رواية السيد وسيم الحلقه الثانيه بقلم سنيوريتا ياسمين احمد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية السيد وسيم الحلقه الثانيه بقلم سنيوريتا ياسمين احمد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
عاهدونى أن لا تأخروا صلاتكم لأجل قراءة الحلقه عاهدونى أن لا تلهيكم عن ذكر الله
عاهدوني إن وجدوتم منى ما ينفر أو يحرك مشاعرك نحو شئ فج أن تخبرونى
عادهدونى أن كما اجتمعنا بالدنيا نجتمع كلنا فى الجنه إن شاء الله ❤️
"الحلقة الثانية"
تم الزفاف في حضور رفقة قليلة من الاصدقاء والأقارب، وسط احتفاء الجميع برغم أن "حلا"
كانت تتمني فرحًا كبير يتم بشكل يليق بنجوميتها وبفرحة شبابها الأولى، وتحقق أحلامها التي راودتها من وقت ما سلط عليها الضوء.
الاء وهي حفل اسطوري بأشهر الفنادق يستمر صداه لعدة أيام، ويتم عرضه في بثوث تلفزيونيه عبر الشاشات، وفستانا أبيض منفوش مصمم في ارقى بيوت الأزياء، عوضًا عن هذا الفستان الأبيض البسيط، ولكن حبها وانبهارها ب" وسيم" جعلها تتنازل عن كل شيء فى سبيل أن تكون معه.
الكل بات يحسدها عيانا بيانًا، ومن لا يحسدها على "وسيم الهجري" الرجل المذهل الشبه كامل والخالي من العيوب، يمتلك الأصل والحسب، والنسب، والجاه وفوقهم ووسامه تأسر العقول وتفتن القلوب .
انتقلت معه بخفة الفراشة الى شقتهم التى انتقاها لها بأحد الابراج السكنية الشهيرة.
"في شقتهم"
تحدثت بحماس وهي تجلس أمام المرآة تفك أطراف شعرها وتمسح بقايا المكياج عن وجهها :
- شفت اصحابي، هيتجننوا مش مصدقين اننا اتجوزنا بالسرعة دي؟
كان يسند على طرف قطعه خشبيه عاليه تحمل فوقها عدة زجاجات يرتدي قميصه الأبيض ولازالت رابطه العنق ملتفه حول عنقه بفوضوية، محتفظاببنطاله الأسود الأنيق، وتتبعثر خصلاته الفحمية على جبهته مما أعطته مظهر غاية في الجاذبية، يوزع نظراته بينها وبين انشغاله بسكب شرابه، لكنه كان ينصت جيدا، وبدأ بالتفاعل متسائلا:
- مش مصدقين اننا اتجوزنا بسرعه ولا انك اتجوزتينى انا
ابتسمت بخفه وهي تنظر لإنعكاسه بإعجاب، ثم أكملت ازالة اثار المواد التجمليه عن وجهها بخجل أعطاه الإجابة الكافية .
كانت "حلا "اسمًا على مسمى، جميلة الملامح بيضاء اللون وعيناها واسعتان وكأنهما بحيرة صافيه فى الخريف قزحيتها عسلية اللون، وحاجبها متناسقان وأنفها مرفوع، وجمالها أخاذ دون تدخل جراحي، وما كانت المواد التجمليه تضيف لها شيء بل تبرز جمالها أكثر، ويجعلها تظهر على الشاشة ببريق مميز فتعشقها الكاميرا كما عشقها الجمهور .
سألها "وسيم " وهو يضم حاجبيه مستنكرًا:
-انا ماشوفتش باباكي عصام هو فين ؟
ارتبكت قليلاً عندما حضر اسمه ثم استعادة توزنها وحاولت قدر الإمكان أن تفصح دون خجل عن جزء من حياتها مخبأ :
- هو منفصل عن ماما من زمان وتقريبا مقاطعنا ولم بلغته يحضر رفض.
ترك ما بيده واتجه صوبها عندما التقط نبرة الأسف فى صوتها أمسك بيدها ثم دعاها؛ لتقف ووضع يدها بين كفيه ثم قبله عميقه توديه وهو يقول :
- ما تزعليش يا سكرتي اناهبقالك كل الناس انا مش هعمل حاجه غير اني أسعدك وبس .
رغم انها خجلت من هذا التقرب وتلك القبلة التي لم تجربها من قبل، إلا انها سعدت بحديثه اللطيف وتقديره لمشاعرها ومحاولة الإصتفاف بصفها دون علمه بكامل الجوانب المؤدية للخلاف بينها وبين والدها.
