رواية الفراشه الفصل التاسع والعشرين والثلاثون والحادي والثلاثون والثاني والثلاثون بقلم الكاتبه روتيلا حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية الفراشه الفصل التاسع والعشرين والثلاثون والحادي والثلاثون والثاني والثلاثون بقلم الكاتبه روتيلا حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
· · حُبُّكِ طيرٌ أخضرُ ..
طَيْرٌ غريبٌ أخضرُ ..
يكبرُ يا حبيبتي كما الطيورُ تكبْرُ
متى أتى الطيرُ الجميلُ الأخضرُ ؟
لم أفتكرْ بالأمر يا حبيبتي
إنَّ الذي يُحبُّ لا يُفَكِّرُ ...
حُبُّكِ طفلٌ مُتْعِبٌ
ينام كلُّ الناس يا حبيبتي و يَسْهَرُ
طفلٌ .. على دموعه لا أقدرُ ..
حُبُّكِ .. كالهواء يا حبيبتي ..
يُحيطُ بي
من حيث لا أدري به ، أو أشعُرُ
جزيرةٌ حُبُّكِ .. لا يطالها التخيُّلُ
حلمٌ من الأحلامِ ..
لا يُحْكَى .. و لا يُفَسَّرُ ..
حُبُّكِ ما يكونُ يا حبيبتي ؟
أزَهْرَةٌ ؟ أم خنجرُ ؟
أم شمعةٌ تضيءُ ..
أم عاصفةٌ تدمِّرُ ؟
أم أنه مشيئةُ الله التي لا تُقْهَرُ
كلُّ الذي أعرفُ عن مشاعري
أنكِ يا حبيبتي ، حبيبتي ..
و أنَّ من يًحِبُّ ..
لا يُفَكِّرُ ..
(نزار قباني )
........الفصل التاسع والعشرون ........
........لميس ........
: يوسف أنا مخنوقة جداا هنا.. أنت طول النهار بره وسايبني لوحدي
: حبيبتي أشغلي نفسك زي كل الستات ما بتعمل الصبح
لميس : يا سلام ..وفي أيه الستات بيشغلوا نفسهم الصبح ..وأنت جايبني بعيد عن أهلي وأصحابي حتى مولات أو نوادي مفيش
يضحك يوسف ويمسك يدها متجه بها للمطبخ : لا حياتي دول مش الستات اللي أقصدهم ..اللي أقصدهم الستات اللي بجد ..اللي زي أمك وأمي ....يصل للمطبخ ويشير لها : الطبخ يا حياتي مثلاً ..لميس نفسي أدوق أكل من إيديكي .أكل من أيد مراتي
لميس وهي واضعة يديها على خصرها : يوسف أنت عارف إني مبعرفش أطبخ
: عارف
: يبقى ليه عايزني أعمل حاجة مبعرفهاش
يقبل يدها : تتعلمي يا حبي
تسحب يدها : أتعلم ..أتعلم ..عايزني أتعلم الطبخ ..وبعدين ممكن تفهمني إزاي هاكمل الماستر وأنا هافضل طول النهار في الكلية والمواصلات وبعدين أرجع أطبخ
يوسف : أيه المشكلة زوجات كتير أوي بيشتغلوا وعندهم أطفال وكمان بيشوفوا شغل بيتهم
تضحك لميس بسخرية وهي تحرك رأسها يمين ويسار : ويمكن كمان تطلب مني أغسل و أنضف ..
يوسف عاقدا يديه على صدرة : ليمو حبيبتي تنضيف لأ لكن غسيل ممكن لأني مبحبش أم أشرف تعمله ليا ..فماما الحقيقة اللي بتغسل هدومي ودلوقتي أتجوزت يبقى المفروض أنتِ
لميس وهي تفتح فمها مما يقولة يوسف ولمعت عينيها : يو..يو..سف ....أأنت
يقرب منها يوسف يحضنها : لميس حبيبتي
تدفعة لميس وتجري لغرفتها ..ترمي نفسها على السرير وتبكي بشدة
يدخل يوسف الغرفة ويجلس بجانبها يشدها ناحيته واضعا رأسها على صدرة وبهدوء : ممكن أفهم ..الحقيقة مش قادر استوعب أنك زعلانه من طلبي ..أنا عشت طول عمري في مجتمع الستات فيه بيعملوا ده عادي من غير ما يتطلب منهم ..صدقيني بيعملوه وهم فرحانين كمان ..يرفع رأسها وينظر في عينيها ..:أرجوكي فهميني وصليني لتفكيرك بدون دموع أرجوكي لميس فهميني ليه زعلتي
لميس ولا زالت تبكي : عايز تفهم ليه ...علشان تضحك عليا وعلى كلامي
يوسف وهو يقبل جبينها : عايزك تفهميني علشان مطلبش منك حاجة تزعلك مني ..إنتِ روحي يا لميس ..أفهميني يا حبيبتي إزاي أطلب من نفسي وروحي حاجه تزعلها
تهدأ لميس : خلاص مش زعلانه ..
: متأكدة
: أيوة متأكدة
: طيب إيه اللي يريحك
تمسح لميس عينها بيدها وتبعد قليلا عنه تجلس معتدلة على طرف السرير وهي تفكر بالإجابة ولكنها شجعت نفسها وبصوت هامس : القاهرة
يضحك يوسف و يسحبها لحضنه : لو وعدتك أفكر ..توعديني تبطلي زعل
لميس بفرح وهي تعدد على أصابع يدها : وأوعدك أتعلم الطبخ والغسيل والتنضيف كمان
يضحك يوسف عاليا وهو يقف : لأ..يا سيتي شكراً ...أخاف المرة الجاية تموتي مني
لميس بخجل : لأ.خالص...أنا أسفة يا يوسف صدقني أنا هاحاول
يوسف ناظرا لها قليلاً وقبل أن يخرج : حبيبتي أنا وعدتك باللي يخصني وأنتِ حرة باللي يخصك
....في الطريق للمطار.....
: لسه زعلانه
روتيلا تنظر خارجاً : لأ. بس أخاف أنهاردة يكون محسوب من الأربع أيام
يضحك صقر : حبيبتي ..لأ إطمني مش محسوب
روتيلا هامسة : الحمد لله
: للدرجة دي وحشينك
روتيلا تدير له وجهها سريعا : أنت بتتكلم جد تسألني السؤال دة
صقر مبتسماً لها
تعود للنظر للخارج : بابا هو روحي ..
صقر يمسك يدها بحب يحثها على الكلام يحب يسمع حكايتها وخاصة وهي تلقيها عليه دائماً وهي تغلفها بعشقها لوالديها
تنظر له :هاتغير منه ؟؟
يقبل يدها : مستحيل ...ليه تفكري كدة
: ماما كانت بتعشقة ..تعتقد أنها زرعت ده فيا
يضحك صقر : ممكن ليه لأ ..جزء من حب الطفل لأبوة سببة حب أمه له
تبتسم روتيلا : أيوة أنا كمان متهيألي كدة ...تصمت فترة ثم تسأله فجأة : صقر أنت ليه مخلتناش نسافر كلنا مع بعض ؟؟
يضحك صقر عالياً..كان يعلم إنها ستسألة
روتيلا تنظر لضحكته مبتسمه وتهز رأسها متلهفة لإجابته
صقر واضعاً يده على كتفها ضاماً لها قليلاً : عايزة تعرفي إيه يا فراشتي ؟؟
: أنا عارفة ..لأ..متأكدة أنك كان ممكن أما تيجي بدري أو تأجل سفرهم لليل معانا
ينظر لعينها : صح ..الحقيقة أنا عندي سبب مهم ...فاكرة أول مرة نسافر فيه بالطيارة من النجع
روتيلا بخجل قليلاً : أيوة
يمسح على حمرة خدها : هو دة ...جننتيني يومها بخجلك مني ..كنتي ماسكة في يوسف على طول تداري وراه مني ..هو اللي يخلص ليكي الإجراءات هو اللي تقعدي معاه ..هو اللي نمتي في حضنه بالطيارة
فأنا بصراحة كنت عايز يبقى لينا ذكرى تانية خالص مع بعض على نفس الطريق ده ...ذكرى يكون فيها بس أنا وأنتِ فهمتي
روتيلا بفرح : أيوة فهمت ..وبهمس ...الحمد لله
.....داخل الطيارة.....
: مستريحة
روتيلا بقلق : أيوة ...
: ليه وشك مخطوف كدة ..أنتِ تعبانة
تهز روتيلا رأسها بلا
قائد الطائرة : نطلع يا صقر بيه
يشير له صقر بنعم
تربط روتيلا الحزام وتغمض عينها بقوة والطائرة تبدأ بالتحرك
صقر بقلق : روتيلا حبيبتي في أيه ..أنتِ مش أول مرة تركبي الطيارة صح ؟؟أنتِ على الأقل سافرتي مرتين معايا ..
روتيلا برقرقة دموع في عينها وبسمة خفيفة : المرة الأولى كنت مع يوسف وأنت مشوفتنيش وقت الإقلاع .... والمرة التانية كنت مخدرة تقريبا ..وتأخذ نفس عميق وتغمض عينيها مرة أخرى بقوة مع التقدم السريع للطائرة على المدرج ...أنا بخاف من الطيارات ..أنا سافرت كتير مع مامي وأخواتي بس ....تضحك بسخرية من نفسها ....دي دايما حالتي
يضمها صقر ناحيته مقبلاً رأسها : هشش عادي خليكي ف حضني ...ومتخافيش
وفي محاولة لتهدئتها وأيضا لمتعة في نفسة : رورو ...احكيلي حسيتي بأية أول مرة شوفتيني فيها
ترفع روتيلا بنظرها لعين زوجها : أول مرة
يعيدها صقر لصدره وبهدوء : مم...أول مرة
تضحك روتيلا وبرقتها التي تسحره : مشوفتكش
: أيه !!!
تكمل وهي مغمضة عينيها تتذكر : حسيت بيك لمحتك ..بس لمحتك ...في الصالون لمحتك ومقدرتش أتحرك ..طويل وشك مبنش معايا بس حسيت برهبة من هيبتك حسيت ليها شعاع لمسني
لما قربت مني ولمست وشي عيني غشيتها الدموع معرفتش أشوفك يمكن شفت جبينك
في بيتك شفت أيدك وهي بتشاور ليا أخلع الكاب ...وبعدين صوتك العالي وأنت معصب ..مشوفتكش خالص حسيت بس بيك دايماً موجود حواليا
صقر وهو يمسح على ظهرها بيدة مستمتع من قربها وكلامها : أنا غيرك أنتِ أخترقتيني
ترفع روتيلا رأسها وتنظر لعينه هامسة : أخترقتك !!
يبتسم لها صقر : أيوة ..ده هو الوصف الصحيح للي عملتيه فيا ...اخترقتيني ..ومش بس كدة انتشرتي جوايا سبحتي مع دمي ..هزتيني يا روتيلا أنا اللي مهزتنيش واحدة أبداً في حياتي جيتي أنتِ من غير ما تبذلي اي مجهود وذوبتي فيا
روتيلا و هي متعجبة من كلام صقر والذي لا يشبه شخصيته : مش فاهمة !!إزاي !!
صقر يعيدها لصدرة : مش أنا اللي بحكي أنا أنهاردة عايز بس أسمعك ممكن حياتي
روتيلا مستسلمة لرغبتة هي تعلم متى أراد الصقر الحديث لن يمنعة أحد : أيوة
صقر وهو يمرر يده على رأسها وظهرها : شوفتيني أمتى يا روتيلا ...تتحرك روتيلا مبتعدة قليلاً تنظر له ثم تنظر من نافذة الطائرة تسبح بعينيها في السماء : أول يوم جيت فيه أنت من السفر وأحنا في الصالة وطنط ومي بيقنعوك بالبارتي ...ثم تنظر له ... فاكر
صقر بهدوء: أيوة فاكر
تعود بنظرها للسماء وتتحدث بصوت رقيق هادئ متردد أحياناً : شفتك ..كنت بتتكلم مع أبيه ياسين ..شفت حركة ايدك وأنت بتشرح وجهة نظرك أو على ...وتشير على وجهها بطريقتة فيبتسم صقر .....لما بتتعصب ...عينك اللي بتضحك قبل صوت ضحكتك ال...ممـ..يزة وشفا...يفك ..لما بتتكلم ثم تصمت .....(وفي نفسها.. حتى السيجار اللي وعدت نفسي إنك تنساة)
صقر يدير وجهها الذي أحمر خجلا ويحثها : وشفتي أيه كمان
تنظر لعينة : وسواد عينيك ..
