رواية ومقبل ع الصعيد الفصل الحادي عشر والثاني عشر بقلم رانيا الخولي
11 =الفصل الحادي عشر
كان خالد جالسًا في مكتبه عندما رن جرس الباب
خرج من الغرفة ليجد منال زوجته تتجه لفتحه فمنعها قائلاً
_ خليكي انتي انا هفتح ده أكيد منصور
عادت إلى الغرفة مرة أخرى
وفتح خالد الباب ليجده منصور فقد أتصل عليه اليوم وأعلمه بمجيئه يعلم جيدًا سبب تلك الزيارة لكن لن يخبره بمعرفة ذلك
_ أهلًا يا منصور أتفضل
دلف منصور ليصطحبه خالد إلى غرفة مكتبه وأغلق الباب خلفه وسأله
_ ايه يابنى في أيه؟ قلقتني.
جلس منصور على الاريكة واضعًا رأسه بين يديه
وأجابه بتعب
_ سارة سابت البيت وقبلت على الصعيد.
رد خالد ببساطة
_ وأيه المشكلة، والله فيها الخير وعملت اللي حضرتك معملتوش بقالك خمسة وعشرين سنه
هز منصور رأسه بسأم وقال بحده
_ أنا بتكلم في أيه وأنت بتتكلم في أيه؟! بقولك البنت سافرت وقافله الزفت الموبايل ومش عارف أوصلها.
![]() |
رد خالد بتهكم وهو يجلس قبالته
_ عشان جامعتها برده ولا أنت اللي رافض مروحها هناك.
لم يجيبه ليتابع خالد
_ أنا مش عارف انتوا منعنهم ليه، ولادك من حقهم يعرفوا أهلهم ويودوهم ملهمش هما ذنب في المشاكل اللي بينكم دي، وبعدين تقدر تقولي أنت مقاطعهم ليه؟ أيه اللي حصل منهم عشان تبعد بالشكل ده؟!
لم يريد التطرق في ذلك الحوار وقال متهربًا
_ أنت ليه بتخرجني من الموضوع الأساسي اللي جيلك فيه.
رد خالد بلهجه حاده
_ لأن ده هو الموضوع الأساسي اللي لازم نتكلم فيه قبل أى حاجه، نبهتك كتير وقلتلك بلاش تمشي ورا شريف وبنته ومصدقتنيش والاخر سمعت بودنك اتفاقهم عليك وأنهم بيدبروا إزاي يخلصوا منك
مش سمر دي اللي قاطعتهم عشانها، مش ده شريف اللي قوى قلبك على أبوك وخلاك تتخلى عنهم في محنتهم؟
تقدر تقلي سايبها على ذمتك ليه بعد ما عرفت حقيقتها؟
تنهد بضيق وهو يجيبه
_ مش بسهولة كده لازم انتقم منهم الأول
_ هتنتقم من مين؟ من أم ولادك وجدهم؟
وتقول لولادك أيه؟
نهض منصور وقد سأم من الخوض في ذلك الحديث
_ هقولهم حقيقة أمهم؟
رد خالد مأيدًا
_ تمام وبالمرة أحكيلهم حقيقة أبوهم.
رد منصور بسخرية
_ وأنت فاكر أنها معرفتش حاجه؟ زمانهم حكولها على كل شيء من البداية.
نهض خالد ووقف أمامه قائلًا بمصابرة
_ لأ متخفش بنتك هناك معززة مكرمة والكل مبسوط بيها
قطب جبينه بدهشة ليسأله
_ وأنت عرفت إزاي؟
لن يخبره بأنه من أعطاها العنوان كي لا يشك في الأمر ورد بهدوء
_ جمال أتصل عليا في الوقت اللي وصلت فيه، وسألني لو كان حد ضايقها لأنها واضح عليها الزعل
انا من رأيي تسيبها وتسيب مصطفى كمان لحد ما تخلص حربك مع مراتك
هناك هيكونوا في آمان بعيد عن الشر اللي أنتوا فيه
بدل مـ سمر وأبوها يلعبوا في عقلهم زي مـ لعبت في عقلك، أسمع كلامي وسيبهم.
نعم محق في كل كلمه عليهم أن يبعدهم عنها حتى يطمئن عليهم.
وسأله بحيرة
_ بس هبعت مصطفى إزاي، أكيد سمر هتمنع.
أقترح خالد قائلاً
_ مصطفى رايح يجيب أخته لأن مينفعش ترجع لوحدها فهمت؟
أومأ برأسه مقررًا إبقاءهم بعيداً عن الحرب التي يخطط لها مع شريف وأبنته حتى يسترد حقه كاملًا
❈-❈-❈
عاد جاسر في وقت متأخر ليجد وسيلة تجلس في الردهة تنتظر عودته بقلق بالغ وعند رؤيته سألته بقلق
_ جاسر أيه اللي أخرك بره البيت لحد دلوجت؟ دي أول مرة تعملها.
جلس جاسر على المقعد وهو ينظر إلى الأعلى مكان غرفتها وقال بهدوء
_ عادي ياأمي كنت سهران مع يحيى.
