القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية تمرد عاشق الفصل الخامس والسادس بقلم سيلا وليد حصريه وجديده علي مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

اعلان اعلى المواضيع

 رواية تمرد عاشق الفصل الخامس والسادس بقلم سيلا وليد حصريه وجديده علي مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


4=تمرد عاشق - البارت الخامس                      

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلّم 


اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك 

كيف أزيلك من ثنايا الروح .. كيف أخرج اسمك من بقعته المحفورة بأوردة الفؤاد .. كيف أتخلي وأترك يدك تتمسك بغيري 

أغار حقا أغار وتذوب أنفاسي بنيران مشتعلة تخرج من جوفي فتلتهم بلهيبها كل هدوئي وسكينتي 

عذرا يا عُقابي فعصفورتك تحترق 🔥🔥

كلمات مروة عصمت 

في صباح يوم جديد قضت ليلته عائلة الحسيني والألفي بالمشفي إثر إنتقال كبير أبنائهم إليها بعد إصابته علي يد مجهولين 

تتمد جواره نائمة على فراشه ممسكة يده بقوة 

فتح عيناه بتعب محاولا تذكر ماحدث قبل فقدانه الوعي وإصابته 

نظر حوله فوجد نفسه على فراش المشفى . كانت مليكة ووالدته تجلسان على أريكة بالغرفة .

حاول الإعتدال ولكن وجد نفسه مكبلا بيد أحدهم نظر فوجدها هي ملاكه الصغير تغفو علي قدمه وشعرها يغطي وجهها ومتمسكة بيده قابضة عليها بقوة 

بيده الآخرى أراد جمع شعرها حتي يري وجهها ولكنه تألم مصدرا صوت موجوع 

فاقت مليكة على آهاته أسرعت إليه 

: محتاج حاجة ياحبيبي 

: صحيها رقبتها هتوجعها ..  فين جاسر ؟ 

استيقظت والدته علي صوته فهبت من مكانها  وتوجهت إليه 


: حمدالله علي سلامتك ياحبيبي .. عامل اي دلوقتي 

أغمض عيناه ونظر إليها وأردف بإبتسامة باهتة 

- أنا كويس ياست الكل متخافيش عليا.. إصابه خفيفة.. 

ساعدته مليكة في الإعتدال رغما عن  يد غزل التي  تكبله  

نظرت مليكة إليها بإشفاق قائلة : 

منمتش خالص وطول الوقت بتعيط لدرجة إن جاسر طلب من الدكتور يديلها مهدي بس هي رفضت 

ملس على وجهها بحنان مردفا : 

غزل حبيبتي قومي رقبتك هتوجعك 

فتحت عيناها المنتفخة إثر بكائها ونظرت إليه ثم اعتدلت سريعا وملست على وجهه ودموعها سقطت بغزارة: 

جود  إنت فقت امتي .. مصحتنيش ليه ؟ عامل اي ؟ كويس ولا موجوع ؟ 

مسح دموعها بحنان: 

اهدي ياغزل اي الأسئلة دي كلها أنا قدامك كويس أهو

اتجه ببصره لمليكة وأردف متسائلاً: 

فين جاسر؟ 

- قاعد برة هو وصهيب وبابا وعمو ماجد 

طيب  نادي على صهيب وجاسر 

خرجت مليكة فلم يمر عشر ثواني ووجد الباب يدفع ويدخل منه صهيب وجاسر بلهفة وقلق  

نطق جاسر بفرحة تملأ صوته 

: حمدالله على سلامتك ياصاحبي عامل إي 

أجابه جواد : 

-بخير ياجاسر الحمد لله .. صهيب خد ماما ومليكة وغزل يروّحوا وتجهز للسفر وكمان بابا وعمو مالوش داعي قعدتكم أنا كويس وساعة كدا هروح مشوار وهاجي وراكم 

ضيق صهيب عينيه : 

رايح فين لو إنت كويس هنروّح كلنا مع بعض 

صهيب .... أردف بها جواد بغضب.

"اعمل اللي بقولك عليه.. أنا كويس" 

اتجهت نجاة إليه 

:خليك النهاردة ياجواد في المستشفى وبلاش سفر لما نطمن عليك 

- ماما أنا كويس وهنرجع النهاردة أكيد 

ريحوني بس وروحو  مع صهيب وأنا هاجي مع جاسر 

جذبت مليكة جاسر من يده 

: جواد ناوي على إيه متخلهوش يتهور ياجاسر 

ملس على يدها بحنان 

- متخافيش مش هنعمل حاجة هو بس أكيد عايز يبلغ 

نظرت إليه بعمق وأردفت 

: جاسر أنا عارفة جواد كويس أكيد مش هيسكت 

: تعالي بس روّحي وأنا معاه عمري ما هسيبه 

ملست نجاة على شعره بحنان :

ربنا يحميك يابني ويبعد عنك الشر والأذي .. متعملش حاجة توجع قلبي ياجواد 

قبل يديها مردفا : 

متقلقيش ياست الكل أنا بس هبلغ الادارة باللي حصل وهاجي وراكم 

- أنا مش همشي إلا لما يروّح معايا 

هكذا نطقت غزل ... زفر جواد بضيق أيقن أنها ستعانده رد بصوت مجهد :

غزل شايفة مليكة... قومي روّحي معها أنا مش قادر أتكلم .. نفسي تسمعي الكلام مرة واحدة 

ابتلعت غضبه ورسمت إبتسامة سمجة على محياها : 

أنا مش مروحة غير معاك ودا آخر كلام 

نظر إلى الجميع بغضب : 

حد ياخدها من قدامي بدل مازعلها 

جذبها جاسر إليه : 

تعالي يازوزو . جواد كويس وبيبرقلك اهو يعني سليم وعينه بتطلع شرار أهو شايفة 


التفتت إليه بحنق وضيقت عيناها _

حتى وانت تعبان تعرف انا صعبان عليا دموعي اللي نزلت عليك 

ضحك جميع من في الغرفة عليها 

كانت نظراته إليها تتناقض كليا مع كلاماتها التي وقعت على صدره بعجز من ردود افعالها الطفولية... وقفت وتقدمت من مليكة واردفت مستاءة منه 

والله انا غلطانة وهبلة اني سهرانة طول الوقت وخايفة عليه وهو اول مافاق عامل عنتر بن شداد 

التفتت إليه بحنق : 

حتي وانت تعبان بتبرقلي... 


ضحك جميع من في الغرفة عليها حتي جواد الذي كان يبتسم علي عصفورته الصغيرة 

جذبتها مليكة بضحك وأردفت : 

تعالي ياغلباويه...

اتجهوا للباب ولكنها قبل خروجها نظرت إليه وجدته  يلاحقها بنظراته... رجعت سريعا إليه 

وحضنته ثم همست له : 

ارجع بسرعة عشان غزالتك بتخاف عليك قوي 

ملس على وجهها بحنان :

حاضر خدي بالك من نفسك.. 

أومأت له واستعدت للمغادرة 

في تلك الأثناء دخلت فتاة أنيقة تسير بهدوء كانت هادئة الطباع تجذب من ينظر إليها 

أسرعت إلى جواد ووقفت أمامه وعينيها تغشاها الدموع 

: جواد حبيبي إنت كويس كنت هموت أول ما عرفت اللي حصلك ..  

نظر إليها بحب : 

حبيبتي أنا كويس مين اللي قالك بس وقلقك كدا... 

ملست على وجهه بحب: 

لو مقلقتش عليك هقلق على مين بس 

‏كانت تقف على باب الغرفة تنظر إليهما بنظرات عميقة الحزن والألم .. هاهي حبيبته تظهر لتتخذ مكانها بجانبه . أحست بألم في فؤادها هل ممكن ان يكون عشقها له سرابا ووهما!! 

نظرت إليه نظرة أخيرة وهي تحدث حالها كأنها تحدثه : 

"في البداية كنتُ أبكي كلما آلمني قلبي،

أتوارى لبضعة أيام دون تواصل إلا معك

كنتُ أختفي ولا أتعامل مع أحد غيرك 

الآن أعتدتُ أن أحزن وانت بجانبي  

كيف لي  التعامل والإبتسام  معك 

وكيف أخرج مايجيش صدري إليك" 


كان يتحدث إلى ندى ولكنه وجدها تقف شاردة على باب الغرفة..

عندما تأخرت ف الخروج عاد إليها جاسر ليجدها واقفة تراقب الحبيبين فأسند أخته مائلا عليها : 

يالا ياغزالي كفاية كدا .. ازيك ياندي اخبارك اي 

هوصل الجماعة وأرجعلك ياجواد 

ثم سحب أخته للخارج اتجه جاسر إليها بعدما رأى حالتها.. ولكنه عندما وجد حالة إخته نظر إليه واردف


-انا هوصل غزل وارجعلك بعد شوية ولكن قطع حديثه برفع يديه وقام بالمناداة عليها 

تعالي ياغزالتي... أحتقن وجهها بدماء الحرج عندما وجدته ينظر إليها.. سكنت لثواني وحاولت تنظيم انفاسها واتجهت إليهما ولكن جاسر همس لها 

"غزل شكلك باين عليه اوي امسكي نفسك شوية وبعدين نتكلم" 

إهتزت نظراتها لاخيها ولم تسعفها الكلمات 

ورغم ذلك امأت برأسها.. واتجهت إليهما 

دي ندى ياغزالتي ثم أشار علي غزل .. ودي غزولتي ياندى بنت أبوها 

نظرت إليها ندى من أعلاها إلي أسفلها مردفة : 

أهلا ياغزل جود مش بيبطل يجيب ف سيرتك فعلا اللي يشوفكم يقول بنت وأبوها 

كانت ندي تتحدث بثقة ومغزي 

أرادت غزل أن تضايقها فأردفت : 

أنا مميزة جدا ف حياة جود ومحدش يقدر ياخد مكاني عنده وهفضل العمر كله غزالته 

من كلماتها ونظرات التحدي أيقنت ندي أن ارتباط غزل بجواد ليست علاقة أبوية ولكنها عندما نظرت لجواد فهمت أنه لايدرك تلك العلاقة 

فأردفت بدلال : 

طبعا هو في أب بينسي ولاده دايما بيعطف عليهم وبيدلعهم عشان بيحبهم حب أبوي 

اهتزت نظرات غزل واشتعلت نيران قلبها تطالبها بالفتك من تلك الدخيلة 

كان جاسر يقف بعيدا يراقب إخته ويضغط على يديه بغضب ماذا عليه ان يفعل أخته تعشق صديق الذي بمثابة اخيها 

قلبها يكتوي بنار الحب..." صغيرة إنت حبيبتي على آلام الفؤاد"

لم يستطع على الصمود توجه إليها عندما وجدها تحاول ان تضغط على نفسها في حضرة ندي التي تتحدث أمامها برقة لجواد.... 

ولكن هل بالفعل جواد لم يشعر بمشاعر غزل إتجاه؟  

أم إنه أرجعها إلى حب أبوي منذ طفولتها 

وقف جاسر أمامها وهي ساكنة لم تتحدث 

في الوقت التي تتحدث ندى وجواد ويضكان مع بعضهما البعض 

جذب إخته بهدوء 

-تعالى ياقلبي نخرج نشم هوا.. تحركت معه كإنسانا آليا ولا تشعر بما يدور حولها... 

ولكن تيبست قدماها عندما استمعت لندى تتحدث إليه : 

وحشتني قوي ياجود أنا موافقة إننا نعمل فرحنا بعد شهر.. إنت كنت عمّال تأجل عشان إمتحانات غزل.. وغزل خلصت ونتيجتها كمان قربت تظهر 

التفتت غزل إليهما فوجدتهما متشابكي الأيدي... أغمضت عيناها بقهر ثم توجهت إلى جاسر الذي كان يتابع بصمت 

ضم أخته إليه وخرج دون كلام 

أثناء ذلك كان جواد يوجه حديثه لندى 

: ربنا يسهل ياندي .. إنتِ جاية لوحدك، ولا فيه حد معاكي 

أجابته بإبتسامة : 

لا حبيبي جيت لوحدي، شريف كان عايز يجي بس أنا رفضت" 

: ليه بس ياندى على الأقل كنت هبقي مطمن وهو معاكي، هترجعي إزاي دلوقتى 

: اممم .... همهمت بها 

يمكن أدلع على خطيبي شوية وهو اللي يوصلني أو ممكن أقعد عنده كام يوم هنا 

لفت انتباهه معني كلماتها الأخيرة والتي جعلته يقول : 

ينفع تقعدي عندنا كام يوم ياندى ومفيش ارتباط رسمي بينا ولوحدك ع الأقل حد من أهلك يكون معاكي 

جحظت عيناها بقوة : 

-إيه اللي بتقوله دا ياجود، الكلام دا كان من زمان ياحبيبي دلوقتي  الحاجات دي بقت عادي 

لوهلة صدمته بردها ولكنه ابتسم وتحدث: 

مش معاكي طبعا ياندى في كلامك دا أه ممكن نزور بعض عادي لما يكون فيه ارتباط  بس إنك تكوني موجودة لوحدك ومفيش رابط زي كتب الكتاب دا اللي مش فاهمه 

نظرت إليه بحنق واستغراب : 

أفهم من كدا  إنك بتطردني 

احتقن وجهه بدماء الحرج : 

-مش دا قصدي ياحبيبتي... أنا بقولك رأيي مش أكتر بس إنتِ عارفة مستحيل  طبعا أطردك وعلى فكرة فرحت بجيتك 

على جانب آخر في تركيا 

دخل حازم على والدته الدكتورة حسناء

: ماما فاضية ممكن نتكلم شوية 

أومأت برأسها وأشارت له بالجلوس 

-طبعا حبيبي اتفضل 

تنهد بعمق ثم نظر لوالدته وأردف متسائلاً :  

-ممكن أعرف هننزل مصر إمتى ، إحنا هنفضل كدا متغربين... عارف عمو هاشم على طول مسافر وحضرتك مشغولة ، بس أنا تعبت وعايز أرجع بلدي ، وميرنا كمان مستنية تتجوز وتقعد هنا ولا اي ... مش فاهم حضرتك الصراحة 

كانت تشعر بالخوف من ردة فعل حازم عندما أخذت قرار بعدم عودتها لمصر حتى لا تجني آلام الماضي 

أغلقت حاسوبها واتجهت وجلست أمامه : 

- "حازم حبيبي أنا معنديش وقت للسفر، وكمان إنت نسيت حاجة مهمة، مفيش حاجة بقت تربطنا بمصر، خالك وسافر أمريكا، وخالتو ليلى وقاعدة هنا، إنت عايز تنزل مصر لمين،، وكمان شغلك ياحبيبي هتخسره إنت بقيت رجل أعمال له وضعه بلاش تضيع الحاجات دي لمجرد حنين وتعاطف" 

هوت كلمات والدته عليه كصاعقة.. واحتقن وجه بالغضب 

-"مش فاهم برضو كلام حضرتك، قصدك هنفضل عايشين غرب في بلاد تانية" 

وأكمل حديثه : 

- نسيتي ولاد خالتي ولا إيه اللي المفروض نكون أقرب لهم من الغرب 

ثم وقف أمام والدته وتحدث بغضب 

- ماما أنا هسافر وأستقر هناك، وانسي إني أقعد هنا تاني 

تغضن جبين والدته بعبوس 

: قصدك هتكسر كلامي ياحازم، وبعدين ولاد خالتك مع أبوهم، مش مع الغريب 

تبسم متهكما : 

- ‏حضرتك مصدقة كلامك دا !!!

ولاد خالتي ربتهم طنط نجاة ياماما، في الوقت اللي كان المفروض إنت اللي تهتمي بيهم هي اهتمت.. بس نقول الجري ورا النجاح والشهرة تخلينا ممكن ندوس على كل حاجه..  

وقفت والدته مذهوله من حديثه 

-" انت بتقول ايه ياحازم، انا كدا في  نظرك 

زفر بضيق وكأن صفعات والدته له لم تنتهي وأردف مستاءا : 

-أنا هسافر بكرة وحضرتك براحتك، انا معنتش هقعد هنا ولا يوم تاني فهمتيني ياماما أنا كرهت الغربة، نفسي أحس بكياني في بلدي مش عايزة الشهرة دي 

جلست حسناء بعد مغادرته وبدأت تسترجع حديث إنها وتسائلت بينها وبين نفسها _

هل مافعلته خطأ؟ 

هل إبعاد أبنائها عن مصر  كان سلبي لهم؟ 

ظلت لعدة دقائق وأخيرا خرجت عن صمتها وذهبت إليه لاقناعه بوجهة نظرها 


على الجانب الاخر 

جلس صهيب في مكتبه يراجع بعض المشروعات المتعلقة بشركاتهم... دخل إليه جاسر ووجه حزينا، جلس ولم يتفوه بكلمة 

صوب نظره إليه : 

-إنت جيت ليه مش المفروض تكون مع جواد 

أخرج نفسا ثقيلا يعبأ به رئتيه : 

"جبت غزل وسبت ندى هناك معاه 

اتجه صهيب وجلس أمامه مربتا على يده ثم أردف متسائلا 

"مالك ياجاسر"؟ 

أغمض عيناه بحزن كلما تذكر حالة أخته .. قلبه حزين من أجلها شعر بعجزه ولا يعلم ماذا يفعل حتى لايستطيع البوح مع أحد بما يشعر به 

نظر بتيه لصهيب ثم أردف بهدوء :

-مفيش ياصهيب . أنا هخرح أشم شوية هوا لحد ما جواد يتصل ، ونشوف هنعمل ايه 

لحقه صهيب بتساؤل واضح : 

-من إمتى بنخبي على بعض مشاكلنا ياجاسر 

تخبط لا يعرف بماذا يجيبه... ظل ينظر إليه ولم يتحدث 

- إنت زعلان عشان غزل 

أردف بها صهيب بهدوء 

نظر إليه مستفهما لأنه ظن أنه لايعرف فحاول تشتيت تفكيره فتحدث قائلاً 

" مالها غزل"؟ 

أمسك صهيب قلمه وبدأ يطرق به على المكتب، ثم وقف واتجه الى النافذة، ونظر للخارج وهو يتحدث 

- عن حبها لجواد مثلا 

صدمة وقعت على جاسر، جعلته لايستطيع التنفس.. كيف له ان يعرف هذا؟ 

-انت ليه بتقول كدا، وبعدين كلنا عارفين حب غزل لجواد إنت نسيت إنه هو اللي مربيها 

استدار اليه صهيب ورفع حاجبه بغيظ وأردف مستاءا 

: مش هتسيبك من شغل التشتيت دا ياحضرة الضابط.. إنت نسيت إني دارس علم نفس كمان وأعرف أقيم الحالة اللي قدامي كويس.. فبلاش تستغبى نظرتي 

تنهد بضيق أمامه ووقف بجواره 

-أنا خايف جواد يعرف، أو يحس بحبها ليه 

غزل لسة صغيرة ومشاعرها متخبطة،، ممكن يكون تعلقها به هو اللي وصلها لحالة الإعجاب دا 

-وممكن يكون حب طاهر ونضيف، ويتحول لعشق كمان ياحضرة الضابط... إنت متعرفش إن حب القلوب النضيفة بيفضل معلم في القلب،، بدليل حبك لمليكة لسنين ليه متغيرش وقولنا إنه طايش، سواء عندك او عندها 

أرجع شعره للخلف بضيق وكأنه سيقتلعه : 

-أنا عاجز ياصهيب ومش عارف أعمل إيه 

تفتكر إن مشاعرها دي حقيقية!! 

زفر صهيب بضيق وتحدث متيقنا : 

للأسف ياجاسر بتحبه جدا  ودا شفته في عيونها.. اسألني أنا ياصاحبي عارف النظرات دي وحافظها كويس 

- طيب العمل هفضل ساكت عليها لحد ماتتبدل كدا وتتوجع وهي بتشوف ندى مع جواد إنت مشفتش نظرة وجعها اللي أنا شفتها لما ندى جت لجواد وقعدت مكانها جنبه 

ربت صهيب على كتفه : 

ربك يعدلها من عنده منعرفش بكرة فيه ايه. 

في هذه الأثناء كانت تقف شهيناز خلف الباب وسمعت حديثهما بالكامل... ضحكت بشماتة وأردفت 

- والله وأخيرا عرفت اللي بيوجعك ياجاسر أما أشوف هتفضل رافضني لحد إمتى 

في غرفتها تجلس تضم ركبتيها وتضع رأسها فوقهما تحدق أمامها بصمت بالغ وعيون مترقرقة بالدمع ولكنه دمع يأبي السقوط حتي لايزعج خد صاحبته يكفيها وجع قلبها 

بعد فترة قامت واتجهت إلى حمام الغرفة وتوضأت ثم اتجهت لتريح صدرها وتزيح همها 

‏فردت مصلاها ووقفت بين يدي الرحمن  بمنتهى اليقين حتى ذابت جوارحها وانشرح صدرها، وكيف لا وهو الرحيم بعباده أرحم من الأم بولدها.. جلست على السجادة فترة 

خفف عني يالله ألم قلبي، وأزل التعب عن روحي،، وأخرجه من قلبي الضعيف.. فأنا أحببته حبا جما بقدر رحمتك ياأرحم الراحمين.  .. 

قامت مليكة بالطرق عليها.. ثم دخلت لغرفتها بهدوء نظرت بأسى إليها... جلست بجوارها  ثم أردفت مبتسمة 

: حرما حبيبتي.. تقبل الله 

نظرت إليها بشرود هادئ : 

جمعا إن شاء الله ياقلبي،، منا ومنكم 

قامت بخلع إسدالها وجلست على فراشها جلست مليكة ونظرت إليها بحزن: 

-برضو مش عايزة تقوليلي مالك وايه اللي عامل فيكي كدا 

تنهدت بوجع ونظرت إلى مليكة 

-مفيش بس ماما وحشتيني... نفسي أترمي في حضنها قوي... ثم استرسلت حديثها بحزن ووجع هو حضن الأم أمان زي مابيقولوا كدا يامليكة أصل مجربتوش فكنت عايزة أعرف 

أدمعت عيون مليكة على كلماتها وأشفقت علي حال تلك المسكينة 

قبل قليل وصل جواد وندى إلى منزله ، قابلته والدته : 

-كدا ياجواد مسمعتش كلامي وجيت برضو 

ثم اتجهت بأنظارها لندى : 

حبيبتي حمدالله على السلامة... مليكة قالتلي إنك جيتي.. عاملة ايه مكنش له لزوم تعبك 

قامت ندى بالسلام عليها برقتها المعتادة: 

-هو أنا عملت إيه بس ياطنط أنا جيت أطمن على خطيبي وبعدين  حضرتك متعرفيش غلاوة حضرة الضابط عندي ولا إيه 

ملست على شعرها بحنان : 

ربنا يسعدكم ويكمل فرحتكم... يالا بقى شدوا حيلكم وإتجوزوا عايزة أشوف أحفادي 

مش كدا ياجواد...

نظر لوالدته ولكنه كان شاردا ثم أردف متسائلاً : 

-بتقولي حاجة ياماما 

جلست ندى بجواره "لا حضرة الظابط مش معانا خالص" 

نظر لوالدته : 

      فين مليكة ياماما 

: كانت هنا من شوية بس جاسر وصهيب نادولها وخلوها تروح لغزل 

وقف سريعا حتى تألم ثم تسائل "مالها غزل؟ " 

-إهدى حبيبي... مالهاش!! بس شكلها تعبت شوية وجاسر خرج مع صهيب وقال تروح عندها لحد مايرجعوا.. أصل عاصم كان هنا وشد مع جاسر كمان وكان عايز يتكلم مع غزل 

اتجه للخارج... هروح أشوف في إيه 

جواد إستنى.. هذا ما أردفت به ندى 

نظرت إليه باستياء "ممكن أعرف حضرتك رايح فين وإنت تعبان كدا" 

- ندى روحي عند ماما أنا لازم أشوف صهيب وجاسر ضروري وأطمن على غزل 

- بس إنت تعبان ياحبيبي اتصل بيهم وهم هيجوا 

: أنا مضروب في دراعي مش رجلي ياندى ممكن تدخلي دلوقتي وأنا مش هتأخر 

غادر متجها إلى منزل جاسر.. قابلته شهيناز... نظر إليها بمقت 

-جاسر فين؟ 

-معرفش!! خرج هو وصهيب من شوية 

ثم نظرت للأعلى وتحدثت قائلة 

مليكة فوق مع غزل.. ممكن تطلعلهم 

اتجه للأعلى : أنا مش مستني منك تقوليلي أعمل ايه!! 

