القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية حلال منسي البارت الثاني والثالث والرابع والخامس بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية حلال منسي البارت الثاني والثالث والرابع والخامس بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 



رواية حلال منسي البارت الثاني والثالث والرابع والخامس بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


في بيت الراجل الغامض

 حط حبيبة على فرش ممدود جنب الكانون، و بيحط كمادات على جبهتها.


رشاد شيخ المطاريد:

يا ترى انتى حكايتك ايه علشان يرموكي اكديه بين الحيا والموت للديابه تنهش فيكي شكلك بيقول انك بت حلال بس كلكم صنف واحد زباله وبالذات اللى بيحو يترموا اهنيه كلهم بيكونو خطايا وبيغسلوا عارهم بس انتي ربنا كتب ليكي عمر تاني… و العلامة داي ديه حد كان ناوي يخلص منيكي خالص… مش جرح طبيعي ديه 

يبقى اللي عمل فيها اكديه خطف الواد وسابها تموت… يا لهوي يا دنيا!


حبيبة بتحاول تفتح عينيها بصعوبة، وبتهمس بصوت ضعيف جداً:

ابني… ولدي… فين؟ اااه يدي... انت مين عاد وليه مربطني اكديه.... حلني خليني اروح اجيب ولدي الله يخليك.. 


رشاد: اقفلي خشمك ومتنطقيش بحرف واصل....الحق عليا نجيتك من الديابه اللى كانت بتنهش فيكي وبعدين انا ايش دراني بولدك فين مش لما تعرفي مين ابوه فى الاول ياخاطيه وطلوع من اهنيه مش هيحصول واصل انتى بتخدميني لاخر عمرك واعتبريه كفاره ذنبك وردك للجميل.


حبيبة بصوت مكسور:

اسمي… حبيبة… واللي سرق ابني… مرات… مرات العمدة…وابني بيكون ابن العمده عمران.... انا مش خاطيه انا واحده مغلوبه على امرها استغل ضعفي وقله حيلتي... الله يخليك بس اجيب ابنى واللى انت رايده اعملهولك.. 


رشاد:

إيه؟! مرات العمدة!! مفكره اني هصدق الحكي الماسخ ديه.. مغلوبه على امرك عاد واللى كله بمزاجك ولما فضيحتك بانت عليكي رموكي اهنيه علشان يخلصوا منيكي.... انا مليش صالح بولدك ديه انتى ختكون جاريه اهنيه تخدمينى وملكيش طلوع من الجبل ديه ولو عملتلي وجع راس برميكي للديابه برا انتى ملكيش عازه ولا تسوى... 


حبيبه بدموع: انا مش خاطيه... وربي مش خاطيه هو اللى كان ربنا مديله قوة بيستقوى بيها على بنات الناس بس ولدي متخلاش عنه واصل وانا اكديه اكديه ميته بس سبني اروح اجيب الواد وجميلك ديه على راسي من فوق واخدمك طول العمر... بس الله يخليك صدقني وساعدني لوجه الله.. 


بيبص عليها رشاد باستحقار ويسبيها ويطلع غرقانه في دموعها ووجع روحها قبل جسمها.. 


           ******************

في دار العمدة – بعد العصر


العمدة الكبير حمدان قاعد في المندره، والمهنيين حواليه، وإسراء بتضحك وهي شايلة الطفل، والكل بيزغرط.


واحد من الضيوف يقول:

مبروك يا هانم… ولي العهد جه ينور الدار… ربنا يباركلك فيه ويشوفه أبوه راجل زيه.


إسراء تبتسم بخبث، وتبص في عيون حمدان:

إن شاء الله يكون خير خلف لخير سلف… وحيد العز يا ناس.. 


 بعد المغرب

إسراء قاعدة في اوضتها،  وبتبص لعيل بنظرة مش مفهومة، حب؟ ولا خوف؟ ولا انتصار؟!

وفجأة… الباب بيخبط خبطة قوية.


الدادة خافت وقالت:

مين اللي بيخبط اكديه وفي ساعة زي ديه؟


صوت راجل من بره:

افتحي يا داده… أنا عمران!


الدادة قامت جري تفتح، ودخل عمران، هدومه متغبرة، ووشه مرهق، باين عليه السفر والتعب.


إسراء قامت بسرعة، وشها اتغير:

عمران! جيت إمتى؟! مقولتليش انك جاي النهارديه.. 


عمران وهو بيبص في عينيها:

في ايه يا اسراء ارجع وقت ما ارجع هتحسبيني عاد … جريت من آخر الدنيا أول ما عرفت إنها ولدت.


إسراء بصوت هادي وهي بتقرب منه:

لاه يا عمران وبعدهالك عاد قولتلك ديه ابنى انا وهي طفشت وهربت من زمان... 


عمران وهو بياخده  قلبه بيتنفض، عينه دمعت بس شد على نفسه وقال:

شبه أمه… شبه حبيبة الخالق الناطق.. 


إسراء اتجمدت لحظة:

إنت… ليه بتقول اكديه دلوك؟ اتفقنا الكلام ديه يفضل بينا واسم حبيبه ميتذكرش واصل..... الواد ولدي وانا امه.. 


عمران بصوت خشن:

انتى هتعلميني اقول ايه ومقولش ايه اتخبلطي فى عقلك يا وليه ولا ايه.... وأنا ساكت… بس قلبي مولع… قوليلي، حبيبة فين؟ انطقي... 


إسراء اتوترت وقالت:

ماخبراش! قولتلك قبل اكديه… شكلها خافت وطفشت وانى ماليش صالح بيها... اخدت الفلوس وطفشت طوالي رخيصه صوح... 


عمران قرب منها فجأة وقال بصوت حاد:

اقفلي خشمك وما تكذبيش علي… أنا سايبك تلعبي الدور ديه علشان الواد… بس لو عرفت إنك أذيتيها، هاتشوفي مني وش تاني…


العيل بكى، عمران خده في حضنه بسرعة وقال:

أني مش هسكت… لازم أعرف حبيبة راحت فين وحسك عيني اعرف ان ليكي يد في اللى حوصل ليها والا ماتلوميش الا نفسك.... 


