رواية الفراشة الفصل السابع عشر حتى الفصل الرابع والعشرون بقلم الكاتبه روتيلا حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية الفراشة الفصل السابع عشر حتى الفصل الرابع والعشرون بقلم الكاتبه روتيلا حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
أحبك جداً
وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل
وأعرف أنك ست النساء
...
أحبك جداً
وأعرف أني أسافر في بحر عينيك
دون يقين
وأترك عقلي ورائي وأركض
أركض
أركض خلف جنونـي
...
أيا امرأة تمسك القلب بين يديها
سألتك بالله لا تتركيني
لا تتركيني
فماذا أكون أنا إذا لم تكوني
أحبك جداً
وجداً وجداً
وأرفض من نــار حبك أن أستقيلا
وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقيلا...
وما همني إن خرجت من الحب حيا
وما همني إن خرجت قتيلا.....
(نزار قباني )
........الفصل السابع عشر...........
ظل فترة أمام البحر ينظر لأمواجه التي شاركت روحة تخبطها ... سماعه لشكوتها وبحرقتها منه ....معرفتها بزواجاتة السابقة تعاملة معها كأنها كائن صغير لا يفهم أو يستوعب إحتياجاتة كرجل ...انانيتة عندما بعد عنها إعتقاداً منه إنه يحميها بدل أن يقرب منها ويلغي الحواجز بينهم كما قال لها تركها وحدها ...عاقبها من قبل على محاولتها هجرة عندما جاء من السفر وهو نفسه هجرها وأساء لها وسط عائلته ونظر فقط لنفسة التواقة لها بعده كان ليحميها وهو في الحقيقة يؤذيها
لم أقصد صدقيني حبيبتي لم اقصد ان أوذيكي صدقيني كنت أحميكي من لهفتي عليكي ولكني في النهاية أذيتك وجداً ...
وياليتك تسامحيني ..تسامحي رجل يفقد عقلة في وجودك ...
بعد فترة يعود صقر
:صقر بيه
يلتفت صقر للخادمة : خير
:اجهز الغدا على السفرة
صقر يتجه للسلم : لسة بدري
الخادمة تتلعثم في كلامها: لكن ..بس حضرتك أكدت على ميعاد الأكل علشان مواعيد دوا الهانم
ينظر صقر لها : ليه الساعة كام
الخادمة : 2 صقر بية
يأخذ صقر نفس طويلا وينظر للأعلى حيث غرفة روتيلا : محستش بالوقت ...حطي الغدا وأنا هاروح أنادي الهانم
.....روتيلا.....
تجلس في غرفتها الخاصة لم توافق أن تشاركة جناحة وبالرغم من اصراره طوال وجودهم على إلغاء أي مسافات بينهم إلا إنه أعطاها بعض الخصوصية...لا تصدق نفسها وانفجارها فيه لاتصدق إنها روتيلا البريئة الخجولة ..
لكني انسانة لي طاقة من يوم عرفتة وهو يظهر لي فقط جبروتة وغرورة وعصبيتة حتى في اللحظة التي تنتظرها كل فتاة لم يمهلني واستنتج فقط إني كرهت لمساتة وقبلاتة ...ماذا كان ينتظر مني بعد أن عرفت إني لا أمثل له أي قيمة فأنا مجرد فتاة إضطرته الظروف للإرتباط بها
:أدخل
يدخل صقر مشرفا عليها بطولة : السلام عليكم
روتيلا التي لم تحاول أن ترفع نظرها عن الجهاز الذي أمامها : وعليكم السلام
:روتيلا الأكل جاهز تعالي عـ
روتيلا : مش جعانه دلوقتي ..أتفضل حضرتك وأنا بعدين لو جعت هـ
صقر بحدة يقاطعها : مش هاتجوعي ...مبتجوعيش ..ياربي ممكن تنسي خلافنا شوية وتهتمي بصحتك ..إنتِ عارفة إن ريهام مأكدة على علاجك وأكلك
: أنا مش مريضة .. و لو سمحت عايزة أقعد لوحدي
يجلس صقر وينظر لها مطولا , هو يعرف إنها تدعي انشغالها بالجهاز الذي أمامها ,أصبح يعرف كل حركة تقوم بها .. يعرف إن عينيها التي وعد نفسة إنها لن ترى الدموع أصبحت لا تفارقها الدموع ..وقف واتجة لشرفة الغرفة المطلة على البحر
أخذ نفس عميق مسموع : هاتكلم معاكي وعايزك تسمعيني ..يمكن ميبقاش عندي الجرأة مرة تانية ..يمكن غروري يمنعني ..يمكن شرقيتي تمنعني -صدقيني إنتِ متعرفيش غرور الرجل ممكن يخلية يعمل أية
روتيلا بهدوء : لأ .عرفت
ينظر لها صقر : أيوة عرفتي
يتجه ليجلس أمامها مباشرة : اسمعيني فرصة يمكن لأول وأخر مرة ممكن تنوليها
روتيلا بسخرية : حاول حتى تضحك عليا وأنت بتعتذر ليا عن جوزاتك مثلا ..أو قسوتك معايا
صقر واضعاً ساق على الأخرى : فراشتي إنتِ أذكى من أنك تتخيلي إني ممكن أعتذر..الشيئ الوحيد اللي خلاني أعتذرلك اليوم هو إني أذيتك بدون قصد
روتيلا تغمض عينيها : عارف أنا عايزة أعمل إية دلوقتي علشان احطم غرورك دة للأبد
صقر بنظرة مرحة : حاولي يا فراشتي
روتيلا بنفاذ صبر : عايز إية
:مش لايق عليكي روتيلا صورة المرأة المتوحشة اللي بتحاولي تظهريها ...أنا عارف إنك مبتناميش بالليل من الخوف ومبتكليش من القلق
بس الغريبة إنا متجوزتكيش وإنتِ دبة يعني ..أيه كل الحماية اللي كانت حواليكي مكنتش كفاية تديلك الأمان من القلق والخوف ...
ظلت روتيلا تنظر له فترة ثم أمتلأت عينيها بالدموع وابتسمت بحزن:...
أه ..يا حبيبتي أخبريني ما بك : اتكلمي
روتيلا وهي تنظر بعيداً عنه : معنديش حاجة أقولها ..أنت اللي عندك كلام
صقر : أيوة صح أنا ...هي دي المشكلة ..أنا ..البكري للوالد وهوراجل صعيدي أصيل كان شايف أني لازم أكون البكري في كل حاجة من يوم ما أتولدت وأنا أتحطت عليا مسئولية اسم العايلة وأموال العايلة وبعد وفاته بقيت مسئول عن العايلة
مكنش في وقت للدلع وأنا طفل أو اللعب في المراهقة أو الحب لما كبرت وبكدة بكل بساطة بقيت صقر الجارحي ..نجحت في أعمالي الخاصة قبل وفاة الوالد وعملت ليا كيان واسم في السوق في سن صغير
ونجحت في أعمال العايلة بعد وفاته ...تنتظري مني إية في الحب
روتيلا تنظر له وتهز رأسها بلا
صقر يقرب رأسة منها : أيوة برافو عليكي ..لا حب .. ,ثم يعود لجلستة السابقة,
بس أنا معملتش حاجة حرام ابدأ ومتحاوليش إنك تقولي إني عملت حاجة حرام أنا اتجوزت على سنة الله ورسوله
روتيلا باستنكار : عرفي
صقر : عرفي ..أيوة عرفي. لو فاكرة إني ضحكت على أي واحدة أو غصبت على أي واحدة اتجوزتها تبقي غلطانة أنا يمكن أعطيتهم فلوس ومجوهرات أكثر منك إنتِ شخصيا وإنتِ زوجتي الرسمية
تقف روتيلا وبصوت عالي : أنت فاكر كدة إنك كنت صح
صقر بإصرار مخيف : اقعدي ..متهيألي إنتِ عرفتيني كويس ومتفتكريش لما سبتك على البلاج تتكلمي وتعلي صوتك إني ممكن أسمحلك بكدة مرة تانية .أنا قدرت ساعتها حالتك الصحية والنفسية لكنها مش هاتكرر ...أظن كلامي واضح
تجلس روتيلا وهي تنظر للأرض : أنت بتخوفني ساعة في منتهى الهدوء ..وساعة في منتهى العصبية والجبروت
يحرك صقر يدة على وجه بعصبيه ويقف ويتجهة للشرفة معطيا لها ظهرة : إنتِ السبب
ترفع روتيلا نظرها له متفاجأه منه: أنا ..أنا
ينظر لها : أيوا ..إنتِ ..فراشتي البريئة
من يوم ما شفتك وإنتِ لابسة فستانك الأبيض كنتي حورية
ويغمض عينة يتذكر اللحظة ويبتسم ابتسامة تشرق وجهه
:إنتِ فراشتي قلبتي كياني صدقيني حاولت إني أبعد عن سحرك ..يوم ما شفتك بفستانك الأبيض مكنتش مصدق إن اللحظة دي كانت حقيقية أخذتك بيتي و مارست عليكي كل غروري علشان أبعد سحرك ..ويبتسم إبتسامة جانبية ..حتى لما عمر ومروان شافوكي
لو مكانش خالد ضربهم كنت أنا اللي ضربتهم ..أه ..يا روتيلا سيطرتي عليا بالكامل سافرت وأخدت معايا سمر زوجتي العرفي كنت بحاول أحرر نفسي من شباكك ولكني مقدرتش مجرد ما نزلنا المطار ووصلنا للفندق أعتذرت ليها وطلقتها
هي كانت مفاجأه ليها سألتني في غضبها أنت أيه اللي حصلك .قلت ليها وقعت في حب طفلة .
أيوة يا روتيلا وقعت في حبك ..وقعت في حبك يا فراشتي .أنا راجل عنده 35 سنة يدير أعمال بالملايين وتحت أيدي رجال يخافوا ويترعبوا
لو وقفوا أدامي مفيش في لسانهم إلا كلمة حاضر فوجئت بيكي وإنتِ الفراشة الرقيقة اللي من يوم ما شفتك بترجفي أدامي بتقولي .لأ. ..متتصوريش كان وقعها إيه على وداني ..يمسح صقر على وجهه ويأخذ نفس طويل وينظر لروتيلا التي كانت تنظر للأرض تسمعه بهدوء : يومها كان يوم العزومة صح
روتيلا بصوت خافت : أيوا
يقرب منها صقر : روتيلا من يوم العزومة لما شفتك مع محمد وخالد كنت هاتجنن منعت نفسي مية مرة أخطفك من حضنهم أقول لنفسي مكانك في حضني أنا .مكانك معايا أنا .حبك لازم يكون ليا أنا ..أنا بس ...بقيت مش قادر هربت من البيت بقيت أقعد في شقتي الكل سألني سايب بيتك ليه
بس مردتش عليهم لأني مش قادر أعترف لهم على مدى ضعفي أدامك كنت عارف إني لو فضلت معاكي في مكان واحد هأذيكي بأي طريقة بالكلام أو الفعل وده اللي حصل لما بعتت سارة الصورة وكأني كنت بنتظر الفرصة دي من الأخر بتلكك روتيلا أرفعي راسك واسمعيني كويس
ترفع روتيلا رأسها وتنظر له فاجأها بسبب بعده رُدت لها روحها عندما اكتشفت تأثيرها عليه واكثر شيئ فرح الأنثى بداخلها إنها زوجتة الوحيدة لكن أريد أكثر ... أريد حبك
صقر وهو يركز نظرة في عينيها : أنا راجل مغرور جدا , متملك جدا , غيور جدا ..جدا ..جدا لكني راجل بيحبك بيعشقك جدا وبيطلب منك إنك تسامحيني وتفضلي معايا برضاكي فكري.....بس أرجوكي ترحمي قلبي
أنا هانتظرك تحت على الغدا لو وافقتي إنك تفضلي معايا
ولو ..ولو.. رفضتي أطلبي الغدا يطلع ليكي هنا
ويخرج صقر من الغرفة تاركا لروتيلا القرار
......على طاولة الطعام.........
من ساعة وصقر لم يتحرك ولكن ما يطمئنة إنها حتى الأن لم تطلب طعام في الأعلى
يشعر بأن قلبة سيتوقف وهو ينتظر ..في حياتة بكل تقلباتها وانجازاتة بكل الحروب التي خاضها في حياتة العملية لم تمر علية لحظة مثل هذه ...يمسح على وجهه عدة مرات يتخيل الأسوء هل ستتركني
يقف متوتر : لأ مش هاسمح لها هاتفضل معايا بس ..
يعود فيجلس مرة أخرى : بس غصب عنها ..أنا عايزها برضاها ...برضاها ..إنزلي أرجوكي إنزلي
....روتيلا.....
لم تقوى على الحركة أو حتى الرمش بعينيها ففي اللحظة التي تمنت فيها حبة وجدتة يهديها عشقة شتان بين حالها من بعد رجوعها من المواجهة معه وحالها الأن ..تحدث نفسها بصوت مسموع وأحياناً أخرى هامسة يكاد يجن قلبها من الفرحة وعقلها من التردد
:طول عمري وأنا نفسي بحب زي حب بابا لماما ..
بس بابا معقول كان غيور أوي كدة
أه .أه.. يا ماما أد إيه أنا محتجالك ..ماما بنتك تعبانه .ماما بنتك لقت اللي يحبها أوي بس ..
بس خايفة منه هو أعترف ليا بكل حاجة عن ماضية وأعتذر ليا بس قالي أنه مغرور ومتملك وغيور جدا
ماما كنت عايزاكي جنبي أسألك وتساعديني
أعمل إية بنتك محتارة ..بنتك محتارة أوي
تقف روتيلا وتتجه للوضوء وتقف تكبر وتسأل الله أن يلهمها الصواب
صلت روتيلا صلاة استخارة وتركت الإسدال عليها ونزلت لصقر
.......صقر........
هل هذا الصوت حقيقي ..صوت خطوات تنزل على السلم مترددة نعم مترددة ولكنها تنزل ...هل هي الأن تتجة لي .نعم وقفت مرة أو مرتين ولكنها تتجه لي ...هل هي الأن تقف أمام بابي ..نعم وقفت ..وقفت ..وقفت -هي خائفة- ولكني أنا أيضا يا فراشتي أكثر رعبا
وينطلق صقر للباب خائفا من تراجعها ويفتحة ويشد فراشته إلى حضنة .
و بفرحة ظل يردد : الحمد لله ...صدقيني مش هاتندمي .
........ألمانيا ........
يقضي يوسف ولميس شهر عسلهما المؤجل بعد انتهاء يوسف من مناقشة رسالته
لميس على الهاتف : بتقولي أية يا سارة إزاي إمتى حصل ده
سارة : من اسبوعين
:غريبة أسبوعين ..بس يوسف بيكلمها على طول ومقالتش حاجة ..طيب أنتوا معرفتوش هم فين دلوقتي
سارة بقلق : أبداً يا لميس دا حتى ماما هاتجنن إحنا محسناش بحاجة لما خرجوا الفجر حتى أبيه صقر مناداش على ماما تساعده بس بيني وبينك منظر أخوكي لما جه وأخدها من أوضتي كان يخوف ولما حكيت لماما قالت أكيد ضربها
لميس : يعني أيه معقولة ....فعلا ماما عندها حق تقلق يعني بالعقل أيه اللي يخليه يسفرها بالطريقة دي إلا إذا كان ضاربها ومش عايز حد يشوفها
:لميس
لميس التي توترت من يوسف : سارة هاكلمك بعدين ....وتغلق الهاتف مع أختها
:في إية يا يوسف لية العصبية دي
:روتيلا فيها أية
لميس بتوتر : هايكون فيها أيه يعني وأنا أيه يعرفني وبعدين أنت بتكلمها على طول
يوسف بحدة : لميس إنتِ كنتي بتتكلمي عنها دلوقتي مع سارة اتكلمي فيها أية
تقف لميس وتتجة للغرفة فيمسكها يوسف من ذراعها: أستني هنا ردي عليا
لميس تخلص يدها منه : يووه.. يا يوسف سيبني.. أف..أنا معرفش حاجة سارة بتقول كانت حامل واجهضت وبعدين احنا مش هانخلص من روتيلا طول عمرنا
يوسف باستنكار لكلامها : نخلص من روتيلا ليه عملت ليكي أية المفروض إنتِ اللي تسألي عنها وتخافي عليها أكتر مني
لميس بغضب وصوت عالي : لا والله أنت تكفي عننا أحنا الأتنين وبعدين تعالى هنا فيها أيه روتيلا اتجوزت واحد مكنتش تحلم أنها تقابلة مش تتجوزة
يوسف الغاضب بَعد قليلا عنها من المفاجأة مما يسمع وبصوت هادئ قاتل : إنتِ عارفة ...أنا مكنتش أعرفك
وتركها ودخل مكتبة
أما لميس فقد جلست واضعة يدها على فمها تنظر للباب الذي دخل منه يوسف وقد أدركت أنها خسرت يوسف
........سيدي عبد الرحمن........
تجلس روتيلا تنظر للبحر ولكن هذه المرة يجلس معها صقر فمنذ رضاها بحبة وهو لا يفارقها تنظر له وتسأل نفسها هل فعلا كنت ستتركني لو أخترت الفراق .
صقر المشغول في جهازة المحمول يدير أعمالة منه طول الوقت : شيلي حجابك
روتيلا تنظر حولها : لأ, أخاف يكون في حد واقف
:الشاطئ خاص والحرس عندهم أوامر مني واقفين وظهرهم لينا وهم عارفين لو بصوا عليكي هاخلع عنيهم
تضحك روتيلا : لأ وعلى أية خليني لابساه أحسن
يضحك صقر : أشربي العصير
:حرام عليك صقرطول النهار أشربي ..كلي ..أرجوك كـفـاية
يقطع كلامهم رنين هاتف صقر
:يوسف أخوكي ينظر لشاشتة
:خير ربنا يستر
صقر : السلام عليكم
يوسف بحدة : وعليكم السلام ..أختي فيها أية
صقر بتعجب : أختك كويسة
:عايز أكلمها
صقر : طيب لحظة
صقر يضع الهاتف على الأسبيكر
:رورو يوسف عايز يكلمك
روتيلا الغاضبة من تصرف صقر : السلام عليكم
يوسف : حالا تقولي فيكي أية ..وروتيلا مش عايز كذب
..أنا كويسة :مفيش حاجة
يوسف بصوت عالي : يعني أية مفكيش حاجة ..بتكذبي يا روتيلا
روتيلا تدمع عينها : لأ يا أبيه ..أنا كنت ..كنت
يوسف كأنه أدرك أنه خجلها منه السبب : حبيبتي متتكسفيش من أبيه ..حبيبتي إنتِ كنتي حامل
بكاء روتيلا أغضب صقر لا يحب أن يرى دموعها والأكثر إنه لا يحب تدخل أي انسان مين ما كان في حياتة والأخص بروتيلا التي تمثل الأن كل حياتة وتخصة هو وحده ....تخصه هو وحده
صقر يأخذ الهاتف ويحوله للسماعة وبحدة : لو سمحت يا يوسف ممكن أعرف أية سبب عصبيتك
يوسف بصوت عالي وحاد تسمعة لميس في الخارج : أنت يا أخي سبب عصبيتي تقدر تقولي عملت إيه في أختي خليتها تسقط جنينها
صقر: مش فاهم عملت إيه يعني
:يعني أكيد ضربتها يا راجل يا محترم
صقر يمشي بعيدا عن روتيلا : أولا أنا راجل مستحيل أم أيدي على واحدة ست
ثانيا مستحيل أضرب روتيلا
وبتحذيرصدم يوسف: وصدقني لو حصل يا يوسف لا أنت ولا عشرة زيك يقدر يمنعني ...فاهم
أنت عارف أنا مين كويس جدا فخلينا أهل أحسن
يوسف الغاضب من غرور صقر : أديني أختي أكلمها
:لأ ..والأحسن تقفل دلوقتي وإلا أنت عارف عملتها قبل كدة مع خالد وصدقني يسعدني جدا أعملها معاك
يوسف بتحذير : حاول بس ..حاول ..
