رواية عذراً لقد نفذ رصيدكم الفصل الثامن والخمسون شارع خطاب "نــهــايــة الجــزء الأول" بقلم fatma_taha_sultan حصريه وجديده
![]() |
رواية عذراً لقد نفذ رصيدكم الفصل الثامن والخمسون شارع خطاب "نــهــايــة الجــزء الأول" بقلم fatma_taha_sultan حصريه وجديده
اذكروا الله.
دعواتكم لأهلكم في فلسطين والسودان وسوريا ولبنان وجميع البلاد العربية.
كيف لك ان تكونين وطنًا حيًا بأكملة؟!
عائلة بكل افرادها؟!
كيف تتشكلين على هيئة غيمة في أشد ايامي حرارة
وتمطرين علي ما إن أظمأ؟!
كيف لكِ أن تكونين جزءً من أي شيء
في العالم وأنتِ واحدة؟!
مقتبسة
أنتَ الاستثناء الذي كسرت من أجله كل قواعدي.
مقتبسة
"بعد لِقائه الأول بها قال:
وكأني كنت أعيش كاتمًا أَنفاسي وعند رؤيتك تنهدت"
مقتبسة
- إنني أحبك حتى في منعطفات الحياة الخطرة والسيئة، حتى مع رغبتي في أن أكون وحيدًا، حتى رغم برودي المفاجئ نحو كل شيء وغضبي العميق تجاه هذا العالم، أيًا كان شكل الحياة التي أُعاصرها؛ أعتقد أنني لن أفعل شيئًا سوى أن أحبك أكثر.
مقتبسة
بعد مرور بضعة أيام...
كانت الحقيبة موضوعة على الفراش فقد انتهت من الأولى ووضعت فيها ملابسها واحتاجت حقيبة سفر أخرى.
هبط نضال حتى يطمئن على أبيه ويتفقد أحواله حينما انتهى من جمع ملابسه وما يحتاجه من أجل سفرهما لشهر عسلهما؛ أخبرها بأنه سيهبط إلى أن تنتهي هي..
فعاد بعد ساعة تقريبًا، ليجدها واقفة في الغرفة مازالت تجمع ملابسها وما أن رأته أمامها تحدثت بهدوء وهي تشير نحو الحقيبة الموضوعة أرضًا..
-كويس أنك جيت يا نضال اقفل الشنطة دي علشان مش عايزة تقفل..
اقترب نضال ببطء، ناظرًا إلى الحقيبة الضخمة وكأنها تحمل فيها المنزل بأكمله، ثم انحنى يغلقها بصعوبة من كثرة ما وضعت فيها:
-سلمى هو أنتِ بعد ما مليتي الشنطة لغايت ما شوية وهتنفجر، بتحطي إيه في الشنطة التانية معلش؟؟ هو احنا مهاجرين؟ احنا مسافرين أسبوع...
أجابته سلمى بنبرة عادية، تفسّر له بينما يبتسم هو في داخله:
-يعني أنا بحب أخد حاجات زيادة شوية، وكمان خايفة الجو يكون برد بليل فأخدت كام شال كده، وحاجات بسيطة شتوي، وبعدين دي حاجتي العادية والشنطة دي مش هحط فيها حاجات كتير أوي أنا بس هحط حاجات بسيطة وهحط كام خمار مكويين هنا علشان ميتكسروش...
ضاق نضال عينيه وهو يرد ساخرًا:
-ما انتِ خلتيني أخد مكوى في شنطتي ولا أكمنها فاضية قولتي تحطي فيها أي حاجة، ده أنا شنطتي ممكن تكملي عليها، أنا واخد كام تيشيرت وكام بنطلون وشورت، وحرفيًا علشان أخدت ثلاث قمصان حاسس اني افتريت...
ضحكت سلمى قليلًا، ثم قالت بحنق طفولي:
-عادي أنتم الرجالة كده حاجاتكم قليلة وبسيطة، مش زينا، يعني يا بختكم....
ضحك نضال باستهزاء بسيط:
-يا بختنا اه...
ثم جاء وجلس بجوار الحقيبة على الفراش يحاول أن يتفحص محتوياتها فهي على ما يبدو سوف تأخذ الشقة معها، أخذ يتأملها وهي تتحرك بين الأغراض، كانت مشغولة، لكن ضحكت فجأة بلا سبب..
رفع رأسه إليها متعجبًا:
-بتضحكي على إيه؟؟.
ردت عليه سلمى بعفوية:
-مفيش عادي، مستغربة شوية، أنا بقالي سنين مسافرتش.
نظر لها باستفهامٍ جعلها تكمل حديثها وكأنها تفرغ قلبها لأول مرة:
-بقالي سبع سنين، احنا مش من النوع اللي بيسافر مع صحابه؛ كنا بنسافر لما خالو ومراته وعياله بينزلوا أجازة، بعد كده مبقناش نسافر، وكان كل مرة الصيف يجي والسفريات تبدأ كانت جهاد تتخانق مع ماما...
ابتلعت ريقها وهي تخبره:
-تقول كل الناس بتسافر مع صحابها وكل سنة تتحايل عليها، مرة واحدة ماما سمحت ليها وقتها أنها تسافر Day use مع صحابها العين السخنة وساعتها اتخانقت هي وسلامة، جهاد عكسي بتحب السفر والخروج أنا لا، حتى لما كنت بسافر مع خالو وعياله كان عادي....
تابعت حديثها وشريط حياتها يمر أمام عينيها:
-ولا كنت بنزل اشتري لبس ولا غيره زي جهاد، دي أول مرة أكون متحمسة كده، حتى أول مرة احضر الشنط وأنا فرحانة..
نهض من مكانه وأقترب منها وهنا تركت الوشاح الذي كان يتواجد بين يدها يسقط على طرف الحقيبة....
تمتمت سلمي وهي تبوح له بالحقيقة:
-أنا اتغيرت معاك أوي يا نضال....
ابتسم نضال وسألها بصوتٍ دافئ:
-ودي حاجة حلوة ولا وحشة؟؟..
مدت ذراعيها تحاوط عنقه، وهمست بعاطفة صافية:
-حلوة رغم أنها كانت مخوفاني في الأول، مكنتش بحب أغير رأيي، وكنت مقتنعة بأي حاجة بعملها أو في دماغي، بس معاك حبيت أغير حاجات كتير، واقتنعت بحاجات كتير كنت رفضاها...
ترك نضال قبلة دافئة على جبينها، وقال بعفوية صادقة:
-وأنا حبيتك زي ما أنتِ وبكل حاجة فيكي، وعرفت معاكي حاجات كتير، واتعلمنا حاجات كتيرة مع بعض ولسه هنتعلم، واتمنى عمري يطول علشان اعيش كل لحظة معاكي بحلوها ومُرها يا سلمى...
عانقته سلمى بحب كبير فضمها إليه، وهو مستعد لكل اختبار وكل ضيق، كل لحظة حلوة ومُرة قد تكون معها،
سلمى هي من أضافت للحب معنى أخر في قاموسه!!
يريد شكر والده بأنه كان السبب أن يجمعه بها........
___________
أخذت "جهاد" حمام دافئ من دون أن تسمع صراخ الصغير، أخذت وقتها بالكامل، من دون أن تشعر بالعجلة لأنها تركته بمفرده..
أخبرها سلامة بأنه سوف يطلب العشاء من الخارج اليوم، وسوف يرتب المنزل، ويحمل الطفل عنها، حتى تستمتع بوقتها!
كان ثلاث خدمات في عرض واحد لأول مرة!!
لم ترفض رغم توقعها بأنه سوف يفشل بالطبع لكنه خيب ظنها فحينما أخذت حمامها وولجت إلى حجرة النوم وارتدت ملابسها وجدت طفلها نائمًا في فراشه الصغير الموجود في الحجرة، التي قام بترتيبها أيضًا..........
-هو عمل حاجة في الواد ولا إيه ازاي نام بسرعة؟!
انحنت بالقرب من طفلها لتتأكد من انتظام أنفاسه...
تنفست الصعداء، لكن الغضب تسلل إليها في اللحظة ذاتها:
-ومدام بيعرف ينيمه كده؟ مكنش بيحاول ليه قبل كده ويسيبني أنا معكوكة؟..
قررت أن تهدأ قليلا ثم ذهبت حتى تمشط خصلاتها بهدوء نفسي نادرًا ما تحصل عليه الأم في تلك الفترات وما بعدها...
خرجت من الحجرة، لتجده قد جهز الطاولة ووضع الطعام بطريقة مرتبة، الطعام من الخارج هو فقط قام بوضعه في الأطباق..
نظرت جهاد بشكٍ وحدسها يخبرها بأن هناك شيء يريده أو كارثة سوف يخبرها به، سلامة لن يفعل هذا كله من دون سبب..
جاء ووضع ابريق الماء على الطاولة ثم اقترب منها تاركًا قُبلة على وجنتيها مغمغمًا:
-اقعدي يا حبيبتي يلا، قبل ما الأكل يبرد..
جلست تتناول الطعام وهي تسأل حالها..
هل سوف يكشف حقيقة الزواج الثاني؟
أم سوف يخبرها بأنه يرغب في الانفصال؟....
هل هناك من تحمل دليلًا على خيانته وتهدده؟
ويريد الاعتراف أولًا...
أم أنه قد ارتكب جناية؟!
بالتأكيد قد حدث شيء، حتى يفعل هذا كله!...
ما جعلها تتأكد بأنه قد افتعل كارثة حينما أخبرها بأنه سوف يغسل الصحون وتجلس هي تبحث عن شيء قد يشاهدوه قبل أن يستيقظ ابنهما...
جلست جهاد على الأريكة؛ حاولت أن تحسن الظن إلى حدٍ ما..
جاء سلامة بعدما انتهى وهو يحمل مشروبات غازية لهما وجلس بجوارها ثم أخذها في أحضانه وهناك فيلم على الشاشة على أحدى القنوات...
أخذ كلاهما يتناول مشروبه إلى أن تحدثت جهاد متعجبة مرة واحدة:
-غريبة يعني عرفت تنيم زاهر؟..
ابتسم لها وهو يخبرها بنبرة صادقة ويمرر أصابعه على كتفها:
-جت بالصدفة يعني حاولت ومحاولتي جت بنجاح، المفروض يكون لينا وقت مع بعض، أنتِ وحشتيني ومبقناش نقعد مع بعض زي الأول...
ابتسمت هي الأخرى، تحاول أن تستسلم لهذه اللحظة، لكن حينما انتهى الفيلم وشعرت بالنعاس، قالت:
-أنا بقول أنام شوية قبل ما زاهر يصحى، لأنه مدام نام بدري كده هيصحى تاني..
أوقفها صوته فجأة:
-لا تنامي إيه بس؟ أنا عايز اتكلم معاكي..
فتحت عينيها بدهشة، ثم مالت نحوه بجدية ممزوجة بسخرية:
-ايوة كده يا سلامة، دي اللحظة اللي أنا مستنياها من أول اليوم، لما تقولي عملت إيه، وكل ده عملته ليه؟.
ارتبك "سلامة" محاولًا الدفاع عن نفسه:
-والله العظيم عيب عليكي يا جهاد، يعني أنتِ قصدك إني بعمل كل ده علشان حاجة معينة؟!..
صمتت ونظرت إليه تراقب ملامحه المتوترة عن كثب، فتابع هو بارتباك واضح:
-يعني أنا بعمل كده علشان أنا زوج محترم، وعايز اساعدك وبعدين علشان نتكلم براحتنا حاولت أظبط الجو غلطت في إيه أنا؟!..
وضعت أناملها على وجنته، تبتسم بحنان:
-ماشي يا حبيبي اتكلم، أنا سمعاك، وبعدين أنا بهزر معاك.....
لقد وقع في الفخ سريعًا فأردف:
-يعني في موضوع مهم لازم نتكلم فيه..
حثته جهاد على الحديث وهي تقول بنبرة هادئة:
-ايوة اتكلم، سمعاك، ياريت تتكلم قبل ما ابنك يصحى يا اما اسقط منك أنا وأنام...
-خلاص خليها بكرا، نامي ونتكلم بكرا..
أردفت جهاد بعصبية بعض الشيء:
-يلا يا سلامة اتكلم بقا بلاش تختبر صبري أكتر من كده..
-أنتِ متعصبة ليه طيب؟ هو أنا لسه نطقت علشان تتنرفزي؟؟..
-مش متعصبة، بس أنك عمال تمهد للموضوع كتير ده شيء قالقني..
-خلاص هتكلم اهو..
ابتلع ريقه ثم تابع حديثه بتفسير بعدما تنفس بعمق:
- أنا معروض عليا position حلو في الشغل..
شهقت بفرحة حقيقية قبل أن تقول:
-طب ليه ساكت؟ أنا مش مصدقة.....
لكنه أسرع ليطفئ حماسها:
-هو قبل ما تفرحي كده خليني أكمل، بُصي المفروض أنهم عايزني أسافر تاني بس المرة دي مدة أطول...
عبست ملامحها على الفور وثم تحدثت بريبة:
-قول الحقيقة، مراتك الفلبنية أم عين ضيقة عايزاك ترجع ولا إيه؟ شكلها مقدرتش على بُعدك كتر خيري أنا والله اتحملت شهور..
ضحك رغم الجو المشحون هي بالفعل مجنونة..
تختلق سيناريوهات من عقلها فرد عليها:
-المرة دي، لو روحت وقبلت شهر بالظبط تخلصي ورقك فيه، وتيجي أنتِ وزاهر، وأنا هظبط الأمور هناك وهتكوني معايا، خلاص ولا تتهميني بفلبينية ولا بصينية، لو كنت هسافر المرة دي تاني لوحدي مكنتش حتى عرضت عليكي وكنت رفضت الموضوع من أوله، لأني مش حابب أسافر تاني لوحدي وأكون بعيد عنك....
هدأت قليلًا تحاول أن تستوعب كلماته، فأردف هو:
-لو أنتِ حابة نأخد خطوة زي دي مع بعضنا في حياتنا ونخوض تجربة جديدة، ماشي، لو مش حابة والله العظيم ما هزعل ولا حاجة، عادي يعني راحت فرصة هيجي غيرها عادي هنا..
سكتت قليلًا، تحاول استيعاب الفكرة ثم تمتمت:
-أنا مش عارفة أخد قرار دلوقتي، سيبني أفكر، أنتَ فاجئتني أنا قولت أخرك هتكون واحدة ماسكة عليك اسكرينات وبتهددك وبتمهدلي الجو مش سفر وكده...
هي خائفة من فكرة أن تكون وحيدة مع زوجها وطفلها في بلد غريبة عليها لكنها في الوقت ذاته لم تستطع أن تتفوه بقرار محدد...
ضحك بخفوت، يضمها إليه مرة أخرى:
-هو أنتِ ثقتك فيا فين يا جهاد؟ بجد بحاول ادور عليها من يوم ما عرفتك..
