القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عذراً لقد نفذ رصيدكم الفصل السابع والخمسون بقلم الكاتبه فاطمه طه سلطان حصريه وجديده

رواية عذراً لقد نفذ رصيدكم الفصل السابع والخمسون بقلم الكاتبه فاطمه طه سلطان حصريه وجديده 



رواية عذراً لقد نفذ رصيدكم الفصل السابع والخمسون بقلم الكاتبه فاطمه طه سلطان حصريه وجديده


اذكروا الله.

دعواتكم لأهلكم في فلسطين والسودان وسوريا ولبنان وجميع البلاد العربية.


_____________________


‏هكذا يولد الحب يأتي أحدهم إليك، 

ولا يطلب شيئًا، لا شيء على الإطلاق...


#مقتبسة


كل الأشياء بجانبك

 تبدو في غاية الإشراق

حتى أنا 

حين لمستني يديك

 أصبحتُ شمساً متوهجة


#مقتبسة


‏كُنت اعلم انني خُبئت لمن يشبهني 

لكني لم اكُن أعلم ان قلبي بهذا النقاء

حتى حظيت بك .


#مقتبسة


أن يَسعىٰ لتَلوينك بَعدمَا

جَعلك العَالم بأڪملهِ شَاحبًا، 

هَذا فَقط مَا يُمڪن أن نُسميهِ حُبَاً...


#مقتبسة.


_____________


عاد "دياب" ثم أخذ حمامًا دافئًا وولج إلى حجرته التي أخيرًا عادت له منذ زواج إيناس، وأصبحت شقيقته "حور" تقطن في الحجرة الأخرى مع والدتها كما كان الحال بعد زيجة إيناس الأولى....


وضع هاتفه على الشاحن ثم جلس على الفراش واستلقى فوقه، وبعد لحظات رأى شقيقته تدخل الغرفة التي كان بابها مفتوحًا من الأساس....


ملامحها ناعسة وشعرها مشعث، فابتسم دياب ساخرًا:


-بسم الله الرحمن الرحيم، هما بيطلعوا امته دول؟؟!


صاحت حور مستنكرة:


-بيطلعوا في أي وقت، كلم ريناد مش كل ما تتخانقوا ومتردش عليها تكلمني انا، عايزة أنام وعندي محاضرات بنزل من ستة الصبح اتقوا الله...


تنهد بضيقٍ وهو يرفع يده مستسلمًا:


-ماشي اسفين يا ست حور، روحي كملي نوم وأنا هكلمها، اقفلي الباب والنور وراكي يلا....


فعلت ما أراده منها وذهبت فورًا إلى الفراش حتى لا يذهب نعاسها وتفيق وهي لا تريد ذلك أبدًا...


أمسك دياب هاتفه، قد شحنت نصف البطارية لذلك اتصل بها ليأتيه صوتها غاضبًا:


-لسه فاكر ترد عليا؟؟ وكمان موبايلك اتقفل في النص عايز تموتني من القلق يعني؟؟.


رد عليها دياب بهدوء لا يناسبه:


-وتقلقي ليه؟؟ مفيش داعي تقلقي وبعدين موبايلي فصل شحن لما قفل...


سمع صوتها منفعلًا إلى أقصى درجة:


-والله؟ يعني لما متردش عليا وافتكر أن حصلك حاجة في الطريق ده عادي؟؟ مهما بتضايق مني أو بنتخانق بترد عليا عادي حتى لو بندب في بعض بس بترد، لكن أنتَ مبتردش وياريت متكنش عامل كده عن قصد اديني سبب واحد يخليني احسن الظن فيك...


حاول "دياب" أن يختلق كذبة غير منطقية أبدًا وهو يخبرها:


-كنت قاعد على القهوة مع نضال وموبايلي فصل شحن ولسه طالع البيت من شوية وحطيته على الشاحن..


سمع صوت ضحكات ساخرة خرجت منها ثم ردت عليه بتهكم:


-طول عمري اسمع ان الرجالة مبتعرفش تعمل حوار وبيتقفشوا لما بيكدبوا بس أول مرة اجربها، يعني أنتَ عايز تفهمني أن نضال سايب عروسته وقاعد معاكم على القهوة؟!..


شعر دياب حماقته حقًا وحاول تصحيح ما قاله:


-راجل جدع علشان مضايقش قعد معانا شوية بعدين طلع عادي يعني..


قالت ريناد بانزعاج وانفعال:


-أنا عايزة أفهم أنتَ مضايق وواخد مني موقف ليه؟ يعني أنا غلطانة إني خايفة عليك؟ ما هو مش معقول تيجي مشوار معايا لغايت البيت علشان تطمن إني وصلت وترجع كل ده مواصلات كل مرة، ما أنا راجعة بالعربية يعني ولا راكبة مواصلات حد يضايقني ولا غيره، أنا بتصعب عليا لما ترجع كل ده..


رفع صوته قليلًا، وكان صادقًا وهو يخبرها:


-لازم اطمن عليكي أنك وصلتي ومش مهم أنا عادي بتصرف وبرجع، وبعدين يعني أنتِ مبتسمعيش الحوادث اللي بتحصل بليل في وقت متأخر للبنات حتى لو راكبة عربية؟!، ممكن حد يضايقك عادي، أنا بخاف عليكي يا ريناد ياريت تفهمي ده..


سكتت لحظة...

وهي تسمع لهفته الواضحة فهي تحب خوفه عليها، لكنها أيضًا تخاف عليه، المنطقة التي يسير فيها حتى يصل إلى المواصلات شبة معزولة تحديدًا في وقت هكذا...


