بسم الله الرحمن الرحيم
علي مائدة الطعام ، يلتف الجميع في جو من المرح ،
الجح صادق ، مبروك ياعريس ، كانها امك دعيالك ياولد عشان تاخد القمر ده ،
ابتسمت زهرة وانتظرت رد فهد لكن 😊😊😊😊😊😊😊😊😊😊
فهد سرحان لم يسمع كلام أبيه ، ولم يعلق ، ممكن أثار دهشة زهرة ، وشعور الحج صادق بالحرج ، أمام الجميع ، لكنه أحس بالقلق على ابنه ، أراد انتباه االا ان فهد مازال على وضعه لا يشعر بأحد متمعن التفكير فيما هو ذاهب إليه مع تلك الزهرة ولما هو يكون بتلك الحالة بمجرد قربه منها ، يشعر أنه مسلوب الإرادة ، مسحور بنظرة عينيها ، ،راهب في محراب عشقها ،وما ان تلفظ تلك الكلمة في ذهنه إلا ما كان منه إلا أنه ترك الطعام، وتكلم بغضب ، وقال انا شبعت عن اذنكم ،انا طالع اجهز نفسي للسفر، وتركهم وسط ذهولهم ، من تلك الحالة التي هو عليها ،
مما زاد من حنق زهرة وتذكرت كلماته ، وتذكرت ما حدث بينهم ، إذا هو كل ما كان يفكر فيه تجاها صحيح انها رخيص ، ومن أجل ذلك طلبه ابوها ان يتزوجها
امام الجميع وقلل من شأنها واحرجه ،وهي بغبائها وضعفها أمامه أكدت له تلك الشائعة .، لكن هيهات ، لك مني يا فهد ، فبعدي عنك شيئا حتميا ، كلها مسألة وقت ،،ونهضت هي الأخرى ، واستاذنت ، وقالت بابتسامة مزيفة الحمد الله انا شبعت ، عن اذنكم اخد أبا مهدي أقعد معاه اشوية لحق اشبع منه ، قبل ما أسفر ، يا عالم هشوفه تاني كيف ومتى ،
الحاج صادق باحراج مما فعله ابنه ، طبعا يا بنتي خدي ابوكي وقعدو براحتكم الدار دارك يا عروستنا ،، على ما فهد ينزل ، اصله بيحب هو اللي يحضر شنطته بيده ،
عشان منساش ، حاجة من حاجاته ،
زهرة وقد ابتسمت لذلك الرجل العطوف، بحب وهزت راسها بتفهم ، فهو لا يعرف أنها سمعت حديثهم من قبل ، لكنها قالت بهدوء وسلاسة ، وماله هو برادة ادري بحاجته ، يا أبا الحج.
وخرجت ومعاها والدها في جنينة القصر الخلفية ، وما ان اختفت عن أعين الخدم والغفر الا وارتمت بحضن والدها تبكي بخوف وكأنها تود أن تقول له اياك ان تتركني وتشبثت بحضنه وسط بكاء هستيريا ،فان الاب السند والدفء الامان اللي بجد والدهر اللي لو انكسر اتعرينا للخلاء ، لن نجد ما يحمينا بدون غرض ولا مصلحة ،
عم مهدي بقلق احتضن وجهها ورفعه وهو ينظر في عينيها ، ليتحسس مدى صدق كلامها ، مالك يا بنت قلبي ، فيكي اية ، واخذ يكمل وهو يتلعثم بالكلام ،كأنه خائف من شيء ما ، هو فهد عملك حاجة اذاكي ردي قولي متخافيش. انا اقدر احميكي منه ومن اي حد ،
زهرة ، بعكس ما تحمله من غضب لفهد ، الا انها بداخلها احساس انه استحالة يأذيها ، ابتسمت من وسط الدموع عندما تذكرت كلماته وهو ياهزي بجنون في حضرة قربها ، فقد أيقنت نقطة ضعفه وستلعب معه علي هذه النقطة ،وسوف تستغلها لحين وجود حل آخر ، ونطقت بنفس الابتسامه لا بس انا عايزك انت مش عايزة اسافر ،
ابتسم مهدي باطمئنان ، عندما وجد تلك اللمعة في عيناها ، وقال ، سافري وعيشي مع جوزك ، وابني مستقبلك كيف ما كنتي بتحلمي ، اومال انا عملت كل ده ليه ،
عقدة حاجبيها بعدم فهم من مقصد مهدي ، لكنه طمأنها ، وقال لما توصلي هتعرفي ، بس انا كنت عايز اقولك حاجة ، حاولي تدي لنفسك فرصة تفهمي فهد ، فهد جواه انسان كويس وحنين ، بس هو اللي لابس وش الهيبة ، عايزك تطلعي الانسان الملاك اللي مدفون جواه ، و عايزك تعرفي انه في الاول وفي الاخر جوزك له حقوق وعليه واجبات ، ولازم تكون انتي البداية ، اوعي تخافي منه ، او تخبي عليه شيء ، اسمعي كلامه ، و بلاش العند من أجل العند ، فهد راجل وانا واثق انه يحافظ عليكي اكتر مني كمان ، وبرده واثق في ذكائك وعارف انك هتقدري تروديه ، 😎😎😎 ،
هزت زهرة راسها بضحكة زينت وجهها ،
راها فهد الواقف في النافذة يراقب حركة الشفاه ، وابتسم عندما رأى اشرقت الشمس على وجهها وهي تضحك ،
*****************
في المطبخ بهانه تجلس حزينة ، تحمل فوق رأسها الهم مما هي مقدمة عليه ، هي لا تعرف كيف تتصرف مع تلك المصيبة التي تحملها ، وهي لا حيلة لها في ذلك ، لكن ماذا عن تهديد ، فزاع لهم ، رددت لنفسها اكيد ربنا مش هيسبني ، وهتتحل من عنده ،
انتفضت علي صوت ، كلاكس السيارة تعلن عن الرحيل ، اخذت محتوياتها ، وذهبت ، تاركة الأمر لله الذي لا يغفل ولا ينام ،
السواق عفيفي يسأل ، يا فهد بيه مين هيسوق ، فهد سوق انت النهاردة يا عفيفي انا ماليش مزاج وأعطي له المفاتيح
فتح فهد باب السيارة وانتظر زهرة التي كانت متشبثة بحضن ابوها ، ثم خرجت إلى حضن الحاج صادق الذي كان يطمئنها و يحثها على المصابرة ، كأنه يود ان يقول لها شيء ، وقد فهمته هي وردت عليه بنفس النظرة ، ذهبت بخطوات ثقيلة ، وهي لا تعرف على أى حياة قادمة ،
نظرت زهرة الي فهد الواقف بجانب السياره و تمسك بمقبض الباب حتى أدخلها وعدل من فستانها الطويل ، بكل تواضع وركب بجانبها ، وقد لاحظت تغير هيئته بعد ما خلع تلك العبائة و ارتدا بذلة سوداء انيقة وقميص ابيض وكرافت بخطوط متعرجة تحمل اللون الأبيض مع الأسود ، فزادت من أناقته ،ووسامته ، فهي للمرة الأولى تراه بهذا الزي ، واحست بشموخه ووقاره وهيبته ، ومع ذلك لم يتكبر ان يعدل هو فستانها ولم يخجل من فعلته امام الاخرين ، فلمعت عيناها بفخر من انه زوجها ، واحست بالاطمئنان عندما نظرت الي ابوها وهو مبتسم ومعه الحاج صادق ،
ودع فهد الجميع وانطلقت السيارة ،
وكانت ورائهم سيارة أخري صغيرة
تحمل بهانه ومجموعة من البودي جارد المسلحين ،
وايضا كانت ورائهم سيارة نقل تحمل الكثير من الرجال الملثمون يتتبعون خطواته ،بدقة متناهية
إلى أن توقفت عجلات السيارة في استراحة
ونزل فهد ليأتي ببعض الاسناكس من السوبر ماركت علي الطريق ويريح زهرة التي غفت على كتفه دون إرادتها ، وقد احتضنها فهد بحب لمشاغبتها وقد التقت لها بعض الصور السيلڤي وهي في هذا الوضع وقد التف ذراعه حولها بتملك ،
احب فهد ان يجلسها بأريحية أكثر حتى لا تتعب من تلك المسافة الشاقة ، ونزل الى السوبر ماركت ، وقد أتى ببعض الأشياء مثل البسكويت والكانز والمياه والايس كريم ، وما ان وصل الي باب السيارة حتى اتسعت عيناه من هول ما راءه ،
**********************
بسم الله الرحمن الرحيم
***********
الفصل السابع من رواية عشق الفهد
للكاتبة حنان عبد العزيز
************
في مكان ما أشبه بالقهوة البلدي ، يجلس فزاع وهو ممسك هاتفه وكانه ينتظر ، شيء مهم ، واخيرا جاءه صديقة حمدان ،
حمدان ، مالك يا فزاع مش جاعد علي بعضك ليه ، كانك عملك مصيبة كيف العادة ،
فزاع ، بغضب وقد كشر عن أنيابه ، بعد عني يا حمدان الساعة دي مطيجش جنس مخلوق ،
حمدان ، يبجي كيف ماقولت عملك مصيبة
اعجل يا فزاع احنا مش جد فهد وعيلته ،
فزاع ، بغضب وقد عالي صوته ما لفت انتباه الجميع ، اني جد الدنيا ده ، ولا فهد وماية زيه يقدرو يهزو شعره واحد فيا ،