صقر سابحا في خضرة عين فراشتة : بحبك روتيلا ثم يحضنها قليلاً ويقبلها بعمق
فتشعر روتيلا بالغثيان كعادتها حين ركوب الطائرة وتخشي من غضب صقر وأن يفهم سر غثيانها خطأ فتبكي
يشعر صقر بها فيبعدها عنه قليلاً : في إية ؟؟حبيبتي بتعيطي ليه
يشتد بكاء روتيلا وهي تعود لتغرق رأسها بصدر صقر ليفهم مدى احتياجها لقربه
صقر : إيه يا حبيبتي مالك طمنيني
روتيلا وهي تشهق بالبكاء : والله غصب عني
: إية !!فهميني
: أأنا.. لما ..بب.....الطيارة
يضع صقر يده على رأسها : روتيلا ..فوقي كدة وكلميني
: عايزة أرجع
صقر يساعدها : قومي يا حبيبتي ..تعالي ...متخافيش يا رورو أنا مش زعلان منك أنا فاهم حبيبتي ...وفي نفسة (أنا اللي زعلان من نفسي لأني عمري ما هانسى إني أذيتك ..أذيت حبيبتي وفراشتي الصغيرة)
ظل صقر واقفا معها ورفض أن يتركها أو أن تغلق الباب خلفها يساعدها يمسك رأسها يمسح على وجهها بالمناديل المعطرة ..حتى هدأت تماما
روتيلا تنظر للأرض خجلاً : خلاص
صقر وهو يسندها لتعود لمقعدها الذي غير وضعيته ودثرها ببطانية خفيفة ...ثم أخذها في حضنة وهو يمسح على رأسها وظهرها
: بتعاملني كأني بيبي
يضحك صقر : إنتِ فعلا بيبي ..ينفع كدة قلبي كان هايوقف حسيت إني ...يصمت قليلا ...روتيلا سامحيني حبيبتي
روتيلا صامتة مستمتعة بدفى حضنه
صقر : مش عايزة تسامحيني
: مش عايزة أفتكر ..ممكن.. .
صقر وهو يقبل رأسها : ممكن يا روحي ...عايزة تشربي حاجة سخنة
: لأ
: تحبي تنامي يا فراشتي
: أيوة ..ممكن ؟؟؟
: أيوه ممكن نامي حبيبتي نامي شوية ولما نوصل أصحيكي
روتيلا بهدوء وهي تحرك رأسها على صدرة كقطة صغيرة : أوكي
يبتسم صقر لحركتها ويضمها له أكثر ويغمض عينه هو الأخر
........منزل الحاج راشد........
لاحظت لميس الحركة في البيت وخاصة المطبخ وفي نفسها : أكيد علشان روتيلا
: السلام عليكم
: أهلاً ..أهلاً ..بمرات ابني حبيبي
لميس تقبل حماتها : أهلاً آنتي ...أنتوا مشغولين انهارده علشان روتيلا
أم جمال بتنهيدة : علشانها وعلشان في رجالة من النجع جايين يزوروا الحاج والحاج أمر بالغدا لهم
لميس : أه ...أمال آنتي منيرة فين وجمانه
سلمى :في المطبخ عمة منيرة بتجهز حاجات روتيلا بتحبها وواخدة معاها جمانة ....يا خالتي زمان أبويا الحاج زعلان
لميس باستفهام : زعلان ليه ؟؟
سلمى تضحك : علشان هاينشغل عن بنته بالرجالة اللي جاية
لميس بنغزة ضاحكة وهي تنظر لحماتها : روتيلا تتحب ..اكيد أنتوا كمان بتحبوها
تصمت سلمى ناظرة لخالتها.
أم جمال تغمض عينيها : يا رب سامحني ...أيوة يا بنتي قلبها أبيض
ثم تقوم من مجلسها المميز وتدخل غرفتها
لميس : غريبة مالها
سلمى وهي تتابع بحزن حماتها : ولا حاجة متشغليش بالك هي ساعات كدة بتفتكر حاجات زمان وبتزعل منها الله يكون في عونها وعونا
لميس وقد فهمت أنها غيرة حماتها من أم روتيلا : معقولة لسة لغاية دلوقتي بتضايق من الذكرى دي
سلمى بقلق : إنتِ تعرفي أية ؟! يوسف قالك أيه ؟؟
لميس ترفع كتفيها : عادي أنا عارفة أن عمي أتجوز مامة روتيلا الله يرحمها فأكيد آنتي زعلانه علشان كدة .
سلمى : يعني متعرفيش حاجة تانية
لميس : حاجة أية ؟؟
سلمى براحة وفي نفسها (الحمد لله):أنتِ لسة عايزة تتعلمي الطبيخ
تضحك لميس : أيوة ...عندك حل لمشكلتي
تدخل أم جمال وهي تنزل أكمام قميصها بعد الوضوء : تتعلمي ليه يا بنتي ..انتِ مش عاجبك أكلنا
: والله يا آنتي عاجبني جداا ..بس أنا وعدت يوسف
تضحك ام جمال : إنتِ بتعرفي تعملي الرز كويس ..كل يوم ياكل الرز عندك وينزل ياكل الخضار واللحمة من عندنا ..لغاية ما تتعلمي الأكلة التانية
تضحك لميس : آنتي الرز اللي بعمله محروق
سلمى : أحسن علشان يبطل الدكتور يطلب منك تتعلمي الطبيخ أنا مش عارفة أنتِ عايزة تقرفي نفسك لية
أم جمال بحدة : سلمى ...عايزة تقولي نصيحة حلوة تعمر بيوت قوليها مش عايزة قومي أنتِ شوفي شغلك وسيبي مرات أبني معايا أنا اللي هاعلمها
تمشي سلمى وهي تبرطم : ياعني أنا مش مرات أبنك
أم جمال بصوت عالي : سمعاكي يا بنت أختي سمعاكي ...ما أنا اللي أبتليته بيكي ..
لميس محرجة : أنا أسفة ..أنا
ام جمال تضحك : لأ..يا بنتي لأ أحنا كدة على طول وأكثر ..تعالي بقى جنبي اعرفك تعملي أيه انهاردة
تجلس لميس بجانب حماتها التي تحتضنها وتمسح على ظهرها : هاعلمك صنية البطاطس باللحمة مرة وبالفراخ مرة
هاتعمليها وترميها في الفرن وتريحي مخك أسبوعين كدة عما تتعلمي الطبخة التانية
لميس : أسبوعين !!!
أم جمال تشرح وكأنها عالمة ذرة : أيوة ما هو صينية البطاطس دي كدة ماهما قللتي من الخضار اللي بتحطيه فيها بردة بتفرط متعرفيش إزاي وتلاقيها مرابطة عندك في التلاجة تسخني وتاكلي
.......جناح صقر في قصر النجع .......
لم تذق روتيلا طعم النوم من وقت وصولها تجلس في الصالة ناظرة لباب غرفة النوم حيث صقر نائم من وصولهم .....تنتظر .....
: يا ربي اتأخر أوي في النوم
تقوم روتيلا بتردد وتتجه لباب الغرفة وفي نفس اللحظة يفتح صقر الباب ليفاجأة وجه روتيلا المتعب
صقر يحيط وجهها بيديه: رورو مالك حبيبتي ..تعبانة
روتيلا بلهفة تحرك رأسها بلا : أنت أتأخرت ...أنت قلت لما وصلنا هاتنام شوية وتوصلني لبابا ...يالا بابا والله واحشني
يقبل صقر جبينها وبهدوء وهو يتجة لدولاب ملابسه : أسف حبيبتي حاضر ...كنتي صحتيني روتيلا
تجري روتيلا خلفة وهي تتحدث بسرعة : كل لبسك جاهز هناك ...ودقيقة بس هاكون جهزت ليك القهوة والكرواسون ...و..
يقاطعها صقر :إهدي يا رورو ..أنا هالبس بسرعة ومش عايز قهوة أو فطار أنا شايفك جاهزة ...ثم ينظر لها قليلا ...روتيلا متنسيش موبايلك دايما يكون معاكي ومشحون وياريت لما أتصل بيكي علشان نمشي تردي عليا على طول ..اوك...
روتيلا ضاحكة : أوك ....خلاص أحنا أتفقنا
يقبلها صقر : هاتوحشيني
روتيلا : يا سلام ..كأني مسافرة
صقر : مبحبش أحس أنك في مكان معرفش أوصلك فية
روتيلا وهي تضيق بعينيها : صقر أنت ممكن تيجي عند بابا عادي
صقر يمسح على وجهه ويتحرك لملابسه : بحب تكوني في مكان ليا ..
ثم ينظر لها : عموما عايزك تتبسطي
: إن شاء الله ...يلا بقى
يضحك صقر : حاضر يا رورو ...الظاهر هاتروحي هناك وتنسيني
روتيلا بهدوء وحب : مستحيل
.......نهاية الفصل التاسع والعشرون........
عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم : الباقيات الصالحات: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والله أكبر والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. أخرجه النسائي، وصححه ابن حبان والحاكم.
#الفصل_٣٠
· · وَجْهُكِ .. مثلُ مَطْلَعِ القصِيدَهْ
يَسْحَبُني ..
يَسْحَبُني ..
كأَنَّني شِرَاعْ
ليلاً ، إلى شواطئِ الإِيقاعْ .
يَفْتَحُ لي ، أُفْقَاً من العَقيقْ
ولَحْظَةَ الإِبْداعْ
وجْهُكِ .. وجهٌ مُدْهِشٌ
وَلَوْحَةٌ مَائيَّةٌ
ورِحلَةٌ من أبْدَعِ الرِحْلاتِ
وجْهُكِ ..
هذا الدفترُ المفتوحُ ، ما أَجْمَلَهُ
حينَ أراهُ ساعةَ الصَبَاحْ
يحملُ لي القَهْوةَ في بَسْمَتِهِ
وحُمْرةَ التُفَّاحْ ...
وجْهُكِ .. يَسْتَدْرِجُني
لآخِرِ الشِعْرِ الذي أَعرفُهُ
وآخِرِ الكَلامْ ..
وجْهُكِ يا سيِّدتي .
بَحْرٌ من الرُمُوزِ ، والأسئلةِ الجديدَهْ
فهل أعودُ سالماً ؟
(نزار قباني )
........الفصل الثلاثون........
في الطريق لبيت الحاج راشد انشغل صقر كعادته بهاتفه يدير أعمالة بينما روتيلا تنظر للخارج فتمر بالقرب من المقابر
روتيلا فجأة .:صقر خلي السواق يوقف
صقر وهويشير للسائق سريعاً :وقف ..وقف ...خير يا حبيبتي
روتيلا بهمس : عايزة أزور مامي .. ؟؟
صقر ينظر لها ثم للمقابر : روتيلا أنتِ متأكدة حبيبتي ....أخاف...
روتيلا تقاطعة برجاء : متخافش عليا ...اصل أنا من زمان مزورتهاش
: أنتِ عارفة مكانها
تومأ روتيلا برأسها بنعم..
صقر ينزل ويساعد روتيلا على النزول من السيارة ويدخلا المقابر يتبعهم حرسة الشخصي ..
تنظر لهم روتيلا ثم برجاء لصقر : خليهم هنا
صقر ولا زال يمشي معها.واضعا يده على ظهرها : حاضر حبيبتي .
وصلت روتيلا لقبر أمها وبصوت متقطع :...هو ده ....
يشير صقر لحرسه فيعطوهم ظهرهم ويحاوط صقر روتيلا بيده ويبدأ بالسلام على أهل القبور ...
سلام عليكم دار قوم مؤمنين ,وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ,اللهم لا تحرمنا أجرهم ,ولا تفتنا بعدهم
وبدأ بقراءة الفاتحة والدعاء لها وفعلت مثله روتيلا التي نزلت دموعها بصمت ثم رفعت يدها وبدأت بالدعاء لأمها ...وفي نفسها .....
