أخر الاخبار

رواية العاصفه الجزء الثاني الحلقه التاسعه والعاشره بقلم الشيماء محمد جميع الفصول كامله

رواية العاصفه الجزء الثاني الحلقه التاسعه والعاشره بقلم الشيماء محمد جميع الفصول كامله 


الحلقة التاسعة

كلهم دخلوا واتفاجئوا بملك بتعيط وأبوها أول واحد جري عليها ضمها : حبيبتي ملك احنا بخير .. ما تخافيش .. ما تخافيش يا قلبي .

كلهم حضنوها وهي بتعيط وساكتة بس عياط مستمر فقط 

نادر بتوتر : ملك في ايه ! أنتي بتعيطي كل ده ليه ! احنا كويسين اهو ! 

ملك بتمسح دموعها : أنتوا كويسين بس أنا مش كويسة أو مش هبقى كويسة .

خالد بتوتر : ايه اللي حصل ؟ حد جراله حاجة ! ملك ما توقعيش قلوبنا احنا مش متحملين أصلا ! 

ملك بعياط : سامحوني غصب عني .

مؤمن حس إنه مالوش مكان في القعدة دي فبصلهم : طيب أنا هضطر أسيبكم لو في حاجة بلغوني .. وحمدلله على سلامتكم كلكم .. ملك هم خرجوا خلاص فكفاية عياط .. وكلها يدوب كام شهر وتخلص خالص .

خالد وقف هو ونادر وطلعوا معاه ونادر بصله : أنا جميلك لا يمكن أنساه أبدا .

مؤمن ابتسم : لا أبدا ولا جميل ولا حاجة احنا أهل وربنا يديم المعروف بينا وبعدين كريم اللي اتحرك بسرعة وخرج والدتك مش أنا .

نادر بتقدير : كريم إنسان محترم جدا يا بختك بوجود أخ ليك زيه .

مؤمن لمح نور وراهم وبصلها أوي وبص لنادر : فعلا أنا محظوظ لوجود كريم في حياتي .

شكروه ودخلوا ونور وقفت معاه وقربت منه بتردد : أنا مش عارفة أقولك ايه يا مؤمن ! صراحة لولا وقفة عيلتك معانا ممكن ماكناش عرفنا نعدي الأزمة دي .

مؤمن بضيق : عيلتي ده طبع فيها بنقف مع أي حد بيحتاجلنا .

نور فهمت تلميحه : مؤمن أرجوك بلاش نتكلم عن أي حد دلوقتي .


مؤمن بغضب : ولا دلوقتي ولا بعدين ولا في أي وقت .. كريم يا نور خط أحمر بالنسبالك .. مش هسمحلك تتكلمي عنه تاني بالطريقة دي .. لأي سبب وفي أي وقت حذاري تتكلمي عنه كده تاني .. كريم مش ابن عمتي ولا مجرد قريبي ولا حتى أخويا أنا وكريم روح واحدة عايشين بيها فمش هسمحلك أبدا تحاولي تشوهي العلاقة بينا تاني .

نور كانت هتتكلم : بس يا مؤمن ........

قاطعها بنرفزة : أنا في صفه يا نور ظالم أو مظلوم فحطي كلامي ده حلقة في ودنك .. أنا في صفه في أي وقت وفي أي مكان ومهما يكون التمن .

نور كشرت : أنت ازاي بتهددني كده ! وعلشان ايه ؟ 

مؤمن بغضب : علشان أنتي .. أنتي خليتيني لأول مرة في حياتي أشكك في علاقتنا .. كريم اللي أنتي بتقولي ظلم أختك بدون ما أنا أنطق حرف أخد والدتك من شقتي وطلع بيها على المنيا بدون حتى هو نفسه ما ينطق حرف ولولاه كانت والدتك زمانها بتنفذ حكم الإعدام .. فقبل ما تتكلمي عنه دوري على طريقة تقدري بيها تردي جميله عليكي وعلى عيلتك .. قبل ما تقولي ظلم ملك وتخافي على مشاعرها شوفي هو قدملك ايه مع إنه لو هيفكر بتفكيرك كان قال تولع دي أخت خطيبتي اللي سابتني وجريت ورا راجل تاني  .. فأنتي احمدي ربنا إنك وقعتي في ايد كريم .. لأن لو أنا مكانه وخطيبتي عملت معايا اللي أختك عملته وجت أختها تطلب مني أساعدها مجرد مساعدة عادية مش أروح أخاطر بنفسي بالسجن والفضيحة لا ...  لو طلبتي بس مجرد مساعدة هقولك تولعي أنتي وأمك وأختك بس حظك إنك وقعتي تحت ايد كريم وهو فعلا اسم على مسمى لأنه كريم في كل حاجة حتى تسامحه ومشاعره هو كريم فيهم .. 

جت تتكلم بس هو وقفها : مش عايز أسمع أي كلام منك أو أي تبرير وكمل بسخرية: روحي جنب أختك شوفيها بتعيط ليه .

سابها ومشي وهي دخلت جنب عيلتها اللي قاعدين في صمت قعدت جنب ملك اللي بتعيط : مش هتبطلي عياط بقى يا ملك وتقوليلنا في ايه ! 

ملك ونور برا حكيتلهم على اللي سمعته من سليم وأمها وانهم هما اللي وصلوا الموضوع لهاشم القناوي .. 

نادر رد عليها بجمود : هاشم هيرفع على بابا قضية تزوير وهيحاول يثبت إن نهلة هي فايزة!

نور بتوتر : هيعرف ؟ مش قلنا نهلة ميتة ! مين ممكن يثبت العكس ؟ وبعدين عرفتوا منين ؟ 

خالد بقلق : أنا لازم أكلم هاشم بنفسي لازم أقابله .

نادر برفض : لا طبعا ولا تعبره .

خالد بص لابنه : هاشم راجل محترم في السوق وله اسمه وله سمعته .

نور زعقت : فهموني أنتوا بتتكلموا عن ايه وليه ملك بتعيط ؟ 

نادر مكشر : ملك بتعيط لأنها بتلوم نفسها وبتقول حاسة انها هي اللي كانت السبب في إن ماما اتكشفت .

نور شهقت : ايه ؟ ازاي ؟ 

ملك بعياط : والله غصبا عني .. صدقوني !  ماكنتش في وعيي أصلا .

حكتلهم كل اللي حصل وازاي أمها استغلتها وانتظرت تشوف نظرات تعاطف بس كل اللي شافته غضب .. 

نادر وقف بغضب : وليه ماكنتيش في وعيك ؟ ها ؟ بتشربي ؟ هتفضلي لحد امتى غرقانة في المستنقع المقرف ده ؟ هتفضلي لامتى ! في بنت محترمة تشرب لدرجة تفقد وعيها ؟ أصلا مفيش بنت محترمة تشرب .. ندمانة إن كريم سابك ؟كان لازم يسيبك لأنه شخص محترم ما ينفعش يرتبط بواحدة بأخلاقك .

ملك باصة لأخوها بصدمة وحاسة إنها تستاهل كل الكلام ده 

نادر هيتكلم زيادة بس خالد وقف في وشه : كفاية يا نادر .. أختك غلطت أيوة بس هي اتكلمت مع أمها مش مع حد غريب مش ذنبها إن أمها وحشة .

نادر بص لأبوه : فعلا مش ذنبها لوحدها ده ذنب اختيار حضرتك كمان .. حتى لو كنت ارتبطت بيها غصب عنك كان المفروض لما قدرت تقول لا كنت سيبتها .. كان المفروض تكون مسئول أكتر عن بنتك بدل ما سيبتها تطلع إنسانة عديمة الأخلاق والدين .. ( بص لملك ) بدل ما تشربي كل شوية حاولي تصلحي نفسك وتنظفي نفسك شوية أنتي مابقيتيش صغيرة أنتي كبرتي وهتتحاسبي على كل أخطائك دي .. فوقي بقى .. منتظرة ايه أكتر من كده علشان تفوقي ؟ فوقي قبل ما يتقفل الباب في وشك وتخسري بجد .

سابهم ودخل لأوضته بغضب 

ملك بعياط بصت لنور ومسكت ايدها : نور سامحيني أنا غصبا عني .........

قاطعتها نور بزعل : اتخانقت مع مؤمن علشانك وربنا يستر ما أخسرهوش بسببك .. أنتي بتدمرينا كلنا بعمايلك دي .. فوقي قبل ما كلنا نقع .

نور سابتها هي كمان ودخلت أوضتها تفكر ازاي ممكن تصالح مؤمن .. وازاي فعلا ممكن ترد جميل كريم ؟ أنبت نفسها ازاي كانت بتقاوح مع مؤمن على كريم وبتحاول تظهره إنه إنسان ظالم أو مش كويس علشان أختها وكان هو أول حد يقف جنبهم ويساعدهم ولولاه ولولا مساعدة عيلته كان زمانهم لسة في السجن وأمهم بتتعدم .. وادي ملك اللي دافعت عنها هي اللي عملت فيهم كل ده هي وأمها ! لازم تصلح الشرخ اللي عملته مع مؤمن بأي طريقة 

ملك بتعيط وأبوها قام بتعب قعد جنبها وضمها لحضنه : حقك عليا أنا .. غلطاتك كلها ماهي إلا دليل على فشلي كأب ليكي .. أنا للأسف انشغلت بمراتي وعيالي وأهملتك أنتي .. كنت بريح نفسي وأريح دماغي من الدخول في خناقات كل شوية مع رقية وبستسهل وأسيبلها البيت وللأسف النتيجة أنتي تحملتيها .. اعذريني يا ملك إني سيبتك لأم زي دي تربيكي .. حتى سليم كنت عارف إنه اختيار غلط وكان لازم أمنعك بس سيبتك تجربي .. سيبتك تغلطي وأنا واثق إنه غلط .. وللأسف فوقتي متأخر أوي .. خسرتي نفسك وخسرتي كريم .. قلتلك ما تضيعهوش أبدا ده هيشدك لفوق لكن للأسف .. مابقاش له لازمة الكلام .. خلينا في اللي جاي يا ملك .. خلينا في بكرا ..أنا هطلق والدتك .. وهطلقك أنتي كمان من سليم .. وأخواتك يوم ولا يومين وهتلاقيهم هديوا خلاص .. كل حاجة هتتصلح .


مؤمن رجع الڤيلا وطلع لأوضة كريم خبط واستناه لحد مايفتح خرجله كريم 

مؤمن : هي عاملة ايه دلوقتي ؟

كريم بحزن: زي ماهي .

مؤمن حط ايده على كتف كريم : هتكون كويسة يا كريم .. هتقوم بإذن الله .

كريم هز دماغه وابتسمله : المهم عملت ايه مع نور ! وصلتهم بيتهم ! معرفوش برضه مين بلغ عنهم كده ! 

مؤمن ابتسم : ما تشغلش بالك أنت بالقصص دي وركز مع أمل .. يلا هسيبك تدخلها .

كريم دخل لأمل وقعد جنبها ماسك ايدها 


آخر النهار الدكتور عدى على أمل يطمن عليها وبعدها طلب من كريم يطلعله برا

كريم بالراحة جدا خرج من عند أمل وخرج لعماد برا وقعد وسط الكل 

سميرة خرجت كمان : بنتي هتفوق امتى يا دكتور ؟

عماد بتفكير : الله أعلم .

كريم بصله : أنت مخرجني علشان تقولي كده ! 

عماد بصله : لا .. الطب النفسي مهما نتقدم فيه إلا إننا برضه نقطة في بحر مش أكتر .. محدش بيقدر يفهم العقل البشري بيفكر ازاي أو ازاي نقدر ندخله .......