يغلق صقر الهاتف ويظل واقف أمام البحر يتنفس بعمق يحاول السيطرة على غضبة وفي نفسة : كلهم عايزيين يحموكي مني ..عايزين يبعدوكي عني لكن أنا بس أنا بس اللي ليا الحق إنتِ ليا أنا ..ملكي أنا
روتيلا تضع يدها على كتف صقر : في أيه
ينظر لها صقر ويمسك يدها يقبلها فيدها التي وضعتها على كتفة أطفأت البركان المشتعل بداخلة فيضحك : كلهم بيحبوكي
روتيلا : عارفة لأني أنا كمان بحبهم
صقر يأخذها في حضنة بتملك : مش أكتر مني .....صدقيني .....مش أكتر مني
روتيلا بترجي : صقر خلينا ننزل القاهرة
: لية يا حبيبتي زهقتي من هنا
روتيلا برقتها : لأ خالص أنا حبيت هنا أوي .بس أنا بقيت كويسة وتأخيرنا مش مظبوط . وأنت شوفت إتصالاتهم كلها قلق علينا
يقبلها صقر على جبينها : أوكي يا حبيبتي خلينا نرجع بس مترجعيش تقولي مشغول عني
تبعد روتيلا عنه وهو لا زال يمسك بكفيها : المهم متكونش مشغول في شقتك
يضحك صقر عاليا : خلاص روتيلا ..إنتِ بس في قلبي وعقلي مليتي كل كياني
هاحتاج الشقة في أيه
روتيلا : أخلص منها طيب
يمسك أنفها : متتعوديش تحطي دي في شغلي
روتيلا تقفز بطفولية وتترجاه بيدها : لأ.لأ دي بس.دي بس أرجوك
يضحك صقر ويشدها ناحية صدرة ويهمس في أذنها : دي -أوكي ولكن مش -بس -أنا كلي ليكي
ثم يتحرك ناحية الفيلا : هانسافر بكرة والشقة عطيتهم أمر من أول ما جينا هنا أنها تفضى وتتباع أيه رأيك
روتيلا تقف فيقف معها ناظرا لها بتساؤل عما تريد : أنت بتعمل كده أزاي
صقر : بعمل أيه
: أنك تكون كل الشخصيات دي القوي ,المغرور ,الهادي .الشرير , الضعيف وكتير كتير شخصيات
: أسمعيني خلاصة الكلام أتأكدي من حاجة واحدة أنا معاكي بكون العاشق فقط
...........القاهرة..........
بعد عدة أيام من وصولهم وعلى طاولة العشاء يجلس صقر على رأس الطاولة وعلى يمينه أمه وعلى يسارة روتيلا وسارة التي ظلت تكلم روتيلا طوال الوقت بصوت هامس أحيانا وصوت عالي أحيانا أخرى
صقر محذرا : بنات كلوا
تضحك أم صقر : هم كدة يا صقر طول النهار بس أنا بشكيلك من روتيلا غير إنها أكلها قليل كمان بترهق نفسها في المطبخ
روتيلا : خالص طنط مش بتعب بالعكس بتسلى وكمان بعلم سارة
صقر يضحك وعينة على روتيلا : سيبيها يا ماما هي عارفة أنه في عقاب لو التحاليل اتعملت ولاقيت لسة في نقص في الحديد
سارة تضحك : عقابها إيه يا ابيه عرفنا أصل أنا من دلوقتي بقولك عاقبها
روتيلا تهمس لها : كدة يا سارة طيب هاتشوفي وتكلم صقر : صقر هو أنت مش نسيت موضوع يخص سارة
صقر يضحك : أه منكم أنتوا الأثنين الله يكون في عونك يا ماما شوفي يا أم صقر عندك أوكي مني تعاقبيهم لو مسمعوش الكلام
أم صقر براحة : الحمد لله كنت مستنية منك الكلمة دي خلاص مفيش مطبخ
روتيلا : لا طنط أرجوكي
سارة : الحمد لله
صقر : ماما المفروض تمنعي روتيلا من المطبخ وتسيبي سارة
:عارف يا حبيبي عندك حق
صقر بجدية وهو يقف : روتيلا متنسيش الدوا ..سارة خلصي وحصليني على المكتب
ويتجة صقر لمكتبة سعيدا بالجو الأسري الجميل الذي يعيشة
وأسعد بروتيلا التي اندمجت أكثر معهم بتواجدة الدائم ورعايتة لها
.........مكتب صقر..........
:أدخل
:السلام عليكم
صقر : تعالي يا حبيبتي أقعدي لحظة هاكون معاكي
سارة تجلس منتظرة تفرغ صقر.. قلقة مما سوف يقولة فهي تخشي من عودة عاطف نهاية الأسبوع فقد ابلغتها مي أختها ومها بنت عمها أن عاطف أخذ موضوع الطلاق على محمل شخصي ويردد دائما أنه لن يجعل هذا الأمر يمر على خير تساعده فقط في عكسة لحقيقة الأمور مرات عمها التي فهمته أن روتيلا السبب مما جعلة يحمل حقدا لها ولعائلتها خلافا لحقده السابق المتولد عنده منذ وفاة ماجد
صقر: الجميل سرحان في أية
سارة تضحك : أبدا يا أبية بفكر يا ترى عايزني في أيه
:متفكريش كتير هاقولك ....إنتِ عارفة عمر ابن عمتك طبعا هو غني عن التعريف وكل الناس الغريب قبل القريب يشهد بحسن أخلاقة
مظبوط
سارة بهدوء : أيوة طبعا
صقر : يعني إنتِ متفقة معايا في ده
:أه ,أه طبعا
صقر الذي ينظر لها بتركيز : طيب إيه رأيك
:في أية
:في اللي إنتِ فهمتيه....ياه يا سارة الموضوع صعب عليا يا ريتني قلت لماما أو روتيلا يقولولك أنا معملتش ده قبل كدة ساعديني شوية
سارة تضحك : بقى كدة روتيلا تعرف طيب حسابي معاها بعدين
صقر يمسك ودانها : أنا قلت ليكي أيه قبل كدة ملكيش دعوة بروتيلا مفهوم
:أف يا أبيه خلاص وداني
صقر : مجنونة ..عارفة من أمتى
:بصراحة ماما قالت ليا وأنا الحقيقة أتعلمت من روتيلا حاجة جميلة أوي وهي صلاة الأستخارة ومن يوم ماما قالت ليا بعملها
يبتسم صقر : وبعدين
تقف سارة : شوف يا أبية أنا موافقة بس عندي شرط
صقر يقف أمامها : شرط.. أية هو ؟؟
.........نهاية الفصل السابع عشر............
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج البخاري، والترمذي وغيرهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني استخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسالك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وأجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، (أو قال: عاجل أمري وآجله) فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به.
#الفصل_١٨
لنفترق قليلا..
لخير هذا الحب يا حبيبي ...وخيرنا..
لنفترق قليلا
لأنني أريد أن تزيد في محبتي
بحق ما لدينا..
من ذكرٍ غاليةٍ كانت على كلينا..
بحق حبٍ رائعٍ..
ما زال منقوشاً على فمينا
ما زال محفوراً على يدينا..
بحق ما كتبته.. إلي من رسائل..
ووجهك المزروع مثل وردةٍ في داخلي..
بحق ذكرياتنا
وحزننا الجميل وابتسامنا
وحبنا الذي غدا أكبر من كلامنا
أكبر من شفاهنا..
بحق أحلى قصة للحب في حياتنا
أسألك الرحيلا ..لنفترق أحبابا..
فالطير في كل موسمٍ..
تفارق الهضابا..
والشمس يا حبيبي..
تكون أحلى عندما تحاول الغيابا
وباسم أحلى قصةٍ للحب في زماننا
أسألك الرحيلا..
حتى يظل حبنا جميلا..
حتى يكون عمره طويلا..
أسألك الرحيلا
(نزار قباني )
.......الفصل الثامن عشر .........
تقف سارة: شوف يا أبيه أنا موافقة بس عندي شرط
صقر يقف أمامها : شرط.. أية هو ؟؟
سارة بثقة : شغلة ..يا أبيه شغلة خطر وأنا معنديش استعداد إني أعيش معاه حياتي مودعة له ..أسألة لو وافق يبقى توكلنا على الله ..لكن لو رفض يبقى نفضل أهل
يجلس صقر : إنتِ مجنونة
إيه ! ليه يا أبيه :
إذا أردت أن تطاع فاطلب ما يستطاع.. يا مجنونة إنتِ من يوم ما اتولدتي تسمعي إية غير إن عمر عايز يبقى ظابط ..أنا مش فاهم الحقيقة إنتِ معتقدة إني ممكن أطلب الطلب ده من عمر
سارة :لكن يا أبيه
:أسمعيني كويس الراجل وعارفين كل حاجة عنة واتقدم ليكي أما توافقي أو ترفضي..لكن نيجي إحنا ونتشرط في مستقبلة أسف ده إختياره هو مش إحنا
سارة وبهدوء وخجل : طيب اللي تشوفة
:يا سبحان الله ..يعني موافقة
:معرفش ..اللي تشوفة
يضحك صقر : أخيرا عشت وشفت اليوم اللي صوتك يهدى وتتكسفي
يقف صقر ويقبلها من جبينها : ربنا يسعدك أنا متأكد أن عمر هو الشخص المناسب ليكي على الأقل هايقدر على جنانك
سارة وقد نسيت خجلها : أبيه ..وبعدين معاك هاتخليني أرجع في كلامي
صقر وهو يجلس على مكتبة : لأ حرام عليكي أنا ماصدقت ..روحي قولي لماما علشان تفرح وسيبيني عندي شغل
:طيب
أه سارة :
:أيوة يا أبيه
:بتكلمي أختك لميس
سارة بتوتر : أأيوة ..
يقف صقر ويقرب منها : في أيه ؟؟
:ولا حاجة
:متكذبيش وشك بيقول في مصيبة
سارة : الحقيقة يا أبيه لميس متخانقة مع يوسف من فترة وبتشتكي ليا من حاجات كتير وأنا بصراحة في الأول قلت هاتقدر تحل مشاكلها
لكنها زادت أوي الأسبوع اللي فات
صقر وقد فهم إنه قد يكون السبب : حكت ليكي إيه بالظبط ..أقعدي
سارة تجلس تتكلم بجدية أحيانا وبمرحها أحيانا أخرى : بتقول يوسف متغير عليها بس بيني وبينك يا أبيه شكل أختك منيلة الدنيا معاه وهو واخد جنب منها وبيخلص أوراقة ولا همه ومصمم ينزل مصر
صقر : ودراستها
:أبيه دراسة إيه لميس أول ما سافروا أوقفت قيدها بالرغم من إعتراض يوسف
:لا حول ولا قوة إلا بالله ده اللي كنت عامل حسابة
:متزعلش هي مش دي مشكلتها ..بس بتقول هاتخليها الورقة الأخيرة
صقر بتعجب : مش فاهم
سارة : أصل يوسف عايز يعيش في النجع فهي بتقول لو صمم على كدة هاتتمسك بورقة دراستها
صقر وبحدة : سارة قولي لأختك أخويا صقر بيقولك كلامي قبل الجواز متغيرش والكل شاهد علية طلاق مع يوسف تنساه
الزواج مش بس نزوه حب ولما تزهق منه تسيبة يبقى متعرفنيش خليها تحافظ على بيتها أحسن لها
سارة تقف وهي خائفة من غضب صقر : أبيه أهدى مين قال بس طلاق بعد الشر
صقر: أمال يا هانم من أول مشكلة وبتشتكي وبترسم خطط معناه إية ..الزوجة المحترمة تصون بيتها وزوجها ومتخرجش أسرار بيتها بره .
.وبعدين المكان اللي جوزها يعيش فية هي تعيش فية وتحط لسانها جوه بقها وتسكت
سارة بمرحها تحاول إمتصاص غضب صقر : زي رورو كدة
وكأن أسمها بلسم فيبتسم : إنتِ مش معقولة ..خلي أختك تتعلم منها بس
سارة بسقطة لسان : يا خبر إنت عايزها تقتلني وتقلب عليا زي ما عملت مع يوسف
:مش فاهم
تتوتر سارة : لأ..لا أنا طالعة
:سارة إنتِ عارفة إنك مش هاتخرجي من هنا إلا وأنا عارف
:معلش يا أبيه بقى أصل أهتمام يوسف بروتيلا هو سبب المشكلة
يعود صقر لمكتبة ويمسك أوراقة ويبدأ في شغلة : أه ...طيب قولي لها سلميلي على الشيخ سالم
سارة : يعني أية!!
:هاتفهم ..أطلعي ورايا شغل
:أبيه
ينظر لها صقر بحدة منهيا الحديث فتخرج سارة وهي متعجبة وتردد : يعني إيه سلميلي على الشيخ سالم
أما صقر أخذ يحرك يده على وجهه بعصبية وفي نفسة : كنت عارفك يا لميس ..ربنا يستر
..........مي ............
حبست نفسها في بيتها على غير عادتها وقد قتلها الهم وتتذكر ياسين في أخر زيارة له لمصر
ياسين : يعني مفيش فايدة يا مي
:ياسين أفهمني أنا معنديش استعداد للسفر وبعدين أنا هنا وسط أهلي
:وسط أهلك ولا وسط الحفلات والنوادي
تقف مي : قبل كدة كنت بتبقى سعيد باهتمامي بواجهتنا الأجتماعية أيه اللي حصل دلوقتي
:اللي حصل إني زوج وإنتِ نسيتي ده وبطلب منك إنك تكوني معايا
:لأ يا ياسين أنا مش مستعدة لخنقة وحبسة أنا مش متعودة على كدة
يقف ياسين : على راحتك ..بس مترجعيش تزعلي
:يعني إية
:يعني لو فاكراني هاتحايل عليكي تبقي غلطانه يا بنت عمي
أنا راجل ومتهيألي مش هاكون أول ولا أخر راجل يتجوز
مي بصراخ : إيه بتفكر تتجوز
ياسين بهدوء : ولعلمك أنا عرفت صقر وهو موافقني .....ده حتى سألته عن اسم كدة مش عارف قريبة مراتة ..إنتِ كنتي قلتي عليها حلوة صح
مي تجلس وقد ألجمتها الصدمة : لأ
:هو إيه اللي لأ مش حلوة
مي تنظر لزوجها الذي يتكلم بجدية هي تعرفة جيدا غير مستفز وجاد ..لكن صقر ..صقر ..أكيد كلة من روتيلا أيوة أكيد مرات عمي عندها حق هاتفرقنا من بعض كلنا ومخلية صقر لعبة في أيدها - هي بتعمل كدة إزاي بس لأ مستحيل أسمح لها
........جناح صقر........
من بعد الفجر لم تستطع روتيلا النوم ممسكة بهاتفها وتجلس متوترة منتظرة إتصال خرج صقر من الغرفة فيجدها على هذا الوضع وغير منتبهه لوجودة
يقترب منها ويقبلها على خدها
روتيلا تنتفض : أه
صقر بخوف عليها : بسم الله الرحمن الرحيم إية يا حبيبتي خوفتك
ويمسك يدها الباردة ويرفع شعرها من على عينيها : مالك يا رورو
روتيلا بتوتر : نتيجتي ظهرت ..وخالد إتأخر عليا
صقر : طيب يا حبيبتي مقولتيش ليه وأنا كنت جبتها ليكي من الكنترول
روتيلا بهدوء : مش مهم هي خلاص نزلت ..انا أصلي نسيتها خالص ..مع كل اللي مر ...و..
صقر وقد أدرك ما تريد أن تقولة : أنا متأكد إن فراشتي شطورة
تضحك روتيلا : بس نفسي أجيب تقدير أعلى من خالد
يجلس صقر أمامها وهو يريد أن يشغلها بالتفكير بالنتيجة : خالد في كلية أيه
:هندسة
:ولية مدخلتوش كلية واحدة
روتيلا ترفع كتفها عادي : ميولنا مختلفة هو من البداية عايز هندسة وأنا فنون جميلة
يقطع حديثهم هاتف روتيلا وتتحدث تحت عين الصقر المراقب لها
:أنت فين قول النتيجة ومتكذبش
هاتعطيني إيه : خالد بمشاكسة
تقف روتيلا وبدلعها الطبيعي : خالد أنت وبعدين معاك
إتحايلي عليا شوية :
:كدة أف منك كل نتيجة تعمل معايا كده طيب إية رأيك لو مقولتش مش هاكلمك تاني ..قول بقى يا حبيبي
صقر المراقب و المتوتر من حديثها ودلعها مع خالد صدمته كلمة حبيبي وقف وأخذ الهاتف من يد روتيلا بعنف: أنت يا بني أدم قول النتيجة
فيغلق خالد الهاتف
:الغبي - قفل الخط ..أنا اللي غلطان وامسك هاتفة واتصل بمدير مكتبة في الأسكندرية وطلب منه إحضار نتيجة روتيلا ولم ينتبة لروتيلا التي بعد خطفة لهاتفها غادرت الصالة بل الجناح بأكملة
.......غرفة سارة.......
دخلت روتيلا غرفة سارة وأغلقت الباب جيدا بالمفتاح وجلست بجانب سارة النائمة وقد أصابها الإحباط من طريقة صقر المستفزة...كم مره يحرجها أثناء مكالمة هاتفية مع إحدى صديقاتها أو خالد ولا يمنحها أي خصوصية ...كثيراً ما تعاتبة وكثيراً ما يعتذر لها وحجتة دائماً إنها لابد أن تتفرغ له ولكنه أحياناً كثيره عندما يكمل أعمالة في البيت فاشغل وقتي بالتواصل مع اصدقائي فيشير لي بإغلاق الهاتف وخصوصاً مع خالد ...هي تدري إنه يحاول أن يروض حبه للتملك في كل ما يخصها ولكنه كثيراً ما يفشل
:سارة ..سارة
:سيبيني أنام
:قومي عايزه استعمل تليفونك
:عندك خدية
تأخذ روتيلا الهاتف وتجلس بعيدا حتى لاتزعج سارة وتتصل بخالد
خالد بضيق : بتكلميني منين
روتيلا بتنهيدة : من تليفون سارة - النتيجة إية
خالد : الحمد لله -جيد جدا
:الحمد لله ..وأنت
:زيك
روتيلا : مبروك
خالد : روتيلا لأمتى ..؟
:لأمتى إية
خالد بعصبية : سكوتك على طريقتة مش أول مرة تصرفاته دي
روتيلا : متكبرش الموضوع
:الموضوع كبير هو مش واثق فيكي
روتيلا برفض : هي مش عدم ثقة
:أمال تسميها إية
روتيلا : سميها تملك مثلا
خالد : يعني إية تفرق هي كلها حاجات مرفوضه
روتيلا بتأكيد : تفرق معايا أنا -لأني لو شكيت واحد في المية إنه شك وعدم ثقة صدقني كنت أخدت موقف وبعدين على فكرة هو عارف.. صحيح مش بقولها بالكلام بس بعطية انطباع إني متضايقة فهمت
يضحك خالد بسخرية : يا عاقلة ...جوزك ده عايز دكتور نفساني
:عيب أنت عارف إنك بتزعلني
:خلاص ..خلاص إلا زعلك ..بس ربنا يسامحة ضيع فرحتنا
روتيلا اسمعيني هومفيش أمل يسمحلك تيجي تكملي هنا
روتيلا : من غير ما أكلمة أكيد لأ
خالد : عموما أنا عندي مفاجأة
:قولها
:وتبقى مفاجأه إزاي
تضحك روتيلا : طيب عروستي
خالد : سيبيني أتصل بالنجع أخبرهم بالنتايج وروحي إنتِ قولي لبعلك
:أوكي سلملي عليهم
:الله يسلمك ..لا إله إلا الله
:محمد رسول الله
تغلق الهاتف مع خالد لتسمع صقر يطرق الباب ..ولكن روتيلا التي أرادت أن يكون رد فعلها الرافض لتصرفة أقوى هذه المرة لم ترد
فاتصل على هاتف سارة ولكن لا روتيلا ولا سارة النائمة ردوا على الهاتف بعد قليل سمعت روتيلا نغمة رسالة وشاهدت على الشاشة اسم الصقر ولكنها لم تفتحها ونامت بجانب سارة بهدوء
:أخيرا أرتحت من ناحية النتيجة الحمد لله - ربنا يهديك يا صقر
وفي الخارج صقر الذي يدري أن فراشته تعاقبة الأن فهي ليست المرة الأولى التي يتعدى فيها على خصوصياتها ...هي لا تفعل شئ خاطئ لكن....
