رواية ومقبل ع الصعيد الفصل الثالث عشر والرابع عشر بقلم رانيا الخولي
13 =الفصل الثالث عشر
وقف جاسر أمام أبية الذي يخترق عينيه بنظراته يود أن يعلم ما يدور بداخله، وسأله برجاءه
_ أحكيلي بجى أيه اللى حصل بالظبط؟ وأيه اللي نزل عليك مره واحدة خلاك تطلبها أكده.
حاول التحلى الثبات أمامه ورد بهدوء
_ مفيش حاچة حصلت كل الحكاية إنها دخلت جلبي من وجت ما شوفتها وعشان أكده كنت بهاجمها عشان أهاجم مشاعري وأنت خابر السبب التاني زين، ولما لجيتها خارچه تتمشى شوية طلبت منها إني أتمشي معها ونتحدتوا شوية ولجيتها زينة زي زي ما حكيتوا عنها
ولما فاتحتها في الموضوع لجيتها هى كمان بتبادلني نفس المشاعر وعشان أكده طلبتها للزواچ
حاول جمال الثبات وألا ينفعل عليه، فهو لا يستخدم الغضب في التعامل مع أولاده وخاصةً هو وسأله بهدوء يتنافى تمامًا عمّ بداخله من غضب
_ وزينة بنت خالك، ناوي تعمل أيه معاها؟
تنسى تمامًا أمر زينة كما يتلاشاها دائمًا فتظاهر بالحزن قائلًا
_ انت خابر زين إن عمري ما حبيتها ووافجتكم لإني في الوقت ده مكنتش أعرف يعنى أيه حب ولما عرفته قررت إني أتمسك بيه لأن سعادتي هتكون معها هى مش مع زينة
![]() |
فإن هذا الزواج مرفوض من جهات كثيرة وأولهم منصور
كما إنه أعطى كلمة لوليد ولن يستطيع التراجع عنها تحت أى مسمى
شعر جاسر بما يدور بخلده فرفع عنه الحرج قائلاً
_ لو بتفكر في فـ خالي وچدي أني ملزوم إني أصلح غلطي، وخابر زين كيف أقنعهم
وإن كان على زينة هتكون أسعد واحدة بفسخ الخطوبة دي.
جلس جمال على الأريكة ومازال شاردًا في تفكيره
يفكر في الأمر من كل الجهات
من جهه هى أبنة أخيه الوحيد الذي رحل دون عودة وسيكون ذلك الزواج دافعًا له للعودة إليهم
ومن جهه أخرى وليد صديق عمره الذي لم يتخلى عنه كما فعل أخيه
ومن جهه ثالثة صدق مشاعر والده الذي ذاق مرار العشق وإن لم يسانده سيقضي عمره في مراره لن يتحملها.
فسأله بحيرة
_ أنت خابر لو أصريت على رأيك ده ممكن يخسرنا جدك وخالك، وأنا لو هختار بين الاتنين بيجى أتخلى عن الموضوع أفضل.
هو حقًا يحتار مثله، لكن الأمر أخطر بكثير من مجاملات والتزام بوعود.
تقدم من والده وقال برزانه
_ أنا خابر كل ده زين بس صدجني زينة عمرها ما حبتني
وإن كان على خالي فهو كل اللي يهمه سعادت بنته وسعادتها عمرها ما هتكون معايا
اني هروح النهاردة لچدي وأتحددت معاه وهو كل اللي يهمه سعادتنا.
مازال جمال على حيرته وكذلك جاسر الذي يعاتب ذلك القدر الذي أوقعها في طريقه فتابع قائلًا
_ متجلجش يابوى أني هحل الموضوع ده.
رد جمال بحيرة
_ تحله كيف بس؟
طمئنه قائلًا
_ هتعرف.
❈-❈-❈
عادت ليلى إلى المنزل بسعادة لكن يشوبها القلق
تفكر جيدًا في أمر السفر لكن هل سيوافق والدها على ذلك؟ مأكد لا فهو وافق بأعجوبة ولولا وجود حازم ومعتز ما كان ليقبل بالعمل خارج البلدة
وإذا علم جاسر بأنها تود السفر لأجله فلن يرحمها.
وسيرغمها على العودة للبلدة
ظلت داخل غرفتها لا تعرف ماذا تفعل، هى حقًا تود الذهاب معه، لن تتحمل ذهابه دونها
ماذا إذا رفض والدها؟
هل سترضخ لرفضه؟
ام تحاول إقناعة بكل الطرق؟
وبعد تفكير عميق قررت الذهاب لعمل جواز السفر كي تستغل الوقت
ستذهب إلى البلدة بعد يومين وتتحدث معه إذا وافق ستكون على اتم الاستعداد للسفر معه.
وبالفعل وقبل ان تبدل ملابسها أسرعت بالذهاب إلى قسم جوازات السفر والعمل عليه بأسرع وقت.
❈-❈-❈
لم تصدق وسيلة كلمة واحدة مما قالها جاسر لوالده
وشعرت بوجود خطب ما، هى تعلم جيدًا حقيقة مشاعره لإبنة خاله وكذلك هى لكن كيف يتعلق بمن كان يهاجمها دائمًا ويرفض وجودها معهم تحت سقفٍ واحد
فقال عمران بحيرة
_ بس أحنا لو وافجنا على طلبه هنخسر عاصم وولده، صحيح الموضوع كان مجرد كلام بس أحنا أدينا كلمتنا إزاي هنتراجع فيها.
تحدثت جليلة بروية
_ عنديك حج وكمان الموضوع مش بالساهل أكده لازمن نفكر زين.
نظر جمال إلى وسيلة وسألها بجدية
_ أنتي اتحدتي معاها
هزت وسيلة رأسها بالإيجاب وقالت
_ بتجول انها موافجة وانها اتعلجت بيه غصب عنيها
وبصراحة حسيتها صداجه في كلامها.
إزدادت حيرة عمران واصبح عاجزًا لا يعرف أيكسر بخاطر أحفاده أم يحزن صديق عمره.
فقال جمال بيأس
_ هنعملوا أيه دلوجت؟
رد عمران بإضطراب
_ والله العمل عمل ربنا خليني اجعد معاه واعرف أيه اللي في دماغه بالظبط
وبعدين متنساش منصور أخوك مظنش أنه هيوافج بالساهل أكده
ردت جليلة بإستياء
_ ليه يعني هو هيلاجي لبنته أحسن منيه إياك.
زينة الشباب وأى بنت تتمناه
تحدث عمران بفتور
_ روحوا أنتوا وأبعتولي جاسر اتحدت وياه وحدينا
خرج الجميع ولم يمضي الكثير ودلف جاسر إلى جده وهو يقول بإحراج
_ نعم ياجدي
أشار له عمران بالجلوس
_ أجعد ياولدي
جلس جاسر بجوارة وأخذ عمران ينظر إليه بملامحه التي تشبه كثيرًا لعمه وتحدث بتبصر
_ شوف ياجاسر من يوم مـ اتولدت وشيلتك بين إيديا حسيت بإن الروح عادت ليا من تاني بعد ما فارجتني بفراجه وبخذلانه لينا
وكل ما تكبر كل مـ ملامحك بتميل ليه
لكن مأخدتش شئ من طباعه
او ده اللي افتكرته لحد ما سمعت اللي سمعته النهاردة
عقد جاسر حاجبية مستفهمًا عن قوله ليتابع عمران بحزم
_ أيه اللي في دماغك ياولد جمال؟
ظل جاسر على ثباته كي لا يشك بشئ ورد برزانه
_ مفيش حاجة ياچدي غير إني حبيتها، حاولت كتير أتصدى لمشاعري دي بس معرفتش لحد ما أستسلمت في الآخر وأعترفت بحبي ليها.
كان عمران ينظر إلى عينيه يستشف صدق حديثه
وجاسر يثبت نظراته كي لا يُكشف أمامه ويقول عمران بشك
_ لجت تعشجها في سبوع واحد؟!
عند تلك النقطة أهتزت نظراته وكأن قناع الثبات سقط عند سماع تلك الكلمة وقال بريبة
_هو دا اللي حصل
تنهد عمران وهو يعود بظهره للوراء قائلًا بتسويف
_ والمطلوب ياولدي؟
إزدرأ ريقه بصعوبة وقال برجاحه
_ عايز أتزوچها
رفع حاجبيه مأيدًا
_ خابر بس اللي هتعمل أيه مع چدك وخالك فـ الكلمة اللي أتربطنا فيها، وإزاي هتجدر تجابل عمك منصور وتطلبها منه وأنت مطايجش أسمه حتى، فهمني
أحتدت نظراته عند ذكر أسم منصور ورد بإنفعال
_ أني بطلبها من اللى اكبر منيه
رد عمران بخشونة
_ وده ميدنيش الحج أني أزوچ بنته بدون موافجته
اطبق جاسر فمه دلالة على عدم تحكمه في أعصابه مما جعل عمران يتابع
_ عرفت بجى إن الموضوع مش سهل زي مـ أنت فاكر؟
قطب جاسر وجهه وسأله بحده
_ يعني أيه ياچدي أني بجولك إني رايدها ليه مش عايز تجف معاي؟
تحامل عمران على نفسه ونهض مستندًا على عصاه وقال بشدة
_اني مجلتش إني برفض أو مش معاك بس الموضوع محتاچ شوية صبر وعجل نفكروا بيه
وأهم من كل ده بنت خالك اللي هتجرحها وهى ملهاش ذنب في كل ده
_ ومين جالك أنها جبلاني من أساسه! هى مرغمة عليا وأني خابر أكده زين
كان جاسر يتحدث وبداخلها عذاب لا يرحم وكأنه كتب عليه أن يُرغم على من لا أهل بذلك
وضع عمران يده على كتفة وقال بتعاطف
_ أصبر ياولدي وأني أوعدك إني هجف معاك، بس لازمن نحل الموضوع الأول مع خالك.
اومأ جاسر مرغمًا فليس بيده شئ
❈-❈-❈
عادت ليلى إلى المنزل بعد ان أنهت الأجراءات فوجدت معتز
يفرغ الأكياس على المائدة فقال بإبتسامة
_ تعالي ياليلى حماتك بتحبك.
أغلقت الباب خلفها وتقدمت منه
_ كنت صبرت شوية وكنت هعملكم أكلم
رد بمرح وقد أنتهى من وضع الأطباق
_ لا بلاش أنتي أكل المطاعم أرحم بكتير وبعدين كلها يومين وهنرجع البلد ناكل من أيدين وسيلة
لاحظ معتز عبوسها فتقدم منها يسألها بقلق
_ خير ياليلى مالك إنتي لساتك حزينه عليه؟
جلست على مقعد المائدة وقالت بحزن
_ لأ هو الحمد لله فاق النهاردة.
_ أومال مالك
ترددت قليلًا قبل أن تخبره بعرض الدكتور عصام لها بالسفر لحضور العملية
ساد الصمت قليلًا ومعتز يفكر في الأمر وقالت ليلى بحزن
_ وطبعًا أبوك عمره مـ هيوافج على السفر مهما جلتله
رد معتز بتأييد
_ بصراحة هيبجى عنده حج، أنا نفسي هرفض سفرك معاه ومفيش أى حاچة بتربطكم ببعض، هتروحي معاه بصفتك أيه؟
ردت بإطراق
_ بصفتي دكتورة وحضور عملية زي دي هتتسجل في تاريخي ومع دكتور كبير زي ده
خرج حازم من غرفته وقد أستمع لحديثهم فتقدم منهم قائلًا
_ مش هينفع
نظرت إليه ليلى وهى تقول برجاء
_ ليه بس أنا دكتورة والقسم اللي انا دخلته ده هيجبرني على السفر وحضور مؤتمرات.
جلس حازم على المقعد وبدأ بتناول طعامه وهو يقول ببرود
_ مستحيل أبوكي يوافج على حاچة زي دي، دا يعتبر وافج بإعجوبة على شغلك أهنه ولولا أننا معاكي مكنش هيوافج.
نظرت إلى معتز تستنجد به فيهز كتفه بقلة حيلة
فيتابع حازم
_ متحاوليش أني عارف اللي فيها
أيد معتز رأيه
_ وأني رأيي من رأية، بس كلميه بردك يمكن يوافج
نهضت لتدلف غرفتها فيسألها حازم
_ على فين؟ مـ تاكلي معانا لول
هزت راسها برفض
_ مليش نفس.
جلس معتز على المقعد ليتناول طعامه فيقول حازم بإمتعاض
_ عاچبك أكده، جلتلك لازمن نتعامل في الموضوع بحزم عشان تشيله من عجلها، أديها عايزة تسافر معاه وشوف بجى جاسر أخوك لو عرف هيعمل فينا أيه؟
بدأ معتز أيضًا بتناول طعامه وتحدث برجاحة
_ بس بصرف النظر عن تواجده معاها واحد في حالته دي مش هيقعد هناك يتغزل فيها، واديك سوفت بعينك حالته كانت كيف وهو عيندينا في البلد
ياريت منجفش أدام مستجبلها
رد حازم بشدة
_ مينفعش تحت أى مسمى، فكرة السفر نفسها مرفوضة ولو أصريت أكتر من أكده أني هخبر جاسر بكل شئ، دي أختي الوحيدة ولازمن أخاف عليها.
صمت قليلاً ثم اردف بتروي
_ على العموم أحنا نشوف هتجدر تقنع أبوك ولا لا، مع إني واثق من رفضه.
❈-❈-❈
لم يمضي الكثير وبدأ شريف بمباشرة إجراءات القرض كما طلب منه منصور رغم تعند سمر لتلك الفكرة
وقد نجحت أُولى خطته وعليه اليوم أن يرسل أبنه كي يبعده عنهم.
وأثناء تناولهم للغداء تحدث منصور بأمر
_ مصطفى، أنت هتسافر بكرة البلد عشان تجيب أختك.
لم يصدق مصطفى ما تسمعه أذناه ليهز رأسه بفرحة
_ حاضر بابابا.
همت سمر بالمعارضة لكنه تحدث بلهجة حادة لا تقبل نقاش
_ مش عايز كلام كتير، مصطفى بكرة هيروح يجيب أخته ويرجع بيها مفيش داعي للك كتير.
حاولت بصعوبة بالغة التحكم في غضبها لكنها لم تستطيع وقالت بحده
_ هو انا خلاص مبقاش ليا رأي في البيت ده؟
نفى منصور حديثها ببرود وهو يتناول طعامه
_ لأ طبعًا ليكي بس بعد كلمتي أنا، اما بالنسبة لأى حاجة تخص ولادي فأنا المتحكم الوحيد
قطبت سمر جبينها بحيرة وكأن من أمامها الآن شخصٌ أخر غير منصور الذي كان يتمنى ابتسامه منها
هل علم بشئ مما يسعون خلفه؟ لكن إذا علم بذلك ما الذي جعله يصمت كل ذلك الوقت
أما منصور فقد قرر تهدئة الأمر كي لا يشك بشئ
فقال لمصطفى
_ عايز تروح بالطيارة ولا القطر؟
أجاب مصطفى براحة
_ لأ انا بفضل القطر
كل ذلك يحدث وسمر تخترق عينيه بنظراتها تحاول معرفة ما يدور بخلده
ولم يمهلها منصور الكثير لينهص من مقعده ويذهب إلى مكتبه قائلاً
_ خلي فاطمة تجيبلي القهوة على المكتب.
دلف مكتبه وأبتسامه متوعدة مرتسمة على وجهه مقرر أخذ هدنه غدًا كي يمحي ذلك الشك الذي زحف إلى عقلها.
❈-❈-❈
في منزل عمران
لم تستطيع سارة الخروج من غرفتها حتى بعد محاولات كثيرة من وسيلة
فهى لن تستطيع مواجهة أحد وتشعر بالإحراج منهم
طرقات خافته سمعتها على باب غرفتها فنهضت من فراشها لتفتح فتتفاجئ بعمها الذي أبتسم في وجهها قائلاً
_ أيه رأيك لو نتحددوا شوية؟
ردت سارة بإحترام
_ أكيد ياعمي أتفضل.
دلف جمال وجلس على الأريكة واشار لها بالجلوس بجواره وتحدث برجاحة
_ جاسر كلمني النهارده انه رايد يتزوچك، وأني خايف ليكون أجبرك ولا حاچة وعشان أكده جلت أعرف رأيك بنفسي.
بإرادة قوية منها على الثبات ردت سارة بنفي
_ لأ طبعًا ياعمي هو أخد رأيي وأنا وافقت بإرادتي.
أنا عايزة أفضل هنا معاكم لإني حبيتكم وأتعلقت بيكم، وبالنسبة لجاسر هو أبن عمي وأنسان كويس يعتمد عليه مش عايزة أكتر من كده.
_ طيب ومنصور تفتكري هيوافج؟
عند ذكر أسمه وجدت الدموع تتجمع داخل عيناها أستطاعت ردعها بصعوبة وهى تقول بألم
_ مش عارفه، بس أنا مش عايزة أرجع ليهم تاني
عقد حاجبيه مندهشًا من موقفها وسألها بجدية
_ ليه؟
لا تعرف كيف تخبره بأنها سمعت حوار زوجة عمها مع جاسر وعلمت بحقيقة والديها فقالت بحزن
_ لإني عرفت الحقيقة.
إزدادت حيرته وعاد يسألها
_ حجيجة أيه؟ وضحي اكثر
أخذت نفس عميق كى يساعدها على ردع الدموع التي تحارب للتحرر وقالت
_ سمعته هو وماما بيتكلموا عـ اللي حصل منهم زمان وأنه أتخلى عنكم في عز أزمتكم وهو ده اللي خلانى سيبتهم وجيت.
لم يصدق جمال أن هذا هو السبب الرئيسي، ويعلم جيدًا بأن هناك سبب آخر فقال بحنو
_ ممكن يكون ده سبب من أسباب تانية ولو شايفني أب ليكي بصحيح أحكيلي ومتخافيش.
ردت سارة بإرتباك
_ صدقني ياعمي مفيش سبب تاتي أنا من زمان وأنا عايزة اشوفكم وأتعرف عليكم.
رد جمال بتفاهم
_ أنا خابر إنك حاولتي كتير أنك تاچي عندينا بس منصور كان بيرفض، لكن انا جلبي حاسس إن في سبب تاني يخليكي ترفضي إنك تعاودي ليهم
جولي ومتخافيش، طول ماأنتي معاي متخافيش من حاچه واصل
الحنان الذي كان يغدقها به جعلها تقترب منه بدون أراده منها وتضع رأسها على كتفه تلتمس منه الآمان
وقالت بألم
_ بلاش تسألني لإني مش هقدر أجاوب أرجوك ياعمي خليني وسطيكم.
احاطها جمال بذراعيه وقد إزداد قلقه إزاء ذلك الأمر، سيأجل الحديث به حتى لا يضغط عليها وهى بتلك الحالة
باعدها عنه قليلًا كي ينظر إليها وقال بثقة
_ جلتلك متخافيش من حاچه واصل طول ما أنا عايش واللي يمسك بكلمة حسابه هيكون واعر جوي
وأوعي تفتكري إن اللي حصل من أبوكي هيخلي حد منينا يمسك بحرف أو يضايق منيكي، لا إنتي بنتنا ودمك دمنا وإن مشتلكيش الأرض تشيلك عنينا فهمتي؟
تدحرجت دموع حاره على وجنتيها مسحتهم بظهر يدها وقالت بإمتنان
_ ربنا يخليك ليا ياعمي، بس ارجوك خليني معاكم
ابتسم لها بحب وقال
_ حاضر اللي انتي عايزاه، وأني هتكلم مع خالد في الموضوع ده وأخليه يكلم منصور.
حاچة تاني؟
هزت رأسها بنفي وأبتسامه مشرقة مرتسمه على ثغرها لذلك الرجل الذي خطف قلبها بحنانه.
14 =الفصل الرابع عشر
في غرفة مصطفى
كان يحضر ملابسه داخل الحقيبة بسعادة لا توصف كي يستعد للسفر
فقد استطاع أخيرًا وبعد عناء الذهاب إليهم
دلف منصور الغرفة ليجد أبنه بتلك السعادة، ليندهش من تعلقه بهم رغم أنه لم يراهم ولا يعرف عنهم شيئًا، فأيقظ بداخله ذلك الأشتياق الذي أرق مضجعه أعوام كثيرة
لكنها أستطاعت بسهولة القضاء على ما تبقى بداخله من حنين لهم ولبلدته.
تقدم منه ليقول بابتسامة
_كان لازم يعني تسافر بالليل كده؟
أغلق مصطفى الحقيبة ورد بهدوء
_ انت عارف انى بحب سفر الليل بيبقى مريح أكتر
_ للدرجة فرحان إنك هتروح الصعيد؟
أقترب مصطفى من والده أكثر وقال برزانه
_القصة مش قصة صعيد أو غيره، بس انا نفسي أشوف أهلي واتعرف عليهم، مهما حصل بينكم من خلافات، فإحنا ملناش علاقة بيها.
اومأ منصور بتفاهم وقد إزداد الأشتياق بداخله فتحدث بلين
_ على فكرة لو عايز تقعد معاهم أسبوع ولا أكتر أنا معنديش مانع.
رفع مصطفى حاجبه بدهشة وتحدث بسرور
_ عايز آوى
وضع منصور يده على كتفه وقال بإبتسامه
_ خلاص أقعد زي ما أنت عايز بس وقت ما أتصل عليكم تيجوا على طول
اومأ مصطفى برأسه
_ إن شاء الله.
فخرج منصور من الغرفة متجهًا إلى غرفته كي يبدأ بمسلسل جديد يعيد به ثقتها ليجدها مستلقية على الفراش تتلاعب بهاتفها.
بإبتسامة باهته دارى بها مكره إقترب منها منصور ليأخذه ويضعه على المنضدة ويجلس بجوارها تحت دهشتها من تصرفه وقال بخبث
_ البيت خلاص فضي علينا أيه رأيك ناخد أجازة ونروح نقضي يومين في السخنه
قطبت جبينها بحيره وتحدثت بدهشة
_هو مصطفى مش هيجيب أخته وييجي على طول.
تناول منصور خصله بين يديه يتلاعب بها وقال بمكر
_ تؤ مش هينفع يروح وييجي في نفس اليوم هو أنا قولتله يبات ويبقى ييجوا بعد يومين
همت بالمعارضه لكنه وضع أنامله على فمها يمنعها وقال بشاعرية
_ أنا اللي طلبت منه كده عشان نفضل لوحدنا شوية
نظرت له بشك وقالت
_من أمتى الكلام ده.
قرب وجهه أكثر من وجهها وقال بمكر
_ من زمان وأنتي عارفه كده كويس، بس إنتي اللي انشغلتي عني.
شعرت بحرارة أنفاسه على عنقها مما جعلها تنزوى قليلًا وقالت
_ أنا منشغلت انت اللي بقيت قاسي آوى
قبل جانب عنقها وقال بتروي
_ حقك عليا كنت مضغوط بسبب الصفقة، بس خلاص الصفقة تمت والعيال مش في البيت وأحنا لوحدينا نستغل ده ولا أيه؟
استطاع خداعها بكلماته مما جعلها تتجاوب للمساته وسألته بثبوت
_ لسه بتحبني؟
ضغط منصور على قبضته كي يستطيع أخراج كلماته الزائفة بسلاسة
_ أكيد طبعًا، هو أنا لو مش بحبك كنت عيشتك معايا للنهارده
خرجت كلماته الأخيرة دون إرادة منه وعندما لاحظ الشك في عينيها صحح قائلًا
_ هو أيه اللي يجمع الزوجين غير الحب؟ ولو مفيش حب أكيد مفيش حياة مشتركه بينهم
تساءلت
_ الأولاد مثلًا.
عندما تحدث تلك المرة كانت الرغبة هى المسيطرة فخرجت الكلمات بسلاسة ويسر
_ سبب ضعيف بس الأقوى هو الحب
لم يمهلها فرصة للرد عليه وقام بجذبها وتقبيلة رغبة لكن خاليه من أى الحب.
❈-❈-❈
في منزل عاصم
دلفت ياسمين غرفتها كي تتحدث مع وليد في أمر أبنتها
تعلم جيدًا أنه سيعارض بشدة لكن عليها التحدث معه ربما تقنعه
وضعت كوب القهوة على المنضدة وجلست بجانبه وهى تقول
_ وليد كنت رايده اتحدت وياك في موضوع مهم.
اعتدل وليد في فراشه ونظر إليها بإنتباه
_ خير يا ياسمين في حاچه؟
اومأت برأسها وقالت
_ بصراحة انا عايزة اكلمك في موضوع زينة وجاسر
عقد حاجبيه متسائلًا
_ مالهم في أيه؟
ترددت كثيرًا قبل أن تخبرها عن حديثها معها وختمت قائله
_ وبصراحه عندها حج؛ جاسر أبن أختك طبعه شديد جوي مش هينفع مع بنتنا؛ دي زينه بتعيط من النسمه إزاي هتعرف تتعامل مع جاسر بشدته دي؟
أيد وليد رأيها لكن لن يستطيع فعل شئ، فهو يخشى إحزان أخته فتحدث بحيرة
_ أنا معاكي في كل ده بس اني مش عايز أزعل وسيلة ولا جمال، وإن كان على طباعه أكيد هيتغير بعد الجواز.
زمت شفتيها بضيق
_ يعني مفيش فايدة؟
تنهد بحيره لأنه يعرف جيدًا أن أبنته لن تتحمل وخاصةً عندما لاحظ فتورهم وقال
_مش عارف أجولك أيه بس هحاول افتح الموضوع مع وسيلة وأشوف رأيها.
❈-❈-❈
في المشفى
كان صابر في قمة سعادته وهو جالس مع ابنه في غرفة عادية بعد ان تم نقله من العناية المركزه، عارض عصام كثيرًا لكنه أصر على ذلك
وعندما لاحظ صابر غياب ليلى
تساءل
_ أومال فين الدكتورة اللي كانت متواجده معاه على طول مش شايفها يعنى؟
رد عصام بمكر وهو ينظر إلى أمجد الذي تتبدل ملامحه فور سماع أى شيئًا عنها
_ راحت ترتاح شوية بصراحة إبنك تعبها آوى الفترة اللي فاتت دي، حتى وهو في الصعيد.
قطب صابر جبينه بدهشة وسأل أمجد
_ هى من الصعيد؟
اومأ أمجد قائلًا
_ دي تبقى حفيدة عمران المنشاوى اللي كنت عندهم
_ بنت جمال ولا منصور
لم يعرف أمجد شيئًا عن منصور لهذا جاوب بتأكيد
_ بنت جمال
اكمل عصام مكره
_ بصراحه بنت ممتازة؛ جميلة أخلاق عالية ودكتورة شاطرة وبنت ناس، كنت بفكر أخطبها لأبني بس النصيب
علما صابر بأنه يشاكس أبنه الذي تبدلت ملامحه
ليس لغيره كما توقع إنما لحزن أوجع قلبه هو، فينظر إلى عصام بعتاب ليرد عليه الآخر بنظرة يأكد فيها أنه يقصدها وخاصةً عندما تابع
_ أصل بصراحة في دكتور زميلها فاتحني أنه عايز يتقدم لها وقررت أكلمها في الموضوع أول مـ تيجي
قاطع حديثه أمجد الذي قال بحده
_ لو سمحت يا بابا عايز أرتاح شوية
اومأ صابر بتفاهم
_ حاضر ياحبيبي
نهض من مقعده ونظر إلى عصام بعتاب وخرجوا من الغرفة
فور خروجهم نظر صابر إلى عصام وتحدث بخشونه
_ مكنش ينفع الكلام اللى قولته ده ياعصام
رد عصام بهدوء
_ لأ ينفع ده جزء من العلاج، هى دي اللي هتخلي أمجد يقاوم
أنت متعرفش أبنك قبل ما يعرفها كان مستسلم إزاي
إنما لما شافها اتغيرت كل حاجه جواه
صحيح لسه يأس من الحياة بس بيتمنى يعيش عشانها، وعشان كده كل مـ ألاقيه بييأس بفوقه بيها.
زاد الحزن بداخله أكثر على ابنه وسأله بقلق
_ الدكتور اللي كلمتني عنه مردش عليك؟
زم عصام فمه وقال
_ للأسف كل الحالات اللي بيقابلها غير متوافقه معاه
بس ما علينا بالدعاء.
❈-❈-❈
في منزل عاصم
وقف جاسر أمام منزل جده متردد لا يعرف ماذا يفعل
هل يجازف ويحزن خاله؟ أم يلقي بتعقله عرض الحائط وينفذ ما أنتواه من البداية بأن يلقيها له.
لكن هو أيضًا مجبر على ذلك، فالأمر ليس بالهين
هى ترفض العودة لوالدها وهو يخشي من معرفة أحد بالأمر، لن يتحمل جده صدمة أخرى منه
ومن المستحيل أن يقص على خاله ما حدث وسبب فراقه عن ابنته.
كان جده محق فيما قال الأمر أصعب بكثير مما تخيل.
همّ بالإنصراف لولا فتح الباب وخروج عمر ابن خاله الذي سأله بدهشة
_ جاسر؟! واجف أكده ليه؟ أتفضل چوه
بوغت جاسر بـ خروج عمر مما جعله يستسلم للأمر الواقع وقال بتشوش
_ هو خالي موچود
أكد عمر
_ اه موچود أتفضل
دلف جاسر وقد زادت ضربات قلبه حده وهو يصادف جده يجلس في الردهة
_ أهلًا جاسر تعالى
تقدم جاسر من جده التي تعجب من هيئته وسأله
_ مالك أكده في حاچة حصلت؟
إزدرأ ريقه بصعوبة وجلس أمامه لا يعرف ماذا يفعل
عاد عاصم يسأله بقلق
_ في إيه ياجاسر جلجتني.
أستطاع بصعوبة أن يلملم شتات أمره وقال بإضطراب
_ چدي أنا كنت رايد أتكلم معاك في موضوع أكده
قطب عاصم جبينه
_ خير ياولدي؟
تردد كثيرًا قبل أن ينطقها ليقول بالأخير
_ كنت عايز أجولك إني مجبر أتزوچ بنت عمي وياريت محدش يسألني ليه.
لم يساوره الشك إزاء أى أمر سوى أنه يود الأنتقام من عمه بها لتتبدل ملامحه للشدة وهو يقول
_ ومن ميتى أحنا بناخد الولاد بذنب أهلهم
هم جاسر بمقاطعته لكنه أكمل بحده
_متحاولش تكدب عليا لإني عارفك زين، وعارف اد أيه انت بتكره منصور ونفسك تاچيك الفرصة عشان تردله اللي عمله مع أبوك وچدك.
بس صدجني الطريج ده محدش هيرچع منه خسران غيرك.
استاء من نفسه، ما الذي يجبره على وضع نفسه أمام ذلك الأتهام
هو لا ينكر إن به القليل من الحقيقة وهو أن ينتقم من منصور بحرمانه منها لكن السبب الأهم هو ما لا أحد يعرفه سواه.
_ الموضوع مش أكده خالص بس أنت خابر زين إن ارتباطي بزينة كان عن طريجكم أنتم، لا هى حبتني ولا أنا شايفها جدامي غير ليلى أختي، وصدقني الأنتجام اللي بتجول عليه ده مش حجيجي، كل الحكاية إني رايدها مش أكتر من أكده
تنهد عاصم بتعب ثم تحدث بروية
_ شوف ياجاسر إنت أول فرحتي، أول حفيد شيلته بين إيديا وأخد جلبي من وجتها، خابر زين إنك عمرك مكدبت عليا، زي مـ خابر إنك مبتعترفش بالحب واصل
هصدجك واقجول إنك حبيتها بس يكون في علمك إن منصور هيفضل بيناتكم وكل مـ تبصلها هتفتكر كرهك لأبوها.
فكر زين ياولدي وإن كان على زينا هى فاتحتني امبارح أنها شيفاك زي أخوها، ولو صبرت شوية كنت هفاتحك فيها.
دلف وليد ليسمع كلمة والده الأخيرة
_ هو أيه يابوي اللى هتفاتحه فيها
نظر جاسر لجده كي يرفع عن أثنيهم الحرج ليتحدث عاصم بثبات
_ تعالي ياولدي كنت عايزك في موضوع مهم
جلس وليد بجوارهم وتساءل
_ خير يابوي؟
تنهد عاصم ونظر إلى جاسر وقال
_ كنت شيعت لجاسر عشان أفاتحه في موضوع زينة
عقد وليد حاجبيه بدهشة وسأل والده وهو ينظر إلى جاسر
_ مالها زينا
أراد عاصم أن يحفظ ماء الوجه بالنسبة للجميع وقال بجدية
_ زينة اتحدت معاي أمبارح أنها عايزة تلغي خطوبتها بجاسر، ولما كلمته لقيته متفاهم وجالي إن كل شئ جسمة ونصيب
شعر وليد بالحرج من موقفه وقال
_ صدجني ياجاسر…..
قاطع جاسر حديثة كي يرفع الحرج عنه وهو يقول برصانه
_ متجولش حاچة ياخالي زينة هتفضل زي أختي ومفيش حاچة هتتغير
نهض ليهم بالخروج
_ أستأذن لأن عندي مشوار ضروري لازمن أروحه.
خرج من المنزل وقد أزيل ذلك الحمل الذي أجثم على صدره والآن عليه بالمواجهة الكبرى وهى منصور.
❈-❈-❈
في اليوم التالى في المشفى
نهض أمجد من الفراش بمساعدة فارس صديقة
لكنه لم يستطيع السير على قدمة فقد تورمت بشكل يدعوا للقلق فقال فارس بمصابرة
_ معلش ياأمجد أتحمل شوية الدكتور عصام اصر إنك تمشي ولو دقيقتين بس.
حقًا لم يستطيع ليعود إلى الفراش مرة أخرى وقد شعر بالإنهاك من تلك الخطوة.
_ حقيقي مش قادر
أستسلم فارس وساعده على الأستلقاء
فسمعوا طرق الباب فسمح فارس بالولوج فدخلت ليلى التي ما ان رآها حتى اشرق وجهه بإبتسامه وديعه وقال بترحيب
_ اهلًا دكتورة ليلى اتفضلي
شعرت ليلى بالإحراج لوجود شخص آخر فيرفع عنها فارس ذلك الإحراج وقال
_ طيب انا هروح أشوف عمي وارجعلك.
اومأ له أمجد وما إن إقترب من الباب حتى التفت غمز له بعينيه جعل أمجد يضحك مرغمًا
نظرت ليلى خلفها لتجده قد خرج وأغلق الباب خلفه فتساءلت
_ بتضحك على أيه
رد أمجد بمرح
_ ولا حاجة، المهم أخرتي كده ليه؟
إزاد أحراجها وردت بإضطراب
_ بس أنا ماخرتش
نظرت إلى ساعة يدها وتابعت
_ الساعة دلوقت تسعة
أكد قائلًا وهو يلتهم ملامحها بعينيه
_ بردوا أخرتي.
قررت التعامل معه بمهنية كي تجعله يخفي تلك الإبتسامه التي ترهقها
فتقدت منه كي تنظر إلى التقرير الذي أعده الدكتور عصام صباحًا وقالت بروية
_ الحمد لله بقينا أحسن بكتير
رد أمجد بإمتنان
_ ده بفضلك إنتي ياليلى
اهتزت نظراتها عندما نطق اسمها بتلك الشفافية وكأنه معتاد على ذلك
لما كل كلمة تخرج من فمه لها تربك كيانها بذلك الشكل، فشعرت بأن وجودها معه خطر لا محاله
لملمت شتات امرها وتعللت قائله
_ أنا عندي منوابة دلوقت ولازم أمشي
وقبل أن تهم بالمغادرة أمسك رسغها يمنعها قائلاً
_ ليلى استني
جذبت ليلى يدها بسرعة لتنظر إليه بقوة وتقول بخشونة
_ أيه اللي عملته ده؟
إغتاظ من تصرفه ورد معتذرًا
_ انا أسف معلش أتصرفت بعفوية، بس….
توقف عن تكملت حديثه
غلن تقبل منه حديث وهى بذلك العبوث فأكمل
_ كنت عايز اقولك أبعتي الدكتور عصام عشان عايزة ضروري
أومأت بصمت وخرجت من الغرفة وهى تتحس مكان يده على رسغها
علمت انه كان يود قول شئ لكنه تراجع خوفًا من رد فعلها بعد ما حدث، نعم ذلك أفضل كي لا يتمادى معها.
❈-❈-❈
كلما تقدم ذلك القطار من تلك البلده كلما رق قلبه شوقًا لرؤياها.
يتمنى الوصول إلى بلدته بأسرع وقت، حتى شعر بأن القطار ثابت لا يتزحزح.
لو أخبرته بذهابها لم يكن يتوانا لحظة واحده عن الذهاب معاها، فقد كان ذلك أتفاقهم حتى تم إكتشاف أمرهم
ها قد وصل القطار، وها هو ذا يقف على أعتابها تلفح وجهه نسماتها النقية ..
يتحرى شوقًا لرؤية من دمرت والدته صورتهم الوردية، لكن عبثًا، لم يصدق كلمة واحدة مما قيل.
❈-❈-❈
في غرفة جاسر طرقت وسيلة الباب لتدخل بعد أن سمح لها جاسر
وكان جالسًا على الأريكة شاردًا كعادته فتقدمت منه تجلس بجواره وتسأله بجدية
_ عملت أيه مع بنت خالك؟
تنهد جاسر بتعب ورد بهدوء
_ اطمني يا أمي خلصت كل حاچه مع چدي، واللي انتي متعرفوش إنها هى كمان فاتحت چدي في الموضوع، يعني إكده ولا إكده الچوازة مكنتش هتكمل
تنهدت وسيلة براحة وعادت تسأله
_ وعمك منصور هتعمل معاه أيه؟
ضغط على أسنانه بحدة يكي يهدئ من حدته وقال بعناد
_ انا طلبتها من چدي وهو وافج، وده اللي يهمني
همت بالحديث لكنها منعها قائلًا بشدة
_ جولت اهم حاچة رأي چدي وده اللي يهمني عايزين تجلوله أنتوا حرين لكن أني لا.
هزت راسها بيأس منه ومن عناده، من قال أنه يشبه منصور فقط في ملامحه بل وعناده أيضًا.
فقالت باستسلام
_ طيب جوم أفطر لول معاهم وشوف هتوصلوا لأيه.
نهض جاسر ونزل معها للأسفل
ليسمع طرقات أخرى على الباب نظر إلى والدته وقال
_ روحي إنتي ياأمي وأني هشوف مين
فتح جاسر الباب ليرى ذلك الشاب أمامه وتلك الحقيبة التي يحملها وسأله
_ مش ده بيت الحاج عمران المنشاوي؟
مأكد مصيبة أخرى من مصائبه فرد جاسر بسؤال
_ وأنت مصطفى مش أكد
أكد مصطفى تكهنه
_ بالظبط
أشار له جاسر بالولوج وقد جلسوا جميعًا على مائدة الأفطار منتظر عودة جاسر
تفاجئت سارة بمجيئ مصطفى لتنهض مقتربه منه بسعادة
_ مصطفى
نظر الجميع ناحيته فعلموا فور أحتضانه لها أنه مصطفى أخيها
أرتمت سارة في أحضانه وهى تقاوم البكاء، فلم يفترقوا يومًا عن بعضهم البعض إلا عند مجيئها
وكان الجميع ينظر إليهم ببهجة؛ سوى ذلك الذي ينظر إليهم بسخرية.
ابتعدت عنه قليلًا كي تنظر إليه وقالت بعتاب
_ وحشتني آوى يامصطفى
قبل مصطفى جبينها وهو يقول بحب
_ وأنتي أكتر ياحبيبتي، بس انتي اللي سيبتيني وجيتي لوحدك
_ تعالى ياولدي.
نظر مصطفى إلى عمران الذي علم فور رؤيته بأنه جده عمران الذي لم يكف خالد عن المدح فيه وتقدم منه ليقبل يده بإحترام
_ إزي حضرتك ياجدي
_ زين ياولدي بشوفتك، تعالى
نظر إلى جليلة التي ألجمتها الفرحة وقال
_ أنتي جدتي جليلة
اومأت له بسعادة فيتقدم منها لتحتضنه بشغف وكأنها تحتضن وليدها الغائب.
_ ايوة ياضي عيني.
بدأ أول لقاء له معهم بفرحة ظاهرة على الجميع فينظر إلى أخته التي عادت الدماء لوجهها فور رؤيته
لتومأ له بأنهم كذلك.
لكن كان لذلك المحتج رأي آخر…
لعيونكم متابعيني ادخلوا بسرعه
👇👇👇👇👇
Comments
Post a Comment