ماما أنا هنا أخيراً جيت ليكي ..ماما وحشتيني أوي بس بيصبرني عملك الطيب وصلاتك وصيامك ...اللهم أدخلها الجنة برحمتك ..اللهم أدخلها الجنة برحمتك ... معايا صقر زوجي يا أمي ..بيحبني زي ما بابا كان بيحبك مش كنتي دايما تدعيلي ان ربنا يرزقني باللي يحبني زي حب بابا ليكي هو دة يا ماما بركة دعاكي ليا ..بس بيني وبينك صعب شوية وغيور أوي وبيعصب بسرعة بس والله بيصفى على طول و ميهونش عليه دمعتي ..علشان كدة يا ماما ...بحبة ...
ثم تنظر لصقر بعين دامعة وبسمة هادئة : الحمد لله يالا نمشي
يبتسم صقر وهو يضيق بعينة لبسمتها ويمسح دموعها بيدة : غريبة أنا كنت بفكر إني هاحتاج معجزة علشان أطلعك من هنا
تومأ له روتيلا برأسها وعينها على قبر أمها بلا
: طيب يا حبيبتي توكلنا على الله
روتيلا تمشي معه : أيوة توكلنا على الله
..................
يتحركوا مرة أخرى متوجهين لبيت الشيخ راشد الذي ما إن وصلوا لحديقة البيت حتى تهلل وجه روتيلا
الذي كان يراقبها صقر بحب مبتسماً
صقر : وصلنا
روتيلا : أيوة الحمد لله
يفتح خالد الباب ويحضنها وهو يدور بها : وحشتيني
: أنت كمان ...وحشتني جداا
أبعدها عنه ينظر لها بتمعن : وريني كدة
صقر يقرب منهم محاوطا خصر روتيلا : متخافش مش ناقصة حاجة ..اخبارك خالد
خالد ولا زال نظرة على روتيلا : أهلاً ...ثم فجأة نظر لصقر بحدة ثم لروتيلا : إنتِ كنتي بتعيطي ..
لترد روتيلا بسرعة :لأ...أيوة ..أصل...
يهز خالد رأسه : مش فاهم !!
صقر بحدة : خالد متزودهاش ..ولأخر مرة احذرك بأنك تدخل بروتيلا
خالد بغضب وهو يتحرك ناحية صقر : ميهمنيش تحذيرك ..صدقني لو أذيتها متلومش إلا نفسك ..
روتيلا تقف بينهما تواجة خالد : بس ..أسمعني أنا كنت عند ماما بزورها
خالد بصدمة : لوحدك !!
صقر ضاحكا : لا حول ولا قوة إلا بالله ...يا ابني ..أنا عايز أفهم أنت مش مقتنع لغاية دلوقتي ليه أنها بقت زوجة ومعدتش الطفلة اللي بتلعب معاك .
خالد وهو يشدها لحضنة : هاتفضل طول عمرك تسأل ومتلقاش جواب روتيلا توأمي ..فهمت ..
...ت....و...أ......مي
يقطع حوارهم يوسف : الحمد لله على السلامة ...إحنا قولنا نسيتونا تعالي ..تعالي ..يا فراشة سيبك منهم
روتيلا بغمزة ليوسف وهي تدخل في حضنة وتضحك : عندك حق يا أبيه أنا مش عارفة أرضي مين ولا مين في الأثنين دول هايجننوني
يوسف هامسا : ولا حد خليكي معايا ...شوفي بيبصوا علينا إزاي ...
تنظر لهم روتيلا ..وقد احمر وجه خالد ..وصقر يمسح بيده على وجهه بعصبية
فتضحك هي ويوسف ثم تنظر ليوسف : بابا فين ..يالا بسرعة عايزه أروحلة
: معلش يا حبيبتي أنا اسف هاتنتظري شوية ..لأن بابا مشغول مع وفد من العايلة والنجع ...ثم ينظر.... لصقر : الموضوع يخصك علشان موضوع الترشح للمجلس
صقر ناظراً لروتيلا التي يحاوطها يوسف : أوكي ...روتيلا
: أيوة
: هاسيبك وأدخل أنا لمجلس الشيخ ..محتاجة شئ
خالد مقرباً من روتيلا ويمسك يدها وبسخرية : خد راحتك ..روتيلا رجعت لمكانها ..ولو إحتاجت حاجة عينينا ليها ..فخد راحتك أنت وطول أوي
يوسف بحدة : خالد ..
صقر يضحك : والله يا يوسف أنا مش فاهم الولد ده بيعمل كدة ليه
خالد الذي أراد أن يرد ولكن روتيلا حظرته بعينها
محمد يصل لهم : الحمد لله على السلامه ..أهلا ..أهلا نور بيتنا والله
بينما روتيلا تسلم على محمد وخالد بجانبها
صقر ليوسف : لميس عاملة أيه ...اليوم الوالدة وأخواتي هايزوروها
يوسف باسماً : الحمد لله ....وتشرفوا في أي وقت
صقر بسخرية ضاحكاً : طبعا كويسة يا أخي أنا مش فاهم أعطيك لميس لوحدها ..تدوني روتيلا وعليها ثلاثة أسود زيكم
يوسف يضحك : ولسه جمال والكبير
يضحك صقر تحت أنظار روتيلا ...فينادي عليها صقر ...وما إن قربت منه قبلها على جبينها ثم همس لها : أشوفك بالليل يا فراشتي
تومأ له بنعم هامسه : شكراً
..................
يترك صقر فراشتة وسط أهلها ويدخل بشموخ وهيبة مجلس الشيخ راشد
: السلام عليكم
يقف الحاج راشد وجمال ومن معهم في المجلس مرحبين بالضيف : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحاج راشد مهللا : أهلاً ..اهلاً بالصقر
يبتسم صقر ويسلم عليهم ويجلسه الحاج بجانبه في صدر المجلس
جمال : أخبارك نسيبنا ؟
: الحمد لله
الحاج راشد في حديث هامس مع صقر : روح أبوها فوق
صقر باسماً لذكرها : أيوة
الحاج راشد : نخلص الإجتماع والغدا وأطلع أشوفها ....صونتها يا صقر
ينظر صقر بعمق لعين الحاج راشد
الحاج راشد :السؤال صعب
: لأ ,بنتك صعب أوي إنك متحافظش عليها
يصمت راشد قليلاً : يعني هاتيجي تقرأ على قبري الفاتحة وتشكرني على هديتي ليك
صقر بثقة باسماً : بشكرك عليها من يوم أسمها ما أرتبط بأسمي
: أفهم من كدة إنك عوضتها عني وعن خالد
صقر بنظرة حيرة للشيخ : خالد !!!
الشيخ متفهما وهو يسند بذقنة على كلتا يدية التي تمسك بعصاة العتيقة
جمال بصوت عالي يسمعة كل من في المجلس قاطعاً الحديث الهامس بين الشيخ راشد وصقر : الرجالة كانوا جايين يدعوني لتمثيلهم ولكن رديت عليهم إننا انهاردة عندنا مفاجأة أنا متأكد أنهم هايرتاحوا لها ويأيدونا فيها ..
الحاج راشد : ابننا صقر الجارحي هو اللي هايرشح نفسة وأنا وولادي وأبناء عمومتنا بنأيده وإن شاء الله إحنا واثقين فية وفي مقدرته على تحمل المسئولية
رجل من الجالسين : وأحنا ولادنا فين ..لو جمال مش عايزها نعطيها لغيرة
جمال : لكن الجارحي نسايبنا دلوقتي ..وصقر بية في القاهرة وليه تعاملات واتصالات مع الكبارات وهايخدمنا أفضل واسرع
رجل أخر : هايخدم أهل قريته وهايقول أنهم أولى مننا
الشيخ راشد : خيرهم كان سابق الصلح وأنا أذكر لما كنت بابني المسجد الكبير الحاج عبد الرحمن الله يرحمة اتصل بيا علشان يشارك في بنائة لكن أيامها مشاكلنا كانت كبيرة ..لكن اليوم المشاكل خلصت يبقى نرفض ترشح ابننا ليه
يصمت الجميع ...
يقف صقر : ترشحي للمجلس في المقام الأول مش هايخدمني أو يخدم عيلتي وقريتنا مستفيدة من خدمات كثير أنتوا عارفينها وكنتم بحاجة لها وبتطالبوا بيها فانا أفضل أقدمها مقدماً واكون بكدة رفعت عنكم حرج طلبها او حرج أنكم تعتقدوا إني بدخرها لنجاحي فقط
رجل بالمجلس : زي إية ؟؟
: المدرسة الثانوي ..مركز طبي متخصص لرعاية الأمومة ويكون في وحدة للاطفال حديثي الولادة ...وحدة غسيل كلى ..وكمان محطة تنقية الماء
يهز الجميع راسهم بموافقة على كلامه
صقر مكملا حديثة : أنا أعطيت أوامري بالبدء بالتنفيذ فور حصولي على الأرض المناسبة
الشيخ راشد : والأرض متوفرة وهدية مني
يكبر من في المجلس...: الله أكبر ...الله أكبر
صقر: شكراً يا حاج وانا حالاً هاعطي أوامري للفريق الفني عندي للبدء في المشروع على وعد أنهم يسلموه قبل الإقتراع وأنا كدة أبقى اخليت ذمتي ويكون ترشحي لوجه الله ...ويجلس الصقر
رجل من الجالسين : ونعم الرجال أنا وعيلتي إن شاء الله بنأيدك
وردد في المجلس عبارات التأيد لصقر
الشيخ راشد : نقرأ الفاتحة
قرأ الجميع الفاتحة
جمال يقف : اتفضلوا يا جماعة الغدا جاهز اتفضلوا
يقف الشيخ راشد سانداً على عصاة بوقار شيخ كبير وبجانبة صقر وجمال ويوسف ومحمد يتقدموا الرجال لمأدبة غدا تحوي الكثير من الأمل لقرية منسية كغيرها كثير على خارطة إهمال الحكومات المتتالية
.......روتيلا.......
بعد سلامها على الجميع دخلت غرفتها وهي في حضن عمتها : وحشتيني أوي يا حبيبتي ..عاملة ايه يا رورو
: الحمد لله يا ماما
: وشك متغير ليه يا روتيلا إنتِ مبتكليش يا بنتي
تبتعد روتيلا ضاحكة : ماما أنا باكل كويس جدا
العمة منيرة وهي تمسح على شعر روتيلا : يعني أطمن
روتيلا بخجل رقيق : أيوة
تضحك العمة منيرة : الحمد لله يا رب ...الحمد لله
تنظر روتيلا للساعة : بابا أتأخر أوي
: لا يا حبيبتي هم دلوقتي حطوا الغدا ...يخلص معاهم وبعدين يجيلك على طول ...اصبري بس
تقف روتيلا وتنظر من النافذة للخارج : إن شاء الله
تدخل جمانة : اهلاً بالحلويين
روتيلا : جيجي ..تعالي
جمانة وهي تجلس : انا مش فاهمة إنتِ ليه حابسة نفسك هنا كلنا برة ولأ أقولك تعالي نروح للميس انهاردة أخواتها ومامتها رايحين لها
العمة منيرة بتأنيب: لميس سيبيها براحتها أول مرة تقابل عيلتها من فترة ...بلاش تزعجيها
روتيلا : صح
جمانة : أنا مش فاهمة هو أنا كل تصرفاتي يا جدتي معديتش بتعجبك
: ليه يا بنتي
روتيلا : حقيقي يا جمانة ليه بتقولي كدة ..كل الحكاية عادي ان الإنسان يغلط هو في حد معصوم والحمد لله أن في حد معاكي يوجهك للصح
العمة منيرة :ايوة حبيبتي المهم نعترف بالخطأ ونصححة أو على الأقل نتعلم منه
جمانة متجاهلة الحوار الدائر حولها : عرفتي يا رورو إني هاروح مع خالد القاهرة
: أيوة عرفت ,أبية جمال وافق إزاي ؟
تضحك العمة منيرة : بعد ما عملت فيها ميته بتمثل حضرتها لعلمك أبوكي فاهمك ..ووافق بس علشاني معاكم ..بس ما أقولك أية أنا واخداكي على مسئوليتي يعني تبقي شاطرة وتسمعي الكلام هاخليكي معايا على طول ..أنما كدة ولا كدة هابعت لأبوكي وأنتِ عارفة أيده طارشة
جمانة تقوم تبوس أيد جدتها ورأسها : مش هازعلك أبدا جدتي أهم حاجة توعديني أنك متخليش بابا يرجعني هنا ...
تضحك روتيلا والعمة منيرة ..في وقت دخول خالد : ضحكوني معاكم
روتيلا : خالود حبيبي ...بابا فـ....