لم تصدق وسيلة حديثة فتسأله بعتاب
_ كنت سهران مع يحيى ولا مش عايز ترچع البيت؟
أشاح بوجهه بعيدًا عنها فتقترب منه وسيلة وتقول بإستياء
_ انا عايزه اعرف مالك ومالها مضيجاك في أيه؟ دي البنت كيف النسمه والكل أتعلج بيها إشمعنى أنت؟
ألتفت إليها جاسر ليقول بحده
_ خابرة ليه؟ لأنها بنت منصور، ومهما تعمل مش هجبلها ولا هجبل وجودها أهنه لإني خابر زين إنها مش سهلة زي مـ انتو فاكرين، دي باعتها منصور لغرد اول ما توصله هتظهر على حجيجتها.
تعبت وسيلة من الجدال معه لأنه لن يجدي نفعًا وقالت بتعب
_ مين اللي ملى دماغك بالكلام ده….
قاطعها جاسر بألم
_ مش هى دي الحجيجة، مش دي بنت الراجل اللي ساب أبوه في عز محنته وأتخلى عنيه
مش هو اللي أخد الفلوس وهمل البلد وساب أخوه يتعذب ويشجى عشان يسد ديون الأرض وهو عايش حياته ولا همه شئ، لاه وكمان بيطالب بورثه وچدي لساته عايش
_ أهدى ياولدي وخرج الهم ده من چواك وبلاش تدخل نفسك في حاچه زي دي دول مهما كان أخوات ومسيرهم يرچعوا لبعض تاني
وصدجني سارة دي غيرهم هى بجالها يومين معانا مشفناش منها غير كل خير، أرچوك ياولدي بلاش تظلمها.
تنهد بألم وهو يحاول بصعوبة بالغة السيطرة على حريق قلبه الذي لم يهدئ قط منذ أن علم الحقيقة، نظر إلى والدته وتحدث بأعتذار
_ أني آسف لو كنت انفعلت عليكي بس صدجيني غصب عني
ربتت وسيلة على صدره وقالت بتفاهم
_ خابره ياولدي بس بلاش تجسى عليها دي مهما كان في بيتنا وحتى لو كانت زي ما بيتجول مينفعش نعاملها غير بالخير عشان ردها علينا برده يكون بالخير، فهمت ياولدي
أمسك يدها ليقبلها بحب ورد بهدوء
_ حاضر ياأمي هحاول
ابتسمت له بحب وقالت
_ طيب يالا بجى اطلع نام لأن الوجت اخر جوى، تصبح على خير
_ وانتي من أهله
وقبل ان يتحرك من مكانه أسرعت سارة بالولوج إلى غرفتها وهى لا تصدق ما تسمعه أذناها
هل حقًا ما سمعته حقيقة وأن والدها ليس بتلك المثالية التي كان يخدعهم بها؟
هل حقًا تخلى عن أهله وهم في أشد الحاجة إليه؟
أسأله كثيرة تود إجابتها لكن من يجيبها؟
وقفت تنظر من الشرفة الدموع تنهمر من عينيها، لقد اكتشفت بعد كل تلك الأعوام انها داخل كذبه كبيرة سواء من والديها أو صديقتها.
فـماذا يخبئ لها القدر أكثر من ذلك.
❈-❈-❈
عاد منصور إلى المنزل فيجدها جالسة في الردهة تتلاعب بهاتفها وتهز قدماها دلالةً على عدم الصبر
أغلق الباب بحده كي يعلمها بمجيئه وعند رؤيته أسرعت إليه تسأله بتوجس
_ ها عملت أيه؟
واصل سيره حتى جلس على الأريكة ورد بهدوء
_ يومين كده وهبعت مصطفى يجيبها
عقدت حاجبيها بدهشة وتحدتث بحيرة
_ يعني أيه مصطفى يروح يجيبها؟ وخالد مرحش ليه؟
زفر بضيق ورد بصبر نافذ
_ خالد مش قاعد تحت أمرك، مشغول الفترة دي ومش هيقدر يسافر
وخليته كلم منصور أدامي وحتى بيقول أن البنت نفسيتها تعابنه
ردت سمر بحدة
_ وتعبانه ليه إن شاء الله ؟
رد بتهكم
_ والله بقى ده سؤال تسأليه لنفسك، أيه اللي تاعب نفسية البنت وازاي تسيبيها لحد ما تجيب اخرها وتلجئ لحد غيرك
اومال انتي لزمتك أيه بالظبط
اندهشت أكثر من طريقته الفظه معاها لم يعد ذلك الرجل الذي كان دومًا يتمنى رضاها، بل تحول وكأنه شخصٌ آخر لا تعرفه فردت بمصابرة
_ انت عارف كويس إن الفترة اللي فاتت كنت مشغوله معاكم فـ الشركة وممكن يكون هو ده اللي ضايقها، أو لأننا منعناها هى وأخوها من السفر للصعيد
مسح على وجهه متوعدًا لها على أهمالها أيضًا لأولاده وقال بهدوء يتنافى تمامًا عمّ بداخله من غضب
_ على العموم حصل خير وزي ماقلت يومين ومصطفى يبقى يسافر ويجيبها وياريت متفتحيش الموضوع ده تانى.
نهض من مقعده بكل هدوء جعلها تود قذفه بما أمامها
وتوجه إلى غرفته.