إسراء بصوت منخفض وهي تحاول تسيطر على الموقف:

يا عمران… اسمعني… الود اهنيه… في حضني… ماينفعش تهد كل حاجه دلوك…

وبعدين انت ملكش صالح بيها متفضحناش يا عمران الواد معانا وابوك رضيان... 


عمران بنبرة متكسرة:

أنا شايل سر تقيل… وساكت علشان ابنها يبقى بخير وفي عز، بس ضميري بيصحى كل ليلة ويقولي: إرجع دور عليها…بس الحق علي انا... انا اللى كبريائي وعزه نفسي منعوني اقول قصاد الكل انه ابني منها واني بحبها.... 


إسراء حست إنها بتخسر السيطرة، فقربت منه ولمست دراعه بلين:

وانا اللى مرتك دلوك ولو بتحبني صوح… خليك جنبي… وأنا هقولك كل حاجه في وقتها.اسمع كلامي زين ومضيعش كل حاجه منينا..... 


عمران شد إيده منها وقال:

أنا بحبها هي… حتى وإنتي مراتي… عمري ما نسيتها… وحبها مافارقنيش…ومش هممني 

حاجه غيرها واصل... 


إسراء بصوت مخنوق:

يعني هتسيبني؟ بعد اللي عملته علشانك؟! ضحيت بكرامتي علشان اداري على عملتك معاها ويبقى ليك هيبه قصاد الخلق كلاتها وقصاد ابوك اللى لو خبر ان الواد ديه ابنك من الخدامه هيعمل ايه.... وانت ليك مكانك ومركزك فى البلد كلاتها.. ليه ماريدش تصدقني عاد بقولك الواد ديه ولدي انا وهي ملهاش صالح بيه واصل.... اعقل يا عمران ومضيعش كل اللى عملناه لحد دلوك.... 


عمران سكت، قلبه بيصارع بين الندم والغضب، قال بهدوء:

أنا خارج… ولو لقيت ريحة ظلم حوالين حبيبة… هاطلعك إنتي السبب.ووقتها مش هيهمني حاجه واصل.. 


وخرج من الباب…و إسراء، بصت للباب وهو بيترزع ودمعة نزلت من عينها… دمعة مش ندم… لا… كانت دمعة خوف من اللي جاي. 

           *****************

في وادي الجبل – عند رشاد

حبيبة بدأت تفوق، وشها شاحب، لكن نظرها بدأ يوضح.


رشاد ببرود:

الحمد لله على سلامتك يا هانم…اخيرا فوقتي… كنتي في غيبوبة يومين! جايبك تخدميني ولا انا اللى اخدمك... 


حبيبة بصوت مخنوق:

ولدي… إبني… فين؟ الله يخليك.... احب على يدك.. احب على رجلك اعتقني لوجه الله.. 


رشاد بعصبيه:

قولتلك 100 مره مافيش حد كان معاكي …  انا لاقيتك لحالك والديابه كانت بتنهش فيكي... 


حبيبة قامت من مكانها بصعوبة وقالت بدموع:

ماينفعش… اكديه ولدي لسه مولود! ما ينفعش يعيش بعيد عني… ديه قلبه بيدق من قلبي.انا لازم اروح عنديه واطمن وابرد قلبي.... 


رشاد بهدوء نبرة قرار:

اهدي اكديه  وارتاحي دلوك… وبعدها، هنرجعلك حقك كامل… وهنجيب ابنك.بس الموضوع ديه صعب وطويل ومحتاج صحه وعافيه..حتى لو كنتي خاطيه بس الله ميرضاش ان ولد يتفرق عن امه واصل... 


حبيبة رفعت راسها، وعينيها مليانة وجع وأمل:

أنا مش هسكت… حتى لو هموت… هفضل أصرخ لحد ما آخده في حضني تاني.


البارت 3

دار العمدة – قبل شهور – فلاش باك


دخلت حبيبة مكتب العمده عمران، ملامحها باينة فيها الانكسار،


قالت بصوت واطي: انا خلاص ضيعت....انت لازم تتصرف الله يخليك... أنا… حامل…


عمران لف وشه ليها،وقال ببرود: انتي اتخبلطي بعقلك ازاي تدخلي عليا اكديه وايه الحديت الماسخ ديه.... جايه تقولي اكديه ليه؟ وانا مالي تكوني حامل ولا متكونيش ماليش صالح.... 


حبيبة حاولت تبص له في عينه: كيف يعني مالكش صالح... الود منك… إنت أبوه… ولازم تساعدني فى المصيبه اللى انا فيها داي..... ابوس ايدك يا بيه استر عليا.. 


عمران ضرب المكتب بيده بعنف، وقام واقف: إنتي اتخبلطي بعقلك يا حبيبة؟! بتقولي إيه؟! انتي عارفه لو الحديت ديه طلع من خشمك تاني هعمل فيكي ايه؟ على اخر الزمن انا عمران العمده يكون لي واد من خدامه عندينا..... اتصرفي في مصيبتك لحالك انا ماليش صالح فيها انتي سامعه.. 


حبيبة صرخت بدموع: كيف يعني اتصرف لحالي وانت مالكش صالح.... أنا ماكدبتش! أقسم بالله ما قربلي راجل غيرك! انت وعدتني بالجواز… وعدتني إنك هتحميني من الناس…دلوك لما فضيحتي بانت علي رايد تتخلى عني..... دلوك بقيت الخدامه وميشرفكش تجيب واد مني... 


عمران لف حوالين المكتب ومسكها من دراعها بعنف: إنتي فاكرة نفسك مين؟! ديه حتى لو كنت ضيعتك، ما حدش هيصدقك… وماليش صالح باللي في بطنك ديه، فهمتي؟!


حبيبة كانت بتترعش من الخوف، بس صرخت فيه: ده ابنك… أنا ما جبتش العار… إنت اللي وعدت… إنت اللي حلفت! وجيتني وعملت اللى عملته ديه.... 


عمران بص لها بنظرة كلها قسوة: أنا عمري ما هعترف بيه… واللي جاي هيكون سواد لو فتحتي خشمك ديه… فاهمة؟ انكتمي… واختفي من الدار ديه وغور فى اي داهيه بعيد عن اهنيه وديه احسنلك انتي بدل ما ادفنك بارضك وانتي مالكيش حد يسال عليكي واصل..... 


حبيبة بصت له، كأنها شافت شخص غريب لأول مرة. قلبها اتكسر، وانسحبت بهدوء، بس جواها كان فيه نار.


قالت قبل ما تخرج، بنبرة مخنوقة: ربنا كبير… والحق مش هيموت… حتى لو إنت قتلته بإيدك واني صوح ماليش حد بس معاي ربنا اللى احسن من الكل وميرضهوش الظلم ديه واصل... 

                ***************

نرجع تاني لوادي الجبل – الحاضر


حبيبة كانت قاعدة  ضهرها محني، ودموعها بتنزل بصمت. رشاد دخل ومعاه طبق شوربة.


رشاد: كلي … جسمك محتاج يتقوى مينفعش اكديه.. مش هتعرفي تصلبي طولك ولا ترد صحتك انتى لسه والده وتعبانه ومحتاجه تتغذي... 


حبيبة همست: ابني… اسمه وحيد عمران… لو حد ناداه غير اكديه، يبقى كداب…انا اللى قولت اسميه وحيد علشان هيبقى وحيد فى الدنيا دي زي ما كنت بالتمام... 


رشاد بهدوء:

وحيد؟! اسمه وجع في القلب، بس يرضى ربنا؟ احكيلي اللى حوصول بالظبط علشان ابقى عارف بس لو داريت انك كذبتي عليا بحرف مش هتعرفي انا هعمل فيكي ايه؟ 


حبيبة مسحت دموعها بطرف جلابيتها وقالت بصوت مبحوح:

أنا كل يوم بنام على ريحته اللى مشيت من حضني… بحس صدري فاضي من غيره… ده أنا يوم ولادته كنت بموت وفرحانة في نفس الوقت… بس لما فوقت وما لقيتوش جنبي حسيت إني ادفنت وأنا عايشة… ما لاحقتش اطل عليه واشوفو... 


رشاد:

استهدي بالله  الوجع عمره ما يدوم … بس اللي قلبه صافي ومظلوم ربنا بينصره ولو بعد حين… وانا بوعدك إني هرجعلك حقك، مهما طال الوقت وانا راجل جدع مبيخلفش بوعده واصل ولا يرضاش بظلم زي ديه...... 


حبيبة رفعت عينيها وقالت بتصميم رغم التعب:


وأنا مش هسكت… حتى لو كان العمدة عمران نفسه هو اللي وقف في وشي… هو اللي غلط، هو اللي وعد، وهو اللي كسرني ورماني زي الخلجات القديمة… بس أنا هرجع… مش علشاني… علشان وحيد… علشان ابني يعرف أمه مين، وما يعيشش في كذبة طول عمره.


رشاد:

متقلقيش اللي انكسر، هيتصلح… بس محتاجين عقل وصبر… وأنا عند وعدي… أول خطوة هتكون إننا نعرف مين اللي خد الواد… وإزاي خرج من المستشفيه، ومن اللي سجل اسمه!


حبيبة اتلفتت له وقالت:

أنا خابره  مين اللى عمل اكديه… العمدة سجل الواد باسمه علشان يدفن كل حاجة… بس أنا ما سمحتش بديه! أنا ما وقعتش على حاجة! لا ورقة، ولا اعتراف… ومفيش حد يقدر يثبت غير اكديه! وانا مولدتش ولدي بالمستشفيه ولدته بالدار صغيره وسط الغيطان وكان معاي الدايه واسراء مرات العمده وهى والغفر اللى رموني فى قلب الجبل للديابه تنهش فيا... 


رشاد قعد قدامها، وقال بصوت هادي بس وراه عاصفة:

بس اكديه يبقى عندنا خيط… لو العمدة زور ورق، يبقى نقدر نوقعه بيه… بس محتاجين نشتغل في هدوء… و انا ليا رجالتي في البلد، راجل هبعتلهم، ونشوف معاه إزاي نكشف اللي اتعمل فيكي ونرجعلك ولدك... 


حبيبة ضمت إيدها وقالت بحرقة:

أنا مش خايفة على نفسي… بس خايفة الواد يكبر في حضن كداب… يسمع يقولوله: أمك سابتك… أمك شينة… أمك فضيحتنا… ودي كدبة أنا مش هقبلها، حتى لو تمنها روحي! 


رشاد قام وقال وهو بيبص للجبل:

أنا هانزل البلد يوم الخميس… هاروح أدور… لو لقينا الواد متسجل من غير ورقة تثبت ان حبيبه امه، يبقى نبدأ نضغط… وكل حاجة هتتغير لصالحنا ان شاء الله.. 


حبيبة نطقت بالكلمة وهي ضامه على نفسها:

اوعدني يا بيه… اوعدني إنك مش هتسيب حقي يضيع…انا ماليش حد واصل... 


رشاد هو بيبص لها بكل حزم:

 طول ما فيا نفس، ما هسيب حقك يضيع واصل ، ولا حق وحيد.

             ******************

نرجع لدار العمدة – بعد نص الليل

إسراء قاعدة في أوضتها، ماسكة وحيد في حضنها، وبتكلمه وكأنه فاهم:

شايف اللى بيحصول يا وحيد.... أبوك راجع يدور عليها… بس أنا مش هخليك تروح مني… انت بقيت مني أنا… وهي اختارت تعاندني ومتسمع كلمتي.... أنا ربتك… وأنا اللي هفضل أمك!


وفي اللحظة دي، عمران دخل من الباب، عينه حمرا من السهر والتفكير.