ابتسمت بخفة وتحدثت مع نفسها: اجري ياحبيبي  عايزة أعرف بكرة هتعمل ايه لما تعرف ان الننوسة بتاعتك بتحبك 

وصل إلى باب غرفتها ولكنه أغمض عينيه بحزن ووجع  عندما استمع لحديثها مع أخته

سقطت كلماتها على قلبه شقته لنصفين 

فتح الباب بهدوء ووقف على أعتابه ينظر

إليها بقلب مفطور عندما وجد مليكة تحتضنها وتربت على أكتافها 

إعتصر عيونه بقوة حتى لا يضعف أمامها 

ولكن كيف وهو شعر بضعف العالم يحتل كيانه بعد سماع حديثها الذي أدمى قلبه 

اتجه إليهما ثم نظر لمليكة التي رأته عندما فتح الباب... سبيني مع غزل شوية يامليكة 

عندما إستمعت لصوته-شعرت بذبذات في أنحاء جسدها... رفعت عيونها الباكية إليه، ثم قامت بمسحها ووقفت


-مالوش داعي ياآبيه أنا كويسة... وازاي اصلا تيجي وانت لسة تعبان مش خايف جرحك يفتح تاني... وممكن تتعب و... 

وضع يده على شفتيها، ونظر لمليكة حتى تخرج 

نظرت إلى الأرض يهتز وجيف قلبها بسبب قربه منها. قطع شرودها عندما ضمها لصدره بحنان أبوي 

وملس على شعرها.. 

-"مكنتش أعرف مهما أحاول أعمل وأقرب منك  وارعاكي بكل قوة ليا.. يكون لسة فيه حاجة نقصاكي.. حاولت أعمل اللي أقدر عليه صدقيني عشان مشفش دمعة من عيونك الحلوين دول اللي بيخلوني عامل زي الجبل المهدود

كانت تستمع إليه مدركة مايحاول قوله هي تعرف إنه حاول بكل قوته حتى ينال رضاها ورعايتها،، ضمته بكل قوة لديها كأنها وعدت نفسها سيكون هذا آخر آحضانه.. ظلت تتشبث به أكثر وأكثر حتي غاصت داخل أحضانه

ماأجمل هذا الشعور وهي بأحضان حبيبها وأبيها وعشقها الأول ... ملس على شعرها بحنان وأردف وهي مازالت بأحضانه 

-"اوعي عقلك الصغير دا يفكرلك إني ممكن أقصر معاكي أو أبعد عنك مهما طالت بينا المسافات أو دخلت ناس تانية حياتنا

لا ندى ولاغيرها ممكن يبعدني عن بنتي الحلوة اللي ضحكتها  بتملى قلبي بهجة وسعادة" 

أخرجها من أحضانه..  ونظر داخل عيونها 

"ينفع العيون الحلوة دي تحزن وتوجع قلبي كدا" 

اعتصرت قلبها قبل عيونها ووعدت نفسها ألا تحزنه أبدا مهما كلفها حتى لو هتدوس على قلبها،، هو لا يستحق منها غير السعادة فقط "" 

في غرفة ماجد 

قامت شهيناز بالإتصال بسامح 

-سامح  عامل ايه.. شوفت اللي حصل الزفت عاصم اتقدم لغزل، والدنيا قامت حريقة... وجواد هدد يحيى وطبعا معجبوش الكلام فضربوه بالنار 

_جواد مات قصدك؟ 

- ياريت كنا ارتحنا منه... اتصاب في دراعه وغزل كانت معاه لو شوفت الرعب اللي كان فيه ماجد، تصدق صعب عليا 

-وماجد ماله، مش قولتي ضربوا جواد 

-ما دا تهديد لماجد كمان... لما يضربوا جواد الضابط يبقى ماجد لازم يخاف على بنته فهمتني 

زفر سامح وتحدث بغضب 

ويمكن يكون خاف على جواد ليحصله حاجة... أنا مش مرتاح لعلاقة جواد بماجد وبتمنى موته بأي طريقة 

-فيه مفاجأة كمان محدش يتوقعها خالص 

مش السنيورة طلعت بتحب جواد 

استاء سامح من كلامات  شهيناز 

-انتِ بتخرفي بتقولي ايه.. كلنا عارفين علاقتهم ببعض يعني دي واحدة متربية على ايده ازاي هتفكر بحبه ومتنسيش فرق السن وغزل لسة عيلة 

-زفرت بضيق وتحدثت قائلة 

واهي كبرت غزل وحبته، ناوي تعمل ايه 

- شهيناز متنرفزنيش... غزل مبتحبش حد وأنا هنزل أسبوعين كدا.. وسيبك من كلامك الأهبل دا، أنا عارف إنك بتغيرى منها 

- صاحت بقوة وأردفت مستاءة من حديث أخيها:  

-بقولك سمعت صهيب وجاسر بيتكلموا دا لو جواد عرف ممكن يتجوزها 

-انت اتجننتي بتقولي ايه... دا أنا أقتلهم هما الاتنين، غزل محدش هيتجوزها غيري 

وأكمل مسترسلا... خلصيني بس من ماجد وبعد كدا أعرف ازاي أخدها من الكل 

أنا بديله الدوا زي ماقولتلي... بس المشكلة مش في ماجد المشكلة في جاسر والمصيبة جواد، الاتنين قوموا الدنيا حريقــــ. ـــة لما عرفوا بعاصم.. وبعدين جاسر شاكك أصلا فيا، وخايفة من موضوع دوا ماجد دا ياسامح لو حصله حاجة هروح في داهية 

-متخافيش مش هيموتوا دلوقتي ومحدش هيحس بيكي المهم نخلص منه بطريقتنا، وجاسر معرفتيش توقعيه زي ماخططي 

أنا بحبه ياسامح بجد بس هو اللي رافضني عشان الزفته مليكة... بفكر أحطلها دوا من بتاع امجد 

-اياكي تعملي حاجة جنونية من ورايا.. سمعتيني.. أنا هفقل دلوقتي عندي شغل واتفقي مع ماجد إن هكتب على غزل في أسبوع فرح جواد وجاسر دا أنسب وقت وهم مش موجودين... ويبقابلوني بعدها لو بس لمحوا ضفر منها 

في فيلا يحيى الكومي 

يسير عاصم ذهابا وإيابا.. يتخبطه الخوف مما سيحدث.. دخل عليه أمنه الخاص 

-خرج من المستشفى ياباشا وكان معاه واحدة ست، وقبله بشوية جاسر بيه  والست غزل 

-متعرفش قال ايه للبوليس

-قالهم شكلهم حرامية، حاولوا يثبتوهم بس قاومهم فضربوه بالنار

توهجت عينيه بغضب حتى تحولت للون الأحمر وأردف غاضبا 

- ناوي علي ايه يابن الالفي 

دخل والده وظل ينظر له بترقب.. وتحدث بهدوء ماقبل العاصفة :

-إنت اللي بعت حد يضرب على جواد نار مش كدا 

زفر بضيق وبدأ يركل في الأشياء التي تقابله وأردف غيظا : 

-وهو لسة عايش ابن الالفي مامتش ولسة فيه الروح.. بس وديني لأكون مموته 

صفعه بشده على وجهه.. ثم تحدث قائلاً :  

كنت مفكرك أذكى من كدا.. بس طلعت غبي، إنت ليه تعمل حاجة من دماغك من غير ماترجعلي.. حمار أنا كنت بخطط لتقيل وإنت بغباءك ضيعت كل حاجه 

ضيق عيناه ونظر له مستفهما 

-مش فاهمك يابابا.. تخطيط ايه وإنت سهران طول الليل برة 

_ياغبي عندي فكرة هتخلي ماجد راسه في الأرض والزفت جواد هينطرد من وظيفته بفضيحة.. بس ازاي الأهبل رايح يموته 

ضيق عيناه وأردف متسائلاً:

- خطة ايه دي اللي كنت عايز تعملها 

- غزل دلوقتي كبرت.. وبقت خطر على جواد، احنا نستغل النقطة دي 

نستغلها ازاي يعني مش فاهم.. وايه اللي يجيب غزل لجواد في إننا نطرده بسببها 

تعالى وأنا أفهمك وشوف أبوك بيفكر  ازاي عشان لما تتجوزها وتاخد كل اللي وراها واللي قدامها تفتكر لولا ابوك مكنتش وصلت لدا 

- بس أنا بحبها يابابا 

- واللي يحب حد يسهر في الكباري طول الليل ياعاصم 

رجع صهيب وجاسر 

دخل جاسر الفيلا.. وجد شهيناز تقف علي الباب تنظر إليه بصمت فهي عندما رأته من شرفتها انتظرته.. 

- جاسر عايزة أتكلم معاك في موضوع مهم 

-مفيش بينا كلام، وامشي من قدامي.. أصل ورب الكعبة أجرك من شعرك وأرميكي من البيت دا 

رمقته بغضب وأردفت متحفزة... هتسمعني ياجاسر ماهو لما الموضوع يكون متعلق بغزل هتسمعني 

ضيق عيناه ونظر إليها مستفهما 

-"غزل"وإنتي مالك ومال غزل.. ثم تركها وخطى عدة خطوات ولكن حديثها جعله يتسمر مكانه.. عندما أردفت  

- حتى بعد ماعرفت عشقها لجواد 

استدار إليها وكان الرعب قد تسلل الى قلبه وخاصة عندما علم ماتنتويه شهيناز 

تقدمت منه عدة خطوات ونظرت داخل مقلتيه: 

ياترى جواد ممكن يعمل ايه لو عرف غزل بتحبه    


فكر معايا كدا 

صوب نظرات نارية تجاهها وتساءل بصوت قوي عميق 

وياترى الست شهيناز عرفت المعلومة القيمة دي ازاي، اممممم وهي بتتصنت على الأبواب 

ماهو دا شغل الحواري اللي جاية منه 

ثم استكمل حديثه: 

-اوعي تفكري يابت إنك بتلوي دراعي وتهددي والكلام الأهبل بتاع الأفلام القديمة دي... أعلى مافي خيلك اركبيه يارخيصة ياتربية الشوارع 

ثم تركها وغادر ورغم خطواته الواثقة وحديثه الواثق أمامها إلا أن شعوره بالضياع يضغط عليه بقوة 

جزت على أسنانها بقوة وبدأت تهذي بكلمات  : والله بقي كدا مش خايف من حاجة ياسي جاسر طيب ياجاسر أما نشوف إن ماخليتها زفت علي دماغ الكل مبقاش أنا شاهيناز

في غرفة غزل 

-غزل إنتِ مخبية عني حاجة.. حاسس إنك متغيرة ومش مقتنع بكلامك بحضن والدتك..  

أكيد موجوعة من حاجة، ماهو مايوصلكيش للحالة دي إلا إذا كنتِ موجوعة جامد.. فين غزل بنتي اللي كانت أول مايحصلها حاجة تجري عليا وتحكيلي ايه اللي تعبك حبيبتي احكيلي

رفع ذقنها ونظر داخل عيونها بعمق... مماجعلها تغمض عينيها 

زفر بضيق وشعر بانقباضة في شقه الأيسر 

سحب نفسا عميقا وتنهد زافرا : 

أنا عارف إنك في مرحلة خطر وانا أسف قصرت معاكي في الحتة دي.. ممكن يكون سهو مني، أو ممكن مفكرتش في النقطة دي 

بس عايز أقولك أنا بحاول بكل قوتي أني اتابع تفاصيلك وأي حاجة تخصك دا وعد قطعته علي نفسي زمان وهفضل ملتزم بيه العمر كله أنا مش هقولك أنا أبوكي 

عشان متكبرنيش.. إنتِ خلاص كبرتي يابت 


عشان متكبرنيش.. إنتِ خلاص كبرتي يابت ومينفعش تكوني طولي وأقولهم دي بنتي 

هقول أنا اخوكي الكبير اللي بيخاف عليكي أكتر من روحه مش أنا زي جاسر برضو ياغزل 

سكنت لثواني تحاول تنظيم أنفاسها المضطربة من سؤاله الذي أوقعها به 

فركت يديها دليلا على ارتباكها 

ظل ينظر لها  بتقيم.. هنا أغمض عيناه وحاول ان يهدأ من روعه.. ارتفعت وتيرة  أنفاسه عندما تأكد من شكوكه.. ماذا يفعل الآن؟ 

وكيف يخرج كلا منهما من مأزقه؟ 

هو يعتبرها طفلته المدللة التي راعها كأبا لها.. هل أخطأ في ذلك.. أم خطئه الأكبر أنه لم يفكر بشيئ كهذا 

وقف أمامها أخيراً وتحدث لها 

-" غزل " اللي عامل فيكي كدا أنا مش كدا "

نظرت إليه بذهول وشعرت أن الارض تميد بها حتى شعرت أنها سوف يغشى عليها.. الآن فقط شعرت بهاوية ستسقط بها 

أولته ظهرها عندما ارتجفت أوصالها 

ايه اللي بتقوله دا.. قالتها بتقطع، انت هتكون عاملي ايه يعني 

دايما جنبي وبتحسسني إني أهم فرد في العيلة حتى لو معاملتك قاسية أحيانا

ثم استدارت له 

-عمرك مافرقتني عن مليكة بالعكس كنت دايما بتحسسني إني أكتر حد مميز في حياتك . عمرك ماقصرت معايا ماتخفش من كدا 

-متغيرة من يوم ماعرفتي إني خطبت ليه ياغزل ؟ وياريت تكوني صريحة معايا.. دي آخر مرة أسالك 

تهدجت أنفاسها باضطراب وبدأ صدرها يعلو ويهبط بانفعال عندما علمت أنه فضح أمرها وبات الشك يقين 

أنقذها جاسر عندما فتح  باب الغرفة ودخل 

-"جواد" إنت هنا من امتى وفين مليكة؟ 

نظر إليه جواد مستاء : 

في حد يدخل كدا من غير مايخبط ياحمار 

وايه إنت هنا دي، هو أنا أول مرة أجي ولا ايه 

نظر جاسر إلى أخته بشك وتحدث : 

أبدا أنا بس استغربت إنك تعبان وتيجي وبعدين كانت مليكة هنا.. أما ليه مخبطش عشان سمعت صوتك بس، فأكيد مش هستأذن 

فيه حاجة ولا ايه ومالها غزل؟ 

إنت اللي هتجاوبني على السؤال دا ياجاسر مالها غزل 

أنا  بحب واحد ووحشني لإني بقالي فترة مشفتوش.. هذا ما أردفت به غزل سريعا دون تفكير حتى تقطع أمامه شكه بها أو يقينه بحالتها وربط ذلك بخطبته لأخري

ضيق عيناه ونظر متسائلاً بهدوء يسبق العاصفة : 

سمعيني كدا قولتي ايه..

عايز أسمع أصل الإصابة تقريبا كانت في وداني مش في دراعي

اهتزت نظراتها أمام ثورته الطاغية حتى وقفت الكلمات ولم يسعفها النطق 

فركت يديها ونظرت لجاسر : 

- مش كدا ياجاسر، أنا قولت لجاسر وهو قالي بعد ماننزل القاهرة هيتعرف عليه 

نظر بذهول لجاسر : 

البت دي بتخرف بتقول اي ياحليتها 

نظر بقيلة حيلة لغزل التي وضعته في مأزق... ولكنه علم أن جواد شك بها تحمحم بحرج ونظر لجواد : 

أنا كنت هقولك بس كنت مستني نرجع القاهرة 

وو

قاطعه كالثور الهائج : 

اخرس مش عايز أسمع صوتك.. 

طرق باب الغرفة صهيب ودخل بمزاحه كالعادة 

-بيقولوا غزالتي تعبانة ياناس، فجيت لها بزيارة، ايه رأيك يابت يازوزو في شوية قشر الموز اللي جيبهمولك.. ولكن قطع حديثه عندما وجد جواد يقف ويواليه ظهره وكأنه يتنفس بعنف، وجاسر ينظر اليه بحزن 

-فيه ايه مالكم   مش عجبكم زيارتي، ثم رفع حاجبه لغزل 

- عملتي ايه في فرسان العيلة يازوزو 

نظرت للبعيد ولم تنظر لصهيب... اتجه اليه جواد بخطوات سُلحفيه... ونظر داخل مقلتيه بغضب 

- انت كنت عارف مش كدا 

ضيق صهيب عيناه ناظر لجاسر، واردف متسائلا: 

- كنت عارف ايه!! 

صوب نظرات ﻧــ. ـارية إلى غزل وأشار باستهزاء: 

-إن الامورة  عاملة حبيّبة وبتحب 

نظر بصدمة لجاسر...

- مين قاله عرف إزاي 

ركل جواد المقعد بعنف 

- الله، الله.. يعني انا الاهبل اللي في العيلة معرفش... برافو ياحيلتها منك ليه 

نظر صهيب اليه واردف 

- جواد استنى، انت فاهم غلط... ان شاء الله اعدم شهيناز انا لسة عارف قريب 

لسة جاسر قايلي النهاردة.. قاطعه جاسر رافعا حاجبه بالا  ينطق 

- انا فعلا لسة كنت بقول لصهيب لما ننزل القاهرة عايزين نتعرف على الشاب اللي غزل معجبة بيه اردف بها جاسر لصهيب بمغذى.. 

ضيق صهيب عيناه ناظر لجاسر 

شاب مين هي سابت جو... ركله جاسر في قدمه 

اتجه جواد لصهيب مضيقا عيناه 

انت بتقول ايه يالا.. نفسي مرة واحدة تكون عاقل وافهم منك حاجة 

وقفت أخيرا من صمتها 

ممكن اعرف سيادة الضابط ماله، عمّال يحاسب في الكل ليه، ايه يعني لما حبيت واحد وحبني، ليه محسسني ان الدنيا اتهدت، انت مالك اصلا محدش له الحق يحاسبني... انا كبرت ومحدش له حكم عليا 

وانت لما رحت حبيت حد وقف وقالك عملت كدا ليه.. انا حرة ياجواد سمعتني 


رعشة قوية اصابت جسده بالكامل بعدما استمع لحديثها... صدره يستعيـ. ـر مثل البركان... لوهلة صدمته بردها 

لثوان كان الصمت يعم الغرفة الذي يتنافى مع صدمة كلا منهما 

ابتسم بحنق قبل ان تقسو عيناه وينظر إليها نظرات مرعبـ. ـة ووصل إليها بخطوة واحدة ثم رفع سبابته أمامها 

- عارفة نفسك اللي بتتنفسيه دا من حقي انا، وبقولك أهو قدام أخوكي الحيلة اللي عرف يضحك عليا،، قسما عظما لأربيكي من أول وجديد، وأعرفك إزاي توقفي قدامي بكل بجاحة وتتكلمي بقلة ادب كدا... وعايز أعرف إزاي حياتك دي وانتِ حرة فيها.. ومن النهاردة ألمحك قدامي هوريكي عذاب عمرك ماكنتي تتخيليه مني وشوفي مين اللي هيرحمك مني ياغزل 

- توجه بنظره لصهيب وجاسر 

-شوفتم أخر دلعكو فيها، مبسوطين، برافو 

البت دي يتاخد منها تليفونها 

اتجهت اليه وبدأت تضربه في صدره حتى اصابته موضع جرحه... انت مين، مفكر الكل يقولك آمين، انا مش هسمع كلامك بعد كدا سمعتني مش هسمع كلامك اردفت بها بصوتا صاخب 

اقترب منها وأمسك يدها بعنف حتى تألم من موضع جرحه الذي بدأ ينزف 

اضربي كمان اضربي.. حسابك بقى عسير معايا من يومين تقوليلي القلب فاضي.. حب ايه يابت اللي بتقولي عليه بتكدبي عليا وتشتغليني ياغزل ... وجاية تقولي حياتك وانتِ حرة 

ثم دفعها على جاسر بقسوة

متخرجش من باب أوضتها 

نظر جاسر إليه بذهول عندما وجد قميصه به قطرات دماء

جواد استنى جرحك بينزف.. رفع إصبعه أمامه : ملكش دعوة خليك مكانك 

دقيقتين وتحصلني، ورانا مشوار 

ثم صوب نظراته لصهيب الذي يقف صامتا 

-وانت يافلانتينو زمانك.. خليك مع الامورة واسيها  لفراق حبيبها عنها ولا أقولك اتصل بيه اصله واحشها.. هاتي تليفونك يابت 

لم تستمع لحديثه تنظر فقط   موضع جرحه أسرعت إليه ووقفت أمامه ووضعت يديها على جرحه : 

جود استنى الجرح..... 

اخرسي وابعدي عني  وبعدين اسمي آبيه جواد إياكي تتمادي ثم  أخذ تليفونها وقام بدفعها  بقسوة وخرج 


سار بخطوات متخبطة وبدأ يبتسم باستخفاف : وأنا الأهبل كنت مفكرها بتحبني أتاريها خايفة مني لأكشفها 

ولكن قبل خروجه من بابا الفيلا أوقفته شهيناز :  

جواد فيه موضوع مهم لازم أكلمك فيه 

نظر إليها بشك ثم أردف متحدثا 

موضوع عن ايه؟ 

"غزل!!


تمرد عاشق - البارت السادس =

     بسم الله الرحمن الرحيم 

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم 

اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك 

‏في أعماقنا رعد وبرق وعواصف وأمطار، لا تُشير اليها الأرصاد الجوية ....أبداً.. 

كلمات مروة عصمت 

في صباح يوم جديد نثرت الشمس أشعتها الذهبية لتفرش الأرض بنورها متوسطة السماء لتعلن بداية حياة جديدة وفرص جديدة .. 

كانت الجميلة نائمة بهدوء بعد ليلة أرهقتها ف تفكير لاينتهي جعلها لاتنعم بنوم هانئ 

تسلل شعاع الشمس مداعبا وجه الجميلة فقامت بوضع يدها على عينيها لإبعاد شعاع الشمس عنها لتكمل نومها ولكن صوت العصافير أزعجها فاستسلمت للنهار وقامت تهمهم بكلمات هامسة 

"قومي بدل مايجي جاسر ويشدك من شعرك زي كل يوم" 

وقفت واتجهت إلى المرحاض.. وبعد دقائق انتهت من أداء فرضها 

استمعت لطرقات خفيفة علي باب الغرفة فأذنت للطارق بالدخول .. فدخل جاسر يحدثها دون النظر إليها 

- جهزي نفسك عشان هنرجع كلنا النهاردة.. 

‏نظرت للأرض بخجل و أسرعت تمسك يد أخيها محاولة الإعتذار منه عما بدر منها أمام جواد وأنها وضعته في وضع حرج معه 

-أنا آسفة ياجاسر مكنش قصدي أحرجك مع جواد بس كنت عايزة. عاااايزة 

استدار لها جاسر وتنهد زافرا ثم رفع ذقنها ومسد على شعرها بحنان 

-ولا يهمك حبيبتي.. المهم إنتِ عاملة ايه  

-‏ايه رأيك نسافر بكرة نهرب أنا وانتي من ورا الكل 

-وضعت رأسها في حضنه وتنهدت بحزن : متخافش علي أختك كويسة وجامدة، وإن شاءلله هقوي نفسي 

ثم رفعت رأسها وأكملت حديثها 

-عارفة إنك بتقول كدا عشان محضرش خطوبته مش كدا 

-‏ثم أولته ظهرها 

أيوة ياجاسر إنت عندك حق أنا حبيته بس غصب عني.. والله غصب عني، بس هعمل زي ماقولتلي هحاول ماعرفوش وهعمل زي ماقولتله امبارح هو هيضايق شوية، بس أحسن ماجرحه.. 

ضمها جاسر بين ذراعيه مربتا علي كتفها قائلا : 

بكرة هتروحي الجامعة وتشوفي أحسن منه مليون مرة.. هو إنت قليلة يابت يازوزو ولا إيه 

ضحكت باستخفاف : 

هنشوف الموضوع دا بعدين

‏ هو إحنا هنسافر امتى وندى هنا ولا مشيت 

مط شفتيه للأمام 

-لسة البوص مقلش هنمشي إمتى.. ندى هنا وخرجت مع جواد من نص ساعة كدا 

-غزل انسي ياقلبي وخليكي دايما فاكرة إن جواد بالنسبالك زيي.. يعني مستحيل يفكر فيكي، وكمان حتى لو فكر هيكون صعب 

الفرق بينكم كبير 

كتمت غزل وجعها داخل صدرها ونظرت لأخيها بابتسامة 

-أنا وعدت نفسي امبارح  إني أتخطاه.. وبوعدك كمان وهعمل زي ماقولت يمكن ربنا شايلي الأحسن 

ترددت غزل في سؤالها عنه ولكن قلبها لم يطاوعها 

-جرحه عامل ايه ياجاسر قلقانة عليه قوي

- كويس ياحبيبتي.، متخافيش عليه 

قبل جبهتها :

- ربنا يرزقك راحة البال ياحبيبتي 

❈-❈-❈


في فيلا ناجي 

تجلس بثينة تحتسي قهوتها وتنظر في ساعة يدها تنتظر أحدهم 

وبعد دقائق دخل شاب في أوائل العشرينات مع الحارس الشخصي لها 

-دا هيثم ياهانم واحد من شيلة سيف الألفي وبيكروه قد عنيه... ودا أضمنهولك بعمري 

أشارت له بيدها للإنصراف ، ثم نظرت لهيثم بتقييم وتحدثت قائلة:  

تعرف ايه عن سيف الألفي ، عايزة كل معلومة عنه الصغيرة قبل الكبيرة!! 

-شوفي أنا وهو مش قريبين من بعض قوي ، بس صاحبي أنتيمه وقريبين من بعض جداً ممكن أعرفلك بسهولة تفاصيل حياته كلها 

-شاطر ياهيثم ، ثم نظرت في ملف بيديها إنت في كلية هندسة.. واو يعني سيف هندسة برضو 

-أيوة في سنة رابعة والأول على دفعته دايما ، بس واد بارد وحاطط مناخيره في السما وله أخ ظابط بيقول يا أرض اتهدي ماعليكي قدي 

- اممممم إنت شوفت الضابط دا 

نظر لها هيثم وأردف بخبث : 

- أومال إيه كل يومين عندنا في الجامعة... ولو عاوزة أعرفك مواعيده معنديش مشكلة 

شملته بنظرة متهكمة : 

- لا ياحبيبي ملكش دعوة إنت بالموضوع دا ، أنا عايزة منك تقرب من سيف على قد ماتقدر ... تعمله حتى عجين الفلاحة عشان يحبك 

حك ذقنه ثم ضيق عيناه وأردف متسائلاً :  

والمقابل ايه؟ 

-تعجبني ياهيثم ، أنا مش هلف وأدور معاك ، أنا عايزة منك خدمة وقت ماتخلصها هديلك ربع أرنب ايه رأيك 

-أعرف نوع الخدمة الأول وبعد كدا نتكلم في السعر 

-إنت مصدق نفسك إنك في كلية هندسة 

ضحك هيثم قائلاً :

-   بيقولوا كدا 

ماشي ياهيثم هقولك بس مش دلوقتي لازم تقربلي منه وبعد كدا تاخد الأوردر مني ، ودلوقتي اتفضل

❈-❈-❈

في محافظة الفيوم 

يجلس في شرفته  في الصباح الباكر بعد تأديته لصلاة الفجر  ينفث دخان سيجاره بغضب كلما تذكر حديثها.. تغلي دمائه حتي أوشكت رأسه علي الإنفجار 

نظر إلى شرفتها وجدها مغلقة ومازالت مظلمة... كاد يختنق ولا يعلم سبب اختناقه 

أخذ شهيقا عميقا ثم زفره ببطئ.. وبدأ يحدث حاله 

-أنا ينضحك عليا من عيلة ماشي ياغزل، والله لأطلع دلعي عليك كله سواد علي دماغك .. عشان تعرفي تخبي عليا كويس.. تذكر 

** فلاش باك 

كان ينتظر أمام مدرستها وهي في الصف الثالث الإبتدائي 

خرجت غزل تنظر للمشرفة المسؤولة عن حافلة التوصيل الخاص بمدرستها وهي تنتظرها أمام الحافلة

-غزل حبيبتي أخوكي مستنيكي جاي ياخدك النهاردة...

-‏

-‏نظرت حولها وجدته متجها إليها عندما رأها خرجت 

فتح ذراعيه إليها.. فأسرعت إليه ترتمي بأحضانه :  

أبيه جود إنت جيت امتى؟ 

قبلها على خدها بقوة محتضا إياها وأردف مبتسما 

-وحشتيني يازوزو  ... عاملة ايه 

بدأت تلعب في شعره... وإنت كمان وحشتني قوي ينفع كدا غبت كتير عن غزل 

حملها وأخذها على سيارته 

- آسف حبيبة جود كان عندي شغل كتير.. تعالي نستنى مليكة لما تخرج أنا كلمتها قالت عندها لسون كمان وهتنزل.. إيه رأيك نخرج أنا وإنتي ومليكة ونروح الملاهي النهاردة 

-لا أنا وإنت بس مليكة خليها تروح مع صهيب وجاسر هي بتخرج معهم على طول بس أنا أروح معاك لوحدى 

ابتسم جواد علي تملك تلك الصغيرة : 

حبيبتي هي كدا هتزعل عشان أنا أخوها برضو ولازم نخرج احنا التلاتة مع بعض... احكيلي عملتي ايه في المدرسة الفترة اللي فاتت 

- مطت شفتيها للأمام : 

- ‏بس متزعلش مني 

ضيق عيناه مستفهما 

- عملتي ايه يازوزو؟ 

وضعت يديها على وجهها : 

ضربت ولد في الكلاس عشان بيقولي إنتِ حلوة ياغزل ، وكان عايز يبوسني.. مش إنت قولت اللي يضايقك اضربيه 

جحظت عيناه وحاول أن يهدأ من روعه نظر لها بهدوئه المعتاد المتزن : 

-وبعدين الميس عملت ايه 

-زعقلتي وقالتلي يعني هو بيشتمك عشان تضربيه 

تنهد بضيق الميس دي اسمها ايه؟ 

- ميس سوسن بتاعة الماث 

الواد دا  عملك حاجة تانية؟ 

هزت رأسها بلا وهي مازالت تضع يديها على وجهها 

-نزلي ايدك.. لم تسمع كلامه

قولت نزلي إيدك 

أردف بها بصوت مرتفع وأكمل مسترسلاً حديثه 

- إنتِ  معملتيش حاجة غلط، وأي حاجة تحصل معاكي بعد كدا تيجي تحكهالي، وإياكي ياغزل تخبي عليا حاجة 

-حاضر مش هخبي عليك حاجة تاني 

حاول أن  يتنفس بهدوء ولا يظهر عصبيته وتحدث قائلاً 

-اوعديني يازوزو وإنتي عارفة اللي بيوعد حد لازم يكون قد وعده 

-وعد ياجود عمري ما أخبي عليك حاجة 

عودة للحاضر

حاول تنظيم انفاسه المضطربة من فرط عصبيته منها "واهو خليتي بوعدك ياغزل" 

اعمل فيكي ايه بس... ازاي مااخدتش بالي انها في سن خطر،كان المفروض اقرب منها 

زفر بضيق ثم وضع يديه على شعره وارجعه لاخلف كاد ان يقتلعه من شدة غضبه 

سمع طرقات على باب غرفته توجه الى الباب وفتح 

-"ندى" انتِ صحيتي 

-انا منمتش اصلا فقولت اشوفك نخرج نتمشى شوية ايه رأيك، ثم نظرت اليه بتفحص 

انت منمتش ياجواد ولا ايه؟ وكنت فين رجعت متأخر ودخلت اوضتك على طول نادلتك وماردتش 

-كنت في مشوار اسف " ندى" كان عندي مشوار ضروى مع جاسر ورجعت متاخر فمحبتش اقلقك 

وضعت يديها على ذراعه 

ولا يهمك حبيبي،  انت لسة تعبان ولا ايه 

هز راسه- بلا انا كويس 

تذكر دموعها عندما وجدت دماء على جرحه.. وجريها خلفه حتى تطمئن عليه 

نظر لندى بتخبط ولا يعلم ماذا يحدث له 

جواد روحت فين  بقولك 

ياله نتمشى شكل البلد هنا هادي وحلو 

أماء برأسه بنعم.. انزلي وهغير هدومي واحصلك

-انا لاحظت انك بهدومك من انبارح معرفش مالك فيه حاجة مخبيها عليا 

-مفيش ياندى، انزلي بس وانا هنزل وراكي على طول 

بعد ساعتين 

في فيلا الحسيني 

خرج جاسر من غرفة اخته حزينا مهموما لا يعلم ماذا يفعل، يشعر لاول مرة بعحزه... يعرف إنها تعاني ولكن  ليس بيده شيئا 

توجه لحبيته كي تخفف عنه آلامه وعجزه 

وجدها تجلس مع سيف في حديقة الفيلا 

-صباح الورد ياقلبي 

نظرت بخجل للأ سفل وتوردت خدودها 

-صباح الخير، فين غزل لسة نايمة

ازاح سيف من جانبها وجلس بجوارها وتحدث 

غزل بتكوي هدومها قال ايه معندهاش لبس مكوي 

-أنا هقوم اروحلها... البت دي بقت بتوحشني هروحلها قبل ماجواد يجي  هذا مااردف به سيف عندما توجه اليها... 

بعد ذهاب  سيف زفر جاسر بضيق وتنهد بحزن.. نظرت مليكة إليه 

-مالك ياجاسر بقالك يومين مش عاجبني 

-"غزل"! ضيقت عيناها مستفهمة عن حديثه 

- غزل بتحب جواد يامليكة 

- عادي ياحبيبي ماهي لازم تحبه، ايه الغريب في كدا... انت ناسي هو اللي مربيها 

استدار للجهة الأخرى وحاول أن يستشق الهواء عندما شعر بضيق تنفسه وخاصة بعد كلام مليكة 

أدارت مليكة وجه اليها ونظرت بعمق داخل حدقتيه 

-انت مخبي عليا ايه ياجاسر، وكمان صهيب شكله مش عجبني وكل مايتكلم يقولي حاولي ماتسبيش غزل لوحدها... مالكم في ايه؟ 

عصر عيناه وشعر بألم الكون حوله 

غزل بتحب جواد كحبيب يامليكة مش أخ وبتتألم لوحدها وانا  عاجز ومش قادر أعمل حاجة 

وضعت يديها  على فمها من هول الصدمة 

-انت أكيد بتهزر، دا جواد بيقولها بنتي، وهي بتقوله آبيه وكانت بتناديله بابا وهي صغيرة ازاي وصلت لكدا... وازاي مااخدناش بالنا من كدا 

-أرجع شعره للخلف بضيق كاد ان يقتلعه 

انا السبب، انا اللي كان المفروض احط قيود بينهم، هو مش في باله وهي حياتها وحلمها فيه 

-انت متأكد من كدا ياجاسر يمكن عادي وانت مكبر الموضوع 

-حبيبتي انت مشفتيش حالتها من ساعة ماعرفت خطوبته ولا لما شافت ندى، اديكي شوفتي انهيارها ازاي، مش عشان تعرضها للرصاص زي ماقلتلك ولا عشان مامتها عشان حست انه خلاص معدش ملكها 

مايمكن غيرة ابوية ياجاسر... اهدى  وماتتعبش قلبي عليها ياحبيبي لو سمحت 

دمعة غادرة شقت جفنيه وتساقطت 

اديكي قولتي قلبك بيوجعك عليها، انا هموت عليها وخاصة لما تعرف ان جواد هيتجوز بعد شهر ثم اكمل حديثه 

انا لازم اخدها ونمشي بعيد يامليكة لحد ماكل حاجة تتم 

-انت بتقول ايه ياجاسر مستحيل، دا جواد يقلب الدنيا... ثم نظرت اليه وأكملت 

استنى ممكن نلاقي حل، وممكن يكون غزل مش في دماغها وانت فاهم غلط 

❈-❈-❈

وقف بغضب وتحدث 

انتِ بتقولي ايه هو انا أهبل ولا عبيط عشان مفهمش مشاعر أختى وبعدين هي اعترفتلي يامليكة،، روحي شوفي مذكراتها وانتِ تتأكدي

قاطع حديثهما دخول جواد، ندى وشريف 

صباح الخير هذا مااردف به شريف 

وقف جاسر وحياه... صباح النور حمد الله على السلامة.، كل سنه وأنت طيب 

- وانت طيب ياجاسر ثم اتجه بنظره لمليكة، كل سنه وانتي طيبه استاذة مليكة 

وانت طيب يابشمهندس 

اتجه جواد لجاسر  - لازم تتحرك دلوقتي ياجاسر عشان  تلحق  توصل في ميعادك

هتحرك بس اعرّف غزل عشان أخدها معايا 

-هتاخدها على فين أنت رايح الادارة، وباباك رايح الساحل.. سبها وهاجبها معايا 

قاطع حديثهما  اصوات ضجة بحديقة منزل ماجد 

نظر جواد، وجد   سيف  يجري  خلفها حتى يأخذ هاتفه.. وقفت فوق المنضدة ورفعت يديها بالهاتف وهي تضحك فكانت جذابة لكل من يراها، ترتدي ملابس

منزلية(ترنج)  باللون الفيروزي يبرز مفاتنها باستفاضة وشعرها الناعم الطويل يسقط  على ظهرها ليكمل صورتها الملائكية الرائعة ... مما جعل شريف ينظر لها بانبهار 

- مين الغزال دا ياجماعة.. لو جنب البحر كنت قولت دي حورية البحر ولا ايه!! 

صوب جواد نظرات نارية له، ثم اتجه لها 

"غزل " صاح بها جواد بصوتا مرتفع.. مما أدى الى إرتباكها وسقطت من فوق المنضدة الموضوعة في حديقة المنزل 

أسرع جاسر  وجواد الذي شعر بالصدمة 

-حبيبتي حصلك حاجة.. أمسكت ساقها وتألمت 

-رجلي بتوجعني اوي ياجاسر.. شكلها اتكسرت اردفت بها ببكاء 

جلس سيف بجوارها-أنا آسف ياغزل مكنش قصدي والله 

نظرت إليه وعبراتها تتساقط رغما عنها 

إنت مالكش ذنب الذنب ذنبي أنا.. لم تتوجه إليه بالنظر ووضعت رأسها في حضن أخوها  

جلست بجوارها نجاة  التي اتت على صوتها عندما صرخت ومسدت على شعرها 

-ينفع كدا ياغزل، انتِ لسة صغيرة ياحبيبتي لكدا.. انتِ كبرتي خلاص، ثم امسكت رجليها لكي ترى أين موضع  الالم 

-كان يقف بصمت وينظر إلى شريف الذي لم يبعد نظره عنها  ، اتجه بنظره اليها غاضبا من تصرفاتها الطفوليه  ورغم أن الرعب تسلل لقلبه ولكنه لم يبدي على وجه ملامح التأثر 

لم يستطع تمالك نفسه أكثر من ذلك فصوب نظره لجاسر وتحدث بغضب 

- أنا مش قولتلك ممنوعة تخرج من باب اوضتها!! 

صدم الجميع من حديثه... وقفت نجاة وتحدثت بهدوء عندما نظرت لندى التي تقف بجواره ولكنها متحفزة 

-اهدى ياجواد هي عملت ايه عشان تحبسها ياحبيبي، وبعدين اي حد معرض انه يوقع 

نظر لوالدته بحنق:-  ممكن ياماما ماتدخليش بيني وبينها، وجه نظره لجاسر 

شيلها ياأستاذ وطلعها اوضتها لما نشوف آخرة دلع الانسة هي مفكرة نفسها طفلة لسة بتنطط مش عايزة تكبر ابدا 


كانت نظراته تتناقض كليا مع كلماته، ودّ لو يضمها ويطمئن نفسه عليها، ولكن كلاماتها بالأمس مازالت تنخر في عظامه، لا يعلم لماذا يشعر بألما في صدره... كلما تذكر كلمات شريف ودا لو يكسر دماغها لخروجها بهذا اللبس 

❈-❈-❈ 

استشاط داخلها من كلاماته.. ثم نظرت إليه-انا مش طفلة ياآبيه بس تقول ايه فيه ناس هنا جبارة، صوتها بيكون زي البركان لما يتفجر.. 

أسبلت اهدابها متحاشية النظر اليه كي لا تتقابل بنظراته معه بعد كلاماتها له.. ثم 

حاولت الوقوف ولكن ساقيها تؤلمها الى حد كبير... تألمت مما أدى الى توجه شريف ووقوفه بجانب جاسر هي دي اختك ياجاسر ولا ايه...نظر له جاسر وأماء برأسه

- شيل اختك ياحضرة الضابط ودخلها جوا 

هذا مااردف به بقوة جعلتها تنظر له بحزن 

وضعت رأسها في حضن أخيها عندما شعرت ان دمائها تغلي من شدة الغضب اتجاه، لا تعلم لماذا يعاملها بهذه المعاملة ابتلع غضبه منها ورسم ابتسامة سمجة امامهم... والله البت دي  هبلة.. رغم انه اردف بها مازحا الا ان قلبه يكتـ. ـوي ولا يعلم مالذي حدث له عندما وجد نظرات شريف تلاحقه 

اتجهت ندى اليه-  عادي ياجواد دي عيلة

اتجه بنظره لندى.. روحي انتِ وشريف  مع ماما ياندى لما نشوف الدكتور هيقول ايه على الهبلة دي... دا ايه الخطوبة اللي شكلها منقوق عليها دي 

ضيقت عيناها مستفهمة 

ومال الخطوبة ياحبيبي 

نظر اليها ثم نظر لنفسه... يعني هنعمل الخطوبة وأنا بدراع واحد كدا.. طيب  مين هيلبسك الدبلة.. عايزة الناس تقول ايه العريس ابو إيد واحدة دا 

ضحكت نجاة على مداعبة ولدها 

لا طبعا ياحبيبي دا انت زينة الشباب كلها 

قبل راسها... 

- تسلميلي ياست الكل.. وبعدين ربنا يستر ورجل غزل متكونش اتأزت انا هروح اشوفها واشوف الدكتور جه ولا لا 

أتى صهيب في هذه الاثناء ووجه لايُبشر بالخير.. نظر اليه جواد بتحفز ثم رفع ذقنه 

نظر لوالدته ثم لندى وشريف -

حمدالله على السلامة ياشريف، منورة الفيوم ياندى.. معرفتش ارحب بيكي انبارح 

-ميرسي ياصهيب منورة بيكم أكيد 

-ماما خدي ندى وادخلي جهزي نفسكوا عشان نرجع القاهرة النهاردة ان شاء الله 

بس نطمن على غزل الاول 

-مالها غزل... هذا مااردف بها صهيب 

-وقعت من الترابيزة ورجلها شكلها فيها كسر 

اتجه صهيب سريعا إليها 

-لازم اروح أطمن عليها... 

نظرت ندى لجواد واردفت: 

- هو صهيب بيحب غزل جملة تسائلت بها بجبين مقطب 

صدم من حديث ندى... ارتفع جانب وجهه وابتسامة متهكمة واجابها 

دا بتقوله ياآبيه ياندى.. شكلك عايزة تنامي بقول روحي ريحي احسن 

-فعلا انا منمتش خالص... ايه رأيك ياشريف نمشي دلوقتي ولا نستنى نمشي معهم 

- اتجه شريف بنظره لجواد وأردف متسائلا 

- هي غزل دي اللي بتقول عليها ندى.. انك مربيها انا كنت مفكرها صغيرة 

- صمت لثواني يحاول تمالك اعصابه.. ضغط على يديه بقوة وهو يسب غزل في سره... نظر إليه 

- بتسال ليه ياشريف؟ 

- ابدا ياجواد انا بس استغربت انها كبيرة دي آنسة هي في الجامعة 

رد عليه بزفرة خافته... لا دي لسة رايحة الجامعة ثم نظر داخل مقلتيه 

دي طب ان شاء الله اردف بها بمغزى 

لوهلة  صدمت ندى من رووده الغاضبة والمستفزة.. ورغم ذلك تحدثت بهدوء 

هنفضل نتكلم على غزل ولا ايه.. اتجه حسين لهما 

عاملين ايه ياولاد.. ثم نظر لجواد 

- انت عرفت مين اللي عمل معاك كدا 

- لا.. اردف بها بغموض 

يارب ماتكون مخبي عليا حاجة ياجواد.. يادوب نتحرك عندي ميعاد مهم الساعة خمسة ووالدتك هتعدي على حالم 

- هاخد مامتك وغزل ومليكة 

ضيق عيناه متسائلا 

عمو ماجد مشي ولا ايه هيمشي بعد شوية، بيقولي عنده مشوار قبل مايسافر الساحل، بس قالي جاسر وغزل هيسافروا معانا

نظر لوالده واردف: 

- جاسر عنده شغل هيرجع بعد يومين، 

زفر بضيق من أعمال ماجد الغير مسؤلة 

ربت على كتف ولده: 

ماجد عارف انك هتاخد بالك منهم كويس

- كبرت يابابا ولازم يقرب من بنته، مش معقول دايما راميها كدا 

تنهد حسين يعلم ان ابنه محقا... خلاص ياجواد انا هاخدها عندنا لحد ماجاسر يرجع دي مش أول مرة 

جواد عنده حق ياعمو.. دلوقتي غزل كبرت ولازم يخلي مسؤليته منها.. مش كدا ياجود 

توجه بنظرات غاضبة لندى، لاحظ شريف فقاطعهم 

-  احنا لازم نتحرك يانودي عندك حلقة بعد كام ساعة حبيبتي 

نظرت لجواد 

- هتيجي معانا ولا ايه ياجواد 

- لا  انا هستنى شوية هسافر بعد تلات ساعات كدا، حازم كلمني وجاي في الطريق.. لازم استناه، روحي انتِ مع شريف ولما اوصل هكلمك 

ارجعت شعرها للخلف اوكيه.. اتجهت بانظارها لحسين.. متشكرة جدا ياعمو 

- على ايه يابنتي... انتي هتكوني مرات جواد..  ضيق جواد عيناه متسائلا 

- فيه ايه!! 

- باباك هو اللي بعتلي عربية جابتني من القاهرة لما كلمته واصريت اني اجيلك

- بابا طول عمره بيعمل اللي يفرحنا 

ثم نظر له يتشكره بنظراته 

ملس حسين على ظهره- 

- اي حاجة تسعدكوا  اكيد مش هتأخر 

- طيب ياجود انا همشي حاولت اجل بس منفعش 

- انا قولت ايه ياندى بلاش جود دي 

تنهدت بضيق ثم نظرت له 

- تمام ياجواد 

تحرك معها الى سيارة اخيها مودعا 

وقفت امامه بعد ترك شريف لهم مساحة خاصة 

- عايزة اقولك حاجه بس متزعلش مني 

- ضيق عيناه مستفهما 

- حاول تحط مسافة بينك وبين غزل، البنت كبيرة ياجواد وانت مش اخوها 

واللي يشوفكوا مايقولش غير حبيبين... وانا مستحيل اوافق حد ينظر لك النظرة دي 

زفر بضيق ثم اتجه بنظره لندى 

ندى مايهمنيش اللي يتكلم، انا اهم حاجه عندي راحة غزل.. وانا قولتلك دي انا واخدها وهي عندها شهر، لحد ماشفتيها عروسة كدا، مرتبطين ببعض جدا، ميغركيش شوية القسوة اللي بعملهم عليها، ثم اقترب منها... لو هوقف حياتي كلها عشان اسعدها مش هتأخر، غزل بنتي ياندى وعلى مااعتقد حكتلك دا كله في بداية علاقتنا، وعرفتك مكانتها عندي 

فبلاش كلام لا هيقدم ولا ياخر.. هتفضل عندي كدا حتى بعد ماتتجوز اخوها اللي تقدر تستند عليه 

- جواد ابوها واخوها موجودين ليه دا كله


- لان ابوها لسة بس من  تلات سنين واخدها عنده يعني مايعرفش عنها حاجة 

تنهدت باستسلام وظهر اليأس على ملامحها لعلمها عدم القدرة على اقتناعه 


في تركيا 

جلست حسناء في غرفتها بعدما فشلت في إقناع حازم عن السفر لمصر تتذكر ماضيها 

فلاش باك 

رجعت حسناء من الولايات المتحدة بعدما انهت دراستها بكلية الطب بمنحة للمتفوقين 

كانت تجلس مع أخت لها وهي حنان 

حسناء: عاملة ايه ياحنون... مبروك ياقلبي اخيرا بابا وافق بماجد 

تساقطت دموع حنان: 

بس رافض سفره وبيقولي كل واحد يروح لحاله، وماجد جايله فرصة عمل حلوة برة اوي عشان يأمن مستقبلنا 

ازالت حسناء دموعها 

ولا يهمك أنا هتكلم مع بابا، انتِ تايهة عن بابا ماانتِ عارفة انه بيحب الماديات، حلو انه وافق الاول 

دخلت والدتهما الست أمينة 

- ايه يابنات مش هتروحوا الفرح ولا ايه 

ضيقت حسناء عيناها وتسائلت

هو فيه فرح في العيلة ولا ايه ياماما؟ 

فركت حنان يديها ونظرت لوالدتها بأسى، فاختها لا تعلم بخطبة حبيبها 

امينة: متعرفيش ان حسين الالفي فرحه النهاردة على نجاة بنت خالته 

صدمة سقطت على قلبها جعلتها غير قادرة-على التنفس حتى ادى الى تساقط فنجان قهوتها 

اتجهت بانظارها لحنان وعينيها تغشاها الدموع:

-  حسين فرحه النهاردة ياحنان!! 

ربتت حنان على يديها بحزن 

وقفت والدتها امامها: 

- انت لسة بتفكري في حسين ياحسناء 

اخرجها  من ذكرياتها ميرنا 

- ماما حازم سافر ليه وسابني 

مسدت على شعرها بحنان... سبيه شوية حبيبتي وهيرجع، انا عارفة انه مش هيقدر يعيش لوحده هناك 

- هو إحنا مش هنسافر ولا ايه ياماما 

- بعدين ياميرنا، بابا يرجع من السفر ونشوف بعدها ايه 

❈-❈-❈ 

في محافظة الفيوم 

اتجه  جواد  للطبيب الذي خرج 

-هي مالها يادكتور.. محتاجة اشاعات ولا حاجه 

-مش محتاجة جواد باشا، هي بس هتورم شوية مكان الوقعة... انا كتبتلها على علاج 

شكره جواد ثم اتجه اخيرا اليها.. دخل وجد شهيناز تتحدث في الهاتف وتواليه بظهرها 

-خلاص ياسامح هصورهالك زي كل يوم وابعتلك الصورة، معرفش عاجبك فيها ايه 

جلس جواد بالمقعد خلفها حتى تنهي اتصالها 

زفرت بضيق بعد انتهاء الاتصال 

معرفش الكل عايز ينول رضا ست غزل على ايه معرفش 

-يمكن عشان برائتها، ولا جمال روحها 

ولا نقول على طيبتها الذايدة اللي كل مرة بتخليني ارحمك.. 

-"جواد "انت فاهم غلط، هو بس بيحبها وعايز و 

قاطع حديثها: 

مين دا قوليلي كدا 

حك ذقنه ثم اتجه اليها بنظرات نارية 

تذكر ليلة آمس عندما نادته 

- جواد فيه موضوع عايزاك فيه 

موضوع ايه 

" غزل"  وقف تفرك يديها.. بص من الاخر كدا أنا ملاحظ إن غزل معجبة بحد، والحد دا قريب منها.. دايما بشوفها سرحانة وعلى طول بتكلم نهى صاحبتها عنها 

هل شعر احدكم يوما عن نار القلب 

آلان فقط أشعر بنار، ابدا ليس بنار ولكن هي أصفادا لنيران تلتهم أضلعي بالكامل 

شعر أن الارض تميد به، شعور مميت يجعلك تختنق،، حاول أن يستمد قوته ويخرج صوته.. نظر لها بهدوء 

- وبعدين؟ 

نظرت بشك اليه وبعدين ايه.. مش عايز تعرف مين دا 

أقترب إليها بهدوء مميت...وتحدث قائلا 

عارفة أنا دلوقتي ممكن أعمل فيكي ايه، لو بس عرفت إنك اتكلمتي مع نفسك حتى على الموضوع دا 

قاطعهم جاسر 

نظر بشك لشهيناز التي تحول وجهها للون الأصفر:- فيه ايه ياجواد 

- مفيش بس فيه ناموسة زنانة وعايزة تنضرب... أردف بها وهو ينظر لها 

فاق من شروده عندما بدأت تهمهم بكلمات 

-شهيناز متخليش صبري ينفد صدقيني لو حطيتك في دماغي هخليكي تكرهي عيشتك وعايزة أقولك اللي حايشني عنك غزل تصدقي دي... مش عمو ماجد ابدا 

لا غززززل هي اللي حايشاني عنك بتقولي عشان بتحبك تخيلي الهبلة بتحب مين 

فرصك بتقل معايا ياشاهي ودا مش في صالحك اردف بها وهو صاعدا لغرفة غزل 

تضع رأسها في أحضان والدها، نظر لجاسر، صهيب، مليكة، سيف مالكم قاعدين كدا ليه ياله كل واحد يشوف عنده ايه 

ملوكة روحي عشان تجهزي حالك، وأنت ياجاسر.. اخطار من الادارة لازم تسافر حالا 

أنا هجيب غزل معايا 

استمعت اليه... ضمت والدها بشدة وكأنها تستمد قوتها منه، وكيف لها تستمد قوتها من غيره.. 

سبها ياعمو ترتاح شوية ابعت حد يجبلها العلاج عشان ترتاح قبل مانسافر 

آماء ماجد اليه، أخرجها من احضانه 

حبيبتي انا لازم أسافر بعد شوية 

نامي دلوقتي حبيبتي ولما تاخدي الدوا هتخفي والالم هيمشي 

نظرت بقهر لوالدها ثم اردفت -حاضر يابابا 

قام والدها بإحكام غطاء خفيف عليها 

ثم نظر لجواد 

- تعالى ننزل تحت عايزك في موضوع 

أماء برأسه، خرج ماجد وظل هو واقفا لبعض الدقائق مما جعلها تصرخ عندما اعتدلت بعد خروج والدها 

نظرت اليه ثم حدثت حالها 

  الحب هو القضية الوحيدة التي يستحق للانسان الدفاع عنها بكل كيانه، لا يجتمع العقل والقلب معا ولكن هنا اجتمع هنا اجتمع الاتنين،، لازم تاخدي حقك بعقلك ولازم ماتفقديش ثقتك بقلبك ياغزل 

صوبت نظرها له 

-ممكن تمشي عايزة انام.. اتجه اليها بخطوات سُلحفية ونظر احلى مقلتيها نظرات نارية فيه حد يكلم ابوه كدا يابت 

: حسابك تقل معايا أوي لدرجة عايز اضربك حتة علقة يابت ماكلهاش كلب جربان 

ضحكت بسخرية عليه 

براحة على نفسك ياعم دراكولا.. مفكر نفسك في بلد مفهاش قانون، لا ياحبيبي فوق وأعرف انت بتكلم مين، ثم وضعت إصبعها على ذقنها بطريقة تفكير 

أنا مين؟ 

أنا غزل ماجد الحسيني اللي خلى جواد الألفي يربيني تربية سوقية 

ثم اقتربت برأسها منه عندما جلس على الفراش ينظر  اليها بغموض وأردفت 

تعرف أول مرة اعرف ان تربيتك نفعتني النهارده يأبو الجود أهو الواحد يعرف ياخد حقه من بعض العالم الظلمة 

قام بجذب شعرها في  سهو منها وقربها إليه: 

-تصدقي صح يابت يازوزو.. فيه عالم ظالمة ناوية تخلص عليكي 

-شعري ياجواد بيوجعني سيبه 

-اسمي جواد بس يابت 

-لا ازاي الباشا جواد، ابيه جواد، بابا جواد كدا كويس  


تركها مع دفعها حتى سقطت على الوسادة خلفها وبدأت تتألم من ساقيها 

سقطت عبرة من عينيها رغما عنها عندما شعرت بألم رجليها 

وقف حتى لا يضعف أمامها 

خدي الدوا وأنتي ترتاحي.. أتى جاسر بالعلاج ونظر لاخته التي تبكي وجواد الذي يواليها ظهره وينظر من النافذة 

تنهد بقلة حيلة من حالته.. ثم إتجه لاخته واعطاها علاجها، مع بعض الكلمات الحانية بها.. ثم قبل راسها.. دخل جواد الذي انتهى من سيجاره 

- حازم هيوصل على الساعة تلاتة كدا 

انت سافر ومتخافش عليها، أنا هجبها معايا 

قبل رأسها  -  ارتاحي ياقلبي عشان متتعبيش 

- هو ماينفعش اسافر معاك 

- هو رايح شغل مش رايح الملاهي، وبعدين هتقعدي لوحدك هناك، ماما هتروح لخالو في طريقها ومش هتنزل القاهرة غير بكرة 

- حبيبتي متخافيش هرجعلك على طول، ممكن اخلي بابا يأجل سفره ويسافر معاكي 

نظر جواد إليها ثم الى جاسر 

اسمه ايه؟ 

نظرت اليه باستفهام... هو مين دا؟ 

الصايع اللي الابلة معجبة بيه

نظرت للبعيد ولم تجيبه 

تحدث اليها  صارخا بغضبا عارم 

مبترديش ليه مش المفروض اسأل عن حبيب القلب 

ارتجف قلبها من كلماته وارتبكت في حديثها ورغم ذلك ابتلعت آلامها ورسمت ابتسامة سمجة على ملامح وجهها وتوجهت بنظرها اليه 

حبيب القلب قصدك حبيبي مش كدا 

هوت كلاماتها  على قلبه طعنته.. للحظات شعر بألم ينخر عظامه.. ولكنه تغاضى ذلك اعتقاد انها كذبت عليه 

رمقها مضيقا عينيه بتقولي ايه ياختي حبيب القلب.. اتجه اليها وجلس أمامها مباشرة ونظر بهدوء ماقبل العاصفة 

زوزو حبيبتي انتِ لسة صغيرة على الحاجات دي، بكرة تكبري وتنضجي وتلاقي اللي تحبيه بجد 

-بس أنا لقيته وحبيته من غير ماحس، ذنبي ايه قولي اردفت بها وعبراتها رغما عنها تساقطت امامه.. نظرت اليه وخصته بكلامها 

الحب لما بيدخل قلوبنا بيذلذل الكيان، على اد ماهو مؤلم بس لذيذ وممتع  اوي 

شعر بوجع يمزق  روحه ،وقلبه، واه  من وجع القلب.. إشدهم ألم، ورغم ذلك هدئ من روعه 


مسح دموعها وصمت برهة يحاول تمالك نفسه من غضبه اتجاهها ولكن كيف وهي لاذنب لها، هي طفلته البريئة المدللة 

ابتلع ريقه الجاف وحاول ان يكون لين الحديث حاليها لخطر مرحلتها كما اعتقد 

رفع ذقنها ونظر داخل عيناها 

- زوزو حبيبتي اكيد انتِ عارفة إنك ايه بالنسبالي، أنا خايف عليكي 

اسبلت اهدابها متحاشية النظر اليه كي لا تتقابل بعينيه.. ممكن نتكلم بعدين انا حقيقي تعبانة 

سبيها ياجواد دلوقتي، بعدين نتكلم ونشوف الموضوع دا 

- انا منمتش ولا دقيقة ياجاسر، انت عارف طول الليل وأنا هتجنن نفسي أعرف عملت ايه ليكم عشان تستغفلوني كدا 

وأنتِ بقول إنك لسة صغيرة ومتفكريش في الحاجات دي، يبقى لسة صغيرة سمعاني.. وكلامي بس اللي يتسمع حتى عمو ماجد نفسه ميقدرش يوقف قدام قرارت تخصك وأقترب منها ونزل بيديه على الفراش وحجزها بين يديه 

مفيش حد له حكم عليكي غيري هنا، وبقولك قدام اخوكي وأبوكي اللي واقف ورايا دا، محدش يقدر يمشي رأيه عليكي غيري هنا سمعتي ولا لا، سمعت ياعمو ماجد،ثم اكمل حديثه 

-يعني من الاخر لا سامح اللي مراتك بتزن عليه،ولا عاصم اللي حاول يقتلني،ثم توجه بنظره لغزل وانتِ لما اقول انسي يبقى تنسي 

ارتجفت شفتيها ولم تستطع القدرة امامه على الصمود واتخذت قرارها 

مالكش حق في حياتي سامعني أنت مالك اصلا، بابا بس اللي له حق 

-نعم ياختي بابا، وبابا كان فين وانا اللي كنت بسهر واذاكر واعلم ايه رد وعرفها ياعمو كنت فين ومتقوليش كنت بأمن مستقبلهم.. عشان مفيش احسن من مستقبل التربية 

زفر ماجد بألم، لانه يعلم أنه محق 

-ممكن أعرف ايه اللي حصل ياجواد لعصبيتك دي كلها 

تحدث وهو مازال ينظر لها 

- بنتك الأمورة مصاحبة ياعمو، لا وجاية بكل بجاحة تقولي  انا حزينة عشان وحشني 

نظر ماجد لجاسر ليستفهم عن كلامات جواد ، ثم اتجه بنظره لغزل واردف متسائلا 

-مين دا ياغزل، حد إحنا نعرفه 

استدار له سريعا كالملدوغ ، ونظر بعيون مذهولة وغضب عارم وأردف:  

-دا اللي قدرت تقوله، بقولك بنتك مصاحبة شاب، يكون ردك دا 

سحبه ماجد للخارج-تعالى معايا عايزك في موضوع مهم، وبعد كدا نشوف موضوع غزل دا 

ترك جواد يديه بقوة

-لسة زي ماانت ياعمو، عندك حاجات أهم من ولادك، بس أنا مش هسكت ثم استدار حتى يدخل لها 

-يابني أهدى أنا عارف هي بتتكلم عن مين 

تسمر مكانه ولم يستطع على استعياب ما قاله 

توجه بالنظر إليه -من غير ماأعرف لدرجادي معنديش قيمة عندوكوا سواء أنت ولا جاسر 

خرج جاسر ووقف أمام جواد، 

- تعالى نتكلم بعيد عن هنا ياجواد،، تركه وغادر دون حديث بعدما تبعه بنظرة ناريه 

لحقه جاسر "جواد" استنى 

وقف امام منزله 

نعم في ايه جاي تتكلم في ايه.. ماهو انا بقيت غريب عنكم فعلا 

سحبه من يديه وجلس في الحديقة 

سامعك ياحضرة الضابط بس ياريت بسرعة معنديش وقت 

شعر بمدى حماقته فزفر بضيق ماذا سيقول له 

غزل فيه واحدة صديقة عندها، ولها اخ كبير وو 

نظر له بغضب ماتكملش عشان مضربكش ضربة تجيب أجلك دلوقتي، عايز اسم الولا دا وبس ياجاسر متحكيش قصص فارغة 

هب واقفا ولا يعلم ماذا يفعل 

"جاسر "اردف بها بصوتا غاضب 

- مش فاكر اسم الولد، كل اللي اعرفه ان اخو صاحبتها وفي كلية وبس.. اردف بها جاسر وهو يشعر بضيق تنفس 

ظل يرمقه جواد بتفحص عدة لحظات 

-والله ايه هو اللي بتقوله دا، اضحك بيه على عيل صغير بيلعب في الشارع،، ثم استكمل حديثه.. تمام ياجاسر على راحتك 

دلوقتى فيك تمشي ومتخافش على غزل لان مفيش حد هيخاف عليها ادي 

❈-❈-❈ 

بعد أربع ساعات يجلس سيف  بجوار السائق... أما بالخلف يجلس جواد منشغلا بهاتفه وتجلس غزل بجواره وتضع رأسها على النافذة وتنظر للطريق 

بعد فترة قليلة من الوقت  غابت في النوم 

جذبها بهدوء لأحضانه واضعا رأسها في حضنه مملسا على شعرها بحنان... وبدأ يحدث حاله ناظرا لها 

الكل عمال  يلومني بعلاقتي معاكي حتى بابا وجاسر النهاردة، تفتكري هقدر أبعد عنك... تنهد بضيق ثم سحب شهيقا وزفره ببطئ وأسند رأسه على رأسها ذاهبا في سباتا عميق

في فيلا الالفي بالقاهرة 

بعد وصوله بساعتين جلس في شرفة  غرفته يتناول قهوته... دخلت مليكة إليه 

- ماتيجي نخرج شوية ياصهيب لحد ماجواد وغزل يوصولوا 

- ماليش نفس صدقيني وتعبان جدا، انتِ مش تعبانة يابت وعايزة ترتاحي 

- انا مخنوقة اوي ومش عارفه أنام

نظر اليها باستفهام... مالك يامليكة ملاحظ انك طول الطريق ساكتة 

تنهدت بحزن ونظرت له واردفت 

- غزل صعبانة عليا قوي ياصهيب، بجد الموضوع صعب وخاصة سنها الصغير دا.. تفتكر انها هتقدر تواجه قلبها وتنسى، حتى لو حاولت تنسى، هتنسى إزاي وهو طول الوقت قدامها، ومش بس كدا أقربلها من اخوها نفسه 

سحب نفسا ثقيلا وأخرجه بهدوء فهو يشعر بالاختناق لأجلها 

جاسر قالك مش كدا، المشكلة مش في كدا يامليكة المشكلة إنها وهمت جواد إنها بتحب واحد وجواد مش هيرحمها بعد كدا... وقف عن الحديث لحظات مستديرا لها 

- النهاردة شوفت نظرة جواد لغزل  يامليكة معرفتش أفسرها، الموضوع هيصعب اكتر من الاول على الاتنين.. لا غزل هتقدر تتحمل الضغط على قلبها، ولا جواد هيتحمل يشوفها بتبدل قدامه ويسكت، واكيد فاكرة موضوع الولا بتاع الاعدادي شوفتيه عمل إيه ، جاسر نفسه مكنش مبالي وجواد هدّ الدنيا على الكل... لولا بابا كان ممكن يعمل جريمة... 

صمت للحظات:  - تفتكري جواد ممكن يحب غزل كحبيبة 

ضحكت مليكة عليه رغم حالتها 

- لا شكل الموضوع ضغط على دماغ دكتورنا ولا  إيه، انت عامل ايه ياحبيبي وليه دايما نظرة الحزن اللي في عينك دي، ليه مش عايز تنسى الماضي ياصهيب وترجع زي زمان، فاكر لما كنا بنهرب من جواد ونعمل مصايب من وراه ماتيجي نشغل غزل ونعمل إحنا التلاتة كدا 

قهقه عليها- ياخربيتك دا لو شم خبر ولا الفتّانة قالتله ماانتِ عارفة مبتخبيش عنه حاجة هيموتنا كلنا.. مش هو أكبر من بسنتين بس بس بحسه أبويا وأكبر مني بعشرين سنة 

صهيب انت لسة بتفكر فيها 

وقف واتجه بنظره للخارج-  الايام بتنسي يامليكة 

- مر سنين ياصهيب مش أيام، اوعى تفكر إني مش واخدة بالي وعارفة إنك بتحاول تضحك، بس الضحكة مكسورة ياحبيبي 

- بقولك ياملوكة روحي اتصلي بخطيبك شوفي اخباره ايه ليكون قاعد مع واحدة كدا ولا كدا... أردف بها وخرج وهو يضحك ولكن كيف تكون  السعادة!! 

وسعادة القلب غائبة 


في فيلا يحيى الحسيني 

يجلس يحيى مع زوجته منال.. بقولك يامنال فاكرة موضوع  حسين الالفي، وحسناء 

ضيقت عيناها مستفهمة: 

-مش فاهمة اي اللي فكرك بالموضوع دا 

صوب أنظاره لها- يعني فاكرة 

ضحكت بسخرية

-  ازاي انساه وأنا السبب فيه ياحبيبي 

ضحك بفخر 

-حبيبتي انتِ يامنول.. عايزك تركزي معايا يامنول، وتسمعي هقولك ايه 

هنروح نزور ماجد ونعتزرله  على أساس عاصم اتصرف من ورانا، وكمان نزور حسين ونهنّيه بسلامة ابنه، ثم أكمل استرسال حديثه 

- تدخلي على غزل بدور الحب، وانك بتخافي عليها وكنتِ بعيد عشان مضايقة من اللي حصل في الماضي... ايه هو اللي حصل بقى ياحبي 

- ايه اللي حصل... انت ناوي على ايه، دا موضوع خاص بخالتها، يعني مالهاش دعوة 

- أنا بقى عايزك تقولي أمها بدل خالتها 

رفعت حاجبها مستغربة حديثه 

- انت تقصد اقول حنان وحسين، وبكدا نوقع العيلتين في بعض 

-برافو مراتي الحلوة هو دا اللي عايز أوصله، بكدا غزل هتكره جواد وهتبعد عنه وماجد هيفكر ان فيه حاجه حصلت لبنته ايه اللي يخليها تبعد عن  أبوها الروحي زي مابيقولوا 

-طيب افرض غزل حكت لحد، جاسر او جواد 

- غزل زي أمها متخافيش هتخاف تتكلم 

❈-❈-❈


ولجت غرفتهما وجدته مازال نائما 

ملست على شعره بحنان وقبلته قبله سطحية على شفتيه وخديه ثم  بدأت بايقاظه 

- جود حبيبي قوم الساعة واحدة، هتفضل نايم كدا... على فكرة غزالتك جعانة جدا 

فتح عيونه نص فتحة 

- صباح الورد ياقلبي وجذبها بشدة حتى أصبحت بأحضانه... 

- نظر لعيونها الجميلة 

صباح الحب على أجمل عيون شافتها عنيّا 

أردف بها بصوتا متهدج ممزوج بمشاعره المفعمة بالحب... إرتجف قلبها لكلماته التي تنعش روحها وتذوب فيه وضعت رأسها في عنقه و قبلته 

- صباح الحب على أجمل راجل وحبيب في الدنيا 

ألتقط شفتيها في قبلة شغوفة والتهمها حتى  يطفئ لهيب عشقه لها... ظل وقتا ليس ببسيط، ثم قاطعها لأخذ انفاسهما 

مرر أنفه على وجهها ليستنشق رائحتها العبقة  التي تدغدغ مشاعره 

قوليلي هحبك أكتر من كدا إيه... قاطع خلوتهما ابنهما 

ثباح الخير باباي 

ثباح الخير مامي 

حمله والده وقبله بحب وبدأ يدغدغ فيه 

صباح الخير على احلى  جسورة في العالم 

ضيق الطفل عيناه ناظرا له 

ينفع تقول على جاسر جواد الالفي 

جسورة ياسي بابا



تكملة الرواية من هنا



بداية الروايه من هنا



اللي عاوز باقي الروايه يعمل متابعه لصفحتي من هنا 👇👇


ملك الروايات


لعيونكم متابعيني ادخلوا بسرعه


👇👇👇👇👇


جميع الروايات الكامله من هنا





ادسنس وسط المقال

تعليقات

التنقل السريع
    close
     
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS