القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية حصونه المهلكه الفصل الخامس والسادس 5🫂6 بقلم الكاتبه شيماء الجندي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

 رواية حصونه المهلكه الفصل الخامس والسادس 5🫂6 بقلم الكاتبه شيماء الجندي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 

رواية حصونه المهلكه الفصل الخامس والسادس 5🫂6 بقلم الكاتبه شيماء الجندي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 

أناتها الخافته المصحوبه بتأوهات من شفتيها الصغيره المتورمه جعلته يفيق  من غفوته أعلي الكرسي ناظراً إليها بنظرات ناعسه لحظات لتندلع نظراته  القاسيه ناحيتها ليميل علي جسدها الصغير يضغط بأنامله القويه علي فكيها  بعنف .. لكن لحظه …. هل هي محمومه !!!!

انتفض مبتعداً عنها حين اندلعت الذكريات إلي عقله المشوش بين ماضي أليم و  حاضر ملوث بآهات و أنات بريئه … عقد حاجبيه يصك أسنانه بقوة ضاغطاً عليها و  بدأ جسده بانتفاضات غاضبه حين تذكر أين رأي تلك الهيئه !!!

لم تكن سوي هيئه أمه الحبيبه الحانيه .. حين كانت تلفظ الروح فور ضربات  قاسيه من أبيه دامت لأيام … ارتفعت حرارتها حينها كانت تأن و دموعها تغرق  وجنتيها الجميله الساخنه من تلك الحمي اللعينه التي أصابت جسدها و أودت  بحياتها لتلفظ ما تبقي منها و هو يحيط وجهها بيديه باكياً عاجزاً عن  معاونتها أو اسعافها … إنه الطفل ذو العشره أعوام الذي راقب صعود روح أمه  أمام عينه إلي السماء بعد معاناه قاسيه من أيدي انعدمت منها الرحمه !!!

لم يشعر بقدميه التي قادته مسرعاً نحو المطبخ الحديث العصري جاذباً إحدي  الأطباق و المياه المثلجه و فوطه صغيره نظيفه عائداً إليها بخطوات مسرعه و  دموع خفيفه بدأت تلمع فوق لحيته المشذبه …

جلس أرضاً علي ركبتيه بجانب الفراش و أعينه تتفقد وجهها البرئ المستدير  الذي كسته حُمره قانيه.. لكنها لم تكن حمره خجلها اللطيفه … إنها حمره  مُهلكه قضت علي حياه من أحب و سوف تقضي عليها إن لم يُسعفها …

وضع الفوطه البارده كروحه المُهلكه أعلي جبينها الصغير لتشهق أثناء  غفوتها عاقده حاجبيها الرقيقين مثلها وبدأت دموعها بالهبوط لا شعوريااا ….

امتدت أطراف أنامله إلي تلك الدموع يزيحها و قد بدأت أعينه تذرف مثلها  …. لقد بكت مثلها بصمت هكذا … مال علي وجهها يهمس بكلمات غير مفهومه ..  اخترقت أحلامها أو بمعني أدق كوابيسهاا … يترجاها !!! يطلب عودتها للحياه و  مكوثها … صوت رجولي أجش يريدها أن تعافر من أجله هو و أخته ؟!!

اندفعت الكلمات من فمه هامساً وهو يعيد الفوطه البارده لجبينها ويديه تسير مسرعه بالمياه البارده أعلي وجهها :

– متمشيش ارجوكي … أنا .. أنا هحاول !! قوليلي اعمل إيه !!!!! اعالجك ازاي !! متسكتيش كده !!! ندي معايااا متخافيش نيمتهاا !!!

صدره يعلو و يهبط باختناق و قد بدأت أنفاسها تضعف أمامه ليقف صارخا يهز جسدها بقوه :

– بقولك حاااااولي .. اعمل ايييييه …. اتصررررف ازاااااااي !!

أتسعت أعينه و رأسها الصغير يعود للخلف بهدوء و سكينه و جسدها ينتفض  بفعل هزاته العنيفه لها .. وضعها أعلي الفراش جيداً و هو يدفعها بقوه  لأحضانه ممزقاً قميصها الوردي الصغير … ثم حملها إلي حمام الغرفه ويده  تُسرع بفتح المياه الباردة لتغزو جسديهما معاً و هي لا زالت مستسلمه بين  يديه …

لحظات مرت لتبدأ اخيراا السعال و فتح عينيها الرماديه شاهقه من تلك المياه المندفعه نحو جسدها الذي يرتعش بقوه الآن بين أحضانه …

تنفس الصعداء مغمضاً عينيه يستعيد هدوءه أمامها و اشاح وجهه بعيدا عنها  حتي لاتري أهدابه المبلله بدموع معاناته رفع رأسه لتغمرها المياه جيداً و  افاق علي جسدها الصغير يحاول الإفلات بضعف من بين قبضتيه …

تلك المقاومة من ذلك الجسد الانثوي الشبه عاري أمامه سوي من قطع صغير  تستر مفاتنها قليلاً أمام اعينه المفترسه الملتهبه تُزيده تمسكاً بها ….  حاولت تجميع قوتها و تغطيه جسدها بذراعيها الصغيره منكسه رأسها .. لاتعلم  بخجل أو خوف … كل ما تعلمه ان نظراته سيئه و أحضانه مرعبه !! بدأ عقلها  يستعب مايحدث !! بدأت تشعر بالمياه تلسع تلك المناطق المجروحه بجسدها  الصغير وقعت أعينها أخيراً علي ذراعيها المتورمتين لتبدأ أعينها بذرف  الدموع و جسدها ينتفض برعب وشهقات باكيه تتلوي بقوه بين يديه تحاول  الابتعاد بأي وسيله عن وحشيته و همجيته القاتله لبرائتها !!!

أغمض عينيه بقوه ثم صاح بها و هو يخرج من أسفل الدوش قابضاً بقوه أكبر علي جسدها المُغري لعينيه الجائعه لبرائتها … :

-كفاااايه !!

كلمه واحده فقط نطق بها وهو علي يقين أنها سوف تكف وها هي لم تخذل  أفكاره اللعينه لقد كفت برعب و جسدها ينتفض من كتمان شهقاتها بين أحضانه ..  انزل قدميها أرضاً و هو يحتفظ بها داخل أحضانه المبتله هامساً بابتسامه  هادئه لم تصل إلي عينيه التي استعادت قسوتها :

– مكنش ينفع اسيبك تموتي يابيبي ، لازم تعاني شويتين تلاته معايا الأول عشان محسش إني خسرت قصاد أبوكِ !

خشت الرد عليه و قد رأت حالاته الجنونيه .. أرعبها أن يعود لتعنيفها  الجسدي و صفعاته و ضرباته القاسيه المُهينه سالت دموعها بقهر تغرق خديها  الصغيرين و جسدها ينتفض واضعه يديها فوق شفتيها الصغيره تبكي برعب لما  تتعرض له علي يديه … تشعر بالخدر والوهن يتسلل إلي أوردتها و إحدي يديه  تقبض بقوه أكبر علي خصرها يجذبها بعنف لأحضانه القاسيه ..

راحت شفتيه القاسيه تعبث بمعالم وجهها المتورم بنهم و فجأة قبض علي  شفتيها يمتص رحيقها بقسوه بالغه يعض باسنانه ما تطوله من شفتيها أو رقبتها  الناعمه البضه هو حائر بين قسوه لاذعه و ماضي أليم عاجزاً عن نفض تلك  الأفكار الآن من عقله وشفتيه ترق علي جلدها أحياناً و تقسو أحياناً أخري و  كأنه يبثها صراعه النفسي .. و هي ترتجف باكيه برعب لا تفهم ماذا يفعل تلك  المره … لكن مرعب ومؤلم بجميع أحواله معاها …

حاولت بتعب إبعاد رقبتها عن مرمي شفتيه و قد بدأت يديه العابثه بجسدها  تتمادي … لتتعالي شهقاتها المرتعبه و أنفاسهما معااا … و لكن أحدهم بانتشاء  و الآخر برعب و مُعاناه !!!

صعد بشفتيه إلي شحمه أذنيها و هو يحاول ابعادها عنه و لكن خانه جسده و  رغبته تتصاعد و كأن برائتها تجذبه بمغناطيس محاولاً صم أذنيه عن اعتراضاتها  الخائفه مستغلاً صمتها المُجبر أمام عنفه !!

ليعض أذنها بقوة فخرجت صرخه عاليه منها و قد بدأت تفقد السيطره علي  أنفاسها من فرط البكاء و الرعب وتلك المذله التي تستشعرها بين ذراعيه  القويه التي تستبيح جسدها و كأنه لم يشوهه منذ ساعاات !!!

افاقته صرختها من سباته المغناطيسي بأحضانها الدافئه النافره منه و من  أفعاله المشينه ليرفع وجهه وعقله يعمل كيف يحول الموقف برمته إلي اهانه لها  ، و أخيراً نطق بقسوه و غلظه مهينه …

– جسمك متشوه جامد يابيبي ، بس لسه محتاج شويه علامات كمان عشان لوحتي تكمل !!

أغمضت عينيها وهي تبتلع إهانته و تهديده المرعب و لا تعلم وسيله واحده لردعه لتهمس له برجاء باكٍ بعد صمتها فتره :

– ارجوك سيبي في حالي وانا والله ماهقول لحد اللي حصل بس رجعني مصر ارجوووك !!

ابتسم ببرود وهو يغرس أصابعه بعنف بخصرها لتعلم أنها تزيد من انتشاؤه  المريض و انتقامه الأهوج بحالتها الضعيفه لكنها خائفه و بشده … بدأت الدماء  تسيل من أنفها من فرط خوفها ليدفعها بقوه أعلي الكرسي المبطن خلفها ينظر  إليها بغضب قائلاً :

– ايه شغل العيال ده !! روحي اغسلي وشك بسرعه !!

لاتعلم كم مره يهينها بتلك الفظاظه وقفت مرتعبه وهي تضع يدها أسفل ذقنها  و جسدها ينتفض و ذكريات أخيها الحنون تمر أمامها …. حين كانت تزورها تلك  الكوابيس المرعبه و تسوء حالتها و أنفها يذرف الدماء … لقد كان يسهر  بجانبها بعد أن يحملها إلي حمامها معاوناً إياها بتنظيف وجهها جيداً ..

غسلت وجهها و هي لاتعلم كيف توقف سيل الدماء الذي يشعره بالاشمئزاز هكذا  !!! ارتفع توترها للسماء و راحت تبكي وهي لا تستطيع ايقاف دمائها مرتبعه  أن تعود بهيئتها تلك فيوسعها ضربا بحزامها كما فعل منذ مده …

شعرت بيده تحط علي رقبتها لتصرخ باكيه برعب و هي تقول بأسي :

– والله مااعارفه اوقفه .. هحااول بس سيبني ارجوك !!!

أعاد رأسها إلي الخلف بقوه و هو يُمسك فوطه صغيره نظيفه بيده قائلاً بصرامه :

– بس اسكتي !! مش ممكن يوقف وحالتك كده !!! اهدي شويه …

هدوء !! يأمرها بالهدوء !!!! كيف وهو أمامها … سجانها و قاتل روحها !!  كيف تهدأ و هي تنتفض هكذا بين يديه من فرط رعبها !! لتسمعه يقول بقوه :

– تعرفي المكان اللي احنا فيه ده بتاع مين !!

راح عقلها الصغير يحاول تحليل كلماته وقد بدأ جسدها بالارتخاء بارهاق …  ليبتسم حين نجح بإلهائها ليوقف نزيفها و حملها مره أخري و هي لا تقاومه من  فرط الاعياء و تلك الحمي تسلب روحها …

وضع جسدها أعلي الفراش و راح يتفقد ملابسها ليُخرج قطعه صغيره حريريه  نبيذيه اللون بحمالات رفيعه وقطع صغيره بديله للمبتله أعلي جسدها ..

متجهاً إليها بخطوات هادئه يقول بنبره لم تحاول فهمها أهي جديه أم تهكميه :

– تعرفي يابيبي اللون النبيتي يجنن عليكِ ،انا بحبه اوي خلي بالك …

لم تجيبه بل رفعت أعينها المتوسله لفك أسره عنها تنظر إليه بنظرات بريئه واهنه …

بادلها بنظرات بارده يمسح جسدها الممشوق أعلي الفراش بعينيه الوقحه …  رغم أن تلك الكدمات التاركه أثر علي جسدها لازالت فاتنه كما هي !!!

جلس وهو يجذب جسدها إليه لتستقيم بجلستها داخل أحضانه باستسلام تام تسمعه يهمس أمام شفتيها قائلاً بغضب طفيف :

– تعرفي ايه اكتر حاجه بكرهها ؟! اتكلم وميتردش عليا !!

خشت من تهديده المبطن وزحف التوتر إلي عينيها و هي تنظر داخل رماديتيه القاسيه لتهمس بلا شعور منها :

– عاوزه تيم !!

ارتفعت ضحكاته وقد أنهي عمليه ارتدائها الملابس لتصعق من عدم شعورها بذلك وهو يقول لها من بين ضحكاته الرجوليه البغيضه :

– تعرفي وحشني الواد الحمقي ده ، بيعجبني خلي بالك دمه حامي كده و بيخاف  عليكِ من الهوا الطاير .. بس صدقيني يابيبي .. تيم بح ..خلاص … مبقاش  فاضيلك .. ندي تلاقيها كلت عقله خلاص !

نظرت إليه بدموع وهي تقول :

– عاوزه أكلمه بس انا مبعدتش عنه قبل كده .. ارجوك !!

نظر إليها لحظات ثم جز علي أسنانه بغضب و اقترب منها كادت تعود للخلف لكنه جذب خصلاتها مقرباً وجهها إليه يقول بصرامه :

– انا هخليكِ تكلميه فعلا .. بس لو فكرتي تقوليله حاجه و تقلبي حياه  اختي .. انا همحيكي وامحيه من علي وش الدنيا ، عارفه انا مقدرتش اجي جنبه  ليه .. عشان خاطر ندي عشان حبته ومقدرتش احرمها من حاجه بتحبها زي مابوكي  حرمها من أمها وهي لسه ف اللفه و من ابوها وهي عيله صغيره …. عشان كده كنتي  آخر حل قدامي … انا عارف انك مش غبيه ومش هتأذي نفسك و أخوكِ .. مش كده  يابيبي ؟!

هزت رأسها الموافقه و هي تتوق لسماع صوت أخيها الحنون علها تهدأ !! أو تشعر أنها ليست بمفردها مع ذلك الوحش المرعب …

⁦-***-

أخيراً .. رن هاتفه لتضيئ الشاشه باسمها ..

أسرع مجيباً عليها يهتف بصوت حنون مبحوح من أثر النعاس و هو ينتفض من فوق الفراش قائلاً :

-أسيف حبيبتي !! انتي بخير .. وحشتيني !!

أغمضت عينها و هي تحاول السيطره علي صوتها وقد تغللت إلي روحها السكينه  مع صوته الدافئ و أفاقت علي لكزه خفيفه من يده القويه لتهمس بوهن :

– ايوه ياحبيبي أنا بخير … أنت كمان وحشتني أوي ياتيم !

عقد حاجبيه من صوتها المبحوح .. هل تبكي !! صاح بقوه غاضبه :

– أنتِ بتعيطي ياأسيف !! الحيوان ده عمل فيكي حاجه !!!

لحظات مرت كالدهر عليه وقد استمعت ” ندي ” إلي اهانه أخيها لتقف مشتعله غاضبه تصيح منفعله :

– وبعدين معاك ياتيم ؟!!!!

وصل صوتها الرقيق أخيراً تهمس باطمئنان مسرعه :

– حاجه ايه بس ياتيم .. كل الحكايه إني كنت نايمه مرهقه بس ، و أول ماصحيت عرفت إنك اتصلت و قلقان قولت اطمنك …

تنفس الصعداء حين وجدها تسعل لتعدل من نبره صوتها النائم … و قال بصوت حاني هادئ :

– آسف ياحبيبتي أنا كنت عاوز اطمن عليكِ بس .. أنتِ تمام !

قلبت “ندي” عينيها بملل وجلست أعلي الفراش تضع ساق فوق الأخري متهكمه بصوت مرتفع وصل إليها :

– لا فهد أكل منها حته .. كل شويه نفس السؤال ولا اللي سايب عيله صغيره …

نظر إليها غاضباً ليستمع إلي صوت “أسيف” الهادئ تقول :

– متقلقش عليا ياتيم انا تمام ياحبيبي .. مش هطول عليك …

صمتت لحظات ثم قالت بهدوء ونبره لينه تسللت لقلبه :

– خلي بالك من نفسك ومن ندي .. وهبقي اكلمك تاني .. سلام ياحبيبي !!

استمعت إلي رده الهادئ يقول :

– خلي أنتِ بالك من نفسك و طمنيني عليكِ علي طول ولو البني ادم ده زعلك كلميني علي طول فاهمه أوعي تخافي أو تترددي ياأسيف !!!

أغمضت عينيها و سالت دموعها و هي تري ابتسامته المُتهكمه و نظراته المتسليه و هو يشير لها بيده لإنهاء المكالمه … لتنفذ قائله :

حاضر ياحبيبي … سلام !!!

ضغط علي الهاتف يغلقه ثم ارتفعت ضحكاته بصوت صاخب مرتفع للغايه و هو  يميل عليها واضعاً الهاتف مره أخري بجيبه بعد أن أغلقه تماماً يقول بسخريه  من بين ضحكاته :

– ابقي اتصلي عليه ياأسيف لو عملت حاجه ، متصلتيش ليه يابيبي !!

صمتت حزينه و أعينها تذرف دموع صامته لتصرخ باكيه حين جذب خصلاتها بشده  غير منتبهاً لجرح رأسها يصرخ بها و هو يجذبها خارج الفراش بقوه مستغلاً ضعف  مقاومتها ومرضها :

– إيه ياروح امككك متصلتيش ليه بيه ؟!! أنا اقولك عشان أنتِ جبانه  معدومه الشخصيه ، تيم هو اللي كان بيحركك ودلوقت مفيش تيم !!! في فهد !!!!

سقطت أرضاً حين إلتوت ساقها و لكنه لم يتوقف جذبها و جسدها المريض ينظف  الارضيه الرخاميه اللامعه ! حاولت رفع يدها لتخفف من وقع قبضته عليها لكن  ركلها غاضباً و قد تعالت وتيره غضبه من تلك المكالمه .. كم يشعره “تيم”  بمدي نقصه وقِلته !!!

لطالما كان المفضل لدي الجميع مثال المحبه لشقيقته … لطالما فضلته الجده عليه و تلك البريئه ضعيفه الشخصيه علي شقيقته القويه !!!

زحف جسدها الصغير أرضاً حين ترك خصلاتها بعد أن وصل إلي المطبخ الصغير  لكنه كان أسرع منها حين غرس أظافره بلحمها بهمجيه تامه و عنفوان رجولي ثم  دفعها نحو المنضده الصغير يصيح بقوه حين صرخت متألمه :

– وجعتك يااروح امككك …. تعرفي إن أمي كانت بتنزل تبوس علي رجله عشان  يرحمها !! و مكنش بيسيبها برضه !! تعرفي أنه كان فاكرها بتغري أبوكِ النجس  الوسخ بجسمها !! محدش يستاهل العذاب غيركممم !!

صفعها بقوه غير متوقعه راح يهدر بعنف و يهز جسدها يدفعها مره صوب الرخام  القاسي ليغرس بجانبها و مره صوب المنضده الحديدية لتُجرح يدها ثم امسك  خصلاتها بعنف إلي أن خرجت بعض خصلاتها بيده يقول لاهثا ببرود مصطنع لم  يتقنه حيث فضحته رماديتيه المقهوره :

– سوري يابيبي نسيت ابلغك أن المكالمه دي ليها ضريبه !!

لم تعد تشعر به .. لم تعد تريد رؤيته أو رؤيه أحد … تريد فقط أن تنتهي  حياتها الآن لتذهب بعيداً عن ذلك القاسي المُدنس لبراءه روحها .. لما تدفع  ثمن ما لا ذنب لها به !! لما هو قاسي هكذا !! اللعنه علي يوم تضحيتها من  أجلهم !! اللعنه عليه و علي أبيها و أبيه القاسي الذي فعل مثله بزوجته !!!

لم تشعر سوي وهي تهمس بتلك الافكار حين صفعها بقوه لاهثاً و كاد يتركها لكنها نطقت بوهن من بين صفعاته :

-بكرهكك ..مش مسمحااك !!

كلمات صغيره خرجت من شفتيها المُدماه أنهت عقابها !! لم تكن أول مرة  يستمع إلي تلك الكلمات … لقد استمع إليها منذ سنوات .. لقد صرخت بها تلك  البريئه بوجه أبيه … أمه ايضا شعرت مثلها .. لقد نجح بإيصالها لشعور أمه  ذات الروح الممزقة !!!

لكن لحظه لما لا يشعر بالانتصار !! ها هي تعاني أمامه !! ابنه اسوأ رجل  بالعالم !! ابنه الرجل الذي قتل أبيه وأمه !!! ابنه سارق أموالهم وآكلها !!  لتتمتع بها هي وأخيها الآن !!!

توقف سيل الأفكار لديه ليزيح خصلاته التي التصقت بجبينه زافراً بغضب و  هو يُمسكها من مؤخره رقبتها دافعاً جسدها بقوه أمامه ليفتح صنبور المياه  مغرقاً وجهها بالمياه ليتثني له معرفه أماكن جروحها بعد أن اختلطت دموعها  بالدماء بكدماتها التي فعلها بها أمس …

اغرقها بالمياه ثم ساقها إلي الغرفه و لم يُغير من وضعيه إمساكه بها يدفعها إلي المرحاض بعنف قائلاً :

– لو آخرتي هدخل اساعدك بنفسي !!

لم تنظر تجاهه دلفت إلي المرحاض بهدوء صامت تغلق الباب خلفها و قد أدركت  أنه لا مفر من عذاب قاسي في جميع لحظاتها معه … لقد انعدمت الشفقه من قلبه  لتُنهِك بروحها الهادئه يديه الإجرامية الملعونه ..

-***-

وقف “تيم” يتحدث بهاتفه إلي الجده يردف بهدوء :

– معرفش ياتيته ممكن مكسوفه تقولي .. كلميها أنتِ أو عمتي ….

مرت اللحظات و “ندي” تجلس فوق كرسي و علامات الملل مرتسمه ببراعه أعلي وجهها …صارخه داخلها ما هذا الدلال !!

أنهي المكالمه و هو ينظر تجاه الشرفه شارداً بصمت .. لقد فهم أن زوجته  تغار من حبه لشقيقته .. و ها هو يخرجها من رعبه عليها حتي لم يطلب منها  محادثه شقيقته صديقتها !!!!

اتجهت أنظاره إليها وكاد أن يسألها لما لم تطلب محادثه “أسيف” و اكتفت  بالسخريه عليها !! لكنه عدل عن ذلك .. لقد اتخذ قرار عدم إدخالها بينهم ..  ليفعل ذلك ولا يتسأل عن شيئ تجاه علاقتها بهم … !!

اتجه إليها يرسم بسمه هادئه علي شفتيه قائلاً و هو يفتح إحدي ذراعيه يستقبلها بأحضانه متسائلاً :

– خلصتي لبس كده !

ابتسمت علي الفور و انفرجت أساريرها حين لم يتحدث عن شقيقته الغاليه … لتقول مسرعه و هي تندفع إلي أحضانه مُقبِله شفتيه ثم وجنته :

– ايوه خلصت مش هتقولي هنسهر فين ؟!

هز رأسه بالسلب غامزاً لها بطرف عينه وهو يقول :

– لا مش هقولك بس مكان هيعجبك اوي …

هزت رأسها بموافقه حماسيه و هي تقول متأمله ملامحه بشغف :

– مش مهم اي مكان معاك وفي حضنك جنه ياتيم !!

انتقلت عدوي الابتسام إليه ليقبلها أعلي شفتيها ثم لملم أغراضه و لازال  يحتفظ بها بأحضانه الحانيه متجها معها إلي السهره الخاصه بهم !!!

وصلا معا إلي ذلك المطعم الراقي الفاخر !! إلتمعت أعين “ندي” من ذلك  الجو الهادئ وابتسمت تدس جسدها الصغير داخل أحضان زوجها مستمتعه بتلك  الأجواء الفريده من نوعهااا .. لا تصدق أن “تيم” جهز ليله خاصه بهم بدون  شقيقته حيث كان لا يختار تلك الأماكن دون ذوقها الرفيع الراقي !!

لكنها بعيده عنه الآن و هو لهاا وحدها كاد يسحب كرسيها لتجلس فوقه لكنها أصرت أن تجاوره بجلسته لتستبد بأحضانه الدافئه ..

استجاب لها بطواعيه و جاورته لتنطق فور جلوسها بهدوء :

– المطعم يجنن ياتيم ..

نظر لها بابتسامه محبه و أعينه تتفقد ملامحها الجميله الهادئه ثم مد يدها إلي فمه يُقبلها قائلاً بحبور :

– ولسه اول مانخلص اكل مجهزلك سهره تجنن فعلا ..

أتسعت أعينها لتحتضنه مقبله وجنته ثم اقتربت إليه بشده تهمس أمام شفتيه و أناملها تسير ببطئ علي وجنتيه و لحيته

– تعرف ياتيم عمري ما كنت مبسوطه زي دلوقت … انت كنت حلمي الوحيد وهفضل لآخر نفس مش عايزه غيرك …

أحاط خصرها يجذبها بقوه إلي صدره العضلي الصلب قائلاً بصوت خفيض هامس أمام شفتيها :

– مش هتبطلي تستغلي اني مبعرفش اتكلم زيك كده … و بعدين بلاش الطريقه دي أحسن والله أروح حالاً ونتفاهم براحتنا لوحدنا …

ارتفعت ضحكاتها الرقيقه و هي تحيط عنقه مقبله إياه أعلي شفتيه ترفع إحدي حاجبيها بشقاوه لطيفه :

– وانا موافقه .. مفيش احلي ولا اهم من أحضانك عندي !!

رفع حاجبه مبتسماً لحظات ثم وقف يشير إلي النادل و بعدها جذبها من يدها  لتقف معه مندهشه.. كلمات مقتضبه ألقاها بالفرنسيه التي يُجيدها .. ثم اتجه  بها مره أخري إلي الفندق المقيمين به يتوعدها بليله ناريه لتتعالي ضحكاتها  السعيده المنتشيه وهي تكتشف جانب جديد بزوجها لتقع بعشقه ألف مره …….

أغلق باب جناحهم ثم أدارها لتقابله بابتسامتها الخلابه ليحيط خصرها بقوه  واضعاً شفتيه أعلي شفتيها الرقيقه الصغيره و قد ذهب بها إلي عالم آخر ..  عالم خيالي لم تره سوي بين ذراعيه و داخل أحضانه أحاطت عنقه بقوه تجذب رأسه  إليها و هي تحاول مبادله قبلاته الجامحه …

هبط إلي عنقها و يديه تعبث بفستانها إلي أن جردها منه أخيراً … رافعاً  جسدها الصغير بين أحضانه و هي تحاول السيطره علي أنفاسها اللاهثه من فرط  مشاعرها و إحساسها الآن …

برقه بالغه وجدت جسدها بين الأغطيه الوثيره وةهو يطل عليها بهيئته  الرجوليه الوسيمه راحت يديها تعاونه بنزع تيشرته الخاص و شفتيها مستسلمه  لشفتيه الخبيره .. عالم سحري وردي ذهبت داخله لولا “تيم” معشوقها الأوحد  لظلت تطرق الباب أعواماً و أعوام … ناسيه تماماً من وضعت قدمها علي بدايه  الطريق … بل لاعنه تلك المكانه بقلبه لهاا قد اقسمت أن تستحوذ هي علي ما  تبقي من قلبه .. مهما كان الثمن !!!!

وقفت تراقب ذبول عينيها المرهقه من فرط البكاء و القهر لم تكن عينيها  فقط ذابله مرهقه بل أخذت روحها النصيب الأكبر … لقد اقسم الفهد بأغلظ  الأيمان علي إنهاك روحها و إنهائها …وقد فعل !!!

أصبحت تخشي المرور بجانبه .. لقد طابت جروح جسدها بعد مُعاناه مأساويه …  لكنه لا يتركها دون مذله و إهانه لروحها الطاهره وجسدها الصغير مرت أيام و  هي لا تعلم متي رحله العوده ؟! ألا يكفيه ثلاثه أسابيع بضربها و إهانتها  !!! ألم يمل من سماع شهقاتها المتتاليه و بكائها المرير ؟!! .. لقد حاولت  بشتي الطرق معه ..

نظرت إلي المرآه الصغيره المُعلقه بالمطبخ الحديث إلي تلك العلامات  الحمراء أعلي وجنتها .. بالطبع لم تكن سوي صفعاته منذ قليل .. أصبح يتفنن  باهانتها و اختراع الأسباب رغم رعبها البادي عليها دوماً منه !!

أدركت أن روحه المريضه تتغذي علي ذلك الرعب … لكن ماذا تفعل !! ما بيدها  أن تفعل و هو يخدع الجميع مقنعاً إياها أنها مدلله للغايه … فارت القهوه  لتشهق بفزع حين جذبها من خصلاتها يهدر ببرود وهو يشده قبضته بقوه علي  خصلاتها بهدف إيقاع الألم بها :

– ما هو احنا لو مش سرحانين يابيبي … مش هيحصل كده ، اشرب إيه دلوقت ؟!! مش كفايه مبتعرفيش تعملي أكل .. كمان القهوه بتبوظيها ؟!!

لم ترفع يديها لفك خصلاتها .. إن فعلتها سوف تتلقي صفعات من يديه  القاسيه العنيفه .. لقد فهمت ذلك بعد فتره من معاملته الهمجيه معها .. فقط  دموعها .. سالت بصمت و هي تحاول كتم شقهات روحها التي دهسها أسفل قدميه و  مضي فوقها … لكنه ازاحها غاضباً و يده تذهب إلي حزامه الجلدي ينزعه عن خصره  مردفاً بحده وعنف :

– انا كام مره اقول مبحبش اتكلم وميتردش عليا يا ×××× يابنت ال ×××× ؟؟!!

صرخت بوجع حين تلقت أولي جلداته العنيفه و التي بمرور الوقت تصبح أقوي و أعنف عن ذي قبل .. رفعت يديها تزحف للخلف وهي تصرخ :

– اااسفه .. اسفه …. هعمل غيرهااا !!

أغمض عينيه لحظات ثم هبط إلي مستواها لتنكمش بجسدها إلي الحائط و هي  تحتضنه برعب حقيقي مفزع و أعينها تذرف دموع تستجدي رحمه ممن عُدمت رحمته !!

ليزيح خصلاتها التي اخرجها من ربطتها بيده و نزع رباط شعرها بنعومه و  أنامله تتغلغل داخل خصلاتها الحريريه و إصبعه الإبهام يسير علي شفتيها  بليونه و رقه هامساً لها :

– لا لا يابيبي بلاش الدموع دي .. ما ستحملهاش !! مش احنا اتفقنا مش هتضايقيني وانا ومش هاجي جنبك !!

نظرت إلي عينيه و هي تشهق و صدرها يعلو و يهبط تخشي أن تصمت فيجلدها لتخرج الكلمات مبحوحه من حنجرتها :

-مقصدش !!

أغمض عينيه عنها و هو ينازع رغبته بإلتهام شفتيها في التو و الحال ..  لقد أصبحت تُثير رغباته بشده في الفتره الأخيرة .. لكن لا وألف لا ؟!!!  ماهي سوي ابنه اسوأ رجل بالعالم سوف ينهي روحها باذلالها .. و سوف تعاونه  بجبنها و رعبها منه و ضعف شخصيتها تلك !!! إنها خطه لعب عليها منذ أعوام و  لن يهدمها إلا بازهاق روحها و حسره أخيها عليها !!!!

نفض رأسها و هو يجذبها من ذراعها بعنف لتقف معه بطواعيه و نظرات مرعوبه  وهي لا تقوي علي توقع أفعاله ياله من ماكر .. داهيه متحركه !! دفعها بغضب  صارخاً بها بلا مبرر

– أدخلي زفتك اوضتك ومش عايز اشوف وش اللي خلفوكِ

اندفعت مسرعه من أمامه و هي تحمد ربها أنه لم يعنفها ككل يوم .. بل و كل  لحظه معه ….. أغلقت الباب تحاول التقاط أنفاسها المأخوذه برعب و هي تتجه  إلي تلك الشرفه المطله علي ذلك الشاطئ البديع الذي ابهرها منذ أول لحظه لها  هنا !! وقفت تراقبه بصمت إلي أن وقعت أعينها علي تلك المنضده الصغيره  المواجهه للكرسي .. هاتفهاا ؟!!

ذلك الهاتف الذي احتفظ به منذ آتيا إلي هنا .. !!! مرت أسابيع و هي لا  تُحادث أخيها !! و هو يخبرها أنه لا يتصل بها ابداا .. لكنها علي يقين أنه  كااذب أخيها لا يتركها هكذاا بدون أسباب ..

أسرعت تخطو بخفه تفتح الباب بمواربه تتفقد أين هو !! لتسمع صوت المياه  من الحمام الرئيسي الذي يجاور الغرفه .. أغلقت الباب بهدوء و هرعت إلي  هاتفها و أصابعها تعبث برعب لتصل إلي توأم روحها الحبيب لينقذها من براثن  الفهد و ليحدث ما يحدث بعدها !!

انتفض قلبها برعب من فرط التوتر و الأجواء التي تُعايشها و من دخوله  عليها بأي لحظه .. راحت تحاول ارهاف السمع لتتأكد أنه بعيد …. بعيد  للغااايه .. كم تمقته ذاك المفترس المرعب .. لأول مره تعرف شعور الكره كان  علي يديه …

توقفت أنفاسها حين استمعت إلي صوت صديقتها الرقيق يهمس بهدوء .. :

– أسيف !!

حاولت السيطره علي تلك الشهقات المصحوبه ببكائها .. لتقول “ندي” مندهشه .. :

– أنتِ بتعيطي ياأسيف ؟!

لم تستطع السيطره علي نفسها و راحت تجهش بالبكاء بصوت و هي تشعر أن نجدتها اقتربت لتقول من بين شهقاتها :

– ندي .. تيم فين !! مردش ليه !!

عقدت “ندي” حاجبيها باندهاش و قالت بنفاذ صبر من فضولها :

– تيم بياخد شاور فيه ايه ياأسيف !!

شعرت الأخري بنفاذ صبرها و خشت أن تغلق .. لتقول مسرعه برعب من خروجه و من إغلاق شقيقته بوجهها قبل الوصول لمنقذهاا :

– ندي قولي لتيم اننا في جزر العذراء البريطانيه !!! خليه يجي ياخدني يااندي !!

أتسعت أعين الأخري من ذلك المكان و لكن ارتفع غضبها عنان السماء من تلك  الفتاه المدلله السخيفه التي تريد شقيقها بعطله زواجهااا .. لتسمع همس  “أسيف” تقول :

-ندي هاتي تيم انا خايفه اخو…

انقطع سيل كلماتها حين استمعت إلي الأخري تردف برفض قاطع و صرامه :

– لا !!

أتسعت أعينها بهلع و صدمه من رفضها لتكمل الأخري وهي تنهي علي ما تبقي من أمل لدي تلك الضائعه :

– بطلي شغل العيال ده أنتِ اختارتي يبقي استحملي تمن اختيارك بلاش أنانيه و متهديش حياه اخوكِ ياضعيفه الشخصيه !!

ماذااا… !! فرغت فاهها وهي تسمع إلي صوت انقطاع الاتصال بينهم … لم  ينقطع الإتصال الهاتفي فقط … بل انقطع إتصال روحاني كان يرفرف باعلامه داخل  عالمها الوردي … الذي تحول إلي دموي أمام أعينها البريئه !!!!

هل تحادث صديقتها !! من فعلت ذلك لأجلهاااا !!! ماذا !!!! شهقت حين  وجدته خلفها و نظراته الشيطانيه المرعبه تنهش ما تبقي من روحها … لقد  دهستها شقيقته لتوهاا و لا تحتاج لسيل جارف من إهاناته المذله لهاااا …

سقطت أرضاً مغشياً عليها و أصبحت لديها أُمنيه واحده فقط … ألا تعود إلي ذلك العالم الشيطاني ابدااا

يتبع….


🫂🫂🫂🫂🫂🫂🫂🫂🫂🫂🫂

” خُذلان ! “

وقفت “ندي ” و هي تعقد حاجبيها بغضب و تطرق الأرض بقدميها بغل و حقد كيف  لتلك المدلله أن تتواقح هكذا ؟! من الواضح أنها لم تتحمل طباع أخيها .. هل  كانت تظن أنها سوف تظل بحياتها الورديه البريئه !!

ابتسمت بسخريه و هي تضغط بسرعه فوق الشاشه تزيل مكالمتها من هاتف “تيم” و هي تهمس لنفسها :

– كل واحد يتحمل تمن اختياره أنا ما صدقت أخدته .. أسفه مش هسيبه ليكِ تاني ياأسيف ..

ثم وضعت الهاتف بمحله متجه إلي الشرفه تمسك بهاتفها و هي تحاول أن تفهم  الوضعيه لدي تلك المدلله من أخيها .. لحظات ليصلها صوته الهادئ الرزين  مُتسائلاً بهدوء :

– عامله ايه ياحبيبتي ؟!

ابتسمت و هي تُجيبه بأعين قلقه من خروج زوجها بأي لحظه :

– أنا تمام ياحبيبي … أنت اللي عملت ايه بالظبط !!

وصلها صوته الهادئ و لازال يحتفظ بنبرته الهادئه يهتف باستنكار :

– أنا !!! وأنا عملت ايه متجوز وبقضي شهر العسل …

ثم تابع بمكر :

-زيك كده .. مش أنتِ مبسوطه برضه ياندي !!

ابتسمت علي الفور تقول بشغف :

– أكيد مبسوطه يافهد مبسوطه اوي .. خصوصاً إني بعمل زي مااتفقنا … تيم  مش هيوصل لأسيف دلوقت خاالص أنا بعرف اشغله … بس قولي هي مالها أنت ضربتها  تاني !!!!

استمعت إلي صوته يرد بجمود طفيف :

– ندي دي حاجه بيني و بين مراتي أظن إنك ماتحبيش اتدخل بينك و بين تيم  !! مش عشان اتجسستي عليا المره اللي فاتت و سمعتي صوتها بتعيط يبقي خلاص  هتتدخلي في كل حاجه تخصنا ..ولا ايه ؟!

عضت علي شفتها السفليه بتوتر و لم تخفي عليها نبرته التحذيريه بعد  التدخل مره أخري .. لتقول و هي تبتلع رمقها من سماع زوجها و راحت نبرتها  تتسم بالخفوت شيئاً فشيئ :

– أنا مقصدش أتدخل يافهد بس تيم لو شاف علامه واحده علي جسمها الدنيا هتتهد !

ارتفعت ضحكاته الرجوليه الصاخبه و هو يقول :

– متقلقيش مفيش حاجه هتبان .. مش أنتِ عاوزه تيم ليكِ و أنتِ اللي عرضتي عليا تبعدي تيم عنها عشان تعرفي تخليه ليكِ لوحدك !!

عقدت حاجبيها و هي تردف بخفوت :

– بس بلاش بالعنف ده يافهد .. يعني اعتقد أسيف بتسمع الكلام وشخصيتها  ضعيفه هتعرف تشكلها زي ماتحب مش محتاجه ضرب .. مش فاهمه انت بت …

انقطع سيل اعتراضها و هي تسمعه يردف بصرامه و قوة :

– ندي عاوزه تيم ولا لا ؟!

أجابته بنبره متحديه قطعيه .. و غل أنثوي بائن … :

– طبعا عاوزاه هو مزودها في اهتمامه بيها ده أول يوم لينا مكنش شايف  قدامه و كان هيتجنن عليها … تخيل أبقي في حضنه و هو بيقولي زفته أسيف ….

شعرت بتنهيده أخيها الحاره كأنه أمامها وهو يقول لها :

– شوفي ياندي انا مش فارق معايا تيم يعرف او لا .. أنا مش بخاف أنتِ  اللي خوفتي و عرضتي إنك تبعديه عن أسيف و إنه سمع نبرتها و قلق المره اللي  فاتت … لو حابه توقفي ده براحتك ..

عقدت حاجبيها تردف بسخط و غيره غاضبه :

– لا طبعاً أنت فاكرني جبانه زي اللي عندك .. أنا بعرف اخد اللي عاوزاه  وأنت حر مع مراتك … المهم مااتضرش ويجي علي دماغي … أنا روحي في تيم يافهد  لو حصله حاجه أو بعد عني هموت !!

أردف مسرعا بغضب :

– بلاش السيره دي ويلا قبل ما يسمعك زي ما سمعت اللي عندي … اقفلي عشان اشوف اللي اغمي عليها دي .. أنتِ قولتلها ايه صحيح !!

تنهدت بهدوء وقالت برويه وهي تستعد لانهاء المكالمه قبل خروجه :

-مقولتش حاجه .. فهمتها إنها انانيه يافهد وإن أخوها مش هيفضل ليها علي طول … خلاص بقي بتاعي .. !!

لحظات صمت من الجهه الأخري استمعت بعدها لصوت اخيها يقول مستفسرا :

-ندي أنتِ مش عاوزه تعرفي أسيف كانت بتعيط ليه !

صمتت لحظات وكأنها تقلب مسأله بعقلها .. لكن لا إن علمت سوف تدع مساحه  للشفقه .. هي تعلم مدي ضعف شخصيتها جيداً و أنها بالطبع لم و لن تتطاول علي  أخيها الشرس … لتقول بجمود فجأه :

– لا يافهد أنا عارفه هي قد ايه متدلعه ..

ثم أردفت بقلق مسرعه :

– تيم شكله خلص .. متنساش تقفل الزفت بتاعها .. يلا بااي …

أسرعت إلي الغرفه تجلس فوق الأريكة و هي تعبث بخصلاتها تنظر إلي الشاشه  التلفاز البلازما بهدوء .. نظرت إليه و هو يخرج بالفوطه حول نصفه السفلي و  يده تمسك فوطه صغيره لتجفيف رأسه لينظر لها مبادلها بابتسامه سريعه قبل أن  يتجه إلي هاتفه لينتفض قلبها و تراقبه بتوتر ظناً منها أنه استمع إلي رنينه  منذ مده ..

لكنه وقف يقلب به عاقداً حاجبيه ثم وضعه علي أذنه دقائق و تركه يزفر بنفاذ صبر و غضب ليُباغتها بسؤاله و هو يكمل عبثه بالهاتف :

– أخوكِ مااتصلش النهارده برضه !!

أجابته بهدوء تام و نبره ناعسه :

– لا ياحبيبي ..

نظر إليها و هو يضع الهاتف علي أذنه لحظات ليُلقيه أعلي الأريكة بغضب وهو يقول :

– أنا مش قادر أفهم قافلين الزفت ليه طيب واخدينها معاهم ليه !!

ارتفع صدره و هبط و بدأت أفكاره تقوده إلي طريق آخر .. ماذا لو كانت  شقيقته بمأزق ؟! لما يشعر بذلك الاختناق … لقد اشتاق إليها وإلي النظر إلي  عينيها البريئه الصافيه … اشتاق إلي احتضانها بين ذراعيه و هي تهمهم بخفوت  أنها لاتملك سواه !!

جلس أعلي الكرسي و هو يضع رأسه بين يديه يفكر بهدوء قبل أن يرفع رأسه إلي زوجته ناظراً لها بقوة :

– هو فهد ماكلمليش نهاائي !!

رفعت إحدي حاجبيها و قالت بنفاذ صبر :

– ياتيم بقاا انا زهقت .. يكلمني ليه وهو عارف أنه زيه زينا كلنا واخدين كام يوم نريح فيهم ونفصل عن الناس …

ثم وقفت و هي تزيح جسده للخلف قليلا ليتثني لها الجلوس فوق ساقيه محيطه  عنقه العاري مكمله بهدوء و بدأت نبرتها الأنثوية بالتلاعب بأوتار قلبه :

– مع اللي بنحبهم .. !!

ختمت قولها بقبله صغيره أعلي شفتيه .. لكن هيهات فشقيقته الصغري تقلقه للغايه الآن مستحوذه علي عقله ليقول فجأه :

– مش يمكن فهد قفل من نفسه ال..

قاطعت حديثه تردف بغيظ … :

– وبعدين معاك ياتيم أنت وعدتني إنك مش هتتكلم عنهم ..

نظر إليها لحظات بصمت و هو يفك ذراعيها عن عنقه مردفاً بهدوء وهو يوقفها ويقف معها :

– انا وعدتك اني مش هضايقك عشان غيرتك من حبي لأسيف .. لكن ما وعدتكيش  إني هنسي اختي ومش هفكر فيها.. وإلا ابقي أناني وماستاهلش انك تحبيني ياندي  … قولتهالك قبل كده بس واضح أنها مش غيره بس .. !!أسيف تبقي بنتي مش اختي  بس .. حياتها كلها في حضني و جنبي حتي المدارس لولا أنتِ كنتِ معاها كنت  متطمن طول عمرها هاديه ومبتحبش التعاملات والاحتكاك بالناس او بمعني اوضح  بتخاف .. واللي حصلها زمان للاسف اثره لحد دلوقت جواها …. بس واضح إنك  نسيتي كل ده لمجرد أنك عاوزاني ليكِ لوحدك و ده مش حب ده استحواذ …. اعرفي  إني لو نسيت أسيف و خرجتها من حياتي زي ما أنتِ عاوزه … يبقي سهل اخرجك  أنتِ كمان زيهاا… مانا ابقي ندل .. ومااستهلش حبك …

ثم ابعد جسدها الذي تجمد عنه و هو يمسك هاتفه مبتعدا به وقد بدأت أعينها  تتوتر وتدمع .. رُباه إنه عشق محفور بثنايا قلبه .. يضيئ روحه … و ها هي  تحاول اقصاء ذلك الضوء لتمر بطريقها !! انتفض جسدها و جلست فوق الأريكة  بخوف ماذا لو علم تيم بما فعلت اليوم !!

-***-

جلس يراقب جسدها المتسطح فوق الفراش و دموعها تتساقط بصمت تام لم يعد  جسدها ينتفض .. هي الآن تصارع روح بريئه داخلها تجمعت عليها نفوس وحشيه  تنهشها ، صديقتها الوحيده كانت تتفنن بإبعاد شقيقها عنها …!!! لماذا ..  ماذا فعلت لها !!! هل أبرزت حبها له بشكل زائد !! منذ أن استمعت إلي مكالمه  الاخوين الشيطانيه و هي لا تستطيع تمالك نفسها … راح عقلها يحاول استيعاب  ما قالاه … لقد كانت تعلم بضرب شقيقها لها !!!

تتلقي عقاب لما لم تفعله … تعاني بين ويلات دمار روحه بصمت .. لكن كانت  تظن أن ابنه عمها إن علمت بأفعال أخيها سوف تنهره !! تبعده عنها !! تبلغ  زوجها ليأتي و ينقذها من براثنه المتوحشه !! لكن هيهااات … لقد تلقت أكبر  صفعات حياتها للتو …

رباااه …. ما ذلك الخُذلان !!!!!

دقائق صامته مرت علي تلك الغرفه الباهته .. الشاهده علي تفتيت روحها و  دهسها أسفل أقدامه هو و شقيقته لتسمع صوته الساخر أخيراً و هو يقول بضحكات  متتاليه :

– تعرفي … أنا آخر حاجه كنت اتخيلها هي عرض ندي المساعده .. و أنها تخبي  علينا .. بيني و بينك .. مكنتش أعرف إنها بتحب تيم للدرجه دي !!

صامته .. جامده .. صماء …. بكماء … لم تتفوه بحرف واحد أمام سيل سخريته  اللاذعه .. و عقلها يفكر .. هل الحب أن تدهس من حولها !! هل الحب يجعلني  أخون و أترك من حولي يتعذب !!

استمعت إلي صوته الهامس بأذنها و هو يجذبها من ذراعيها بقوه اعتادت عليها ليعدل جسدها و يجعله مقابلا له بالفراش الوثير :

– عارفه أنا مش همد ايدي عليكِ ليه رغم إنك خونتي ثقتي فيكِ يابيبي ؟!

تابع بعد صمت قصير :

– عشان شايف إن ندي قامت بالواجب و زياده معاكِ … طول عمر البت دي  شخصيتها جامده و بتمسك في الحاجه اللي عاوزاها .. مش جبانه مهزوزه الشخصيه  وضعيفه زيك !!

نظرت إلي ابتسامته الساخره التهكميه و هو يقول :

– بس عجبتني دماغك اللي بدأت تشتغل دي .. تعرفي ندي عندها حق .. لو كنا  اتقابلنا في ظروف أحسن من دي … كنت هشكلك زي مانا عاوز بسهوله .. ضعفك ده  حلو أوي لياا .. ممتع !!!!

ارتفعت نبضات قلبها و هي لاتعلم كيف تدافع عن جسدها الصغير أمام همجيته  .. لتسمع همهمه صغيره تصدر منه و هو يمرمغ أنفه بعنقها و شفتيه تعبث بجانب  عنقها لتنتفض برعب و كادت تسقط عن الفراش ، تركها تلك المره لتلتصق بظهر  الفراش محيطه ساقيها بذراعيها برعب تنظر له بهلع و قد عادت روحها المرتعبه  إليها :

عقد حاجبيه من حالتها و هو لم يمسسها تلك المره .. لاحظ تلك النظره  المشمئزه التي رمقته بها برعب … هل يُثير اشمئزازها ؟!! تلك الحقيره سليله  الحقير القذز المتحرش بشرف أمه !!!

اندفعت الدماء بجسده و هو ينقض عليها غاضباً ممسكاً ذراعيها بعنف يصيح بهمجيه :

– قرفانه مني أنا يااروح امككك !! أنتِ اتجننتي !!!

هزت رأسها برعب بالنفي وهي لا تقدر علي الحديث إنها ذكري مريره تخشي أن  تتفوه بها بل صارت تخشي مرورها بعقلها الباطن … راحت أعينها الباكيه تتوسله  بالترك و جسدها المرتعب ينتفض بقوه انفجرت باكيه بشهقات مرتفعه تردف بخوف :

– أرجوك أنت مش فااهمني اناا اناااا بخااف !!! عاااوزه تيم !!

حاولت التملص منه و هي تصرخ بقوه مغمضه عينيها :

– سيبني ارجووك متجييش جنبي … عااوزه تيم … أرجوك ابوووس ايدك !!

راح جسدها ينتفض برعب حقيقي مُفزِع و قد استطاعت تلك الضعيفه أن تمس قلب الفهد بكلمات أمه المكرره الآن !

لا يعلم لما رفع جسدها الذي بدأ يسقط أرضاً من فرط رعبها و محاولتها  المستميته بتركه إياها !! خفت يديه تدريجياً عنها .. و هو ينظر إلي  انتفاضاتها و رعبها الذي أثار غضبه من شده ضعفها و وهنها ؟! لكنه شعر  بالقلق إن تركها مرتعبه هكذا سوف يتوقف قلبها … كلمات مطمئنه خرجت من شفتيه  بتردد و هو يعود بها إلي الفراش :

– خلاص … اهدي !! مش هلمسك !!!

نظرت له بعدم تصديق و هي ترمقه بخوف أثناء عودتها إلي محلها كما كانت و  نظراتها ثابته فوقه ترمقه بشك خوفاً أن يُباغتها بضربه .. مرت دقائق ثقيله  عليهما و هي تجلس كما كانت ضامه ساقيها الصغيره لجسدها تنظر تجاهه برعب  صامت كجرو مذعور ….

لأول مره ذلك الشعور الطفيف بالندم يطغي علي غضبه ناحيتها .. ظل واقفا  محله يرمقها بنظرات صامته إلي أن شعر أن عليه الهروب من أمام عينيها  اللوامه بصمت .. هي تخشي حديثه … لكنه طالما كان بارعا بفهم النظرات لقد  كانت طفولته كلها تفسيراً لنظرات أم مقهوره .. تذكره بها الآن تلك الصغيره  …..

اتجه إلي الأريكة أمامها و قد بات يقلق بتصرفاتها المريبه هو اقترب منها  أكثر من مره ماذا جد بالأمر لتفزع هكذا !!! جلس أعلي الأريكة يراقبها و هي  تنظر إليه بضعف و أعينها تذرف دموع ضعفها .. ضعفها أمام طغيانه تاره و  تاره أخري لحزنها من شقيقته القويه كما يدعي …

رفع جسده فوق الأريكة يتسطح علي ظهره و هو يوجه نظراته لها يقول بصرامه ارعبتها :

– لو فكرتي تكرري الحركه دي تاني اعرفي أن ده اخر نفس في حياه أخوكِ … ماهو لو مطولتكيش هطلع قرفي فيه هو ….

يعلم جيداً وقع كلماته عليها و أنها لن تفعل ما يغضبه من أجل حبها لأخيها …

انتفضت من نومتها المتكوره أعلي الفراش .. و هي تستمع إلي صراخ قوي و  هزات الأريكة أمام أعينها بالظلام الدامس … ارتعبت لتضيئ الاباجوره بجانبها  تنظر تجاه الأريكة برعب لتجده نائم ينتفض بخوف !!!!

فهد يخااف !!!!! أجل لقد أوضحت كلماته المستغيثه حالته !!! لقد كان  يترجي أحد … إنه يحدث له كوابيس مثلها !!!! هل لديه رعب منذ صغره مثلها !!  لكنه قوي .. قوي للغايه !!

بدأت صيحاته بالارتفاع لتتجه إليه بخوف تراقب العرق المتصبب من جبينه و  صوته المبحوح و تلك الدمعات الخفيفه اللامعه أعلي لحيته الكثه !! يبكي !!  هل هي تحلم !!! إنه المرعب .. هل يبكي كما ابكاها !!! هل هو انتقام رباني  لها !!! عضت علي شفتيها بخوف من حالته و هي لاتعلم هل تفعل مثل اخيها بتلك  الحاله و توقظه تعطيه بعض المياه !!!!! ام تتركه ليعاني و يتعفن بمحله كما  كان يتركها فور أن يفرغ من تعنيفه الجسدي لها ….

أفاقت من حيرتها علي صوته الجهوري الغاضب

– لا لا مش هسامحهم ابداااا .. هاخد حقكككك !!!

بلمح البصر وجدته يفتح عينيه و نظراته الغاضبه الثائره موجهه إليها  وحدها … بالطبع من سوي تلك الضعيفه يدفع ثمن مالاذنب له به .. متحملا عنفه و  قسوته …. شهقت برعب من خضتها و تلقائياً سحبت جسدها للخلف .. وقد ارتعبت  من هيئته المشعثه و جسده الغارق بالمياه و أعينه الحمراء من شده غضبه  الموجه ناحيتها .. !!

هزت رأسها بالسلب و هي تعود للخلف ..ليستقيم فجأه ممسكاً بمعصمها  بمباغته سريعه قبل أن تفر من أمامه … لتعقد حاجبيها منتفضه برعب حين في  قربها إليه هامساً بجمله واحده بأذنها :

– سمعتي إيه !!!

اتسعت أعينها هو يرعبها هكذا من أجل معرفه ما سمعته من كابوسه !!! لكنها  صرخت حين ضغط علي خصرها بعنف لتسرع قائله بنبره لاهثه من فرط رعبها  لتتفادى غضبه :

– مسمعتش غير .. مش هسامحهم و هاخد حقك !!

لحظه واحده مرت و كانت أنامله تترك أثراً واضحاً علي وجهها البض من شده صفعته …

حاولت الابتعاد و هي علي يقين أنها لم تكن سوي بدايه لغضبه الساحق لها و لجسدها الصغير .. لكنه جذب خصلاتها يصيح بعنف :

– عارف شوفت ايه يابيبي … !! شوفت أمي … و هي نايمه ميته قصادي وأنا  معرفش هي ساكته كده ليه … عارفه شوفت ايه كمان شوفت ابويا وهو بيبكي زي  الأطفال من حبروت ابوكي ال ×××× … وبيلومني عشان مافرطش في حقه !!!! تعرفي  انه كان بيقعد يبكي زمان برضه قصادي !!!! تعرفي أنه مات بحسرته بسببكم  وعشان انتوا تعيشوا مرتاحين !!! تعرفي انه حتي لما امك ماتت و كان فاكر  ابوكي هيتكسر لقاه بيفتري أكتر …. تعرفي انه كتب كل ده بدموع عينيه في  مذكراته !!!

صفعها بغضب و هي تشهق بعنف من أسلوبه المباغت اللعين :

– تعرفي إني مقهور عليه و عليها و علي نفسي !!!!!

صفعه أخري و آخري بكل كلمه …

– تعرفي إني مش عايز أعمل فيكِ كده ! بس معنديش حلول تاااااااني !!!!!  ندي هتموت لو خدت منها اخوكِ !!!!! مفيش غيرك قصاااااااادي !!!!

ذرفت عينيها دموع القهر و الخوف و الرعب مما قد تؤول إليه حالته تلك إنه  يفرغ بها شحنه غضبه من حلمه …!!! ألا يكفيه ما يفعله كانت تظنه عفا عن  روحها البريئه المُنهكه لكنه مخادع كاااذب !!!

أسقطها أرضاً يركلها و قد بدأت خلاياه تستعيد صور ذل الماضي وقهره …  بدأت الصوره تصبح ضبابيه أمامه و هو يصيح ويجأر بصوته المروع لها :

– قتلهم كلهمممممم … موتني معااهم !!!! بتطلبي الرحمه من واحد ماشفهاااش  !!!! أنتِ كان عندك أخوكِ يلحقك ويحاوطك !!!! اما ملقتششش حد …. أبوكِ  نهبناااااا و قتلهممممم !!!!

تسارعت وتيره أنفاسه و هو يراها مستسلمه لضربته و من الواضح أنها اعتادت  و لن تقاومه ابداا …. لقد قبلت دور الضحيه بصدر رحب كعادتها الضعيفه أمامه  … صرخ بها يجذبها إليه بقوه من خصلاتها و هو يصيح :

– لااا ماتستسلميش كده يابييي …. أنا هخلي ايامك كلها سوااااد و أخوكِ تحت نفس السقف بتاعنا ..

اتجه بها إلي المرحاض يدفعها بغضب صارخاً :

– نص ساعه تكوني مخلصه شاور داافى كده … عشان نرجع مصر … نفتح الموبايلات كفايه أوي كده … وصلت للي عاوزه هناا منككك !!!

لاتعلم ما الذي وصل إليه معها … لا تعلم سوي أنها ترتعب من تهديداته  لكنها سوف تعود .. سوف تري أخيها و عائلتها التي ظنت أنها لن ترااهم  ابداااا …. و ذلك أكبر حافز لها لتقف و تتحمم مسرعه … لتعود إلي أراضي  الوطن غافله عما ينتظرهااا !!!

-***-

وقف “تيم” مذهول و هو يقرأ رساله شقيقته له و التي رآها فور استيقاظه  ليبعد زوجته عن أحضانه معتدلاً يحاول الإتصال .. لكنه مغلق كالعاده !!!

زفر غاضباً و هو ينظر إلي كلمات اخبارها بعودتها للبلاد باندهاش هي إلي  أمس تغلق هاتفها من أجل لحظات فريده مع زوجها كما يزعما و الآن و بالصباح  الباكر قررا العوده !!

هب واقفاً و هو يتواصل مع مديرة أعماله ليطمئن أن الأعمال تسير علي ما يرام و لا يوجد شيئ طارئ بأحوال العمل تستدعي عوده مفاجأه ..

كانت محادثاته تحت أعين زوجته المترقبه برعب مما يحدث و لا تعلم هل هو  عرف شيئ و يتأكد منه !! هل تواصل مع أحد !! هل و هل ؟! لتنتفض من الفراش  بغضب و هي تسمعه يحجز للعوده للبلاد !!!!

صاحت غاضبه بانفعال وجسدها ينتفض بثوره عارمه :

– فيه ياتيم نرجع فين ومش معاك بني ادمه تاخد رأيها !!!

نظر لها بغضب و صاح منفعلاا :

– أنا كام مره اقولك صوتك ما يعلاش علياااا !!!! و أيوه هنرجع أسيف بعتت  رساله إنهم راجعين فجأه وأنا لازم اشوف اختي الصغيره فيها ايه !!! أحوالها  كلها بقيت غريبه من يوم مااخوكِ بقي معاها !!!

اضطرب تنفسها وهي تسأله بتوتر :

– أحوال غريبه ازاي !! واحده مع جوزها في شهر عسل عاوزها كل شويه تكلمك ؟!

ابتسم بتهكم و سخريه :

– بقي أسيف اللي مبتعرفش تقعد يوم منغيري تعرف تقفل الفون بتاعها ٣ اسابيع … إلا لو كان أخوكِ واخده منها و بيستغل طيبتها !!

أجابته ساخره و هي تعقد يديها أسفل صدرها متهمكه :

– اه تقصد ضعف شخصيتها !! يعني كلها تحليلات منك و هتلاقيها كلها غلط !

امسك ذراعها بعنف وهو يصيح غاضباً :

– أختي مش ضعيفه الشخصيه ياندي انا مش هسمحلك باي اهانات ليهاا … اللي  اسيف مرت بيه وهي صغيره أنتِ لو مكانها مكنتيش هتعيشي لدلوقت منه !!

تأوهت وراحت تذرف الدموع تعتذر عن غضبها قائله :

– أسفه ياتيم بس احنا لسه في بدايه جوازنا .. وكان نفسي اكمل الكام يوم دول معاك قبل مانرجع للزهق تاني !!

لم يجيبها من فرط غضبه و حزنه من وصفها لشقيقته بل تركها و اتجه إلى  المرحاض يصفع الباب بغضب خلفه تاركاً إياها و هي تمسك هاتفها بتوتر تدعو  سراا أن يكون شقيقها متحكم جيد بلسان البريئه …. و إلا سقطت من الهاااويه  !!

-***-

مر أسبوع و قد عاد الأحفاد إلي أعمالهم بعد أن اطمأن “تيم” علي شقيقته و  تأكد انها بخير و لم يكن هاتفها المغلق سوي للاستجمام و قد طمأنته  بنظراتها الحانيه أنها بخير .. لكن تلك الكوابيس التي بدأت تهطل عليه ..  يراها مقيده و نصل حاد فوق رقبتها و هي تنظر ناحيته بأعين مذعوزه و لكن يال  العجب لقد زينت ابتسامتها ثغرها الوردي الجميل و كأنها تطمئنه رغم رعبها  !!!

انتفض من فوق فراشه لتعتدل “ندي” بدورها و هي تراه يلهث بعنف صارخا باسم  شقيقته لتربت علي كتفه مهدأه إياه و هي تهمس له برقه و صوت ناعس :

– اهدي ياحبيبي ده كابوس أسيف بخير … !

نظر إليها لحظات صامته … هو يعلم يري تلك الفجوه فيما بينهم … يري أن  زوجته لم تعد تحادث شقيقته حتي .. بل و أن أسيف تتجنب وجودهم معااا .. و  بالطبع تتجنبه هو أيضاً و قد تعمدت “ندي” الالتصاق به طالما هو بالمنزل ….

وقف من الفراش يزيح خصلاته و هو يري إبريق المياه فارغاً .. و هو بالاصل بحاجه لاستنشاق الهواء .. !!

اتجه إلي الخارج و هو يقول بهدوء :

– اسف إني خضيتك أنا رايح اشرب …

و لم ينتظر إجابتها امسك تيشيرته الخاص يرتديه و هو خارجاً من الجناح  بأكمله .. كاد يهبط الدرج .. لكن صوت صفعه الباب القاسيه بالأعلي .. هزت  قلبه !!!

هل هو يهيأ له…. ام أنه باب جناح شقيقته !!!

قادته قدميه إلي الأعلي بخطوات مسرعه قلقه … و هو لا يعلم هل من الصحيح ما هو مقدم عليه .. لكنه يريد الاطمئنان فقط !!!

وقف بالخارج و كاد يقرع الباب لكن تلك الصرخه المدويه التي قُتلت في  لحظتها و كأن أحدهم كتمها جعلته يطرق الباب بقوه محاولاً فتحته و قد تبين  أنه موصود ليصيح صارخاً و هو يركله :

– افتح الباااب ده !!! أسييييف !!!!

لم يجد اجابه ليعيد مره أخري و قد قرر كسره صارخاً باسمهاا و قد اشتعلت  أنوار القصر و الأبواب تُفتح بأعين ناعسه من ذلك الصوت الصارخ لابنهم بتلك  الساعه المُتأخرة !!!

– أسييييف !!!!

كان أول الحاضرين” نائل ” تتبعه “ندي” و هي تحكم اغلاق روبها .. تبعتها العمه “سمر ” و العم “مراد ” و أخيراً

” الجد والجده ” اتسعت أعين الجميع وصاح “مراد” مستنكراً مما يفعله “تيم” يقول بغضب و صوت أجش يحمل آثار النوم :

– في ايه ياتيم ايه اللي بتعمله ده متوصلش لكده يااخي !!

لم يجيبه بكل كاد يعود للخلف ليكسر الباب لكنه انفتح … و خرج الفهد من عرينه !!!

ازاح “فهد” خصلاته للخلف و هو يميل برقبته بابتسامه بارده عاري الجسد يرتدي فقط بنطاله القماشي المنزوع منه حزامه !!!!!

أفاق من النظر له علي صوته الساخر :

– ايه ياتيم اللي بتعمله ده !! حد يخبط بالليل علي الناس كده !! هو الواحد ملهوش خصوصيه مع مراته !!!

نظر “تيم” إليه بنظرات حاده مستنكره و هو يردد أثناء محاوله من عينيه للنظر داخل الغرفه التي يسدها ذلك الوحش بجسده :

– فين أسيف انا سمعت صرختها من شويه !!

أغلق “فهد” عينيه بغضب و هو يقول بانفعال ساخر :

– و بعدين بقي في التهيؤات دي .. انت محتاج تروح تتعالج خلي بالك !! أختك نايمه جوا !!

عقد “تيم” حاجبيه وقد بدأ يندهش من نبرته الواثقه هل هو يتهيأ له من كابوسه لتتجه إليه “ندي” بغضب تقول بانزعاج :

– ايه ياتيم مش كابوس ده اللي يخليك بالحاله دي !! ايه الفضايح دي !!

عقد الجد حاجبيه يصيح بغضب :

– فيه ايه ماحد يفهمنا صحتونا من النوم عشان كوابيس !!! انتوا اتجننتوا !!

تأفف “نائل” و هو يتثأب مرددا بمزاح :

– انا قولت الجوازتين دول مش هينيمونا محدش صدقني !

كاد “تيم” يتحرك وزوجته تزجره بغضب لكن لحظه .. لقد لمح شيئ أحمر بيده !!!

دماء !!! اللعنه .. انها دماء صرخ متقدما منه يمسك يده بغضب :

– ده دم !!

توترت الأجواء بكلمه واحده من الأخ المرتعب .. اتسعت النظرات تجاه “فهد” الذي نفض يده بغضب و صاح به و كاد يغلق الباب :

– انت هتحقق معايا … اوعي !!!!

ركل “تيم” الباب بقوه و هو يزيحه ثائراً .. يصرخ به :

– عملت فيها ايييه !!

ازاحه للداخل و هو يتصارع معه بجسده دخلا إلي الجناح وياليته لم يدخل …  اتجهت العائله مسرعين خلفهم وعلي الضجيج بالمكان لكن شيئ واحد فقط جعل  الجميع يتوقف .. أنات ضعيفه !!

شقيقته الغاليه ..!!!! ابنته الروحيه !!!!! قطعه قلبه مُلقاه علي  الأرضيه الرخاميه الفاخره .. وجهها تكسوه الدماء جسدها الصغير مليئ  بالكدمات و أعينها اللامعه بالدموع تعافر للبقاء يقظه … شُل جسده .. و هو  يعود إلي الخلف بجسده تاركاً ذاك المفترس بأعين متسعه مذهوله و أنفاسه  توقفت عن الخروج فارغاً شفتيه من هول ما رأي !!!!

إنها أسيف الصغيره !! البريئه !!! ملكه قلبه المتوجه !! مددلته الغاليه  !!!!! مُلطخه بدمائها !!!! لم يستمع إلي تلك الشهقات و ذهول الجميع ….

ساقته قدميه إليها و هي تحاول رفع يدها أو تحريك أي جزء من جسدها … لكنه  كان مُحال بتلك اللحظه المُذله لها !!! رأت الشفقه بأعين الجميع … رآها  الجميع مذلوله و مرعوبه لثاني مره بحياتها !!!!!!!

الأولي جعلت منها فتاه خائفه تستظل بأخيها .. أما تلك الله وحده أعلم بها !!

لحظات نظرت بها داخل أعينه بنظرات مُبهمه و أنفاسها تضعف شيئاً فشيئ  شعرت بيد العمه تتجه لذراعها الذي من الواضح أنه قد كُسر تلك المره .. و  آخر مارأته هو اندفاع شقيقها تجاه ذلك المدنس يصرخ غاضباً :

– هقتلكككككك ياابن الكلبببب !!!!!!!!

لتتعالي الصرخات و الأيدي معااا وتنغلق عينيها بصمت و سكون تااام !!!!!


الفصل السابع والثامن من هنا


بداية الروايه من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


أجدد وأحدث الروايات من هنا


روايات كامله وحصريه من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


تعليقات

التنقل السريع
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS