رواية السيد وسيم الحلقه الخامسه بقلم الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية السيد وسيم الحلقه الخامسه بقلم الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
عاهدونى أن لا تأخروا صلاتكم لأجل قراءة الحلقه عاهدونى أن لا تلهيكم عن ذكر الله
عاهدوني إن وجدوتم منى ما ينفر أو يحرك مشاعرك نحو شئ فج أن تخبرونى
عادهدونى أن كما اجتمعنا بالدنيا نجتمع كلنا فى الجنه إن شاء الله ❤️
"الحلقة الخامسة " السيد وسيم"
تناول طعام الغداء وكان يبدو في منتهى الرقة والرومانسية، وهو يقدم لها كل ما تحب وتشتهي تخلت عن حميتها الغذائية وبدأت بالأكل بشراهه فهى لا تنسي أنه يحب الجسم الممتلئ لاحظت والدتها كم رضاه عنها ومعاملتة الحسنة وغدق مشاعره عليها وتأكده من انه يذوب عشقا بإبنتها، فتمتمت وهى تنظر اليهم :
-ربنا يهدى سركم كمان وكمان
ابتسم لها" وسيم "ورد ممازحًا :
- امين عقبال عندك يا طنط
ضحكت "رحاب"على ممازحته وقالت :
-ما خلاص راحت علينا يا وسيم
رمقها باعجاب ثم نفي مادحا:
- لأ إزاى إن دبلت الوردة ريحتها فيها، وبعدين إنت ماشاء الله عليكي ولا كأنك عندك عشرين سنه
حلا كانت تبتسم لمجاملة وسيم والدتها وتمضغ طعامها ببطي،حتى أضاف وسيم :
- انتى لو بس شاورتى هتكسحى كل الهياكل اللى على الساحة
"هياكل"هذه الكلمه علقت في حلق "حلا" سعلت بشدة ولمعت عينها بالدموع، التف اليها "وسيم"ليقول :
- مالك يا حبيبتي
ناولها كوبا من المياه فدفعته بقسوة بعيدا عنها حتى أسقطته من يده، وتهشم بالارض لقطع صغيرة.
لم تترك العجب لوسيم فقط بل والدتها ايضا التي سألتها بدهشه:
-مالك يا حلا؟
نهضت من بينهم وغادرت على الفور المكان تحرك من خلفها "وسيم"ليناديها بتعجب :
-في إيه ؟ استني؟
لم تلتف ولم تنتظر كانت تشعر بالاهانه والحزن لما قاله لقد سخر منها عيانا دون ان تلاحظ والدتها بينما "رحاب"ناقمه على تصرف إبنتها الذي بدى جنونيا وبات تلومها على تصرفاتها الغير سويه.
دخلت إلى غرفتها وجن جنونها راحت تقذف كل شيء بالحائط، شعرت بالتدنى وأنها لا تكفيه شعور سيئ عندما تصبح لدى محبوبك شئ غير كافئ الغضب والبكاء والانهيار اجتمعوا عليها .
تبعها هو وفور ما رأي الفوضي التي أحدثتها بالمكان صاح منفعلا:
-إيه اللى انت عملتيه دا ؟انت اتجنتى ؟انتى حد جه جانبك؟
ردت وعينها كالدماء :
- انت قصدت تهني وتقول عليا هياكل زى ما بتقول
صر على اسنانه ونفخ مغطاظا من سذاجة تفكيرها وقال :
-انت فهمتي غلط انا بتكلم عادي مع مامتك ما قصدتكيش خالص
قبضت يدها بتعصب وصرخت بوجهه :
-انت عايز تجننى انت قاصد الكلمة دي بالذات عشان تجرحنى
حاول التقرب اليها لكنها ابتعدت مزمجرة بصيحه عاليه،فتحدث بأسف :
-انتى اعصابك تعبانة مش طبيعي اللي بتعمليه دا احنا طالعين رحلة نتبسط وحضرتك مش مهنيانا وقفه على الكلمه انا بجد تعبت اذا كان ومامتك معانا بتعملى كدا اومال لما اخدك قدام مامتى هتعملى ايه ؟انتى هتبوظى شكلي قدام عيلتي انت مش مقدرة خالص لما ابنهم المتعلم برا وصاحب شركات ومدير عام لكل املاك الهجري يدخل عليهم بواحدة بالعقلية دى .
كادت تسقط من فرط تحقيره لها ودس لها شعور خفي بأنها أقل منه ولا تستحق وجودها بحياته لكنها بعين العاطفه تشكك بنفسها وتستدل بحديثه عن أخطائها لربما كان صادق ولا يقصد فما شعورة الآن وهى تتهمه بهذا وكيف شكلها بعينه،اولتها ظهرها حتى تستعيد توزنها ومن فرط التخبط عادت تقول دون أي تفكير:
-لو عايز تطلقني طلقني .
بسرعة اختصر المسافة بينه وبينها، وجدت نفسهاتجذب للخلف وبالثانية التاليه كانت بالارض أسفل قدمه وعلى وجهه علامات الغضب والجنون وهو يهدر بتعصب:
-كفايا بقي كل شوية تقولي الكلمة
رفع سبابته وأضاف محذرا:
- اقسم بالله لو نطقتيها تانى لأنفذها وقتي انت بتهديني ولا بتستغلي اني متمسك بيكى دا بدل ما ترحميني من عذابي تضايقيني بالشكل دا، واحلف ما تصدقيش واصالح ما يعجبكيش انا تعبت تعبت مش عارف ارضيكي ازاى ؟
تجاهلت ألمها من أثر السقوط وتمعنت في حديثه الذي دفعه بحده كالقذائف شعرت بالقلق عليه لوصوله لتلك الحالة ولاحظت انه وصل لنقطه لم تراها من قبل
تحاملت على نفسها ونهضت لتجهه صوبه محاولة استدعاء هدءه الذي بعثرته كلمة الطلاق وضعت يدها على صدره وسألته بتأثر:
-انت كويس ؟
دفعها يدها وهو يلتقط أنفاسه التي تلاحقت وهتف بحنق:
-ياشيخة سبيني بقي
ضمت شفاها بتحير وشعرت انها السبب في كل هذه الفوضي وانقلاب احولهم، مسحت على ظهره الذي أوله لها ثم احتضنته بكلتا يديها رغم انفاسه المعترضه على هذا
ووضعت وجنتها على ظهره براحه غير متخيله حياتها بوجود" وسيم " الداعم والزوج والحبيب الرجل الذي يليق به الدلال وخلقت من أجله السعاده، هتفت متعذره:
-انا اسفه يا حبيبي جايز انا فهمت غلط ما تصورش قد ايه نفسي اسعدك زى ما بتسعدني وبحاول اعملك كل اللى يرضيك بس ساعات بغبائي ببوظ كل حاجه
سمعت صوته يعلق ساخرا:
-ما تبقيش تستغبي تانى بقي
ردت ونصف ابتسامة على وجهها بعدما حصلت منه على رد :
- اكيد اتحسدتا احنا ما كانش في أسعد مننا الصبح.
أجاب بنبرة جافه عقبها سخرية تامة:
-هه اكيد ما امك معانا
ابعدت رأسها وعقدت حاجبيها متسائلة دون فهم:
-مالها ماما يا وسيم؟
قال بضيق:
-مامتك حركتها باينه أوى انها بتغير منك ونظرتها كلها حقد ومش عايز اتكلم اكتر من كدا
حديثه صدمها فإبتعدت عنه تماما لتلف وتقف بوجهه في التوا متسائلة بقلق:
-ايه اللي بتقوله دا ؟ دي ماما يا وسيم اقرب حد ليا
حاول التهرب منها وموافقتها بنبرة تمتلئ بالتزيف:
-اه صحيح انا غلطان
طاردته وعادت تقف في وجهه وسألت بإلحاح:
-قول يا وسيم قصدك ايه بالكلام ده؟!
لاحظت كيف تردد في قول هذا وكيف تشنجت ملامحه وهو يهتف:
-انا ما كنتش عايز اقولك من الاول بس طالما مصره هقولك، انا دارستي كلها برا وشوفت ستات اشكال والوان ومش صعب عليا أقرأ الناس مامتك يا حلا معجبة بيا وسبب وجودنا هنا عشان تقرب مني
لم تصدق ما قاله واتسعت عينها وفاها نفضت رأسها وهى تردد بفزع:
-مش ممكن مش ممكن
امسك بمنكبيها وقال وهو ينظر في عينيها بجدية:
-افتكري أما كنا عندها في البيت كل ما اتكلم معاها تسرح وكأنها بتخيل كلام تاني بقوله ليها هى، افتكري انها هى اللي اقترحت الرحلة دي وقت الغداء كانت وقفه على الباب انا شايف اللي انت مش شايفاها انا بحاول احافظ عليكي وعلى حياتها وللاسف طول ما انت مغمية عنيكى ومش عايزة تصدقي علاقتنا هتدمر اكتر
ظلت شاخصت البصر له تحاول استيعاب كم المعلومات الذي يحشرها عنوة في عقلها تتناقل حركة عينها بين عيناه فى حيره .
استرسل بنبرة اقل حده وسرعه تمتزج بين الحزن والتأثر:
- انا مقدر ظروفها مامتك غصب عنها بقالها كتير مطلقة ومهما كان لسه صغيرة في السن اكيد لما تلاقي بنتها بتعيش كل مشاعر الحب دى هتغير وتحس انها نفسها تعيشها هى كمان.
ظلت في حالة من الذهول والتخبط بين أرئه التي يعرضها بأدلة وبين علاقتها بوالدتها ،اجلسها في طرف الفراش وجلس جوارها ثم حاوط كتفها بيده وتحدث بهدوء وندم:
- اقولك اعتبري إني ما قولتلكيش حاجة ولاحظى انت التصرفات .
أمسك باسفل فكها ليخرجها من هذه الصدمة:
-دلوقتي خلينا ننسى الزعل يا سكرتي
طبع قبله عميقه على فاها وانهال عليها بأعذب الكلمات .
"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"
عادت والدتها بعد خروجه لتؤنبها بحدة:
-ايه اللي بتعمليه دا ؟
تركت الباب وسبقتها نحو الفراش لتوضب حقيبتها بتجاهل تام
-انتى بتجحدى بالنعمة الرجل ما فيش بعد كدا أدب وجمال وذوق وفوق كل دا بيحبك وشريكي وألف واحده تتمناه
استدارت لها فور سماع هذه الكلمه وسألتها بدقة وانزعاج:
-الف واحده زى مين ؟
ردت رحاب :
-بقولك الف واحده
دحجتها حلا بدقه وحاولت حشرها فى زاوية لتسأل من جديد:
-ايوا قوليلى واحده بس
نفضت كتفها دون اكتراث وهى تتحرك لتضع بعض ملابسها في الحقيبه المفتوحه وغضبت من برود ابنتها وهدرت:
-مالك يا حلا انت سايبه عمايلك وبتسألينى أنا؟
سحبت ما بيدها من ملابس وصاحت بها فى انفعال:
- اومال أسأل مين ؟مش شايفة انه كتير عليا ؟
انزعجت والدتها من حدتها وانفعلت هى الاخري قائله :
- انتى اتجنتي يا بت انت مش واخدة بالك من تصرفاتك جري ايه يا بنت عصام هتجيلك الجنونة زيه
وتشوفي نفسك صح حتى وانتى غلط
أمسكت حلا برأسها وصاحت بجنون :
-كفايا بقا اطلعي من حياتي شوفي حياتك بعيد عني وعن جوزى .
لم تتدرك جل ما قالته الا بعدما ران الصمت في الأجواء، وقفت والدتها متصنمه مصعوقه مما قالته ابنتها
وعندما طال النظر اليها، استدارت على عقبيها رحاب تاركه الغرفة بأكملها وهى تحاول كبح دموعها التى تجهزت للسقوط.
هرولت بعيدا عن الغرفة دون أن تري أي شئ امامها لقد سممت إبنتها جوفها بكلماتها وبطردها العلني لها من حياتها بعد كل السنوات التي قضتها لأجلها فقط رحلت عنها تكاد تسقط، ومن فرط تخبطها اتصتدم دون ملاحظة الشىء الذي اصتدمت به وما إن انتبهت حتى اعتذرت بفزع:
-انا اسفة
رفعت وجهها لتري "وسيم" يحدق اليهابتمعن محاولا فهم سبب هذا ولكنه تسائل:
-انتي كويسة؟!
اجابت وهى تتمعن بالنظر له :
- اه كويسة
تحدث هو بحماسةومبديا تعاطفه:
- ما تزعليش منها اعصابها تعبانة وانا مش هعرفك عليها انت اكتر واحدة عارفها.
شئ ما جعلها تستيقظ وكأن لمبه حمراء أضائت بذكرتها وكيف لا وهى عاشت سنوات طويلة تحت سقف معاناه مع زوج نرجسي.
سألته مدعيه عدم الفهم:
-هي مين ؟
هز كتفيه ببطء واجاب :
-حــلا
حجر ثقيل سقط في قلبها فور نطق إسم إبنتها ليس لأنه لأول مرة تسمع منه إسمها عوضًا عن سكرتي لكن تيقنها بأن إبنتها وقعت في شباك" نرجسي متخفي " إدرائت ريقها واستعادت ثباتها ومن خلال خبراتها الكبيرة أدركت انه لا يجدى نفعا معه المواجهة لذا وجهت له سؤال آخر بعيدا عن الموضوع:
-انت كنت فين ؟
استدرجته بعيدا فرد ببساطة:
-كنت بدفع الحساب هنمشي
دق قلبها بعنف من فرط قلقها على مصير ابنتها عندما تبتعد عنها ظلت تحدق به دون ردة فعل وجهها ماخشب ويدها باردتان ظلت واقفه وكأن الزمان وقف فلا تدري من أين خرجت إبنتها تجر حقيبتها خلفها تجاوزتهم قليلا دون أن تعير أمها أي إنتباه، دعت زوجها بطريقة غير مباشرة لملاحقتها.
ربت على كتف "رحاب" وراح تجاه "حلا"يحاوط كتفها ويمشي بها عبر الرواق بحميمية، مشهد عادى لزوجين يبدوا على ظاهرهم الحب لكن للأسف "رحاب"ترأي بشكل آخر إنه ثعبان ضخم يلتف حول فريستة بإحكام ولن يتركها حتي يمتصها بالكامل الموسيقي مرعبه والخطر في ذروته انها تبتعد في نهايه الممر وكأنها تدخل في فوة الظلام حتى توارت عن عينها تماما .
"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"
"بعد ثلاثة أشهر "
دخلت "حلا"الى شقتها مبتسمه ومفعمة بالنشاط تهرول تجاه زوجها "وسيم"الذي يتوسط الأريكه ويمد قدمه أمامه ويبدوا مرتاحا، قالت بسعادة :
-حبيبي وحشتني
اختطف نظرة سريعة لملابسها والتي وضح تغيرها بالفترة الأخيرة كما يريد بل لاحظ إكتسابها بعض الوزن الزائد وهذا أرضاه تماما،ابتسم ابتسامى خفيفة وهو يقبل ترحبيها ب:
-وانت كمان
جلست الى جواره لتقول بحماسة وسعادة:
-عندي خبر ليك تحفه
التف اليها وسأل بإهتمام وقد لاحظ سعادتها التى تقفز من عينيها:
-خير ؟
اجابته وهى تحرك يدها في الهواء بسعادة :
-هيكرموني في المهرجان الدولي أحسن مذيعه لهذا العام
سرعان ما إختفت إبتسامته وظهر على وجهه غضب متخفي لم يرد عليها واكتفى بزجرها بتلك النظرات الغريبة والغير متوقعه، بادلته هى الاخري النظر ولكنها لم تفهم سر صمته فتحدثت بغباء كامل وعدم ادراك كم هو يغلى كالبركان الخامل الآن :
- إيه؟الفرحه مش سيعاك مش كدا انا كمان كنت زيك كدا وهما بيبلغوني مش عارفه اصدق اني هتكرم كأحسن مذيعه وكم من المحطات الخارجية عايزه تعمل معايا لقاء واللي عايز يرفقني في رحلة السف.......
قاطعها بجدية وعيناه تذبحها بنصل بارد متسائلا بحنق :
- تسفري فين؟ وانا ما ليش رأي حضرتك ناسية انك متجوزة راجل مش رجل كنبة.
قبل أن تستوعب حجم غضبه وثب من مجلسه يهدر بانفعال:
- يا أهم مذيعه في الوطن العربى انت متجوزة ومش أي راجل
التف ليؤشر بطرف سبابتة في غرور وتحدي:
- انتى متجوزة وسيم الهجري اهم رجل اعمال في بلدك وفي اى بلد هتروحيها راجل انت نفسك ما كنتيش تحلمي تتجوزيه عشان دلوقتي من نفسك تقررى السفر من غير موافقته.
لقد تغيرت كثيرا فى الثلاثة أشهر الماضية اختلفت كليا بعدما أغلقت حياتها عليه ومحورت عالمها حوله وباتت الآن تخشي غضبه عوضا عن مناقشته وتحاول إرضائه حتى ولو على حساب ذاتها، نهضت من مكانها ترد بخضوع:
-حبيبي انا ما قصدش أعمل حاجة من غير إذنك
رغم نبرتها الخاضعة ومحاولة إرضائه إلا أنه زعق بها بحدة:
-لما اتكلم ما تقطعنيش يا حيوانة انت
سرعان ماتحول وهج فرحتها إلي رماد في فمها اختفى الحماس من عينيها وحل محلة الذل والخضوع والأنكسار وغلفهم الحزن ، ارتعش أسفل فاه وطأطات رأسها إستمعت إلى إهانتها وصمتت وليس لها أي ذنب لقد تمكن منها وجعلها دمية بلا روح يفرغ بها كل عقدة النفسية دون ردة فعل منها سوى الرضوح.
التف حولها بخطوات بطيئة يسأل بسخرية:
- يكرموكى على إيه انا شايف قدامي ست في منتهي الغباء مش مهتميه ببتها ولا بجوزها ولا عارفة توافق بين شغلها وبيتها لدرجة إني بقعد في البيت بالساعات لوحدي مستني طلتها البهية، ستات كتير أولى بالتكريم الست اللي شايفة طالبات جوزها ومهتمية ببتها انما احنا دلوقتي الساعه تلاته العصر وحضرتك ما عملتيش غداء ولا شوفتي اقل واجباتك
اذدات توتر وبدأت في قطم أظافرها، حديثه أثر عليها جدا وشكها تماما بنفسها هتفت من بين قطمات أظافرها:
- انا اسفه هطلب اكل حالا
علق ساخرا وهو يرمي لها نظرة مشمئزة:
-هها تطلبى إنتى بجد مصدقة إنك ست حقيقة
امسك بمنكبيها وهزها بين يديه مستأنفا حديثه بنبرة تبدوا ناصحه ومؤثره ناظرا بعينيها :
- صدقينى انا الوحيد اللي شايف الحقيقة ولو إنت بجد ست تستاهلي كنت هديكى أعظم جايزة في العالم لكن للاسف كلهم بيخدعوكي كلهم بلا استثناء.
ما كان منها إلا أن هزت رأسها وكانها مقتنعة بما يقول إستطاع التأثير عليها لكنها لم تتحكم بدموعها التى جرت على وجنتها في سباق، مشت نحو المطبخ في صمت بينما وقف هو يتابع حركاتها كمن يلاحظ فأر تجاربه نجح في تدميرها لكن بكائها هذا يعنى أن بداخلها لازال يقاوم من المفترض ان لا تشعر بشئ سوى الإمتنان له لأنه يوضح حقيقتها .
وضعت يدها أسفل وجنتها وهى متمددة على الفراش تبكى بصمت بعدما تعرضت لتيار عالي من التعنيف النفسي والتحطيم تبكي للانها لم تجد سبيلا سوى البكاء، وتحدق بالفراغ لأنها لم تعرف جهة تتجه صوبها لقد دمرت علاقتها بأمها وقطعت معها الاتصال وسدت بوجها كل طرق العودة، وكذلك اقرب صديقتها ابتعدت عنها لأنها لايترك لأي احد مجال يريدها.
معظم الوقت متفرغه له وحاضرة حوله حتى وإن كان يعمل، بحجج كثيرة اولها أن عملها يعيق بينه وبينها وهو بالكاد يتحمل غيابها به.
اثناء كل هذا شعرت بيده تلتف حول خصرها في البداية كادت تنتفض لكنها دون إرادة،ثم علا نحيبها وانفجرت بالبكاء علانيه بعدما كانت تدعى النوم، رفع جسده لينظر لها متأملا ثم هتف ببراءة:
-لي كل دا يا سكرتي؟ معقول تكوني زعلتى من كلامي دا انا بحبك
كادت تصرخ به لكنها كانت اضعف من ان تخسرة هذا الحضن الذي تريده الآن بشدة، تحتاج أن تشعر بالدفء عوضا عن كل البرودة التى تحاوط قلبها وكأنها مؤشرا للموت ما كان منها إلا أن بكت بهستريا وهي بأحضانه بكت وكأنها لا تجد ردا إلا البكاء، مما جعله يستنكر دون عطف:
- اي شغل العيال في ست عاقلة تعمل اللي بتعمليه دا
وانا قولت اي زعلك كدا اكيد فهمتينى غلط زي عادتك
قد ايه اعصابك تعبانة انت لازم تزوري دكتور نفسي حالتك ما طمنش .
رفعت وجهها اليه وتطلعت في وجهه الوسيم كان جحيمها الذي ترعي به.
قالت بنبرة أشبه بالضياع:
-مش عايزه دكتور انا عايزاك تحضني وبس .
ابتسم وهو يتأمل عينها الممتلئة بالبكاء ووجهها الذابل وبشرتها البيضاء كالاموات لوحه كاملة لشبح إمرأة كانت يوما على قيد الحياة، هتف ببساطة بعد صمت قصير:
-بس كدا حاضر هعملك اللي انت عايزاه
استجاب لطلبها وراح يهتف لكما اياها بضيق :
-شكلك بقى وحش كفايا عياط بقي
كانت تختبأ في أحضانه ظنًا منها أنها تحتمي من الوحوش به، لكنها لم تكن تدرك أنها بالكامل فى فم السبع.
و في اضعف حالاتها توسلته كالطفلة :
-ما تسبنيش ما تبعدش عني
لقد أوصلها بسلام لمرحة اليأس والخوف من تركها لأي سبب من الأسباب حزنها،مظهرها،أخطائها،حالتها النفسية.
لقد جعلها تجهل تماما أن الحب الحقيقي لا يلتفت لكل هذه الترهلات الحب في الضراء قبل السراء، لكن هذا النرجسي أوقع فريستة وبات يتلذذ بالتهام روحها دون أي شفقه؛ لذا قال مدعيا الاستسلام:
-حاضر يا ستي مش هسيبك وربنا يصبرني
أعطاها شعور أنها لاتستحق ومع ذلك تفضل هو ووافق بالبقاء معها لقد هال التراب بالكامل على ثقتها بنفسها وسبب لها عاهة نفسية بالغه لن تتجاوزها بسهولة، وكذلك هو وغيرهم من المرضي النفسيون لديهم قدرة عجيبة في تحويل الضحية إلي جاني وتغير للحقيقة، وغرس الدلائل والبراهين فى عقل ضحاياهم أنهم ظالمون وهم اساس كل الظلم .
"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"
اقتربت منها صديقتها وهى تعاينها بدقه وفور ما التقت عينها بها سألتها بقلق:
-انت كويسه يا حلا؟
نظرت لها حلا بتعجب وردت السؤال بأخر :
- مالى شايفاني ناقصه ايد ولا رجل ؟
ردت "خلود"بتهكم:
-لاء زايدة وزايدة أوى
نفضت حلا رأسها وكانها تريد انكار شئ بدا واضح للعلن واستمرت في تناول الشوكولا قائلة دون اكتراث لهذا التعليق:
- عندى مرايات في بيتي
تذمرت صديقتها وراحت تسأل بشك عن سبب هذا التغير:
- دا بسبب الجواز
ردت وهى تجرش الشكولاه الخشنه بين فكيها:
-جوزى عايز كدا
صدمت خلود من ردها وتعجبت كيف لرجل ان يطلب من زوجته ذات القوام الممشوق والرشيق بأن تتحول الى كتلة من الدهون المتحركة، فتحدثت بحميه وغيره على صديقتها:
- انت هبلة يا حلا جوز اي اللي يخليكي تعملى في نفسك كدا بلاش عبط
بدت حلا منفصله عنا تقول ولا تزال تقطم ما بيدها من حلوى بشراهه غريبه لم تعهدها فيها وهذا ازعج خلود للغايه ،مما استدعها لتسحبها من يدها بقسوة معنه اياها:
- سيبى البتاعة دي وفوقي لنفسك انت بضيعي
انزعجت حلا من تصرف خلود وراحت تزجرها:
- هو انا عيلة صغيرة مش عارفى انا بعمل ايه ولا ايه ؟
اكدت خلود على كلامها بحنق:
- ايوا مش عارفة انت بتعملي ايه، ومش هسيبك في القرف اللى انت فيه دا
اشتدت المشادة الكلاميه بينهم وتشاركا نفس التعبير والحدة والتراشق حيث ردت حلا :
- اللى بتسميه قرف دا اسمه عندي بحب جوزى وبرضيه
- انت غبية اللي بيحب حد بيحبه زى ماهو
- انت اللي غبيى انت لا جربتي الحب ولا الجواز عشان تفهمي ان الست مكانها تحت رجلين جوزها
- انت بتقولي ايه الست مكانها جانب جوزها كتفها في كتفه لا على راسه ولا تحت رجله.
- اكيد انت مش عارفة الفرق بين الرجل والست
-مش عارفة لأن مافيش فرق اصلا اللي بتعمليه في نفسك دا رمي للتهلكه حرفيا.
-ياستى انا راضية
-راضية عن شكلك وعن برنامجك اللي بيسقط بسبب غيابك المتكرر ولا راضية عن علاقتك بولدتك اللي اتقطعت
ارتبكت قليلا فور ذكر والدتها ثم عادت لحدتها لتقول دون خوف:
-ما يهمنيش غير رضا وسيم وبس.
رمقتها باذدراء ورمت لها الحلوى بضيق متيقنة انه لا فائدة من الجدال معها مضيفه جمله اخيره،و بشفقة كبيرة:
-للاسف اشتريتى التروماي.
رحلت عنها "خلود"بعدما زعزعت شتى امانها وهزت بعض قناعتها.
تحركت تجر اذيال خيبتها نحو الخارج حيث سيارته الفخمة التي بانتظارها، برغم خطواتها البطيئة الا انها هرولت عندما لاحظت "خلود" تقف امام سيارة وسيم وتحادثه من شباك السيارة وعندما اقتربت اختفت مبتعدة عن هما.
دخلت الى السيارة فما وجدت منه إلا ابتسامة صافيه ويدا ممتدة بشتى انواع الحلوى المهدرجه قائلا :
-جبتلك الشكولاته اللي بتحبيها
نظرت لما بيده وهتفت متأثره:
-خلود بتقولى اني زيدت أوى وإن دا هيأثر على شغلي
هتف مستخفا وهو ينظر بمرآه السيارة:
- دى غيرانه منك
سألته حلا بتفقد :
-كانت بتقولك ايه؟
اجاب مغترا:
-بذمتك هتقولى اي واحد بالحلاوة دي هتقولوا ايه؟ بتحاول ترمي شبكها عشان توقعنى
وكأنما لدغها عقرب انتفضت قائله:
- توقعك يعنى ايه؟
اسرع بامساك يدها ورد متلاعبا :
- ما تقلقيش يا حلوتى انا عمري ما هسمح بكدا طول ما انت كويسة معايا.
اصبحت ساذجة جدا لتنطلي عليها خدعته ومشاعره المزيفة، والمرهونه بشرط وارد جدا تغيره في أى وقت ........ يتبع
السيد وسيم _سنيوريتا ياسمينا احمد "الكاتبة"
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
❤️💙🌹🌺❤️💙🌹🌺❤️💙🌹🌺❤️💙🌹🌺❤️💙🌹🌺❤️
تعليقات
إرسال تعليق