يقاطعها خالد : أصبري يا بنتي أنا لسة جاي من هناك شوية بس وتلاقية بيناديكي أو يجيلك هنا
جمانة : خالد مين تحت
خالد وهو يجلس على طرف المكتب : بتسألي عن مين بالضبط....
: مش عارفة بيقولوا في ناس كتير
خالد : أنا مش فاهم إنتِ هاتيجي إزاي معانا القاهرة وتسيبي جمع ونشر الأخبار هنا
جمانة : بايخ
: مش أكتر منك
: انا أختك الكبيرة أحترمني
العمة منيرة : ولاد عيب خلاص ...وتنظر لخالد بحدة ..انت سايب الرجالة وجاي هنا ليه
يقف خالد يقبل روتيلا : كنت جاي أخد تصبيرة
روتيلا : حبيبي جعان لحظة أجيبلك أكل
يضحك خالد : أخدتها دلوقتي لما بوستك ...أه ...على فكرة جوزك ضمن المجلس
روتيلا تنظر له بعتاب صامت .
: أية كنت فاكرك هاتتبسطي ......هاتبقي زوجة النائب صقر الجارحي
روتيلا : مش عاجباني سخريتك ...لكن صدقني يبسطني أكتر إني أكون زوجة الإنسان صقر الجارحي
خالد يقبل جبينها : سامحيني يا رورو قلقان عليكي
: عايز أية دليل يثبتلك إني الحمد لله كويسة
خالد : مش عايز دليل أنا في الوقت اللي هاتكوني فية كويسة مع الراجل ده اكيد هاحس بيكي ...إنتِ نسيتي إني توأمك
روتيلا تدخل في حضنة : لا منسيتش ربنا يخليك ليا
يخرج خالد تاركا روتيلا التي أخذت نفس عميق : ماما خالد حنين أوي ربنا يحفظة
منيرة بتنهيده : أيوة يا بنتي أخد حنية وبياض القلب من أبوة وجدة ربنا يديهم الصحة ..
جمانة : لا إله إلا الله ..يعني مخدش حاجة من امي وجدتي
تضحك العمة منيرة : لا أخد ...الدماغ الناشفة
........مجلس الشيخ راشد ........
خرج رجال القرية وهم كلهم أمل في مستقبل مشرق لهم ولأولادهم
: الحمد لله ........يا جمال
جمال قرب من الحاج : أمرك يا حاج
: شوف يا ابني الأرض اللي كنت هاعمل عليها المزرعة الجديدة واعطيها لجوز أختك
صقر : اسمحلي يا حاج أنا هاخدها بسعر السوق وإن شاء الله المحاميين هايوصلوا بالليل يخلصوا إجراءتها
الشيخ راشد : لا حول ولا قوة إلا بالله ...يا جمال متبقاش ابني ولا أعرفك لو أخدت مليم واحد فيها من صقر ...لكن خد علية شرط في العقود
صقر مقاطعا : يا حاج أسمحلي
الشيخ : اسمحلي أنت يا ابني ...أسمع كلامي أجبر بخاطر راجل كبير ماعاد فاضل في عمرة كتير
صقر بهدوء : ربنا يطولنا في عمرك يا حاج ...ثم يصمت ناظراً لجمال...خلاص توكلنا على الله
الشيخ : مش تسمع الشرط
صقر : أيوة طبعا أتفضل يا حاج
: المشروع تسمية روتيلا
يضحكوا اخوات روتيلا
صقر بضيق : اسمحلي يا حاج فراشتي أسمها يخصني
يضحك الحاج راشد عندما قرأ في وجهه صقر ما أراده : أيوة ..ايوة ..أعطية يا جمال بدون شروط
يقف الحاج : أسيبكوا تشوفوا شغلكم واروح انا أشوف بنتي ..تعبتوني ربنا يسامحكم ..
ثم يخرج الحاج من المجلس
يوسف : شغل أية كفاية كدة سيبوا المحاميين يعملوا كل حاجة وأتفضل ياصقر بية عندي في البيت
يقف صقر وهو ينظر في ساعتة : مش هاينفع لازم أرجع البيت لكن الساعة ستة إن شاء الله هاتيجي الوالدة وأخوات لميس يزوروها .....ثم يصمت قليلا ......يوسف إتأكد إن روتيلا أكلت لو سمحت
يضحك جمال : اطمن يا جوز أختي أبويا طالع لها مش هايسيبها إلا لما تشبع تمام هو عارف إهمالها
صقر بتفكير : أنا فعلاً ملاحظ الموضوع ده هي بتنسى الأكل أو ...
يقاطعه محمد بحزن : أنت لو فعلا ملاحظ هي بتنسى الأكل بس لما تكون قلقانه او زعلانه وده يخليني أسألك ..
جمال بحدة : محمد ..
صقر وهو يأخذ موبايلة ومفاتيحة ناظراً لمحمد بقوة : لو معتقد إني مفهمتش تلميحك تبقى غلطان ....لكن لأخر مرة يا ولاد الشيخ روتيلا زوجتي وأنا قادر تماما على حمايتها ...
جمال : محدش بيتهمك ..كلامنا خوف على أختنا يمكن تكون مش مقصر من ناحيتك ...لكننا نفضل أخواتها
صقر ناظرا لهم : يعجبني إصراركم على حمايتها ..لكن أظن يكفيكم أنها تكون زوجتي علشان تتأكدوا إنها بخير
ثم يمسك هاتفة يتحدث مع حرسة ليجهزوا السيارة له تحت أنظارهم المراقبة لتصرفاتة المتملكة المغرورة .
محمد بهمس ليوسف : يا اخي لما بشوف تصرفاته او كلامة بحس ان خالد عنده حق ...مش عارف أختك بتتعامل معاه إزاي
ينظر يوسف لمحمد وبسخرية : تعرف إنكم لسة بدري عليكوا أوي عما تكبروا ...وبهمس ....والله أغبيا
ينتهي صقر من إجراء بعض المحادثات الهامة لترتيب المحاميين والفريق الفني لمجموعتة : يوسف سلملي لو سمحت على لميس لغاية ما أشوفها
: إن شاء الله
صقر : السلام عليكم
جمال : وعليكم السلام والرحمة ...أتفضل أحنا جايين معاك وخرجوا جميعا من المجلس
.......الفراشة.......
: يا ربي ...إتأخر صدقيني يا ماما أتأخر
تضحك العمة منيرة : مصدقة ...فعلا اتأخر
:السلام عليكم
: بابا ...
تجري روتيلا لحضن أبيها وحاميها ..تقبل صدرة ويقبل هو رأسها وتسكن تماما الفراشة تستنشق رائحة أبوها وتشعر بدفئة ....الحنية لها رائحة توقن تماماً بهذا تبحث عنها في حضن والدها وتجدها تحاوطها تشعرها بأمان الدنيا : الله يا بابا وحشتني أوي
: يا روحي ..يا روحي
تخرج العمة منيرة مدمعة العينين تاركة لهم الغرفة دون أن يشعروا بها
: تعالي يا حبيبتي ..تعالي أقعدي جنبي هنا و بوصيلي خليني أشبع منك
تدمع عين روتيلا وهي تنظر لوالدها..
يمسح الشيخ دموعها : ليه يا رورو الدموع ..ليه يا بنتي ..ريحي ابوكي ..ريحي راجل بينام ويصحى
وهو خايف يكون ظلمك .
تغرق روتيلا في حضن أبوها : بابا سامحني على الدموع ...والله دموع فرح بشوفتك وأطمن يا غالي أنا كويسة خالص
يرفع الحاج رأسها ينظر لعين فراشتة التي تذكرة بأمها : يا بنت ناديا أصدقيني القول
تضحك روتيلا : بنت ناديا مبتكدبش
: أيوة صح ..وأنتِ الصادقة ....
ثم يضحك الشيخ عاليا : روضتي ابن الجارحي زي ما أمك روضتني
روتيلا وقد تلونت بحمرة الخجل وهي تقبل يد أبوها وبصوت يكاد يسمع : يحقلنا
يربت الشيخ على رأسها : الله يرضى عليكي يا بنتي ..أيوة يحقلكم
بتفكريني بناديا يا روتيلا ..بتفكريني بالغالية ..ثم أعتدل الشيخ في جلسته واسند على عصاة بيدية الأثنتين : أسمعيني يا رورو ..أسمعيني ..امسحي دموعك ..واسمعي أبوكي كويس .
فتجلس روتيلا كعادتها في حضرة أبوها وهي منتبهة تماما لكلامة دون مقاطعة
: معرفتش أقولها ليكي قبل كدة ..ظروف زواجك كانت صعبة عليا زي ما كانت صعبة عليكي ..كنت فاكر إن يوم جوازك بعيد ..مكنتش بفكر فيه أو على الأصح مكنتش عايز أفكر في أن بنتي هاتبعد عني ..كنتي صحيح مع عمتك في الأسكندرية بعيدة أيوة لكن تحت طوعي ..تحت جناحي ..لكن يا روحي ولأن ربي عالم بحالي جوازك تم فجأة فأصبح همي مش جوازك ولا فراقك أصبح كل همي تكوني عايشة سعيدة مع جوزك ..يومها عرفت ليه كنت دايما أشوف أهل العروسة زعلانيين وبنتهم بتتجوز ...يصمت الحاج قليلا يبلع ريقة ويأخذ نفس عميق ....يا روتيلا أمك خلعت قلبي لما سابتني وأنتِ نزعتي روحي ...لا إله إلا الله ....لكن شوفتك دلوقتي وإنتِ بتقولي دي دموع فرح والله رجعتي لي روحي يا روح أبوكي
عارفك يا روتيلا مش عايزة وصية تنفعك مع جوزك لأني شفت الحب في عينية ..وإن كان باين عليه غيور ...وده طبعا بيفكرني بواحد ...ويضحك الحاج ...أه ..يا ناديا استحملتي كتير أوي من غيرتي
تفتح روتيلا عينيها من المفاجأة هاتفه لنفسها (ماما ..بابا زي صقر)
يمرر الحاج يدة علي شعر روتيلا : أنتِ زي أمك.. علشان كدة مش خايف عليكي مع الصقر صح يا روتيلا
تقف روتيلا تقبل رأس أباها : صح يا بابا أنا بنتك وبنت ناديا علشان كده متخافش عليا
: ربنا يحفظك يا بنتي ويرضى عليكي
ثم ينظر الحاج راشد للغرفة : يا رورو لسة مصممة إني منقلش حاجتك لغرفة تانية يا بنتي
تنظر روتيلا للأرض : لأ يا بابا شكراً
: اسمعيني يا روتيلا ...لو مش عايزاها هنا أنقلك في البناية الجديدة
: سامحني يا بابا بس انا بحب الأوضة دي
: لا إله إلا الله ...اللي يريحك يا بنتي ..أكلتي يا حلوة
تضحك روتيلا : لأ طبعا منتظراك ..أنا متأكدة إنك مأكلتش علشان تاكل معايا
: أيوة يا بنتي ..يالا بسرعة قومي قبل الصلاة ناكل لقمة
: حالاً
تخرج روتيلا من الغرفة حتى تحضر الأكل لها ولأبوها وتنادي للعمة وخالد وأخوتها ليأكلوا جميعاً معاً
........نهاية الفصل الثلاثون .........
ثبت عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الدُّعَاءُ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ.
رواه الترمذي وصححه، وأبو داود، وصححه الألباني، ورواه الإمام أحمد
الفراشة
الفصل ٣١ الي ٣٢
للكاتبة روتيلا
· · تسألين:
ماذا فعلتُ في غيابك؟
غيابُكِ لم يحدثْ.
ورحلتُكِ لم تتم.
ظللتِ أنت وحقائبك قاعدةً على رصيف فكري
ظلَّ جوازُ سفرك معي
وتذكرةُ الطائرة في جيبي..
ممنوعةٌ أنتِ من السَفَرْ..
إلا داخلَ الحدود الإقليمية لقلبي..
ممنوعةٌ أنتِ من السفرْ..
خارجَ خريطة عواطفي واهتمامي بك..
أنتِ طفلةٌ لا تعرف أن تسافر وحدَها..
أن تمشي على أرصفة مُدُن الحبّ.. وحدَها..
أن تنزل في فنادق الأحلام.. وحدَها.
تسافرينَ معي.. أو لا تسافرينْ..
تتناولينَ إفطارَ الصباح معي..
وتتكئين في الشوارع المزدحمة على كَتِفي.
أو تظلّين جائعة..
وضائعة..