هتفت ممتنه للطفه بفرح:
-ربنا يقدرني واسعدك يا وسيم.
نظر لها بعمق ثم عاينها بعيناه الصافيه وفمه يبتسم كالمقبل على وجبه شهيه،وقال بهدوء :
-انا طريق سعادتي بسيط أوي يا سكرتي
اضاف نظرة بريئه فى نهاية الجملة ثم إكمل:
- الـطـاعة.
استمعت للكلمة جيدًا لكنها لم تستوعبها، حاولت تدرك ما قاله تعرف أن كل الرجال يحبون الطاعة لكن نحن في ألفيه متقدمه لفرضها بشكل سيادي، فأصبح العوض عنها التفاهم والحوار وتبادل الآراء خاصتا لو كان الطرفان يمتلكان نفس القدر التعليمي أو حتي التكافؤ الإجتماعي.
رددت متسائلة:
- الطاعة!
أجاب وهو يؤكد بنبرة أشد قوة:
-الــطـاعـة،العمياء.
انتفضت عندما شددت قبضته على خصرها تزامنا من أخر كلمة، ظلت تنظر إليه برهبه وما عرفت الفكاك من قبضته، ولا فهمت قصده.
الأمر لا يجري كهذا في أول ليلة لهم اتفاق كهذا يحتاج مدة طويلة من النقاش، والفهم ويتضح انه
لا يريد هذا يريد اجابة واضحه على سؤاله يحسها بعيناه على قولها ويترقبها من بين شفتيها.
-موافقه يا سكرتي ولا نرجع بيت ماما حالا.
بدت كالمقيدة بالطبع لن تعود لوالدتها في يوم كهذا لكن ايضًا، لا تفهم ما السر وراء كل الإصرار على الاجابة الآن.
حاولت التقاط أنفاسها بصعوبة من قبضته التى تسحبها بقوة؛ لتلصقها بصدره وتيضق انفاسها لكن لم يكن هناك متسع للإفلات، أو حتي التفكير.
بالنهاية امامها خيارين اما أن تجاري الأمور وتمضي ليلتها الأولى بسلام، وإما أن تعود ادرجها لبيت والدتها وتعلن فشلها من أولى ساعات الزواج.
وهذا غير منصف بالمرة، وبما انها لن تمضي عقدًا إلزاميا بهذا هتفت على مضض بعد إلحاحه متسائلاً:
-موافقه يا سكرتي؟!
-مـ....مـوافـقـه
ستة أحرف بائسه لن تنساهم أبدًا.
افلت يدها اخيرا ولكن إبتسامته المتوهجه اتسعت يبلغها مدي رضاه بتلك الكلمة، قال مشيدا بها :
-عاقلة زي ما توقعتك .
تعجبت من كلماته وخيل لها لبرهه انه كان اختبار سريع لها، أو حتى دعابه لطيفة كما يعرف عنه انه رجل النكات والفكاهة.
لم يسمح لعقلها بهدر مزيد من طاقته وقرر ابهارها بإمكانيته الهائله في الجذب، علق عينه على بؤبؤ عينها وراح يفتح ازار قميصه؛ ليكشف عن عضلاته بهدوء ورويه كعارض يعرف حجم تأثيره، وهذا فعلا ما قد يتصف به الجسد البرونزي المقسم والمفتول واللامع، يبدو كمن صرف عليه أموال طائلة وجهد طويل ليصبح بهذا التناسق.
وحصل على ما أراد الانبهار الذي انبثق من عينيها، يكاد يقرأ افكارها أنها تقسم بداخلها انها لا تصدق أن كل هذا ملكًا لها.
لاحظ كيف إذدرائت ريقها وتحركت حنجرتها، وشخص بصرها تجاه دون محاولة حتى الإحاده أو تدخل الحرج .
مما دعاه يقول بفضل:
- انتى تستحقي فعلا انك تنالي شرف قربي منك.
حديثه محير، لكن ماذا فعلت قبل أن تدخل معه لتلك الشقة؟!
ألم يكن عقد زواج مبرم أمام المأذون والشهود وجمع الأصدقاء والأقارب، انه جرئ يقول ما يفعل لكنه يقول بطريقة خبيثه، وكأنه يمهد لشئ ما، وعقلها الآن متوقف عن العمل بل الحرج يتقاتل مع العقل، واللهفه مع الحكمه، تضاد المشاعر هذا سيهلكها.
لولا يده التي امتدت؛ لتنتشلها من كل هذا بساعديه القوية،لانسيت اسمها.