:أه المشكلة فيا أنا
وينزل صقر لأسفل ليجد أمه في انتظارة كالعادة
:السلام عليكم
أم صقر : وعليكم السلام حبيبي ..روتيلا فين
:نايمة
:غريبة ..دي يا حبيبتي بتصمم تفطر معاك دايما قبل ما تخرج لشغلك لتكون تعبانه
صقر : لا يا ماما الحمد لله ..وفي نفسة : ابنك اللي تعبان وتاعبها معاه
أم صقر : مالك يا صقر ...إنت زعلان مع مراتك
صقر يبتسم : روتيلا متعرفش تزعل حد ...للأسف أنا اللي زعلتها
أم صقر تضحك : أنا متأكدة هو أنت غريب عليا
معلش صالحها ..قولها كلمتين حلويين أنا هاعلمك بردة البنت طيبة وهاترضى على طول
:ولو كنت كل مرة أصالحها واقولها مش هاعمل كدة تاني وبردة أعملها تاني
أم صقر : تبقى يا حبيبي مبتفهمش وانا اللي هاقول لها معتيش تسامحية
يضحك صقر : وأنا اللي كنت عايز مساعدتك
خير :من عنيا يا حبيبي
:روتيلا نجحت وعايز أعمل لها حفلة صغيرة انهاردة إية رأيك
:ألف مبروك طبعا يا حبيبي تحب تعزم حد
صقر بتفكير : لأ كفاية عيلة عمتي ومي أختي وبس
:خلاص أتوكل أنت على شغلك وسيب ليا الموضوع ده بس على فكرة الحفلة مش كفاية علشان تصالحها بيها
صقر يضحك ويقبل رأس أمه : اطمني جايب ليها هدية حلوة كنت موصي عليها أه وياريت أعزمي ومتقوليش السبب عايز أنا بس اللي أهاديها أوك
أم صقر تضحك : ربنا يهنيك ويرضيك يا حبيبي بالذرية الصالحة اللي تفرح قلبي وقلبك
صقر وهو يهم بالخروج: أمين يا رب ...أيوه يا ماما الله يخليكي أدعيلنا - مع السلامة
:الله يسلمك يا حبيبي الله يسلمك
وتجلس أم صقر تفكر في تنظيم حفلة نجاح روتيلا في المساء
.......غرفة سارة.........
سارة التي استيقظت أخيرا على صوت الهاتف
:إية كل ده نوم
سارة التي تحاول فتح عينها : خير يا أبيه عصبي ليه
:روتيلا نايمة عندك
سارة وهي تتلفت حولها :فين ..لحظ... أيوة يا أبيه أصحيها
:أوعي ثم يصمت قليلا ..لما تصحى .خليها تفطر وتاخد علاجها فاهمة
سارة تضحك : إيه يا أبيه شوية شوية أتقل
:بنت إية أتقل دي ....وبعدين ما أشوف هاتعملي أيه لما تتخطبي
سارة التي عادت لخجلها : يوه يا أبيه
:الحمد لله لاقيت اللي يسكتك على طول ....المهم متنسيش
:إن شاء الله ..أوامر تانية
صقر : لأ .بس .. مع السلامه
سارة : الله يسلمك
تغلق الهاتف وتلتفت لصوت روتيلا
:السلام عليكم
سارة : صح النوم يا ريتني كنت اخدت بالي أنك صحيتي علشان تكلمي ابيه
روتيلا تقوم من السرير : مفيش مشكلة هاكلمة بعدين
سارة : اعترفي اية اللي نيمك عندي
:أولا أنا نايمة هنا بعد ما صقر مشى لشغلة
ثانيا وحشني النوم جنبك
:يا سلام ...بتكذبي
:انا
:أمال أيه بقولك أعترفي
روتيلا تتجة للباب : ياه الساعة كام أتأخرنا أوي حرام سايبين طنط لوحدها
سارة : يا سلام يا هرابة الواحد ميعرفش يخليكي تعترفي أبدا ..تعرفي الأسهل أروح أسأل صقر
تضحك روتيلا : ودانك كبروا
تجري سارة للمرآة لترى نفسها : صحيح إنتِ شايفة كدة وتنظر لورائها لتجد روتيلا تضحك ....طيب هاوريكي وخلي صقر ينفعك
تجري روتيلا لخارج الغرفة وهي تضحك على سارة وتذهب لجناحها تتصل بوالدها وأخوها يوسف تخبرهم على نجاحها
........جناح صقر.........
روتيلا في جناحها مع صقر
:ماكنش له لزوم
:هو أية
روتيلا : الحفلة
صقر وهو يقرب من فراشتة التي تجمع شعرها حتى تضع حجابها ويمسك بيدة عقد ألماس يضعة لها وبصوت هادي: من يوم جوازنا وأنا عايز أهديكي حاجة خاصة بيكي ..طلبتة مخصوص علشانك فراشات على اسمك والأحجار بلون عنيكي ... و يقبلها بحب بين عينيها
روتيلا نظرت للعقد في المرآة ودمعت عينيها ثم ضحكت لعين زوجها : جميل أوي
صقر : لأ ..لأ روتيلا ليه الدموع أنا قلت إيه مش عايز أشوفها أبدا
روتيلا وهي تمسح عينيها : دي دموع فرح
صقر يضمها : حتى لو فرح يا حياتي مش عايزهم ...سامحيني حبيبتي لأني دايماً السبب فيهم
روتيلا : لأ خالص أنا اللي دمعتي قريبة
يضحك لها الصقر وظل يتأملها قليلا تبهرة بحركاته ورقتها وكلامها الذي يمس قلبة : صدقيني إنتِ نعمة ربنا رزقني بيها ..الحمد لله
......نهاية الفصل الثامن عشر........
عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا عسى أحدكم أن يخلو بأهله يغلق بابا ثم يرخي سترا، ثم يقضي حاجته ثم إذا خرج حدث أصحابه بذلك، ألا عسى إحداكن أن تغلق بابها وترخي سترها فإذا قضت حاجتها حدثت صواحبها، فقالت امرأة سفعاء الخدين والله يا رسول الله إنهن ليفعلن وإنهم ليفعلون قال فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة على قارعة الطريق فقضى حاجته منها ثم انصرف وتركها. رواه البزار وله شواهد تقويه، وحسنه الشيخ الألباني.
الفراشة
الفصل من ١٩ الي ٢٠
للكاتبة روتيلا
#الفصل_١٩
· لم أعد داريا .. إلى أين أذهب
كل يومٍ .. أحس أنك أقرب
كل يوم .. يصير وجهك جزءاً
من حياتي .. ويصبح العمر أخصب
وتصير الأشكال أجمل شكلا
وتصير الأشياء أحلى وأطيب
قد تسربت في مسامات جلدي
مثلما قطرة الندى .. تتسرب
.. اعتيادي على غيابك صعبٌ
واعتيادي على حضورك أصعب
كم انا .. كم انا أحبك حتى
أن نفسي من نفسها .. تتعجب
يسكن الشعر في حدائق عينيك
فلولا عيناك .. لا شعر يكتب
(نزار قباني)
.......الفصل التاسع عشر ........
.......حفلة روتيلا ........
عند نزول صقر وروتيلا للحفل ريهام ذهبت لها فورا وضمتها وتحدثت لها بهمس: عاملة إية دلوقتي
روتيلا باسمة : الحمد لله ..زي ما إنتِ شايفة
:يعني بتاخدي علاجك مزبوط
:لو أنا نسيت مستحيل صقر ينسى
ريهام : طمنتيني ..لو احتجتي أي حاجة في أي وقت أنا موجودة
روتيلا وهي تشعر لها بالإمتنان : شكراً
صقر مبتسم ومراقب لهم من بعيد : سيبيها خليها تيجي تسلم على عمتي
...على طاولة الطعام ...
مي : مين صاحب فكرة أن أحنا ناكل في مكان والرجالة في مكان
أم صقر : صقر
مي تنظر لروتيلا : أنا أقصد صاحب الفكرة الحقيقي
سارة : صقر
تضحك مي بسخرية : والله يمكن
في جانب من طاولة الطعام يتحدثان دون أن يسمعهما أحد
أم عمر : بنت حلال أوي البنت دي ربنا يبارك لها ويعوضها هي وريهام يا رب .. زعلت أوي لما عرفت إنها سقطت
أم صقر : الحمد لله المهم هي تبقى كويسة ..أنا اترعبت عليها لما عرفت بس شوفيها بقت منورة يا حبيبتي صقر مسبهاش
أم عمر : عمر ومحمود بيدعولها خصوصا بعد حجاب ريهام وسارة ما شاء الله شوفيهم حلويين إزاي عقبال مي ومها
أم صقر : صحيح ومن غير ما تقولهم ألبسو ا الحجاب ..شافوا تصرفاتها ورقتها فيه لبسوه على طول .....وتضحك أم صقر .....بس أوعي تقولي لصقر إن عمر ومحمود جابوا سيرتها
أم عمر : يا أختي غيرتة عليها فظيعة كدة يخنق البنت كلمية حرام - دي مبتخرجش إلا معاه ولا تعالي وشوفي ريهام يوم عمليتها كانت هاتجنن ..لأ حرام يخف شوية
أم صقر بتنهيدة : بكلمة على طول ..وهو عارف يا حبيبي وبيحاول - والحمد لله إن البنت هادية وصبورة وإلا كانت حياتهم نار بعد الشر عنهم
:بعد الشر
أم صقر : ربنا يصلح حالهم ويهديهم لبعض ويرزقهم يارب بالذرية الصالحة
أم عمر : أمين يا رب وأفرح بعمر
أم صقر تضحك : قريب ..قريب
يقطع حوارهم فجأة صوت مي : ماما
أم صقر : أيوة يا حبيبتي
مي : مش ده العقد اللي كنا جبناه لجمانة ولا غيرتية
الصمت يعم على الطاولة حتى إنهم تركوا جميعا الأكل ونظرهم يدور ما بين مي والعقد وروتيلا
سارة تقطع الصمت بحدة : إيه الكلام ده يا مي عقد إيه اللي جبناة لجمانة
مي بإصرار خبيث : إنتِ مكنتيش معانا دي الشبكة اللي كنا جبناها أنا وماما لجمانة
روتيلا بهدوء وهي تكمل أكلها : العقد اللي بتتكلمي علية فوق متغيرش العروسة بس اللي اتغيرت
سارة وريهام انفجرا في الضحك عندما رأوا رد فعل مي على كلام روتيلا مرددين لها : بقك يا مي ..نسيتي تقفلية
في حين أم صقر وأم عمر نظرا لمي بعتاب
...في مكتب صقر.....
عمر : ها سارة ردت
صقر بتأثر : مش موافقة ..أسف يا عمر
عمر وقد غمرة الحزن : الحمد لله على كل شئ إحنا في الأول والأخر أهل
صقر : طبعا أنا كمان موافقها
عمر:!!
محمود يداري الضحك : أنا كمان لما ريهام قالت ليا وافقتها
عمر بتأثر شديد : ليه يا جماعة هو أنا منفعش خالص كدة
هنا صقر و محمود انفجرا في الضحك
محمود : حرام عليك يا صقر الواد هايموت مننا
صقر : أيوة ..ويوجة كلامة لعمر : يا عمر يا ابني تقدر تجيب الوالدة وتتفضل في أي وقت تطلب ايد بنتنا
عمر يقف وهو ممسك بتكاية صغيرة : والله بتتكلم جد
محمود : إيه يا ابني واقف كدة ليه أيوة أصلا احنا عارفين من امبارح
عمر يضربهم بالتكاية : بقة كدة عامليني لعبتكم طيب هاوريكم
ويعم الضحك الغرفة ثم يخرج الجميع للصالة حيث أعلن خطوبة وقراءة فاتحة عمر وسارة التي بعدها طارت على غرفتها وتبعتها روتيلا
في حين ظلوا الباقيين يتفقوا على تفاصيل حفل الخطبة
عمر برجاء : أنا بقترح إن يكون عقد قران على طول إيه رأيك يا صقر
صقر : اتفقنا الخميس الجاي
أم صقر : لأ يا حبيبي خليها الخميس اللي بعدة
أم عمر : لية بس نأجلها يا نورا
أم صقر موضحة : لميس ومروان هايكونوا وصلوا فيحضروا مع أختهم
صمت الكل ولم يعترض أحد
صقر : خلاص اتفقنا الخميس اللي بعد الجاي إن شاء الله
الجميع : إن شاء الله
ويخرج بعدها بيت عمة صقر وتظل مي مع والدتها وصقر
أم صقر وهي لازالت متأثرة من كلام مي على طاولة الطعام : صقر خليك معانا شوية في موضوع لازم أكلم فية مي وأنت لازم تحضرة
صقر وقد لمس جدية الموضوع جلس : خير يا ماما
مي مرتبكة : ماما أنا اتأخرت وعايزة أروح بيتي
أم صقر بحدة : تروحي إن شاء الله لما أقول اللي عندي...صقر يا ابني مي قالت كلام لروتيلا مكنش المفروض ذوقيا إنها تقوله لكن رد روتيلا لفت نظري لحاجة
صقر وهو ينظر لمي المرتبكة : خير يا ماما
أم صقر : مي كلمتني عن الشبكة اللي جبناها
صقر وقد تعجب من كلامهم : مش فاهم
أم صقر وقد تأكدت من ظنها : كنت متأكدة أن روتيلا مش هاتقول حاجة ..ونظرت لصقر..... أفهمك
لما في الأول قلت إنك طلبت واحدة من بيت الشيخ ومش عارف أسمها قالت لميس لنا أنه اسمها جمانة
والحقيقة كنا فكرنا أن يوسف اللي قايل للميس علشان كدة ..
بس لما حصل اللي حصل نسينا خالص
صقر يقف متوتر : مش فاهم الشبكة واحدة نسيتوا إية
أم صقر : بصراحة كانت الشبكة فيها عقد قلبة ألماس منقوش عليها الحرف الأول من اسم جمانه وكمان كان معاه سلسلة قلب صغير
..فيها أول حرف من اسمك واسم جمانه إحنا حطينا الهدايا في الأوضة وأنت عارف ظروف زواجكم وانشغالي مع لميس وبعدين سافرنا النجع ونسيت خالص أنا .. ...
صقر ...صقر ..
لم يسمع صقر باقي الكلام كل همة أن لاتكون روتيلا رأت الشبكة ولكن كيف ..كيف ..
انطلق لجناحة ودخل مسرعا لغرفتة حيث وجد فراشتة غيرت ملابسها ومرتدية إسدالها
:السلام عليكم
:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
روتيلا وهي تفرد سجادة الصلاة : هدومك مجهزاها ووضبت لك الحمام ...لو عايز حاجة تانية قبل ما أصلي
صقر ينظر لها وقد تعجب من هدوئها : لأ..لأ..إنتِ كويسة
روتيلا وقد تعجبت من سؤاله : الحمد لله ..خير صقر شكلك متغير
صقر يجلس : صلي روتيلا وتعالي عايز اتكلم معاكي
:طيب
بعد انتهاء روتيلا من الصلاة كان صقر أيضا قد انتهى من حمامه وغير ملابسة وجلس ينتظر روتيلا
:تعالي يا حبيبتي
ذهبت روتيلا لتجلس أمامه ولكنه شدها بلطف ناحيتة لتجلس بجانبة وقبلها على جبينها : حبيبتي أنا أسف ...حقيقي أسف
روتيلا وقد توترت من طريقتة : صقر في إية ؟
:ممكن أسألك سؤال وتجاوبي عليا بصراحة
:طبعا ..اتفضل
:فين الشبكة بتاعتك
أحمر وجه روتيلا ولم تستطع النظر لصقر وتلعثمت :: أأناأ
:حبيبتي ردي عليا
روتيلا بتردد:أأنا ..عنتها ..
:ممكن اشوفها
: طيب لحظة ..هاجيبها ليك
تركها صقر وقام وقف ورائها حتى أحضرت علبة المجوهرات الخاصة بشبكتها والتي كانت مخبأة بعيدا عن العين ..مد يدة صقر وأخذها من يدها بسرعة ليفتحها ويجد المفاجأة الغير متوقعة ..طقم مميز بأسم جمانه في كل قطعة
أخذ صقر نفس عميق ونظر للسماء وهو يغلق العلبة : يا الله يا روتيلا كل يوم بعيشة معاكي بحس أد أية كلنا صدمناكي
روتيلا بهدوء وقد لمعت عينيها بدموع شفافة : محصلش حاجة ..أنتم كلكم حكيتوا ليا اللي حصل من وجهة نظرة ..والطقم ما هو إلا إكمال للصورة
....والحقيقة طقم الفراشة اللي قدمتة ليا انهاردة اعتبرتة هو شبكتي وهديتي ..
نظر لها صقر مطولا ولكنه ولأول مرة لايستطيع أن يتكلم لا يستطيع أن يكون الرجل المسيطر ..فأمامه رأى مثال لفتاة تحمل كل معاني الرقة وكل معاني الأنوثة وكل معاني العقل
:في يوم سألتيني أنت إزاي بتبقى كل الشخصيات الكتيرة دي فاكرة جاوبتك بأية
أومأت روتيلا برأسها وهي تبتسم من وراء دموعها بنعم
صقر وقد أمسك وجهها بين راحتي يده ويمسح دموعها الرقيقة ناظراً لعينيها : أنا دلوقتي اللي عايز أسألك إنتِ إزاي بتكوني كدة ..واثقة ..رقيقة ..أنثى ..ضعيفة ..قوية ..وعاقلة جدا
روتيلا تصمت ولكنها لم تكن تبحث عن إجابة فهي لأول مرة تكتشف الحقيقة ولكنها لم تنطق بها فأحمر وجهها بشدة فأسبلت برموشها تهرب من إختراقة بعيونة السوداء لروحها الشفافة مرددة لنفسها : لأني أكتشفت إني بحبك
صقر وقد قرأ في خجلها وصمتها الإجابة التي جعلتة يحملها ويدور بها ثم يقبلها وبصوت عالي
يا فراشتي بحبك
.......غرفة أم صقر........
أم صقر وقد حاوطت أبنتها الكبيرة بحنية
:تعالي يا مي تعالي نقعد هنا أحسن بعيد عن دوشة العيال
مي وهي تقاوم البكاء : ماما علشان خاطري سيبيني أروح بيتي ... أنا عارفة أكيد صقر زعل مني
:وروتيلا
مي بعصبية: مهمه عندك روتيلا ،أهم مني
:أهدي يا حبيبتي محدش عندي أهم من التاني كلكم ولادي
مي وهي تبكي : لأ ، أنا بنتك يا ماما بنتك مش هي بنتك أنا ..وتشهق مي بالبكاء ....
لتأخذها أم صقر في حضنها : وإنتِ أغلى أولادي إنتِ أول بناتي مريحاني من يوم مولدتك تربيتك كانت سهلة وكنتي لأخواتك أم تانية حنيتك وطيبتك كانت تساع الناس كلها ،...
وتضحك أم صقر: فاكرة بيتنا في النجع كان مليان قطط وعصافير كنتي كل ماتلاقي قطة تعبانه ولا عصفور متعور تجيبيه البيت
كنتي مجنيناني من الموضوع دة بس كنت بسيبك
تضحك مي وهي تُمسح دموعها : فاكرة ، أنا ..مش بكرة روتيلا بس ..
أم صقر : عارفة يا حبيبتي بس مستغربة ليه بتعامليها كدة
:ياسين
أم صقر بقلق مما ستقوله مي : خير يا حبيبتي ماله
مي تضحك بسخرية : عايز يتجوز
:أيه ؟؟يتجوز اتجنن دة ليه ؟
مي تنظر لأمها بتعجب : ماما لازم يكون في سبب يعني لو في سبب يتجوز عليا عادي
أمها بحكمة : يا بنتي إحنا مش هانحرم الحلال إنتِ عارفة ،بس في نفس الوقت لازم يكون قال ليكي السبب
مي بتردد وخجل : علشان ..مش عايزة أسافر معاه
أم صقر تعتدل في جلستها وتبعد مي من حضنها وتأخذ نفس عميق : شوفي يا مي طول عمرك كبيرة وهبلة
مي : ماااما
:متتكلميش ولا تقاطعيني ،قلت عليكي طيبه ولكن مكنتش فاكراكي طيبة للهبل ، لما كنتي صغيرة أخواتك كانوا يعملوا حاجة غلط كنت ألاقيكي معاهم فاعاقبك زيهم
وأقولك يا مي إنتِ كبيرة ليه عملتي كدة تقولي ياماما أخاف يزعلوا ودلوقتي جوزك وحبيبك يقولك تعالي معايا تقولي له لأ ليه فهميني
مي وهي تحيط نفسها بذراعها: أقولك أيه يا ماما حبيت ياسين وانتظرت كتير يحس بيا ويحبني ويعبر عن حبه أبداً ، عملت كل اللي يرضيه وماعترضتش على أي حاجة
قلت علشان يحبني محسش بيا أهتميت بحياتنا الإجتماعية علشان شغلة ومفيش فايدة ،قلت لما أهتم بالولاد ويحس أد أيه تعبانه معاهم هايحس بيا بعد أكتر ، قلت أجرب أتقل علية
:أية ، إنتِ يا بنتي هبلة ،لأ هبلة رسمي أنا قلت إحنا ستات زمان كان عندنا هو برنامج في التليفزيون والتاني في الراديو ومجله كنّا بنتعلم منهم فكنا هبل كدة
لكن أنتم ،جيل عندكم ميت طريق تدوري بيه ازاي تحافظي على جوزك وإزاي تحببية فيكي في الأخر ألاقيكي بتهببي إية فين يا بنتي شخصيتك فين اللي يرضيكي كزوجة وكربة بيت وكأم ،دورتي يا بنتي على اللي يرضيه ، حصل أية
:يا ماما مها قالت الرجاله لما نتقل عليهم يـ
:مين مها!!!! بنت عمك ،ومها تعرف إيه عن الحياة بين الزوجين ،مها أخرها النادي والحفلات
:يا ماما
:اسمعي يا بنتي خلاصة تجربة سنين عشتها إرضي ربك في جوزك ،،،،إرضي ربك في جوزك لو عملتي كدة صدقيني هاتفوزي بياسين
مي : مش فاهمة !!،
أم صقر : يعني تسمعي كلامه فيما يرضي الله مش في حفلة ونادي وتقولي حياة إجتماعية ، يعني تبقي وسط في البيت تحافظي على ولادك وفي نفس الوقت تراعي جوزك ، إنتِ يا بنتي فاهمة ......بس تعرفي إيه علاقة روتيلا بجوزك
مي : ما هو بيقولي إن صقر موافقة وكمان سألة عن جمانة علشان بيفكر يتجوزها فأنا قلت أكيد.. يعني ..روتيلا
تضحك أم صقر حتى دمعت عينها :ربنا يسامحك على كذبتك يا ياسين وهو قابل إمتى صقر علشان يقول ويسأل ؟؟
مي وكأنها تتذكر :في أجازته اللي فاتت
:اللي أخوك صقر كان فيها مع روتيلا في الساحل الشمالي
مي بتذكر : يا خبر دا صقر مقابلش ياسين خالص
أم صقر وهي تحضن ابنتها : حبيبتي فكري في كلامنا ومتخديش النصيحة من واحدة معشتش ظروفك الرجاله غير بعض وكلمه في سرك بقى ياسين بيموت فيكي
ومش عارف يعيش بعيد عنك والدليل كل يوم والتاني بيعطل شغلة ويجيلك كأنه جاي من الفيوم مش من أخر الدنيا
مي برجاء وتصديق : صحيح يا ماما
:أيوة يا حبيبتي صدقي أمك اللي بتحبك ويهمها سعادتك واللي يتقل يا مي يتقل يا حبيبتي جوه بيته وهي مع جوزها مش هي في وادي وهو في وادي
الله يصلح بالك يا بنتي ويهدي سرك
وأرجعي يا مي لطبيعتك وشخصيتك وأجبري يا بنتي بخاطر اليتيمة اللي جرحتيها
مي بحزن : أسفة يا ماما
:خلاص يا حبيبتي الحمد لله على كل شئ ، ما أقولك إية خليكي باتي في حضني إنهاردة إيه رأيك
مي وهي تحضن أمها : أيوة يا ماما ،أيوة
........نهاية الفصل التاسع عشر.........
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [الحجرات:12
#الفصل_٢٠
· إني خيرتك فاختاري
ما بين الموت على صدري..
أو فوق دفاتر أشعاري..
إختاري الحب.. أو اللاحب
فجبنٌ ألا تختاري..
لا توجد منطقةٌ وسطى
ما بين الجنة والنار..
إرمي أوراقك كاملةً..
وسأرضى عن أي قرار..
قولي. إنفعلي. إنفجري
لا تقفي مثل المسمار..
لا يمكن أن أبقى أبداً
كالقشة تحت الأمطار
مرهقةٌ أنت.. وخائفةٌ
وطويلٌ جداً.. مشواري
غوصي في البحر.. أو ابتعدي
لا بحرٌ من غير دوار..
(نزار قباني )
........الفصل العشرون............
..............ألمانيا .............
: السفر بعد أسبوع
لميس : أيه ؟؟
يوسف : إنتِ عارفة مش مفاجأة إحنا هانرجع مصر
: أيوة بس كان المفروض تناقشني
: في إيه عايزة نتناقش ...في الشوبنج يا حرمي المصون ..هه ..عموما عندك أسبوع حاولي تخلصي فيهم
ويتجه يوسف لمكتبة حيث ينام من يوم خلافهم الأخير
تلحق به لميس : يوسف سيبتني و مكملتش كلام معايا
: الكلام خلص لميس
لميس : لأ ,مخلصش ..أنا مش هاينفع أنزل مصر
يوسف باستنكار وسخرية : ليه عليكي تار
لميس واضعة يدها على خصرها : لأيا دكتور يوسف عندي دراسة
يوسف يعتدل ويقف أمامها مباشرةً : أه..دراسة مش دي الدراسة اللي سيبتيها علشان تتفرغي ليا ..ومع ذلك لا كنتي بتنضفي بيت ولا بتغسلي غسيل ولا بتطبخي طبخة واحدة ولو على سبيل الصدفة ..ردي عليكي لأ..يا لميس يا زوجتي الدراسة خلصت ...أوراقك بالكامل سحبتها وهي عندي دلوقتي لو عايزة تكملي يبقى إن شاء الله في مصر معنديش مانع ....وأخر كلام عندي يا بنت الجارحي نزول مصر هاننزل وإقاماتنا هاتكون في النجع ولو مش عاجبك مفيش مشكلة ...لكن أه ..لو ناسية طلاق مفيش بس أظن أنا اللي ممكن أتجوز واحدة تعرف دورها كويس كزوجة
ويتجة يوسف مرة أخرى لأريكة المكتب التي ينام عليها
بينما لميس المفاجأه من هجوم يوسف عقدت لسانها
يوسف يشير للباب بيده : أتفضلي لأني عايز أنام
لكن لميس لم تتحرك وظلت تنظر لزوجها وكأنها تراه لأول مرة : والحب
يوسف يلتفت لها :......؟؟.
لميس : الحب يا يوسف بعد الجواز يتنسى وعايز بس خدامة
يقف يوسف ويواجها وهو عاقد عينية : خدامة ...خدامة ..أمك وأمي خدامين ...اتكلمي الزوجه لما تقوم بده بيبقى نوع من أنواع الحب مسمعتيش أبدا مامتك بتقول بعملهم الأكلة دي بأيدي علشان بحبهم
لميس : لكن أنا مش محتاجة إني أعمل ده لأني كان عندي اللي يعملوه
يوسف : وأنا معنديش النظام دة وبحب مراتي اللي تعمل كل حاجة ..والله وفكرة النجع هاتفيدك تماماً لأنهم هايعلموكي إزاي تبقي زوجة صح
لميس بهجوم : أه طبعاً ..طبخ أمي وشغل بيت عمتي ..وأية الكيكة بتاعة روتيلا
يوسف : إنتِ إية مشكلتك
: مشكلتي أنا معنديش مشكلة واحدة ..أنت يا يوسف اللي عندك مشاكل ...متجوزاك المفروض لوحدك ..لاقيتني متجوزة عيلة ونجع
يوسف باستنكار وحدة : إية !!..إيه الكلام الفارغ دة
: أنت مش كل يوم تقول فلانه وفلانه بيعملوا إيه ..مش كل مشكلة تقولي طلاق مفيش علشان النجع ..أنا متجوزاك أنت ولعلمك يا يوسف الشيخ أنا لو عايزة أتطلق هاتطلق وصقر مستحيل يسيبني بالعكس هايرمي كل حاجة علشان أخته
يعود يوسف للنوم : أقفلي النور وأطلعي برة ...وأه لميس أسألي صقر الأول قبل ما تتكلمي بلسانة
لميس بصراخ : قوم كلمني ...قوم يا يوسف
عندما لم تجد منه رد خرجت من الغرفة ودخلت غرفتها حاملة الهاتف لتحدث سارة ......
.......بالقاهرة .......
سارة التي أيقظها رنين الهاتف
: أيه ..أيه ..يا بنتي بتصرخي ليه ..إيه مش فاهمة إستني بس لما أقوم كدة وأفوق وأسمعك
تنزل سارة من السرير وتجلس : أنا قمت أهوة في إية
لميس بحدة : شوفي إنتِ تكلمي صقر إحكيلة كل حاجة أنا عايزاه يكلم يوسف
: شوفي يا مجنونة أنا قلت لصقر وهو بكل بساطة بيقولك سلميلي على الشيخ سالم ..لما سألته يعني إية .. قالي إنتِ هاتفهمي ..فهميني
سارة تنظر لهاتفها : إيه الموضوع صقر يقولي أطلعي برة وهي تقفل الخط في وشي ..عيلة مجانين
: إنتِ بتكلمي نفسك كويس تتطور
سارة : يا مرحبا ..يا مرحبا بالصقراية
تضحك روتيلا : حلوه صقراية
سارة بثقة : طبعا يا بنتي صقراية زوجة الصقر
: شيهانه
تعقد سارة عينيها : شيهانه
روتيلا برقة وحالمية : أيوة شيهانه أنثى الشاهين ...الصقر أنثاه له أسم تاني بس الشاهين أفضل أنواع الصقور أنثاه أسمها شيهانه
سارة : واو ..صحيح اسم حلو ....طيب يا شيهانه تنزلي معايا وأنا بنقي فستان لكتب الكتاب
تضحك روتيلا على مرح سارة : إن شاء الله أستأذن شاهيني وأخرج معاكي
سارة ترفع يدها للسماء : يارب يوافق ..يارب يوافق
روتيلا بتنهيدة: أمين
...........في الهول.........
صقر : السلام عليكم
أم صقر ومي : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
صقر ينظر لمي المتوترة : أخبارك أم أدم
مي : الحمد لله
: كويس إنك نمتي هنا ..علشان أشوفك ..وينظر صقر لساعة يدة ويقف : لكن للأسف الكلام هايتأجل لوقت الغدا ...ماما هاجي إن شاء الله على الغدا إنهاردة
ويمشي صقر قليلا ثم يقف ويعود ينظر لمي : أنا متأكد إني هاشوفك على الغدا ..صح
مي بتوتر : أأيوة ..طبعا
ويخرج صقر من البيت تاركا مي خائفة ومتوترة من تهديد صقر المبطن
أم صقر تضحك : خديلك كلمتين وخلاص مش هايعوروكي لكن المصيبه إنه يعرف سوء ظنك بيه وإنه في حد في الدنيا ممكن يمشية على مزاجة ..يا مي أنا مش فاهمة مخك كان فين أنا أمة معرفتش أمشية على مزاجي تقومي تفكري إن روتيلا هاتقدر ..دي لسة يا روحي بتترعب منه حرام عليكي والله حرام
مي بخجل : خلاص يا ماما ما أنا قلت بيحبها فيمكن .. بس خلاص والله عرفت غلطتي بس علشان خاطري أتصرفي
أم صقر : مش معنى الحب إن إحنا نلغي شخصيتنا ..عموما حاضر هافضل قاعدة وأول ما يشد الحزام هاقوم أمسكك له
مي : مااما أنا مرعوبة من غير حاجة
تضحك أم صقر : أطمني أخوكي عاقل وعمرة ما هايزعل أخواته
:ولا علشان روتيلا
أم صقر بنفاذ صبر : لا هايزعلك ولا هايزعل مراته هايمسك العصايا من النص أفهمي بقى يا مي تعبتيني هو صقر غريب عليكي
روتيلا وسارة : السلام عليكم
أم صقر : أهلا ..أهلا وعليكم السلام
مي : وعليكم السلام
روتيلا بتردد : اخبارك مي
: الحمد لله ...أدم قالي إنك فطرتية
روتيلا بحب : روحت أصحي سارة الفجر لاقيته حبيبي صاحي جنبها عسول بقولة تاكل وافق ونزل معايا فطرت أنا وهو وكان أحلى فطار حرام الشغالين لما صحيوا قعدوا ينضفوا وكانوا تقريبا هايطردونا ..لولا عم سلطان اتدخل و ..
مي بسخرية : عم سلطان !!
: أيوة ..
مي : وعمك سلطان السفرجي معدناش بنشوفة جوا البيت علشانك تقومي تقعدي معاه عادي في المطبخ
أم صقر بصوت عالي : مي !
مي تنظر لأمها : ماما أظن أنا زي أختها الكبيرة ولازم لما أشوف حاجة غريبة أتكلم ..وتنظر لروتيلا ... ولا تحبي أقول لصقر مثلا وهو يعرفك الصح من الغلط بطريقتة
روتيلا وقد شحب لونها ولكن ردت عليها بثقة : عندك حق ...يمكن أنا حطيت الموضوع في إطار إنه عامل داخل مكان عملة ومعاه زوجتة وبنتة وكمان مجموعة من الخدم وأنا جالسة معاهم بحجابي الكامل بالإضافة إنه عارف للحدود اللي رسماها في التعامل معايا وأساسها لما أكون موجودة في المطبخ بيخرج هو ..لكن للأسف أنا اللي فاجأتهم بوجودي بعد الفجر في المطبخ مخالفة لمواعيدي فتدخلة كان صدفة ...ثم تقف روتيلا : على الأساس ده اعتقدت تصرفي مش خطأ أنا حقيقي لازم أبحث في الموضوع دة ..ولكني شاكرة ليكي إنك أعتبرتيني أختك ...بعد إذنكم
تخرج روتيلا ..تاركه ورائها أنفاس مقطوعة لوهلة حتى أنهت كلامها
أم صقر التي أكتفت بما قالته روتيلا تقف : سارة أطلعي يا حبيبتي ورا مرات أخوكي شوفيها
وأنا هاروح المطبخ أشوفهم هايعملوا إيه انهاردة
ثم خرجت أم صقر متجنبة تأنيب ابنتها الكبيرة معطية لها الوقت تصحح نفسها تدريجيا
سارة : ليه كدة يا مي
مي بتوتر : معرفش متسألنيش ...أنا نفسي مش فاهمة أنهاردة صحيت من النوم كنت ناوية أعتذر لها على موقف إمبارح ..لكن أخوكي وترني على الصبح طلعته عليها ..روحي يا سارة إسمعي كلام ماما وشوفيها
سارة تقف : لا حول ولا قوة إلا بالله ...والله مش عارفة إنتِ بتفكري إزاي بقى متوترة ..كنتي طلعتية فيا أنا مش الغلبانه دي اللي مستحملة أخوكي
مي تقف : خلاص خليكي هاروح لها أنا
سارة تجلس مرة أخرى : أحسن فرصة ألعب مع كتاكيتك
مي بتحذير : عارفة لو خليتيهم يعيطوا إنتِ حرة
سارة تضحك : أولادك اللي خفاف بيصرخوا من أقل حاجة
مي : حرام عليكي يا سارة العض حاجة بسيطة
: خلاص ..خلاص روحي و اطمني أعمل إية ببقى عايزة أكلهم
مي تضحك وتتركها ذاهبه لروتيلا
........جناح صقر.........
: أدخل
: السلام عليكم
روتيلا تترك ما بيدها : وعليكم السلام
مي : بتعملي إيه ؟
روتيلا تدير جهاز الكومبيوتر لمي : تعالي شوفي وقولي رأيك مجموعة من التصميمات
مي تقلب في التصميمات : روعة ..شغلك حلو أوي ..إنتِ بتعملي فن جميل
روتيلا : شكرا
مي تترك ما بيدها وتنظر لروتيلا واضعة يدها على أيد روتيلا : روتيلا إنتِ زعلانه مني
روتيلا بحزن : أنا المفروض أقول .لأ. مش زعلانه لكن الحقيقة الموضوع تخطى الزعل عندي أنا مش عايزة إعتذار أنا عايزة أفهم إنتِ وصلتي لدرجة أنك تهدديني
: أهددك !!
: مي لما قلتي هاقول لصقر ...مدركة إنتِ أنك هددتيني بأخوكي
مي وقد ألمها ما قالته لروتيلا بدون أن تشعر: أسفة والله أسفة أنا مش عارفة إيه اللي جرالي حتى أنا كنت نايمة هنا مخصوص علشان كمان أعتذر ليكي
روتيلا : أنا حاسة بيكي ..بس أنا قلت ليكي سافري إية اللي مخليكي مترددة
مي بخجل : لأ..خلاص ..ماهو أنا كلمت ياسين وقلت له إني جاية فقال ليا انتظري هايجي هو ياخدني أنا والولاد بنفسة وبالمرة يحضر خطوبة سارة وعمر
روتيلا تحضنها : الحمد لله ..برافو عليكي هو ده الصح
مي : الحمد لله
وتنظر مي للجناح والذي لم يتغير به شيئ من فترة طويلة قطع يغلب عليها اللون البني الغامق الأقرب للسواد ذوق صقر وانعكاس لشخصيتة الجادة : روتيلا إنتِ مغيرتيش حاجة في الجناح ليه
روتيلا وهي تتبع نظر مي : لية أغيره هو جميل جداً
مي : إزاي دة كلة قديم
تضحك روتيلا عاليا : قديم ...ما شاء الله كلها قطع رائعة أغيرها ليه
: معقولة صقر مقالش ليكي إنه ساب تجديد الجناح لما يتجوز
: لأ
مي : لأ .. لازم تعرفيه أو خليني أقوله أنا .. تلاقي أشغالة نسته إنتِ عارفة الرجالة دايما مبتهتمش بالحاجات دي إحنا الستات اللي لازم نهتم ونلفت نظرهم
روتيلا تمسك يد مي : مي حبيبتي الحاجة عجباني صدقيني -ثانيا ..حبيبتي إهتمي بالجوهر مش بالمظهر
تنظر مي لروتيلا بتركيز وبهدوء : إنتِ ليه لما بتتكلمي بحس إني بكلم جدتي ...وتخرج مي وتتركها مردده: والله حاجة غريبة
تضحك روتيلا : والله فعلا حاجة غريبة...ثم تنظر للجناح بنظرة شاملة مبتسمة بحالمية فكل قطعة تمثل أمامها صقر بشخصيتة وحضورة الطاغي حتى عطورة المختلطة برائحة رجولتة التي عبقت المكان تشعر بتواجده حولها في كل قطعة لمسها بيدة بالرغم من انشغالة طوال اليوم فهي تجد في جناحة بكل محتوياتة حضن صقر وريحته ..هامسة
: ربنا يخليه ليا ويحفظة
.......على طاولة الغداء......
أم صقر بفرح : ولاد أسبوع بالضبط وهاتوصل لميس وبعدها بيومين مروان إن شاء الله
روتيلا بفرح : الحمد لله يوسف وحشني أوي
صقر بحدة : مي
مي تنتفض : أيوة
: مبتكليش ليه
: لأ باكل ..باكل كويس
أم صقر تضحك : خلاص صقر حرام رعبت البنت
سارة تقاطع الحرب النفسية اللي يمارسها صقر على مي باستمتاع : أبيه كنت عايزة اطلب طلب صغير منك
صقر بضحكة: خير ..ربنا يستر
سارة تنظر لروتيلا : كنت عايزة أنا وشيهانه نستأذنك
أم صقر ومي : مين شيهانه !!
صقر وهو ينظر لروتيلا ويضحك : وإنتِ يا سارة تعرفي شيهانه منين
: من زوجتك المصون
صقر وقد أعجبة خجل روتيلا ومحاولتها عدم النظر لأحد وبهدوء : رورو... وإنتِ شايفة إني شاهين
تبتسم روتيلا بخجل ولا ترد
سارة : أبيه نحن هنا
مي : طيب فهمونا
أم صقر بشجن :أيوه .. أبوك الله يرحمة كان دايما يقول عليك شاهيني
صقر يوجه كلامه لروتيلا : وشيهانتي عايزة تستأذيني في أيه
روتيلا وقد وترها نبرة صوته وكلامهم فأخذت نفس عميق مبتسمة له ...
صقر وهو يبتسم لها يحثها : رورو قولي عايز اسمع منك
سارة باندفاع تقاطع تواصلهم : عايزين نخرج انهاردة ولو سمحت أرجوك مترفضش
صقر يكمل أكلة بتجهم مفاجئ وكأنة شخصية أخرى عن التي كانت منذ قليل تتواصل بهدوء مع روتيلا
أم صقر : وأنا ومي هانخرج معاهم
صقر بجدية : سارة معاكي ماما ومي عايزة روتيلا في إية
سارة تنظر لروتيلا بحزن وتبرر: إختيارها في الألوان بيعجبني
صقر يقف : الحمد لله ...مي حصليني على المكتب لما تخلصي
تترك روتيلا الأكل أيضا وتغمض عينيها وتأخذ نفس عميق تخرجه وتخرج معه أي رغبة عندها في محاولة تغير صقر هي لا تعترض على رفضة على خروجها بمفردها ولكن حتى مع والدتة وأخواته فهو شيئ فوق احتمالها مردده لنفسها : الصبر يا رب
أم صقر : أنا ممكن يا حبيبتي أكلمه وهو مستحيل يرفض ليا طلب
سارة بحزن لحال روتيلا : أيوة يا مامي أرجوكي ده حبس إنفرادي أنا والله زهقت لها مكنتش مرة خرجنا فيها وهو زعل
روتيلا برفض: لأ ياطنط لو سمحتي أرجوكي
أولا أنا المفروض كنت أستأذنت صقر في جناحي بس سارة الله يسامحها أعتقدت إنه ممكن يغير رأيه أدامكم
سارة بتعجب : يعني أنا غلطانه
ام صقر : أيوة غلطانه محدش يدخل بين راجل ومراتة حتى ولو بحسن نية
روتيلا تقف وتقبل سارة : شكرا حبيبتي بس شاهيني غيور ما اشوف هاتعملي إيه مع عُمَرك وهو صاحبه يعني أكيد نفس طبعة
سارة تجري ورائها : بقى كدة يا روتيلا هاوريكي وخلي شاهينك ينفعك
........مكتب صقر ....
: أدخل
مي : السلام عليكم
صقر : وعليكم السلام ...تعالي مي أقعدي معلش مش هاعطلك
تجلس مي أمامة : لأ أبداً عادي
ينظر صقر لأخته ويبتسم ابتسامه خفيفة : هو سؤال واحد...... روتيلا أساءت ليكي في حاجة معرفهاش
مي بقوة : لأ..والله
: متأكدة ..يعني اللي يسمع باللي عملتية إمبارح وتعاملك الجاف معاها في الفترة الأخيرة ميصدقش أبداً إنها معملتش حاجة
مي بخجل وهي تنظر للأرض : صدقني مفيش حاجة
يقف صقر : خلاص ...يبقى هانهي حوارنا في الموضوع ده لغاية هنا روتيلا معملتش حاجة ليكي وإنتِ معندكيش مبرر لتصرفاتك ..
يبقى توقفي حالا تصرفاتك الغير مبررة مفهوم
مي :.....
صقر بصوت أعلى : مفهوم
مي بدموع : مفهوم ...بس أنت متزعلش
صقر : وأنا من إمتى بزعل من حد فيكم
.......نهاية الفصل العشرون........
عن ابن عباس أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله: ما حق الزوج على الزوجة؟ فقال: حقه عليها ألا تخرج من بيتها إلا بإذنه، فإن فعلت لعنتها ملائكة السماء وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع. أورده المنذري في الترغيب والترهيب وعزاه إلى الطبراني.
الفراشة
الفصل من ٢١ الي ٢٢
للكاتبة روتيلا
#الفصل_٢١
· ماذا أقول له لو جاء يسألني..
إن كنت أكرهه أو كنت أهواه
ماذا أقول ، إذا راحت أصابعه تلملم الليل عن شعري وترعاه
غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله ونطعم النار أحلى ما كتبناه
حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟
وهل أصدق بعد الهجر دعواه
أما انتهت من سنين قصتي معه؟
ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه
رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني ....
فكيف أنجو من الأشياء رباه
هنا جريدته في الركن مهملة..
هنا كتاب معا .. كنا قرأناه
ما لي أحدق في المرآة ..
أسألها بأي ثوب من الأثواب ألقاه
أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟
وكيف أكره من في الجفن سكناه
وكيف أهرب منه؟
إنه قدري هل يملك النهر تغييرا لمجراه
أحبه .. لست أدري ما أحب به
حتى خطاياه ما عادت خطاياه
الحب في الأرض .
بعض من تخلينا لو لم نجده عليها ..
لاخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني إن كنت أهواه.
إني ألف أهواه..
(نزار قباني )
......الفصل الواحد و العشرون........
.......مكتب صقر.........
مي بدموع : مفهوم ...بس أنت متزعلش
صقر : وأنا من إمتى بزعل من حد فيكم
مي تقف أمامة: طول عمرك وأنت أخ وأب لينا
يدورصقر حول مكتبة ويقرب من أختة و يقبلها على جبينها وبهدوء : مي أنا مبسوط أوي إنك قررتي تسافري مع ياسين ..ده اللي كان المفروض يحصل من زمان
مي تنظر له وهي تمسح دموعها : صقر ..إنت أبداً مقلتش ده ليا قبل كدة
صقر : مستحيل كنت أتدخل بينكم كنت عايزك تحلي مشاكلكم بدون مساعدة
ويمسك صقر يدها يتجه للأريكة : تعالي نقعد هنا ..اسمعيني مي أنا كنت شايف أد إية بتحبي ياسين ..وفي المقابل ياسين كان غرقان جداً بشغلة ..عمي عبد الرحيم ضاغط علية جداً وخاصة بعد وفاة ماجد
مي : أنت كمان مشغول
صقر ينظر لصورة والده الموضوعة على الحائط المقابل لمكتبة لتكون أمامة دائماً يستمد منها القوة والطريق القويم الذي يسلكه : أنا غير زي ما بابا الله يرحمة غير عمي عبد الرحيم ..فاهمة
مي بحسرة : أيوة فاهمة
: ليه الحزن دلوقتي
مي : لأني مش عارفة إذا كان عايزني تعود ولا حب
: عايزك أولاً لإنك زوجتة وقبل كدة بنت عمة وبعد كده حب إن شاء الله ..ليه القلق
مي : يا صقر إنت بالذات لازم تفهمني إزاي أعيش حياة زوجية أنا بس فيها اللي بقدم الحب
صقر وهو متكئ بمرفقيه على ركبتيه : تقدري تعيشي من غير ياسين -تقدري تفتحي عينك تلاقية إختفى من قدامك
مي بخوف : لأ طبعا ..أموت
صقر يعود للخلف : خلاص إنتِ جاوبتي على نفسك
في الحب يا مي جميع أشكال التضحيات يمكن يقدمها الحبيب من ضمنها إنه يكفيكي إنك إنتِ بس اللي تحبية ...إقنعي نفسك بالفكرة دي صدقيني هاترتاحي وتعيشي بسلام مع نفسك ومع اللي حواليكي
مي باستنكار : أنت كنت تستحمل ده
صقر يقف ويعود لمكتبة يجلس بثقة وينظر عميقا لعينيها : مي ..صدقيني مكنتش هاعمل أكثر من كدة .
يسود الصمت المكان صقر وقد ألمه حال أخته ولكنه واجهها باقصى شئ يمكن أن يواجهة الحبيب وهو عدم تبادل الحب مع من نحب
ومي التي تفكر بكلام صقر وقد تأكدت بنفسها بأن علاقتها بياسين سوف تقوم على التضحية سواء ببقاءها بجانبة أو بعيد عنه
مي تقف وتنظر لصقر وبثقة : أنا صحيح مش زيك أو زي لميس قوية ولا مرحة زي سارة ولا رقيقة زي روتيلا ولكني امرأة صحيح عادية ولكني امرأة وصدقني مش هاغلب
يضحك صقر عاليا : وبتقولي مش زي إنتِ جارحي أصيل ...سيبيني بقى أشوف شغلي
مي تبتسم لأخوها : ربنا يوفقك ..
تخرج مي بقوة جديدة لا تعلم من أين اكتسبتها ولكنها فيما يبدو قوة المرأة الكامنة داخل كل إمرأة منا ولا تظهر إلا إذا أشعلت الفتيل وفيما يبدو حديثها مع صقر كان الشعلة التي أشعلت ذلك الفتيل
.............................................
صقر يأخذ الهاتف الداخلي ليحدث غرفة الخدم : أم عبير تعالي عايزك
بعد فترة رئيسة الخدم بقصر الجارحي تقف أمام صقر
: خلصتي المرسم اللي أمرت بيه
: خالص صقر بيه من أسبوع وكل مستلزماته اللي حضرتك طلبتها فيه.. وكمان حاجات روتيلا هانم اللي وصلت من الإسكندرية
: طيب عايزك تروحي دلوقتي وتتأكدي منه مرة تانية وتفتحي كل الشبابيك فيه عايزة كلة منور عشر دقايق بالكتير وهاطلع أشوفة أنا والهانم
: حالا يا بيه
تخرج أم عبير ويأخذ صقر بعد ذلك هاتفة ومفاتيحة ويصعد بخطواته الواثقة لجناحه
.........في جناح صقر..........
جلست روتيلا من بعد الغدا في جناحها تحاول تخطي حزنها من رفض صقر الدائم لخروجها بدونه... المرة الوحيدة التي خرجت بها مع سارة كانت قبل حفلة إعلان زواجها من صقر بعدة أيام وتحولت الخروجة لكارثه فسارة التي علمت بحاجة روتيلا لأدوات للرسم إقترحت عليها الخروج معها فتركت لسارة مهمة إبلاغ صقر والتي كانت في صورة رسالة فهم منها صقر استئذان سارة بالخروج دون التلميح لروتيلا على اعتقاد إنها كتبت في الرسالة سنخرج والجمع اعتقد إنه يخص سارة مع مي أو صديقاتها فروتيلا المتوقع منها أن تراسله بنفسها
وهذه الفترة كانت عصبية صقر هي المحرك الأساسي لتصرفاته وغيابه الدائم عن البيت أيضاً ليفاجأهم عندما علم بخروجها في المول الذي كانت تبحث فيه عن طلباتها ولسوء الحظ وجدهم وهم في موقف محرج عندما شاهد مجموعة من الشباب يغازلوها تقدم بهدوء ناحيتهم وحاوط كتفيها بذراعة ففروا الشباب بمجرد رؤيتة والنظر لعينه وملامح وجهه الإجراميه بالإضافه بالتأكيد لحرسه الشخصي الذين ظهروا بالمقربه منهم
نظر لهم وهو يكبت غضبه الذي شعرت به روتيلا وبهدوء شديد
: خلصتوا
سارة بمرح دون أن تشعر بسوء ما تقول : حلو إنك جيت أنا أول مره امشي مع مراتك وبصراحة تعبت جداً من لفتها للنظر لكل مكان نروح فيه بعنيها الحلوه دي..حتى البنات يوقفوها ليسألوها لانسيس دي
أمسك صقر بيد روتيلا وقرص بشدة عليها دون ان يشعر فجلبت دموع ساكنه لعينيها وبحدة قليلاً : بقول خلصتوا
سارة وقد لمحت توتر روتيلا وحدة صقر : لسة في حاجات روتيلا مش لاقيها
صقر وهو يمشي ياتجاه بوابة الخروج بعزم دون الإلتفات لروتيلا التي يدفعها تقريبا لتمد خطواتها لتعادل خطواتة : مفيش مشكلة هنا متلاقيش مكتبات متخصصة أنا هاوديها مكتبة ممتازة
ذهبوا للمكتبة وأكملت طلباتها ثم عادوا للقصر ومن ثم لجناحهم والذي بمجرد دخوله فاجأها : هاتي موبايلك
أخرجت روتيلا الموبايل من حقيبتها ومدته له هامسه: اتفضل
سجل صقر شيئ ما لم تتبينه في البدايه على الموبايل ثم عقد جبينه بتركيز وسألها : ممكن أفهم رقمي مش مسجل عندك ليه
روتيلا بتوتر : مصادفش إني احتجت
صقر بضحكة وسخرية يقاطعها : مصادفش إن المفروض تحطي رقم زوجك على موبايلك ... مش غريبة دي
روتيلا بتلعثم : أأنا ..أأنا
يقاطعها صقر مرة اخرى وبحده : ممكن أعرف إزاي تخرجي من غير إذني
رفعت روتيلا رأسها بخوف : سارة
صقر بغضب وصوت أعلى دون أن يعطيها فرصه لتكمل كلامها : إنتِ مراتي والمفروض على الزوجة إنها تستأذن من زوجها ولا دي مش عارفاها
روتيلا بدموع وبهمس : والله اعتقدت إنك تعرف
يمسح صقر على وجهة بعصبية وهو يدير لها ظهره للحظة ألمه رؤية دموعها يثق فيها ولكنه جن عندما شاهد مغازلة الشباب لها وزاد الأمر سوء كلام سارة عن لفتها للنظر ..يعلم جيداً إنها ملفته حتى مع حجابها وإلتزامها في ملابسها لكن هناك شيئ يسرق النظر لها وهي بهذه الصورة الملائكية ..بعد فتره إلتفت لها مره أخرى بتحذير أن تخالفه : اسمعيني كويس وافهمي كلامي لأنك أكيد عرفتي إني مببكررش كلامي ..ممنوع الخروج بدون إذني المباشر وعموماً ممنوع الخروج إلا معايا ..مفهوم
لم ترد عليه روتيلا فوراً
فتكلم بحده اكثر : مفهوم روتيلا عايز أسمع ردك
روتيلا ببكاء : حاضر مفهوم
تمسح روتيلا دموعها من هذه الذكرى مع دخول صقر الجناح
: السلام عليكم
روتيلا: وعليكم السلام
صقر ينظر لساعته: تعالي حبيبتي عايز أوريلك حاجة
تبتسم روتيلا أو تحاول: مفاجأة جديدة
صقر بثقة : وهاتحبيها كمان
يمسك صقر يد روتيلا الباردة : روتيلا إية الموضوع ...ويأخذها بحضنة ..فيكي إيه
روتيلا تبتعد عن حضنة ولا تحاول أن تنظر له : ولا حاجة
يترك يدها ويقف أمامها ويركز بأثر الدموع بعينيها ويسود بينهم صمت متوتر
: مفيش حاجة صدقني
ليه بتعمل كدة إية المشكلة دلوقتي
صقر يمسك يدها وبحدة : دي هي المشكلة ..إيدك المتلجة وعنيكي اللي مليانه دموع
روتيلا وتقريبا تمنع بكاءها : ليه بتعمل كده أنا كويسة
صقر وهو يمسح على وجهه: لأ إنتِ مش كويسة ..مبتعرفيش تكذبي يا روتيلا ...زعلانه
تشد روتيلا أيدها وترجع للخلف وببكاء : أيوه ....أيوه زعلانه
أنت لسة بتعاقبني من يوم ما خرجت مع سارة بس والله أنا كنت فاكرة إنك تعرف بخروجي
ينظر صقر لساعته مرة أخرى وبتنهيده : حبيبتي انا عارف ومصدقك ...بس لازم تعرفي إنتِ كمان إني مش الرجل الوحيد اللي بيفضل إن زوجتة ماتخرجش إلا معاه هو وبس
روتيلا التي تتابع كل حركاته بعينيها وتبتعد وبحزن: مشغول
صقر : للأسف أيوة عندي اجتماع مهم بعد ساعة وكنت محتاج اروح المكتب قبلة بفترة
روتيلا تبتعد أكثر تحت أنظار صقر المراقبة لها : خلاص روح
يمد صقر يدة لها ولكنها تبتعد أكثر لتدخل غرفة النوم وتغلقها على نفسها تجلس على الأرض سانده على الباب وهي تحيط نفسها بيدها ودموعها تنهمر بصمت : بابا ...بابا ....
صقر يحاول فتح الباب : إفتحي الباب روتيلا
روتيلا : ......
صقر : سمعتيني إفتحي الباب حالا
روتيلا : .....
صقر يضع جبينه على الباب يسمع شهقاتها : طيب أنا هامشي بس أطلعي صدقيني هاتطلعي مش هاتلاقيني ,ويترك صقر الجناح ويذهب لعملة الهام ويترك روتيلا في سجنها الذي يفرضة عليها ولا يقبل منها أو من أي أحد أعتراض .
.....روتيلا........
عارفة هاخرج مش هلاقيه هو مش عايز يشوفني أبكي عارف إنه بيضعف أدام دموعي ...
هايجي بالليل محمل بهدايا .مجوهرات أو لبس أو شيكولاته وورد
كل حاجة بيجيبها عملت ليهم جانب كامل من غرفة ملابسي سميته ..كورنر هدايا صقر التعويضية ...فهي تعويض عن عدم السماح بخروجي إلا معه وطبعا لإنشغالة فهو نادر ..وتعويض لعدم السماح لي بالسفر لبابا وطبعا محصلش منذ زواجنا
ودلوقتي كان عايز يخدني للمرسم اللي البيت كلة عارف إنه بيجهزه ليا كمفاجأة واللي خلصان من أسبوع ...بس ..أه ..(وتنظر روتيلا للسماء )
صقري بعقليته العملية قرر تركة لوقته المناسب وما أنسب من اليوم من وقت.... هديتة مقابل عدم خروجي ...
تخرج روتيلا وليس بقلبها النابض بحب صقر إلا الحزن ولكنه مع إمرأة كروتيلا لا يولد امرأة قوية ولكن امرأة يزداد بها الحزن والتقوقع حول ذاتها
وتمسك جهازالحاسوب الذي تبدع فيه و تتنفس به العالم الخارجي على امل أن يفرج عنها سجانها ويفتح لها شباك الحرية
..........ألمانيا.......
لميس القوية لازالت تحارب أيضا حريتها ولكن لميس فرس جامح لن يكون من السهل أبداً ترويضة وخاصة مع مدرب شرس كيوسف عقلية علمية فذة بقالب صعيدي جداً عنده تقاليد وعادات وعندة أبجديات الرياضيات واحد زائد واحد يساوي اتنين
: السلام عليكم
لميس ظلت تتصفح مجلة بيدها دون الرد على يوسف
يجلس يوسف أمامها : رد السلام واجب لميس
: وعليكم السلام ....عايز إية يوسف
: عايز أكل ..جهزي أكل لجوزك
تضع لميس ساق على الأخرى وتمد يدها تأخذ المنيو من جانب الهاتف : تحب تاكل إية
يضحك يوسف : حقيقي برافو تعبتي نفسك
لميس بدلع يليق بها : يوسف لازم أتعب حبيبي علشان تستريح
ينظر يوسف لعيونها : لأ.هاتيلي على ذوقك ...وعلى بال مايجي الأكل حبيبتي أمسكي ورقة وقلم وشوفي هاتجيبي إية هدايا انا متأكد إنك بارعة في النوعية دي من العمل
لميس بسخرية : طبعا ..هاعجبك أوي ..شوف بفكر أجيب طقم مايوهات بمقاسات مختلفة للستات اللي في النجع ومعاهم الكاش مايوة ..ممم ....وللقاهرة أجيبة بردة بس بدون الكاش مايوة
يضحك يوسف عاليا على سخريتها : صح .. دايما بتبهريني ودايما أفكارك بتعجبني
لميس بحزن : كان زمان يوسف
يوسف بصدق: ولغاية دلوقتي كل حاجة فيكي بتعجبيني ..حتى عصبيتك. وغرورك ......
لميس : بس..بس أنت بتغازل ولا بتذم
يضحك يوسف ثانية ويقف ليدخل غرفتة : هاصلي عما الأكل يجي
لتجلس لميس بمفردها تفكر في حال حبيبها وزوجها ..هي لا تستطيع إنكار حبه لها وحبها له ولكنهما عندما استطاعا الزواج أكتشفا أشياء أخرى غير الحب في شخصيتهما الحب كان غطاء جيد أخفى هذه الأشياء فلم يستطيعا رؤيتها : بحبك يا يوسف ومش ممكن أخسرك
.........في ليل القاهرة ........
يدخل صقر جناحة بعد يوم طويل في إجتماعات هامة انتهت بعد نصف الليل ولا يجد روتيلا
فيهاتف سارة : روتيلا عندك
: لأ يا أبيه كنت متأكدة إنه هايجي اليوم اللي تهرب منك فية
: بنت عيب ...متعرفيش فين
سارة : عند مامي
يغلق الهاتف ويذهب لجناح أمه
أم صقر تقرأ قرأن : صدق الله العظيم
: أدخل
صقر بهدوء عندما رأى روتيلا نائمة بجانبها : السلام عليكم
: وعليكم السلام حبيبي
يتقدم صقر من السرير يقبل رأس أمه : فراشتي بتعمل إيه عندك يا ماما
تبتسم أم صقر : كانت عندي هي وسارة بنتفق على حفلة الخطوبة فراحت في النوم ...بتعمل إية يا صقر ..استنى
صقر الذي ما أن رأى حبيبته لم يسمع أمه ماذا تقول فحملها بهدوء وهي كانت كالبيبي بين يدية فتحت روتيلا عينيها لتجدة ينظر لها فتبتسم برقة : إتأخرت
صقر وهو يمشي لغرفتة : أسف حبيبتي ...نامي روتيلا
تعود روتيلا للنوم -ويضعها صقر على السرير ويقبلها على جبينها وهو يمسح على شعرها وفي نفسة : سامحيني حبيبتي ..غيرتي صعبة بس استحمليني شوية ..شوية بس ..هاتغير علشانك صدقيني إن شاء الله هاتغير علشانك .
........في صباح يوم جديد .......
سارة وهي تدور حول نفسها : إية رأيك ؟؟
: رائع ما شاء الله
تجلس سارة : روتيلا أنا خايفة أوي
روتيلا تجلس بجانبها وتمسح على شعرها : لية يا حبيبتي
: خايفة يطلع بارد زي عاطف أو يطلع زي ..وترفع سارة رأسها وتنظر لروتيلا وتصمت
: روتيلا بابتسامة : زي صقر غيور صح
تقف سارة ترتدي الحجاب : عايزاه وسط يا روتيلا وسط
: اطمني عمر ابن عمتك وإنتِ عارفاة
سارة تضحك : طيب ما صقر أخويا .. بس بصراحة محدش أعتقد أبداً إنه في الحب هايبقى كدة
روتيلا بهدوءها : إحسني الظن وصفي النية ..وإن شاء الله ربنا ييسر أمرك ويوفقك
سارة تجلس بجانب روتيلا : عارفة إية اللي مضايقني ومخوفني أكتر
روتيلا :..؟؟..
: عزومة عمي عبدالرحيم بكرة..معرفش ليه صقر صمم عليها
روتيلا : علشان عمك ..هو صحيح وافق على خطوبة عمر ليكي بس لازم النفوس تتصافى ..وعلشان خاطر مي وياسين اللي جاي من السفر مخصوص ياخدها ويحضر خطوبتك
سارة : روتيلا قلقانه مش عارفة هاقابل عمي إزاي ولا مرات عمي صعبة
روتيلا : صدقيني متقلقيش إنتِ وضعك أفضل من وضعي
تضحك سارة أخيراً : مشوفتيش وشك الصبح لما صقر أعلن عن عزومة بكرة
تبتسم روتيلا وتقف : على فكرة لون الفستان مع لون الحجاب رائع ...أنا هاروح أشوف طنط
سارة : هاغير هدومي وأحصلك
.........مكتب صقر في مجموعة الجارحي.........
: أخبارك إية مع الدكتور عادل
ينظر له صقر وهو يحرك كرسي المكتب يمين ويسار : تمام
: يعني إية تمام
صقر بسخرية : أنت عارف إني مرحتش بتسأل ليه
محمود : صقر الغيرة مش مرض عضوي هاتخدله حبتين ويروح
: كمان شورتك دي مش عاجباني
: يا أخي أنا قلقان عليك
صقر بحدة : أنت ومراتك مش مقتنعين إنه حب ..حب مش غيرة مرضية ..يا أخي بخاف عليها روتيلا مش زي لميس ولا ريهام بحس متقدرش تواجه العالم
: مراتك مكنتش قاعدة قبل كدة في سجن كانت بتدرس وتخرج
صقر بنفاذ صبر وهو يشير بيده : كان حواليها أخواتها والواد خالد
محمود بنفاذ صبر :يا أخي يعني إنت متصور أنهم كانوا متفرغين تماما لها
صقر وهو يتحرك بتوتر مكانه لا يعجبه تدخلهم الدائم وتعليقهم على حرصة على روتيلا هو يعتبرها حب وخوف عليها وهم يعتبروها قيود وغيرة مرضية
محمود : أنا صاحبك واللي شوفتة في المستشفى شئ مش طبيعي وريهام كمان موافقاني في الرأي ..صدقني يا صقر صاحبك بس هو اللي يواجهك بالحقيقة ..وبعدين أنا بكلمك كطبيب وفاهم
صقر : شوف أنا لغاية دلوقتي كل تصرفاتي طبيعية زوج مبيحبش زوجتة تخرج إلا معاه ..إيه المشكلة ؟؟
محمود : اللي حصل في المستشفى
صقر يقف بعصبية دافعا الكرسي للوراء ويتجه لنافذة مكتبة: اللي حصل في المستشفى مش هايتكرر تاني تأكد من ده ...إن شاء الله
ثم يدور لينظر لصديقة :صدقني ضعفها السبب في إني بخاف عليها ... خليني بس أحاول أخليها تقوى شوية في مواجهة العالم
محمود يبتسم وبسخرية : يا صقر إنت بتضحك على نفسك ...أنت مبرراتك بتبنيها على عالم المال اللي أنت متواجد فية وبتقيسها بالصنف من الستات اللي كنت تعرفة قبل كده ..لكن صدقني هي قوية والدليل إنها واجهت كل اللي تعرضت له من ظروف زواج صعبة وزواجها من راجل صعب زيك ...
صقر وكأنه بدأ يتفهم كلام محمود : يمكن .. بس ..
يقف محمود بعد أن ينظر لساعتة : يكفي إنك صدقت على كلامي أتعامل معاها من المنظور ده هاتستريح ...هاستأذن لأني عندي شغل مهم وعملية
: خليك شوية
محمود يسلم على صقر : مش هاينفع وبعدين إن شاء الله هانتقابل بكرة عندك
صقر : أيوااه ..ربنا يستر
محمود : إن شاء الله خير ..كدة كدة عمك وياسين وافقوا على خطوبة عمر لسارة
يضحك صقر : وافق على اساس مساندتي له في مشروع حيوي محتاجة لتوسعة شركتة
محمود باستنكار : يا أخي بحمد ربنا إني دكتور
يضحك صقر : وأنا كمان بحمد ربنا إنك دكتور لأن إقتصاد البلد ميستحملش
ويخرج محمود على وعد باللقاء في الغد
.........نهاية الفصل الواحد والعشرون..........
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) رواه البخاري ومسلم .
#الفصل_٢٢
· هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر
هذه الدنيا ليال أنت فيها العمر
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر
هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر
فإرحم القلب الذي يصبو إليك
فغداً تملكه بين يديك
وغداً تأتلف الجنة أنهاراً وظلاّ
وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولّى
وغداً نسهو فلا نعرف للغيب محلا
وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلواً .. إنما الحاضر أحلى
(الهادي أدم )
.......الفصل الثاني والعشرون.........
.........العزومة.........
يجلس بينهم له هيبته وإحترامه يرأس عائلة الجارحي صوريا ولكن الجميع يعلم بأن الصقر كبيرهم الفعلي
الحاج عبد الرحيم : مبروك يا عمر -أخدت جوهرة الجارحي
عمر بتأكيد لكلام خاله : طبعا يا خالي وأنا ليا الشرف
: عايزك تحطها في عينك أنا موافقتش عليك إلا وأنا عارف إنك راجل يعتمد عليه
:شكراً يا خالي
: أنت طبعا عارف ابني متهور ..ولسة صغير
صقر : عاطف ابن عمي وأخ لينا قبل وبعد يا عمي
أم ياسين بدفاع باطل : بس اتظلم يا حبيبي سارة كانت تعرف إنه عصبي ومع ذلك طولت لسانها عليه
سارة وكادت تقف : أنـ ...تمسكها روتيلا التي تجلس بجانبها وينظر لها صقر محذرا أن تفتح فمها
الحاج عبد الرحيم منهيا حديث : خلاص اللي فات مات إحنا ولاد إنهاردة وبكرة سارة هي اللي هاتنقي عروسة لأخوها عاطف على ذوقها ..صح يا سارة
سارة بنفاذ صبر وابتسامة باردة : أيوة ...إن شاء الله
بعد هذا الحديث بدأت أحاديث جانبية وسلامات عادية بينهم إلا إن أوقفهم صوت الحاج عبد الرحيم مرة أخرى بنبرة مستهزئة
: يا بنت راشد ....أبوكي عامل أيه
عم الصمت صالونهم موجهين نظرهم لروتيلا
روتيلا وهي تنظر لصقر المبتسم لها تستمد منه القوة وبصوت هادي : الحمد لله
: إنتِ يا بنتي مش تعقلي أخوكي
روتيلا التي وجهت كل اهتمامها لكلام الحاج : مين ؟؟
: أخوكي جمال ..إزاي يفكر مجرد تفكير إنه يرشح نفسة أدام صقر الجارحي ...أتجنن ده
روتيلا تنظر لصقر بحزن : أنا معرفش ....وفي نفسها (معرفش إن صقر مرشح نفسة وأنا زوجته وفي بيته هاعرف عن ترشح جمال)
ينسحب عمر بهدوء بعد نظرة من صقر يفهمها في حين صقر يرد على عمة
: يا عمي زوجتي مبتدخلش في شغلي
العم باستنكار : يعني إية مادام كدة كنت رايح تناسب عيلة الشيخ ليه ..مش ده كان كلامك إنك تضمن أصواتهم
روتيلا التي أرادت أن تسمع رد صقر ولكن ظل رنين كلام عمه يتردد بأذنها نظرت لصقر وهي تردد لنفسها : أسبابي غير أسبابك يا صقر الجارحي
لكن صقر الذي تلقى الإجابة من عمر باشارة لا برأسة وهذا يعني أن جمال لم يرشح نفسة :زواجي من البداية للنهاية أمر يخصني وحدي ولكن مادمت ذكرت المعلومة دي يا عمي فأنا مش نادم أبداً عن ارتباطي ببنت الشيخ حتى لو اضطريت إني أتنازل عن الانتخابات
تقف أم صقر التي ألمها الحديث الذي يدور وتتصنع ابتسامة : اتفضلوا السفرة جاهزة لو ترحمونا من الكلام في الشغل على السفرة يبقى أفضل للقولون
يضحك الجميع ويقفوا يتقدمهم صقر وعمه
سارة : روتيلا قومي يا حبيبتي كلهم دخلوا
روتيلا برجاء وهي تمسك بيد سارة : سارة ممكن ما احضرش
سارة تشدها من يدها تحثها للوقوف : لا يا روتيلا متبقيش ضعيفة أدام عمي وبعدين صقر يزعل
في حين صقر الذي ازعجة كلام عمه وأزعجة أكثر نظرة فراشتة المعاتبة له يجلس على طاولة الطعام ويدور بعينه يبحث عنها
: السلام عليكم
أم عمر بفرح : تعالوا يا حبايبي جنبي
تدخلا الفتاتان ويجلسا بجانب العمة الطيبة أم عمر التي فرحتها بزواج أبنها من سارة كان حلم يراودها وتحقق بإذن الله
ام ياسين : أية يا ريهام مفيش حاجة جاية في الطريق
ريهام : لأ يا آنتي أنا ومحمود متفقين مفيش أطفال دلوقتي
أم ياسين : أنتوا بتضحكوا على مين اتكلموا .أتكلموا مين السبب فيكم
: نعم
أم ياسين : ما هو يا بنتي بالعقل كدة فلوس وموجودة يعني مش بتكونوا نفسكم ولا حاجة ....دراسة ومخلصينها يبقى التأجيل ليه ؟
يعم الصمت على طاولة الطعام بعد جملة أم ياسين
أم عمر : ايه الكلام ده يا أم ياسين الرازق هو ربنا ...ادعيلهم بس إنتِ
: الله يعطيهم
الجميع : أمين
:وإنتِ يا بنت يا روتيلا خدي بالك إحنا مش هانصبر كتير على كبير عيلتنا بعد عمر طويل للحاج إنه ميكونش عندة عيال وخاصة إني اسمع إن الواحدة بيجيها عقم بعد السقاط
تُسمع شهقات مختلفة من الجالسين وتسمية وساد توتر بين الموجودين
صقر بصوت حاد : مرات عمي إطمني روتيلا بأمر مني مش مسموح لها بالحمل إلا لما تكمل دراستها
روتيلا التي عادت من زهولها من جرأة مرات عمهم على صوت صقر وردة المحرج لها أيضا , ولكن غضبها هذه المرة تفوق على خجلها فلم تستطع ان تكبح لسانها : الحقيقة أنا شاكرة ليكي يا طنط إهتمامك ولكنه غير مرحب بيه عندي ....
وبرقتها المعهودة تقف :بون ابيتي ... عن اذنكم
وتمشي روتيلا بثقة تحت انظار البعض المستهجنه والأخرى المرحبة .
وهنا التقيتا عينا الصقر بعين محمود في حوار صامت
صقر بابتسامة جانبية : خلاص يا جماعة لو سمحتوا كملوا أكل ..عمي إن شاء الله بعد الغدا نجتمع مع بعض علشان في نقاط مهمة في المشروع الجديد نخلصها
: أه طبعا ,أحسن برده
وتمر فترة الأكل وهم يديروا أحاديث ما بين شئونهم وشئون الحياة حولهم
وبعد ذلك أنشغل الرجال في اجتماع مغلق
والنساء كالعادة أجتمعوا حول أحاديثهم المعتادة
وتنتهي العزومة أخيرا ....ولكن هل تصافت النفوس لا ندري لكن في لغة العائلات أو المال لابد أن تتصافى
.....روتيلا......
قادتني قدماي نحو المرسم هدية صقر لي لا اشعر داخلة بالراحة بالرغم إنه لا ينقصة شيئ ولكنة لا يحمل شخصيتي ... لا يشبهني في أي شئ ...بارد ..بارد جدا
ولكني ذهبت للشئ الوحيد الدافئ في هذا المكان ووقفت أمامه
....أنت ...أماني ودفئي...
لوحة والدي الغير مكتملة ....
صقر الذي دخل المرسم ولم تشعر به روتيلا وجدها وهي تمسك فرشاة نظيفة من الألوان تجلس أمام لوحة والدها دون حركة
لوحة تنقصها العينان
: إيه حكاية العينين !!
روتيلا التي انتفضت من صوت صقر ..تركت فرشتها ونظرت للأرض قليلا ثم رفعتها للسماء وأغمضت عينيها : إزاي ترسم نظرة الحب والخوف في نفس الوقت
صقر الذي كان يتابع حركة عينيها أقترب منها وأحاطها بيده وحملها وذهب بها إلى أريكة طويلة جلس وأجلسها في حضنه ابتسم في وجهها وسحب حجابها ممرراً يده في شعرها الطويل لينساب على ظهرها ويحاوط وجهها
: بصي لعيني وإنتِ تعرفي
.......نهار جديد........
روتيلا وهي تقفز مرات متتالية وهي تتحدث بالهاتف : بحبك ..بحبك ..بحبك ...
: أوكي مع السلامه
تدور روتيلا ولا زالت الابتسامه على وجهها والفرحة لا تسعها لتجد صقر وهو واقف بطولة المميز أمام الباب يسند بيد على الإطار واليد الأخرى في جيبة : والله برافو ...ثم تحرك كصقر يحلق نحو فريستة
نحو روتيلا التي توترت من نظرة عينه السوداء أمسك يدها التي تمسك الهاتف وضغط عليها بشدة ألمتها
وبصوت هادئ : كنت بتكلمي مين
روتيلا وقد أمتلأت عينها بدموع محبوسة : خالد
صقر ولا زال نظرة بعينها يبثها غيرته وممسكاً بيدها بقسوه
روتيلا برجاء : إيدي ....صقر
يخفف صقر من ضغط يدة ولازال ينظر لعينيها وبصوت خفيف : كلمة بحبك متطلعش من شفايفك إلا ليا ...أنا .....بس ....فاهمة
تهز رأسها بنعم وهي تحول بنظرها بعيد عنه نحو الارض .
يترك صقر يد روتيلا ويجلس ويمسح وجهه بيده
وتتجه روتيلا نحو غرفتها
: رايحة فين ؟؟
تقف روتيلا معطية له ظهرها وتمسح دموعها
: تعالي ...اقعدي
فتجلس روتيلا بعيدة عنه بجسمها وعينيها
يسحب صقر نفسا قويا : إية الموضوع ؟؟
خالد قالك إية ؟
: نقل
: إية ؟؟
: نقل من جامعة الأسكندرية لهنا للقاهرة
يضحك صقر براحه : اه ...طبعا صح كدة
تتعجب روتيلا من نظرته المرتاحة
: مبسوط يعني !!
صقر واضعاً ساق على الأخرى ويجلس بأريحية : طبعا ..كنتي فاكرة إني هازعل تبقي لسة مش فهماني فراشتي
روتيلا والتي لا زالت رموشها مبلله تحرك رأسها بعدم فهم يحيرها بتفكيرة وتصرفاته
يعتدل صقر في جلسته ويسند بكوعة على ركبتية : اسمعيني
أكثر حاجة ندمت عليها إني وافقت إنك تكملي دراستك ...من يوم ما شفتك ودخلتي هنا (وهو يشير لقلبة )وأنا بأنب نفسي إزاي وافقت على الشرط ده
روتيلا والتي لم تعد تتعجب من تصرفات صقر فتقول بسخرية : تقدر ترجع في كلامك
يبتسم صقر : إنتِ عرفتيني أكثر من كدة
تهز راسها بلا : صدقني تقلباتك سريعة وتصرفاتك بقت تصيبني بالحيرة ....حب أم تملك بقيت مش عارفة أنت فعلا بتحبني ولا أنا بالنسبة لك شئ ملكته
يرجع صقر للخلف ويبتسم : كتير كنت منتتظر منك إنك تتكلمي لكن الحقيقة فاجأتيني كالعادة ...كنت منتظر انفجار وغضب لكن هدوء وسكينة....عموما إنتِ إيه رأيك ؟
روتيلا بثقة : لو معتبر صمتي هدوء تبقى غلطان
لو معتبر هدوئي رضا بالواقع تبقى كمان غلطان ..وأنت لسة بردة معرفتنيش
صقر ينظر لها بإعجاب مبتسم
لتكمل روتيلا : حبك مشكوك فية ..لكن حب خالد لوجه الله
إزاي تطالبني بكلمة الحب تكون خاصة بيك وانا مش متأكدة أنك تستحقها ...أيه دليلك ليا إن حبك حقيقي مش تملك
صقر : علشان طلبت إن الكلمة دي متتقالش إلا ليا يبقى حبي مشكوك فيه
روتيلا تبتسم بحزن : لا ..لا ..علشان بتأمر بيها مش رجاء ..مش طلب ..لكن أمر ...وانا المفروض أنفذ صح
يقف صقر ويقرب منها ويسحبها من يدها لتقف أمامة ويمسح اثر الدموع المتبقيه على عينيها وبصوت هادي : لأ روتيلا غلط هو رجاء وطلب وتمني كمان وبطريقتي خرج أمر ....سامحيني إذا أساءت التعبير كالعادة ..ثم يقبلها على جبينها ....سامحيني
حبيبتي
.........نهاية الفصل الثاني والعشرون ...........
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم قال " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال " أخرجه أحمد ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي
الفراشة
الفصل من ٢٣ الي ٢٤
للكاتبة روتيلا
#الفصل_٢٣
· من أجل عينيك عشقتُ الهوى بعد زمانٍ كنتُ فيه الخَلِي
وأصبحتْ عيناي بعد الكرى تقول للتسهيدِ لا ترحل
وكنتُ لا ألوي على فتنةٍ يحملها غضّ الصّبا المقبل
حتى إذا طارحتني نظرةً حالمةً من طرفك الأكحل
أحسستُ وقد النار في أضلعي كأنها قامت على مِرجل
وجمّل الدنيا على ما بها دفقُ سنّى من حسنك الأمثل
(الامير عبدالله الفيصل)
......الفصل الثالث والعشرون ........
.......يوم وصول لميس و يوسف ......
أم صقر : مين هايقابل لميس
صقر : عمر
روتيلا معترضة : وأنا وسارة
صقر وهو يأخذ هاتفة ومفاتيحة : أنا مشغول طول النهار وإن شاء الله هاجي قبل وصولهم البيت مش هاينفع المطار
سارة : إيه المشكلة هانروح أنا وروتيلا مع السواق
صقر يراقب تجهم روتيلا
أم صقر بضحكة : مش هاينفع يا سارة عمر لازم يقابلهم علشان الإجراءات
تصمت سارة ولا تجادل فبعد خطوبتها لعمر الكل لاحظ تجنبها التواجد معه في مكان واحد عكس قبل حيث كان صديق طفولتها الوحيد
صقر يقف : روتيلا ...أنا ماشي مش هاتيجي توصليني للباب
روتيلا تنظر له وبتحدي محبب: لأ
يضحك صقر ويمسك يدها يحثها للتحرك معه ويحدثها هامساً : إحنا قلنا إيه أنا راجل مبيحبش مراتة تروح في مكان من غيرة ...حبيبتي فهماني
روتيلا بإحباط : أيوة فهماك ...يبقى كدة مش هاينفع اطلب منك إني أسافر مع يوسف للنجع
يقف صقر فجأة ينظر لها طويلا
روتيلا تبتعد عنه وتواجهة وبحزن : طبعا مش هاتوافق ...بابا واحشني
صقر بعد أن أخذ نفس عميق بعد أن رأى علامات الحزن على وجهه فراشتة : أوكي ...إذا وعدتك إنك هاتسافري خلال العشرة أيام الجايين بعد خطوبة سارة توعديني إنك متتطلبيش السفر مع يوسف
تصمت روتيلا قليلا تنظر لصقر وبرقتها : معاك السفر
يبتسم صقر : أيوة معايا
روتيلا هامسة : أوعدك
يضحك صقرحاضنا إياها : تعالي بقى وصليني
روتيلا بترجي طفولي : خليني أقابل يوسف بقى
صقر وهو يقبل بخفة طرف أنفها : لأ . ومش هاقول السبب إلا لما يجي يوسف ...يالا مع السلامه ولو إحتاجتي حاجة اتصلي بيا
روتيلا بحب : إن شاء الله ...مع السلامه وفي نفسها
"أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه"
........بيت الحاج راشد....
الحاج راشد : هايوصل أخوكم انهاردة هو ومراتة مين اللي هايقابلهم
جمال :يوسف قالي إنه نسايبه هايقبلوة لأنه هايقعد أربع أيام في القاهرة الأول قبل ما يجي النجع
محمد بتأكيد : أيوة هو هايحضر خطوبة أخت مراتة وبعدين يجي على هنا
الحاج راشد بتردد: جمال سألته إن كانت روتيلا هاتيجي معاه
جمال مدرك لرغبة الشيخ التي لا يبوح بها برؤية روتيلا : لأ .يا حاج لو تحب أقول لصقر ..
الحاج راشد مقاطعا أبنه : لأ..لأ..يصير خير إن شاء الله ........ يا خالد
خالد : أيوة يا جدي
: شقة عمك جاهزة
خالد : طبعا يا جدي ...وبقالهم فترة كل يوم ينضفوها ويبخروها ويرجعوا يقفلوها
محمد بضحكة : دي مهمة أمي اللي بتصمم كل يوم تبخرها وتقرأ فيها قرأن بتقول لغاية ما يعمرها أصحابها
الحاج راشد : الحمد لله ..ربنا يهنيه فيها
جمال ينظر لخالد : وانت عملت إيه في أوراقك
خالد : الحمد لله قبلوها ونقلت رسمي
الحاج راشد : أحسن علشان تبقى قريب من عمتك
: أيوة يا جدي إن شاء الله
جمال : أية رأيك يا حاج ينزل في شقتي اللي في القاهرة ..
محمد باعتراض : شقتك بعيده عن الجامعه
الحاج راشد : لأ..هاينزل في شقة المرحو .......ويصمت قليلا ويأخذ نفس موجع ... في شقة روتيلا
خالد بهدوء : لأ يا جدي أنا هاقعد في المدينة الجامعية معرفش أخدم نفسي
الحاج راشد : جدتك منيرة مصممة تقعد معاك هي كمان ليها رغبة إنها تبقى قريبة من روتيلا ....ويأخذ نفس عميق . ..وأنا كمان عايز الشقة دي تتفتح
جمال بقلق : لكن يمكن روتيلا تزعل
الحاج راشد : أنا مقلتش إلا لما هي اقترحت عليا وأنا اللي وافقتها ...يا روح أبوها كان نفسها من زمان تقعد فيها شوية وأنا اللي كنت بخاف عليها ..لكن دلوقتي ما دام خالد وعمتها هايبقوا هناك خلاص في أي وقت لو عايزه تروح تروح....وربنا معاها
الجميع : يارب
خالد بهمس : مش لو سمح ليها الوحش
محمد الذي سمعه : أنت مفيش فايدة فيك
: يا أخي مش بطيقة
محمد بضحكة : أولا أنا عمك ..ثانيا مش مهم أنت تحبة المهم روتيلا ..وأنا بصراحة حاسس من صوتها الفترة اللي فاتت أنها مستريحة
خالد بجدية : وأنا كمان ..لكن مبيرضاش يخليها تخرج لوحدها ولا خلاها تيجي تشوف جدي
محمد : خالد خليك واقعي فية كتير رجالة حوالينا بيعملوا كده إيه المشكلة ولا علشان هي روتيلا يعني
خالد : هنا في النجع ماشي لكن في مجتمع صقر الجارحي لأ , اسمحلي مصدقش
محمد : هنا أو هناك الراجل الغيور يعمل كدة وأكثر
خالد يصمت قليلا وبتمني : لو إتأكدت إنه بيحبها هاكون أول واحد أقف معاه في كل اللي بيعملة
محمد بسخرية : وهاتتأكد إزاي يا توم رورو
خالد : لسة الأيام جاية وصدقني لو أكتشفت العكس مكونش خالد الشيخ إلا وطلقتها منه
محمد بحدة : لا حول ولا قوة إلا بالله ..الله يسامحك حد يفكر كدة ...بطل أفكارك دي أبوك لو سمعك مش هايحصل لك طيب
عمتك كويسة وبص كده لجدك ..مستريح إزاي صدقني هو قبل منك لو حس مجرد إحساس إن روتيلا مش مبسوطة كان جابها من زمان ولا همه الدنيا كلها
خالد : يا ريت أطمن يا عمي
محمد داعياً لأخته بالسعادة : إن شاء الله يا خالد ...إن شاء الله
......غرفة جمانة.......
: أيوة يا جدتي
العمة منيرة: يعني إنتِ مبتتصليش بيها خالص
جمانة : أنا يا جدتي مكنتش ببقى فاضية
: يا سلام يا جي جي يعني كل الفترة اللي فاتت كنتي مشغولة..طيب مشغولة بأيه بقى يا روح جدتك
جمانة تقف تنظر من نافذة غرفتها تداري توترها : شقة عمي يوسف ..أه ..إنتِ ناسية إنها كانت بتتتوضب
العمة منيرة بمكر وهي تدعي الحزن : أه ..فهمت ...كدة عرفت السبب الله يكون في عونك ..طيب خلاص حجتك بطلت من هنا ورايح تسألي على عمتك متنسيش أنها يا روحي اتغصبت على الجوازة دي ....وأحنا كلنا لازم نقف معاها علشان تقدر تكمل مع جوزها والحقيقة أنا جيتلك مخصوص إنهاردة علشان في السر كدة نشوف طريقة تتقبل بيها حياتها معاه
جمانة التي تفاجأت من كلام العمة منيرة ذهبت تجلس بجانبها : معقولة يا جدتي يعني لغاية دلوقتي مش مستريحة معاه
: ها ..لأ عادي ..هاتساعديني
جمانة بتمني : وليه تغصب على نفسها ..تطلق منه
العمة بتأكيد مقصود : تطلق ..لا حول ولا قوة إلا بالله ..متقوليش الكلمة دي أبداً لا ليها ولا لغيرها ... إنتِ ناسية شروط الصلح ...عمتك طول عمرها هاتفضل مرات صقر زي لميس زوجة يوسف
فمتفكريش أبداً سامعاني أبداً تقولي كدة فاهمة يا جمانة ...روتيلا مرات صقر ..سواء بمزاجها أو غصب
جمانة تدير وجهها تداري عينها التي أمتلأت دموع : فاهمة يا جدتي فهمت
العمة منيرة تحضنها : حبيبتي أنا حاسة بيكي وفاهمة أن دة خوف على روتيلا عارفة اد أيه بتحبيها ....وعندما شعرت العمة ببكاء جمانة ....
:عيطي يا حبيبتي عيطي وخرجي الأفكار دي من دماغك ...
تبكي جمانة في حضن العمة منيرة بشدة ومع دموعها تخرج أحلامها وتعلقها المراهق بصقر الجارحي : أه يا جدتي محدش حاسس بيا
العمة منيرة : مين قال يا بنتي أنا حاسة بيكي ...حاسة بيكي أوي ...لا حول ولا قوة إلا بالله
........القاهرة.........
صقر الذي عاد مبكرا ليكون في استقبال اختة ويوسف يتحدث مع أمة ويراقب فراشتة المشغولة باللعب مع أدم وتنظر من وقت لأخر للساعة
: متبصيش في الساعة كتير هايكونوا إن شاء الله هنا بعد نصف ساعة
روتيلا بهدوء دون أن تنظر له : إن شاء الله
سارة باعتراض : ابية والله حرام كنا عايزيين نقابلهم
صقر : مش خلصنا من الموضوع دة يا سارة ولا إنتِ متضامنة مع روتيلا واعلنتوا العصيان
تضحك أم صقر : طول النهار زعلانين
صقر مبتسما وهو ولا يضيع لحظة من تعابير وجة روتيلا المتغير ما بين الابتسام والضيق والقلق : دلوقتي تعرفوا أسبابي
سارة تصرخ : وصلوا ...وصلوا
ويبدأ السلام وتظهر أسباب صقر ....
روتيلا التي كانت في حضن يوسف لم تتوقف عن البكاء لحظة وهو يهديها ويضحك : كنت زعلان إني مشوفتكيش في المطار ..بس تصدقي الحمد لله إنك مجيتيش
سارة و أم صقر والتي كانت تحتضن لميس من وقت وصولها تنظر لصقر الذي يذهب ناحية روتيلا وتضحك على كلام يوسف : عرفنا أسبابك يا صقر
صقر وهو يبعد روتيلا عن يوسف ويأخذها في حضنة ويهمس لها : عرفتي إني صح يا فراشتي
روتيلا تبتسم في وجهة صقر وتمسح دموعها بمشاغبة : أوكي في دي بس
صقر مبتسما لعينيها : لأ ..في كل شئ
كل ذلك كان تحت عين يوسف المراقبة لوضع أختة وفي نفسة : الحمد لله ..يارب وفقها
ثم ينظر لزوجتة المستكينة في حضن أمها : ويهدي مراتي المجنونة
.....يجلس الجميع في الهول ....
أم صقر فجأة : يا خبر يا ولاد راح فين عمر .صقر اتصل بيه
صقر : خلاص يا ماما ...هرب أول ما شاف جنان سارة وروتيلا
: إحنا
يضحك الجميع
أم صقر : طبعا واحدة تصرخ والتانية تعيط والاسم فرحانين
سارة : مامي !!
روتيلا بخجلها الرقيق : انا أصلاً مخدتش بالي .
صقر : أيوة فراشتي مشفتش إلا يوسف ..اطمني هو مدخلش اصلا ..سلم الأمانة وانطلق ...ثم يقف ويكلم يوسف
: يوسف عايز نقعد مع بعض شوية
يوسف يقف : طبعا
صقر : اتفضل .
.........مكتب صقر .......
صقر هو جالس بهيبتة على مكتبة : أولا حمد لله على السلامة
يوسف الذي يجلس أمامه : الله يسلمك
صقر بجديته يدخل في صلب الموضوع : من حقي كأخ كبير للميس إني أسألك عن أحوالكم
يوسف يبتسم بهدوء : وده طبعا جرين لاين ليا أني أمارس نفس الحق
صقر يبتسم بتحدي وثقة :يوسف ...يوسف ..أنت شفت بعينك
يوسف : إذا كان كدة يبقى أنت مش هايكون عندك مانع إن رورو تسافر معايا علشان تشوف الوالد
يضيق صقر بعينية : روتيلا طلبت منك تقولي
: لأ .والله بس مش معقول مكنش عندك وقت تتصل بطيارك ياخد روتيلا تزور الوالد في النجع وترجع حتى في نفس اليوم ..غريبة صقر بية مش كدة لما أنت واثق جدا من علاقتكم
صقر بجدية وتحذير : زوجتي خط أحمر يوسف
يوسف يضحك عاليا فهو بعقلية علمية منظمة قاد صقر لما يريد : وأنا زوجتي خط أحمر صقر بية
يصمت صقر قليلا ...ثم يضحك عاليا بعد إدراكة لفخ يوسف : أه ...أنتم مش ساهلين يا أولاد الشيخ ..اتفقنا
......في الهول......
تأتي مي وزوجها وبعد أن سلمت على أختها
مي: أدم زهقكم ..هو فين ؟
أم صقر : لا يا حبيبتي ياريت تسيبية على طول ..روتيلا أخدته فوق تأكلة
ياسين : صقر فين
أم صقر :في مكتبة مع يوسف ...حالا أبعت حد يبلغة بوصولك
: لأ .أنا هاروح له .
يذهب ياسين وتظل أم صقر مع بناتها
لميس : مبروك سارة ...شكلك محلو أوي هو أية الخطوبة السبب
ام صقر : طبعا الحمد لله .عمر هو فعلا الشخص المناسب لأختك
مي : الحمد لله ..وربنا يصبرني على مرات عمي
لميس : ليه بتقول أية ؟؟
سارة : تعالي أنا أقولك قالت إيه دي..
أم صقر تقاطع بناتها وبحدة :بس خلاص ..متتكلموش كدة على مرات عمكم ...وتنظر لمي ..: وإنتِ كمان متنسيش أنها أم زوجك
لميس : مامي إنتِ بدافعي عنها
: طبعا يا بنتي هي أم وبتدافع عن ابنها وزعلانه علشانة
سارة : بس دي بتتخيل إني السبب وأن ابنها مظلوم
أم صقر : اسمعوني علشان تبقى دي أخر مرة نتكلم في الموضوع ده ..أم ياسين أنا أعرفها كويس وبقولكم ,انا متأكدة إنها عارفة الحقيقة وعارفة ابنها عمل أية فخلاص خلوها شوية ولما تحس إن الناس نسيت هاتسكت هي كمان فهمتوا
البنات : أيوة
: يبقى يا حبايبي خلاص أوعدوني ,وإنتِ يا مي بالذات متجيبوش سيرتها لا بخير ولا بشر
مي : أوعدك يا ماما
سارة ولميس : نوعدك
أم صقر تقف : الحمد لله ...أنا رايحة أشوف أخوكم أذا كانوا عايزين ياكلوا دلوقتي ولا..لأ .
.......جناح لميس .......
: استريحت لما شفت روتيلا
يوسف وهو يشدها من يدها لتجلس بجانبه : أيوة الحمد لله ..وإنتِ عملتي إية مع مامتك وأخواتك
لميس : كنت مبسوطة أوي يا يوسف مامي كانت وحشاني أوي
وتلمع عينيها بالدموع وتبعدهم عن يوسف الذي يمسك بذقنها ليدير وجهها له مرة أخرى : أيه يا لميس مالك يا حبيبتي
لميس وقد زاد بكائها
يحضنها يوسف : حبيبتي طمنيني
لميس بهدوء : خايفة
: من أية يا حبيبتي
: انك تبعدني عن مامي ..والله يا يوسف مش هاستحمل
يوسف يبتسم : مين قال كدة يا حبيبتي إنتِ في أي وقت تطلبي تيجي لمامتك مش هامنعك
: يعني أنت مصمم على موضوع النجع ده ..فكر تاني يا يوسف ..طيب أنت هاتشتغل فين وأنا مش لازم أكمل الدراسات بتاعتي هاعملها فين ..وأنت عارف إن المسافة على الأقل ساعتين رايح وساعتين جاي من أقرب جامعة
يوسف مبتعدا : خلاص يا حبيبتي ده قراري ولازم تحترمية
: لية طيب
: ولية لأ ؟
: علشان مستقبلك تخصصك لومكنش في ألمانيا على الأقل في القاهرة ..بس كدة أنت بتدفن دراستك
يوسف وهو يميل ناحيتها وهو يمسح دموعها يتكلم بجدية : اسمعيني كويس ...أنا صعيدي
لميس تقاطعة : أنت عالم
: صعيدي ...شرقي كلمتي هي اللي تتنفذ
لميس تقف وبحدة : يوسف..لية كدة إحنا كنا بنتناقش
يوسف : سيبتك لما قلتي رأيك كلة ...لكنك وإنتِ بتحاولي تقنعيني بصورة علمية تناسيتي إني فاهمك كويس لميس
وتحرك يوسف وهو يبتسم لخارج الغرفة
لميس وهي تجلس : أف ..يا ربي ..مغرور
....جناح صقر.....
يدخل صقر جناحة ليجد فراشتة تنهي صلاتها ولا زالت باسدالها يبتسم : السلام عليكم
روتيلا وهي تتجه ناحيته : وعليكم السلام ورحمة الله
: تعالي يا حبيبتي
يمسك صقر يد روتيلا ويتجه معها لصالة جناحة و أجلسها بجانبة
: حبيبتي عاملة أية
روتيلا : الحمد لله
يظل صقر يتأملها فترة بقلق فهو بصدد الحديث معها في أمر محرج له شخصياً وهو لم يتعود أن يكون في موقف مثل هذا
روتيلا وهي تلاحظ قلقة : أنت كويس
صقر يفوق من تأملة : أيوة يا حبيبتي ....مبسوطة علشان يوسف موجود
روتيلا بفرحة تلمع لها عينيها : أيوة طبعا
صقر يمرر يده على وجهها : روتيلا في موضوع عايز أكلمك فية ...أنا طبعا متأكد وواثق فيكي وفي تصرفاتك ..بس حقيقي ...ويأخذ نفس طويل
روتيلا تقاطعة: أنا مش متعودة منك على المقدمات بس ..
صقر يقاطعها : مروان جاي بكرة
تضحك روتيلا : يجي بألف سلامة ...عموما خالد مش هنا لو خايف على أخوك
صقر بجدية : أنا لو أخويا تصرف أي تصرف فية إهانة ليكي سواء بنظره أو غيرة المفروض يخاف مني أنا .
روتيلا تنظر للأرض وقد أدركت قلق زوجها...
صقر : اسمعيني مروان شوية بيحب الهزار والضحك شوية جرئ ومبيحطش حدود ...بالنسبة ليا أنا عارف خجلك وعارف إنك مش هاتشجعية لكن حسيت إني لازم أنبهك على طريقتة
روتيلا ترفع رأسها وبثقة : أنا أتفق معاك في رأيك عن مروان فأنا عرفتة كويس من كلامكم وحكاويكم عنة
لكن أختلف معاك في إن خجلي هو السبب في الحدود اللي أنا واضعاها ....
الحقيقة أنا ديني هو اللي وضع الحدود دي وانا الحمد لله بحاول دايما أحافظ على ديني .
صقر وهو يسحب يدها يقبلها مبتسما : دايما بتبهريني..
.........نهاية الفصل الثالث والعشرون.........
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله إذا استودع شيئا حفظه. رواه ابن حبان وصححه الألباني
#الفصل_٢٤
· أحبك .. لا أدري حدود محبتي
طباعي أعاصير .. وعاطفتي سيل
وأعرف أني متعب ياصديقتي
وأعرف أني أهوج .. أنني طفل
أحب بأعصابي ، أحب بريشي
أحب بكلي .. لا اعتدال ، ولا عقل
أنا الحب عندي جدة وتطرف
وتكسير أبعاد .. ونار لها أكل
وتحطيم أسوار الثواني بلمحة
(نزار قباني)
.......الفصل الرابع والعشرون .........
فرحة أم صقر بلمة أولادها عبرت عنه بالدموع
لميس : كنت أستنى يومين كمان كنت عايز أشبع من مامي لوحدي
مروان النائم في حضن أمة : أنتِ أخذتي حقك وزيادة وبعدين مش كفاية عليكي حضن الدكتور
تضربة أم صقر بخفة على كتفة : بس يا قليل الأدب ...وبعدين قوم أنت كبرت
مروان يقبل خد أمة : عمري ما هاكبر على الحضن ده أبداً هافضل كدة على طول ...ويغمز لصقر ..ولا أيه رأيك
صقر يقف ويشير لمروان ليلحقة : رأي هاقولة ليك في المكتب
....مكتب صقر....
يدخل مروان يتبع صقر ويغلق الباب خلفة ويظل واقف يراقب أخوه الذي أتجه لمكتبة ويخرج بعض الملفات
صقر : واقف ليه مستني عزومة
مروان وهو يجلس : لأ,أبداً بس ملاحظ أنك شوية زعلان !
صقر بتقطيبة يتابع ترتيب بعض الملفات
مروان بجدية : صقر أنت عارفني أنا مستحيل أستحمل أنك تزعل مني ..فاعرفني لو سمحت
صقر : أنا حذرتك قبل ماتيجي من هزارك ده مع مين ؟
مروان يضحك : يا أخي غيرتك وصلتني أمريكا ..أنا بس كنت بهزر معاها ..أنت أفتكرت صحيح إني رايح احضنها
يبتسم صقر : روتيلا مش حملك ..وأنا معنديش صبر لهزارك أنا بذلت مجهود خرافي علشان أخرجها من خجلها ..مش عايزك تهزر وترغي كتير في كلامك ونكتك البايخة تخليها تحبس نفسها في جناحها تاني .
مروان بجدية مصطنعة : خلاص اتطمن ...بس بجد موقف يضحك يعني بسلم عليك وهي جنبك أدور وأقول لها أهلا يا مرات أخويا وأقرب منها تقوم تستخبى وراك وجوز أختك ده كمان يمسكني من قفايا كأنه مخبر والله عيلة الحاج راشد دي صعبة بشكل
يضحك صقر عاليا : تستاهل
: ألا أخبار الواد ده اسمة أية ..؟
صقر ضاحكاً: خالد
: أه .. هانتظر منه علقة تانية
يضحك صقر ثانيا : والله لو فضلت كدة يبقى تستاهل علقة فعلاً بس هاتكون مني أنا المرة دي - يصمت صقر قليلاً ناظراً لأخوة بحب –يعلم مرحه ويثق في تربيته
خلينا نتكلم جد شوية
مروان : خير
: إمتى هاتبتدي شغل في المجموعة .
يقف مروان وبترجي : الله يخليك أصبر عليا شوية أنا لسة مستريحتش
صقر يقف ويتجة لباب مكتبة : أسبوع بالضبط وتسلم نفسك ليا ...يالا علشان منتأخرش عليهم
.......بعد أيام بجناح صقر .......
: أنتِ خلاص ناوية تحبسي نفسك علشان مروان
: أهلا سارة
سارة تجلس بجانبها وهي تنظر لشاشة الكومبيوتر : متتهربيش من الإجابة .....ووريني بتعملي أيه
روتيلا وهي تطلعها على تصميماتها : مش حابسة نفسي كل الحكاية قلت أخلي مروان على راحتة معاكم وبعدين أنا على طول بنزل
: أيوة صح تنزلي علشان تاكلي معانا غدا ولا عشا وبس وكمان لما يكون صقر موجود وياريت بتاكلي ...إنتِ إية اللي حصلك كنتي بطلتي عادة قلة الأكل دي ...
تقف روتيلا وتتجة للنافذة تنظر للخارج وتسرح في المنظر أمامها للحديقة وتدرج اللون الأخضر الذي تعشقه وبهمس : سبحان الله
: روتيلا بتعملي إيه عندك تعالي الشغل ده رائع
تضحك روتيلا : أنا مش عارفة إنتِ بتحبي تشوفي شغلي ليه
سارة تجلس معتدلة واضعة ساق على الأخرى : علشان ناوية أفتح شركة كبيرة وهاخليكي تعملي اللوجو والإعلانات بتاعتها .
تضحك روتيلا وهي تتجة ناحية سارة : مش الأحسن إنك تفكري في خطوبتك بكرة بدل الشركة اللي ناوية تعمليها
سارة تنكمش على نفسها : يا ساتر لازم تفكريني
: في إية مش خلاص ..
سارة بهدوء: صدقيني أنا فعلا قلقي رجع يبقى القلق الطبيعي بس في سؤال مخوفني
: أية هو ؟؟
تقف سارة وتتجه للباب : ده سؤال لعمر لما أعرف إجابته منه هاقوله ليكي ...وإنتِ بطلي حبسة مروان أصلاً مش بيقعد في البيت على طول مع أصحابه
...سلام
روتيلا : وعليكم السلام
وتغلق روتيلا جهازها وتسبح بخيالها مع كلام سارة وبتنهيدة : إنتي خايفه يا سارة لأنك بدأتي تحبيه أو أصلاً كنتي بتحبية
.......سارة وعمر........
تم عقد القران قبل فترة من الحفلة التي سوف تقام في المساء
خرج الجميع تاركين سارة مع عمر قليلا برغبة منه
عمر وهو ينظر لسارة : سارة ..
ترفع سارة نظرها له وتشعر بتردد كلمات على لسانه لا تسمعها :....
عمر: ..أنا ...سعيد جدا بارتباطي بيكي أنا دايما ..
سارة وقد عادت تنظر للأرض....
عمر يقف ويتحرك بتوتر ويضحك بسخرية : أنا الحقيقة أول مرة أحس إني مش عارف أتكلم
الحقيقة كان نفسي أبقى شاعر أقدر أعبر بكلمات تصف أحساسي ..لكن ..
سارة بجرأة : لية خطبتني ؟
عمر يقف عن الحركة المتوترة وبثقة : لأني بحبك ..طول عمري حبيتك من وإنتِ صغيرة الناس كلها كانوا بيزعقوا ليكي علشان شقاوتك وأنا كنت بحبها ..ويضحك وينظر للأرض قليلا... كان بيزعقوا ليكي علشان تلمي شعرك المنكوش وأنا كنت بعشقه....
سارة تنظر له بغيظ من ذكر شعرها...
يضحك عمر ويجلس بجانبها ويمسك بيدها : كنت على طول بحبك أنا انهاردة أسعد إنسان في الدنيا ..أنا كنت أفتكرت نفسي مت من زمان لما ..
سارة تنظر له تحثة ليكمل كلامة .......
يقف عمرة مرة أخرى ويعطيها ظهرة : لما اتخرجت كلمت ماما علشان تخطبك بس قلت ليها تنتظر شوية لغاية ما أخلص أول فترة ليا علشان أعرف أخد أجازة ..ويغمض عينة ليتذكر بحزن ..لما رجعت من شغلي في أول أجازة بقى الكل يتهرب مني ماما وريهام حتى صقر اللي كان حاسس أو عارف بمشاعري
أدار عمر وجهه لسارة ..وفوجئت بخطوبتك ..من وقتها مت ومحيتش إلا لما عرفت أنك انفصلتي ..كنت خايف أنها تكون فترة مشاكل وترجعوا لبعض ..لكن ماما وريهام قالولي عن قرارك وإنه نهائي وأكثر حاجة فرحتني هو إنك قبلتي بيه قبل كدة بس علشان خالي الله يرحمة ..
يعود ليجلس أمامها : سارة أنا بحبك علشان كدة خطبتك ....لكن السؤال إنتِ وافقتي لية
سارة وقد ألجمتها الفرحة فعمر يحبها وبهمس : مش بارد
عمر يضيق بنظرة : أية !!
سارة مستمرة بهمسها: أنت هاتغير زي صقر
عمر يقف : أيه !!
سارة تقف أمامة : بجد رد عليا أنت صاحبة هاتغير زي صقر
عمر بضحكة : وأكثر منه بصراحة
سارة تجلس هامسة : أف .....عموما مش مهم ..الغيرة حلوة مش وحشة
عمر وهو يضع يدة على جبين سارة ليرى حرارتها : حبيبتي أنتِ كويسة
سارة وقد انتبهت لحالتها : يا خبر أنت سمعت
يضحك عمر عاليا : لأ...لأ خالص
تنظر سارة لساعتها : يا خبر هانتأخر
عمر يمسكها : انتظري مجاوبتيش عليا
سارة وهي تحاول الحركة : بعدين ..بعدين
عمر يوقفها : لحظة سارة : انتِ طبعا هاتكوني لابسة الحجاب في الحفلة ..صح
تضحك سارة : أطمن ..أطمن خلاص ده موضوع تنساة أنا مستحيل أقلع حجابي
عمر السعيد جدا يأخذ سارة في حضنة ويقبلها : شكراً حبيبتي
تدفعة سارة التي أحمرت خجلا وتجري بسرعة للخارج
: بحبك يا مجنونة
........جناح صقر.........
يقف خلفها وهي تمسك حجابها لترتدية
صقر وهو يديرها نحوه : لحظة ...وظل يتأملها قليلا ...
روتيلا بقلق : فية أية !
صقر : ولا حاجة حبيبتي ..بس مش شايفة أن فستانك شوية فاتح
روتيلا تهز برأسها بلا وهي تكتم الضحكة...
صقر وهو يأخذ نفس عميق : طيب هو ...فستان يعني مخليكي ...
روتيلا بضحكة عالية : قول الفستان عاجبك وأنا حلوة فية قول ..قول خليك صريح
يبعد صقر عنها معطيا لها ظهرة وهو يمسح على وجهه بحركتة العصبية ...
تقترب روتيلا منه وتقف أمامة وبرقتها : تحب أغيرة
صقر : لأ ..حبيبتي ..لأ
روتيلا بإصرار : حقيقي معنديش مشكلة ..هو الحقيقة أنت اللي بتصمم ان دار الأزياء دي اللي تعملي لبسي وأنا مش بستريح معاهم ..
صقر يقبلها من جبينها : خلاص حبيبتي بعد كدة مش هادخل شوفي اللي يريحك وأنا عموما بثق في إختيارك ...ثم ينظر لساعتة ..أه أتأخرنا .
.....الحفلة.......
الحفل المختلط والأجواء الصاخبة بالرغم من عدم اعتيادها عليها استطاعت روتيلا أن تأخذ جانبا على طاولة بعيدة
لاحظت روتيلا حرس صقر في أنحاء المكان وخاصة بالقرب منها وفي نفسها : أكيد صقر مصاب بجنون العظمة إية الحرس ده كلة ..
: مبسوطة
تبتسم روتيلا لمروان المشاغب : لسارة وعمر طبعا.. عقبالك
مروان يجلس في الجهة المقابلة : أنا أقصد بالحفلة مبسوطة ؟
روتيلا تدير بعينيها على المكان تهز رأسها بلا : لأ ..ابداً
: كنت عارف ..تعرفي أنتِ بحجابك ولبسك لفتي نظر كل الموجودين
روتيلا : عادي مش أنا الوحيده هنا اللي لابسة حجاب ..
مروان مسترسل : حقيقي هو إنتِ فاكراني بهزر ..شوفي أصحابي سألوني عنك
وكام طاولة قعدت فيهم سألوني عنك
... ويضحك عاليا .... أنا متأكد أن صقر بيواجه نفس الأسئلة دي دلوقتي شوفية بيشرب سيجاره الشهير إنتِ تعرفي حكاية شربة للسيجار طبعا
ثم ينتبهة مروان أن روتيلا لا ترد علية : روتيلا أنا برغي كتير أوي الظاهر ضايقتك أنا ...ويلاحظ أن روتيلا تنظر لصقر الذي يقف مع سيدة
مروان بابتسامه : الظاهر مش صقر بس اللي بيغير الظاهر إنتِ كمان بس أطمنك دي متقلقيش منها أبوها رجل أعمال وعنده شغل مع صقر ..هو دة اللي قاعد هناك أسمة نور الدين وأظن هي أسمها ..
روتيلا ساهمة : سمر نور الدين
مروان بتعجب : أيوة مظبوط بس إزاي تعرفيها ! دي من عالم تاني خالص
روتيلا وهي لا يزال نظرها مع صقر وحركات سمر السخيفة من التقرب منه ولمسة أحيانا حتى سمع مروان شهقة روتيلا عندما أخذت سمر السيجار من فم صقر وشربت منه ثم وضعته مرة أخرى في فم صقر
...عندها لم تعد عينيها ترى أمامها وغشيتها دموع فوقفت سريعاًوخرجت من القاعة يتبعها مروان
......صقر......
الذي يقف وسط المدعويين يقوم بدورة كأب لسارة وأخ وصديق لعمر ومن وقت لأخر ينظر لفراشتة التي تجلس بعيده قليلاً عن الأنظار ولكنها مع ذلك كانت ملفتة ...وضع حرس حولها بطريقة غير مستفزة لها على الأقل حتى لا تنتبة لهم
: خير يا سمر
سمر وهي تلمس كتفة وتقرب منة بدلع : أية يا حبيبي موحشتكش
صقر الذي نفخ دخان سيجارة بحدة في وجهها ويبتسم ببرود : لأ.الحقيقة...
تأخذ سمر السيجار من فمه وتشرب منه : وحشني سيجارك
وترجع لتضعة في فمه فيأخذه صقر بحده مشيراً برأسه لأحد حراسة : أرمية في الزبالة
وينظر لسمر : تعرفي أنا كرهت السيجار ده جداً أنا من دلوقتي قررت إني أبطلة ..من غير سلام
ويمشي صقر يتجه لروتيلا التي رأها تخرج من القاعة وخلفها مروان
.....في خارج القاعة......
مروان يتبع روتيلا لخارج القاعة : لحظة ..لحظة روتيلا
روتيلا تقف وهي تتنفس بشدة وتشير لمروان أن يتوقف : خلاص مروان متقلقش لو سمحت أرجع القاعة
: إزاي أسيبك إنتِ رايحة فين ..وبعدين اسمحيلي يا روتيلا زعلك مش مبرر في عالم صقر هتلاقي أمثال سمر كتير بيتلزقوا فية بس صقر مستحيل يسمح لنفسة بأي تجاوز معاها صدقيني وإنتِ ..
روتيلا تقاطعة وقد أمتلأت الدموع عينيها وفي نفسها أنت مش عارف دي كانت مراتة
: مروان لو سمحت ..خلاص مش عايزة أسمع حاجة
صقر : فيه أية ؟؟
ينظر مروان لصقر وهو لا يدري ماذا يقول له ..أما روتيلا أدارت له ظهرها لتمسح دموعها
صقر بحدة: أنا سألت سؤال هنا ومسمعتش إجابة
روتيلا ترفع هاتفها : أبيه يوسف لو سمحت انا برة القاعة ممكن تيجي تروحني
: حالاً حبيبتي أكون عندك
: أوكي في انتظارك
مروان بإحراج : الأفضل تفهم من روتيلا ..انا هادخل القاعة
صقر وهو يمسك بيد روتيلا بشدة وينظر حولة حيث أشار لأحد حراسة الذي كان يتبع روتيلا : شوف جناح فاضي
: أمرك يا افندم
روتيلا تحاول سحب يدها منه : سيبني صقر أنا هامشي مع أبيه يوسف
صقر ولا زال ممسك بيدها بشدة وبيدة الأخرى هاتفة : أيوة يا يوسف أنت فين ...لأ ..أرجع خلاص روتيلا معايا ..لأ أنا هاوصلها بنفسي ..مع السلامه
الحارس وهو يعطي صقر الكاي كارد : أتفضل يا افندم
ويمشي أمامة ليفتح له الأسانسير
يدخل صقر والذي أحاط خصر روتيلا بيدة يحثها بإصرار على المضي معه
.....في جناح الفندق ......
صقر وهو يدفع روتيلا برفق لداخل الجناح ويجلس على أقرب أريكة تاركا روتيلا واقفة أمامة وبصوت عالي : إزاي تفكري إنك تمشي من غير ما تقولي ...ردي ..
إزاي تفكري ..إنتِ جيتي معايا ولا مع يوسف... إتكلمي ..
يصمت صقر عندما يلمح روتيلا وقد أحاطت نفسها بيدها فأخذ يحث نفسة أن يهدئ
من أجلها ..يمسح على وجهه عدة مرات مع كل محاولة له للكلام وساد الصمت والهدوء فترة
و بينما روتيلا تراقب عصبيتة ومحاولاته لتهدئة نفسة بدأت ببكاء صامت ثم بصوت وشهيق ينتبة له صقر الذي اندفع ناحيتها وحضنها : بس ..بس..خلاص ..بس حبيبتي ..هش إهدي يا رورو... إهدي حبيبتي
روتيلا وسط بكاءها : أنا مغلطتش أنا شفتك مع ...انا خرجت لأني ...
صقر وقد أدرك أن فراشتة قد شاهدت سمر معه : بس خلاص ..هش..خلاص هافهمك ..بس إهدي
روتيلا وهي لا تزال تبكي : أنت اللي عصبي
صقر بضحكة وهو يبعدها عنه لترى وجهه ويهدهدها كطفلة صغيرة : لا حبيبي شوفي أنا خلاص معتش عصبي ..انا بس زعلت لما خرجتي من القاعة ..وبعدين خلاص بقيت هادي خالص ..تعالي حبيبتي
ويأخذها صقر ليجلسها ويذهب ليحضر لها ماء لتشربة
: أشربي ..
روتيلا التي أخذته منه ولم تشرب ولكنها سرحت تماما في المنظر الذي شاهدته
صقر : اللي شوفتية كان محاولة عبيطة لسمر للفت النظر مش اكثر..
روتيلا وهي تنظر له وقد أوقفت البكاء ولكن دموعها لازالت عالقة برموشهاوبصوت مبحوح : ليك
يضحك صقر بتسلية : لأ.طبعا ..سمر مدركة تماما تعلقي بيكي
: يعني إية مش فاهمة
صقر يجلس: هي كانت بتعمل الشو ده ليكي إنتِ ..وإنتِ بكل بساطة لقطتي الطعم
صقر وهو يقرب من روتيلا وهو يمسح على خدها بنعومة وبهدوء: زوجة تانية من صنفها كانت هاتيجي تقف جنب جوزها وتقول كلمتين لسمر وتعمل فضيحة تلفت النظر ليها
وإن زوجة صقر الجارحي بتغير من سمر نور الدين فهمتي
روتيلا بأسى تهز رأسها بلا.....
: إنتِ أخترتي الهروب ؟؟
روتيلا برفض : ده مش هروب ..ده اسمة بحافظ على كرامتي
: لا كرامة في الحب
: لا حب بدون كرامة
يضحك صقر عاليا وهو يقربها منه أكثر ليغرق في جمال عينيها : غريبة وانا الرجل المغرور معنديش الجرأة وبعترف أنه الحب مفيش فية كرامة ...وإنتِ الأضعف تمتلكي الجرأة لترفضي الحب بدون كرامة
صقر ولازال على وضعة الغارق في بحر عشق فراشتة : قولي الحقيقة زعلتي علشان كرامتك ولا غيرانة
روتيلا تنظر بعيد عنه
صقر وهويمسك بلطف بيدها الباردة ويحثها للكلام : جاوبيني كرامة ولا غيرة
تنظر له روتيلا ولكنها فجأة انفجرت في البكاء ليأخذها صقر المبتسم لحضنة وهو يمسح على ظهرها : هشش ..خلاص رورو
روتيلا بصوت هامس : غيرة ..حسيت إني هاموت وهي قريبة منك ..كنت هاموت لما لمستك ...مت لما أخذت سيجارك ورجعته ليك تاني علشان تشرب مكانها ...واستمرت روتيلا بالبكاء وهو يهدهدها وهو يكاد قلبة ينفجر من السعادة حتى هدأت تماما في حضنة فرفع رأسها بيده لتواجه عينية :إنتِ روحي.. قلبي مليان بحبك ..عيني مبتشوفش غيرك ..عقلي مبيفكرش إلا فيكي ..مش ممكن تفكري مجرد تفكير إني أحس بأي حد أبدا إلا بيكي ..معاكي أنا في سعادة مش ممكن أبدلها أبداً ..أبداً ..فهماني
روتيلا تبتسم من وراء دموعها وتهز رأسها بنعم
صقر بجدية : إنتِ خرجتي من القاعة من غير ما تشوفي بقية العرض .أنا بعدت السيجار قبل ما يلمسني وأعطيتها للحارس وأمرته أودامها وبقصد إنه يرمية في الزبالة
روتيلا بمشاكسة : بردة لازم عقاب
يضحك صقر : وأنا مستعد
: تبطل سيجار ...تبطلها خالص
: بتستغلي فرحتي بغيرتك انهاردة ..
روتيلا ترفع كتفيها بحركة طفولية : مليش دعوة يا كدة يا تنسى إني أسامحك
صقر مقبلا أياها : وأنا مستحيل أقدر أقول لأ ..خلاص بطلتها
............نهاية الفصل الرابع والعشرون..........
أخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر".
تابعووووووني
أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله من هنا 👇 ❤️ 👇
تعليقات
إرسال تعليق