تحدثت ريناد وهي تجيب على حديثه:


-أنا فاهمة بس برضو أنا كمان بخاف عليك، وبعدين متزعلش لو طريقتي زعلتك..


ابتسم دون وعي وهو يحك رأسه:


-انا مبعرفش ازعل منك، وكنت هكلمك على فكرة بس أنتِ سبقتيني وكلمتي حور، أنتِ عارفة اني حتى لو اتعصبت شوية هرجع اكلمك أنا بس ببعد شوية لغايت ما اهدى مش أكتر.....


تمتمت ريناد بنبرة هادئة وصوتٍ ناعس:


-عارفة، على العموم تصبح على خير النهاردة اليوم كان طويل جدًا، وجيت من السفر الصبح وبعدين جيت الفرح، بكرا هشوفك في الجامعة بقا...


-ماشي وأنتِ من أهل الخير. 


أغلق الهاتف، ثم ابتسم بخفة وهو يترك الهاتف بجواره، كل التوتر تبخر من قلبه، كأن صوتها وحده كفيل أن يعيده سالمًا من صراعاته مع نفسه، حتى لو حدث بينهما خلاف كلاهما يحاول حله وتجاوزه في أسرع وقت...


_______________


كانت ليلة لا تنسى.

سوف تظل مخلدة في ذاكرتهما....

لن يُمحى أثرها أبدًا...


كانت ليلة مليئة بالاعترافات التي لم تكن خرجت منهما من قبل، ليلة تم إباحة كل شيء بها، وأطلق السراح لرغباتهما ومشاعرهما، ليلة تم فيها الاعتراف بالحب بطرق مختلفة وكثيرة دون الحاجة إلى حروف، ليلة امتلأت بالشكر لأن القدر جمع بينهما......


وجدت سلمى أمانًا غريبًا لم تعرفه من قبل، سمعت عنه ولكنها لم تظن بأنه موجود، وأنها سوف تحصل عليه مع رجل!


لم تظن حتى بأنها سوف تصل إلى تلك المرحلة يومًا مع شاب كانت تعجب به سرًا والآن في منزله بعدما أصبحت زوجته وحلاله، بعد كل ما مرا به من اختبارات ومواقف، لم يتخل فيها أحدهما عن الآخر، حتى مع وقوع الأخطاء......


نامت بين أحضانه، لا تدري من غلبه النوم أولًا، لكنها متأكدة أنها حين أغمضت عينيها كانت في أحضانه، واستيقظت وكانت في الوضعية ذاتها، كان ضوء النهار يتسلّل خفيفًا عبر فتحة صغيرة في الستارة، حاولت أن تبتعد قليلًا عن أحضانه فمدت يدها إلى الكوميدنو المتواجد بجوار الفراش حتى تأتي بهاتفها وتعرف كم الساعة الآن؟!


لكن هذه الحركة البسيطة أيقظت نضال، فتح عينيه ببطء، وصوته ناعس به بقية نوم:


-بتفركي ليه على الصبح؟؟.


فتحت الهاتف، لتتفاجأ بالوقت، قد تجاوز الثانية عشر ظهرًا، لم يُمهلها نضال أكثر، سحبها إلى أحضانه دفعة واحدة، حتى سقط الهاتف من بين يديها فوق طرف الفراش.


-نامي يا سلمى...


اعترضت بصوتٍ خافت، يكسوه خجل رقيق تخلت عنه ليلة أمس قليلًا لكن الآن عاد لها وهي تتذكر كل تفصيلة بينهما:


-الظهر غالبًا أذن خلاص، هنام إيه تاني؟..


سألها نضال وهو يمرر أصابعه على وجهها بحنان:


-ليه هي الساعة كام؟؟..


-الساعة اتناشر ونص...


صمت قليلًا ثم ضمها إليه وكأنه لم يسمع شيئًا منها وعانقته هي الأخرى، هو لم يتوقع في أحلامه أن تكون سلمى أمرأة تحمل هذا القدر من العاطفة والمشاعر إلى هذا الحد العاطفي التي لم تظهره أبدًا من قبل، غلبت كل توقعاته، وسمحت له أن يمتلكها كما امتلكها من قبل قلبًا وروحًا...


كان نضال على وشك أن يعبر عن سعادته، والمشاعر التي كانت تجتاحه ليلة أمس، لكنها ابتعدت عنه مرة واحدة مغمغمة وكأن عقلها عاد للتو وهي تبتعد تبحث عن هاتفها:


-احنا مكلمنهمش ولا عرفنا عملوا إيه؟! ازاي كده بجد.........


جلس نضال هو الآخر، وقد بدأ يستوعب كلماتها، كأن عقليهما كانا بالأمس غائبَين تمامًا، واليوم فقط عادا ليتذكّرا أن العالم بالخارج لم يتوقف، كما توقف عندهما ولم يعرفا سوا أنهما سويًا وبمفردهما وكل الحقوق لهما........


___________


..في المستشفى..


فاقت سامية أخيرًا من تأثير المخدر، بعد عملية ولادتها بعدما انفصلت المشيمة انفصال مبكر، وهي التي جعلتها تشعر بتلك الأعراض، لذلك أضطر الطبيب إدخالها إلى عملية ولادة قيصرية عاجلة على الفور..


وبعدما وضعت جنينها "ذكرًا" تم وضعه في الحضانة بطريقة مباشرة وتوصيله بأنابيب أوكسجين وأنبوب تغذية في الأنف والوريد، واجهزة صغيرة حوله لمتابعة النبض والتنفس، لم يكن وزنه تعدى الكيلو ومئة جرام، كان صغيرًا جدًا وضعيفًا كونه أتى قبل موعده.....