أعادها لأحضانه التى ضاعت بها بسبب صغر حجمها امام طوله الفارع وعضلاته الممتلئة، وكأنها ذبابه وقعت بشباك العنكبوت، وأختم بقول هامس أمام أذنها بحرارة :
-ســكــرتـي .
لم يخطئ في التشبيه تمامًا كالسكر ذابت وإختفت بين يديه .
"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"
استيقظت بالصباح
وفورًا أن فتحت عينها، تذكرت أنها الفتاة الأكثر حظًا بالحياة لحصولها على كل هذه السعادة.
ابتسامتها طفت على وجهها فورًا تحستت عنقها وشفاها لقد سمعت منه كلامًا لم يطرأ على مسامعها أبدًا وعاشت معه مغامرة لم تسمع عنها فى أساطير الحب ولا قرئت عنها من قبل، بل استثناء.
وكانت كلمة" سكرتي" التي أطلقها عليها أشبه بالتعويذة كلما حضرت، كلما تبعها سيلا من العواطف والمشاعر الجياشة، والتى تزرع فيها مدي حبه وعشقه لها، لم تحلم أبدا أن تجد شخصًا يعشقها بهذا القدر
ولا تقابل رجلا مثل "وسيم" بكل مواصفاته هذه لها وحدها رجلًا ينطق من الكلام ما يجعل الحجر يذوب و الحديد يلين .
عدلت خصلاتهاوتمطعت برقة في الفراش، وكأنها لم تستيقظ بعد، لتنعم بسيل كلماته العذبه التي لا يكف عن مغازلتها بها.
تحسيت الفراش تبحث عنه فما وجدت إلا مكانه فارغاً، رفعت ظهرها ونهضت من نومتها لتتحقق من وجوده بالغرفه لكنه ايضا كان غير موجود، حاوطت جسدها بالملائه، وغادرت الفراش؛ لتبحث عنه بالشقة، ولكن لم يكن له اثر حدقت بالساعه والتي أشارت للساعة الثانيةظهرا وعادت إلى حمام الغرفه لتتحمم وتنتظره والعجب يملؤها.
غريب غيابه في ثاني يوم زواجهم لكن قيل في المثل"الغايب حجته معاه"
اخيرا وعند الرابعة ضرب جرس شقتها فهرولت نحوه كالمجنونه لقد تجاهل اكثر من مائة اتصال منها حتى بات الهاتف مغلق ولا تعرف كيف تصل اليه وتطمئن.
سرعان ما حلت الخيبة على وجهها عندما فتحت الباب ورأت أمها ماثلة امامها.
"رحاب الخضري" امرأة فى نهاية الاربعين ولازالت تتمتع بقدر فائق من الجمال انفصلت عن والد "حلا" فى سن مبكرا وكرثت حياتها لها ولعملها بأكثر من مجال تسويق .
سعادتها الآن لا توصف بزواج ابنتها والإطمئنان عليها بعد سنوات طويلة قضتها في قلق وتوتر من ضغط طليقها عليها ومشكلات عديدة ورثتها أزمات نفسية.
عاينتها بابتسامه وهى تضمها إلى صدرها بحنان:
-الف الف مبروك يا حلا
الخيبه التى تلاقتها عندما لم تراه لجمتها عن الابتسام والتفاعل مع والدتها، كانت أشبه بالدمية ليس لها أي دور.
وعندما انتهت سألت والدتها وهي تنظر بالارجاء:
-اومال وسيم فين ؟
اجابة "حلا" بإستسلام:
-هو دا نفس السؤال اللي بسأله !
فبادئ الأمر اعتقدت انها تمزح وبالفحص الدقيق فى وجهها العابث تيقنت أن هناك أمر جل لا يمكن السكوت عنه، بل ويحتاج الكثير من الأسئلة والشرح .
أغلقت الباب سريعًا من خلفها ثم جذبتها من يدها لتجلس بها على أقرب أريكه وتسأل بفزع:
-حصل ايه العريس راح فين ؟
سؤال لم يكن لديها اجابته لذا ردت دون تمهل:
-ما اعرفش صحيت الصبح ما لاقتهوش رنيت عليه كتير ما بيردش وفي الاخر بقى غير متاح.
تحدثت" رحاب" دون خجل أو قلق من امتناع ابنتها عن الاجابه :
-إيه اللي حصل امبارح ؟
رمشت بعينيها وانعقد لسانها اعتادت "حلا "الصراحة مع والدتها، والحديث بالقرب من هذا وأبعد، وهذا لم يكن اجابته بالصعب، بل الصعب والمحير إن قالت الحقيقة.
