رواية حصونه المهلكه الفصل السابع والثامن بقلم الكاتبه شيماء الجندي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
![]() |
” انفصال”
هل سمعتم عن الخناجر المسمومه يوماً ؟!!!!! هل طُعن أحدكم بخنجر مسموم أشد الطعنات ؟!! هل يستطيع أحد وصف شعوره حين يُطعن ام أنه سوف يخر صريعاً في الحال …. ؟!!
لقد كانت حاله من الهرج و المرج تُسيطر علي ذلك الجناح الملكي للزوجين الشابين …
أحدهم يُصارع بلكمات عنيفه بقلب مفطور علي ماضي أليم غرس خناجره داخل طيات قلبه المكلوم ، غريزه انتقاميه زرعها الأب ليرثها الإبن برغبه متوحشه بالقتال من أجل استرداد كرامه لمن لا حياه لهم ….
أما الآخر يصارع بضربات أشد قسوه و غل علي حاضر رآه بأم عينيه ينزف الدماء ! مُنهكا من هول ما رأي لجسد صغير برئ كهذا ، لم يكن بحاله ليعرف ماذا حدث يكفي هيئه شقيقته الملقاه أرضاً إلي الآن …
صرخات مروعه من الناس و اندفع العم و الابن بمحاولات بائسه لفض ذلك الاشتباك العنيف الذي كاد يقضي علي حياه أحد الأحفاد ..
أسرع الجد الي هاتفه يستدعي أفراد الحراسة علهم ينقذون ما يمكن إنقاذه جلست الجده و العمه أرضاً بجانب الحفيده المصابه بإصابات بالغة بأنحاء جسدها الصغير ..
وقفت “ندي” أمامها تبكي بقهر وندم ، الآن فقط ! الآن رأت نتيجه جُرمها بعينيها ، الآن شعرت بمدي وحشيه أخيها ، الآن علمت انها مُجرمه ، بل الأشد اجراماً بتلك الغرفه !!!!
صرخت العمه بفزع و هي تتفقد نبض ابنه الأخ الغائبه عن الوعي ..
– كفااااايه حرام عليكممم ،أسيف بتروح مننا نبضهااا بيضعف ونفسهاااا رايح !!!
تلك الصرخه كانت الصفعه التي تلقاها ذلك الأخ الجريح .. جريح بجسده بعد تلك الملحمه الضاريه … وجريح بقلبه علي تلك الماسه الغاليه التي تدفع أغلى الأثمان نتيجه رعبها وضعفها …
ترك الزوج المُدنس .. و هرع إليها و دموعه لأول مره تهطل أمام الجميع رفع رأسها برعب أن تكون لديها كسور و يؤذيها بحركه غير مقصوده .. وجهها المشوه بالدماء .. أعينها المُغلقه بهدوء نفسهاااا الذي علي وشك السكون .. أصابه بالقهر ، عليه أن يقوم ليفتك بذلك القذر لكنها تذهب عنه هبط بجانب أذنها يتوسلها ودموعه تتساقط من فوق لحيته المشذبه لتهبط علي عنقهااا
– سامحيني !! انا قولتلك بلااش ياأسيف ،حقك عليا بس متسبنيش أرجوك ِ !! أنا مليش غيرك … أرجوك ِ !!!!
لا حياه لمن تنادي … لا يوجد سوي الصمت الذي أغرق الغرفه تلك الشهقات الصادره عن الجده المُسنه و العمه المذهوله المصدومه بابن الأخ الشرس و تلك البريئه .. ابنتها الروحيه … و تلك المُجرمه ، عجبااا أتبكي ؟!! هل لديك من المشاعر ما يتيح لكِ بالنواح الآن ؟!! أم أنه شعور الذنب القاتل ؟! هل علمت مدي جُرمك !!! إنه عصرنا الحديث قاتل القتيل يسير بالجنازه ايهاا الساده …..
هل عليه انتظار المسعفين الذين وصلا باحه القصر الفسيح الآن ..؟!
مرت لحظات و دلف المسعفون إلي الغرفه و بحركات عمليه و آليه كان جسد البريئه مسطح أعلي الفراش النقال الصغير ..
تابعتها أعين الفهد المتربصه و لأول مره ينتفض قلبه بابتعادها ، هل لأنها طوال الشهر لم تفارقه ، أو بالأصح لم تفارق وحشيته ؟!! ام لأنه اعتاد التحكم بها .. ترحل الآن غائبه عن عالمهم أمام أعينه و بجانبها أخيها المرتعب يسير مسرعاً يلاحق الخطوات ، إنه عهد نكث به مره و لن يفعلها مره أخري … لن يتركهاا ابداا !!!
أسرع الجميع خلفهم حتي هو !! الجاني لم يتمالك نفسه تلك المره … هرع إلي قميصه الذي لازال بمحله أعلي الأريكة .. يرتديه و هو يخرج من الجناح مسرعاً خلفها !!!
-***-
بالمشفي .. و بعد مرور الوقت اللازم لإسعافها ..
مكث جسدها الهزيل أسفل تلك الأجهزة الطبيه الحديثه ، راقبها الشقيق المقهور من خلف الزجاج اللامع و مقلتيه تحاول السيطره علي تلك الدمعات التي تُصارع للإفلات و الهطول لأجلها …
كم هو شعور مؤلم .. شعور العجز !! إنه عاجز الآن .. عاجز عن رؤيه براءتها !! كما عجز منذ أسبوع عن اكتشاف ما يحدث … فقد صارحه الطبيب ببعض الكدمات بأنحاء متفرقه من جسدها الصغير المتخفي أسفل ملابسها .. و التي من الواضح أنها تعود إلي الأيام السالفه ، اااه ايهاا المُدنس ؟!!! اااه والف ااااه أيتها البريئه الضعيفه ؟!!! لمَ لم تصارحه .. لقد وعدته إن فعل لها شيئ سوف تتحدث ؟!
أغمض عينيه بحزن و هو يلوم نفسه ، إن كانت أمه الآن معها لكانت استطاعت معرفه مايحدث لهااا
كم هي وحيده … نظر إلي الهاتف خاصتها الذي يمسكه بين أنامله فور أن سلمته المشفي إياه و قد وُجد داخل ملابسها … لمَ تحمل صغيرته الهاتف داخل ملابسها ، هل إلي تلك الدرجه ترتعب من ذلك الرجل ، أم أنها كانت تريد الاستنجاد به ..لقد جُن عقله من تلك الأفكار المشتته …
زفر بارهاق و وقف يستند إلي الجدار و بدأت أصابعه تعبث بالهاتف …. اضاءت خلفيه الهاتف بصورتهما معا باحدي الرحلات و هي تندس داخل أحضانه محيطه خصره و تلك البسمه تزين ثغرها برقه … دمعت عينيه و راحت أنامله تعبث بالهاتف عله يجد أي شيئ .. أي شيئ يفهم منه أين كانت بتلك الاسابيع ..