أخبرها الطبيب الخبر حينما استيقظت بالحالة الخاصة بها وبطفلها وحاول أن يتحدث معها بطريقة إيجابية رغم حساسية الوضع...


كانت والدتها، عمها، خالها، سلامة الذي عاد إلى المنزل لتوصيل شقيقتع وزوجته وطفله، ونام لمدة ساعتين بعدما انتهت والدتها وعاد مجددًا مع أبيه بينما أمها لم تتركها وتذهب...


جلست سامية تبكي بقهر بعد ذهاب الطبيب وحاولت والدتها التهوين عليها مغمغمة:


-الحمدلله يا حبيبتي على كل حال، واديكي الحمدلله كويسة، وان شاء الله هو كمان هيكون كويس والدكتور طمنك، هو بس هيقعد كام يوم في الحضانة وده طبيعي لأي طفل اتولد بدري...


تمتم زهران بنبرة دافئة:


-حمدلله على سلامتك يا بنتي..


لم ترد على أي حديث مما سمعته بل أخذت تتحدث وهي تمسح دموعها بأناملها وكف يدها الموضوع فيه الكانولا:


-أنا السبب، أنا السبب في كل ده، وكنت في الأول بقول يارب ميكملش؛ أنا السبب علشان مكنتش عايزاه، وعلشان مكنتش عايزة حاجة تفكرني باللي حصل وربنا عاقبني وجه بدري، الدكتور كان بيهديني وخلاص أنا عارفة أنه خطر....


تحدث خالها بنبرة جادة:


-متقوليش كده يا بنتي حرام عليكي نفسك..


تمتمت انتصار بنبرة هادئة وهي تحاول كبح دموعها هي الأخرى بينما سلامة كان واقفًا بصمت فهو لا يحسن المواساة:


-ده المكتوب يا بنتي، وكان ده هيحصل في كل الأحوال، وأنتِ كانت نفسيتك وحشة وأعصابك مشدودة وغصب عنك اللي مريتي بيه مش قليل، الحمدلله قومتي بالسلامة، والولد كمان هيكون كويس وهتاخديه في حضنك وبكرا تشوفي...


اقترب زهران من الفراش مغمغمًا:


-امسحي دموعك وبطلي عياط وفوقي كده، ومتقعديش تلومي نفسك كفايا أنك لسه واقفة على رجلك بعد اللي مريتي بيه وكل حاجة هتكون كويسة وأهم حاجة دلوقتي نفسيتك يا حبييتي.. 


أنهى زهران حديثه ونطق سلامة أخيرًا:


-حمدلله على السلامة يا سامية..


ردت سامية وهي تمسح دموعها بالمنديل الورقي وهي تحاول أن تتماسك قدر المستطاع:


-الله يسلمك..


____________


"داخــل شقة نضال وسلمى"


بعد اتصال من سلمى إلى شقيقتها جهاد التي أجابت عليها بصوتٍ ناعس، سألتها سلمى عما حدث لتخبرها شقيقتها بما حدث وأن سلامة قد رحل إليهما لتوهه..


حزنت سلمى على حال سامية، حسنًا هي مازالت لا تتقبل حب نضال السابق لها، ولكنها لا تنكر بأنها كانت تجهز معها إلى حفل زفافها على أكمل وجه، وساعدتها في كثير من الأمور، وحتى توطدت علاقتهما قليلًا غير أنها تحزن على حالها، ما مرت به سامية هي نفسها لا تظن بأنه من الممكن أن تتجاوزه او تتحمله أي أمرأة!!!


وفي النهاية ما حاولت أن تتخطاه منذ أشهر وأن تتعايش بشكل طبيعي غلبها ليلة واحدة وأظهر مقدار الضغط النفسي الذي كانت تعيش فيه...


اتصل نضال بوالده أيضًا وعرف الوضع، بعدما أخذ حمام دافئ وقضى فرضه، ثم قام هو بتحضير فطور لهما يناسب أول صباح لهما في بيتهما، يحاول تجاوز الحزن الطبيعي الذي يشعر به الاثنان من أجل سامية، فمن لا يتعاطف معها قد يكون تخلى عن انسانيته...


أثناء تحضيره للفطور كانت هي أخذت حمامها وقامت بترتيب الحجرة ووضع فستانها الأبيض في الغلاف الخاص به ثم علقته في الخزانة، وأخذت تبحث عن شيء مناسب قد ترتديه...


احتارت بين ثوبٍ من اللون السماوي وأخر من اللون "الاوف وايت" وفوقه رداءًا طويلًا من اللون الاسود لكنها استقرت في النهاية على الخيار الأول، فأرتدت ثوب من اللون السماوي الفاتح، ينسدل بانسيابية على جسدها الرياضي والمتناسق من أثر ممارستها للرياضة سنواتٍ عدة وحرسها دومًا على تناول كل ما هو صحي وحتى لو أفسدت نظامها تعود مرة أخرى له.......


زين حواف الثوب دانتيل أبيض ناعم عند منطقة الصدر وطرفه، ارتدت فوقه رداءً حريريًا فضفاضًا من اللون ذاته، كان مفتوحًا على مصراعيه، ولكنها أغلقته بالرباط الخاص به، وأخذت تصفف خصلاتها بعناية، وهي تنظر في المرأة تستمتع بهيئتها الانثوية في صباحها الأول في شقتها كعروسًا لمن اختاره قلبها وحتى عقلها كان موافقًا على الاختيار...............