صمتها الذي طال بعث فى نفس والدتها الشك فهبت بها:
-ما تنطقي يا بنتي انتي هتسبينى بناري كدا
عادت السؤال بأكثر شدة لعلها تهتم:
-ايه اللي حصل امبارح خلا عريسك يمشي ويسيبك يوم صباحيته؟!
نفخت بزنق واجابت وهي تضغط علي رأسها:
- ما حصلش حاجه كل حاجه كانت ماشية كويس جدا كان واضح في تصرفاته انه بيحبني اوي وقال كلام كتير انا مصدقتش انه يتقالي فى يوم من الأيام وبعد كدا نمت صحيت ما لاقتهوش .
سكتت والدتها قليلا كي تحلل برأسها، ماذا عساه ان يترك عروسة دون اخبارها بأي شيء؟!
ثم بدأت باللوم عليها قائلة:
- طيب يا حلا اتكدتى انه نام قبلك
نفضت رأسها وأجابت :
-لا انا كنت تعبانه ونمت ما دريتش بحاجة.
زفرت والدتها بحنق وهتفت :
-يا بنتي يا حبيبتي زي ما هو يديكى أديه مش معقول بعد ما يقولك كل الكلام الحلو انت تنامي وتشخري.
دا انت لازم زى ما بيسعدك تسعديه وزي ما يقولك كلمه حلوة تقوليه، يمكن كنتي ساكتة، أو بتاخدى وما بتديش، حس انك مش بتحبيه وعايزاه زى ما هو عايزك.
ردت "حلا "على حديث والدتها بتذمر :
-ماما انا بتكسف.
شهقت والدتها واعترضت قائله:
-وحيات امك!!
اردفت محذره:
-بقولك ايه انا اطلقت وشوفت الأمرين عشان أربيكي ما عنديش إستعاد تجيلى انت كمان مطلقة وابوكي وعيلته يشمتوا فيا، انت سمعتي بودنك وانا بقوله على معاد الفرح قال ايه؟
- فرح ايه دى تربيتك يا رحاب دا هتجيلك مطلقه من تاني يوم
حضرت الجملة بينهم وكأنهم يسمعوها بجهاز تسجيل.
تحدثت "رحاب"وعلى فمها ابتسامه مغتره:
-وبعدين وسيم مافيش منه اتنين دا اهل ابوكي كانوا هيتجننوا لما شافوه والبنات بقوا بيعضوا صوابعم مش مصدقين انك اخدتيه راجل ملوا هدومه مال وجمال وحسب ونسب واشهر من نار على علم.
نهضت" حلا "وقد اذدات توتر وتسألت :
- انا مش عارفة ايه حصل كلامه امبارح معايا بيقول انه بيعشقني اختفائه فجاه كدا محير .
نهضت والدتها هى الآخري وربتت على كتفها لتقول مواسية اياها :
-معلش ماحدش عارف عندوا ظروف ايه وهيروح فين زمانه جاي
نظرت لهيئتها والتي كانت ببدلة ذات اكمال سوداء اللون ببنطال وهتفت معاتبه اياها :
-اي الترنج اللى لابساه دا ؟ يا بنتى انتى عروسة البسي واتزوقي هو متجوز لاعب كورة دلوقتى يجي يقول ايه؟!
نظرت لنفسها وقالت بأسف :
-يجي امته يا ماما بس
فتح الباب فالتفوا معا لقد أتى ولكنه بدي عابس الوجه كمن حط عليه مصيبة خاصتًا عندما لاحظ وجود "رحاب" بالشقة.
ألقى بسلسلة مفاتيحه دون اكتراث فأسرعت "حلا"صوبه لتعاتبه بصوت عال:
-انت كنت فين ؟
رغم عبوسه ومظهره الذي لايوحي بأنه على ما يرام إلا انه رد بهدوء :
-هي دى حمد الله على السلامة بتاعتك اللى بتقابلي بيها جوزك
تدخلت "رحاب" و أيدته في تلك النقطة بالنهاية هو معاها فعوضا عن سؤاله بشكل تحقيقى، التحقق من سلامته اولا :
-حمد لله على السلامه، معلش اصلها قلقانه عليك
مر الى وسط الشقه بخطوات بطيئة ورد بتكلف على رحاب قائلا:
-الله يسلمك.
جلس على اقرب كرسي، واشار الى فمه، موجها بصره نحو "حلا" التى لازالت واقفه بمكانها، وهتف:
-مش هتحضريلي لقمه أكلها؟!
عندها تذكرت ما نسيته طيلة اليوم، هي ايضًا جائعة وما كانت تدرك الأمر إلإ عندما قام هو بذكره.
توجهة صوبه لتلومه علنا بصوت عال:
- هو انت فكرت فيا ولا حتى رديت عليا، انا مش لاقيه حاجه في الشقة من الصبح.
رمقها مستخفًا وسأل:
-وما تعرفيش رقم دليفري أوتصرفي على ما انا أرجع؟!
نظر صوب" رحاب" والتي فاتها هذا الامر، فإبتسمت له ونابت عنها:
-كانت قلقانة عليك ومش عارفة تفكر.
زفر ملء صدره ورد بإستلام :
- مش عارفة تفكر ومش عارفة تستقبلنى، وبتعلي صوتها عليا، شكلي هتعب يا حماتي.
جلست بمقابلة وهتفت :
-ربنا ما يجبش تعب ابدًا دى حلا شاطرة وبنت حلال مصفي غيرش انها عصبيه حبتين.
هز رأسه وبدي متفهمًا للامر ورد :
-انا مستعد اتحمل كل دا حتى لو ضد طبيعتي اعمل ايه عشان بحبها.
حديثه جعل قلب والدتها يرقص فرحًا، وراحت تدعوا لهم بالهداية:
-ربنا يهديكم على بعض ويفرح قلبكم.
ابتسم ابتسامة متكلفة، ولازلت "حلا "تقعد يدها امام ساعدها
دون ان تتحرك تريد اجابة واضحة ولن تتنازل عنها :
-كنت فين ؟!
رفع بصره لها وظل يرسل لها اشارات غامضة كم ينوى التهامها لكنها لم تكترث وهتفت بقوة :
-من حقي اعرف سيبتني وروحت فين تاني يوم فرحنا؟!
وثبت" رحاب "لتقف بجوار ابنتها وأمسكت بذراعها :
-مش وقته يا حلا ابعتي هاتي اكل وبعدين اتكلموا المهم انه وصل بالسلامة.
نهض من مكانه واتجه صوبها وأسند يداها لكتفيها براحه وابتسم هاتفا بنبرة محبه ومسالمه:
-سبيها يا طنط "حلا" دى حبيبتي وعمري ما هزعل منها ابدا تلاقيها عايزه تطمن عليا.
كانت "رحاب" تعاين حالة الحب التي يغمر بها ابنتها وقالت بسعادة:
- بسم الله ماشاء الله،افوتكم بقى بالعافية، ويارب دايما مبسوطين
التفت متجهه نحو الباب وابتسم "وسيم " لزوجته ببشاشه مشيرًا بعيناه لتبعها وبالفعل تبعته.
"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"
رحلت"رحاب" وتركت "حلا" وهي مطمئنة أنها قد تبسم لها القدر بزوج حنون وطيب ويحبها .
جلست" حلا "امامه على الأريكة فمنحها نظره خاطفة بدت مشمئزة لكنها لم تتأكد من ذلك وسألته بحدة:
-انت روحت فين وسيبتنى يا وسيم؟!
نظر الى شاشه هاتفه المضيئة ولم يكترث بإجابتها أو الإهتمام بحضورها مما دعاها أن تسحب الهاتف من بين يديه وتصيح به بانفعال:
-بصلى وانا بكلمك.
وكأنها ضغطت الزناد ليخرج طلقات من فمه لا كلمات توالت على مسامعها :
- ايه ابصلك دى انا ابصلك لما ابقى انا عايز ومش بمزاحك واياكى مرة تانيه تمسكي اى حاجة انا ما ادكيش الاذن تمسكيها واوعك تنسي انا مين .
تصنمت قليلا من توارد كلماته الحادة على أذنها وأدركت أنه شن حربًا عليها، هو مخطي بها رددت بتهكم :
-لا مش ناسية انت جوزي امبارح كان فرحنا على فكرة.
شملها بامتعاض ورد بنبره خالصة الاشمئزاز:
-وياريتك واخده بالك انت.
لوح بطرف بنانه بإستعلاء:
-دا منظر واحده فرحها كان امبارح هو الذواق والنضافه،هو برا حلال وجوه بيتك حرام.
ضحك بتهكم وهو يطيح برأسه:
-هه لاء ويقولك يا بختك واخد قمر هه يجوا يشوفوا القمر من غير مكياج وفلاتر انا اضحك عليا والله العظيم.