❈-❈-❈
دلف صابر غرفة أبنه بعد أن سمح عصام بزيارته
كانت ليلى ملتزمة غرفته لا تتركه سوى ساعات قليلة في المساء إذا لم يكن لديها مناوبه
نهضت من المقعد عندما وجدته يدلف إليه وتحدثت بتعاطف
_ اتفضل ياعمي
أقترب صابر منه ليجلس على المقعد ويسألها بحزن
_ صارحيني يابنتي، هو عامل أيه دلوقت؟
بللت شفتيها التي جفت من شدة التوتر وردت بثبات
_ الحمد لله أحسن بكتير، وإن شاء الله هيفوق في أسرع وقت
امسك صابر يده وقال بخوف
_ بس ده بقاله خمس أيام في غيبوبة أنا خايف ميفوقش منها
كيف تطمئنه وهى تريد من يطمئنها فردت بمهنية
_ طبيعي لأن في حالته دي الغيبوبة بتستمر من خمس لعشر أيام بس ده بالكتير آوي، وأحنا أملنا في ربنا كبير
دلف عصام الغرفة ليجد صابر يتحدث معها
تقدم منهم ليطلع على مؤشراته ثم تحدث بأمل
_ أطمن ياصابر إبنك الحمد لله بيتحسن ومسألة وقت وإن شاء الله هيفوق
رد صابر بتمني
_ يارب
نظر إلى ليلى وأردف
_ مش هترتاحي شوية، أنتي عندك عملية بالليل ولازم تكوني مركزه
اخفضت عينيها وردت بهدوء
_ حاضر بعد أذنكم
خرجت ليلى من الغرفة متجهه إلى مكتبها وعند ولوجها رن هاتفها الذي لم يكن سوى حازم أخيها وعندما أجابته سألها بجدية
_ أيه ياليلى مرجعتيش ليه لحد دلوجت؟
جلست على المقعد بإرهاق وأجابته بتعب
_ مش راجعه النهاردة لأن عندي عملية بالليل
سألها بشك
_ عملية بس؟
تنهدت بتعب وردت بثبات
_ اه ياحبيبي عملية بس أطمن
شعر حازم بحماقة كلماته وقال بتفاهم
_ ماشي ياحبيبتي ربنا يوفقك.
أغلقت ليلى الهاتف ووضعته على المكتب وقد شعرت حقًا بالأرهاق، فهى لا تستطيع النوم بأريحية في المنزل خوفًا وترقبًا من حدوث شئٍ له اثناء غيابها
وإذا كانت لديها مناوبة ليليه فهى تنام على المقعد بجواره بعد أنتهاءها.
خرجت من مكتبها وذهبت لأستراحة الطبيبات كي ترتاح قليلًا قبل ميعاد العملية.
❈-❈-❈
فى منزل عمران
جلسوا جميعهم في حديقة المنزل من دون جاسر الذي تعلل بالنوم مبكرًا لذهابه صباحًا إلى القاهرة
تحدثت جليلة بأشتياق
_ الجاعدة اشتاجت للغايبين، هما جالوا هيرجعوا ميتى؟
ردت وسيلة وهى تنظر إلى جمال بغيظ
_ كانوا بيجولوا بعد ١٥ يوم يعني المفروض ينزلوا كمان يومين، بس مـبينش.
نظرت جليلة إلى سارة التي تتلاعب بهاتفها بشرود وسألتها
_ إنتي لساتك بتدرسي بردك؟
أنتبهت سارة لسؤالها وأجابت
_ اه بس في آخر سنة
نظرت إلى عمها وأردفت
_ بعد أذن حضرتك ياعمي لو مش هضايقكم أنا كنت عايزة أنقل السنة دي في الجامعة اللي هنا.
أندهش الجميع وقد تأكد ظنهم بأن هناك خطبًا ما جعلها تترك أبيها وتأتي إليهم، فسألها عمران بشك
_ ومنصور ولدي عارف اللي ناوية تعمليه
هزت راسها بنفي دون قول شئ فقال جمال بجدية
_ أولًا البيت ده بيتك ونشيلك جوه عنينا بس مفتكرش إن منصور هيوافج، ولو وافج ولدتك مستحيل تجبل بكده
ردت سارة بإصرار
_ ميهمنيش رأيهم، وده قرار أخدته بعد تفكير
أنا من زمان وانا نفسي آجي واعيش معاكم هنا ومش مستعده أسيب البلد بعد ما لقيت الفرصة
نظرت لجدها وتابعت
_ إلا إذا كنت مش عايزني اقعد معاكم.
رد عمران بصدق
_ كيف ده دا إن مشلتكيش الارض تشيلك عيونا ومدام دي رغبتك أني هجف معاكي
نظر جمال لوالده بعينين حائرتين هو يعلم جيدًا بأنه لن يوافق على ترك أبنته هنا ولا حتى زوجته، فكيف إذًا يوافقها وهو يعلم علم اليقين بأنهم لن يتركوها له
فأردفت سارة
_ وانا هكلم عمو خالد يساعدني في نقل الورق
رد جمال بإستسلام
_ اللي تشوفيه يابنتي.