بدأت أنامله تعبث بلا هواده بأنحاء سجلات الهاتف .. توقف عند سجل المكالمات لحظات عاقداً حاجبيه … إنها مكالمه .. ليله عودتها … صادره منهااا إليه !! و اجاااب ؟!!! كيف !!! عقد حاجبيه و اعتدل بوقفته .. المكالمه عباره عن دقيقه واحده !! هو كاد أن يجن ليصل لهااا … راح يفكر أين كان بذلك التوقيت .. هل أفلت هاتفه مثلا و أجابها دون قصد !! لفت انتباهه علامه التسجيل للمكالمه !!!!!
من الواضح أن أناملها المرتعشه المرتعبه ضغطت فوق تسجيل المكالمه لينكشف الحق .. وتنفضح الحقائق .. و تسقط الاقنعه المزيفه عن الجميع ….
ضغطه واحده من إصبعه و كان صوتها المرتعب يصدح بالأرجاء الهادئه لتتسع الأعين و تسقط القلوب أرضاً مع نغمات صوتها الحزينه و التي كانت مقابلها صوت يعرفونه جميعاا .. لكنه تخفي بالقسوه يرفض مطلب بسيط برئ … ثم تبعته كلمات نزلت علي أذنه و قلبه و عقله كالخنجر تقطعه إرباً ….
ذُهل ، و لكن كان الجميع بنفس الحاله العائله كلها سوي الفهد المتربص بعيداً عن الأجواء قريباً لتلك الملاك ….
اتسعت أعين “ندي” و هي تستمع إلى قسوتها الغليظه بأذنها ، تستمع إلى الرجاء المرفوض من الصديقه وابنه العم ، اللعنه علي تلك اللحظه .. اللعنه علي الشيطان الأناني الذي وسوس لهاا
لحظات يُغلق عينه و يفتحها يحاول استيعاب صوت شقيقته الغاليه الرقيقه التي تستنجد به و هو لا يعلم .. صوت مقهور باكٍ مرتعب تقابله الزوجه بالرفض ؟؟!!!!!!
زوجته المصون !! زوجته التي أوهمته أن “أسيف” علي ما يرام بشهر العسل ؟!!!! زوجته التي كانت تخلق المبررات لصرف ذهنه عن شقيقته …. هل كانت تعلمممم !!؟؟؟
فتح عينيه فجأه و تحولت نظراته المشتعله نحو تلك التي تنوح بلا توقف بالركن البعيد داخل أحضان عمتها المذهوله مما استمعت للتو .. و راحت أيديها تسقط عن كتف ابنه أخيها الشيطانه الانانيه بصدمه تااامه !!!
كادت تقف تفر من أمامه لكن قد فات الأوان ، لقد فُضحت بأمر رباني بحت ، إنها العداله الالهيه ، هل كانت تظن أنها سوف تفلت بفعلتها الشنعاء ؟!
اندفع نحوها و عينيه تقدح بالشرار الغاضب و علي غفله منها أمسك ذراعها يصيح بها بصراخ مروع و أعين الجميع المذهوله تتجه إليه :
– كنتِ عااارفه … كنتِ عارفه أن أختي بيحصل فيها كده ؟ كنتِ بتحاولي بكل الطرق تبعديني عنها !!!! ازااااي … كاااانت بتحاول تستنجد بياااااااا ومنعتيهاااا !!!
هرع إليه “نائل” و قد بدأ العاملين بالمشفي بالتجمع علي ذلك الصوت المرعب المخيف …
كانت يد “تيم” أسرع منه حيث جذب خصلاتها بعنف صارخاً بغضب :
– و جايه تمثلي قدام الكل مش كدااااا ، فكراه هتضحكي علياااا بدموع التماسيح دي ؟!!!
اتجه إليه الجد و العم أيضاً يحاولان فصله عنها و هما لا يصدقان مااستمعا إليه من الابنه تجاه تلك الفتاه … ترك خصلاتها و تركت أنامله علامات علي وجهها و “نائل” يسحبه بقوه بعيدا عنها ليصرخ بهاا بقهر :
– ياااولاد الكلبببب بتتفقوا عليهاااا !!!
صرخاته كادت تشق الجدران لكن خالطته صرخات أخري مفزوعه !!! لم تكن سوي صرخات شقيقته اندفع الجميع إلي الغرفه التي غفلوا عنها … ليجدوا الممرضه واقفه ترفع يديها لتوازي رأسها تحاول تهدأتها و أنها بعيده عنها للغايه..
علي الفور تلاقت أعين ذلك الصامت الغاضب و الذي حاوطته أسرته الصغيره بتلك المذعوره الجالسه فوق الأرضية البارده .. تنظر لهم بهلع محيطه جسدها بذراعها السليم … و قد بدأت تستعيد ومضات من أحداث الساعات الماضيه …
Flash back
دلف إلي جناحه ليلقي سترته بإهمال أعلي الأريكة تبعها القميص كعادته و كاد يمر إلي غرفه الملابس .. لكن تلك الحوريه بذلك الفستان القصير التي لملمت خصلاتها برقه لتسترسل علي كتفها الصغير العاري بعض الشيئ ..
نظر إليها بنظرات هادئه فهي منذ عودتهم و رغم تجنبها إياه إلا أنه يتلكأ لها و لا يحبذ صمتها ذلك لقد أصبح الوضع ممل لكنه بالفعل لا يجد لها ثغره واحده ..
أصبحت الكوابيس تزوره كثيراً بتلك الاونه و يشعر بها تستيقظ علي صراخه الحاد و فزعاته لكنه يجدها تغلق عينيها بخوف كطفله صغيره .. حتي لا تُكرر مشهد نهايه شهر عسلهاا المزعوم …
سارت عينيه بلا شعور تفصل معالم جسدها الأنثوي المرسوم أسفل ذلك الرداء الذي وصل الي ركبتيها بعناء ..
لقد حركته نحوها بلا اراده منهما .. اتجه إليها لتنكمش بجسدها و هي تتقهقر إلي الخلف بأعين قلقه متوتره من نظراته الهادئه الثابته فوقهااا …
ابتسم و جذبها إليه فجأه من خصرها الممشوق لتشهق بعنف و تتسع رماديتيها تنظر إليه و قد ارتفعت يده تزيح تلك الخصلات عن وجهها لتغلق عينيها بعنف استعداداً لصفعه من يده .. لكنه قرب فمه يهمس بنعومه غريبه عليها بأذنها بنبره هادئه لينه :
– متخافيش يابيبي !!
ارعبها أكثر حين احتوتها ذراعيه القويتين لتشتد قبضته فوق خصرها و ثغره العابث بدأ بمهمته اللذيذه أعلي بشره عنقها الناعمه ….
ارتجف جسدها بعنف و خوف و رفعت يديها تحاول دفعه و هي تتملص من بين ذراعيه بأعين مذعوره دامعه ..
رفع رأسه ينظر إليها رافعاً إحدي حاجبيه من تمنعها البائن بوضوح و تمردها عليه .. وضح قُبله عميقه بجانب شفتيها ليتمادي بعدها و يديه تتمادي معه لتهمس بخوف حين فشلت فمجابهه قوته الجسمانيه :
– من فضلك سيبني !!
حروفها الناعمه الخارجه من شفتيها الصغيره لم تكن بالتوقيت الصحيح لكليهما قبضت شفتيه علي شفتيها بقوه يلتهمها بنهم لتزداد حركتها الدفاعيه الخائفه و أصبحت تنتفض بأحضانه صارخه به :
– ابعد عني ، بلاااااش كده !!
نفرت عروقه بغضب من أفعالها المبالغ بها ليقبض علي خصلاتها بعنف غاضب صارخاً هو الآخر :
– أنتِ ايه حكايتك بالظبط ، انا ساكت من بدري ، دي حقوقي متخلنيش اخدها غصب عنك !!
صرخت بخوف و هو يمد يده ناحيه طرف فستانها ليُمزقه ارتفعت يده يصفعها صارخاً بها :
– اخرسي بقاا !!
لم تصمت بل ازدادت حركاتها التشنجيه و راح جسدها ينتفض وتتشكل صوره الشاب المرعب اللئيم الذي مر علي حادثته سنوات أمامها لكنها لازالت داخل قوقعه رعبها من ذلك العنف ..
شعر أنها تتمرد ليس إلا .. و بلحظه كان ينزع حزامه و تتوالي عليها الجلدات القاسيه .. وصلت إلي الباب أثناء زحفها .. كاد يعطيها ظهره و يتوقف لكنها فاض بها الكيل لتتسند واقفه و هي تفتح الباب لتهرب من أمامه لكن هيهات .. لمحها ليرفعها عن الأرض من خصرها صرخت برعب ليغلق الباب بالتو و اللحظه مُكملا ما بدأه بعنف أشد و خاصه حين صرخ اخيها من خلف الباب …..
Back
يديها أعلي أذنها تصرخ بعنف وخوف ترتجف مثل العصفور الصغير ليندفع “تيم” علي الفور ناحيتها و رغم صراخها الذي صم أذنه و حركاتها لدفعه عنه .. تمسك بجسدها داخل أحضانه يُزيد من قوه دسها داخله و عينيه تصب دموعها أعلي خصلاتها ليهمهم بكلمات بصوت متحشرج بأذنها لعلها تهدأ و قد كااان….
هدأت تدريجياً و قد بدأ الخدر يسري بجسدها و هي تهمس باسمه تمسك بيدها الصغيره السليمه التيشيرت خاصته تدفع وجهها المدموم بتجويف عنقه لتختبئ عن أعينهم المتلصصه لذلك المشهد المُبكي المُحزن للشقيقين
-***-
حل مساء اليوم التالي علي الجميع عادت إلي القصر جميع العائله بعد فرض “تيم” لرأيه عليهم و أن المكوث بجانب شقيقته الحبيبه هو أفضل الحلول للجميع الآن ..
بالمشفي و تحديداً بغرفه “أسيف” جلب “تيم” قدح القهوه الساخن و اتجه إلي غرفه شقيقته النائمه و هو يرتشف بعضها عله يفيق قليلاً إلي أن تعود العمه بالملابس كما أصرت منذ وقت بالهاتف عليه …
بدأت تفتح عينيها لتتسلل تلك الرائحه إلي أنفها .. رائحه القهوه التي أصبحت تمقتهاا من شده محبته لهاا …
اتسعت أعينها بذعر و هي تحاول الاعتدال لكن جسدها لم يستجيب لها .. لازال المخدر اللعين يعبث بخلاياها راحت دموعها تسيل بخوف و هي تكتم أناتها .. خوفا من تواجده لكن أخيها الذي طل عليها بطوله الفارع يراقب وجهها بقلق و هو يهمس لها مملسا علي خصلاتها برفق :
– أسيف حبيبتي أنتِ صاحيه !!
فتحت أعينها علي الفور تتأمله بتوتر واضح ناظره إلي الفنجان بيده ثم أغمضت عينيها و سيل الذكري المؤلمه يطعنها بخنجره عقدت حاجبيها برقه ليميل عليها متسائلاً بقلق :
– حبيبتي اجيب الدكتور ؟!
كادت تهز رأسها لكن ذلك الألم المسيطر علي معظم انحائها خذلها لتهمس له مطمئنه إياه بنبره منهكه خافته للغايه :
– لا انا تمام .. !!
جلس علي طرف الفراش يمسك يدها السليمه سوي من بعض الجروح و الندوب مقبلاً إياها برفق ثم احتفظ بها بين يديه و أعينه ترمقها بنظرات حانيه هادئه لتبادله باخري دامعه حزينه .. تهمس بخوف :
– أنت لوحدك !!
تفهم خوفها علي الفور و همس لها وهو يعيد تقبيل باطن كفها و استقام يجلس جانبها يعاونها بالجلوس برفق و هي مستسلمه لحنانه الأخوي جاورها ثم دسها داخل أحضانه لتدور مُقلتيها بالغرفه بقلق .. :
– محدش غيري هنا .. متخافيش مش هيقدر يقربلك تاني طول مانا عايش …
التفت ذراعها السليمه حول خصره و هي تدس جسدها أكثر بأحضانه برعب واضح … ليغمض عينيه بألم وفتحها حين هسمت له بصوت مبحوح :
– فهد كان هيعمل زي مروان ياتيم .. انا خوفت و هو .. هوو ..
شدد من احتضانه لها يهمس لها و هو يمسح دموعها التي بدأت تغرق وجهها :
– محدش هيقدر يلمسك تاني ياقلب تيم اوعدك !!
ثم راح يقبل خصلاتها برفق محاولاً التغلب علي دموعه التي بدأت تسيل و احساس الندم و اقترافه الذنب يتفاقم داخله شعرت بشيئ خفيف يسقط علي خصلاتها لترفع رأسها ناظره إليه بصدمه … تيم يبكي !!!
إنه الدرع الحامي الواقي .. لا يبكي ابدااا منذ متي تعلم ذلك !!!!!
رفعت أناملها بشكل تلقائي تمسح دمعاته برفق لتجده يجذبها بقوه لاحضانه هامساً لها بجميع الاعتذارات التي يعرفها .. فهمت من حشرجه صوته بالبكاء المرير .. :
– حقك عليااا .. سامحيني !!!
رفعت يدها لخصلاته تربت عليها باسي و هي تقول بحزن وصوت هادئ
– متعيطش انا مش زعلانه .. متعيطش !!
طفله .. طفله صغيره اقحمها بيديه بعالم مُظلم و بين أنياب فهد شرس .. لم يفهم إلى الآن لماذا فعل ذلك بشقيقته … !!!!!!!
راح يراقبهم بصمت تام من خلف الزجاج .. و ما هي إلا دقائق و سحب نفسه قبل أن يلمحه أياً منهم و هو يزيح دموعه بغضب دفين !!!!
-***-
عادت “أسيف” إلى القصر لكن بحاله سيئه للغايه أصر “تيم” علي تواجده بالجناح معها .. تنام هي علي الفراش و هو علي الأريكة .. هكذا خططا معاً وهو يبحث بكل مكان عن النذل المختفي ؟!!!! اما الشقيقه الخائنة الملعونه قد حان وقت الانتهاء من تواجدهاا !!!!
مساء بجناح “تيم” و فور استغراق “أسيف” بالنوم تحرك من جانبها بهدوء و هو يقبل وجنتها بلطف مخرجاً إياها من أحضانه و قد جلست العمه امامها .. تحسبا لأي ظرف طارئ !!!!
اتجه إلي جناحه و هو يضرب بكلام الجد عرض الحائط حيث طلب منه أن تتعافي شقيقته قليلاً ثم يفعلا ما يريدان و ذلك بعد طلب “تيم” بترك القصر باصرار تام .. لكن هنا الخدمه أفضل لشقيقته و لينهي أيضاً علي الأخوه ثم يرحلااا
دفع الباب بقوه لتنتفض “ندي” ذات الوجه الشاحب من جلستها و تقف تنظر حياله برعب تحول إلي شهقه عنيفه حين دفعها إلي الحائط بقوه واضعاً يده أعلي رقبتها يخنقها و قد تصاعدت أمام أعينه صوره شقيقته و هي تنزف من جميع الجهات ..
ارتعشت “ندي” برعب و هي تنظر إليه بهلع تحاول أن تحصل علي بعض الهواء لتملئ به رئتيها الصغيره .. تبدل لون وجهها إلى الأحمر القاتم و اتسعت أعينها لتسير الدموع النادمه علي وجنتيها .. تتوسله بنظراتها المرتعبه لم يبالي بل نظر داخل عينيها و رماديتيه تشع غضب الكون هادرا بعنف :
– مالك خايفه تموتي ياحبيتي ولا ايه !!
عجزت عن إجابته و هي تعافر للبقاء لكن هيهات فتلك الأعين التي طالما اشبعتها عشق و حنان أصبحت تلوح بسهام الاحتقار و البغض .. لأول مره تري ذاك الملاك بتلك الحاله …
نفرت عروق رقبته و هو يطالعها ببغض و ندم علي فعله كادت تقضي علي حياه من ينبض قلبه بسببها .. ضغط بقوه أكبر علي رقبتها لترفع يدها تحاول إبعاده و أعينها تتسع شيئاً فشيئ … ليكمل هادرا :
– ليييييه عملت فيكِ إيه عشان تعملوا فيها كده .. للدرجادي انا مغفل ، للدرجادي بيضحك عليااااا أختي هتروح مني بسببك ، انتي ايييه ازاي الرحمه اتعدمت منك كداااااااا ؟!!!
دفع “نائل” الباب بتلك اللحظه يحاول ابعاده صارخا به :
– كفايه يااتيم اللي بتعمله ده غلط هتموتهااا !!
نجح الأخير بفصله عنها لتشهق بعنف و يدها تحاول تدليك رقبتها و أنفاسها تتصارع لتنتظم مره أخري ليهدر “تيم” بعنف غير مبالي بغرس خنجر كلماته بصدرها :
– تموت ولا تغور في داهيه ، واختي انااا حقهاا فين ،هاااا !!
دار حول نفسها يشد خصلاته بعنف و أصبحت عينيه شديده الاشتعال يهدر بغضب :
– دي … دي اتصلت تستنجد بياااا … انا ناايم في العسل و معيش القذره في جنه … و أسيف بتموت كل يوووم !؟!! ده انااا كان نفسي اكلمها بسسس .. كنت حاسس !!
اتجهت أنظاره الغاضبه إليها و كاد يندفع مره أخري نحوها لكن “نائل” أسرع يمسك به و دموعه تلمع داخل مقلته علي ملاك العائله الصغيره … و علي شقيقها المذبوح بخنجر مسموم هكذا أمامه حاول تدارك الوضع يردف برفق :
– تيم محدش فينا قابل ده علي أسيف .. بس هي محتاجاك دلوقت .. انت مشوفتش حالتها ؟! ارجوك روحلها دلوقت !!!
وقف الآخر ينظر إليه لحظات قبل أن يرمقها بنظرات ازدراء ثم قال بصوت متحشرج من شده مشاعره المختلطه .. :
– انا كنت عارف اني هندم علي الجوازه دي .. أنتِ طالق !!!
اتسعت أعينها و اسرعت إليه تمسك يده راكعه علي ركبتها و دموعها تغرق وجنتيها الحمراء صارخه بعنف وحنجره محروجه :
– لا ياتيم انااا عملت كده عشاان بحبك ، كنتت عاااو….
اخرستها تلك الصفعه المدويه من يده التي صمت أذنيها لينفض جسده بعدها بعيداً عنها و كأنها وباء يصيح بهااا بعنف ونظراتها الساخره تحرقهاااا :
– أخوكِ كان بيعمل كده لما أسيف كانت بتحاول تنطق …..
يتبع….
🫂🫂🫂🫂🫂🫂🫂🫂
8= رواية حصونه المهلكه الحلقة الثامنة
“خدعه!”
تفرق شمل العائلة الأرستقراطية ، اختفي “فهد” منذ تلك الليله المشؤمه و قد كان أنسب الحلول فلم يعد أحد يطيق رؤيته ، بغضه الجميع لعنفه و وحشيته نحو تلك الأنثى الناعمه ..
بدأت “أسيف” تتعافي من جروح جسدها الخارجيه .. لكن أصبح لها رفيق جديد .. لم يكن سوي الشرود و الذى غالباً ما يتبعه اجهاش مرير بالبكاء داخل أحضان الأخ الحنون و رفيق الدرب الأوحد ….
تحول “تيم” لوحش ضاري يبحث عن ذلك الفهد بجميع الأنحاء ينشر معارفه و رجاله لمعرفه أين يكمن ، لكن كأنه تبخر بالهواء ، حاول الجد بكل عزمه اقصاء “تيم” عن الحفيده الانانيه كى لا يفتك بها لكن ها هو يجذب خصلاتها بعنف هابطاً بها السلالم و قد أوشكت علي السقوط بين يديه العنيفه القاسيه ، يصرخ بها أمام اهل المنزل بعد أن غافل عمته و عمه و “نائل” و أخذها من الردهه الواسعه بملابس نومها أثناء خروجها و صراخها بالخادمه التى سلطها عليها لتستفزهااا :
– اخووووكِ فيننننن هااا … مستخبي فين ال ×××××× عديم الرجوله هاااا !! بتتشطروا علي أسيف !!!! انا بقي هفضل اطلع في عين اللي خلفوكِ لحد ما يظهر الحامي بتااعك الراااجل اللي سلمته أختي .. ولا نسيت ده مستخبي زي الحريم بالظبط …
اندفع “نائل” إليه يحاول فك قبضته عنها و هو يصرخ به :
– ايه اللي جرالك يااتيم أنت هتعمل زيه !!!
ازاحه “تيم” بقوه و هو يلكزه بعنف بكتفه صارخاً بهم و هو يلقي جسدها علي الأرضية الرخاميه بعد أن صفعها بقوه أدمت شفتيها ..
– ياريتني قاااادر اعمل زيه ، ياااريت اقدر ادفن الخاينه للامانه و الثقه دي حيه ، بس رجولتي منعاني استقوي علي الحريم زيه ال ×××××× النجس ما عمل في اختي ، ياريتني قاادر الاقيه و اخد حقها قصاد عينيها عشان ترجع زي الأول حتي !!!! انا أختي اتكسرت و اتذلت واتهاااانت وانااا مغفل ، بفسح الهانم وبشتريلهاا هدايااا ومعيشها أحلي عيشه ، كانت آخر الليل بتنام في حضني وهي عارفه إني حته مني بتموت لوحدها مع واحد و××× بيتشطر علي الحريم ، أسيف كل مره ابعد عنها لازم تحصلها كاارثه ، و انتوا عاارفين انها اضعف واحده فينااا ، عارفين ان اللي حصلها عدي عليها بالعافيه و لولا ستر ربنا عليها كان زمانها راااحت مني ؟!
ثم وجه نظراته للجد المنكس لرأسه بأعين دامعه يستمع إلي الحفيد المطعون بصميم قلبه وكبرياؤه … يصرخ به :
– مش انتتتتت قولتلهااا انك مش ممكن تأذيهااا ، اديك دمرتهااا ، رفضت و محدش فيكم سمعني ، كلكمممم ساعدتوه !!
ادار جسده للجده الباكيه و صرخ بها :
– انا اتحايلت عليكِ تكلميهاااا و تطمنيني … ليه كدبتي علياااا وقولتي انها ردت هااا لييييه !!!
بكت الجده وصرخت لأول مره به بقهر وصوت متحشرج :
– مكنتش اعررررف ، ندي قالتلي انك خايف زياده وانك هتبوظ حياتكم كده ، وفهد قالي انها نااايمه واني اقولك كده عشان متبوظش حياتك !!!!!
نفرت عروقه و ازدادت وتيره تنفسه و عنفه ليتجه إلي تلك التي اختبأت خلف عمها تصرخ برعب :
– انا عملت كده عشاااان بحبك والله ماا …
قاطعها صارخا بهاا باحتقار :
– اخرسي ، أنتِ تعرفي ربناااا أنتِ ؟!!!!
اتجه اليه “نائل” الذي دمعت عيناه من فرط حزنه علي تلك الضعيفه و شقيقها المجروح أجلى حنجرته وقال بهدوء :
– تيم احنا حاسين بيك .. أ ..
قاطعه وهو يصرخ به :
– لا محدش حاسس محدش اتبهدل و اتهان غير اللي نايمه فوق بالمهدأت … انتوا تعرفوا انها طول الليل بتصرخ من الكوابيس و اسم واحد بس اللي بتقوله … فهد … سيبني يافهد .. ارحمني يااافهد … ارجوك ياازفتتتتت … تعرف ايه احساسي و أنا بحاول افوقها ، عاارف إيه احساسي و أختي بتترجي واحد يرحمها ، عاارف إيه احساسي و انا متأكد انها كانت بتترجاه كده سااااعتها !!! عاااارف احساااااس العجز ؟؟؟؟؟؟! رد عليااااا !!!!
سالت الدموع علي حال الصبيه المؤلم ، الجميع يعلم مدي صعوبه الأمر علي أى فتاه و أى أخ ، فماذا إن كانت الفتاه رقيقه القلب و الحال مثل “أسيف” و الأخ محب جائع و متعطش لسفك الدماء من أجلها هي فقط .. مثل “تيم” !!!!
أكمل و هو ينظر إلي عيني ابن عمه الذي سيطر الحزن علي قلبه و ربت علي كتفه بصمت :
– هتعمل ايه لو كنت مكاني يااائل ، هتهدي قبل ما تطلع روووحه !!!!
هز الاخير رأسه بالسلب و هو يقول متنهداً بحرارة و دمعه خائنه فرت من عينيه :
– لا مش ههدي ياتيم !! مش ههدي ….
سالت دموع تلك الخائنه علي حالته و ارتجف جسدها بعنف هي تعشقه .. رغم جميع ما حدث فعلت ذلك من فرط العشق … بدأت شهقاتها تتصاعد بصوت واضح لتتحول لها الأنظار الغاضبه و أخري مشفقه علي مرضها بالانانيه و أخري مندهشه من حالتها … لكن الغضب كان أقواهم و صرخ بعنف :
– اخرسي قولتلك … و لعلمك كل مااشوف وشك هعمل كده لحد ماالجبان اخوكِ يظهر واخد حق أختي منه و نسيبلكم القصر كله .. اشبعوا بيه !!
هرعت العمه اليه تهتف بلهفه من خلف بعد أن ادار نظراته بينهم ثم كاد ينصرف عائداً لفتاته النائمه بالوقت الحالي ..
– تيم !! استني من فضلك !!!
وقف بمحله فهو لا يستطيع رفض طلب تلك الحنون التي طالما اشبعتهم جميعاً بحنانها رغم ظروفها … ليستمع إلي صوتها المتردد القلق يقول :
– أسيف لازم تروح لدكتور نفسي ياتيم .. عمايلك دي غلط !! أنت قولت من كام سنه أنها بقيت تمام .. لكن واضح من رفضها .. لفهد انها لسه …ا.ا.
قاطعها بنظرات صارمه غاضبه :
-أنتِ صدقتي إنه عمل كده عشان خافت منه و حتي و لو ده مبرر !
هزت رأسها تنفي مسرعه واتسعت اعينها الجميلة تقول بتلهف واضح :
– لا لا طبعا ياحبيبي محدش مأيده … ده غلط و جريمه كمان ، بس أنت لسه قايل أسيف بتحصلها كوابيس و بقيت تنام بحقن مهدئه احنا بقالنا أكتر من أسبوعين كده ياتيم .. حتي الجناح مبتخرجش منه …
ثم سالت دموعها مره أخري تقول بحزن :
– أسيف بنتي و أنت عارف كده ياتيم و حالتها بقيت صعبه دي بتخاف إني أنا اقرب منهاا ..
ثم اجهشت بالبكاء الذي أصبح عاده الجميع تلك الايام … اتجه “مراد” إليها يربت علي خصلاتها برفق مؤيدا حديثها و هو يردف بعقلانيه :
-كلام عمتك صح ياتيم ،أسيف لازم تتتعرض علي دكتور نفسي ، تمسكها بيك كده هيبقي مرض يابني !
نظر إليهم لحظات يصمت تام ثم أكمل سيره إلى الأعلى دون إعطاء رفض أو موافقه .. أحوال شقيقته تخصه هو و هي وحدهم و لن يطلعهم علي شيئ يكفيه ماحدث ….
فور أن أعلن “تيم” انها خائنه للثقه و الامانه أمام جميع أفراد الأسرة أصبحت تعاني الويلاات بقراره نفسها…
اختفي أخيها منذ أيام ، و تركها زوجها لسبب واحد فقط “أسيف” … قطعه قلبه كما كان يخبرهاا .. ها هو يقف بظهرها يدعمها أمام الجميع و تنعم بأحضانه التي هي من حقها …
هي أولى بالحب و الرعايه منها … هي من ماتت أمها و هي رضيعه و تربت بين زوجات العم و العمه .. هي من أحبته أكثر من نفسها و لن تتنازل عنه !!!
وققت بجسد مرتعش و كادت تنصرف من أمامهم لكن صوت الجد الصارم أوقفها و هو يقول بغضب :
– انا مكنتش اتخيل انك تكوني انانيه بالشكل المريض ده ، انا اكتشفت إني معرفتش اربي فعلاا ، إذا كنتي أنتِ أو اخوكِ ، ربيت شويه تعابين نهشت لحم بنت عمهم الغلبانه الضعيفه ….
ظلت تستمتع إلي حديثه المعاتب و نقطه الكره السوداء تتفاقم داخلها ، أضرم الجد نيران الحقد أيضاً داخل قلبها الاناني ، هي خسرت الجميع ، تكفي تلك النظرات التي تراها بأعينهم ، بينما الأخرى تحصل علي الحنان و الشفقه ، حتي ابن العم يميل دوما إليها عنها !!!
اسودت عينيها و لم تتفوه بحرف وقفت تنظر إليه نظرات مبهمه لم يفهمها أحد ثم رفعت رأسها تقول بيرود :
-انا عاوزه ميراث بابا بتاعي عشان انفصل عن القصر ده !!
لم يجيبها الجد بل صاح “نائل” غاضباً :
– ما تتنيلي تتهدي بقي مكفاكيش اللي حصل ده كله !!!! و بعدين ميراث ايه أبوكِ ملهوش في الشركات الكبيره بتاعه العيله !!!
زجره أبيه بنظره غاضبه ثم قال :
– نائل !! محدش طلب تفاصيل زي دي …
ضيقت عينيها و هي تنظر إليه و صاحت بغضب رغم الألم المبرح بفكها و وجهها الذي تسبب به “تيم” لهاا :
– ازااي يعني ملهوش !!
وقف الجد و هو يمد يده للجده المستأه الصامته من أفعال حفيدتها و قال :
– يلا يامريم خلينا نطلع نرتاح شويه ..
اطاعته الجده ثم اردفت بهدوء و هي تمر بجانب حفيدتها:
-هتندمي ياندي أوي علي كل السواد اللي كنتِ مخبياه ده ، هتيجي ندمانه و مش هتلاقي غير القصر اللي عاوزه تسبيه ده ، واضح إنك مكنتيش بتحبي تيم ، و اننا ضحينا بأسيف علي الفاضي …
أحاط الجد كتفها فور أن أنهت كلماتها بوقار و هدوء اتجها معا إلي الأعلي تبعهم العم و “نائل” .. لتقف “سمر” أمامها تردف بهدوء ظاهري :
– تيم مش هيرجعلك بالشكل ده ياندي ، مش هيرحع غير لما تحبي حبه لأسيف و تتعايشي معاه و ده عادي المفروض أنها صاحبتك .. غير كده مش هيرجع !!
نظرت لها بصمت ثم حبست دموعها و هي تقول بغضب :
– وانا مش عاوزاه خليه للجبانه اللي فوق تشبع بيه ….
رغم صدمه العمه من تخليها عنه إلا أنها أردفت بتهكم :
– طيب وطي صوتك عشان ماينزلش يكمل عليكِ قصادنا تاني … لعلمك أنتِ فعلا ماتستاهليش تيم .. بس خدي بالك لأنه موجوع علي أسيف ومحدش ضامن تصرفاته ..
ثم أعطتها ظهرها تتجه إلي الحديقه بعد أن رمقتها بنظرات أم حزينه لحال ابنتها ….
-***-
أغمضت “أسيف” عينيها فور شعورها بدخول أخيها إلى الغرفه .. خشت أن يراها يقظه فيتركها و يرحل و لم يعد لها مأمن سوي أحضانه …
وضع “تيم” متعلقاته فوق الطاوله ثم توجه إليها يتفقدها عن كثب قبل أن يتجه إلى المرحاض ينعش جسده و يهدأ عقله بحمام دافئ لتفتح عينيها بحزن ..
يؤنبها ضميرها و هي تري أخيها الحبيب يعطل جميع أحواله و أشغاله لأجلها ، لم تحزن لأمر طلاقه لندي ، إنها كانت ترتعب عليه معها بعد فعلتها الشنيعه معها ، خانتها و سوف تخون أخيها ايضاا ، لكن حزنها علي قلب أخيها المكلوم .. المتألم بصمت تااام !!
تعرف أن كوابيسها قد طالت ، لكن رعبها من اختفاء ذلك الوحش الكاسر أصبح هاجس داخلي ، تشعر أنها سوف تفتح عينيها تراه فوق رأسها ، لكن إن مكثت بأحضان حاميها لن يحدث ذلك .. لن يعود ذاك المفترس المرعب لن يتطاول في ظل وجود أخيها ..
اعتدلت فوق الفراش و هي تأن من الألم المبرح بعظامها و ذكريات ذلك المُجرم تدور بعقلها هو من أوصل الجميع لتلك الحاله ، لم تخشي أحد هكذا من قبل ، حتي حادثه التحرش خاصتها ذابت ببحور النسيان بعد أن أصبح أخيها معها علي الدوام ، كانت تظن أنه سوف يفعل مثل أخيها ، كانت علي أتم الاستعداد لتصبح زوجه مطيعه له ، لكنه طامع انهك جسدها و روحها بهمجيته و قسوته اللاذعه …
أفاقت من شرودها الحزين علي خروج أخيها من المرحاض يرتدي بورنص أسود يجفف خصلاته متجها ناحيتها حين وجدها مستيقظه جالسه أعلى الفراش :
مال علي رأسها يقبلها بهدوء و حنو لترفع ذراعها السليم تحيط خصره بدعوه واضحه منها بمجاورتها ، ابتسم ثم جاورها بالفعل يحيطها داخل أحضانه بذراعيه هامساً لها برزانته المعهوده :
– صباح الخير ياقلب أخوكِ !
ابتسمت نصف ابتسامه و ردت بهدوء :
-صباح النور ، كنت فين !
ابتسم هي لأول مره منذ أيام تبدأ معه حديث ليجيبها بهدوء :
– كنت في مشوار صغير و عديت علي العياده الدكتور بتاعك مسافر لمؤتمر … و كان عاوزني عشان يقولي كورس العلاج هيمشي ازاي الفتره الجايه و هيجي بليل تاني يشوفك ..
هزت رأسها تردف بخوف و هي تشد ذراعها حول بقوه :
– لاا مش عايزه حد يشوفني !!
عقد حاجبيه مندهشاً من رفضها الغريب فهي لم تلتقى بالطبيب ابداا كان يأتي و يذهب و هي تحت تأثير المخدر .. و المهدئات لما ترفضه !!!
ابتلع رمقه و هو يقول بهدوء رابتاً علي خصلاتها ..
– ليه ياسوفي ده هيجي مخصوص يطمن علي صحتك بس و أنتِ فايقه كده ….
هزت رأسها تقول بحزن و صوت يبدو علي مشارف البكاء :
– ارجووك ياتيم متخليش حد يشوفني !!
لقد فقدت شقيقته ثقتها بنفسها بالفعل !!!!! أصبحت تعتمد علي شخصيته هو !!!! لم تكذب العمه كانت محقه ، “أسيف” على مشارف الذهاب بطريق بلاعوده …
بلل شفتيه و هو يحاول التفكير كيف يقنعها الآن بالطبيب النفسي !!!
خرج صوته متوتراً قليلاً و هو يقول بقلق من رده فعلها :
– أسيف ! أنتِ عارفه انا بحبك قد ايه ولا لا !!
اومأت علي الفور بالموافقه و رفعت رأسها الصغير تنظر داخل رماديتيه تقول بتوجس :
– اوعي تكون هتنزل تاني !!
عقد حاجبيه ببادئ الأمر ثم سرعان ما ترآى أنها تخشى أن تكون تلك مقدمه عن مغادرته !!!
ابتسم لتلك الطفله التي ما كان عليها الخروج أبداً من أحضانه الحانيه .. لكنه مُخطئ بتلك أيضا لقد أوشكت شقيقته علي الدخول إلى مرض نفسي بسببه إن لم تكن داخله !!
هز رأسه نافضاّ تلك الأفكار ثم قال بهدوء و رزانه :
– إيه رأيك لو واحد صاحبي جيه يقعد معايا يتكلم معانا شويه !
عقدت حاجبيها و؛هزت رأسها بحزن و هي تقول :
– انا عارفه انك عاوز تنزل .. بس انا خايفه يااتيم منهم كلهممم !!
أغمض عينيه بحزن و قد صرفت ذهنه عن باقي حديثه من أجل علاجها بكلماتها الخائفه التي لأول مره تشاركه بها ، فمن الواضح أن هاجسها أكبر مما يتخيل ..
تنهد و هو يقبل خصلاتها ثم همس لها بعد أن طال صمته :
– لا ياأسيف مش عاوز انزل إلا لو أنتِ هتيجي معايا !!
كالعاده هزات رأسها الرافضه كانت خير اجابه …
مد يده للهاتف يطلب طعامها لتتناول الدواء الخاص بها فعلي الأقل لتتعافى جسدياً اولااااا ……
-***-
جلست “ندي” بجناحها تضم ساقيها لجسدها و هي تفتح جهازها اللوحي أمام أعينها الباكيه المرهقه … تراقب بصمت تام تلك اللقطات الخاصه بعرسها …
راقبت جسدها الذي كان داخل أحضانه الحانيه الدافئه و التي تحولت إلى ابنه عمها الطامعه ، “أسيف” الملعونه ، منذ الصغر و هي تمتاز بالمحبه الصافيه عنها ، لا تنكر أن ضحكاتها البشوش و تلقائيتها البريئه كان لها مفعول السحر علي القلوب ، و أنها كانت طفله سيئه مشاغبه .. لكنها كانت تريد عائله مثل “أسيف” .. تريد أب حاني بدلاً عن أبيها لم يكن ينظر لوجهها … معتبراً إياها نسخه مصغره من أمها … و أخذ شقيقها الي شقتهم الخاصه و تركها هنااا وحيده و انضم إليها “فهد” بعد وفاه الأب و كان عمره ثمانيه عشره عامااا !!!
كان عمها والد “تيم” و “أسيف” هو الأب الراقي الحنون لها لكنها كانت تريد ابيها هي .. و ليس اب “أسيف” المدلله .. و لكن لين قلب “أسيف” جذبها شيئا فشيئ و أصبحت لا تمقتهاا اطلاقا .. لكن لا مانع من محبه ذلك الشاب الجميل الشقيق الوحيد لتلك الفاتنه .. و الذي كان يُغرقها محبه و دلال أمام أعينها العاشقه لأقل تصرف منه …..
دفعت الجهاز اللوحي بغضب صارخه بعنف من فرط الإرهاق النفسي الذي تتعرض له يوميااا منذ اهانه “تيم” الأخيره لها .. هي تحبه و لن تتركه لن تتخلي عنه لن تترك القصر ابداااا ..
وقفت و الغضب اللاهب يتراقص بمقلتيها القاتمه و هرعت خارج الجناح و هي تقرر القاء آخر كلمات لديها و عليها و علي اعدائها !!!!!!!
علي الجانب الآخر بجناح “أسيف” حيث اجتماع العائله من أجل اخراجها من حزنها أو اقناعها علي الأقل بترك شقيقها لأعماله …
رفع الجد يده و راح يربت علي خصلات حفيدته الشارده برفق و لين ثم قبل رأسها يقول بهدوء …
– ايه رأيك ننزل نفطر في الجنينه سوا ياقلب جدك ؟!
لأول مره لم تستقبل الحفيده الإقتراح بحفاوه و ترحيب بل ظلت علي حالها تحيط خصر أخيها الذي جلس بجانبها يربت علي ظهرها بهدوء …
هز الجد رأسه بألم ينظر تجاه “نائل” الذي يتابع بصمت محاولات الجد اليائسه .. استقام و هو يتجه إليها ثم جلس أمام عينيها يطرقع أصابعه بالهواء أمام وجهها حتي يلفت انتباهها لكنها كما هى …
ساكنه ، صامته ، مندسه بأحضانه الأخويه ليقول بصوت عميق هادئ و هو ينظر إلى ابن عمه بحيره قليله :
-و بعدين ياتيم … احنا بقالنا ٣ اسابيع علي الحاله دي معاها !! انت حتي شغلك مبقتش تنزله ، الوضع ده بقي صعب !!
رمقته ابنه العم بنظره حزينه ثم خرجت من أحضان أخيها تتكور فوق الفراش مجهشه ببكاء صامت حزين … هي مرعوبه خائفه .. لم تعد تأمن أى أحد منهم سواه … لكنها تُدمر حياه أخيها و لم تعد تفرق عن “ندى” شيئ … و على سيره الخائنه بعقلها .. وجدا باب الجناح يندفع بقوه و تتقدم منهم “ندى” صارخه بهم بغضب و هي مشعثه الهيئه :
– أسيف … أسيف … مفيش غيرها في الدنيا كلهاااا … انا بموت لوحدي كل يوم محدش فيكم بص علياااا حتي !! انا بكرهكمممم !! فهد كان ليه حق كلكم مُجرمين و قتلتوا بابااااا !!!
توقفت الأنفاس مع تلك الكلمات حيث رفعت الجده والعمه و الجد أعينهم ناحيتها باندهاش ليقول “نائل” ثائراً بها لتبتعد عن تلك التي عادت لأحضان أخيها كطفله تخشي ارتفاع الأصوات :
– أنتِ اتجننتي أبوكي ايه اللي قتلوه … أنتِ عاوزه علاج !
بادلته الصراخ باقوى منه و هي تقول بعنف :
– لااا متجننتش مذكرااات بابا اللي كنتوا سارقينهاا كلهاااا مع فهد وقراااهم كلهممم !!!!
أتسعت الأعين و وقف الجد يواجه الحفيده الغاضبه بأعين ملتهبه و صوت غاضب قاسي يحاول ردعها :
-مذكراات ابوكي ايه اللي سرقناها ياقليله الريايه أنتِ ؟!!
وقفت العمه تحيل بينهم مسرعه و قد كادت الفتاه تتطاول أكثر .. لكن تلك الكلمات الصارمه القاسيه التي خرجت من فمه هو تحديدااا اردعتهااا علي الفور :
-اطلعي حالا براااا ومش عاوز سيرتك أنتِ او أبوكِ او الكلب الهربان تيجي قصادي تااااني ….
ملحمه جديده علي وشك الابتداء وثأر السنوات يخرج إلى النور حين دلف الفهد يتبختر بخطواته و أعينه تحدد وجهتها يقول بهدوء :
– فهد البراري مابيهربش ياابن امككك !!!!
ليهب الثور الهائج و تندس أكثر داخل أحضانه تلك الغزاله الناعمه و التي أصبحت محط الأنظار باللحظات التاااليه…..
كاد “تيم” أن يندفع نحوه لكن يدين شقيقته التي أحاطت خصره تبكي بخوف أوقفته لحظه يحاول إبعادها لينتقم لهاا لكنه اعتدلت تندفع داخل أحضانه واقفه بصعوبه على قدمها التي لازالت مصابه .. تصيح بتوسل :
– متسبنيش عشان خااطري … !!!
انتفض جسدها داخل أحضانه التي تغلي الآن و هو يري ذلك البارد يثبت نظراته علي شقيقته المختبئه بذعر شديد بأحضانه صاح الجد بغضب :
– انتوا اتجننتوا خلاص محتاجين تتعالجوا زي أبوكم ، أنت تتهجم علي مراتك و أختك عديمه الربايه تتهمني بقتل ابني !!!!
اتجهت الأعين المصدومه إلى الجد و دلف العم إلى ساحه القتال و أصبح المشهد كالآتي ياساااده …
“نائل” واقف حائل بين “فهد” و “تيم” ..
تيم ! الذي يحاول بكل الطرق نزع شقيقته من أحضانه صارخااا بعنف :
– سيبني ياااأسيف اجيب حقكككككك !!!!
و لكنها التقصت به تنتفض برعب و اشتعلت نيران غضبه أكثر من نظرات ذلك الوقح لها ….. أصبح بين نارين نار حنوه علي شقيقته التي علي وشك الموت من فرط الرعب و نار ثأره من ذلك المدنس لأجلها أيضاً .. توقف عقله عن العمل وصرخ به :
– طلقهاا دلووقتتت حااالا خليك رااجل لمره واحده !!!
لم يجيبه بل اتجهت أنظاره الغاضبه إلى الجد يصيح به :
– ابو مين اللي كان بيتعااالج !!!! انت خرفت علي كبر !!
جأر العم بصوته منفعلاً علي أبيه يصرخ بابن الأخ الوقح :
– اخررررس قطع لساانك !! ابوك كاااان مجنون مريض نفسي وكنا بنعالجه من قبل ما يتجوز امكككككك !!
أتسعت الأعين و صمت الجميع وصرخت الجده بالابن :
– اسكتتت يااامرااااد أنت اتجننت ؟!!!
اسرعت “سمر” إلى “أسيف” التي بدأت حالتها تسوء تربت علي خصلاتها و هي تحاول اخرجها من أحضان أخيها و من تلك المعركه .. معركه الماضي و سجلات تفتح نيران و لهب علي الجميع !!!!!
ليصيح العم فجأه :
– كفاايه ياامي العيال هتقتل بعض و أنا بنتفرج الماضي دااخل تاني القصر و لاااازم يتصفي حالا ، مش هستني حد منهم يقتل التااني !!!
ثم توجه بكلماته الصارمه لفهد يردف بقوه …
– مذاكرات أبوك دي خدعه مش أكتر !!!!!!
أصبحت الأجواء مشحونه بالمشاعر … و الجميع متأهب لأقل تصرف من الآخر …
الخُدعه علي وشك الانكشااااف !!!!
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