زاغ بصرها من هجومه الشرس وتحيرت مع من تجلس اهذا "وسيم "الذي كان ينعتها ب"سكرتي" أمس وكاد يلتهمها من فرط إعجابه بها، وهذا ما قالته كل جوارحه علنيا، أم انه رجل آخر تم استبداله؛ لينتقد مظهرها وشكلها دون ادوات تجمليه .
حاولت الإستيعاب للرد عليه،لكن بما تجيب إن رأها غير جميلة فبما عساها تقنعه بأنها جميله حقا، إنه المرآه الوحيدة المؤثره في حياتها بل المرآه الأصدق بينهم.
لم تجد ما تقوله سوى كلمات مدهوشه:
-إيه اللى بتقوله دا ؟
اجاب دون اكتراث بملامح الصدمة التي انتشرت على وجهها :
- اللى سمعتيه يا بنتي انا ما كنتش هتكلم لولا انك مصره تعملي خناقة.
سألت بتأثر :
-يعنى انا مش عاجباك ؟
صمت قليلا وكأنه يستكشف شئ ما بها ثم نطق امراً :
-قومي أقفي
ظلت جالسة بمكانها لا تدري ماذا تفعل لقد احرجها وبشدة.
حثها بجدية:
-قومي إقفي
نهضت من مكانها عاقدة العزم على المغادرة فأمسك يدها بيدها ثم نقلها للاخري وفتح ذراعيها بذراعيه، كانت أشبه بالدمية بين يده وحجمه يفوق حجمها حتى، وهو جالس تطالع اليه بنظرات فاترة وكأنه يريد قول شئ ما من بعدها قال وهو يرفع شفاه للاعلي:
- جسمك رفيع أوي انا تقريبًا ما بحسش بيكى .
الي هنا وشعرت بالإمتهان، فسحبت يدها من بين يده قائله بغضب :
-ولما انا مش عاجباك اتجوزتنى ليه؟
وقبل أن تستدير وتنسحب من أمامه مال بجذعه ليجذبها من خصرها نحوه لكن هذه المرة كانت مختلفة حيث اصتدم ظهرها بصدره وهو لا يزال جالس بمكانه.
حاولت التملص بضيق من هذا الحصار فبعد ما قاله لن تستطيع مجاراته ابدا في اي شئ ولا حتى النظر لوجهه.
ما أوقفها عن المحاوله إلا صوته الهامس بالقرب من أذنها بـ:
-عشان بــحـبـك
اجاب سؤالها بطريقة بالغة التأثير كادت تنسيها ما قاله من قبل التفت بعد دقائق ساكنة كالمشلولة بين ساعديه القوية.
وهتفت لائمه وهى تحدق بفيروزتيه:
- اللي بيحب حد يا وسيم بيحبه بكل عيوبه.
اكد تمامًا على مقولتها واتفق معها قائلًا:
-طبعا يا حبيبتي ومين قال غير كدا؟! انا كمان ممكن يكون عندى عيوب واحتمال انت تشوفيها عيوب وغيرك يشوفها مميزات.
كان يأسرها بنظراته ويتحدث بلهجة فائضة التفهم والوعي :
-انا عيوبي اني بحبك وانك ليكي تأثير شديد عليا لدرجة ممكن تخليني أتغاضي عن حاجات كتير مش بتعجبني.
حديثه مؤثر ويبدوا أن لديه مشكلة حقيقية حيث نطق بتأثر شديد وكأنه في ورطة:
-الست مش لازم تستكفي بالحب وبس عشان العلاقة تنجح لازم.
انتي كمان تأدي وظيفتك على اكمل وجهه وتكفيني في كل حاجة وتحاولى تسعديني زي ما بسعدك.
ردت باهتمام وتفهم :
-يا حبيبي قولي أعمل إيه عشان أسعدك انا بحبك يا وسيم وكل همي إننا نبقي سعداء.
ابتسم لها وعيناه ابتسمت معه وابتسامة عينيه شكلا آخر :
- طبعا يا سكرتي، هنبقي سعداء طول ما كل طرف بيقدر التاني وبيحترمه.
تراجع قليلا دون أن يتخلي عنها وكأنه يرخي جسده المشدود وتسأل :
-انتي دلوقتي تقدري تقولي ايه مش عاجبك فيا وحالا نحاول نلاقيله حلول.
ثبت نظراته على عينها منتظرًا منها أي إجابة لكنها عندما نظرت إليه وهي تجلس أسفله قالت بإبتسامة محببه:
- انا راضية بيك يا وسيم راضية بكل حاجة فيك انا مش اعرفك من امبارح انا عارفاك من شهور والحقيقة إنك بتهتم بيا ودايما محسسني إنك ابويا انا ربنا انعم عليا بيك.