تطرقوا جميعًا في حديث أخر وقررت هى فتح هاتفها كي تهاتف خالد لتتفاجئ برسالة من ذلك الشيطان وكان محتواها
" أفتحي فونك ياإما هحكي لأبوك كل حاجه"
أنقبض قلبها خوفًا من كلماته فانسحبت بهدوء دون أن يراها أحد وتسللت إلى الجانب الآخر في حديقة المنزل
وقامت بالأتصال عليه ليجيبها مسرعًا
_ أهلًا باللي سابت البيت وهربت مش كنتي قلتلي وأنا كنت اخدتك معايا
صاحت به بقوة زائفة
_ عايز مني أيه؟
رد وائل بحده
_ أنا قلتلك حددي ميعاد مع أبوكي واتفاجئت بعدها إنهم بيدوري عليكي لو بتفكري تهربي مني فأنتي الخسرانه، ياترجعي وتوافقي على جوازنا ياأما هروح لأبوك وأقوله إنك غلطتي معايا وجاي أصلح غلطتي، وشوفي بقى أبوكي الصعيدي هيعمل فيكي أيه؟
لم يزيدها حديثه سوى بغض ونفور منه لن توافق على الأرتباط بخائن مثله حتى لو كلفها حياتها فقالت ببغض
_ مستحيل أتجوز واحد ندل وخاين زيك أستحل شرفي ودمرني بالشكل ده، الأشمئزاز اللي حساه من ناحيتك يخليني افضل الموت ولا إنك تلمسني تاني
بس أنت مش غلطان لوحدك أنا اللي أستهال إني وثقت في أختك ودخلت بيتكم.
قامت بأغلاق الهاتف وكادت ان تلقى به لولا تلك اليد التي وضعت على فمها تسحبها خلف تلك الشجرة العتيقة في حديقة المنزل، حاولت الأفلات من بين يديه برعب لكنه أحكم قبضته عليها حتى تأكد من خلو المكان وأدارها إليه لتواجه تلك العينين التي تشبه فوهة بركان تقذف حممًا نارية من هول الغضب الذي سيطر عليهم وسألها بفحيح يشبه فحيح الأفعى
_ اللي سمعته ده صُح؟
إنقبض قلبها خوفًا من نظراته التي تكاد تحرقها بلهيبها فلم تستطيع الرد من يده التي وضعها بعنف على فمها فصاح بها بغضب هادر
_ إنطجي اللي سمعته دلوجت ده صُح
هزت رأسها بنفي وقد شعرت بقدميها كالهلام من شدة الخوف، وخاصةً عندما وجدته يردف بتحذير
_ أكدبي مرة تانية وأنا ادفنك مُطرحك وأجولهم غسلت عار منصور بيدي، مين اللي عمل معاكي إكده؟
تساقطت دموعها على يده التي مازالت موضوعه على فمها مما جعله يبعدها وكأنه أصيب بحرق نارى فتمتد يده إلى عنقها ضاغطًا عليه وهو يقول بحده
_ جولى لخلص عليكي، مين اللى غلطتى معاه يافاچره
لا داعي للكذب، فقد علم وأنتهى الأمر فـ ترد ببكاء وهى تحاول التنفس بصعوبة
_ والله ماعملت كده برضايا، ده كان غصب عني.
اغتاظ مما تفوهت به وسألها بسخط
_ كيف يعني خطفك من عالطريج إياك
أجهشت أكثر في البكاء وردت بأنهيار وهى تتذكر تلك اللحظة
_ لأ كنت عندهم وحطلي المنوم في القهوة، فُقت لقيته معايا في الأوضة، أقسملك إن دي الحقيقة.
لم يرق قلبها لدموعها التي تنهمر بغزارة على وجنتيها فـ تحدث بإستهزاء وبداخله براكين تغلي
_ وإنتي إيه اللي وداكي عنديه يا فاچرة، طبيعي ماهو ملكيش راجل يسألك رايحة فين وچاية منين ، تعملى ما بدالك.
أزاحها من أمامه حتى كادت أن تسقط لولا أن تمسكت بجذع الشجرة فتتدارى خلفها وتجهش ف البكاء على حظها العثر الذي يوقعها بين يدي من لا يرحم.
اما هو فقد وقف حائرًا لا يعرف ماذا يفعل في تلك المعضلة التي حطت فوق رؤسهم.
ماذا يفعل؟ هل يقتلها ويغسل عارها؟
لكن إذا فعل ذلك ماذا سيكون مصير عائلتهم، ستظل وصمة عار في تاريخهم، وقد يلحق الضرر بأخته.
نظر إليها بغضب وقام بجذبها من خصلاتها وهو يقول بصوتٍ جهوري
_ كانت خابر إنك چاية بمصيبة بس محدش صدجني
اني لازم أجتلك وأخلص من عارك.
بكت سارة بألم من شدة قبضته على خصلاتها وقالت بألم
_ اقسملك أنه مكنش برضايا، وجيت هنا أتحمى فيكم
احتقنت الدماء بعروقة وأزاحها من أمامه وقال بغضب عارم
_ تتحامي فينا ولا تفضحينا
اشتدت ملامحه حده كالفولاذ وهو يتابع
_ كنت خابر إن منصور مش هياچي من وراه غير الخراب، بس متخيلتش إنك تعملي فينا إكده
بس هجول أيه العيب مش عليكي العيب على اللي سايبك تدوري على حل شعرك لحد مـ جيبتنا مصيبة
لم تستطيع البقاء وسماع المزيد من كلماته السامة التي تمزق قلبها بكل قسوة
عادت إلى غرفتها لتغلق الباب خلفها ثم تستند عليه بظهرها وتجهش بالبكاءالذي جعل جسدها يهتز بعنف وهى تحاول كبت شهقاتها
أما هو فقد جلس على الفراش واضعًا رأسه بين يديه يفكر في حل لتلك المعضلة
لن يستطيع التحدث مع جده فلن يتحمل مثل تلك الصدمة
ووالده يكفي ما حدث من والدها لن يحزنه أكثر بفعلتها
ظل يفكر حتى توصل إلى حل أخيرًا.
وسيكون بذلك إستطاع هزم منصور وكسره دون أن يعلم أحد، سيأخذها إليها ويلقي بالخبر في وجهه وحينها سيكون بذلك هدئ نيران قلبه المشتعله بداخله وهو يراه بذلك الخزي وحينها سيكون رد الصاع بصاعين.
12=الفصل الثاني عشر
خرجت من غرفة العمليات وهى تشعر بالإنهاك كانت تود أن ترتاح قليلًا لكنها لم تستطع الذهاب للراحة دون الأطمئنان عليه
دلفت الغرفة لتجد الممرضة تبدل له المحاليل وهو على نفس وضعه
تقدمت لتأخذ منها الأدوية وهى تقول بثبات
_ روحي أنتي ياسهى وأنا هبدل المحاليل
ردت سهى بتعاطف مع حالتها تلك
_ بس أنتي شكلك تعبان ومرهقة آوي روحي أنتي أرتاحي وأنا هاخد بالي منه.
ردت ليلى بإصرار وهى تقوم بوضع الأدوية داخل المحلول
_ لأ أنا هفضل معاه مش هسيبه روحي أنتي
أومأت سهى وهى تنظر إليها بتعاطف فهى شاهدة على ذلك الحب الذي يجمعها به وتركت لها المحاليل لتقوم بتعليقها
وهى تتضرع لربها بالشفاء له
بعد خروج الممرضة انتبهت ليلى على صوت همهمه خافته
نظرت إليه لتجده يحاول رفع جفنيه بصعوبة بالغة
وكان يجاهد كي يرفع يده ويزيل ذلك العائق الذي وضع على أنفه
لكن يد ليلى منعته من ذلك وأعادت يده مكانها وهى تقول بسعادة
_ أمجد أنت كويس
لم يستطيع التحدث وأكتفى بإيماءة بسيطة من عينيه التي لم يستطيع فتحها جيدًا
فقامت بمعاينته وأبتسامه مشرقة مرتسمه على ثغرها لاحظها هو برغم التعب الذي انهكه
قامت بالضغط على الزر لتدلف الممرضة
_ نعم يا دكتورة
ردت ليلى بسعادة
_ بلغي الدكتور عصام إن مستر أمجد فاق
أومأت الممرضة وأسرعت بالذهاب لتنظر ليلى إلى أمجد وتقول بفرحة لم تستطيع أخفاءها
_ حمد لله على السلامة
شعر بجفاف حاد في حلقة وهذا ما شعرت بيه ليلى لتقوم بوضع القطنة في الماء ثم تعسرها بالقرب من شفتيه كي ترطب حلقه قليلًا
دلف عصام الغرفة وقد سعد كثيرًا بذلك الخبر
فتحدث بسعادة وهو يقترب منه و يراقب مؤشراته
_ حمد لله على السلامة يابطل كل ده نوم
أغمض عينيه وكأنه يشعر بالألم
فبدأ عصام يسأله بعض الأسئلة وهو يجيبه بعينيه
اما هى فقد كان قلبها ينبض ببهجة لم تشعر مثلها من قبل.
تحدث أمجد بوهن
_ عايز أخرج من هنا.
رد عصام بهدوء
_ إن شاء الله بس الأول لازم نسيبك تحت الملاحظة لحد الصبح تحسبًا لأى ظرف وهنقلك بعدها في اوضه عادية.
لم يستطيع أمجد المجادلة بسبب ضعفه وعاد للنوم مرة أخرى.
نظرت إلى عصام وسألته بقلق
_ انا قلقانه ليرجع للغيبوبة تاني
تنهد عصام براحة واجابها
_ لا إطمني هو كويس بس ده طبيعي لأن الغيبوبة أستمرت فترة طويلة الصبح هيكون كويس.
خارج عصام ليتركها معه ولأول مرة تشعر حقًا برغبة شديدة في النوم
لم تستطيع تركه وأطمئنت لأنه لن يستيقظ قبل الصباح
وما إن جلست على المقعد حتى ضاعت هى أيضًا داخل سباتها.
❈-❈-❈
في الصباح انتفضت سارة من نومها على تلك اليد التي تهزها بحدة فتحت عينيها بخوف لتجده جاسر ونظرات الأشمئزاز مازالت مرتسمه على وجهه
اعتدلت في فراشها ليقول بحدة
_ خمس دجايج وتكوني چاهزة.
أتسعت عينيها خوفًا وترقبًا منه وسألته بتوجس
_ هنروح فين؟
رد بسأم
_ هتعرفي، جومي يالا
نهضت من الفراش وهى تحاول التحلى بالشجاعة
_ مش هخرج من هنا إلا لما أعرف.
مهما تظاهرت بالشجاعة إلا إنا عينيها تظهر عكس ذلك، كانت قسوة نظراتها تنذرها من تحديه لكنها رغم هشاشتها إلا إنها تتمسك بتلك القوة الهشه كي تعرف أولًا ما ينتوي على فعله
_ جلتلك هتعرفي، ومتخفيش انا لو عايز أجـ.ـتلك مفيش حاچة واصل هتمنعني، يعني اطمني.
وافقت على مضد ليخرج هو كي تبدل ملابسها منتظرها أمام الغرفة خرجت بعد قليل وهى تلبس عباءة جسمت خصرها قليلًا لكن دون قصد منها وخصلاتها التي عقدتها للخلف جعلت الدماء تغلى بعروقة وقال بحدة
_ إنتي فاكرة إنك هتمشي چاري باللبس ده.
نظرت إلى العباءة ولم تجد بها شئ فقالت
_ دي عباية وبتتلبس في البلد عادي.
اشار لها ببغض على شعرها وقال امرًا
أدخلي البسي طرحة وأتحشمى كيف الخلج
أزدرأت مرارة كلماته وقالت بحزن
_ حاضر
كانت الساعة السادسة صباحًا عندما خرجوا من المنزل وأمرها بركوب السيارة
كان ينتابها خوفٌ شديد لكنها لم تبالي إن أراد قتـ.ـلها فليفعل إذًا وستكون مرحبه بذلك
لكن ما إن أتخذ الطريق المتوجه إلى القاهرة حتى أنقبض قلبها خوفًا وسألته بريبة
_ أنت موديني فين؟
لم يجيبها والتزم الصمت فعادت تسألها بإنفعال
_ رد عليا موديني فين؟
إغتاظ من انفعالها عليه وقال بسخط
_ عالي صوتك عليا تاني وأني أرميكي للديابة أهنه
تلاشى الخوف من داخلها فلم تعد تُعني بشئ بعد الآن فصاحت به
_ عايزة أعرف انت موديني فين.
رد جاسر بإمتعاض وهو ينقل بصره بينها وبين الطريق أمامه
_ هرميكي لمنصور
اتسعت عيناها ذهولًا مما نطق بها لتهز رأسها بعدم أستيعاب وقالت برفض
_ مستحيل أرجع القاهرة لو فيها موتي
إزداد سخطة عليها ليجيب بغضب
_ مش بكيفك، مصيبته وهو اللي يشيلها إحنا ملناش صالح بيه
لا
لن تعود إلى القاهرة وتظل تحت رحمة ذلك الشيطان لن يحدث وإذا أصروا على ذلك في ستكون اكثر من مرحبة بذلك الموت الذي يريحها من ذلك العذاب الذي كتب عليها
وبدون تردد قامت بفتح السيارة لتلقى نفسها خارجها.
❈-❈-❈
أستيقظ أمجد من سباته ليجد نفسه مازال داخل غرفة العناية ليزداد سأمه
هم بالنهوض لكنه لم يستطيع فهو لم يسترد عافيته بعد
هم بالضغط على الزر لكنه تراجع عندما رآها نائمة على المقعد
تراخت ملامحه
واخذ ينظر إليها بنظرات تحمل بين طياتها الكثير والكثير من الأشتياق
نعم يشتاق لتلك التي لم تخرج من مخيلته منذ ان رآها للمرة الأولى
لم تخلوا أحلامه منها بل ظلت تجول بأحلامه حتى ارهقته بإشتياق لا يرحم وتساءل
لما أتيتى وراء قلب لن تأخذي منه سوى الآلم
أخرجته من شروده سهى التى دلفت كي تباشر عملها وما إن همت بالتحدث حتى أشار لها بالصمت
نظرت إلى ليلى التي تنام على المقعد وقالت بصوت خافت
_ ميعاد العلاج حضرتك
أومأ لها قائلاً
_ ياريت من غير صوت عشان متقلقهاش
قامت الممرضة بوضع المحاليل وهى تحاول كتم ابتسامتها فهى شاهدة على كل شئ وخاصةً معاناتها منذ أن آتى للمشفى
بعد الأنتهاء نظرت إليه وقالت بدهاء
_ على فكرة الدكتورة ليلى مسبتش حضرتك لحظة واحدة.
أنهت جملتها وخرجت من الغرفة وهى ترفع يديها بمرح تدعوا أن تجد مثل ذلك الحب.
ظل ينظر إليها رغم رغبته الشديدة في العودة إلى النوم حتى رآى ملامحها تنكمش وترمش بأهدابها فعلم أنها تتألم بسبب تلك الوضعية الغير مريحة
أغمض عينيه مسرعًا كي لا يشعرها بالحرج عندما رآها تعتدل فتصدر منها آهه خفيفه وقد تيبست عضلاتها
نظرت إلى المنضدة فلم تجد الأدوية فعلت أن أحد الممرضات قد وضعتها له
اقتربت منه لتمسك بيده كي تجس نبضة وعند تلك النقطة لم يستطيع التظاهر بالنوم أكثر من ذلك ليرفع جفنه ناظرًا إلى ملامحها عن قرب لتزداد وتيرة دقاته
نظرت إليها لتجده ينظر إليها بإبتسامه لترتبك هى وتحاول التحدث بثبات
_ حمد لله على السلامة
رد أمجد بإمتنان وعينيه تلتهم ملامحها
_ الله يسلمك، معلش بتعبك معايا.
ردت بإبتسامة رغم خجلها منه
_ لا تعب ولا حاجه المهم تتحسن وتبقى كويس.
أختفت ابتسامته ويحل محلها اليأس
_ تحسن أيه بقى مـ خلاص.
آلمها نظرة اليأس التي أحتلت عينيه مما جعل قلبها يأن آلمًا عليه وقالت بتفاؤل
_ انا ظني بالله خير وإن شاء الله هنلاقي المتبرع بأسرع وقت
هز رأسه بنفي وأردف
_ مش عايز أعلق نفسي بأمل كاذب وخصوصًا إني عارف حالتي كويس
تنهدت ليلى وتحدثت بحكمه
_ العلم والطب مش بيعترفوا بالمستحيل لأنهم لو اعترفوا بيه مش هيكون فيه تقدم وهنفضل محلك سر
ياما ناس كتير آوي ربنا نجاهم في وقت متأخر جدًا
وناس كتير خرجت من الموت بإعجوبة
يعني كل دي أقدار بإيد ربنا، هو اللي قادر على كل شيء.
رد أمجد بإيمان
_ ونعم بالله
نظرة في ساعتها وقالت بأسف
_ أنا مطرة أمشي دلوقت لأن لو أخرت اكتر من كده هلاقي حازم جايلي المستشفى
أبتسم أمجد عندما تذكر ذلك التوأم وسألها
_ هما جوم معاكي؟
اومات له
_ اه هما هنا في كلية حقوق وانا اللي جيت معاهم، بعد أذنك
همت بالخروج لكنه اوقفها بلهفه وكأن روحه ستفارقه معها
_ ليلى
التفتت إليه لتجده يرمقها بنظرات رجاء وأكمل
_ متأخريش
اومأت بأبتسامة أرهقت قلبه وخرجت من الغرفة بسعادة لا توصف.
❈-❈-❈
همت ليلى بألقاء نفسها خارج السيارة لكن يده أمسكت بها بإحكام وأوقف السيارة بسرعة حتى جعلها تصدر صريرًا قويًا حتى كادت أن تنقلب، فصاح بها بغضب
_ انتي أتچننتي
حاولت ليلى جذب ذراعها من يده وقالت بإنهيار
_ انا كده ولا كده ميته، سيبني اخلص من العذاب ده وأرتاح.
لم يرق قلبه لها ورد بحنق
_رايدة تموتي حالك يبجى بعيد عنينا، أني هوديكي لمنصور وهو يتصرف فيكي
نظرة إليه بسخط من جبروته فهو ليس شبيها لوالدها في الملامح فقط بل بقسوة القلب أيضًا مما جعلها تجذب ذراعها من يده وترجلت من السيارة تحاول الهرب منه، لن تعود إلى القاهرة حتى لو تركت نفسها لتلك الذئاب فهي ستكون رحيمة بها عن تلك الذئاب البشرية التي تود نهشها.
ضرب جاسر المقود بقبضته وهو يسب ذلك اليوم الذي آتت إليهم فيه وينزل مسرعًا خلفها حتى وصل إليها
حاولت الأفلات منه لكنه أحكم قبضته عليها وقال ببغض
_ هتاچي معاي غصب عنيكي
هزت رأسها وهى تقول بأنهيار
_ مستحيل أرجع هناك، لو رجعت مش هيسيبني وأنا مستحيل أتجوزة، أرجوك بلاش ترجعني ليه وأنا هعيش معاكم وكأني مش موجودة بس أرجوك مترجعنيش ليهم.
هم بمعارضتها لكنها أمسكت بيدة وهى تجث على ركبتيها وتقول بتوسل
_ أرجوك مترجعنيش ليهم بابا لو عرف هيخليني أتجوزه غصب عني وأنا الموت عندي أهون، أرجوك
ترابط الدم بينهما جعله يرضخ لتوسلاتها حتى وجد نفسه يرد بهدوء
_ طيب أركبي وبعدين نتكلم
ظلت على إصرارها وقالت بتوسل
_ أبوس إيدك بلاش ترجعني
نظر إلى دموعها التي تنهمر بغزارة وحالتها التي تشبه من يقاد إلى الموت فاومأ لها وهو يقول بثبات
_ خلاص مش هوديكي لمنصور وهنروح لچدك
نظرت له بشك ليأكد هو يحسها على النهوض
_ هنرچع متخافيش
سارت معه حتى وصلوا إلى السيارة وأمرها بالصعود إليها وصعد هو بجوارها وانطلق بها عائدًا إلى المنزل.
❈-❈-❈
شعرت وسيلة بالقلق عندما لم تجد سارة في غرفتها
بحثت عنها في أرجاء المنزل لكن لا آثر لها
إزاد خوفها أكثر ظنًا منها بأن جاسر أجبرها على الذهاب أو أن يكون أخذها عنوة ليعيدها إلى والدها
_ وسيلة واجقفة عندك بتعملي أيه؟
كان ذلك جمال الذي وجدها تقف أمام باب المنزل ويبدوا عليها القلق
التفتت إليه وسيلة لتجيبة بخوف
_ سارة بنت اخوك ملهاش آثر في الدار وخايفة يكون جاسر زعلها وخلاها تهملنا.
قطب جبينه بدهشة وتحدتث بحيرة
_ وأيه اللي هيخليها تمشي من غير ما تجولنا، تلجاه بتتمشي شوية وراچعه تاني.
هزت رأسها بنفي وقالت
_ لأ دي بتخاف تطلع بره الدار وحديها، إزاي هتخرج لحالها ومن غير ما تعرفنا.
تلاعب الشك بداخله وأخرج هاتفه كي يحدث جاسر لكنه توقف عندما وجد سيارته تدلف من بوابة المنزل
دقق النظر بداخلها فيجد سارة جالسة بجواره لتتنهد وسيلة براحة وتقول
_ الحمد لله رجعوا
ترجل جمال تلك الدرجتين وهو ينظر بحدة لجاسر الذي نزل من السيارة وهى معه فأمر وسيلة أن تأخذ سارة وتدلف إلى الداخل، ولم تجادل سارة بل ذهبت مع وسيلة دون أن ترفع بصرها بأحد.
تقدم جمال منه ثم سأله
_ كنتوا فين؟
أرتبك جاسر قليلًا ثم أجابه بهدوء
_ كنت باخد رأيها في حاچة أكده
ضيق جمال عينيه وسأله بتوجس
_ حاچة أيه اللي تخليك تاخدها من البيت بدري أكده ومن غير علمي.
زم شفتيه قليلًا وكأنه يجد صعوبة كبيرة في التحدث ورد بهدوء
_ كنت بطلب يدها.
عقد جمال حاجبيه بعدم أستيعاب لما يقول وسأله بدهشة
_ يعني أيه مش فاهم.
عم الصمت قليلًا وجمال يريد أن يخترق تفكير ولده الذي أجاب بثبات
_ يعني أني رايدها وعايز اتجوزها.
هز جمال رأسه بصمت فليس هذا المكان المناسب للخوض في هذه الأمور كما أنه يشك بخطبٍ ما وخصوصًا حالتها التي ترجلت بها من السيارة.
_ اتفضل جوه في المكتب خلينا نعرف أيه الحكاية
مينفعش الكلام أهنه.
دلف جاسر مع والده إلى المكتب كي يتحدث معه في ذلك الأمر وهو يشعر بثقل يجثم على قلبه، لكن عليه فعل ذلك إذا أراد أن ينتقم حقًا من عمه.
❈-❈-❈
خرجت ليلى من الغرفة فتصاف عصام في طريقها إلى الغرفة فسألها بأهتمام
_ ها ياليلى أمجد أخباره أيه؟
ردت ليلى بملامح مشرقة
_ الحمد لله أحسن بكتير
نظر إلى حقيبة يدها وسألها
_ أنتي مروحه؟
_ اه مروحة لإني مطبقة من أمبارح
ابتسم لها بإمتنان وقال
_ طيب أحتمال أمجد يسافر اليونان في أى وقت هتسافري معانا وتحضري العملية ولا أيه
أنحسر الدم عن وجهها عند ذكر أمر العملية وقالت بقلق
_ مش عارفه بابا هيوافق ولا لأ.
أومأ بتفاهم
_ العملية دي لو حضرتيها هتتسجل في تاريخك المهني، فأنا برجح إنك تحضريها، فكري كويس ولو أقنعتي والدك جهزي نفسك للسفر في أي وقت
تركها وذهب إلى أمجد الذي ظهرت عليه أبتسامة رضا عندما أخبره بأنهم قد تم وضع أسمه على أول القائمة فسأله بمكر
_ غريبة يعنى الرضا اللى شايفه دلوقت مع إنك مكنتش متشجع خالص لموضوع العملية ده.
ابتسم أمجد وهو يجيبه بشرود
_ لأن بقى عندى دافع يخليني أتمسك بالحياة، وإني لازم أقاوم عشانه.
أبتسم عصام برضا وقال بتأييد
_ عايز اقولك إن الدافع ده كان بيموت حرفيًا وهو عاجز أدامك وهو مش عارف يعمل أيه، مكنتش بتسيبك غير ساعات بسيطة وترجع تاني، فعلًا تستاهل إنك تقاوم عشانها.
عاد اليأس يزحف إلى قلبه مرة أخرى وهو يقول
_ وده اللي زود خوفي أكتر، خايف العملية تفشل أو بمعنى آخر ملقيش متبرع وتعيش اللي فاضلي من حياتي في ألم وعذاب.
_ بس الكلام ده متأخر آوى هى بالفعل حبتك أفعالها وخوفها وكل حاجة أدامي بتأكد حبها ليك، حارب وقاوم عشانها يمكن ربنا بعتهالك في الوقت المناسب عشان تكون دافع ليك.
تنهد أمجد بتعب وقال
_ بلاش نسبق الأحداث وخلينا نشوف أيه اللي هيحصل.
يُتبع
لعيونكم متابعيني ادخلوا بسرعه
👇👇👇👇👇