خرجت من الحجرة لتجده جالسًا على المقعد في انتظارها بعدما قام بوضع الأطباق على الطاولة بترتيب يتقنه، جلست وتناولت معه الطعام، فهي تشعر بالجوع الشديد ولم تتناول ليلة أمس من العشاء ما قد يكفيها........


جمعت الصحون بمساعدته ثم وضعتها في غسالة الأطباق بعدما قام بتشغيلها هو كونها مازالت تتعلم تشغيل بعض الأجهزة تحديدًا أنها لم تستخدمها من قبل....


جلست في النهاية واستقرت بين أحضانه على الأريكة وأمامهما مشروبها المفضل الفترة الماضية القهوة المثلجة التي رغمًا عن أنفه بات يحبها لكنه لم يتخلى أبدًا عن ادمانه للقهوة الساخنة فهي تمتلك مذاقًا خاصًا، لكن لا مانع من التغيير في بعض الأحيان...


قام بتشغيل التلفاز على أول فيلم سينمائي أبيض وأسود وجده ولم يكن يعرفه ولا هي، ليس من اهتماماتهما التلفاز ولكن نوعًا ما قد يقوم بتسليتهما............


كسر نضال الصمت الذي يتواجد بينهما فلم يكن هناك صوت غير صوت التلفاز فقط:


-مش هتوريني فيديوهات الحنة؟!.


ضحكت سلمى وهي تنظر له ثم تحدثت متهكمة:


-والله؟ اوريك إيه؟؟ ما أنتَ جيت وشوفت والفيديوهات اللي كنا بنرقص فيها سوا واخدتها مني...


ابتسم لها ببراءة وهو يسألها:


-بس أنا محضرتش كل حاجة أنا قعدت أقل من ساعة بالظبط وجهاد طردتني وأنا عديتها على فكرة علشان خاطرك..


ردت عليه سلمى بطريقة منطقية:


-اعتقد ده شيء منطقي يعني أنتَ جيت طبيت على نفسهم ومكنش حد عارف أنك جاي غير الصبح كله جاي عايز ياخد حريته، وكويس أنها طردتك بالذوق..


تمتم نضال بنبرة مرحة:


-طيب نسيبنا من الذوق ومن قلة الذوق، حابب اشوف باقي الحنة...


قالت سلمى بنبرة ساخرة:


-لا..


-على فكرة أنا ممكن لما نمتي، كنت اشوف في موبايلك عادي ولا علشان أنا محترم بحب اشوف الحاجة برضا صاحبها، وخوفت الاقي فيديوهات لحد تاني..


هزت رأسها نافية وهي تعلق على النقطة الأخيرة فقط:


-مفيش حد اتصور بموبايلي غير أنا وأنتَ وبعدين أنا لوحدي وأي حد حب يتصور اتصور بموبايله بس ومحدش صورني خالص زي ما قولت، وبعدين هكون عملت إيه؟؟ لبست كذا حاجة تانية مختلفة عن اللي لبستهم أنا وأنتَ موجود، احنا لبسنا صعيدي واسكندراني باين وحاجة تاني..


رد عليها نضال بجدية وهو يضمها إليه أكثر بطريقة أخجلتها نوعًا ما:


-حابب اشوف الباقي واتفرج، وبعدين أنا لما جيت يا سلمى لوهلة معرفتكيش والله لولا إني ملقتش حد لابس كده غيرك انتِ كنت هفتكرك حد تاني، بس عمومًا دي أخر حنة تلبسي فيها كده علشان محدش يشوف غيري....


سمع منها أغرب رد حينما غلبها خجلها:


-تصدق انا مش هرد عليك....


ترك قُبلة على وجنتيها مغمغمًا:


-لا ردي، ردك بيكون كويس...


خجلت أكثر ولحسن الحظ أنقذها منه صوت هاتفها فنهضت على الفور تتوجه إلى حجرة النوم لتجد خالها يتصل بها، وكانت الساعة الثانية بعد الظهر، وأخبرها بأنه سوف يأتي في المساء مع جهاد لأنها يرغب في رؤيتها والاطمئنان عليها قبل أن يسافر، لأن طيارته في فجر اليوم التالي......


____________


في اليوم التالي....


جاءت "ياسمين" لزيارة سامية في المستشفى وهي تحمل علبة من الشيكولاتة الفاخرة وباقة من الزهور الملونة، كان قلبها يخفق بعنف، فهي تعلم أن وجودها هنا ليس مرحَّبًا به وهذا ظهر حينما استقبلتها "انتصار" ببرودٍ ظاهر رغم معرفتها بأن تلك الفتاة ظلمت أيضًا لكنها لا ترغب في رؤية أي شخص يخص هذا الرجل أو من عائلته....


ولجت إلى الحجرة بعدما ادخلتها انتصار وخرجت ولم تجلس معها في نفس المكان...


أردفت ياسمين ببسمة هادئة رغم الجو المشحون:


-حمدلله على سلامتك يا سامية، أنا عرفت من البوست اللي نازل على البيدج بتاعتك..


قالت سامية بتعب نفسي وجسدي وصوتٍ مُرهق:


-هتلاقي الاسستنت بتاعتي نزلت، لأنها كلمتني امبارح وماما ردت عليها، المهم اقعدي هتفضلي واقفة كده؟..


ردت عليها ياسمين بحرج طفيف:


-مش عايزة اطول عليكي أساسا مامتك مش طايقاني، ويستحسن امشي..


أردفت سامية بجدية وهي تضع يدها على بطنها بسبب الألم التي تشعر به:


-ماما مش قصدها، وبعدين هي خرجت زمان خالو أخدها تشرب شاي أو حاجة، اقعدي مش معقولة تيجي لغايت هنا وتمشي صد رد وبالسرعة دي...