كريم قاطعه : ينفع تدخل للموضوع بدون مقدمات كتيرة أوي عن أهمية الطب النفسي .. 

عماد بصلهم كلهم : دلوقتي احنا قدامنا طريقتين للعلاج محتاج منكم تختاروا ايه الطريقة اللي حابين نستخدمها ؟ 

كريم ضحك جامد بوجع وبصلهم : عايزنا احنا اللي نختار ؟

ناهد حطت ايدها على راس ابنها : حبيبي خلينا نسمعه الأول .

عماد بتردد : لازم يا باشمهندس أناقش بروتوكول العلاج مع مريضي أو المسئول عنه في حالة لو المريض مش في وعيه .

عبدالله بهدوء : قول يا دكتور وكلنا سامعينك .

عماد بدأ يشرح : الطريقة الأولي هنفضل متابعينها بالشكل ده وهنتدخل بالمهدئات وقت اللزوم لحد ما تخرج من الصدمة دي وبعدها تبدأ تتكلم ونعالج المشكلة من جذورها وهي هتخرج منها بإذن الله .

كريم بتريقة : بعد اد ايه ؟ يوم ؟ شهر ؟ سنة مثلا ! بعدها هتفضل تعالج في الرواسب بتاعة المشكلة لامتى ؟

عبدالله كشر : يا كريم سيبه يقول اللي عنده ! يا ابني ماهو احنا مش في ايدينا حاجة نعملها يبقى أقل حاجة نسمعه ! 

كريم بص لحماه وبص للدكتور : كمل يا دكتور وسمعنا الطريقة التانية وياريت تكون فعالة عن الأولى !

عماد : الطريقة التانية هي إننا نخرجها غصب عنها من الصدمة دي .

كريم انتبه : ازاي ! 

عماد بتردد : بصدمة تانية .

كلهم بصوله بذهول وكريم انتبه معاه أوي : ازاي بصدمة تانية ! وضح أكتر .

عماد بدأ يشرح : نعمل ديچاڤو للحادثة .

كريم هنا وقف بغضب : الظاهر إن حضرتك اللي محتاج لدكتور نفسي أصلا .

سميرة بعدم فهم : يعني ايه ؟ يعني ايه يا كريم اللي قاله ده ! كريم ؟

كريم بصلها بغيظ : يقصد سيادته إنه يعيد الحادثة من تاني ويعيشها كل أحداثها من تاني .

طه كشر : يعني هي مصدومة من الأولى ومش عارفة تخرج منها أقوم أدخلها في واحدة تانية ؟ كده أنا فهمت صح ؟ 

كلهم بدأوا يتكلموا وعماد ساكت وعينيه على كريم اللي برضه ساكت وباصصله أوي وانتظرهم كلهم يسكتوا 

عماد : الصدمة التانية يا جماعة هتكون مخططة احنا بنتحكم فيها .. هي دخلت لمجرد موقف شبيه من بعيد للحالة دي ومش هتخرج إلا بصدمة مماثلة .. بس المرة دي احنا هندخلها وهنتابعها خطوة بخطوة وهتخرج من الحالة دي .. حالات كتيرة جدا حققت نجاح كبير في العلاج لما عادوا الحدث من تاني اللي سبب الأزمة بعدين احنا مش هنروح نحبسها تاني احنا بس هنعمل أحداث مشابهة وهتفوق صدقوني .

سميرة بحيرة : طيب لو حضرتك ضامن إنها هتفوق وتخف ليه متردد كده ؟ ليه ما اقترحتش ده من امبارح مثلا ؟ 

عماد باصص لكريم فعبدالله اتدخل : حضرتك بتبصله كده ليه ؟ اتكلم على طول ياريت ..

عماد بتردد : الكلام اللي هقوله مش هيعجبه ! 

كريم باستغراب : يعجبني أو ما يعجبنيش لو أمل هتتحسن عليه أنا موافق أصلا .

عماد بصله : حتى لو كان تمن علاجها هو خسارتك ليها ؟

كلهم بصوا للدكتور بذهول واستغراب وناهد كشرت : يخسرها ليه ؟ وعلشان ايه ! الظاهر إن فعلا كريم عنده حق !

كريم بهدوء بص للدكتور : وضح أكتر ! ليه أخسرها ! تقصد ايه ؟

عماد أخد نفس طويل وبدأ يشرحلهم : أنت بالنسبة لأمل الأمان والطوق اللي بتتعلق فيه وبينقذها من الغرق .

كريم باستغراب : طيب أعتقد ده شيء كويس ! ليه برضه أخسرها ! 

عماد كمل : تخسرها لأني المرة دي مش عايزك أنت اللي تنقذها .

طه اتدخل : وهو لو ماأنقذهاش المرة دي يبقى كده خسرها ! ده ايه المنطق ده !؟

عماد بصله : هشرحلكم .. كريم أول مرة أنقذ أمل من ايدين العيال دول .. بعدها أنقذها من العاصفة .. كان هيخسر حياته بسببها وهي اتبرعتله علشان ترد الجميل بتاعه أو علشان من جواها تحاول توازن الأمور .. هو أنقذها وهي أنقذته .. بس بينقذها تاني في المديرية من العيال وكلامهم وبيحمي مشاعرها .. بينقذها بعد كده في فرح أخوها لما اتقفل عليها الباب .. بينقذ مستقبلها لما عيّنها في شركته وساعدها تسترد ثقتها .. وبينقذها كمان لما حماها من موقف الشباب اللي عاكسوها .. ولما أبوها اتدخل وأخدها بينقذها بجوازه منها .. فهنا أنت يا كريم عبارة عن بر الأمان بتاعها .. أنت المنقذ ليها .

كريم اعترض : ماشي أنا معاك بس أنا ما اتجوزتهاش علشان أنقذها من أبوها أنا اتجوزتها لأني بحبها .

عماد : أنا عارف إنك بتحبها أنا بتكلم حاليا عنها .

سميرة باستغراب : طيب فين المشكلة إنه يكون منقذها ويكون أمانها ! وهل دول مش كفاية ينجحوا حياتهم مع بعض ؟

عماد بصلها : ينجحوا طبعا أي علاقة بس لو في حب معاهم لكن هل لو كل اللي بينهم هو إنها بتحس بالأمان فقط هينجحوا ! طيب لو هي حاسة إنها مش هتقدر تكمل غير بيه لأن هو كل خطوة ينقذها طيب لو اكتشفت إنها ممكن تنقذ نفسها بنفسها وممكن تقف على رجليها لوحدها وإنها مش بحاجة للإنقاذ هل علاقتهم دي هتستمر ! أو هينكشف وهم الحب اللي هي عايشاه ! 

كريم بصله بغضب : أنت عايز تقول إنها ما بتحبنيش وإنها بس حابة إني بنقذها وإني الأمان ليها لكن لو مابقيتش الأمان فمش هتكمل معايا ! ده كلامك !

الكل متابع بصمت حسن ومؤمن وناهد وعبدالله كلهم ساكتين 

عماد كمل : كام مرة أمل قالتلك بحبك ! 

كريم سكت وعماد كمل : أنا مش منتظر منك إجابه على فكرة .. أنا بس بوضح وجهة نظر .

سميرة وقفت بضيق : أنا مش عاجبني الكلام ده .

كريم بصلها بهدوء : معلش استني نسمعه للآخر .

عماد كمل : ينفع تقولي يا كريم أمل بتستخدم ايه في كلامها معاك ؟ يعني بتقولك حبيبي ، روحي ، قلبي ، عقلي ! 

بتقولك أنت ايه بالنسبالها ؟

كريم سكت وافتكر يوم كتب كتابهم لما قالتله أنت أماني يا كريم .. بس وصفته بالأمان مش أكتر .. هل ده معناه إن كلام الراجل ده صح ! 

كريم أخد نفس طويل بتعب :أنت عايز تعمل ايه ؟ وعايز مني ايه ؟ 

عماد بصلهم كلهم : هنعمل محاكاة للعاصفة والحادثة ومش عايزك تتدخل عايزها تخرج بنفسها .. واعتبر إن ده هيكون اختبار حقيقي لحبكم .. هل هيصمد قصاد العاصفة ولا هيتهد ! قلت ايه ؟

كريم فكر شوية وهو باصص للأرض بيحاول يتخيل شكل حياته ممكن يكون ايه لو مافيهاش أمل ! هل ممكن يعرف يعيش تاني ! هل ممكن يعرف يكمل لوحده لأنه استحالة قلبه يدق لحد غيرها ، هو وقع في غرامها بجنون .. 

عماد بهدوء : طبعا لو رفضت فكلنا مقدرين .

طه كشر : طيب احنا ممكن نعمل اللي بتقوله ده بس برضه كريم ينقذها وبكده .......

قاطعه عماد : وبكده نكون رسخنا في دماغها إن كريم فقط هو المنقذ وتفضل العمر كله خاضعة له وهي عندها يقين تام إنها من غيره هتموت أو هتتدمر كده علاقتها بكريم بقت احتياج مرضي .. بعدين ليه مش بتفكر لو عملنا اللي قلت عليه أنا إن أختك بعدها ممكن تشوف كريم شخص عادي جدا أو مش هو طموحها في الحياة وأقصى شيء ممكن تقدمهوله هو كلمة شكر وعرفان بالجميل لكن مش جواز أبدا .

طه بضيق : مش شرط يكون كلامك صح ........

قاطعه كريم بوقوفه : أنا موافق .. حتى لو التمن بعد أمل عني المهم النتيجة إنها تفوق وترجع لحياتها ولأحلامها .

طه باعتراض : ماشي بس أنت .......

قاطعه كريم : أنا ايه ؟ طه لو أمل علاقتها بيا لمجرد إني أنقذتها يبقى لازم تفوق لنفسها وتختار إنسان هي تحبه وتحترمه وترتبط بيه لأنها من جواها عايزة ده مش لأنها متعلقة بوهم ! أنا مش هقبل أبدا إن دي تكون علاقتي بأمل ! يا تحبني أنا وتعشقني أنا زي ما أنا بعشقها يا تشوف حياتها مع حد تحبه مش حد مربوطة بيه في عقلها الباطني إنه مجرد منقذ ! 

سميرة بحزن : بس يا ابني احنا عايزين .

كريم بصلها : عايزة بنتك تتجوز واحد لمجرد إنه أنقذها ؟ أو هي موهومة إنها بتحبه ! بعدين قلقانين ليه ! ده اختبار لحبنا زي ماهو بيقول ! يا يطلع إحساسنا بالحب متبادل يا بنتكم هتخف وترجع لحضنكم  زي ما كانت قبل العاصفة والحادثة دي .. في كلتا الحالتين أمل كسبانة وده حاليا المهم ( بص للدكتور ) شوف حضرتك محتاج مني ايه وأنا هعمله .

عماد بصله أوي ومن جواه معجب بحبه لأمل ومعجب بشهامته وتضحيته بروحه علشان حبيبته .. اتكلم بهدوء : محتاج الكافيتريا شكلها ايه بالظبط ! والعيال التلاتة ؟

بدأ يشرحله عايز ايه بالظبط منه وفكر إنه يروحوا للكافيتريا نفسها بس كريم رفض وقاله إنه هيعمله كل اللي عايزه هنا .. 

