقاذه هو ليها وبعدها أبوها اللي جه أخدها وسفره هو ليها وكتب كتابه .. حكى كل التفاصيل اللي مروا بيها ..
عماد بعد فترة مش قصيرة قضاها مع كريم قام : حاليا كل اللي هنعمله إننا هنديها مهدئات لحد ما تهدا فعلا مع مضادات للاكتئاب لحد ما تفوق وتتكلم معانا .. خليك جنبها لأن حتى لو هي مش عارفاك بس حاسة بوجودك بدليل إنك أنت الوحيد اللي بتسمحله يقرب منها .. أنت الأمان حاليا .
كريم بوجع : مش هسيبها ..
عماد وهو ماشي : هفضل على اتصال بحضرتك وعلى تواصل مع الممرضة .
مشي الدكتور وهو رجع لعيلته بلغهم باللي قاله الدكتور ..
ناهد وقفت بتعب : طيب دلوقتي الكل يقوم يفطر .
الكل هيعترض بس ناهد زعقت : محدش يقولي مش هفطر .. الكل بلا استثناء هيفطر .. كلنا حاليا بنمر بأزمة وصعبة علينا كلنا ومش عدم الأكل هو اللي هيخرجنا منها بالعكس .. كريم أنت صاحي من امتى وسافرت رايح راجع وما أكلتش من امتى وحاليا مطلوب منك تقف جنب الكل سواء مراتك أو أخوك الاتنين محتاجينك .. سميرة أنتي محتاجة تكوني قوية لبنتك وكلكم برضه لازم تكونوا واقفين معاها وجنبها .. عاصم أنت عايز تروح لمؤمن وجاي من سفر وتعب وسواقة .. كلكم محتاجين لغذا علشان تكملوا المطلوب فبدون ما حد يعارضني اذا سمحتوا يلا كلنا نشحن طاقة مش هنقول فطار هنقول هنشحن طاقتنا علشان نكمل المطلوب مننا .. علشان نقف على رجلينا جنب اللي محتاجينا ..
حسن أكد كلامها والكل قعد فعلا يفطر في جو غريب صامت لحد ما سميرة قطعته وبصت لكريم : حبيبي معلش والله نسيت أسألك .. مؤمن ماله وايه الأزمة اللي بتقولوا واقع فيها ! والله الواحد ما فيه عقل .
كريم ابتسم بمجاملة لحماته : كلنا مقدرين يا ست الكل .. مؤمن مرتبط ( بص لخاله ) أو بيحب واحدة وهي اللي في الأزمة وهو معاها
حكالها مختصر حكاية مؤمن ونورهان .
بعد سكوته سميرة كانت هتسأل تاني عن ملك بس استرخمت نفسها وسكتت
عاصم بص لحسن : المحامي قالك هينفع نروحله امتى؟
حسن بإرهاق : شوية كده هنروحله ونخرجه أصلا مفيش حاجة عليه .. المشكلة كلها في خالد .. خالد اللي هيشيل الليلة .. مؤمن القبض عليه بالطريقة دي ماكانش قانوني أصلا، كانوا المفروض اكتفوا بتفتيش الشقة اللي اتبلغ إنه مخبي نهلة فيها و لما مالقوش حاجة يبقى ماينفعش يقبضوا عليه .. لكن في توصية جامدة على القضية دي من رتبة عالية، وده برضه سبب قبضهم على نورهان ونادر اللي لايمكن يكون لهم صلة بجريمة تمت قبل ما يتولدوا أصلا.
عاصم بعصبية: واحنا قليلين ؟ ولا مالناش علاقات عشان يتعمل معانا كده.
حسن: لا طبعا بس المفاجأة هي اللي شلتنا، ده غير إني صبرت لما أتاكد إن مدام نهلة وصلت عندك بس المحامي خد الإجراءت القانونية وأنا عملت اتصالاتي بعد مااطمنت، وفعلا مفيش أي دليل على مؤمن مجرد بلاغ من هاشم إن حد سمّعه مكالمة بين ملك ومؤمن حتى مش باعتهاله ، كأنه خايف يتسئل جابها منين وازاي، وحتى لو باعتها وموجودة المحامي طمني إن مالهاش لازمة لأنها تمت بدون إذن نيابة .
عاصم بارتياح : يعني مؤمن موقفه سليم ؟
حسن : مفيش حاجة عليه .. المشكلة كلها في خالد .
كريم بصله : كل ده حلو بس خالد ليه يا بابا ؟
حسن بصله وبص لكل الموجودين ورد بتردد هم اتكلمو كتير قدام الضيوف : مش متستر على مجرم هربان يا ابني ؟
عبد الله فهم و حمحم بحرج : طيب يا جماعة واضح إن في بينكم كلام كتير وموضوع خاص احنا نعتذر ونطلع وأنتوا اتكلموا براحتكم .
كريم اتنهد ورد على عمه : أبدا يا عمي .. أنت وطه وطنط سميرة بقيتوا أهلنا خلاص واحنا واثقين فيكم جدا .. بس فعلا في مشكلة خاصة بمؤمن والبنت اللي هو ناوي يخطبها بس كدا وأنا حكيتلكم حكاية مؤمن ونور وعشان الصورة تكون واضحة والدة نور عندها مشكلة تتلخص ب إنها ( وحكالهم حكاية نهلة كلها من الأول للآخر ) ادي كل الحكاية كاملة... ودلوقتي الكل اتقبض عليهم خالد وولاده ومؤمن .
عبد الله وسميرة ردوا: الله يكون في عونهم .
سميرة كملت : يا عيني عليها الست نهلة ولا فايزة دي .. يعني جوزها وأولادها مقبوض عليهم وهي مهددة .. مصيبة لتكون عرفت إنهم اتقبض عليهم هتزعل وتحط بقلبها وهي مش ناقصة .
كريم بأسف : هي عرفت فعلا بس طمنتها إن أولادها مفيش عليهم خطر وإنهم هيخرجوا بسهولة لكن جوزها خالد مش عارف ليه لسة مش عايزين يخرجوه زيهم .
حسن بزهق : يا ابني متستر على مجرم عارف يعني ايه متستر ؟
كريم باستغراب : وهو فين المجرم ده ؟ طالما نهلة أو فايزة مختفية ومش لاقيينها .
ناهد بتفكير : طيب يا حبيبي افترضنا لقوا نهلة اللي هي فايزة مش ساعتها تثبت عليه ؟
حسن أضاف : ده مش بس تثبت عليه ده كمان هيتعمله قضية تزوير فوق التستر على مجرم .
كريم برفض : ده اذا اتقبض على نهلة لكن طول ما نهلة مش موجودة فكمان فايزة مفيش .
عاصم بص لكريم : بس يا كريم نهلة هتظهر صح بعد سقوط الحكم ساعتها اللي بلغ عنه ممكن يقول إن دي فايزة .
حسن كشر : ما يبلغ ما الحكم سقط هتفرق ايه ؟
عاصم بتوضيح : تفرق كتير.. أيوة الحكم سقط بتاع الإعدام لكن التزوير موجود وساعتها برضه خالد هيتحاكم بتهمة التزوير .
حسن بزهق : ياالله يعني يا تستر يا تزوير ايه التعقيد ده !
كريم بصله وبيفكر وبيدرس في حاجة وبعدها بصلهم : احنا ممكن نعمل حركة حلوة أوي .
كلهم بصوله بانتباه وهو كمل : احنا نموت نهلة دي خالص .
كلهم تنحوا لاقتراحه بس كريم كمل : وبعد سقوط الحكم تطلع فايزة وبكده نخلص من قصة التزوير .
ناهد كشرت : لا مش فاهمة ! يعني ايه تموتوها ! وازاي ؟ ماهي هتظهر فايزة .
كريم بص لمامته : بصي هو مش المفروض إن خالد متجوز أخت فايزة ! وهو عارف إن نهلة بريئة وعلشان كده لما هربت هو وقف جنب عيلتها وحب أختها وتكفل بيهم واتجوزها وما يعرفش أي شيء عن فايزة دي خالص .. تمام ! دلوقتي هو وعياله يقولوا إن نهلة ماتت من فترة وهنطلعلها شهادة وفاة قديمة وبالتالي مفيش قضية أصلا وطول ما فايزة ونهلة مختفيين يبقى احنا في الأمان لسقوط الحكم .
ناهد بفضول : وبعدين لما يسقط ؟
كريم كمل : تظهر فايزة وتروح تسلم نفسها وهتطلع لأن الحكم سقط وساعتها عيال أختها اللي هما عيالها هياخدوها بصفة إنها خالتهم ومن ريحة والدتهم وبكده لغينا قضية التزوير تماما .. نهلة وماتت وفايزة وظهرت .. يبقى كده كله في الأمان .
ناهد كشرت : وهي تعيش مع جوزها ازاي قدام المجتمع ؟ ولا تقبل إنه جوز أختها وتسكت ؟
عاصم بغيظ : يا ستي ساعتها يتجوزها تاني باسمها الجديد .
حسن بيوزن الحكاية كلها في دماغه وبص لعاصم : فكرة جهنمية .. هبلغ خالد وعياله يقولوا الكلام ده إنها ميتة ( حسن كمل بحيرة ) بس لازم نطلع شهادة الوفاة .
عاصم كشر : فعلا لازم .. ويكون حد مضمون يعملها بدون ما يفتح بوقه لنروح كلنا في داهية .
حسن فكر شوية : سيبولي أنا موضوع شهادة الوفاة ده ..
ناهد بتوتر : أنت هتعمل ايه ؟
حسن بصلها : أعرف واحد شغال في السجل المدني ويقدر يساعدنا وأمان .. هروح أقابله وأنت يا كريم يلا نروح نطلع مؤمن .
كريم بص لأبوه ولخاله بحيرة ومش عارف يقول ايه بس مش هينفع يسيب أمل نهائي دلوقتي .. مش هيقدر أصلا !
ناهد اللي اتكلمت : سيبوا كريم جنب مراته أنتوا شوفتوا حالتها وبعدين مش بتهدا غير معاه هو بس .
عاصم بتفهم : فعلا خليه جنبها ربنا يعافيها يارب .. أنا هروح لوحدي .
حسن بتصميم : لا يبقى يلا نروح أنا وأنت وبالمرة نقابل خالد ونفهمه الليلة يلا .
ملك راحت للمحامي وراحت لأبوها ومش عارفة تتصرف ازاي ! والمحامي قالها الموضوع هياخد وقت .. راحت بيت أخواتها الفاضي وقعدت الليلة كلها لوحدها تعيط .. معقول بعد ما اتعودت عليهم هيروحوا منها كلهم !
الصبح قررت تروح لمامتها تساعدها .. هتطلب من مامتها وسليم يقفوا معاها
لبست بسرعة ونزلت لبيت مامتها .. اتفاجئت بعربية سليم جوزها مركونة برا بس ابتسمت أكيد جوزها جاي يدور عليها لما سمع باللي حصل علشان يساعدها .. نزلت بهدوء من عربيتها وسمعت صوتهم جاي من التراس واستغربت صوت الضحك والهزار .. فراحت بهدوء لعندهم وشافت كل واحد ماسك كاس في ايده وبيرفعوه باحتفال
سليم بضحك : في صحة الضربة القاضية اللي خلصنا بيها من الكل .. قلتلك هخلصك منهم كلهم .
رقية ضحكت : أيوة ما وثقتش فيك بس طلعت قد كلمتك .. بس فاضل أهم واحدة فايزة الكلب دي لازم تتعدم قبل ما المدة تخلص .. وخالد لازم يدفع تمن جوازه عليا .. اطلب من هاشم يرفع عليه قضية تستر على مجرم وبعدها قضية تزوير .. هو اتجوزها باسم واحدة تانية يعني عملها بطاقة مزورة .. لازم خالد يتسجن هو و عياله .
سليم شاور على عيونه : من عينيا الاتنين طيب ملك ناوية معاها على ايه ؟
رقية كشرت : خانتني لما اختارت تقف في صف أبوها .. بس مش هنعملها حاجة هي اتحطمت خلاص بعد كريم ما سابها .. والشرب هيدمرها ..
سليم ضحك : اوعي تنسي إن الشرب ده اللي عرفنا الحكاية كلها ! لولا إني حطيتلها قزايز الخمرة في البيت مع مجلات كريم وفي العربية ولا كانت سكرت ولا جت بعبعت في حضنك بكل الحكاية فما تلوميش الشرب اذا سمحتي .. بعدين ملك لسة لازماني .. هي مراتي .
رقية كشرت : مراتك ! ماشي يا أخويا خليها مراتك أنت حر المهم إني أنا مش هسامحها على اللي عملته وعلى عدم وقوفها جنبي .. وهبلغ أبوها وأخواتها إنها هي اللي خانتهم وفتنت عليهم وهي اللي عايزة تخلص من مامتهم .. وساعتها هترجع لحضني أنا وبس لما يقفلوا في وشها كل الأبواب ..
سليم ضحك : وحضني أنا كمان ما تنسيش ده غير إن الفضل يرجعلي إني راقبت موبايلها وهو اللي وصلنا لكل ده ...
الدنيا لفت بملك ومش عارفة تستوعب اللي سمعته ده كله .. كل اللي هم فيه ده تخطيط أمها وجوزها ؟ وهي اللي عرفتهم كل حاجة ؟
دموعها نزلت لأنها عرفت وحست إنها بكده خسرت كل معنى حلو في حياتها وخسرت أي أمل إنها تعيش مرتاحة وسط عيلة بتحبها ..
العاصفة (٢)
الحلقة الثامنة
بقلم : الشيماء محمد
#شيموووو
كريم طلب من أهل أمل يطلعوا يرتاحوا ودخلهم أوضتهم عبدالله وسميرة في أوضة وطه في أوضة ..
عبدالله قبل ما كريم يمشي من عنده : كريم أنت كمان محتاج ترتاح شوية !
كريم ابتسمله : هطمن بس على أمل وهرتاح شوية حضرتك ما تقلقش .. أنا هكون في الأوضة اللي جنبها لو حد فيكم محتاج أي حاجة يبلغني بدون تردد ..
طلع وابتسم باستغراب إن عبدالله غيران على بنته وعايز يطمن هو هينام فين أو هيقعد فين بما إنه دخّل أمل أوضته فحب يطمنه بدون ما يوضحله إنه فاهم قصده ..
راح لأمل يفضل معاها شوية .. قعد جنبها والممرضة بصتله : حضرتك باين على شكلك الإرهاق اتفضل ارتاح شوية المهديء اللي هي واخداه مش هيخليها تفوق قبل ساعتين أو تلاتة على الأقل .
كريم بصلها بتعب : عارف .. بس ينفع حضرتك تسيبينا بس دقيقتين لوحدنا وبعدها هطلع أرتاح .
الممرضة ابتسمت بتعاطف وحست اد ايه هو بيحبها ومفتقدها ..
خرجت وسابتهم وكريم قرب من أمل مسك ايدها وباسها فكلها طرحتها اللي حس إنها خانقاها .. وفضل يتكلم معاها : تخيلت ألف مرة قبل كده إني بدخل الأوضة دي وأنا شايلك بس عمري أبدا ما تخيلت للحظة إني هدخل بيكي وأنتي حالتك كده ! كنتي في تخيلاتي لابسة فستانك الأبيض .. فرحانة والفرحة مش سايعاكي .. عيني في عينيكي وأنتي بتخبي وشك في صدري علشان مكسوفه مني .. تخيلت نفسي بفك طرحتك بس مش كده أبدا .. تخيلت كتير أوي يا أمل .. تخيلت سيناريوهات كتيرة أوي يا أمل لكن السيناريو ده عمره ما خطر في بالي .. ليه غيبتي عني بالشكل ده ! ليه بتحرميني منك ! ليه بتسيبيني لوحدي كده ! زي ما أنا أمانك يا أمل أنتي كمان أماني ومرسايا والدفء اللي عايش فيه ... ارجعيلي يا أمل .. ارجعيلي علشان خاطري .. مش أنتي اللي محتاجاني لا أنا اللي محتاجلك لأني بستمد قوتي منك أنتي ..
قرب من وشها وباس راسها بهدوء وفضل جنبها ماسك ايدها ..
ملك مشيت من عند بيت مامتها مش عارفة تروح فين أو تعمل ايه ؟أمها وجوزها بيخربوا حياتها .. ليه كل ده بيحصلها ؟ ليه حياتها بتتدمر حواليها ؟
ياترى لما نادر ونور يعرفوا إنها السبب في اللي حصلهم هما وأمهم هيعملوا ايه ؟ معقولة هتخسرهم ! خرجت مش عارفة تروح فين ولا لمين !
فتحت موبايلها بتدور على البرنامج اللي سليم اتجسس عليها عن طريقه لحد مالقت برنامج ومخفى بحيث مايكونش ظاهر قدامها لازم تدوس على التطبيقات المخفية وتجيبه مسحته واتأكدت إن مفيش حاجة تاني على الموبايل
حست بمدى عجزها وضعفها وأخيرا راحت بيت أخواتها تستخبى فيه من الدنيا كلها .. تلحق تشبع من ريحتهم في المكان وذكرياتها القليلة بوجود أخوات ليها هنا.......
عاصم وحسن وصلوا لمؤمن بالمحامي وخرجوه بسهولة فعلا لأن مفيش أي سبب للتحفظ ولا في أي دليل ضده ..
راحوا بعدها لخالد وعياله وحسن استغل كل معارفه علشان يسمحولهم يقعدوا كلهم مع بعض بالمحامي ..
بمجرد ما الظابط خرج حسن بصلهم وهمس : ركزوا معايا كويس أوي .. دلوقتي أنتوا هتقولوا إن نهلة والدتكم اتوفت .
كلهم شهقوا ونادر برفض : لا .. لا .......
حسن وقفه : مش وقته اسمعني للآخر وإلا أبوك يا هيلبس قضية تستر على مجرم أو قضية تزوير وبعدين نهلة اللي اتوفت وهي أصلا متوفية والدتك فايزة عايشة وهتفضل عايشة فاوزن الأمور صح قبل ما تعترض .. هتقولوا إن نهلة اتوفت من فترة وأنا هطلع شهادة وفاة قديمة لها ..
حكالهم بسرعة الخطة بتاعتهم ووضحلهم هيعمل ايه بالظبط علشان كلهم يقولوا نفس الكلام بدون لخبطة
وكلهم اقتنعوا بالفكرة على الرغم من رفضهم لها بس الفكرة فعلا كويسة ..
الظابط دخل وقعد وسطهم ...
نورهان واقفة بعيد شوية ومؤمن راح جنبها : اطمني الأزمة دي هتعدي .
نورهان ابتسمت : إن شاء الله .. أنا بس قلقانة عليها .
مؤمن طمنها : ما تقلقيش أبدا .. كريم وصلها للأمان .. المهم طمنيني عليكي نمتي ازاي هنا الليلة كانت عاملة ايه .
نور دموعها لمعت : كانت ليلة صعبة أوي ما نمتش ولا لحظة غير الخوف والقلق اللي كنت عايشة فيه .. أنا تعبت جسمانيا ونفسيا تعبت أوي .
مؤمن قلبه وجعه عليها : معلش ليلة وعدت إن شاء الله مش هتتكرر تاني وكل حاجة هتبقى أحسن من الأول .. والمهم إن ماما كويسة وبأمان اطمني .. كريم مستحيل يسيبها إلا بعد ما يطمن عليها وتكون بأمان .
عاصم مراقبهم وعينيه على نور بيحاول يدرسها أو يشوفها كويس
نور مسحت الدمعة اللي نزلت و بصت لمؤمن : هو كريم فين صح ! ليه مجاش معاهم !
مؤمن بتوضيح : تلاقيه ما رجعش أصلا معاهم وبابا بس اللي رجع .
عاصم سمعهم فاتدخل : لا لا هو هنا بس خطيبته رجعت معانا وتعبانة شوية فاضطر يقعد جنبها .
حسن بيكلم عاصم فراح بيرد عليه ونورهان بصت لمؤمن وبتريقة : خطيبته اه .. شوفت اللي كان عندك ثقة عمياء إنه يضحي بحياته علشانك .. مقدرش يضحي بساعة واحدة علشانك أصل خطيبته واحشاه أوي .. بقالها كام يوم بعيدة عن عينيه يا حرام .. وقال ايه اطمني .
مؤمن بصلها بنرفزة : على فكرة كريم أكيد عنده سبب قهري .
قاطعته نور : أيوة عنده .. خطيبته جت من السفر وواحشاه .
مؤمن بصلها بغيظ : أنتي ما تعرفيش كريم فما تتكلميش عنه .
نور بغيظ : كريم إنسان كويس ده محدش يقدر ينكره بس ياريت تكون عارف مكانتك ايه ومقدارك ايه وبلاش العشم الزيادة ده علشان ما تتوجعش .
مؤمن بثقة : لا يمكن يجي يوم كريم يوجعني فيه أنتي فاهمة ؟
نور بأسف : امال اللي في عينيك ده ايه يا مؤمن !
مؤمن قبل ما يرد أبوه : مؤمن يلا علشان يدوب نلحق اللي ورانا .
عاصم قرب منهم وبص لنور : كان نفسي أتعرف عليكي في ظروف أفضل من دي بس اللقاء نصيب .. ف لينا لقاء تاني بس بعد ما تخرجي من هنا بالسلامة .
اتحركوا وعاصم أخد ابنه وروح وحسن طلع علشان يخلص شهادة الوفاة قبل ما البوليس يعمل تحرياته ..
في الطريق تليفون عاصم رن وكانت مراته اللي عايزة تطمن على مؤمن اداله التليفون وأول مامؤمن كلمها انفجرت في العياط من خوفها عليه فضل يطمنها وبعدها قفل معاها
وصلوا البيت واستقبلتهم ناهد اللي جريت على مؤمن حضنته بحب : روح قلبي .. عامل ايه يا حبيبي طمني عليك ! أنت كويس ! كنت هتجنن أنت وكريم تغيبوا عني كده !
مؤمن ابتسملها بحب : أنا كويس يا عمتو ما تقلقيش عليا .
ناهد بحب : تعال افطر .. يلا تلاقيك ماأكلتش من امبارح .
مؤمن بتعب وإرهاق : لا لا أنا محتاج أغير هدومي وآخد شاور الأول .. سيبيني أرتاح شوية .
ناهد بتفهم : ماشي يا قلبي بس الأول طمني عن نور ! عاملة ايه وحالتها ايه وشوفتها ولا لا؟
عاصم اتدخل : يا ناهد سيبي الواد يرتاح شوية وهو كويس اهو قدامك ونور كويسة وشافها واطمن عليها قبل ما نيجي ما تقلقيش .
ناهد بتذمر لأخوها : الله سيبني أطمن منه اسكت أنت .
عاصم سكت ومؤمن ابتسملها : عمتو أنا كويس ونور كويسة وفكرة عمي حسن كويسة وبإذن الله هتعدي على خير .
ناهد : طيب يا حبيبي .. يلا مش هطول عليك اطلع ارتاح يا قلبي دلوقتي .
مؤمن طلع لأوضته وهو معدي من قدام أوضة كريم كان هيدخله ويدوب هيخبط على الباب بس اتراجع .. معقولة كريم يسيبه علشان بس يقعد مع أمل شوية !
اتخنق من جواه وخصوصا وهو بيفتكر كلام نورهان .. لأول مرة يفكر كده في كريم ! بس برضه لأول مرة كريم يسيبه فى ظرف زي ده ! بس كريم سافرله بأم نورهان للمنيا ورجع حقه يرتاح ! بس يرتاح ازاي وهو عارف إنه مقبوض عليه! معقول يجيله نوم !
راح لأوضته دخل وقف تحت الدش الأفكار كلها هتجننه ..
الممرضة دخلت عند كريم لما اتآخر جنب أمل وشافته ماسك ايدها وساند راسه على ايديه اللي ضامة ايدها وساكت
الممرضة بهدوء : على فكرة جسمك محتاج الراحة ! والله ما هتفوق دلوقتي نام الساعتين دول .
كريم بصلها بتعب : أنتي متخيلة إني مش عايز أنام مثلا ! مش عايز أرتاح علشان أعرف أقعد جنبها ! بس ازاي ! أنتي قوليلي ازاي أنام وهي في الحالة دي ! ازاي أمنع نفسي وعقلي من التفكير فيها عشان أنام !
الممرضة بتعاطف : أنا ممكن أقولك على منوم أو مهديء هيساعدك تنام !
كريم ابتسم بتقدير : متشكر لاهتمامك بس مش هينفع اخد منوم وهي تصحى وأنا ما أعرفش أو ما أقدرش أفوق .. على العموم أنا هقوم وأسيبك براحتك شوية معاها .
الممرضة بسرعة : لا أنا مش قصدي إني أخرجك برا بس أنا فعلا شايفاك محتاج لراحة ونوم ضروري .
كريم ابتسملها : متشكر لحضرتك .. صح ما قلتيليش اسمك ايه !
الممرضة بهدوء : اسمي إيمان .
كريم هز دماغه وابتسم : تمام يا إيمان اسمحيلي بس قبل ما أخرج اخد حاجة من الأوضة .
ايمان بإحراج : يا خبر اتفضل طبعا .
كريم أخد اللي محتاجه من الأوضة وخرج وقبل ما يدخل الأوضة اللي هيقعد فيها سمع صوت خاله فبصلهم من فوق : أنتوا جيتوا ؟
عاصم : أيوة هو مؤمن ماعداش عليك .
كريم باستغراب : لا هعدي أنا عليه .
كريم دخل أوضته الجديدة حط حاجته فيها وطلع لأوضة مؤمن خبط عليه بس ما ردش خبط مرة واتنين وبرضه ما ردش فكريم فتح الباب ودخل بس لقى الأوضة فاضية وبعدها سمع صوت المياه في الحمام ..
قعد منتظره لحد ما خرج والاتنين بصوا لبعض وكريم مستغرب ازاي جه من غير ما يعدي عليه أو يسأله حتى عمل ايه في الطريق ! ومؤمن مستغرب ازاي مجاش لعنده وسابه لوحده ؟
صمتهم طال ومحدش فيهم قطعه .. مؤمن بص لكريم : هلبس هدومي .
دخل لأوضة اللبس وكريم منتظره لحد ما خرج ووقف يسرح شعره بتعب وبعدها قعد في وش كريم اللي منتظره يخلص : نعم ! خير ! جاي عايز حاجة ؟
كريم استغرب لهجته اللي بيتكلم بيها وبصله بذهول : ايه نعم دي ! أنت ازاي تكلمني باللهجة دي ؟ ومن امتى اصلا باجي أوضتك تقولي نعم عايز حاجة !
مؤمن وقف بنرفزة : أيوة أقولك يا كريم !لما أكون مرمي في الحبس وأنت تيجي وما تعبرنيش يبقى أقولك نعم عايز ايه ! تاعب نفسك وهزيت طولك لحد أوضتي ليه ؟ نعم !
كريم وقف مصدوم من كلامه : أنت واعي للي بتقوله ؟ أنت في وعيك ولا حد ضربك على دماغك ومش مركز ؟
مؤمن بصله بغضب : يا ريت حد ضربني على دماغي وماأبقاش مركز .
كريم هز دماغه برفض : أنت بجد بتكلمني كده ! يعني أنا روحت المنيا علشان خاطر حماتك وما تعرفش أنا رجعت ازاي وماعندكش أدنى فكرة عن ظروفي وبتكلمني بالطريقة دي ؟
مؤمن بغضب ولوم : مهما تكون ظروفك يا كريم مهما تكون ! عقلي مش قادر يستوعب إن في شيء ممكن يكون أهم من إني محبوس ! أنا كنت محبوس يا كريم وقلت أكيد ما رجعتش بس بعدها أعرف إنك رجعت وإنك قعدت جنب حبيبتك .. ماقدرتش تسيبها نص ساعة ولا ساعة وتجيلي .. ( اتكلم بوجع ) أنا عارف إنك بتحبها بس ماكنتش أعرف إن أنا مش مهم للدرجة دي !
كريم بصله كتير مش عارف يقوله ايه وبوجع هو كمان : أنت ماعندكش أدنى فكرة أنا قضيت الليلة اللي فاتت دي ازاي ! وماعندكش أدنى فكرة عن ظروفي وبتتهمني إتهام زي ده ؟ هو أنت بجد يا مؤمن مش عارف قيمتك وغلاوتك عندي ؟
مؤمن بصله بوجع : كنت فاكر إني عارفها بس صراحة إنك ما تجيش ليا ده وجعني أوي منك .
كريم أخد نفس طويل وبصله : ده في مقولة بتقول : إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا، فإن لم تجد له عذرًا فقل: لعل له عذرًا.
مؤمن بصله بعتاب : وعذر سيادتك ايه ! أمل جت من السفر ! كانت واحشاك ! كنت بتوصلها بيت خالها ! ماقدرتش تسيبها ! زعلت منك ؟ ايه عذرك يا كريم !
كريم بصله كتير وفكر يسيبه ويخرج وما يردش عليه وما يهتمش بزعله ويجرحه زي ماهو جرحه بكلامه .. بس بعدها اتراجع ومسك مؤمن من ايده وشده معاه ومؤمن معترض وبيسأله رايح فين بس كريم ساكت وشده لأوضته وخبط على الباب خبطة خفيفة وبعدها طلعت الممرضة إيمان مع استغراب مؤمن مين دي ؟
كريم سلم عليها : ممكن تقولي لأخويا ( وشدد على كل حرف بكلمة أخويا ) أنتي مين وبتعملي ايه هنا !
إيمان أستغربت بس كريم كرر عليها : معلش طاوعيني واتكلمي .
إيمان بصت لمؤمن : أنا الممرضة إيمان من مستشفى الدكتور عماد الشاطر جاية أتابع مع المريضة أمل اللي جوا .
مؤمن مش فاهم : عماد الشاطر مين ؟ وأمل مين اللي أنتي بتابعي حالتها ؟
كريم بضيق : مؤمن هو أنت ولا أنا نعرف كام أمل ؟
إيمان وضحت : الدكتور عماد دكتور أمراض نفسية وعصبية وأنا مع المريضة أمل مرات الأستاذ كريم وهي حاليا واخدة مهدئ ومعلقينلها محاليل علشان عندها حالة انهيار تام .
مؤمن بصلها بذهول تام وبص لكريم اللي موجوع أكتر منه .. دلوقتي شاف الوجع اللي في عينيه ! دلوقتي حس بأخوه ولعن غباءه اللي عماه بالشكل ده وبصله : هي مالها ! ايه اللي حصل ؟ كريم انطق أمل مالها ؟
كريم بوجع : عندها انهيار عصبي ودخلت في حالة هيستريا من الصريخ والعياط ومش عارف أو مش عارفين نخرجها منها والدكتور عطاها منوم .
مؤمن بذهول : من ايه ؟ طيب ليه ؟ فهمني !
كريم بهدوء : أعتقد إنه ما يهمكش تعرف عنها حاجة ! أنت اوريدي(بالفعل) حكمت إني ما بحبكش وإنك عارف مكانتك عندي وإني بتدلع معاها وواحشاني وعلشان أنا تافه أوي كده ماجيتش عندك .
كريم سابه ومشي ومؤمن فضل واقف مكانه باصص لإيمان اللي مش قادر يستوعب كلامها وسأل باهتمام : هي حالتها ايه ! وليه حصلها كده ؟
الممرضة بهدوء : أنا آسفة ماأقدرش أديك أي معلومات عنها .
مؤمن كشر : أنا أخوه على فكرة زي ما قالك مش حد غريب ! وأعرف كل حاجة عنهم .
الممرضة بتفكير : هي كانت اتعرضت لحادثة وقت العاصفة .......
مؤمن قاطعها : أنا عارف كل حاجة عن العاصفة واللي حصل فيها بس ده من فترة واتنست .
الممرضة : ما اتنستش هي كانت جواها وطلعت للسطح .. انهارت .
مؤمن بعدم فهم : انهارت بعد ما بقت سعيدة ومبسوطة ! هي بتحبه وفرحهم قرب ايه سبب الانهيار ؟
الممرضة ابتسمت بعملية : حضرتك تقدر تكلم الدكتور أو أخوك وهو يفهمك التفاصيل دي .
مؤمن سابها بغضب وشتم نفسه وأنبها ازاي سمح لأي حد يخليه يظن في كريم أخوه ؟! ده بينهم عمر كامل ! عمر بحاله ازاي بكلمة من نور شك إنه فعلا ممكن يتأخر عنه ! أول مرة في حياته يسمح لحد يتدخل في علاقته بكريم ! ده أبوه وعمته من وهما عيال ما سمحلهمش يتدخلوا في علاقتهم دلوقتي ازاي يرمي ودنه لحد ! ده كريم !
بص حواليه وراح الأوضة اللي جنبها اللي دخلها كريم وخبط عليها وكريم رد فعلا ودخل عنده : أنا آسف يا كريم .
كريم بتعب : أنا مش قادر أتكلم يا مؤمن والله ما قادر .
مؤمن قرب منه : حقك عليا .. أنا مش عارف ازاي كنت غبي كده ؟ بجد حقك عليا ،أنا مش عارف ازاي فكرت إنك ممكن تتآخر عليا بدون سبب قهري .
كريم بصله : حصل خير يا مؤمن أكيد أنت تعبان روح ارتاح .
مؤمن مسكه من دراعه : كريم بجد سامحني بس والله اتوجعت أوي لما عرفت إنك هنا وماجيتليش الحبس .. لا يمكن كنت أتخيل ده .. كمان سألت عنك فبابا قالي إنك جيبت معاك أمل وأنت معاها علشان تعبانة شوية .. بس تخيلت إنها تعبانة إرهاق من السفر لكن عمري ما كنت أفكر كده .
كريم بتعب : مؤمن أنا عارف إن اللي حصل لا يمكن حد يتوقعه بس أنت افترضت إنك مش مهم أو إني ممكن أتخلى عنك أو إني أفضل قعدة مع أمل على إني أجيلك في ظرف زي ده ! أنت في لحظة واحدة نهيت علاقة قوية من أكتر من ١٨ سنة .. بخرت السنين دي كلها في جملة .. وكأن كل اللي مرينا بيه ده كان وهم .. لخصت علاقتنا القوية بإني ممكن أبيعها علشان أقعد أحب في خطيبتي شوية ! أنت متخيل أنت عملت فينا ايه ؟ مؤمن أنت الشخص الوحيد اللي في الكون ده كله اللي بعتبره أنا .. أنا وأنت شيء واحد وكيان واحد .. أنا واثق تمام الثقة إني لو طلبت منك دلوقتي روحك هتديهالي عن طيب خاطر بس كنت متخيل إن الثقة دي متبادلة والعلاقة دي متبادلة .. أول مرة أعرف إن موقف واحد عادي أتآخر غصب عني تقوم أنت تهد كله كده .
مؤمن مسكه من كتافه : أنا آسف وأقسم بالله إني أنا بفكر زيك بالظبط .. بس غصب عني ظنيت فيك للحظات فاعذرني بجد .. سامحني دي غلطة ولا يمكن تتكرر .. أنا بس لأول مرة في حياتي أرمي ودني لحد وآخر مرة .. ده مش هيتكرر تاني أبدا .
كريم بصله باستغراب : رميت ودنك لمين وليه عايز يفرق بيني وبينك ؟
مؤمن بحرج حكاله حواره مع نورهان في المرتين وكريم بيسمعه وانتظره لحد ما خلص : كالعادة أنت غبي يا مؤمن .
مؤمن كشر وبصله : أنا غبي ماشي علشان سمعت كلامها و..........
كريم قاطعه : لا لا مش بس علشان سمعت كلامها ، ده ما يتوصفش بالغباء ده أنت تخطيت الغباء بمراحل وتخطيت العته وكل الصفات الدميمة اللي في الدنيا لكن أنت غبي في طلبك من نور إنها تعامل أمل زي أنا وأنت ده طلب غبي ومتخلف زي صاحبه .
مؤمن كشر بغيظ : يعني أنا غبي علشان عايز مراتي ومراتك يكونوا أخوات!
كريم أخد نفس طويل بتعب : علاقتي أنا وأنت ما اتخلقتش في يوم وليلة دي اتبنت في ظروف صعبه وأزمة عدت علينا واجهناها أنا وأنت .. ثقة اتبنت في سنين طويلة ومواقف كتيرة مرينا بيها مع بعض واكتسبنا العلاقة دي .. فما ينفعش تيجي تطلب من أي اتنين تقولهم أنتوا حبوا بعض وعايزهم يكونوا زينا يعني أي عقل يقول ده ؟ هل لمجرد إنك بتعتبرني أخوك تطلب من مراتك تعتبرني أخوها ! فده غباء منك .. أنا قلت لأمل نفس اللي أنت قلته لنورهان ومش هنكر إن أمل تقبلت الفكرة بس مش كل الشخصيات زي بعض ،طيب ده في الطبيعي لكن لما تيجي تطلب من أخت البنت اللي انفصلت عنها إنها تحب اللي بقت بديلة لأختها وتعتبرها أكتر من أختها فده اسمه قمة التخلف .. أنت تخطيت الغباء بمراحل بطلبك ده من نور .
مؤمن بنرفزة : امال أنت عايزني أعمل ايه ! أقولها اكرهيها ! دي أخدت خطيب أختك السابق ولعي فيها ؟
كريم بنرفزة : أنت يالا أنا تعبان ومش فايق .. بص ما تقولهاش أي حاجة وما تطلبش منها طلب أوفر بالشكل ده .. احنا مش ملايكة .. واحدة أخيرا لقت عيلة واخت ويدوب بدأوا يقربوا من بعض تقوم تيجي سيادتك تطلب منها طلب زي ده ؟ ده غباء سيادتك ده المثل بيقول أنا وأخويا على ابن عمي فما بالك بالعدو .
مؤمن بغيظ : امال كنت عايزني أعمل ايه ! لما تكلمني بغيظ عنك أعملها ايه ؟ أو لما توضح إنها مش عايزة علاقة مع أمل المفروض أشجعها !
كريم بهدوء: لا يا سيدي محدش قال شجعها وكمل بلوم: بس لما تتكلم عني أعتقد المفروض سيادتك تكون عارفني كفاية علشان ترد عني وتسكتها وتوقفها كمان .. لكن بالنسبة لعلاقتها بأمل فدي تسيب الوقت والمواقف تقربهم من بعض بكرا يحصل بينهم احتكاك كتير يقربهم من بعض لكن مش بالأمر .. وبعدين النتيجة اهيه قولتلها قربي راحت بعدتك أنت عننا .. سيب الأيام تقربهم والمواقف تجمعهم مع بعض .
مؤمن بخجل : خلاص المهم سيادتك ما تزعلش مني .
كريم بصله بعتاب: أنا مصدوم أكتر من إني زعلان ! مصدوم إنك طلعت من الرجالة اللي بتمشيها ستاتها وبتمشي ورا كلام الستات .
مؤمن بغضب : أنا مش كده يا كريم ولا عمري هكون كده .
كريم بصله : اللي عملته من شوية بيقول عكس كلامك ده .. رميت ودنك لنور وقالتلك كلمتين عني سيادتك صدقتهم وراجع تتخانق معايا .
مؤمن أخد نفس طويل : يا كريم لا.. أنا آسف والله ماكانش قصدي بس فعلا لولا إني بحبك أوي وأنت أخويا أوي ماكانش صعب عليا منك .
كريم بصله بإرهاق : مؤمن أنا محتاج أرتاح شوية وأكيد أنت كمان .. روح ارتاح وأنا كمان قبل ما أمل تصحى .. كمان الكلام واحنا الاتنين مرهقين مالوش لازمة .
مؤمن خرج وهو جواه كمية غضب من نفسه رهيبة ..
حاول ينام بس معرفش وكريم زعلان منه كده فقام نزل تحت شاف عمته قعد معاها وعرف منها إن أبوه راح لحسن علشان موضوع شهادة الوفاة دي ..
ناهد بحيرة : مالك مهموم كده ليه ! في حاجة جديدة ؟
مؤمن بتردد بص لعمته : كريم زعلان مني يا عمتو .
ناهد باستغراب : طيب وفيها ايه ! ما أنتوا كتير بتتخانقوا وتتصالحوا !
مؤمن بحرج منها : لا المرة دي مختلفة أنا زعلته جامد .. كلمته بأسلوب مش كويس واتهمته إنه قاعد يحب في أمل وسابني ومجاش عندي .. بصي من الآخر برطمت بكلام كتير بس والله ماكنت متخيل أبدا إن أمل تعبانة بالشكل ده ! وزعلت بجد لما عرفت إنه جه ومجاش عندي وساب أبويا وعمي يجوا وهو لا .
ناهد كشرت : طول عمرك لسانك سابقك كده وجايبلك الكلام .. بس كريم شوية وهيهدا وبعدين هو ما يعرفش يزعل منك أصلا .. كمان أمل تعبانة أوي يا عيني والله مش عارفة أصلا ايه اللي جرالها .. أنت ما تتخيلش حالتها وصدمتها ازاي ! ربنا يشفيها .
مؤمن بزعل : أمين يارب بس أعمل ايه مع كريم !
ناهد أخدت نفس طويل : هو دلوقتي زعلان على أمل ما تنساش إنهم المفروض بيجهزوا لفرحهم وتدهور حالتها كده ! فمعلش أعصابه هتهدا وهيروق لوحده وبعدين من امتى بتزعلوا من بعض أصلا .. شوية وهيروق وأنا هكلمه قوم ارتاح أنت شوية .. خليك تصحى تشوف وراك ايه .
أمل قامت من النوم مفزوعة ولقت طرحتها على كتفها حطتها بخوف على رأسها وبتتفقد نفسها إنها بلبسها كامل ولا لا علشان تطمن نفسها إن محدش لمسها من الرجالة التلاتة والممرضة حاولت تهديها بس أمل زقتها جامد لدرجة إنها وقعتها في الأرض وطلعت تجري وهي بتصرخ وتنادي بصوتها كله على كريم ..
كريم يدوب أخد شاور ولبس هدومه ويدوب فرد جسمه على السرير وعينيه هتبدأ تروح في النوم سمع صريخ أمل والممرضة كمان طلع جري من أوضته
أمل نزلت جري على تحت قابلت مؤمن في وشها اللي مذهول منها : أمل اهدي أنا مؤمن .
أمل صرخت : ابعد عني .. ابعد عني .. ابعدوا عني كلكم .
جريت من قدامه وطالعة على باب الڤيلا هتخرج ومؤمن واقف مذهول منها
الممرضة نازلة تجري ووراها كريم اللي زعق لمؤمن : ما تخليهاش تفتح الباب يا مؤمن ..
مؤمن اتحرك بسرعة بس كانت أمل فتحته وطالعة منه بس مؤمن مسكها من دراعها : أمل اهدي اسمعيني .
أمل بتصرخ وبتحاول تشد نفسها منه وهو لأول مرة يتحط في موقف زي ده .. ولا عارف يمسكها جامد ولا قادر يسيبها تجري للشارع بحالتها دي
الممرضة مسكتها معاه وبيحاولوا يدخلوها وسط حالة الصريخ وكريم وصل ضمها لحضنه وشدها منهم : اهدي يا أمل ، اهدى علشان خاطري .
أمل بصتله بخوف ورعب : خلينا نخرج من هنا .. هيمسكونا .. عربيتك برا يدوب نوصلها يلا يا كريم .. يلا .. علشان نعرف نوقف النزيف بتاعك .
أمل حطت ايدها على جنبه وكأنه فعلا بينزف وبتضغط عليه : لازم نلحقك بسرعة بس اأنت خليك فايق .. كلمني .. ما تغمضش عينيك .. كريم كريم ما تغمضش عينيك ..( بتصرخ من تاني) ما تسيبنيش وتغمض عينيك .. خليك صاحي ... كريييم .
أبوها وأمها واقفين ومتابعين وأمها دموعها نازلة غصب عنها وماسكة دراع جوزها مش عارفة تعمل ايه !
كريم بيحاول ياخد أمل لفوق تاني بس هي بتشد نفسها منه ومُصرة يطلعوا يهربوا من هنا ..
الممرضة طلعت تجيب حقنة ونزلت جهزتها وبصت لكريم وهو شاورلها إنها تديهالها وبمجرد ما مسكت دراعها أمل صرخت تاني وبتحاول تبعد عنها بس كريم ماسكها والممرضة مش عارفة تسيطر عليها فكريم بص لمؤمن اللي واقف جنبهم متكتف بس بمجرد ما كريم بصله هو مسك دراع أمل ثبته علشان الممرضة تقدر تحقنها وما سابوش غير لما شالت الإبرة من دراعها وأمل بصت لكريم : خرجني من هنا .. كريم خليهم يبعدوا عنييي .
وقعت بين ايديه وهو حاسس إنه هينهار جنبها .. شالها بهدوء وطلعها لأوضته من تاني وحطها في السرير تاني ..
الكل متابعه وواقفين كلهم جنبه ومؤمن واقف على باب الأوضة وشتم نفسه كتير لأن مش ده أبدا الوقت اللي يزعل كريم منه .. مش ده أبدا يا مؤمن .. كريم بينهار وموجوع وعاجز ومحتاج لدعم كل اللي حواليه وهو زي الغبي زودها عليه بدل ما يكون هو الدعم له في الظروف دي ..
ناهد قربت من كريم وحطت ايدها على كتفه بوجع : حبيبي هي هتبقى كويسة خلي عندك إيمان بربنا .
كريم بصوت مهزوز : ونعم بالله .. بس أنا مش قادر أتفرج عليها كده .. مش عارف أعملها ايه ! ازاي أقدر أدخل لأفكارها ( بص للممرضة ) أنتي قوليلي يا إيمان ازاي أوصلها ! ايه العمل ؟
إيمان بأسف : أنا هكلم الدكتور وهو أكيد عنده حل بس الحاجات دي بتاخد وقت .. العلاج النفسي بياخد وقت .. حضرتك خليك جنبها .
سميرة بصت لجوزها : عبدالله بنتنا بتروح مننا ! هنعمل ايه !
عبدالله لأول مرة يتهز كده ويخاف بالشكل ده وحاسس إن بنته فعلا بتروح منه وهو واقف بيتفرج عليها بص لمراته ودموعه بتلمع في عينيه وهز دماغه إنه ماعندوش حل ومش عارف يعمل ايه !
عبدالله لسميرة : ابنك فين .
سميرة بحزن: معرفش ينام خرج قال هيتمشى شوية .
كريم وقف وبص لإيمان : هي ممكن تحاول تأذي نفسها ! أو تخرج بدون ما ننتبه عليها !
إيمان فتحت شنطتها الطبية اللي كانت معاها وطلعت حاجة تشبه الكلبشات علشان تربط ايدها في السرير
وكريم أول ما شافها هاجمها برفض : أنا مش هربط مراتي في السرير !
إيمان بتفهم : يعني مش أمان لها أفضل ما تعمل حاجة ونندم .
كريم بتفكير : هقفل الباب بالمفتاح عليها
إيمان بحزن : ولو نطت من البلكونة !
كريم بذهول وكلهم شهقوا وهو علق : هي مش مجنونة .
إيمان بتعاطف : هي في أزمة وعايزة تخرج منها وفي دماغها في تلاتة بيحاولوا يغتصبوها فأعتقد لو ده طريق الهرب في الواقع هتعمله حتى لو التمن حياتها فما بالك وهي مش في وعيها أصلا .
كريم بصلها بوجع أوي وهي ابتسمت بتفهم : والله عارفة إن ده صعب عليك بس ده أمان ليها .
كريم هز دماغه بموافقة وإيمان ربطت ايدها في السرير .. كريم بص لإيمان : ما تسيبيهاش لوحدها لو دقيقة واحدة .
كريم خرج برا الأوضة ونازل لتحت ومؤمن وراه وقفه : رايح فين !
كريم بدون ما يبصله : خارج شوية .
مؤمن باستغراب : خارج حافي ؟ وبلبس البيت !
كريم بص لنفسه واتفاجيء إنه فعلا حافي طلع لأوضته بسرعة لبس حاجة في رجله وشد مفاتيح عربيته وموبايله ونازل بس المرة دي سميرة وقفته ومسكت دراعه : هنعمل ايه يا كريم ! أمل هتروح مننا!
كريم بصلها بوجع متبادل وحاول يبتسم : لا يمكن تروح مننا .. أمل لا يمكن تسيبني .. هتخرج من الأزمة دي ! حضرتك أنا .. أنا ورايا مشوار مهم وراجع على طول ومعايا موبايلي لو في حاجة كلميني بعد اذنك .
كريم خارج وسميرة حست بهروبه لأنه مش هيخرج بلبس البيت كده إلا لو هيهرب بس من اللي حواليه .. مؤمن نزل وراه حاول يوقفه أو يروح معاه بس كريم بصله وبصوت عالي : مؤمن ... ( هدئ صوته ) اذا سمحت حابب أكون لوحدي .
قبل ما يرد كان ركب عربيته واتحرك بسرعة مجنونة .. مش عارف يروح فين بس عايز يصرخ بصوته كله .. عايز يصحيها بأي تمن وبأي طريقة .. عايز هو يدخل لأحلامها دي ..
فضل كتير يلف بعربيته لدرجة إنه اتفاجيء بإن العربية هتقف علشان مافيهاش بنزين واتفاجيء أكتر إن الدنيا بدأت تظلم وقف عند أقرب بنزينة قابلته والعامل بيسأله يحط قد ايه وهو بصله بتوهان يملاها لآخرها .. افتكر أمل لما نزلت هي مونت العربية .. ازاي ما لاحظش نهائي إنها موجوعة ومتصابة زيه ! دي حتى ما اتوجعتش للحظة بس وقعت من طولها .. دلوقتي برضه وقعت من طولها تاني وبرضه ما اتوجعتش ولا اشتكت ... اتفاجيء بالعامل بيكلمه وبيقوله الحساب وهو بص لقدامه وافتكر إنه بهدوم البيت أصلا ..
العامل حس إنه تايه أو مش في وعيه وقلق إنه مش هيدفعله فلوس
كريم كان هيعتذرله بس افتكر إنه دايما بيحط فلوس في التابلوه بتاع العربية لأي ظرف زي كده ..
فتحه وبالفعل كان فيه فلوس شد منهم كذا ورقه حوالي أكتر من عشر ورقات وكل ورقة ب٢٠٠جنيه وعطاهم للعامل : ده كتير جدا .
كريم بصله : خلي الباقي علشانك وادعي إن مراتي تقوم بالسلامة .
ما انتظرش يسمع رد العامل وداس بنزين واتحرك والعامل استغرب جدا توهانه وتصرفه ووجعه اللي واضح أوي .. بص للفلوس اللي في ايده وابتسم ورفع ايده يشكر ربنا واتصل بمراته بسرعة يفرحها : ابعتي ابنك لصاحب البيت تحت قوليله جوزي أول ما يرجع هيديك الإيجار كله المتآخر وخليه يسكت .
مراته باستغراب :أنت أخدت من مين الفلوس ! هتجيب منين إيجار أربع شهور دول ألف جنيه بحالهم ! استلفتهم من مين ! ومين رضي يسلفك المبلغ ده كله ؟
العامل ابتسم : ربنا بعتهملي .. بس ادعيله .. واحد كان شكله موجوع وتايه وحط بنزين وبعدها حط في ايدي شوية فلوس حتى ما عدهمش وقالي خليهم علشانك بس ادعي مراتي ربنا يقومها بالسلامة .. شكله تعبان أوي وموجوع أوي .. ادعيله وادعي لمراته وزي ماهو فك كربنا ربنا يفك كربه .. ربنا يقومهاله بالسلامة يارب .
قفل مع مراته اللي هي كمان بتدعي بظهر الغيب إن أمل تقوم بالسلامة وترجع لجوزها ..
كريم مش عارف يروح فين واتخنق من موبايله اللي كل شوية يرن ده وهو مش قادر يكلم ولا أمه ولا مؤمن ولا أبوه ... اتصل بعلياء بخنقة : علياء هاتيلي عنوان عماد الشاطر ده .. عايز عنوان عيادته ابعتيهولي واتس .
قفل معاها وهي بعتتله العنوان وهو طلع عليه .. دخل العيادة وأول ما الكل شافه بصوله باستغراب وخصوصا إنه لابس هدوم بيت .. بص للبنت اللي قاعدة في الاستقبال وبهجوم : عماد الشاطر فين ؟
البنت كشرت : عنده كشف حضرتك عندك ميعاد ؟
كريم زعق : ادخلي قوليله إني عايزه .
البنت بغضب : حضرتك في كشف جوا تقدر تستني دورك أو لو عندك حجز بلغني بيه !
كريم بنرفزة وصوت عالي خوف البنت منه لأن عينيه ما تطمنش أبدا : أنا هدخله .
البنت رجعت لورا بخوف : أنا هضطر أطلب لحضرتك الأمن لو ما هديتش شوية .
كريم زعق بدون وعي : اطلبيلي الجن الأزرق مش بس الأمن بس هدخله .
الكل وقف وأخد جنب وتخيلوا إنه مجنون لأنه استحالة يكون إنسان طبيعي بالهمجية دي .. وكريم دخل بعنف عند عماد جوا أوضته ورزع الباب وراه كان معاه مريض جوا
عماد باستغراب : في ايه ؟
أخد باله إن ده كريم وأول ما شافه وشاف منظره طلب من المريض اللي معاه ينتظره برا ثواني وبالفعل قام وخرج وهنا التفت لكريم : في ايه بس ؟
كريم بصله : في إني مش هتحمل أبدا الحالة اللي هي بتمر بيها دي .. أنت لازم تفوقها .
عماد بص لكريم بنوع من التعاطف : الأول أنت لازم تهدا .
كريم زعق : ما تقوليش اهدا .. ما تقوليش اهدا طول ما أنت ما عندكش حل لمراتي .. مراتي لازم تفوق .
عماد بهدوء : هتاخد وقتها وهتفوق بس لازم أنت تكون .......
قاطعه كريم بيزعق بوجع باين: لازم أكون ايه ؟ دعم ليها ؟ بإني أكتفها وأربطها كل شوية ؟ ده الدعم المطلوب مني ! إني أجيبها لما تقوم مفزوعة تصرخ مش عارفة حد فينا أكتفها وأدخلها علشان تدوها منوم تاني ؟ هي دي حياتها ! هتكون منوم وبس ! أمل لازم تفوق وتخرج من جوا العاصفة دي ! أنت لازم تعمل حاجة !
عماد قرب من كريم وحط ايده على كتفه: أمل كبتت إحساسها بالخوف والرعب من ساعة الحادثة والمشكلة إن حصلها كتير جدا بعد الحادثة دي وكله اتخزن ورا بعضه فكان لازم تنفجر .
كريم زق ايده بعيد عنه : تنفجر براحتها ! تزعل براحتها ! تعمل ما بدلها إنما إنها تنهار بالشكل ده لا! تعيش جوا كوابيسها لا ! احنا لما بنحلم بكابوس للحظات بنقوم مخنوقين ومرعوبين ما بالك أفضل بالأيام جوا أفظع كابوس عشته وأغرق فيه ومش عارف أطلع منه ! وأنت بتطلب مني أهدا .. مش عارف أهدا ازاي ! أنت قولي أهدا ازاي ؟ أبصلها ازاي بحالتها دي وأهدا!
عماد بتفهم : إيمان كلمتني وقالتلي اللي حصل وإنها عطتها مهديء تاني .. صدقني المهديء هيريحها .. واحنا مش هنتخطى الكميات المسموح بيها .. هي هتفوق وهتحتاجك جنبها وبعدين خلي بالك إنها بتعرفك أنت .. ده دليل إنها نوعا ما واعية مش فاقدة لوعيها تماما !
كريم بوجع بيضحك: عارفاني ! أيوة عارفاني وشايفاني .. شايفاني بنزف قدامها وبموت ولما فاقت فضلت تحاول توقف النزيف بتاعي .. هو ده اللي شايفاني ؟ شايفاني متصاب وبموت قدامها ! طيب زمان ساعة الحادثة ماكانش في بينا أي صلة دلوقتي هي حبيبتي ومراتي وأنا المفروض حبيبها وجوزها عندك أدنى فكرة هي حاسة بايه وهي شايفاني كل لحظة بنزف وبموت قدامها ! متخيل أنت كمية الرعب اللي هي عايشاها ؟ وتيجي أنت بكل بساطة تقولي اهدا .
عماد سكت شوية وبعدها اتكلم: باشمهندس كريم أنت محتاج تروح بيتك ومحتاج تنام ومحتاج تكون إيجابي في تفكيرك شوية هي حاليا في حالة انهيار عصبي هتاخد شوية وقت وهتفوق .. هترجعلك بس محتاج تصبر .. عقلها محتاج لوقت يعيد فيه تنظيم أموره .. دورك هنا ايه ! دورك تفضل جنبها وتمسك ايدها وتكلمها ! معنى إنها بتستجيب لصوتك ومش بتسمح لأي حد يقرب منها غيرك إنها عارفاك ! حاساك بقلبها ! في وصلة بينكم استغلها .. خليها تمشي ورا صوتك وصدقني هتخرج من الأزمة دي .. مكانك دلوقتي جنبها ماسك ايدها مش مطلوب منك غير ده ! هخلص عيادتي وأعدي عليك .. بس بجد محتاج تكون أقوى من كده .. خليك قوي علشان تعرف تساعدها .. أنا مقدر حبك وإحساسك ومسئوليتك ناحيتها .. ومقدر إحساسك بالعجز .. بس استغل اللي متاح لك حاليا .. ارجعلها .
كريم فضل واقف مكانه شوية وبعدها مشي بدون ما ينطق أي حرف زيادة
عماد فضل باصصله كتير وبعدها خرج للمرضى واعتذرلهم : اعذروني على اللي حصل بس كان عنده ظرف طارىء .
كريم روح البيت وأول ما دخل كلهم وقفوا يستقبلوه بخوف وقلق وهو بصلهم كلهم بيتكلموا مع بعض فطمنهم: أنا كويس
مؤمن بوجع : كريم أنا .....
كريم قاطعه : مش قادر أسمع حاجة من حد .
مؤمن كان هيتكلم تاني بس أبوه حط ايده على كتفه : سيبه دلوقتي .
سايبهم وطالع وسميرة وقفت قدامه : ليه مشيت كل ده ! أمل صاحية ومش راضية أي حد يقرب منها وحالتها صعبة أوي والممرضة جنبها بس بتقول ما ينفعش تديها مهدىء تاني .
كريم ما ردش عليها بس طلع بسرعة لعند أمل ووراه سميرة وناهد ودخل عندها كان عبدالله وطه واقفين جنب الحيط وطه لأول مرة دموعه تنزل وعبدالله بيحاول يداري دموعه وأمل مكورة نفسها في السرير وايدها مشدودة من الربطة اللي فيها وبتترعش وبتكلم نفسها وبتردد نفس كلامها
كريم أول ما شافها كده رد عليها : أمل .. أمل أنا هنا ! أنا آسف اتأخرت عليكي .
أمل بتترعش كلها وبتتنفض وبتردد : خليهم يسيبوني .. خليهم يسيبوني .
كريم بيضمها بس لمح ايدها متعورة مكان الربطة اللي على ايدها واتجنن : فكي ايدها .
إيمان اعترضت : بس ....
كريم زعق : فكيها .
إيمان بسرعة فكت ايدها اللي وقعت بتعب وكريم شد ايدها وضمها كلها لصدره : ما تخافيش .. ما تخافيش مش هبعد تاني عنك .. أنا اهو جنبك .
أمل بتردد : خليهم يسيبوني .
كريم مغمض عينيه بألم : هيسيبوكي .. محدش هيمسكك تاني أبدا .
أمل مرعوبة وبتضم جسمها كله وكريم بيحاول يضمها كلها بين ايديه لأنها بتستخبى فيه .. وبيحاول يهديها وبالفعل بتهدا معاه .. فضل يكلم فيها كتير ويهدي فيها ويضم فيها أوي لصدره وكأنه بيتمنى لو يدخلها جواه يمكن ساعتها يقدر يحميها من العالم كله .. بدأت تهدا أكتر وأكتر
إيمان بصت لكريم : هعالج ايدها .
كريم هز دماغه ومسك ايدها لإيمان تطهرها وتعقمها ولفتها وهو مراقبها لحد ما خلصت وبعدها أخد ايدها مسكها في ايده وضمها لصدره ...
إيمان قربت وبصت لوشها المستخبي في صدره وهمست : أعتقد إنها نامت .
كريم بصلها وهز دماغه
إيمان بهدوء : لو عايز تقوم .
قاطعها : لا لا مش هقوم خليها في حضني .. مش هقوم .. أنتي طول النهار هنا لو عايزة تمشي امشي أنا هفضل معاها .
إيمان بهدوء : في ممرضة تاني اسمها هند هتيجي تستلم مني .
كريم هز دماغه وبصلهم : روحوا ارتاحوا أنتوا أنا هفضل معاها .
سميرة بتعيط : نرتاح ! نرتاح ازاي بس وهي حالتها كده !
كريم ردد بيقنع نفسه قبلهم : هتفوق بإذن الله وهتكون كويسة .
فضل جنب أمل ضاممها لحضنه .. وعبدالله أخد طه وخرجوا برا : كنت رجعت أنت البلد علشان مراتك يا طه .
طه بيحاول يتماسك : أرجع ازاي بس وأسيبها كده ! أنا عمري ما تخيلت أبدا إني ممكن أشوف ده . الغلط عليا ! أنا شوفت اد ايه بتترعب في السفر كان لازم اخد بالي .. كان لازم أهتم ! بس عمري ما تخيلت أبدا إنها ممكن تنهار كده ! تخيلت بس إنها بتخاف عادي وفترة وهتعدي لكن مش هيجرالها كده ! أنا الغلطان يا بابا
طه عيط لأول مرة قدام أبوه اللي ضمه بحزن وأسف : كلنا يا ابني مش أنت لوحدك بس ده قضاء ربنا .. يمكن علشان تتعالج وتتجوز وتعيش مبسوطة ! يمكن علشان يورينا اد ايه كريم بيحبها ويطمنا عليها ! أكيد ربنا له حكمة
كريم فضل جنبها مش بيتحرك وسميرة قاعدة قصاده ماسكة ايد بنتها وقاعدين في صمت تام حتى لما إيمان مشيت وجت الممرضة التانية هند ..
هند استأذنتهم إن الدكتور جه ودخل عندهم وبص لكريم : شوفت إنها بتستجيب بيك واهي نامت بدون مهدىء .
كريم بصله كتير وما ردش
عماد كمل : طالما هي نامت أنت كمان المفروض تنام شوية .. هند هتفضل معاها .
كريم كشر : أنا مرتاح كده !
عماد بإصرار : جسمك هينهار .. أنت بقالك يومين ما نمتش .. هتنهار ويمكن انهيارك ده يكون في وقت هي محتاجاك فيه ! لازم تكون بكامل طاقتك علشانها .
كريم بهدوء : إن شاء الله .
عماد بلغ هند بكل المطلوب منها وقبل ما يمشي بص لكريم : الصبح بإذن الله هطمن عليها .
مشي عماد وهو فضل مكانه أمل في حضنه شوية وناهد دخلت جايبة أكل لابنها : كريم ينفع تاكل ،حبيبي بس لو ساندوتش واحد ، علشان خاطري .
كريم بصلها بوجع أوي : لو قلتلك علشان خاطري مش قادر ينفع تسيبيني .
ناهد دموعها نزلت وبتحاول تبتسم : والله هتفوق .. هتفوق وهعملك فرح بإذن الله ما اتعملش لحد قبلكم .. الفرح هيجي يا كريم
كريم ابتسملها وهي قعدت جنبه : خد الساندوتش ده بس .. علشان تقدر بس تقف جنبها .
كريم بالراحة نزلها من حضنه وقعد جنب أمه : أنتي أكلتي ؟
ناهد ابتسمت : أيوة أكلت مع الباقيين .
كريم هز دماغه وأخد ساندوتش وقام لسميرة اللي قاعدة في صمت تام ومد ايده لها فبصتله بعيون مليانة دموع وهو حاول يبتسم : علشان خاطرها هي .. هناكل أنا وأنتي .
ناهد مسكت ايدها : كلي عشان تشجعيه ياكل .. علشان خاطر أمل .
الاتنين قعدوا أكلوا بصمت تام والأكل عامل زي الطوب مش بيتبلع للأسف ..
كريم بص لأمه : بابا عمل الشهادة ؟
ناهد ابتسمت : اه عملها والصبح إن شاء الله هيروحوا يخرجوا نادر ونور .
كريم ابتسم وسكت وناهد كملت : ما تزعلش من مؤمن ! طول عمركم أخوات .. اوعى غلطة واحدة تزعلكم من بعض .
كريم بتعب : حاضر يا أمي مش هزعل منه .. حاضر .
ناهد باسته في راسه وقامت : لو محتاج حاجة كلمني .. أنا هشوف أبوك وخالك والجماعة برا .
كريم قاعد جنب أمل وسميرة بصتله بتعاطف : كريم قوم نام شوية .
كريم رفض تماما وهي بيأس : طيب افرد جسمك على الكنبة هنا جنبنا وما تقوليش لا! علشان خاطري .
كريم سمع كلامها وبمجرد ما رقد على الكنبة غرق تماما في النوم من التعب
هند بتعاطف : حضرتك برضه ممكن تروحي ترتاحي أنا هفضل جنبها .
سميرة ابتسمت : لا يا بنتي أنتي ارتاحي شوية .. لو محتاجة مكان ترتاحي فيه بلغيني وأنا أقوم أشوفلك مكان تنامي فيه .
هند ابتسمت : لا أنا نبطشية وهفضل معاها ده شغلي .. قومي أنتي ارتاحي .
سميرة رفضت وفضلت جنبها ومستغربة اللي بيحصل لهم .. بصت لكريم اللي نايم وسألت نفسها يا ترى لو ماكانش كريم موجود معاهم في ظروف زي دي كانوا عملوا ايه !
الليلة عدت صعبة على الكل .. والكل بيتوتر من الشوية اللي أمل بتفوقهم تصرخ فيهم وتوجعهم كلهم ...
الصبح مؤمن خبط على كريم بس لقي أوضته فاضية وعرف إنه فضل جنب أمل ! خبط على باب الأوضة بهدوء جدا بحيث لو نايمة ما يصحيهاش
فتحتله الممرضة بهدوء وهو بهمس : آسف لو صحيت حد .
هند ابتسمت : لا أبدا أنا يدوب أصلا سمعت الخبطة .
مؤمن : طيب هي حالتها ايه ؟
هند بأسف : مفيش أي تحسن لسة
مؤمن بزعل : فاقت بالليل تاني ؟ أنا سمعتها بتعيط نامت لوحدها ولا بمهدىء .
هند : بمهدىء .
مؤمن هز دماغه بزعل : كريم صاحي دلوقتي ولا نايم ؟
كريم ورا هند اتكلم : صاحي .
هند انسحبت وهو طلع لبرا وقفل الباب وراه بهدوء
مؤمن بصله بزعل : عامل ايه ؟
كريم بوجع : عادي .. مش عامل أي حاجة .
مؤمن حط ايده على كتفه : كريم اسمحلي بجد أكون جنبك .. اوعى تبعدني عنك في ظرف زي ده ! طول عمرنا ايدينا في ايد بعض من واحنا عيال وأنا بجد صعب عليا منك مش أكتر لكن والله ما قصدي أزعلك أبدا .
كريم بصله بوجع أوي : مؤمن أنت مش محتاج تبرر كل ده .. احنا الاتنين وقعنا في ظروف صعبة أوي .. وإن شاء الله هنعدي المحنة دي .. هنخرج منها أقوى .
مؤمن ابتسم : بإذن الله أكيد .. أنا رايح للمديرية مع المحامي هخلص وأرجعلك .
كريم برفض : لا يا مؤمن خليك معاهم وركز معاهم أنا هنا زي ما أنت شايف واقف محلك سر .. مش بعمل حاجة بس مش هقدر أسيبها في الظروف دي وإلا روحت معاك .. اتوكل على الله أنت وطمني بالتليفون .
مؤمن بصله أوي : محتاج مني حاجة ؟
كريم ابتسم : لا متشكر .
نزل مؤمن وكريم دخل قعد جنب أمل
مؤمن أخد أبوه وحسن والمحامي وراحوا يخرجوهم .. قدموا شهادة الوفاة وحبكوا كلهم نفس الرواية إن مامتهم نهلة واتوفت من فترة .. فايزة ما يعرفوش عنها حاجة ..
ماكانش في أي دليل أو إتهام على نادر ونور وبالتالي أفرجوا عنهم ..
استمرت التحقيقات مع خالد ومعاه المحامي ..
خالد حكى إن فايزة بريئة وحكى كل الحكاية وقال إنه ساعتها قرر يهتم بعيلتها ومع قربه من نهلة حبها واتجوزها في السر لمكانته الاجتماعية .. لكن فايزة لا يعلم عنها شيء ..
مع استمرار التحقيقات معرفوش يفضلوا حابسين خالد لأن كل الأوراق بتقول إنه اتجوز نهلة .. شهادة ميلاد نهلة معاهم وقسيمة الجواز بتاعتهم وشهادات ميلاد العيال وشهادة الوفاة كلهم بيقولوا إنه متجوز نهلة .. فبالتالي مفيش أي دليل ضده أو يخليهم متحفظين عليه فاضطروا يخلوا سبيله ..
كلهم مروحين وعاصم و حسن باركولهم على خروجهم وهم شكروهم جدا لوقوفهم معاهم ولاستقبال عاصم نهلة في بيته ..
مؤمن أخدهم يوصلهم لبيتهم وأبوهم معاهم .. وحالة صمت مسيطرة على الكل حتى نور حاولت تكلم مؤمن بس قفل معاها الكلام ..
وصلهم وكان هيمشي بس نور أصرت يطلع يتكلم معاها وهو بعد ما كان هيرفض بس تراجع وطلع معاهم ودخلوا واتفاجأوا كلهم بملك موجودة وبتبصلهم كلهم ودموعها نازلة وكأن في مصيبة تانية منتظراهم أو هي شايفة كده لأنها مش متخيلة رد فعلهم لما يعرفوا اللي عملته واللي اتسببت فيه بس لازم تقول علشان يعملوا احتياطاتهم من هاشم القناوي ومن جوزها سليم ..
اللي عاوز باقي الروايه يعمل متابعه لصفحتي من هنا 👇👇
لعيونكم متابعيني ادخلوا بسرعه
👇👇👇👇👇