رواية الفراشة الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم الكاتبه روتيلا حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية الفراشة الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم الكاتبه روتيلا حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
إذهب..
إذا يوماً مللت مني..
أما أنا فإني.. ..
سأكتفي بدمعي وحزني..
فالصمت كبرياء ....
والحزن كبرياء
إذهب.. .
إذا أتعبك البقاء..
فالأرض فيها العطر والنساء..
والأعين الخضراء والسوداء
وعندما تريد أن تراني
وعندما تحتاج كالطفل إلى حناني..
فعد إلى قلبي متى تشاء..
فأنت في حياتي الهواء..
وأنت عندي الأرض والسماء..
إغضب كما تشاء
واذهب كما تشاء
واذهب.. متى تشاء
لا بد أن تعود ذات يومٍ
وقد عرفت ما هو الوفاء...
(نزار قباني)
.......الفصل الخامس عشر ..........
روتيلا بحدة وصوت أعلى: ليه معتقدين إني مضحية بنفسي
ليه معتقدين إني ضعيفة
ليه دائماً عايزين تحموني ليه فهمني
أنا قوية فاهم قوية جدا أقوى مما تتصور
قوية بدة وتشير لقلبها.....لأنه مليان إيمان
خالد يرجع يضمها لصدرة: خلاص إهدي...إهدي إحنا خايفين عليكي
روتيلا تعود لهدوئها : ليه خايفين أنتوا مش عارفين أن أنا تربية الشيخ وناديا ومنيرة
يضحك خالد من وراء قلبة : أيوة تربية اللي قلتي مرة عليهم لو الواحد غلط بعد تربيتهم مش هايعمل صح أبداً في حياته
:أوعدني أن محدش أبداً يعرف إني عرفت حاجة .. أوعدني
خالد وعينة وراء كتفها :الدون... جوان جاي
فتتركة لتحثة:رد عليا أوعدني
خالد :حاضر ...حاضر أوعدك
صقر يصل. وبتملك يشد روتيلا له ويقبلها على جبينها: مش خلاص ياحبيبتي إتأخرتي أوي على ضيوفك
تبعد عنه روتيلا وتذهب لتسلم على خالد : سلملي على ماما منيرة
:أوكي يا رورو
تنظر لعينة وتشير لصقر بهدوء :سلم
خالد وهو ينظر لبعيد : السلام عليكم صقر بيه
:أهلا وعليكم السلام ...خالد مش كدة
روتيلا ولازالت تقف بينهم وظهرها لصقر
يرد خالد وهو يحاول كبت غضبة : تخيل متغيرش اسمي من أخر مرة شوفتني فيها
صقر يضحك بسخرية: لسة لسانك طويل
خالد ينظر له بتحدي : وأيدي كمان تحب تجرب
:أف .. أف أد كلامك
روتيلا وهي تدفعه برقه للسيارة : خالد بينا تليفون
خالد يهمس لها :علشانك
ويركب سيارتة وينطلق بها
وتظل روتيلا مكانها نظرها مع سيارة خالد وهي تبتعد تحاول أن تستعيد تماسكها غير مهتمة للصقر الذي يقف خلفها كانت تمني نفسها أن يكون كلام جمانة غير صحيح وخاصة إنها تأكدت من عدم ارتباطه بمها ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ...
واقف يتأملها يشعر أن صمتها وتنفسها غير طبيعي ارجعه بالتأكيد لابتعادها عن أهلها وشعورها بالوحشة والغربة ولكنها لابد أن تتعود فهي أصبحت زوجة الأن ولم تعد الطفلة المتعلقة بأبيها ... وليست أي زوجة فهي زوجة صقر الجارحي : كنتي تتمني تروحي معاه
تتحرك روتيلا مارة بجانبه وبتنهيده ناعمة : ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
يمسكها الصقر بيد قوية ويهمس لها بخشونة : إنت ملكي ملكيش مفر حتى الأمنية محرمة عليكي خليها بمزاجك بدل ما تكون غصب
تخلص روتيلا يدها منه وتجري لداخل القصر
وتنتهي عزومة العشا
.....بعد مرور عدة أيام أما عند مي......
تواجه هجوم من حماتها وزوجة عمها بسبب طلاق سارة
:كنتي لازم تعقلي أختك
:يا آنتي سارة كانت شاريه لأخر لحظة وعاطف اللي باع أختي
أم ياسين بمكابرة : خلاف بيحصل بين كل اثنين مخطوبين تقوم حضرتها تكبرة وتصمم على الطلاق
مي : حرام يا آنتي يعني عاطف طلقها كانت تعمل إيه
أم ياسين : أختك ضحكت عليا فهمتني أنها مش هاتقول لحد وبعدين تروح تقول لصقر ..صقر يا مي أختك أتغيرت مكنتش كدة كانت بريئة معرفش ايه اللي جد عليها نصيحة خلي مامتك تحط عينها في وسط راسها متعرفيش بتقابل مين اليومين دول ولا بتقعد مع مين
مي : فين يا آنتي دي على طول دلوقتي في البيت حتى كلنا لاحظنا حتى أسألي مها
:أيوة يا روح قلبي يا مها بتقولي معتش بشوف سارة خالص يا مامي وأنا بقول لو كانت لسة في وسطكم أنتي ومها مستحيل تتعلم الخبث
مي تغير الموضوع فهي تدري ما تريد أن تقولة حماتها : مها هاتتأخر
:لأ يا حبيبتي زمانها جاية بتشوف كوليه يناسب الفستان اللي هالتحضر بيه حفلة بنت الشيخ اللي لولا حلفان الحاج مكنتش حضرتها لا أنا ولا بنتي
:ليه بس يا مامي إحنا هانفضل طول عمرنا أهل
مي تقف لتسلم على مها: الحمد لله على السلامة إتأخرتي لية
مها تجلس : تعبت على ما لاقيت اللي أنا عايزاه ..إنتي طبعا مخلصة طقمك من بدري
مي : طبعا
أم ياسين بسخرية : مش عارفة على إيه ولمين الإهتمام دة كله
مي : آنتي معقولة الحفلة هايحضرها معظم سيدات المجتمع وبتقولي لينا منهتمش
مها :وبعدين فرصة نتعرف على مرات صقر من قريب
أم ياسين وهي تقف : أروح أحسن أشوف ولاد ابني بدل ما ترفعولي ضغطي
مي : آنتي زعلانه أوي من سارة
مها ضاحكة:لأ ، ولا يهمك ماما بتروق على طول بس هي متكلمه مع عاطف قبل ماتيجي وإية هايتجنن
مي بتعجب من مها التي تتبنى كل يوم فكر تحرري جديد : إنتي بتضحكي ...والله أنا خايفة عليكي من أفكارك الجديدة دي
تضحك مها : لأ, متخافيش وبعدين هو صحيح أخويا بس بيغظني أوي الراجل اللي بيعتبر خطيبته أو زوجته أمر مسلم بيه يغيب يغيب ويرجع يلاقيها مستنياة وحاطة إيدها على خدها علشان كدة دائماً بشجعك إنك تحسسي ياسين إن غيابه ولا همك ...وبالمناسبة الطير المهاجر جاي إمتى
مي بتنهيدة : أسبوع
مها : كويس أوي إنجاز مغابش غير أسبوعين
مي : عارفة ودة اللي أنا مستغرباه...في أخر مكالمة طلب مني تاني أروح معاه
مها : مش رفضتي طبعا ....