كريم رفض يقعد أو يتكلم مع أي حد ودخل قعد جنب أمل .. بص لهند الممرضة وابتسم : ينفع تسيبينا لوحدنا شوية ؟

هند هزت دماغها بتفهم وخرجت برا وهو قعد جنب أمل مسك ايدها وقرب منها بمنتهى الحب : شوفتي الدكتور المتخلف ده بيقول ايه ! بيقول إنك مش بتحبيني ! إنك بس متعلقة بيا بسبب اللي حصل ! بيقول إني بالنسبالك عادي .. ( اتكلم بوجع وقرب من ايدها أوي حطها على شفايفه ) طيب لو طلع عنده حق وطلعت مجرد شخص عادي في حياتك أقصاه كلمة شكر منك أنا هعمل ايه ؟ أمل أنتي مش بس بقيتي مراتي ؛ أنتي دخلتي جوا عروقي ودمي وحاسس إنك مني .. ده أنا قلتهالك من زمان إنك مني  .. متخيلة حياتي ممكن تكون ازاي من غيرك ! هعيش ازاي من غيرك ! أنا رسمت حياتي كلها معاكي ! أنا تخيلت شكل عيالنا ايه ! أنا شوفتنا عواجيز زي بابا وماما .. هعمل ايه بجد لو سيبتيني ؟! هعمل ايه لو قلتيلي أنا آسفة بس مش بحبك كفاية ! اوعي يا أمل يكون اللي بينا وهم في دماغك ! اوعي يكون اللي شايفه حب يكون مجرد احتياج للأمان وبس .. اوعي تكسريني بالشكل ده لأني مش هقف من كسرتك دي .. ولو وقفت هكون ميت من جوايا .. بجد هكون ميت بدون حياة .

بصلها أوي وحس إنها فعلا ممكن تروح منه بجد .. قرب أوي منها وباس شفايفها برقة وهمس : قومي أنا بوستك اتخانقي معايا تاني وقوليلي إني قليل الأدب ! قومي اهربي مني واجري استخبي واتلخبطي وتوهي في كلامك ما تسيبينيش خايف تفوقي وتبعدي وساعتها مش هيكون من حقي أعمل ده ! كان نفسي أحكيلك حكاية الكرز ونضحك أنا وأنتي عليها .. اوعي يا أمل تخلي كل ده مجرد ذكرى في خيالي .. اوعي تكوني ذكرى أعيش عليها العمر كله .

سابها وخرج برا الأوضة وهند دخلتلها وناهد حاولت تكلمه بس رفض ودخل أوضته لكن ناهد دخلت وراه ومسكته يواجهها : أنت ممكن ترفض .

كريم بصلها بوجع : وبعد ما أرفض ! أعيش ازاي مع الشك اللي اتزرع جوايا لا يا ماما أنا بحب أمل وبحبها كتير أوي بحبها لدرجة إني عندي استعداد أبعد عنها لو سعادتها مش معايا .. بحبها للدرجة دي .

ناهد بزعل : بس يا كريم ......

كريم بتعب : اذا سمحتي .. اذا سمحتي يا ماما سيبيني لوحدي .. أرجوكي .

ناهد خرجت لبرا وأبوه كان واقف وبصلها وهي هزت دماغها برفض وكان هيدخله بس ناهد مسكته : هو حابب يكون لوحده . 

مؤمن بصلها : أنا هدخله .

ناهد بصتله : سيبوه لوحده .. سيبوه .

عاصم اتفق معاهم هيسافر وفي الطريق هيصور الكافيتريا اللي كريم قاله عليها كاملة وفعلا سافر وفي الطريق صورلهم الكافيتريا وبعتلهم كل الصور .. 

كريم ومؤمن وطه معاهم راحوا لمخرج وطلبوا منه ستوديو أو مكان يعملوه شبه الكافيتريا وطلبوا مساعدته ووافق .. 

كمان راحوا القسم وطلبوا من ظابط عارفينه يصورلهم حمادة وزكريا وعلي عشان محتاجين الصور والظابط فعلا صورهم وبعتهم لكريم علشان يجيبوا كومبارس يقوموا بأدوارهم 

عماد وكريم فهموا المخرج هم عايزين ايه بالظبط وهو بدأ ينفذ طلباتهم  

المخرج بدأ يشرحلهم ويشرح للعيال هيعملوا ايه مع أمل 

كريم وقفه بغضب : مفيش واحد هيلمس شعرة من أمل مش يشدها ويمسك دراعها ! 

المخرج باستغراب : امال هيمنعوها ازاي إنها تخرج وبعدين خاطفين ايه اللي مش هيمسكوا البنت اللي خطفوها ؟ 

كريم وقف بغضب وبص لعماد : مفيش واحد هيمسك مراتي ويشدها فاهم ولا مش فاهم ؟

عماد كشر : بس ده لمصلحتها .

كريم بصله بغضب هو خاف منه : ولا يلمسوها مجرد لمس .

كلهم وقفوا يبصوا لبعض مش عارفين يعملوا ايه ! 

طه وقف : أنا ممكن أعمل واحد من العيال التلاتة دول وأنا أمسكها .

المخرج بصله شوية بتفكير: ممكن بس اشمعنى أنت هيوافق تمسكها !

طه كشر : لأني أخوها .

المخرج هز دماغه بتفهم : تمام بشوية مكياچ هنخليك شبه واحد فيهم .. وأنت عارف مطلوب منك ايه .


خالد خرج يقابل هاشم عبدالفتاح القناوي .. لازم يتكلم معاه ويفهمه هو حد محترم وهيسمعه 

راحله مكتبه وطلب يقابله وبمجرد ماعرف إنه برا استغرب وطلع بغضب يقابله : أنت ليك عين تيجي لعندي هنا .

خالد بهدوء : طبعا ليا عين والف عين كمان .. طالما ليا حق عندك يبقى اجي .

هاشم باستغراب : أنت ليك حق ؟ 

خالد :أيوة .. ينفع نتكلم بهدوء زي الناس العاقلة والمحترمة اللي أنا واثق تمام الثقة إنك منهم ولا مش هينفع ؟

هاشم نوعا ما اتراجع قدام ذوق خالد في الكلام دا غير الثقة اللي حسها بكلامه خلت عنده فضول يفهم دماغه وشاورله يدخل وقعدوا قصاد بعض وخالد بدأ : الأول هطلب منك تسمعني للآخر وبعدها اتكلم براحتك ينفع ؟

هاشم بتحفز : قول اللي عندك .

خالد بتفكير يبدأ منين  وبعدها قرر يبدأ الحكاية من أولها زي ما حكى لعياله يحكي لده وبالفعل حكاله كل حاجة بالتفصيل الممل وهاشم عنده ذهول تام من اللي بيسمعه وسابه بالفعل لحد ما خلص خالص وبصله بتريقة : أنت متخيل لما تيجي وتقولي ده أنا هصدقك !

خالد بهدوء : أنت اينعم صغير عن أخوك بس مش كتير يعني أكيد فاكره كويس وفاكر أخلاقه كانت ايه وسهراته .. اوعى تنسى إننا كنا أصحاب في يوم من الأيام وسبب خلافي مع أخوك كان دايما سهراته وشربه ومضايقته للبنات وأنت عارف برضه في كام بنت استقالت بسببه وكام بنت هو ضايقها فمش غريبة أبدا إنه يكون ضايق فايزة .. فبلاش تكابر في حاجة أنت من جواك مصدقها بعد ما أخوك اتوفى أبوك وأبويا خافوا على مصلحة الشغل فكان الحل بالنسبالهم يضحوا بفايزة بدل الشوشرة وأنا للآسف معرفتش أحميها وكل اللي قدرت أعمله إني أتكفل بعيلتها .. أخوك الله يرحمه هو اللي أذى فايزة مش العكس حتى بعد موته أذيته فضلت مستمرة .. لحد دلوقتي أذيته مستمرة فبلاش أنت كمان تكمل أذيته دي .. أنا اللي عندي قلته وليك مطلق الحرية تعمل اللي يعجبك أنت فاكر أخوك وفاكر أخلاقه .. فكر مع نفسك هل الكلام اللي قلته ده بعيد عن التصديق ،بعد كده أعمل ما بدالك .

هاشم وقفه : أنت متجوزها هي مش أختها صح ؟

خالد بصله : أنا متجوز نهلة ونهلة الله يرحمها بعد اذنك .

هاشم وقفه تاني : أنت عارف إن اللي وصلي الكلام ده يبقى .......

خالد قاطعه : يبقى جوز بنتي ! عارف ! هي هتنفصل عنه وعلشان كده عايز يأذيني أنا وعيلتي بأي شكل .

سابه وهو فضل قاعد مكانه حاسس إنه مقتنع بكل كلمة قالها خالد .. بس إحساسه بالانتماء لأخوه وإنه المفروض ينصره مسيطر عليه ..ولنفترض خالد متجوز الست دي ودول عيالها ، طيب هل لو مسكوها بعد ٣٠ سنة هروب وعدموها هل هيكون مبسوط ؟ بعد ما يفرقها عن عيالها وجوزها ؟ ولنفترض إن كلام خالد صح وهي فعلا كانت بتدافع عن شرفها والموضوع كان حادثة ساعتها هو هيعمل ايه ! أو يصلح أخطائه دي ازاي ! وضميره هيريحه ازاي ؟ هل هيقدر يعيش مع تأنيب الضمير باقي عمره لو كلام خالد صح ؟

راح للظابط المسئول عن التحقيق واتكلم معاه وحس إنها مقفلة

الضابط : كل اللي قلته ده عملناه .. روحنا عنوانها القديم بس المنطقة كلها كانت عشوائيات واتهدت واتحولت لأبراج ، مفيش أي حد يعرفهم عرفنا نوصله .. فايزة اختفت تماما ومفيش أي وجود ليها ونهلة في ورق وقسيمة جواز وشهادات ميلاد عيالها كل دول يثبتوا ارتباطها بخالد .. كمان في شهادة وفاة لها .. ومفيش حد للأسف في الأطراف اللي حصلها الموضوع لسة عايش نتكلم معاه فاحنا مفيش قدامنا أي سكك نمشي فيها أصلا .. أنا آسف اعذرني .

هاشم مشي من عنده وهو محتار ومش عارف يعمل ايه !

نور قررت تروح الشركة وتقابل مؤمن وتشوف كريم تشكره بنفسها وبالفعل راحت بس فوجئت إن كريم مش موجود أصلا ودخلت لمؤمن : غريبة كريم مش موجود .

مؤمن بصلها بدون اهتمام : عايزاه ليه !

نور قربت منه وقعدت قصاده : كنت عايزة أشكره بنفسي .

مؤمن بصلها ورجع للاب بتاعه : كتر خيرك بجد بس اكفيه شرك أنتي وأختك ده شكر كفاية .

نور بصتله بزعل : مؤمن أرجوك سامحني وبلاش تكلمني بالأسلوب ده ! أنا آسفة بس بجد كنت متنرفزة ساعتها وزعلانة وملك كانت منهارة بسبب كريم وكل ده طلع مرة واحدة فأنا آسفة .. أوعدك من النهاردة عمري ما هقف ضد علاقتك بكريم أبدا .. بس رجاء خاص ما تقفش أنت كمان ضد علاقتي بملك .. احنا موقفنا صعب وسطهم فنحاول ما نجيش على أي طرف فيهم .

مؤمن بصلها بذهول : وأنا امتى طلبت منك تقفي ضدها ! أنا كنت حيادي !

نور بحرج : ملك بتكره أمل جدا وحاسة إنها سبب تدميرها وأنت بتطلب مني أكون أخت أمل اللي هي عدوة أختي .. أنت متخيل موقفي في النص يا مؤمن !

أمل إنسانة جميلة جدا وأنا والله ارتحتلها من أول مرة بس ملك أختي يا مؤمن ! فأرجوك قدر وضعي .