(نزار قباني )
...... الفصل الواحد والثلاثون........
.........منزل يوسف........
تجلس بمنتهى السعادة وسط أهلها ,أمها وأختها وعمتها
في حين عمر ومروان وصقر مع يوسف في مكتبة في جلسة رجالية يديروا ويتناقشوا بعض الأعمال الخاصة بقرار إقامة صقر بعض المشاريع بغرض تنمية قرية الشيخ
يوسف : الحقيقة المشروع ممتاز وفعلا الناس كانت محتاجاة
عمر ضاحكا : فعلا ...أنا رأي تاخدوا منه أكبر كمية من الخدمات والمشاريع الفترة دي قبل الإنتخابات لأنه أكيد لما يكسب مش هاتشوفوا وشة
صقر يرمي عمر بالقلم الذي بيدة : يا أخي بطل هزار
مروان الواقف عند النافذة ينظر للخارج : المنظر هنا رائع ...عمري ما شفت النيل بالإتساع ده ولا الجمال
عمر : فعلا أنا شفته ...حتى الديكور
مروان يتجه للجلوس معهم : جداا الديكور كمان رائع ..مين اللي عملة ليك يا يوسف ممكن جدا يا صقر تستفيد منه في المشروعات اللي بتعملها
صقر ...صقر ...هاي ...يا أخي
صقر المشغول جداً بهاتفة لم ينتبه للحديث الدائر أو نداء اخوة يزفر بضيق : الشبكة واقعة ...يوسف لو سمحت أبعت حد لروتيلا ينادي عليها تيجي هنا
يضحك الجميع
صقر متعجب : إيه مالكوا في أيه ؟؟؟
مروان : لأ ولا حاجة بس كنا بنتكلم بقالنا ساعة وحضرتك مش معانا خالص
عمر بضحكة : هايكون معانا إزاي والشبكة واقعة ...المفروض المشروع الجاي اللي تعملة شبكة تقوية للمحمول
مروان بتسلية : وهانفضل ننتظرة وهو فاصل كدة لغاية ما يعمل مشروع التقوية
صقر يتكئ بظهرة وهو يضع ساق على الأخرى : والله حلو أوي هزاركم ده ..لكن دواكم عندي
الأستاذ مروان يومين بس وهايبقى تحت أيدي في المجموعة وهايعرف بصحيح الشبكة لما تكون واقعة لما أشغلة في الأرشيف في البدروم
مروان يقف يقبل رأس أخوة : أبوس راسك يا أخي أنا أسف بس بلاش الأرشيف
صقر : أقعد يا ولد ...وأنت يا عمر جوازك من سارة اظن لسة متحددش
عمر يقف : صقر احنا قلنا بعد الأنتخابات
صقر وهو يضيق بعينة ويهز رأسه علامة التفكير : مين اللي قال ...حد فيكم سمع الخبر ده
يوسف ومروان : لأ
عمر : يا مجرمين ..اشوف فيكم يوم ..صقر حبيبي ابوس راسك
صقر : أقعد يا عمر بوس الراس ميمشيش معايا ..وأنت يا يوسف
يوسف يقف : لأ , وعلى أية أنا عندي الأرضي مفيش أحسن منه ..هاكلمها حالاً
يضحك صقر : أحسن بردة ...خليها متتأخرش تيجي حالا
يوسف : حاضر صقر بية أوامرك
صقر : خير كنتوا بتقولوا أية ؟؟
عمر يجلس : كنا بنتكلم على ديكور البيت يا سيدي ...الحقيقة شغل ممتاز عايز اتفق مع المهندس يعمل البيت عندي
صقر : أنت مش هاتقعد مع عمتي
: أيوة ..بس البيت عايز تجديد وعايز أعمل شقة منفصلة
مروان : لية شقة منفصلة كدة عمتي تضايق
: لأ,أطمن ماما اللي أقترحت ..بتقول كده أفضل ..وخاصة أن ريهام قررت تخوض تجربة الأمومة فأكيد هاتحتاج ماما جنبها
صقر : الحمد لله ..ربنا معاهم ويرزقهم بالذرية الصالحة
مروان وعمر : أمين
يوسف : جاية في الطريق
صقر بقلق : لوحدها
: لأ.خالد بيوصلها
مروان يضحك : كويس علشان أشوفة
يوسف : مظنش هايطلع ...اه صوت جرس ....أتفضل صقر ..خلينا نطلع نقعد معاهم شوية برة
تدخل روتيلا تسلم على الجميع وقد ظهر عليها الأرهاق بعد قضائها فترة طويلة بدون نوم ..
سارة وهي تحضنها : وحشتيني يا وحشة يومين مشوفكيش
تضحك روتيلا : وإنتِ أكتر ..ثم تدور بنظرها وتهمس لسارة ...صقر فين ؟؟
تضحك سارة بشدة : وراكي
الصقر الذي كان يقف على مقربة سمع ضحكة سارة بعد همس روتيلا أدرك أنها كانت تسأل عنه ..ضحك بشوق لفراشتة وقرب منها حضنها وقبلها على جبينها : هاه ..حبيبتي أتبسطي
روتيلا بخجل من جرأة صقر : أوي ..الحمد لله
يكمل الجميع سهرتهم مع لميس ويوسف ..وروتيلا كانت تحت أنظار صقر المتفحصة والمتجهمة بسبب شعوره بإرهاقها
عمر : يوسف أنا عايز رقم المهندس اللي عملك الديكورات
يوسف مبتسم : حقيقي عجبك الشغل
عمر : جدا ما شاء الله
صقر وهو يجول بنظرة على البيت : فعلا ممتاز ...لو كان متفرغ ممكن جدا أشغلة عندي في المجموعة
يوسف : ما ظنش إنه يوافق ..بس خليني أسألة وأشوف
صقر : هاترد عليا أمتى
يوسف : أنت مستعجل
صقر يتناول هاتفة ليسجل الرقم : جداً عايزه يشارك في المشروع هنا علشان يخلص بسرعة كمان عندي فيلا في شرم مستعجل عليها ..أعطيني الرقم أكلمة
يوسف ضاحكاً : أنت مبتضيعش وقت ابداً شغل ..شغل ....الله يكون في عونك يا رورو ..بتعملي أية معاه ؟
روتيلا المستمتعة بالحوار والأكثر بإعجاب صقر بشغلها لم تهتم بالرد على يوسف
صقر : مالك ومال مراتي هي راضية ...اعطيني الرقم
يوسف وهو يشير برأسه لروتيلا : الرقم لية ...اتفق معاه دلوقتي أدامنا وكلنا شهود
ينظر صقر ليوسف ثم لروتيلا مفكراً قليلاً
تضحك سارة : روتيلا يا أبيه اللي عاملة الديكور
عمر ومروان : برافو
يقف صقر فجأة متجاهلاً الكلام الذي كان يدور بينهم : سهرنا كتير كفاية كدة
يضحك يوسف : أصبر كنا عايزين نشهد على الأتفاق
عمر : وأنا عايز اتفق على شقتي
صقر : لأ ,خلاص انتهينا
سارة بحزن : ليه يا أبيه روتيلا وعدتني
عمر يبتسم لسارة : أيوة شفت المهندسة وعدتها معندكش حجة
أم عمر : أيوة يا صقر ...علشان نفرح بالولاد وافق
ثم صمت الجميع وهم يراقبوا النظرات المتبادلة بين صقر وروتيلا
تقطع روتيلا الصمت : أنا أسفة ...جدا أسفة بعد شقة أبيه يوسف قررت إني معملش أي ديكور ...الحقيقة أنا فعلا معنديش أفكار تنفع ..كلها شغل هواه ....لكن شغل الإحتراف الحقيقي هاعطيكم اسم مكتب ممتاز ...
سارة : كدة يا روتيلا
روتيلا وهي حاضنه لها تقبلها : سامحيني حبيبتي صدقيني المكتب ده ممتاز صاحبتة مهندسة كانت صاحبة ماما الله يرحمها هاتعمل ليكي شغل بروفيشنال ..أوك
سارة مبتسمة : أوك ..ربنا يخليكي ليا
..........جناح صقر ........
من بعد الحوار الذي دار بخصوص شغل الديكور الذي صممتة روتيلا وصقر تقريبا ألتزم الصمت إلا من بعض الكلمات المعدودة والتي أطلقها في صيغة أمر لكل من حولة ..نمشي...أركبوا..أطلعوا ...ناموا ...مش عايز سهر ...كل ذلك لاحظة الجميع وبالأخص روتيلا التي ايقنت صراع صقر بداخله حولها لذلك لم تظهر أي رد فعل سواء بالفرح بإعجابهم بتصميمها أو الحزن لرفضها أن تصمم لسارة ديكور شقتها كما وعدتها أو تستغل هذا الأمر في تحديها لصقر
هو أيضاً كان في صراع ما بين فرحته بإحترامها له و غيرتة التي يروضها من أجلها
: شكلك مرهق ..نومك المتقطع ظاهر جداً عليكي ..لو سمحتي أهتمي بصحتك شوية
روتيلا بهدوء : حاضر ..
صقر الذي كان يجلس متكئ بظهره على السرير وهو يعمل بتركيز وصمت على اللاب : أية اللي حاضر ...سمعتي قلت أية ؟؟
: أيوة
: لسة واقفة لية أتفضلي نامي
تتجة روتيلا للسرير بتردد وهي تفكر بما تريد ان تحدث صقر به
في حين صقر ولا زال نظرة على عملة :لو كنتي بتفكري إنك تستغلي إعجابي بشغلك انهاردة ....
تقاطعة روتيلا :لأ., أنا مش كدة
ينظر لها صقر بتمعن وبهدوء : لية لسة واقفة ..تعالي نامي
ترفع روتيلا غطاء السرير ولكنها ظلت واقفة : صقر
: أيوة يا روتيلا
روتيلا بتردد .: عايزة أقعد شوية كمان في النجع
صقر وهو يعيد نظرة لعمله دون أن يرد عليها في إشارة واضحة لرفضه
روتيلا : أرجوك ...مشبعتش من بابا
: أظن لسة تلاتة أيام ..تقدري تشبعي من بابا فيهم وأكيد هاتشبعي أكتر لو قللتي من قعدتك مع خالد
تصعد روتيلا على السرير لتنام وهي يغمرها حزن لرفض صقر بقاءها في النجع ..تبكي بصمت يشعر به صقر
: لا إلة إلا الله ....ويترك ما بيدة ويديرها ناحيتة وهو يمسح دموعها وبهدوء : أنا قلت إية ليكي مش أحنا اتفقنا ولا كان اتفاق عيال
تبكي روتيلا بشدة وهي تغرق وجهها في صدرة
يمسح صقر بيد على شعرها وظهرها : صدقيني ميهونش عليا دموعك بس إنتِ متتصوريش أنهاردة أنا حالتي كانت عاملة أية ...حبيبتي أنا راجل عاشق أعمل أيه في نفسي ..لو عندك علاج قوليلي عليه وأنا أخدة وأريحك
روتيلا بشهقة طفولية : بس أنا مش عايزاك تتعالج
يبتسم صقر : يعني راضية بيا كدة
: أيوة
يضحك صقر : وأنا علشان كدة هافكر ...شوفي هافكر...في حل وسط بموضوع شغلك ..أية رأيك
روتيلا تبتعد قليلاً وهي لازالت بأحضانة الدافئة
: أية مش مبسوطة أديكي كسبتي التحدي ..
روتيلا هامسة : لأ , لسة ...
صقر مبتسماً محدثاً إياها بصبر يحاورها كطفلة : ياه ..إنتِ طماعة اوي ..عايزة أية
تنظر له روتيلا : توافق فعلا مش تفكر
صقر الذي سحرة لون عينيها بعد أن غسلتها الدموع : خلاص موافق فعلاً , لعيونك بس ليا شروط
: موافقة بس قبل ما تقول شروطك أنا عندي الحل لعلاج غيرتك
يضحك صقر : حل أية ...سامعك
تجلس روتيلا تشرح لصقر وهو يتابع إنطلاقها بابتسامة : شوف ..شغل الجرافيك مش محتاج أبدا أن يكون ليا مكان عمل يعني أقدر أقوم بشغلي وانا في البيت ...شغلي كلة يبقى من ورا الكومبيوتر فهمت
يضحك صقر عاليا وهو يشدها لحضنة : ريحتيني ربنا يريح قلبك ...ويلوموني في حبي وغيرتي عليكي ...
والله بحبك وأموت فيكي
......في الصباح .......
الكل يجلس على مائدة الإفطار ما عدا روتيلا التي أمر صقر بعدم إيقاظها
لميس قادمة من الخارج ومعها جمانة : السلام عليكم ...لا سلام على طعام ...وتضحك ...بس هابوس مامي بس
أم صقر : أهلا ..أهلا بحبايبي
سارة : تعالي يا جمانة أفطري معانا
جمانة برقه : ميرسي يا سارة فطرت ...وتتلفت حولها ..فين روتيلا أصلها وحشاني أوي مقدرتش أصبر لغاية لما تيجي
أم صقر تقف : الحمد لله ...تعالي يا حبيبتي نقعد في الصالون ..روتيلا لسة نايمة
لميس : أبيه صقر فين ومروان
: صقر عنده اشغال مع الأستاذ أمين في مكتبة ...ومروان نايم
يذهبن جميعا ويجلسن في الصالون وبعد فترة يدخل صقر
: السلام عليكم
: وعليكم السلام ورحمة الله
لميس تقف تسلم علية : أهلا أبيه
صقر بهدوء ورزانة أب قبل أن يكون أخ : عاملة أية ..وأخبار يوسف
: الحمد لله يا أبيه كويسين خالص
صقر : الحمد لله
صقر وهو يجلس وبدون أن يرفع نظرة : أخبارك جمانة
: الحمد لله
صقر : مروان لسة نايم يا ماما ؟؟
: أيوة يا حبيبي
جمانة : غريبة ان روتيلا نايمة لغاية دلوقتي ليه سايباها كدة يا آنتي
سارة وهي تدخل الصالون : أحنا لا بنصحي ولا بنيم روتيلا ..أبيه صقر هو اللي مسئول
يضحك صقر : تعالي ..تعالي ..وأنا بقول ناقصنا أية أتاريه لسانك
سارة تقف عاقدة يديها : ابيه !! عموما انت عارف إن روتيلا هاتزعل لأنها كانت عايزة تروح لباباها من بدري
صقر ممسكا بهاتفة كالعادة يدير أعمالة : مراتي وأنا حر فهمتي
: خلاص فهمنا ...فهمتي يا لميس ...فهمتي يا جمانة ...مامي فهمتي
يتحرك صقر بجانب سارة ويمسك أذنها : لسانك ..قلت هاقطعة
سارة وهي تبعد يدة : دي وداني يا أبيه مش لساني ...وبعدين أنت كدة هاتقصر لساني وتطول وداني
صقر وهو يتجة لأعلى : أحسن
كل ذلك كان مع ضحك الجميع ومراقبة جمانة التي لازال في نفسها ذكرى صور أحرقتها
: السلام عليكم ...يا مرحباً ..يا مرحباً لميس عندنا ...وينظر لجمانة والقمر ظهر في دارنا ..لينير ظلامنا ..وتحلو أيامنا و.....اي حاجة أخرها ...نا
تضحك جمانة بدلعها الطبيعي
: مين الجميل
أم صقر : عيب يا ولد ...جمانة تبقى بنت أخو روتيلا
مروان وهو يجلس بجانب أمة : مش فاهم ...إزاي ...
جمانة بمكر : أخت خالد
يقف مروان ثم يجلس مرة أخرى : الله أكبر ...لا يا سيتي أنا مش أد أخوكي ...بس تعرفي الحمد لله أنك مطلعتيش شبهه
جمانة : لية دا بيقولوا إن احنا شبة بعض خالص
مروان : لا أسمحيلي اللي بيقول كدة يبقى عايز نضارات
لميس تهمس لسارة : هو أخوكي بيعمل أية !!
سارة بضحكة وسخرية : وإنتِ الصادقة جمانة هي اللي بتعمل إية !!
تنظر لميس لسارة وبحدة : تقصدي أية ؟
سارة وهي تبتعد قليلا عنها : ولا حاجة يا أختي شكلك بقيتي من أل الشيخ ونسيتي الجارحي
تشدها لميس مرة أخرى بجانبها وبدلع : أعمل أية بكرة تجربي يا حبيبتي
تضحك سارة : أدعيلي يا حبيبتي
.......جناح صقر ........
روتيلا التي كانت في أمس الحاجة للنوم لم يوقظها إلا صقر بصوته على غير عادتها الحساسة في النوم
صقر : رورو.......رورو....حياتي
تتقلب روتيل كقطة بين السحب وتفتح عينيها ببطئ .....لتجد أمامها صقر مبتسما
: حبيبتي ......قومي يا روحي ...أنا لو عليا كنت سيبتك نايمة بس عارف إنك هاتزعلي
روتيلا بصوت غارق في النوم : ليه الساعة كام
يقبلها صقر ببطئ : 9
تقفز روتيلا من السرير وهي تجري ناحية الحمام : بابا ...حرام عليك يا صقر سايبني.....
ضحك صقر وبصوت عالي سمعتة روتيلا: هانتظرك تحت أوك .......رورو سامعاني
روتيلا : حاضر
ينزل صقر ..ويترك روتيلا تجهز نفسها بسرعة حتى تذهب لوالدها ووجد مروان يجلس في الصالون معهم
: صح النوم يا أستاذ ...جهز نفسك هانخرج بعد شوية
مروان : طبعا ..بس أنت مش قلت إني هابدأ شغل بعد الرحلة ......وينظر لجمانة ....الجميلة أوي دي
لتبتسم جمانة بخجل
صقر وقد لا حظ تصرفات أخوة : مروان ...هانوصل روتيلا للحاج راشد وبعد كدة عندنا شغل مع أبو خالد
مروان : يا ساتر يا أخي لازم تقول خالد
أم صقر : مروان عيب ...معلش يا بنتي أنتِ شوفتي مروان على طول بيحب الهزار
: لأ عادي خالد يستاهل
: السلام عليكم
: وعليكم السلام ورحمة الله
روتيلا وهي تسلم على جمانة : أخبارك جي جي
: الحمد لله
ثم تسلم على رأس حماتها ولميس وتجلس بجانب سارة : خالد يستاهل إية يا جيجي ؟؟
مروان يضحك : لا الحساب عندي يا روتيلا مش عند جمانه أنا اللي جبت سيرة خالد
روتيلا بهدوء : الحساب عند ربنا ...لأن خالد مغلطش في تصرفة
مروان : لا,,أنتِ غير خالص بنت أخوكي على طول واخداها جد
صقر بتحذير : مسمعتكش كنت بتقول حاجة مروان ...أتكلم سامعك
مروان يرفع يدية الأثنين : لا ..أنا اسلم نفسي حضرتك أنا خلصت كلام
يضحك الكل على نبرة الخوف المصطنعة من مروان
لميس بلهفة : أبيه ..عمي أهداني فرس جميل جدا عايزاك تشوفه وتقولي رأيك فية
جمانة توجه حديثها لروتيلا : ابن الفراشة
روتيلا تسبل عينيها لتغطي على نظرة الحزن التي استقرت بها
صقر ناظرا لروتيلا : عندك فرسة .؟؟
تومأ روتيلا بنعم.
تضحك جمانة : دي بالأسم بس لكنها متعرفش حاجة عنها
يقف صقر عندما لاحظ عين روتيلا التي أمتلأت بدموع لم تأخذ مجراها بعد وبهدوء : نمشي روتيلا
تقف روتيلا : لحظة جاية حالا ....وتجري ناحية جناحها
أم صقر : بسم الله الرحمن الرحيم ..فيها أية
سارة : أنا حسيت أنها بتعيط
لميس : وأنا كمان
صقر بحدة : خلاص ...ثم ينظر لجمانة التي وقفت : أنتِ جيتي مع لميس ..فأكيد هاتمشي معاها ...يالا يا مروان ...ماما قولي لروتيلا أني في انتظارها برة ...ثم يمشي صقر يتبعه مروان
أم صقر بحرج من جمانة : حاضر يا حبيبي ...معلش يا حبيبتي أصل صقر مشغول جداا
جمانة التي أرعبتها حدة صقر ونظرتة لها فتنفست براحة إنها لن ترافقهم : لا .أبداً أنا حتى لسه هاروح مشوار وبعدين أرجع البيت
لميس : لأ ,طبعا أنتِ لازم تتغدي معانا أنهاردة
سارة بهمس : متعزميش بقلب جامد شكل أخوكي صقر مش طايقها
لميس : كفاية يا سارة مش وقت هزارك
أم صقر : طبعا يا حبيبتي أنا مستحيل أخليكي تمشي أقعدي يا بنتي ..اقعدي أنتِ نورتينا
.........في الطريق لبيت الحاج راشد......
: تعبانة
روتيلا تنظر للخارج وبهدوء: لأ
: متأكدة
: أيوة
صقر وهو يدير وجهها نحوة : معرفتكيش كذابة ...هاعديها بمزاجي لكن ليا قاعدة طويلة أوي معاكي
دموع روتيلا هي ما ردت على كلام صقر
ليحاوطها صقر ويأخذها بحضنة: هشش..إهدي يا حبيبتي
لكن روتيلا زاد بكائها
صقر : رورو مبحبش أشوف دموعك ومع ذلك إذا كانت بتريحك ...خليها حبيبتي
ظلت روتيلا فترة تبكي حتى هدأت ثم من بين شهقات متباعدة تمسح دموعها : بابا لو شافني كدة هايزعل ....مش عايزاه يشوفني كدة
يبتسم صقر : خلاص نتأخر ساعة ..أية رأيك عايز أخدك مكان بحبة أوي ...موافقة
: أيوة
صقر يأمر السائق : صادق روح لخلوة الحاج
يصل صقر بعد وقت قليل لمكانة المفضل في النجع
تاخذ روتيلا نفس عميق وهي تغمض عينيها وترفع رأسها للسماء : الله ..الله
: عجبك
: أوي
: أفتحي عنيكي ومتعي نظرك
يمسك صقر يدها ويمشيان معا بهدوء داخل حديقة تمتد بجانب النيل حيث شطة الرائع يحيطة النخيل والأرض تغطيها حشائش كسجادة خضراء ممتدة إلى مالا نهاية يتوزع عليها أشجار ليمون قصيرة وبجانبها أحواض من الزهور والورود فراشات ملونة تطير في جميع الأتجاهات وأصوات مختلفة ما بين أنسياب الماء و أنغام الطيور ..حتى وصلا لأرض منخفضة بالقرب من المياة فجلست روتيلا على الأرض وجلس بجانبها صقر
صقر : المكان ده مش أنا اللي أكتشفتة ...بابا الله يرحمة هو اللي أكتشفة كمل بس عليها شوية إضافات زي احواض الزهور دي شايفاها
روتيلا والتي تنظر له : أيوة
يضحك صقر : شايفاها إزاي وأنتِ مركزة بعنيكي الحلوة دي عليا أنا
: شفتها بعنيك ...حتى لونها أبيض
يمسك يدها ويقبلها : صح لونها أبيض
ثم يحل الصمت عليهم قليلا ينظرا خلاله ناحية النيل بروعتة وانسياب مائه
يأخذ صقر نفس عميق: بابا كان بيحب يقعد هنا يفرش سجادة الصلاة يصلي ويقرأ قرأن .....يغمض عينه وينظر للسماء ...لسة صوته بيرن في وداني وهو بيرتل ...كنت بتخيل أن الطيور بتسكت علشان تسمعه ....ثم يصمت صقر وهو يبعد بعينية عن روتيلا حتى شعر بيدها تلمس كتفه بابتسامه رقيقه : الله يرحمة
ينظرصقر لها و يبتسم لأبتسامتها المحببة : أيوة ..الله يرحمة
صقر بقليل من الجدية : روتيلا مش عايزة تقولي ليا لية زعلتي من سيرة الفرسة بتاعتك
تنظر روتيلا للماء : عايز تعرف ...تصمت قليلاً ثم تسترسل بهدوء مميت ....بابا اهداها ليا وهي لسة في بطن أمها قالي عندي فرسة حامل واللي هاتجيبة هايكون ليكي ....كان عندي تقريبا 12 سنة وكنت بحب الخيل جداً..ثم تصمت قليلا تمسح دموعها
: لو الذكرى بتضايقك ..
تقف روتيلا وهي تنظف بيدها هدومها من الحشائش بعصبية : الخلاصة ..
يشعر صقر بتوترها فيمسك يدها التي ترتعش : مش مهم
: لأ عادي ...اتحبست مع الفرسة وهي بتولد بالليل في البرد والضلمة ....ثم تصمت وهي تهز رأسها تبعد الذكرى عن بالها ....بدون قصد
صقر وهو ينظر لها وقد ملاءه علامات الأستفهام والتعجب :؟؟؟!!!.....إزاي ...
: أرجوك صقر خلاص أنا قلت ليك الحقيقة ...انا دلوقتي بكره الخيل فعلشان كدة سيبتها هنا ..اوكي
: بس ..أتحبستي إزاي
تصمت روتيلا وهي تدير وجها للناحيه الأخرى
يمسكها صقر من يدها الباردة بهدوء لتواجه : إتحبستي غلطة ...أو ...يالله .....يا روتيلا معقولة ....
تهز روتيلا رأسها يمين ويسار : متعقدش الأمور ..كان بجهل من خدامة كبيرة في السن مسكينة مكنتش تعرف إني جوة الاستطبل بس
دي كل الحكاية ...ثم تنظر لساعتها ....أتأخرنا على بابا
يمسك صقر يدها التي بدأ الدفء يعود لها متجهين للسيارة و أفكاره لا تتوقف عن حكاية روتيلا ثم فجأة ينظر لها وفي نفسة :
مقولتيش كل الحكاية يا فراشة
.........نهاية الفصل الواحد والثلاثون .......
" لا سلام على طعام "
حديث أم مقولة ؟
هذه مقولة من كلام الناس ، وليست حديثاً .
ومعناها صحيح إن قُصِد به المصافحة ، أما مُجرّد إلقاء السلام فلا يُمنَع منه .
العلامة ابن عثيمين في (فتاوى الحرم المكي)
#الفصل_٣٢
· · كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي..
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبكِ..
أنا أعرف أنني أتمنى أكثرَ مما ينبغي..
وأحلمُ أكثرَ من الحدِّ المسموح به..
ولكن..
من له الحقُّ أن يحاسبني على أحلامي؟
من يحاسب الفقراءْ؟..
إذا حلموا أنهم جلسوا على العرشْ
لِمُدّةِ خمسِ دقائقْ؟
من يحاسب الصحراء إذا توحَّمتْ على جدول ماءْ؟
هناكَ ثلاثُ حالاتٍ يصبحُ فيها الحُلُمُ شرعياً:
حالةُ الجنونْ..
وحالةُ الشعرْ..
وحالةُ التعرفِ على امرأة مدهشةٍ مثلكِ..
وأنا أعاني – لحسن الحظّ-
من الحالات الثلاثْ..
كلَّ عامٍ وأنتِ.. لا أدري ماذا أُسمّيكِ..
إختاري أنتِ أسماءكِ..
كما تختارُ النقطةُ مكانها على السطرْ
وكما يختارُ المشطُ مكانه في طيَّات الشَّعرْ..
وإلى أن تختاري إسمك الجديدْ
إسمحي لي أن أناديكِ:
"يا حبيبتي"...
(نزار قباني )
.....الفصل الثاني والثلاثون.........
........بيت الحاج راشد.........
عندما وصلا صقر وروتيلا لبيت الحاج وجدوه في إنتظارهم داخل حديقة منزلة الصغيرة وفي لحظة رؤيته لهم وقف في لهفة للقاء أبنتة التي نزلت مسرعة من السيارة تسلم عليه يتبعها صقر المبتسم
: السلام عليكم
: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
روتيلا بلهفة : أخبارك بابا عامل إية انهاردة ,أخدت الدوا , فطرت ، أنا عارفة إني وعدت أفطر معاك أنا أسفة ..أتأخرت في النوم .أنا ......
صقر مقاطعا بضحكة : غلطتي أنا يا حاج لاحظت عليها التعب إمبارح سيبتها تنام شوية أكتر
الحاج راشد يضحك وهو يربت على ظهرها بحنية : إهدي حبيبتي ....انا صحيح كنت عايز اشوفك من بدري ..بس انا كمان حسيت إنك أمبارح كنتي تعبانة وكنتي حتى بتقاومي النوم ........ثم ينظر لصقر وبتحذير ضاحك.. .أنت اللي هاحسبك وهاتبقى مسئول أدامي عن صحتها مفهوم
روتيلا برقتها :بابا ..أنا كويسة خالص ..
صقر يضحك وينظر لروتيلا :أطمن يا حاج ...وبعدين دي أحلى مسئولية
: تعالوا ندخل جمال ومحمد مع مروان في إنتظارك
صقر :إن شاء الله أنا متفائل بالمشروع
الحاج راشد : ربنا يوفقك يا ابني
روتيلا وهي تسلم على جمال : خالد فين ؟؟
جمال : معرفش خرج من الصبح بدري ولسة مرجعش
محمد يضحك : انا عارف
روتيلا التي جلست بجانب والدها : طيب قول
محمد يشير لها بلا ويضحك
جمال : متخديش من محمد حاجة ..بير أسرار
تدخل روتيلا مع والدها في حوار هادئ ,والباقيين في زاوية بعيدة في الصالون الكبير في حوار عمل
صقر : المهندسين بدأوا فعلا بأخذ المقاسات وإن شاء الله بمجرد ما تنتهي التصميمات هايبدأوا شغل على الأرض
جمال : خلاص بس وقت سفرك مين اللي هايكون مسئول عن مراقبة الشغل
: أمين ..هو المسئول عن أشغالي هنا في النجع
محمد : وأنا هراقب من بعيد الوضع دايماً علشان لو فية أي تسيب
يبتسم صقر : شكراً ..ده اللي أنا منتظرة
في هذه اللحظة يرن هاتف روتيلا : السلام عليكم ...انت فين
: إنتِ اللي فين ...إتأخرتي
: أنا مع بابا
تضحك روتيلا : بابا .هو في إية.. تصور قفل التليفون
يفتح خالد الباب و هو يحمل صندوق كبير مستطيل : السلام عليكم
يضع الصندوق أمام روتيلا : أفتحي
تنظر له روتيلا بقلق وهي تتراجع لخلف والدها : لأ
يضحك الحاج راشد : أنت مفيش فايدة فيك
صقر وقد أنتبه لما يدور من وقت دخول خالد يحدث جمال : هو في أيه ؟؟
جمال ضاحكاً عندما رفع رأسه عن الأوراق التي أمامه ويرى خالد وصندوقة : لا حول ولا قوة إلا بالله ...أصلة بيحب يجبلها هدايا ..لكنها أحياناً بتبقى كارثة مش هدايا ..اخر مرة أغمى عليها لما فتحت صندوق زي ده و...
يقف صقر ويتجة لروتيلا دون أن يسمع بقية كلام جمال وبتحذير يوجه كلامة لخالد: خالد لو اللي في الصندوق دة حاجة تـ....
يقاطعة خالد وهو ينظر لروتيلا : اطمن أنا حلفت إني معملش اي حاجة ممكن تأذيها ...ثم ينظر لصقر ...وأنا راجل بحافظ على كلمتي
الحاج راشد بجدية : وأنا أشهد
حل الصمت ...وتحركت روتيلا تفتح الصندوق بهدوء تحت أنظار صقر المراقبة والمندمجة لحركتها الرقيقة ....تنظر لما بداخله وتخرج بوكية ورد أبيض رائع لازالت على أوراقة ندى الصباح لتغمر وجها فية وتستنشق رائحتة النقية بعمق كأنها فراشة حطت على أوراق الورد ثم تضعة جانباً ....ثم تخرج تورتة صغيرة على شكل فراشة ملونة.. تبتسم.. وتضعها بجانب الورد ثم علبة بنية صغيرة مغلفة ..تقرأ ما عليها وتضحك بفرح : معقولة أنا كنت ناسية ...
شكراً حبيبي.. شكراً.... وتحتضن خالد بحب
صقر الذي وضع يديه على جانبية يراقب ما يحدث سمع صوت رسالة تنبيه على هاتفه تكرر منذ فترة وهو غير منتبه لها لإنشغاله لينظر لها ثم يتجهم وجهة ...
الحاج راشد : جابلك أية
روتيلا وهي تفتح العلبة : دارك شوكلات
محمد الذي أتى يهنئها بعيد ميلادها يضحك لوالدة : الشيكولاتة المرة اللي بنتك بتحبها
: أه....هاتي واحدة
يضحك الجميع
روتيلا وهي تأخذ أربع قطع منها وتعطي باقي العلبة لمحمد : أبيه لو سمحت اعطي أبية جمال ومروان
يأخذ محمد العلبة ويتجه لهم
في حين روتيلا وهي تعطي واحدة من الأربع قطع لوالدها : أتفضل بابا
: شكراً يا بنتي بس العلبة أنا اللي هاخدها
تضحك روتيلا : اتفقنا
ثم تعطي واحدة لخالد : شكراً
يبتسم خالد : في أي وقت
ثم تقف أمام صقر وتفتح الورقة المغلفة لقطعة الشيكولاتة وتضعها في فمة وبرقتها هامسة : أنا بحب النوع ده...مش عارفة إذا كان يعجبك
كان صقر في سكون تام وهو يراقبها.. ...حتى وصلت قطعة الشيكولاتة لفمة وذابت... وذابت معها كل إحساس بالغضب لنسيانه ..عندما شاهد وجه روتيلا وكأنها تترجى بملائكية الأطفال أن يحب نوع الشيكولاتة المفضل لها : صدقيني ..وأنا بموت فيها
ليظلا في حوار صامت فترة .. ..ثم قرب من جبينها قبلها وهمس لأذنها : كل سنة وأنتِ حبيبتي.. يا أحلى حاجة حصلت ليا في حياتي
ثم تركها واتجه لجمال ومروان ومحمد المشغولين بالأوراق التي أمامهم
......لميس......
يوسف تارك لها حرية البقاء مع أمها الوقت الذي تريدة ولكنها تريد أن تفاجأة فتعود لتجهز له الغداء
: السلام عليكم ..سارة اتصلت تقولي ألحقي لميس
: أهلاً روتيلا ...وتجري على المطبخ ..تعالي بسرعة
تضحك روتيلا وتتبعها : في أية !!
: يوسف بيحب أي نوع محشي ؟
: الكوسة...ليه
لميس وهي تدفع بطبق بقوة على طاولة المطبخ : أتفضلي أفتحيها عايزة احط فيها الحشوة وكل ما أعمل واحدة تبوظ مني
تضحك روتيلا : أفتحيها أسمها قوريها
: قوريها أفتحيها فجريها ..المهم لازم ياكل محشي الكوسة من أيدي انهاردة
تجلس روتيلا وهي تنظر حولها ..أقورها بأية
: يعني أية ؟؟
: مش معقولة يا لميس أنتِ أخر مرة دخلتي مطبخ أمتى
تجلس لميس واضعه ساق على الأخرى في حين روتيلا تتحرك داخل المطبخ حتى وجدت ضالتها وجلست وبدأت في عملها : شوفي روتيلا وانا صغيرة تقدري تقولي كنت ...ولد بشعر طويل
تضحك روتيلا : مش ممكن ..اللي يشوفك دلوقتي مستحيل يقول كدة
: لا ما هو أنا أتبدلت لأنثى بس على كبر شوية ...في ثانوي تقريباً ..شفت البنات بيلبسوا ويتمكيجوا ..لعلمك انا لغاية ثانوي فعلاً مكنتش
أعرف حاجة خالص عن الفساتين والجيبات وبعدين أتعلمت كل دة
روتيلا تهز رأسها وتضحك : بس نسيتي حاجة مهمة للبنت ..
لميس : أية هي ؟؟
: المطبخ يا أنثى
لميس وهي تشير بلا مبالاه : روتيلا..حصل أية يعني ..انا كبرت وأديني بتعلم ونجحت كمان حتى يوسف بياكل كل حاجة بعملها ....ده حتى ساعات يجبلي هدية ولازم قبل ما يقوم يبوس أيدي ويقولي تسلم أيدك
تترك روتيلا ما بيدها وتنظر للميس بعمق التي بادلتها النظر وتحول المكان إلى هدوء .........هدوء.........هدوء.......
ثم تقف لميس وتصرخ : مش ممكن ...مش ممكن ....روتيلا ..أه...أخوكي ...ثم تجلس واضعة رأسها على الطاولة وهي تغطيها بكلتا يديها
تضحك روتيلا عالياً : قومي ..قومي ...بقى بيبوس ايدك ويقولك تسلم أيدك ..أنتِ بتاكلي من الأكل اللي بتعملية
تهز لميس رأسها بلا
: إزاي ؟؟!!