مدد يده على الاريكة براحه وقال بهدوء وكأنه امر عادي لا يستحق جل هذا الامتنان:
- شوفتي حبي ليكي مأثر عليا لحد فين ؟
ابتسم وحك طرف انفها في سرعه واضاف:
-رغم إني عمري ما كنت هقبل بحد بالمواصفات دي ابدا بس انتي استثناء.
تميزه لها واخباره لها بكم عشقه جعلها تحرك يدها على وجنتها حالة الحب بينهم متينة، وتبادل الحوار اوصلهم لنقطه جيدة استدعت ذكرياتها عندما دعته كشخصيه بارزه في المجتمع واستضافته ببرنامجها "عيون على الشباب"
ومن وقتها وكانت الحلقة التي غيرت حياتها بالكامل في البداية لم تنبهر بشكلة كغيرها لكن الانبهار كان بطريقتة التودديه لإخبارها بإعجابه بها واستمرار علاقته بها بعد هذا اليوم.
- انا عمري ما أنسي إنك كنت اكبر داعم ليا في إني اتقدم واختار ضيوف يضيفوا البرنامج ونوعية الاسئلة، سؤالك ومساعدتك ليا كانت أكتر حاجة وقفتني على رجليا.
نظر لها متمعنا وسأل وثغره يبتسم:
- ورغم كل اللى بتقوليه دا أول ما فتحتك فى الارتباط بعدتي أوي عني برغم انك متاكده من جواكي إني أكتر حد انتي محتجاه على وجه الارض.
ردت بخيبه:
- دي اول مره اتجوز وزيي زى أى بنت كان نفسي في فرح وبما اني حد مشهور اعلن فى الجرايد والمجلات
هتف مذكرا اياها لائما :
-قفلتي الباب فى وشي وبطلتي تردي عليا رغم انك لسه قايله من شويه اني كنت بساعدك، عشان تعرفي قد ايه ظلمتيني .
أجابت متحيرة كي توضح سبب هذا الإنسحاب المفاجئ:
- انا لما رفضت انت اتمسكت برأيك وقتها حسيت اني مش هقدر اقنعك فقررت ابعد.
سألها بفضول:
-كنتى بتلوي دراعي وبتشوفى غلاوتك؟!
لم تجيبه فى هذا وتحدث بشئ اخر:
- بجد كان عندي رغبه أعمل فرح كبير.
قال مازحا وهو ينظر لها بغمزه :
-وطلعتي غلطانة اكيد الأهم من الشو دا المضمون.
عضت طرف شفاه بحرج وقد بدت بوادر الخجل تصبغ وجنتيها بالأحمر، فأمسك بطرف ذقنها وهتف :
- ما أحبش الست اللي بتكسف بضايق منها وخاصتا لو الست دي كانت مراتي.
نظر في عيناها ووضح مطالبه بجرأه:
-ولما الست تتكسف من جوزها هتبسطوا ازاى ؟
إذدرت ريقها وكأنها تحاول إقصاء الخجل وتتعامل بحرية، كما كانت معه بالبدايات البديات الجميلة التى تحمل ذكريات وقصة حب خرافية الحبكة .
امرها بابتسامه مغيراً مجري الحديث:
-يلا يا سكرتي شوفي هنتغدي إيه؟ على ما أدخل ارتاح شويه لأحسن عنيا بتقفل لوحدها ومش عارف اقاوم النوم
"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"
"فى المساء"
وتحديدا بعد تناول الطعام في ساعة متأخره عاد يجلس أمام التلفاز ويحدق بشاشته الكبيرة، وهي تجلس الى جواره، وبرغم انها بدلت ملابسها وارتدت كل ما بدوره يظهر مفاتنها إلا إنها لم تتلاقي منه الإهتمام المنشود، بل ظل كما هو يحدق بشاشة التلفاز دون اعارة اهتمام لوجودها من الأساس، وزعت نظرتها بين الشاشه وبين عيناه المصوبه في اتجاه واحد فلم يكن ما يعرض شي هام ليلهيه عن وجودها بل كان عرضا للأسهم واخبار طقس في دولة أوروبية بعيدة عنهم بمئات الكيلومترات.
حدثت نفسها لربما هو متعب أو هى التي يعاريها حماس لخوض تجربة جديدة كالأمس، وهو لديه ما يلهيه عن هذا أو ان عقله شارد بشئ اخر اهم من ادراكه ان هذه ليلة الزفاف الثانية.
-وسيم
نادته وهى تسلط نظرها عليه، فأجاب دون أن يلتف :
-هاا
سألته بتكهن:
-انت فى حاجه مضايقاك؟!
أجاب وهو على نفس وضعه:
-لاء
لم تجد أى شيء لتضيفه غير سؤال ماكر لترأي على ماذا ينوي:
- طيب انا هدخل انام محتاج حاجة؟!
اولاها وجهه ومط شفاه قائلا بهدوء:
-لاء، تصبحي على خير.
رغم انه تركها على رغبتها إلا أنها لم تتحرك من مكانها كانت تتوقع منه أي ردة فعل غير تلك البروده التي شعرت بها مما دعاها تسأل بضيق:
-وانت هتعمل ايه لوحدك ؟
اجاب بهدوء رغم وضوح نبرة الضيق الضيق في صوتها :
-انا مقدر انك تعبانة ادخلى ارتاحي يا سكرتي، وانا لما احتاج انام هتلاقينى جانبك.
أخجلها برويته وهدوئه، وكأنه يفهم ما تحتاجه أكثر منها فنهضت دون إضافة شيء؛ لتتجه صوب غرفتها رأسها يفتعل الف فكرة تريد أن تعود اليه وتصرخ بوجهه، لكنها لا تجد مبرر لهذا وما الداعي إن كان هو يريد راحتها وإعطائها فرصه للاسترخاء يبدوا أنها افرطت فى الحساسية على الرغم من أنه يبدى حسن نواياه في كل تصرفاته ويبادر بالحب
ويعطيها ببذخ .
تسطحت على الفراش واستدعت النوم لكن لازالت تؤنب في نفسها لأنها لا تجد ما يستدعى الهجر من قبله فهو حتى الآن أدي أفضل ما لديه وبذل أكثر من المتوقع، لذا فالمشكلة برمتها ليست لديه بل لديها هي، فهي لا تري من جانبه ما يجعله يبتعد عنها بهذا القدر أو انها تبالغ بالامر.
لم تدري بنفسها إلا وضوء الشمس يسقط على وجهها فتحت عينها فوجدت صعوبه فى التأقلم مع قوة الضوء التي اقتحمت الغرفة فجأة.
اول ما وجدته ابتسامته الصافيه التي لا تعرف من جمالها أيهما أجمل شروق الشمس أم هي؟! استندت على يدها؛ لتعتدل فى الجلوس متسائلة:
-هو انا نمت كتير ؟
تقدم بإتجاه الطاولة القريبة من الفراش ومال بخصره ليحمل بين يديه صنيه مستطيلة تحمل أصنافا كثيرة وخفيفة من وجبة إفطار مبهرة التنسيق، وضعها على ركبتيها وهو يقول :
-صباح الورد يا سكرتي.
ابتسم فمها على هذه اللفتة الجميلة والرقيقة منه ونظرت اليه لتقول بإمتنان:
-معقول يا وسيم!! انا مش قد كل الدلع دا كلوا.
ظهرصف اسنانه البيضاء وهو يقول دون تكلف:
- حبيبتي انت تستاهلى الدلع كلوا هو انت أى حد دا انتِ سكرتى.
امسك طرف ذقنها برقه فتشبثت بيده وهتفت مسبلة العينين :
-ربنا يخليك ليا يا حبيبي ويقدرني وأفرحك زي ما تفرحني.
تمعن بها قليلا وسألها بفضول :
-تعرفي انا ليه بقولك سكرتي من يوم ماعرفتك؟!
نفضت رأسها بخفةوكأنها معتقدة أنها كلمه غزل عادية دون مدلول واضح لديه، لكنه ليس عادياحتى يقول شيئا لا يدرك معناه.
وضع يدها بين راحة يدها وأجاب بإبتسامة براقة :
- عشان انتِ الحاجة الحلوة اللي حصلتلي.
من يوم ما والدتي انفصلت عن والدي، وانا حياتى كلها مر فى مر ويوم ما قابلتك في الأستوديو واتكلمت معاكي حسيت بحاجة حلوة بتجرى ريقي بجد عمري ما شفت حاجة حلوة زيك ولا حاجه حلتلي حياتى زيك، عشان كدا بقولك يا سكرتي وانتِ فعلا ســـكـــرتـى .
...........يتبع
السيد وسيم _سنيوريتا ياسمينا أحمد "الكاتبة"
ايها القراء وحشتوني اكتبوا كومنتات
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
❤️💙🌹🌺❤️💙🌹🌺❤️💙🌹🌺❤️💙🌹🌺❤️💙🌹🌺❤️
تعليقات
إرسال تعليق