ابتسمت لها ياسمين ثم جلست على المقعد البلاستيكي الموضوع بجوار الفراش على ما يبدو كان يجلس فيه شخصًا ما قبل أن تأتي..


لقد تم الحكم على حمزة خمس سنوات منذ أيام، ولا يعلم أحد هل مع النقض من الممكن أن يخفف الحكم أم لا؟!.


كانت "ياسمين" تعلم أن الجو مثقل، لكن محاولتها للتخفيف دفعتها للقول:


-قبل ما ادخلك سألت على وضعك يعني والدكتور قال أن صحتك كويسة وان شاء الله البيبي هيكون كويس..


همست سامية بوجعٍ خافت:


-يارب يا ياسمين، مش هسامح نفسي أبدًا لو حصله حاجة بسببي..


قاطعتها ياسمين بنبرة حاسمة وهي تمسك يدها:


-متقوليش كده يا سامية، ان شاء الله مش هيحصل حاجة، وبعدين أنتِ معملتيش حاجة كفايا أصلا الضغط النفسي اللي كنتي فيه الفترة اللي فاتت كلها....


ثم سألتها بنبرة هادئة وهي تحاول الحديث في أي شيء أخر:


-المهم تفكري بطريقة ايجابية عن كده، وبعدين لسه مفكرتيش هتسميه إيه؟..


ابتسمت سامية ابتسامة باهتة ومسحت دمعة سالت على خدها ثم أردفت:


-كنت بفكر اسميه ريان، إيه رأيك؟..


ردت عليها ياسمين بلهفةٍ:


-اسم حلو أوي بجد بإذن الله هيكون كويس وهتعملي أحلى سبوع وربنا يفرحك بيه يارب..


-يارب ويفرحك، طمنيني عنك إيه اخبارك؟ مشوفتكيش من شهور...


أخبرتها ياسمين بما حدث معها الفترة الماضية:


-يعني بدأت اشتغل في السياحة حسيت شغفي فيها وكده، حاولت اشغل نفسي، وسافرت السعودية قعدت هناك شوية عند واحدة قريبتي، وعملت عمره، بعدين رجعت..


سألتها سامية باهتمام:


-أنتِ وزين مرجعتهوش لسه؟؟..


شعرت ياسمين بخجل طفيف وهي تخبرها:


-يعني لسه، فكرة أنه يتقبل كل اللي حصل حاجة مش سهلة خصوصًا أنه مش عايز مامته تعرف باللي حصل معايا يعني كل اللي تعرفه أن حمزة اتحبس بسبب موضوعك.


ثم استرسلت حديثها بسعادة وخجل طفيف:


- بس يعني هو في احتمال كبير نكتب كتب كتابنا الشهر الجاي وهنسافر بعدها شهر عسل طويل، الفترة اللي فاتت كانت تعتبر فترة خطوبة بنتعرف على بعض فيها من جديد وفي نفس الوقت هو كان بيحاول ينسى كل اللي حصل...


رُسمت ابتسامة على شفتي سامية مغمغمة:


-بإذن الله ربنا يتمم ليكم على خير، وبلاش تخسري زين علشان هو راجل وبيحبك بجد، وأنتِ تستاهلي تبدأي من جديد تاني...


نظرت لها ياسمين بمشاعر قوية وهي تخبرها:


-وأنتِ كمان تستاهلي تبدأي من جديد وربنا يعوضك عن كل اللي فات..


هل هناك تعويض حقيقي من الممكن تشعر به سامية قد يضمد جرحها؟ لا تظن ذلك أبدًا لكنها صمتت..


تابعت ياسمين بجدية:

-هستناكي في كتب الكتاب وان شاء الله تكوني اطمنتي على ريان وتكوني بقيتي كويسة..


-ان شاء الله..


ساد صمت قصير قبل أن تتابع ياسمين، ونبرة صوتها تحمل رجاءً خفيًا:


-سامية أنا عايزاكي تسامحيني أنا عمري ما كان قصدي اخدعك، أو أشارك معاه في أي حاجة، صدقيني أنا كنت مغصوبة وأنتِ عرفتي كل حاجة، أنا مش وحشة ولا عمري هقبل أن في واحدة تنضر، أنا كنت تحت ضغط كبير..


أجابت سامية بصوت مبحوح، وفي عينيها إنهاك طويل:


-اللي فات مات يا ياسمين بلاش نتكلم فيه ونوجع قلوبنا أكتر...


...بينما في الخارج...


كانت تجلس انتصار برفقة شقيقها ولا تدري أين ذهب زهران مع وفاء...


فما لا تعرفه بأن وفاء كانت ترغب في الابتعاد بأي شكل حينما رأت ياسمين تأتي في نهاية الرواق لم يكن ينقصها أن تتذكرها وتتعرف عليها...


كانت "انتصار" مشدودة الأعصاب، تحاول السيطرة على غضبها، كان شقيقها بجوارها، يتأملها بقلق...


قال متسائلًا:


-مالك يا انتصار مش طايقة زهران ليه من امبارح؟ كل ما يتكلم تتعصبي مش عادتك يعني..


حاولت انتصار أن تنفي هذا بطريقة فشلت فيها:


-لا، وأنا مالي بيه يعني؟ أنا متعصبة طبيعي، مش شايف وضع بنتي وابنها؟!


-لا يا انتصار في حاجة، عرفيني إيه اللي حصل؟ اتخانتقم؟؟ في حاجة لازم اعرفها؟؟ قوليلي، مش عادتك تتخانقي معاه ده زهران كان بيسلكنا من بعض وبيصالحنا على بعض لو اتخانقنا.