مي بتردد: بس خايفة يا مها يصر
:لأ مظنش وبعدين لو حصل كلمي بابي زي المرة اللي فاتت ... وبعدين مش عارفة أخويا دة بيفكر إزاي ياخدك يحطك في بيت في وسط مجتمع ولغة متعرفيش عنهم حاجة لأ ..لأ أفضلي على رأيك هو اللي لازم يتغير مش على طول كل حاجة على الست
مي وهي مستسلمة لرأي مها : عندك حق ... هاروح أشوف الولاد زمانهم جننوا آنتي ..تعالي معايا
......روتيلا....
:السلام عليكم
روتيلا: وعليكم السلام ورحمة الله
سارة : بقالك كام يوم حابسة نفسك
:لأ ، خالص مش صحيح
:بصي بقى أنا مش طالعة من هنا لغاية متعرفيني السبب
تعتدل روتيلا : مفيش حاجة .. أنا بس مشغولة بتصميم شقة لميس ويوسف
:أنا أقصد يا روتيلا يعني من يوم العزومة وإنتِ على طول في جناحك وصقر رجع تاني زي زمان قبل مايتجـ و. ز. ك
وتنظر لروتيلا فجأة وتقف : أنا هاروح أشوف مامي كانت عايزة مني حاجة ضروري
وتخرج في عجالة ...
روتيلا بهمس: أيوة رجع تاني زي زمان ....هو كان ترك زمان علشان يرجعله
وبيقول غصب عنك .....لا والله بمزاجي يا صقر بيه..يا رب صبرني
وتضغط روتيلا بيدها بقوة على رأسها حتى تمنع ألم مفاجئ وتقوم تحتسي دواء تمنع الصداع حتى تعود لتكمل تصميم شقة يوسف الذي عجبة التصميم الأولي
لترسلة سريعاً لخالد الذي سيقوم بتصميمه على أرض الواقع تدعو له بصدق
...على الأقل حد فينا يبقى سعيد :يارب تتهنى فيها يا ابيه يوسف
إغضب
إغضب كما تشاء..
واجرح أحاسيسي كما تشاء
هدد بحب امرأةٍ سوايا..
فأنت كالأطفال يا حبيبي
نحبهم.. مهما لنا أساؤوا..
إغضب!
فأنت طفلٌ عابثٌ..
يملؤه الغرور..
(نزار قباني )
..... الحفل ......
في الهول حيث عائلة صقر تتنتظر نزول روتيلا مع سارة
مي : مامي هو صقر أخبارة إيه
:الحمد لله حبيبتي .. الظاهر مشغول اليومين دول بمشروع مهم محدش بيشوفه خالص ربنا معاه
ريهام بهمس لمي : أيوة أدعيلة يا إنتِ
مي : إيه إنتِ عارفة حاجة ..تصمت قليلا ... لأ متقوليش أمال الهيصة والعصبية والغيرة والافلام دي عاملها ليه تصدقي رجالة ملهومش أمان وعينهم زايغة
ريهام : لأ يا حبيبتي إلا حودة حبيبي...أخوكي هو اللي مبيقدرش النعمة اللي ربنا عطاها له
مي : حودة حبيبي حودة حبيبك قرفان من الستات أساساً في تخصصة دة
تطلق ريهام ضحكة عالية : حرام عليكي دة مصلي ويعرف ربنا طيب تعرفي هو و عمر من يوم شافوا روتيلا وهم بيزنوا عليا علشان الحجاب
مي : معقولة هاتلبسية
ريهام : أنا كنت عايزة بس كنت مترددة بيني وبينك كنت عايزة جوزي اللي يقولي ليها كدة طعم تاني
مي : هي عملت في دماغكم إيه مش فاهمة حتى سارة الصبح وهي في الكوافير بتقولي احتمال ألبس الحجاب تخيلي
ريهام وهي سعيدة : دي أخبار حلوة أوي هاتسعد ناس كتير
:مش فاهمة
:أقصد روتيلا
مي: روتيلا !! يمكن
:الله شوفي ما شاء الله ... ما شاء الله.. من بكرة هالبس الحجاب تعرفي خسارة في أخوكي
مي تضربها على أيدها : متقوليش كدة ...روحي قولي لمحمود علشان يقول لصاحبة خليه يرجع لعقلة
ريهام باستنكار : مجنونة أنا أُوصِّف واحدة لجوزي .... حتى لو كان متدين أو واثقة فيه
مي : عادي علشان يعرف إنك واثقة في نفسك وإنك ميهمكيش أي واحدة تانية
:مي إنتِ مجنونة في أي واحدة عاقلة تفكر كدة ... نصيحة تعالي اقعدي مع عمتك تعلمك شوية أصل إنتِ خايبه خالص ، أنا بتخيل بس أُوصِّف روتيلا كان ساب اللي في إيدة وجه قعد جنبها .. سيبيني أروح أسلم علىها أحسن
تذهب ريهام وتترك مي في صدمتها تتحرك كالمنومة إلى حجرة جانبيه لتختلي بنفسها : معقوله أنا اللي خليته يجي هنا أنا اللي سحبته لهنا بأيدي
وتضحك بسخرية : وأنا اللي كنت زعلانة انها مسلمتش عليه وزعلانة أكتر علشان مكنتش بترضى تقعد معانا ، أتاري بنت الشيخ عرفت اللي معرفتوش
بس عرفت إية دي غلبانة لو كانت ناصحة أوي كدة كانت عرفت بخيبتها مع صقر .
