القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية لعنه الصعيد الفصل التاسع والعاشر والاخير بقلم نور الشامي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات


رواية لعنه الصعيد الفصل التاسع والعاشر والاخير بقلم نور الشامي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


رواية لعنه الصعيد الفصل التاسع والعاشر والاخير بقلم نور الشامي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


كانت تقف  عالية وسط العائلة متوترة، تضع يديها أمام صدرها كأنها تحاول أن تمنع قلبها من القفز من بين أضلاعها. نظراتها معلّقة بالباب، تنتظر… تدعو… تتشبث بأمل هش ثم انفتح الباب فجأة ودخل شهاب، وذراعه معلّقة على كتف أمين، يسنده ببطء. رأسه مائل قليلًا إلى الجهة اليسرى، والدماء الجافة تلطخ جبينه، بينما ملابسه ممزقة من أثر الحادث. وبمجرد أن وقعت عينا عالية عليه، شهقت بحرقة، وركضت إليه مردده: 


شهاااب.... مالك انت كويس.. اي ال حوصلك 


ثم ارتمت في حضنه وهي تبكي كأن دموعها كانت تنتظره منذ دهر وهتفت: 


أنا كنت هموت من الخوف عليك… والله العظيم كنت هموت!

 انت كويس.. اي دا كله.. تعالي انت لازم ترتاح 


لف شهاب ذراعه اليسرى حولها دون كلام، وصمت قليلًا، كأن صدره يختزن ألف تنهيدة، ثم رفع عينيه نحو سعاد التي كانت تقترب منه ببطء وقلق:


شهاب… يا ابني انت كويس... الف سلامه عليك و


لم تنهي سعاد كلماتها حتي رفع شهاب يده فجأة ليوقفها، وصوته خرج منخفضا، لكنه حاد كالسكين:


متقربيش مني… أنا عرفت كل حاجه. حتى العلاج… كنتي بتحطيلي حاجه فيه، صوح؟


ارتبكت سعاد وتراجعت خطوة للوراء، لكنه أكمل بنفس النبرة:


مش هتكلم أكتر علشان أنا تربيت على إيدك… بس خلاص. انتي وكمال… هتسافروا من اهنيه ، ومش عايز أشوف وشكم تاني في البلد


شهقت سعاد وكأن أحدهم صفعها وقالت :


نسافر... نسافر فين عاد... شهاب اسمعني و 


قاطعها شهاب بنظرة حادة، فعجزت عن النطق، بينما عالية كانت تحدق فيه غير مصدقة ثم قالت بغضب :


يعني إي؟! إزاي تسمحله يسافر؟! دا مجرم.... انت نسيت؟!


سكت شهاب و لم يرد، فقط أشار برأسه إلى أمين ليسنده نحو غرفته فتحرك الاثنان بصمت بينما عالية تحدق فيه كأنها تتلقى طعنة... لم تستطع كبح نفسها، فلحقت به ودخلت الغرفة بعده، وعيناها ممتلئتان بدموع الغضب والخذلان:


هو دا ال طلعت بيه  في الآخر؟! إنت عايز تتخلص مني ولا إي بالظبط 


جلس شهاب على حافة السرير، وعيناه لا تجرؤان على النظر في عينيها ثم هتف :


انا مستعد أعمل أي حاجه تطلبيها… أي حاجه علشان تسامحيني… لو جدرتي طبعا مع اني متاكد انك مستحيل تجدري.... وهنطلح 


قالت وهي تبكي وصوتها خرج مختنقا :


دا ال فكرت فيه؟ بعد كل دا 


ردد  بهدوء كأن الألم قد خدره:


دا الصوح… انتي تستاهلي حد أحسن… مش واحد زيي


لم ترد، فقط استدارت خارجة، والدموع تنهمر على وجنتيها كالسكاكين، وأمين الذي كان واقفًا قرب الباب، ظل يتأمل الموقف ثم هز رأسه بضيق وقال:


كنت جولها إنك بتحبها وخلص نفسك من كل الهم دا... هتستني لامتي 


رفع شهاب عينيه إليه، وصوته خرج متكسرا:


تبجى بجاحه مني بعد ال عملته فيها… أنا… أنا كنت سبب في كسرها… ال زيي يستاهل يموت اصلا.. ازاي هجولها اني بحبها بعد كل دا 


وضع أمين يده على كتف صديقه، وقال بهدوء:


خلاص… بلاش كلام دلوجتي. ارتاح بس، وربك كبير.


ثم ساعده ليستلقي على الفراش، والظلال تتسلل إلى الغرفة، كأن الليل استقر في صدره، لا في السماء وبعد فتره في تلك الغرفة الخانقة، حيث ، وقف كمال، وعيناه مشتعلتان كأن فيهما نارا لا تنطفئ. يواجه يمنى، والغضب يتدفق من صوته كالسم: 


أنا ملمستكيش! إزاي تجولي إني السبب في إنك حامل... انتي مش حامل 


ابتسمت يمنى بسخرية باردة، ورفعت حاجبها بتهكّم، ثم رددت:


ومين جال إني ممكن أسمح لواحد مريض زيك إنه يقرب مني أصلا.... دا أكبر غلطة عملتها في حياتي إني اتخطبت لواحد زيك… أنا جولت كده علشان أكشفك… والحمد لله، اتكشفت


تقدم كمال نحوها بخطوات بطيئة، وابتسامة خبيثة ترتسم على وجهه، ثم مدد يده فجأة وسحبها من خصرها نحوه بعنف، وعيناه تلمعان بمكر:


بجد بتكرهيني؟ طب إي رأيك… علشان متطلعيش كدابة جدام أهلي… تبجي حامل بجد


شهقت يمنى، ودفعت صدره بقوة لتبعده عنها، ثم صفعته على وجهه بقوة جعلت رقبته تميل، وصاحت، ودموع الغضب تسبقها:


إنت إنسان حقير! ونهايتك مش هتبجى كويسة… صدجني! ربنا هيوريك ال عملته فيا وفي غيري


ثم فتحت الباب بعنف، وخرجت من الغرفة، وهي تلهث من التوتر والاشمئزاز ولم تمر لحظات، حتى دخلت سعاد الغرفة، ووجهها مشدود، وعيونها متسعة من الفزع، وما إن وقع بصرها على ابنها حتى صفعته على وجهه بقوة جعلته يتراجع خطوتين وصرخت:


هو إنت كنت بتديني بدل المنوم علاج يأذي أخوك؟! إنت ال عملتله الحادثة؟ كنت عايز تجتله؟


صرخ هو بدوره والغضب يتفجر من صدره:


وإنتي مالك؟! دا مش ابنك! وبعدين يستاهل


جاءتها الصدمة مضاعفة، فصفعته مرة أخرى، بقوة أكبر، ثم صاحت:


لع دا ابني… وأنا ال مربياه! وأنا كنت فاكرة إن ال بتدهوله منوم… مش حاجة تأذيه! إزاي تتجرا وتحاول تجتل أخوك؟! إنت إي... شيطان 


أخذت تلعنه وتصرخ فيه، ثم أكملت بنبرة مملوءة بالندم والقهر:


انت هتسافر بكرة… وأنا هسافر معاك! هنخلص من كل دا… غلطتي إني دلعتك… غلطتي من الأول إني معرفتش اربيك  صوح… ياريتك كنت طلعت زي شهاب


ثم استدارت وخرجت من الغرفة بخطوات ثابتة، بينما تجمد كمال مكانه، والغليان في صدره على وشك الانفجار. وادار عينيه في أنحاء الغرفة، ثم زمجر كالثور الهائج، ورفع الكرسي القريب منه، وألقاه بعنف نحو الحائط حتى تحطم، وصاح بأعلى صوته:


شهاب… والله ما أنا سايبك


وبعد عدت ساعات وقد أسدل الليل  ستاره على البيت، وهدأت كل الأصوات، عدا أنفاس متقطعة هنا وهناك تخفي تحتها صدورا مثقلة بالوجع وفي غرفة شهاب، كان مستلقيا على الفراش منهك الجسد، شاحب الوجه، وجسده بالكاد يتحرك من الألم. وعلى الأريكة المقابلة، كانت عالية تجلس في صمت، ذراعاها ملتفتان حول نفسها، وعيناها لا تفارقان وجهه المرهق وفجأة، انتبهت عاليه  لحركته.. ففتح عينيه ببطء، وتنهد بحرارة. لاحظت أن الرباط الذي كان يلف جرحه قد انفك، فقامت بسرعة واقتربت منه بلهفة مردده :


مالك؟! الرباط دا فك… استنى أربطه تاني


أخذت تعيد لف الشاش حول رأسه بحذر، خوفا من أن تؤلمه، ثم قالت برقة:


اكده أحسن… انا هروح اجيبلك عصير انت ماكلتش ولا شربت حاجه من امبارح


وقبل أن تقوم لتخرج من الغرفة، قال وهو يمسك يدها بلطف:


عالية… أنا آسف


تجمدت لحظة، ثم جلست بجواره من جديد، ودموعها تنزل دون إذن وهتفت:


طب… افترض إني سامحتك. تفتكر فيه أمل نرجع نكون مع بعض؟


سكت شهاب وظلت عيناها تبحثان عن إجابة في صمته، ثم قالت، بصوت متهدج:


رد عليا بالله عليك… مرة واحدة في حياتك، رد بصراحة


ظل الصمت مخيما فـ انتفضت واقفة، والدموع تملأ وجهها:


انا مش جادرة… مش جادرة أتحمل سكوتك! ليه سايبني أتعذب اكده 


استدارت نحو الباب، وقبل أن تمسك المقبض، سمعته ينطق بصوت مبحوح، ولهفة تسكن نبرته:


أنا بحبك


توقفت عاليه ثم استدارت بسرعة، وركضت إليه كأنها تلحق بأمل كاد أن يضيع منها، واحتضنته بقوة وهي تبكي:


 والله وأنا كمان بحبك جوي! أنا سامحتك يا شهاب، بس اوعدني…ا وعدني تبعد عن أخوك خالص، ونعيش سوا… نكون أسرة


توقفت لحظة، وهمت بأن تخبره بحملها، لكن صوتا عنيفا شق سكون البيت كان صراخا مدويا جعل قلبيهما يسقطان في اللحظة ذاتها. تبادلا نظرة رعب، ثم نهضا بسرعة، وركضا خارج الغرفة. وفي الردهة، كانت نريمان ملقاة على الأرض، ودماء غزيرة تنزف من رأسها، وعيناها بالكاد تفتحان. فـ اقترب شهاب منها، وارتمى على ركبتيه:


نريمان إي ال حوصل... مالك انتي كويسه.. استني انا هطلب الحكيم 


همست نريمان بصوت خافت متقطع:


إلحق… كمال… خد يمني


وفجأة، ظهر أمين عند الباب، وما إن رأى نريمان على الأرض حتى صرخ، وارتمى بجوارها:


نريمان… مالك يا جلبي ؟! مين عمل فيكي اكده


لم يكن لدى شهاب وقت للصدمة، فركض نحو الحديقة بعد أن لمح شيئا يتحرك في الخارج. وعندما خرج، سمع صوت صراخ عالية، صادرا من داخل سيارة تتحرك بسرعة وصوت صراخ: 


شهاااااب


ركض شهاب  نحو السيارة بكل ما أوتي من قوة، لكنها كانت تبتعد فـ اقترب منه أحد الحراس وهو يصيح:


يا بيه! كمال خد عالية والمدام يمنى معاه... ركبهم العربية بالعافية ومشي


وقف شهاب متصلبا في مكانه، وأنفاسه تتحول إلى لهاث مفترس وعيناه تكادان تشتعلان من الغضب، ويداه ترتعشان فهمس بين أسنانه، بصوت خفيض… لكنه قاتل:


لو جرالهم حاجة… هجتلك يا كمال.. جسما بالله لـ هجتلك و 


لم ينهي شهاب كلماته حتي تفاجئ عندما وجد سياره الشرطي ونزل منها احدي الظباط مرددا: 