انا جادر اولع البلد ده كلها في غمضة عين ، مش فزاع الفخيدي اللي حد ياخد منه حاجة غصب عنه ،
حمدان وقد انتبه إلي نظرات الناس الي فزاع بعدم فهم لما يقوله ، انتفض وقد لسم فمه بيده وقال بصوت خافض ، اهدي ووطي صوتك ، هتودينا في داهية الله يخرب بيتك ، كأنك مجنون إياك ، ومواعيش للي بتقوله ، ده اللي انت ناوي تعمله ده تطير فيها رقاب ، كل الفخيدة ، ومالناش دية عندهم، اعقل يا ابن عمي ،
فزاع ، بعد عني اني محدش يقدر علي اني اولعها نار ،
حمدان ، وقد سحبه معه ، الي خارج المقهى ، وهو يردد اني محدش ياخد مني حاجة بتاعتي ، فاهمين يا بلد ،
وخرج مع حمدان وهو يهزي بهذه الكلمات ، علي مسمع ومرأى من أهل البلد ،
الذين أشار بعضهم بأنه قد فقد عقله من آثار تناول المخدرات ،
*******************
في دوار الحاج صادق ،
وقد احتقنت الأجواء بالتواتر ، فهم دائماً الاتصال بفهد وزهرة ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، تكلم مهدي بقلق ، موجها كلامه للحج صادق ، قلبي وكيلني على بنتي ، يا حج صادق ،
الحاج صادق ، وقد اعتلاه القلق ايضا ،
فهو يعلم ان فهد يحدثه في كل استراحة،
في الهاتف لكي يطمئن عليه ،
شرد ذهنه ، وقال ، خير ان شاء الله يا مهدي ، يا رب احفظهم يارب ، تعالي نتوضأ ونصلى ركعتين ،لله ، الا بذكر الله تطمئن القلوب ،
وذهبوا معا للصلاة ، داعين الله ان يحفظهم ،
**********************
عند فهد بعد أن آتي ببعض المأكولات الخفيفة، وخطى خطوات نحو السيارة
لكنه لمح ما يجعل قلبه يرتجف خوفا علي زهرتته ، فقد وجد سيارة تحمل ملثمين تقترب منهم ، لكنه كان سريع البديهة ، حيث سحب سلاحه وشد اجزائه ، وسحب زهرة اسفل السيارة واغلق الباب جيدا ، وأخذ يصوب على عجلات السيارة حتى اوقفها ، وفي نفس الوقت وصلت سيارة البودي جارد من الخلف ونزل منها رجال الحراسة وقد حاوطوا المجرمين من الامام والخلف ،
كالعصفور في المصيدة وقد اخذو يتبادلون الطلقات الرصاص ، فر من فر وقع من وقع ومات من مات ، سيطر عليهم فهد في لمح البصر كل هذا تحت مرأى ومسمع من زهرة حيث استيقظت من اثر أصوات طلقات الرصاص ، المزعجة حولهم ،
وعندما وجدت نفسها نائمة في دواسة السيارة ، عرفت ان فهد هو من انزلها ، وابتسمت ، لاحساسها انه خاف عليها ونظرة له بإعجاب ودهشة وفخر وهو يقف وسط المجرمين كالفهد الجائع ، لم يقدر عليه أحد ، كل من يقترب من السيارة ، يقسمه نصين بشراسة كانه راجلا خارق ، اتسعت ابتسامتها ، عندما تذكرت كلام ابوها عن فهد وعن رجولته وشجاعته وقدرته علي حمايتها ، حقا كان كلامه صحيح فقد رأت الكثير من المعارك ولكن لم تري كهذا الرجل انه لا يهاب الموت ، بل ان الموت هو من يهابه ، يقف بكل شجاعة ، وبعيون كا صقر كل من اقترب منه كان الموت نصيبه ، لكن في نفس الوقت انتباهها شيء من الخوف والرهبة منه ، فرغم من انها لا تنكر عمق حنيته إلا أنه في قسوته أشد ، قالت لنفسها وهي تحسها على المصابرة، اهدي يا زهرة هو انتي هتشوفي منه قسوة ليه ، طول ما انتي كويسة وبنت حلال ، لكنها استشعرت الخوف واتسعت عيناها ، وخفق قلبها بشدة ، وهى ترى ذلك الرجل الملقي علي الارض ، يسحب سلاحا أبيض من قدميه ويصوبه في ظهر فهد دون ان يراه ه. لانشغاله مع شخص آخر ،يحثه على الكلام
فهد يقيد رجل من يديه ويضع وجهه على الأرض ويمكث فوقه بجسده الرياضي ، واليد الاخر سلاحه يصوب بها علي راسه ، ويقول ، انطق يالا انتو مين ، ومين اللي بعتكوا ،
قال للراجل ، احنا من مطاريد الجبل ، رجالة (الحنش ، )
فهد مين يالا اللي بعتكوا ، رجالة الحنش نشاطها مخدرات ، وسلاح ، ملهاش في قطع الطرق ،
الراجل ، بس ده شغلانه طياري ، خدمة يعني ، لواحد مرفعة ، عايز يخطف مراتك ، وطلب مننا ، ده مقابل عملية كاملة ، مش هندفع فيها ملايم ، لو جبنا له مراتك ،
فهد ، وقد اشتعلت عيناه من الغضب وجز على أسنانه ، وهو يضغط على رقبته ، ويلكمه في وجه بمؤخرة المسدس ويقول ، يا ولاد الكلا… … ويسببه بابشع الالفاظ انطق وديني لو ما قلت مين اللي عايز يخطف مراتي ،لاكون دفنك حي ، انتطق ،
الرجل وهو يلمح صديقه يقترب من فهد ليطعنه في ظهره ، أراد أن يشتت انتباه فهد ببعض الكلمات ، الكذب. حتى يتمكن زميله من طعنه ، خصوصا انه يرى انشغال البودي جارد مع آخرين ، هقولك ، هو بيقول انهم بيحبوا بعض وانك اتجوزتها بالغصب ، لكن هي عايزة ومش عايزك ،
هنا خرجت زهرة من السيارة وهي قلبها ينتفض من الخوف علي فهد ، واسرعت ، ومعها حجر كبير وضربت به رأس الرجل الذي كان يريد طعن فهد وهي تصرخ ، حاسب يا فهد ،
وقع الرجل ، في الأرض ووقعت منه السكين ، وهنا انتبه فهد وقد اطلق عليه الرصاص مات في الحال لكنه انخلع قلبه عندما وجد جسد زهرة هاوي علي الارض من الخوف ترك الرجل واسرع اليها ، وفي نفس الوقت اسرع بالهرب الرجل من بين يد فهد ، لكن فهد كان الأسرع وأطلق عليه الرصاص مات في الحال ايضا ، وحمل زهرة في الحال وادخلها السيارة ، وهو يردد كلام الرجل في ذهنه ، انها تعشق غيره ، وتود الذهاب معه ، لكنه رفض الفكرة من ذهنه ، واسترجع كلام ابوه الحج صادق ، عنها وعن ابوها ،
فلاش باك ،
الحح صادق بعد ان ذهبت زهرة مع ابوها ، تجلس معه وتودعه ، ذهب الي فهد ،في غرفته ، وطرق الباب ،
فهد فتح الباب ، قال تفضل يا حج مقولتش ليا ليه وانا انزلك ، ليه تتعب نفسك ، ؟
الحاج صادق ، مافيش تعب اكتر من اللي انا حاسس بيه عليك يا والدي ،
فهد باستفهام ، الف سلامة عليك يا بوي من التعب ، مالي بس يا بوي مانا زي الفل اهو ،
الحاج صادق ، مابينش يا والدي ، تقدر تقولي ،فيك ايه ، ربنا عوضك ببنت اصل ، متربية وبنت ناس طيبين ، واخلاقها بيحلف بيها في البلد .، مالك مش مبسوط ليه يا والدي ،
فهد ، وقد انهارت حصونه أمام حنيه ابوه ، مقدرش انسي يا بوي ، ومعرفش اقول لها ولا افضل مخبي عليها علي طول ،
و هيكون ايه رد فعلها لو رفعت الحقيقة ،
خايف اكون حبيتها يا بوي ،
وخايف اعلق نفسي بيها ، ويكون الفراق شيء اساسي ، وخايف وخايف وخايف
من كتير يابوي ، يس اللي مش هقدر استحمل بعدها عني ، حاسس ان في شيء يربطني بها ونزلت دموع الفهد وارتمي في حضن أبيه ،
الحج صادق ، شدد من احتضان ابنه ،وقلبه يرتجف خوفا عليه ، لم يراه بهذه الحالة طول عمره ، قال إهداء يا والدي واستغفر ربنا ، وخليك واثق في كرمه ، وانه قادر يعوضك ،عن اللي عيشته واللي شوفته ، .
وصدقتي يا والدي زهرة كيف حته الماس ، جوهرة ، مصونة ولؤلؤة مكنونة ، حافظ عليها يا والدي ، ووعاك تظلمها ، او تاخدها بذنب غيرها يا والدي ،
اياك وظلم الولايا يا والدي ،
رجوع من الفلاش باك ،
فهد ينظر لها وهي بين يديه ويضمها بتملك ، كانه يرفض فكرة الفراق او انه يصدق كلمة مما سمع من ذلك المجرم ،
****************
متابعة يصلك المزيد
تعليقات
إرسال تعليق