في الحفلة تعرفت روتيلا على وجوة كثيرة لم تهتم كثيرا بإطرائهم على جمالها وحسنها أرادت من بداية الحفلة أن تنتهي ولولا سارة التي لم تتركها دقيقة كانت اختنقت من إن لم يكن من النميمة والشائعات فأكيد سيكون من رائحة البرڤانات ، استطاعات بعد فتح البوفية أخيراً أن تتنحى جانباً
:مساء الخير .. ممكن اقعد معاكي
:اه طبعاً اتفضلي
:أنا مها بنت عّم صقر
: أيوة طبعاً عارفة
:الحقيقة انا حبيت أعتذر ليكي على مقابلة مامي هي شوية متعصبة من شوية حاجات أكيد إنتِ عارفة بموضوع سارة وعاطف
روتيلا : اه .. عارفه
مها بعنجهية الجارحي : الحقيقة ماما متصورة إنك خليتي سارة هي اللي تطلب الطلاق
سارة تأتي من البوفية تحمل عصير لروتيلا : اشربي ياحبيبتي على الأقل العصير دة
روتيلا شاكرة لسارة حضورها أخيراً: شكرًا سارة.. أوكي هاشربة بس هاروح أنادي مي علشان متعرفش إن مها وصلت
سارة وكأنها أدركت تهرب روتيلا : خلاص حبيبتي روحي
...... مي........
:بقالي ساعتين بتصل بيك ممكن أعرف ليه مردتش على طول
خير يا مي إية اللي جد:
مي بحدة : من هنا ورايح هاسأل ومن هنا ورايح ترد عليا أنا زهقت يا ياسين بقالك سنة واكتر عندك وقبلها في أمريكا وقبلها في أوروبا
:اولاً مش فاضي ثانياً وده الأهم تعالي بالولاد يا مي
:يعني إية مش فاضي .. لأ طبعا مش موافقة مستحيل اجي عندك ....
ثم تغلق الهاتف وكالعادة لا تصل لشئ لتجلس تبكي مكانها
:السلام عليكم
مي تمسح دموعها وبعصبية : إنتِ كنتي بتتصنتي عليا -وتضحك بسخرية - محدش علمك يا شاطرة في عايلة الشيخ ان التصنّت عيب
روتيلا بهدوء وهي تدخل الغرفة : إنتِ عارفة إني مكنتش بتصنت - إنتِ سايبة الباب مفتوح - والتصنت حرام مش عيب
مي بغضب وهجوم حاد : إنتِ عارفة إنك مستفزة ، بشكلك ،بهدوئك، كلامك حتى جمالك مستفز
روتيلا وهي تتغاضى عن عصبيتها : إنتِ لو كنتي عايزة محدش يسمعك كنتي قفلتي الباب أو حتى أجلتي المكالمة لغاية ماتروحي بيتك لكنك كدة بتقولي لنا كلنا أسمعوني
مي وبدموع مكتومة : إنتِ عايزة إية ، عندك فضول تعرفي أنا فيا أية هاقولك أنا ست مهمشة في حياة جوزي وجودي زي عدمه خطوبة وجواز سبع سنين وفي الأخر مليش وجود في حياة راجل ميعرفش غير الشغل ،الشغل بس ،كنت فاكرة إني هاكون كل حياته كنت فاكرة هايحس بيا فهمتي .. فهمتي
وإنتِ طفلة . يا ربي طفلة دخلتي البيت دة بس من شهر وقلبتي حالة ،صقر الجبل اللي مايهزة ريح لو الدنيا اتهدت من حواليه ما يرفعش صوتة كنّا كلنا بنخاف من صمته دلوقتي بقى نار معدش حد عارف يكلمة ، سارة اللي مكنتش بتسيب حفلة ولا نادي ولا مول دلوقتي بقت مقيمه في البيت لأ أفرحك عايزة تلبس الحجاب
عمر ومحمود بقوا بيتكلموا مع ريهام على الحجاب وهي مبسوطة أن حودة طلب منها ده
ياسين .. ياسين اللي مكنش بيدخل البيت دة من السنه للسنه دخله ثلاث مرات في أسبوع ولو كان أجازته أطول شوية كان عمل إيه كان أقام هنا بقى
عرفتي ،فهمتي ولا أعيد علشان تسمعي
روتيلا تركتها أنهت كلامها كله وبهدوء حذّر : بالرغم من التلميحات اللي برفضها بس أعتقد إن في كل اللي ذكرتيهم اللي قلب حالك هو أبيه ياسين
مي تشير لها بحدة: تعرفي أنا غلطانة أني بتكلم معاكي أصلا روحي شوفي حفلتك روحـ.
روتيلا تقاطعها: إنتِ ليه مبتسافريش مع جوزك
مي باستنكار : اسافر فين !!
:سنغافورة ..انا فهمت لولا إنتِ والولاد مكنش أخذ اجازة ونزل مصر قبل ما يخلص شغلة
مي : اسافر هناك علشان اقعد بين اربع جدران وهو مشغول طول النهار
:وإنتِ تعرفي منين أكيد كان هايوفر على الأقل يوم في الأسبوع تقضوه مع بعض ، إنتِ متخيلة اي راجل ممكن يقعد جنب مراتة ويسيب شغله
تضحك مي بتهكم وسخرية :وإنتِ من المبدأ دة سايبة جوزك يسهر وينام برة
روتيلا وهي تقف و بهدوء : أنا بتكلم عنك وظروف الناس مش زي بعضها
المشكلة إنتِ مش عارفة مكانك المفروض يبقى فين ،
مي بصوت عالي : مكاني المفروض يبقى في قلب جوزي
روتيلا وهي تخرج بهدوء : الأول مكانك المفروض يبقى جنب جوزك وبعدين قلبة
.. وعلى فكرة أنا كنت جاية أقولك أهل زوجك وصلوا
تترك روتيلا مي تفكر وخرجت للحفل الذي لا يريد أن ينتهي ،جلست على طاولة بعيدة على أمل أن ينتهي دون أن ينتبهوا لها كانت تنظر لهم من بعيد وتقول كم واحدة من هؤلاء كان لهم شرف الزواج بصقر او التقرب منه تكره وحدتها التي تجعلها تفكر في زوج أصبح غائب معظم الوقت عكس أول وصولوه من أوروبا من بعد عشاء عيلتها وهو متباعد وكأنه فقد الاهتمام بالطفلة التي تزوجها
:هاي
تنظر لها روتيلا ولكنها لم ترتاح لها وعلى غير عادتها الودودة لم تتبادل معها السلام
وهي تجلس : ممكن اقعد
ظلت روتيلا بصمتها وهي تتابع ما تريد قولة
تضحك : هو قالي إنك طفلة بس مقليش انك لِسَّه بتتعلمي الكلام .. إيه معندكيش فضول تعرفي أنا مين
روتيلا ودقات قلبها تتصارع لم تطاوع نفسها بالرد عليها
:عموما أنا سمر نور الدين .. طبعا متعرفنيش أنا أبقى ...وتقف وتضحك عاليا لدرجة لفتت نظر الموجودين حولهم وانحنت ناحية روتيلا تهمس لها
:خلي صقوري يقولك أنا مين
........نهاية الفصل الخامس عشر..........
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أيما امرأة نكحت بدون إذن وليها فنكاحها باطل ،فنكاحها باطل"
رواه أصحاب السنن وصححه الألباني
#الفصل_١٦
أكثر ما يعذبني في حبك..
أنني لا أستطيع أن أحبك أكثر..
وأكثر ما يضايقني في حواسي الخمس..
أنها بقيت خمساً.. لا أكثر..
إن امرأةً إستثنائيةً مثلك
تحتاج إلى أحاسيس إستثنائيه..
وأشواقٍ إستثنائيه..
ودموعٍ إستثنائيه..
إن امرأةً إستثنائيةً مثلك..
تحتاج إلى كتبٍ تكتب لها وحدها..
وحزنٍ خاصٍ بها وحدها..
أكثر ما يعذبني في اللغة.. أنها لا تكفيك.
وأكثر ما يضايقني في الكتابة أنها لا تكتبك
(نزار قباني)
......الفصل السادس عشر ......
:عموما أنا سمر نور الدين .. طبعا متعرفنيش أنا أبقى ...وتقف وتضحك عاليا لدرجة لفتت نظر الموجودين حولهم وانحنت ناحية روتيلا تهمس لها
خلي صقوري يقولك أنا مين
تحركت سمر مبتعده عن روتيلا تضرب الأرض بكعبها العالي ويرف حول قدها فستانها الراقي الذي أرادت أن تلفت الأنظار لها بطلتها النارية كانت تريد رؤية من هي الفتاة التي فازت بلقب زوجة صقر أحرقت روحها برؤيتها قبل أن تحرق الفتاة بكلماتها المسمومة ..فصقر عندما قرر الزواج رجع لأصله الصعيدي وأختار فتاة بريئة عكس كل زوجاته العرفي .....
أما من تركتها خلفها فقد غلفت روحها بالبرود الذي يصل للصقيع.. السمع لا يصل أبداً لرؤيتها هي غريمتها فسمر عكسها تماماً هكذا إذاً يحبهم صقر زوجاتة التي ينتقيهم ذوات طلة نارية منفتحة جريئة لن تصلي أبداً مهما حاولتي لإرضاء متطلبات الرجل داخلة ...ولكن هل يرضيني إرضائة لا والله إما أن يرضى بي هكذا أو يتركني.... وعند هذه النقطة عادت للتنفس براحة افتقدتها ...
سارة وريهام جاءوا لروتيلا عندما شاهدوا سمر بالقرب منها : هي سمر كانت عايزة إيه
روتيلا ضاحكة بسخرية : مال وشكم كدة ...عموما كانت عايزة تتعرف عليا
ريهام : روتيلا حبيبتي متأكدة بس إنها كانت عايزة تتعرف عليكي
:أيوة إيه الغريب انهاردة اتعرفت على ناس كتير ...إيه المشكلة في سمر
سارة : لأ أبداً بس هي صاحبة مشاكل
:غريبة يا سارة يعني إنتِ شايفة إن طرقنا أنا وسمر ممكن في يوم تتلاقى ..اطمني
وتقف روتيلا : أنا زهقت وبصراحة مش متعودة على السهر هاتفرجوا عني إمتى
تضحك ريهام : أوك يا حبيبتي إحنا عارفين إنك بتحبي تنامي بدري خدي راحتك إنتِ وأحنا هانكمل السهرة معاهم
:شكراً..شكرا
تركتهم روتيلا وهي تمشي بثبات أخذ منها مجهود خرافي حتى وصلت لغرفتها هنا فقط بدأت دموعها في الإنهمار وهي واقفة تحيط نفسها بيدها تحاول أن تبث لروحها الدفء : أنا تعبت ...تعبت ..حرام عليهم كلهم عارفين ...كلهم عارفين بجوزاتة كلهم عارفين بهجره ليا كلهم عارفين.. حتى أهلي اللي من لحمي ودمي
صعبة ...صعبة أوي.. يا ربي حتى كرامتي مش عارفة أحافظ عليها أنا عندي طاقة ...عندي طاقة
ثم تذهب للسرير حيث خبأت رأسها : يارب ..يارب عايزة أنام وأصحى ألاقي نفسي بعيد ..بعيد أوي عن كل ده ..يارب
كانت ستغرق في النوم عندما دخلت سارة لتطمئن عليها جلست بجانبها في حين روتيلا حاولت إخفاء وجهها
:سمر قالت ليكي إيه زعلك كدة
روتيلا تقوم وتتجه للمرأة تخلع حجابها : ولا حاجة
سارة : طيب هاعمل نفسي مصدقة , كنت بتعيطي ليه
روتيلا تذكر لها حجتها الدائمة والتي هي حقيقة في كثير من الأحيان : بابا
:يا رورو قلت ليكي كام مرة قولي لصقر أو خلي ماما تقوله صدقيني مش هايرفض
:لأ يا سارة هو من البداية قالي من غير ما اطلب هو لما بيكون فاضي بيروح النجع ..يبقى خلاص مش هاكلمة تاني
سارة لم ترد عليها لأنها سرحت في روتيلا وهي بكامل أناقتها في فستان السهرة الرائع عليها بلونه الأبيض الذي أظهر جمال قدها والذي اظهرها بطله ملائكيه وخاصة عندما خلعت البليرو فحملت هاتفها وصورتها بصورة مفاجئة وأرسلت الصورة لصقر في نفس اللحظة التي كان شعرها يهبط كشلال ليغطي ظهرها العاري ...
صرخت فيها روتيلا : يا مجنونة بتعملي إيه ليه كدة
:عادي
:لأ, مش عادي أرجوكي أمسحي الصورة وأمسحيها دلوقتي
تضحك سارة : عموما إتفضلي أمسحيها إنتِ
مسحتها روتيلا ثم تركت لها الموبايل : إنتِ بتضحكي ليه
:أصل ..أصل
:أيه
سارة وهي تجري خارج الجناح : بصراحة بعتها لأبيه صقر
روتيلا بهتت واتجهت للمرآه بآليه وشاهدت نفسها
:سارة حالا اتصلي بأخوكي خليه يمسح الصورة سارة ..سارة
عندها انتبهت إنها بمفردها في الغرفة : لا حول ولا قوة إلا بالله - ربنا يسامحك يا سارة
غيرت ملابسها واتجهت لغرفة سارة
:أدخل
:السلام عليكم
:وعليكم السلام
:سارة لو سمحتي أتصلي بأخوكي خلية يمسح الصورة ممكن جدا التليفون يقع في أيد حد مش أمين
:مين يعني تليفون الصقر دايما محمي جدا مفيش أي حد ممكن يفتحة
:معلش يا حبيبتي اعملي اللي بقولك عليه
سارة : روتيلا إنتِ بتعقديها أوي الموضوع بسيط صورة ليكي وبعتها لجوزك خلاص
روتيلا : اتصلي
سارة : حاضر ..حاضر
.......صقر........
يسهر مع محمود وعمر
عمر : صقر رد عليا
صقر : لسة مقولتش ليها
:ليه طيب
:أنت يا ابني شكلك عايز تترفض ..أنا لوقلت ليها دلوقتي كلمة عريس هاتقولي لأ ..بس اتطمن الوالدة عرفت وموافقة
عمر بسعادة :الله يعمر بيتك ..كمل جميلك وقول لسارة
صقر بجدية : إن شاء الله يا عمر إن شاء الله
صدقني مش هالاقي حد يحافظ على سارة أدك أصبر بس ..ويقف ..أنا ماشي عندي بكرة شغل مهم
محمود ينظر لعمر
صقر : مالكم بتبصوا لبعض كدة ليه
محمود يقف أمامة : أنت بقالك كام يوم مروحتش بيتكم
صقر يتوجة للباب ولا يرد عليه
محمود : صقر الشقة دي لازم تسيبها وتنهي موضوع بنت نور الدين أنت من الأخر معاك جوهرة يا تصونها يا تسيبها
وقبل أن يكمل كلامة هجم عليه صقر ورفع يدة وكاد أن يضربة ولكنة في أخر لحظة توقف....
توتر الجو فترة وحل الصمت في المكان وجلس صقر وهو يضع رأسة بين راحتي يديه ثم حرك يده على وجهه وأخذ نفس عميق : متعملش كدة تاني ...سامعني . ..
محمود بهدوء وتفهم : حاضر بس أفهم أي كلمة في جملتي حركت الجبل علشان مكررهاش
صقر بصوت حاد : أنت فاهم
عمر : خلاص إهدوا ...محصلش حاجة
محمود : انتظر يا عمر الموضوع لازم يتحل
صقر يقف أمامه : أنت مش بتفهم
لأ ,أنا عايز اطمن على صاحبي مبقاش محمود صاحب عمرك لو تجاهلت اللي بتمر بيه
صقر بنفاذ صبر : أنا طلقت بنت نور الدين لما سافرت أوروبا ورجعتها فوراً مصر فهمتوا...
عمر ومحمود : أيه !!
صقر بتعجب : في إيه مش ده اللي انتوا كنتوا عايزينه
عمر : طيب بتروح الشقة ليه
يتجه الصقر مرة أخرى لباب الشقة : كفاية كدة إكتفوا باللي قلته ليكم
يشير عمر لمحمود بأن ينهي الحديث مع صقر الأن احتراما لحالته
في نفس الوقت تصل نغمة رسالة لموبايل صقر الذي وقف ينظر لشاشته فترة ..انتبه لها أصدقائة
عمر يتجه له : صقر في إيه مالك ..ويحاول أن يمسك الموبايل من أيد صقر ولكنه دفع يدة وجرى للخارج : ولا حاجة
وفي نفسة : ليلتها سودة انهاردة
...غرفة سارة....
:شفتي عاشر مرة اتصل وبردة مفيش رد أو يقفل الخط ...خليه بقى لما يجي
روتيلا تقف : خلاص ربنا يستر ..أنا قلبي مش مطمن
:ليه كدة بس أنا متأكدة إن صقر هايتبسط أوي من الصورة دي ..وبعدين إنتِ مش غريبة يعني إنتِ مراتة ....وتضحك لتتركها روتيلا وتتجهة للخارج
ولكن عندما فتحت الباب وجدت صقر أمامها وكان وجه لا يفسر دخل وأغلق الباب بعنف وهي تراجعت للخلف وسارة وقفت بجانبها
صقر وعينة على روتيلا يمد يدة لسارة : موبايلك
سارة تبلع ريقها : اتفضل ...وتكلمت بسرعة ..لو كنت بتدور على الصورة روتيلا صممت إنها تمسحها فوراً
عندها قذف صقر الموبايل على الأرض وشد روتيلا من ذراعها وبصوت حاد عالي : إنتِ كنتي حاضرة الحفلة بالشكل ده اللي في الصورة
حركت روتيلا رأسها بخوف وتلعثمت : لااالاا
سارة بخوف من منظر صقر الذي تراه لأول مرة في حياتها : لا والله يا أبيه دي كانت حاطة بليرو ولابس الحجاب صدقني الصورة كانت في أوضتها وأنا صورتها حتى هي زعلت
لم يخفف صقر يدة ولكنه نظر لسارة : هادبحك لو اتكرر وصورتيها فاهمة ...فاهمة
سارة بتلعثم وخوف: ف فااهمة
خرج صقر وفي يدة فراشه ترتجف وتبكي بصمت
........في المستشفى .........
وفي الممر .
ريهام بصراخ : أنت مش بني أدم أنا أخر حاجة كنت أتصورها في حياتي أن الصقر العظيم يكون بالبشاعة دي
محمود : إهدي يا ريهام وفهميني
صقر بصوت عالي : إنتِ جبتية ليه أنا قلت ليكي يادكتورة يا محترمة أنا عايزك لوحدك
ريهام : كنت عايزني أجي قبل الفجر لوحدي
محمود : أهدى يا صقر أرجوك وكلمني أنا وأرجوك متنساش إنها مراتي
:وبنت عمتي
محمود: بنت عمتك في البيت هنا هي دكتورة
صقر بحدة وبتحذير: وأنا عايزها تتصرف كدكتورة وتبطل اللي بتعملة -وكمان تحتفظ بسرية وضع المريضة
محمود يهدئ الوضع : ماشي ..ماشي خلينا نحط النقط على الحروف هنا ..ريهام إنتِ عملتي إيه
ريهام تحت أنظار صقر المحذرة : ولا حاجة خلاص عملت ليها الإسعافات الأوليه ولكني عايزة البني أدم ده يمضي بالموافقة على عملية
صقر بخوف وقلق : إيه إنتِ بتقولي إية
ريهام بحدة : بسيطة ..بسيطة ..عمليه بسيطة
وعايزة دكتور التخدير يدخل وحضرته رافض , أنا فعلا استدعيت دكتورة ولكنها إتأخرت
صقر بصوت عالي : شوفي جنس راجل ولو طفل دخل الأوضة دي هادبحة فاهمة
ريهام : مجنون والله مجنون .أفهم يا بني أدم مراتك محتاجة ..أف ..تخدير وعلى فكرة ممكن تحتاج نقل دم
محمود : إيه !! ليه هو إيه اللي حصل
صقر ينظر لهم بحدة ويدور في مكانه ويحرك يده بتوتر على وجهه ثم ينظر لريهام بتحذير أن تكذبة : كانت حامل وفقدت الجنين
ريهام بصرخة : يا حيوان..يا..