شهاب... انت مطلوب القبض عليك... عاليه اعترفت انك انت ال جتلت عادل يوم الفرح 


نظر شهاب اليه بصدمه وفجاه و 


الفصل العاشر والاخير 

لعنه الصعيد 


كان شهاب جالسًا في المقعد الأمامي للسيارة، متكئا بظهره إلى الكرسي، وعيناه زائغتان لا ترى ما أمامها، كأن ذهنه عالق في دوامة لا تنتهي. إلى جانبه، كان أمين وشهاب السيارة بسرعة جنونية، يضغط على دواسة الوقود كأن الطريق لا نهاية له، والريح تعصف خارج النوافذ، تنذر بالخطر الذي يقترب حتي أدار أمين رأسه ناحيته، وقال بقلق وهو يثبت يده على عجلة القيادة:


يا شهاب، اهدي شوية كده، إنت مش طبيعي… العربية هتطير بينا


لكن شهاب لم يجبه. كان غارقا في صمته، محاصرا بشريط من الذكريات الثقيلة… وفجأة، ارتسمت أمام عينيه صورة سعاد، وهي تقف أمام الضابط، ملامحها شاحبة، وصوتها يرتجف من الندم والخوف وتقول:


أنا بجول الحق، ابني مش مجرم… كمال هو ال جتل عادل وأنا معايا دليل


مدت يدها إلى الضابط وقدمت له هاتفها، وهي تهمس:


اسمع التسجيل ده… بصوته


وانبعث من الهاتف صوت كمال، غاضبا، باردا كأنما يلقي بحكم إعدام:


كان لازم يموت… ولو كان عايش كنت جتلته تاني


اهتز شهاب بقوة، وعاد إلى واقعه على صوت نفسه وهو يصرخ:


انا مش مصدج… اكيد دي خطه 


نظر إليه أمين بسرعة، ثم قال:


يا شهاب، بلاش تقسى عليها… هي مرت، بس بتحبك، ومكنتش تعرف إن الدوا بيأذيه، كانت فاكراه منوم... هي غلطانه بس رجعت لوعيها في الاخر ومتنساش ان كمال ابنها 


زفر شهاب بضيق، وقال بصوت خافت متماسك:


مش وجته الكلام ده دلوجتي، كل ال فارق معايا إني ألاجي عالية ويمنى… لو المكان ال رايحين ليه طلع هو فعلا مكانهم، ساعتها أبجى متأكد إنها بتحبني زي ما انت بتجول


توقف شهاب لحظة، ثم تمتم بصوت مبحوح:


لكن لو طلع غلط… يبجى كل حاجة جالتها كانت كدب ودا ال انا حاسه 


شدد أمين على عجلة القيادة، وعيناه لا تفارقان الطريق، ثم قال بثبات:


إحنا قربنا… اهو البيت ظهر جدامنا 


توقفت السيارة فجأة على جانب الطريق، وتسللت الأنوار إلى بناء مهجور يقف وحيدا في العراء، نوافذه موصدة، وجدرانه متآكلة كأنها تخفي سرا غامضا..... وترجل شهاب من السيارة على الفور، وقلبه يخفق بعنف.. اما داخل المنزل وبالتحديد في الطابق العلوي من المنزل المهجور، كانت الجدران تئن من صدى الصمت، بينما الضوء الخافت المنبعث من النافذة المكسورة يلمع على وجه كمال الذي وقف أمام عالية ويمنى حتي قالت عالية بصوت ثابت، وعيناها لا تزوغان عنه:


اه أنا بحب شهاب… وعمري ما حبيت غيره.. هاا سمعت اكده ال عايز تسمعه 


حدق فيها كمال، وكأن كلمتها الأخيرة صفعت قلبه، لكنها أكملت دون تردد:


عارف ليه؟ علشان هو إنسان… بيخاف عليا، وبيحترمني، وواجف في ضهري حتى لما الدنيا كلها باظت . إنت عمرك ما كنت راجل… إنت بس كداب وضعيف… وأخوك أحسن منك مليون مرة 


ظهرت ابتسامة باردة على وجه يمنى، وتقدمت خطوة، وقالت ببرود ساخر:


