القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الفراشة الفصل الثالث والثلاثون حتى الفصل الأخير بقلم الكاتبه روتيلا حصريه وجديده

 رواية الفراشة الفصل الثالث والثلاثون حتى الفصل الأخير بقلم الكاتبه روتيلا حصريه وجديده 


رواية الفراشة الفصل الثالث والثلاثون حتى الفصل الأخير بقلم الكاتبه روتيلا حصريه وجديده 


اشهد أن لا امرأة أتقنت اللعبة إلا أنت

واحتملت حماقتي كما احتملت

واصطبرت على جنوني مثلما صبرتي

وقلمت أظافري ورتبت دفاتري

وأدخلتني روضة الأطفال .. إلا أنت

اشهد أن لا امرأة تجتاحني

في لحظات العشق كالزلزال

تغرقني تحرقني تشعلني تطفأني

تكسرني نصفين كالهلال

تحتل نفسي أطول احتلال

واجمل احتلال .. إلا أنت

يا امرأة أعطتني الحب بمنتهى الحضارة

وحاورتني مثلما تحاور القيثارة

تطير كالحمامة البيضاء

في فكري إذا فكرت

تخرج كالعصفور من حقيبتي

إذا أنا سافرت

تلبسني كمعطف عليها في الصيف والشتاء

أيتها الشفافة اللماحة العادلة الجميلة

أيتها الشهية البهية الدائمة الطفولة

(نزار قباني )

.......الفصل الثالث والثلاثون ........

........اليوم الرابع .......

بعد انتهاء جولتهم على حصان الصقر الأدهم الذي أراد بها صقر أن تكون عادة محببة لهم في كل مرة يحضرا معا فيها للنجع

في طريق عودتهم للسيارة يتحدثان عن جولتهم ويضحكان : بس أنتِ خوافة

: لأ , أبداً ,محصلش

صقر وهو يحيط بذراعه كتف روتيلا ويضحك : مين اللي كان ماسك فيا ومخبي وشة

: عادي علشانك كنت بتجري بسرعة خفت على عنيا

يقف وينظر لعينيها وبجدية : حصلك حاجة

تضحك روتيلا وتجري للسيارة : أنت صدقت أنا بس........تصمت عندما تجد رجلا يقف بالقرب من السيارة فتنظر لصقر الذي كان يتبعها ويضحك عليها لتختفي ضحكته هو الأخر عند رؤيته

: ...شفت عربيتك واقفه خفت لتكون عطلانه

: عربية الصقر عمرها ما تعطل ولو عطلت في مية واحده غيرها

عاطف وعينة على روتيلا التي أخفت نفسها خلف صقر : أه ....زي الستات كده

صقر وهو يفتح باب السيارة لروتيلا ويدخلها فيها ثم يستقيم لعاطف : وصلت النجع أمتى يا عاطف ؟

: الفجر ...وأول حاجة عملتها قلت أجي أشوف ابن عمي وأسألة واقف ضدي ليه ...وبسخرية وهو ينظر للسيارة ... بيقولوا الصقر أتغير وبتتحكم فية ظروف جديدة ...

صقر يمسح على وجهه بعصبية وينظر لعاطف قليلاً بنظرته الثاقبة مما جعل عاطف يحيد بنظره فيتجه صقر للسيارة : حمد لله على السلامة ...معدتش تتعب نفسك ...هاشوفك عند عمي

وينطلق الصقر لبيت الشيخ راشد

......... مي.........

لا تغيير ياسين كما هو بعد أخر حوار عدت معاه لنقطة الصفر واكثر اصبح يتهرب أو يخيل لي ذلك كلامه قل ..اشعر كأنه ..كأنه ......خايف

يخرج صباحاً ويعود مساءاً يأكل ويدخل مكتبة ..كل يوم ...كل يوم ...كل يوم ...

:انا زهقت معقولة هو محسش أبداً بالزهق

..... الصبر يا رب

على طاولة الطعام ..المكان الذي نلتقي فيه أنا وهو ..المكان الوحيد

: تسلم أيدك

تبتسم مي بدون نفس : الله يسلمك

فترة صمت لا يسمع منها سوى صوت الملاعق على الأطباق في موسيقى رتيبه أخذت مي نفس عميق وتخرجه ببطئ

ياسين : خير

تحرك رأسها في تساؤل صامت

ياسين وهو يكمل أكلة ولا ينظر لها : يعني صوتك كأنك... يصمت كأنه يفكر...زهقانة مثلاً

تضحك بسخرية : لأ,أبداً

ياسين : مي أنا عارف أنه لازم كنتي في الأخر هاتملي وكنت منتظرك تتكلمي وتصرخي كالعادة

: وأنت حاسب حسابك أوي لده فقررت أنك تزود الجرعة معايا

ياسين بتعجب : جرعة أية ؟!

مي تبعد طبقها بهدوء و تسند على الطاولة بكلتا يديها : الإهمال ياسين جرعة الإهمال ...كنت مديالك عذر إنك مشغول جدا أو مش واخد بالك لكن كلامك وضحلي أد أية كنت غلطانة حضرتك واخد بالك ومنتظر إنفجاري فمحصلش فقررت تستغل أية نفس اخدته بصوت شوية مسموع يا سلام كانت الشرارة يعني اللي حركت لسانك

يترك ياسين الأكل ناظراً لها يفكر في مي التي لا يستوعب هدوءها ففي العادة كانت تصرخ عليه ولا تتفاهم أو تهملة لدرجة البرود لكن مي التي أمامة تناقشة بموضوعية وهدوء حتى ولو بسخرية فهي جديدة علية ليتحرك لسانة دون صوت : إنتِ مي !!

تضيق مي بعينيها : أفندم ؟؟

ياسين ينهي الحديث : أنا الحقيقة اللي غلطان ....ويقف بعد أن أنهى طعامة:

الحمد لله ..ويتجه للخارج

مي التي تحاول أن تكسب زوجها تغمض عينيها : ياسين

: نعم

: أنا قررت أخد كورسات عاملاها السفارة هنا

يرفع يدة بلا مبالاة : أعملي اللي يريحك ويخليكي تحسي بالسعادة ويشغلك ...مبسوطة ....

تبتسم ببرود : جداً حبيبي ..هاجيب بيبي سيتر للولاد في فترة عدم وجودي

: مفيش مشكلة ..لكن الأحسن سيبيلي الموضوع دة والأرقام هاوفرها ليكي بكرة

مي ولازالت ببسمتها الباردة : ميرسي يا حبيبي ومنحرمش منك

يميل لها بتحية باردة : سلام ...ويخرج

مي بتنهيدة وعين دامعة : وعليكم السلام ..يا ..ياسين


........قصر الجارحي في النجع .....


من بعد عودتها من بيت والدها لاحظ الجميع أثار الدموع في عينيها

الكل مجتمع في الهول في انتظار أمر صقر بالإنطلاق ...فالجميع عودتهم في نفس الرحلة ...انشغال صقر الشديد حتى يضع اللمسات النهائية لتصميمات المشروع مع فريقه الفني وفي وجود مروان الذي يدربة بكثافه جعلة عصبي طوال اليوم ...

يدخل صقر الهول حيث أمه وسارة وروتيلا : السلام عليكم

الجميع : وعليكم السلام

صقر ينظر لساعتة وبعجلة : مضطرين نأخر السفر كمان ساعتين ويمكن أكتر لسة مخلصتش كل شغلي ...ثم يتجة للخارج

تقف روتيلا فجأة: كنت سيبتني على الأقل عند بابا

ينظر لها بحدة وصوت عالي : اقعدي ...السفر بعد ساعتين .انتهى الكلام ....ثم يتجة لمكتبة : استغفر الله العظيم

بهتت روتيلا للحظه من حدته معها فتجلس وهي تحاول منع دموعها لكن لاتستطيع

سارة تقرب منها وتحضنها : خلاص رورو متزعليش أنتِ لسه هاتعرفي أبيه صقر ..أنتِ عارفة لما يكون مشغول مستحيل حد يعرف يكلمة يعني أنا هاعلمك

روتيلا وهي تبكي : أيوة ,بس المفروض كان يسيبني عند بابا ...وممكن جدا لما تطلعوا أجي زي ما هايعمل مع عمتي وعمر ....

أو حتى كان ممكن أروح دلوقتي ..بس بسرعة عصب ومخلنيش أأقولة

تضحك أم صقر مخففة على كنتها الرقيقة : الله يكون في عونك يا رورو ..ابني ومش مستحمله عصبيتة أنتِ مستحملة إزاي يا بنتي

تبتسم روتيلا وهي تمسح دموعها لحماتها الحنونة : أنتِ قلبك كبير أوي يا طنط

: طيب تعالي

تقترب روتيلا من حماتها وتجلس بجانبها فتمسح أم صقر بيدها بحنية على رأسها نزولا على ظهرها وبهدوء : يا بنتي أنا كنت فاقدة الأمل أن صقر يتجوز ..دعيت كتير ربنا يرزقة بالزوجة الصالحة بنت الحلال اللي تصونة وتصبر علية ..جيتي أنتِ من أول يوم شفتك فية دخلتي قلبي وحسيت أن دعائي اتقبل في ساعة إستجابة ... خرجت صدقات كتير من فرحتي بجوازة كنت كل يوم اشوف صقر غير ...أنتِ عارفة صقر كان دايما .....ثم تأخذ نفس عميق .....دايما ساكت كنا نبقى كلنا مرعوبين من سكوتة أنا أمة كنت بترعب وأقعد أقول ربنا يستر ..كنا بنبقى نفسنا نفهم هو زعلان ولا مبسوط ..دلوقتي ما شاء الله بقى بيعلي صوتة ويتعصب

تضحك روتيلا وبصوت مبحوح من البكاء : طنط !! حضرتك مبسوطة إنه بيزعق لنا ..

تضحك أم صقر : مبسوطة أن مشاعره بقت واضحة ..لما ينبسط يضحك ويهزر ..لما يغضب يعلي صوتة ويصرخ علينا ..وبصوت هادي ...ولما يحب يبان في عنيه

يضحكوا سارة وروتيلا

سارة : وما دام تحب بتنكر ليه ..الله عليكي يا مامي

تأخذ أم صقر روتيلا في حضنها : نفسي يا رورو أطلب طلب مش عارفة إذا كان من حقي ..بس هاطلبة وأمري لله

: حضرتك تأمري مش تطلبي عنيا ليكي

أم صقر تبعد روتيلا قليلا وتنظر لعيني كنتها الجميلة : ما شاء الله يا بنتي ...ربنا يحفظك حبيبتي ..نفسي يا روتيلا تقولي ليا يا ماما ممكن يا حبيبتي ..ممكن تحققي ليا الطلب دة ..لو متقدريش أنا ...

تقاطعها روتيلا وهي تدخل في حضن أمها الجديدة وهي تعود للبكاء : أنا كمان كان نفسي من زمان ربنا يخليكي ليا يا ماما

سارة تمسح دموعها : أية الأمسية الحزينة دي ينفع كدة ..يعني صقر يزعق نعيط ..أم صقر تتبطب نعيط ..يعني نزعل نعيط ..نفرح نعيط

مروان : السلام عليكم ..أية يا سارة كمية نعيط دي اللي بتقوليها

تبتعد روتيلا عن حماتها تمسح دموعها وتعدل جلوسها وحجابها

سارة : لأ,متخدش في بالك ..أنت عرفت تخرج من الحصار إزاي

مروان يجلس :ولا حاجة حاولت الأول بالخروج المباغت لما جالكم هنا ..دخل كان هايفجرني فعملت إنسحاب تكتيكي

سارة : وده بيكون إزاي

مروان وهو يدعي البكاء والترجي بيده : قلت له ..عايز أدخل الحمام أرجوك فعلا خلاص أرحمني

ضحك الجميع ...وظلوا أكثر من ساعتين في انتظار الصقر


........الطائرة.......


رحلة العودة لا تقارن برحلة الذهاب ..صقر من البداية محدد خطوط عريضة أهمها ...ممنوع الكلام .....

روتيلا التي تجلس بجانب صقر : عايزة أقعد مع سارة

: بتقولي أية !!

تنظر له : سمعتني

يقرب صقر منها وبغضب هامساً : رجعتي طفلة عايزة العقاب ...

وعاد لوضعه السابق : نامي إنتِ بتتعبي في الطيارة ...ثم أندمج مع جهازة المحمول من بعد الأقلاع ..

في حين روتيلا وجهت نظرها للخارج بصمت ثقيل ظلت فترة طويلة تقاوم الغثيان ولكنها لم تستطع فوقفت تريد الذهاب لحمام الطائرة ..أراد صقر مساعدتها ولكنها رفضت أن يلمسها وجرت للحمام وأغلقته عليها ..في حين ظل صقر خارجا

سارة تقترب من صقر وبحذر لأنها منتبه لضيق صقر : أبيه ..روتيلا فيها أية ..مامي وآنتي كمان قلقوا عليها

نظر لها صقر وهو يمسح على وجه : ولا حاجة حبيبتي روتيلا بتدوخ من ركوب الطيارة روحي إنتِ

:طيب خليني أساعدها

صقر يدير سارة أمامه من كتفها لتذهب مكانها : شكراً سارة أنا موجود ..على مكانك لو سمحتي

سارة تذهب : أوك ...أوك

تخرج روتيلا ولكن صقر ظل واقفاً يسد عليها طريق الخروج و ينظر لها ألمه حدته معها ولكنه في لحظة انشغاله تعود ألا يُناقش فقط يلقي أوامره ويتوقع الإنصياع لهذه الأوامر لكن روتيلا دائماً ما تفاجئه بالامتوقع وبعد فترة الصمت : بقيتي كويسه

روتيلا وهي تنظر للأرض : أيوة

: ارفعي راسك

ترفع روتيلا رأسها وبتحدي : أنا مش طفلة

يبتسم صقر : لو مش عايزة تتعاملي كطفلة بطلي تتصرفي زيهم

تنظر روتيلا حولها وبهمس : ده مش المكان المناسب لمناقشتك لكن تأكد إني مش هانسى المناقشة دي ولازم نكملها

صقر بهدوء واضعاً يد بجيبه والأخرى رفعها ليشد حجابها للأمام قليلاً في عادة اصبحت تلازمة يداري عينيها عن الناس : أنا معنديش مشكلة في المكان ..تفضلي سامعك

تبعد روتيلا رأسها عن يده بعصبيه واضحه: لكن أنا عندي ..لأن أمور زواجي محبش حد يسمعها ..ممكن تسمحلي أمر .

يضحك صقر وهو يتنحى جانبا : طبعاً...

تمر روتيلا وتذهب لتجلس بجانب سارة

صقر وهو يعود مكانة بهمس ضاحكا : طبعاً ....يا طفلة ....


.......بعد اسبوع من رحلة النجع.......

.....مائدة عشاء الصقر.......

: من بكرة تمسك فرع المهندسين

مروان تاركا ما بيده : لكن ده فرع مهم وخاص بالتعاملات الخارجية وانا لسة مش جاهز

صقريكمل اكلة دون الرد عليه

مروان بتردد : صقر ...سامعني

صقر بابتسامة باهتة : طبعا حبيبي سامعك .......تكون من الساعة تمانية هناك

أم صقر : صقر حبيبي مروان بيقولك انه مش جاهز

يبتسم صقر بحنية لأمة : سمعته يا ماما ..وبصوت حاد ينظر لمروان ...لكن مشكلة مروان ..أنه مش عارف قيمة نفسة لازم يدير فرع بنفسة علشان يعرف

سارة : واوو..أبيه أنا كمان مش عارفة قيمة نفسي ممكن تشغلني في المجموعة علشان أعرفها

صقر وهو يكمل أكلة : أنا موافق

سارة : أبيه بتتكلم جد انت كنت رافض قبل كدة

صقر ضاحكاً : أيوة يا حبيبتي ...لما كنتي مسئولة مني لكن دلوقتي يا ماما بقيتي مسئولية عمر ... فلو وافق عمر أنا موافق ...فهمتي

سارة وبتنهيده خفتت فرحتها : أه ..فهمت

روتيلا هامسه : فهمتي أية ؟؟

: جوزك وافق وهو متأكد إن عمر هايرفض

تضحك روتيلا وبهدوء : إتحدية

سارة : أية ؟؟

روتيلا تقرب منه هامسه : أتحدية ...

صقر وهو ينظر لروتيلا بتسلية : روتيلا ..

روتيلا تنظر له بابتسامتها التي تسحره

صقر : سيبي البنت ....تاكل .....فهمتي

روتيلا ضاحكاً:جدااا...كلي يا سارة

سارة تنقل بنظرها بينهم وبتعجب : أوكي باكل


.......ريهام ومحمود.......


: مالك يا حبيبتي

ريهام وهي تجفف وجهها : معرفش يا محمود الظاهر برد

يضحك محمود وهو يراجع ملف بيده : أه ...برد...أخدتي أدوية

: لأ,,ما أنت عارف إني موقفة كل الأدوية ..علشان ..يعني لو حصل حاجة

محمود مبتسم : إن شاء الله ...

ريهام تجلس أمام زوجها وهي تنظر له بتمعن : محمود

: أيوة يا ريهام

ريهام بتردد : أنا عايزة أتأكد من حاجة بصفتك دكتور متخصص

محمود يترك ما بيده منتبها لها : أتفضلي

: لو أنت حامل تحس بأية ؟؟

يصمت قليلا وهو يمسح بيده على جبينة يمينا ويسارا : معلش عيدي السؤال تاني ؟؟

ريهام بعصبية وهي تقف : أية يا محمود صعب يعني ..ده تخصصك ..أف ...خلاص أنا هاسأل الدكتورة نوال

يقترب محمود منها ويمسك يدها : إهدي بس يا حبيبتي أنا رأي بردة أنك تسألي نوال هي حملت وولدت ثلاثة مرات أظن أكيد هاتفيدك أكثر مني

تصمت ريهام قليلا وهي تنظر لزوجها ثم تنفجر في الضحك كثيراً ويأخذها محمود الذي شاركها الضحك في حضنة .......ثم ........تنفجر في بكاء هستيري

يتوقف محمود عن الضحك : هشش...إهدي حبيبتي إهدي ...

ريهام وهي مازالت تبكي : أه ...يا محمود خايفة أوي ...خايفة ...أه ..خلصني منه مش عايزاه

يبعدها محمود عنه وينظر لوجهها : أنتِ حامل ...ردي أنتِ عملتي تحاليل

: من غير ما أعمل ..من غير ..أنت كمان حاسس زي ..حاسس صح

يضحك ويضمها لصدره : يا مجنونة ...في حد يقول كده بقى الواحد تجي له النعمة لغاية عنده ويرفضها ..بس يا حبيبتي بس...ريهام انا جوزك وحبيبك وبقولك أنا معاكي في كل حاجة وكل خطوة هاتمري بيها ..ابننا هايجي إن شاء الله واحنا مستعدين تماما له ...أدعيله يا حبيبتي علشان يجي بالسلامة

: يارب ..يارب

محمود وهو ينظر لها مبتسما : خلاص حبيبتي

ريهام تمسح دموعها : أيوة يا حبيبي ..الشيطان وسوس ليا ..استغفر الله العظيم ..استغفر الله العظيم

ثم تصمت قليلا وتنظر له : أنت قلت دلوقتي ابننا ...دي بنت يا دكتور

: يا سلام طيب ما أنتِ قلتي ليا لما تبقى حامل بتحس بأيه .... زعلت أنا

وينفجرا معا في الضحك : الحمد لله ....الحمد لله


........لميس......


في المطبخ الذي أصبح مغلق مؤقتاً بأمر من العمة منيرة حتى تتعلم لميس فن الطهو منها

: ها ..فهمتي

: صعبة أوي يا آنتي ..أخاف تكلكع زي كل مرة

: يا بنتي من أول ما تحطي اللبن وأنتِ بتقلبي فيها على النار الهادية هايبقى بشاميل هايلة ..بس أعمليها ..أنا هاروح أقعد شوية وأنتِ خليكي واقفة أدامها ..أتفقنا

لميس بتردد : أيوة يا آنتي ...ربنا يستر ...

لميس تقلب في البشاميل : يارب ...يارب تنجح المرة دي

العمة بعد فترة : ها يا حبيبتي خلصت

: متهيألي

: لحظة أجي أشوفها ...ماشاء الله يا لميس البشاميل نجحت معاكي ..تعالي بقة عصجي اللحمة زي ما علمتك ..وجنبها أسلقي المكرونة

تقبل لميس العمة : ربنا يخليكي يا رب ...انهاردة أسعد يوم في حياتي ....وبصوت عالي ....عملت مكرونة بالبشاميل يا ماما

تضحك العمة منيرة وبهمس : أسبوع علشان تتعلمها ...أه ....الله يكون في عونك يا يوسف


.......جناح صقر........

: السلام عليكم

روتيلا تغلق اللاب : وعليكم السلام ورحمة الله

يجلس صقر مريحا ظهره ويغلق عينة من الأرهاق.

تقف روتيلا بقلق : تعبان

: جداا مرهق عندك حل

: أكيد ....خد شاور وصلي ونام

يضحك صقر ويفتح عينة : وأنا كمان عندي حل ...تعالي هنا جنبي

تضحك روتيلا وهي تجلس بجانبة : عارفاه ...وأنت أخدت علية على فكرة

صقر وهو يضع رأسة على رجل روتيلا وبهدوء : عندك حق يا رورو

روتيلا وهي تحرك يدها بحب بين خصلات شعرة الأسود : أنت متضايق من حاجة

: عرفتي إزاي

: حسيت بيك

يمسك يدها ويقبلها وبتنهيده : أيوة يا رورو ....مروان ...قلقان علية .....مش واخد الأمور بجديه دايما هزار

روتيلا بتفكير : أنت أعطيتة مسئولية كبيرة..لية ؟؟

صقر : لأني واثق في قدراتة فعلاً

: من يومها أتأخر عن شغلة أو قصر في مسئولية

: لأ,,لكن بيهرج كتير ..ومش عامل حدود بينة وبين الموظفين ..كدة مش هايبقى في حذر أو خوف من الموظف إنه يغلط ما دام مديرة راجل طيب وواخد الأمور ببساطة

روتيلا وهي تهز رأسها يمين ويسار

يجلس صقر ناظرا لها : مش عاجبك كلامي ؟؟

تأخذ نفس عميق وبتنهيده : صقر ..أنا مش مقتنعة بكلامك ...أنت بتقارنة بمين !!

صقر ينظر لها منتظر تكمل كلامها

: أنا أقولك ..أنت بتقارنة إما بيك أنت شخصيا أو بوالدك الله يرحمة

يضحك صقر عاليا وهو يقف : بابا كان زية

تضيق روتيلا عينيها بتعجب : معقولة !!!

يتجة صقر لغرفة النوم تتبعة روتيلا : أيوة . مستغربة ليه ..القلب الأبيض ..وحسن النية ..والطيبة مع الناس كلها ..المرح وإلغاء الحدود ...مروان هو بابا ..فهمتي ..طبعا من غير موضوع البنات

: الله يرحمة ...حقيقي لما أنت عارف كدة خايف لية على مروان

صقر يواجه روتيلا ناظراً بعمق في عينيها وكأنه يطلق كلامه عنها : لأن الزمن أتغير ..لأن الطيب ملوش مكان ...لأننا لازم نحارب.. ولازم نقوى ..ولازم ..

تقاطعه روتيلا : ولازم أكون مش انسانة في تعاملي مع الناس علشان أعيش وسطهم

صقر يعقد يديه على صدرة وينظر بعدم اقتناع بكلام الطفلة البريئة التي تقف امامه

: لأ,,لأ يا صقر بيه

صقر وهو يشيح بوجهة عنها : روتيلا ...

تواجهه روتيلا بإصرار وتدير وجه لينظر لها : لأ , يا صقر مش لازم أعاملهم بالطريقة اللي يعاملوني بيها علشان أعرف أعيش وسطهم

يضحك صقر بسخرية : المثالية اللي إنتِ عايشة فيها متنفعش في عالمنا اليوم تقدري تقولي ليا إية دليلك على صحة نظريتك

روتيلا بثقة : أعقلها وتوكل

يصمت الصقر ناظراً لعمق عين الفراشة وبهدوء : روتيلا الدلوعة اللي عاشت وسط جيش من الحماية تعرف أية عن الدنيا إلا النظريات

تتراجع روتيلا من الصدمة وتجلس ناظره للأرض وبحزن : أنا دلوعة ..إمتى بتصرفاتي أعطيتك أنطباع إني دلوعة ...أنت فعلا متعرفش حاجة عني

نظر صقر للسماء : يا الله ...روتيلا ...انا مش بهينك .....أنا بقول أنك مواجهتيش تحدي حقيقي او شئ قاسي مع الناس يخليكي تفهمي

روتيلا تقف تدافع عن رأيها بقوه : لازم تعرف أن البشر مختلفين ..أنا ..مروان ..يوسف ..خالد ..لميس ..مي ..وغيرهم

لازم تعرف أننا مختلفين مش لازم نبقى نسخة من صقر الجارحي علشان نعجبك أو تقتنع بينا ......وتكمل بهدوء ......لازم تعترف أننا مختلفين وأن الأختلاف سنة الحياة ....لازم يبقى فية إختلاف ..لازم الحياة يبقى فيها الخير والشر ..علشان يبقى فية ثواب وعقاب

حساب في الدنيا .......وحساب في الأخرة

.......نهاية الفصل الثالث والثلاثون........

وَرَدَ أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ ، أَمْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ ؟ قَالَ : " أعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ ". والحديث أخرجه الترمذي وصححه الألباني.

عن أسامة بن شريك قال: "كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت الأعراب، فقالوا: يا رسول الله، أنتداوى؟ فقال: نعم، يا عباد الله تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داءاً إلا وضع له شفاء غير داء واحد. قالوا: ما هو؟ قال: الهرم" رواه أحمد .


#الفصل_٣٤


· · قولي احبك

كي تزيد وسامتي

فبغير حبك لا أكون جميلا

قولي احبك كي تصير أصابعي

ذهب و تصبح جبهتي قنديلا

ألان قوليها ولا تترددي بعض الهوى

لا يقبل التأجيلا

سأغير التقويم لو أحببتني

أمحو فصول أو أضيف فصولا

وسينتهي العصر القديم على يدي

وأقيم عاصمة النساء بديلا

ملك أنا لو تصبحين حبيبتي

أغزو الشموس مراكب و خيولا

لا تخجلي مني فهذه فرصتي

لأكون بين العاشقين رسول....

(نزار قباني )

......الفصل الرابع والثلاثون......

.......مكتب صقر.....

: السلام عليكم

يرفع صقر نظره عن الأوراق وبابتسامة رائقة تخص معشوقته: وعليكم السلام ...أهلاً ..أهلاً ..حبيبتي تعالي ..إيه المفاجأه الحلوه دي

روتيلا وهي تقف أمام مكتبة : مشغول

يقف صقر ويدور حول المكتب و يأخذها بحضنة بلطف : حتى لو مشغول افضى لحياتي

خير يا حبيبتي محتاجة حاجة

روتيلا وهي تهز رأسها بلا بتوتر: شكراً.....

يرفع صقر بيده وجهها : خير يا رورو طمنيني

روتيلا وهي تأخذ نفس عميق وتبتسم له : الكلية هاتبتدي الأسبوع الجاي

يبتسم صقر ويحاول يفهم سبب توترها

: مفيش تعليق

: عايزه تسمعي اية ؟؟

روتيلا ولازالت بابتسامتها المتوترة : الحقيقة ولاحاجة ...عربيتي في الاسكندرية ..خالد هايجيبها ليا و ...

صقر وهو يعود لمكتبة يقاطعها : كنتي بتسوقي ....أقعدي يا روتيلا

تظل واقفة : أيوة بابا جابها ليا لما كملت 18 سنة

صقر بابتسامة خفيفة وهو يحرك كرسية يمين ويسار في حركة هادية : وبتعرفي تسوقي كويس....مش قلت أقعدي

روتيلا بنفاذ صبر : أيوة بعرف أسوق ..ومش عايزه أقعد

يثبت صقر كرسية وينظر لها بعمق: متهيألي ننهي الحوار دلوقتي لغاية ما تحسي إنك أقل عصبية

: لكن أنا مش عصبية

: أوك ...مستعده تسمعي قراري

: طبعاً

: بدون مناقشة عربية لأ..سواقه لأ..في عربية بسواقها جاهزة وهاترافقك عبير

بالإضافة لحارس شخصي

: أية !!!!.....صقر أرجوك

صقر يلتفت لعمله مرة أخرى : اتفضلي انتهى الحوار

روتيلا تهز رأسها بعصبية بلا : لأ,,منتهاش أنا

يقاطعها صقر دون النظر لها وبهدوء: روتيلا صدقيني أنتهى ....قراري نهائي ولو فكرت بعقلك شوية هاتلاقي عندي حق... المسافة من هنا للكلية طويلة وهاتمشي على الدائري عايزاني اسمحلك بالسواقه في الظروف دي أنا نفسي مبعملهاش ... وينظر لها :كنتي متخيلة أني ممكن اسمحلك

تغمض عينيها وبصبر : أوكي مفيش مشكلة عندك حق ...خالد هايسكن قريب مني وهياخدني من هنا الصبح ويرجعني بعد المحاضرات

: خالد أخد أجازة من كليته وهايتفرغلك

روتيلا تنظر له بتعجب

صقر بابتسامة وثقة : طبعا لأ ...يبقى تسمعي الكلام

تجلس روتيلا تنظر للأرض تحت مراقبة صقر : قعدتي أخيراً

يتحرك صقر ويجلس أمامها ويمسك بيدها وبحنية :قولي مشكلتك الحقيقية

روتيلا بعيون دامعة : خايفة

يشدها صقر لتجلس على رجله ناظراً لعينيها وهو يمسح اثر الدموع : من أية حبيبتي

تغرق روتيلا في حضنة : الكلية جديدة عليا وزمايل ودكاترة جداد ...قلقانة جداً

صقر وهو يحاوطها بيد وبالأخرى يمسح بها على ظهرها وبابتسامه خفيفة لا تخفي سعادتة بفراشته الصغيرة التي أصبحت أكثر تقاربا يوما بعد يوم : في الأول هاجي بنفسي أوصلك وأجيبك كدة تبقي مستريحة شوية ....

تشير برأسها بنعم ..

: ولو خالد يقدر خلية يرافقك الأسبوع الأول لغاية ما تخدي على الأجواء ...ثم يضحك ويبعدها قليلاً جداً ناظراً ليعنيها : ولو عايزه رأي وقفي دراسة خالص

تبتعد روتيلا عن حضنة وهي تمسح دموعها : أية !! صقر طريقتك في إستفزازي مش حلوة

يضحك عالياً ويقبلها : متأكدة ..مين دلوقتي مسح دموعه وكان عايز يتحداني

تضحك روتيلا وبدلع : أوكي ..ساعات بتنفع

صقر يضحك وهو يمسك خدودها : أه يا شقية ..قومي عطلتيني

تقف روتيلا وهي تعض على شفتها

صقر ولازال يجلس مكانه يمسك يديها وهي واقفة أمامة : أية تاني يا رورو

:خالد وعمتي هايقعدوا في شقة .....مامي الله يرحمها

صقر: معقولة

: أيوة

: هي دي المشكلة ...زعلانة

: لأ..لأ.. خالص فهمتني غلط أنا ...وبهدوء ....أناصممت أن هم يقعدوا فيها ....بابا كان منعني أني أروح للشقة ...لكن وجود ماما منيرة هناك هايخليه يوافق إني أروح

صقر : ليه كان مانعك ؟؟

: عادي كان بيخاف عليا ....لكنه أخيراً وافق أننا نفتحها فأنا كنت عايزة قبل ما ماما منيرة وخالد يوصلوا اروح للشقة ..... وتنظر له بترجي ..وافق ارجوك

يقف صقر عائداً لمكتبة ناظراً لساعتة وذلك كان معناه إنتهاء المناقشة

: صقر أرجوك دقيقة واحدة بس

: سيبيني أفكر وأرد عليكي ....تقدري تتفضلي

: ليه ....وعندما ينشغل صقر بشاشه اللاب .....

رويتلا باستسلام : طيب هاترد عليا أمتى

ينظر لها ضاحكا : رورو هارد عليكي أكيد ..امتى.. معرفش والباب وراكي

تقرب منه روتيلا بخجل وتقبلة في خدة : دي علشان متنساش ....وتجري خارجا .تاركه الصقر وهو يضع يده على خدة مكان قبلتها ضاحكاً على فراشتة التي تحاول دائما ترك خجلها .......ولا تستطيع ......

: أه ... وهو خجلها ده اللي مجنني

يتناول صقر هاتفه ليتحدث للحاج راشد وبعد السلام

: يا حاج روتيلا طلبت مني تروح شقة مامتها وانا الحقيقة شكيت لما عرفت أنك مانعها

: وأنت قلت ليها أية

: قلت هافكر

: كويس يا ابني الله يرضى عليك ..مش عايزها تروح هناك إلا لما تكون الحاجة منيرة هناك

: خلاص مفيش مشكلة اللي يريحك ..عموما هارفض

يضحك الحاج راشد : لأ ..خليها عليا أنا علشان متزعلش منك

يبتسم صقر : ربنا يخليك لينا يا حاج

: خد بالك منها يا ابني

: روتيلا في عنيا ...

:ربنا يطمن قلبك ...مع السلامة

: الله يسلمك يا حاج

وبعد أن يغلق صقر الهاتف هامساً بحب لا يخجل منه أبداً

: فراشتي في عنيا وقلبي يا حاج

.......غرفة سارة.......


: السلام عليكم

: أهلا رورو وعليكم السلام والرحمة ....ثم تلمس وجه روتيلا ...وشك ماله

روتيلا بتعجب وهي تلمس وجهها : ماله

: أحمر ...ثم تغمز لها بعنيها وهي تضحك ...أنتِ جاية منين ..ده حتى صقر مانع حد يقاطعة علشان مضغوط في شغلة

تضحك روتيلا وهي تنظر للأرض متباعده بنظرهاعن سارة وتصمت قليلا

: وأنا بقوووول....أكيد كنتي عندة ..... أحكيلي ....

تقاطعها روتيلا : سارة خلينا في الكلام المهم

سارة تجلس أمامها : مش فاهمة كلام أيه المهم ؟؟

: سارة ..حبيبتي فوقي معايا ..موضوع مي

سارة وهي تنظر للسماء : أه ..فكريني كدة

: الله أكبر.. ليه بتعانديني ...كلمتي مروان

سارة وهي تعتدل امام روتيلا : أيوة كلمته ...وبعاندك لأنك مش راضية تحكي حاجة أبدا عنك إنتِ وصقر

: ليه مصممة على حكاوي مش هاتستفيدي منها حاجة ..

: يا سبحانة الله يا روتيلا مش هو وعمر أصحاب أكيد زي بعض

تضحك روتيلا: والإستنتاج الخطير ده توصلتي له إزاي

: شوفي هم لا في سن بعض ولا دراسة واحدة ولكن متفاهمين يبقى أكيد طباعهم واحدة

بجدية تمسك روتيلا بيد سارة وترفعها أمامها : لو صوابعك دول زي بعض يبقى صقر وعمر زي بعض ...حبيبتي كل انسان مختلف عن التاني انتِ واخواتك مختلفين عن بعض وكل الظروف المحيطة بيكم في تربيتكم واحدة ومع ذلك ردود افعالكم لنفس الموقف مختلفة ..عايزة تسمعي من كل واحدة متجوزة حكاية وتطبقيها في بيتك ينفع كده وكنتي بتلومي مي

: لأ ما هو أنا هافكر وأخد اللي يناسبني

: أخلصي النية يا سارة وابدأي حياتك الزوجية بنية إرضاء الله في كل تصرفاتك وصدقيني هاتكوني سعيدة إن شاء الله

سارة بتنهيدة :عندك حق ....شكراً روتيلا

: عفواً يا روح روتيلا ...قوليلي عملتي أية في موضوع مي

تضحك سارة : اطمني قلت للأستاذ مروان ووافق بعد جهد جهيد وهايخلصهم أول بأول بسرعة ....بس تعالي قوليلي يعني أية نساعد ياسين في الحسابات أنا أقنعت لعلمك مروان وأنا مش فاهمة

روتيلا : شوفي هو واخد على مي القديمة بتاعة الحفلات والنوادي والمولات ..بتحبة ولاغية شخصيتها وتنفذ له كل حاجة بدون تفكير أو أعتراض ..صح

سارة: صح ..وضيفي علية تسمع نصيحة أي حد وتطبق نظريات بدون تفكير

تضحك سارة : زي ما كنت هاعمل ....وبتعملوه معها أنتم بالضبط دلوقتي أنتِ وماما

روتيلا : يمكن كلامك صح لكن مي فعلا محتاجانا وأنا وماما فكرنا كويس جدا واتناقشنا مع بعض يعني مش هانقول حاجة إلا في مصلحة بيتها بدون تحيز ليها أو لابيه ياسين ومش هانقول حاجة إلا وأحنا متأكدين منها فهمتي

سارة : لأ...الورق لية

تضحك روتيلا : تساعدة في شغلة كأنها بتشغل نفسها في البيت

: طيب ما هي اشتركت في دورات تعليم تنسيق الزهور وتعليم الطبخ الأسيوي

: أنتِ يا بنتي بتقولي أية اربع خمس ساعات في الأسبوع هايفيدوا في أية ..وبالنسبة لأبيه ياسين قال ليها أنا عايز أكل مصري بس وتنسيق الزهور أعتبرة هواية غريبة بس مناسبة لشخصية مي وبرستيجها يعني محركتش فية حاجة

سارة وهي تضحك : متفكرنيش كانت هاتنط من التليفون يوم ما قال ...تتكلم وهي تقلد ياسين ....أوعي تطبخي الأكل ده في بيتي ولا أشم ريحتة أنا أول حاجة كنت عايزك تيجي علشانها بسرعة هو الأكل المصري

ويضحكا معا متذكرين حالة مي

روتيلا بجدية : اصبري علينا بس وشوفي التراكمات دي كلها هاتعمل فيه أية

أم صقر تدخل الغرفة : السلام عليكم يا بنات ..ها ..الورق خلص

سارة ضاحكه : والله خايفة منكم انتم الأتنين على البنت الغلبانة دي ..والأكثر أنكم تطبقوه عليا

ام صقر تغمز لروتيلا : لية هو لسة مظهرش عليكي حاجة

سارة تنقل بنظرها بين روتيلا وامها فترة قبل أن تنطلقا في الضحك بشدة عليها


........مي........

التي نقلت الحسابات بسرعة بعد أن أرسلته سارة بالفاكس ووضبت الورق على المكتب وفي نفسها : ياربي علشان أنقله تعبت التعب ده كلة امال لوكنت عملته كله بنفسي كان هايحصل أية :الحمد لله

: السلام عليكم

مي وهي تقوم من وراء المكتب : وعليكم السلام ورحمة الله

ياسين بضحكة وهو يعلم أن مي ألزمت نفسها بمهمة صعبة بالنسبة لها و أنها بالتأكيد ستمل منها ولن تستطيع انجازه : أنتِ تعبتي نفسك وعملتي الورق !!

تقرب مي منه طابعة قبلة على خدة وتتجة للخارج : حمد لله على سلامتك ...تعبك راحة

يذهب ياسين ناحية المكتب وينظر للاوراق التي راجعتها مي وبجانبها ورقة بالملاحظات سجلتها بخطها يرفع نظرة للباب : مش معقول !!

يخرج ياسين من المكتب وهو ينادي : مي...مي

مي تخرج من المطبخ : ايوة يا حبيبي

: عرفتي إزاي تخلصي الورق ده ..كلها حاجات معقدة

مي بجدية : ياسين ..هو أنا خريجة أية ؟؟

: خريجة تجارة من تسع سنين يا مي ...وأنتِ عمرك ما اشتغلتي

مي تتجة للمطبخ وتضحك : لكن يا حبيبي بعرف واحد زائد واحد بيساوي اية

ياسين الذي تبعها : عايزة تفهميني إنك لسة فاكرة دراستك

مي وهي تجهز الأكل لزوجها وتضعة على الطاولة : اتفضل يا ياسين كل وقول رأيك

ياسين الذي جلس وبدأ في الأكل : مي ردي على سؤالي

مي تنظر له وهي مبتسمة : حبيبي النت مخلاش حد ينسى حاجة اي حاجة وقفت معايا كنت بدور عليها وكنت بطبقها ....عجبك الأكل

: روعة ....أنتِ الحقيقة ....

يصمت ياسين وينظر لزوجتة التي تتحرك بخفة أمامة تضع الأكل وتتكلم عن عملة

: أنتِ الحقيقة .....

مي التي وقفت أمامة بكامل أناقتها التي تعودت عليها وبيدها طبق كانت ستضعة على المائدة عندما وقف ياسين وقرب منها .....وقرب .....ومد يده ناحية وجهها ثم رفعها لشعرها وأخذ ...قلم لمت به مي شعرها وهي في عجاله بتجهيز الأوراق

مد يده بالقلم لها وهو يضحك بلمعة في عينية : بهرتيني

وضعت مي الطبق من يدها وأخذت القلم من يدة

ياسين : الأكل لذيذ والشغل ممتاز وأولادي جنبي وأنتِ ....وأنتِ ..

وفي نفسة وأنتي حلم وخايف اصحى منه ولا حقيقة خايف تعلقيني بيكي وتسيبيني في حسره .. من يوم ما جيتي وأنا بصحى كل يوم ألمسك بأيدي علشان اصدق إنك فعلاً جنبي ....ثم يمسك ياسين يدها ويقبلها : تسلم ايدك

ويخرج من المطبخ بسرعة وتجلس مي التي أخذت نفسها بقوة بعد انقطاعها عن التنفس أو تخيلت ذلك أثناء قربه الحميم منها وابتسمت بفرح وهي تقبل القلم : بحبك

........جناح صقر.......

روتيلا تتحدث لوالدها فجراً مثل كل يوم : أية المشكلة ...خليني أروح أنا كان نفسي من زمان أروح للشقة

: هاتخالفي كلامي

روتيلا تمسح دموع خفيفة : لأ ,,طبعا لأ .أسفة يا بابا خلاص زي ما حضرتك تقول

الحاج راشد بحنان : لما عمتك وخالد ينزلوا وعد أسمحلك تروحي خلاص يا روح أبوكي

تبتسم روتيلا : إن شاء الله

: خلاص يا بنتي أنا هاروح للصلاة ,اخواتك منتظريني

: أوكي سلملي عليهم .مع السلامه

: لا إله إلا الله

: محمد رسول الله

: حبيبتي ليه بتعيط , كده أنا نهاري كلة مش هايبقى حلو

تبتسم روتيلا لصقر الذي عاد من الصلاة و جلس بجانبها ويقبلها

: لأ,خلاص

: متأكدة ..طيب قوليلي أية اللي مزعلك

: بابا رفض أروح الشقة لوحدي ...

صقر وهو يحرك يده على ظهرها بحنية وهدوء: صح حبيبتي بابا عنده حق

تضحك روتيلا بسخرية : كلكم بتعاملوني كأني طفلة ...صدقوني أنا كبرت

يضحك صقر عاليا ويضم رأسها لصدرة : أنتِ قلبك أسود أوي لسه فاكرة أنا مش صالحتك وعرفتك لما أكون مشغول متكلمنيش

تبعد عنه ناظرة لعينة : أيه الجديد أنت على طول مشغول

يحرك صقر يده على رأسه ثم بعصبية على وجهه: صح ..لكن شغلي زاد وخاصه مع تجهيزي للإنتخابات و مشاريع النجع

: ليه دخولك الانتخابات حقيقي لغاية دلوقتي مش فاهمة

صقر يضع ساق على الأخرى و يريح ظهرة للخلف :أية اللي مش فاهماه

: السبب الحقيقي .أنت فعلا مش محتاج العضوية وفي نفس الوقت بتخدم المجتمع كويس جدا ....يبقى ليه ؟؟

:الحقيقة هي أننا أحيانا نعمل حاجات مش مقتنعين بيها لأنها بتفيد حاجات تانية ...ولكن في جميع الأحوال أنا عايزك تكوني متأكده أني مش بعمل حاجة غلط أو غير شرعية

روتيلا بابتسامه : أنا متأكدة من ده ..لكن مش مقتنعة أنك ممكن تعمل حاجة مش مقتنع بيها

يمسك يدها يقبلها : يعني روتيلا واثقة إني مستحيل أعمل حاجة مش مقتنع بيها

: ايوة

: طيب ..قوليلي إنتِ كمان كل حاجة عملتيها مقتنعة بيها

: طبعا

:كل حاجة ..كل حاجة

روتيلا : أيوة ..الحمد لله

صقر يمسح على وجها وبهدوء : حتى جوازك مني ...أية..؟؟ كنتي تعرفيني قبل الجواز

تضحك روتيلا : مغرور

صقر وهو يقرب من وجهها غارقا في عينيها : جاوبيني

روتيلا بثقة : لأ,مكنتش أعرفك ومع ذلك كنت واثقة تماما أن قراري هو الصح

: ليه ؟؟

: لأنه كان قرار بابا وأنا دايما بثق في رأية وقرارته

يضحك صقر : رورو طيب أرضي غروري

: أنت مش محتاج إني أرضي غرورك ..

صقر بهدوء : عايزة اسمعها منك

روتيلا بتساؤل صامت

: كلمة بحبك ...مش من حقي أني أسمعها ... حرماني منها

تبتعد روتيلا وهي تضيق بعينيها له وبهدوء يناسب هدوء صقر : الكلمة مش صعب أني أقولها

: وليه مش بتقوليها ...إلا إذا كنتي مش حاسها هنا ...وهو يشير لقلبها ....في قلبك

روتيلا تنظر للأمام : سهل أنك تحكم على نفسك وتفهم اللي جواك لكن صعب أوي تحكم على غيرك ....متحكمش عليا بحاجة مش عارفها

صقر بتعجب : فهميني

روتيلا بخجل : هي جوايا وعلى طرف لساني

: لسة مش واثقة من حبي ليكي

يقف صقرثم يمسك يدها لتقف أمامة وبهمس: لازم تفهمي كويس جدا مقدارحبي ليكي ...أكيد عرفتيها بتصرفاتي وسمعتيها لما قلتها بلساني وقلبك حس بقلبي ..صح يا فراشتي

روتيلا وقد زين وجهها بحمرة خجلها تشير برأسها بنعم

صقر وهو يشدها من خصرها نحوه :سمعيني يا فراشتي ..نفسي اسمعها منك

روتيلا برقتها وخجلها وبهمس يكاد يسمع : بحبك

صقر يقرب اذنه لها وبهمس مماثل : مش سامع ..قلتي أية ؟؟

تومأ روتيلا برأسها بلا وهي تضع رأسها مغمضة العينين على صدرة وتأخذ نفس عميق تملأ حواسها برائحة حضنه الدافئ

يبتسم صقرلحركتها ثم يبعدها قليلاً و ينظر لعينيها الخضراء فيرى توهج الكهرمان داخلها : متحرمنيش من إني اسمعها تاني وتاني عايز اسمعها منك على طول .....حقيقي بتحبيني يا فراشتي

روتيلا بابتسامة انارة وجهها وبرقتها التي تسحرة وحمرة خد لم تفارقها وعيون خضراء تتوهج فيها خيوط الشمس :

بحبك أوي

........نهاية الفصل الرابع والثلاثين.......

روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة


الفراشة 

الفصل من ٣٥ الي ٣٦

للكاتبة روتيلا 

#الفصل_٣٥


· · مُذهلة .. !

ماهي بس قصة حسن ...

رغم ان الحسن فيها بحد ذاته .. مشكلة

كل شي فيها طبيعي .. ومو طبيعي

أجمل من الأخيلة

طيبها .. قسوة جفاها ..

ضحكها .. هيبة بكاها ..

روحها .. حدة ذكاها ..

تملأك بالأسئلة ..

هي ممكنة والا محال ..؟!

هي أمر واقع .. أو خيال ؟!