نقطة دم هاتدخليها في جسمها مش من دمي.. (O)صقر يقاطعها : أنا فصيلة دمي
ريهام بسخرية وصوت عالي بل كادت تصرخ : إيه هاتعمل فيها اية تاني هاتدبحها ؟؟
محمود : خلاص ..خلاص ريهام كفاية - صقر أرجوك دخل دكتور التخدير -أرجوك
صقر برفض : دكتورة غير كدة لأ
محمود : خلاص ..الحمد لله دكتورة التخدير وصلت أدخلي يا ريهام معها ربنا معاكم
صقر بخوف على فراشته : ريهام أرجوكي ..طمنيني
ريهام دون أن تنظر لوجهه : الحمد لله هي كويسة - اطمن العملية بسيطة هابعتلك ممرضة تروح معاك لتسحب دم هانعمل تحليل بسيط الأول
صقر : ليه
ريهام تنظر له وبحدة : تحليل نشوف تطابق دمها مع دمك ده لو عندك دم
وتدخل غرفة العمليات وتتركة في دوامة حزنة وخوفة على فراشتة وهو يردد لنفسة : غبي .غبي .هي حاولت تفهمني بس غبي كنت فاكر دموعها خجل وخوف مني ..أه ..وده وأنا كبير وفاهم
: أستغفر الله العظيم
محمود باستنكار : أنت ضربتها ؟
:إيه
:ضربتها علشان كدة اجهضت
صقر وهو يجلس بإرهاق أمام غرفة العمليات سانداً بمرفقية على ركبتية واضعاً رأسه بين راحتي يدة يقتله الهم في لحظة تحول من الرجل القوي إلى رجل ضعيف أمام لحظة إغمائها والنزيف الذي اصابها جراء غرورة و همجيته معها : أنت بتقول إيه ؟؟أنت فاهم بتقول إيه ...أنا مستحيل أمد أيدي عليها ..وبحزن .. روتيلا لو بصيت لها بس من غير قصد بحدة شوية -بتترعب - تتخيل إني أضربها
:بس ريهام لية عصبية كدة أنا عمري ما شوفتها كدة
صقر بتوتر يحاول يدارية : بس كدة علشان كنت رافض أن راجل يدخل غرفة العمليات
محمود بعدم اقتناع : أه . الله كريم ربنا يقومها بالسلامه
اطمن ريهام شاطرة والموضوع بسيط وإن شاء الله ربنا يعوض عليكم - بس هي هاتحتاجك بس جنبها شوية ..الأم شوية بتبقى حساسة لموضوع الأجهاض
صقر برجع رأسة للخلف بتعب ويغمض عينة ولا يسمع كلمة مما يقولها محمود
وفي نفسة : مش هاتسامحني .. مش هاتسامحني ...أنا لازم أخدها بعيد فترة لازم أبعدها لازم ابقى أنا وهي بس مع بعض بعيد عن كل الناس ..لازم تفهم أد أية أنا محتاجها أد إية نادم على أسلوبي معاها لازم تفهم أد أية
بعشقها...
......في غرفة روتيلا في المستشفى ......
صقر يجلس على كرسي بجانب السرير ويمسك يد روتيلا وهي نائمة كالملاك يتكلم همسا مع ريهام
ريهام: أطمن هي الحمد لله كويسه نايمة شوية ومش حاسة بحاجة
:الحمد لله. تقدر تخرج من المستشفى إمتى
ريهام : يوم- هانتابعها فيه وبعدين تقدر تكمل علاجها في البيت
صقر : مش هاكرر طلبي
ريهام : خلاص صقر فهمت حمل ونزل لكنك لازم تفهم إني مش راضية أبداً عن الكذبة دي
صقر: اصبري ريهام صدقيني أنا ..مستحيل كنت أأذيها
ريهام بتنهيدة : لا إله إلا الله - خلاص صقر المهم تراعي ربنا فيها من دلوقتي
:إن شاء الله - ريهام هي روتيلا ممكن تسافر
:لو سفر بسيارة ومسافة طويلة الأفضل لأ- أخاف تتعب
صقر وعينة لم تفارق روتيلا : سفر بالطيارة ومسافة بسيطة
:خلاص تقدر - بس هاتروح فين
:هاروح شرم - هاتصل دلوقتي بالبيت يجهزوا لنا الشنط وإنتِ هايبقى عليكي دور تأكيد كلامي - روتيلا محتاجة تغير جو
ريهام : حاضر
:ماما .. ماما
:روتيلا ..روتيلا اصحي حبيبتي
روتيلا تبكي عندما تسمع صوته وتبتعد برأسها للناحية الأخرى
ريهام : رورو حبيبتي عاملة إيه دلوقتي
ظلت تشهق بالبكاء دون أن ترد عليهم تشعر بالتعب والخجل والخوف
يقف صقر ويقرب من وجهها يملس بيده برقه على بشرتها الناعمة وبحزن :روتيلا ردي على الدكتورة ريهام ردي يا حبيبتي إنتِ كويسة
روتيلا ببكاء وهي تبعده بيدها بقوة ضعيفة : عايزة ماما منيرة
ريهام : صقر لو سمحت تخرج وتسيبني شوية معاها ممكن
صقر نظر لريهام بحدة و كاد يرفض
ريهام بحدة : لو رفضت أعتبر اتفاقنا لاغي - أخرج أرجوك
يخرج صقر بعد أن قبل روتيلا على جبينها بالرغم من رفضها قربه
ريهام : روتيلا حبيبتي عايزة تقولي ليا حاجة في حاجة تعباكي
روتيلا تشير برأسها لأ
:طيب حبيبتي كلميني قولي عايزة إيه
روتيلا ببكاء : عايزة ماما منيرة قولي له يوديني ليها هي في اسكندرية صدقيني مش هاقول أي حاجة وهناك في النجع مش هايعرفوا حاجة ....يعني إتفاق الصلح هايفضل زي ما هو
روتيلا تشهق وتردد : خليه يسيبني ....خلية يسيبني
ريهام وهي تربت عليها بحزن لحال هذه الفتاة التي اضطرتها الظروف لتكون زوجة لرجل بقوة وغرور صقر الذي يخشاه الجميع ووضعت لها مهدئ داخل المصل :خلاص إهدي هاقولة نامي إنتِ بس يا حبيبتي وريحي نفسك
تركت ريهام روتيلا تنام وخرجت لصقر ومحمود في الخارج
يقف صقر و يحاول يدخل الغرفة لكن ريهام توقفة : في رسالة لازم تسمعها
يغمض الصقر عينة وكأنه يشعر بانقطاع أنفاسة : خير
:بتقولك سيبني ووديني لعمتي محدش هايعرف في النجع ما دمنا مش هانقول لحد عن انفصالنا وأنا بصراحة بأيدها في ده
:محمود خد مراتك من وشي
محمود : صقر مينفعش كدة
:قول لمراتك تحمد ربها إنها واحدة ست وإلا
ريهام وهي تواجهة بعصبية : وإلا إية..هه وإلا أية
صقر : أسمعيني يا ريهام متدخليش ..وبالنسبة لروتيلا هاسيبها لما تصحى براحتها لكني هاخدها ونسافر
ويتركها ويدخل لغرفة محبوبته
صقر يكلم روتيلا النائمة : عايزة تبعدي عني وإنتِ بقيتي النفس اللي بتنفسة
..في اليوم التالي ..... ........