: عاملة رجيم وأكلي كلة سلطات
روتيلا بضحكة : وعملتي الرجيم من أمتى ؟؟
لميس ترفع رأسها وهي تشعر بالذنب : من فترة ..بس أنا أكلت مرة وقلت لآنتي أن طعم الأكل مش زي اللي مامي بتعمله أو متعوده عليه ..فقالت ليا هو كده الستات لما بتطبخ مبتعرفش تستطعم الأكل ..فصدقتها
: لميس حبيبتي أبيه يوسف الوحيد اللي عرفني إني بعرف أطبخ
: إزاي
: صدقيني هاتعرفي لوحدك
: لأ ..رورو حبيبتي قول ليا أنا مرات أخوكي
تهز روتيلا رأسها بلا
: طيب أنا أخت صقر جوزك
تبتسم روتيلا لذكر اسم زوجها : ما هو علشان كدة بالذات ..وبصوت عالي ....لااااأ..
تعقد لميس يدها على صدرها وبتكشيرة طفوليه : طيب اية الحل أعمل أية ..ساعديني
روتيلا : عندي الحل
: أية ؟؟
: ماما منيرة طباخه درجة أولى أبيه يوسف بيموت في أكلها وكلمة في سرك أكتر من مامته بس متقوليش ليها
المهم هي معاكي هنا لمدة شهر
: بتتكلمي جد يعني هاتوافق
: جداا ..دي هاتبقى في منتهى السعادة ....وتضحك ....... بس تستحملي لسوعتها بالملعقة الخشب لما تغلطي
تقف لميس : موافقة
: متأكدة
: جدا هاتتوسطي ليا عندها
: أتفقنا اطمني ...قومي بقى جهزي الخلطة
لميس : جاهزة
: طيب هاتيها أشوفها
: لحظة أجيبها من التلاجة ..أصلها من ساعة ما آنتي بعتتها أمبارح وهي في التلاجة
تضحك روتيلا : وكمان الخلطة آنتي اللي عملاها ...وبهمس...الله يكون في عونك يا أبيه
........صقر........
على عجل يعود لبيت الحاج راشد ليحضر فراشتة ..ولكن عند وصوله وجدها تقف في الحديقة مع شخص ما بمفردهم ..نظر حولة يبحث عن أحد من أخواتها أو خالد فلم يجد
صقر بصوت عالي : روتيلا ..
روتيلا وهي تبتسم وتقترب منه : السلام عليكم ..الحمد لله على سلامتك ..أتأخرت
صقر دون أن يرد عليها نظر للرجل الواقف أمامه و ضغط على يد روتيلا بشدة
روتيلا وهي تدرك سبب تصرفه ..أخذت نفس بعمق وسحبت يدها بعنف ألمها ولكنها قاومت : رامي أبن أمل أختي
صقر وهو ينقل بنظرة بينهما.
روتيلا : تعال يا رامي سلم على صقر بيه ...انا داخلة لبابا
رامي يسلم بسرعة : أهلا صقر بيه ...روتيلا لحظة ..لحظة .....ويجري خلفها
صقر يتابع بنظرة روتيلا وهويمسح على وجهة بعصبية :غبي ...غبي ...
.......جناح صقر.......
من لحظة دخولها للجناح وهي في حالة من الصمت المقصود صلت ..وقرأت وردها اليومي من القرأن ..وتأكدت من منبه الصلاة ...ثم اتجهت للسرير ونامت على جانبها الأيمن كعادتها ..كل ذلك تحت أنظار الصقر المراقبة ...و...
....صقر ....
عارف إني غلطت ...أنا كتير أتغيرت.. وهي عارفة ..على الأقل بقيت أتحكم في غيرتي ..في وقت تاني كنت مسكتة دبحتة.....ويقبض على يدة بشدة ويضغط على أسنانة .....اعمل أية أنا بعقلي وذكائي اللي بدير بيه ثروة بالملايين بعطل تماماً في حضورها ...مكنتش محتاج افكر علشان أعرف بدون ذكاء أن اللي واقفه معاه أكيد قريب منها ومحرم ليها كمان وإلا هي بنفسها مستحيل تقف معاه ..أنا بقيت بعرفها كويس جداً ...بس أعمل أية أول مرة أشوفة طلعلي منين أبن أختها ده كمان ليكون فرد تاني من رجالة الشيخ عايز يحمي الفراشة مني ..
وبتنهيده هامساً: أستغفر الله العظيم
.....روتيلا.....
عارفه إنه حاسس بخطأة ودة يكفيني ...رامي عايز جمانة وبيحبها وجمانة رفضاة ...أه يا جمانة ....هو أنتِ عندك حق في موضوع رامي أنا نفسي مش عايزاه ليها ..مواصفاته كزوج صالح لا تنطبق علية بأي شكل ...وأهم مشاكلة الصلاة ..الصلاة اللي تعصمة من أنه يعمل أي سلوك خطأ ...لأ ..رامي مش مناسب ..انا قلت له أتغير وانا أول واحدة هاتساعدك ...
وبتنهيده : ربنا يهديك يا رب
يقف صقر فجأة ويفتح نور الغرفة معتقداً إنها تقصده : أنا مش عارف أنام وأنتِ كمان لسة منمتيش فقومي كلميني
تجلس روتيلا بتعجب :في أية !!
: أنتِ قلقانة زي صح ..أنا فعلا أتغيرت وأنتِ عارفة كدة كويس
تضحك روتيلا : أنا عارفة ..ترفع روتيلا له الغطاء .....تعال نام
:إنتِ مش زعلانة !!
روتيلا وهي تشير بأصبعيها بحركة طفولية : شوية
صقر يقلدها : شوية ...وانا مش عارف أنام وإنتِ بس شوية زعلانة
روتيلا وهي تشير بنعم :مم ..تعال بقى وأنا هادلك راسك لغاية ما تروح في النوم
يضحك صقر وهو ينام واضعا رأسه على رجلها وتبدأ روتيلا بتدليك رأسه
: ابن أختك كان عايز أية بيكلمك على أنفراد
تبتسم روتيلا : عايز تعرف لية ؟؟
صقر يبتسم وبهدوء : يعني عايز أسمع صوتك ..احكيلي
: عايز يخطب جمانة
صقر : طيب كويس ..يروح يطلبها من أبوها ولا عايزك واسطة
تضحك روتيلا : أنت فعلا مش جايلك نوم ...المشكلة أن أنا مش موافقة علية علشان أقنع بية أبيه جمال
صقر وهو يدير وجهة لها : لية مش موافقة ؟؟
: لأنه مش بيصلي
صقر وهو يعود لوضعة : أه ..فهمت
: أنت أيه رأيك ؟؟
: مش عارف ,أنتِ لو مكانها تعملي أية ؟؟
روتيلا : طبعا أرفض
صقر : لو كنتي أكتشفتي حاجة زي كده عني بعد جوازنا كنتي عملتي أية ؟؟
: أكيد كنت هازعل وبعدين أعالج المشكلة
صقر : خلاص .جاوبتي على نفسك
روتيلا وهي تمسح على شعرة بهدوء : مش صحيح صقر بيه , في حالة رامي أنا عارفة إنة مش بيصلي ودي واحدة بس من مشاكلة إزاي أسعى لزواجة انا متأكدة فيها أن الزوج لا يصلح
: حتى لو كان أبن أختك
: علشان ابن أختي لازم أكون أكتر أمانة
صقر وقد تملك منه النوم : عندك حق ,....وبهدوء نائم ....سامحيني
روتيلا بهمس : على أية ؟
: على كل حاجة بتضايقك مني
: أنا مش بزعل منك ....وتقبلة على رأسه .....ربنا يخليك ليا
يقبل يدها : ويخليكي ليا
.......في صباح اليوم الثالث.......
في الطريق من الصباح الباكر لمنزل الحاج راشد
: أحنا مش في طريق بيت بابا
صقر : معرفتيش لسة رايحين فين
روتيلا تنظر من نافذة السيارة وبفرحة : هانروح الخلوه ...صح
: أيوة
تبتسم روتيلا : هو مكان جميل أوي
: أيوة يا حبيبتي ...بس انهاردة هايكون أجمل
عندما وصلا أمسك صقر يدها وتقدم ببطئ حتى نظرت له : أية الموضوع !!
يقف صقر ويديرها نحوه:أنتِ بتثقي فيا
تبتسم روتيلا ولا ترد
يضيق صقر بعينة : أفهم من سكوتك أية ؟؟
روتيلا وهي تحاول الإفلات منه : حاسة أنه فخ وأنا مش بحب كدة
يمسكها صقر ضاحكاً : طيب أستني ...لكني محتاج تجاوبي عليا
: أيوة طبعا بثق فيك
يقبلها من جبينها : شكراً يا حياتي ...شوفي يا فراشتي أنتِ قلتي أنك كنتي بتحبي الخيل ..
أرادت روتيلا أن تبتعد عن يدة ولكنه أمسكها بإصرار: أسمعيني أنا عايزك تركبي معايا
تهز روتيلا رأسها بلا.
: حبيبتي جربي هاتخسري أية ...أنتِ قلتي اللي حصل وحقيقي انا عايزك قوية تقاومي خوفك ...
روتيلا بعيون دامعة :لية , الموضوع مش مهم ..يعني مش حياة أو موت ..وبعدين أنا كرهتهم مش بخاف منهم يفرق
: عارف كرهتيهم لأنه بيفكروكي بذكرى وحشة ...يبتسم ....بس أنا عايز أبني ليكي ذكرى حلوة ...ثم يصمت قليلاً وينظر لمكان بعيد ...شوفي
تلتفت روتيلا للخلف وترى حصان أسود جميل وضخم فتقف بتلقائية خلف صقر
يضحك صقر وهو يشدها أمامة وهو يمسكها من خصرها وظهرها لصدرة : بقى مش بتخافي منهم
روتيلا : أيوة ...بس متحاولش تقنعني بالطريقة دي
صقر وهو يضع ذقنة على كتفها وبهدوء : طريقة أية ؟
: التحدي
يضحك صقر : شوفي أنا مش هاتحداكي لكن هاطلب أنك تحققي حلمي انك تركبي أدامي على حصاني ...ممكن يا فراشتي
روتيلا تنظر لجانب وجهه الساكن على كتفها وببتسامة : ممكن
صفر صقر لحصانة الأسود الذي جرى ناحيتة ليحمل روتيلا ويضعها علية ثم أمتطى خلفها وبدأ في التحرك ببطئ أولا ثم أسرع وأسرع لتلف روتيلا تغطي وجهها في صدر صقر وهي تقاوم خوفها وتسارع دقات قلبها ....
: كفاية
يقبل صقر رأسها : مش هاوقفه إلا لما ترفعي وشك ....يبطئ صقر قليلاً.. قليلاً ..فتتحرك روتيلا للنظر للأمام والتمتع بركوب الخيل لأول مرة منذ ست سنوات
اخذت نفس عميق وتعود لتنظر لصقر الذي كان يركز بعينية على الطريق : بتحب الخيل
صقر بابتسامة : أيوة جداً
روتيلا وهي تتأمل حولها : طيب حصانك أسمة أية
: جيان
روتيلا : أوووه ..يليق بيه
يضيق صقر بعينة لها : أية مش عاجبك اسمة ..طيب أختاري له اسم على ذوقك
تنظر له روتيلا : الأدهم
صقر يأمر الحصان بالتوقف ويذوب في خضرة عينيها :
يَدْعُـونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنَّهـا أشْطَـانُ بِئْـرٍ في لَبانِ الأَدْهَـمِ
فوددت تقبيل السيوف لأنها لاحت كبارق ثغرك المُتَبَسِمِ
(عنتربن شداد)
...........نهاية الفصل الثاني والثلاثون................
الإمام أحمد في مسنده والترمذي في سننه ولفظ رواية الترمذي : من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . وصححه الشيخ الألباني .
تابعووووووني
الفصل الحادي عشر والثاني عشر من هنا
الفصل الثالث عشر والرابع عشر من هنا
الفصل الخامس عشر والسادس عشر من هنا
الفصل السابع عشر حتى الفصل الرابع والعشرون من هنا
الفصل الخامس والعشرين حتى الفصل الثامن والعشرون من هنا
الفصل التاسع والعشرين حتى الفصل الثاني والثلاثون من هنا
تعليقات
إرسال تعليق