هو سهلها صعب المنال .. ؟

أو صعبها تستسهله !

ليه كل معجز مر هذا الكون .. فيها له صلة ؟؟

ليه كل شي فيها تظن انك تعرفه .. تجهله !؟

ليه كل (لا معقول) فيها ورغم هذا تعقله !؟

يا بدايات المحبة ..

يا نهايات الوله ..

كيف قلبي ما احبه ؟

وانتي قلبك صار له !

يا أعذب من الأمنيات ..

يا عالم من الأغنيات ..

يا أجمل الشعر البديع ..

من آخره لين أوله ..

ما راودتك الاسئلة ؟!

ليه عمري ما لقى لبرده دفى ..

الا دفاك ِ !

ليه قلبي ما بدقاته عزف لحد ٍ ..

سواك ِ !

ليه أنا عيني تشوف وماتشوف ..

الا بهاك ِ !

يا أجمل من الأخيلة ..

هذا جواب الأسئلة ..

كي تكوني من حنيني ..

وبس فيني .. ومو بدوني مُذهلة ......

(الأمير عبد الرحمن بن مساعد )

.......الفصل الخامس والثلاثون.......

....لميس....

سبحان الله, المكان هنا حلو أوي ركوبي الخيل كل يوم بيخليني أحس ..وتغمض عينها ...إني بتنفس

كنت فاكره أن فكرة ركوبي للخيل هنا مستحيله لكن فوجئت بيوسف بيوفرلي مساحة واسعة من أراضيهم ممنوع أي حد يقرب منها ساعة يوميا من بعد الفجر يصلي ويجي يوديني بحس اني حرة

: انا حرة ...حرة ....

وتنطلق لميس بحصانها وهي تستنشق رائحة الخضرة الندية وتقف أمام شط النيل وتنزل تجلس بجانبه : يوسف

: خلصتي جولتك

: أيوه يا حبيبي .....يصمتا ليتأملا روعة النيل وجريان مائه ..ثم تنظر لميس ليوسف تأخذ نفس عميق .....وتغمض عينيها.... كل يوم بقيت أتعلم حاجة جديدة ,رجعت للنجع بعد أكتر من عشر سنين رجعت للهدوء وبعدت عن الأجواء اللي كنت عايشاها واكتشفت إني انتمي فعلاً لهنا ..دا مكاني الحقيقي أيه اللي شدني لمجتمعات اختارت البهرجه وتقليد الغرب بحجة تقدمهم وتخلفنا ..الحقيقة مش فاهمه ايه التخلف في الحجاب ..ايوه الحجاب اللي كنت ناويه اقلعه بقيت معرفش اخرج من غيره وبقيت أكتر حرص حتى من يوسف في طريقة ارتدائه ..كتير بستفاد من روتيلا لما بتبعت ليا موديلات محتشمة جدا بألوان هادية مع حجابتهم البنت دي روعة يا بخت صقر بيها ..ربنا يهدية بس ليها

عيلة يوسف ناس جميلة وخاصة عمتة منيرة ست كأن أتجمع فيها كل حنان الامهات وبتديه لينا بدون مقابل حقيقي مش خسارة فيها كلمة ماما اللي بتقولها ليها روتيلا حقيقي بتستحقها

حماتي ست طيبة بس مش عارفة لية مبتحبش تيجي سيرة روتيلا أدامها هم بيحترموا رغبتها ومبيرضوش يلمحوا ليها لكن انا اعتقد ان الموضوع مش موضوع غيرة من امها الحكاية اكبر من كده متهيألي انها مبتحبش تفتكر حاجة لأنها دايما تقول ربنا يسامحنا : يا ترى ليه ...الله اعلم

عمي راشد ده معرفش اقول ايه ملاك طيب أوي رجعلي أيام بابا وجمالها الراجل بيدلعني جداً وخاصة الايام الأولى لما كنت بتعلم الطبخ كان يجي يدوق ويغمض عينة ويقول حلو اوي تسلم ايدك ويمشي وبعدين يبعت اكل من البيت عنده ويقولي الخير كتير لغاية في مره مشى ومبعتش اكل عرفت انه عجبه فعلاً

جمانه بنت سطحية وامها مدلعاها مكنتش اعرف من معاشرتي ليوسف ان السطحيه يكون ليها مكان في مجتمعه

خالد ولد شقي بيفكرني بمروان بخفة دمة لكن هو شوية مجنون مبيتحكمش في اعصابة اتنين لو ذكرتهم ادامه يتعفرت روتيلا يتعفرت حب وخوف عليها والتاني صقر دايما بيمسك اعصابة ادامي شوية لغاية ما حد يجيب سيرة مشروعاته الخيرية في النجع وشه يحمر

: معلش يا مرات عمي أنا مستحيل انتخبه

تضحك لميس : مش مهم بناقص صوت المهم متعملش دعايه مضاده

يوسف يهمس للميس: تحبي أخلية ينتخبه

: ايه هاتغصبه ؟؟

: لأ طبعا ..اصبري

يوسف يعتدل ويضع رجل على الأخرى وبجدية : خالد

: أيوه يا عمي

: روتيلا انهارده قالت اللي عايز يزعلني مينتخبش صقر

ينظرخالد له بمفاجأه : إزاي بس هي عارفة وقالت عادي

: معقول يمكن يا حبيبتي مش عايزه تزعلك

خالد يقف يمسك هاتفه ليتصل بروتيلا

: انت بتعمل ايه

: هاتصل بيها لتكون زعلانه مني ومش عايزه تقول

يوسف بجديه : ينفع كدة يا حبيبي يعني هي تقولي ومترضاش تقولك علشان متزعلش منها وخاصة انها عارفة رأيك تقوم تتصل بيها تكسفها

: صح خلاص انا هاغير رأي وانتخبه واقولها اني اقتنعت ..انت عارف اهم حاجة عندي سعادتها

يبتسم يوسف ناظرا للميس المتابعة للحوار وهي رافعة حاجبيها : أية رأيك ؟؟

لميس بهمس: رائع أنا شفت تحولات في الرأي كتير يا دكتور لكن تحول في أقل من نصف دقيقة بسبب كلمة.... زعلانة منك ..... جديدة دي عليا لازم ندرسها في الجامعة

يضحك يوسف عالياً : أوكي أشوف إزاي نستفيد منها .

تعود لميس للنظر للنيل : بحبك يا يوسف

يحاوطها يوسف بيده ويقبل جبينها : وانا بموت فيكي

.........مي........

أعيش مع ياسين لحظات رائعه مابين الحوار الهادي ومناقشة اعماله التي أصبحت بارعه فيها من كثرة الممارسة حتى وجدت نفسي معظم الوقت أراجع أعماله بنفسي الأن دون مساعدة مروان وسارة وروتيلا : البنت دي حقيقي نعمة ربنا يبارك فيها

: لكن أنتِ كنتي مخبيه ده كله فين ؟؟

مي التي سرحت في وجه زوجها :مم..معلش بتقول اية ؟؟

ياسين يضع يده على شعرها بهدوء : ليه قصيتي شعرك ..متهيألي كان طويل عن كده صح

لا تستطيع مي أن تداري سعادتها لأول ملاحظة يطلقها ياسين عن هيئتها : ده كان سؤالك ؟؟عموما أيوه قصيتة شوية كان بيضايقني ...بس تعرف لازم اسجل انهارده في التواريخ الهامة في حياتي

ياسين يتعجب : أيه .ليه؟؟

تمسك يده تقربها لقلبها : تاريخ أن ياسين يلفت نظرة شيئ غير شغلة

يضحك ياسين : مش ممكن ...ثم يصمت وهو يتمعن في وجهها ...مش ممكن أكيد كان بيلفت نظري حاجات كتير فيكي

مي بدلع جميل : يمكن بس كنت مشغول تقولها

يتنحنح ياسين بجدية : انا انهارده هارجع متأخر لأنه في اجتماع مهم ...برنامجك أيه

مي بابتسامة أصبحت لا تفارقها : بس زياره لأسرة مصرية عرفتني عليها زوجة مدير مكتبك

: أعرفهم ؟!

: هابعتلك عنوانهم على الموبايل عموما هي اسرة أستاذ جودت المصري

: ايوه..ايوه ..دي اسره موجوده هنا من زمان.. .أوكي عارف عنوانهم ناس محترمين إن شاء الله تقضي معاهم وقت كويس

تقبله مي على خده : شكراً يا حبيبي ..تروح وترجع بالسلامه

ينظر لها ياسين وبهدوء : وأنتِ كمان

ويخرج ياسين تاركا مي التي تختبر أحاسيس جديدة مع زوجها ملأتها بالسعادة وكأنها وصلت بها لعنان السماء


........أول يوم دراسة.......

....توتر...توتر...توتر....

عنوان اليوم

: معقوله يا رورو منمتيش من بعد الفجر

روتيلا مرتديه ملابسها وتقف بجانب النافذه تنظر للخارج تأخذ نفس عميق : أيوه

يقترب صقر منها يديرها لتواجه : لسة قلقانه

تحرك رأسها بنعم ولمعة دموع في عينها

يرفع صقر وجهها فتنزل دموعها وترتمي في حضنه : ليه كده ؟؟

: مش عارفه أنا حصلي أيه كل حاجة بقت تخليني أعيط ....صقر رجعني تاني كليتي في الأسكندرية

يبتسم صقر وبهدوء: معقولة يا روتيلا أنتِ لسة مجربتيش هنا ... وبعدين وريني كده لابسة أيه ؟؟

تبتعد روتيلا لترية ملابسها :ليه ؟؟

يمسح صقر بعصبيه على وجهه ويتجة لغرفة الملابس : لبسك اوك

روتيلا التي تنظر لظهره بتعجب ثم تتجه للمرآة تجفف دموعها لتشاهد ملابسها المحتشمة الفضفاضة :أيه المشكلة !!

يعود صقر ويمد لها بعلبة مغلقه : سمعتك على فكرة ....ألبسي دي ..وشدي الحجاب على وشك أكتر

تنظر له روتيلا فترة فيشير لها برأسة أن تفعل ما أمرها به وهو يقف خلفها وقد عقد ذراعية على صدره في انتظارها لتنفذ فيحثها بعد فترة من تبادل النظارات : منتظره أية ؟

روتيلا بتردد : الحجاب مظبوط

ظل صقر على وقفته وتجهم وجهه ولم يرد عليها

عندما لم تجد إجابه شدت الحجاب أكثر على وجهها ثم تفتح العلبة لتجد نظارة قراءه عدساتها بنية فتتركها من يدها : مش هالبسها ...مش محتجاها

صقر وهو على وضعة دون تحرك يراقب تصرفاتها و بأمر : هاتلبسيها والعدسات زجاجية مش للقراءه وفايدتها ببساطه أنها تداري عنيكي الحلوة دي ...مفهوم

تأخذها روتيلا و بهدوء : أيوه مفهوم ...بس أنت عارف أني هاكون مضطرة اني أخلعها في بعض السكاشن

صقر وهو يتحرك ناحية حجرة الملابس مرة أخرى : عارف لكن ساعتها هايكون وشك أما في لوحة رسم او كومبيوتر

روتيلا مبتسمه وبهمس : لا إله إلا الله ....الله يهدي


.........العمة منيرة........


جيت قبل يومين مع خالد وجمانة الشقة كانت نضيفة الحاج حريص أنها تفضل

نضيفة ومتهوية على طول ...ما شاء الله الشقة كأنها شقة عروسة ...تمشي العمة منيرة وهي تمرر يدها على الأثاث: الله يرحمك يا ناديا طول عمرك كان ذوقك حلو ..إنا لله وإنا إليه راجعون

:بتكلمي نفسك يا جدتي

: ها... تعالي يا حبيبتي صحيتي بدري ليه

تجلس جمانة تنظر حولها : ولا حاجة قلت أقوم بدري يمكن تحتاجي حاجة في توضيب البيت وبعد كدة أبقى أروح لروتيلا

تضحك العمة منيرة : يا جمانة أنتِ ناسية ان انهاردة أول يوم ليهم في الكلية

: لأ مش ناسية لكن معقولة هايروحوا من أول أسبوع

العمة : طبعاً يا بنتي الكليات جديدة عليهم ..هاروح اعملك فطار

جمانة : لية هافطر لوحدي

: أنا فطرت من بدري مع خالد

: طيب خلاص يا جدتي هاقوم اعمل لنفسي

: طيب تعالي معايا وأنا هاجهز للغدا

جمانة وهي تمشي مع العمة منيرة للمطبخ : مش بدري

: لأ, أصلي عايزه أعمل كام صنف من اللي بتحبهم روتيلا

جمانة بقلق : معقولة جدي واقف

تجلس العمة منيرة تداري دمعتها : وافق يا قلبي ومن وأنا في النجع وانهارده الفجر بيوصيني ..ربنا يستر

: يارب ...أظن دي أول مرة تيجي هنا بعد الوفاة ...

العمة بتنهيده : أيوة الله يكون في عونها

تمسك جمانة يد العمة منيرة : إن شاء الله يا جدتي هاتمر على خير ..روتيلا مؤمنة

: يارب ...قومي يا بنتي أفطري وسيبيني أجهز الغدا

تضحك جمانة : اوكي مش عايزة مساعده ..

:لأ..لما أحتاجك هاناديكي أنا أستويت من لميس ..الله يصلح حالها

جمانة : بس والله إنجاز المفروض تفرحي

تبتسم العمة منيرة : والله يا بنتي مبسوطة ربنا يهدي سرها ويرزقك يا جمانة يا بنت جمال بالزوج الصالح

تبتسم جمانة وتسرح مع حلم جديد


........في الطريق الى الكلية........


: في حاجات هاتسمعيها مني وتفهميها كويس لأني مش هاكررها ...اولاً وقوف مع ولاد وتقولي زمايلي ممنوع

ثانيا تبادل أرقام موبايل ممنوع

ثالثا البنات اللي تعرفيهم زمايلك فقط وداخل أسوار الكلية لكن خارجها لأ ..مفهوم

رابعا دكتور أو معيد أعرف أنك واقفه معاهم لأ

موبايلك مفتوح دايما ,وجدولك كامل يكون عندي وتبعتية برساله فوراً , السواق برة قبل ما تطلعي ترني علية يجي أدام البوابة

لو خالفتي أي حاجة من الكلام ده هايبقى أخر يوم ليكي في الكلية

تضحك روتيلا حتى أدمعت عينها : مش ممكن ...حقيقي مش ممكن ..أنت متصور أن ده كلام عاقلين

ينظر لها صقر وبجدية : سمعتية يا روتيلا وهاتنفذيه حتى لو كان كلام مجانين

روتيلا : أسمحلي أنا بيحكم تصرفاتي دايماً حدود ديني وأنت عارفني لكن موعدكش أن كلامك ده يتنفذ

صقر : يبقى أرجعك البيت لغاية لما تبقي متأكدة من تنفيذه

روتيلا : متهددنيش صقر انت حاطط شروط تعجيزية بس علشان انت رافض دراستي

ينظر لها صقر بحدة : أنا لو عايز اقعدك في البيت مش محتاج غير إني أقولها ليكي ..فاهمة

تنظر روتيلا لخارج السيارة وبتنهيدة : فاهمة ..حاجة تانية

: خالد منتظرك

: أيوة ..وبعد أذنك هارجع معاه لبيت ماما ..بابا وافق

صقر وهو يدير وجهها له : عايزاني معاكي

: ينفع

يبتسم صقر وبهدوء: أيوة يا حبيبتي ينفع ...قبل ما تخرجي بفترة عرفيني وانا أوصلك بنفسي ..اوك

: أوك

ثم يعود لجديتة : أه ..وأوعي لما تسلمي على خالد دلوقتي تبوسيه

روتيلا تفتح فمها من المفاجأة وتغلقة عدة مرات : أنت معتقد أني أقف أدام بوابة الكلية وأحضن وأبوس واحد

يضحك صقر : لأ ..بس ميمنعش أني أخاف .. ..لكن أسمحلك دلوقتي ببوسة على خدي لأننا وصلنا ....

يصلا فعلاً للكلية فينزل صقر مع روتيلا ويقابل خالد الذي يسلم عليه يوصيه بها فيدخلا معا تاركين صقرناظرا لهم وهم يدخلوا من البوابة وفي نفسة : أيه الكلام المجنون ده اللي قلته ليها.. عندك حق يا فراشتي شروط تعجيزيه ..ياريتني أقدر أقولها ليكي ...

أقعدي في البيت

: لا إله إلا الله ...توكلنا على الله ثم يتحرك صقر للسيارة حيث يقف السائق يفتح له بابها ويتحرك موكبة 


.......مي ........

: ما شاء الله البيت جميل

نهى زوجة جودت أم أسماء ثمانية أعوام وتقى أربعة أعوام : شكرا يا حبيبتي ..أنتِ نورتيني انهاردة

مي : شكرا ..أنا سعيدة جدا بمعرفتك لازم أشكر رشا انها سبب التعارف

تضحك رشا زوجة مدير مكتب ياسين : يعني مبسوطين يبقى ليا هديه حلوه

نهى : عنيا ليكي تستاهلي

تدخل خادمتان يحملوا حلويات ومشروبات كثيرة

مي : ماشاء الله ليه ده كله

تضحك نهى : عائشه مديرة البيت وبناتها لما عرفت انك من القاهرة كانت هاتجنن من بعد الفجر وهي وبناتها في المطبخ

تضحك رشا : أصلها مش عارفه الحكايه

مي : أيه الموضوع

نهى : ياسيتي جد عائشة أسلم على أيد شيخ من شيوخ الأزهر هنا فاتولدوا واتربوا على كلام جدهم اللي بيمجد في الأزهر وفضله عليه فعندهم كل ما يجي حد من القاهرة يعني جاي من عند الأزهر يعني رشا مش من القاهرة فزيهم متعرفش مكان الأزهر لكن أنتِ عارفاه طبعاً وبتروحي على طول تتعلمي على أيد شيوخه فهمتي

مي :أه ..طيب دي مشكلة ماتفهميهم

نهى : افهم أيه الموضوع بسيط هو ارتباط نفسي الجد سايب لهم مكتبة كامله من كتب أزهريين ورسائل من الشيخ اللي أسلم على أيده مفتخريين بيها جداً

حتى هم استأذنوني انك تقابليهم

مي برفض : لأ,مستحيل أقول لهم أيه

رشا : هم مش عايزين حاجه بس اقعدي معاهم شويه ردي على اسألتهم

مي : طيب لو معرفتش حاجة ..وبعدين أنا معرفش لغتهم

نهى : عادي قولي بصراحة مش عارفه هاسأل وارد عليكم ..وبعدين أسماء مولوده هنا وعارفة لغتهم جدا هاترجم ليكي

تقف مي وفي نفسها ..أكيد ناس بسيطه ومعلوماتهم أبسط عن الإسلام ومحتاجين مساعده : أوكي نادي أسماء

تدخل مي المطبخ حيث وجدت سيدة كبيرة وأثنتان اخريات وقد ارتدين ملابس محتشمة وحجاب واسع يغطيهم استقبلوها بابتسام انارت وجههم قابلتها مي بابتسامة رضا وسعادة و شعرت أنها تعمل عمل نافع وأنها بالتأكيد ستفيدهم بمعلوماتها

: السلام عليكم

: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة

أسماء : آنتي مي جت تسلم عليكم وانا هاترجم لها

السيدة الكبيرة : أنا عائشة وهذة خديجة وهذة فاطمة

سلمت عليهم مي : أهلا بيكم

عائشة بابتسامة واسعه : أهلا بيكي احنا سعداء جدا كنت أتمنى أن أرى أحد من القاهرة من عند الأزهر ...الشيخ أحمد من علم جدي كل ما نعرفه عن الإسلام ونحفظ أجزاء من القرأن نحن نشعر بالخجل منك أكيد أنتِ حافظه القرأن كلة ولكن هذه مقدرتنا

تتوتر مي قليلا ثم تتذكر : أه ...أنتم كنتوا عايزين تسألوني عن حاجة

يتحدثن السيدات ثم ينتظروا رد مي

تجلس مي بأريحيه واضعة ساق على الأخرى ناقله بنظرها بينهم وهي مبتسمة : مش فاهمة يا أسماء يا حبيبتي ترجميلي كلامهم

أسماء : يا آنتي بيقولوا حضرتك مش لابسة حجاب لية

تضحك مي وهي تهز شعرها يمين ويسار : شعري حلو مش كدة خاصة لما قصيته كنت زمان لبسته شوية وقلعته موضات اللبس والشعر تجنن

تنظر أسماء بتعجب لمي : آنتي عايزاني أترجم الكلام ده ..متأكدة

:طبعا حبيبتي أية المشكلة

تنظرن السيدات لبعضهن ثم يتحدثوا لأسماء

:بيقولوا أية

:بيقولوا انهاردة الأثنين أكيد زعلانة أنك مصمتيش وأكيد بتتمني أن رمضان السنة كلها

تضحك مي : أنا مش متعودة أصوم غير رمضان ووقفة العيد الكبير يا بنتي أنا بصوم رمضان بالعافية بس تصدقي فعلا عايزين رمضان يبقى طول السنة أصل المسلسلات والبرامج بتبقى روعة في رمضان

بعد انتهاء أسماء من ترجمة كلام مي وقفن السيدات وقد ظهر عليهم الحزن الشديد لمحت مي في عيون إحداهن الدموع واخذت تتحدث وهي تبكي والأخريات كأنهن ينهراها

:هو جرى أية مالهم

أسماء بحزن : بتقول أنا قلت ليكم أنها مش مصرية أو حتى مسلمة هي متعرفش أكيد مكان الأزهر لأنها لو عرفت مكانه كانت عرفت هناك إنها لازم تلبس الحجاب وتصوم اثنين وخميس وتحب رمضان واكيد مبتعرفش تصلي وهم بيزعقوا ليها لأنك أكيد بتهزري لأن المصريين دمهم خفيف وبيحبوا الهزار

بهتت مي من الكلام الذي سمعتة وخطف لونها : أية ؟؟ معقولة !! معقولة إسلامهم قوي كدة وهم اللي بعيد وفي مجتمع غير مسلم متمسكين بدينهم وأنا كدة ..أنا ده منظري

تضحك مي بدموع : أسماء قول ليهم أنا بضحك معاكم

: وحضرتك صحيح يا آنتي بتضحكي معاهم

مي ببتسامة باكية وصوت منكسر : أيوه يا حبيبتي قوليلهم ...قوليلهم ..أنا مش لابسة الحجاب لأن عندي مرض جلدي في راسي وعلشان كدة ...تمرر يدها على رأسها ممسكة بشعرها وكأنها تريد شدة من جذورة قصيت شعري ...وقليلهم ...تنزل دموعها بغزارة تشاركها فيها السيدات وهن يحتضن أنفسهن بايديهم تاثراً بحالتها ....قولي يا أسماء أنا بحب الصيام اوي ورمضان لما بيخلص بعيط وبصلي كل فروضي ....تصمت مي شاهقة بالبكاء ثم تتذكر....

وعارفة مكانة الأزهر ومكانه

ثم تنطلق مي لخارج البيت بعد وداع سريع لصاحبته وتمشي مسرعه دون أن ترى من دموعها فتسمع صوت السائق يناديها لتلتفت للخلف

السائق يصرخ : يا مدام ......يا مدام .....حاسبي

: أشهد أن لا إله إلا الله...وأشهد أن محمد رسول الله

........نهاية الفصل الخامس والثلاثون ........

قال الله تعالى: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور:31


#الفصل_٣٦


 · · مُضناكَ جَفاهُ مَرقَدُهُ

وَبَكاهُ وَرَحَّمَ عُوَّدُهُ

حَيرانُ القَلبِ مُعَذَّبُهُ

مَقروحُ الجَفنِ مُسَهَّدُهُ

أَودى حَرَفاً إِلّا رَمَقاً

يُبقيهِ عَلَيكَ وَتُنفِدُهُ

يَستَهوي الوُرقَ تَأَوُّهُهُ

وَيُذيبُ الصَخرَ تَنَهُّدُهُ

وَيُناجي النَجمَ وَيُتعِبُهُ

وَيُقيمُ اللَيلَ وَيُقعِدُهُ

وَيُعَلِّمُ كُلَّ مُطَوَّقَةٍ

شَجَناً في الدَوحِ تُرَدِّدُهُ

كَم مَدَّ لِطَيفِكَ مِن شَرَكٍ

وَتَأَدَّبَ لا يَتَصَيَّدُهُ

فَعَساكَ بِغُمضٍ مُسعِفُهُ

وَلَعَلَّ خَيالَكَ مُسعِدُهُ

الحُسنُ حَلَفتُ بِيوسُفِهِ

وَالسورَةِ إِنَّكَ مُفرَدُهُ...

(أحمد شوقي (

.......الفصل السادس والثلاثون........

.....سنغافورة.....

....المستشفى....

يجري ياسين في أروقتها يبحث عن غرفة مي ليجد السائق الخاص يمسكه من رقبته : جرالها اية اتكلم ..الحادث حصل ازاي كنت فين يا بني أدم ...

: يا بيه الست هانم خرجت من بيت الاستاذ جودت ومشيت على طول أنا شفتها بالصدفة من مراية العربيه والله ناديت عليها والحمد لله الدكتور طمني بس شوية رضوض اطمن ...الحمد لله العربية فرملت بسرعة بس اتخبطت خبطه بسيطه والله ..اطمن يا بيه

يتركة ياسين وهو ينظر لباب الغرفه المغلق : وليه مانعين زيارتها

: شوية بس يا بيه لما يتأكدوا خالص ...الدكتور عندها

يجلس ياسين لا تحمله قدمه من لحظة ما خبروه وهو يقاوم ...

يقف بلهفه عندما يجد الطبيب يخرج من الغرفة يطمئنه فعلا عن إنها مجرد رضوض وهي نائمه الأن ويستطيع الدخول لها

السائق : الحمد لله على سلامة الهانم

ينظر له ياسين بحدة : امشي دلوقتي وحسابي معاك بعدين

يطأطأ الرجل رأسه : حاضر يا افندم

يتقدم ياسين ويدخل غرفة زوجته ليجدها وقد غطة وجهها بعض لاصقات الجروح ورباط ضاغط على يدها وقدمها يقبلها من جبينها ويجلس بجانبها يمسك يدها السليمة وبهمس : كدة يا مي ترعبيني عليكي ..كده يا روحي ..طيب قوليلي كنت اعمل ايه من غيرك ولادك كانوا هايعملوا ايه انا وهم منعرفش نعيش من غيرك يا مي ...ويضع جبينه على يدها ...انا مقدرش اعيش من غيرك يا حبيبتي ..اعمل ايه يا مي عارف ضغطت عليكي كتير بس اعمل ايه اخالف أبويا ترضيها ليا جيت عليكي وقبلها جيت على نفسي لما كنت بموت نفسي في الشغل

كنت بعمل كده علشان اقدر على بعدك وبعد عيالي صدقيني بعدك جرحني قبل مايجرحك كل بعد وكل انشغال وكل كلمه حلوه مقلتهاش ليكي كان بس علشان أقدر على بعدك سامحيني يا حبيبتي سامحيني

: مسمحاك

ياسين يقف بلهفه : مي ..مي ..صحيتي ..عاملة ايه يا حبيبتي ..أنادي الدكتور

تبتسم مي بتعب :الحمد لله خفيت لما سمعتك ..تمسك يده وتقبلها ..ياسين متضغطش على نفسك أنا خلاص فهمت ...ثم تنظر لبعيد من النافذه المفتوحه للسماء التي ينير قمرها غرفتها ...فهمت حاجات كتير أوي

يمسح ياسين على رأسها : الف سلامة عليكي يا حبيبتي ..الف سلامة عليكي يا روحي

: الله يسلمك ..

ياسين ياريت متقولش حاجة في مصر والحمد لله أصلاً مفيش فيا حاجة

ياسين يقبلها : طبعاً يا حبيبتي خلاص اطمني ..الحمد لله

......مكتب الصقر في المجموعة.......


: هي تروح كليتها وانا أموت هنا.... استغفر الله العظيم

صقر ناظراً من نافذة مكتبه طوال اليوم في حالة عصبيه شديده كل من دخل له من موظفين خرجوا بخصم من راتبه لدرجة أنهم على منتصف النهار انتشر في المؤسسة أن غرفة المدير خط أحمر

: السلام عليكم ..قالولي ألحق المؤسسه بتدخن من كتر شياط المدير

صقر وبدون النظر له يجلس على كرسي المكتب ويمسك ملف أمامه ويقذفه بقوه على الأرض أمام مروان : أيه اللبخ ده

يمسك مروان الملف يقلب فيه وبجديه: الكلام اللي فيه مظبوط ..وأنت بنفسك وافقت على الإقتراح ده قبل كده الملف مفيش فيه إلا دراسة المشروع بس ولو ليك أي ملاحظة قولي نغيرها معنديش مانع

يسود صمت يتخلله حركة صقر العصبيه بيده على وجهه عدة مرات : سيبه هاشوفه تاني

مروان بحذر: متأكد ..صدقني أنا معنديش مشكلة أعيده

صقر ينظر له بحده : أسمع الكلام من أول مره ...روح خلاص شوف شغلك وابعتلي وانت ماشي الزفت اللي قاعد بره

يقف مروان ويتجه للخارج : خدها نصيحة من أخوك روح جيبها من الكلية ..ثم يجري لخارج المكتب

يمسح صقر على شعره ويبتسم على حركة مروان : عندك حق مفيش غير كده

: حضرتك طلبتني يا افندم

يقف صقر : في مواعيد مهمه

سامي بهدوء حذر : مفيش حاجه مينفعش نأجلها حضرتك

ينظر له صقر وبتفكير قليلاً: سامي ..انهارده عملت خصومات كتير ..ألغيها كلها مفهوم

يبتسم سامي : أوامرك يا افندم ..اطلب يجهزوا العربية لحضرتك

يمشي صقر : ايوه ..وعلشان تبقى تضحك تاني خصم ثلاثة ايام ليك


........أمام باب الكلية.......


ينتظر من ساعه يقف متكئ على السيارة ولا يلفت نظره أي من نظرات الجميع الفضوليه.... رجل وسيم بسيارة فارهة وسيارة أخرى تحمل حرس شخصي على مقربة منه

إحدى الفتيات : واوو مين ده

: معقولة مش عارفينه ده صقر الجارحي رجل الأعمال المشهور

فتاة أخرى بدلع: خطير.. يا مامي عايزه من ده

يضحكن الفتيات وهن يقفن على مقربه من سيارته يحاولن لفت نظره المشغول ببوابة الكلية في انتظار فراشته تطل عليه

تخرج روتيلا مع خالد واول ما شاهدت صقر أمامها زانت ضحكتها وجهها قابلها هو أيضا بابتسامه واسعه لفتت الانظار لهما ...ظل مكانه ينتظرها ولكنها تقف فجأة فيقف معها خالد وكالعادة يداريها عن صقر و يقف أمامها

: مالك وقفتي لية ..اية المشكلة

: يعني مش شايف

يضحك خالد : تعرفي أنك عبيطه ..بالله عليكي أمشي ولما تروحي البيت أدبيه

تضحك روتيلا : طيب امشي


.........صقر.......


عارف وقفت ليه متهيألها إني شايف حد غيرها مجنونة من يوم ما دخلت حياتي معدتش بشوف جنس حوا اختصرت فراشتي كل ما اريده منهم ...

تتقدم روتيلا نحو صقرها ....

تعالي يا حبيبتي ... تعالي ساعديني يا فراشتي أقاوم غيرتي عليكي ساعديني أرجوكي أروض لهفتي عليكي

: السلام عليكم

ظل صقر مبتسما مكان وهو يمسك بيد روتيلا وينظر لها بتمعن .......ثم فجأة : فين نضارتك

خالد : معايا ..هي مش محتجاها لو كنت بتسيبها تخرج هاتعرف أن روتيلا مبترفعش عينها أبداً وهي بتكلم راجل حتى ولو بياع في محل

صقر ينظر له بحده : انا بكلم مراتي

روتيلا بابتسامه : خالد .. اسبقنا بعربيتك هانمشي وراك

يتحرك خالد متوجه لسيارته في حين تتوجة روتيلا يحاوطها صقر لسيارتهم

: أنتِ متعرفيش مكان البيت

:عرفاه

: ليه طلبتي من خالد يسبقنا واحنا نمشي وراه

: عادي

يمسك يدها ويقبلها : عملتي أيه انهارده.. كان يوم حلو ..وقابلتي مين.. اتعرفتي على حد..حد أدالك رقم تليفونه .. في حد ضايقك ..أيه مبترديش ليه

تغمض روتيلا عينيها وتريح برأسها للخلف وبهدوء: ليه جيت بدري.. وكنت برا العربية من امتى ..والبنات اللي كانوا واقفين اتكلموا معاك.. قالوا ليك أرقام تليفوناتهم ..ضحكت ليهم علشان كده ضحكوا ليك ..أيه مبتردش ليه

يعود صقر بظهره للخلف ايضاً وقد سمع الإجابة عن أسألته : مكارة يا فراشتي بس تعرفي هاتردي على كل سؤال سألته ..مفهوم

تنظر روتيلا للخارج وبهدوء: مفهوم ..أنا مش مبسوطه هنا عايزه أرجع لكليتي

يمسك صقر هاتفه ويبدأ في الإطلاع على بعض الرسائل والرد عليها

تنظر له روتيلا : ليه مردتش عليا

: انتِ عارفة ردي ..بكرة تتعودي على الكلية هنا

روتيلا بحده : أنا أقصد البنات

يضحك صقر عاليا ويسحبها لتلتصق به وبهمس: بحبك بموت فيكي ..معقوله تغيري أنتِ عندي بكل جنس حوا كلهم ..أنا مش شايف حد غيرك

يحمر خد روتيلا بقوه وبهمس يشبه همسه : وأنا انهارده وطول العمر أوعدك مشوفتش أي حد ولا حتى رديت على حد صوتك بس اللي كان في وداني ونفذت كل شروطك حتى مع البنات

يقبلها من جبينها : أسف يا حبيبتي أنتِ عندك حق شروطي تعجيزيه ..أنا بثق فيكي روتيلا وحافظ تصرفاتك كويس ..أنسي يا حبيبتي شروطي أفتكري بس اني بحبك وبثق فيكي


.......شقة ناديا.......

يقف خالد في انتظار الفراشة وفي الداخل تقف العمة منيرة وجمانة

وقفت السيارة أمام باب العماره فتح السائق باب السيارة وهم صقر بالنزول ولكن توقفه روتيلا : لحظه

يمسك صقر يد روتيلا فيجدها باردة مثل الثلج فيشد بابا السيارة مغلقا أياه ويحتضنها بقوة يريد ان يدخلها بين ضلوعه : لو مش قادره بلاش

تهز رأسها بشده بالرفض : أنا ما صدقت بابا وافق أرجوك خليك معايا ساعدني إني أتخطى العقبة دي

صقر وهو يمسح على ظهرها بحنيه : إهدي يا حبيبتي أنا شفتك في المقابر متماسكه لية خايفة من هنا ..اطمني يا رورو انا معاكي

ترفع روتيلا رأسها من حضن صقر وتبتسم له بتوتر : أوك عندك حق ..توكلنا على الله

تدخل روتيلا يحاوطها صقر يتقدمهم خالد

: السلام عليكم

العمة منيرة : وعليكم السلام يا بني اتفضل ..روتيلا حبيبتي ..رو.....

روتيلا التي بمجرد أن تخطت الباب ونظرة للمحيط الذي حولها أغشى عليها

يدور صقر في المكان أمام باب غرفتها منتظر خروج الطبيبه من عندها

خالد بتوتر : ربنا يستر ..ربنا يستر ..مكنش المفروض نوافق ونجيبها هنا جدي كان عنده حق ...روتيلا مكنش المفروض تيجي

ينظر له صقر بحده : اسكت وفهمني ..أيه المشكله بالضبط

خالد يهم بالحديث : أصلها كانت ...

تخرج الطبيبه مع جمانة فيقترب منها صقر : خير فيها اية

: اطمن هي كويسه انخفاض في الضغط مع ضعفها واللي كمان فهمت من عمتها انها اتعرضت لأزمة نفسية.. أنا سيبت ليها شوية تحاليل تعملهم ومقويات ضروريه في الغالب مش هاتحتاج لحاجه أكتر من كدة وأنا شايفه ما شاء الله اللي بيحبوها وخايفين عليها كتير ربنا يطمنكم عليها ....وتمشي الطبيبه

خالد : ايه المجنونه دي فهمت حاجه لازم ناخدها للمستشفى ونطمن عليها اكتر

ينظر له صقر فتره : عندك حق ... عايز أدخل لها

خالد : اتفضل

يدخل صقر الغرفه ليجد فراشتة نائمة في حضن عمتها والعمه تمسح على ظهرها بحنيه وتقرأ قرأن بصوت خفيض

صقر بهمس : السلام عليكم

تنظر له العمة بعيون دامعه : وعليكم السلام تعالى يا حبيبي هي صاحيه تعالى اقعد معاها لغاية ما اعمل لها حاجه تاكلها

روتيلا تفتح عينيها : ماما مش عايزه

صقر بابتسامه باهتة : روحي حضرتك أكلها من كام يوم مش عاجبني

تتحرك العمه تاركه صقر مع روتيلا وتأخذ خالد في طريقها وتغلق الباب عليهم

صقر عاقدا يده على صدره ناظرا لها : المفروض أحيكي صح ...فطرتي انهارده يا روتيلا

تعتدل روتيلا وتجلس على السرير تهز رأسها بلا.

صقر بنفس وضعه : وامبارح متعشتيش والغدا أصلاً أي كلام مظبوط

روتيلا بصوت هامس : متوتره من الكلية

يضحك بسخريه : يا سلام اتوتر فاموت نفسي دي مش طريقه أنا بنفسي هاشرف على اكلك بعد كده ..فاهمه

تشير روتيلا براسها بنعم

يقترب منها ويجلس مكان عمتها يشدها لصدره : هاتموتيني يا روتيلا من الرعب عليكي

تنظر له روتيلا بلهفة : بعد الشر عنك

يبتسم صقر ويقبلها على جبينها : ألف سلامه عليكي حبيبتي ..أحكيلي يا رورو أيه المشكله مش فاهم لو عايزه نخرج من هنا ومنرجعش تاني نطلع حالا مش مهم اصلاً وجودك هنا ملوش معنى

: لأ , كل حته هنا محفوره بقلبي مش المكان السبب لكن الذكرى اللي استرجعتها

كل ركن في البيت ده بتفكرني بذكرى حلوه وكلمه ولمسه حلوه من ماما وبابا

مش ممكن المكان يكون السبب ولكن أخر يوم السبب ... عمري 12سنه من السعاده في البيت ده اتمسحوا بذكرى يوم ..تنظر لصقر الذي يستمع لها بتركيز شديد ....لأ مش يوم ست ساعات ..بالظبط اتمسحت بست ساعات ..قمت الصبح علشان أروح المدرسة كنت عارفه أن ماما تعبانه بابا عرفني أنها مريضه مرض شديد ولكنه مقالش ليا يمكن لأني صغيره أنه مرض مميت تحمل لوحده معاها المرض وعلاجه الكيميائي البشع كان ممكن ميكونش بالبشاعه دي لكن بسبب ضعفها وحملها والولاده المتأخره خلى مقاومتها تقل وجسمها يستسلم للمرض ..اللي فهمته أنه أخر زياره للدكتور قالهم مفيش فايده ..خرجوا من عنده وقرر بابا أنه يجي يقعد معانا على طول بعد ما كان بيروح ويجي ..سافر على وعد أنه يجي تاني يوم ..كلمني وقالي أنا جاي في الطريق خدي بالك من ماما لما أجي ومتروحيش المدرسة انهارده رحت أقول لماما

: مامي أنا هاقعد معاكي انهارده

تأخذها نادية النائمه في السرير بحضنها : ليه يا رورو

تقبلها روتيلا من خدها : بابا قالي أنا طالع دلوقتي من النجع وجاي على هنا فاقعدي مع مامي لغاية ما اجي... تضايقي

تشد عليها ناديا بقوه : أحسن حاجه حتى الجو برد تعالي يا حبيبتي أدخلي جوه البطانية معايا

تنام روتيلا في حضن أمها وتغرق في دفاها

ناديا وهي تمسح على شعرها وتقبلها من جبينها : عارفه يا روتيلا أنا عايزه أوصيكي بحاجة ضروري توعديني بيها

: أيه يا مامي

: الصلاة وحجابك يا بنتي تحافظي عليهم جداً وباباكي يا روتيلا تسمعي كلامه وتاخدي بالك منه ضروري توعديني

: أوعدك يا ماما إن شاء الله

ناديا بهمس : الحمد لله كده أطمنت عليكي واطمنت على أبوكي..أنا عارفة أنك شاطره وكبيره وفاهمه كلامي أنا لو جرا ليا حاجه مش نهاية الدنيا لازم تكوني كبيره وتتصرفي صح تتصلي ببابا وتعرفيه بهدوء ومتخليش أبداً أي حد يشوفني إلا بحجابي ولو لاقتيني مغمضه عنيا بابا بس اللي تسمحيله يدخل يصحيني فاهمه يا روتيلا

: وأنا مينفعش أصحيكي

تضحك ناديا وتمسح دموعها : لا أنتِ ولا بابا ينفع تصحوني بس أنتِ صغيره و بابا علشان هو كبير وجوزي عايزاه يطمن وينيمني في المكان الصح اللي هاستريح فيه

: يعني المكان اللي بابا هايختاره هو المكان اللي هاتستريحي فيه ومعتيش تبقي تعبانه وترجعي

: تحضنها ناديا بشده وتغرقها بالقبلات : ايوه يا حبيبتي وأنتِ ساعتها ممكن تزوريني وتتأكدي من ده بنفسك ...هاكون سعيده أوي وأنا شايفاكم كمان مبسوطين أهم حاجة متنسيش الوعد

: مش هانسى يا ماما أبداً

صقر يمسح دموع روتيلا ويغرقها أكثر في حضنة : وبعدين

روتيلا تغمض عينيها : نمت في حضنها معرفش وهي بتتكلم سمعتها بتقرأ قرأن يمكن سمعتها بتقول الشهادة مش فاكره إلا إني صقعت أوي

: ماما أنا صقعانة أوي دفيني ..ماما دفيني ....تجلس روتيلا تهز ناديا من كتفها ...ماما ..ماما

تشهق روتيلا وتضع يدها على فمها وتنزل من السرير وتجري بسرعة تنادي الخادمة التي ما أن شاهدت ناديا شعرت بوفاتها فبكت بشده واتصلت بالإسعاف وعندما جاءوا أراد الطبيب الدخول لها

: محدش يدخل إلا بابا

الخادمه : يا بنتي خلي الدكتور يشوفها علشان يفوقها كده انتِ هاتموتي أمك

خافت روتيلا صحيح أنها ستكون السبب في موت أمها : لحظة

دخلت لأمها تتأكد من حجابها وسمحت للطبيب ومساعده أن يراها ولكنه هز رأسه بمعنى انتهى : إنا لله وإنا إليه راجعون ...خرجي الطفله دي بره ..مفيش حد كبير

روتيلا : بابا جاي بعد شويه

ينظر المعالج للخادمه : يعني نسيبها لغاية لما يجي ..هو جاي منين

الخادمة تبكي : من الصعيد

أعتقدت روتيلا من كلامهم أنهم سوف يأخذوا أمها

: طيب لو سمحتوا أخرجوا بره واتكلموا

الخادمة : حاضر يا بنتي ..اتفضل يا دكتور

بمجرد خروجهم أغلقت روتيلا الباب بالمفتاح ووذهبت جنب أمها

: ماما ما تخفيش بابا زمانه جاي هو بس اللي هايوديكي المكان اللي هاتنامي وتستريحي فية

صقر يبعدها عنه وينظر لوجهها بمفاجأة : قفلتي على نفسك معاها معقوله مش ممكن ليه

: ماما وصتني عليها مش قالت ليا لونمت محدش يدخل عليا إلا أبوكي خفت منهم ..خفت ياخدوها ..خفت يفضلوا معها لغاية لما يجي بابا وهي مكنتش تسمح أبداً بأنها تتكلم مع راجل غريب حتى الدكاتره اللي كانت بتابع معاهم لازم ستات وإلا متتعالجش

يبتسم صقر : الله يرحمها وأنا بقول أنتِ طلعتي كده إزاي أتاريكي شاربه من مامتك كل ده ..وبعدين حصل أيه كملي

روتيلا : قعدوا يخبطوا عليا كتير ..لكني قلت لهم مش هافتح إلا لما بابا يجي طلعت جنبها على السرير وقرأت لها قرأن كتير زي هي ما بتعمل معايا لما أكون نايمه لكن كنت بتضايق لما أبوسها أو أمسك أيدها وألاقيها ساقعه كل ما شديت عليها الغطا مبتدفاش وأنا حسيت أني فقدت الدفا بتاعها أوي لدرجة اني عيطت

: مامي دفيني ..مامي دفيني.... ثم تذهب روتيلا في النوم بجانب أمها وقت طويل.... و حلمت بأمها تأخذها في حضنها وتدفيها إلى أن استيقظت على صوت الباب يدق بقوه يكاد من يقف خلفه يريد كسره

: بابا

يدخل راشد لمحبوبته التي شاهدها كأول مرة يشاهدها فيها بحجابها الأبيض وهي خارجه من المدرسه مع منيرة أخته : ناديا ..ناديا

تماسك راشد عندما شاهد دموع فراشتة الصغيرة فأخذها في حضنه : بابا ماما قالت أنت بس اللي تدخل لها

: ما شاء الله عليكي يا حبيبتي ..روتيلا خالد بره خديه يا حبيبتي وروحي خليه يلعب معاكي في أوضتك

: بس أنا عايزه افضل معاكم

: اسمعي الكلام يا روح أبوكي

تنظر روتيلا الصغيرة لأمها وتتذكر وعدها لأمها عن طاعة والدها : أسفه يا بابا حاضر أوعدك أني أسمع كلامك على طول زي ما وعدت مامي

وتخرج روتيلا لخارج الغرفه لتجد أخوها جمال الذي يأخذها بحضنه فترة يمسح على وجهها بيده : عاملة أيه

: كويسة يا أبيه

ينظر جمال للخادمه : روتيلا اكلت

: لا ,أبداً

ينظر جمال بحنية لأخته: تعرفي ان خالد ماكلش حاجه من الصبح ..أراد خالد الإعتراض ولكن جمال غمز له ففهم خالد ...

خالد : ايوه أنا جعان تعالي أكليني وكلي معايا

: طيب تعال

وتذهب روتيلا الصغيرة تأكل مع خالد الصغير

يغرق صقربقبلاته وجه روتيلا ويبعد عنها بعد فتره مريحاً جبينه على جبينها يأخذ نفس عميق يستوعب حجم حكايتها ومعاناة الطفله الصغيرة فيها

وبرائتها التي تسحره ويؤكد لنفسه على إنه على حق في حمايته المبالغ فيها لفراشته : حبيبتي الله يرحمها ..امسحي دموعك يا رورو كفايه كده يا حبيبتي وقولي دايما إنا لله وإنا إليه راجعون

روتيلا : إنا لله وإنا إليه راجعون

صقر بضحكه وهو يحضنها بشده وكأنة يريد أن يدخلها بين ضلوعه ثم يبعدها وينظر لوجهها الباكي : بس تعالي قوليلي طول عمرك كده عسوله ..من وأنتِ صغيره عاقله ولذيذه وشاطره وبتسمعي الكلام ..بس عيبه حاجه واحده يعني هو لازم تختمي الحكايه بأن خالد أكل معاكي

تمسح روتيلا دموعها ضاحكه على غيرته : هو ده اللي حصل

تدخل العمه منيرة ومعها صينية أكل يحملها خالد : قومي أنا جاي أكل معاكي

ينظرا صقر وروتيلا لبعضهما فينفجرا في الضحك الجميل وهو يأخذها بحضنه ليقفا العمه وخالد أمامهم بتساؤل وتعجب : في أية ؟!

صقر وهو يقف يدفع خالد بلطف : خالد أنت أكلت معاها زمان ماشي مكنتش أنا موجود لكن دلوقتي أنا هنا فاتفضل من غير مطرود عايز أكل مع مراتي جعان

تضحك العمة وتاخذ خالد معها : بالهنا حبايبي

تضحك روتيلا لصقر الذي جاء لسريرها وحملها إلى الأريكة حيث وضعت اصناف الطعام على طاولة أمامها : كل الأكل ده يخلص فاهمه

روتيلا وهي ترفع كتفيها برفض رقيق : لأ ,مش هاكل لوحدي

صقر وهو يقرب من وجهها : ومين قال يا فراشتي لوحدك أنا لازم أكل معاكي ...

لأني ميت من الجوع.. جدااا

.........نهاية الفصل السادس والثلاثون...........

بسم الله الرحمن الرحيم

(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر:53

(إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) النساء::48


الفراشة 

الفصل من ٣٧ الي ٣٨

للكاتبة روتيلا 

#الفصل_٣٧


· · رآها تتسرّح مرة وتنثر

الليل على كتفيها ..."

يا شَعْرَها .. على يدي

شَلالَ ضَوْءٍ أسودِ ..

ألمُّهُ .. ألمُّهُ

سنابلاً لم تُحْصَدِ ..

لا تربطيهِ .. واجعلي

على المساءِ مَقْعَدي ..

من عُمْرنا .. على مخدَّاتِ

الشذا ، لم نرْقُدِ ..

وحَرَّرَتْهُ .. من شريطٍ

أصفر .. مُغرِّدِ

واستغرقتْ أصابعي

في ملعبٍ .. حُرٍّ .. نَدِي

وفَرَّ .. نَهْرُ عُتْمةٍ

تُقِلُّني .. أرجوحةٌ سوداءُ

حيرى المقصدِ ..

توزّعُ الليلَ .. على

صباحِ جيدٍ أجْيَدِ

هناكَ . طاشتْ خُصْلةٌ

كثيرةُ التَمَرُّدِ ..

تُسِرُّ لي .. أشواقَ صدرٍ

أهوجِ التنهُّد

قد نلتقي في نجمةٍ

زَرْقَاءَ .. لا تَسْتَبْعِدي

تَصوَّري .. ماذا يكونُ العُمْرُ

لو لم تُوجَدي !

(نزار قباني )

.........الفصل السابع والثلاثون............

.......لميس.......

انهاردة أول اختبار حقيقي ليا في المطبخ لوحدي سفر آنتي منيرة مخليني خايفة جداا ..ياربي هي سابت ليا إحتياطي أكل في الثلاجة قالت لو باظت منك الطبخة طلعيها لكن أنا من غير ما أطبخ طلعتهم الأيام اللي فاتوا بس خلاص ..لازم أواجه خوفي وأعتمد على نفسي

: الغدا خلص

لميس وهي تخلع مريلة المطبخ : أيوه يا حبيبي حالا هاحطه

يوسف مقبلا خدها : تسلم أيدك هانتظر هنا لما توضبيه

نظرت لميس ليوسف وفي نفسها ازاي أستشف الحقيقه وانت بتجاملني طيب يعني هاتعمل اية يا يوسف

يوسف يمسك يدها ينبأها : خير يا حياتي بتبصي ليا كدة ليه .. للدرجه دي معجبه

تضحك لميس وهي تبدأ في وضع وترتيب الطعام : سرحانه في حاجة قالتها ليا روتيلا

: خير قالت أيه رورو.... الله يستر

: لأ اطمن ..اتفضل

: محشي كوسة ..ممتاز

تجلس لميس واضعه ساق على الأخرى عاقده ذراعيها مبتعده بظهرها قليلا عن الطاوله

ينظر لها يوسف وهو يهم برفع الطعام إلى فمة فيجدها لا تأكل فيترك الشوكة : في أيه يا لميس مبتكليش ليه

: الأكل ده من الألف للياء أنا اللي عملاه يعني مش أكل آنتي منيرة

يوسف يتغير وجهه فجأة ثم يتدارك فيبتسم ابتسامه واسعه :أيه المشكلة تسلم أيدك ..طيب كلي

تبتسم لميس ابتسامه صفراء : من بعدك حبيبي

: بسم الله الرحمن الرحيم ...ويبدأ يوسف بالأكل ..في البداية ببطئ شديد ثم أندمج مع الطعم

فنظر للميس وتنحنح ...وشرب قليل من الماء : لميس حياتي أنا من يوم ما بدأتي تتعلمي الطبخ عمري اعترضت على طعمه

لميس بقلق : لأ..خير في حاجة ضايقتك

: طيب ليه تكذبي وتقولي أنتِ اللي عملاه ..الأكل أكل عمتي منيرة

لميس وهي تعتدل وتبدأ في تناول طعامها : أه..مفيش غير أني أحلف ليك أو أرجع أطبخه أدامك علشان تصدق إختار

يقف يوسف : بتتكلمي جد أنتِ اللي طابخة

: أيوة والله

يسجد يوسف ركعة شكر لله فوراً ويرفع يده للسماء: الف حمد وشكر ليك يا رب ..صبرت ونلت ..الحمد لله

ثم يقف امام لميس التي فاجأها تصرف يوسف ففتحت فمها ولم تسعفها الكلمات وأمسكها من يدها لتقف أمامه : لميس حياتي من هنا ورايح وللمده المماثله اللي استحملت.. أأأأأ.. معرفش أهو أي حاجه كنتي بتعمليه غير الأكل مفيش بوس أيد ولا تسلم أيدك ولا حتى ذرة هدية ..فاهمة يا بنت الجارحي ..ثم تركها مكانها وجلس يكمل أكله....

ظلت لميس تستوعب ما قاله يوسف تغمض عينها أحيانا ثم تفتحها أو تهز رأسها كأنها تطرد أفكار مجنونه مثل أن تحمل طبق المحشي وتكسره على رأس زوجها

: اقعدي كلي واقفه ليه ..سامحيني أنا مش مسئول لو مسبتش ليكي حاجة في الطبق

لميس وهي تجلس وبتنهيده هامسه : فعلا يا روتيلا هاعرف لوحدي

........يوم جديد........

........جناح الصقر.......

: قلت مفيش كلية انهارده

روتيلا التي انهت ارتداء ملابسها وكانت في انتظار صقر بصالة جناحهم : ممكن افهم السبب

: انتِ عارفه.. امبارح بس كنتي تعبانه ومغمى عليكي عايزاني أسمحلك بالخروج ..مستحيل

روتيلا بترجي وهي تقف بجانبه : صقر امبارح كان ليها ظروفها وإن شاء الله مش تتكرر

صقر بجديه : اتعودي لما أقول كلمة تقولي حاضر... تقولي أيه... حـــــــــاضر

يجلس صقر : اطلبي القهوه بتاعتي

: لأ ..ومش هاتشرب قهوه قبل الفطار

يضحك صقر : يا سبحان الله. يا رورو قلت مفيش في قاموسي كلمة لأ...ثم يعيد طلبه بجديه أكثر ...بسرعة اطلبي القهوه

تجلس روتيلا بأريحيه أمامه وتهز رأسها بلا

يبتسم صقر لحركتها : يعني دي مش لأ, أوك يا روتيلا انتِ اللي جبتيه لنفسك ...ينظر لها بتعمق وهو يمسك ذقنه .....فطرتي يا رورو

روتيلا تعض على شفتها بتذكر

يقترب منها صقر بهدوء : أخدتي علاجك

روتيلا بنفس وضعها

ولكنة عندما أقترب أكثر تحركت بسرعه تهرب من أمامه ولكن يحاوطها صقر من خصرها ملصقا ظهرها بصدره : شاطره ..شاطره اوي مكانك يا فراشة لغاية لما يجي الأكل لأنك من هنا ورايح هاتكلي كل وجباتك أدامي ..وبهمس ..وأبقي طلعي من شفايفك الحلوه دي كلمة لأ تاني ..على مكانك مفهوم يا روتيلا

روتيلا تهز رأسها بنعم

يقرب اكثر من اذنها وبهمس وتأني بنطق الكلمة : مســـ....معـــــ.....تش

روتيلا بهدوء وخجل رقيق : حاضر


........مي........


من وقت رجوعي من المستشفى وأنا هنا جنب الشباك ببص للسما أول مره من زمان أوي ببص ليها مش فاكرة أخر مرة بصيت للسما أمتى..تغمض عينيها لتتذكر ...من أيام ماكنت في النجع كان ابسط حاجة نعملها لما نزهق ننام على سطح البيت ونبص للسما ونعد النجوم ونشوف الشهب وساعات نور طياره مسافره ياه ده من زمان أوي أنا كنت بتبسط أوي بالحكايه دي ليه معدتش بعملها ..ليه نسيت السما ..أيه اللي شاغلني أوي كده

فرصه تانيه ...عندي فرصه تانيه ممكن جداً غيري مكانش عنده الفرصة دي..لكن أنا عندي

لازم أمي راضيه عني مفيش سبب تاني للفرصه دي غير دعوة أمي مكنتش فاضيه أعمل حاجه صح في حياتي.. من وأنا صغيره وأنا لابخه نفسي بغيري بطريقه غلط مكنتش بفكر في نفسي دايما غيري حتى لما حبيت واتجوزت شغلت نفسي بياسين ...سبحان الله اليوم اللي أكتشف فية حبه أكتشف فيه أنه مش هو ده اللي المفروض كنت أبحث عنه من زمان

ماما وروتيلا قالوا ليا أرضي ربنا في جوزك الأساس رضا ربنا ..الأساس رضا ربنا

: استغفر الله العظيم ...

تنظر مي للأمام فتجد ياسين يتقدم منها وهو يحمل بيده صينية تحوي طعام وشراب لها

.......ياسين.......

حاسس بيكي متغيره من وقت ما كنتي في المستشفى ..حاسس بيكي يا حبيبتي

ياترى أية اللي حصلك ..الموضوع مش موضوع حادث ..ربنا يستر

: الجميل سرحان في أيه

مي تضحك وتعود للنظر للسماء : في السما.. تعرف أن زمان كانوا بيعرفوا طريقهم الصح من النجوم

ياسين بترتيل :

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ)

صدق الله العظيم

مي تمسح دموع انسابت لروعة صوت زوجها : أول مرة أسمع صوتك وأنت بتقرأ قرأن ..بتذكرني بصوت بابا الله يرحمه

يبتسم ياسين لذكرى عمه : الله يرحمه كنت بسمعه وبحاول دايما أقلده .. تلاوة القرأن كان دايماً هو سلاحي للصبر على بعدكم عني

ثم يقف ياسين ويقرب الصينيه من زوجته وبجديه لطيفه : مي يا حبيبتي انا مش هاسألك أيه اللي حصل في زيارتك لبيت جودت لكن اتمنى أنك تطمنيني

تصمت مي تنظر لزوجها وقد سرحت تماما

: مي ....مي

: ها ....كنت بتقول ايه

يجلس بجانبها ويحاوطها بيده و يقبلها من جبينها : طمنيني فيكي أيه ليه سرحانه

: ياسين أنت شبه بابا اوي ..تعرف كده

يضحك ياسين : اول مرة تاخدي بالك

: أيوه

: ودي حاجة حلوه ...

مي بابتسامة : الحقيقة أيوة حلوه ...حلوه أوي

يلمس مكان جرحها على وجهها بخفة : بتوجعك

تحرك راسها يمين ويسار

وتأخذ نفس عميق : ياسين مفيش فيا حاجة بتوجعني أنا انهارده اتولدت من جديد أنا انهارده عندي فرصه تانيه

ياسين بتعجب : فرصة أيه !!!

مي في نفسها وهي تنظر لزوجها بحب : فرصه أني أحبك أنت وأولادي بالطريقه الصح

ياسين يحثها على الكلام : مي فرصة أيه

تضحك مي وتقبل زوجها : بحبك أوي ..اطمن أنا في بيت جودت قابلت عائشة ست مسلمة من هنا عرفت عن طريقها أن في دور نسيناه في رحلات العمل بتاعتك

: دور أية ؟؟

: الدعوه ..دورنا مع أقليه مسلمه بتحاول تحافظ على إسلامها في ظروف صعبه ومع ذلك كانوا أكثر مننا حرص عليه ...تساعدني

يضحك ياسين بفخر وهو يحضنها: أنتِ كل يوم بتبهريني أنتِ كنتي مخبية كل ده فين ..معاكي طبعا محتاجه أيه

تقف مي تواجه زوجها: أول حاجه تنزل تجيب ليا حجاب ولبس يناسبه ..أي حاجه المهم أنا مستحيل أخرج بعد كده من غيره

وتاني حاجة هاستفيد من عقلك التجاري بأنك تفتح ليا مركز فيه مكتبه شاملة بكتب دينيه وأشرطه وسيديهات بجميع اللغات ممكن

يقبلها ياسين قبله طويله صب بها كل عشقه للمخلوقه التي أبهرته بكل تفاصيلها وأفكارها : ممكن جداااااا .....جداااااا


........صالة قصر الجارحي.......


: السلام عليكم

:وعليكم السلام أهلا ..اهلا يا بنتي ..أخبارك يا جمانة

جمانة تسلم على ام صقر : الحمد لله

: أقعدي يا حبيبتي ..لحظه بس اتصل بروتيلا علشان تنزل

جمانة تخلع حجابها فيتساقط شلال شعرها الأسود على ظهرها : خليها على راحتها لو كانت نايمه

أم صقر بابتسامة : ما شاء الله ..شعرك حلو يا جيجي

تحرك جمانة شعرها :ميرسي يا آنتي ...

: السلام عليكم

: وعليكم السلام ورحمة الله

روتيلا تسلم على جمانة وهي تضع يدها على شعرها : أهلا جيجي ..ألبسي الحجاب حبيبتي

جمانة بتأفف : أنتِ عارفة أني في البيت مش بطيق حاجه على راسي

روتيلا تسلم على راس حماتها وتجلس إلى جانبها بمقابل جمانة : حبيبتي أنتِ بره بيتك دلوقتي

أم صقر بهدوء : الولاد بره يا رورو سيبيها على راحتها

روتيلا : حاضر يا ماما اللي تشوفيه

جمانة وهي تتلفت حولها : سارة فين

أم صقر : هاتنزل بعد شويه على الغدا لما اخواتها يوصلوا ..روتيلا يا بنتي صقر قالك هايجي على الغدا ولا لأ

روتيلا : مش هايقدر ...عنده اجتماعات متواصله

أم صقر بتنهيده : بيرهق نفسه يا حبيبي أوي ..موضوع الإنتخابات دي كمان

جمانة : يمكن متعبه علشان النجع بعيد كان ممكن أوي يرشح نفسه هنا ..وحتى المشروعات الخيريه اللي بيعملها كانت هايبقى ليها شو إعلامي أكتر هنا

روتيلا بتعجب : سبحان الله ياجمانة ..وأنتِ اللي عايشه هناك وعارفه أد أيه الناس محتاجه الخدمات دي

تدخل سارة : وأيه هاتكون الفايده لما كل واحد مقتدر يعمل مشروعاته الخيريه في العاصمه علشان الشو الإعلامي ....أخبارك جيجي

تقف جمانة تسلم على سارة : أهلا سارة ...أنا مش قدكم خلاص كأنكم مسمعتوش حاجه

تضحك أم صقر ملطفه الأجواء بحنيتها ناظره لبناتها بتأنيب : عندك حق يا بنتي ..مبقاش في حد قادر على الأتنين دول

تجلس سارة بجانب روتيلا : حقيقي يا روتيلا إحنا اللي المفروض نرشح نفسنا في الإنتخابات علشان نكون الصوت القوي للضعفاء في المجلس

روتيلا بحالمية وبهمس لسارة : صوت شاهيني أقوى مننا حياتي وهو ينوب عني

مروان: السلام عليكم

: وعليكم السلام ورحمة الله

روتيلا تنظر بحده لجمانة التي تتعمد البحث عن حجابها ببطئ

:واوو ..انتِ مخبية الجمال ده كله ليه

جمانة تضع حجابها بإهمال : لازم طبعا انا بخاف ..انت حتى مقلتش ما شاء الله

يجلس مروان : ماشاء الله يا سيتي متزعليش ..وبعدين انا عيني بارده

تضحك سارة بسخريه: بارد اوي متخافيش يا جيجي

مروان : هو اية ده يا سارة اللي بارد

: الجو يا حبيبي

أم صقر بغضب من كلام سارة : سارة روحي شوفيهم يحطوا الغدا

تقف روتيلا : هاجي معاكي

مروان بتسليه : برده يا مرات اخويا إذا جاءت الشياطين ..ذهبوا الملائكه

روتيلا وهي تتحرك : العفو يا اخو جوزي ..انا رايحه أقوم بدوري كأمرأه وزوجه مسلمه

يصمت مروان ناظراً لوالدته التي تعاتبه بعينيها : أيه يا ماما

أم صقر : مرات أخوك من البدايه وهي حاطه حدود بتخلي الغريب قبل القريب يحترمها وأخوك مش معترض بالعكس بيشجعها ..وأنت ....

يضحك مروان يقاطعها : يا ماما والله بحب أهزر معاها وببقى كل مرة منتظر تغير ولو طفيف مبلاقيش

ام صقر باستنكار: بتحطها في اختبارات ..لو صقر عرف استلقى وعدك

يضحك مروان عاليا : سامعه يا جمانة عاجبك كده

جمانة التي كانت تراقب تصرفات مروان مبتسمه :الحقيقة يا آنتي روتيلا مزوداها اوي ده حتى مروان دمه خفيف

مروان : الله يعمر بيتك.. أخيراً حد عرف قيمتي ..قوليلي عامله أيه هنا عاجبتك القاهرة

جمانة بضيق : عجبتني أيه أنا من يوم ما جيت وانا محبوسة في البيت

: إزاي كده عندك عضويه لأي نادي

:لأ

: لأ مينفعش ..لو ما عندكيش مانع أنا أوديكي النادي بتاعنا في نهاية الأسبوع أما معالم القاهرة مش هاتلاقي أحسن مني مرشد سياحي

جمانة بفرح : حقيقي يعني مش هاعطلك

: لأ خالص ..خدي تليفوني وفي أي وقت تكوني عايزه تروحي في مكان أوديكي

تتبادل جمانة مع مروان أرقام تليفوناتهم أمام عين أم صقر المراقبة المفكره

: الغدا جاهز

أم صقر : روتيلا فين ...

مروان يقف وبضحكه : يعني مش عارفه مرات ابنك أكيد هاتستنى جوزها ..انا مش عارف صقر ساكت ليه على إهمالها في الأكل

تتجة أم صقر لأبنها وتشد اذنه : أنا قلت أيه

مروان مقبلاً يدها : حقك عليا خلاص توبه يا ست الكل بس أكلوني أنا ميت من الجوع

أم صقر بضحكه وبحب تحتضن ابنها : اتفضلوا الغدا ..


.........لميس.......


من لحظة الغدا ولميس تدعي خصامها المحبب ليوسف حتى لا يكرر فعلته

يوسف مقبلا خدها : تسلم أيدك

: ياسلام لسة فاكر

يضحك يوسف عاليا : خلاص بقى متخليش قلبك اسود ...

ترفع لميس كتفيها بطفوليه محببه لعين زوجها : لأ خلاص مخصماك ..

يوسف يحضنها ويهمس لها : ولو قلت ليكي إني مبسوط جدا لأنك أوفيتي بوعدك ليا وأنا في المقابل وفيت بوعدي

تبتعد عنة لميس بوجه شاحب : تقصد اية ؟؟

يلمس يوسف وجهها : في اية يا لميس اهدي انا بتكلم عن القاهرة مش كنتي عايزة...يتوقف يوسف عن الكلام عندما يرى حركة رأس لميس بلا ولمعة الدموع بعينيها

: لميس ..حبيبتي أنتِ طلبتي ..

لميس بنفس وضعها تقاطعه : لأ ,خلاص ..مش عايزه

يحضنها يوسف بقوة ويغمض عينه وبتردد: بس خلاص أهدي ..أسمعيني ..أنا .. كنت

تبتعد عنه لميس وهي تمسح دموعها : في أيه يا يوسف خلاص مفيش مشكلة وقف النقل

يوسف يأخذ نفسه بعمق وبهدوء : مكنش في نقل من الأساس

: يعني أيه أنت مش بتقول ....

يوسف يقاطعها : من البدايه وأنا مقيد على قائمة أساتذة جامعة القاهرة ..النجع حكايه ألفتها علشان ...

تقف لميس وبقوة تقاطعة : كنت بتضحك عليا ..بتخدعني يا يوسف

يقف يوسف ويواجها وبإصرار: لأ,,مش اسمها كده اسمها بقومك يا زوجتي

لميس تحيط نفسها بيدها وهي تمشي ذهابا وايابا : ليه تقومني ليه... كنت أيه أدامك علشان تقومني كنت للدرجة دي مش عجباك ...ثم تقف أمامه تماماً ...مكنتش عجباك

أيه معنى الحب قبل الزواج ...وتضحك بسخريه والدموع عالقه بعينيها .....حب

وهمت نفسي بالحب قبل ما اتجوزك وأنت أبعد ماتكون عن الحبيب عاملتني بمنتهى الأنانيه والغرور ليه ..لتكون كنت بتعالج قضية النجع أنت كمان زي صقر بس بطريقة تانية ذكية صح ..اضحك على بنت الجارحي وهنا يبقى سهل الصلح مقابل الجواز

يوسف يتقدم منها يمسك بذراعها بقوة يرغمها على التعمق في عينه : بصي في عيني وقوليلي دي عين واحد مخادع ...ولا عين واحد بيحب وبجنون ..اتكلمي

: مش فاهمه ..مش عارفه

يجلس يوسف وبهدوء : افهمك ..لما سافرنا مع بعض ألمانيا حصلت بينا مواقف كتير شككتني في حبك ليا ..لاقيت فيكي مزيج من الغرور والعصبية ..صدقيني صفتين لما يتواجدوا في المرأه يبقى شئ بشع ....يشد لميس الواقفه أمامه وهي مزهوله من أعترافه ويجلسها بحضنه...لميس جبتك هنا أقيم علاقتي بيكي.. اعترف إني أكتشفت إني غلطت.. الغرور لاقيته في الواقع عزة نفس مش ممكن أي انسان عاقل يرفض أن يرتبط بامرأة لها عزة نفس

والعصبيه لاقيتها رأيك تطلقيه بصوت مسموع بدون ما تخافي وبرده مفيش راجل يرفض أرتباطه بأمرأة ليها رأي وتعتز بيه وتدافع عنه زيك

لميس بدموع وهمس: والحب

يبتسم يوسف مقبلا عينيها الدامعة قبله وراء قبله بحنيه ولهفه: لاقيته في قلبك متعمق وأصدق من حبي لأنك استحملتي غروري وعصبيتي وشكي بحبك


......جناح صقر في المساء......


: السلام عليكم

روتيلا التي يظهر عليها الإعياء بعد خروجها من حمام الغرفه : وعليكم السلام ..حمد لله على السلامه

يقرب منها صقر واضعا يده على جبينها وبقلق : أنتِ تعبانه..حرارتك كويسه ..فيكي حاجه بتوجعك

تبتسم روتيلا : هدي هدي انا الحمد لله كويسه خالص ..بس حسيت فجأة بأني عايزه أرجع بيحصلي كده لما باخد برد في معدتي

صقر وهو يتجه لهاتفه وبسخريه : دكتوره أنتِ شخصتي لنفسك خلاص ..يا ترى كتبتي الدوا كمان

تسرع روتيلا تمسك بيده قبل أن تصل لهاتفه : هاتعمل ايه

: الشيئ الطبيعي هاتصل بدكتور العايله

روتيلا باصرار : والله كويسة مش محتاجه لدكتور صدقني

ينظر لها صقر بتمعن ممسكاً ذراعها وبهدوء وإصرار : هاعدي انهارده لكن لو استمرت حالتك أنا مش هابقى مسئول عن تصرفاتي ..إنتِ مهمله جدا في صحتك وزي أكيد ما إنتِ شايفه أنا راجل مشغول جدا صحيح ,ولكن لما بقول كلمه احب انها تتنفذ ..سامعه....اكلك انهارده كان عامل ايه ؟؟

: كويس

: ممكن توضحي ليا كلمة كويس دي معناها أيه ولا محتاج أتصل بالمطبخ واسأل بنفسي

تنظر روتيلا للارض وبصوت يكاد يسمع: لأ ,,مش محتاج ..كنت مستنياك ناكل مع بعض

يتركها صقر ويبعد عنها مساف وهو يمسح على وجهه عدة مرات يحاول يتحكم بغضبه وبصوت حاد : من الفطار مستنياني مجنون أنتِ ...

: لأ طبعاً أخدت فاكهه

يهز رأسة بلا و يضحك بسخريه: لأ فعلاً أكلتي أنا اللي غلطان... ثم فجأه بصوت عالي .... فاكهة ..فاكهة يا روتيلا بتضحكي عليا ولا على نفسك ...اتصلي حالا بالمطبخ يطلع ليكي عشا ..ويتركها ويدخل غرفة الملابس

تتبعه روتيلا وبحزن : مش هاتتعشى معايا

صقر بحده : لأ ,,علشان تهملي بأكلك مرة تانيه أنتِ ناسيه أنه كان عندك نقص حديد

: بس بقيت كويسه

: أظن اتكلمت كتير ..روحي أطلبي أكلك ..هاخد شاور وأصلي تكوني خلصتي.. مفهوم

: حاضر ..مفهوم

ينظر صقر لها ويلاحظ حزنها : تعالي هنا

تجري روتيلا لحضنة وتبكي بصمت

يمسح صقر على ظهرها بحنية مستسلم لها بضعف لدموعها : وبعدين يا روتيلا أيه حكاية دموعك دي

روتيلا من وسط دموعها وشهقاتها : أنت وعدتني أنك دايما هاتكون موجود على الغدا أو العشا

لكنك دايما تخلف وعدك

يضحك صقر و بهدوء : يعني أنا دلوقتي اللي بقيت غلطان ...يعني مبتكليش علشان تعاقبيني يا رورو

تظل روتيلا بحضنه تنقله عتابها بشهقاتها الخفيفه

يبعدها عنه قليلا يمسح دموعها : أه منك ..مبعرفش أبداً اقف اصادك ولا أصد دموعك دي ..أمري لله خلاص يا رورو أنا غلطان ..مبسوطة كدة ....

تحرك روتيلا رأسها وهي تمسح دموعها بلا.....

يضحك صقر عالياً :أوك ... اتفضلي اطلبي أكل لينا أحنا الأتنين

تجري روتيلا خارج الغرفة لتطلب الأكل : حالاً

يقف صقر ناظراً للسماء ضاحكاً : أه ياربي ..على طول بتضحك عليا بنت الشيخ ...

ربنا يخليها ليا


........نهاية الفصل السابع والثلاثين.......

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتْ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَالسِّلْسِلَةِ عَلَى صَفْوَانٍ ، يَنْفُذُهُمْ ذَلِكَ ، فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا : مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ قَالُوا لِلَّذِي قَالَ : الْحَقَّ ، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ . فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُو السَّمْعِ ، وَمُسْتَرِقُو السَّمْعِ هَكَذَا وَاحِدٌ فَوْقَ آخَرَ ، فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ الْمُسْتَمِعَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ بِهَا إِلَى صَاحِبِهِ فَيُحْرِقَهُ ، وَرُبَّمَا لَمْ يُدْرِكْهُ حَتَّى يَرْمِيَ بِهَا إِلَى الَّذِي يَلِيهِ ، إِلَى الَّذِي هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ ، حَتَّى يُلْقُوهَا إِلَى الْأَرْضِ ، فَتُلْقَى عَلَى فَمْ السَّاحِرِ ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ ، فَيُصَدَّقُ فَيَقُولُونَ : أَلَمْ يُخْبِرْنَا : يَوْمَ كَذَا وَكَذَا يَكُونُ كَذَا وَكَذَا ، فَوَجَدْنَاهُ حَقًّا ؟ - لِلْكَلِمَةِ الَّتِي سُمِعَتْ مِنْ السَّمَاءِ ... رواه البخاري‏ · ·

 

#الفصل_٣٨


· · خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ

وَ هن يَغُرُّهُنَّ الثَناءُ

أَتُراها تَناسَت اسمِيَ لَمّا

كَثُرَت في غَرامِها الأَسماءُ

إِن رَأَتني تَميلُ عَنّي كَأَن لَم

تَكُ بَيني وَبَينَها أَشياءُ

نَظرَةٌ فَابتِسامَةٌ فَسَلامٌ

فَكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاءُ

فَفِراقٌ يَكونُ فيهِ دَواءٌ

أَو فِراقٌ يَكونُ مِنهُ الداءُ

يَومَ كُنّا وَلا تَسَل كَيفَ كُنّا

نَتَهادى مِنَ الهَوى ما نَشاءُ

وَعَلَينا مِنَ العَفافِ رَقيبٌ

تَعِبَت في مِراسِهِ الأَهواءُ

جاذَبَتني ثَوبي العصِيَّ وَقالَت

أَنتُمُ الناسُ أَيُّها الشُعَراءُ

فَاتَّقوا اللَهَ في قُلوبِ العَذارى

فَالعَذارى قُلوبُهُنَّ هَواءُ .....

(أحمد شوقي)

.........الفصل الثامن والتلاثين........

....الجميع في صالة القصر بعد العشاء.....

خروج وفسح واتصالات لا تنقطع بين جمانة ومروان ..سارة وام صقر كانوا شهود على هذه الإتصالات والخروجات وأم صقر كأم تتمنى لأبنها الاستقرار فجمانة جميله يتمناها شباب كثيرين وخاصه شاب كمروان يخرج مع بنات كثيرة القاسم المشترك بينهم الجمال ..

: احنا عايزين نفرح بمروان

مروان يضحك : يا ماما صقر والحمد لله اتجوز وبعد الانتخابات سارة إن شاء الله اصبري عليا أنا شويه

أم صقر : لأ,,,,,صح يا صقر

صقر ناظرا لمروان بجديه : صح جداا ...ناقصك ايه

مروان : النيه

تضحك سارة : تبقى عمرك ما هاتتجوز لأن نيتك سوده

ام صقر بتحذير: سارة ....

مروان : سيبيها يا ماما تاخد راحتها يومين ..بكره تروح عند الباشا عمر ومتلاقيش غير الفلكه بلسانها ده

سارة ترجف للحظه لكلام مروان ثم تنتبه لهم فيحمر وجهها من الخجل

ويضحك الجميع على سكوتها وخجلها

روتيلا في حوار هامس مع سارة التي تجلس بجانبها ضاحكه: متخافيش كده.. مروان بيهزر معاكي

سارة :مرعوبه يا روتيلا ...تفتكري هايجرب فيا اللي بيعملوه في القسم

روتيلا تنظر لها بتعجب : سارة اتجننتي ..عمر بيحبك ..واللي بيحب عمره ما يأذي ..اطمني يا حبيبتي

: ربنا يطمنك ...

أم صقر باصرار : لكن أنا عندي العروسه وأكيد مش هاتختلف معايا وخاصه وأنا شايفة التقارب بينكم كبير

كلمة أم صقر أسكتت جميع من في الصاله في انتظار أطلاق اسم العروس

مروان الذي قرأ ما يدور في زهن أمه حاول أن يثنيها بهدوء : معلش يا ماما يمكن حضرتك فاهمه غلط

صقر باهتمام : مين يا ماما

ام صقر تضحك وتنظر لروتيلا : مراتك تعرفها

روتيلا تحرك رأسها بسؤال : مين ؟؟

: جمانة

توتر مروان وسكوت صقر وروتيلا يقطعه سارة : معلش يا ماما جمانة مش مناسبه وخروجها مع مروان واتصالاتهم مش معناه انهم هايكونوا متفاهمين كزوجين

النظرة المتألمة والمتفاجأة من روتيلا كانت الرد على كلام سارة : أيه !! بتقولي أيه ؟؟

حل صمت متوتر المكان يقطعه صقر بحده لأخوه :من أمتى بتخرج معاها

مروان بتوتر : الموضوع عادي هي كانت عايزه تتفرج على معالم القاهره وتروح النادي وأنا عملت ده انطلاقا من علاقة النسب اللي بينا وانها زي اختي ...انما اسف يا روتيلا إذا كان كلامي يضايقك بس مفكرتش بالإرتباط بيها

تنظر روتيلا لمروان بألم : أنا مكنتش أعرف موضوع خروجكم وإلا ......

تقف وتنظر لام صقر وبهدوء : ماما معلش مروان عنده حق لازم يكون من جواه مقتنع بالزواج ..بعد أذنكم ....وتخرج متجه لجناحها

تحت انظار الجميع

مروان : انا مقصدتش من كلامي او تصرفاتي أي شئ يسيئ لروتيلا صدقني يا صقر

صقر مبتسم : عارف يا مروان ومتأكد بس اسمحلي مستغرب يعني حسب ما فهمته أنت مهتم بجمانة

مروان : أيوه وصدقني كأخت لا أكثر ولأنها تهم روتيلا فحبيت أقوم بالدور ده والله عمري ما اعطيتها أي إيحاء أو عشمتها بأي شئ

صقر بجديه : خروجك معاها غلط وإذا كانت تهمك فعلا علشان روتيلا مكنتش أتطوعت وقمت بالدور ده لأنك كده أذيت روتيلا مخدمتهاش ...وبعدين أكيد خالد ميعرفش ..فلو سمحت أوقف المهزله دي فورا .....مفهوم

مروان بهدوء يعكس حسن نيته : مفهوم وأرجوك أعتذر لروتيلا على سوء التفاهم ده

صقر يشير برأسه بتفهم للحظه ثم ينظر لسارة بغضب : سارة

سارة بتوتر : ايوة يا أبيه

صقر بهدوء حاد : أخر مره سامعه ..هاسمح بأن تطولي لسانك على أخوكي

مفهوم ...واخر مرة.. بحذرك ...أوزني كلامك وفكري فيه قبل ما تتكلمي ..إنتِ معتيش صغيرة نسامح على كل حاجه بتقوليها ..الكلام اللي قولتيه عن جمانة قصاد روتيلا مكنش مقبول

سارة تنظر لمروان ثم لصقر ودموع تملأ عينيها : يا أبيه هو عارف إني بهزر معاه

وبعدين أنا كنت فاكرة أن روتيلا تعرف

صقر : معقولة بتفكري كده أنا كنت فاهم أنك عرفاها كويس لو روتيلا عارفة مستحيل كانت سمحت بكده

ام صقر بتأكيد : والله صح ..انا كان غايب عني الحكاية دي إزاي!!

سارة تقف : عموما أنا أسفه ..وإن شاء الله هاعتذر لروتيلا

بعد اذنكم ...و تخرج سارة

مروان بحنيه : ضغطت عليها ..

صقر : لازم حد يوجهها لما تغلط ..وأنت كمان لازم توقف خروجك مع البنات وتحط حدود بينك وبينهم وتعرف أن اللي بتعمله حتى لو بحسن نيه هاينعكس على بيتك دلوقتي وفي المستقبل ....فاهم مروان بيه

مروان بجديه : فاهم وتأكد أنك هاتشوف اللي يرضيك

صقر مبتسم : إن شاء الله ..لكن ميمنعش أننا لازم نجوزك

مروان ضاحكاً : موافق لكن بشرط تبقى زي مراتك

يضحك صقر عالياً وهو يقف يتجه لأمه : يبقى عمرك ما هتتجوز ...يقبل يد امه ورأسها : أدعيلنا يا غاليه

أم صقر وهي تمسح على رأس بكرها : ربنا يرضى عليك يا حبيبي ويريح قلبك زي ما بتريحني وأفرح بذريتك يا صقر يا ابني

........جناح صقر.......


تمسك الهاتف وهي تتحرك بتوتر ذهاباً وأياباً وكلما تقرر الإتصال بجمانة تتراجع مرة أخرى : اعمل أيه يا ربي ...اعمل أيه ..استغفر الله العظيم ربنا يسامحك يا جمانة

.....ثم تتوقف فجأه واضعه يدها على فمها : يا خبر خالد !! لو عرف هايبهدل الدنيا ربنا يستر ...ربنا يستر ....

تمسك هاتفها أخيراً وتتصل بعمتها ....

: السلام عليكم ماما

: وعليكم السلام روتيلا ..أخبارك حبيبتي ..

روتيلا بتردد هامسه : الحمد لله

: صوتك ماله يا رورو مش عاجبني

روتيلا تحاول الكلام طبيعي : ليه أنا كويسه خالص

: لسه بترجعي ..ها ..تعبانه حبيبتي ..متخبيش عليا

تهز راسها بلا ناسيه أنها على الهاتف

:روتيلا ....رورو ..حبيبتي فيكي ايه يا بنتي أجيلك

: لأ يا ماما متقلقيش أنا بس ..برن على جمانة وتليفونها مشغول بتتكلم مع مين كل ده

تضحك العمة الطيبة : حبيبتي متعرفه على بنت جيران هنا من أول يوم وصلت فيه وعلى طول تليفونات مع بعض وخروج ..بتوريها القاهره يا سيتي

روتيلا بجديه : يا ماما وخالد يعرف

: يعرف ومش عاجبه بس هايعمل أيه بتقوله أنت مش فاضي وأنا مش هاتحبس في البيت

مش مشكله يا رورو هي يا بنتي بنت ناس كويسين أنا اتعرفت على مامتها أول ما جيت

روتيلا التي تأكدت من كذب جمانة قررت أن لا تدخل عمتها في علاج المشكله :خلاص يا ماما مادمتي متأكده من البنت ..أنا دلوقتي هاتصل بجمانة زمانها خلصت مكالمتها

: خلاص حبيبتي ..خدي بالك من نفسك

:حاضر ...لا إله إلا الله

: محمد رسول الله

تغلق روتيلا الهاتف وجلست تبكي خداع جمانة : معندهاش أي سبب يخليها تعمل كده ...مفيش أي سبب ..المفروض انها حره من بيت أصل وأبوها مفيش زيه في الدنيا ...بس خلاص ...

تمسح روتيلا دموعها وتتصل بجمانة : السلام عليكم جمانة

جمانة تضحك: وعليكم السلام عمتي أخبارك ايه

: من أمتى بتخرجي مع مروان

تقف جمانة تتلفت حولها : تقصدي أيه ..لحظه ....تدخل غرفتها وتغلق الباب خلفها ..

في أيه يا روتيلا خروج أيه كلها مرتين تلاته

روتيلا بسخريه : يا سلام لأ قليل ..والتليفونات اللي بينكم كمان مرتين تلاته

: هو اتطوع يوديني للنادي ويفسحني بالقاهره وأنا مش هافضل محبوسة لغاية ماتتكرموا عليا بالخروج فين المشكله وبعدين إنتِ مش واثقة في أخو جوزك ولا فيا أحنا كل خروجنا في أماكن عامة

: الموضوع مش موضوع ثقه الموضوع موضوع حلال وحرام

: فين الحرام يا روتيلا أفهمي بقولك بنكون وسط الناس وأنا بحجابي

:حجابك اللي نص شعرك فيه باين ..حجابك اللي كله بانطلونات اسكيني ده حجابك

: والله أنا بابا وماما مش معترضين على لبسي متجيش إنتِ تعترضي وبعدين مش علشان جوزك حابسك وملبسك الشوالات دي تعلقي على لبسي

تصمت روتيلا وهي تضغط على رأسها بشده من الصداع الذي فاجأها من كلام جمانة : استغفر الله العظيم ...استغفر الله العظيم

: متأفورهاش بقه ياروتيلا ..محصلش حاجه

: وكذبك بأنك بتخرجي مع بنت الجيران كمان أفوره على رأيك ..لما إنتِ متأكده من اللي بتعمليه بتكذبي على خالد وماما ليه

جمانة بتوتر : مين اللي قالك

: اسمعي يا جمانة كلمة واحدة تلغي رقم مروان خالص من على تليفونك وتنسي خالص أي خروج معاه فاهمة

جمانة بحدة : أنت متدخليش ..وأبعدي عني خالص ...ولعلمك قريب أوي هاتسمعي أخبار حلوة عننا

تقف روتيلا وتدور حول نفسها : أيه ..إنتِ جبتي الكلام ده منين

: باين خالص حبيبتي ضحكه معايا واعجابه بيا إنتِ نفسك شفتي ده

تضحك روتيلا بسخريه ودموعها تنزل : يا غبية دي طريقه مروان بيهزر وبيضحك مع كل الناس

: قولي أنك مبتسمعيش الكلام ده منه علشان كده متضايقه

تقف روتيلا عن الحركه المتوتره بعد جمله جمانة واضعه يدها على فمها شاهقه وفي نفس اللحظه يدخل صقر الغرفه ينظر لها قليلا متجهما من رؤيتها بتلك الصورة ثم يتوجه لحجرة الملابس وبعد ذلك للحمام تاركا لها حرية الكلام بالهاتف

جمانة : أيه مبترديش ليه ..روتيلا

تجلس روتيلا وتمسح دموعها وهي تبلع ريقها وبهدوء مؤلم: انا قلت أخر كلام عندي وبعد كده كلامي هايكون مع أبيه جمال

تقف جمانة وبصوت عالي : حاولي بس أنك توقعي بيني وبين بابا ...وتغلق الهاتف

تنظر روتيلا للهاتف قليلا ولم تستطع مقاومه دموعها التي انهمرت بشده لتجد صقر وقد حاوطها : أهدي حبيبتي ..أهدي ..

روتيلا بين شهقاتها : مش هاقدر أدخل أبيه جمال وهي عارفه ومتأكده ولا خالد ..أعمل أيه

ساعدني صقر ..أعمل ايه

صقر يمسح على رأسها: ولو قلت ليكي خلاص حليت المشكله مع مروان قدامي عمل لرقمها بلوك وبيعتذر منك كمان هو صدقيني بحسن نيه أعتقد كده أنه بيعمل حاجه تفرحك بيعاملها زي سارة ..إنتِ عارفه مروان مقدرش الموقف صح

تمسح روتيلا دموعها : عارفه ..الحمد لله.. خلاص من بكره هاحاول أخلي عمتي ترجعها النجع

: ليه يا حبيبتي ..بقولك خلاص

تنظر له روتيلا وفي نفسها : أقولك أيه متهيألها انه بيحبها أخوك بحسن نيه وتهور علقها فيه

صقر يمسك يدها بلطف يحاول ينبأها: روتيلا ..رورو ..سرحتي في أيه ؟؟

تقف روتيلا : ولا حاجه بس ...

ثم تشعر بدوار خفيف فتسند للخلف مره أخرى يساعدها صقر على الجلوس مرة أخرى بقلق بالغ : تعبانه أكلم الدكتور

روتيلا تمسك رأسها بشدة وتضغط على عينها : لأ ,,شكرا خلاص راحت الدوخه بس علشان قمت مرة واحدة

: معدتك علشان برد والدوخه قمتي مرة واحدة ..هانفضل ساكتين لغاية أمتى يا دكتورة

تضحك روتيلا بهدوء وهي تمسح دموعها العالقة برموشها وبصوت مبحوح من بكاءها: عندك حق خلاص هاسمع كلامك بس لو سمحت لما أحل مشكله جمانة

يقف صقر : ماشي يا روتيلا هانتظر ..بس مش كتير ..قومي يالا صلي علشان تنامي والأحسن بكره

تقاطعه روتيلا بترجي: أرجوك متقوليش مفيش كلية ..أنا لازم أروح وبعد أذنك عايزه بعد الكليه اروح لعمتي... أوكي

يصمت صقر قليلاً ناظراً للاصرار في عينها : أوكي ..بس متتأخريش عندها ..مفهوم

: إن شاء الله


.........بيت ناديا..........


تعود روتيلا من الكلية على عمتها تحمد الله أن خالد لازال في كليتة

: أخبارك أيه يا حبيبتي ..لسه تعبانه

روتيلا تنظر حولها : جمانة فين ؟؟

العمه منيرة : حابسه نفسها من امبارح ...مش عارفه مالها قلقانه عليها يا روتيلا أوي

تقف روتيلا متجه لغرفة نوم جمانة : هاروح اشوفها واطمنك ...إن شاء الله


....غرفة جمانة....

: السلام عليكم

تنظر جمانة التي كانت ممسكه بهاتفها ودموع عالقة في عينيها لروتيلا ثم تدير وجهها للناحية الأخرى

تقرب منها روتيلا وتضع يدها على رأسها بحنيه : جيجي حبيبتي زعلانه ليه

تقف جمانة وبحدة ملوحه بالهاتف أمام روتيلا : مبيردش ..لا يمكن الاتصال ..الهاتف مغلق

كل الرسايل بسمعها إلا رنة التليفون عملتي أيه ردي عملتي أيه قولتيله أيه ابعد عنها ..وحجتك ايه اللي قولتيها له ..أقنعتيه أزاي يا عمتي العزيزه ....ردي عليا

: أهدي يا جيجي انا مقلتش له حاجه صدقيني ..انا مقلتش

جمانة بصراخ وصوت عالي : كذابه ..كذابه ...عامل بلوك ليا فاهمه لرقمي بس ولما اتصلت من تليفون عمتي رد ..وقالي أنه ميقدرش يزعلك ...تضحك بسخريه ....طبعا ميقدرش يزعلك ومين يقدر يزعل روتيلا العظيمه اللي الكل بيدور على رضاها

روتيلا بدموع حارقة وهي تحاول أن تقرب منها : أفهمي يا حبيبتي ...أفهمي يا جمانة

تضع جمانة يدها على اذنها وتبكي : مش عايزه افهم منك حاجه ..مش عايزه اسمع صوتك ..أبعدي عني اخرجي بره..... أخرجي .....كان معجب بيا.. كان بيحب يكلمني في التليفون على طول.... كان بيهزر معايا....وبحده وهي تدفع روتيلا لخارج الغرفه ..... كان حتى بيألس عليكي ويضحك ويقول الشيخه مرات أخويا ...أخرجي مش عايزه أشوف وشك

تخرج روتيلا وهي منهاره من البكاء وجلست خارج الغرفه على الأرض وهي تسند على باب الغرفه وبهمس : كان بيعاملك زي سارة يا جمانة ...هو غلط وإنتِ غلطتي

لو كنتوا فكرتوا في الحلال والحرام مكنتيش بنيتي أحلام من سراب ..

تحاول روتيلا الوقوف ولكنها لم تستطع وأغشى عليها


.......غرفة العمه منيرة.......


: الحمد لله فتحت عنيها ..روتيلا ردي عليا يا حبيبتي

خالد بقلق وهو يحاول أن يجعلها تستنشق من العطر الذي بيده : إزاي محدش حس بيها يا جدتي ....والدكتورة دي كمان اتأخرت ليه ...روتيلا فوقي يا حبيبتي فوقي

روتيلا التي فتحت عينيها وهي تنظر لعمتها ولخالد ودموعها ترد عليهم بغزارة

خالد وهويمسح دموعها : صدقيني اللي اتسبب في الدموع دي هايكون أخر يوم في عمره..صدقيني ..بس قوليلي مالك ..مين زعلك يا حبيبتي ..صقر هو اللي زعلك يا روتيلا

متخافيش يا حبيبتي قوليلي

روتيلا التي بمجرد سماعها لكلام خالد انهارت أكثر في البكاء ولم تستطع الرد إلا بهز رأسها يمين ويسار بلا

العمه تأخذها بحضنها : لا حول ولا قوة إلا بالله ...خلاص يا حبيبتي مترهقيش نفسك

روتيلا بين شهقاتها وهي تنظر لخالد : محــدش زعلنـــي ...خالد ..محــدش زعلنـــي

خالد مهدأً لها : خلاص حبيبتي مصدقك ..إهدي

يسمعوا صوت الباب ...

العمه : الدكتورة.. بسرعه يا خالد روح جيبها


.......بعد فترة...........


