القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية لو أن الحب قرار الفصل السابع بقلم الكاتبه حنين_أحمد (ياسمين) حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات


رواية لو أن الحب قرار الفصل السابع بقلم الكاتبه حنين_أحمد (ياسمين) حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


رواية لو أن الحب قرار الفصل السابع بقلم الكاتبه حنين_أحمد (ياسمين) حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


ذهبت مع مها وسما إلى الشقة والتى تقبع أعلى شقة 

حماتها سعاد.. كان مايشغل بالها هل ستراه؟؟

إنه لم يحادثها سوى مرة وأخبرها أنه مشغول في 

الإعدادات لحفل زفافهما وهي تكاد تموت غيظا منه .

أين هي تلك الإعدادات؟ فلن يكون هناك حفل من 

الأساس.. سيكتفون بالإشهار في المسجد ويأخذها 

لشقتهما.

تكاد تجن من تصرفاته حتى المكالمة لم يجريها.. هل هو 

مشغول إلى هذا الحد؟ أم أنها هي الحمقاء التي تسيطر 

عليها مشاعرها لدرجة أنها كادت تستجدي اتصاله..

ولكن لا ستنزعه من تفكيرها وتركز على ماجاءت 

لتفعله.

رحّبت بهم سعاد وصعدوا جميعا لتجهيز الشقة وقد 

وجدت أنها قد نُظِّفَت جيدا ولم يتبق غير ترتيب الأثاث 

وترتيب أشيائها بداخله.

اتّجه تفكيرها رغما عنها إليه, إلى حبيبها وزوجها الذي لم 

يسأل عنها منذ وقت ليس بالقصير.. هل يعرف 

بوجودها هنا؟ أم أنه لا يهتم حتى بالمعرفة!

لقد بعثت له برسالة تخبره بخروجها بعد أن أجبرتها كرامتها 

المجروحة ألا تتصل بهتكاد تموت شوقا لتسمع صوته 

ولكن بالمقابل أين هو من هذا الشوق؟!

يبدو أنه لا يشتاق إليها أبدا.. ماذا تفعل مع هذا

 الرجل الذي يغيظها حد الجنون؟!

نعم إنها تعشقه وتكاد تُجَن من عدم اهتمامه بها..

 في البداية فسّرت ذلك أنه لا يريد أن يقع بالخطأ ولكنه 

الآن زوجها فما الذي يمنعه عنها؟! ما هي هذه المشاغل 

التي تأخذه منها بهذا الشكل؟!

حتى الاتصال بها يمتنع عنه لماذا؟!

كادت تسقط الأشياء من يديها فانتبهت وهي تعنّف 

نفسها وهي تفكّر لن ينفعها يحيى عندما تحطم جهازها 

الذي ظلّت تنتقيه شهورا.. زجرت نفسها مرة أخرى 

توقفي عن التفكير به فهو لا يبالي بكِ بل ربما لا

يفكر بكِ من الأساس.. استمتعي بما تفعلينه 

فهي مرة واحدة بالعمر ولن تتكرر.

وانتهى اليوم أخيرا وعادت إلى المنزل منهكة 

لتسقط على الفراش وتغرق في نوم بلا أحلام.

يوم الحنة الذي يسبق الزفاف كانت قد لغته من تفكيرها 

وقررت أن تستمع باليوم الذي لن يتكرر بحياتها 

وساعدها على ذلك وجود مريم صديقتها الوحيدة تقريبا 

تخلّت عن المظهر الهادئ لتصدمهم بفستانها الأحمر الذي 

يلتصق بجسدها وأكمامه الشفافة تعطيها مظهرا مغريا مما 

لو كان الفستان بدون أكمام وشعرها الذي جمعته في

 ضفيرة فرنسية رائعة وتلألأت فيه الإكسسوارات 

الذهبية وزينتها الذهبية الرقيقة التي جعلتها كالحورية..

كانت رائعة بحق وقد ظلّت فترة في الغرفة حتى انتهت 

والدتها من الرقية الشرعية ومن ثم خالتها فعمتها حتى 

أنقذتها مريم أخيرا من بين أيديهن قائلة أن الناس على 

وشك المغادرة إذا لم تظهر العروس في التوّ.

ضحكت وغنّت ورقصت كما لم تفعل من قبل حتى جاء 

الليل لتكتشف أنه كعادته لم يهاتفها أو حتى يرسل لها 

رسالة على الرغم أنه وعدها بزيارتها ليلا قبلا ولكن يبدو 

أن نسي ذلك أيضا كما نسي ما قبله حتى أنه لم يعتذر 

لها عما فعله لتنام وعلى وجنتها تسيل دموعها التي لم 

تتخيل أنها ستسيل بيوم مثل هذا.

****

يوم الزفاف

في الصباح كان المنزل عند حلمي مكتظا بالأقارب الذين 

حضروا لحضور الزفاف وأتت مريم مبكرا كما وعدت يارا 

وربما وجودها فقط هو ما يخفف هذا الألم بداخلها الناتج

عن تجاهله لها.

لم تتركها مريم لحظة واحدة تكاد تشعر بنبضات قلب يارا 

المتسارعة التي تخفيها خلف قناع المرح واللامبالاة وهي 

أدرى شخص بصديقتها, هي تشعر بتوترها وخوفها من 

حياتها القادمة خاصة بعد خذلانه لها في أكثر من موقف 

ومناسبة..فقد رأت الصدمة على وجهها في الليلة 

السابقة وهي تحدثه وتخبره أنها ستذهب لإحضار ثوب

الزفاف وتنتظره أن يأخذها لأنها ستتأخر فستمر على 

مصففة الشعر فى طريق العودة.. 

لا تعلم ماذا قال لها ولكنها رأت صديقتها تنطوى على 

نفسها بطريقة آلمت قلبها وهي تتمنى أن تحدّث يحيى هذا 

وتخبره أي أحمق هو وأنه سيخسر حب يارا بهذا 

الأسلوب الفظ المتباعد.

وبنفس اللحظة كانت يارا تتذكر اتصالها به باليوم السابق 

بعد معاناة مع كرامتها مكالمة جعلتها على وشك إلغاء 

الزفاف بأكلمه فقط منحتها لمحة عما ستكون عليه

حياتهما معا.

أجاب يحيى:"ايوة يا يارا فيه ايه بقالك سنة بتتصلي

 عايزة ايه؟"

لتجيبه بحدة:"ايوة بقالي سنة بتصل وانت يا اما ماتردش 

يا اما تكانسل عليا" 

"والمفروض تفهمي من كده اني مشغول ومش فاضى"

قالها ببرود لتشعر يارا بالغضب وهي تهتف: 

"هو كل حاجة مشغول مشغول بتعمل ايه يعني؟ 

وبعدين مش انت ال قولتلي اتصلي بيا؟"

"واديني رديت عايزة ايه؟"

قالها ببرود لتجيبه بخفوت:"مش قولتلي هتروح معايا 

نجيب الفستان؟"

"هو ده الموضوع المهم اللي مصدعة دماغي بيه من 

الصبح؟ ماتروحي مع اي حد انا مش فاضي"

قالها ساخرا لتجيبه يارا بحزن:

"انا اتصلت لانك وعدتني انك تيجي معايا وقولتلي 

فكّريني يومها وال يمكن عشان بقالك مدة مش معبرني 

تكون نسيت"

زفر بضيق قبل أن يقول:"بطلى لعب العيال ده يا يارا 

قولتلك مش فاضي"

هتفت بحدة:"هو ايه ال مش فاضي مش فاضي؟

 احنا فرحنا بكره.. وال بكره هتيجي تقولي مش فاضي 

برضه؟"

هتف بحدة:"انتي عايزه ايه دلوقتي يا يارا؟"

أجابته يارا تغالب دموعها:"عايزه سلامتك بس ماتبقاش 

تنسى الفرح بكره مع السلامه"

أغلقت الهاتف وهي تشعر بقلبها يتمزق وكادت تذهب 

لوالدها وتقول له أنها لا تريد هذا ال  يحيى الذي يثير 

سخطها بشكل كبير ولا يهتم بمشاعرها أبدا.. 

لا تفهم لِمَ يعاملها بهذه الطريقة الغريبة؟!

فتارة يشعرها أنها أميرته التي ينتظرها بفارغ الصبر أن 

تصبح بمنزله وتارة أخرى يشعرها أنها لا تهمه أبدا

ولا تفهم لِمَ يحدث معها كل هذا!

نفضت عنها كل ذلك وهي تفكر أن الوقت قد فات 

على إلغاء الزفاف وأنها مَن تجاهلت كل الإشارات من 

البداية لذا هي مخطئة بقدره.. طنين الهاتف أخرجها من 

أفكارها التقطته ببطء لترى اسمه يضيء الشاشة

فلوت شفتيها بسخرية ولم ترد لينقطع الاتصال

ثم تليه رسالة.. تحرّكت أناملها تفتحها بآلية

وقد خلت عن اللهفة المعتادة وهي تتساءل ماذا

سيكون عذره هذه المرة؟!

 ((حبيبتى انا اسف والله غصب عني انا فعلا  كنت 

مضغوط جدا امبارح ومكنتش عارف انا بقول 

ايه..ومالحقتش اجي بالليل زي ماوعدتك

 عشان روحت مع مازن نشتري شوية حاجات لازماني 

والوقت سرقنا ورجعت متأخر فخفت اتصل بيكي تكوني 

نمتي.. عشان خاطري ماتزعليش وانا هعوضك النهاردة 

ايموشن بيغمز))

وجدت ابتسامة حمقاء ترتسم على شفتيها لتسب نفسها 

على حماقتها فغضبها يزول تماما ما إن يرسل لها بضع 

كلمات لا تدري هل هي حقا حمقاء أم أن عشقها له

 هو السبب!

خرجت من الغرفة مع مريم لتتجها إلى المطبخ حتى يتناولا 

الإفطار وقد قررت كعادتها تجاهل ما حدث فاليوم زفافها 

ولن تضيع اليوم بالحزن والدموع.

وجدت عمتها في المطبخ تحضر لها إفطار خاص بالعرائس 

لتهتف بدهشة:"ايه ده كله؟ مين ال هياكل حمام على 

الصبح كده ياعمتو؟"

ابتسمت لها بحب وهي تضمها قائلة:"انتي ياحبيبة عمتو"

ضحكت يارا قائلة:"انا اساسا مش باكل حاجة اول 

مابصحى مش ليا نِفس" 

"بس النهاردة غير اي يوم.. النهاردة دُخلتك وانتي 

هتروحي الكوافير بعد الصلاة على طول وهتفضلي من 

غير اكل كل المدة دي يبقى لازم تاكلي حاجة تغذيكي 

بدل ماتتعبي بعد الشر"

"طيب خلاص شوية كده والله انا مش ليا نِفس خالص"

اجتمعوا جميعا حول طاولة الإفطار ماعادا يارا التي 

دخلت حجرتها لتجهّز الملابس التي ستذهب بها إلى 

خبيرة التجميل وتطئن على الثوب ومستلزماته وتوترها 

يتصاعد بشدة..

وصلها صوت رسالة على هاتفها ذهبت لتقرأها وهي 

تظن انها اعلانات كما هي الحال دائما..

وجدتها من يحيى لتعقد حاجبيها بدهشة ما باله رسالة تلو 

الأخرى! 

هل هذه طريقة لمصالحتها أم هناك شيء آخر!

((صباح الورد والفل والياسمين على العيون الحلوين.. 

حبيبتي عاملة ايه؟ أخيرا حلمي هيتحقق وتبقي عروستي..

عايز اغمض عيني وافتحها الاقيكي في حضني.. بحبك))

لم تصدق عينيها عندما قرأت رسالته!

انتفض قلبها من السعادة وأعادت قراءتها أكثر 

من مرة لتحفظها عن ظهر قلب بحماقة منقطعة النظير..

احتارت هل ترد على رسالته أم لا وفي النهاية بعثت له 

رسالة بها كلمة واحدة

((بحبااااااااااااك))

أدخلت لها مديحة الطعام في الغرفة وتركتها لتأكل.. 

اتسعت عينيها وهي ترى طبق المحشي والحمام لتتمتم 

ضاحكة:"هم بيزغطوني وال ايه ؟؟ وانا هاكل كل ده؟ 

صحيح هم اكتر اكلتين بحبهم بس مش لدرجة افطر 

بيهم"

جلست تأكل وهي تحاول ألا تفكر بشيء استمتعت 

بالطعام لدرجة كبيرة رغم عدم وجود شهية لديها ..

بعد فترة دخلت مريم لتراها لتتسع عيناها بقوة

وهي تهتف:"انتي ماكلتيش لي يا يارا معدش وقت قرّبوا 

يخلصوا صلاة وابيه مروان قال يرجع يلاقينا جاهزين 

عشان يوصلنا"

"مانا خلصت اكل وداخلة اخد دش اهو والبس"

هتفت بدهشة:"اكلتي ايه ياحاجة الاكل زي ماهو "

تأففت يارا:"مانتوا ال حاطين كمية كأن جيش هياكل 

على اساس انتوا ماتعرفوش اكلي يعني"

حرّكت رأسها بعدم رضا قائلة:"يابنتي انتي هتقعدي لحد 

بالليل ماتحطيش حاجة في بقك لازم تاكلي كويس"

"اكلت والله يامريم مش قادرة خالص.. سيبيني بقى اروح 

استحمى عشان البس قبل ما ابيه مروان يجي"

وبالكاد انتهت من الاستعداد حتى وجدت مها

 تخبرها ان مروان قد وصل.

خرجت هي ومريم جلست يارا بجانبه ومريم في الخلف 

ليقود بهما إلى خبيرة التجميل.

جلستا عند خبيرة الزينة يعدّان أنفسهما حتى جاء الموعد 

ودخلت يارا حجرة الزينة بعدما ارتدت فستانها..

 حل الليل وتم الإشهار فى المسجد بعد صلاة العشاء 

وانتظرت يارا يحيى حتى يأتى ويأخذها..

اتصل بها شقيقها مروان ليخبرها أنه ينتظرها بالخارج.. 

تعجبت لِمَ لم يحضر يحيى ليأخذها وحضر شقيقها بدلا 

منه؟؟

خرجت من الحجرة لتجد مروان واقفا مع مريم والهمس 

دائر من حولهما.. تقدم مروان ليمسك بيدها:

"معلش بقى عريس عجوز شوية بس اهو الموجود"

ضحكت يارا وقالت:"لا ازاي ده احلى عريس فى الدنيا 

ده كويس ان ابله مها مش معاك وشافت ال انا شايفاها 

ده كانت حبستك في البيت"

ونزلت مع مروان وهي تحمد الله انه من جاء وليس يحيى 

فقد كانت لتشتعل من الغيرة لو لمحت أيا من النظرات

 أو الهمسات عليه..

وأخذت تتخيل شكله في البدلة السوداء فقد ارتدى في 

الخطوبة طقما بني اللون وفي عقد القران طقما كحلي 

اللون واليوم تريد أن تراه بالطقم الأسود.. وخفق قلبها 

من التفكير فقط وتساءلت هل سيتوقف قلبها برؤيته؟!

أوصلهما مروان إلى المنزل وهناك دخلت وجلست في 

الصالون وسلّمت على النساء المتواجدة هناك بعدما 

أوقفتها أمها للرقية كالعادة.

فقد كانت يارا كالملائكة بثوبها الأبيض ذي التطريز 

الأبيض والفضي الرقيق وطرحتها التي أبدعت خبيرة 

التجميل في لفّها مع الإكسسوارات والزينة الرقيقة.. 

لقد خطفت القلوب بروعتها ورقتها وخاصة قلب يحيى

الذى ما إن رأها حتى أخذها ليذهبا.

وأثناء جلوسها وسط السيدات جاء أطفال أخويها 

ووقفوا بجانبها وأحدهم يسألها:

"يويو هو انتوا بقى اما تروحوا عمو يحيى هيشيلك 

ويحطك على السرير"

اتسعت عينا يارا من المفاجأة والإحراج فقد 

ابتسمت النساء بجانبها ولم تدرِ بِمَ تجيبهم..

أخذت تبحث عن أحد ينقذها حتى سمعت ضحكة 

مكتومة بجانبها عرفت فيها مريم فزجرتها بعينيها فأخذت 

الأطفال بعيدا عنها.

خرجت لترى سيارة عمّها المزينة بالورود تنتظرهم لتزفهم 

إلى المنزل يقودها ابن عمها الكبير وخلفها أكبر كمية 

سيارات رأتها..

وأخذوا يدورون بهما فى أنحاء البلدة قبل إيصالهما إلى 

المنزل .

وخلال وجودهما بالسيارة أمسك يحيى بيدها وقبّلها وظلّ 

ممسكا بها وهو يهمس لها:  "خايفة؟"

لم تفكر بمغزى سؤاله بل أجابته ببراءة:"لا.."

ولم تعلم أنه كان عليها أن تخاف من البرودة التي تراها 

من وقت لآخر بعيني حبيبها, ولكن فرحتها جعلتها 

عمياء, صمّاء عن كل ما حدث طوال فترة الخطبة وكل 

تفكيرها أن حياتها ستتغير بزواجهما..

ولم تعلم أنها ستتغير حقا ولكن.. للأسوأ!

***************************************


وأخيرا وصلت السيارات إلى منزل يحيى ودخلوا المنزل 

ليجدوا أناسا كثيرة في استقبالهم في شقة حماتها ومعظمهم 

من أقارب يحيى والجيران.. جلست معهم قليلا قبل أن 

يستأذن يحيى ويصعدا لشقتهما.

ارتعدت أطرافها بمجرد أن أغلق الباب وبالكاد خطت 

للداخل حتى سمعته ينهاها عن التحرك وفجأة حملها 

لتتشبّث به بقوة من المفاجأة ثم أدخلها غرفة النوم,

 أنزلها ببطء ثم ثبّتها أمامه وأمسك بيدها ورفعها لشفتيه 

وقبّلها برقة قائلا:"أخيرا بقيتي بتاعتي"  

ارتجف قلبها بين ضلوعها وكادت تفقد الوعي من فرط 

أحاسيسها إلا أن جرس الباب أنقذها ليتذمّر يحيى 

تاركا إياها رغما عنه واتجه لفتح الباب.. وجد سما وسامر 

ومعهما العشاء ليأخذه منهما بنزق قبل أن يدفعهما 

للخارج وهما لا يكادان يصدّقان أن هذا يحيى الرزين

الهادئ الكتوم!

ذهب إليها مرة أخرى ليجدها تصارع الطرحة ولا 

تستطيع فكها فضحك قائلا:

"برّاحه انتي بتحاربي بس انا هفكهالك"

وأخذ يزيل الدبابيس الكثييييرة التي كانت بالطرحة حتى 

أزالها وبحركة مفاجئة حرّر شعرها الذي ثبّتته قبل ارتداء 

الطرحة فانسدل شعرها كشلال أسود خطف أنفاسه

 لمسه ببطء وهو يشم رائحته العطرة..

ثم نزلت يده ليفتح الفستان وارتعدت يارا و.......

وصدح صوت الجرس مرة أخرى ليزمجر يحيى: 

"احنا مش هنخلص وال ايه؟"

ذهب لفتح الباب وانتهزت يارا هذه الفرصة حتى تبّدل 

ملابسها بسرعة قبل عودته ولكنها لم تكد تزيل الثوب 

حتى وجدته أمامها!

تجمّد مكانه يرمقها بذهول قبل أن يتمالك نفسه عندما 

وجدها على وشك الإغماء فهتف وهو يشيح عينيه 

عنها:"جددي وضوءكِ يارا خلال تبديلي لملابسي"

ثم استدار بعدما التقط الطقم المنزلي الذي تركه على 

الفراش صباحا ليرتديه ليلا وخرج مسرعا من الغرفة تاركا 

إياها تتنفس الصعداء قبل أن تسرع بتبديل ملابسها 

لمنامة طفولية لتضحك وهي تتخيل رد فعله.

*****

بعد الصلاة ساعدها لتخلع ثوب الصلاة لتتسع عيناه 

بصدمة قبل أن ينفجر ضاحكا وهو يهتف:

"دي بيجامة بنت اخوكي وال ايه؟"

زمّت شفتيها قبل أن تقول:"لا بتاعتي مالها؟"

"زي الفل والله لو لبستي بيجامة اخوكي ذات نفسه 

هتبقى زي الفل برضه المهم انك هتنامي في

 حضني وأخيرا"

توردت وهي تشيح عينيها عنه بخجل ليبتسم بمرح قبل 

أن يضمها له هامسا:"بحبك.."

والكلمة نفذت لقلبها مباشرة لتربك كيانها بأكمله ولم 

يمنحها الفرصة لتلتقط أنفاسها حتى.

*****

(هل مرّت فورة المشاعر؟ ألم يعد يحبني؟

ألا يشتاق إليّ؟ حقا لم أعد أفهمه ولا أعلم هل أتحدث 

معه أم لا! ولو تحدثت ماذا سأقول له؟ الاهتمام لا 

يُطلَب فلو أحبني لاهتم بي دون أن أطلب منه شيئا.. 

حتى مذكّراتي لا يساوره الفضول لقراءة ما بها..

كل حديثه قبل الزواج ذهب أدراج الرياح ولم يتبقَّ منه 

شيء.. هل هذا هو الزواج؟ هل يتبخر الحب 

بعد الزواج؟)

زفرت بقوة وهي تغلق دفتر مذكّراتها التي كانت تكتب 

بها مشاعرها بدلا أن تنفجر به فمنذ أن عادا من 

الأسبوع المسمى عرضا شهر العسل وهو يتجاهل 

وجودها تماما!

انشغل بعمله تماما والمنزل أصبح فقط للطعام

والنوم دون إلقاء نظرة واحدة عليها..كل وقتها تقضيه 

بين منزل والديها وبين منزل حماتها .. تواصل قراءة 

القصص الرومانسية وهي التي تخيلت أنها ستعيش قصتها 

الخاصة ولن تقرأ تلك القصص بعد زواجها بحبيبها.

تعلم أنه يعاني من ضيق الوقت والإرهاق بالعمل

ولكن ألا وقت لديه لها أبدا؟!

حتى الطعام الذي بالكاد يجتمعان عليه يشبعه انتقادا 

حتى ملّت وكرهت هوايتها الأثيرة بعد القراءة على الرغم 

أن الجميع يشيد دوما بطعامها ولكنه دوما يجد عيبا به

عيب غير مرئي بالطبع هو فقط مَن يراه.

تعالى رنين الهاتف فابتسمت بحب وهي تعلم أن هذا 

موعد محادثتها مع مريم صديقتها..

المحادثة التي تخفف عنها الملل الذي يكاد يقتلها من 

الوحدة.

"يارا أنا بحب"

بادرتها مريم ما إن فتحت الخط لتتسع عيناها لبرهة قبل 

أن تضحك بمرح وهي تقول:"ومين بقى سعيد الحظ ده؟"

"بيشتغل بالمحل ال جنبي"

قالتها مريم بخجل لتضحك يارا قائلة:

"اللي يسمعك وانتي بتقولي بيشتغل بالمحل اللي جبني 

بخجل كده ما يسمعش وانتي بتقولي يارا انا بحب بكل 

الوقاحة اللي في الدنيا"

"احم اعمل ايه طيب؟ حبيته بقى وكان لازم اقول لحد 

لاحسن اتجنن واروح اقوله هو"

قالتها مريم متذمرة بلطف فابتسمت يارا بحنو وهي 

تقول:"لا تقوليله ايه استهدي بالله كده يا مريم وخلّي 

مشاعرك جواكي.. مشاعرك دي ما تطلعش الا لما 

تتجوزوا إن شاء الله"

خنقتها الغصة بعدها وهي تتذكر تهورها وكتابتها الرسالة 

ليحيى بفترة الخطبة لتعض على شفتيها تكبح شهقات 

البكاء التي تتصارع معها للخروج لتنهي المكالمة

 متحججة بالطعام الذي سيحترق قبل أن تجهش بالبكاء 

طويلا حتى غفت مكانها.

******

السنة الأولى دوما صعبة بين الزوجين فيها يعتاد الزوجان 

على طباع بعضهما وعاداتهما فكل منهما قد عاش حياة 

مختلفة عن الآخر وعليهما أن يقتربا من بعضهما ويبحثان 

عن نقطة تلاقي فقط..

هذا ما كانت يارا تقنع نفسها به خاصة ولكنه للأسف 

لم يقترب أبدا.. 

هي من تقترب منه وتحاول فهمه بل وتحاول أن تفهمه 

نفسها ومشاعرها.. تحدّثه عن حياتها التي تتخيلها معه 

ومع أطفالهما بعد ذلك..

وماذا كانت إجابته أو تعليقه؟ لاشيء..

 فعطلته كلها يقضيها بشقة والديه حيث تجتمع الأسرة 

كلها خاصة بعدما تزوج شقيقه بعدهما بفترة ولم تكن 

يارا ترى يحيى سوى بوقت النوم.. ونبّهته أنها تحتاج 

للجلوس معه, تحتاج لحضوره, تحتاج للتحدث معه بأي 

شيءوكل شيء فماذا كان جوابه؟

"هو يوم ولازم ابقى فيه مع بابا وماما وال عايزانى 

اسيبهم وافضل قاعدلك هنا؟ وبعدين ماحنا بنقعد تحت 

مع بعض هيفرق ايه تحت من فوق؟"

رمقته بصدمة قبل أن تختار الصمت كعادتها ولم تتحدث 

بالأمر مرة أخرى فهل ستتسوّل مشاعره واهتمامه؟ 

يكفي إهانة لنفسها إذا لم يرد الانفراد بها فلِمَ تهتم هي؟!

ولكن للأسف لم تستطع الصمود فكل مرة يتجاهل 

وجودها بها كانت كنصل خنجر يغرس بقلبها قاتلا جزءا 

من مشاعرها.

وجاء أول انفصال بينهما وقتها كادت تنهار حقا..

"يارا أنا هتنقل في الشغل لمكان بعيد تقريبا"

قالها يحيى بأحد الأيام وهما يتناولان الطعام لترمقه بحب 

قائلة:"أي مكان أنا معاك يا حبيبي أكيد"

"بس انتي مش هتيجي معايا"

قالها ببرود لترمقه بصدمة قبل أن تقول بخفوت:

"مش هاجي معاك ليه؟"

"لأنه شي مؤقت كام يوم هناك وكام يوم هنا يعني مش 

محتاج إنك تيجي معايا هناك الايام اللي بقضيها هنا 

هبقى معاكي وال هفضل واخدك في ايدي رايح جاي"

فسّر ببرود لتبتلع غصتها بصمت كعادتها معه 

فماذا ستقول أمام إجابته الجافة الباردة!

أومأت بصمت ليتابع دون الاهتمام بملامحها الحزينة:

"شوفي بقى تحبي تقعدي هنا وال تروحي عند مامتك

 اللي تحبيه"

أومأت مرة أخرى بصمت قبل أن تغادره للنوم فقد 

أصبح النوم سلواها الوحيد مؤخرا على الرغم أنها لم تكن 

أبدا من محبي النوم.

*****

بعد عدة أيام غادر ومعه قلبها..

غادر دون كلمة اشتياق واحدة فقط :

"خلّي بالك من نفسك"

وأومأت ولا تعرف عدد الإيماءات التي أصبحت تفعلها 

مؤخرا بصمت قاتل لمشاعرها..

مشاعر رقيقة رومانسية تخيّلت أنها ستعيشها معه وقد 

زال حاجز الحرام الذي كان يتحجج به فقد أصبحت 

زوجته منذ شهور  ولازال حاجز قلبه منيعا أمام عشقها 

ومازالت لا تعلم السبيل إليه

تابعووووووني 




بداية الروايه من هنا




رواية منعطف خطر كامله من هنا



رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا



رواية نار الحب كامله من هنا



رواية الطفله والوحش كامله من هنا


رواية منعطف خطر كامله من هنا


رواية فلانتيمو كامله من هنا



رواية جحيم الغيره كامله من هنا



رواية مابين الضلوع كامله من هنا


رواية سيطرة ناعمه كامله من هنا


رواية يتيمه في قبضة صعيدي كامله من هنا



الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا


إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇 


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺








تعليقات

التنقل السريع
    close