قال وهو بيشاور على الطفل:

من النهاردية، محدش يشيل الواد غيري… اسمه وحيد زي ما قولتلكم صوح؟! انا مش هسكت يا اسراء وحبيبه هوصلها يعني هوصلها... وفري على نفسك وعليا يا بنت الناس الوقت وقوليلي عملتى فيها ايه؟ علشان لو عرفت ولا سمعت انه جرالها حاجه ما يكفنيش فيكي عمرك... سامعه ياغراب الشوم انتي... 


إسراء بصت له وقالت بنبرة فيها غيرة ومرارة:

واه ايه كل ديه يا عمران... كنت بتحبها؟ للدرجة دي؟ لحد ما تنكرني وتنسا اللي بينا؟ تقولي انا الحديت ديه وتغلط فيا اكديه علشان مين؟ واحده خدامه متسواش تعريفه وانا اسراء بنت الحسب والنسب..... الواد ديه ابني انا... من حقي انا ومحدش يقدر ياخده من حضني واصل حتى لو كنت انت يا عمران.... 


عمران رد ببرود:

اقطمي يا وليه... واحفظي ادبك واعرفي انتى بتتكلمي مع مين؟.... أنا عمري ما نسيت… ولا هسامح نفسي… بس اللي عملته غلط… واللي جاي هيكون ندم كتير… بس لازم أتصرف قبل ما الحقيقه تتكشف بطريقه غصب عني وعنك.. 


إسراء بصت له وهي بتسأله بنبرة فيها تحدي:

ولو وصلت؟ هتديها الواد؟ هتعرف تقول قصاد الخلق كلهم ان ابنك ديه من خدامه.... وولدك العالم هتطل عليه بانهي عين.... خلي ولدك معي وفى حضننا ويبقى وحيد ابن عمران العمده واسراء بنت الحسب والنسب احسن مايكون ولد الخدامه اللى جاي من غلطه... 


رد عمران وهو بيقرب من وحيد:

انا هشوف اللي فيه مصلحة الواد… بس أنا غلطت مرة، ومش عايز أغلط تاني ومش همشي ورا كلامك تاني..... 

           ***********************

 فلاش باك.... من سنتين... مكتب العمدة 

بالليل يدخل عمران مكتب ابوه العمده حمدان... العمدة حمدان كان قاعد على الكرسي ، ماسك عصاه وبينفخ من ضيقه.


العمدة حمدان بحزم:

تعالى اهنيه يا عمران…في موضوع رايد اتحدت فيه وياك.... جه الوقت اللي نشوف فيه راجولتك... أنا خاطبتلك إسراء… بنت الحاج عتمان…بنت نسب وأصل ومال… ومش هتلاقي زيها!


عمران (واقف قدامه بصمت):

مساء الخير يا ابوي.... خاطبتلي؟؟ اكديه من غير ما اعرف يا ابوي وإنت شايف إن ديه يصوح...انا ما بقتيش صغير لتعمل اكديه.. 


العمدة حمدان (بحدة):

واه حسك بيعلى على ابوك ولا ايه يا واد... أنا شايف اللي فيه خير ليك، وللبلد، وللدار دي كلاتها!

إسراء مش بس بنت حسب، دي كمان ضهر ومصلحة…

وإنت لازم تخلف وتبقى عمدتنا بعدي.


عمران (عينه تنزل لحظة، وبعدين ترفع تاني، بس في عينه حاجة محبوسة):

استغفر الله يا ابوي مقدرش اعمل اكديه واصل... بس انا مش رايد نتجوز دلوك مافيش اختيار تاني؟


العمدة الكبير (بعصبية):

اختيار إيه يا عمران؟

إحنا مش في سيرة حب ومغازل، إحنا في سيرة دار وبلد وشرف كبير…

ولا انت عايزني أموت وأنا لسه ما شوفتش حفيدي؟!


عمران سكت… ما قالش لا… بس ما قالش آه.

جواه صوت بيصرخ باسم "حبيبة"، بس لسانه؟

واقف…

كرامته؟

أكبر من إنه يقول إنه حب خدامة…


قام من قدام أبوه، وقال بجفاف:


خلاص…اللي تشوفه يا ابوي.


العمدة حمدان (مبتسم لأول مرة):

اكديه الرجولة ولا بلاش.. أهو ديه ابني اللي أرفع بيه راسي... فرحك هيبقى بعد أسبوع، وخلي بالك… عتمان جايبها جهزها دهبها ورافعها لفوق أنا رايد الدار كلاتها تتزين، والبلد كلها تعرف زين إن عمران العمدة خد اللي تستاهله!


عمران (ببرود، وبصوت واطي):

أيوه… اللي تستاهله.حاضر يا ابوي تحت امرك اللى تقوله عليه يتنفذ....


البارت 4

......... رجوع للحاضر........... 


عمران قاعد على نفس الكرسي اللي كان أبوه بيقعد عليه، ويحط راسه في إيده، ويهمس لنفسه:


عمران (بحزن وكبرياء مكسور):

كنت فاكر إني لما أسكت… أكسب…بس الحقيقة؟أنا خسرت كل حاجة…

خسرتك يا حبيبة…وخسرت نفسي.

بس مش هخلي ابني… يدفع تمن سكوتي...... انا لازم اعمل الصوح مهما كان التمن...   


تاني يوم الصبح ينزل حمدي واحد من رجاله رشاد  للبلد ويبدأ يسأل فى السوق على حبيبه لو حد يعرف عنها حاجه وفين كانت ساكنه فى آخر الايام اللى كانت فيها فى البلد.... 


الست ام توبه: مالك يا وليدي.... بتسأل عن حبيبه ليه عاد... انت تقربلها؟! 


حمدي: ايوا يا خاله... انا بكون خال امها الله يرحمها وبدور عليها من سنين اخر حاجه وصلت ليها انها كانت تشتغل فى دوار العمده... 


 ام توبه: ايوا ايوا بس البت داى سابت الشغل فى دوار العمده بيقولو ان مرت العمده شفتها بتسرق وطردتها وكانت قاعده في بيت اكديه على قدها هناك وسط الغيطان وولاد الحلال كانو بيشقروا عليها من وقت للتاني.... بس بردك طفشت من البيت ديه وبيقولو انها ماتت وادفنت فى مقابر الصدقه... 


حمدي: تشكري يا خاله... الله يجيب العواقب سليمه ان شاء الله.. 


ويروح حمدي للبيت اللى كانت عايشه فيه حبيبه وسط الغيطان علشان يلاقي اى حاجه يثبت حقها. 


حمدي: البيت ديه فى حد ساكن فيه بعد حبيبه باين من شكله اكديه.... خلينى ادور على اي حاجه بسرعه قبل ما اي حد يطب عليا.... 


يدور حمدي ويلاقي ورق متخبي مكتوب عليه بخط الايد... "انا حبيبه عبد الستار حامل من العمده عمران حمدان و مراته اسراء عايزه تخطف مني ولدي ودا اقرار مني لو جرالي حاجه" 


حمدي بانتصار: اعتراف بخط الايد وكمان اطلع شهاده ميلاد للواد واتاكد اسم امه فى الشهاده ايه وبعدين نتصرف....


وهو طالع من الدار لفت نظره الغفير صابر مشي وراه وعرف انه غفير فى دوار العمده... 


حمدي: مساء الخير يا ابو عمه... اخبارك ايه؟! 


صابر: اهلين يا ابو عمه... اتفضل اشرب شاي اؤمرني... 


حمدي بخبث: هو ديه دوار العمده حمدان.... جاى اسال عن واحد من الغفر اسمه صابر متعرفش الاقاه فين والنبي.. 


صابر: خير يا باشا... انا هو الغفير صابر.. 


حمدي: والنبي يا مرحب يامرحب والله انت ابن حلال انا كنت جاي احذره ان في بنت فى عزبتنا بتقول انها اترمت فى الجبل واللى عمل فيها اكديه غفير صابر من دوار العمده وهى شاكلها بنت مش سهله وماشيه على حل شعرها قولت اكسب ثواب فى الراجل ديه واحذره لانها راحت للقسم تعمل بلاغ فيه... 


صابر لنفسه: واه واه واه يابنت المركوب هى لساتها عايشه... قط ب 7 ارواح ولا ايه؟! يا وقعتك المربره يا صابر... هتيجي كلها على راسك يا صابر هتروح فى ستين داهيه...  


حمدي: بتقول ايه ولد عمي... المهم انا جيت اعمل اللى يملى عليا ضميري وخلاص يلا افوتك بالعافيه... 


وبعد شوي يجري صابر على الدوار من جوا وينادي الخدامه تنادي ست هانم اسراء بسرعه..... 


اسراء: وبعدهالك عاد يا صابر مش هنخلص من الموال ديه.... بتشيعلي ليه يا ولد المركوب يا ابو مخ ضلم..... بتخلي الكل يشك فينا... انا مرات العمده ماليش صالح بالغفر عشان تيجي كل شوي وتشيعلي يا ولد الفرطوش انت.... 


صابر: اهدي بس يا ست هانم واسمعيني عاد.... فى حد جه عندي من شوي وشاف حبيبه وعارفها وجاى يحذرني لانها بتقدم فيا بلاغ فى القسم... 


اسراء بصدمه: واه انت بتقول ايه.... الدخان لحس عقلك يا ولد المركوب احنا رامينها بايدينا دول فى قلب الجبل مع الديابه كيف يعنى عايشه وكمان رايحه للعسكري الزباله.... 


صابر: قسما عظما جالي واحد مش من حدانا واصل وقالي اكديه.... هيعرف كل ديه منين لو مكنش صادق عرف كل ديه من فين بس يا ست هانم... 


اسراء: انت بتحكي صوح يا ولد المركوب 

.. طيب والعمل ايه دلوك؟! انت هتاخد بعضك وتطلب اجازه وتختفي من اهنيه لحد ما من نشوف اخرتها ايه مع الست حبيبه.... انت لسه واقف قصادي غووور.. 


بعد شوي يخرج عمران من اوضه المكتب ويتفاجا باسراء واقفه بتوتر وتفرك في ايديها..... 


عمران: في ايه ياوليه..... مالك واقفه اكديه وكنتي بتعملي اي مع صابر الغفير.... 


اسراء حاولت تغير وتهرب من الموقف: واه هكون بعمل ايه عاد مفيش بعته يجبلي حاجات من السوق.... 


عمران شك فيها وهو بيقرب منها وبيقول بحدة:


عمران: حاجات من السوق؟! وإنتي من إمتى بتبعتي الغفير يجيبلك طلبات؟! مالك يا وليه؟ وشك مصفر وإيدك بتترعش... في إيه حوصل؟!


إسراء بسرعة وهي بتحاول تضحك:

لا لا يا خويا، ما فيش حاجه... يمكن بس شفت كابوس ولا حاجه خلاتني متوترة... هو أنا  هخبي عنك حاجه يعني؟!


عمران وهو بيرفع حاجبه:

منك لله يا ست إسراء... أنا خابرك زين، قلبي مش مطمنلك لما تخبي حاجه، بس ماشي، طالما انتي مصرة تقولي مفيش، يبقى نشوف بعدين...


يدخل عمران أوضته وهو بيهز راسه، بس باين عليه مش مقتنع، وإسراء تقعد على الكنبة وهي بتاخد نفس عميق وتحط إيديها على وشها وتهمس:


إسراء: يا خراب بيتك يا اسراء ... البت ديه طلعت ما ماتتش... لو عمران عرف، هتبقى نهايتي...


في الناحية التانية، حمدي يركب عربيته ويمشي من البلد على طول رايح على المركز علشان يقابل واحد صاحبه شغال موظف في السجلات المدنية:


حمدي: والنبي يا عبده، شوفلي شهادة ميلاد لولد ممكن يكون اسمه "وحيد عمران حمدان"... لو اتولد من حوالي خمس ايام.. اسم الام مكتوب ايه بس عنديك.. 


عبده: استنى يا عم حمدي، أهو خلينا ندور اكديه سوا...

(يقلب في الأوراق وعلى الكمبيوتر، وبعد دقايق)

ايوه... لقيتها... الاسم "وحيد عمران حمدان" واسم الام "اسراء عتمان" 


حمدي وهو بياخد الورقة وبيضمها للورقة اللي لقاها في البيت:

بس اكديه... معايا الورقتين اللي يهدوا جبل ... 


يروح حمدي بعدها لدوار العمده ويسال لو محتاجين حد يشتغل فيه علشان يكون قريب منهم ومن الواد علشان يعرف يطمن رشاد بكل المستجدات.... 


حمدي: مساء الخير يا بيه.... مالقيش عندك شغل ليا يانوبك فيا ثواب دا انا بجري على عيالي..... 


عمران : استهدى بالله اكديه ورد عليا انت اسمك ايه ومنين مشفتكش فى الكفر حدانا قبل سابق.... 


حمدي: صوح يا بيه انا مش الكفر اهنيه... بس العيشه بقت صعبه قوي فى الجبل وقولت انزل البلد اجرب حظي وناس ولاد حلال دلوني عليك... 


عمران: ماشي يا راجل يا يطيب اعتبر نغسك اتعينت عندي من ضمن الغفر... الا صحيح مقولتليش اسمك ايه؟! 


حمدي بفرحه كاذبه: الله يجبر بخاطرك يا بيه.... الله يوقفلك ولاد الحلال...  خدامك حمدي يا بيه.. 


بعد ساعات هيتفاجا عمران اختفائك صابر الغفير وهو طالع لاوضته يسمع اسراء بتتحدت فى المحمول... 


اسراء: واه واه يا ولد المركوب انت نسيت بتتكلم مع معين يازباله.... انا مبتتهدتش واصل وخليك فاكر ان الشوم حبيبه قالت على اسمك انت وبس وناسي انا بنت مين وهى مين... متقدرش عليا واصل ولا تعرف تاذيني... مش انا اللى شيلتها ورمتها فى قلب الجبل وسط الديابه... اهدى اكديه وخليني اعرف اتصرف وانت اقفل خشمك ومتنطقوش بحرف واصل والا هتشيل انت الليله كلاتها لوحدك انت سامع.. يلا غور. 


وتقفل السكه وتكلم نفسها بكل غل وحقد: وبعدين معاكي يا ست حبيبه... ما موتيش ليييييييه اعمل فيكي ايه اكتر من اكديه.... 


عمران لنفسه بعصبيه: ااه يا بنت المركوب يبقى انتو اللى خطفتوها ورميتوها فى قلب الجبل يا اوباش يا زباله.... حسابك معايا كبر كتير يا اسراء بس الاقي حبيبه واطمن الاول وبعدين افضالك..... 

 حبيبه لسه عايشه... يعني فيه أمل ألاقيها، بس ازاي؟! ومين ورا اللي حوصول كله؟! لازم أتحرك بسرعه قبل ما الضباع الدار تنهش في ولدي...


فجأه ييجي حمدي، وهو بيتمشى حوالين الدوار...


حمدي:

صباح الخير يا بيه... تحب أشربك شاي ولا حضرتك بتعمل دوره حوالين الدوار؟


عمران (بحدة):

هاتلي الشاي وتعالا قعد جنبي...


حمدي وهو بيقعد:

عينيا ليك يا باشا...


عمران (بيبص له وبيفكر):

بالحق يا حمدي... انت قولت إنك نازل من الجبل، ما سمعتش عن حاجه هناك؟ بنت ضايعه؟ حاجه غريبه؟


حمدي (بيتظاهر بالاستغراب):

لا يا بيه، والله ما سمعت عن حاجه... بس الجبل مليان مصايب، وكل يوم حد بيضيع أو بيرجع مكسور...

بس لو تحب أعمل عيني مفتحه وأسال لك، أنا ليا ناس هناك برضو...


عمران:

اسأل، وأنا هزودلك المرتب، بس عايزك تفتح عينيك زين، واوعى تثق في أي حد... الدوار مليان تعابين...


حمدي (بابتسامة فيها معنى):

تعابين كتير يا باشا... بس كل تعبان ليه داب، وأنا حافظ دابهم زين...


في الناحية التانية، كانت إسراء قافله على نفسها أوضتها، بتلف حوالين نفسها، وشها أصفر وبتنهج...


إسراء (لنفسها):

لو عمران عرف كل حاجه، هتكون نهايتي... البت ديه لازم تختفي تاني، المره ديه بايدي أنا، مش هسيب حاجه للصدفه...


تمسك موبايلها وتكلم رقم مش محفوظ:


إسراء:

أيوه... انت عارفني زين، وعمرك ما رفضتلي طلب... المره ديه عايزه شغل نضيف، مفيشهوش ولا غلطه، البت حبيبه...

لازم تتلم وينقفل خشمها من الدنيا،... أنا هقولك مكان ما شافوها آخر مره، بس خلصلي على الموضوع بسرعه...


الصوت من الطرف التاني:

اللي تطلبيه يا ست هانم... البنت ديه هتروح وماحدش هيلاقي لها أثر...


البارت 5

في نفس اللحظه، كان حمدي بيتمشى في  جنب الدوار، لقى ست غلبانه معاها شنطة فيها أكل وجايه من الناحية التانية...


الست:

يا ابني... الله يخليك، انت مش الغفير الجديد؟


حمدي:

ايوه يا أمي... فيه حاجه؟


الست:

أنا كنت جايبه أكل لولدي اللي كان بيشتغل اهنيه صابر ، بس لسه مش عارفه هو راح فين؟


حمدي (بيفكر):

صابر؟ مشفتيهوش من امتى؟


الست:

من يومين يا ضنايا، مختفي، لا حس ولا خبر، وسايب عياله جعانين...


حمدي (لنفسه):

يبقى ست إسراء ورا الموضوع أكيد... ديه بتدفن اللي يفتح خشمه... لكن طالما عمران شاكك، يبقى لازم أعرف كل حاجه بسرعه...


في الليل، كان عمران واقف في مكتبه، قدامه صورة قديمة لحبيبة وهي صغيرة، ماسكها ودموعه محبوسة في عينه، وفجأة الباب يخبط...


حمدي:

اسمحلي أدخل يا باشا؟


عمران:

ادخل يا حمدي، فيه جديد؟


حمدي (بيقفل الباب وبيتكلم بصوت واطي):

أنا عرفت حاجه مهمه... صابر الغفير مختفي من يومين، وأهله بيقولوا مفيش خبر عنه... وناس في البلد قالوا إنهم سمعوا صوت ست هانم بتزعقله جامد يوم ما اختفى...


عمران (بحدة):

اختفى؟! وانت متأكد إنه كان عندها؟


حمدي:

ايوه، وشفتها بنفسي وهي بتكلم واحد في التليفون النهارده وبتشتم وتهدد، وقالت "أنا اللي شيلتها ورمتها في قلب الجبل"...


عمران (اتجمد مكانه، وإيده شدت على المكتب):

يعني الكلام اللي شاكك فيه طلع صوح... اسمعني يا حمدي، من دلوقتي إنت عيني وودني، أي حاجه تتحرك تبلغني بيها فورًا... وإوعى تقول لحد انت بتشتغل معايا...


حمدي (بصوت واطي):

تحت امرك يا بيه..... بس بصراحه اكديه الست هانم شيطانه حرمت الأم من ابنها ورمتها في الجبل... ست قاسية يا بيه، ولازم تدفع تمن كل ديه...


عمران وهو بيشد على الصورة:

وعد يا حمدي، وعد مني... اللي عملت اكديه في ولدي... لازم تنداس وتتحاسب... حتى لو كانت مراتي.

            ******************

في وادي الجبل عند رشاد


 رشاد: عملت ايه يا ولد الفرطوش كل ديه لا حس ولا خبر منك عجبتك القعده في البلد ولا ايه 


حمدي: والنبي مش هيك... اكديه عيب عليك والله  .. انا واحد من رجالتك يا كبير بس ما رضيتش ارجع الا لما اجيب الاخبار الزينه وكمان يكون العمده وثق فيا واقرب منه اكثر وما يشكش فيا لما اخد اجازه منه واجيك اهنيه 


رشاد: كافي عاد حديدت ماسخ وما لهوش عازه بتتحدد زي النسوان اكديه  ليه وانطق عرفت ايه وايه الاخبار في الدوار العمده والبنت اللي جوه دي مظلومه بصوح ولا واحده من اللي بنشوفهم بيغسلوا عارهم اهنيه وانتطق يا ولد الفرطوش مالك مبلم اكديه ليه 


حمدي: حاضر يا كبير كلام البنت صوح فعلا كانت حبله من العمده والعمده ما يعرفش عنها حاجه واصل من شهور وبيفتش عليها في كل مكان بس وراه شغل كبير قوي قوي قوي مع ناس حبايبنا كمان بس شكل العمده اكديه ندمان على اللي حوصول مع البت وبيدور عليها من كل قلبه...  اما مرته هي الشيطان اللي بصوح ديه الشيطان يقف احترام ليها اللي عرفته انها خطفت البت وخبيتها عن العمده وعرفت الكل انها حبله واخذت ابنها وقالت عليه انه ابن بطنها حتى العمده نفسيه ما كانش خابر الموضوع ديه ولسه خابر بيه من مفيش وكمان هي اللي ورا اختفاء الغفير صابر وانا شاكك لتكون قتلته علشان ما يجرش عليها وكمان لقيت ورقه كاتباها البنت بخط ايديها انها مش موافقه ان هي تتنازل عن ولدها والمراه الشيطانه سجلت الواد باسمها وداي شهاده ميلاده وكمان دي تصويره الواد على المحمول عشان امه تطل عليه ويبرد قلبها


رشاد بعصبيه: ملكش صالح بيها عاد وبعدها لك في شغل لط النسوان ديه ما هتبطلوش واصل.... غوووور قبل ما ارتكب فيك جريمه وخليك مع العمده زي ضله تمام ما تفارقهوش واصل وكل جديد يوصلني اول باول مش تغيب اكديه تاني يا ابو مخ ظلم وما تتصرفش تاني من راسك سامع..... يا رب صبرني على شويه البقر اللي بيشتغلوا عندي... 


 خرج حمدي، ويدخل رشاد على البت المربطة، ويبان عليه العصبية والغيرة، بس بيحاول يخبي ده


رشاد (بصوت عالي):

يعني ما كفاكيش البلاوي اللي جريتيها، ولسه وشك مرفوع فيا يا بت المركوب ؟!

هو انتي فاكرة عاد إنك هتهربى مني ولا من حسابك ؟!


حبيبه (بهدوء لكن عيونها فيها نار):

انا ما عملتش حاجة... هما اللي خطفوني و رموني لديابه الجبل..... وانت ربطني اكديه زي الكلاب...

كل ديه ليه؟ عشان قولت الحق؟! علشان رايده ولدي يكون في حضني؟! وربي العظيم انا ما غلطش فى حاجه واصل.... هو اللى استقوى عليا وخلف بوعده معاي... انا ذنبي ايه عاد ياريتك كنت سبتنى للديابه تخلص عليا وارتحت.... 


رشاد (قرب منها، نبرة صوته نازلة لكن فيها غل):

لا والله الحق؟! وانتي تعرفي ايه عن الحق عاد؟! ديه اللي كان في بطنك مش ابن حرام؟  من ورا ضهرك حوصول اكديه يعني ؟!

وانت ساكته ليه كل ديه؟! ولا كان ليكي مزاج بس العمده اتزوج وكمان فضيحتك بانت عليكي ووقتها بس افتكرتي الحق يا جليله الربايه والحيا... 


حبيبه(بغصة):

مش اكديه....  كفايك عاد ما رايدشي تصدق ولا تفهم ليه... كنت خايفة...كنت صغيرة...

ولما حاولت أتكلم، الست هانم الشريرة قالتلي لو نطقتي هتدفني حيه...


رشاد (شد شعره، لف ودار في المكان):

والنبي القهر ديه ما يتسكتش عليه واصل...

انتي خابرة إني هسيبك تروحي اكديه؟ بعد ما قلبتي الدنيا على دماغنا؟!


حبيبه(بصوت هادي لكن واضح):

أنا مش طالبة حاجة... غير ولدي.

هاتوا لي ضنايا... خلوني أبص عليه من بعيد حتى...

أنا مش طالبة انتقام، بس رايده أشوفه...


رشاد (وقف قصادها، نزل على ركبته، مسك وشها بقوة):

انتي فاكرة إني هرق وقلبي هيوجعني عليكي؟ أنا رشاد... اللي اسمه بيخوف نص الوادي...

بس... (نبرة صوته اتغيرت فجأة وبقى فيها وجع)...

بس قلبي وجعني لما سمعت إنك كتبتي الورقة بإيدك...

ورقة فيها دموعك... وفيها رفضك...


حبيبه (دمعة نزلت من عينيها):

ما قدرش اقولك قد ايه قلبي اتكسر وأنا بكتبها...ولدي بيتربى في حضن غير حضني...

وانا مربوطة هنا زي البهيمه...


رشاد (قام فجأة، ضرب الحيطة بيده):

غلطت لما صدقت إنك خاطيه وشرفك ملطخ...بس أنا هصلح كل ديه...

هجيبلك ضناك، بس بشرط...


البنت (رفعت راسها):

صوح هتعمل اكديه؟! شرط ايه؟! انا اعيش خدامه تحت رجليك لاخر العمر بس ترحع ليا ضنايا... 


رشاد (قاسي جدًا):

خشمك ديه ما ينطقيش حرف عن العمدة ومراته...ولا عن اللي حوصول...

تعيشي اهنيه... في البيت ديه... تحت عيني...

ولو حاولتي تهربي...ولا كلمة... ولا دمعة...

برميكي للديابه انتي وولدك والمره دي مش هحوشهم عنك واصل.. 

البنت (صرخت):

ليه؟! ليه تخبوني هو انا عار ولا جربه؟!

ليه مش عايزني أرجع لحقي انى اعيش بكيفي مع ولدي ؟! والله يبقى انت بتسب وتلعن في العمده وعلى اللى عمله معاي وانت عايزني اعيش زي ماكان معيشني...  فرقت عنيه والله.. 


رشاد (قرب منها، همس بصوت غيور):

عشان لو عرف العمدة... هياخدك...

وانا... مش هقدر أستغنى عنك بعد اللي عرفته...


البنت (بتنصدم):

انت... انت بتقول إيه؟ انت واعي للي بتقوله ديه.. 


رشاد (اتوتر، لف ضهره ليها):

ما تقوليش حاجة...

أنا بس رايد تفهمي...أنا ما بقيتش زي الأول...وداي حاجه ملكيش صالح بيها.... المهم قولتى ايه موافقه ولا لاه؟! 


(يسيبها ويمشي ، قبل ما يخرج يقف ثواني يسمع صوت بكاها، يتنهد لكنه يكتم)


رشاد (بصوت واطي لنفسه):

والنبي يا بت الناس عاد كفياكي... لسه مش خابر كيف أخون اللي رباني ولا أحمي اللي وجعت قلبي... ماتزودهاش علي احسن برجي من عقلي يطير ويخرب الله لا يسيئك عاد..... 


في دوار العمده وبالاخص في المكتب


عمران: حمد لله بسلامتك يا حمدي غبت ياولد الفرطوش... قولت يومين يا راجل ولا ام العيال توحشتك ولا ايه... الدنيا مقلوبه اهنيه من غيرك وكمان 

اجلت مشوارك اكديه رايد تكون وياي فيه خلاص ما بقتش اثق في حد واصل وكمان عملت ايه في اللي طلبته منك؟! 


حمدي: والله ما غبت يا بيه يا دوبك شفت الوليه والعيال وجيتك طوالي وبعدين يا بيه ربنا يجعل الدوار عامر بحسك فيه وبوجودك العمر كله ..... حكيت لك يا بيه مع كذا حد اكديه من سواقين الجبل يشوف لو حوصول حاجه تخص البت اللي قولتلي عليها.... الله صوح يا بيه هي البت دي تبقى مين؟! 


عمران بعصبيه: نسيت نفسك ولا ايه يا واكل ناسك وانت مالك عاد انت تنفذ اللي بقولك عليه وانت قافل خشمك وتحط فيه الصرمه القديمه كمان يلا هم ورانا شغل


يطلع حمدي اللي ماسك نفسه اعصابه على عمران هو مش غفير علشان يسمع الكلام دا..... ده راجل من مطاريد الجبل اللي دمهم حر وسلاحهم دايما سابقهم.....  

بعد فتره فى مكتب عمران..... 


عمران: يا مرحب يا مرحب بالمعلم الصفناوي ملك السلاح كلاته في البلد عاش من شافك يا معلم اكديه بنتقابل بعض في الشغل وبس... 


المعلم صفناوي: واه واه الحديت ديه ليا انا  يا واكل ناسك..... انت اللى من يوم ما اتجوزت وشرف ولي العهد محدش بقى يشوفك واصل... 


عمران: مش اكديه يا معلم بس انت خابر زين الشغل ومشاغله الكتير..... المهم بقولك صوح الغفير صابر معدتش بيشتغل معايا وفى حد تاني اسمه حمدي هو اللى هيكون مكانه.....

تابعووووووني 



الفصل السادس والسابع والثامن من هنا



بداية الروايه من هنا



رواية منعطف خطر كامله من هنا



رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا



رواية خيانة الوعد كامله من هنا



رواية نار الحب كامله من هنا



رواية الطفله والوحش كامله من هنا


رواية منعطف خطر كامله من هنا


رواية فلانتيمو كامله من هنا



رواية جحيم الغيره كامله من هنا



رواية مابين الضلوع كامله من هنا


رواية سيطرة ناعمه كامله من هنا


رواية يتيمه في قبضة صعيدي كامله من هنا



الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا


إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇 


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺




تعليقات

التنقل السريع
    close