معاها حق على فكرة… أنا كمان كنت معجبة بشهاب، رغم إني كنت مخطوبة ليك. بس فرق السما عن الأرض الصراحه 


صرخ كمال بغضب، واندفع نحو يمنى، وصفعها بقوة على وجهها، لكن يمنى لم تبكي بل ضحكت بسخرية مريرة:


اضرب براحتك… بس مهما عملت هيفضل شهاب أحسن منك… في كل حاجة 


زمجر كمال، ونظر نحو عالية، التي قالت بثقة وهي تتراجع خطوة:


أنا عارفة إننا هنخرج من اهنيه … وشهاب مش هيسيبنا، حتى لو إنت ناوي تدفننا جوه البيت ده.... هو هيجي وياخدنا برده 


نظر كمال اليها بغضب واندفع نحوها، وأمسكها من شعرها بعنف وصرخ:


هوريكي… هعمل فيكي إي دلوجتي.. وابجي وريني بجا هيساعدكم ازاي 


لكن قبل أن يتحرك خطوة أخرى، دوى صوت رصاصة قطعت الصمت، واخترقت ذراعه فـ صرخ كمال، وتراجع وهو يمسك بيده المصابة، ثم التف ليجد شهاب واقفا عند الباب، والمسدس لا يزال في يده، وبجواره أمين الذي اندفع خلفه فورا وتقدم شهاب بسرعة نحو عالية، فركضت إليه واحتضنته بقوة، وهي تهمس:


شهاب... انا كنت متاكده انك هتيجي... كنت عارفه والله 


ضمّها شهاب اليه، ثم مال ناحيـة يمنى التي كانت تضع يدها على خدها المتورم، وقال بقلق:


انتي كويسة؟ عمل فيكي حاجة


أومأت يمنى برأسها ورددت:


اه عمل.. بس انا عارفه انه هياخد جزاءه وهيتعاقب علي كل ال عمله 


ضحك أمين رغم التوتر، لكن فجأة سمع صوت صرير، فانتبهوا جميعا لـكمال وهو يزحف نحو الأرض، وقد أمسك بمسدس آخر كان تحت السرير ورفع المسدس ببطء، ووجهه نحو صدر شهاب مباشرة فصرخ أمين:


شهاب... حاااسب 


لكن شهاب دار بجسده فجأة، ووقف أمام عالية ويمنى، ليحميهما بجسده، ثم صرخ وهو يشد قبضته على مسدسه:


خلي البنات يطلعوا… وتعال نصفي حسابنا أنا وانت 


ضحك كمال وهو يشهق من الألم، وقال:


أنا بكرهك… بكرهك من زمان! طول عمرك المحبوب، ال الناس كلها بتجري وراه… حتى أمي كانت بتحبك أكتر مني


اشتعل الغضب في عيني شهاب، فرد عليه بعنف:


أنت ال طول عمرك شايف الدنيا غلط… كنت واخد كل حاجة، بس عمرك ما شبعت. طماع وأناني وحقود… علشان اكده عمرك ما هتحب ولا هتتحب


صرخ كمال:


وأكتر واحد بحقد عليه هو إنت.... وهجتلك دلوجتي.. انا هجتلك يا شهاب 


رفع كمال  المسدس ليضغط الزناد… لكن قبل أن يفعل، انفتح الباب فجأة، واقتحمت الشرطة المكان، وانقض أحدهم عليه من الخلف، وأسقط المسدس من يده، ثم كبله وهو يصرخ:


سيبوني! سيبوني أخلص عليه


تقدمت عالية بسرعة نحو شهاب، واحتضنته من جديد، والدموع تسيل من عينيها:


ربنا نجانا… الحمد لله.. الحمد لله انك كويس 


تنهد شهاب وهو يحتضنها:


انا كويس الحمد لله.... المهم انكم  بخير 


وفي صباحٍ جديد، كانت أشعة الشمس تتسلل عبر النوافذ، تحمل معها دفئا يليق بالبدايات التي تأتي بعد العواصف..... ونزل شهاب وعالية على سلالم البيت وهما يضحكان، ويده ملتفة حول خصرها بحنان، وكانت ضحكتها تنعكس في عينيه كمرآة لا ترى سواها لكن فجأة، توقفت ضحكاتهما على وقع خطوات سريعة، وصوت حقائب تسحب على الأرض فنظر شهاب في دهشة، ورأى الخدم يحملون شنطا إلى الخارج، ووراءهم كانت سعاد تمشي بخطى هادئة، وجهها شاحب لكنه ثابت فـ.اقترب منها بسرعة وقال بدهشة:


في إي.... رايحه فين يا حجه 


نظرت إليه، وابتسامة حزينة تشق طريقها على شفتيها:


كان لازم أمشي من زمان يا شهاب... أنا خلصت دوري اهنيه 


شهاب بصدمه: 


إزاي يعني.... هتمشي وتسيبينا اكده


هزت رأسها بهدوء وقالت:


انا مبجاش ليا  حد اهنيه... كمال اتحبس، ونهايته كانت نتيجة أفعاله. وأنا... أنا مستاهلش أبجى جزء من حياتكم بعد كل ال حوصل 


اقترب شهاب منها خطوة وردد :


وأنا؟ ونريمان؟ مش نريمان بنتك.... وأنا ما كنتي بتجولي دايما إني زي ابنك


اهتزت نظراتها للحظة، وتمتمت:


أنا أذيتك كتير... وكنت سبب في وجعك.


شهاب بلهفه: 


بس لسه جظامنا كتير نعوضه... خلينا ننسى، نفتح صفحة جديدة. أنا مجدرش أعيش من غيرك.


جاء صوت نريمان من الخلف، وهي تقترب وتمسك بيد سعاد:


بلاش تمشي... إحنا محتاجينك... أنا محتاجاكي وشهاب 


ثم قال أمين بابتسامة دافئة وهو يقف بجانبهم:


خلينا نرجع عيلة واحدة تاني... من غيرك البيت ناجص 


تقدم شهاب خطوة أخرى نحوها، ونظر في عينيها وقال:


أنا بعتبرك أمي... حياتي من غيرك هتبجى فاضية. محدش فينا عايزك تمشي… إنتي دايما كنتي سند لينا.. خليكي اكده علطول 


فاضت دموع سعاد أخيرا، واحتضنته بقوة، وقالت بصوت مرتجف:


وأنا بحبك يا شهاب... إنت ابني وهتفضل ابني حتى لو مش من دمي… دايما كنت ابني الكبير.. وسندي في الدنيا دي 


وفي تلك اللحظة، ابتسمت عالية بهدوء، ثم قالت وهي تضع يدها على بطنها بخجل:


بالمناسبة... أنا عايزة أجولكم على حاجة


نظر الجميع نحوها بترقب، فقالت والفرحة تسبق كلماتها:


أنا... حامل. ومجدرتش أستنى أكتر من اكده علشان أجولكم.


ساد صمت مدهوش لثواني قبل أن يقترب منها شهاب، ويده ترتعش من الدهشة، وقال بذهول:


بجد؟! إنتي حامل 


أومأت برأسها وهي تبتسم بدموع الفرح، فضمها إليه بقوة، وهمس في أذنها:


أنا بحبك... أكتر من أي حاجة في الدنيا... شكرا إنك لسه معايا.. انا بحبك جوي والله العظيم 


انهمرت دموع الفرح، والتف الجميع حول بعضهم، عائلة جديدة ولدت من رماد اللعنة…وفي أحضانهم، كان الدفء لا يأتي فقط من الشمس… بل من قلوبهم التي قررت أن تحب… لا أن تنتقم


                       القصه انتهت



بداية الروايه من هنا



رواية منعطف خطر كامله من هنا



رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا



رواية خيانة الوعد كامله من هنا



رواية نار الحب كامله من هنا



رواية الطفله والوحش كامله من هنا


رواية منعطف خطر كامله من هنا


رواية فلانتيمو كامله من هنا



رواية جحيم الغيره كامله من هنا



رواية مابين الضلوع كامله من هنا


رواية سيطرة ناعمه كامله من هنا


رواية يتيمه في قبضة صعيدي كامله من هنا



الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا


إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇 


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺







تعليقات

التنقل السريع
    close