تنهدت بعمق ثم انفجرت بخجل طفيف:


-ماشي أنا هقولك اللي حصل، الراجل كبر وخرف، يوم فرح نضال يقولي أنه عايز يتجوزني، وازاي كنت السنين دي كلها قدامه مفكرش يتجوزني، اه أنا اعرف أنه مجنون ودماغه طقه بس مش للدرجة..


ارتفع حاجباه بدهشة ثم عقب:


-أنتِ بتتكلمي بجد ولا بتهزري؟؟.


نظرت له انتصار بانفعال طفيف:


-ايوة بتكلم بجد، ههزر ليه؟؟ الراجل اتجنن وجنانه وصل لعندي، يروح يدوره على واحدة يتجوزها أحسن......


شقيقها ليس باردًا ولكنه منطقيًا حتى أنه في وقت من الأوقات كان يتمنى أن يعرض زهران الزواج على شقيقته حينما كانت شابة بعد وفاة زوجها وتربي ولديه مع ابنتها، لكن شقيقته ظلت رافضة فكرة الزواج مرة أخرى، وزهران لم يعرض الأمر، لكن بعد تلك السنوات أن يسمع هذا الأمر أنه شيء عجيب جدًا، حتى أنه لم يجد رد مناسب سوى...


-خلاص مضايقيش نفسك علشان بنتك وأنا هتكلم معاه لما يجي، ولو عايزة تيجي اجهزلك شقة ابوكي أنتِ وسامية وتقعدي فيها مفيش مشكلة....


أردفت انتصار بنبرة جادة:


- ياريت تتكلم معاه علشان واضح أنه كل ما بيكبر بيتجنن أكتر..


-سمعتك، على فكرة مين ده اللي اتجنن يا انتصار؟ ومين ده اللي كبر، أنا لسه في عز شبابي وطالب الحلال عملت إيه أنا يعني؟؟؟....


خرجت تلك الكلمات من فم زهران الذي جاء وهو يحمل قهوة إلى شقيقها، بعدما تناول قهوته هو مع ابنته التي تجلس بالأسفل الآن مع جهاد وسلامة....


نهضت انتصار ثم نهض شقيقها وقبل أن تتفوه بحرف واحد كان زهران يسبقها وهو يوجه حديثه إلى شقيقها وينظر إليه:


- أنتَ عارفني أنا بحب ادخل البيت من بابه، وكنت هاجي اقولك لولا الظرف اللي احنا فيه، بس اختك سبقتني و....


قاطعت انتصار حديثه ولم يدعه يستكمله وهي تتذكر ما فعله ليلة أمس:


-ظرف إيه اللي مقدره يا راجل أنتَ؟ ده البت امبارح في العمليات وبتقولي إيه رأيك في الكلام اللي قولتهولك في الفرح واخدت على خاطرك اوي اني هبيت فيك ودي اقل حاجة اعملها..


رد عليها زهران بجدية وتبرير واضح:

- كنت بهزر معاكي وبحاول اخرجك من اللي أنتِ فيه غلطان أنا؟؟؟ وبعدين أنا عملت إيه غلط علشان تقعدي كل شوية تشخطي وأنا ساكت؟ أنا مشوفتش واحدة متنرفزة النرفزة دي علشان قولتلها اتجوزك، هو أنا طلبت حاجة حرام ولا عيب؟ وبعدين أنتِ أولى من الغريب والعيال يتربوا مع بعض..


لم يكن يتركا فرصة لشقيقها أن يتحدث...

فردت عليه هي ساخرة ومتهكمة:


-عيال مين؟ قول الاحفاد يا راجل أنتَ اعقل كده، ده أنتَ بقيت جد...


ابتسم بثقة وعناد:


-جد بس صغير وعليا الطلب وألف واحدة تتمنى تتجوز المعلم زهران، وبعدين خلصينا بقا قبل ما تضيعي مني نلحق نتجوز ونكمل عمرنا سوا، مش كل مرة بقا...


شهقت انتصار متمتمة بانفعال كونها تعرف قصة يسرا:


-أنتَ بتفول عليا يا راجل أنتَ؟؟...


تدخل شقيقها أخيرًا، غاضبًا:


-ممكن تسكتوا شوية، احنا في مستشفى، وبعدين خلاص يا زهران هي من زمان رافضة الجواز ومش بعد العمر ده تيجي وتتكلم في موضوع زي ده....


لكن زهران لم يهدأ وهو يقول بجدية:


-لا هتكلم أنا حر أنا طالب الحلال، والاحسن تقنع أختك توافق، أنا هصونها وهحطها في عيني، بدل ما تعقلها واقف تقولي بعد العمر ده؟! ده أنتم عيلة نكدية صحيح......


وفي تلك اللحظة، فُتح باب الغرفة وخرجت "ياسمين"، تحمل في عينيها حرجًا واضحًا من الضجة التي سمعتها...


أغلقت الباب خلفها، ثم تمتمت بصوتٍ هادئ قبل أن ترحل:


-عن إذنكم وألف سلامة عليها....


_________________


عاد من العمل اليوم مبكرًا على غير عادته تناول العشاء مع زوجته وشقيقته نسمة...


أما الطفلان كانا عند جدتهما لأن والدهما قادم لرؤيتهما، لذلك تركتهما إيناس عند والدتها بعدما انتهى يومهما الدراسة...


ذهبت حتى تقابل أحدى صديقاتها وحينما عادت إليهما حتى تأخذهما وترحل بسيارتها بعدما بدأت في القيادة بعدما اشترى جواد سيارة لها وخضعت إلى دروس من أجلها...


لكن رفض الطفلان العودة مقررين بأن يمكثا اليوم عند جدتهما وفي الغد يوم الجمعة ولا يتواجد مدرسة، وألحا الاثنان كثيرًا، في النهاية تركتهما إيناس وعادت إلى البيت...


بعدما تناول الجميع العشاء ودخلت نسمة إلى حجرتها واطمأنت إيناس أنها خلدت إلى النوم، جاءت إلى حجرتها هي وزوجها الذي كان جالسًا على الفراش والهاتف بين يديه...


تمتمت إيناس كعادتها تسأله عن يومه كيف سار:


-إيه الاخبار النهاردة في الشغل؟ مكنش عندك عمليات صح علشان كده جيت بدري؟.


كان يحب رغبتها الدائمة في جعله يتحدث عن تفاصيل يومه، رغم أن أيامه تشبه بعضها العادية والروتينية في الغالب إلا لو كان في حدث معين لأول مرة يشهده سواء جيد أو سيء كونه جراح، لكنها تسمعه باهتمام وكأنها تسمع قصة جديدة منه كل يوم...


ترك الهاتف ثم نظر إليها من خلف نظارته الطبية متمتمًا:


-كان عندي عملية واحدة بس ماخدتش فيها نص ساعة، واطمنت عليه لما فاق من البنج وجيت، بكرا اليوم هيكون طويل شوية عندي كذا عملية ورا بعض...


قالت إيناس ببسمة هادئة:


-ربنا يعينك يارب..


-يارب..


سألها جواد بلهجة عتاب طفيفة غير محسوسة:


-صحيح ليه خليتي الولاد يباتوا هناك؟؟.


ردت عليه إيناس بتلقائية:


-عادي هما كانوا عايزين يباتوا مع ماما وحور، وكانوا واحشينهم مش أكتر هروح بكرا اجيبهم وأخد نسمة معايا...


سألها جواد بتحفظ:


-لما خلصتي مشوارك مع صاحبتك، لما رجعتي كان هو لسه هناك؟!.


أدركت شيء إيناس خلال تلك الفترة...

بأن جواد متفهمًا إلى أقصى درجة، وعقله متفتح في كثير من الأمور وهي تريح باله وعقله كونها لا تحتاج إلى تعليمات وإرشادات وتعرف حدودها حتى أكثر مما يرغب.....


 لكنها بدأت تفهمه مع الأيام أنه لا يفصح عن غيرته بصراحة مدام الأمر لا يستدعي ذلك ولا يخرج غيرته بطريقة تجعلها أقرب إلى الشك بل يفضل أن يخرجها في تساؤلات يحاول جعلها عابرة..


لم تحتاج أن تسأله من يقصد لأن الأمر واضحًا وضوح الشمس بأنه يقصد طليقها:


-لا طبعًا، أنا مرجعتش غير لما كان هو مشي مكنش حد في البيت هناك إلا ماما وحور حتى دياب مشافهوش كان قاعد على القهوة ورجعنا أنا وهو سوا.


هز رأسه موافقًا، كأنما لم يكن السؤال سوى أمر عابر، ثم أغلقت إيناس الحوار وهي تتمطى بتعبٍ حقيقي:


-يلا تصبح على خير، أنا هنام بقا، تعبانة جدًا وصحيت من بدري وبكرا الجمعة وبحب اصحي بدري فيه....


-وأنتِ من أهل الخير...


خلد الاثنان في النوم إلا أن قرر صوت هاتف إيناس أن يوقظهما في الثالثة فجرًا، استيقظت إيناس أولا ثم مدت يدها إلى الكوميدنو وفتحت عيناها بكسل شديد وجدت أن المتصل حور فأسرعت أن تجيب عليها بقلق......


-ايوة يا حور، في حاجة؟ أمك كويسة؟ أنتم كويسين؟!...


سمعت إيناس شيئًا طمأنها قليلا، وهنا كان جواد قد استيقظ ويتابع الحوار.....


تمتمت إيناس بانزعاج طفيف:


-عايزاني ازاي يعني؟ هي أول مرة تبات من غيري وبتعيط ليه طيب، اديهاني أكلمها..


أعطت وقتها حور الهاتف إلى جنى فأخذت إيناس تحدثها:


-مالك يا جنى بتعيطي ليه؟ ومش عايزة تنامي ليه طيب؟


سمعت شيئًا منها فردت عليها بنبرة حاولت جعلها متماسكة:


-يا جنى مش أنتِ اللي كنتي عايزة تباتي؟ مش عيب كده تعيطي بليل وتضايقي تيتا وحور؟ وبعدين احنا كبرنا خلاص، مينفعش نعيط....


يبدو أن ابنتها كانت مُلحة في أن تأتي الآن فقالت إيناس:


-الساعة ثلاثة يا جنى والفجر قرب يأذن يا حبيبتي، نامي والصبح بدري هكون عندك هتصحى تلاقيني عندك ماشي؟؟..


كانت كل المحاولات فاشلة فأخذ منها جواد الهاتف مرة واحدة قائلا بنبرة حازمة وحنونة في الوقت ذاته:


-خلاص، أنا جاي اخدك يا جنى، سلام...


أغلق الخط، وأدارت إيناس وجهها نحوه بتعجب:


-ليه قولتلها كده؟ هتفضل صاحية ومستنية بجد يعني أنك تكدب عليها مش حل...


رد عليها جواد بنبرة عادية وهو ينهض من الفراش يتوجه صوب الجزء الآخر من الغرفة الذي يتواجد فيه الملابس:


-أنا مش بكدب عليها أنا رايح اخدهم فعلا، هلبس اي حاجة بسرعة ورايح..


تمتمت إيناس باعتراض:


-الساعة ثلاثة يا جواد وأنتَ يومك بكرا طويل، هي أصلا أول مرة تعمل كده وبتدلع شوية، أكيد هتسكت إيه اللي يخليك تسوق في وقت زي ده؟!، ده المشوار ساعة رايح وساعة جاي..


رغم اعتراضاتها الكثيرة على قيادته في هذا الوقت المتأخر، لم يُصغِ جواد لها، بل ارتدى ثيابه سريعًا وانطلق...


وبعد ساعتين تقريبًا عاد بعدما استقبله دياب باستغراب لالتزامه بما وعد به الطفلة فظن بأنه مجرد حديث حتى تصمت لا أكثر...


عادت معه جنى وجواد الذي استيقظ من نومه متأففًا وطوال الطريق يعاتب شقيقته ينتعها بطفلة صغيرة غير ناضجة وكأنه هو الناضج والكبير....


اصطف جواد بالسيارة عند الباب الذي يطل على حديقة المنزل، ليست البوابة الرئيسية والداخلية..


كانت إيناس تقف في انتظارهما وهي تضع وشاح ثقيل بعض الشيء على كتفها بدأ الجو ليلًا يميل إلى البرودة في تلك الأجواء الخريفية...


أقترب جواد الصغير من أمه هاتفًا بعدم رضا:


-بصراحة بنتك صغيرة وطفلة غريبة، ياريت لو متخليهاش تقعد معايا في حتة تاني، وهو بيسمع كلامها مش لايق عليه اسمي على فكرة.


لكزته إيناس بخفة:


-عيب يا جواد...


جاء جواد وجنى ممسكة بيده بسعادة حقيقية، بمجرد أن رأته قد أتى صرخت من سعادتها؛ لأن الجميع كان يعاملها بأنها تتوهم وأنه من سابع المستحيلات أن يأتي أحد لأخذها في هذا الوقت.....


تمتم جواد بنبرة عادية مبتسمة:


-روحنا وجينا بسرعة الطريق كان فاضي..


نزلت إيناس إلى مستوى ابنتها مغمغمة بحنان وحزم:


-ممكن افهم بقى كنتي بتعيطي ليه؟؟.


هزت الصغيرة كتفيها قائلة ببراءة:


-معرفش وحشتوني ومش عارفة أنام من غيرك..


رد جواد الصغير عليها:


-على أساس هنا بتنام معاكي يعني، عيلة صغيرة فعلا..


علق جواد على حديثه يخبره بشيء ينساه:


-في حاجة ناسيها يا جواد أنك مش كبير وهي مش عيلة، أنتم توأم يعني قد بعض..


قال جواد الصغير بغيظٍ وهو يعقد ساعديه:


-للأسف...


تمتمت إيناس بإرهاق حقيقي وحاولت جعل كلماتها حاسمة:


-يلا علشان تناموا الساعة بقت خمسة ونتكلم بكرا ان شاء الله.....


وبعد أن هدأ كل شيء، ونام طفليها عادت إلى جواد في فراشهما، كان صوته جادًا حين قال:


-بلاش تخليهم يباتوا هناك يا إيناس تاني اقعدوا زي ما تقعدوا بس في الآخر ارجعوا البيت..


-ليه يعني مش فاهمة؟.


أردف جواد بجدية حقيقية فهو افتقد شعور المنزل والبيت منذ مدة طويلة، هي من أعادت هذا الشعور مجددًا مع طفليها...


-أنا اتعودت يكونوا موجودين في البيت حتى لو جيت متأخر وهما نايمين، البيت رجع بيت من تاني من ساعة ما جيتوا عليه يا إيناس، أصلا اضايقت لما جيت وملقتهمش بس سكت..


فهمت مشاعره...

هي تفهمه وبشدة..

كلماته البسيطة تلك ولجت إلى قلبها مباشرة لذلك عانقته وبادلها هو وسمعها تنهي النقاش بطريقة حنونة:


-حاضر...


فما كان منه إلا أن طبع قبلة صامتة على كتفها، قبلة تشبه وعدًا خفيًا، أن هذا البيت سيظل عامرًا بهما معًا، ومع أطفالهما........


________يتبع________


لو وصلتم لهنا دمتم بألف خير ونتقابل في الفصل الاخير ان شاء الله...


الفصل الجاي أو بمعنى أدق الباقي من الفصل..


أنتم اللي هتحددوا ميعاد نزوله لو اتفاعلتم من هنا لغايت يوم الحد أو السبت كويس هينزل يوم فيهم...


لو التفاعل وحش هنزل بقيته يوم الاربع🥲


قراءة ممتعة ومتنسوش الفوت والكومنت...


بوتو يحبكم❤️



بداية الروايه من هنا



❤️💙🌹🌺❤️💙🌹🌺❤️💙🌹🌺

الروايات الكامله من هنا 👇 👇




رواية سيطره ناعمه كامله من هنا



روايه منعطف خطر كامله من هنا



رواية خيانة الوعد كامله من هنا



رواية نار الحب كامله من هنا



رواية الطفله والوحش كامله من هنا


رواية منعطف خطر كامله من هنا


رواية فلانتيمو كامله من هنا


رواية جحيم الغيره كامله من هنا



رواية مابين الضلوع كامله من هنا


رواية سيطرة ناعمه كامله من هنا


رواية يتيمه في قبضة صعيدي كامله من هنا



الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا


إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇 


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺





تعليقات

التنقل السريع
    close