تخرج الطبيبه ويدخل خالد ليجد العمه تبكي مبتسمه وروتيلا تمسح دموعها : خلاص يا ماما

خالد بتعجب : في أيه ...أنتوا بتضحكوا ولا بتعيطوا فهموني

روتيلا تنظر له وقد أحمر وجهها تماما.

العمه منيرة عندما نظرت لها : ما شاء الله ...احمرينا واتكسفنا ... أأقول

تنزل روتيلا من السرير

خالد بقلق : خليكي مكانك ..رايحه فين

روتيلا تعدل حجابها في المرأه معطيه له ظهرها : انا كويسه الحمد لله ..ثم تقرب من العمه وتهمس لها ..ماما متقوليش دلوقتي ده سرنا لغايه ما أقول لصقر

تنظر العمه لخالد : حتى خالد

تخرج روتيلا من الغرفه : قوليله لما أخرج

العمه تجري ورائها : انتظري روتيلا عايزه أعرفك حاجه

خالد متعجباً مما يحدث وهو يضرب كف بأخر :لا حول ولا قوة إلا بالله ...ايه الجنان ده ..ما أروح أشوف التانيه اللي مبتردش على حد لتكون مغمى عليها هي كمان

.......غرفة جمانة.......


جمانة في عالم تاني لم ترد على نداء العمه أو خالد وكل محاولتها بالإتصال بمروان فشلت

المكتب والبيت كلهم رفضوا يوصلوا الإتصال

تقف تفكر وقررت ارتداء ملابسها والذهاب بنفسها ولكن تضع يدها على فمها : روتيلا بره هاروح إزاي وحجتي دايما إني بروح لها ...ظلت تفكر قليلا ...سارة مفيش غير سارة

تمسك هاتفها وتتصل بسارة : السلام عليكم

: وعليكم السلام والرحمه ..ازيك يا جمانة

جمانة تغمض عينيها وتمرر يدها على شعرها : سارة أنا كويسه بس لو سمحتي أحلفك بأغلى حاجه عندك

سارة تقاطعها وبجدية : بربنا يا حبيبتي ..بربنا ..ولكن يا جمانة من غير حلفان عايزه أيه ؟؟

جمانة وتمسح دموعها : عايزه أكلم مروان ضروري

سارة تصمت متعجبه من جرأة جمانة

جمانة : سارة سكتي ليه ..بحلفك بالله ..هاكلمه بسرعه دقيقتين ..لأ...دقيقة واحدة ..لازم أعرفه حاجة

سارة بتنهيده :طيب يا جمانة اقفلي وشويه هاخليه يكلمك

جمانة بفرح : شكراً ..حقيقي شكراً ...في انتظارك

وتغلق الهاتف وتجلس بقلق في انتظار مكالمة مروان تحاول تستجمع تفكيرها المشتت وترتب أفكارها : هاقوله ايه ..ياربي ..هاقوله أيه ..كله من روتيلا لو كانت صبرت شويه ..كان خلاص اتعلق بيا ....

تسمع الهاتف فتفتح الخط بسرعه : مروان

مروان بجدية : السلام عليكم خير في حاجه يا جمانة

جمانة برقه : مروان اسمعني ..أنا كنت عايزه أعترفلك بحاجه

مروان بإصرار : جمانة لو سمحتي لو في موضوع مهم كلمي روتيلا أو سارة يقولوه ليا و..

جمانة تقاطعه : لأ..اسمعني ..روتيلا بتكرهني..

مروان باستنكار : أيه ..إنتِ بتقولي ايه ..روتيلا تكره

جمانة : أيوه صدقني هي اللي فرقت بينا

مروان بحده : إنتِ اجننتي فرقت ايه..

.....يدخل خالد الغرفه عند جمانة في نهايه جمله جمانة ويتقدم بسرعه ويسحب الهاتف من يدها ليسمع باقي كلام مروان ...

: انا الحقيقه مبفكرش في الجواز ولو فكرت اسمحيلي مش هاخد واحده مشيت معاه يومين هاخد واحده زي روتيلا اللي مش عجباكي

ليصرخ خالد في الهاتف: يا كلب يا مجرم أنا هاعرفك مين دي اللي تضحك عليها وتمشي معاها انا هاقتلك فاهم أنا جايلك يا جبان..ويغلق الهاتف ويرميه بقوة في الحائط ويحطمه ثم ينظر لجمانة التي انكمشت على نفسها بعيد عنه

خالد بصوت عالي غاضب: من أمتي بتخرجي معاه ..اتكلمي من امتى مستغفلانا ..انطقي

جمانة ببكاء : كنا هانرتبط ببعض مغلطش ابدا معاه صدقني يا خالد ...

تدخل العمه منيرة بعد ان ودعت روتيلا على صوت خالد العالي : في أيه ..يارب سترك ..حصل أيه يا خالد.. جمانة يا بنتي في ايه

يمسكها خالد بشده من ذراعها ثم يدفعها بقوه ناحية جدته : في أن الهانم مستغفلانه مع مروان بيه ..ثم يتحرك لخارج الغرفه .....

العمه : خالد أستنى يا ابني رايح فين

: صدقيني أخر يوم في عمره انهارده ..

ويجري خالد لخارج البيت متجاهلاً نداء عمته وبكائها

ويتجه لقصر الجارحي


.......روتيلا........


في السيارة متجه لبيتها غير منتبه لعيون عبير المرافقه لها مع السواق بأمر من صقر

مبتسمه من لحظة معرفتها بحملها دموع عالقه في عينيها الخضراء ولون الكهرمان يشع منهم واضعه يدها على جنينها غير مصدقه للحقيقة التي تنمو بداخلها كل من سينظر لوجه الفراشة الأن سيدرك بأنها امرأه عاشقه ...ومحبه لكائن صغير ينمو بداخلها كائن سيكون إن شاء الله رابط برجل تعشقه حتى النخاع وفي نفسها : أيوه بعشقه بعشق ابوك اللي أنت حته منه علشان كده بحبك أنت كمان بحبك أوي وعايزاك تبقى نسخه منه..... ثم تغمض عينيها بتفكير ...صعبه دي أنك تبقى نسخه منه لأن صقر الجارحي واحد بس مفيش له مثيل يمكن يا روحي تاخد منه كتير المهم متنساش تاخد منه لون عينيه ..وإن شاء الله هاسميك راشد ولو بنت هاسميكي ناديا ....ثم تضع يدها على فمها ...شفت أمك اتجننت بقى صقر هايخليني أسميكم مستحيل أنا متأكده هايعاندني ويقولي ..قولي حاضر ....مش مهم الاسم أهم حاجه أنك تيجي بالسلامه وكل حاجه تانيه تحصيل حاصل ...يارب ..الحمد لله يارب أنك رزقتني ..يارب أجعله حافظ للقرأن واحفظه ..يارب أرزق كل محتاج يارب وفرح قلبهم مثل ما فرحتني ..يارب ..انا لازم أطلع صدقه بالمناسبه دي بس إن شاء الله هاطلعهم من فلوسي الخاصه بيا وصقر لو عايز هو كمان يطلع عادي ..يارب ساعدني أقدر أقول لصقر انا مش عارفه هاقوله إزاي ..اكيد هايتبسط هو مكلمنيش في الموضوع ده قبل كده بس ألاقيه يضحك لما ماما تدعيله بالذريه ..اكيد كلهم هايتبسطوا طبعاً ..الحمد لله ..الحمد لله


.......على طاولة عشاء الصقر.......


مروان الذي منذ مهاتفته مع خالد في انتظاره ليوضح له ما حدث وسوء التفاهم ويوضح له سبب ما قاله في الهاتف فهو قال ما قال كرد على اتهام جمانة في حق روتيلا هو صحيح له علاقات متعدده ولكنها أبداً لا تتعدى كونها صداقات بريئه وينظر فعلاً لروتيلا كإنسانه يسعد أي رجل الارتباط بمثيله لها وكل امله ان يقابله دون أن يدري أحد حتى لا يحرج نفسه أمام روتيلا و صقر اكثر من ذلك ..فلا يستطيع الأكل

وسارة التي يحضر عمر معهم العشاء فتشعر كالعاده بالخجل الشديد وخاصة بإحساسها إنها مراقبة منه وبالتالي لا تستطيع الأكل

وعمر الذي يشده كل حركه من سارة وكل نفس ولا يستطيع الاكل

وروتيلا التي استقبلت بسعاده متناهيه خبر حملها ولكن خجلها حتى الأن يمنعها أن تخبر به صقر أمام الجميع وتنتظر إختلائها به بجناحهم حتى تسعده بالخبر و تنظر لزوجها بحالميه ولا تأكل

يتنحنح صقر الذي أدار بعينه على الوجوه التي تجلس على طاولة الطعام : خير

ام صقر بضحكه : لاحظت أنت كمان يا حبيبي ... أنا شويه وهنام من الهدوء اللي حواليا ..

صقر ضاحكا ينظر لروتيلا : طيب أنا على الأقل عارف مشكله سارة وعمر ...ومروان بحالات .....طيب فراشتي مالها ....

روتيلا خجلت بشدة من تصريح صقر وتضع وجهها في الطبق الذي أمامها ولا ترد

فيضحك صقر عالياً : كلوا يا جماعه مفيش حد هايطير....

تدخل مديرة المنزل وتكلم مروان بصوت هامس

مروان يقف بتجهم : بعد اذنكم جاي ليا ضيف ..ويخرج مسرعاً تحت أنظار الجميع المتعجبه

الأم بقلق : صقر يا ابني أخوك مش طبيعي

يقف صقر وعمر متوجهين للخارج وراء مروان

في حين نادت أم صقر لأم عبير: مين اللي جه لمروان

أم عبير بحرج تنظر لروتيلا : يا مدام أصل....

ام صقر بحده : انطقي

أم عبير : خالد ابن أخو روتيلا هانم جاي متعصب وطلب يقابل مروان بيه

لم تسمع روتيلا باقي كلام أم عبير فبمجرد ما قالت خالد عرفت ما سيحدث فجرت تتبعها سارة ثم أم صقر التي توقعت هي الأخرى حدوث كارثه

: ربنا يستر ....ربنا يستر


.........في حديقة القصر..........


مروان بجديه كان يريد توضيح الأمور ولكن خالد لم يمهله فيقف امامه ويلكمه عدة لكمات قوية أصابت إحداها أنفه لتهشمه وجعلت كل الموجودين يتسمروا من المفاجأه لتجري روتيلا لتبعد خالد يتبعها صقر يبعدها عنهم أولاً

صقربصوت عالي وجهوري: أدخلي جوه ...بس انت وهو ..مروان.. خالد

ولكن خالد لم يسمع فكل ما يفكر فيه أن مروان يستغل أخته

روتيلا وسط دموعها لم تسمع كلام صقر وبصوت أرهقه البكاء : خالد ..خالد الذي ما إن سمع صوتها حتى بعد عن مروان المسجى على الأرض و هو يلهث بقوة ويشير على مروان ويكلم صقر : أبعد الكلب ده عن اختي فاهم روتيلا بس السبب أني مقتلتوش دلوقتي أدامكم

يقرب عمر من خالد وبحده: أنت يا بني أدم ..انت مبتعرفش تتكلم بلسانك في حد عاقل يعمل اللي بتعمله ده من يوم ماعرفناك وانت مبتتكلمش إلا بأيدك

خالد بسخريه وهو يقرب من روتيلا : بتكلم معاكم بالطريقة الوحيدة اللي تناسبكم

رد خالد أغضب صقر الذي كان عند مروان مع أمه وسارة اللتان تبكيان وهو يطمئن عليه ويطلب الطبيب بسرعه وقف واقترب من خالد الذي يقف أمام روتيلا ونادى للحرس وبصوت غاضب وعالي أثار الرعب في نفس روتيلا التي تشبثت ببكاء بخالد وهي تهز رأسها بلا على كل كلمة نطقها صقر : لو عرفت أن الولد ده دخل بيتي مرة تانية اعتبروا نفسكم كلكم مفصولين ....معدش مسموح له أنه يقرب من أي حد من عيلتي حتى زوجتي مفهوم

روتيلا برجاء باكية : صقر أرجـــ.....

يشدها صقر من أمام خالد ويدفعها بهدوء أمامه : على فوق ..عندها همت روتيلا بالكلام...فأشار باصبعه على فمه ثم لأعلى : هششش.....فوق

ليرفع خالد صوته الذي ألمه منظر روتيلا الحائر بينهم : متكلمهاش كده ..سيبها هي ملهاش ذنب

صقر بغضب :اخرس .. حته عيل زيك هايعلمني ازاي أعامل مراتي ...أحمد ربنا أني هاطردك بس ومسلمتكش للحرس يأدبوك

عمر بضحكه وسخريه : وليه الحرس سيبه ليا يومين في القسم وهناك هايتأدب ويعرف ازاي يتعامل مع بني أدميين وصدقني هاعرفه بنفسي إزاي يبقى راجل

يقترب خالد من عمر ويعاجله بقبضه قوية أدارت وجه عمر : أنا أرجل منكم لأني بحافظ على عرضي مش زيكم بتحموا واحد بيستبيح أعراض الناس ..كاد أن يرد عمر عليه بضربه مماثله ولكنه توقف عندما منعه إقتراب روتيلا التي لم تستجب لأمر صقر منهم فقد ألمها حالة خالد النفسيه التي وصل لها وبهمس وهي تحضنه: حبيبي خلاص أنا هافهمك.. صدقني ..أنت فاهم غلط

يشيرصقر برأسه لحرسه ليأخذوا خالد ...في الوقت الذي شد فيه روتيلا من حضن خالد بقسوة ليوقفها خلفه وهوممسك بيدها وهو يضغط بشده عليها ألمتها ولكن ألم قلبها أقوى تنظر لاقتراب الحراس من خالد ليخرجوه خارج القصر بطريقة مهينه

في نفس الوقت أسند عمر مروان وأدخلوه مع سارة وأم صقر لداخل القصر

روتيلا التي كانت تشهق بالبكاء وهي تحاول التملص من يده : والله هو كان فاهم غلط ..لو كنت أديتني فرصه أكلمه كان أعتذر

صقر الذي تغاضى عن كلامها وكأنه لم يسمعه ظل ممسكا بيدها وادخلها القصر ثم جناحهم هنا فقط تركها أخيراً.. لتجلس روتيلا على أقرب أريكه. وهي مستمره في حالة البكاء التي سيطرت عليها

ليجلس أمامها واضعا ساق على الأخرى ومستنداً للخلف وبصوت قاسي : هاسمحلك بس المره دي أنك تعتذري روتيلا علشان أتغاضى عن خطأك وتحمي نفسك من العقاب

روتيلا بصوتها المبحوح الباكي : ليه أعتذر ...وإذا كنت شايف أنك لما تمنع خالد عني مش عقاب تبقى غلطان ..أنت كده عاقبتيني وبشده كمان

: أعتذري

تستمر روتيلا في البكاء ولم تعطي لزوجها الكلمه التي ينتظرها ينظر لها بتجهم يمنحها الفرصه أن تعتذر يضايقه إصرارها على حماية خالد هذه المره لن يضعف أبداً أمام بكاءها فزوجتي يجب عليها الإنتماء لي فقط وعندما طال الوقت

يقف صقر وهو متجه للخارج : يبقى لسه مش عارفاني راجعى نفسك و تصرفاتك ..إنتِ زوجة صقر الجارحي ....يقف قليلا ثم ينظر لها ...ممنوعه من الكليه والخروج لمدة أسبوع

وفي أخر الأسبوع هاسألك الإعتذار ولو استمريتي بعنادك هاجدد الأسبوع وهكذا وإنتِ حره

وخرج صقر تاركاً روتيلا تتخبط بأفكارها وحزنها على خالد من ناحية و عند وغرور صقر من ناحية أخرى


......في اليوم التالي مساءًا في جناح مروان......


ينام مروان الذي كسرت أنفه نتيجة لكمات خالد له يحيط به أمه وسارة وجاءت له روتيلا لتطمأن عليه مع صقر

صقر : السلام عليكم

الجميع : وعليكم السلام والرحمه

مروان بصوت غريب متأثراً بالكسر والرباط الضاغط علي أنفه وبفكاهه لم يفتقدها : أهلا بمرات أخويا ..يا روتيلا أرجوكي شوفي حل في ابن اخوكي

روتيلا التي ظلت واقفة في حين جلس صقر بجانب أخوه تنظر للأرض بحياء لا يخطأه أحد :أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ... أنا أسفه جداً ..علي اللي حصل..خالد فاهم غلط وأنا إن شاء الله هاوضحله...

تقاطعها سارة بحده :روتيلا الإعتذار يفيد بأيه ابن اخوكي عايز مستشفى المجانين

ام صقر بتحذير : سارة

مروان بضيق وقد التمس خجل روتيلا وضيق صقر : وأنا قبلت الأعتذار لو سمحتي يا سارة متدخليش واتكلمي بأدب

تقف سارة بغضب : لما أقول كلمة حق أبقى مش مؤدبه ..أنا مش زيك أجامل على حساب نفسي انت عاجبك حالتك وكله بسبب واحده كانت فاكره انها ممكن تبقى من أل الجارحي بأنها تـ

تقاطعها روتيلا : لو سمحتي سارة إنتِ مدخلتيش جوه جمانة وعرفتي بتفكر في أيه كده إنتِ بتغتابيها

سارة : إنتِ بتضحكي على نفسك ...قولي لهم إنتِ كنتي بتعملي أيه امبارح في بيت عمتك ...وتنظر لمروان ....قولهم على مكالمه جمانة وقالت ليك ايه

روتيلا فاجأتها حدة سارة فنظرت للأرض بحزن

أم صقر بغضب : كفايه كده

يقف صقر وهو ينظر لسارة وروتيلا وبصوت جهوري : لا سيبيهم يا ماما ..خليهم يتكلموا كمان بدون إحترام أو خجل

صمتت سارة وهي تشيح بوجهها الناحية الأخرى بينما روتيلا صوت صقر العالي ارعبها فهي طوال اليوم وهي لم ترى أحد منهم وانتظرت صقر الذي يتجنبها من الأمس لتطمئن على مروان رجفتها وخوفها لم تغب عن الجميع فتكلم مروان بفكاهه يكسر حدة الموقف

: صقر أرجوك الموضوع مش مستاهل وبعدين أختك المجنونه مش زعلانه عليا زعلانه على عمر ...وينظر لسارة ...اتكلمي لما يبقى نايم نومتي دي دا دماغه ناشفه بالرغم سوري يا روتيلا ايد خالد الطارشه

تبتسم روتيلا بتوتر ودمع عالق بعينها : عموما أنا أسفه بالنيابه عنه.... وتنظر لأم صقر..أسفه يا ماما ..بعد أذنكم .. وتخرج روتيلا

وتجلس سارة بضيق : أف ..انا مقصدتش أدايقها ..بس ارتباطها بخالد ووقوفها معاه ظالم او مظلوم بصراحه يضايق

مروان بغضب : وإنتِ كلامك وهجومك على روتيلا كمان يضايق بتحاسبيها على تصرفات ابن أخوها ونسيتي أنها مش مسئوله إلا عن تصرفاتها بس , إنتِ المفروض تروحي تعتذري لها عن وقاحتك في الكلام معاها وإنتِ المفروض صديقتها ...سبحان الله ...الصداقه بقت كده

سارة : الصديق الصح اللي يواجه صديقه بخطأه

أم صقر وهي تنظر لصقر المتجهم من لحظة خروج زوجته ولا يسمع أي شئ من كلامهم على ما يبدو : خلاص كفايه كلام في الموضوع ده ..أنتوا كده أعطتوه أكبر من حجمه وبالنسبه لروتيلا هي طيبه وهاتسامح

صقر ينظر فجأه لأمه وقد أستوعب أنه أيضا يشارك في ظلم روتيلا وتحميلها ذنب غيرها

فيتجه للخروج من الغرفه وباقتضاب: حمدلله على سلامتك ..نام

يخرج تاركا عيون تتابع خروجه خجله أو حزينه لاضطراره أن يكون في المنتصف بين أهله وزوجته


....صقر ....

متجهاً لجناحه محدثأً نفسه بضيق :

...أنا زعلان منها ليه ..فعلاً ليه والأكتر متجنبها من امبارح ليه ..علشان وقوفها مع خالد زي ما بتقول سارة ظالم أو مظلوم ...لأ,,أنا ... أنا زعلان منها علشان أمرتها بأنها تطلع جناحها ومسمعتش كلامي ..ايوه المفروض يكون ولائها ليا أنا بس كمان رأيها من رأي ... ...

وبتنهيده : لا حول ولا قوه إلا بالله

........أما بجناح صقر .......

......روتيلا .....

على سجادة الصلاه تنهي صلاتها ودموعها تسبق كل سوره وكل دعاء تضع يدها على بطنها وتحدث جنينها الذي لم تخبر زوجها عنه بعد

..أبوك ..بيعاقبني علشان ايه ..بيعاقبوني كلهم علشان أيه .. كلهم أوكي لكن سارة ليه طيب أنا أعتبرتها اخت ليا ..أعتبرتها لكن يمكن هي لأ ..الله أعلم ...

يارب ..يارب ..فك كربي وأزل همي ...لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

يدخل صقر الجناح ليجد فراشته وقد أنهكها البكاء ...وأكيد قله الطعام كعادتها ليناديها بلطف : روتيلا

تنظر له وهي جالسه على سجادة الصلاة ثم تعود وتنظرللأرض تحاول أن تمسح دموعها التي لم تتوقف ولا تريد أن تتوقف

بهدوء يعكس حزنه : قومي يا حبيبتي أغسلي وشك لما أطلب أكل ..

تهز رأسها بلا ولا ترد عليه

يتقدم صقر ويجلس مقابلها على سجادة الصلاة يمسح بيده دموعها : كفايه ممكن

.......وكأنه قال أبكي.......

أجهشت روتيلا بالبكاء لكنها تفاجأه بابتعادها عنه عكس ما كان يلاحظه الفترة الاخيرة وكان يسعده محاولاتها الدائمه ألغاء حاجز الخجل أو الرهبه منه لينظر لها بحزن وقد أحاطت نفسها بيدها تخفي وجهها عنه

يشدها صقر لحضنة بقوة ويحاوطها بشدة يريد أدخلها بين ضلوعه يحميها حتى من نفسه : أوعي تبعدي كده عني تاني ..تعيطي تضحكي هنا في حضني فاهمه ....ثم ظل يهدهدها كطفل ويكلمها بهمس ..بس حبيبتي كفايه مستحملش حزنك يا روتيلا ولا دموعك ...بس يا روحي بس ...

روتيلا التي كانت تبكي بشدة لكن بفعل كلام صقر لها بدأت في الهدوء إلا من شهقات متباعده واستكانت تماما حتى نامت ليحملها صقر ويضعها على السرير بهدوء مقبلا جبينها : نامي يا حبيبتي ...

نامي يا فراشتي الصغيرة


....... يوم جديد......


......في صاله جناح الصقر......


بعد أسبوع لازال صقر مصر على عقابه لروتيلا بالرغم من اهتمامه المتناهي بفراشتة ولكن الصقر لا يقول كلمة ويثنيها

: عندي بكرة امتحان

صقر الذي يتابع أعماله ولا يرفع عينه عن الجهازالمحمول الذي أمامه : والمطلوب

روتيلا تعض على شفايفها : تسمحلي أروح بس فترة الإمتحان وأرجع فوراً البيت

: إنتِ عارفه شرطي ...ثم ينظر لها وبابتسامه خفيفه ...الفراشة قررت الإعتذار

روتيلا تنظر للأرض في فعله أقتنع من ورائها صقر أن علاقتهم في تراجع.

وبمحاوله منه لمساعدتها وتنفيذ شرطه يكلمها بهدوء : إنتِ عارفه أنا عايزك تعتذري عن أيه

روتيلا بنفس وضعها تحرك رأسها يمين ويسار بلا

يضع صقر المحمول من يده ويشد روتيلا لتجلس بجانبه يرفع وجهها ليفاجئ بترقرق الدموع في عينيها وكأنها تعاتبه : أنا عايزك تعتذري لأنك خالفتي اوامري لما طلبت منك تطلعي على جناحك وبدل ما تسمعي الكلام فضلتي واقفه لدرجه أنك كنتي بتقفي أدام المجنون اللي اسمه خالد بدون خوف أنه يتهور ويأذيكي

تهز راسها وبثقه تنظر لصقر: مستحيل خالد يأذيني ....وبالنسبه للاعتذار أنت مش عايز أكيد تسمعه مني بدون إقتناع

صقر إن كان لم يتعجب من ثقتها في خالد فهذا هو العادي عندها فتعجب من جوهر رفضها للاعتذار فهو أصبح في كل لحظه يبحث عن انتمائها له يريد دليل واحد فقط إنه بالنسبه لها كل حياتها يبحث عن تلك الثقه التي تمنحها بكل بساطه لخالد ليجد نفسه يترجم تلك الهواجس بحده في صوته

: يهمني أعتذارك وتنفيذك لأوامري سواء باقتناع أو بغير

: ده على أساس إني موظفه عندك ..مش شريكة حياتك ..لأنك لو عايز تسمع كلمة حاضر على طول فأكيد مش هايبقى مني لأني زوجتك وشريكة حياتك ليا رأي ودور مستحيل اتنازل عنهم ...ابداً ...

صقر بعد فترة تركيز في وجهها عاد يمسك الجهاز مره أخرى أخذ نفس عميق ودون النظر لها وبجمود شديد: روتيلا ...أعتذري ...وباقتناع يا زوجتي العزيزة .. لأنك خالفتي كلامي لأنه لازم تطعيني فيما لايغضب الله ...

روتيلا بعد فترة صمت وتفكير وبهدوء دون النظر له : أسفه وباقتناع بأسبابك بوجوب الأعتذار

صقر ينظر لها : وليه مش بتبصي ليا...عندما نظرت له بدموعها العالقه في عينيها الخضراء ... ردد لها ما يجيش بنفسه ويقلقها :اتمنى في يوم تكوني واثقه مني قد ثقتك في خالد ...ثم يعود لعمله ....و يا روتيلا تقدري تروحي من بكره كليتك

روتيلا التي تعجبت تنظر له و في نفسها ...ليه تقارن نفسك بخالد ..خالد جزء من قلبي ..لكن أنت ..انت ملكت الروح والقلب والعقل..معقوله مش حاسس بيا معقوله شاكك أني ممكن ..ممكن أي حد يستحق ثقتي وحبي غيرك وتنهيده وهي تقف

:: لا إله إلا الله ...بعد اذنك

تقف روتيلا تتجه لغرفتها تتبعها عيون الصقر : نفسي يكون ليا مكان في قلبك قد مكانة خالد حاسس لو خيروكي بينا هاتختاريه هو.... لا إله إلا الله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله


........في الكلية........

: هانسافر نهاية الأسبوع ...لازم ننزل جمانة النجع

روتيلا : ليه ؟؟

خالد ينظر لها وبسخريه : علشان أدفن عاري

: أنت كنت فاهم غلط ودلوقتي خلاص المشكله انتهت

خالد وهو يضغط على أسنانه وبغضب : المشكله منتهتش وإنتِ عارفه كده كويس بابا لازم يعرف

روتلا بترجي : لأ,, متقولش لأبيه جمال أرجوك

خالد يحرك راسه بلا : خلاص انا اتفقت أنا وجدتي منيرة وهي رأيها من رأي ..حنيتك دي متنفعش مع جمانة لازم تتربى من أول وجديد ..دلع ماما ليها دي كانت نتيجته ..شوفي وصلتنا لفين إنتِ وعلاقتك بأهل جوزك اللي اتهزت ..وصقر بيه واصراره أننا منتقابلش بعد ما بدأ يلين

روتيلا بحزن : سامحلي اني اشوفك في الكليه خلاص متضايقش بقه

خالد بجديه : كتر خيره أول مره أبقى حاسس أنه صح ..انا لو مكانه كنت منعتك خالص أنك تشوفيني

تبتسم روتيلا : سبحان الله بتتفقوا أنتم الأتنين في عقابي ..نفسي أفهم هي نظرتكم ليا على اني طفله محتاجه العقاب دايماً مش هاتتغير أبداً

ينظرا لبعضهما فتره ثم يضحكا وهما يحركا رأسهما بلأ

خالد باسما ومؤكدا : هاتفضلي طول عمرك فراشتنا الصغيرة

........على طاولة الغداء في قصر الجارحي.......

لا زال الأثر باقي

مروان لازالت اللاصقه الضاغطه على انفه

سارة تحمل في نفسها غيظ من خالد وجمانة وتحمل روتيلا جزء من غضبها عليهم لوقوف روتيلا بجانبهم

روتيلا بسرها الجميل وأيضاً عمقها الذي جرحه جميع من يجلس على هذه الطاوله

أم صقر بحنيتها على الجميع ولكن أبنها اول الجميع

صقر وقلقه على فراشته فصمتها وعدم تجاوبها لمحاولاته إخراجها من حالة الصمت التي تحاوط نفسها بها... حتى تنازله بإنها تقابل خالد في الكليه لم يكن لها أي رد فعل ..وفي محاوله أخيره منه لأدخال السعاده لقلبها : هنسافر نهايه الأسبوع النجع جهزوا نفسكم

ام صقر : كلنا حتى مروان

صقر ينظر لمروان : عندك مشكله ؟

مروان : لأ ,,ابدا ورايا ايه انا في اجازه

تضحك سارة بسخريه وتشير لانفه : ليه بتشتغل بيها

مروان يضحك : بايخه

صقر ينظر بتركيز لروتيلا التي لا يظهر على وجهها اي رد فعل وبهدوء : روتيلا

روتيلا الغارقه بحزنها وقلقها من ردود أفعال صقر المبالغ فيها معها تشعر وكأنه يعود تدريجياً لصقر الذي كانت تخشاه بأول زواجهم

صقر يلمس يدها بلطف: روتيلا ..

التي أخيراً تنظر له فايبتسم لها وينظر لها بنظرته العاشقه تلك النظره التي لم يملكها أبداً أحداً قبلها فينبض لها قلبها بعشق ولهفه وأيضاً خوف : مبسوطه انك هاتروحي النجع

تقف روتيلا وهي تنفض عنها أفكارها : عادي ...بعد اذنكم

وتخرج تحت أنظار الجميع الذين يفتقدوا صوتها من وقت الخناقه

ام صقر تنظر لبكرها : روتيلا مش عجباني يا صقر

يستمر صقر بالأكل متجهما : فتره يا ماما وتعدي إنتِ عارفه الموقف صعب عليها

مروان : أنا هاكلم خالد وهاتفاهم معاه متأكد أني لو عملت كده بعد ما روتيلا وضحت له سوء التفاهم هايبسطها وتنسى الموضوع

سارة بتأكيد لوجهة نظر اصبحت تحملها على عاتقها : مش محتاج أنك تكلمه الولد ده روتيلا مدلعاه وبتقبل منه اي تصرف حتى لو غلط

أم صقر بتأنيب لأبنتها الصغيرة: إنتِ أيه اللي حصلك مكنتيش متحامله كده عليها

سارة : مش صحيح يا مامي بالعكس أنا بحبها جداً بس هي إللي مزوداها...ثم تنظر لصقر ...اسفه يا ابيه لكن بجد بعتبر روتيلا اختي الصغيرة وعايزاها تفهم غلطها

صقر بسخريه : واختك الصغيرة بتكلميها ولا مخصماها

سارة بتردد : حاولت بس هي مش متجاوبه معايا

صقر تاركاً ما بيده وناظراً بعمق في عين أخته : سارة ...سألتي نفسك ليه هي مش متجاوبه معاكي

سارة تحمر خجلاً من تقاعصها عن رأب الصدع بينها وبين روتيلا

صقر بحده : لأنها أعتبرتك أختها بجد في حين إنتِ بتمثلي ده لأنك لو اختها بصحيح ابسط حاجه هاتوضحي ليها عيوبها من وجهة نظرك طبعاً بينك وبينها ...زي ما كانت بتعمل معاكي من غير حتى متشاركني ..لتكوني فاكره أن أنا أو كل اللي يعرفك مش شايف التغيير اللي حصلك من ساعه ما روتيلا دخلت البيت ده ....واللي أكيد تغيير إيجابي

يقف صقر منهيا حديثه وطعامه : الحمد لله ...

........نهاية الفصل الثامن والثلاثين..........

رواه الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت. ورواه ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، والحديث صححه الألباني في الجامع الصغير


الفراشة 

الفصل من ٣٩ الي ٤٠ج١

للكاتبة روتيلا 

#الفصل_٣٩

 

.....جناح الصقر.....

: السلام عليكم

روتيلا : وعليكم السلام ورحمة الله

صقرمبتسماً يجلس بجانبها وهو يريح ظهره للخلف : بتاكلي أيه ..اكليني معاكي

روتيلا بهمس : كرز ...ثم تطعم صقر واحدة ...

صقر يغمض عينه : مم....جميل . ..كمان واحدة

تطعمه مره أخرى : بتحبه

: جداً ..بس غريبه مش الموسم بتاعها خلص

روتيلا بخجل : مش عارفه أنا طلبته من أم عبير وهي قالتلي هاتقلب الدنيا لغاية لما تجيبه

يضحك صقر وهو على وضعه مغمض العينين : وقلبت الدنيا ....لو بتحبيه أوي كده هاوصيلك عليه

تعض روتيلا على شفتها بصمت

: روتيلا

روتيلا : مم

: ليه مش مبسوطه أنك مسافره النجع زي كل مره

تضع روتيلا الطبق على الطاوله

يعتدل صقر ويرفع وجهها بيده لتنظر له : ليه يا حبيبتي مش بتردي عليا ...

روتيلا تبلع ريقها : لا أبداً مبسوطه ,,بس كنت عايزه اقولك حاجه مهمه أنــ..

يقطع استرسالها صوت الهاتف فينظر له صقر ثم يغلقه :أيوه سامعك

: مشغول

صقر بجديه: مش هايحصل حاجه لو اتأخرت شويه .. قولي كنتي عايزه تقولي أيه

روتيلا بتنهيده هي تعلم أنه أراد ارضائها تمسح على جبينها بتوتر : حاجه مش مهمه بس خالد وماما منيرة هاينزلوا النجع نهايه الأسبوع

ينظر له صقر بتمعن : مش فاهم ..

روتيلا تنظر للأرض وهي تعصر يدها وبتوتر : ولا حاجه بس ..هاطلب منك ..

يقف صقر : عايزاني أسامح خالد

: هو عرف غلطته ولكنك عارف أنه مش بس الوحيد هنا اللي غلط ..

صقر بصوت حاد : ايه ؟؟عيدي

تقف روتيلا تقابله وبإصرار : لو كنت مكانه كنت عملت أيه .مروان كمان غلطان وأنت عارف كده ولا علشان أخوك

يصمت صقر ويمسح على وجهه بغضب مشيراً لها بسبابته بتحذير : اوك هاسامحه لكن يا بنت الشيخ دي أخر غلطه له فاهمه ...ويتركها ويدخل غرفه النوم ...مغلقا الباب خلفه بعنف

يغضب عندما تفكر بخالد فهو يذكره بفشله في اكتساب ثقتها

تجلس روتيلا مكانها وهي تضع يدها على جنينها وبتنهيده وهمس : بابا أمتى يبطل عصبيه عايزه أقوله ومش مساعدني ...نفسي يعرف أوي عارفه أنه هايتبسط بس ..نفسي يفهم الأول أد أيه بحبه هو ومفيش في قلبي وتفكيري غيره ..ثم تضحك بهدوء ..خلاص متزعلش أنت كمان ..بس أعمل أيه يا حبيبي بابا بيفكر اني له لوحده ..لا إله إلا الله ...يارب .

.......في الطائرة ......


من بداية الرحله وروتيلا نائمه بعمق فبمجرد صعودها الطائره وضع لها صقر الكرسي بوضع مريح ودثرها جيدا وظل بجانبها لتطمئن حتى نامت ثم جلس مع عمر في اجتماع مغلق يتناقشوا

صقر بحده : ده وعدك ليا ..احنا مش اتفقنا

عمر : وطي صوتك ..اسمعني أنا قلت ليك مستحيل اسيبهم

صقر يمسح على وجهه بعصبيه : أنت مش هاتستريح إلا ما تحصل مصيبه ..

: تقصد حياتي

صقر يمسكه من ذراعه بعنف : شوف تمسكك بالموضوع ده مش بتخسرني بس لا بتخسر سارة كمان ...انت ناسي انها كانت متخوفه من شغلك

: انت بتهددني يا صقر

صقر بصوت عالي : أنت عارفني انا مش بقول الكلمه وارجع فيها أرجع عن اللي بتعمله

عمر بحده هو الاخر : أختك مراتي ..ومن واجبها أنها تساندني

يقف مروان بجانبهم : ايه اللي أنتوا بتعملوه ده الجماعه سامعينكم وسارة مموته نفسها من العياط

يقف صقر ويعود مكانه : استغفر الله العظيم

يجلس مروان بجانب عمر : أيه الموضوع أنا عمري ما شوفتكم كده مع بعض

عمر بتنهيده تعكس ضيقه : أخوك اللي بقى عصبي ..معدش حد عارف يكلمه

مروان : مش يمكن عصبيته سببها خوفه عليك

: ليه عيل انا

مروان يقف : لأمش عيل بس مش ناصح .. أنا رايح أنام دماغي صدعت من دوشتكم وأنت اتحرك يا الزوج روح شوف مراتك

تفتح روتيلا عينها عندما سمعت صوت صقر العالي لتجد صقر يعود للجلوس بجانبها

: صحيتي من صوتي

روتيلا : زعلان ليه

يظل ينظر لها بعمق وهو يمسح على وجهها : حبيبتي إنتِ كويسه

:بتهرب ليه من الإجابه

صقر بابتسامه حانيه : محتاجه حاجه من المطبخ

روتيلا تعرف صقر جيداً متى ما أراد قول شيئ سيقوله فبتنهيده : عايزه لمون أخضر

يضيق صقر بعينه : أيه لمون أخضر ..تقصدي عايزه عصير لمون

تضحك روتيلا وهي تشير بيدها كور صغيرة : لمون ..لمون

يضحك صقر ويقف : علشان ضحكتك دي اللي حارماني منها من أسبوع هاروح اشوفلك بنفسي

يعود صقر بعد فتره وقد أحضر الليمون الذي طلبته روتيلا تحت انظار أم صقر المبتسمه بسعاده


.......منزل الحاج راشد .......


...حجرة روتيلا ....


تجلس تحكي كل ما حدث من البدايه حتى النهايه لم تترك حرفاً او فعلاً مما دار في الخناقه وبعدها.... أرادت ان يشير عليها والدها بحكمته

روتيلا تبكي في حضن والدها : أقرب الناس بيؤذوني يا بابا أقرب الناس

راشد بحنيه يمسح على رأسها : إنتِ فراشة ..الضوء يحرقها ولكن برده بتقربي منه

حبيبتي كنتي مزعله نفسك علشان مين ...جمانة بنت أخوكي ..أبوها عطاها قلمين وحبسها وأمها طبطبت عليها والموضوع خلص

وأخت جوزك عندها حق ...

تبعد عنه روتيلا وهي تمسح دموعها وتقاطعه : إزاي

إنتِ يا حبيبتي لو كان حصل نفس الشئ مع حد من اخواتك ولا جوزك كنتي هاتعملي أكتر من كده

تبتسم روتيلا ودموعها لازالت عالقه بعينها :حضرتك بتقول كده بس علشان مشيلش من حد..أنت عارف حتى لو كنت زعلانه مش هايكون رد فعلي كده ولو عاتبتها مش هايكون أدام حد

يمسك يدها ويربت عليها : أصلاً عارف أنك مش هاتشيلي منهم بس صعبانه عليكي نفسك شويه وهاتنسي ...بس أنا بقه الراجل الكبير عارف إنتِ صحيح زعلانه من مين

تخجل روتيلا ويحمر وجهها فوالدها دائماً يقرأ ما يدور بداخلها

يضحك الحاج : شوفتي ..طلع كلامي صح ..قولي يا حبيبة أبوها زعلانه منه ليه

روتيلا بجديه : يا بابا متهيأله أني بفضل خالد عليه

: خالد !! ليه يا بنتي متهيأله كده ..وعموما لو كده خلاص شيلي سبب زعله

: يعني أيه

: يعني أرجع خالد الأسكندريه تاني

: ليه يا بابا أنت هاتشجعه كده على تصوره وبعدين أنا ملتزمه جدا أدامه يعني مبكلمش خالد أبداً وهو موجود وبجيب سيرته في أضيق الحدود ولما هو بيسأل عنه بس ..يعني غلطان جدا في تصوره ده وبعدين ليه يحط نفسه بمقارنه معاه

يصمت الحاج راشد مفكراً في كلام ابنته وهو يسند بذقنه على عصاه العتيقه : متنسيش أن صقر مش متعود على حد يرد عليه وخالد مش بيمييز لما يكون الموضوع يخصك

تضحك روتيلا : وانا هاعمل أيه في المشكله دي وهما الأتنين معرفش بيحصلهم أيه لما بيتقابلوا

يهز الشيخ راسه بتفهم : عندك حق ..لكن أرجع أقولك أنك هاتتحاسبي على طاعه زوجك ..فاهمه يا روتيلا

روتيلا بتنهيده : فاهمه يا بابا ..فاهمه

يربت الشيخ الكبير على ظهر ابنته : مش عايزه تقولي للراجل العجوز سر

تضحك روتيلا وبخجل تهمس : بابا لسه صقر ميعرفش

يضحك الحاج وياخذها بحضنه : مبارك ..مبارك ..عموما أنا بس اللي عرفت ... إنتِ بقى هاتقولي لجوزك أمتى

روتيلا وهي تداري وجهها في حضن والدها : انهارده ..شويه هامشي بدري وهاقوله

يقف الشيخ : طيب قومي روحي..لكن انتظري ما أشوف حد من اخواتك يوصلك

يمسك الشيخ راشد رأسه بتذكر : كلهم مع جوزك عند المشروع ..ينفع خالد يوصلك

تقف روتيلا سعيده انها ستخبر زوجها : ايوه عادي هو سامحه خلاص بس بشرط ان دي تكون اخر غلطه

يضحك الحاج ويمسك يدها : طيب تعالي ما أوصلك لعربيته علشان أوصيه ابن ....جمال ده ميزعلش نسيبنا تاني 


......في سيارة خالد.......

: ممكن أعرف مكشر ليه

: مش مكشر

روتيلا تضحك : هاتخبي على عمتو يا حلوه

خالد بعصبيه : بطلي يا روتيلا الطريقه دي لعلمك أنا أكبر منك بشهرين

تضحك روتيلا : حتى لو أكبر بعشرة أنا برده عمتك ..طيب بلاش عمتو قول الحقيقه مش أنا توأمك

: أنا بعد ما هاوصلك طالع على القاهره

: ليه كده ..مستعجل ليه

: كده أحسن حتى جدتي منيرة وافقتني هارجع البيت دلوقتي تكون جهزت نفسها ونطلع على طول

روتيلا بتفهم : علشان كده دلوقتي ماما منيرة بتقولي نتقابل بالقاهرة ..بس برده أنت مقلتش ايه السبب

خالد بتنهيده : شوفي رجعت جمانة وبابا عاقبها وأخد منها التليفون وقطع النت وماما من وراه رجعت ليها كل حاجه

: إزاي

خالد بعصبيه : جابت لها تليفون و أحدث كمان من اللي كان معاها وخط جديد ونت منفصل شوفتي الدلع يعني بالعربي أغلطي يا جمانة تاني وتاني

روتيلا بضيق وحزن : عندك حق تكشر ..الله يكون في عونك يا أبيه جمال

: روتيلا.. وأنا !

روتيلا تنظر له : لأنه اللي ربى وتعب مش أنت ..لأنه اللي هايتحاسب على بنته مش أنت فهمت

: فهمت ...وصلنا ..أدخل من البوابه عادي ولا تنزلي هنا

: لأ طبعاً صقر خلاص أعطى أوامره للحرس بالأوكي ليك ..بس عايزاك تركن جنب الجراج عايزه أعطيك مبلغ تعطيه للسايس ابنه تعبان

: ماشي ..بس يكون في علمك لو ولد أسمه خالد

تضحك روتيلا عالياً: انهارده لسه هاقوله ..و هاشوف رأيه في موضوع خالد ده

: لعلمك أنا هاخليه بنفسه يسميه خالد

روتيلا بضحكه: تحدي

: تحدي ...

وينزل خالد من السياره ويدخل الجراج ويعطي السايس الفلوس ويوصل روتيلا ويعود لبيته ليأخذ العمه منيرة ويسافر للقاهرة


.......مشروع الجارحي الخيري.......


تفقد صقر المشروع مع أخوات روتيلا ومروان وعمر وايضا محمود الذي وصل خصيصاً ليشرف بنفسه على قسم رعاية الأمومة والطفولة

الدكتور محمود : ممتاز يا صقر ..كده البناء جاهز هابعت إن شاء الله للشركات الطبيه اللي اتعاقدت معاها تبعتلك الأجهزه والمعدات

صقر : الحمد لله ..كنت خايف جدا البنايه متخلصش في ميعادها ..او تكون مش مطابقه للمواصفات

بعد انتهاء الجوله واطمئنان صقر على المشروع بالكامل ,يعود عمر ومحمود مع مروان للبيت وينتظر صقر مع أخوات روتيلا بناء على طلبهم ...

جمال بضيق : صقر بيه انا عرفت من خالد اللي حصل

صقر يقاطعه مجنباً نفسه وجمال الحرج : الموضوع انتهى وياريت نقفل الحديث فيه

جمال بإصرار وغضب : أنا ميهمنيش اولادي أنا بكلمك وكل اللي يهمني أختي ..روتيلا مغلطتش علشان تاخدها بذنب غيرها وأنا مستحيل هاسمح بأن أي حد يظلمها.. فاهمني

ينظر صقر لجمال الغاضب وبحده : أختك زي ما بتقول أيوه ..ولكن اسمحلي هي زوجتي وانا من البدايه أظن وضحت بما فيه الكفايه أنه مفيش اي حد في الدنيا مسموح له أن يتدخل في حياتي الشخصيه واظن روتيلا جزء.. وجزء كبير اوي من حياتي الشخصيه ويمكن كلها

محمد مهدئا : صقر بيه أبو خالد واحنا عايزين نطمن

يبتسم صقر بجمود ناظرا لبعيد ثم يأخذ نفس عميق : أطمنوا ...أسمحولي لأني عندي شغل مهم

جمال وهو يدري تماما عقليه صقرالعنيده : اتفضل هانمشي كلنا

يمشوا جميعا يتقدمهم جمال المتجهم الغاضب من الوضع كله ..وفي نفسه :مسكينه يا روتيلا ولاد اخوكي يغلطوا وإنتِ تضطري تواجهي كل ده ..هاتلاقيها منين ولا منين يا بنتي ...الله يصلح حالك يا حبيبتي


 

.......في قصر الجارحي .........

......في الهول .......


تجلس عائلة الجارحي في انتظار صقر

أم عمر بهمس لنورا : هي روتيلا عند والدها

:لا يا حبيبتي فوق في جناحها ..معدتش بتقعد معانا زي الأول من يوم اللي حصل وهي واخده جنب ..سارة كمان زعلتها ..أنا والله مضايقتهاش بس إنتِ شوفتي يعني مزعلش على ابني ..إنتِ مزعلتيش لما عرفتي اللي عمله خالد مع عمر

ام عمر : لا يا حبيبتي طبعا زعلت ولعلمك انا مش زعلانه من سارة ميصحش أبدا عيل يضرب رجاله اكبر منه وكفايه اوي أنهم مرضيوش يزعلوه علشان خاطرها ..الواد ده عصبيته تخوف ..احنا يا اختي متربناش على كده أتربينا أن الصغير يحترم الكبير الزمن ده بقى يخوف

أم صقر : الله يستر ..عندك حق الزمن فعلا بقى يخوف ...المهم أخبار ريهام ايه

: الحمد لله ..أدعيلها يا أم صقر ..ربنا يرزقها بطفل معافى يا رب

: يارب ..يرزقك يا ريهام بالذريه الصالحه المعافاه يا رب

: اللهم امين

: السلام عليكم

الجميع : وعليكم السلام والرحمه

محمود : أيه يا ابني اتأخرت ليه عايز أسافر

صقر يضحك وهو يجلس معهم : مفيش سفر ..أنت هاتبات معانا انهارده

محمود : مش ممكن انا فضيت نفسي بالعافيه علشان خاطرك ..وكمان مقدرش ابعد عن ريهام انت عارف نفسيتها تعبانه اد أيه

صقر : ربنا يتمم لها على خير يا أبو صقر

يضحك الجميع ..

أم عمر بسعاده : عايزين نفرح باولادك يا ابو عبد الرحمن

يبتسم صقر : لما ربنا يريد

أم صقر بهمس لأم عمر : قلبي حاسس قريب

أم عمر تنظر بابتسامه واسعه لأم صقر التي تغمز لها :بعدين هاقولك ..اصلي لسه شاكه

ترفع ام عمر يدها للسماء : يارب نفرح بولادهم جميعا ..يارب

أم صقر : امين ...

ثم تقف ام صقر : هاروح أخليهم يجهزوا الغدا ...صقر

: ايوه يا ماما

:أتصل بروتيلا حبيبي خليها تنزل

صقر يقف فجأه : روتيلا فوق !!


.......جناح الصقر ......

.......روتيلا......

في انتظار صقر .. تتحرك بتوتر وتنظر للنافذة من وقت لأخر على أمل أن تلمحه عندما يأتي واحياناً تمسك الهاتف ولكنها تتراجع : انا بقيت مستعجله ليه اقوله ..يعني انا صبرت أسبوع وشويه

مش عارفه اقوله ازاي ...عادي صح ...تغمض عينها :صقر أنا حامل ..تضع يدها على جنينها تستشيره :صح اٌقول كده على طول ..تبتسم مع دخول صقر الغرفه فترتبك ووجها يحمر بشدة وتنظر للأرض

صقر بتعجب من حالتها : السلام عليكم ..

روتيلا وهي على وضعها مبتسمه :وعليكم السلام ..

يقرب صقرمنها ويضع يده على جبينها وبقلق: رورو إنتِ تعبانه

تحرك روتيلا رأسها بلا

: طيب ليه جيتي بدري في حد زعلك ..ومتصلتيش ليه علشان أجي أخدك ..وجيتي مع مين

تضحك روتيلا : صقر ..للدرجه دي مش مبسوط اني جيت بدري

يحضنها صقر بشدة: يا روحي مبسوط لدرجة إني مش مصدق نفسي ..معقوله قدرتي تسيبي بابا

تبتعد قليلا وهي ممسكه برابطة عنقه تعدلها له وبخجل رقيق : وحشتني ..فجيت ..بس

يقبلها صقر بلهفة عاشق : برافو عليكي ..أحلى حاجه عملتيها

روتيلا وهي تهرب بعنيها ولا زالت بين يديه : كنت عايزه اقولك على حاجه مهمه

صقر يقبل طرف انفها بخفه : سامعك يا روحي ..قولي

: أنا بصراحه من فتره كنــــ

يقاطعها صوت الباب فيبعد صقر قليلا : أدخل

تدخل سارة وهي متردده وتنظر لروتيلا : أبيه الغدا جاهز

صقر وهو ينقل بنظره بينها وبين روتيلا المبتسمه لها فيبتسم : اوكي يا سارة ..اسبقيني وهاننزل دلوقتي

روتيلا : انا اتغديت مع بابا.. بالهنا ليكم

صقر ضاحكاً : طيب هانزل لأن محمود وعمر منتظرني تحت وبعدين نكمل كلامنا أوك

روتيلا تنهيده وهدوء : إن شاء الله

سارة بتردد : أتفضل حضرتك يا ابيه أصلي كنت عايزه روتيلا في موضوع ...ثم تنظر لروتيلا ..ممكن

روتيلا : اه ..طبعا اتفضلي

يبتسم صقر ويقبل روتيلا من جبينها ثم يتجه للخارج ويحرك يده بخفه على رأس سارة : متزعليش مراتي ...ثم يخرج

تبتسم سارة وهي تنظر لروتيلا وبتردد : الحقيقه وحشتني تصميماتك ..وكمان كنت عايزاكي تقولي ليا رأيك في شويه أكسسورات اشترتها لشقتي

روتيلا تفهم سارة التي جاءت تعتذر لها بطريقة أل الجارحي فتذهب لها وتحضنها : يا ربي عليكم ..أنتوا متعبين أوي ربنا يصبرني عليكم

تبادلها سارة الحضن وبدموع عصيه : أنا والله بحبك

: وأنا كمان بحبك في الله


......بعد الغداء في مكتب الصقر......


في اجتماع يضم صقر ومحمود وعمر ومعهم مروان الذي اصبح لديه فكرة كاملة عن ظروف وفاة ماجد ابن عمه

صقر بحده : فهمه يا محمود انا معنديش استعداد أخسره بسبب عناده

محمود مؤيداً لصقر : فعلاً انت بتحارب في جبهه مفتوحه بدون غطاء وعدوك مستتر ببراعه

مروان بسخريه : وحتى ممكن يكون عدوه واحد زميله أو حتى صاحبه و بيدعي انه زميل جهاد

عمر يقف بتوتر يدور حول نفسه : انتوا هاتجننوني انا مش مصدق للدرجه دي خايفين

صقر بصوت عالي وغاضب: أقعد واعرف أنت بتتكلم مع مين ..

محمود مهدئا : اهدى يا صقر ..الحوار مش كده

صقر وهو لازال غاضب ينظر لعمر وبحده: فاهم انت بتقول أيه عارف لما بدير مشاريع بالملايين وبنعمل تعاقدات سنويه مع شركات من جميع أنحاء العالم وجميع الجنسيات كمية المخاطره اللي بنخوضها أد أيه علشان أحمي البلد دي من كمية البلاوي اللي ممكن تتسرب من ورى التعاقدات دي وانت معتقد أن الشخص اللي أنت قبضت عليه ده حد مهم واحد يا حبيبي بيروح بيجي مكانه عشره ..فهموا الأستاذ المجاهد

عمر يجلس ناظراً للأرض بخيبة أمل : يعني مفيش فايده

مروان بجديه : يا عمر خد مثال النائب الحالي وعصابه حواليه متأذيين جدا من الصلح اللي حصل خايفين جدا أن صقر ينجح في الإنتخابات أصغر طفل في النجع عارف الحكايه دي شفت أنهارده عند المشروع حرس كتير جداً ولما بسأل محمد ليه كل ده قالي في ناس يهمها أن صقر يفشل في الإنتخابات وانتهاء المشروع في اعتقادهم نجاح صقر فحاولوا كتير يقضوا على المشروع أو يحرقوه بس الأهالي كانوا لهم بالمرصاد وعامليين حراسه مشدده وبيتبادلوا عليها وهم في منتهى السعاده .. الناس لما بتتنور وتفهم بيطردوا العنصر الفاسد ..واعذرني حربك خسرانه

عمر بتفكير :سيبوني أفكر

صقر بإصرار: أوعدني المره دي

ينظر له عمر بعمق صادق : خلاص أوعدك

يضحك محمود : الحمد لله يا اخي تعبتنا معاك

يقف عمر وينظر لمروان : أنت كبرت امتى وبقيت بتفهم ولا اللاذقه دي اللي على وشك هي اللي بتفكر دلوقتي

يضحك الجميع ...

مروان يقف : يا اخي دمك بقى خفيف زي ناس

عمر يمسك ذراعه ويلفها بحركه سريعه للخلف:تقصد مين

مروان : شوفلك حل يا صقر انا خلاص تعبت مع الناس اللي بتضربني دي هم مش عارفين أنا أخو مين

صقر يضحك : خده يا عمر بره كمل عليه ..عندي شغل مع محمود

يتركه عمر : لا يا سيدي اخاف من حماتي ..أنا رايح لخالي عبد الرحيم

مروان : خدني معاك عايز اسلم عليه ..

ويخرجا مروان وعمر تاركين صقر ومحمود يجروا اتصالات هامه ويكملوا مشروعهم الخاص بالوحدات الطبيه في المشروع

يمر وقت طويل عليهم في العمل يقطعه هاتف ....

عمر ومروان تعرضوا لحادث سيارة


.....في قصر الجارحي في النجع .....

..... اليوم التالي ....


الكل يجلس على أعصابه في انتظار صقر الذي منع خروج أي أحد منهم

أم صقر تبكي : أولادي حبايبي ...ربنا يستر ..يارب يقوموا بالسلامه

أم عمر التي تبكي هي الأخرى : يا رب سلمهم يا رب

روتيلا تهدي سارة : خلاص يا سارة أهدي صقر حلف أنهم كويسين

سارة التي تشهق بالبكاء : كويسين إزاي يا روتيلا إنتِ مشوفتيش صقر كان وشه عامل إزاي وهو ماشي ..أنا عمري ما شفته كده إلا يوم وفاة بابا

روتيلا : لا حول ولا قوة إلا بالله...اصبري يا بنتي بلاش الأفكار دي

يدخل صقر ومحمود : السلام عليكم

يقف الجميع في انتظار الأخبار

: اطمنوا الحمد لله الإصابات كلها الدكاتره سيطروا عليها

ام صقر : يعني ايه ..ايه اللي حصلهم

أم عمر : يا صقر يا ابني ..يا محمود ..حرام عليكم قلبي هايقف

محمود : اطمني يا طنط صدقينا ..يعني لا قدر الله لو كان فيهم حاجه كنا سيبناهم

: يعني أيه ؟؟

صقر وهو يجلس بمقابلهم : مروان كسر برجله اليمين اتحطت في الجبس والكسر عادي جدا يا ماما زي عادته وهو صغير يومين ويتشال ويقوم يتنطط

وعمر كسر في أيده والحمد لله برده يومين وتلاقيهم هنا ..يعني أطمنوا

ام صقر تمسح دموعها : طيب سيبتوهم لوحدهم ليه وأمتي هاتخلونا نشوفهم

يقف صقر يتجه لمكتبه :ولا حاجه سيبناهم مع بعض في أوضه واحده نايمين

ام عمر : هانروح لهم أمتى يا صقر ..أنت يا ابني سايبنا ورايح فين

لم يرد عليهم صقر الذي يشغله التقرير المبدئي عن السيارة تتبعه عين روتيلا وفي نفسها : يارب أستر أيه اللي شاغل بالك أوي كده يا صقر

محمود : متقلقيش يا طنط هو بس مشغول بأسباب الحادث

: يعني أيه

محمود : صدقيني ولا حاجه عايز يعرف بس عمر عمل الحادثه إزاي علشان لو كان في عربيه تانيه غلطانه واتسببت بالحادث ...عموما هاروح أشوفه واطمن وأقولكم ..اه صحيح ..طنط أوعى يكون حد بلغ ريهام

ام عمر : لا يا حبيبي أطمن ..ربنا يستر على ولادنا يا رب ويقومهم بالسلامه

الجميع : أمين


........مكتب صقر ........


الذي يتحدث بالهاتف من وقت دخوله مكتبه

صقر صارخاً بالهاتف : يعني ايه متأكد ...طيب عايزك تشدد الحراسه عليهم ..عارف لو عرفت أنك سمحت بالنمله تدخل هايبقى أخر يوم في عمرك فاهم

: السلام عليكم

يغلق صقر الهاتف ويجلس بغضب : وعليكم السلام ...تعالى

: خير في أيه صوتك عالي

صقر يفكر بتركيز يحاول يفك طلاسم الحادث المدبر قد يكون عمر المقصود أو مروان

يقاطع محمود استرسال صقر بافكاره الخاصه : يا صقر طمني من التليفون اللي جالك في المستشفى وانت مقلوب حالك

صقر يمسح على وجهه بغضب : اقعد ..اسمعني ..السياره ملعوب فيها

يقف محمود : أيه !!! إزاي مين بيقول

: لما كنت في المستشفى جالي اتصال بالمعاينه المبدئيه وكان فيه شك إن الفرامل حد لاعب فيها ودلوقتي جالي الخبر اليقين ..الحادثه مقصوده

محمود : ايه المقصود منها بالضبط ومين المقصود؟؟

: ما دام الحادث متعمد ..المفروض اللي عمل العمليه دي عايز يوصل رساله ما ولازم هايبلغنا بنفسه

يسكتهم صوت قادم من الخارج عالي

محمود : صوت مين ده

صقر وهو يتجه لخارج المكتب : ده صوت عمي ..


.......في خارج المكتب......


العم بصوت عالي : إنتِ يا بنت.. إنتِ لسه قاعده هنا يالا غوري في داهيه لبيت اهلك

روتيلا التي أرعبها صوت العم وكلامه ظلت مكانها واضعه يدها على فمها ودموعها تنزل بغزاره

تقف ام صقر وبحده : ايه الكلام ده يا حاج أنت بتتكلم مع مرات صقر

عاطف : تقصدي يا طنط بنت المجرمين وعمة المجرم اللي كان عايز يقتل عمر ومروان

صقر يمسك عاطف من رقبته وبصوت وبغضب : اخرس ..داخل بيتي وتصرخ على مراتي

محمود يخلص عاطف من يد صقر

العم : اصبر واسمع يا صقر

صقر بحده : أصبر أيه يا عمي ابنك اتجنن ..عايز علاج نفسي إزاي يتجرأ ويدخل بيتي ..ويهاجم مراتي

ثم يعود ويمسك عاطف بشده :تعرف لسانك ده هاقطعه ليك حالا علشان تحرم تمس زوجتي

سارة تحضن روتيلا التي تبكي بشدة وجسمها يرجف من الخوف ...

محمود : في ايه يا عمي فهمونا

العم : العربية ملعوب في فراملها

يتغاضى الرجال عن شهقه الرعب التي خرجت من السيدات

يترك صقر رقبه عاطف الذي كاد يختنق ويلتفت لعمه : ايه الجديد خلاص عرفت ..و مكونش ابن عبد الرحمن الجارحي إذا مجبتش اللي عملها واكون معلقه من رجليه على بوابه القصر علشان يبقى عبره للي يتطاول على حد من اهلي ...

يضحك عاطف بسخريه وهو يمسد رقبته : وإذا كان من بيتك

صقر بنظره حاده لعاطف : أتكلم دوغري خليك راجل

العم عبد الرحيم وهو يشير لروتيلا : ابن اخو مراتك ..خالد

تقف روتيلا بضعف : لأ,,لأ,,مستحيل ..ثم تنظر لصقر تستنجد به هامسه ...صقر أرجوك

ينظر لها صقر قليلاً وقد هاله ضعفها وبهدوء : اطلعي فوق

روتيلا تهز رأسها بلا : لأ ,,مستحيل خالد يعمل كده والله مستحيل

صقر بصوت عالي : قلت أطلعي فوق

تنظر روتيلا لأم صقر ..وام عمر ..ولسارة ..لتفاجئ بنظرات الإتهام فتمسح دموعها بغضب وبإصرار : عايزه أعرف سبب الإتهام

يقرب صقر منها وبصوت هادئ وحاد : لو مسمعتيش الكلام متلوميش إلا نفسك ...سامعه ..

روتيلا برجاء : أرجوك صقر من حقي أعرف

يمسكها صقر من ذراعها بشده وبنبره قاسيه وتهديد : قسماً بالله يا روتيلا لو مطلعتيش جناحك حالاً لأكون معاقبك عقاب شديد ..اسمعي الكلام

تومأ روتيلا برأسها بنعم وبصوت يسمعه الجميع : حاضر ,, بس لازم تعرف ولازم تعرفوا كلكم خالد مستحيل يفكر بالإجرام ده

ثم تتركهم وتتجه بخطوات واسعه لجناحها تتبعها نظرات الجميع

عاطف : لا,, ما شاء الله ..شديد يا صقر حقيقي شديد جبت انت كده حق اخواتك

يتجه صقر بهدوء لعاطف ثم يعاجله بلكمة قوية أسقطته ارضاً

الحاج عبد الرحيم بغضب : اصبر يا صقر ..احترمني يا ابني تضرب ابني وانا موجود وبعدين عاطف معاه الدليل

صقر وهو ينظر لعاطف باستحقار : ضربته لعدم احترامه ليا ولأهل بيتي اما الدليل فنقعد زي الرجاله يا عاطف ونتكلم فيه ...اتفضلوا معايا على المكتب

أم عمر : احنا عايزين نعرف الحقيقه

لم يرد عليها صقر المتجهم الغاضب واستمر بالتحرك يتبعه باقي عيلة الجارحي

ام صقر : ربنا يستر ...ربنا يستر..كده التار هايرجع أشد

أم عمر تمسح دموعها : لا حول ولا قوة إلا بالله ...معقول الولد ده يعمل كده طيب ليه والله حرام الولاد كانوا هايضيعوا مننا

سارة ببكاء : علشان بني أدم غبي ..حسبي الله ونعم الوكيل

ام صقر : أنتوا خلاص صدقتوا

سارة : ماما إنتِ شايفه عمي وعاطف متأكدين إزاي

أم صقر بهدوء : أيوه ..متأكدين ربنا يستر


.......مكتب صقر........


يجلس صقر على مكتبه وأمامه جلس عمه وعاطف بينما ظل محمود واقفاً

: ايه دليلك يا عمي

: مش أنا اللي معايا الدليل ..عاطف

: خير يا سيد عاطف

عاطف يسحب منديل يمسح به الدم الذي نزف من شفته : مع أنك متستاهلش بس الدم ميبقاش مايه إذا كنت أنت بايع العايله فأنا برده مش ممكن اتعامل معاك بالمثل

الصقر بحده : خلاص خلصت ..الدليل

: شاهين السايس ..خالد كان راجع مع مراتك وقف بالعربه على باب الجراج ودخل جوه شويه وبعدين رجع

صقر : مش فاهم ..يدخل للجراج شويه ويطلع يبقى كده متهم

: لأ طبعا انا امبارح بعد ما سلمت على عمتي ومرات عمي رحت الجراج اخد عربيتي شفته بيديله رزمة فلوس وطبعا لما حصلت الحادثه وعرفت أن الفرامل بايظه بفعل فاعل ربطت الأمور ببعضها

محمود بسخريه : رزمه يعني أيه ...عمليه زي دي علشان يعملها شاهين عايز شنطة فلوس مش رزمه أنت فاهم الإتهام اللي انت قلته ده ممكن يعمل أيه في النجع

العم عبد الرحيم : اصبر يا محمود يا ابني ..يا صقر مش أنت عامل كاميرات مراقبه سريه

يمسح صقر على وجهه بعصبيه ويمسك الهاتف ويتصل بالحرس : عايز شريط مراقبه الجراج امبارح ...

ثم ينظر لعاطف : عارف لو كلامك غلط هاعمل فيك ايه

عاطف يضع ساق على الأخرى ويستند للخلف بثقه : متأكد من كلامي ..اهم حاجه لما أنت تتأكد ترمي لعيله الشيخ بنتهم

صقر ينظر لعمه : ابنك تربيه أو أربيه أنا

كاد عاطف يقف وبحده ولكن محمود الذي يقف خلفه يضع يديه على كتفه : أهدى يا عاطف صقر أخوك الكبير

وفي نفس الوقت يفتح صقر رساله وصلته على اللاب تظهر التحركات داخل الجراج اليوم السابق والتي توضح دخول خالد بالفعل الجراج وتسليمه نقود للسايس ثم بعد فتره يجد السايس يفتح غطاء ماكينة سيارة عمر ويتلفت حوله ثم يقطع خرطوم ما ثم يغلق الغطاء مره اخرى

محمود : خير يا صقر ..صح الكلام

يقف صقر يتكلم وهو يخرج مسرعاً : خليهم يمسكوا شاهين جاي بعد شويه


.......جناح صقر........


روتيلا من لحظة دخولها الجناح وهي تبكي منهاره ثم تتصل بخالد الذي رد عليها بلهفه : السلام عليكم رورو أخبارك

روتيلا تشهق بالبكاء : خالد ...خالد

يقف خالد : روتيلا في أيه ؟؟

: طمني عليك

: انا كويس والله كويس ..إنتِ بتعيطي ليه في حد قالك حاجه عني

: أنت سافرت أمبارح زي ما قلت ليا

: أيوه

: طيب اسمعني كويس ..أنا عايزاك تاخد مفاتيح شقه جدي مصطفى في الاسكندريه وتروح هناك

خالد : ليه

: اسمع الكلام

: فهميني الأول

روتيلا : مروان وعمر عملوا حادثة بالعربيه

: أيوه سمعت واطمنت خلاص أنهم بخير

تبكي روتيلا بشده : الحادث مدبر وعاطف وعمي عبد الرحيم متهمينك وبيقولوا معاهم الدليل

خالد بحده : روتيلا ..مستحيل إنتِ تعرفي عني حاجه زي دي

روتيلا بانهيار : أنا وانت عارفين لكن هم ..كلهم يا خالد ..كلهم ..نظراتهم وجعتني ..وجعتني أوي..حتى صقر ..صقر يا خالد ..صقر

خالد بهدوء : إهدي ..إهدي يا حبيبتي خلاص أنا هاجي وأواجهم

تقف روتيلا ببكاء وصراخ : لأ,,لأ....أرجوك ..أرجوك الجارحي هايموتوك الأول وبعدين يتأكدوا ..صقر حالف ..حالف ..أرجوك أتوسل إليك خالد اسمع كلامي

: طيب إهدي خلاص ..خلاص يا حبيبتي طيب

تهدى روتيلا قليلاً وهي تمسح بيدها على وجهها : هاتعمل اللي قلتلك عليه

خالد مستسلما لرغبتها حالياً: هاعمل اللي إنتِ عايزاه

: لازم محدش يعرف مكانك ابداً فاهم

: فاهم ..فاهم

في هذه اللحظه يدخل صقر من باب الجناح ويتجه لروتيلا التي شهقت فيسمعها خالد ويتملكه الغضب من اجلها وتراجعت للخلف بخوف

خالد : روتيلا ..روتيلا

مد صقر يده ويأخذ الهاتف من يدها بعنف وبصوته الجهوري الغاضب : بتكلميه هاتي ..انا هاعرفه ..خالد

: أيوه صقر بيه

: أنت فين..بقى أنت يا عيل يا تافه تمس واحد من عيلتي مكنتش أخليك تنسى اسمك

يضحك خالد بسخريه : والله دي حكايه انتوا تكذبوا الكذبه وتصدقوها

: يا جبان ..لو كنت راجل كنت واجهتهم مش تبوظ فرامل العربيه وحتى دي متعملهاش بأيدك وتدفع للسايس يعملها

: أولاً انا راجل غصب عنك واللي انت بتقوله ده مستحيل واحد زي يعملها لأني لو عايز اعمل حاجه هاعملها في النور مش أتستر ورا راجل غلبان

صقر بحده وهو ينظر لروتيلا التي أحاطت نفسها بيدها ومنهاره من البكاء : أنت فين

خالد وبقصد هذه المره : مش هاظهر ابداً لغايه لما أنت وعيلتك كلهم يعتذروا لروتيلا الأول وتطلبوا منها السماح ..وهي تبلغني

صقر بغضب : صدقني هاجيبك ..سامع هاجيبك وبكره تقول الصقر قال مكنتش اعلقك من رجليك واعلمك الأدب

: أعلى ما في خيلك أركبه يا صقر الجارحي ...ثم يغلق خالد هاتفه

فينظر صقر لشاشه الهاتف ويقذفه بقوه في الحائط ليتحطم : الكلب ...

روتيلا التي أرعبها كلام وتصرفات صقر جلست مكانها لا تحملها قدماها وتبكي وتشهق بقوة ليمسكها صقر بقسوة لتقف امامه وبصوت عالي : فين الولد ده

تهز روتيلا رأسها بلا وترجف بشده بين يديه ولكنه لم يلين لضعفها

:يعني مش عايزه تتكلمي ..انطقي يا روتيلا متخلنيش أعاملك بقسوه إنتِ عرفتي صقر العاشق بلاش تعرفي الوش التاني ..أتكلمي يا بنت

عندما لم تتكلم روتيلا ..دفعها بقوة للكرسي فأخفت وجهها بيدها وهي تبكي بشده ..لم تستطع النظر له..أرعبها صقرها ..أرعبها من تحبه بل تعشقه ..أرعبها من كان المفروض أن يكون أمانها وحماها ..

: أم عبير اطلعي جناحي حالا

قرب صقر من روتيلا المنكمشه على نفسها وانحنى واضعا يد على إحدى جانبي الكرسي يحجزها أمامه ثم أمسك يدها بقوه يبعدها عن وجهها بصوت حاد: لو فاكره إني معرفش اوصله بنفسي تبقي غلطانه إنتِ عارفه انا مين كويس...لكن أنا بس كنت بديكي فرصه لإثبات ولائك...لأخر مره باخيرك ما بين خالد والولاء ليا...اختاري روتيلا

تستمر روتيلا بالبكاء بخوف وهي تغمض عينها بقوة حتى لا ترى ملامحه القاسيه لا تريد أن تحتفظ بها في خيالها لا تريد

يعتدل صقر في وقفته مع دخول أم عبير : إنتِ أختارتي ولازم تتحملي نتيجة اختيارك ..خروج من الجناح ممنوع .. مش مسموح ليكي أبدا الخروج منه لأي سبب ومش هايكون مسموح ليكي الأتصال باي حد ..أي حد فاهمه حتى بابا ..ومن هنا لغايه لما تعترفي من نفسك بمكان الولد ده ..حتى مشاركتي للجناح معاكي انتهت ..ثم ينظر لأم عبير : سمعتي

: ايوه يا افندم

: كل حاجتي في الجناح تتنقل للحجره الملاصقه له وكل وسائل الأتصال حتى التليفون الداخلي ونت يتشالوا من الأوضه ...ثم ينظر لروتيلا ..مواعيد الأكل ثابته تجيلها هنا ويتقفل الجناح للوجبه التانيه ...ممنوع أي حد يدخل لها حتى لو كانت الوالده ..مفهوم

: أيوه يا بيه مفهوم

: نفذي

تذهب أم عبير لتنفيذ أوامر الصقر

في حين يعود صقر ويرفع وجه روتيلا الغارق في الدموع ليجعلها تنظر له بإصرار : افتحي عنيكي ..تفتح روتيلا عينيها لتواجه سواد عين حبيبها ...من هنا ورايح هاتعرفي تقولي ليا حاضر و بس...من هنا ورايح هاتعرفي أن ولائك ليا أنا وبس ..إنتِ زوجتي ومن يوم ما ارتبط اسمك باسمي اصبحت تصرفاتك محكومه بأمري

ثم يتركها صقر متجه لخارج الجناح وبصوت عالي شعرت به كسوط يجلد روحها : أنا هاعرفك من هو صقر الجارحي لأني الظاهر دلعتك أوي ..

ويغلق الباب بقوه انتفضت لها روتيلا ....

أخيراً بعد خروج صقر بفترة طويلة استطاعت روتيلا التحرك حتى سريرها ونامت معطيه ظهرها لما يدور حولها ...تحت انظار أم عبير وخادمتين أخريات شعرن بالحزن لفتاة غمرتهم بعطفها من وقت دخولها للقصر


........أسبوع جديد في قصر الجارحي.......

خروج مروان وعمر من المستشفى يكملوا علاجهم في البيت وتواجد لميس التي جاءت من القاهرة خصيصاً للإطمئنان على المصابين ..

الجميع موجود فقط تجمعهم ظاهريا الحوار المعتاد ولكن داخل كل منهم سؤال

يقطع كلامهم جميعا لميس بنبرة قوية : انا متأكده أن خالد مستحيل يعمل كده ..يا ابيه انت عارف عيلة الشيخ كويس... رجالتها مستحيل يتصرفوا تصرف يأذي روتيلا وخاصه خالد

صقر بابتسامه جانبيه : بقيتي عارفه تفكيرهم ..ممتاز والله

عمر : انا بتفق مع لميس

مروان بضيق : وأنا كمان ...والحقيقه أنا مستغرب جدا تصرفك القاسي مع روتيلا

سارة : بتقول كده وانت مجرب خالد مرتين قبل كده

مروان : ايوه وده يثبت أن انا عندي حق ..خالد اثبت في المرتين تماماً اد أيه هو بيخاف على روتيلا

ام عمر : أيوه يا ابني بس في دلائل ..يعني الفلوس رايح يعطيها ليه لشاهين

عمر يسأل صقر : شاهين معاه حل اللغز محدش لاقاه لسه

يحرك صقر رأسه بلا وبضيق : غبي ..كنت بجهز لسفر ابنه يعمل العمليه بالخارج الراجل طول عمره بيخدمنا مشوفناش منه حاجه وحشه يضيع نفسه على أخر عمره ..اقول ايه ..لا حول ولا قوة إلا بالله

سارة باندفاع: وخالد يا ابيه ..لازم تجيبه ..مش مصدقه بصراحه أنك مش عارف توصله

ومتهيألي أنك قاصد ..فلو كنت بتعمل كده لتعطي روتيلا وقت تعترف تبقى هاتستنى كتير ..كتير اوي فولائها كلنا عارفينه

ينظر صقر بابتسامه بارده لأخته دون ان يرد عليها

أم صقر بحده : سارة وبعدين معاكي

لميس تضحك : والله كل ما اسمعك استغرب إنتِ عارفه روتيلا كويس إزاي تتخيلي أنها ممكن تحمي أو تتستر على مجرم ...وابيه صقر متأكد من ده زي بالضبط

صقر وهو يدور بنظره عليهم جميعا وكأنه يوجه لكل شخص موجود رساله وبصوت هادي : متأكد من ولاء روتيلا او لأ.. عارف مكان خالد أو لأ ..عاملت روتيلا بقسوه أو لأ...كلها تصب في حياتي الشخصيه وأنتوا كلكم عارفين اني مستحيل هاسمح لأي حد أن يخليها موضوع للنقاش ..ولكن تأكدوا أني مستحيل هاضيع حق أخواتي ..وهاجيب اللي عملها ..فاهمين ...

صمتهم جميعا كان الرد على كلام صقر لأنهم يعلموا تماما من هو صقر عندما يكون بهذا الهدوء

: صقر بيه

: ايوه

أم عبير : الحاج راشد ..عايز يقابل روتيلا هانم

يمسح صقرعلى وجهه بعصبيه ثم يقف :هاكون في انتظاره في المكتب ويتحرك إلى مكتبه ليكون في استقبال كبير عائلة الشيخ

......مكتب صقر.......

: السلام عليكم

يقترب صقر من الحاج راشد ويسلم عليه وهو يشير للأريكه: وعليكم السلام..اتفضل يا حاج

يجلس الحاج راشد وبدون مقدمات : فين بنتي ؟

يجلس صقر مقابلا له وبهدوء : تشرب ايه يا حاج

: بنتي يا صقر..مش جاي اتضايف ..بنتي انهارده أسبوع ماسمعش صوتها عارف ده بالنسبه ليا أيه ..موتي

: طولة العمر ليك يا حاج ..لكن روتيلا زوجتي و...

الحاج راشد بحده يقاطع صقر : عارف يا ابن الجارحي انها زوجتك لكن قبليها روتيلا بنتي ..شوف من أول يوم قلت ليا أن خالد متهم وأن روتيلا بتحميه ومن حقك على زوجتك الطاعه وانا منعت نفسي التدخل ولا سمحت لحد من اخواتها اللي هايتجننوا عليها أنهم يتدخلوا سيبتك علشان تعرف لوحدك خطأك لكنك تماديت ومش عايز تتنازل عن الفكره اللي في دماغك لعلمك أنا بس اللي عارف أنك حاطط عدم طاعة روتيلا حجه

صقر بابتسامه وثقه : يا حاج أنا لو عايز اعمل حاجه هاعملها صدقني مش محتاج حجه علشان اعملها ..بنتك ملزومه بطاعتي وأنت عارف ..

الحاج راشد : انت عارف أن خالد برئ

صقر : الدليل اللي عندي محتاج خالد يفسره

يضحك الحاج راشد : اسأله هو تحت أيدك من اول يوم مسألتوش ليه

صقر يبتسم : بحب ادي فرصه للناس اللي يهموني ..دايماً بحب اديهم فرصه لتصحيح نفسهم... يا حاج أنت تتفق معايا ان خالد شاب مندفع ومحتاج توجيه ..واحنا الكبار دورنا توجيهه

الشيخ راشد بجديه : روتيلا ذنبها أيه , خرجها بعيد عن مشاكلنا

صقر : ومين قال أني ممكن أدخلها بمشاكلنا . لكنها زوجتي يا حاج راشد..وولائها الأول والأخير لازم يكون ليا أنا وبس وانت كمان عارف اتفاقنا اللي يغلط لازم يتحمل غلطه مش أهل القريتين يتحملوه خالد لازم يجي .ويدافع عن نفسه ..انت عارف أني منعت أي تسرب لاخبار الحادث علشان البلد متتأثرش ..والناس لغايه انهارده فاهمين انه حادث عادي مش مدبر

:وروتيلا

: فتره تراجع فيها نفسها و.....

الحاج راشد يقاطعه : يا ابني أنت مانعها أنها حتى تكلمني

صقر : يا حاج راشد بنتك لازم تفهم هي متجوزه مين وان الكلمه اللي بقولها مبرجعش فيها

الحاج راشد بنفاذ صبر : انت دماغك ناشفه ..مفيش فايده ..عايز اشوف بنتي

صقر بهدوء : روتيلا ممنوعه انها .....

يقف الحاج راشد وبحده يقاطع استرسال صقر :وأنا مش هاخرج من هنا إلا لما اشوف بنتي

........نهاية الفصل التاسع والثلاثون......

عن أبي بكر – رضي الله عنه – قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ( ثلاثاً ) ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله و عقوق الوالدين و جلس وكان متكئاً فقال : ألا و قول الزور " قال : فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت ". رواه البخاري و مسلم


#الفصل_٤٠ج١


......جناح صقر......

....روتيلا....

تجلس في إقامتها الجبريه التي فرضها عليها صقر تضع يدها على جنينها وتنظر من نافذة غرفتها على الحديقه الخارجيه تتنفس حريتها ثم تمسح دموعها التي ترافقها و تنظر للسماء :

يارب

أم عبير : روتيلا هانم ..روتيلا هانم

تنتفض روتيلا

أم عبير : بسم الله الرحمن الرحيم . حبيبتي أنا خبطت على الباب كتير

تعتدل روتيلا وتنظر لأم عبير وبصوت مبحوح من كثرة بكائها : مفيش مشكله .. خير

تنظر أم عبير لطاولة الطعام التي لم تمس : يا بنتي ليه كده لو مش هاتكلي علشان نفسك يبقى على الأقل علشان ...ثم تصمت وتنظر لبعيد

روتيلا بقلق : تقصدي إيه

عندما شعرت أم عبير بقلق روتيلا : يا حبيبتي والله البيه مش بيبطل سؤال عن أحوالك واكلك بالذات

تصمت روتيلا وتعود للنظر للخارج دون أن ترد عليها وهي تمسح بيدها دموعها لا تريد أن تفكر أن صقر يسأل عنها أو يتتبع أخبارها وبسخريه :

أم عبير شيلي الصينيه وسيبيني لوحدي ولا إنتِ نسيتي أوامر البيه

أم عبير بخوف : يوه نسيت ...صقر بيه عايزك في مكتبه تحت

روتيلا تأخذ نفس عميق واضعه كلتا يديها على عينيها وفي نفسها ..ليه ..عايزني ليه يا صقر عايزني ليه ثم تقف : روحي إنتِ وانا هاحصلك

: حاضر يا بنتي

.......في صالة القصر ....

سارة : أيه اللي جابه مش كفايه اللي عمله ابنهم

أم صقر : عيب يا بنتي .. احنا مش متأكدين

: ماما كلنا عارفين عصبية خالد وشوفناه عمل ايه في عمر و مروان قبل كده

أم صقر بتنهيده : الحمد لله أنهم خرجوا من الحادثه على خير وإلا كان جرالي حاجه

سارة بعصبيه : لكن لازم الواد ده يمسكوه ويتأدب على اللي عمله

: السلام عليكم

أم صقر : وعليكم السلام يا بنتي ....تعالي يا روتيلا

سارة تشيح بوجهها الناحية الأخرى

روتيلا بثقه : خالد مستحيل يبقى بالأجرام ده

تقف سارة تواجه روتيلا : بطلي تدافعي عن مجرم هو كان هايموت مروان قبل كده علشان جمانة وهدده

: لكن عرف الحقيقه مني واقتنع ....إنتِ مش ممكن تكوني سارة ..معرفتكيش ظالمه

: أخويا وجوزي كانوا هايموتوا وإنتِ مخبياه...أنا دلوقتي حتى خايفه على صقر منه

روتيلا بحزن واصرار: إنتِ مصدقه اللي بتقوليه إنتِ لو عارفاني كويس كنتي عرفتي ان خالد مستحيل يفكر كده لأنه زي ...واسمعيني كويس ..أنا مستحيل أخليه يظهر فيستغل واحد معندوش ضمير حالة الثأر الموجوده قبل كده فيقتلوه علشان الوضع يرجع زي ما كان قبل الصلح وانتظر لما تكتشفوا الحقيقه بعد فوات الأوان ...سامعه مستحيل

تجلس سارة :أبيه صقر عنده حق في موقفه منك إنتِ ولائك الأول والأخير لعيلتك وبالأخص لخالد ...الحمد لله أنه مفيش بينكم أطفال يكون السبب في ارتباط مش متكافئ

أم صقر بحده : سارة إنتِ أتجننتي

روتيلا بطلقائيه وخوف أم وضعت يدها على جنينها : سيبيها يا طنط

تنظر لها أم صقر بحزن : طنط ...ليه يا روتيلا

سارة تضحك بسخريه : صدقتيني يا مامي

روتيلا وهي متجه لمكتب صقر : لأنكم محستوش بيا بنت ليكم زي ما أنا حسيت بيكم أهل ليا

........مكتب صقر ........

: أدخل

تدخل روتيلا بكيان محطم من مناقشه مرهقه ناظره للأرض : السلام عليكم ..طلبتني

الحاج راشد : بنتي

ترفع روتيلا رأسها لتجد والدها وحاميها تجري تدخل بحضنه : بابا ....تبكي روتيلا بشده فيأخذها أبوها لتجلس بجانبه وهي لازالت بحضنه وقد هاله ما شاهد من حالة ابنته لينظر بتأنيب لعين صقر الذي كان أول مره يشاهد فراشته من فتره وقد ثبت نظره عليها

أه ...يا فراشتي انظري لي ..انظري لي ... رُدي لي روحي

الحاج راشد وهو يحاول يرفع وجهها له : بصيلي يا حبيبيتي ..قوليلي يا روتيلا حد عمل فيكي حاجه .....

يفاجئ صقر من سؤال الحاج راشد و بحده : يا حاج ...أنا مستحيل ...

روتيلا تقاطع استرسال صقر بصوتها المبحوح: لأ...خليني بس في حضنك ...دفيني يا بابا ....خايفه ..خايفه أوي

الحاج راشد يأخذ ابنته في حضنه ويرفع عبايته يحيطها بها قلبه يتحطم من رؤيه صغيرته بهذه الحاله لا يصدق أنه هناك من يستطيع إزاء فراشته الصغيرة إلا إذا كان غير أمين عليها ليرفع نظره بحده للصقر الذي أستأمنه عليها والذي حين سماعه كلام حبيبته توجه لنافذة مكتبه معطيا لهم ظهره عاقد يديه أمام صدره ناظراً للسماء يستمد العون والصبر


4

يا ربّ هذا الكون أنتَ خلقتَهُ

وكسوتَهُ حُسْنَاً فكنتَ المُبْدِعَا

وجعلته ملكاً لقلبي سيّـداً

لمّا على عرشِ الجمالِ تربَّعَا

سارتْ سفينه حبِّنَا في بحـرِهِ

والقلبُ كانَ شراعها فتلوَّعَا

لعبتْ بها ريحُ الهوى فتمايلتْ

ميناؤها المنشودُ باتَ مُضّيَّعَا

(مانع سعيد العتيبة)

: بنتي هاتيجي معايا

يدور صقر ليواجه الحاج راشد : مستحيل

: وأنا مش هاسيبها معاك أنت راجل مش أمين عليها وانا ما عاد يهمني تار ولا غيره كفايه أعطيتها ليك برخص التراب

روتيلا تضع يدها الرقيقه المرتعشه على فم والدها وهي تشهق بالبكاء: لأ ...مش رخص التراب ....حضرتك مرمتنيش ولا ظلمتني أنت فديت بيوت كتير أرواح كتير..منعت أولاد يتيتموا وزوجات يترملوا ودموع أمهات وأنا وافقت للأسباب دي متخلنيش أحس أن حتى ده ملوش معنى يوم ما تحس أن حضرتك غلطت يبقى كل ده ملوش معني ....النيه يا بابا ...نيتي ونيتك كانت دايماً ليها معنى عندي كان دايماً سلاحي.. قلبي وإيماني ونيتي ... كانوا سلاحي

أبوها وهو يقبل جبينها : كفايه يا روتيلا ...كفايه يا بنتي ..يفيد بأيه إذا كان اللي حواليكي مش فاهمين ..أنا مصمم

صقر الذي فاجأه عمق تفكيرروتيلا و رأيها في زواجهم وكيف بهرته بقوة تحملها للتغيرات التي مرت بها معه هو بالذات ورأيها في الصلح وأيضا إصرار الحاج راشد بأنه يأخذها.... فاقترب منهم وهم بالكلام ولكن الذي فاجأه حقا وثبته في مكانه كلمه روتيلا

: لأ..

الحاج راشد بتعجب : لأ,,أول مره تقوليها ليا يا روتيلا أول مره أسمعها منك يا بنتي

روتيلا بخجلها ورقتها: وأخر مره يا بابا .....وترفع نظرها لصقر بثقه أكتسبتها من صدقها مع نفسها واحساسها بالمسئوليه: ولكن أوعدك إني أخرج من هنا يوم ما يثبت برائه خالد

صقر بشبح ابتسامه : واثقه

: أيوه

: قلت ليكي قبل كده وبقولها تاني أدام والدك ....مكانك هنا ..وهنا بس ...متفكريش إني ممكن أسمحلك انك تبعدي ...عن هنا ... مفهوم ..

الحاج راشد بخبرته يصمت وقد رأى بعينه ما أراد أن يراه .سنه الحياه واختبارات توضع في طريقنا ...أكيد بنتي محتاجه المواجهه دي معاك يا صقر ....أكيد محتاجاها في بناء حياتها وبيتها .....معاك

يخرج الحاج راشد بعد ان ودع ابنته على وعد لها بأن يعود ....

واتجهت روتيلا للخروج ايضاً ولكن يوقفها صوت صقر: رايحه فين

روتيلا تقف عند الباب وتمسك المقبض بيدها وتعصره بشده :

صقر بحده : أنا قلت رايحه فين ..تعالي هنا ..

تتحرك روتيلا وهي تنظر للأرض فهي تعرف ماذا قد تفعل بها النظر لعينه وهي تردد لنفسها : خليني أمشي ..خليني أمشي ..

صقر وهو يشبع نظره من محبوبته التي تغيرت كثيراً وبهمس :بسببي

ترفع روتيلا عينها الزابله لتتلاقى بعين صقرها : افندم ...مسمعتش

صقر بهدوء : اقعدي ...كالعاده مهمله في أكلك ..

تجلس روتيلا وتعود لتنظر للأرض عاقده يدها حول جنينها في حركه أصبحت تستمد منها القوه...

صقر يحرك كرسيه بهدوء يمين ويسار وهو يتمعن باستمتاع في محبوبته: لسه مش عايزه تعرفيني مكان خالد

تحرك روتيلا راسها بلا

يبتسم صقر : مشكله .... إنتِ كده هاتفضلي معاقبه

: مفيش مشكله عندي

صقر : وأنا كمان صدقيني ..كنتي معاه لما دخل الجراج واعطى لشاهين الفلوس مظبوط

ترفع روتيلا عينها الخضراء تتحدى بها سواد عين الصقر : بتتهمني أنا كمان إني مشتركه في حادث عمر ومروان ...عموما أيوه

يضحك صقر : المجنون بس اللي يفكر أن روتيلا ممكن تأذي أي حد

روتيلا بثقه و إصرار : وخالد زي بالظبط ..هو توأمي

يوقف صقر حركه كرسيه وبحده: اعطاه فلوس ليه

: أنا اللي بعت الفلوس لشاهين مع خالد ...يعني الفلوس بتاعتي أنا

صقر : كام وليه ؟؟

روتيلا تمتنع عن الرد

:ردي

روتيلا بنفس وضعها

صقر بصوت غاضب :روتيلا انا سألتك أظن ذوقيا تردي عليا ولا إنتِ خلاص معتيش عارفه أنا مين

:خمسة ألاف

: و السبب

: ابنه كان مريض ومحتاج علاج و.....

يقاطعها : عارف بموضوع ابنه وكنت بجهز لسفره للخارج يعمل العمليه ..و بعدين فهميني إنتِ ليه مطلبتيش فلوس مني أنا مش محذرك قبل كده

:كنت عايزاها من فلوسي الخاصه

:والسبب

تنظر له بثقه : فلوسي وانا حره

يبتسم صقر ابتسامه جانبيه وهو يهز رأسه بموافقه : مظبوط لكنك زوجتي ومن هنا ورايح مفيش مليم تصرفيه حتى من فلوسك من غير ما أعرف

: لأ,مش من حقك

: متأكده

: بابا اللي فاتح ليا الحساب ده

ظل صقر ينظر لها قليلاً يحاول أن يضبط أعصابه معها فهي من زواجهم وهو لاحظ رقة قلبها مع أي حاله إنسانيه دون التعمق بصدق تلك الحاله أم لا فكان هو يحاول وضع العقلانيه للموقف بينما هي تقدم دائماً حسن الظن لذا في النهايه فرض عليها معرفته المباشره قبل إقدامها على أي أمر مالي وخاصة إنها تلجأ لحسابها الشخصي دون أن تمس الحساب الذي منحه لها منذ إنتمائها له وكرد فعل للموقف الحالي يتناول صقر هاتفه بعصبيه ويكلم الحاج راشد وهو يضع الهاتف على مكبر الصوت : يا حاج من فضلك عايزك توقف حساب روتيلا الشخصي اللي حضرتك عامله ليها

الحاج بتعجب : ليه يا ابني

: لأنها مراتي واظن من حقها عليا أن أنا اللي اصرف عليها لكن للأسف روتيلا مش فاهمه كده

الحاج راشد بتفهم للوضع يسحب نفس بعمق ويصمت قليلاً مفكراً ثم يبتسم : حاضر يا ابني لما اروح البيت هاخلي جمال يوقفه ..بس صقر أنا مش عايز بنتي تحتاج حاجه ولا يبقى يا روحي نفسها في حاجه وأنت تمنعه ..وكمان لازم تبقى فاهم روتيلا كانت بتتكسف ومبتطلبش أبداً

صقر مبتسماً ناظراً لروتيلا التي تسمع حوارهم دون أي رد فعل على وجهها : اطمن روتيلا لها حساب شخصي عامله ليها بس هي بتتجاهله لكن من هنا ورايح هاتضطر تستخدمه

الحاج راشد : إن شاء الله ....مع السلامه

: الله يسلمك يا حاج

يغلق صقر الهاتف وبابتسامه : ايه رأيك

تقف روتيلا : لو خلاص اسمحلي أطلع فوق

يقف صقر ويتجه ناحيتها يمسكها من ذراعيها لتواجهه ويجبرها أن تنظر في عينه وبحده : ليه بتعملي كده مين خالد اللي واخد كل تفكيرك ليه بتحميه بالجنون ده

تنظر له روتيلا بدموع عالقه في عنيها وبهدوء يعكس ألمها : لولا اللي عمله ليا مكنتش هابقى الإنسانه اللي واقفه أدامك دلوقتي لكن الحكايه مملكهاش لوحدي لأنها تمس ناس تانيه أغلى من خالد على قلبي ... كلنا نملك أسرار ممكن نقولها لوكانت تمسنا احنا بس ...لكن لو مست غيرنا بنسكت ونحترم ناس عايشه وناس ميته ...مظبوط صقر بيه

يتركها صقر : إنتِ تقصدي ايه بكلامك ده

روتيلا تنظر للأرض: أنا كنت أقصد سري مع خالد ...ممكن تسمحلي أطلع

يعود صقر لمكتبه بتجهم : اتفضلي

: شكراً

وتخرج روتيلا تاركه صقر يفكر في سر الموتى هامساً: ماجد

فيجري صقر عدة مكالمات هاتفيه.. على أخر النهار كان منتهي من حل اللغز : لا إله الا الله .....خالد برئ.....


.........في صالة القصر......

يجتمع الجميع حتى لميس جاءت بدافع رغبتها في رؤية روتيلا والاطمئنان عليها ففي كل مره تأتي يمنعها صقر من الدخول لها ولكنها مصره هذه المره

: أنا مش فاهمه على أي اساس بتتهموا خالد

سارة : طبعاً حضرتك خايفه على زعل يوسف إنتِ كمان ضموكي ليهم ..أل الشيخ كبروا بينا

مروان بحده : إنتِ يا سارة أيه اللي حصلك معتيش عارفه تفرقي بين الصح والغلط

أم عمر : يا أولاد أهدوا سارة مش غلطانه ..وبعدين احنا اتهمنا خالد لما صقر قال أن ....

يقاطعها دخول صقر وهو ينظر لعمر الصامت وبصوت عالي : أنا اللي قلت أن خالد متهم ..وانا دلوقتي يا عمر اللي بقول انه برئ وأنه تحت حمايتي انا الشخصيه

يخفض عمر رأسه

صقر : عرفت امتى

يرفع عمر هاتفه المحمول :رساله جت ليا دلوقتي ..كان عندك حق بيجي مكانه عشرة ..انا مش مصدق ويضحك عمر بسخريه ..بيقولوا دي قرصة ودن ..تخيل يا صقر

صقر يجلس بارتياح ظاهري : ولا يهمك أنا خلاص انهيت المشكله ..لو سمحت كفايه

سارة تقف وببكاء : أختار يا تسيبني يا تسيب شغلك ..اختار

الجميع : لا حول ولا قوة إلا بالله

صقر بحده وغضب : إنتِ مجنونه رسمي ..إنتِ أيه حكايتك ..كنت فاكرك أذكى من كده

عمر الذي بهت تماما :سارة إنتِ بتقولي أيه !!

أم عمر تبكي: عندها حق..انت بتسمعش كلام حد ..لولا رحمة ربنا وحكمة ابن خالك كان خالد اتقتل والبلد دي اتقلبت ساحة حرب تاني وكان هايبقى ذنبهم في رقبتك ...لو مش بتفكر في أمك فكر في الإنسانه اللي حبتها طول عمرك ..وكنت هاتموت علشان توصلها ودلوقتي بتفضل علينا ايه ..فهمنا إحنا قصاد أيه ..

عمر مقتربا من أمه يقبل رأسها ويدها : خلاص اهدي يا ماما أنا فعلا كنت قررت قرار ومش هارجع فيه ..ثم يقف وينظر لصقر ..أنا كنت وعدت ابن خالي إني أمسك له التحريات الأمنيه للمجموعه إنتِ عارفه أنها دوليه وممكن جداً تعاقدات بيعملها تكون فيها خطوره ...

صقر مبتسماً لعمر : نسينا يا عمتي نقولكم في زحمة الأحداث الأخيره اللي حصلت ..جهز نفسك أول ما نرجع القاهره علشان تبدأ معايا الشغل

عمر وهو ينظر لسارة التي مسحت دموعها وجلست بهدوء : إن شاء الله ..بس يارب نعجب دلوقتي ..

سارة تنظر لعمتها التي غمزت لها وضحكت : ما دام عمتي راضية أنا راضية

عمروهو يضحك : لا إله إلا الله ..أول مره أشوف واحده وحماتها متفقين كده ..أنا الظاهر هاتعب أوي

ام صقر بدموع : صقر واليتيمه اللي أنت حابسها دي متفتكرش أن أنا راضيه عن عمايلك

صقر بهدوء : ماما لو سمحتي .. روتيلا تخصني

لميس بفرحه حتى لا تمهل صقر الرفض : أنا هاطلع أعرف روتيلا

صقر ينظر للميس التي جرت فوراً ولم تمهله الرفض وفي نفسه :لأ..انتظري

.....جناح صقر......

يدخل صقر جناحه تقابله لميس وقد ظهر عليها الحزن الشديد

: في ايه ؟؟

لميس بدموع في عنيها : خسارة ,,معرفتش تحافظ عليها

وتخرج لميس ويدخل صقر غرفته ليجد روتيلا مرتديه ملابسها وتجلس تنظر للفراغ وبقايا دموع على وجهها

صقر بصوت هادي : السلام عليكم ..المفروض تكوني مبسوطه من ظهور براءة خالد ليه الدموع

تنتبه روتيلا من سرحانها وتنظر للأرض و تمسح دموعها : وعليكم السلام ..أنا كنت متأكده من براءته ..حتى أنت.. كنت عارف .. مصدقش ان صقر بيه بذكائه وفطنته مكانش عارف لكنك للأسف ...ثم تصمت قليلاً .. ثم تقف : لو سمحت وصلني لبابا

يبتسم صقر بسخريه ويجلس : ليه؟؟

: أنت عارف ليه ..انا وعدت يوم ما تظهرلكم براءة خالد هاروح لبابا ..لوكنت مش هاتقدر هاتصل بخالد يجي ياخدني

يضحك صقر : هو خالد موجود في النجع ..رجع من شقة جدك مصطفى امتى

روتيلا : لقى حراسك اللي حضرتك حاطتهم عليه من أول لحظه بيعانوا من البرد بره فحب يريحهم

: وعرفتي إزاي مش ممنوع عنك التليفونات

روتيلا : أنت عارف أن لميس اللي قالت ليا وعارف أنها حاولت تديني تليفونها وأنا رفضت وعارف أن أنا مبقلش كلمه وأرجع فيها ...وانا قلت خلاص براءة خالد عرفتها صقر بيه يبقى مفضلش غير إني اروح للانسان الوحيد اللي بيحبني بجد

يقف صقر ويمسك ذراعها بقسوه ويديرها بعنف لتواجهه : مين هو الشخص ده ..اتكلمي ..بصيلي واتكلمي

تنظر له روتيلا التي تعاني من ألم المواجهه معه : بابا ..بابا ..بابا ...ثم تنهار باكيه

فيتركها صقر ويعود للجلوس مكانه ..لتتراجع روتيلا ايضاً لتجلس لتتمالك نفسها ..وتمسح دموعها لكنها لم تنظر لزوجها الذي يتمعن فيها يحفظها ..يحبها ..يعشقها : إنتِ عارفه أني هامنعك من الخروج من بيتي ليه الإصرار على حاجه عارفه ومتأكده أنها مش هاتحصل

روتيلا ظلت صامته ومتباعده

صقر بحده وصوت عالي : ردي ..لما أكلمك تردي ..عايزه تسيبيني ليه

روتيلا بحده مقابله : لأنك بتعاملني كــ أنتِيك تتباهى بيه ..كببغاء عايزه يردد وراك ..كموظفه تقول حاضر وبس ...كأي شئ إلا زوجه ..وبهدوء وهمس ...كأي شئ إلا حبيبه

صقر الذي ينظر لروتيلا جديده لم يكن يعرف بوجودها ...لم يرد عليها وهو يحاول أن يفهم لأي مدى قسوته معها جعلتها تتغير

روتيلا تنظر لزوجها الصامت وبرجاء وهدوء: سيبني أروح لبابا ...لو سمحت

تمر فترة صمت طويلة يتخللها حركة يد صقر على وجهه عند كل فكرة يتوصل لها في عقله

كل فكرة يتوصل لها لا تنتهي إلا بجملة واحدة ...إنتِ ملكي ....

وبحركة عنيفة يقف يشرف بطوله على روتيلا التي انكمشت على نفسها من انقضاضه عليها وبصوت حاد : جهزي نفسك لأننا هنسافر القاهره بعد ما ارجع من عند عمي ...مفهوم ..ردي عليا مفهوم

روتيلا بخوف ودموع ترد عليه وبرأسها التي حركتها بنعم

ويتركها ويتحرك لخارج جناحه بل خارج القصر ككل لينهي قضية الثأر وماجد للأبد والبدايه من بيت عمه...

ليعود بعد فترة ويجد الجميع في انتظاره وعلى وجههم علامات حزن

سارة ترتمي في حضنه وهي تبكي بحرقة : أنا السبب ..انا السبب يا ابيه ...سامحني

يبعدها صقر عنه وبقلق : في أيه ..السبب في أيه

سارة : تسرعي ..لساني ..مرضتش تسلم علينا مشت ومرضتش تسلم علينا ..ولا تسامحنا

ام صقر تمسح دموعها : روتيلا ...راحت مع أبوها ..سابتنا

صقر يتركهم ولا يستجيب لنداءهم وينطلق لجناحه .....

كالمجنون يبحث عنها يفتح باب ويغلقه بعنف عندما لا يجد لها اثر ورائه...ينادي بصوت عالي وحرقة قلبه تسبق لسانه : روتيلا ....روتيلا ..وبهمس ....ردي عليا يا فراشتي

ثم يجلس على سريره وهو يمشي بيده على كل شبر كانت تنام فيه وينظر للفراغ يبحث عنها في أشياءها ..في عطورها التي كانت تتفنن بوضعها له.. والمبخره التي كانت تتميز رائحه غرفتهم ببخورها .. في مصحفها الذي لا تتركه ابداً ..في سجادة صلاتها وإسدالها ..في صندوق مجوهراتها ..!!

مفتوح ..

فيقف أمامه ليجد رساله يفتحها ولا يجد سوى الحقيقه الوحيده وهي انها تركته ولكن وجد باب مفتوح له : أسفه ,, بابا جه بنفسه وأخدني وأنا مستحيل أقول لبابا ,,لأ

مَتـى سَتعرِف كَم أَهواكَ يا رجلاً ... أَبيعُ من أَجلهِ الدُنيا و ما فيها

يا مَن تَحديتُ في حٌبي لَه مدناً .... بِحالها و سَأَمضي في تحديها

لو تَطُلبُ البحرَ في عينَيكَ أَسكٌبه .... أَو تَطُلب الشَمسَ في كَفيكَ أرميها

أَنا أُحِبُكَ فَوقَ الغَيمِ أَكتُبٌها ..... و للعصافيرِ والأَشجارِ أَحكيها

أَنا أَحِبُكَ فَوقَ الماءأَنقُشُها ...... و للعناقيدِ و الأَقداحِ أَسقيها

أَنا أَحِبُكَ يا سيفاً أَسالَ دَمي ..... يا قصه لستُ أَدري ما أُسَميها

أَنا أُحِبُكَ حَاول أَن تُساعِدَني ..... فَإِن مَن بَدأَ المَأساه يُنهيها

و إِن مَن فَتَحَ الأَبوابَ يُغلِقُها ..... و إِن مَن أَشعلَ النيرانَ يُطفيها

(نزار قباني)

أغمض صقر عينه ونظرللسماء ثم نظر للعلبه مرة اخرى وبهمس : مخدتش معاها إلا عقد الفراشة ....يبتسم صقر ثم يضحك عالياً ناظراً للسماء وبصوت عالي : يارب بحبها ..بحبك يا فراشتي ومستحيل أفرط فيكي ....وبهمس : أنا ما صدقت لاقيتك...


الفراشة 

الفصل من ٤٠ج٢ الي ٤١ج٢

للكاتبة روتيلا 

#الفصل_٤٠ج٢


الفصل الأربعون الجزء الثاني

......منزل الحاج راشد ....

...حجرة روتيلا ...

تركها الجميع نائمه بعد أن جاءت مع والدها وهم يعلموا تماما انها ادعت النوم حتى لا تواجهم بدموعها ...

روتيلا بهمس تبكي وهي تضع يدها على جنينها : بحبك ..بس سامحني بابا لازم يفهم إزاي يحبنا ..

......مجلس الشيخ راشد .......

.....اليوم التالي ....

بعد صلاة الفجر يجتمع من يهمهم أمر روتيلا الأب والأبناء وخالد والعمه منيرة

الحاج راشد : لسه نايمه يا حاجه

الحاجه منيرة بحزن : مرضتش أصحيها ,,طول الليل يا روحي حاسه بيها صاحيه بتعيط

جمال : يا حاج أنا شايف أنك تاخدها وتسافر تغير جو في أي حته

خالد بتجهم : مش هاترضى

محمد بهمس : وانت متأكد ليه ما يمكن توافق

خالد : مستحيل ..أنا أكتشفت أنها متقدرش تبعد عنه

محمد بضحكه : علشان كده مكشر ..

خالد يضحك بسخريه : تخيل مع كل اللي بيعمله معاها تحبه كده ...الحب ده غريب أوي

محمد بتأكيد : غريب جدااا ..وهو كمان مين يصدق ان صقر اللي كانوا بيخوفوا بيه العيال علشان ميقربوش من مزارعه ولا خلوة أبوه ..يكون ده حاله في الحب

خالد : اه ..بيحبها

محمد بتعجب : غريبه إزاي إتأكدت ..

خالد يشير برأسه على النافذة ليشاركه محمد في النظر لخارج المجلس : واقف من نص الليل بره

محمد وهو يقف : يا مجنون ..وساكت

يضحك خالد : أه طبعاً ..وقفت ليه تعال بس هو أكيد هايــــ....

ويقاطع استرسال خالد دخول الصقر بوقاره وهيبته التي لاتنم أبداً عن ضعف المحب بداخله

: السلام عليكم

يقف الرجال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يبتسم الحاج راشد : تعال يا ابني ..تعال

يتقدم صقر بعد السلام على الجميع ليجلس بجانب الشيخ راشد

صقر مباشرةً: ينفع يا حاج تاخد روتيلا بدون إذني

الحاج راشد وهو يريح ذقنه على يديه التي تستند على عصاه : والله يا ابني اللي فاكره أن روتيلا قالت ليك لما هاتظهر براءة خالد هاروح لبابا ..وأنا على الوعد أخدتها

صقر ببسمه جانبيه : واللي أنا فاكره أن أنا قلت ..لأ

خالد يقف عاقداً يديه على صدره :و لأمتى هاتفضل مانعها أنها تيجي لبيت أبوها أو تخرج

صقر ناظراً له وبحده : لغاية لما تكبروا أنتوا الأتنين وتعرفوا أن الكبار لما يتكلموا الصغيرين يسكتوا ويسمعوا الكلام

كاد يهم خالد بالرد عليه ولكن بإشارة من الحاج راشد يسحبه محمد لخارج المجلس ..ليقف قريبا يسمع ما يدور

العمه منيرة : معلش يا ابني سيبها فتره تريح شويه وسطينا

صقر بهدوء : روتيلا مكانها بيتها

الحاج راشد : يا حاجه شوفي رورو لو صاحيه خليها تيجي

صقر بقلق : نايمه ..هي تعبانه ..روتيلا مستحيل تفوت الفجر

يبتسم الحاج : لأ ..لأ ..اطمن

جمال : نجيب فطار صقر بيه

يبتسم صقر : شكراً ..

الحاج راشد : حبيبة ابوها جت ..يا صباح الأنوار يا صباح الخيرات ..تعالي حبيبتي.. تعالي

تجري روتيلا لحضن والدها تحت أنظار صقر الذي بمجرد رؤيتها وقف يتأملها ليغمض عينه يتخيل هذا الحضن والابتسامه التي زينت وجهها له هو ثم يفتح عينيه على صوتها القريب منه

الهامس وهي تمد يدها له : السلام عليكم

يبتسم صقر ويمسك يدها بكلتا يديه ويرفعها له ليقبلها : وعليك السلام ..

تسحب روتيلا يدها بخجل وتجلس بجانب والدها من الجانب الأخر ويجلس الصقر القلق من ابتعادها عن مجال نظره

جمال : روتيلا

: ايوه يا ابيه

:صقر بيه بيقول أنك خرجتي بدون أذنه وهو جاي يرجعك معاه ...

روتيلا تنظر للارض ولا ترد على أخيها الذي ردد ندائه مره أخرى

جمال : روتيلا ..

روتيلا بهمس : بابا

ينظر لها الحاج راشد : قولي يا حبيبتي اللي يريحك

روتيلا بدموع عالقه بعينها ومن وراء قلبها : عايزه أقعد معاك

الحاج راشد الذي يفهم ابنته ويفهم صراعها مع نفسها بين حبها وإصرارها على عقاب صقر ينظر لصقر بثقه : خلاص سيبها تقعد معايا شويه وأنت عموما مشغول اليومين دول

يمسح صقر بيده على وجهه وكان سيرفض بعنف إلا أنه لمح يد روتيلا وهي تعصرها من شدة التوتر ليقف ويقترب منها ويمسك يدها لتقف أمامه وبهدوء لا يعكس أبداً ما يدور بداخله من صراع ما بين الرفض وأخذها معه وبين السماح لها بعقابه ...نعم السماح لها ....وهو راضي تماماً : إهدي .. أنا عموماً هاجي كل يوم لغاية ما توافقي ترجعي معايا ...ثم يقبل جبينها ...خدي بالك من روحي لأنك واخداها معاكي

تنظر له روتيلا قليلاً بتردد ثم تجري لخارج المجلس

يقف الشيخ راشد : صقر يا ابني تعال معايا نروح لحماتك تصبح عليها وبعدين نتمشى مع بعض شويه

ينتبه صقرالذي كان نظره لازال مع روتيلا التي اختفت من أمامه من شروده على كلام الشيخ فيتحرك معه للمقابر حيث ترقد ناديا ..

.......الحاج راشد ......

جلس يمسح على لحد محبوبته ثم قرأ الفاتحة هو وصقر

: تعال يا ابني نتمشى شويه على النيل ..بحب اشوفه أوي الصبح

صقر بتنهيده وابتسامه خفيفة : بنتك زيك بتحب النيل .. يا ترى كمان تشبهك في الطبع

يضحك الحاج راشد : لأ,,روتيلا حته من أمها مش في الشكل روتيلا فرنساوي على مصري لكن الله يكون في عونك في الطبع ..ناري

يضحك صقر : أيوه اللي يشوف هدوئها ميعرفش أد أيه لما تكون صاحبة حق بتدافع عنه إزاي

: زعلان منها

ينظر له صقر وبثقه : ابداً مستحيل ,يا حاج بالأكتر زعلان من نفسي روتيلا مش ممكن تقدر تزعل منها ,,أنا تقريباً اللي دفعتها للتصرف ده ومحترمتش علاقتها بخالد ..كنت ممكن جداً مبقاش بالتصميم ده وأخليها براحتها وخاصه أن روتيلا كانت بتراعي رغبتي بأنها تقلل من ارتباطها بيه لكن أنا انسان ...ويصمت صقر ...

ينظر له الحاج راشد بتمعن وبتركيز بعينية: عاشق غيور...

يكسر صقر تواصل نظرته الصادقه والمؤيده لكلام الحاج راشد ويوجه نظره للنيل وبتنهيده :أيوه...عاشق...

يجلس الحاج راشد على أرض منخفضه بجانب شط النيل : تعال يا صقر أقعد أحكيلك اللي أنت عايزه

يظل صقر واقفا وبتعجب: روتيلا قبل كده قالت أنه شئ خاص ...

يبتسم الحاج راشد : تعال بس أقعد الموضوع يخصني أنا وأنا اللي هاحكيلك ,,

يجلس صقر بجانب الحاج ينظرا لجريان ماء النيل وكأنها هي الحياه تجري بنا

الحاج راشد : علشان تعرف الحكايه صح لازم تعرفها من البدايه ..عايز تعرفها يا ابن الجارحي

ينظر له صقر وبتأكيد : لو الموضوع خاص أنــ.....

يقاطعه الحاج راشد بابتسامه : يعني عايز تعرف... فاسمع

تبدأ الحكايه من زمان ..زمان أوي لما ناديا جت النجع مع أبوها الدكتور مصطفى ووالدتها الفرنسيه كانت هي وأمها حاجة غريبه على أهل النجع اتنين ستات جمال أوي بيض أوي وشعرهم أحمر ناري كأنه نار على راسهم

رجالة البلد وشبابها اتجننوا عليهم ومعتش في البلد إلا سيرة الأتنين دول

والستات غاروا ومن غيرتهم قالوا عليهم أنهم ساحرات وجنيات لدرجة أن الأطفال بقوا يخافوا منهم ويجروا لما يشوفوهم ....

يضحك الشيخ للذكرى هو وصقر ...ثم يكمل حكايته

:يمشوا في أي حته بقيت تسمع كلام عجب زي الساحرات أهم الجنيات جم أجري يا ولد أنت وهو ليقلبوكم قرد

وتمر الايام ولأن مفيش حد عاقل ينتبه ويصحح تكبر الحكاوي وعليها شوية تخاريف وتنتشر بين الناس وطبعاً أمي وأهل بيتي منهم كنت وقتها شاب صغير كل اللي معايا من الشهادات ابتدائيه أزهريه و كنت بدير الشغل مع أبويا وبشوف ناديا من بعيد ..إلا في يوم رحت أجيب منيرة من المدرسة لأن أمي كانت خايفه عليها لأنها عرفت أن منيرة مصاحبه ناديا

شفتها طالعه بشعرها الناري مع منيرة مشفتش غير عينيها لما ....

صقربابتسامه : أكيد لون عينين روتيلا ...وفي نفسه ...اللي جننتني

يضحك الشيخ : أيوة لون عينيها ...وبعدين بصيت في الأرض وأخدت منيرة ومشيت

تعدي أيام ويجي اليوم الموعود

ناديا كانت بتحب الخيل وتجري كل يوم لازم من الصبح بدري بطول البلد وترجع لبيتها طريقها كان معروف وبيطلع الشباب يشوفوها كل يوم وكانت وهي راكبه على الخيل زي جمرة النار اللي بتتحرك ومن ضمن الشباب دول عمك عبد الرحيم

ينظر صقر فجأة للحاج راشد وبتعجب : عمي !!

يضحك الشيخ راشد : ليه هو عمك مكنش من شباب النجع كان كبير كده طول عمره

يبتسم صقر ويعود للنظر للنيل : ليكون عمي هو سبب جوازك منها ..زي أنا وروتيلا

يضحك راشد عالياً : أه .. عبد الرحيم ..مش ممكن أنسى أن ربنا وضعه سبب ارتباطنا ببعض علشان كده دايماً بسامحه

يبتسم صقر مؤيداً وبتنهيده : أيوه دايماً نسامحه ..عمل ايه عمي

: اسمع ...كان عامل خطه أن الولاد يطلعوا يضايقوا الحصان وهو يخرج عليهم بالبندقيه ويضرب طلقتين في السما فالعيال تجري وهو يبقى منقذها وتوافق إنها تتكلم معاه ..فحبيبتي كانت بالرغم من عدم حجابها لكن كان هناك بداخلها بذره طيبه لحجاب رباني كان بس ينقصها من يرشدها للصح

:ونفذ الخطه

يضحك راشد : أه نفذها ومعملش حساب أن الولاد علشان يضايقوها بصحيح ضربوا الحصان بالطوب فخاف الحصان وطلع هو الهمام بالبندقيه واطلق الطلقتين فاترعب الحصان وجرى بأقصى سرعه وكنت أنا شاهد على جزء من اللي حصل وكنت خارج من بيتنا ومعايا كالعاده وأنا رايح المزرعه الخيل بتاعتي وشفت جمرة النار بتجري ومش عارفه تسيطر على خيلها

فاجريت وراها وعرفت ألقطها من على الحصان قبل ما تقع

يضحك صقر : وبدل ما هي تقع وقعت أنت في هواها

: وأه منه من هوى ..وقفت حصاني ونزلت جمرة النار واتلاقت عينينا للمرة التانية وكانت لسه هاتتكلم جريت بالحصان بسرعه ومعدناش شوفنا بعض أبداً بعد كده

منيرة كانت بتوصلني أخبارها دون قصد ومن ضمن أخبارها

منيرة : مش ناديا انهارده أخيراً سمعت كلامي ولبست الحجاب

أم راشد بغضب : مين ناديا الجنيه بنت الجنيه إنتِ لسه بتمشي معاها

منيرة : يا أمي والله طيبه أوي كل الحكايه أبوها كان مشغول وسايب تربيتها لأمها لكن لما عرفت بالحجاب هي اللي صممت عليه بالرغم أن أمها كانت رافضه

أم راشد : طبعاً ترفض علشان ساحرة

: طيب ناديا لبسته ليه

: لأنها ساحرة زي أمها وبتضحك عليكي علشان تسحرك

كل ده كنت سامعه وابتسامه من القلب ظهرت على وشي ومن لهفتي وفرحي منتبهتش على حاجتين واحدة نظرة منيرة ليا واكتشافها حبي لناديا فمنيرة قلبها أبيض وشفافه علشان كده كشفتني على طول

والتانيه ودي اللي تهمني فعلاً ...ويصمت الحاج راشد ياخذ نفس عميق ....

صقر بقلق : يا حاج لو تعبان أو الذكرى تضايقك

يبتسم الحاج راشد يداري حزنه : لأ,,يا ابني الحاجه التانيه تخص المرحومه أمي ...ربنا يغفر لها ويرحمها ...كنت أنا الراجل العاقل كنت لازم انتبه لكلام أمي وأصححه ليها ولكني نسيت

وهنا تبدأ المشكله

منيرة : راشد ناديا انهارده بعتت ليك شكرها وسلامها

يبتسم راشد: معملتش حاجه أي حد في مكاني كان عمل كده

ويمشي راشد يداري فرحته بسلام محبوبته

تمر الأيام وحبها في قلبي يكبر وقررت إني أرتبط بيها

: مستحيل لا تبقى ابني ولا أعرفك تاخد الساحرة بنت الساحرة تدخل جنيه البيت

راشد بإصرار : يا أمي حرام الكلام اللي بتقوليه

تبكي ام راشد بشدة وهي تولول : عايز تغضبني وتعصاني أنت حر ولو عايز تتجوز خد بنت عمك

راشد : يا سبحان الله مش بنت عمي دي اللي كانت مش عجباكي وبتقولي عليها لسانها طويل

تظل تبكي أم راشد بحرقه : هاغضب عليك ليوم الدين يا راشد لو عصيتني

صقر : وبعدين عملت أيه

:أمي دخلت أبويا الله يرحمه في المشكله وصممت انها تخطب بنت عمي ليا واتحركت بسرعه وخطبوها ليا وفي نفس الوقت والدي الله يرحمه راح للدكتور مصطفى وتقريباً طرده من البلد

وكان قبليها جدك خايف برده على عبدالرحيم ابنه وراح له برده وعطاه تحذير

الراجل خاف على زوجته وبنته وقمنا الصبح في يوم ولقيناه أختفى من البلد ..

مرت السنين طويلة جبت فيهم ولادي وفضلت ناديا في قلبي زي بذرة صغيرة محتاجه شئ يكبرها وكان الشيئ ده صدفه إني أشوفها وانا شيخ كبير والدي كان اتوفى وأولادي كبروا حتى جوزت أمل وجمال وبقيت جد ويوسف ومحمد كانوا في الدراسة وهي كمان كبرت واتجوزت واترملت بس مجبتش أولاد

وأول ما عيني جت في عينيها

: تتجوزيني

تبتسم ناديا : أيوة موافقة

يضحك صقر عالياً : بس كده أول كلمه تقولها في حياتك لها كانت تتجوزيني

يضحك راشد حتى ادمعت عينيه : تخيل وأنا الشيخ الكبير اللي معاه ابتدائيه وهي مهندسة ديكور وعندها مكتب وحياه مختلفه عن حياتي

صقر ينظر له طويلاً : مهندسة ديكور

يبتسم الحاج : مكنتش تعرف ....أيوه هي اللي حببت روتيلا في الرسم والديكور

لعلمك روتيلا ورثت من أمها فن لو هي حطت في دماغها كانت بقت زي أمها وأحسن حتى المكتب بتاع أمها موجود ولكنها يا حبيبتي بتراعي ربنا وكانت عارفه أنها مش هاتقدر تقف وسط الرجاله وتشتغل واختارت حاجة تانية مش عارف هي أيه.. بتقول انا كده مبسوطه

صقر بتجهم : جرافيك

: أيه

يبتسم صقر : مش مهم ..المهم إني مستحيل أرفض أنها تشتغل الحاجه اللي بتحبها

راشد : أنت أقوى مني ولكني بمجرد ما اتجوزت ناديا خليتها تقفل المكتب وتنسى الشغل

يضحك صقر عالياً وبسخريه : ايوه صح انا أقوى ...يا حاج راشد ناديا وبنتها عانوا من الراجل الغيور...وبعدين يا عمي نزلت جمرة النار إزاي البلد

راشد : غلطتي التانيه ..اتجوزتها وعلى طول اخدتها النجع وكانت النتيجه كارثه بمعنى الكلمه بالرغم من حجابها إلا أن عينها جت في عنين أمي ومراتي الأولى طبعاً وبدأ الصريخ والرعب وكان عند امي خدامه كبيرة في السن اغمى عليها وبقت حكايه ولادي الكبار زعلوا علشان امهم والصغيرين بقوا في النص بيني وبينها حتى احفادي رامي وجمانة بقوا يصرخوا على صريخ وزعيق الكبار من غير ما يفهموا ...كارثه

صقر ينظر له بتعجب : ليه كل ده ..المفروض رد الفعل يبقى غير ...زعل أيوه لكن بطريقة غير

راشد يبتسم بحزن : أنت نسيت أنها بنظرهم ساحره وجنيه

يمسح صقر على وجهه بعصبيه : ايوه نسيت ..لكن هما منسيوش بعد العمر ده كله

: للأسف انا بس اللي نسيت ..كالعاده

صقر بهدوء: وبعدين

: ولا حاجه هديوا شويه أو الأصح غصبتهم أنهم يهدوا

راشد موجهه كلامه لزوجته وأولاده وأيضا الخدم : اللي يفتح بقه يعرف أنه ملهوش مكان هنا في بيتي ...فاهمين ..دي زوجتي على سنة الله ورسوله واللي عنده كلمة يبلعها

في الوقت ده ناديا كانت تقريبا مخبيه نفسها ورايا مرعوبه ..الله يرحمك يا حبيبتي ....

أم راشد ببكاء وصريخ : مراتك ..مراتك ..تبقى متقعدهاش في بيتي ..

راشد بحنيه : يا أمي أصبري

أم راشد : هي كلمه يا أنا اللي هاخرج ومعتش تشوفني تاني

ناديا تلمس ظهر راشد تحثه أن يدور لها وبهمس : رضا أمك

ينظر راشد للدموع التي بعينها ويحزن بشده على اصراره أنها تنزل معه النجع بالرغم أنها ترجته أن يمهد لها الطريق أولاً ولكنه من غيرته عليها أصر أنها تنزل معه لتقابل هذا الهجوم

يوسف بعقلانيه : بابا أنا عندي حل

ينظروا جميعاً له

يوسف بتردد : الاوضه اللي في الشمال متطرفه وبعيد عن جدتي وأمي أقصد يعني ....

راشد مقاطعاً ابنه : ماشي موافق ..تعالي معايا يا ناديا

صقر : أيه حكاية الأوضه دي

يضحك راشد : يا سيدي دي أوضه بحمامها أبويا الله يرحمه كان مبيحبش دوشة العيال فكان عاملها بعيد شويه.. صحيح جزء من البيت من بره ولكن من جوه علشان توصلها تدخل ممر طويل وكان حاطط فيها أنوار صغيرة هادية وبيخوف العيال ويقولهم فيها عفاريت علشان محدش يزعجه ويبعدو عن الممر مش الأوضه بس

يضحك صقر : طبعاً عفريته لازم تقعد في اوضة العفاريت

راشد بحسرة : ودي كانت غلطتي الثالثه بعدتها عنهم بدل ما أقربها منهم في أوضة العفاريت بقت يا حبيبتي محبوسة طول النهار والليل ولكنها عمرها ما أشتكت وفي المقابل أمي وخدامتها ومراتي ومرات ابني جمال حتى أمل ينسجوا حواليها الحواديت إزاي مستحمله كده إلا إذا كانت ساحرة بصحيح

وتمر الأيام وأمي تمرض شويه ..صدقني مرض بسيط لكن اللي حواليها اقنعوها ان السبب الساحرة لأنها بتكرهها فنادت عليا وبدل ما تقولي خليها تجيني عيطت وقالت ليا ياأنا يا هي

أنا اتحطيت بين نارين رضا أمي ورضا نفسي ولكن كمان صعبان عليا حبسة ناديا فوافقت ونقلتها القاهرة وبقيت عايش بين هنا في النجع وهناك في القاهرة لغاية يوم وفاة ناديا وهنا تبدأ غلطتي الأخيرة ...يصمت الحاج راشد ويأخذ نفس عميق عدة مرات ...

ينظر له صقر بقلق بالغ : تعبان ..يا حاج تعبان

: لأ ,,يا ابني انت عارف أني عندي مشاكل في القلب

: ربنا يديك الصحه خلاص كفايه

يضحك الشيخ راشد : يعني أنت جاي للي يهمك وتسكتني اسمع ..اسمع

دفنت ناديا وحزن فراقها ملى قلبي اللي مستحملش حزني ووقعت من طولي ,اخدوني العيال للدكاتره واللي قالوا لازم عمليه قلب مفتوح وجهزوا جمال ويوسف بسرعه للسفر علشان أعملها بره وسافرت فعلا وسيبت روحي معاهم ووصيتهم عليها

صقر ينظر له فجأة : روتيلا

: ايوه روتيلا سيبتها ومفكرتش إني سيبتها وسط ناس يتحكم في تفكيرهم الجهل والغيره

: عملوا أيه

: أنت عارف طبعا ظروف وفاة ناديا وأن روتيلا قفلت الباب على أمها وهي معاها

صقر بحزن وهو ينظر للنيل : أيوه حكت ليا

راشد : روتيلا محستش أن أمها ماتت بجد إلا بعد ما سافرت أنا لأنها قبل سفري كانت دايماً بتنام في حضني وكنت قبل ما أنام أقرأ لها قرأن كتير علشان أهديها وتعرف تنام لكن لما سافرت أنا

الخدامه : أكيد ناديا الساحرة هي اللي عيت سيدي راشد علشان عايزاه ..فاكره يا حاجه لما عيتك ومستريحتيش ولا طبتي إلا لما خرجها من البيت

ام راشد بتفكير: أيوه..فاكره

الخادمه : هو خلاص راح يتعالج فأكيد دلوقتي هاتتجنن فأكيد موصيه بنتها ومعلماها لازم نخلص منها يا حاجه علشان لما يرجع يستريح

أم جمال : إنتِ اتجننتي يا وليه ..دا لو حصلها حاجه الحاج كان موتنا كلنا

أم جمانة بتأيد : ايوه يا خالتي ..بس كلامها صح بس مستحيل هانمد ادينا عليها

الخادمه : خلاص نخليها تموت من الرعب إنتِ شفتي من ساعة ما جت وهي بتعيط على طول عايزه أمها ومبتنمش إلا والنور مفتوح ومعاها حد ..أنا عندي الحل

صقر بحده ينظر للحاج راشد : كانوا قاصدين يحبسوها مع الفرسه اللي بتولد وقفلوا عليها النور

: أيوه..كانوا قاصدين صحيوا الصبح متهيألهم أنها ماتت من الرعب والبرد لكن ربنا نجاها حبيبتي نامت على كومة قش بعيد عن الفرسه وابنها والساقعه ربنا ناجاها منها ونامت طول الليل بعمق وحلمت بناديا تدفيها وتلعب معاها وتقرأ ليها قرأن ومصحيتش إلا الصبح على اصوات العمال ومحمد

محمد بحنيه وخوف: روتيلا ...روتيلا إنتِ ايه اللي منيمك هنا

تفتح روتيلا عينيها الخضراء وتفوق من حلمها الجميل مع والدتها : بتصحيني ليه يا ابيه أنا كنت مع ماما

يخاف محمد لتكون مصابه بالحمى فيضع يده على جبينها : حبيبتي إنتِ تعبانه

تجلس روتيلا وتنتبه للمكان التي باتت ليلتها فيه وتبكي : ناديت عليكم كتير وخبطت على الباب لكن محدش سمعني

محمد يحضنها ثم يمسح دموعها : ليه يا حبيبتي إنتِ مكنتيش نايمه مع جمانة

روتيلا تمسح دموعها : جمانة قالت ليا آنا عايزاني أروح أشوف الفرسه اللي بتولد واخد البيبي بتاعها زي ما بابا ما قال فجيت هنا لكن حد قفل الباب عليا من بره وبعدين قفل النور أبيه محمد أنا عيطت كتير اوي وأنا بنادي عليكم وأديا وجعتني وكمان سقعت وبعدين شفت القش ده طلعت عليه ونمت وماما نامت جمبي ودفتني وقرأت ليا قرأن ....ثم تعود روتيلا لبكاءها الذي مس قلب محمد فوراً ولكنه أصبح لديه شك ان يكون هناك من قصد حبس روتيلا ....

صقر بغضب وهو يحدف حجر صغير للنيل : وبعدين

ينظر الحاج راشد لصقر ويضع يده على كتفه لينظر له : خالد

صقر يضيق بعينه للحاج راشد : عمل ايه

الحاج راشد : سمع بالصدفه

الخادمه : ألحقي يا سيتي ..شوفتي المصيبه

أم راشد : مصيبه على دماغك فيه أيه

: البت طلعت منها مش بقولك ساحرة مش بيناموا إلا في الضلمه ومش بيخافوا

تضحك أم جمال بسخريه : يعني خطتك فشلت يا ام الأفكار

الخادمه : لكن لأ ..لازمن حل

أم راشد : هاتعملي ايه يا فالحه

يدخل محمد وبيده روتيلا وهو في قمة عصبيته : أدخلي يا حبيبتي الحمام وغيري هدومك وبعدين تعالي عندي في أوضتي اكون جبت ليكي اكل.. فاهمه يا روتيلا أوضتي ..

روتيلا : حاضر يا أبيه

وتذهب روتيلا

محمد والذي تخطى عمره السادسة عشر عاما بقليل هاجمهم بغضب : أنتوا حبستوا روتيلا أمبارح في استطبل الخيل

أم راشد وام جمال : أنت اتجننت ..

أم جمال تبكي : هي كمان سحرتك

ام راشد بغضب : أنت جبت الكلام ده منين ...انطق يا ابن راشد

محمد بهدوء : يا جدتي اسمعيني روتيلا طول الليل محبوسه في الساقعه دي وكمان في الضلمه مش حرام يعني مش عايزاني أزعل على أختي

أم جمال وهي تبكي غيرتها من امرأه ماتت : أختك حرام عليك دي بنت الست اللي خطفت أبوك منكم وأنتم لسه عيال ولما تكبر تقول أختك

محمد يقبل يد أمه :طيب خلاص متزعليش إنتِ قلبك كبير معلش البنت يتيمه وأبويا مسافر صعبت عليا معلش خليهم يجيبوا الأكل ليها عندي في اوضتي ممكن

ام جمال تمسح دموعها : حاضر علشانك انت بس

محمد يقبل رأسها وايدها : تسلمي يا ست الكل

ويذهب محمد تاركاً ورائه جهل يكبر عند الجده والخادمه وغيرة أم وزوجه على أولادها وزوجها

صقر : ليه عملوا حاجه تانيه ..وخالد فين من كل ده مسمعتش صوته يعني

يضحك راشد : لأنه كان مشغل ودانه لقط كل اللي اتقال وأتأكد أنهم هايعملوا في روتيلا حاجه تانيه وقرر انه مسئول عن روتيلا

خالد الذي كان يجلس متخفي بعيد عنهم في نفسه : متخافيش أنا مستحيل أخلي أي حد في الدنيا يأذيكي أبداً ...وعد

صقر بابتسامه : وعد

راشد : وعد عطاه لروتيلا في نفسه من هو عنده 12 سنه وأوفى وأنا أشهد

صقر يرمي حجر اخر في النيل : وانا اشهد ....وبعدين

محمد بحنيته قدر طول النهار أنه يحاول يحاوطها من ناحيه ومن ناحية تانيه خالد مكنش بيسيبها وودانه دايما معاهم لكن محمد انشغل في المزرعه وبقى بيبات أحياناً هناك وخاصه أن جمال ويوسف كانوا معايا فكان بيضطر يشرف على الشغل في غيابنا والستات دب الخوف جواهم وقالوا لازم لو حصل ليها حاجه محمد هايعرف وهاينكشفوا وقرروا أسهل حاجه الاوضه الشماليه حبسوها فيها

صقر بحده وغضب : ايه !!

راشد : حبسوها يفتحوا الباب يرموا ليها الأكل مرة واحدة في اليوم ويقفلوا الباب مع نور ضعيف محمد و خالد لما لقوا كده قالوا اسهل علشان ميعملوش فيها حاجه بس خالد كان مش عارف يهديها لأنها كانت بتخاف فمكنتش بتاكل من الخوف ومكنتش بتعرف تنام بقى قاعد طول النهار جمب أوضتها بعد ما يرجع من المدرسه يكلمها من ورا الباب

صقر بتعجب : وبالليل

راشد بشبح دموع على عينه : بالليل يا روح أبوه يجيب البطانيه بعد ما كلهم يناموا ويفردها جنب الباب بتاعها وينام وهي في المقابل تنام من الجهه التانيه ويمد يده من تحت الباب فيلمس اطراف أيديها بس ويفضل يحكي ليها كل حاجه حصلتله أو حصلت في البلد لغاية ما تروح في النوم وعند الفجر يصحى ويصحيها يصلوا الفجر وتقعد هي جنب الشباك لغاية ما يرجع هو من المدرسة

شهر لغاية ما رجعت من السفر

صقر : طبعاً حكت ليك

راشد يحرك رأسه يمين ويسار بلا

صقر : ليه هددوها

راشد : لأ ,,روتيلا بقت مش عايزه تتكلم سكتت

: أيه !!!

راشد يمسح عينه : معرفتش أحميها أنا افتكرت غيابي وغياب أمها السبب وديتها لدكاتره كتير كلهم قالوا معندهاش حاجه لغاية في يوم فوجئت بجمال بيطلق مراته ويطردها ويطرد الخدامه وبيوطي يبوس ايد اخته وراسها وبيوطي عايز يبوس رجلي ويطلب مني اني اسامحه لانه مقدرش يحمي اخته من جهل زوجته وأمه وجدته .....خالد حكى له كل حاجه

دي كانت الإجابه على اسئلة الدكتور النفسي اللي ودتها له قال لينا البنت حماها من الموت أو الجنون وضع الجنين التوأم اللي خدتها مع خالد

صقر ينظر له وهو يشد على رأسه بشده : توأم !!

راشد يبتسم بحزن صوره كده لينا مسك الدكتور ورقه وقلم ورسم لينا وضع التوأم في بطن أمه كل يوم خالد طول فترة غيابنا يعمل نفس الوضع يتكلم معاها لغاية ماتنام لكن مكانش فاكر يا روح جده أنها مش عارفه تتكلم بسبب مشكله ولكنه أعتقد أنها مش قادره تطلع صوتها لأنها كانت بتعيط كتير وزي ما كان هو سبب في إنها تفضل عايشه أوسبب في أنه يحمي عقلها من الجنون الدكتور علمه إزاي يتفاهم معاها لغاية ما أتكلمت ...بس دي حكاية توأمها

صقر يقف ويدور حول نفسه يمسح على وجهه عدة مرات بغضب : طفله ..طفله يا ربي يتعمل كل ده فيها ليه طفله .....وبصوت عالي صرخ ووجهه للسماء ..يا الله ...ثم ينظر للحاج راشد ...أنت كنت فين يا حاج راشد

كنت فين ....ثم يجلس بحسره ...خالد اللي حماها لما اتحبست أول مره لكن مين اللي حماها لما أنا أتجرأت وعملت نفس الشئ معاها ...مين

يضحك راشد وهو يربت على كتفه : إجابه سؤالك عندها روح اسألها

يقف صقر بسرعه لكن بتوتر : اروحلها إزاي وفين ..وهاترضى تقابلني

يقف الشيخ راشد وهو يبتسم : البيت ......أوضة العفاريت ..خالد هايساعدك

يجري بل يطير الصقر لفراشته تاركاً الشيخ يجري أتصاله بخالد ليكون في استقبال الصقر ليذهب به للفراشة ثم عاد هو لمحبوبته

:أه ...الحمد لله يا ناديا ربنا استجاب لدعائك وبنتك ربنا رزقها باللي يصونها ويحبها

الله يرحمك

.........نهاية الفصل الأربعين........

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الله تعالى يقول : يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدُّ فقرك ، وإلا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك ) رواه الترمذي وابن ماجة والإمام أحمد في مسنده وغيرهم ، وحسنه الترمذي وصححه الألباني .

حقيقة الغنى إنما هي في القلب ، وهي القناعة التي يقذفها الله في قلوب من شاء من عباده ، فيرضون معها بما قسم الله ، ولا يتطلعون إلى مطامع الدنيا أو يلهثون وراءها


#الفصل_٤١ج١


· · لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِنِي بِفَمٍ عَذْبِ ٱلْمُنَادَاةِ رَقِيقْ

وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوِي كَيَدٍ مِنْ خِلَالِ ٱلْمَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيقْ

وَبَرِيقٍ يَظْمَأُ ٱلسَّارِي لَهُ أَيْنَ فِي عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ ٱلْبَرِيقْ

يَا حَبِيبًا زُرْتُ يَوْمًا أَيْكَهُ طَائِرَ ٱلشَّوْقِ أُغَنِّي أَلَمِي

لَكَ إِبْطَاءُ ٱلْمُذِلِّ ٱلْمُنْعِمِ وَتَجَنِّي ٱلْقَادِرِ ٱلْمُحْتَكِمِ

وَحَنِينِي لَكَ يَكْوِي أَضْلُعِي وَٱلثَّوَانِي جَمَرَاتٌ فِي دَمِي

أَيْنَ مِنْ عَيْنِي حَبِيبٌى سَاحِرٌ فِيهِ نبلٌ وَجَلَالٌ وَحَيَاءْ

وَاثِقُ ٱلْخُطْوَةِ يَمْشِي مَلَكًا ظَالِمُ ٱلْحُسْنِ شَهىِ ٱلْكِبْرِيَاءْ

عَبِقُ ٱلسِّحْرِ كَأَنْفَاسِ ٱلرُّبَى سَاهِمُ ٱلطَّرْفِ كَأَحْلَامِ ٱلْمَسَاءْ

أَيْنَ مِنِّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى

وَأَنَاْ حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ وَفَرَاشٌ حَائِرٌ مِنْكَ دَنَا

أَيُّهَا ٱلسَّاهِرُ تَغْفُو تَذْكُرُ ٱلْعَهْدَ وَتَصْحُو

وَإِذَا مَا ٱلْتَامَ جُرْحٌ جَدَّ بِٱلتِّذْكَارِ جُرْحٌ

فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَنْسَى وَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَمْحُو.....

(ابراهيم ناجي )

... الفصل الواحد والأربعون الجزء الأول ......

......حجرة جمانة......

: السلام عليكم

سلمى وهي تنظر لجمانة التي اشاحت بوجهها ثم لروتيلا : وعليكم السلام ..أهلا..روتيلا أخبارك أيه

: الحمد لله

تقرب روتيلا من جمانة التي تبحث في فساتين الزفاف على اللاب وهي تضع يدها على ظهرها بلطف : أخبارك جمانة

جمانة بهمس : الحمد لله

تجلس روتيلا وهي تواجه زوجة أخيها : صحيح اللي سمعته

سلمى : خير ..أيه اللي سمعتيه

تبتسم روتيلا : أم جمانة ..عمتي قالت ليا على خطوبة رامي لجمانة وموافقتكم عليه

جمانة ترفع رأسها عن الجهاز وبحده : وإنتِ أيه دخلك

سلمى بسخريه : عيب يا جمانة روتيلا برده عمتك ..عيب تكلمي عمتك كده أبوكي يزعل منك ويمكن يحبسك ولا حاجه.. زي ناس ..وإنتِ يا حبيبتي مش متعوده زيهم متستحمليش يا حبيبتي

تضحك جمانة : صحيح يا مامي ..وتنظر لروتيلا ...صحيح كفاره خرجتي إزاي ولا اتطلقتي

نصيحه يا عمتي لازم تسمعي كلام جوزك ..صح يا مامي

سلمى بتنهيده : صح يا حبيبتي الواحده ملهاش إلا جوزها وبيتها ربنا يكملك بعقلك يا بنتي علمي عمتك يمكن تتنصح

روتيلا بهدوء: عموماً لوكنتوا خلصتوا ممكن أعرف على أي أساس وافقتوا على رامي

سلمى : ابن عمتها واللي نعرفه أحسن من اللي منعرفهوش أدينا جربنا صقر وشوفي في الأخر إنتِ فين ..وحصلك أيه

روتيلا بابتسامه وثقه : أم جمانة متتعبيش نفسك بيا خلينا في جمانة إنتِ كنتي دايماً متأكده أن رامي مش مناسب لبنتك أيه اللي اتغير ..

سلمى : والله بنتي موافقة وأبوها موافق ..ولا علشان علاقتك وحشه بأمل عايزانا كلنا نقطع علاقتنا بيها

روتيلا : ابله أمل أختي وعلاقتي بيها مش موضوع مناقشه انا عايزه مصلحة جمانة والزواج ده مش صحيح ..حتى رامي محتاج واحده تساعده وتقومه والواحده دي أكيد مش جمانة

سلمى بحده : إنتِ بتقولي أيه بنتي مالها مش عاجباكي ليه.. مش كفايه أنك وقعتي بينها وبين أبوها ..

جمانة بحده : كفايه إزاي يا ماما هي علشان بوظت حياتها فعايزه حياة كل اللي حواليها تبوظ

روتيلا بتنهيده : أسمعيني كويس ..أنا مش هاستسلم للدفاع عن نفسي أدامكم ولا أنا محتاجه ..لكني بقولك للمرة الأخيرة إنتِ غلطانه في اختيارك

جمانة وهي تحرك شعرها بدلال : ليه بقى ماله رامي

: رامي ..رامي يا جمانة اللي كنتي كل يوم والتاني تتصلي تشتكي من إصرار جدتك عليه

: كنت غلطانه

روتيلا : نفسي أفهم أيه اللي اتغير في رامي ..شوفتي أيه فيه جديد

: شوفت فيه أحلامي اللي هاتتحقق ..وكفايه انه بيحبني ومستحيل يرفضلي طلب حتى السكن في القاهرة جوز عمتي وعدني بفيلا تجنن هدية جوازنا

روتيلا : إنتِ مخك صغير ..دي أحلامك ..ممكن أعرف أيه أقصى أحلامك

جمانة تشيح بوجهها عن روتيلا

روتيلا : انا أقولك ..المدينه ..اللبس على الموضه ..الفسح ...السفر...ايه تاني

جمانة بحده : إنتِ علشان مكونتيش محرومه من كل ده فهم بالنسبه ليكي حاجه هايفه

:أنا مكنتش شايفاهم اصلاً ..لكن إنتِ كان معاكي أفضل تكنولوجيا أحدث تليفون نت لاب

حتى اللبس كان بيوصلك كل موسم من أغلى محلات اللبس الفسح كنتي بتتفسحي أكتر مننا كلنا لدرجة كنت أنا وماما منيرة لما نحب نروح لمكان كنا ننتظرك علشان تودينا

جمانة : وحب اللي حواليا جدي وعمامي وسيتي منيرة

: كل اللي حواليكي بيحبوكي منحرمتيش على الأقل من حضن أبوكي وأمك

جمانة تقف وبصوت عالي : وأخويا

روتيلا تقف لتواجهها : أخوكي إنتِ اللي كنتي رافضاه ومتضايقه من وجوده في حياتك ..مامتك لما أتأخرت في الحمل التاني بقت مدلعاكي كل طلباتك أوامر علينا كلنا ..كنتي أكبر مني وكنت بنزل مع ماما ناديا وبعدين ماما منيرة ندور ليكي على الحاجات اللي بتعجبك وتشبطي فيها في التليفزيون ..حتى أخوكي كنتي مش طيقاه وعايزاه يبعد عن البيت فكان دايماً مع أبيه جمال علشان تستريحي وده كله لأنه لفت الأنظار وأخد الإهتمام منك ..

جمانة باستنكار: إنتِ متهيألك أني بكره أخويا !!

تضحك روتيلا بسخرية وهي تحرك رأسها برفض : غريبه حقيقي غريبه مين اللي قال للميس عن مكان خالد أيه كان قصدك كنت فاكره لميس هاتجري تقول لصقر ..الغريبه عنكم واللي عاشت وسطيكم فتره صغيرة فهمت خالد وخافت عليه وأخته اللي بتحبه لأ .. ..فعلاً غريبه

جمانة وهي متفاجأه من كلام روتيلا و تتغاضى عن شهقه أمها :أأنا...أأنا..مش صحيح أنا بحب أخويا بحبه لكن...

تقاطعها روتيلا : لكن بتكرهيني أنا ..أو كنتي فاكره أن كده صقر هايكرهني تستغني عن أخوكي علشان تأذيني لكن الحقيقه أنا متأذيتش ولا أخوكي أتأذى ..إنتِ اللي أتاذيتي ولسه هاتتأذي

وتخرج روتيلا وهي مقتنعه تماما أن جمانة تستحق المتعه التي تسعى لها ..

........حجرة روتيلا.......

يا صاحبي خُذْ للحبيبِ رسالة

فعسى يرى بينَ السطورِ الأدمُعَا

بَلِّغْهُ أَنِّي في الغرامِ متيّمٌ

والقلبُ من حرِّ الفراقِ تَصَدَّعَا

ما في النوى خيرٌ لنرضى بالنوى

بل أنّ كلَّ الخيرِ أن نحيا مَعَا

(مانع سعيد العتيبة)

تجلس روتيلا بجانب النافذة المفتوحة تنظر للخارج وتضع يدها على جنينها

ماما منيرة ضاحكه : قاعده عندك ليه ..منتظره مين ..خالد هنا

تضحك روتيلا وتنظر لخالد المبتسم لها : فاكر ..

خالد : أيوه

روتيلا مبتسمه: لما بصيت من الشباك أفتكرت لما كنت بقعد استناك

خالد : وإنتِ مستنيه مين دلوقتي هو قال هايجي كل يوم يعني معاده بكره

روتيلا نظرت لهم : أنت بتتكلم على مين ؟؟

يضحكا خالد ومنيرة

فتشيح روتيلا بوجهها عنهم وتنظر للخارج مبتسمه بخجل

خالد : شفتي يا سيتي ..طيب كنا رحنا معاه احسن

روتيلا بتهديد وهي على وضعها : متخلنيش أشتكيله منك

: الله أكبر ظهر الحق ..يا بختك يا صقر الجارحي....ويقاطعه صوت الهاتف ويكلم جده وهو ينظر لروتيلا التي تعطيه ظهرها ويغمز لعمته وبعد المكالمه

:رورو

روتيلا تنتبه له : أيوه

: أنا خارج شويه جدي طالب مني شوية حاجات محتاجه أجبلك حاجه وأنا جاي

: لأ يا حبيبي شكراً

: طيب يا سيتي تعالي هاتي الورقة اللي كنتي كتباها علشان أوصي عليها

تفهم العمه منيرة وتقف : طيب يا حبيبي ..ربنا يرضى عليك يا رب

ويخرجوا جميعا تاركين روتيلا مكانها

بعد قليل يدخل ....

فتضع روتيلا يدها على قلبها الذي خفق بقوة ..حاسه بيه كأنه هو ..هو ...

وتدير وجهها للباب لتراه امامها مبتسما فتهمس : شاهيني

......صقر ......

الذي رأها وهي تدير وجهها له عندما شعرت به وسمع همستها رفع يده لقلبه الذي ذادت خفقاته

: فراشتي مقدرتش أستنى لبكره...

تبتسم روتيلا بخجل وتنظر للأرض وفي نفسها: وانا كنت مستنياك

تقف روتيلا ويتقدم نحوها صقر ولكنه يقف على مسافه منها ويدخل يديه بجيبي بنطلونة يمنع نفسه من شدها لحضنه أو الأصح خطفها والطير بها : حبيبتي ..حقيقي مقدرتش ..إنتِ متعرفيش أنا طول الليل كنــت فين

روتيلا وبابتسامتها الرقيقه : عارفه ...خالد قالي

يبتسم صقر وبهدوء : توأمك ...

روتيلا تنظر لعينه تحاول قراءة ما يدور في داخله وبتوجس : صقر أرجوك متحاولش أنــك..

صقر ناظراً لعمق عينيها وبصدق : أوعدك عمري ما هاحاول إني ابعدك عنه أبداً ..سامعه أبداً

تضحك روتيلا وهي تحرك وجهها باستفهام : مش فاهمه ...ثم تضيق عينيها ....أنت كنت مع بابا ..

صقر وهو يدور بعينيه على الغرفه وبحزن : أيوه ,, وحكالي عن غرفة العفاريت

تجلس روتيلا وبألم : ليه ؟؟ علشان كده أقتنعت بعلاقتي بخالد

صقر وهو يتأملها بقلق : روتيلا ,,أنا مطلبتش من باباكي أنه يحكيلي صدقيني ..صدقيني أنا قبل ما يحكي أي حاجه اعترفت له إني كنت غلطان .. أنا اللي عملته كان بغرور وغيرة عاشق ....صدقيني يا روتيلا غيرة عاشق ..

روتيلا تهز رأسها بأسى : وهايفضل غيرة العاشق وغروره لحد أمتى

صقر يتأمل الحزن الذي صابها : روتيلا بتطلبي مني أني أبطل أحبك ..أبطل اعشقك ..

تهز روتيلا رأسها بلا : بطلب منك المعقول في غيرتك وفي غرورك

يبتسم صقر وهو يتحرك ينظر للرسومات التي على الحائط وبهدوء: رسوماتك

ترفع روتيلا لما ينظر له صقرها : لأ,, رسومات مامي ..مامي اللي فضلت هنا كتير فكانت بتسلي نفسها ..بتحب الفن السريالي ..بتحب الألوان..

يضحك صقربسخريه وهو يحرك رأسه برفض: كانوا بيشوفوا الرسم فيفتكروا انه سحر

تبتسم روتيلا : ماما كانت بتقول سحر الألوان ..تعرف أنها سمتني روتيلا لحبها في الألوان

يلتفت صقر لروتيلا التي تنساب الكلمات من فمها برقة حكايتها : روتيلا ..مش هاقدر أبطل أغير عليكي ..مش هاقدر أبطل أبقى أناني أو مغرور في حبك ...ساعديني

روتيلا وهي تحيط جنينها بيدها تنظر للأرض

يقترب صقر منها وجلس بجانبها وبهدوء: روتيلا ..حبيبتي ..أنا عارف إني بضغط عليكي كتير لكن صدقيني بحبك

روتيلا ولازالت بوضعها : حب تملك

صقر برفض : لأ,,حب

روتيلا ترفع رأسها وتنظر لعينه وبثقه : لا مش حب ..

يقترب صقر من فراشته يحيط وجهها بيده وينظر لعمق عينيها : أيوه مش حب ....هو عشق ..وله ..هيام ...أيوه مش حب....

هو اكتر من الحب بكتير ..بكتير أوي..

سرحت روتيلا تماماً في كلام صقرها و في عمق سواد عينه وبهدوء: صادق ...هو أكتر من الحب

يأخذها في حضنه بشده : انا بتنفسك روتيلا ...إنتِ في دمي


#الفصل_٤١ج٢


الفصل الواحد والأربعون الجزء الثاني

........قصر الجارحي......

على طاولة العشاء يجلس الجميع بهدوء لا يُسمع سوى صوت الصمت ....

صقر : أطمنتوا على لميس

أم صقر : أيوه يا حبيبي كلمتني وصلت الحمد لله بالسلامه

: الحمد لله

سارة بتردد : أبيه ,, ليه سبت روتيلا عند والدها

صقر يكمل أكله

عمر بتأنيب : سارة ,,لو سمحتي

مروان بضحكه : ليه سيبها صقر محذرها كام مره مفيش فايده ..

سارة باندفاع وهي تنقل بنظرها بينهم : أنا قلت أيه أنا عايزه افهم لأني بصراحه قلقانه ....

صقر : ماما لوسمحتي جهزوا نفسكم علشان تسافروا

أم صقر : وأنت

: هاتأخر شويه

مروان بتردد : والشغل صقر ..أنت عارف في شغل مهم أتأجل بسبب الحادث و ...

يقاطعه صقر : أنت هاتقوم بالشغل وأنا هاتابعك خطوة بخطوة من هنا ..وعمر كمان هايكون معاك ..وينظر لعمر ...مظبوط يا عمر

عمر : إن شاء الله

أم صقر بقلق : تحب أروحلها ..أنا عارفه أنها زعلانه مننا ..يمكن لما أروح تعمل لسني خاطر ..حتى عمتك قبل ما تسافر مع لميس أقترحت كده بس أنا كنت فاكره أنك هاتجيبها وأنت جاي

سارة بحزن : وأنا كمان كنت متأكده أنك يا أبيه مستحيل تسيبها هناك

صقر بحنيه وهو يربت على يد امه : ماما ..اطمني ..كل شيئ تمام

أم صقر بتردد : طيب هي هاتيجي ..يعني .. هي كويسه صحتها كويسه يعني ماقلتش ليك حاجه

يضيق صقر بيعينه لأمه وبقلق واضح : روتيلا كانت بتشتكي من حاجه وأنا معرفش

: لأ..لأ..يا ابني اصبر ..هو بس إهمالها في الأكل وبعدين الظروف اللي حصلت ويمكن ..

خلاص ..خلاص ..ما دامت مقالتش أنها تعبانه يبقى قلقها العادي

ينظر صقر قليلاً لأمه بتعجب وكاد يهم بسؤالها عندما قاطعته سارة :يا أبيه ..أرجوك ريحني يعني روتيلا معدتش عايزه ترجعلك ..أنا كمان ممكن أروح لها و حتى أنا .....

صقر مقاطعاً دون النظر لها وهو يكمل طعامه : سارة ...عايزك بعد الغدا في المكتب

حل الصمت المكان مع النظره القلقه لسارة لأخيها الكبير ونظرة الأم الحانيه على أولادها

يقطع الصمت بعد فتره عمر بقلق ومرح مصطنع : صقر من فضلك سيبني اكلم مراتي.. أنا وهي ممكن ..

يقاطعه صقر بحده : لما تبقى في بيتك قلي مراتك لكنها دلوقتي أختي ومسئوليتي ..ولازم تفهم حاجه سارة بنتي قبل ما تكون أختي ..فاهم ..

عمر بتأكيد وثقه في ابن خاله وصديقه : طبعا..طبعا فاهم

يقف صقر : الحمد لله ..

ويتحرك صقر لمكتبه يقوم بعمله المتراكم وينتظر سارة

........مكتب صقر........

:أدخل

سارة تظل واقفة عند الباب دون غلقه : السلام عليكم

صقر وهو يتابع عمله يرفع نظارة القراءة قليلاً وينظر لها : وعليكم السلام ..خير هاتفضلي واقفة عندك ..يعيد النظاره ويرجع لمتابعة شاشة اللاب وبعد فترة يغمض عينيه وبحده ....سارة قلت أدخلي واقفلي الباب وراكي واقعدي لما أفضالك

دخلت سارة وأغلقت الباب ولكنها ظلت واقفه خلفه :أبيه ..أنا عارفه ..

يقاطعها وقوف صقر واقترابه منها ثم أمساكه يدها وحثها على الجلوس وأقترب من أذنها بهدوء شديد: مسمعش صوتك لغاية ما أفضى ..سمعتي

حركت سارة رأسها بتوتر وخوف بنعم

يعود صقر لمكتبه : برافو عليكي ...ويعاود عمله

.....بعد مرور ساعة


يرفع صقر رأسه من الملفات التي أمامه وينظر لساعته ثم لسارة التي وترها مرور الوقت مع صقر وبحده وصوت عالي : ما شاء الله ....ساعة بدون كلام ...يعني بتعرفي تسكتي ... لسانك عرفتي تتحكمي فيه ..صح..الحقيقه أنا قلت أختبرك قبل ما أحكم عليكي لأني اعتقدت أنك مريضه فايبقى ليكي عذر يعني إنتِ انسانه طبيعيه تعرفي تتحكمي في لسانك ..دلوقتي المفروض اختبر تصرفاتك ...بس إزاي أختبر تصرفات أنا حفظتها عن ظهر قلب ..لأن كلها غلط ..صح يا سارة ..دلوقتي المفروض تتكلمي على فكرة وتردي عليا ..ردي

سارة التي تلقت هجوم صقر العنيف ببكاء صامت : يا ابيه ..أنا مستعده أروح أعتذر لروتيلا إذا كان ده يرضيك

صقر وهو يمسح على وجهه بعصبيه : لا حول ولا قوة إلا بالله ..ده اللي إنتِ فهمتيه أني بزعق ليكي علشان روتيلا ...لا ..لا ..إنتِ حاله صعبه ..مستحيله ..أنا مش مصدق تعرفي أنا مش مصدق لدرجة إيه لدرجة إني بفكر أعملها لأول مره في حياتي في تعاملي معاكم أن أمد أيدي ...فاهمه ....

صقر ينظر بتعجب لوقوف سارة التي خافت وتراجعت للخلف : لا إله إلا الله ...إنتِ مجنونه متخيله إني اضربك ....أقعدي يا بنت ..واهدي علشان تسمعيني كويس

تعود سارة للجلوس وهي تمسح دموعها : أسفه يا ابيه بصراحه أنت ردود افعالك بقت غريبه علينا كلنا

يمسح صقر بيده على وجهه : تعرفي يا سارة الله يكون في عون عمر أنا بجد بدعيله ربنا يقويه عليكي

تنظر له سارة ودموع عالقه في عينها : أنتوا حطيتوا مثال صعب إني اقلده في كل حاجه

صقر بتعجب : مش فاهم أحنا عايزينك تقلدي حد

: روتيلا ..بنت فيها كل الصفات اللي بيتمناها أي انسان

يتحرك صقر بقلق في مكانه وهي يغلق الملفات التي أمامه بعنف وهو يجز على اسنانة: احنا بنتكلم عن روتيلا ولا عنك ...يا سارة متخلطيش الأمور

: يا ابيه افهمني وأرجوك اسمعني للأخر ..روتيلا دخلت بيتنا هنا من خمس شهور تقريباً غيرتنا كلنا بنت اصغر مني ..أنت قلت عليها في البدايه طفله وهاتربيها على طبعنا وطبعك ..لما شفتها أول مره انبهرت بيها بس صعبت عليا إزاي هاتواجه كل التغيرات اللي حصلت حواليها . إزاي هاتتعامل معاك أنت شخصيا ..بهرتني يا ابيه ..لما بقعد مع نفسي باستغرب إزاي ضعيفه ورقيقه كده وفي نفس الوقت قويه ومتمسكه برأيها في الحق ..قلدتها يا ابيه في المظهر لكن الجوهر صعب صعب أوي ..فهمتني

صقر الذي ما أن بدأت سارة في الكلام عن فراشته وهو سرح في كلامها نظر لها : أيوه غيرتنا وبعدين ..إنتِ أيه مشكلتك مش فاهم محدش طلب منك تقلديها ..إنتِ بتميزك شخصيتك كل اللي طلبناه منك انك تحترمي خصوصيات غيرك ..كمان تصوني لسانك ...

سارة تقاطعه بغضب: كنت بتمسك برأي زيها لما حسيت بالخطر ناحية عمر ومروان اتمسكت بحقي إني أدافع عنهم وأكون زيها ...أظن من حقي إني أخاف على جوزي وأخويا ...هل من حق روتيلا بس تدافع عن اللي بتحبهم وأنا لأ...لو ده غلط فعلاً ليه حسينا كلنا بتأنيب الضمير ناحيتها لما طلع دفاعها عن خالد على حق ..وأنت يا ابيه كمان... معقوله سبتها هناك عند والدها الحقيقه فاجأتني

صقر بحده: إنتِ مش معقوله قلت ليكي دي حياتي الخاصه متتكلميش فيها

سارة ببكاء : وأنا ..وأنا رحت فين كنت دايماً المميزة عندك ..كنت دايماً دلوعتك كنت أبداً مبتقولش ليا على حاجه لأ..أو تنتقد طريقتي ..ليه لما روتيلا ظهرت بقت كل حاجه أعملها تنتقدها وتغلطني ..ليه يا أبيه ..أنا حاولت أقلدها في كل حاجه بتعملها علشان أرضيك وبرده مش عاجباك

يقف صقر من المفاجأه : أيه !!!بتقولي أيه ..ترضيني ..لا حول ولا قوة إلا بالله

سارة تمسح دموعها وتنظر لصقر بقلق

ينظر صقر للسماء : ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ..ثم ينظر لسارة بهدوء وتحرك ناحيتها ثم أمسك يدها لتقف أمامه : سارة يا حبيبتي بترضي بني أدم ..بترضي عبد من عباد الله ..

هي دي كانت مشكلتك يا بنتي ...مش أنا قلت أيه ولا روتيلا بتعمل أيه شوفتي اخواتك مي ولميس وحتى مروان مش حاسه أنهم اتغيروا ..انا بأكد ليكي سببهم مش أنا ولا روتيلا ولا أي حد في الدنيا ..سببهم في التغير هو رغبتهم في إرضاء رب العباد ...حبيبتي روتيلا مغيرتش حد ولا طلبت من حد فيكم يتغير

أنتوا اللي شوفتوه منها خلاكم عايزين تتغيروا ...لكن ..يا حبيبتي متغلطيش وتقولي برضيك إنتِ مكانتك عندي عمرها ما هاتتغير هاتفضلي أختي الصغيرة دلوعتي هاتفضلي بنتي وأمانتي اللي قصرت فيها للأسف انشغلت بشغلي وحياتي وقصرت معاكي ....فهمتي ..من فضلك حبيبتي متشيلنيش ذنب ..انتبهي وجددي النيه ...ثم يقبل سارة من جبينها ويعود لمكتبه وبهدوء شديد يعكس حزنه ودون النظر لها : تقدري تطلعي

ظلت سارة فتره مكانها وقد بهتت تماماً مما قاله لها صقر : أنا بحب ربنا ...بحبه أوي

صقر وهو يعود للنظر لعمق عينيها : إثبتي ..إثبتي أنك بتحبي ربنا

سارة وهي تتحرك ناحيه الباب : إن شاء الله

وتخرج تاركه الصقر يأنب نفسه على تقصيره : استغفر الله العظيم ...الحمد لله ..أنك دخلتي حياتي في الوقت المناسب ....ثم يغمض صقر عينيه ...وحشتيني يا فراشتي ..محتاجك أوي ...


........بيت الشيخ.......

.......جناح الحاج راشد.......

: السلام عليكم

أم جمال تسلم من الصلاة وتقف تنظر طويلاً لروتيلا ثم تشيح بوجهها وتستغفر : وعليكم السلام تعالي يا بنتي

تدخل روتيلا بتردد للداخل : ماما منيرة قالت ليا أن حضرتك عايزاني

تجلس أم جمال على الأريكة : أيوه تعالي ...كنت عايزه أتكلم معاكي شويه

تتقدم روتيلا ببطئ وتجلس بمقابلها : أتفضلي

تبتسم أم جمال : مستعجله ..

: لا أبداً ..

أم جمال : تعرفي انك كلك أمك ...تشير لشعرها ...ما عدا لون يا سبحان الله

تبتسم روتيلا وتنظر للارض

أم جمال فجأة : يا بنت ناديا أنا زوجه غارت من حب مكانش ليا ..إنتِ لو مكاني كنتي عملتي أيه ؟؟

تنظر روتيلا لأم جمال بمفاجأه من السؤال فتره تفكر في ذكرى معرفتها بزواج صقر العرفي فتمسح جبينها بتوتر وهي تداري عينها التي غشيتها دموع رقيقه عن أم جمال ولكن بعد فترة صمت وبهدوء: الأكيد أني مش هاعمل اللي عملتوه ..صدقيني

أم جمال وبحسره : يا بنت ناديا ..

تقاطعها روتيلا بإصرار : أنا بنت راشد ..وده ما يمنعش أني فخورة بكوني بنت ناديا

وكنت ممكن أسامح فيها إلا معاكم ..

تضحك أم جمال : حاضر يا بنت راشد ..وتعود للجديه ...اسمعيني وأحكمي من وأنا صغيره واسمعهم بيقولوا نبيلة لراشد وراشد لنبيلة ..لكني استنيت كتير يتقدم راشد وميحصلش وبعدين بقينا نسمع كلام من الناس ان أم راشد وهي ست كانت قويه أنها مش عايزه نبيلة وماشيه تقول في البلد إني لساني طويل ومش من مستواهم ..ومستحيل تجوزني لراشد وتمر أيام تقيله عليا أنا وأمي وفجأة تجيني الفرحه لما دخلت أم راشد علينا فجأة وبتخطبني وعايزه الجواز يتم بسرعه

انا بقى أفتكرت أن راشد عايزني وأصر عليا ولكني افاجئ بأن أمه استعجلت وخطبتيني له علشان تبعده عن الجنيه الأجنبيه اللي ساحرته ..وتمر السنين ونسيت موضوع الجنيه ..وراشد ابن عمي كان راجل يعتمد عليه زوج تتمناه أي واحده وأب عظيم وتظهر فجأة أمك والماضي يتفتح واتجوزها بدون حتى أن يفكر فيا وجابها هنا ...أنا ست كنت جوزت اتنين من عيالي وفرحت بأحفادي ..وبدأت أحصد اللي زرعته وأفتكرت أني كمان زرعت الحب في قلب جوزي والمفروض أنول مكافأة نهاية خدمتي له ..خليكي مكاني يا بنت راشد أيه رأيك تصبحي الصبح تلاقي جوزك داخل عليكي بزوجه بيحبها وبيفرضها عليكي وعلى حياتك ومش بس بيفرضها لأ كمان بيفضلها ويحبها ..بقيت أشوف نفسي في المرايه مفيش مقارنه بيني وبينها هي حلوه وجسمها حلو ومتعلمه تعليم عالي ..وأنا ست خلاص راحت عليا ..أيه رأيك تصحي الصبح وتلاقي كل السنين اللي راحت كانت وهم .. الولاد كبروا ومعدش ليكي لازمه ليهم والزوج راح وشبابك راح مع الأيام اللي راحت ..وأمل بسيط بأم الزوج أنها تخلصك من كل ده مش تمشي وراها علشان ترجعي جوزك

روتيلا تقاطعها بثقه : لأ,,

تضحك أم جمال : علشان مجربتيش قهر الزوجه لما تعرف أنه متجوز غيرها

روتيلا ببسمه حزينه : لأ ..جربت

أم جمال : لأ..

تضحك روتيلا : يا زوجة أبي ..إنتِ كنتي عارفه ..بابا كان عارف ..حتى أخواتي كانوا عارفين

ام جمال بتوتر : لأ ..أأأنا معرفش ..

: لأ,, تعرفوا... بابا قال لنفسه الراجل الشرع حلل له أتنين وتلاته وأربعه ..وأنا عملتها قبله ..وأخواتي تغاضوا عن الموضوع لكن زودوا جرعة الإهتمام والحرص عليا ...ثم تقف تواجها ...الوحيد اللي رفض الزواج كان زي مقدرش يعمل حاجه ..خالد ... إنتِ عشتي حلم الإرتباط بابن عمك وحققتيه وعملتي أسرة بتحلمي بيها وعيشتي في المستوى اللي كنتي عايزاه والزوج اللي أخذ زوجه تانيه حرص أنه يعدل بينكم وبالعكس أعطاكي من وقته وماله أكتر منها.. أمي في مرضها ولأنها كانت وحيده مكنش حد واقف جنبها غير والدي اللي مقطعش ابداً عادته أنه يعدل بينكم حتى يوم ما سمع من الدكتور أنه خلاص مفيش أمل جه هنا وسابها علشان يعرفك الأول ويستأذنك .. لكنك مكتفتيش كنتي عايزاه كله ... لكن حكم القلب مش بأيده ..

تفتكري أنا كان ممكن أعمل زيكم ...مستحيل ..عارفه ليه لأني بنت ناديا

ثم تتحرك روتيلا للخروج لتوقفها صوت أم جمال الباكي : سامحيني ...مش قادره أسامح نفسي ..قبل ما ربنا ياخد أمانته.. أرجوكي سامحيني

تظل روتيلا ممسكه بمقبض الباب تعصره بقوه ألمت كفها وبهدوء : أنا سامحتكم من زمان

وبحرص على صلة الرحم ..وده لمرضاة ربي لكن متطلبيش اني أحبكم ...السلام عليكم

وتخرج روتيلا وهي تغلق الباب مغلقه معه الصفحة المؤلمة من الماضي

.....

.......يوم جديد........

.......مشروع صقرالجارحي .......

صقر يمر داخل المشروع يتأكد بأنه يسير حسب الجدول الزمني ..سعيد بما وصل له المشروع ولكن في صدره فراغ كل فتره يمد يده يضغط بها على قلبه الموجوع من فراق حبيبه ..

كان هناك يراقبه من بعيد وينتظر اللحظه المناسبه ..يلمحه الصقر ويتحرك له بملامحه التي تحمل الجمود والحزن والغضب

: السلام عليكم

: وعليكم السلام ..أخبارك صقر بيه

صقر بابتسامه جانبيه : تمام ..وأنت ..

: الحمد لله

صقر يرفع عينه للسماء وبتنهيده : وتوأمك عامله أيه ..

يضحك خالد : اخيراً أعترفت

يضرب صقر بقدمه حجر في الأرض بغضب : تقصد أخيراً عرفت ..أنت في النهايه اللي فزت ..وأنا خسرت ..خسرتها وخسرت روحي معاها ..رفضت ترجع معايا ..رافضه تقابلني ..انهارده خامس يوم أروح لها وترفض ..فاهم أنت يعني أيه ترفض ترد ليا روحي ..فاهم

خالد بتفهم : من حقها ..الدلال يليق بعمتي

يضحك صقر عالياً : أه عندك حق لكن لو على الدلال مفيش مشكله بس في بيتي ..

خالد : واللي يساعدك ..

صقر يمسك ذراع خالد بقوة : هاتساعدني ..أتكلم هاتساعدني

خالد بضحكه : والله يا عاشق هاساعدك ..بس سيب أيدي العمال وحرسك بيبصوا علينا

يضحك صقر : عارف يا خالد لو ساعدتيني هايكون ليك أي حاجه تتمناها

خالد : أنا أهم حاجه عندي في الدنيا سعادتها ..بس تعالى بقى لأن الموضوع محتاج خدعة صغيرة

لم يتحرك صقر وبإصرار : لأ ..أنا مصمم

خالد وهو يتحرك ومعه صقر... يتذكر : لو مصمم فإن شاء الله اول ولد تجيبوه أنا اللي هاسميه ..أيه رأيك ..

صقر يقف ليقف معه خالد :أوعدك ..بس أنت أيه اللي غيرك وخلاك عايز تساعدني

خالد بصدق : لأني أكتشفت حبك واحترامك ليها لما تصر كل يوم تجيلها مرتين وتسيبها براحتها ومتغصبهاش ترجع معاك بالرغم إنك عارف لو أصريت جدي وبابا هايوافقوا .. وهي كمان بحاجتها للأمان اللي فقدته يوم وفاة أمها وأنت جيت بغيرتك وغرورك في حبك ليها أعطيتها الأمان ده ..سبحان الله ..هل كنت تتخيل انت أن عيوبك دي تكون مصدر الأمان ليها

صقر ينظر له : أنت إزاي متأكد كده !!

يضحك خالد : روتيلا مكنش ناقصها الحب فالحب حواليها مننا كلنا لكن كلنا كنا دايماً بعيد عنها ..عمي يوسف ومحمد ووالدي بالتليفون حتى جدي كان مش دايماً معاها وأنا كنت كتير أسيبها وأجي أشوف الوالد والوالده ..أنت بس اللي اعطيتها الحب ومعاه الأمان فهمت يعني روتيلا معرفتش الأمان من يوم وفاة والدتها إلا معاك ..ثم يتحركوا مره أخرى للخروج من المشروع

مع تفكير عميق من صقر بكلمة خالد

....الحب ومعاه الأمان....

.......نهاية الفصل الواحد والأربعون.......

بسم الله الرحمن الرحيم

۞ وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَة مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّة عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (1333) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَة أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَة مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) ......[سورة أل عمران ]

صدق الله العظيم


الفراشة 

الفصل من الاخير ج١ الي الاخير ج٢

للكاتبة روتيلا 

#الفصل_الاخير_ج١


· · أجلْ! يعلم الحبُّ أني لظاهُ وتدري الفراشة أنِّي اللهبْ

وبين ذراعيَّ سرُّ الحياةِ وفي ناظريَّ بريقُ الشُّهُبْ

وشتّان بين السنا والظلامِ لعابدةٍ للسنا عن كثبْ

يلوح لها شبحٌ لِلعذاب ويبدو لها الأبدُ المقتربْ

فراشة روحي تعاليْ وُثوباً ستلقين قلباً إليكِ يثبْ

وفي صدرها لهفة للعناقِ وفي قلبها جنةُ المغتربْ

يلوح لها شبحٌ لِلعذاب ويبدو لها الأبدُ المقتربْ

كأن اللظى قدَحٌ من سلافٍ لها فوقه وثباتُ الحببْ

فراشة روحي تعاليْ وُثوباً ستلقين قلباً إليكِ يثبْ

إذا ما امتزجنا احترقْنا معاً ونلنا الخلود بهذا العطَبْ

(ابراهيم ناجي )


الفصل الأخير الجزء الأول


....سيارة خالد ......


روتيلا تبكي بانهيار وهي تجلس بجانب خالد في السيارة وتمسك بالهاتف وتتصل برقم صقر بإصرار: حرام عليك رد عليا...خالد أنت متأكد

خالد بخوف حقيقي لما أصاب روتيلا : حبيبتي صدقيني هو كويس الأستاذ أمين قالي دلوقتي

: قالك إمتى وأنا معاك من ساعتها

: يا روتيلا هو قالي رجله بس اللي اتصابت بس حاجه خفيفه لما وقع من على الحصان في الخلوه ....خلاص وصلنا ...انتظري ومتجريش هو قريب

روتيلا تخرج بسرعه من السيارة وورائها خالد تصرخ فيه ببكاء : أنت بتكذب عليا كلامك كله ملخبط عرفت منين مكانه عرفت منين أصابته ...مش هاسامحك يا خالد لو فيه حاجه ومقلتش ليا ...مش هاسامحك لو بتكذب عليا

يقاطعها صقر الذي يمسكها ويديرها بهدوء : هششش .....خلاص حبيبتي إهدي أنا كويس

روتيلا تتوقف دموعها وتستمر شهقاتها وأنفاسها المتسارعه وهي تتفحصه بعينيها المغسوله بالدموع تتأكد أنه بخير ....ثم تغلق عينيها وتغرق في ظلام عميق


......بعد فترة في خلوة الحاج عبد الرحمن ......


خالد بقلق وضيق يجلس بجانبها : أنا غلطان ..متصورتش أنه هايحصل فيها كده ..انا أعمل فيكي كده يا روتيلا ..قومي يا روتيلا سامحيني

صقر الذي أصابته مشاعر مختلفه ومختلطه بين الفرح الشديد لرؤية قلقها عليه ..والقلق الشديد بسبب إغمائها ثم الغيظ من كذبة خالد الغبيه :أسكت... أنت غبي هي دي خطتك لمساعدتي... لكن أنا الأغبى علشان أعتمدت على عيل زيك

خالد بشبح دموع في عينيه : انت صح أنا عيل بس تكون هي كويسه

صقر بهدوء وهو يربت على وجه فراشته بالماء:خلاص أهدى أنت كمان... بدأت تفتح عنيها

روتيلا ,,فوقي يا حبيبتي ..روتيلا

روتيلا التي سمعت جزء من شجارهم المحبب لها ولكنها أرادت معاقباتهم فتحت عينيها وأرادت أن تبعد رأسها عن رجل صقر الذي يحتضنها بعيدا عن سجاده الحشائش التي جلسوا جميعا عليها : مش مسمحاكم أنتوا الأتنين ...بتتفقوا عليا .مش مسمحاكم ..رجعني لبابا ..عايزه بابا

صقر يقبل جبينها : خلاص حبيبتي اللي يريحك بس متستعجليش وتقومي ريحي شويه بس ممكن ..و خالد إنتِ عارفه مش أحب على قلبي من إني أقوم أضربه علشانك دلوقتي بس حبيبتي والله هو كانت نيته خير

خالد بتأكيد يمسك يدها ويقبلها : أيوه والله ..نيتي كانت أنك..أنك ..

روتيلا بتعجب من حال القطبين المتشابهين الذي أمامها تقاطعه : مش فاهمه أنت عايز تقول أنك كنت بتساعد صقر !!...صقر !!

صقر بابتسامه لعين حبيبته: تخيلي أخيراً صدق إني بحبك بجنون يا فراشتي

خالد بمشاكسه : بعد ما صدقت إني توأمها

صقر بعند : مفيش حاجه ببلاش أنت أخدت وعد أنك تسمي أول مولود ولد

روتيلا التي أحمرت خجلا منهم تقف : أيه !!

خالد بخبث : وأنت وعدت..وأنا متأكد أنك مستحيل تخلي بوعدك ..وأنا أخترت هاسميه خــــالد

صقر يمسك ذراعه ليواجهه : ده بشرط لو هي رضيت عليا

خالد بإصرار : الوعد ..وعد ..ومساعدتي ليك مش شرط ويكفي لعلمك إني رضيت عليك

يضحك صقر وهو يضرب كف بكف : لا حول ولا قوة إلا بالله ..صحيح كفايه ..أنتوا يا عيلة الشيخ محدش يغلبكم

ثم يدورا الاثنين ليواجهوا روتيلا منتظرين تدخلها التي كانت تهز رأسها بتعجب لحالهم لتعطيهم ظهرها وتتركهم: مجانين

نظرا خالد وصقر لبعضهما قليلاً ثم سارا خلفها : روتيلا أستني ...روتيلا هاترجعي معايا


روتيلا تسبقهم للسيارات تضحك وهي تنظر للسماء : الحمد لله ..يارب أحفظهم ليا ..يارب


.......اليوم التالي .......


.......بيت الحاج راشد ......


في انتظار فراشته التي وافقت اخيراً أن تقابله وهو ما أعطى له أمل يبتسم وهو يدير بنظره للمكان الذي ينتظر به محبوبته ...المكان الذي رأي فيه روتيلا أول مرة...

تدخل روتيلا ...وهي تنظر لحبيبها بتمعن لا تريد ترك تفصيله منه تحبه...تعشقه... لا تشعر بالأمان إلا بقربه

يقترب صقر من روتيلا بخطوات سريعه ويأخذها بحضنه بقوه : وحشتيني ..وحشتني أووي ..أوي ..تعرفي أنك من يوم ما سيبتيني مش عارف إذا كنت بتنفس ولا ..لأ ..يا رورو أرحميني ووافقي ترجعي ..

روتيلا تبتعد قليلاً وهي تعض على شفتها تشير للأريكه وبخجل رقيق : اتفضل ..بابا وابيه جمال جايين حالاً

يشدها صقر ويجلسها بحضنه وبهمس : فهميني ياحبيبتي أيه اللي يرضيكي ..أنا خلتهم سافروا كلهم وفضلت لوحدي.. يرضيكي أن حبيبك يفضل لوحده من غيرك

روتيلا تنظر لعينه : وقدرت تبعد عن شغلك

صقر مبتسماً لعتابها الرقيق : حبيبتي زعلانه من انشغالي عنك ..إنتِ عارفه أن الشغل ده أمانه في رقبتي... أخواتي ووالدتي مسئوليتي وأمانة والدي

روتيلا بهمس : عارفه ..وأنا معنديش مشكله

يقبلها صقر من جبينها : طيب تعرفي كلهم هايتجننوا من ساعة ما مشيتي وسارة المجنونه مبطلتش عياط ..وكمان ماما يومياً تسألني عنك مرتين و تلاته

روتيلا ترجع شعرها للخلف وبتردد : صقر ..أأنا ..

يدير صقر وجهها لتواجه عينه : زعلانه منهم

روتيلا تهز رأسها بنعم

يضم صقر روتيلا لحضنه وبهدوء : فراشتي الصغيرة لما تزعل تزعل مني أنا وبس

روتيلا بضيق : لكن أحنا لما بنزعل بنزعل من اللي بنحبهم وأنا بحبهم

: رورو ..أنا قلت أيه

تبتعد روتيلا قليلاً عن صقر وهي تنظر له بحزن : بس أنا أعتبرت سارة أختي وطنط أعتبرتها ماما وكنت سعيده جداً وأنا وسطهم

صقر وهو يمرر يده على وجنتها الناعمه : وأنا كنت مبسوط جداً لما شفت أد أيه سارة أتأثرت بيكي وغيرت حاجات كتير من نفسها بسببك حاجات مكنتش أنا واخد بالي منها وحمدت ربنا على وجودك في حياتي في الوقت المناسب

حتى مروان اتأثر بوجودك وبقى نظرته للبنات نظرة تانية وبقى عنده ثقه اكتر فيهم وكمان بيفكر بالإرتباط

وكمان متتصوريش أد أيه كنت مبسوط لما بقيتي بتقولي ماما لوالدتي ..كتير كنت ببقى عايز أطلبها منك بس كنت بسيبك براحتك ...

روتيلا عيلتي كلها بيحبوكي وزعلانين من نفسهم لأنهم زعلوكي دي مش كفايه عندك وبالنسبه للإعتذار انا متأكد لما نرجع هاتكون أول حاجه يعملوها

روتيلا بابتسامه تقاطعه : لأ ..لأ ..خالص ..مش منتظره إعتذار وكفايه فعلا إنهم منتظريني

صقر يقبلها بحب : عارف ان حبيبتي مش ممكن تزعل من حد علشان قلبها أبيض

تنظر روتيلا للأرض قليلاً ثم تقف لتواجهه : وأنت يا صقر كمان مزعلش منك ..لأني قلبي أبيض

صقر بابتسامه خفيفه يجلس بأريحيه واضعا ساقا على الأخرى يحرك يده على ذقنه يتمتع بهجوم فراشته الرقيقه وهي تدافع عن رأيها : عارفه يا روتيلا أنا أكتشفت أني بكون في منتهى السعاده لما بواجه تحديكي ليا

روتيلا بتعجب من وضعه : بيعجبك الشو ..طيب لو سمحت أنا عايزه تفسير


: اتفضلي ..كلي أذان صاغيه

روتيلا بنفس وضعها تقف أمامه وتعقد يديها أمامها : موقفك مني أدام عيلتك هجومك وإصرارك أني أطلع جناحي ومسمعش دليل الإدانه من عمك وعاطف لخالد و..

يأخذ صقر نفس عميق وهو يمسح على وجهه بعصبية يقاطع استرسالها وبحده: كنتي عايزاني أسيبك تسمعي الإهانه بودانك ..مستحيل ..إنتِ شفتي بنفسك لأنهم علوا صوتهم بس عليكي كنت هاقتل عاطف ومسكت نفسي بالعافيه مع عمي ..في أوقات لازم تقولي حاضـــر بدون مناقشه بس حاضر ..فهمتي

بعد فترة تفكير تحرك روتيلا رأسها بتفهم : عندك حق ....أسفه

يتحرك صقر ويأخذها في حضنه : لا يا روحي من غير أسف ..أنا منكرش إني كمان من وقت ما حصل الحادث كنت هاتجنن لتكون إصابة عمر ومروان خطيره وفضلت طول الليل سهران معاهم يعني قلة النوم مع الإتهام وهجوم عاطف وعمي تعبني أكتر..تخيلي اتهام يرجع التار وإنتِ عارفه يعني ايه يرجع اللي حاربنا سنين أنه ينتهي ..

روتيلا تبتعد عنه وتواجهه : عارفه ..بس ده ما يمنعش أنك كنت قاسي معايا

ينظر صقر لها قليلا وبتوتر : أنا مش عارف كنت ساعتها بعاقبك ولا بعاقب اصرارك على حماية خالد ..أنا فعلا كنت ممكن أعالج المشكله بعيد عنك يعني كنت هاتصل بالحاج راشد أو جمال ..بس جاني فضول أعرف رد فعلك ..وبصراحه فاجأتيني ..اتعودت معاكي لما أكون عصبي و غاضب تمتصي غضبي ..لكن اللي حصل العكس

روتيلا تنظر له بحزن : غصب عني حسيت أنك فعلا هاتأذي خالد لو ظهر أنا أول مره اشوفك بالعصبيه دي ..أول مره تعاملني كده ..أنا اترعبت منك يا صقر أول مره أخاف ..منك

يأخذها صقر بحضنه وهو يمسح على رأسها وظهرها وبهدوء شديد : أنا أسف حبيبتي أسف ..مش هاتتكرر تاني أبداً ..أبداً

تبتعد روتيلا قليلاً وتنظر لعينه : وعد

يبتسم صقر لعينها : وعد

يدخل الحاج راشد ومعه جمال الصالون

: السلام عليكم

: وعليكم السلام

تجري روتيلا لحضن والدها : أخبارك بابا ..أتأخرت ليه

الحاج راشد يسلم على صقر ثم يجلس وروتيلا بجانبه: لسه أختك وجوزها ماشين بعد قراءة الفاتحة ...ثم ينظر لصقر ...المشروع قرب ينتهي

صقر وعينه على روتيلا التي تمسك بذراع والدها وتضع رأسها على كتفه كقطة صغيرة شقية فيشعر بضيق : الحمد لله كويس جداً ..الإفتتاح الأسبوع الجاي

روتيلا تنظر لأخوها جمال المتجهم : مبارك أبيه ..بارك الله لهما وجمع بينهم في الخير إن شاء الله .

ينظر لها جمال بتمعن وبصوت عالي و بحده فاجأتهم : إن شاء الله ..وإنتِ أمتى تعقلي وتروحي مع جوزك ..صقر بيه واحنا صبرنا عليكي بما فيه الكفايه ...وإنتِ سايقه الدلع ..وكمان مش مقدره انشغال جوزك ..إنتِ عارفه ......

يقاطعه صوت الحاج راشد وصقر العالي معاً : متكلمهاش كده ..

ثم يصمت صقر ويقف يمسح على وجهه بعصبيه معطيهم ظهره ..ثم يعود لمكانه ونظره مع روتيلا التي انكمشت على نفسها و ابتعدت عن والدها ونظرت في الأرض بخجل ..

الحاج راشد بحزن : يا جمال يا ابني ..بنتي قاعده في بيت أبوها براحتها.. بتعمل كده في حياة عيني لما أموت هاتعمل فيها إيه يعني متلاقيش بيت أخوها مفتوح لو أحتاجتك

يقف جمال يقبل رأس والده : سامحني يا غالي ...ثم يقرب من روتيلا ويأخذها في حضنه وبهدوء.. : حبيبتي إنتِ عارفه غلاوتك عند أخوكي وحاسه بيا صح ..تحرك روتيلا رأسها بنعم لأخوها وهي تسمع دقات قلبه المتسارعه ...ويكمل جمال كلامه : روتيلا جوزك في نظري راجل يستحق منك تسامحيه ..في الزمن ده يا بنتي صعب أنك تلاقي راجل يعتمد عليه وتديله بنتك وإنتِ مطمنه ..فاهماني

ترفع روتيلا برأسها وتنظر مباشرةً في عين أخوها الحزينه : فاهماك وحاسه بيك ..ربنا يريح بالك يا ابيه ... ثم تنظر لصقر الذي كان سرحان في حوارهم الذي شعر أنه ورائه أكثر من المعنى الظاهر أمامه ..فيبتسم لعين روتيلا وبتحدي وصلها أن ترفض يجلس بأريحيه ويوجه كلامه للشيخ راشد : يا حاج لو سمحت هاخذ روتيلا معايا ..

ينقل الحاج راشد بنظره بينه وبين روتيلا التي تنظر لصقر بتحدي هي الأخرى فيبتسم بتفهم: وأنا موافق.. روتيلا يا بنتي روحي جهزي نفسك علشان تمشي مع جوزك

جمال بقلق وضيق من الموقف : يا حاج أعذرني ..خليها براحتها ..

الحاج راشد : لأ,,خلاص بنتي هاتروح مع جوزها ..صح يا روتيلا


........قصر الجارحي ........


.......جناح صقر ......


تدخل الجناح بخطوات متردده خجوله يتبعها صقر تبحث بعينيها عن أشياء صقر ولم تجدها فتنظر للأرض بحزن أدركه صقرها وتجلس على الأريكه ليجلس بجانبها: زعلانه ليه...ندمتي إنك جيتي معايا

تحرك روتيلا برأسها بلا وهي لازالت على وضعها

يمسك صقر يدها ويرفع وجهها لينظر لعينها : كان مستحيل أرجع حاجتي جناحنا وإنتِ مش موجوده فيه مقدرتش أرجعله من غيرك أنا حتى كنت بنام في المكتب ...تعبني فراقك يا فراشتي

روتيلا وبهدوء: ولما كنت حابسني هنا..

صقر يغمض عينه يتذكرما أقترفه بحقها ثم يواجه الخضره في عينيها : كان مصبرني إني كنت بتنفس أنا وإنتِ نفس الهوا ..أرجوكي تنسي يا روتيلا .. طول الأيام اللي كنتي بعيده فيها عني وأنا بفكر إزاي أخليكي تسامحيني ..اطلبي اي شيئ يرضيكي انا موافق

تبتسم روتيلا لعينه : وأنا نسيت ..خلاص أنسى

يأخذها صقر بحضنه و ساد صمت طويل يعبر فيها عن شوقه لها ثم يبعدها عن حضنه وهو يمسح بيده على وجهها وشفايفها ويمررها بين خصلات شعرها وكأنه يتأكد أنها فعلا بين يديه : روتيلا اتكلمي عايزأسمع صوتك عايز اتأكد فعلا أنك أدامي واني بكلمك مش بحلم

تعود روتيلا لصدر حبيبها وبهمس : مبسوطه وأنا في حضنك ..مبسوطه وأنا بسمع صوتك ..مبسوطه بصوت قلبك

: وعارفه بيقول أيه

روتيلا تحرك رأسها بلا

صقر وهو يحيط وجهها بيديه و يغمرها بالقبلات : بيقول بحبك ..بحبك ..بحبك

فجأة تبتعد روتيلا من يده وتجري على الحمام ليقف صقر مصدوم مما حدث ثم ينظر للسماء : يالله ...لأ ...مش ممكن ..يا ربي ..روتيلا إنتِ قلتي أنك سامحتيني

ثم ينتبه لحقيقه أن فراشته قد تكون مريضه فيجري خلفها ليسمع صوت بكاءها : روتيلا ..روتيلا حبيبتي .إفتحي الباب يا رورو ..إفتحي الباب حبيبتي والله مش زعلان ..افتحي طمنيني عليكي

روتيلا بالداخل تقاوم غثيانها الطبيعي من الحمل تسمع صوت صقرها المتلهف للإطمئنان عليها

صقر وهو يدق الباب بقوه : يا بنتي لو ما فتحتيش الباب هاكسره قلتلك خايف عليكي صدقيني

أفتحي الباب يا رورو...وبهدوء ضاحكاً ...والله بحبك حتى لو كنتي رجعتي عليا بحبك

تخرج روتيلا وهي تنظر له فيمسكها ويأخذها بحضنه : رورو ..متخافيش يا حبيبتي ...حاسه بأيه ..أيه اللي تعبك ..في حاجه بتوجعك ..اتكلمي يا حبيبتي

تبتعد روتيلا و هي تبتسم وتغمض عينيها : كنت عايزه أقولك حاجه من زمان فاسمعها قبل ما حاجه تقاطعني ..كالعاده

يضيق صقر بعينه لها : خير ..سامعك

تمسك يده وبخجل تضعها على جنينها : خليه هو يقولك ..بصراحه مكسوفه

ظل صقر فترة ينظر لها ثم ليده التي تغطيها يدها الرقيقه على بطنها ...فترة ...فترة ...فترة

ثم ابتسم ابتسامه واسعه رافعا وجهها بيده الأخرى : إنتِ بتتكلمي جد ..

تهز روتيلا راسها بنعم

:حقيقي أنت متأكده ....

روتيلا بابتسامه خجوله : ايوه

يسجد صقر شكر لله.. ثم يقف أمام روتيلا ويحملها ويدور بها : حبيبتي ده أحلى خبر سمعته في حياتي ..الحمد لله ..الحمد لله

روتيلا بضحكه رايقه : بس..بس كفايه

ينزلها صقر ويضع يده عليها يتحسسها : حبيبتي إنتِ كويسه انا مش عارف أنا أذيتك أو أذيته

روتيلا : أهدى ..أهدى حبيبي أنا كويسه خالص..والبيبي كويس محصلش حاجه

ينظر لها صقر فجأة وبهدوء : قلتي أيه

تصمت روتيلا وهي تبحث بعقلها عن سبب هدوء صقرها المفاجئ : أيه أأنا ..قلت بس البيبي كويس وانا كويسه ..أنت سمعت حاجه غلط

يحضنها صقر بهدوء : لأ ..أبدا بالعكس سمعت صح .. أول مره أسمع منك كلمة حبيبي من غير ما أطلبها ..روتيلا متحرمنيش منها أرجوكي ...متعرفيش أنا اتبسطت أد أيه لما سمعتها منك

روتيلا بضحكه وهي تلمس فرحته بكل شيئ يخصها ويربطها بيه: إن شاء الله ..

صقر وهو يقبل يدها وجبينها : روتيلا عرفتي إمتى.. إتأكدتي إزاي ..شفتي دكتوره اطمنتي على نفسك ..حبيبتي ريحيني ..تعرفي ماما هاتفرح جداا

روتيلا تبتعد عنه قليلا وهي تنظر لعينه وبترجي : صقر أرجوك بلاش تخوفني أنا مبسوطه والحمد لله مش تعبانه أبداً بس غثيان عادي بيحصل في بداية الحمل

يحملها صقر فجأة ويتجه للسرير حيث وضعها بلطف وقبل جبينها : هش.. مش عايز أسمع إلا كلمة حاضر ..سيبيلي نفسك خالص ..إنتِ شايله حفيد الجارحي ..ثم يقف بفخر يشرف عليها بطوله ...عبد الرحمن صقر الجارحي ..فاهمه

روتيلا متكئه على السرير براحه وهي تسند رأسها على يدها وبدلع : أيوه يا حبيبي فاهمه لكن لعلمك .. لو ولد راشد ولو بنت ناديا إن شاء الله

يجلس بجانبها يحاوطها ويمرر يده على ابنهم ضاحكا : رورو..عبد الرحمن إن شاء الله على اسم جده ولو بنت نورا على اسم جدتها ..

تجلس روتيلا على السرير وهي تسند على ركبتيها واضعه يدها على خصرها وبإصرار : صقر ده أبني زي ما هو ابنك

صقر وبابتسامه لفراشته الصغيرة : مفيش فايده كام مرة اعلمك تقولي حاضر ..فاهمه حاضـــــــر

تعقد روتيلا يدها بزعل وتدير وجهها عنه

صقر مستسلما : خلاص إختاري يا تسمي الولد او البنت

تغمض روتيلا عينها بتفكير ...: أوكي إن شاء الله لو بنت أنا هاسميها ناديا

يضحك صقر ويقبلها بين عينيها : وأنا إن شاء الله لو ولد هاسميه عبد الرحمن ..اتفقنا

تضحك روتيلا : اتفقنا ....


....قبل يوم من الافتتاح الرسمي للمشروع....


في السيارة ومع أوامر صقر المشدده على السائق بالتحرك بهدوء تنظر روتيلا للخارج بتعجب: صقر...إحنا رايحيين فين الطريق ده لا هو طريق الخلوه ولا بيت بابا

يضحك صقر : مفاجأة

روتيلا بهدوء تنظر لزوجها الذي يحادثها وفي نفس الوقت يدير أعماله برسائل سريعه من هاتفه تبتسم : مش محتاجه مفاجأت وهدايا ..

يترك صقر هاتفه ويتمعن في عين فراشته ويمرر يده على وجهها وبهدوء: طيب عايزه أيه

تبتسم روتيلا وتدير وجهها وتقبل يده التي على خدها : الحمد لله ربنا عطاني كل حاجه ..شكراً

بحركتها البسيطه وجملتها جعلت قلب صقرها يرفرف من السعادة ليحيط خصرها ليقربها منه ويقبلها على جبينها قبله طويله وهو مغمض العينين وبهمس : مش عارف لو مدخلتيش حياتي كان هايحصلي أيه ...ربنا يخليكي ليا ..ثم يقرب من أذنها ..بعشقك ..

ويبتعد عنها ناظراً لعينيها في تواصل وحوار هادئ وخفقات قلب مسموعه لكلاهما يقطعه صوت السائق وكأنه أتي من بعيد

: وصلنا صقر بيه

يبتسم صقر: أنا متأكد أنك هاتتبسطي بالمفاجأة دي ..تعالي

يساعدها صقر بالنزول من السيارة تنظر للمحيط الذي حولها لتدرك انه المشروع : غريبه مشروعك الخيري ..ليه جايين

يضحك صقر : معرفتكيش لحوحه ..تعالي

تدخل روتيلا يحاوطها صقر بيده لتفاجئ بالمقربين لها من أسرتها وأسرة صقر ..فتنظر له بتساؤل

صقر : وصلوا أنهارده من المطار على هنا و ..

يقاطعهم سارة التي جرت تحتضن روتيلا وهي تبكي : وحشتيني ..وحشتيني أوي ..سامحيني أنا غلطت في حقك

تبعدها روتيلا قليلاً وهي تمسح دموع سارة : خلاص ..إهدي يا سارة إنتِ أختي

يشد صقرسارة من حضن روتيلا ويقبل أخته : سارة براحه يا حبيبتي على مراتي مش حمل جنانك دلوقتي

سارة وهي تمسح دموعها وتمسك يد روتيلا : مش فاهمه ..روتيلا إنتِ فيكي حاجه

تضحك روتيلا وتنظر لصقر الذي حرك رأسه بلا : لأ..أبداً

صقر يحث روتيلا للتحرك : تعالي علشان تسلمي على ماما

تذهب روتيلا لحماتها التي تجلس بين الجميع بانتظارها فتقبل يدها ورأسها باحترام : الحمد لله على السلامه طنط

تبتسم أم صقر بهدوء تنظر لصقر بعتاب و الذي أومأ لأمه بتفهم فتداري حزنها على كلمه طنط من روتيلا تاركه الأيام تداوي جرح الصغيره منهم : الله يسلمك يا بنتي ...

ثم تذهب روتيلا لتسلم على الباقيين ثم والدها وعمتها وخالد وأخواتها

ثم يأتي صقر ويحثها للقدوم معه للمنصه التي جهزت للإحتفال الرسمي

فتقف بجانبه وتدور بنظرها على كل الموجوديين ..كل من تحبهم

صقر يمسك يدها ويتكلم : بسم الله الرحمن الرحيم

أنا عارف أن بكره الافتتاح الرسمي لكن انهارده افتتاح من نوع خاص جداً لأنه احتفال مع الناس اللي يهمونا أنهم يفرحوا معانا في الغالب في ناس هنا عارفه اقصد أيه ..لكن بدايةً عايز اهدي فراشتي جزء من هديتي ليها بمناسبه خبر يهمكم كلكم اكيد ويفرحكم ..

لما الشيخ راشد اعطاني الأرض كان عايزني اسمي المشروع روتيلا لكني وقتها كنت غيور ..ثم يتنحنح بضحكه ..والحقيقه لسه غيور على اسم حبيبتي ....يضحك الجميع ثم يكمل صقر وهو يشد على يد فراشته وينظر لها ... ولكني وبمناسبه جداً خاصه قررت أنه جزء من المشروع يهمها اكيد ويفرحها هايكون اسمه الفراشة ...وهو قسم رعاية الأمومة والطفولة ..ثم يقبل روتيلا على خدها ويهمس لها : أيه رأيك بالمفاجأة دي

تضحك روتيلا بخجل : اخيراً عرفت نوع الهدايا اللي بحبها

يصفق الجميع ويرفع خالد صوته بمكر : بس ليه القسم ده بالذات

ينظر صقر له قليلاً وكأنه تذكر وعده فيتجهم وجهه فجأه و ينزل من على المنصه ويلكم خالد بقوه اسقطت خالد على الارض وبحده : كنت عارف لما طلبت وعد مني

يجلس خالد على الأرض ممسكا فكه ويضحك بشده وسط تعجب كل الموجودين للموقف لكن ما أثار تعجبهم اكثر روتيلا التي وقفت امام خالد وبحده: تستاهل علشان تتحداني وتزعل صقر

خالد بإصرار وهو يمسح الدم من على شفته : الوعد.. وعد...ومش هاتنازل ..

ينظر لهما صقر بتعجب ثم فجأه يضحك بشده وهو يدور حول نفسه ثم يعود لروتيلا يحتضنها


: أنا كنت زعلان لكن أنا دلوقتي في منتهى السعاده ..أول مره افوز على خالد


ثم يدور ليواجه الجميع المزهوليين للموقف :


يا جماعه باركولي هابقى إن شاء الله أبو خالد


#الفصل_الاخير_ج٢_النهاية


الفصل الأخير الجزء الثاني

.. القاهرة....

......شهر جديد في جناح الصقر.....

تعاني روتيلا من الغثيان والدوخه كأعراض للحمل ولكن اليوم وهي تستعد للخروج لكليتها يغشى عليها فتستدعي أم صقر ريهام الحامل جدااا

تضحك ريهام التي تنام بجانب روتيلا : أنا على وش ولاده حرام عليكم ..ثم تنظر لروتيلا التي تضحك معها ..روور حبيبتي فهمي الناس دول يبطلوا قلق مش كفايه جوزك طول النهار تليفونات

أم صقر السعيده : ربنا يتمم ليكم على خير يا رب يا حبايبي ..

ريهام وهي تقف : هاروح على بيتي ..وإنتِ يا رورو كلي يا ماما كويس وعلى فكره الفيتامينات لوحدها متنفعش ...ثم تنظر حولها ..غريبه صقر فين

روتيلا : ياريت محدش يبلغه أنا بقيت كويسه الحمد لله

سارة بتردد : أنا قلت ليه والله هو حذرني إني اكذب عليه في أي حاجه تخصك

ام صقر : سارة ليه يا بنتي ..كده ها..

يقاطعها دخول صقر

: السلام عليكم

الجميع : وعليكم السلام ورحمة الله

صقر بقلق يجلس بجانب روتيلا : خير يا حبيبتي في أيه

ريهام تضحك : لنا الله ..طيب سلم عليا واسألني

صقر ينظر لريهام : خير يا ريهام أيه الموضوع

ريهام بجديه وهي تحمل حقيبتها الطبيه : اطمن ..كل شئ تمام شوية تغذيه ..شوية دلع من حضرتك وهتبقى زي الفل ..سلام رايحه بيتي

وتخرج ريهام تتبعها أم صقر وسارة

يقبل صقر جبين روتيلا وينظر لها قليلاً وبهدوء شديد : عامله أيه

روتيلا بقلق من هدوءه : الحمد لله ..صقر لو سمحت متزعلش أنا والله

يقاطعها وقوف صقر وإعطاءها ظهره وهو يمسح على وجهه : إنتِ كنتي رايحه الكليه مظبوط

روتيلا بتوتر: أيوه ..

صقر وهو يواجهها عاقدا يده على صدره : أفتكر انهارده بعد الفجر لما لاقيتك صاحيه ومنمتيش علشان بتدرسي قلت ليكي أدخلي نامي أحسن ..صح

ترفع روتيلا رأسها : كان عندي محاضرات كتير فاتتني ..خالد قدر يجيب ليا بعضها وقلت أروح اجيب الباقي..وأرجع بسرعه أنام

يقف صقر فتره ينظر لها :فطرتي ..أخدتي علاجك ..

روتيلا بتردد : أنت عارف الصبح ببقى تعبانه ومبعرفش أكل حاجه

يهز صقر رأسه بنعم : فعلاً عارف ..وعلشان كده في حبوب كتبتها ليكي ريهام والظاهر أهملتيها

روتيلا : صقر أبداً أنا باخدهم في معادهم مظبوط ..

صقر وهو مازال على وضعه : والأكل ..شايفه نفسك إزاي خاسه ..كام مره يغمى عليكي أو تدوخي من قلة الأكل

روتيلا تنظر ليدها التي تعصرها بقلق وبهمس : بحاول ..

صقر يقاطعها بغضب : روتيلا اسمعيني كويس أنا أكتر حاجه بتضايقني إهمالك لنفسك

روتيلا :أنامش مهمله أنا باخد علاجي في وقته وباكل.. كل الحكايه لما ببقى قلقانه مبعرفش أكل كويس..أكيد أنت لاحظت الموضوع ده عني

: وممكن أعرف سبب قلقك اليومين دول

: الكلية .... أتأخرت الفتره اللي فاتت ومطلوب مني شغل كتير

يقاطعها صقر وهو يرفع لها يده: لحظه ..يبقى صح اللي أنا فكرت فيه أنا أخدت قرار نهائي وأتمنى أنك متعارضيش ..مفيش كلية ..حالتك ..

روتيلا تقاطعه : لأ ..

صقر بصوت عالي :لأ ..لأ بتقوليها لمين يا روتيلا ....

روتيلا تنظر له بخوف من غضبه وأن ينفذ ما قاله : أنا أسفه ...بس

صقر يقاطعها بحده : أنا مش هانتظر لغاية لما تقعي من طولك في الجامعه ..مش هانتظر ..فاهمه .. ومن بكره مدير مكتبي هايبدأ في الإجراءات

روتيلا بإصرار :أنا كويسه الحمد لله وأنت بنفسك سمعت من ريهام قبل كده أن الكليه مفيش مشكله أبداً إني اروحها وخاصة إن شاء الله الولاده هاتكون في أجازة الصيف حرام تضيع عليا السنه..أنا مصممه إني اروح عادي ..

يقاطعها صقر بسخريه : وإن شاء الله هاتنزلي من غير موافقتي ..

روتيلا وهي تحرك رأسها يمين ويسار وبدموع تحاول منعها وبهدوء : متعملش كده أنت عارف أني مش هاقدر أخالفك ..أرجوك متعملش كده

ينظر صقر للدموع في عينيها فيمسح على وجهه بعصبيه ويتجه للنافذه ينظر للخارج مفكراً ..تمر فتره من الصمت عليهم ......يضع يده على قلبه حزنها يؤلمه : عندي شروط

روتيلا وهي تمسح دموعها و تحيط جنينها بيدها : وأنا موافقه عليها

يلتفت لينظر لها : من غير ماتسمعيها

تنظر لعينه وبثقه : أنا واثقه فيك ..وواثقه أن شروطك هاتكون في مصلحة ابني ومصلحتي

يبتسم صقر لسماعه ما كان دائماً يتمنى أن يسمعه منها كلمة بسيطة تعني له الكثير أنا واثقه فيك ...ويتجه لها ويجلس بجانبها وهو يمسح أثر الدموع بعينها وبهدوء : أول شروطي تبطلي دموع ..مش عايز أشوفها ابداً..... تاني شرط هاتي بوسه علشان زعلتيني لما قلتي لأ ....وأخر شرط انا كمان واثق في حبيبتي انها هاتحافظ على نفسها علشاني لأنها أهم عندي من الدنيا كلها ...فهمتي شروطي

تهز روتيلا رأسها بسعادة وترتمي في حضن صقر الذي حاوطها بحب وتطبع قبله على خده : خلاص فهمت

صقر مبتسماً لها محاوطا وجهها بيديه : في شرط تاني كنت ناسي أقوله ليكي

روتيلا تحرك رأسها باستفهام : أيه ؟؟

صقر مبتسما لعينها : أنا عايزه يبقى نسخه منك فاهمه

تضحك روتيلا وهي تمرر يدها على حواجبه وعينه : لكن أنا عايزاه ياخد عينين الصقر

يضحك صقر عالياً محتضناً فراشته : يا مجنونه بقى أنا عايز لون عينيك الخضرا اللي مجنيني تقومي تقولي عين الصقر ...وبجديه ..روتيلا أتعلمي تسمعي الكلام ..وبهمس مقبلاً أياها ....عايزه نسخه منك فاهمه

تبتسم روتيلا بسعاده : إن شاء الله ..وفي نفسها ..يا رب يبقوا نسخه منك

:رورو طمنيني عامله أيه مع البيبي

تضحك روتيلا : تقصد خالد

يبتعد صقر بعصبيه مفتعله : متفكرنيش ...كل ما أشوفه ببقى عايز اموته

: حرام صقر كفايه اللي جاله منك كمان بابا وابيه جمال زعلوا منه لما انت زعلت

يضحك صقر : لأ,,معلش إلا خالد صحيح بايخ ومستغل بس علشان عيونك ولأنه توأمك فأنا سامحته

تقترب روتيلا منه وتقبله : بحبك أوي

صقر وهو يحضنها يمسك خصله من شعرها يتنفسها بعمق ثم يتعمق في عينيها وبهمس : كل يوم بيمر عليا من يوم ما زعلتك مني ورحتي لوالدك وأنا بسأل نفسي إزاي قاومتي حبسي ليكي..

روتيلا وهي تحرك رأسها براحه على صدرة وبهمس نائم : ابنك كان معايا .....

صقر بابتسامه وهو ينظر لحبيبته التي تتوسد صدرة بعد يوم طويل من السهر فيقربها منه أكثر في وضع لم يعد يزورهما النوم إلا به

: أحلام سعيدة يا فراشتي


........شهر أخر .........


......في هول قصر الجارحي.....


يجلسوا جميعاً بعد العشاء تجمعهم فرحة الأم ودعائها لأولادها أن يظلوا دائماً في سعاده

صقر مشغول مع مروان في حديث عمل هام وسارة وروتيلا وأم صقر في حديث جميل عن تجهيز غرفه للبيبي القادم

يقطعه صراخ سارة : لا كفايه حرام ...مش هاديلك منه

ينظر صقر لما يدور بين روتيلا وسارة بتعجب : في أيه ؟؟

: يا أبيه كانت بتحب أيس كريم الشيكولاته دلوقتي معدش بيعجبها غير الأيس كريم بتاعي اللي بالفراوله

مروان ضاحكاً : مجنونه .. كلمي المطبخ حد يجيبلك

سارة تضحك بتسليه وهي تنظر لروتيلا التي تبتسم بخجل : خلاص مفيش مشكله ..رورو الظاهر بتـتــــو.....

يقاطعها وضع روتيلا يدها على فم سارة وبهمس : اسكتي

تضحك أم صقر التي فهمت : يا حبيبتي حالا هايجيبوه ليكي لوحدك وبالعند في سارة وهاخليهم يحطوه في جناحك كمان

يظل صقر فترة يتمعن في الحوار العجيب الذي يدور أمامه حتى لاحت له الحقيقه فابتسم ابتسامه واسعه وبهمس : بتتوحم ..فراشتي الصغيرة بتتوحم

يقف صقر فجأه متجاهلا حواره الهام مع مروان : روتيلا تعالي يا حبيبتي ..

تقف روتيلا فيأخذها من يدها ويخرج بها لخارج القصر

روتيلا : صقر رايح فين

: تعالي بس مش إنتِ عايزه أيس كريم بالفراوله

تبتسم روتيلا وهي تعض على شفتها وتومأ له بنعم

: خلاص رورو هانروح ناكل أنا وإنتِ أحلى أيس كريم بالفراوله لأني نفسي فيه ونتمشى شويه من زمان مخرجناش مع بعض أيه رأيك

تقف روتيلا وتحثه ليواجهها : صحيح نفسك فيه ...

: لما روحي يبقى نفسها في حاجه مش ده معناه أن أنا نفسي فيه ....

تضحك روتيلا وبحب تمسك يده بيدها الأثنتين وهي تقربها من قلبها : شكراً

ينحني صقر مقبلا جبينها بعمق : إنتِ اللي شكراً يا أحلى هديه ربنا بعتها ليا ...


.....شهور جديدة......


فراشتنا السعيدة بحملها الظاهر للجميع الأن وبعد مرور فترات التعب والغثيان بدأت تشعر بحب بحركة جنينها والتي عندما شعرت بها أول مره بكت كطفلة صغيرة وشاركها الفرحة صقر كالعادة بلطفه وحبه لكل شيئ يخص فراشته ويسعدها وظلت دائماً تنتظر حركته ولكن تزداد الحركه وتتألم روتيلا

: أه ....حرام عليك ..كده توجع مامي انا زعلانه منك

يضحك صقر الذي يشغله عمله على الحاسوب دون النظر لها : رورو تاني يا حبيبتي الولد مزعلك

روتيلا التي تتكئ على الأريكه في مكتبه : ليه متأكد إنه ولد

: إنتِ يا روحي اللي دايما اللي بتكلميه بصيغة الولد

تضحك روتيلا : لأنه شقي لكن لو بنت هاتبقى هاديه

يرفع صقر رأسه وينظر بحب لفراشته : تعرفي عندك حق لو بنت هاتبقى هاديه وجميله زي أمها أيه رأيك أنا خلاص عايزها بنت ...أنا المره الجايه هاجي معاكي عند ريهام للمتابعه

مش المفروض يكون ظهر نوع الجنين

روتيلا بتوتر : لا صقر متجيش

يقف صقر ويدور حول مكتبه ساندأ عليه أمامها وهو عاقد ذراعيه : ممكن يا زوجتي العزيزه تفسري ليا الموضوع ده ..انت وريهام مخبيين حاجه وأنا عايز أعرفها ..

روتيلا وهي تعتدل في جلوسها : بصراحه بعد أول مره جيت فيها معايا وقلقك الزايد اتوترت فريهام قالت التوتر مش كويس علشان الحامل ...بس ...

يتمعن صقر في عين فراشته التي تهرب بها بعيد : إنتِ يا روحي كذابه فاشله بس تعرفي أنا بحذرك لو في أي خطر عليكي و...

تقاطعه روتيلا بثقه وهي تنظر لعمق عينه : والله مفيش أي خطر إن شاء الله

يبتسم صقر مقربا من فراشته محتضنا وجهها بيده مقبلا جبينها : إن شاء الله حبيبتي ..ربنا يخليكي ليا ويــ..

تقاطعه روتيلا بصرخه من حركه لجنينها قويه :أه

يتألم صقر لألمها فيصرخ في ابنه بشده : ولد كفايه متتعبش مامتك

تضحك روتيلا عالياً وهي تحاوط ابنها : صقر ..حرام عليك ليه تزعله ...تصور سكت وبطل حركه

يذوب صقر في ضحكة فراشته فيجلس بجانبها ويحاوطها بخوف عليها : حبيبتي مستحيل اسمح لأي شئ يألمك حتى لو ابني ..فاهمه

ترفع روتيلا عينها لتقابل سواد عينيه : لكن أنا ببقى سعيده بكل حاجه يعملها لأنه حته منك

يقبلها صقر بحب : روتيلا ..روتيلا أنا عمري ما تخيلت إني هاحب كده عمري ما تخيلت أن هايجي اليوم اللي قلبي هايدق لأي حوا إنتِ عملتي مني انسان تاني انسان بجد يا روحي

إنتِ الفراشة الصغيرة دخلتي حياتي بجناحك الرقيق عملتي جوايا زوابع ورياح وأعاصير

قلبتي كياني يا روتيلا ....بحبك ..بعشقك


........الشهر الأخير .......


....جناح الصقر.....


يدخل الجناح لتقابله أرواح البخور التي يحبها ويبتسم عندما يرى فراشته تتكئ على السرير تنهي وردها وتضع يدها على جنينها تحصنه فاتنظر له بابتسامتها المشرقه وتضع المصحف يجلس بجانبها وهو يأخذها لحضنه .. ويرفع حجابها ثم يمرر يده بين خصلات شعرها : بيجنني شعرك لما بيحاوط وشك كأنه هاله لملاكي

إنتِ بتعملي فيا أيه من أول يوم شوفتك فيه بفستانك الأبيض وشعرك بيطير حواليكي كنت زي اللي ألقيتي عليا بتعويذه حاولت أبعد عنيا عنك مقدرتش ابداً... كنت كأني مشدود بمغناطيس قربت منك و رفعت وشك ليا علشان ألمسك بس علشان اصدق انك أدميه ...ويبتسم صقر ..مصحانيش إلا دفى دموعك على أيدي أول مره أعرف أن الدموع دافيه.. ساعتها بس صدقت ..حبيبتي من أول يوم سحرتيني ...إنتِ سكنتي روحي يا روتيلا سافرت وأنا جوايا إنتِ ...لو شفت خضره شفت عنيكي لو هربت منها ورفعت عيني للشمس شوفت الكهرمان اللي فيهم لو لمحت طفل شوفت برائتك ..ويضحك صقر ..ولو شفت واحده حلوه ..

تقاطعه روتيلا وتضربه على صدره بخفه تعاتبه ..: صقر ..هازعل منك

يضحك صقر عالياً ويضمها بقوه : يا غيوره مكنتش بشوف غيرك صدقيني ...

روتيلا تبعد عنه قليلاً وتنظر في عمق عينه : لما أكون أنا غيوره تكون أنت أيه

يقبلها بين عينيها : أكون غيور أوي أوي أوي

تبتعد روتيلا بزعل : خلاص مفيش فايده فيك

يضحك صقر عالياً ويشدها لحضنه وبهمس يلمس روحها : معتيش تبعدي أبداً عن حضني ..فاهمه يا فراشتي .. مكانك دايماً هنا في حضني كام مره قلت ليكي ..

قولي حـ..ــاضــــــ......ـــــر

تضحك روتيلا وتنظرله :حاضر...حاضر..حاضر ..مبسوط

يتمعن صقر في محبوبته : أوي مبسوط ...جداااا مبسوط ......

: صقر انا تعبانه.....عايزه ماما ...صقر نادي ماما

: طيب يا حبيبتي حالا ..بس قوليلي حاسه بأيه

تبكي روتيلا : ماما ...ماما

يجري صقر لهاتف الجناح يستدعي أمه ثم يعود مرة أخرى لروتيلا ليجلس بجانبها وهو يمسح على وجهها بهدوء : إهدي يا حبيبتي ...خلاص حالاً جايه ...

: خايفه أوي

: لأ ..يا روحي لأ متخافيش أنا معاكي

تدخل أم صقر : خير يا رورو مالك يا حبيبتي ..

روتيلا تبكي : ماما

تدمع عين أم صقر لكلمة ماما التي خرجت من فم روتيلا فأخذتها بحضنها : يا روح ماما إنتِ مالك يا حبيبتي

تهمس روتيلا لأذن أم صقر بشئ فتبتسم أم صقر : صقر يا حبيبي أتصل بريهام وأطلع بره أنت لما أجهز رورو

يقف صقر بتوتر يدور حول نفسه قليلاً وهو يضع يده على رأسه يشد شعره للخلف : يعني ولادة

: أيوه يا حبيبي ..واقف ليه روح اتصل بريهام وأجهز أنت كمان

كان سيخرج من الجناح ولكنه عاد واحتضن روتيلا بقوة وبهمس : متخافيش يا حبيبتي إن شاء الله هاتقومي بالسلامة


........في المستشفى .........


يحلق الصقر في ممر المستشفى خارج غرفة الولاده حيث ترقد فراشته

لم يستطع طبيب المرور ليس من أمام الغرفه ولكن من الدور بأكمله الذي أعده في وقت سابق بالإتفاق مع محمود في مشفاه ليكون المكان التي ستلد به روتيلا وبعد ذلك يصبح جناح مجاني للحالات المحتاجه ....وطبعاً كل من يعمل فيه سيدات فقط

: ولادة طبيعيه ولا عمليه فهمني

محمود الذي يمسك هاتفه يحادث ريهام : طبيعيه الحمد لله

صقر بغضب وخوف على روتيلا : قولها تعطيها بنج مش عايزها تتألم أبداً ..فاهم

: لحظه يا صقر مراتك رافضه

صقر بحده : يعني إيه رافضه مش بمزاجها ..أعطي أوامرك لريهام وإلا هات التليفون هاكلمها أنا

محمود مهدئا للثائر الذي أمامه : ممكن تدخل تكلمها لسه شويه على الولادة ..ايه رأيك يمكن تقنعها


.......ماما روتيلا .......


يدخل ليشاهد محبوبته ترتدي ملابس المستشفى يضع يده على قلبه الذي يتألم لألمها وبهدوء

: روتيلا

تبتسم روتيلا لعين حبيبها وهي تكتم ألم لم يخفى عنه : تعال حبيبي .. ريهام بتقول لسه شويه

يقترب صقر من روتيلا ويقبل جبينها ويمسد بيده على رأسها : ليه يا حبيبتي عايزه تتألمي

روتيلا وهي تقاوم ألمها تغمض عينيها وتمسك بيد صقر بشدة شاركها فيها وجعها وتنفسها المتضطرب : عايزه أحس بكل حاجه حست بيها ماما عايزه أولد طبيعي من غير مخدر ..أرجوك صقر متحرمنيش من الثواب

: رورو مش هاقدر حبيبتي استحمل ألمك

: أنا كويسه خالص وجاهزة جداً للولادة الطبيعية ...وهابقى سعيدة مش أنت يهمك سعادتي

يحتضنها صقرمقرباً إياها من قلبة يتمنى لو يستطيع أن يمنع عنها اي ألم ثم يقبلها :أيوه يا حبيبتي ..أيوه


........غرفة روتيلا بعد الولادة .........


الفراشة نائمة ويمسك بيدها صقر ويمسح بيده الأخرى على شعرها منذ خروجها من الولادة لم يتحرك من جانبها

: صقر

يقف صقر ويقبلها على جبينها : الحمد لله على السلامة ...حبيبتي عامله ايه

روتيلا تنظر حولها وتجد سرير البيبي فارغ : الحمد لله ...هم فين

يبتسم صقر : ده السر اللي إنتِ وريهام مخبينه عني توأم يا رورو ...ليه خبيتي عليا

أنا قلبي كان هايقف لما عرفت ليه استحملتي كل التعب ده

تضحك روتيلا بضعف: لما كنت عارف بخالد بس كنت راعبني وراعب ريهام خفنا نقولك على عبد الرحمن كمان

يضحك صقر عالياً ويقبلها بعمق : من يوم ما دخلتي حياتي وأنا من فرح لفرح ...ربنا يخليكي ليا ....ربنا يخليكي ماليا حياتي دايماً

: شفتهم ..عايزاهم صقر ...جبهم ليا ارجوك

يجلس بجانبها وهو يحاوطها وينظر لعينها : هايجيبوهم دلوقتي ..عارفه مين هايجيبهم

: مين ؟؟؟

يدخل الحاج راشد وهو يحمل مولود ومعه خالد ويحمل المولود الأخر : السلام عليكم ورحمة الله ....قومي يا رورو شوفي حبايبك ...وينظر لصقر ...أنا نادر عقيقتهم أنا اللي هاعملها موافق

يضحك صقر : جداااا ..مبارك يا حاج سلامة فراشتنا ...

يضحك خالد : مبارك عليك خالد وعبد الرحمن ...


.......الخاتمه .......


...........بعد مرور خمسة أعوام ...............


.....لميس .....


كل ما افكر إني حبيت يوسف قبل الجواز اتجنن كده كده كان نصيبنا هانتجوز بنفس طريقة زواج صقر بروتيلا.... النصيب.....

روتيلا مكان جمانة بسبب عمي وعِند صقر وأنا كنت في المقابل هاتجوز يوسف

لما اتجوزت يوسف كنا كأننا نعرف بعض أول مرة....أه..... حب قبل الزواج.. الحب الحقيقي فعلا بعد الزواج وده اللي حصلي

الماستر مكملتوش لأني بقيت فنانة في الطبخ بقى شغل المطبخ هوايه عملت موقع على اليوتيوب ودلوقتي اتعاقدت مع قناة طبخ

تضحك عالياً : حاجه غريبه صح

وأه ....جبت بنت حاولنا نسميها روتيلا صقر رفض..

: يوسف هات راشد ورنا وتعال بسرعه علشان ألبسهم أتأخرنا وماما كل شويه تتصل


.......يوسف........


: حالاً حبيبتي ..راشد .. رنا بسرعه روحوا لماما بسرعه

ينظر يوسف للسماء ...الحمد لله ....صحيح كنت بحب لميس قبل الزواج ولكنه مكنش حب حقيقي.. فهمت بعد كده يعني إيه الحب الحقيقي بعد عشرتي معاها

قبل الزواج كان زي كل الممنوع مرغوب وجوازي من لميس كان مستحيل فحبيت التحدي وتخيلته حب وكل واحد فينا كان بيتجمل وبيظهر أحسن ما عنده ...لكن بعد الزواج وظهور كل واحد على حقيقته ومشاكلنا الكتير وإصراري على معالجة غرورها وعصبيتها أكتشفت أد إيه هي انسانه نقيه وتستاهل الحب الحقيقي اللي اتولد جوه قلبي لها حقيقي تستاهل

ربنا يخليها ليا

: يوسف ..إتأخرنا

: حالا حبيبتي جاي ..


......مي.....


اقنعت نفسي وانا بلعب دور سيدة المجتمع إني برضي جوزي وإن أنا كده صح وقلدت كل واحدة نجحت في حياتها الزوجيه وعملت بنصيحة ناس ملهاش إنها تدي نصايح لا عندهم خبرة ولا دراسة تؤهلهم ...الحقيقه اكتشفت أن اللي بيعطي نصايح للمتزوجين لازم يتقي ربنا وبشبهم بالناس اللي بتفتي بالدين بدون علم حقيقي ودراسة تؤهلهم لأنهم بيسببوا خراب للبيوت بدون ما يدروا ...

أنا عملت مركز ديني متكامل في مصر بيراسل الأقليات المسلمه في العالم والمركز أصبح ناجح جدا ...وأكتر حاجه سعيده علشانها أن مها لبست الحجاب وبتساعدني في إدارة المركز

وروتيلا هي اللي بتصمم لينا المنشورات وغيره .....وأه ....جبت بنت وحاولت اسميها روتيلا وصقر رفض

: ياسين بسرعه حبيبي أنا جهزت الولاد ..ماما هاتزعل مننا لو أتأخرنا

: حالا يا روحي أنا خلصت شغلي خلاص


..........ياسين ...........


لو كنت أعرف إنها بتعمل كل ده علشان ترضيني كنت منعتها أنا مكنتش معجب باللي بتعمله كنت موافقها بس لأن في ضميري كنت عارف أد أيه هي بتعاني من انشغالي وكثرة سفري وكنت عارف إني مقصر معاها

الحمد لله أخيراً بابا اقتنع إني لازم اباشر الشغل من مصر وعاطف لأنه فاضي هو اللي بيسافر وخاصةً أنه مبيفكرش في الإرتباط دلوقتي بيقول لما يقع في الحب هايتجوز أنا بتابعه كويس لأنه شويه جامح ومحتاج مراقبه دايما... كمان مها لما رجعت وشفت أد أيه كنا كلنا مشغولين عنها غصبت عليها الأول تساعد مي وكان قراري صح إتأثرت جدا بالمركز ولبست الحجاب والتزمت جداً ...كلنا بقينا مبسوطين لها ...

: ياسين بسرعه

: تعالي حبيبتي...أنا جاهز


........سارة وعمر ......


سارة وهي تنظر بحب لعمر وهو يلاعب ابنتهم رقيه تتذكر كيف كانت قبل وكيف أصبحت الأن ...

الحمد لله إني فوقت في الوقت المناسب...أبيه صقر إذا كان له دور في إيقاظي من غفلتي فروتيلا كان ليها الدور الأكبر ... عجبتني روتيلا من أول ما دخلت حياتنا

كانت برغم رقتها اعصار طاح بكل أفكارنا...حياتي وسعادتي كان ليها دور كبير فيها ...علاقتي بعمر ونجاحي فيها بسبب نصحيتها اللي طبقتها من أول يوم جواز..اتقي ربنا وصفي النيه

الحمد لله

: عمر ماما منتظرانا إتأخرنا

:جاهز يا حبيبتي بس بنتك شقيه ..مش عارف طالعه لمين ..كل شويه تشد التوكه من شعرها

تضحك سارة : لو كان صقر وافق على تسميتها روتيلا كانت طلعت هاديه

يقرب عمر من سارة ويقبلها بحب : شقاوتها دي اللي محلياها هو جنني إيه غير شقاوة أمها

بموت فيكي يا شقيه

: بموت فيك يا عُمَري


........مروان ........

خروجي مع البنات اعطاني فكره عنهم مش مظبوطه عكستها تماما روتيلا بتصرفاتها وتدينها و اكتشفت إن الشيطان مكنش بيخليني أشوف إلا النوعيه المستهتره بدينها وأخلاقها

الحمد لله إنها دخلت حياتنا في الوقت المناسب ربنا يسعد أخويا معاها ويخليلنا خالد وعبد الرحمن اللي بموت فيهم .. معرفتي أن إللي كنت بعمله حتى لو بحسن نيه مع البنات هاينعكس على بيتي دلوقتي وفي المستقبل خلاني كمان أخاف واستغفر ربنا كتير وبيساعدني دلوقتي مها بنت عمي اكتشفت أد أيه هي انسانه كويسه بس كانت زي عايزه اللي يوجهها صح

بدعي ربنا إن بيتنا يبقى بيت مسلم صح ونجيب بنت وربنا يعينا على صقر و يوافق نسميها روتيلا ....

: طبعا هايرفض صح يا حبيبتي

مها الحامل وهي تركب السيارة مع مروان : طبعاً يا حبيبي هايرفض ..إتأخرنا على آنتي

: أيوه فعلاً بس متخافيش وراكي رجاله

تضحك مها : طيب يا بعلي بسرعه

.......خلوة الحاج عبد الرحمن .......

على شط النيل تجلس روتيلا تنظر لجريان مائه يعلن بكل شموخ إنه شريان الحياة

: حبايبي كفايه لعب كوره ماما اتصلت بتستعجلنا

صقر وهو يقبل فراشته ثم ينام على رجلها ويضحك : تخيلي كسبوني الولاد دول كبروا وكبروني

تضحك روتيلا وهي تحرك يدها على شعره الذي تخلله بعض الشعيرات البيضاء التي زادته هيبه : أنت بتسيبهم يكسبوك بمزاجك وحبيبي شباب على طول

صقر ضاحكاً: بحبك

تنظر روتيلا لبعيد وهي تسترجع ذكرياتها مع صقر في حوار صامت مع حبيبها وأمانها

:اتخرجت وصقر بقى اقل غيره بس معرفتش اشتغل علشان الاولاد ومسؤليتهم لما يكبروا شويه ممكن لأن صقر رافض خالص المربيات بيقول عايزهم يبقوا أخلاقك وتربيتك بالظبط

يضحك صقر : افتكرت لما كنت هاجيب مربيات لأولادي مش ممكن أدخلهم بيتي كده رورو مشغوله مع التوأم مستحيل أخليها تشتغل مجنون أنا... بس علشان أراضيها بتعملي كل إعلانات شغلي وغيرت علشانها اللوجو

تبتسم روتيلا وهي تحرك عينيها بمكر:

خالد وعبد الرحمن كل حياتي صقر فاكرني مش فاهمه لما بيخليني أعمل شغل المجموعة أنه مش عايز يحرمني تماماً من هوايتي بس هو مش فاهم شغل شركاته ممكن اي شركة إعلانية تعتمد عليه فقط ....ما شاء الله

يتنفس صقر براحة وهو يمسك يد روتيلا التي كانت تحركها على رأسه ويقبلها بعمق نعم اعترفت لنفسي بكل صدق.... اعترفت للرجل الشرقي بداخلي

روتيلا غيرت حياتي من رجل بدون قلب لانسان بجد لا أتخيل حياتي بدونها بحمد ربنا انها كانت من نصيبي

يخرجه من عمق أفكاره صوت روتيلا الهامس

: صقر ..الغدا جاهز وكلهم وصلوا اتأخرنا أوي

صقر : نص ساعه بالظبط حبيبتي وهانكون عندهم بس نروح مشوار صغير ...رورو أخذتي علاجك

تضحك روتيلا : أخدته اطمن ...وبعدين إن شاء الله ناديه تيجي بالسلامه

يضحك صقر عالياً : ناديا ونورا متفكريش إنك هاتضحكي عليا المره دي كمان

: صقر ..أبداً ...ويالا بسرعه نادي الولاد

يقف صقر ويساعدها لتقف ويقربها منه وبهمس :يا فراشتي .... بحبك ..بموت فيكي ..بعشقك

تريح روتيلا رأسها على صدره تستمد القوه والأمان : وأنا يا صقري بحبك أوي ....أوي .....أوي..

: بتعملوا أيه ؟؟

يضحك صقر وروتيلا : يالا اتأخرنا

ويتحركوا جميعاً لخارج الخلوه

خالد :هانروح فين

عبد الرحمن : يعني أنت مش عارف أكيد عند جدو

صقر : عارفين ليه

خالد وعبد الرحمن :أيوه

: ليه

: علشان تقرأ الفاتحه وتدعيله أنه عطاك ماما

:أيوه الله يرحمه ويدخله الجنه برحمته

تمت بحمد الله

بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءَتْ سَكْرَة الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَة مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) سورة ق

صدق الله العظيم

.......ما بعد الخاتمه .......

سُئلت يوما لما كتبتي الفراشه قلت عندما أكتب كلمة تمت سوف تعرفوا

والأن كتبت تمت فوعد الحر دين عليه ...

الفراشة كانت جزء من علاج لروحي التي أفتقدت أمي وكنت أطبع على الورق رقتها وكلامها فهي كانت فراشتي

وأنا قبلاً كنت أفصحت إني كنت سوف أُنهي الروايه بموت روتيلا التي تعطي كل من حولها دون مقابل ...ولكني مع تقدم أجزاء الفراشة استعدت سعادتي تدريجياً

ولذلك أُهدي الفراشة لأمي....

وحشتيني...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفراشة روايتي الأولى اليوم يتحقق حلمي بتقديمها لكم معتذرة عن أخطائي فيها

داعيه الله ان تكون كل دقيقة من وقتكم منحتوني إياه في ميزان حسناتكم

الفراشة قد تظهر للكثيرين رواية رومانسية اجتماعية ولكني كنت أضع بها كل ما أريد قولة لكل فتاة أو زوجة

وخلاصة روايتي

هو .... اتقي الله....



الفصل الاول والثاني من هنا



الفصل الثالث والرابع من هنا



الفصل الخامس والسادس من هنا



الفصل السابع والثامن من هنا




الفصل التاسع والعاشر من هنا




الفصل الحادي عشر والثاني عشر من هنا




الفصل الثالث عشر والرابع عشر من هنا



الفصل الخامس عشر والسادس عشر من هنا



الفصل السابع عشر حتى الفصل الرابع والعشرون من هنا



الفصل الخامس والعشرين حتى الفصل الثامن والعشرون من هنا




الفصل التاسع والعشرين حتى الفصل الثاني والثلاثون من هنا




الفصل الثالث والثلاثون حتى الفصل الأخير من هنا



أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات





تعليقات

التنقل السريع
    close