مؤمن بصلها بتوضيح : أنا مقدر وضعك يا نور ومقدر حيرتك دي .. بس أعتقد مفيش أي حاجة في العالم يمنع إنك تكوني كويسة مع الاتنين .. ملك أختك وده على عيني وعلى راسي بس ده مش مبرر أبدا للي عملتيه واللي خليتيني أعمله ! أنتي شحنتيني ضد أخويا وللأسف أنا سمعتلك وزعلته مني .. أنا وكريم مع بعض من واحنا عيال صغيرة وجمعتنا ظروف صعبة جدا ووقفنا مع بعض وما سمحناش أبدا لأي حد يهزنا وأنتي بكلمتين سخنتيني عليه .. عملتي اللي محدش قدر يعمله في أكتر من ١٨ سنة عملتيه بشوية كلام .. صغرتيني قدام نفسي أوي يا نور .. صغرتيني  أوي .. حسستيني إني ولا حاجة .

نور قامت وقفت : أنا آسفة أوي يا مؤمن غصب عني صدقني .. أنا تعبانة أوي وخايفة ومخنوقة من الكون كله وأنت مصدر قوتي الوحيد دلوقتي .. ما تتخلاش عني بسبب غلطة مش مقصودة أنا مستعدة أتأسف لكريم .. بس ما تبعدش عني في الظروف دي .

مؤمن وقف وقرب منها وبهدوء: أنا ما بعدتش عنك يا نور غير لما أنتي بعدتيني .. خلي عندك ثقة تامة إن الكره والحقد مالهمش أي نتايج غير كره زيادة وحقد زيادة وخراب ودمار .. فأنتي لما تحاولي تكرهيني في كريم فأنتي كده بتكرهيني في روحي .. في روحي من كل النواحي سواء كريم أو نفسي أو أنتي .. أنا ساعتها هكره التلاتة وفي الآخر الكره ده مش هيتركز فيه ولا فيا لأن أنا وكريم وجهين لعملة واحدة فالكره هيتركز في مكان واحد .. اللي زرع الكره نفسه .

نور بعياط : حقك عليا بس خليك جنبي .

مؤمن بصلها بشفقة : مالك في ايه حصل وليه مخنوقة كده ! 

نور حكتله اللي حصل كله وحكتله مخاوفها من هاشم وحتى ملك حكتله على اللي اتعمل منها وفيها .. 

مؤمن سمعها بهدوء : اطمني محدش هيقدر يأذي أبوكي مفيش أي أدلة ضده سكت وكمل بضيق: وملك أنتي لسة بتقولي إنها أختك وإنك في صفها فسامحيها هي برضه بتتخبط وماكانش قصدها تضر حد فيكم الدور والباقي على الكلب اللي متجوزاه ..بس دي نتيجة أفعالها فلازم تتحملها .

نور فضلت مع مؤمن شوية وبعدها قايمة تمشي بعد ما عطاها جرعة الأمان اللي كانت محتاجاها وهي ماشية : ماقلتليش كريم مجاش ليه ! 

مؤمن ابتسم : مش فاضي بيجهز لفرحه .

نور ابتسمت : حددوا ميعاد ؟ 

مؤمن بابتسامة مصطنعة: لسة بس يخلصوا اللي وراهم الأول وبعدها ربنا يسهل الميعاد .

نور مشيت وهو اختفت ابتسامته ودعى من قلبه أمل تقوم لكريم ويكملوا مع بعض لأنه واثق إن كريم مش هيقدر يكمل من غير وجودها في حياته ..


عدى ساعات وجه وقت تنفيذ الخطة 

الدكتور فهم كل واحد دوره وكلهم أصروا يروحوا معاهم ومع أمل .. محدش قدر ينتظر في البيت .. 

انتظروا أمل تفوق كعادتها وكريم جنبها حس إنه بيموت بالبطيء في انتظاره ده 

أمل فاقت بتصرخ وكالعادة بتطلب من كريم يخرجها من هنا والمرة دي كريم ابتسملها : يلا هخرجك من هنا يلا بسرعة .

مسك ايدها وبيجري وهي معاه بتجري معاه وركبت عربيته جنبه وبعدها بصتله برعب : أنت بتنزف ! أنت بتنزف يا كريم .. خليني أوقف النزيف ده شوية .

حاطة ايدها مكان الجرح القديم وبتحاول توقف النزيف اللي هي شايفاه وكريم باصصلها وساكت وهي مرعوبة وبتتلفت حواليها : هيلحقونا صح ! العربية هتقف ! البنزين هيخلص ! أنت هتسيبني وهتقولي سوقي .. ( عماله تعيط ) مش هعرف أسوق تاني يا كريم .

كريم بصلها بحب: أنا مش هخليكي تسوقي المرة دي يا أمل .

وقف بعربيته وهي بصت حواليها وشافت الكافيتريا وصرخت بصوتها كله : ما تقفش هنا .. ما تقفش هنا يا كريم .. هنا لحقونا وضربونا .. كريم نزل وهي بتصرخ : ما تقفش هنا علشان خاطري كرييييم .. 

كريم فتح بابها : انزلي يا أمل .

أمل صرخت ومسكت في الكرسي اللي قاعدة عليه : مش هنزل هنا أبدا .. أبدا مش هنزل .. صوت الرعد عالي أوي صوته عالي جدا .. الصوت مرعب أوي 

كريم غصب عنه وقلبه بيتقطع شدها نزلها بالعافية وهي بتحاول تمسك في العربية أو الباب وتصرخ وبتترجاه وهو بيكمل غصب عنه .. زق الباب فتحه وهي بتشد نفسها : مش هدخل هنا .. مش هدخل .. مش هدخل .. يلا من هنا .. افهمني .. أنت هتموت هنا .. أنا بشوفك هنا بتموت .. بشوفهم بيغتصبوني بجد المرة دي وأنت بتموت مش بترد عليا .. اسمعني يا كريم .. مش هنطلع المرة دي .. بجد مش هنطلع .

كريم دموعه نزلت ووقف مش عارف يعمل ايه بس الدكتور شاورله من بعيد يدخلها 

وبالفعل شدها دخلها وقفل الباب وهي بتتلفت حواليها برعب .. هيجوا من جوا .. هيجوا .. 

كريم قعدها في الأرض : استنيني لحظة واحدة .

أمل اتشعلقت في رقبته : لا يمكن تسيبني وتخرج .. لا يمكن .. هيقتلونا .. هيقتلوك أنت وياخدوني منك .. مش عايزة حد ياخدني منك .

كريم فك ايدها بالعافية : لحظة واحدة هدخل أتوضا وأصلي .. فاكرة يا أمل لما صلينا .. صلينا ودعينا وربنا خرجنا هصلي يا أمل بس .. مش هبعد عنك .

أمل بصتله أوي وابتسمت : هتصلي وتدعي ربنا يخرجنا وهيخرجنا صح؟

كريم ابتسم وهو بيمسح دموعها : هيخرجنا  وهنتجوز أنا وأنتي .. هنخرج أنا وأنتي من هنا .

قعدها تاني بالراحة وسابها ودخل لجوا بس

قفل الباب وراه وخرجلهم من الباب اللي ورا وراحلهم وبصوت مهزوز : ودلوقتي مطلوب ايه ؟ 

عماد بصله : والله مقدر حالتك .. دورك خلص هنا .. ( بص لطه ) ادخلولها .

كريم أخد نفس طويل بيحاول يسيطر على أعصابه .. وحاسس إنه خانها أو خلي بيها بعد ما هي وثقت فيه وبص لعماد : أنت عارف إني بكده بخون ثقتها فيا ! هي واثقة فيا وأنا بهد الثقة دي وبدمرها وبعاقبها دلوقتي على ثقتها دي .

عبدالله بصله بعتاب : أنت فعلا ده اللي عملته استغليت إنها واثقة فيك ودخلتها وطمنتها وبعدها مشيت .

كريم بصله بوجع أوي وبص للدكتور اللي علق : أنتوا ليه مش باصين للصورة الكبيرة ! للنتيجة ؟

كريم بوجع : ولنفترض إن خطتك ما نجحتش عارف أنت ايه النتيجة ! إن الإنسان الوحيد اللي كانت بتثق فيه دلوقتي اختفى .. أنت خليتها لوحدها تماما .

عماد بإصرار : وده المطلوب إنها تكون قوية لوحدها بدون مساعدة حد .. دلوقتي خلونا نتابعها ( بص لطه ) ادخلوا يلا .

طه شكله كان يشبه لحمادة كتير بالمكياچ اللي عمله وهو تعمد ده لأن حمادة أكتر واحد أذى أمل .. 

صوت الريح والرعد والهوا والمطر اللي مشغلينه عالي جدا وكل ما الرعد يضرب أمل تتنفض في مكانها 

دخلوا التلاتة عندها وهي أول ما حست بفتحة الباب وقفت بتوتر وبتعلي صوتها برعب : كريم ؟ أنت جيت ؟ كريم .

طلعوا التلاتة في وشها وهي عندها حالة ذهول أو صدمة لجمتها .. 

شبيه زكريا : فاكرانا يا حلوة ولا نسيتينا .

أمل بتهز دماغها لا وبتبص للأرض وبتضرب دماغها : فوقي ده كابوس .. اصحي يلا .. اصحي يا أمل .. ده كابوس .. أنتي خرجتي .. كريم خرجك .. اصحي .. 

شبيه علي : ايه مش عايزة تصدقي إنك وقعتي المرة دي ! بس المرة دي محدش هينجدك مننا أبدا .

أمل بتكلم نفسها وبترجع لورا ومش عايزة تبصلهم : كريم .. كريم طلعني .. أنا بحلم .. أيوة ده مجرد حلم .. مجرد كابوس شوفته الف مرة قبل كده .. خلاص يا أمل اصحي بقى يلا .. كريم موجود وخرجك اصحي علشان تروحيله .. فوقي يا أمل مفيش رعد ولا برق ولا مطر .. كل دي أوهام .. مجرد أوهام وفوقي منها .. 

كريم سامعها وشايفها في الشاشة اللي قدامه ومش عارف يتحمل ده ويدوب هيتحرك يروحلها عماد وقفه : سيبها تصحى من الكابوس اللي هي فيه ما تخليش عاطفتك تتحرك .. 

كريم بص لسميرة اللي بتعيط وعبدالله اللي دموعه بتلمع في عينيه وبص لأمه اللي هزت دماغها تحاول تطمنه إن كل حاجة هتكون كويسة .. 

مؤمن قرب وقف جنبه : هانت يا كريم .. هتفوق وتخرج وترجع لحضنك أنا واثق من ده .. 

كريم بصله وبص للشاشة تاني ولأمل اللي بتحاول تقنع نفسها إنها في كابوس ولازم تصحى منه 

طه قرب منها أوي وقف مش قادر يعمل كده في أخته ورجع خطوة لورا بس اللي معاه زقه عليها وشاورله يتحرك والسماعة اللي في ودنه سمع عماد بيزعق : اتحرك وامسكها خليها تقتنع إن ده مش كابوس وتفوق .. بتحب أختك فوقها يلا .

طه قرب منها ومسكها من دراعها وشدها عليه جامد : فوقي أنتي مش في كابوس .

أمل بصتله وصرخت بصوتها كله : كريييييم ... 

صرختها خلعت قلب الكل وكريم حاسس إنه بينهار 

أمل بتحاول تشد نفسها من ايد طه اللي دموعه نزلت وهو بيشدها وهي بتتخانق معاه علشان تخلص نفسها من ايده 

طه شدها لحضنه ضمها ونسي إنه حمادة المفروض وأمل بكل قوتها زقته : ابعد عني .. ابعدوا عني .. كريييييييم .


أمل كل ما بتنادي اسم كريم هو بيضغط بايده على حرف الترابيزة  اللي ماسكها ودموعه نزلت غصب عنه وعايز يدخلها بأي شكل .. هي بتستنجد بيه وهو بيخلى بيها علشان يسمع كلام المتخلف ده ! هو بيسيبها لوحدها ! بيتخلى عنها ! فيها ايه لما يفضل بر الأمان بتاعها ! هو راضي بالدور ده .. إنه يكون أمانها أفضل كتير من إنه يخونها بالشكل ده ويعيشها نفس الوجع .. راقب الشاشة وشاف

شبيه زكريا قرب منها : مفيش كريم المرة دي أنتي لوحدك والمرة دي مش هتخرجي من هنا .

جه يقرب منها بس طه هو اللي قرب ومسكها تاني من دراعها وهي بتصرخ وتنادي على كريم  

طه زعق : مفيش كريم .. انسيه .. مش هيجي المرة دي ومش هيلحقك .. وأنتي صاحية ومش في كابوس .. فاهمة !؟ أنتي مش في كابوس أنتي في حقيقة .

أمل بصتله بصدمة وبعدها زقته بكل قوتها مرة واحدة لدرجة إنها وقعته وجريت على الباب تحاول تفتحه وكلهم بيقربوا منها وبيضحكوا عليها .. 

طه قرب منها تاني وهي زقته تاني وبيتعمد يقع علشان هي تستجمع نفسها وقوتها 

شبيه زكريا قرب منها بدون ما يلمسها بس أمل زقته برضه وهو وقع نفسه وبصت للتالت اللي المفروض علي فرفع ايده : أنا ماليش دعوة بيهم .. ماليش دعوة .

أمل بتفتح في الباب : أنا لازم أخرج من هنا .. لازم أخرج .. محدش فيكم هيلمسني .

أمل رجعت للباب تفتحه والمرة دي اتفتح معاها واتفاجئت بالأنوار اللي حواليها لدرجة إنها مش شايفة حاجة وحطت ايدها على وشها .. 

المخرج بص لرجالته وشاورلهم يوقفوا فقفلوا صوت الرعد والاصوات العالية والنور العالي وهنا أمل بدأت تشوف .. 

بصت للمخرج وبصت وراها للعيال اللي لاحظت مع النور القوي إنهم مش هم اللي حاولوا يعتدوا عليها قبل كده يشبهوهم لكن مش هم .. 

حست إنها تايهة مش عارفة هي فين أو مين الناس دي ؟! مابقتش فاهمة هي بتحلم ولا صاحية .. 

بصت في الوشوش الكتير اللي حواليها مش قادرة تميز حد وفضلت تبعد عن الكل برعب وتوهان وترجع لورا خطوات بطيئة بتحفز وكل شوية تصرخ : محدش يقرب ، ابعدوا.

رجعت تتلفت يمين وشمال لحد ما شافت كريم فجريت عليه بسرعة رمت نفسها في حضنه برعب : كريم ... كريم ... كريم خبيني من الناس دي .. خدني بعيد عنهم ... كريم ! كريم مين الناس دي ! أنا هنا ازاي وليه ! 

كريم ضمها بحب : أنتي كويسة صح ؟

بعدها عنه بالراحة ومسك وشها بايديه الاتنين بحب : طمنيني عليكي أنتي كويسة يا أمل ؟

أمل بعياط هزت دماغها بحب تطمنه عليها وهو ضمها تاني لصدره بحب 

أمل بعياط : خدني من هنا علشان خاطري يا كريم .

شوية وظهر أبوها : أمل بنتي .

كريم سابها وهي جريت على أبوها رمت نفسها في حضنه : بابا أنت بجد ولا أنا لسة بحلم .. بابا فهمني ايه اللي بيحصل وأنا فين !

عبدالله مجرد ما قالت بابا ضحك ودموعه نزلت لمجرد إنها ما صرختش : أنتي بخير يا أمل .

سميرة طلعت ونادت بعياط : أمل حبيبتي .

أمل حضنت أمها وسط دموع الكل وبصتلهم باستغراب وتوهان مش فاهمة أي حاجة :أنا جيت ازاي وايه اللي بيحصل أنا مش فاهمة حاجة ! مين الناس دي ! 

عماد طلع : حمدلله على سلامتك .. الناس دي ساعدتك علشان تخرجي من الكابوس اللي كنتي فيه .. دي كانت زي لعبة دخلتيها بس الحمد لله فوقتي ورجعتيلنا بالسلامة . 

أمل باستنكار وذهول تام : أنت مين ! وبتقول ايه ! ( رجعت لكريم وبصتله ) كريم هو يقصد ايه ولعبة ايه اللي بيتكلم عنها ! 

عماد وضحلها : اللي حصل جوا ده كان لعبة علشان تفوقي وترجعيلنا تاني 

أمل عينيها وسعت أوي : الكابوس اللي خليتوه حقيقة ده كان لعبة ! 

هنا بصت لكريم بصتله أوي بنظرة لا يمكن هينساها أبدا .. نظرة خذلان ودموعها نزلت : أنت كنت عارف إنهم هيلعبوا اللعبة دي عليا ! 

كريم ماردش وهي بصت للسما وغمضت عينيها فدموعها نزلت كتير أوي وهي بتفتكر ازاي جت هنا أصلا ورجعت بصتله : أنت اللي جيبتني هنا أصلا .. أنت شاركت في لعبتهم دي !

كريم بصلها وهو قلبه بيتقطع وحاسس بروحه بتنخلع من ضلوعه وهمس : اعذريني غصب عني  .

أمل غمضت عينيها برفض مش قادرة تسمعه وبعدت عنه وراحت لأبوها : ينفع تروحني ولا لسة في ألعاب تانية عايزين تجربوها عليا !؟

كريم كان هيقرب منها بس عماد وقفه ومسكه من دراعه : سيبها ترتب أفكارها .

أمل أبوها ضمها وطه فضل مكانه لأنه مقدرش يقولها إنه قام بأسوأ دور في كابوسها .. مشيت أمل مع أبوها وأمها وركبت معاهم عربيتهم واتحركت وأبوها ساق بدل طه اللي فضل مع كريم 

أمل بدموع : خدني البيت يا بابا .

سميرة ابتسمت بحب وتعاطف : هنروح بيت كريم ،احنا عنده من ساعتها .

أمل بصت لأمها بدموع : عايزه أروح بيتنا في البلد .. أو على الأقل بيت خالو لكن بيت كريم لا .


العاصفة (٢)

الحلقة العاشرة الجزء الاول 

بقلم / الشيماء محمد

#شيموووو


أمل مشيت مع أبوها وأمها وكريم فضل مكانه بص لعماد اللي قرب منه : خليها ترتاح الليلة والصبح بإذن الله هروحلها وأطمن عليها وأفهمها كل حاجة .

كريم بحزن : ولو ما فهمتش ! ولو ما اتقبلتش اللي أنا عملته فيها ! ولو ما سامحتش ! فكرت في ده ؟ هعمل ايه ساعتها ! 

عماد حط ايده على كتفه : الحب بيتخطي كل حاجة وبيشفع لكل حاجة .. لو بتحبك كفاية هتقدر اللي أنت عملته وهتتخطاه بل بالعكس هتكون متفهمة .. أما لو كنت مجرد حاجز الأمان فهي تخطت الحاجز ده .. من هنا للصبح مش كتير .

كل واحد راح لبيته طه عرضوا عليه يوصلوه بس رفض هو محتاج يكون لوحده شوية فأخد تاكسي وروح بنفسه ، ومؤمن أخد كريم وروحوا في صمت تام لأن كريم مش قادر ولا عايز يتكلم .. 

وقف كتير قدام أوضته لدرجة ناهد قربت منه : الأوضة فاضية ادخلها !  يا تستنى للصبح أم فتحي هتنضفها وتغير كل حاجة فيها مكان الممرضات والدكاترة وتشيل المحاليل وترجعهالك زي الأول .

كريم بص لناهد وابتسم : لا مش محتاج لكل ده .. يلا تصبحي على خير .

ناهد مسكته من دراعه : كريم حبيبي .

كريم مسك ايدها على دراعه وباسها وابتسم : أنا كويس .. أمل فاقت وده المهم .. الباقي كله مقدور عليه .

سابها ودخل وهي راحت قعدت جنب جوزها : حالته ايه ؟ كويس ؟

ناهد هزت دماغها برفض : لا مش كويس نهائي .. قلبه موجوع يا حسن .

حسن بضيق : ماكانش المفروض سمعنا كلام الدكتور ده .. الصبح هروح بنفسي لأمل .. نروحلها أنا وأنتي ونفهمها ونعرفها قد ايه كريم بيحبها 

ناهد ابتسمت لجوزها بحب وسندت على صدره : كريم مش هيوافق نروحلها .. بس احنا مش هنسيبهم .. هنفضل معاهم لحد ما نجوزهم .. هنجوزهم صح يا حسن ؟عايزة أعمله فرح ما اتعملش لحد قبله 

حسن ابتسم : هنعمله يا ناهد .. بإذن الله هنعمل .

كريم دخل الأوضة وفضل واقف كتير قدام السرير وهو متخيل أمل لسة نايمة مكانها .. بهدوء راح مكانها بالظبط ونام عليه .. مش عايز يفكر في أي حاجة ..هو بس تعبان ..

فتح موبايله وجاب صورهم سوا ولما كانت بتعمل حركات تضحك وصورها وهي محروجة جنبه فضل يتفرج وابتسامة حزن على وشه وبيسأل نفسه ياترى هتسيبه ولا هتتفهم موقفه ،حس إنه تعبان من كل حاجة حواليه غمض عينيه وتعب وسهر كل الأيام اللي فاتت خلوه ينام في لحظة والموبايل في ايده .. 


أمل وصلت بيت خالها مع أهلها وسلموا على إبراهيم وأسرته وأمل دخلت الأوضة اللي بتنام فيها مع بنات خالها ونامت على السرير مش عايزة تتكلم مع حد .. أمها دخلت وراها قعدت جنبها وأمل بهدوء وبصوت مليان عياط : ماما أنا هنام .

سميرة بحب : أنتي بقالك كتير أوي نايمة كلميني يا أمل !

أمل اتعدلت ورمت نفسها في حضن مامتها تعيط وأمها ضاماها بس وبتطبطب عليها .. أمل بعياط : ازاي تعملوا فيا كده ! 

سميرة بحب : طيب نعمل ايه ؟ كنتي ضايعة مننا يا أمل ! معرفناش نعمل ايه ! كنتي طول الوقت بتصرخي وتعيطي وبس .. كنتي عايشة جوا العاصفة والحادثة وكل ما بتشوفي حد فينا بتصرخي وتفتكرينا العيال دول .. وكل ما بتشوفي كريم بتشوفيه بينزف وتحاولي توقفي النزيف .. كنتي عايزانا نفضل نتفرج .. فالدكتور اقترح نخرجك بالطريقة دي والحمد لله نجحت .

عبدالله أبوها دخل ووراه طه اللي قرب منها حضنها وهي بصتله : أنت كنت فين ! ما شوفتكش ليه ! 

طه بتردد : كنت موجود .

أمل باستغراب : ما شوفتكش ليه ! ما جيتش معاهم ليه !

طه مش عارف يقولها ايه ! وكلهم محدش عارف يقول ايه ! وأمل محتارة بتبصلهم كلهم : أنتوا بتبصولي كده ليه ! 

طه بخجل : أنا اللي كنت بشدك مع العيال التلاتة .. أنا اللي كنت بمسكك .

أمل عينيها وسعت وبتحاول تفتكر شكله وهو بيشدها وخصوصا لما ضمها .. ازاي ماعرفتوش ! بصتله بدموع : أنت يا طه ! 

طه قعد قصادها : كريم رفض أي حد يلمسك أو يشدك او يقرب منك .. فماكانش في حد غيري يقوم بالدور ده .. سامحيني يا أمل بس بجد غصب عني .

أمل ابتسمت بتهكم : كتر خيره .

طه مسك ايدها : أمل بجد كلنا كنا مضطرين أنتي ما تتخيليش حالتك دي كانت عاملة فينا ايه ! 

عبدالله أكد على كلامه : فعلا حالتك كانت صعبة على الكل . كلنا كنا عاجزين ومش عارفين نعمل ايه ! يلا هنسيبك ترتاحي والصبح هنتكلم في كل التفاصيل دي .. يلا يا سميرة سيبيها ترتاح شوية .

خرجوا وسميرة فضلت جنبها وحطت ايدها على راسها بحب : الكل بيحبك والكل كان هيموت عليكي وخصوصا كريم .. كان موجوع بجد .. تعرفي إنه ماسابكيش ولا لحظة واحدة .. ولا بينام ولا بياكل ولا بيروح الشغل بس كان جنبك .. وبالرغم من كل المشاكل اللي مر بيها واللي عيلته كانت بتمر بيها إلا إنه برضه ما سابكيش 

أمل كشرت بحيرة : مشاكل ايه ! 

سميرة ابتسمتلها : مشاكل البنت اللي بيحبها مؤمن .. بقولك ارتاحي دلوقتي بعدين نبقي نقولك التفاصيل 

أمل ابتسمت لمامتها لمجرد إنها تراضيها وبعدها بصت لايدها : ماما ايدي بتوجعني ليه ! 

لاحظت إنها مربوطة فبصت لمامتها اللي ابتسمت بزعل : اتعورتي لما ايدك كانت مربوطة بالحبل .

أمل بذهول : أنتوا ربطتوني ؟ بجد ؟

سميرة بزعل : قمتي في مرة جريتي وكنتي عايزة تطلعي الشارع فالدكتور والممرضة ربطوكي .

أمل بصتلها بزعل : وكريم سابهم يربطوني كده لدرجة أعور ايدي !

سميرة : كريم خرج ساعتها وراح للدكتور ولما رجع وشاف ايدك فكك بسرعة وبعدها رفض إن حد يربطك تاني وفضل هو جنبك ما اتحركش بعدها .

أمل ابتسمت وأمها خرجت وهي رقدت مكانها تحاول تفتكر أي حاجة ، بتفتكر حاجات بسيطة أوي زي لمحات أو ومضات بس اللي فاكراه وهو بياخدها وبيسيبها للعيال دي .. بيخرج وبيسيبها لوحدها ! ليه سابها بالشكل ده ! الصبح أكيد هيجي وهتفهم منه ايه اللي حصل وليه حصل ! 


الصبح نادر صحي من نومه وخرج من أوضته كانت ملك صاحية فبتصبح عليه بس ما ردش عليها وخرج يلعب رياضته الصباحية .. 

خالد صحي هو كمان وخرج قعد معاها كانت بتحضر في فطار سريع 

وشوية ونور خرجت بس لقت ملك بتحضر الفطار فكانت داخلة تاني بس خالد وقفها : ساعدي أختك يا نور .. حضروا الفطار مع بعض .

نور دخلت بصمت مع ملك والاتنين ساكتين لحد ما ملك اتكلمت : نور سامحيني بجد ماكانش قصدي أزعل حد فيكم . 

نور بصتلها : أنتي ماكنتيش بتزعلي حد فينا أنتي كنتي بتدمرينا .. تخيلي لو ماما اتقبض عليها كان هيحصل ايه ! 

ملك بدموع : والله ما كنت أقصد .. تخيلي أنتي صدمتي إن مامتي وجوزي يعملوا كده فيا علشان يعرفوا معلومات مني ! أرجوكي حاولي تعذريني .

نور بصتلها كتير وهي شايفة الندم في عينيها : ملك حبيبتي أنتي بتديهم فرصة إنهم يضروكي بسبب استهتارك وعدم مبالاتك .. ملك لو أنتي ملتزمة ومش بتشربي أبدا هل كانو قدروا يضحكوا عليكي بالطريقة دي ؟ بمعنى لو هما مش عارفين إنك سهل تقربي للمشروب كانوا فكروا بالفكرة الشريرة دي ؟ ملك ضيقتك وضعفك هما اللي خلوهم يتجرأو ويفكروا يضروا بابا وبعده كلنا عن طريقك .. ملك أرجوكي ارجعي ملك القوية العاقلة اللي ياما بابا قالي عليها .. بابا بيحبك وفخور بيكي ودايما كان يقولنا اد ايه أنتي شخصية قوية وعملية وطيبة وإنه فخور بيكي وكان بيحمد ربنا إنك مش نسخة من مامتك بسطحيتها .. بس أنا من يوم ما شفتك وماشفتش حاجة من اللي بابا قالي عليها .. أنا شايفة بنت حلوة لكن ضايعة ومستسلمة وبتتخبط وبس ..

مش عايزة أضغط عليكي ولا ألوم عليكي بس أرجوكي فكري بنفسك الأول ومصلحتها وبعدها فكري بينا اوك حبيبتي ؟.. يلا بلاش نتآخر خلينا نفطر علشان ننزل .

راحت ورا أختها متضايقة ومهمومة فوق همها نور صح وكل كلمة قالتها بتمثلها حقيقي هي متضايقة وضعيفة ومستسلمة ومتخبطة دايرة ومش عارفة تطلع منها .. بس لازم تصلح علاقتها بأخواتها الأول وبعدها وبمساعدتهم هما وباباها هتطلع من الدايرة دي ماهي لازم تطلع وترجع ملك الواثقة القوية زي الأول 

نادر رجع ودخل لأوضته أخد شاور وغير هدومه وخرج قعد معاهم يفطر 

خالد بصله : كفاية بقى اللي بتعملوه ده .

نادر بصله باستغراب : بنعمل ايه ؟ تقصد ايه !

خالد بزعل : زعلكم من بعض ! هي غصب عنها حصل اللي حصل .

نادر بصله بضيق : مفيش حاجة اسمها غصب مفيش حد ضربها على ايدها تشرب أصلا .. قبل كده شربت وراحت على حفلة المرشدي وبهدلت الدنيا وصورها كانت مالية الدنيا على السوشيال ميديا .. واحدة غيرها تحرم تعيدها لكن لا راجعة تاني تعمل نفس الغباء .. فالإنسان اللي ما بيتعظش من أخطائه البعد عنه غنيمة .

ملك بحزن : أنا آسفة يا نادر صدقني بجد آسفة .

نادر بصلها بضيق : وأعمل بيه ايه أسفك طالما مصرة تكملي نفس طريقك وتعيدي نفس أخطاءك .

ملك بصتله بلهفة : مش هعيدها تاني أبدا بس محتاجاكم في حياتي .

نادر بصلها بصرامة : توعديني تبطلي تشربي تماما ولو حتى كاس واحد من باب المجاملة ولو في يوم مسكتي في ايدك كاس صدقيني هتخرجي من حياتنا تماما .

خالد برفض : محدش بيشرط على أخواته ويهددهم بتواجده معاهم .

نادر بصله بغيظ : دي حقيقة بس لما التواجد ده ممكن يدمر العيلة كلها ويبهدلها ساعتها لازم نشرط .. أنا فتحت دراعاتي الاتنين ليها أنا ونور كان ممكن في أزمتها وزعلها ترمي نفسها بين دراعتنا مش بإزازة خمرة .. كان ممكن تلجألنا وكنا هنقف معاها وهنساعدها بدل ما تشرب وتدمر كل حاجة بالشكل ده .

ملك مسحت دموعها : بابا أنا موافقة على كلام نادر وأوعدك إني عمري ما هشرب تاني .. لأي سبب مهما يكون .

نادر وقف : أفلح وإن صدق .


نزلوا على أشغالهم كلهم ونادر رايح لمكتبه بس لمح مروة قاعدة على مكتبها فابتسم بتلقائية وراح عندها : صباح الخير .

مروة ابتسمت بارتباك : صباح النور أهلا بحضرتك .

نادر باهتمام : حمدلله على سلامتك .. اتحسنتي المرة دي صح ؟

مروة ابتسمت بحرج : اه الحمد لله ما تقلقش حضرتك مش هقع تاني .

نادر كان واقف وهي قاعدة على مكتبها فمال عليها وهمس : ولو وقعتي أنا موجود ما تقلقيش .

مروة عينيها وسعت وقبل ما تستوعب قال ايه أو ترد كان خرج برا المكتب كله وهي حست إن كل الموظفين حواليها بيبصولها فبصت حواليها بس كل واحد كان مركز في شغله .. 


عماد اتواصل مع طه علشان يعرف عنوانه .. طه بلغه بالعنوان ودخل هو عند أخته قعد جنبها بحرج وتوتر : أمل ! 

أمل بصتله بوجع : نعم يا طه ؟

طه بحب : سامحيني .. غصب عني .. بس ماكانش في ايدينا أي حاجة غير كده .. ما تزعليش مني .. 

أمل وهي باصة قدامها : طه .. أنا .. أنا مش عارفة أقولك ايه ! 

طه قرب منها : حبيبة قلبي أنا لأول مرة أحس بالعجز والضعف وقلة الحيلة .. أنتي مش متخيلة أنتي حالتك كانت ايه ! وإننا نقف نتفرج عليكي ده كان موجع ازاي ! فلما الدكتور اقترح فكرته دي كلنا اتعلقنا فيها وخصوصا كريم !

أمل بدموع : كريم سلمني ليهم ! دخلني الاستراحة وسابني 

طه مسك ايدها : غصب عنه يا أمل ؟ كريم أكتر واحد اتوجع .. بس حطي نفسك مكانه ،، كريم بيحبك لدرجة إنه مستعد يتخلى عنك لو أنتي حياتك هتكون أفضل من غيره .. كريم بيحبك لدرجة أنا عمري ما كنت أتخيلها ..  الدكتور رمى الكرة في ملعبه وقاله اختار نعالجها ولا نخليهالك كده متعلقة فيك ! متخيلة المفروض يعمل ايه ؟يقولهم لا ويرفض تتعالجي ولا يجي على نفسه ويخاطر بحبه في سبيل إنك تتحسني ! أمل أنا شايف إن اللي كريم عمله قمة الحب ليكي .. فسامحيني وسامحيه

أمل بتفكر في كلام أخوها وابتسمت وبصتله : أنا أكيد مش هزعل منك يا طه أنا بس محتاجة أرتب أفكاري شوية 

طه وقف يسيبها لوحدها : الدكتور على وصول اجهزي عقبال ما يجي .. 

خرج وسابها هي مع أفكارها وهي بتحاول تتخيل كريم واللي عمله واللي الكل بيحكي فيه وشوية والدكتور عماد وصل وأمل طلعت تقابله وقعدت قصاده 

عماد ابتسم : حمدلله على سلامتك يا باشمهندسة .. طمنيني أخبارك ايه ؟

أمل بصتله : أنا الحمد لله بخير .. هو ينفع أنا اللي أسأل مش حضرتك ؟

عماد ابتسم بتفهم : أكيد اتفضلي .

أمل بحيرة : ليه حصلي كده ! ليه ماحصلش ده بعد الحادثة ! ليه دلوقتي وأنا المفروض مبسوطة ؟

عماد بصلها : لأنك كبتي إحساسك جواكي وما سمحتيش لنفسك تحسي بالخوف أو الضعف .. وقفتي بسرعة علشان تكملي المطلوب منك .. تذاكري ، تنجحي ، تتدربي ، تشتغلي وأخيرا تتجوزي .. ولما اتعرضتي لموقف الحمام في فرح أخوكي و للشباب اللي ضايقوكي وبعدها أبوكي اللي جه وأخدك وبعدها بنت عمك اللي اتكلمت عنك تاني قدام الجيران كل ده كان بيظهر اللي جواكي واحدة واحدة وختمت بقى لما نمتي وفوقتي في الكافيتريا كل اللي جواكي ظهر .. كان المفروض العياط والخوف والرعب دول بعد الحادثة تطلعيهم وتتكلمي عنهم مش تخبيهم .

أمل بتسمعه بتركيز أوي : ماما قالت إني ما سمحتش لحد يقرب مني نهائي غير كريم .. ليه كريم بس ؟ ليه مش بابا ! ليه مش طه اللي طول عمري هو اللي معايا ! ليه مش ماما اللي على طول هي اللي بلجألها ؟

عماد ابتسم : لأن الحادثة مرتبطة بكريم هو اللي كان المنقذ مرة بعد مرة بعد مرة فأنتي اترسخ في دماغك إن هو المنقذ .

أمل بزعل : وليه المرة دي في اللعبة دي ما أنقذنيش ! 

عماد اتعدل في قعدته وبصلها : لأن لو ده حصل هيفضل عقلك مربوط بكريم إنه المنقذ وأنا كنت حابب أخرج النقطة دي من دماغك .. انا منعته يتدخل يا امل .. كان لازم تفوقي لوحدك بدون كريم .. عقلك لازم يتخلص من سيطرة كريم 

أمل بصتله بعدم فهم : ازاي مش فاهمة !

عماد بهدوء : كتير فينا بيرتبط بإنسان لمجرد الاحتياج أو الإحساس بالأمان أو حتى جواز والسلام أو لمجرد السترة أو للحب .

أمل كشرت : وفي حالتي ! ارتبطت بكريم ليه ؟ 

عماد بتفكير : لاحتياجك للأمان اللي هو بيوفرهولك .. عقلك الباطن صورلك إن كريم هينقذك كل مرة فأقنع عقلك الواعي إنك ترتبطي بيه بحيث إحساس الأمان ما يفارقكيش أبدا .. ومن هنا طلبت منه إن المرة دي ما يساعدكيش وما يتدخلش علشان تشيلي كريم من خانة المنقذ وبعد ما خرجتي من أزمتك تفكري بعقل موزون هل كريم مجرد منقذ ومابقيتيش محتاجاله ولا حبيب عايزة تكملي حياتك معاه ؟ 

أمل وقفت بنرفزة : كريم عارف الكلام ده ؟ ووافق عليه ؟ 

عماد بهدوء : اهدي يا أمل واقعدي .. أكيد كريم وافق لأنه من مصلحته يوافق علشان يعرف قيمته ايه عندك .. هل هو حبيب ولا منقذ وخانة للأمان ! 

أمل بصتله أوي : هو مش عارف ؟ 

عماد بصلها كتير :أنتي قلتيله قبل كده إنك بتحبيه ؟ صرحتي بمشاعرك دي ؟ 

أمل بغضب : مش كل حاجة لازم تتقال في حاجات بتتحس وفي خجل بيمنع الكلام يتقال

عماد : أمل أنا مش بلغي مشاعرك ولا بنكرها أنا بس عايزك تفصلي بين الحب الصافي وبين احتياجك للأمان .. حاليا كريم منتظر منك رد .

أمل بصتله بجمود : رد على ايه بالظبط !

عماد أخد نفس طويل : هل هتكملي العلاقة بينكم دي حبا فيه هو كشخص عايزة تعيشي معاه ولا بعد ما خرجتي من قيود الماضي وهو ما بقاش المنقذ وإنك ممكن تنقذي نفسك عادي ومش محتاجاله طول الوقت علشان تحسي بالأمان فمحتاجة تفكري دلوقتي ، برضه هو كمان محتاج يفكر هل هو بيحبك فعليا ولا بيحب إحساسه بإنه حاميكي من الكون كله وإنك بتستخبي في حضنه ! صراحة أنتوا الاتنين محتاجين تفكروا كويس .. الحادثة دي عملت ترابط روحي بينكم .. أنتي بتحبي إحساسك معاه وهو حابب برضه إحساسه معاكي بتكملوا بعض .. احتياجك للأمان وهو احتياجه إنه يفرض أمانه وهيمنته على اللي قدامه .. سكت وبعدها كمل باستفزاز : بدليل إنه فسخ خطوبته الأولى لأنه ماحسش معاها الإحساس ده ، اللي عرفته إن خطيبته الأولى رفضت بعد الحادثة إحساس سيطرته اللي حاول يفرضه عليها .. رفضت هيمنته ورجولته .. لكن أنتي محتاجة للإحساس ده وهو حققهولك .. فهنا أنتوا الاتنين محتاجين تعيدوا تفكيركم في أسباب ارتباطكم ببعض .. هل ده حب ولا كل واحد بيحقق احتياجه لشعور معين جواه ؟

أمل باعتراض : أنا ماأسمحلكش تطلعه مجرد واحد بيفرض رجولته على واحدة كريم مش كدا بالعكس هو كان متفهم معاها جدا وبيناقشها في كل حاجة بس هي اللي نمط حياتها مختلف عنه وماقدرتش تفهمه فماتجيش حضرتك دلوقتي وتتهمه بالطريقة دي .

عماد بابتسامة : طيب ده رد حلو منك بس برضه جاوبي على سؤالي الشعور اللي بينكم حب ولا احتياج ؟

أمل بصتله وبعناد  : أنا مش عايزة أتكلم تاني .

عماد وقف : علاجك ما خلصش .. محتاج أشوفك تاني .. ولو كملتي مع كريم يبقى أشوفك معاه لو قررتي إنك مش محتاجاه يبقى ياريت تواظبي شوية معايا .. ومهما كان القرار اللي هتاخديه فتأكدي إن الكل هيدعمك فيه .. سواء كملتي أو تراجعتي المهم تكوني مقتنعة باللي بتعمليه وواثقة فيه وماعندكيش أدنى شك ولو بسيط .. أنا طبعا منعت كريم يجيلك بالليل أو يتكلم معاكي وطلبت منه إنه برضه يسيبك النهارده براحتك وبكرا يقابلك .. فكري يا أمل براحتك وفكري في اللي أمل فقط محتاجاه .. ما تفكريش في كريم ولا العيلة ولا الناس ولا المجتمع فكري بس في أمل ! أشوفك قريب .

سابها ومشي وهي قعدت مكانها وفكرت جواها .. أفكر في أمل ازاي وهي أمل ايه من غير كريم ! 

سميرة قربت منها هي وأبوها لأنهم واقفين ومتابعين كل اللي قاله ده بس احترموا طلبه إنهم ما يتدخلوش في حواره معاها 

سميرة بغيظ : والله ما بيفهم .. سيبك من كلامه ده وقومي كلمي كريم زمانه هيتجنن عليكي وتلاقيه سامع كلام المنشي ده .. 

أمل ابتسمت لمامتها : أنا هدخل أرتاح شوية .

سميرة كانت هتعترض بس عبدالله منعها وبعد مادخلت سميرة بغيظ : ما هي مرتاحة طول الوقت تريح ايه وهي لسة صاحية ماكملتش ساعتين ؟ 

عبدالله بغيظ : سيبيها حياتها كلها متلخبطة ومحتاجة ترتب أفكارها .


كريم صحي من نومه بدري واتعدل استغرب ليه نايم كده بهدومه حتى بجزمته والموبايل على صدره .. قام غير وأخد شاور يفوق ونزل راح على الشركة لدرجة مؤمن وحسن اتفاجئوا بيه في الشركة لما راحوا 

علياء أول ما شافته : طمني على م/ أمل ! هي بخير ؟

كريم ابتسم باقتضاب : بخير المهم حد عرف حاجة ؟ 

علياء : لا لا مفيش .. الكل عارف إنها نزلت إجازة البلد علشان خطوبتكم وعارفين إنك روحت تزورها بس .

دخل مكتبه وهو مش عارف ازاي ما يكلمهاش ؟ ازاي بس ! قرر يغرق في الشغل علشان ما يسيبش نفسه للأفكار 

وبدأ يشوف ايه اللي اتآخر عليه الأيام اللي فاتت دي .. 

مؤمن دخله أول ماعرف إنه جه وكريم مشاه بسرعة لأنه مشغول ونفس الكلام مع حسن هو مش عايز يرد على أسئلة أي حد أو استفسارات حد .. 

كان في ميتنج مع كذا عميل وبيحضره مؤمن وحسن وفوجئوا بكريم بينضم ليهم بس قعد معاهم لكن أبعد ما يكون عنهم قاعد بالشكل فقط لكن ما اشتركش في كلمة واحدة حتى ...


أمل فضلت في أوضتها كتير مش عارفة تعمل ايه أو تتعامل ازاي أو هتمشي حياتها ازاي وكل شوية تمسك موبايلها وترميه وتجيبه تاني وبعدها قررت تسجل رسالة صوتية ... يجلت رسالتها بصوت مخنوق من العياط 

(( لما تاخد قرارك وتعرف أنت عايز تكمل علاقتنا دي أو لا ابقى بلغني علشان أنا كمان أعرف أرتب أفكاري .. قرر أنت ارتبطت بيا لمجرد إرضاء رغبة الاحتياج أو علشان عاجبك إحساسك بالحماية ليا ولا ارتبطت بيا ليه ؟ ابقى بلغني )) 

بعتت الرسالة بصوت مهزوز مخنوق وأخدت نفس طويل وبعدها قفلت موبايلها وحطته في الدرج وقفلت عليه ! وكأن قفله مش كفاية لازم تقفل عليه كمان .. 

كريم في الميتنج وجاله إشعار إن في رسالة من أمل طبعا فتحها بسرعة ولقاها رسالة صوتية حط السماعة بتاعته وشغل الرسالة وسمع صوتها المهزوز وأنفاسها المضطربة وتوترها وهي بتتكلم وبعدها ركز في كلامها نفسه وساعتها وقف بعنف وهو بيشتم : متخلف متخلف متخلف .

حسن باستغراب : في ايه يا كريم ؟

كريم بيزعق : في إني اعتمدت على حد متخلف ما بيفهمش بعد اذنكم .

كريم خرج وحسن بص لمؤمن : شوفه ماله وفي ايه !

مؤمن اعتذر وطلع بسرعة ورا كريم اللي راح لمكتبه بيتصل بعماد وبيزعق : أنت قلتلها ايه ؟ قلتلها إن أنا اللي عايز أفكر ومحتاج أفكر ؟ أنت بتخرب بينا ؟ أنت بتعمل كده ليه ؟

عماد : لأن أنتوا الاتنين محتاجين أفكاركم تكون واضحة .. مش العاصفة اللي تتكلم مشاعركم اللي تتكلم .

كريم بغضب : مشاعر ايه اللي توضح أكتر من كده ! أنا مستعد أضحي بروحي علشانها وتقولي مشاعر وعاصفة .. أنت لو بتتعمد تخرب بيني وبينها مش هتقولها كده ! أنت مرفود اوك مش عايز أشوف وشك تاني .

قفل الموبايل واتصل بأمل موبايلها مقفول 

مؤمن جنبه : طيب فهمني .

كريم بصله وساكت وبص لموبايله ورن تاني على أمل وبرضه موبايلها مقفول ومرة واحدة بكل قوته حدف الموبايل في الحيطة كسره ومؤمن اتصدم من تصرفه : يا ابني اهدا .. مش كده يا كريم .. اهدا .

كريم سابه وخارج ومؤمن وراه بيحاول يوقفه : طيب رايح فين طيب ؟

كريم بدون ما يقف : لأمل مش هسمع كلام المتخلف ده .

ركب عربيته وساق بأقصى سرعة علشان يوصلها وهو مش عارف أصلا هتستقبله ازاي ! وصل لبيت خالها وطلع بسرعة ورن الجرس وفتحله خالها فكريم بلهفة : أمل فين ؟

خالها ابراهيم : جوا اتفضل .

أمل كانت قاعدة وسط بنات خالها وكلهم متجمعين .. ودخل خالها بلغها إن كريم عايز يدخل وبناته غطوا شعرهم وبعدها كريم دخل وهي شافته وقفت وبصتله والكل وقف مستني كلامه بس باصين لبعض وساكتين لحد ما كريم اتكلم بغضب : ايه الرسالة اللي بعتيها دي ! ايه ده اللي محتاج أفكر فيه ؟ هو أنتي مش عارفة قراري ؟ ومش عارفة مشاعري وإحساسي ايه ؟ 

أمل بصت لبعيد : هو قال إنك محتاج تفكر وتاخد قرار .

كريم بغضب زعق : هو متخلف ما بيفهمش .. آخد قرار في ايه وأفكر في ايه ! أنا بحبك وده واضح وضوح الشمس للكل .. بحبك والمفروض مايكونش عندك أدنى شك في ده .

أمل بدموع بتهدد بالنزول : ولما بتحبني ليه سيبتني لوحدي امبارح ؟ 

كريم بندم : علشان سمعت للمتخلف ده إنك محتاجة تخرجي لوحدك وماكانش ينفع أعارضه .. ماكانش ينفع أعارضه بعد ما قال إن سبب ارتباطك بيا هو الرابط اللي اتكون بينا في العاصفة وإن ده اختبار فكان لازم أوافق وإلا هكون مش واثق في حبك ليا وأناني كمان لأني ساعتها بحرمك من إنك تاخدي قرار صح هل أنتي بتحبيني بجد ولا بتحبي إحساسك بالأمان معايا ؟ لكن أنا ؟ أنا يا أمل مشاعري واضحة وصريحة ولو سألتي أي حد هيقولك إني مش بس بحبك أنا بعشقك وبموت من غيرك وماعنديش أدنى فكرة ممكن أكمل ازاي لو أنتي مش هتكوني معايا ! فده قراري .

أمل دموعها نزلت ومش عارفة تتكسف من اعترافه بحبها ولا تفرح ولا تعمل ايه بصتله : بتبصلي كده ليه ! مستني تسمع قراري ؟ مستني ايه يا كريم ! ليه متخيل إني ممكن أعرف أكمل من غيرك ! ليه أنت عندك شك في حبي ليك ؟ ليه ماقلتش للمتخلف ده إن اه العاصفة عملت رابط بينا بس الرابط ده ما بقاش قوي غير لما قربنا واتعاملنا مع بعض وحبينا بعض .. أنت بنفسك قلت إن العاصفة دي ما هي إلا سبب جمعنا أنا وأنت فقط لكن الحب والمشاعر دول اتكونوا لوحدهم وقويوا لوحدهم مع الوقت  .. كان لازم ده يكون ردك لما يقولك تاخد قرار .. تقوله إن أرواحنا مربوطة ببعض ما ينفعش ينفصلوا لأن انفصالهم معناه موتنا .. ماكانش لازم تسمع كلامه أيوة .

كريم قرب منها وضمها وهي ضمته وعيطت في حضنه .. 

كريم بعدها عنه بالراحة ومسح دموعها من وشها : كفاية عياط .. كفاية أنا تعبت اليومين اللي فاتوا دول كانوا جحيم .. جحيم متواصل يا أمل .. فكفاية .

أمل بصتله بعتاب وقبل ما تتكلم أبوها طلع : كريم أنت هنا من امتى ! ده أنا يدوب دخلت صليت الظهر .

كريم ابتسم : تقبل الله يا عمي .. يدوب لسة جاي .

عبدالله ابتسم : طيب اتفضل .

كريم ابتسم : لا يا عمي لو ينفع هاخد أمل نتغدا مع بعض برا ؟ 

سميرة ابتسمت : طيب ما تتغدا أنت معانا هنا ! وخليها ترتاح .

كريم بصلها : لو تعبانة خليها طبعا مرتاحة .

أمل ابتسمت بهدوء وبتمسح دموعها وبصت لأبوها : لا مش تعبانة ينفع يا بابا ؟

الاتنين كانوا محتاجين يتكلموا مع بعض ويسمعوا بعض ..  

عبدالله ابتسم لبنته وبعدها بص لكريم : ماشي بس ما تآخرهاش يا كريم هي برضه لسة تعبانة .

كريم ابتسم : حاضر يا عمي أكيد ( بص لأمل ) ادخلي اجهزي يلا بسرعة .

أمل ابتسمت ودخلت وهو قعد مع أبوها 

عبدالله : الدكتور قال لأمل كلام كتير .

كريم كشر : عارف الدكتور دوره خلص لكده وهشوف حد غيره يتابع معاها .

عبدالله بتفكير : لا يا كريم خليها تكمل معاه .. هو عرف الحكاية وأبعادها ويعتبر شافها بعينيه وبعدين هو كان عنده وجهة نظر وأعتقد إنها صحيحة .. كمان أمل فاقت وحاليا أنتوا الاتنين واثقين في بعض فأنا شايف إن اللي هو عمله قربكم من بعض مش بعدكم .

كريم بصله : بس يا عمي كان ممكن ........

قاطعه عبدالله : مفيش حاجة اسمها كان ممكن .. في حاجة اسمها حب قوي وعلاقة قوية تصمد قدام أي عاصفة وفي حاجة ورق بتتهد بسهولة .. لازم يكون عندكم ثقة في بعض علشان تواجهوا أي حاجة تحصل .

كريم ابتسم لحماه : ربنا يسهل يا عمي .

أمل خرجت وكريم وقف وأخدها 


بعد ما مشيوا عبدالله ابتسم : ربنا يجمعهم على خير .

سميرة ابتسمت : سمعت اللي قاله ! الواد ده بيحبها .

عبدالله ابتسم : هو بيحبها بس مش علشان قال إنه بيحبها .. هو خلانا كلنا نشوف حبه ده بكل تصرفاته وأفعاله .

ابراهيم خالها : هو فعلا عمل كده .. ده كان داخل هيتجنن من كلام الدكتور .

سميرة بحب : إن شاء الله هيتجمعوا على خير وربنا هيسعدهم .

كلهم أمنوا على كلامها 

كريم وأمل نزلوا مع بعض ايدها في ايده لحد عربيته فتحلها الباب تركب جنبه وهو مبتسم رفع هدومها قبل ما يقفل الباب علشان ما يقفلش عليهم وهي ابتسمت بخجل على حركته ولف ركب مكانه وبصلها : عايزة تروحي فين ؟ 

أمل مبتسمة : أي مكان مش فارق معايا .

كريم فكر لحظات واتحرك .. مد ايده ليها وهي ابتسمت وحطت ايدها في ايده وهو رفع ايدها لشفايفه باسها برقة وهي اتحرجت وكانت هتسحب ايدها بس ضغط عليها علشان يمنعها .. 

كريم كان مبسوط لمجرد إنها جنبه .. نعم كتيرة ربنا بيديهالنا مش بنعرف بقيمتها غير لما بنهدد إننا ممكن نخسرها .. مجرد قعدتها جنبه كده دي نعمة كبيرة جدا .. 

أمل بصتله وكأنها افتكرت : ايه حكاية مؤمن وحبيبته ! ماما قالت بالرغم من المشاكل إلا إنك فضلت جنبي ! مشاكل ايه ! واه صح أنت ازاي قابلتهم في الطريق ! جيت من القاهرة معقولة ! 

كريم أخد نفس طويل : ده موضوع طويل أوي يا أمل .. والموضوعين مرتبطين ببعض 

أمل باستغراب : ازاي احكيلي 

كريم بصلها وابتسم : نور وعيلتها كلهم اتقبض عليهم هي وأبوها وأخوها وملك كلمت مؤمن تحذره بس قبل ما يتعامل اتقبض عليه هو كمان 

أمل شهقت : ازاي ! ليه ! طيب ومامتهم اوعى يكون جرالها حاجة ! 

كريم ابتسم : ماهو ساعتها أنا أخدت مامتهم وسفرتها للمنيا وهناك كنت قريب لأخوكي وقابلته في الطريق لما عرفت باللي حصل 

أمل كشرت : سافرت من غير ما تقولي ! 

كريم ابتسم : زي ما أنتي سافرتي من غير ما تقوليلي ! بعدين متخيله كمية المصايب اللي كنت فيها ! أصلا أنا معرفتش أقول لأمي إني مسافر أنا كنت في سباق مع البوليس والحمد لله إني ما اتقبضش عليا معاهم .. لأن يدوب نهلة ركبت معايا والبوليس طب على المكان 

حكالها بالتفصيل كل اللي حصل وهي مذهولة من كله .. بس زعلت على مؤمن وزعلت إن كريم معرفش يكون جنبه ونوعا ما بدأت ترتب الأمور في دماغها ..

كريم سكت وسابها تفكر براحتها 


كريم ساق كتير وأمل استغربت وبصتله : كريم احنا رايحين فين كده ؟ ده أنت قربت تخرج من القاهرة كلها ؟ 

كريم ابتسم وبصلها : في استراحة جميلة على الطريق هنقعد فيها .

أمل كشرت وشدت ايدها : تاني استراحة يا كريم !  لا .. مش عايزة .. خلينا في أي مكان قريب .

كريم بصلها : وصلنا يا حبيبي خلاص .

أمل كشرت ومش عايزة أي استراحات وبصتله :أنت ليه بتعمل كده ؟


كريم بصلها بهدوء : مكان هادي وحلو وهيعجبنا وهنقعد نتغدا فيه ؟ بعمل ايه يا أمل ؟

امل بضيق : فكرة الاستراحة نفسها !

كريم أخد نفس طويل : لازم تخرجي من القوقعة دي يا أمل .. الخوف اللي جواكي لازم ينتهي ومش هيتنهي إلا بالمواجهة مرة واتنين وتلاتة .. يلا ننزل ؟

أمل كشرت وفضلت مربعة ايديها وبتفكر تطلب منه يروحها .. 

كريم فك حزامه ونزل ولف ناحيتها فتح الباب ومد ايده : يلا ياحبيبي .. حطي ايدك في ايدي .

أمل بصت لايده كتير وبصتله وبتفكر ترفض ازاي بس بعدها كشرت من نفسها بغيظ ونزلت بعنف وزقت ايده بغيظ : مش همسك ايدك .

كريم ضحك على أسلوبها اللي افتقده الأيام اللي فاتت ومشي جنبها شاورلها على المدخل .. 

وصلوا للمدخل وأمل وقفت بتردد وهو جنبها مد ايده تاني ليها وهي بصت لايده ومسكتها بقوة المرة دي وبعدها بايدها التانية مسكت دراعه كله واستخبت فيه وهو بصلها : أمل أنتي كويسة صح ؟

أمل بتوتر : اه بخير .

أمل حاولت تكون طبيعية بس كريم وقف وبصلها : ممكن علشان خاطري تبطلي تحاولى تكوني طبيعية لو أنتي من جواكي مش حاسة بده ! خايفة ؟ اظهري خوفك ده ! ولا هو عيب ولا هو ممنوع .. اللي جواكي اظهريه يا أمل .



تكملة الرواية من هنا



بداية الروايه من هنا



اللي عاوز باقي الروايه يعمل متابعه لصفحتي من هنا 👇👇


ملك الروايات


لعيونكم متابعيني ادخلوا بسرعه


👇👇👇👇👇


جميع الروايات الكامله من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close