نظرت له جهاد ثم قالت بجدية وهي تستكين بين أحضانه:
- الست مينفعش تثق في راجل ثقة مطلقة كده تبقى غبية، وتخيل بقا لو الراجل ده ابن المعلم زهران، وحب عمره اللي بيظهر كل شهرين ده، يعني جوازات باباك محتاجة يتعملها مسلسل، لازم أكيد أحذر منك..
ابتسم رغمًا عنه وترك بضعة قُبلة على وجنتيها وعنقها وكاد أن يعبر عن مدى اشتياقه لها، فالحياة اختلفت كثيرًا بوجود طفل لكنها لذيذة..
-وحشتيني جدًا والله حاسس أن بقالي كتير مقعدتش معاكي، وبعدين أنا معملتش كده علشان بس اقولك اللي حصل أنا فعلا وحشتني القعدة معاكي..
كادت أن ترد عليه لكن سمعت صوت صغيرها فنهضت على الفور متوجهه صوب الحجرة وهو ذهب خلفها، صغيرها أراد قطع اللحظة الأهم في الليلة...
ولجت جهاد إلى الحجرة وحملت الصغير ثم حاولت تهدئته وأخذت تهدهده وتهمس له ببضعة كلمات عشوائية..
ضمهما سلامة بين أحضانه وهو يترك قبلة على رأسها بحنان، رفعت بصرها فتلاقت نظراتهما في صمت طويل، ابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتيه، بينما عيناها تلمعان بشيء يشبه الاطمئنان العميق.....
في تلك اللحظة فقط، أدركت جهاد أن كل العناء يهون، ما دامت النهاية دائمًا هكذا..
هي تبني بيتًا دافئًا وحياة أسرية لطفلها تمنتها هي، ولم تحصل عليها.....
ستعطي طفلها دومًا ما أرادته هي دومًا من الحياة، لقد أكرمها الله كثيرًا بتلك الحياة التي لا تخلُ من الجنون ولم تكن مثالية يومًا ما......
_____________
بعد مرور شهر..
استيقظت "إيناس" كعادتها من نومها قام بتحضير الطعام حتى يأخذه أطفالها إلى المدرسة وتساعدها أحدى العاملات في المنزل، لم تكن تحب هذا الأمر مسبقًا لكنها بدأت الاعتياد عليه نوعًا ما...
بعدما مر الاتوبيس وأخذ صغارها، عادت توقظه في الوقت الذي أخبرها به ليلة أمس، واستيقظت نسمة ثم تناول الجميع الفطور سويًا، جاءت أحدى صديقات نسمة وجلست معها في حجرتها بينما هي عادت إلى الغرفة لتجده يتجهز للذهاب...
-أنتِ لسه ملبستيش يا إيناس؟.
نظرت له إيناس باستغراب!
لوهلة شعرت أن عتابه صادقًا، وأنها قد تناست موعد لا تتذكر بأنه أخبرها به..
سألته إيناس بعدم فهم:
-البس اروح فين؟ هو أنا رايحة فين اصلا؟ هو في حاجة اتفقنا عليها وأنا مش فاكراها؟!..
رد عليها جواد بهدوء:
-هتيجي معايا المستشفى النهاردة، أنا كنت فاكر إني قولتلك بس واضح إني مقولتش...
-هاجي المستشفى ليه؟؟..
تمتم جواد بنبرة هادئة:
-هقولك لما تخلصي ونمشي، وبعدين بتقاوحي ليه؟ وراكي حاجة يعني؟.
قالت ايناس بعفوية:
-لا مواريش بس مش عاملة حسابي اني هنزل..
-اديني قولتلك وفاجئتك معلش يلا؛ هنزل اعمل قهوة تكوني لبستي ونزلتي....
أنهى حديثه وغادر..
لا تدري لما يضخم الأمر؟؟.
أنه رجل عجيب، ذهبت واختارت أي شيء قد ترتديه سريعًا حتى ترحل...
بعد مرور ساعة تقريبًا..
كانت تجلس هناك في أحدى الغرف بعدما تم سحب العينة بينما هو تركها لدقائق من أجل شيء هام..
فتحت شيرين الباب وطلت منه مبتسمة مغمغمة:
-أول ما عرفت أنك هنا فلسعت علطول وجيتلك، وحشتيني أوي يا نوسة...
نهضت إيناس واحتضنتها بسعادة حقيقة وحينما ابتعدت عنها تحدثت:
-كنت ناوية لما اخلص اعدي عليكي، وأنتِ كمان وحشتيني أوي...
ردت عليها شيرين بنبرة جادة:
-طب مالك أنتِ تعبانة ولا إيه؟؟.
هزت إيناس رأسها تنفي وهي تتحدث بعفوية:
-مش تعبانة ولا حاجة، يعني حاجات بسيطة كده، من ساعة ما جنى وجواد دخلوا المدرسة وأنا علطول مقلقة ومجهود أكبر من الأول، جواد بيضخم الموضوع..
-مهوا جراح بقا لازم يكبر الموضوع، ده جورج وسوف قال طبيب جراح قلوب الناس أداويها..
ضحكت إيناس رغمًا عنها ليس هناك أمل أبدًا أن تتعقل شيرين أو تتغير، لكنها كانت من أجمل الصدف التي حدثت في حياتها بأنها اكتسب صديقة مثلها..
دخل جواد الحجرة...
هنا أردفت شيرين بجدية شديدة:
-أنا ماشية بقا، مش عايزة اتأخر عن شغلي أكتر من كده، وياريت لو محتاجة حاجة متتصليش بيا يا إيناس استني وقت البريك بتاعي..
نظرت لها إيناس بذهول وشيرين تبتعد عنها، على وشك المغادرة لكنها غمغمت قبل أن ترحل:
-عن اذنك يا دكتور...
أومأ جواد رأسه موافقًا..
رحلت شيرين ولم يبقى غير إيناس في الغرفة، فأردف جواد بنبرة هادئة:
-إيه الاخبار؟؟..
أقتربت منه إيناس قائلة بنبرة جادة:
-أنا عايزة اروح، أنا بجد بتوتر من المستشفيات وعندي تروما منها من ساعة مرض ماما، وبعدين مش هما كده كده هيبعتوا نتائج التحاليل؟ ممكن أروح بقا...
قال وهو يضع يده علي وجنتيها بحنان ويترك قُبلة على رأسها:
-ايوة هروحك، بس الأول دكتورة ماجدة عندها patient دلوقتي، خمس دقائق وهندخل ليها، تكشف عليكي وهروحك علطول...
-جواد هو أنتَ شاكك أن عندي حاجة وحشة؟ دكتورة إيه دي؟
-بعد الشر عليكي يا إيناس، أنا نفسي تبطلي أسئلة، وتبطي تشاؤم، وتسكتي لو لمدة دقائق، لو سكتي هتفهمي كل حاجة، ادي نفسك فرصة دقائق بس...
بعد مرور ثلث ساعة تقريبًا..
كانت متسطحة على الفراش في حجرة الدكتورة مي، استشاري النساء والتوليد، التي ابتسمت وهي تخبر جواد الذي يقف بجوراها مترقبًا وأخبرته بأن شكوكه صحيحة وزوجته حامل بالفعل...
ارتبكت إيناس وقتها جدًا وأخذت تساعدها الممرضة في مسح الجيل من فوق بطنها بعدها ساعدتها في النهوض، منذ أيام بسيطة شعرت ببعض الأعراض لكنها لم تأخذها بعين الاعتبار هي ليست من تلك النساء التي تفسر أي عرض يظهر عليها، بل دومًا تتجاهل، لكنها لم تكن مدركة بأنه يتابعها يسألها بضعة أسئلة يوميًا خفية تجيب عليها بعفوية وهو كان يترجمها بشكلٍ أخر...
كان ارتباكها غريبًا، وكأنها تسمع خبر حملها للمرة الأولى!!!
رُبما هذا يعود للسنوات التي كانت تتناول فيها أقراص منع الحمل، والتي كانت تتناولها باستمرار، وبدأت تسمع بأن لها بعض الأعراض السلبية والأحاديث الشائعة بين النسوة بأنها قد تسبب السرطان عند النساء كونها وسيلة هرمونية....
تركتهما الطبيبة بعدما أخبرت إيناس..
"مبروك يا مدام إيناس، هستنى اشوفك بعد اسبوع ان شاء الله، وعمومًا دكتور جواد هيبعتلي الريبورتات بتاعتك ونتائج التحاليل لما تطلع، لغايت دلوقتي الوضع طبيعي ومفيش أي قلق"..
ابتسمت لها إيناس، وبعدها خرجت هي الممرضة أيضًا من حجرة الكشف..
نظرت "إيناس" إليه كانت تنتظر أن تشعر بأي رد فعل منه..
لكنه كان صامتًا رغم أنه كان متوقعًا، لكن كان يخشى أن يكون وهمًا في النهاية ويذهب أمله ويصبح سرابًا............
أقترب منها فجأة احتضنها بقوة تلك المرة عن أي مرة أخرى، التقط أنفاسه ببطء وكأنه يريد أن يثبت اللحظة في قلبه، ومد ذراعيه إليها وضمها بقوة إلى صدره، ظل الأمر مستمرًا هكذا لمدة دقائق إلا أن شعرت به يبكي في صمت وقد بللت دموعه كتفها...
احتضته أكثر وهي تربت على ظهره كأنها تحتضن صغيرها وتحاول تهدئته، للمرة الأولى تدرك أهمية الأمر عنده الذي لم يفصح عنه ولا مرة حتى الآن، وتدرك حجم الانتظار والصبر الذي ينعم به هذا الرجل......
ابتعد عنها..
فخلعت نظارته الطبية ومسحت دموعه بأناملها المرتعشة وقد ترقرقت الدموع في عيناها أيضًا تأثرًا بـمشاعره العميقة...........
-جواد....
حاولت أن تنتشله من تأثره لأنهما ليسوا في المكان الصحيح أبدًا، ثم تابعت تحاول أن تمرح معه:
-على فكرة أنا ساكتة بقالي شوية المفروض تجيب ليا هدية، واستنيت لغايت ما فهمت...
ابتسم رغم بكائه، حاوط وجهها بكفيه ونظر في عينيها نظرة طويلة تحمل الكثير والكثير من المعاني:
-أنتِ لو طلبتي إيه يا إيناس هعملهولك، النهاردة أنتِ خلتيني أسعد واحد في الدنيا كلها، وده اللي بتعمليه من ساعة ما دخلتي حياتي..
تنهد تنهيدة متعبة وهو يخبرها بما يتواجد في قلبه ويشعر به حقًا في تلك اللحظة:
-النهاردة لأول مرة، احس أن الموضوع فارق معايا وكان ناقصني جدًا وأنا مش واخد بالي، بس يمكن ربنا كان له في حكمة في ده، أن لو هيكون ليا طفل يكون منك، أنتِ أحن وأحسن واحدة وأم، أنا شوفتها في حياتي...
ابتسمت له والدموع ما زالت في عينيها، أعادت نظارته إلى وجهه بعدما مسحتها بالمناديل، ثم وضعت يدها على وجنته مغمغمة:
-وأنتَ هتكون أجمل أب ان شاء الله؛ ويجي بالسلامة وبصحة كويسة ان شاء الله...
كان هاتفها يهتز في الحقيبة يعلن عن اتصال من ريناد.....
-ان شاء الله يا حبيبتي.
وحين غادرا حجرة الطبيبة، خرجا معًا بخطوات هادئة، تتشابك أصابعهما، و كان في عيني جواد نور جديد وأمل كبير...
هناك ابتسامة من إيناس وهي تشعر بـطمأنينة لم تعرفها من قبل، خبر حملها الثاني التي ظلت سنوات متخوفه منه بسبب الحياة التي تعيشها مع زوجها السابق وكانت تخشى أن تحمل مرة أخرى حتى وهي تتناول تلك الأقراص التي في بعض الأحيان لا تكن فعالة مئة بالمئة، الآن يسعدها لأنها تحمل جنينه هو، الرجل الذي بدل حياتها في ليلة وضحاها.......
والتي باتت تعشقه....
______________
كان دياب يجلس في المول التجاري، على إحدى الطاولات الصغيرة، يحتسي قهوته في صمت، منتظرًا وصول نضال الذي أخبره منذ قليل بأنه في الطريق إليه......
وبينما كان يحدق في فنجانه شاردًا، قطع صمت اللحظة رنين هاتفه...
ابتسم فور أن لمح اسم الفتاة التي تسكن قلبه وتحتله، فأجاب سريعًا:
-الو..
جاءه صوتها متحمسًا بطريقة غريبة:
-الو، ازيك؟؟ فينك كده..
-في المول مستني نضال، انتِ فينك؟؟.
-لسه مروحة يدوبك دخلت البيت وقولت لازم أكلمك الأول..
سألها دياب بعدم فهم وهو يعقد حاجبيه مندهشًا:
-ليه في حاجة ولا إيه؟!.
قالت ريناد مفجرة القنبلة:
-مبروك يا دياب، هتبقى خالو....
كان يشعر بالضيق لأنه طوال الليل يشعر بالأرق ولم ينم جيدًا حتى أن تركيزه كان صفرًا، فأجاب عليها بعدما أخذ رشفة من القهوة التي تتواجد أمامه:
-الله يبارك فيكي يا ريناد والله، بس أنا خالو بقالي سنين، جبتي التايهة أنتِ ولا إيه؟؟
ارتفع صوتها منفعلاً، لكن ما زال يحمل حماسها الطفولي:
-يا بني بقولك هتبقى خالو، إيناس حامل، أنا لسه قافلة معاها وكانت هي وجوزها عند الدكتور..
رفع رأسه مندهشًا قليلًا، ثم ابتسم:
-بجد؟.
-اه والله..
ابتسم دياب ثم غمغم بنبرة هادئة:
-الأخبار عندك ما شاء الله بتوصل أسرع من أي حد ربنا يحفظك، ربنا يتمم ليها على خير يارب...
تغيّر صوتها فجأة، وانخفض حماسها وهي تعاتبه:
-بس كده؟ أنتَ ليه رد فعلك بارد كده؟ فين المبالغة؟!.......
ضحك دياب بخفة ثم غمغم:
-يمكن علشان هي ست متجوزة طبيعي تبقى حامل، وبالفعل مخلفة توأم قبل كده، وبعدين منتظرة رد فعل إيه يعني؟ أعمل إيه؟؟؟..
قالت ريناد بسخرية مرحة:
-معرفش تعمل إيه؟ بس على الأقل تظهر رد فعل حلو وأنك مندهش قد إيه وأنها surprise حلوة..
ضحك مرة أخرى ثم غمغم بجدية طفيفة:
-على فكرة الكلام ده هي اللي تقوله لجوزها مثلا، مش أنا اللي مطالب مني اتفاجئ، بس أوعدك لما نتجوز وتبقى حامل أن شاء الله هبالغ في رد فعلي...
-احترم نفسك بقى...
تحدث دياب بنبرة جادة:
-ماشي مع إني مش عارف قولت إيه غلط، ربنا يهديكي يا ريناد أنا مش شايف قدامي وأنتِ مستنية ارقصلك علشان اختي اللي مخلفة توأم قبل كده حامل، والله فرحان وربنا يتمم بخير بس انا حاليا مش شايف غير السرير وعايز أنام..
-قاتل المتعة والفرحة، أنا رايحة اتغدى علشان جعانة جدًا، والله أنا متحمسة عنك...
-وأنا بحبك على فكرة..
خفق قلبها رغم نبرتها الحازمة وهي تقول:
-متحاولش تغير الموضوع يلا بالسلامة باي باي، أنا هروح أكلم إيناس تاني وأعبر عن حماسي ليها أحسن....
-سلام..
أنتهت المكالمة بينهما وظل هو مبتسمًا وهو يتناول قهوته، لا يصدق التغييرات التي حدثت في عائلته، هو أصبح ناجحًا مع أصدقائه في عملهما حتى أن نضال يفكر في افتتاح فرع ثالث لكنه فقط يبحث عن المكان المناسب،..
خطب دياب فتاة يعشقها حتى لو يفشل في بعض الأحيان عن التعبير عن مشاعره....
أما شقيقته إيناس أصبحت زوجة لرجل يحبها مختلف تمامًا حتى الآن عن زوجها السابق حتى في معاملته وتظهر شقيقته سعيدة والآن هي حامل في طفلها الثالث، أما شقيقته الصغرى، أخر العنقود حور أصبحت في كلية الطب، لا يصدق بأنه رأى تلك الأيام!!
بعد فسخ خطبته الأولى وعمله سائق بالتكتوك، تغيرت الأمور كثيرًا، ورزقه الله وعائلته أكثر مما تمنوا....
هو يشعر بالامتنان الشديد والسعادة كما لم يحدث من قبل، ويتمنى أن تظل الحياة تسير بتلك الطريقة..
حتى لو تعثرت يومًا هو لن يفقد الأمل.....
_______________
بعد مرور بضعة أسابيع..
في بداية فصل الشتاء، وفي ليلة باردةٍ من تلك الليالي التي تتسلّل فيها الرياح من بين الشرفات، هبطت رغم تحذيرات والدتها من الخروج في هذا الطقس، أصرت أن تهبط قليلًا وتذهب لشراء بعض الأشياء فقد صار خروجها من المنزل منذ ولادة صغيرها "ريان" رفاهيةً نادرة.....
في ذات الوقت.
وقف نضال بسيارة عند في بداية شارع خطاب يتحدث مع زوجته في الهاتف:
-والله؟ يعني في البرد ده فاكرة تفوقي النهاردة وتعمليلي سهرة، أنتِ ليه كل الأوقات عندك غلط؟!!.
سمع شيئًا منها فتحدث:
-اروح اقعد فين يعني؟ مش هروح القهوة الجو تحت صعب جدًا..
قالت سلمى له شيئًا من جديد فأردف:
-طيب هروح اشوف ابويا واقعد معاه شوية لما تخلصي ابعتيلي رسالة.
أنهى المكالمة، وترك الهاتف على الكرسي بجانبه، ثم لمح سامية واقفة عند البناية حينما اقترب بالسيارة، بعدها اصطف بها أمام البناية...
كانت سامية تتأمل الشارع في صمت....
هبط من السيارة واقترب منها بخطواتٍ حذرة، صوته خرج دافئًا رغم البرد:
-السلام عليكم..
ردت عليه سامية بهدوء:
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
سألها نضال بجدية:
-إيه اللي موقفك كده في البرد ده محتاجة حاجة؟..
ردّت بخفةٍ وهي تشيح بوجهها ناحية الطريق:
-لا كنت زهقانة ونزلت قولت امشي رجلي شوية ورايحة اجيب حاجات من السوبر ماركت وبعدين هطلع لسه بدري يعني.
-اتصلي بيهم احسن واطلبي اللي أنتِ عايزاه، الجو مش أحسن حاجة واحتمال تمطر..
تجاهلت نصيحته، ونظرت إليه بنظرةٍ شاردة، قبل أن تقول بهدوءٍ غريب:
-الوقت بيعدي بسرعة اوي يا نضال؛ والدنيا بتتغير في لحظات غريبة مش كده؟ الدنيا اتشقلبت، فاكر لما كنت بتتخانق معايا أنتَ وعم زهران لما كنت بتأخر في الجو ده...
نظر لها نضال بعدم فهم لماذا تتذكر شيئًا هكذا الآن؟!!
أسترسلت سامية حديثها وكأنها تدرك أن حديثها مُبهم جدًا وقرأت هذا في عينه:
-مش قصدي حاجة معينة، بس وقوفي هنا في الوقت ده خلاني افتكر حاجات كتير، أراجع كل حاجة حصلت معايا، أنا مريت بحاجات كتير حتى إني اصلحها ده شيء مستحيل هي هتفضل معلمة جوايا ومش هتتصلح...
-ان شاء الله كل الأمور هتتحسن مع الوقت لسه العمر قدامك طويل..
ابتيمت له ثم غمغمت بإدراك:
-عطلتك أنا اطلع، أنا هروح السوبر ماركت اشتري اللي محتاجاه واطلع قبل ما ريان يصحى ويتعب ماما، سلم على سلمى..
رحلت بخطواتٍ بطيئة لم تنتظر منه رد، وهي تشد معطفها من البرد، بينما وقف هو للحظةٍ يتابعها بعينيه، ثم فتح باب العمارة ودخل، اما هي قالت أثناء سيرها:
-شارع خطاب حلو في الجو ده أوي وهادي أول مرة أخد بالي...
وصلت إلى ناصية الشارع ثم رفعت وجهها نحو السماء الرمادية، والابتسامة الخفيفة مازالت على شفتيها،
تذكرت موقف والدتها من عرض زهران المستمر للزواج منها، وقتها لم تستطع سامية سوى أن تضحك، وضحكت الآن أيضًا حينما تذكرت الأمر، همست لنفسها:
-حكايات شارع خطاب مبتخلصش ولا المفاجآت حتى...
انطفأت الإضاءة في شرفات البيوت واحدًا تلو الآخر، الجميع يرغب في النوم ويضع جسده أسفل الاغطية السميكة حتى يستشعر الدفئ ويأخذ قسط من الراحة حتى يستعد لجزء وفصل جديد في حياة شارع خطاب، الذي أخبرتكم بأنها لن تنتهي....
بينما بقي شارع خطاب نفسه مستيقظًا، يحتفظ بأسراره لجزءٍ جديد من الحكاية والقصة......
*******
أخبرتكم في بداية القصة أن...
هناك الكثير من الشوارع المزدحمة المليئة بالأشخاص التي تسير كل يوم أمامك لا تلاحظ ولا تستطيع أن تقرأ وجوهها ومعرفة حكايتها، لذلك جئتُ لك بـ شارع خطاب في أحد الأحياء الشعبية المكتظة بالسُكان، حتى نبحث سويًا وندخل إلى أعماقهم ، فـهناك أحلام تهدم وتحطم، عيون لا تنام خوفًا من مسؤوليتها في الغد، قلوب تتغافل عن مشاعرها لأن الحياة صعبة جدًا أن تعيشها شخصًا عطوفًا، حب يتم قتله قبل أن يبدأ، حب أخر يبدأ دون أن يتم معرفة رأيك الشخصي...
مـشــاعــر غير محددة..
ومن المهم جدًا معرفة سبب تسمية الشارع بـــ خطاب
لأن عائلة خطاب أقدم عائلة في المنطقة سكنت هذا الشارع وهذا الاسم يعود إلى أكبر جد فيها، هذا ما يُقال دومًا على لسان "المعلم زهران خطاب" صاحب اللحوم والاضاحي الطازجة والمشاوي الرائعة.
وفي الحقيقة الحكاية لا تتوقف عند شارع خطاب فقط وليست القصة كلها فيه، لكن الحكاية دومًا تبدأ منه وتنتهي عنده مهما ذهبنا إلى عدة أماكن؛ لذلك أنتَ مدعو إلى رحلة ليست بالقصيرة ولا بالطويلة ولكنها ستغير بك الكثير.....
قرأت هذا من قبل ولكني أود أن أضيف عليه؛ بأن الرحلة لم تنتهي بعد..
أنتَ مدعو بشكلٍ رسمي إلى شارع خطاب الجزء الثاني....
كُن مستعدًا...
_______نهاية الجزء الأول_______
_____إلى اللقاء في شارع خطاب ٢______
لو وصلتم لغايت هنا متنسوش الفوت والكومنت عايزة تفاعل حلو وريفيوهات منكم حلوة جدا عن رأيكم في الرواية....
وبشكر من كل قلبي أي حد كتب كومنت حلو ليا تاكدوا أني بقرأ كل الكومنتات على مدار الفصول وبتفرق معايا جدًا...
وياريت أي حد معملش فوت على اي فصل من فصول الرواية يعمل عايزة تفاعل حلو جدا...
يوم الاربع هنزل ليكم الغلاف وهنرجع نستكمل الجزء الثاني من يوم ٢٩ اكتوبر...
هتوحشوني واوعوا تروحوا في أي حتة بوتو هيزعل منكم لما يرجع وميلاقيش حد😂😂
وعايزة كلام أكيد نخلي الرواية في ستوري لوحدها ولا ننزل هنا🩷🩷
"ده بخصوص متابعين الواتباد"
تذكروا بأن بوتو يحبكم🩷🩷🩷🩷🩷🩷🫂
نرجع على خير ان شاء الله..
رواية سيطره ناعمه كامله من هنا
رواية خيانة الوعد كامله من هنا
رواية الطفله والوحش كامله من هنا
رواية جحيم الغيره كامله من هنا
رواية مابين الضلوع كامله من هنا
رواية سيطرة ناعمه كامله من هنا
رواية يتيمه في قبضة صعيدي كامله من هنا
الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
تعليقات
إرسال تعليق