:مستحيل
صقر : هش .. إهدي
:مش هاهدى أنا عايزة ماما منيرة
:أنا بس اللي موجود وأنا بس اللي ليكي
روتيلا التي كانت تجلس على السرير تعود للنوم مرة أخري معطية لصقر ظهرها وغطت نفسها حتى رأسها وظلت تبكي في صمت
صقر الذي شعر بها تركها قليلا حتى تستوعب قراره بالسفر
صقر وهو يضغط زر إستدعاء الممرضة
:روتيلا .. روتيلا أنا عارف إنك سامعاني .. أنا استدعيت ممرضة فقومي علشان تساعدك لتجهزي
روتيلا بصوت مخنوق : مش هاسافر
صقر يقرب منها وبهدوء : إنتِ عارفة إن في الأخر كلامي هو اللي هايتنفذ .. قومي حبيبتي
..ويضع يده على رأسها لتبعدها روتيلا بعنف: متلمسنيش
يتراجع صقر واضعا يديه على جانبية وبحدة قليلاً: قومي
دخلت الممرضة وساعدت روتيلا بارتداء ملابسها
ثم انطلق على المطار
الرحلة كانت بدون كلام أو قيل فيها كلمات بسيطة
:سيدي عبد الرحمن هكذا قالت روتيلا بصوت يكاد يسمع
صقر : أيوة
الشيخ :ليه ..قلت شرم
:علشان محدش يعرف مكانا اولاً , وثانياً. لأنه مكاني الخاص مدخلوش حد أبداً غيري وحبيت أشاركك فيه .....
وأنا متأكد إن شاء الله إنه هايعجبك
........سيدي عبد الرحمن.........
بعد أسبوعين
تجلس روتيلا أمام البحر تشاهد أروع منظر تراه العين - بحر ترى أعماقة من نقائة وسماء صافية تغمض عينيها وتتنفس بعمق فتشم رائحة الرمل المبلل ورائحة عطر لم يمسسة بشر في صنعة
:السلام عليكم
روتيلا : وعليكم السلام
يجلس بجانبها يحيطها بذراعة بتملك ولا يستسلم لرغبتها في إبعاده يقبلها من جبينها يكلمها بصوت هادئ : روتيلا ..روتيلا أهدي يا حبيبتي
روتيلا بجرأة تنظر له : أنت مش عايز تفهم ..أنا مش عايزاك تلمسني
يبتسم صقر : بقيتي جريئه
روتيلا بسخرية : تلميذتك
صقر يجلس أمامها : لأ. أنا بقيت عارفك كويس أنت شفافة روتيلا - جرأتك بتيجي مع ثقتك إنك على حق - بس لأ يا فراشتي المرة دي إنتِ مش على حق
روتيلا : أه . طبعا لازم تقول كدة لازم متعترفش بخطأك طبعا صقر الجارحي مبيغلطش أو أقول مبيعتذرش
:إذا كان على الأعتذار - فأنا أعتذر فقط على إني اذيتك بدون وعي مني ....لكنك كمان غلطتي
روتيلا بصرخة وهي تقف : أنا ..أنا غلطت ..غلطت إزاي لأنك متصور إن دي حقوقك للدرجة دي وصل تفكيرك
صقر يحاول يهديها : هش ..أهدي ..أرجوكي ..أهدي واسمعيني
تجلس روتيلا باستسلام وهي تنظر للبحر ولم تستطع منع دموعها من الهطول : أنا عايزة أفهم ..فهمني ..أنا مش بعرف أنام مش بعرف أكل
صقر يمسك يدها ثم يتركها عندما تسحبها منه : عارف ..عارف يا فراشتي ..إنتِ متغيرة من وقت ما قابلتي خالد
روتيلا تمسح وجها بعنف : خالد ..خالد ..أنت إيه مشكلتك معاه ليه بتكرهة
:مين قال بكرهة ...بالعكس
:بالعكس معلش مش مفهومة دي
:صدقيني أنا عمري ما أعطيت مسمى حب في تعاملاتي الرسمية
لكن المسمى ده أعطيته فقط لأثنين - ويضحك صقر ضحكة عالية - متتخيليش وأنا بقولها دلوقتي مستغرب من نفسي بس حقيقي أنا بحب أثنين أغرب من بعض عمي وخالد ابن أخوكي
روتيلا متعجبة منه : أنت بتقول إيه أنا مش فاهمه حاجة
:صدقيني.. عمي حاول في جلسة الصلح إنه يفضها بس يبقى الرفض من ناحية عائلة الشيخ فطلب من الحاج راشد الطلب اللي كان متأكد إنه هايرفضة ولكنه فاجأة بالموافقة كل اللي من خارج دائرة الحاج محسوش بالمعاناه اللي مر بيها الحاج لكن عمي غير ,عمي من الجيل القديم اللي عاشر الحاج وكان عارف إن نقطة ضعفة اتنين
روتيلا تنظر للبحر : مامي ...وأنا
صقر : أيوة وإنتِ فراشتة الرقيقة اللي بعدها عن البلد وعن مشاكلها وصدقيني لما عرفتك عرفت أد إيه هو معاه حق ..الحاج راشد مكنش بيبالغ
روتيلا تعود لتنظر له : وخالد
يضحك صقر : وخالد ..أه .. أقولك إية عنه مجرد ما سمع عمي بيلمح عنك اتنفض في المجلس وبأعلى صوتة قال لأ..لأ
ودي كانت غلطتة ..زاد تمسكي بيكي بدل ما يخليني أتراجع خلى عندي فضول أشوف مين دي اللي سببت كل الأزمة دي في المجلس
روتيلا ظلت تنظر ليدها المستكينة بحضنها فهي في لهفة لتسمعه وتفهم منه
صقر : روتيلا خالد شاب صغير بيعمل بكل طاقتة و شجاعتة إنه يحميكي بطريقة بتستفزني - من بعد ما شوفتك وأنا أتخيل خالد في كل مكان بيروحة بيتصرف بدون تفكير لمجرد التلميح ليكي
حصل دة في المجلس وفي بيتي في النجع حتى أخر مرة لما حاولت أختبرة متراجعش عن أسلوبة - كل ما أشوفة استغرب إنه لغاية دلوقتي مدبحش حد بسببك
تبتسم روتيلا من وراء دموعها
صقر يضيق عينه بابتسامه : أيه حاول
روتيلا تبتسم بحزن وتنظر للبحر : لأ اتصورت خالد ماسك سيف وكل ما حد يبصلي يقطع راسه - وتحرك يدها كأنها تمسك سيف
ثم تنظر لصقر بتجهم موجه له سيفها الخيالي : أتخيل مجرد تخيل إنه يعرف إنت عملت فيا إيه
صقر الذي كان مبتسما لضحكتها وحركة يدها عندما سمع جملتها الأخيرة عاد لجديته : روتيلا عايزة تعرفي إنتِ غلطتي في إية
روتيلا تعود لرفضها : لأ- متحاولش لأ أنا مغلطش
صقر يكمل كلامة ولا ينصت لها : صدقيني غلطي غلطة كبيرة
روتيلا تعودلانهيارها : أنا حاولت أرفض لكن أنت..أنت
صقر لم يحاول أن يهدئها ولكن بالعكس استمر في إلقاء كلماته القاسية وبصوت يكاد يكون حاد وعالي : كل شئ كان من الممكن يخليني أسيبك براحتك بمجرد نطقك لفظ واحد هو لأ ..كان ممكن أتراجع إلا إني لما دخلنا الجناح وبوستك وجريتي على الحمام ترجعي ..أي راجل في الدنيا يقبل على نفسه إن زوجتة ترفضة بالشكل المهين ده ..قولي أتكلمي مين يستحمل يترفض بالشكل ده ...يصمت صقر وهو يمسح على وجهة بعصبية لرؤيتة إنهيارها وشهقاتها بالبكاء
فترة طويلة حتى وجد صقر نفسة أخيرا يقرب منها : خلاص روتيلا ..خلاص إنتِ تعبانة إهدي حبيبتي
روتيلا تبعدة عنها ببكاء: لأ .مش خلاص ..لأ ..مين أنت علشان تبدأ الكلام وتنهية بمزاجك.. مين أنت .علشان تحسب نفسك قاضي وجلاد تحكم و تحاسب من غير ما تسمع ..لا يا صقر بيه اسمعني أنا بقى اسمع الطفلة اللي أنت قررت أنك ترتبط فيها بالعند في عيلة الشيخ اسمعني يا رجل رأي في موقف مظهرتش فيه رجولتك لكن اظهرت وحشيتك وهمجيتك
صقر الذي فوجئ بانهيارها حاول أن يهدئها ولكنها دفعت يده بعيد عنها
:لأ اسمعني ..أول ما خرجت من الحمام ...وتغمض عينيها لتذكرها اللحظة المرعبة لها فتشهق بالبكاء ..تقولي ..تقولي لو سمعت صوتك هايبقى أخر يوم في عمرك انهاردة ..أنا بقى هاديكي سبب أقوى يخليكي ترجعي بجد
أنت ..أنت من يوم مادخلت بيتك وأنت بتقولي طفلة ..بريئه ..شفافة ..خجلك بيموتني وفي لحظة نسيت كل دة وكنت عايزني أبقى العكس كل ده ليه لأنك راجل ..لأنك راجل متقبلش كلمة لأ ..مسألتش نفسك أنا ليه كرهت إنك تلمسني -مسألتش نفسك وأنت بتقول دلوقتي أنك راجل مبتقبلش إنك تترفض بالشكل دة يعني إيه كلمة راجل ..طيب مسألتش نفسك أنا لو حطيت نفسي مكان البني أدمة دي كان هيبقى رد فعلي أيه ...حط نفسك مكاني -وتقف تواجه
فيحاول أن يقرب لها : روتيلا إهدي
روتيلا بانهيار وشهقات اخترقت قلبه : لأ ...متقوليش إهدي ..متقوليش إنتِ رفضتيني بأسوء طريقة أنا إنسانة وليا حقوق مش أنت بس إللي ليك حقوق عندي ..أنت فكر في البنت اللي فوجئت أنها متجوزة البنت اللي وافقت على الجواز بعد ما الجواز تم ..اللي منقتش فستان فرحها اللي واجهة كل اللي حصل واتنازلت حتى إنها تتخطب زي البنات وتحتار توافق ولا لأ وتصلي استخارة وتسأل كل اللي حواليها عن رأيهم ..واكتفت بثواب الصلح وفرحتي بية
حط نفسك مكاني يا رجل
تخيلني أختك . بنتك واتحطت في بيت مع ناس متعرفهمش ومع راجل بيقولها من أول يوم لازم تسمعي كلامي أنا بس اللي بقيت في حياتك
حط نفسك مكاني وحس بقلب بنت حلم عمرها ترتبط بإنسان تكون له كل حاجة في حياته ويكون هو كمان كل حاجة في حياتها وبتتفاجئ بأنها جزء من امبراطورية أسمها زوجات صقر الجارحي
وتصمت روتيلا ولا تعطي أهمية لوجه صقر الذي تلون من المفاجأة
تنظر له وتتكلم وهي تقترب منه بخطوات بطيئة : صقر بية كام واحدة جوزها ليك وليها
كام واحدة اتجوزتها وأنت محدد في دماغك مدة الجواز
كام واحدة أتجوزتها وأنت مقرر أنك تنهي الزواج بدون أطفال
كام جوازة من اللي اتجوزتها حلال
صقر بيه كام جوازة حلال
وتقف روتيلا أمامة مباشرة وتضع يدها على قلبة : عايز تقولي بعد دا كله إني رفضتك بأسوء طريقة
وتصمت وتتراجع للخلف ثم تجري إلى داخل فيلا الجارحي
........نهاية الفصل السادس عشر..........
قال الله تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ.صدق الله العظيم البقرة:[ 155-157
تابعووووووني
الفصل السابع عشر حتى الفصل الرابع والعشرون من هنا
أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله من هنا 👇 ❤️ 👇
تعليقات
إرسال تعليق