الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
رواية أحببتها فتبت على يدها البارت السادس عشر حتي البارت الثاني والعشرون والاخير
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
رواية أحببتها فتبت على يدها الفصل السادس عشر حتي البارت الثاني والعشرون والاخير
![]() |
رواية أحببتها فتبت على يدها البارت السادس عشر حتي البارت الثاني والعشرون والاخير
البارت السادس عشر
ما ان خطت قدم قمر عتبة الباب حتى شعرت بالرعب ليس من صهيب بل من شيء اخر لا تعلم ما هو ...شعرت بنغز في قلبها جعلها تتألم قليلا فهي تشعر بشعور سيء تجاه ذلك المكان.
طقطق صهيب اصابعه امام وجه قمر ليلفت انتباهها ثم قال ببرود: بيتك الجديد.
ابتلعت قمر ريقها ليتابع وهو يضع يديه في جيبه: مبدئياً لحد ما تاخدي عليا و على اسلوبي هتنامي في الاوضة اللي هناك ديه..اشار صهيب الى باب ما ثم تابع بعدها : بس في حاجات مش هستناكي لما تاخدي على اسلوبي فيها لاني مش هسمحلك تعمليها.
قمر بهدوء : ايه هي؟
صهيب : مفيش خروج من القصر غير بإذني ده اولاً ... ثانياً اي حاجة تحصل حتى لو كانت تافهة لازم اعرفها منك ثم تابع بحدة وهو يقترب منها : لاني كده كده هعرف بس لو عرفتها من حد غيرك مش هرحمك.
اماءت قمر برأسها وهي تشعر بالذعر ليكمل هو : و كلامي يتسمع من اول مرة ...كلامي انا و بس.
قمر: حاضر.
ابتسم صهيب برضا ثم قال: خلاص روحي ارتاحي شوية.
كادت قمر ان تذهب ولكنها توقفت عندما قال هو : اه صح نسيت اقولك.
قمر بأدب : نعم.
صهيب : في فون عندك في الاوضة عشان لو عوزت منك حاجة يعني ببساطة كده نفس نظام الشركة مع اختلاف الطلبات.
قمر بهدوء: حاضر.
استأذنت قمر ثم ذهبت الى غرفتها بينما صعد صهيب الى غرفته هو الآخر وهو يشعر براحة لم يشعر بها من قبل فأخيراً قمر له هو فقط ...لقد اصبحت ملكه.
.....
ما إن فتحت قمر باب الغرفة حتى رفعت حاجبيها بدهشة فقد كانت الغرفة رائعة و تبدو ذات ذوق كلاسيكي للغاية.
الغرفة≥
تنهدت قمر ثم قالت بهدوء: حلوة بس ناقصة حياة.
ابتسمت ثم اغلقت باب الغرفه و ذهبت إلى حقيبتها الموضوعة على الارض ثم فتحتها لترتب اغراضها.
***في غرفة صهيب ***
بدل صهيب ملابسه ثم اخذ هاتفه و قام بالإتصال بشخص ما.
***خارج مصر***
كانت ثريا تطهو الطعام هي و امجد عندما دق هاتفها فتركت ما في يدها و اجابت قائلة: الو.
صهيب : ثريا عاملة ايه؟
ثريا بفرح: صهيب وحشتني اوي كل ده متسألش عليا؟
ابتسم صهيب ثم قال بهدوء: معلش كنت مشغول الفترة اللي فاتت.
ثريا : ربنا معاك يا حبيبي بس ايه سر الإتصال المفاجئ ده؟
صهيب : بتصل اقولك انتي اتجوزت.
كانت ثريا تشرب الماء و امجد يقف امامها و ما ان سمعت ما قاله صهيب حتى انفجرت نفورة من المياه على امجد.
امجد بغضب طفيف: ايه يا ثريا ده قلتلك هستحمى حاضر بس مش دلوقتي.
مسحت ثريا فمها ثم قالت بعدم فهم: بتقول ايه يا صهيب معلش مكنتش سامعة.
ضحك صهيب ثم قال : بقولك انا اتجوزت.
ثريا بصدمة: حصل امتى ده؟
صهيب: النهاردة.
ثريا: لا على الفون مش هينفع انا نازلة مصر .
صهيب: وانا في انتظارك و سلميلي على امجد.
اغلقت ثريا الهاتف ثم ظلت تنظر اليه وهي في حالة من الصدمة.
امجد: مالك في ايه؟
ثريا: صهيب اتجوز.
امجد بصدمة: ايه ده بجد؟!
ابتسمت ثريا ثم قالت وهي تعيد شعرها الى الخلف : انا مش مصدقة.
امجد: ولا انا على العموم هحجز على اول طيارة نازلة مصر.
ثريا : ياريت.
***في قصر البارودي***
انتهت قمر من ترتيب اغراضها ثم ذهبت الى المرحاض الملحق بالغرفة و استحمت ثم بدلت ثيابها و خرجت منه لتذهب للفراش كي تخلد الى النوم فهي لم تنم منذ البارحة.
......
استيقظت قمر من نومها على صوت شخص ما و ما ان فتحت عينيها حتى وجدت فتاة تبدو في مثل عمرها تقريباً.
قمر وهي تدعك عينيها : انتي مين؟
ابتسمت مروة ثم قالت ببشاشة : انا مروة شغالة عند صهيب بيه.
اعتدلت قمر في جلستها ثم ابتسمت و قالت: صباح الخير.
مروة: صباح النور..احم...صهيب بيه بيقول لحضرتك يلا عشان معاد الغدا جه.
قضبت قمر حاجبيها ثم قالت: هي الساعة كام؟
مروة: الساعة ٤ العصر.
ضربت قمر رأسها بخفة ثم قالت بضيق : الظهر فاتني.
زفرت قمر ثم قالت لمروة بأدب: طيب انا هصلي و هاجي.
ابتسمت مروة ثم قالت : تمام.
خرجت مروة من الغرفة لتنهض قمر من مكانها بتكاسل لتذهب الى المرحاض.
انهت قمر الصلاة ثم نهضت و خرجت من الغرفة وهي ترتدي الإسدال.
ما ان خرجت قمر من الغرفة حتى حكت رأسها بشكل لطيف ثم قالت : طب وانا اعرف مكانه منين ده؟
ظلت قمر تسير بهدوء في القصر حتى لفت نظرها باب ما يبدو مختلف و كبير فذهبت اليه و طرقت الباب وعندما لم تجد إجابة فتحته بهدوء ثم دخلت.
......
نظرت قمر حولها لتكتشف انها في غرفة المكتب الخاصة بصهيب و بينما هي تتفحص المكان بعينيها انتبهت الى صورة كبيرة للغاية معلقة على الجدار لرجل يبدو عليه الجدية كما ان له هيبة طاغية و من ينظر لصورته يشعر برعب.
دققت قمر النظر في الصورة لتنتبه الى الشبه الكبير بين ذلك الرجل و صهيب
-الصورة خوفتك صح؟
التفتت قمر فجأة لتجد صهيب خلفها فقالت بإرتباك : انا... انا اسفة مكنتش اقصد ادخل انا بس كنت بدور عليك.
ابتسم صهيب ابتسامة خفيفة لتقول قمر : ده بباك؟
ابتلع صهيب ريقه ثم قال بهدوء: اه هو.
ابتسمت قمر ثم قالت بعفوية: شبهك بس شكله كان شديد شوية.
صهيب: انتي من صورة و بتقولي كده تخيلي انا كنت عايش معاه ٢٥ سنة.
قضبت قمر حاجبيها بعدم فهم ليقول هو : يلا عشان تاكلي.
اماءت له قمر بينما خرج هو من المكتب لتسير هي خلفه بهدوء وهي تنظر الى القصر محاولة اكتشافه.
***في غرفة الطعام***
كان صهيب يأكل بالشوكة و السكين بينما قمر كانت تفرك يديها فهي لا تستطيع تناول الطعام بهم كما انها تشعر بالحرج منه.
صهيب : مش بتاكلي ليه؟
قمر: بصراحة مش بعرف أكل بالشوكة و السكينة.
ضحك صهيب ثم تركهما من يده و قال : خلاص كلي عادي وانا هاكل زيك.
ابتسمت قمر ثم بدأت تأكل بهدوء و بينما هما يتناولان الطعام قال صهيب : في حاجة نقصاكي في الاوضة؟
قمر: لا.
صهيب : اعملي حسابك ثريا و امجد هيجوا بكرة او بعده بالكتير.
قضبت قمر حاجبيها ثم قالت: مين دول؟
صهيب : خالتو و جوزها.
قمر: طيب اعملهم حاجة او اجهز حاجة عشان لما يجوا؟
صهيب : لا انا بقولك عشان تبقي عارفة.
اماءت قمر بينما في مكان آخر.
***في منزل عبد العال***
كانت سعاد تنظر الى مهر ابنتها في غرفتها لكنها لم تكن سعيدة فهي تشعر بالذنب لا تعلم اذا كانت قمر ستتأذى حقاً ام ان ذلك طبيعي و ستتأقلم على الوضع مع مرور الوقت.
فتحت نرجس باب الغرفة ثم قالت بضيق من شقيقتها : هتعملي ايه بمهر بنتك؟
سعاد: مش عارفة لسة.
زفرت نرجس ثم قالت: طب يلا عشان الاكل هيبرد.
نهضت سعاد من مكانها و هي تشعر بشيء غريب لم يكن ذلك ما في بالها عندما غصبت قمر على الزواج من صهيب.
***في شركة صهيب البارودي***
كان فارس ينهي بعض الأعمال في مكتبه عندما دخلت لوجين.
لوجين : Hello (مرحباً)
نهض فارس من مكانه ثم قال ببشاشة : ايه المفاجأة ديه.
جلست لوجين على المقعد ثم قالت : جيت اشوف نظامكم ازاي في الشركة.
فارس بمرح: لا نظامنا هيعجبك جدا على فكرة.
ابتسمت لوجين ثم قالت: اه صح و حاجة كمان.
فارس : في ايه؟
لوجين بشماتة : باسل حصل سامر و شكلنا هنشوفهم بنفس اللبس قريب.
فارس : يلا اهو يونسه عشان ميبقاش لوحده.
ضحكت لوجين ثم تنهدت و قالت : بس انا بجد مش عارفه أشكرك ازاي.
فارس بجدية : ده مكنش جِميل ديه كانت خدمة مقابل خدمة.
لوجين بمرح : قولي بقى نظامكم ايه في الشغل.
فارس : من عنيا.
***في قصر البارودي***
كانت قمر جالسة في غرفتها تشعر بملل شديد فهي لا تستطيع الخروج من الغرفة بسبب شعورها بالخوف.
دق الهاتف الموجود في الغرفة لتجيب قمر.
قمر : الو.
صهيب : قمر تعالي.
قمر بأدب: حاضر بس اوضة حضرتك فين؟
ابتسم صهيب من الجهة الاخرى ثم قال : هتعرفيها بنفسك.
اغلق صهيب الهاتف لتغلقه قمر هي الاخرى و تقول بضيق : كان هيحصل حاجة لو كان عايش في شقة صغيرة بدل المرمطة ديه؟
خرجت قمر من الغرفة لتتجه الى الدرج الموجود في منتصف القصر فهي رأت صهيب و هو يصعد.
.....
كان هناك أكثر من باب و جميعها متشابهة.
حكت قمر مؤخرة رأسها ثم قالت: وانا المفروض اكتشف هو فين يعني ؟
ظلت قمر واقفة للحظات تنظر الى الابواب امامها حتى انتبهت الى ممر ما من الجهة اليمنى فتوجهت اليه بفضول لتجد في نهايته باب باللون الأسود.
طرقت قمر الباب و عندما لم تجد رد فتحت الباب لتجد غرفة اقل ما يقال عنها انها رائعة .
ظلت قمر تنظر الى الغرفة بذهول الى ان فُتح باب الحمام الموجود في الغرفة و خرج صهيب منه و كان شعره مبلل ليزداد وسامة.
تباً انه وسيم في كل حالاته.
ظلت قمر تنظر له بذهول اما هو فجفف شعره بالمنشفة المعلقة على رقبته ثم قال : مش قلتلك هتعرفيها.
ابتسمت قمر بينما توجه صهيب الى دولاب غرفته ثم اخرج علبة صغيره منه و توجه الى قمر ووقف امامها.
قضبت قمر حاجبيها ثم قالت: ايه ده؟
فتح صهيب العلبة لتجد قمر بداخلها خاتم جميل و رقيق للغاية من ذهب و مزين بفصوص من الالماس.
اخرج صهيب الخاتم من العلبة ثم امسك يد قمر برفق و قام بإلباسها الخاتم ثم ابتسم و قال : دبلتك.
رفعت قمر حاجبيها حتى كادا يلامسا السقف فهي قد نسيت امر خاتم الزواج تماماً.
صهيب : عجبك؟
قمر : حلو اوي بس شكله غالي.
صهيب : مش مهم غالي المهم انه عجبك.
ابتسمت قمر ثم قالت: شكراً.
صهيب : العفو.
صمت صهيب للحظات ثم تابع باستفزاز : يلا بما انك هنا انزلي اعمليلي كوباية نسكافيه.
احتدت ملامح قمر ثم قالت بضيق : حاضر.
ابتسم صهيب باستفزاز ثم وضع يده في جيبه و قال ببرود: متتأخريش.
زفرت قمر ثم قالت : طيب.
خرجت قمر من الغرفة وهي في قمة غضبها الا يستطيع ان يكون انساناً ولو للحظة واحدة.
.....
نزلت قمر الى الأسفل لتبحث عن المطبخ و بعد بحث دام لدقائق وجدته اخيراً و وجدت فيه الخادمة التي ايقظتها.
قمر بأدب : مساء الخير.
مروة : مساء النور يا ست هانم.
قضبت قمر حاجبيها ثم قالت : انتي ليه بتقوليلي كده؟
مروة: عشان حضرتك مرات صهيب بيه.
ابتسمت قمر ثم قالت: بس انا من حتة شعبية على فكرة و كمان انا صغيرة مش كبيرة فناديني بأسمي.
ابتسمت مروة ثم قالت: حاضر بس خير انتي عايزة حاجة ؟
قمر وهي تتفحص المكان بعينيها : صهيب عايز نسكافيه.
مروة : خلاص انا هعمله و اطلعهوله.
قمر بسرعة: لا لا انا هعمله بس فين الحاجة؟
مروة: هجهزها لحضرتك.
احضرت مروة الأغراض الى قمر ثم استاذنتها و خرجت.
***في غرفة صهيب***
كان صهيب جالساً على مقعده الموجود في الشرفة و مستند برأسه على ظهر المقعد و مغلق عينيه و لم يفتحها الا عندما سمع صوت قمر.
قمر بأدب: النسكافيه.
قضب صهيب حاجبيه ثم قال ببرود: خلاص مش عايز نسكافيه اعمليلي قهوة.
قمر بإندفاع : على فكرة ديه تاني مرة تعمل الحركة ديه فيا.
نهض صهيب من مكانه للتراجع قمر الى الخلف و تقول بتوتر : القهوة سكر زيادة ولا مظبوط؟
صهيب : سادة...عايز القهوة سادة.
اماءت قمر ثم خرجت من الغرفة ليبتسم الآخر و يضع يده في جيبه.
.....
احضرت قمر كوب القهوة الى صهيب ثم قالت : اتفضل.
اخذ صهيب الكوب منها ثم قال ببرود: نامي بدري عشان تصحي بدري.
قضبت قمر حاجبيها ثم قالت: هي عملية بابا الساعة كام؟
صهيب : ٧ الصبح.
قمر: طيب انا هروح انام دلوقتي.
خرجت قمر من الغرفة لتخلد الى النوم و في الصباح التالي.
***في المستشفى الخاص***
كانت قمر تدعو الى والدها وهي تكاد تبكي بينما شروق جالسة بجانبها و سعاد و نرجس في المقاعد المقابلة لهم اما صهيب فكان يتحدث مع فارس الواقف بجانبه.
صهيب : انا راجع الشغل بكرة.
فارس: تمام هو كده كده الاوضاع مستقرة.
خرج الطبيب من غرفة العمليات و ما كادت تذهب قمر اليه الا انها توقفت عندما رأت نظرات التحذير من صهيب لها.
ذهب صهيب تجاه الطبيب ثم قال: خير يا دكتور؟
الطبيب: الحمدلله العملية نجحت.
تنهد صهيب براحة بينما بكت قمر من الفرح اما سعاد فاطلقت زغروطة جعلت الجميع ينظر لها.
ضحكت شروق ثم قالت بحرج: في ايه يا خالتو مش كده.
سعاد: يوه مش فرحانة يا شروق لازم اعبر عن فرحتي.
وضعت قمر يدها على وجهها ليبتسم صهيب على مظهرها بينما قال فارس : طيب هستأذن انا بقى.
القى فارس التحية على الجميع ثم رحل بينما قالت قمر : هو بابا فين دلوقتي؟
شروق : اعتقد لسة في غرفة العمليات.
نرجس : شوية و هيطلع متخافيش.
اماءت قمر برأسها بينما قالت سعاد الى صهيب : ربنا يكرمك يبني دنيا و أخره.
ابتسم صهيب ابتسامة خفيفة ثم قال: امين.
مرت نصف ساعة تقريباً ليأتي الطبيب ثم يقول : الحاج عبد العال هيفوق من البينج بليل.
سعاد: طب مينفعش نشوفه؟
الطبيب: والله حالياً لا.
انصرف الطبيب لتقول شروق: انا بقول نروح و نيجي بليل ملهاش لازمة القعدة ديه.
صهيب : تمام هوصلكم.
.....
كانت قمر تسير بشرود حتى قطعت شروق شرودها قائلة : قمر انتي كويسة؟
قمر بهدوء: اه الحمدلله.
شروق : صهيب بيه عملك حاجة ولا ضايقك ؟
قمر: لا خالص بس انا مش مرتاحة في القصر عايزة ارجع بيتنا تاني.
ربتت شروق على كتفها لتبتسم الاخرى لها ثم تركب السيارة بجانب صهيب بينما في الخلف شروق و نرجس و سعاد.
اوصل صهيب عائلة قمر ثم عاد إلى القصر و لم يحدث اي شيء ليذكر و بعد مرور ساعة تقريباً
كان صهيب في مكتبه يتابع بعض الأعمال المتعلقة بالشركة عندما طرق باب مكتبه شخص ما.
صهيب بصوت خشن : ادخل.
دخلت خادمته مروة ثم قالت بأدب : صهيب بيه ثريا هانم و امجد بيه برة.
نهض صهيب من مكانه ثم قال : تمام روحي نادي قمر.
اماءت مروة برأسها ثم ذهبت.
***في غرفة المعيشة***
دخل صهيب ليجد خالته و زوجها فقال : ثريا وحشتيني.
نهضت ثريا من مكانها ثم قالت بفرح وهي تعانق صهيب : وانت اكتر كل ده ميهونش عليك تيجي تشوفني.
ابتعد صهيب عنها ثم ابتسم و قال : كنت مشغول والله.
امجد بغضب مصطنع : وانا محدش هيسلم عليا؟
ضحك صهيب ثم عانق امجد و قال : عامل ايه؟
امجد بمرح: انا اللي المفروض اسأل السؤال ده.
رفع صهيب حاجبه ثم قال بجمود: هتفرق في ايه يعني؟
امجد وهو يعدل لياقة ملابسه بغرور : عشان انا الكبير.
ثريا بضيق : يوووه وانتو كل ما تتقابلوا تتخانقوا كده؟
ضحك امجد ثم قال: لا طبعاً ده صهيب حبيبي.
اشار صهيب لهم بالجلوس لتقول ثريا بفضول : امال فين العروسة؟
صهيب : المفروض كانت جاية ثم تابع هقوم اشوفها فين لا تكون تاهت في القصر.
ضحكت ثريا بينما نهض صهيب من مكانه.
***في غرفة قمر***
كانت قمر تفرك يديها بتوتر شديد و فجأة فتح صهيب باب الغرفة ثم قال : مطلعتيش ليه؟
ابتلعت قمر ريقها ثم قالت: انا...ااا..انا جاية اهو.
اغلق صهيب عينيه بهدوء فقمر تبدو في غاية التوتر.
مد صهيب يده الى قمر ثم قال بهدوء : متخافيش تمام؟
امسكت قمر يد صهيب و بشكل من الأشكال لم تكن خائفة للدرجة.
كيف يمكن لإنسان ان يكون خائفاً من شخص ولكن عندما يكون بالقرب منه يشعر بالاطمئنان؟
***في غرفة المعيشة***
دخل صهيب وهو ممسك بيد قمر لتنهض ثريا من مكانها و تقول بسعادة لا يمكن وصفها: هي ديه؟
صهيب : اه ...قمر.
ترك صهيب يد قمر ثم جلس على الأريكة و عندما ذهبت قمر لتصافح ثريا فوجئت بالأخرى تعانقها.
ثريا : ماشاء الله انتي فعلا قمر.
ابتسمت قمر لها بلطف و عندما رفع امجد يده ليصافحها كادت هي تصافحه كي لا تجعله يشعر بالخجل ولكنها شعرت بنظرات صهيب تكاد تحرقها فأعادت يدها مرة اخرى بينما قال صهيب : قمر مش بتسلم.
امجد بمرح وهو يلتفت الى ثريا : ازيك يا ثريا عاملة ايه؟
صافحته الاخرى و هي تضحك بينما جلست قمر بجانب صهيب.
ثريا : عرفت تختار يا صهيب.
صهيب : اكيد .
ابتسمت قمر ثم نظرت الى الاسفل بينما قال امجد : بس شكلك صغير يا قمر انتي كام سنة؟
قمر : ٢٠ سنة.
قضبت ثريا حاجبيها ثم قالت : ايه ده بجد؟
اماءت قمر برأسها لتقول ثريا لصهيب : صهيب عيزاك شوية.
نهض صهيب من مكانه ثم اشار لقمر ان تذهب.
نهضت قمر هي الاخرى ثم ابتسمت و قالت بحرج : هروح اشرب واجي.
خرجت قمر ثم ذهبت الى المطبخ بينما ذهبت ثريا مع صهيب الى الشرفة لتحدثه قليلاً.
البارت السابع عشر
بسم الله ❤
دخلت قمر لتجد مروة بالداخل.
مروة : اساعدك في حاجة؟
قمر وهي تضع يدها على قلبها : لا لا شكراً.
مروة بقلق: مالك يا قمر؟
تنهدت قمر ثم قالت: مفيش بس اول مرة اشوف خالة صهيب و كنت متوترة.
ضحكت مروة ثم قالت: ليه كده ؟ ده مفيش اطيب منهم بصراحة.
قمر بهدوء : هما شكلهم طيب بس انا لسة مستغربة الوضع مش اكتر.
مروة : هتاخدي عليهم طب تصدقي ان ثريا هانم لما بتبات هنا ساعات بتيجي تطبخ معايا الاكل؟
قمر: ايه ده بجد؟
مروة: هتحبيهم والله.
قمر: اكيد.
***في الشرفة***
قص صهيب كيف تعرف على قمر لتقول هي بهدوء: وانت متأكد انها هي اللي وافقت بنفسها؟
زفر صهيب ثم قال : حتى لو مش هي اللي وافقت انا مكنتش هسمحلها تكون لحد غيري.
ثريا بهدوء : طيب اهي بقت ليك اعملها حاجة بقى تخليها تحبك.
نظر صهيب الى الأمام بشرود ثم صمت لتربت ثريا على كتفه بحنان ثم تقول: متخليش اللي حصل زمان يأثر على مستقبلك يا صهيب لان الماضي مش هيتغير بس المستقبل هو اللي انت بتختاره.
ابتلع صهيب ريقه ثم قال : مش عارف اتعامل معاها ازاي خصوصاً اني حاسس انها لسة بتخاف مني.
ضحكت ثريا ثم قالت بمرح: يا حبيبي انا ساعات بخاف منك.
ابتسم صهيب لتتابع هي: متكونش بارد معاها يا صهيب و سيبها تعرف شخصيتك الحقيقية مش الشخصية اللي انت عايز تكونها.
صهيب : مش عايزها تشوفني ضعيف يا ثريا.
ثريا: يا صهيب الناس كلها ضعيفة عشان كده ربنا بيبعتلنا ناس تكون قريبة مننا عشان يوم ضعفنا تقوينا و قمر هي ديه اللي هتقويك وقت ضعفك بس انت خليها تشوفك من جوا بلاش تكون صهيب البارودي معاها خليك صهيب بس.
صهيب : ربنا يخليكي.
ثريا: و يخليك صمتت ثريا ثم قالت: مش يلا ندخل بقى زمان امجد نام على نفسه.
اماء صهيب لها ثم دخل لتدخل هي بعده و ما ان فعلوا حتى وجدوا امجد نائم على الأريكة بعد ان نزع حذاءه.
وضعت ثريا يدها على وجهها بينما ضحك صهيب ثم قال: باتوا هنا بقى.
ثريا : معلش يا صهيب هنتقل عليك.
صهيب : لا طبعا ده بيتك زي ما هو بيتي.
ثريا : يلا خش شوف قمر بقى راحت فين عقبال ما ادخل امجد ينام.
صهيب : تمام.
***في المطبخ***
كانت قمر جالسة على رخام المطبخ بينما مروة تتحدث معها بود
قمر : جيت اعملها في مرة ولعت في المطبخ.
صهيب : على كده انا ممكن ارجع من الشغل الاقي القصر والع.
نزلت قمر بسرعة من على الرخام لتقول مروة بأدب: صهيب بيه انا خلصت.
صهيب : تمام تقدري تروحي بس تعالي بكرة بدري عشان امجد و ثريا بايتين هنا.
اماءت له مروة ثم استأذنت و خرجت بينما قالت قمر بأدب : عايز حاجة؟
وضع صهيب يده في جيبه ثم قال : لا انا بس كنت بشوفك فين.
اماءت قمر ليتابع هو : هنزل الشغل بكرة.
قمر: تحبني احضرلك حاجة الصبح؟
صهيب : اعمليلي نسكافيه.
ضحكت قمر بسماجة ثم قالت : نسكافيه اللي هو نسكافيه ولا نسكافيه قهوة؟
قضب صهيب حاجبيه ثم قال : لا نسكافيه بس.
قمر : اصلي لما بصحى بدري عقلي بيكون لسة مصحيش ف انت عايز نسكفيه اجبهولك مش قهوة سادة ولا مظبوط صح؟
ضحك صهيب ثم قال : لا عايز نسكافيه بجد.
قمر: يعني مش هطلعه فوق وانت تقولي انك عايز قهوة.
صهيب : لا انا الصبح بشرب نسكافيه.
قمر: اوك.
صهيب : ولو عوزتي حاجة اطلبيها مني تمام؟
قمر: تمام.
صهيب : يلا تصبحي على خير.
خرج صهيب من المطبخ لتبتسم قمر ثم تخرج هي الاخرى.
***في المشفى الخاص***
كانت سعاد جالسة بجانب زوجها بينا نرجس و شروق جالستا على الأريكة.
عبد العال بصوت ضعيف : قمر عاملة ايه؟
شروق: كويسة يا عمو الحمد لله.
سعاد: هانت يا حاج اهو يومين و تيجي البيت و تطمن على قمر بنفسك.
نهضت شروق من مكانها ثم قالت بمرح : جيبنا سيرة القط جه ينط.
نرجس: ايه اللي انتي بتقوليه ده ؟
شروق: معلش اندمجت شوية..احم هطلع ارد واجي.
خرجت شروق من الغرفة لتجيب على هاتفها.
شروق: القمر نساني خالص.
ضحكت قمر ثم قالت : والله ابداً.
شروق: عاملة ايه وحشتيني.
ضحكت قمر مرة أخرى ثم قالت: وانا مش كنت لسة معاكي الصبح.
شروق: يا ستي بتوحشيني.
ابتسمت قمر لتتابع شروق: ايه الاخبار بقى و صهيب بيه عامل ايه معاكي؟
تنهدت قمر ثم قالت: الحمدلله بخير بس خالته جت النهاردة هي و جوزها.
شروق بقلق: اوعي يكونوا شريرين.
ضحكت قمر ثم قالت: لا خالص طيبين جدا.
شروق: طمنتيني المهم انك بقى متخافيش و اتشجعي تمام؟
ابتلعت قمر ريقها ثم قالت: عارفة اللي هو بكون خايفة بس في نفس الوقت مطمنة.
رفعت شروق حاجبيها ثم قالت : ايه ده لا انا مش مصدقة انك انتي اللي بتقولي كده.
قمر: بابا عامل ايه؟
شروق : كويس الحمدلله كان لسة بيسأل عليكي.
قمر بضيق : محرجة اقول لصهيب اني عايزة اجي اشوف بابا.
شروق : يا بنتي تتحرجي من ايه وانتي بتقوليله سفرني برة مصر؟ ده انتي عايزة تشوفي بباكي.
قمر: مش عارفة بقى.
شروق: قوليله يا قمر.
قمر: ربنا يسهل....يلا هقفل انا بقى.
شروق: تصبحي على خير.
قمر: وانتي من اهله.
اغلقت قمر الهاتف ثم ذهبت الى النوم.
***في فجر اليوم التالي***
استيقظت قمر لتصلي الفجر ثم بدأت تقرأ قرآن و عندما انتهت خرجت الى المطبخ لتعد النسكافيه لصهيب و عندما ذهبت كانت ثريا مستيقظة و تتحدث مع مروة.
مروة : صباح الخير يا قمر.
قمر: صباح النور.
التفتت ثريا الى قمر ثم قالت: ايه ده ايه اللي مصحيكي بدري كده؟
ابتسمت قمر ثم قالت : صهيب عايز نسكافيه.
رفعت ثريا حاجبيها ثم قالت بصوت منخفض : شكله بدأ الرخامة بدري.
قمر : حضرتك بتقولي حاجة ؟
ضحكت ثريا ثم قالت: احم... اعملي لصهيب قهوة.
قضبت قمر حاجبيها ثم قالت : بس صهيب قال انه عايز نسكافيه.
ثريا بثقة : وانا بقولك اعمليله قهوة.
قمر: على ضمانتك؟
ثريا : اه.
قمر : اوك.
ظلت ثريا تتحدث مع قمر و مروة بود و عندما انتهت قمر قالت : هطلع لصهيب القهوة واجي.
ثريا : ماشي.
قمر: ربنا يستر بقى.
ضحكت ثريا ثم قالت: متخافيش.
***في غرفة صهيب ***
كان صهيب يغلق ازرار قميصه عندما طرق باب الغرفة.
صهيب : ادخل.
دخلت قمر وهي تقدم خطوة و تأخر الاخرى ثم قالت بتوتر : القهوة.
رفع صهيب حاجبيه ثم قال : انا ماقولتش عايز قهوة.
ابتلعت قمر ريقها ثم قالت: طنط ثريا هي اللي قالتلي.
ضحك صهيب ثم قال في سره : ماشي يا ثريا.
رفعت قمر حاجبيها ثم قالت : بتقول حاجة؟
ابتسم صهيب ثم قال : اولا مسمهاش طنط اسمها ثريا.
اماءت قمر برأسها ليقترب هو منها و يقول: ثانيا حظك حلو لاني مش بحب النسكافيه أساساً.
اعطت قمر الكوب الى صهيب ثم قالت بضيق: اتفضل كده....يلا بعد اذنك.
خرجت قمر من الغرفة ليضحك هو و يقول : ولسة.
***في المطبخ***
دخلت قمر وهي غاضبة لتضحك ثريا و تقول : ها؟
قمر : كان عايز قهوة.
ثريا : مش قلتلك؟
قمر: مع اني مأكدة عليه امبارح اذا كان عايز نسكافيه ولا قهوة و هو قال بثقة لا عايز نسكافيه و طلع مش بيحبه اساساً.
ضحكت مروة ثم قالت: مانا استغربت بردك ان صهيب بيه طلب نسكافيه.
جلست قمر على الرخام ثم قالت: طب فيه حاجة تاني هو مش بيحبها؟
ثريا : صهيب اتغير كتير الفترة اللي فاتت فصعب انك تلاقي حد عارف كل حاجة عنه.
قمر بفضول: ليه هو ايه اللي حصل؟
ثريا بهدوء : هتعرفي بنفسك.
دخل صهيب المطبخ في تلك الاثناء ثم وضع كوب القهوة بجانب قمر و قال ببرود: القهوة مش عجباني اعمليلي كوباية تانية و حطيها في المج بتاعي عشان اخدها الشغل.
قضبت قمر حاجبيها ثم قالت: ليه مش عجباك مش انت بتشربها سادة؟
انفجرت ثريا ضاحكة بينما قال هو : تؤ بشربها مظبوط.
كاد فم قمر يلامس الارض ثم قالت : بس انت قلتلي بتشربها سادة.
حك صهيب مؤخرة رأسه ثم قال : بجد؟ مش فاكر بصراحة.
نزلت قمر من على الرخام ثم قالت : مش حرام القهوة ديه تترمي؟
تمالكت ثريا نفسها من الضحك ثم قالت: لا تلاقي امجد هيجي يشربها دلوقتي.
دخل امجد في تلك الاثناء ثم قال بمرح: مين جاب سيرتي؟
ثريا: كويس انك جيت اشرب القهوة قبل ما تبرد.
قضب امجد حاجبيه ثم قال : بتاعة مين ديه؟
ثريا: بتاعة صهيب.
امجد: طب و هو مشربهاش ليه؟
ثريا : اصلها سادة.
ضحك امجد ثم قال : و من امتى و صهيب بيشرب قهوة سادة؟
اخرج صهيب زجاجة ماء من المبرد ثم قال وهو يفتحها : اهو قول لقمر.
وضعت قمر يدها على وجهها ثم ذهبت لتعد كوب اخر لصيب بينما ذهب هو ليقف بجانبها و يكمل استفزازها.
كادت قمر ان تضع ملعقة القهوة في الكوب ولكن صهيب اوقفها و قال : مش بحب المعلقة ديه هاتي واحدة تانية.
نظرت قمر له بحقد ثم غيرت الملعقة اما امجد و ثريا فكانا جالسان على الطاولة الموجودة في المطبخ بينما تقوم مروة بتنظيف المطبخ.
....
كانت قمر تقلب القهوة بهدوء على النار حتى امسك صهيب يدها ثم قال ببرود: تؤ تؤ مبحبش القهوة تتقلب كده قلبيها من الشمال لليمين.
ثريا : يووه عليك يا صهيب لما بتبقى رايق.
التفت لها صهيب ثم قال : ليه يعني؟
امجد: بصراحة بتبقى خنيق... يا ابني ما تسيب قمر تعمل القهوة مش المهم انها تعجبك؟
صهيب : مش انا اللي هشربها؟
ثريا: و بعدين وانت مش كان عندك الآلة بتاعة القهوة؟
وضعت قمر القهوة في الكوب ثم التفتت و قالت لثريا : ايه ده في آلة للقهوة هنا؟
امجد: اه اهيه وراكي.
التفتت قمر ثم نظرت بضيق لصهيب اما هو فقال وهو يحتسي القهوة : بتاعتك احلى من بتاعة الآلة.
ابتسمت قمر ليقول هو : يلا همشي انا سلام.
القى صهيب السلام على الجميع ثم خرج.
***في شركة صهيب البارودي***
كانت شروق جالسة في مكتبها و امامها ندى.
ندى : يا بنتي مش هيزعق والله.
شروق: انا غلطانة اني سمعت كلامك و جيبتها.
ندى: بالله عليكي جيم واحد صهيب بيه لسة مجاش أساساً.
فتح فارس باب المكتب في تلك الثناء لتنتفض شروق من مكانها.
ندى : انا قولتلك بلاش تجبيها.
شروق: يا بت مش انتي اللي قلتي اني اجيبها و نلعب جيم واحد؟
ندى: لا مش فاكرة.
قضب فارس حاجبيه ثم قال: في ايه؟
ندى: شروق جابت كوتشينه.
شروق بحقد: ماشي يا ندى.
رفع فارس حاجبيه ثم دخل الى المكتب و مد يده لشروق و قال : وريني.
اخرجت شروق الورق لينظر لها فارس ثم يقول: الورق ده ناقص؟
شروق: لا.
جلس فارس على المقعد امام مكتب شروق ثم قال بمرح: تعالوا نلعب.
رفعت شروق حاجبيها ثم قالت: حضرتك بتعرف تلعب؟
فارس : يوووه ده انا حريف في اللعبة كنت دايما بغلب صهيب فيها.
ندى بحماس : هنلعب "بصرة"
فارس : و هنلعب على احكام.
شروق : اوك.
......
فتح صهيب باب المكتب فجأة ليسحب فارس ملف ثم يقول بجدية :المهم ان الملف ده يتراجع.
انفجرت ندى ضاحكة بينما قالت شروق وهي تجاهد في كتم ضحكتها قالت: حاضر يا فندم.
قضب صهيب حاجبيه ثم قال : فارس بتعمل ايه هنا؟
نهض فارس من مكانه ثم اصطنع الجدية و قال بغضب مزيف : انت ازاي تسكت على المهزلة ديه؟ بس خلاص انا اتصرفت معاهم و هما عرفوا غلطهم التفت فارس الى ندى و شروق ثم قال : مش كده ؟
اماءت الفتاتان بينما زفر صهيب ثم قال: انسة شروق تعالي مكتبي.
شروق : حاضر يا فندم.
***في قصر البارودي***
كانت ثريا جالسة في حديقة القصر مع قمر.
ضحكت ثريا ثم قالت: شروق ديه شكلها عسل نفسي اشوفها.
ابتسمت قمر ثم قالت: حضرتك هتحبيها جدا.
ثريا : ده اكيد.
عم الصمت للحظات قبل ان تتحدث ثريا بحنو: ايه رأيك في القصر هنا؟
قمر: حلو.
ثريا: بس انا حساكي مش حباه.
قمر: مش معنى ان الانسان عايش في قصر انه يكون مبسوط.
ثريا : ليه ؟ ده بالعكس القصر بيكون مريح نفسياً للواحد.
نظرت قمر الى الاسفل ثم قالت: بس الراحة مش بتكون في المكان قد ما بتكون في الناس اللي فيه.
ابتسمت ثريا ثم قالت: انتي لسة مش واخدة على صهيب صح؟
ابتلعت قمر ريقها ولم تعقب بينما قالت ثريا: بس هو بيحبك يا قمر...صهيب عمره ما حب حد بس هو حبك انتي.
ظلت قمر صامتة بينما ربتت ثريا على كتفها ثم قالت بحنو : لما تعرفي صهيب من جوا انا متأكدة انك هتحبيه اكتر مما هو بيحبك.
***في شركة البارودي***
بعد ان اخبرت شروق صهيب بأهم مواعيده عادت الى مكتبها.
شروق لندى : ندى صهيب بيه عاوزك.
نهضت ندى من مكانها ثم قالت: اوك.
خرجت ندى من الغرفة و ما إن فعلت حتى جلست شروق لتتابع عملها.
***في منزل عبد العال***
ارتدت سعاد عباءتها استعداداً للذهاب الى المشفى و قبل ان تخرج قالت لشقيقتها : انا رايحة المستشفى دلوقتي.
نرجس: ماشي.
خرجت سعاد من المنزل لتخرج ابتسام في تلك اللحظة.
ابتسام : ازيك يا ست سعاد عاملة ايه؟
سعاد: الحمدالله بخير.
ابتسام : و البت قمر عاملة ايه ؟
سعاد بضيق : كويسة الحمدلله.
ابتسام : امممم..طب هي فين يعني ديه مختفية بقالها يومين.
سعاد : يوه هو انا ماقولتلكيش؟
ابتسام : لا يختي تقوليلي ايه؟
سعاد : مش قمر اتجوزت.
شهقت ابتسام ثم قالت: لا يا شيخة.
سعاد: اه والله.
ابتسام : اخس عليكي و كده ما تعزموميش على الفرح.
سعاد : معلش اصل كتب الكتاب كان على الضيق كده.
ابتسام: طب و مين العريس بقى حد نعرفه؟
سعاد: اه ده مهندس معماري كبير و صاحب شركة.
زمت سعاد شفتيها ثم قالت: واحنا هنعرف الناس الكبيرة دهيه منين؟ على العموم انا هبقى اعزمهم عندي في مرة.
ضحكت سعاد بتهكم ثم قالت: ربنا يسهل..يلا بعد اذنك بقى.
***في شركة صهيب البارودي***
طرق شخص ما باب مكتب فارس.
فارس : ادخل.
دخلت شروق ثم قالت: فارس بيه الملف اللي حضرتك طلبته.
اخذ فارس الملف من شروق ثم قال بمكر: الكوتشينة معاكي؟
شروق: في جيبي.
فارس : نلعب؟
شروق : بصرة.
فارس : على احكام.
شروق بحماس : وانا موافقة.
***في مكتب صهيب البارودي***
كان صهيب يتابع اعماله عندما دخل فارس فجأة و قال بمرح : ايه يا وردة مكانها في البستان مالك.
صهيب دون ان ينظر له: خير يا فارس؟
فارس وهو يقترب منه: وحشتني يا اخي قلت اجي اتطمن عليك.
نظر له صهيب ثم قال بحدة : ما تتعدل يا فارس في ايه؟
جلس فارس على مكتب صهيب ثم قال : ايه الشياكة و الاناقة ديه؟ اكيد المرتب نزل امبارح يا خبيث.
مسح صهيب وجهه بغضب ثم قال: فارس انا مش ناقصك امشي اطلع برة خليني اخلص.
قرص فارس وجنة صهيب ثم قال : يختي عليك وانت متعصب يا صوصو.
صهيب بحدة : ولا اتعدل.
نهض فارس من مكانه ثم قال بضيق مصطنع : يا ساتر عليك الواحد ميعرفش يهزر معاك.
خرج فارس من المكتب ثم غمز لشروق و قال وهو يخرج هاتف صهيب من جيبه : لازم يبقى قلبك ميت في الحركة ديه.
ضحكت شروق ثم قالت : الجزء التاني من الحكم ان حضرتك ترجع الفون بنفس الطريقة اللي جبتها بيه.
فارس : نعم يختي؟
شروق ببرود: هو ده حكمي عليك.
زفر فارس ثم قال بضيق : ماشي يا شروق خليكي فاكرة بس.
شروق: حاضر.
فارس : اسمعي بقى هرجع الفون ازاي.
شروق : اوك.
دخل فارس الى المكتب مرة اخرى ثم قال بمرح: ايه يا وردة في ارض بور.
القى صهيب القلم من يده بغضب ثم قال : لا كده اوڤر.
فارس : والله يا صهيب لو تعرف ريحة برفانك مجرجراني كده والله يعني انا كنت في اخر الشركة شميتها روحت جاي طاير على طول.
جلس فارس على مكتب صهيب و ما كاد يضع الهاتف في مكانه حتى قال صهيب : مش ده تلفوني؟
ضحك فارس ثم نظر في يده و قال: ايه ده بجد؟ وانا اللي فاكره تلفوني.
رفع صهيب حاجبيه ثم قال : فاكره تلفونك ازاي اذا كان بتاعك ابيض.
فارس : لا افتكرته بتاعي شعرفك انت.
نهض صهيب من مكانه ثم قال: اوعي من وشي.
توجه صهيب الى باب مكتبه و ما ان قام بفتحه حتى سقطت شروق على الأرض.
فارس : اوباااا.
اغمضت شروق عينيها ثم قالت : يااه على الكسفة.
استند صهيب على الباب ثم قال وهو ينظر الى شروق : كنتي بتعملي ايه؟
فارس : لا يا شروق لا مكنش العشم ..كده يا بنتي تغدري بينا؟ التفت فارس الى صهيب ثم قال: انا لو مكانك ارفدها.
اعاد صهيب سؤاله بحدة بينما حكت شروق مؤخرة رأسها بشكل لطيف ثم قالت : انا....ااااا...اصلي كنت بكلم ندى يا فندم و كنت ساندة على الباب.
ندى: صهيب بيه الاستاذ احمد بيقول لحضرتك فاضل حاجة بسيطة هيراجعها و يجيب الملف لحضرتك.
نظرت شروق الى ندى ثم قالت بغضب : انتي ايه اللي جابك دلوقتي؟ انا قولتلك تعالي هاه؟
ندى بعدم فهم: في ايه يا شروق؟
شروق : امشي من وشي.
نظرت ندى الى صهيب ثم قالت بأدب : اروح يا فندم؟
صهيب: روحي.
رفع صهيب حاجبيه ثم قال لشروق : كنتي بتقولي انك بتكلمي ندى؟
ضربت شروق كف بالآخر ثم قالت بمرح : اسكت مش طلعت مش ندى؟
صهيب بحدة : نعم؟
شروق: اا..قصدي اني مكنتش بكلم ندى...امال انا كنت بكلم مين؟
حكت شروق مؤخرة رأسها مرة اخرى ثم قالت بجدية مزيفة: كنت بكلم نفسي يا فندم و كنت بكلمها في موضوع شيق جداً والله.
صهيب : بتكلمي نفسك؟
شروق: اه و كانت واقفة مكان ما حضرتك واقف كده بالضبط سبحان الله فانا قلتلها يا نفسي حدثيني عن نفسك ما اخبارك ؟ لسة هترد روحت حضرتك فتحت الباب فهي من الخضة نطت جوايا تاني.
مسح صهيب وجهه بغضب ثم قال: ابعدي عن وشي يا شروق.
ابتعدت شروق ثم قالت بأدب: اتفضل يا فندم.
ذهب صهيب ليقول فارس بمرح : عرفتي تهربي منها.
ابتسمت شروق ليتابع هو : نلعب جيم كمان؟
شروق: فارس بيه حضرتك قتلتني.
فارس : يعني موافقة ولا لا؟
شروق: اسفة بس لا ..بعد اذنك.
ذهبت شروق ليضحك فارس و يقول: شكلي كده حبيتك.
***في المشفى***
كانت سعاد جالسة مع عبد العال في غرفته عندما دخل الطبيب ليطمأن عليه.
سعاد: خير يا ضاكتور في حاجة؟
الطبيب: لا الحمدلله كله تمام.
عبد العال: طب وانا هخرج امتى؟
الطبيب: يومين بالضبط و ان شاءالله تقدر تخرج من هنا.
خرج الطبيب من الغرفة ليقول عبد العال : الحمدلله.
ابتسمت سعاد ليتابع هو : هي البت قمر عاملة ايه ؟ ديه وحشتني اوي.
سعاد: بكرة تخرج ان شاءالله و تطمن عليها بنفسك.
عبد العال: اوعي تكون قمر زعلانة من حاجة.
سعاد: يا حاج مهي لو زعلانة هتقول يعني و بعدين هتزعل من ايه؟
عبد العال: ما انتي عارفه بنتك لو في حاجة مش هتقول.
سعاد: متقلقش قمر كويسة الحمدلله.
ظلت سعاد تتحدث مع زوجها بينما في مكان آخر
***في قصر البارودي***
دخلت قمر الى غرفتها بحثاً عن هاتفها.
ضغطت قمر على ازرار الهاتف بشكل عشوائي ثم قالت بضيق : يوووه حبك تخرب دلوقتي ما انت معايا من اولى اعدادي و شغال زي الفل.
نهضت قمر من مكانها ثم خرجت من غرفتها بحثاً عن اي شيء لفعله.
***في المطبخ***
دخلت قمر الى المطبخ لتجد مروة بالداخل.
قمر: اساعدك في ايه؟
مروة : ولا حاجة انا خلاص خلصت.
قمر: لا بالله قوليلي حاجة اعملها انا الملل هيموتني.
ضحكت مروة ثم قالت : بعد الشر بس بجد مفيش حاجة تتعمل.
جلست قمر على الرخام ثم قالت: هو مفيش حاجة تتعمل في القصر هنا ؟ انا زهقانة اوي.
قضبت مروة حاجبيها ثم قالت: هي ثريا هانم مش هنا؟
قمر: لا قالت انهم هيروحوا يقعدوا في بيتهم.
حكت مروة مؤخرة رأسها ثم قالت: والله انا مش عارفة بصراحة اقولك ايه.
ابتسمت قمر لتتابع مروة: هي الساعة كام ؟
قمر: اعتقد انها ٥ .
مروة : ايه ده بجد؟
قمر: اه بس ليه هو في حاجة؟
مروة: اصلي اتأخرت على زياد.
قمر: زياد مين؟
مروة: ده ابن اختي عشان انا و هي عايشين مع بعض فوقت شغلي هي بتقعد معاه و لما يجي معاد شغلها انا بروح اقعد معاه.
قمر: ايه ده بجد؟ ربنا يعينك.
مروة: امين ..يلا هستأذن انا بقى.
قمر: سلام
اخذت مروة اغراضها لتبقى قمر بمفردها في القصر تبا ما كل هذا الملل؟
خرجت قمر الى غرفة المعيشة لتشاهد التلفاز و لسوء حظها كان هناك فيلم مرعب و لأنها فضولية فقررت ان تشاهد الفيلم لترى نهايته.
......
كانت قمر تعانق الوسادة و تشاهد الفيلم بإندماج لدرجة انها لم تنتبه الى وجود صهيب.
جلس صهيب بجانب قمر لتنتفض الاخرى بفزع و تقول : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم...اللهم سكنهم في مساكنهم.
انفجر صهيب ضاحكاً ثم قال : مكنتش أعرف اني مرعب كده.
وضعت قمر يدها على قلبها ثم قالت: كنت مندمجة في الفيلم شوية.
صهيب : ده فيلم ايه ده؟
قمر: فيلم the boy
صهيب: وهو ده فيلم رعب؟
قمر: ده رعب جداً.
صهيب: ولما هو رعب بتتفرجي عليه ليه؟
قمر : اصلي ملقتش الريموت فقعدت اتفرج زي البوبي.
ضحك صهيب ثم قال: طب ما تغيري ال cd.
ضربت قمر رأسها بخفة ثم قالت: كنت فكراه شغال على رسيفر.
نهض صهيب من مكانه ثم قال: معنديش رسيفر عندي Dvd.
اماءت قمر برأسها ليتركها هو ثم يصعد ليبدل ملابس العمل.
***في شركة البارودي***
كانت شروق تحمل حقيبتها لترحل لتشعر فجأة برغبة رهيبة لحك انفها.
فتحت شروق باب مكتبها و فجأة عطست عطسة قوية.
شروق وهي لزالت مغلقة عينيها : الحمدلله.
فارس : يرحمكم الله.
فتحت شروق عينيها لتجد فارس امامها فقالت بإرتباك: هو ...احم...هي العطسة جت في حضرتك؟
فارس: والله حرام عليكي اللي بتعمليه فيا ده.
انفجرت شروق ضاحكة ثم قالت: والله مكنتش أعرف ان حضرتك هتفتح الباب.
فارس : هيفرق ايه بقى عارفة من مش عارفه مانا كده كده اتبهدلت.
اخرجت شروق منديل من حقيبتها ثم قالت وهي تجاهد في كتم ضحكتها: اتفضل.
اخذ فارس المنديل من شروق ثم قال بضيق : ابقي خلي بالك بعد كده.
شروق: حاضر انا آسفة.
مسح فارس ملابسه ثم قال: انتي خلصتي صح؟
شروق: اه.
فارس: طيب تعالي اوصلك في سكتي.
ابتسمت شروق ثم قالت: لا انا هروح لوحدي...احم..بعد اذنك.
استأذنت شروق فارس ثم رحلت ليضع هو يده في جيبه ثم يقول: هتروحي مني فين ؟
***في منزل عبد العال***
طرق باب المنزل شخص ما.
سعاد: ايوة ياللي على الباب جاية اهو.
فتحت سعاد باب المنزل لتجد قمر امامها.
سعاد بفرح: بت يا قمر وحشتيني.
كانت قمر تبكي ثم قالت : بس انتي بعتيني يا ماما ازاي هوحشك؟
قضبت سعاد حاجبيها و قالت: انتي بتقولي ايه يا قمر؟
ابتسمت قمر بإنكسار ثم قالت: انا مش مبسوطة و عايزة ارجع البيت بس مش هرجع عارفة ليه؟ لانك هتبعيني تاني.
سعاد:اوعي تقولي كده يا قمر انا امك و بحبك.
قمر: بس ديه حياتي انا و انا اللي عايشة مع صهيب مش انتي يبقى انتي مش هتكوني ادرى بمصلحتي لما اعيش مع حد غصب.
كادت سعاد ان تعانق قمر الا ان الاخرى تلاشت من امامها و لم يبقى سوى صوت بكاءها.
سعاد بفزع: قمررررر.
البارت الثامن عشر
بسم الله ❤
طرق باب المنزل شخص ما.
سعاد: ايوة ياللي على الباب جاية اهو.
فتحت سعاد باب المنزل لتجد قمر امامها.
سعاد بفرح: بت يا قمر وحشتيني.
كانت قمر تبكي ثم قالت : بس انتي بعتيني يا ماما ازاي هوحشك؟
قضبت سعاد حاجبيها و قالت: انتي بتقولي ايه يا قمر؟
ابتسمت قمر بإنكسار ثم قالت: انا مش مبسوطة و عايزة ارجع البيت بس مش هرجع عارفة ليه؟ لانك هتبعيني تاني.
سعاد:اوعي تقولي كده يا قمر انا امك و بحبك.
قمر: بس ديه حياتي انا و انا اللي عايشة مع صهيب مش انتي يبقى انتي مش هتكوني ادرى بمصلحتي لما اعيش مع حد غصب.
كادت سعاد ان تعانق قمر الا ان الاخرى تلاشت من امامها و لم يبقى سوى صوت بكاءها.
سعاد بفزع: قمررررر.
دخلت نرجس الى الغرفة فجاة ثم اضاءت النور و قالت : مالك يا سعاد؟
سعاد وهي تنظر حولها : فين قمر؟
نرجس : قمر ايه ؟ قمر مش هنا.
سعاد: بس انا عايزة اشوفها و اتطمن عليها.
نرجس : اهدي طيب وانا هخلي شروق تكلمها تمام؟
نهضت سعاد من مكانها ثم خرجت من الغرفة لتبحث عن شروق.
***في قصر البارودي***
بعد ان انتهت قمر من صلاتها رفعت سماعة الهاتف.
صهيب: قمر تعالي.
قمر: حاضر.
اغلقت قمر الهاتف ثم صعدت إلى غرفة صهيب.
طرقت قمر باب الغرفة ثم فتحت و قالت بأدب: نعم.
ابتسم صهيب ثم قال ببرود: تعالي قلعيني الساعة.
اغلقت قمر عينيها ثم ابتسمت بضيق و قالت: يعني انت مكلف نفسك و متصل بيا و مطلعني من تحت لحد فوق عشان الساعة؟
صهيب : اه و ياريت تقفلي الباب وانتي داخلة.
اغلقت قمر الباب بعنف دون ان تنتبه انها اغلقته على اسدالها و ما ان خطت الخطوة الاولى حتى سقطت على وجهها.
لو اخبرتكم ان تلك المرة الأولى التي يضحك صهيب فيها حتى تدمع عينيه فأنا لا ابالغ.
توجه صهيب تجاه قمر وهو لزال يضحك ثم مد يده لها و قال : هاتي ايدك.
رفعت قمر رأسها عن الأرض ثم قالت بثقة : قاصدة اقع على فكرة.
صهيب : يا شيخة؟
قمر وهي لزالت على نفس وضعها: اه طبعاً اصل على القناة الثقافية بيقولوا أن حيوان النعامة لما بيشم ريحة زلزال بيدب دماغه في التربة.
ضحك صهيب مرة اخرى ثم قال : حيوان النعامة؟ ماشاءالله العيلة كلها عندها تفسيرات غير منطقية لأي حاجة.
قضبت قمر حاجبيها ثم قالت : مش فاهمة.
ابتسم صهيب ثم مد يده و قال: ما علينا...هاتي ايدك.
قمر: بعرف اقوم لوحدي.
جاءت قمر كي تنهض عن الارض فدعست على اسدالها و سقطت مرة اخرى.
قمر: شوفت حسيت بالاهتزازة الارضية تاني.
ضحك صهيب لتمسك قمر بيده ثم تنهض و تتابع قائلة : كنت بتطمن بس ان مفيش اهتزازات ارضية.
صهيب : اه مانا عارف.
ابتسمت قمر بشكل لطيف ليقول هو : اعتقد ان البتاع اللي انتي لبساه اتقطع.
امسكت قمر طرف اسدالها ثم قالت: لا هي الموضة كده شعرفك انت.
مد صهيب يده الى قمر ثم قال : قلعيني الساعة بقى.
شدت قمر يد صهيب بعنف ثم نزعت الساعة منها و عندما انتهت قالت : خلاص احطها فين؟
صهيب : حطيها هناك و انزلي اعمليلي نسكافيه.
ابتسمت قمر بخبث فهي تعلم ما سيطلبه صهيب منها بعد ذلك.
......
كان صهيب يقف في شرفة غرفته عندما دخلت قمر و ابتسمت بثقة ثم قالت: اتفضل القهوة.
نظر لها صهيب من اعلى الى اسفل ثم قال : انا قلتلك عايز قهوة؟
قمر بنفس ثقتها: انت مش بتحب النسكافيه.
صهيب : طب انزلي اعمليلي عصير لمون بالنعناع بقى.
قمر بضيق : يوووه ما ترسيلك على حاجة.
صهيب يحدة : قمر.
تراجعت قمر خطوتين للخلف ثم قالت بنفس غضبها: كام معلقة سكر؟
صهيب : معلقة واحدة.
قمر: اوك بعد اذنك.
خرجت قمر من الغرفة ليبتسم هو ثم يقول: انتي الحاجة الوحيدة الصح في حياتي.
***في منزل عبد العال***
دخلت شروق الى المنزل ثم قالت بصوت مرتفع: سلام عليكم.
خرجت سعاد من غرفتها ثم قالت : شروق اتصليلي بقمر لحسن بكلمها و مش بترد.
قضبت شروق حاجبيها ثم قالت: حاضر بس هو في حاجة؟
سعاد : كلميها انتي بس بالله عليكي.
شروق : طب اهدي طيب و بعدين قمر من امبارح و تلفونها مقفول.
سعاد بفزع : يا مصيبتي لا يكون البت جرالها حاجة.
ضحكت شروق ثم قالت: اهدي يا خالتو مش كده و بعدين صهيب بيه كان جاي الشركة رايق النهاردة يعني مفيش حاجة.
سعاد: لا يا شروق انا قلبي واكلني على بتي عايزة اكلمها.
شروق : طب هكلم صهيب بيه بكرة حاضر.
جاءت نرجس هي الاخرى ثم قالت : اهدي يا سعاد ( تفاءلوا بالخير تجدوه).
سعاد: طب اطمن على بنتي بس.
شروق : خلاص طيب هكلم صهيب بيه.
اخرجت شروق هاتفها بينما في مكان آخر.
***في قصر البارودي***
دخلت قمر الى الغرفة ثم اعطت الكوب لصهيب و بينما هي تفعل دق هاتفه فأجاب بجمود: الو.
شروق بحرج: صهيب بيه انا اسفة على الازعاج بس قمر تلفونها مقفول من امبارح و خالتو قلقانة عليها.
قضب صهيب حاجبيه ثم نظر الى قمر و قال : هي كويسة.
شروق: طيب ممكن اكلمها؟
صهيب : اهي معاكي.
اعطى صهيب الهاتف الى قمر ثم قال: شروق.
اعطت قمر الكوب له بسرعة ثم اخذت الهاتف و قالت: شوشو وحشتيني اوي.
شروق: قمر قلقتينا عليكي ليه تلفونك مقفول؟
قمر: والله مش عارفه شكله خرب.
تنهدت شروق براحة ثم قالت: خلاص المهم انك بخير خدي خالتو عيزاكي.
قمر: اوك.
اعطت شروق الهاتف الى سعاد لتقول: قمر وحشتيني اوي.
ادمعت عين قمر ثم قالت بنبرة باكية: وانتي اكتر يا ماما.
كان صهيب مستند على سور الشرفة ينظر الى قمر وهي تتحدث.. يا الهي هل هي حساسة لهذه الدرجة ام ان الإنسان يشتاق لأمه بسرعة؟
ابتسم صهيب بإنكسار لانه لا يعلم اجابة هذا السؤال والسبب انه لم يرى امه من قبل.
انهت قمر الاتصال مع امها ثم مسحت دموعها و قالت وهي تمد يدها الى صهيب بالهاتف: شكراً.
اخذ صهيب الهاتف ثم وضعه في جيبه و بعدها قال : فين تلفونك؟
قمر: في الدولاب.
صهيب : طيب روحي هاتيه.
قمر: اوك.
نزلت قمر الى الأسفل لتحضر هاتفها بينما في مكان آخر
***في منزل عبد العال***
كانت سعاد تمسح دموعها بينما قالت نرجس: خلاص اهدي بقى ما قمر طلعت كويسة اهو الحمدلله.
سعاد: الحمدلله.
شروق : هو في ايه يا جماعة انا مش فاهمة؟
نرجس: سعاد حلمت بكبوس بس.
ضحكت شروق ثم قالت: طب ما كلنا بنحلم بكوابيس عادي يعني.
سعاد: لا يا بت ساعات بتكون إشارة.
شروق: إشارة ايه بس يا خالتو؟ هو يا اما حلم عادي او كابوس او رؤية .
قضبت سعاد حاجبيها ثم قالت: طب مش يمكن ده ميكونش كابوس و تكون رؤية؟
شروق: لا يا حبيبتي احنا لما بنحلم بكوابيس لما نقوم من النوم نستعيذ بالله من الشيطان و منقولش لحد على الكابوس و نحاول ننساه تماماً لان ربنا دايماً شايلنا اللي فيه الخير و اي بلاء او مصيبة بتحصل لما بنصبر عليها ربنا بيكفرلنا بيها سيئتنا انما الكوابيس ديه مجرد احلام وحشة مش إشارة ولا حاجة.
نرجس بفخر: ربنا يبارك فيكي يا بتي.
شروق: امين يلا هقوم انام بقى عشان هقوم بدري تصبحوا على خير.
سعاد: وانتي من اهله.
***في قصر البارودي***
قمر: التلفون اهو.
اخذ صهيب الهاتف من قمر ثم قال لها بهدوء : اقعدي.
جلست قمر على الكرسي المقابل لكرسي صهيب في الشرفة بينما قال وهو ينظر الى هاتفها القديم: هو في حد لسة بيمسك التلفونات القديمة ديه؟
قمر بعفوية: انا.
نظر لها صهيب باستغراب ثم نظر الى هاتفها و قال : وهو من امتى وهو خربان؟
قمر: من امبارح.
رفع صهيب حاجبيه ثم قال: وانتي مقولتيش ليه؟
فركت قمر يديها ثم قالت: عادي يعني الموضوع مش مهم للدرجة.
حك صهيب ذقنه بحركة خفيفة ثم قال : وانا قلتلك اي حاجة تحصل تقوليلي عليها صح؟
اماءت قمر لينهض هو من مكانها ثم يقول بهدوء مرعب : وانا قولت اني مش هرحمك صح؟
ابتلعت قمر ريقها ليمسك هو كوب العصير الخاص به ثم يقول لقمر : تشربي الكوباية ديه كلها.
قمر : بس انا مش عايزة.
وضع صهيب الكوب على فم قمر لتبعد هي يده عنها و تقول بتقزز: يع يع يع ده مزز اوي ايه ده؟
صهيب : يلا افتحي بؤك.
قمر: بالله خلاص طعمه وحش انت كنت بتشربه ازاي؟
لم يتحدث صهيب وانما ظل يسقي قمر من الكوب حتى انتهى و فجأة نهضت قمر من مكانها ثم قالت: كفاية حرام عليك طعمه وحش اوي ده من غير سكر.
وضع صهيب الكوب على الطاولة ثم ادخل يديه في جيب بنطاله ووقف بشموخ قائلاً: عقابك كان خفيف المرة ديه.
قمر وهي تمسح فمها : كل ده و خفيف؟
صهيب : يلا روحي نامي بقى عشان تصحي بدري.
خرجت قمر من الغرفة و هي تكاد تنفجر من الغيظ.
***في الصباح التالي***
استيقظت شروق من نومها و هي تشعر بنشاط غريب فذهبت الى المرحاض و عندما خرجت بدلت ثيابها ثم صلت و خرجت من الغرفة.
كانت نرجس تحضر طعام الإفطار بينما ارتدت سعاد عباءتها لتذهب الى العمل.
شروق بحماس: صباح الخير.
سعاد :صباح النور.
نرجس: ايه سر النشاط ده؟
شروق: مش عارفه والله انا مستغربة نفسي.
ضحكت نرجس ثم قالت: طب تعالي افطري.
شروق: لا افطر ايه يدوب انزل دلوقتي عشان اوصل قبل صهيب بيه.
سعاد: و مش صهيب بقى جوز قمر ؟ لسة مخففش الشغل؟
انفجرت شروق ضاحكة ثم قالت و هي ترتدي حذاءها : ال يخفف الشغل...صهيب البارودي هيخفف الشغل؟!
ظلت شروق تضحك بينما نظرت سعاد الى نرجس باستغراب لتشير لها الاخرى بأن ابنتها قد جُنت.
اعتدلت شروق ثم قالت: يلا سلام عليكم.
سعاد و نرجس/ و عليكم السلام.
***في قصر البارودي***
صعدت قمر الى غرفة صهيب لتسأله عن شيء ما ولكنها عندما فتحت الغرفة لم يكن هناك احد .
قمر: ايه ده يكون نزل الشغل بدري؟
ظلت قمر واقفة للحظات حتى سمعت صوت هاتف ما يدق و عندما اقتربت وجدته هاتف صهيب.
قمر: لا يبقى هو لسة هنا.
طرقت قمر على باب المرحاض الموجود في الغرفة قائلة بأدب: صهيب انت هنا؟ تلقونك بيرن.
ظلت قمر تدق الباب و عندما فتحته لم يكن هناك احد.
....
فتحت قمر باب القصر لعلها تجد صهيب في الحديقه لتعطيه هاتفه الذي يدق دون توقف و تسأله سؤال و بينما هي ذاهبة دعست على شيء ما اصدر صوت غريب.
نظرت قمر اسفل قدمها لتجد دمية صغير للغاية و تبدوا في غاية اللطافة.
ضحكت قمر ثم وضعت الهاتف في جيبها و ظلت تضغط على الدمية غير مكترثة بسبب وجود دمية كهذه في قصر البارودي و فجأة سمعت صوت نباح كلب و عندما التفتت...تباً هذا لا يبدو ككلب بل يبدو كدب.
ركض الكلب باتجاه قمر و هي بسبب حالة الفزع التي انتابتها لم تستطع الحراك من مكانها.
قفز الكلب على قمر ليسقطها ارضاً و ما كاد يلعقها حتى سحبه شخص ما من فوقها.
كانت قمر واضعة يدها على فمها و لم تنزلها الى عندما سمعت صوت ضحكات صهيب.
ابعد صهيب الكلب عن قمر ثم مد يده لها.
قمر بضيق: بعرف اقوم لوحدي.
صهيب: هاتي الدبدوبة عشان بتاعته.
اعطت قمر الدبدوب الى صهيب ثم نهضت من مكانها بغضب و بينما هي متجهه الى الداخل سمعت نباح الكلب لتركض بسرعة.
***في شركة البارودي***
طرقت شروق باب مكت فارس ثم دخلت و قالت بأدب: فارس بيه لازم تمضي على الملف ضروري.
اخذ فارس الملف بتكاسل من شروق و كان يبدو منهكاً للغاية.
شروق بقلق طفيف: فارس بيه حضرتك كويس؟
دعك فارس عينيه ثم قال : اصلي مفطرتش فمش فايق.
ابتسمت شروق ليقول هو: انتي فطرتي؟
شروق: بصراحة لأ.
فارس : ما تيجي نفطر سوا؟
شروق بأدب : لا شكراً انا مش جعانة.
فارس بمكر: يا بنتي ديه سندوتشات شاورما مش هتأثر.
شروق : قول والله!
فارس: والله.
حكت شروق مؤخرة رأسها ثم قالت: لا بردو ميصحش.
فارس : ده في محل شاورما سوري فاتح قدام الشركة الشاورما بتاعته دمااار.
ابتلعت شروق ريقها ثم قالت: ولا التومية بتاعته رهيبة.
فارس: و العيش بقى وهو سخن كده.
شروق: و البطاطس بتاعته رهيييبة.
فارس : يعني اطلب؟
شروق: الحساب بالنص.
فارس بلا مبالاة: هنشوف.
***في قصر البارودي***
كانت قمر تعد القهوة لصهيب بينما دخل هو المطبخ وهو يرتدي ملابس العمل.
صهيب: انتي كويسة؟
اماءت قمر ليتابع هو : انتي خرجتي ليه أساساً؟
التفتت قمر له ثم قالت وهي تدخل يدها في جيبها: كنت بدور عليك عشان اسألك هتشرب القهوة هنا ولا احطهالك في المج بتاعك و اديك تلفونك.
اخذ صهيب هانفه من قمر ثم قال: هو كان بيرن؟
قمر: اه.
استند صهيب على الطاولة الموجدة في المطبخ ثم قال وهو يعبث في هاتفه: هشرب القهوة هنا.
قمر : اوك.
وضعت قمر القهوة في الكوب ثم اعطته الى صهيب و اخذت كوبها ثم جلست على الرخام .
كانت قمر تشرب شيء ما و عندما انتبه لها صهيب قال : بتشربي ايه؟
قمر: شاي بلبن.
صهيب باستفزاز: خلاص مش هشرب قهوة اعمليلي شاي بلبن.
تنهدت قمر ثم قالت : حاضر.
نزلت قمر من على الرخام ليقول هو: رايحة فين؟
قمر: هعملك شاي بلبن.
صهيب: انا عايز كوبايتك.
ضيقت قمر عينيها ثم قالت: لا حول ولا قوه الا بالله حاضر.
اعطت قمر كوبها الى صهيب ثم عادت لتجلس على الرخام مرة اخرى اما صهيب فما ان انتهى منه حتى قال : طعمه مش حلو متعمليهوش تاني.
قمر: عشان كده شرب المج بتاعي.
صهيب ببرود: امال اسيبه يترمي؟
قمر: طب ما القهوة هتترمي.
صهيب: لا ما انتي هتشربيها.
تنهدت قمر و لم تعقب اما هو فألقى عليها السلام و ما كاد ان يذهب الا انه توقف عندما شعر بأن قمر تريد قول شيء ما.
صهيب: في حاجة؟
فتحت قمر فمها لتتحدث ثم اغلقته مرة اخرى ليقول صهيب: عايزة ايه يا قمر؟
ابتلعت قمر ريقها ثم قالت بصوت خافت: الجامعة هتبدأ الاسبوع اللي جاي فكنت بسأل لو ما كادت قمر تنهي جملتها الا ان صهيب قال بحدة : لا.
قمر: طيب على الاقل اسمعني.
امسك صهيب يد قمر بقوة ثم قال: مرواح للجامعة مش هيحصل يا قمر لأنك اصلا مش هتشتغلي فاهمة؟
اماءت قمر له ثم قالت وهي تدمع : خلاص حاضر.
اغلق صهيب عينيه ما ان رأى دموعها ثم ترك يدها و قال بهدوء : متعيطيش.
مسحت قمر دموعها و لم تعقب بينما تركها هو و ذهب.
***في منزل عبد العال***
كانت سعاد تنظف المنزل مع نرجس ثم قالت : الحمدلله والله يا نرجس انا مش مصدقة اننا هنخلص من المستشفى ديه.
ابتسمت نرجس ثم قالت: الحمدلله يا سعاد وانا هخلص تنضيف معاكي و اروح بردك على شقتي عشان انضفها لحسن بقالنا فترة ماروحناش.
سعاد: ايه ده انتي مش هتقعدي هنا؟
نرجس : لا خلتص بقى هروح تقعد في بيتي بس لو عوزتي حاجة هي دقيقة و هكون عندك.
سعاد : ماشي يا حبيبتي.
***في شركة البارودي***
كانت شروق جالسة على الأرض و امامها فارس يتناولان الطعام.
شروق : يا الله الواحد مش عايز يشبع.
ضحك فارس ثم قال: الشاورما بتاعتهم دماار انا ادمنتها أساساً.
شروق: بعد الاكلة ديه الواحد عايز ينام.
فارس: اه والله انا اول مرة اكل كده.
شروق: اصل الشاورما طعمها حلو.
فارس : لا القاعدة معاكي بتأكل.
ابتسمت شروق ولم تعقب ليفتح صهيب باب المكتب فجأة ثم يقول بشمئزاز: جتكم القرف انتو الاتنين.
خرج صهيب من المكتب لتقول شروق: هيزعقلي؟
فارس: لا مظنش لو كان هيزعق كان زعق هنا.
نهضت شروق من مكانها ثم نفضت ثيابها و قالت: شكراً لحضرتك كتير.
نهض فارس هو الآخر ثم قال: شكراً على ايه بس؟
شروق: يعني على الفطار و كده.
ابتسم فارس ثم قال : العفو.
***في مكتب صهيب***
طرقت شروق المكتب ثم ابتسمت و قالت بأدب : صباح الخير يا صهيب بيه.
صهيب بجمود: ايه هي مواعيد النهاردة؟
أخبرت شروق صهيب بأهم مواعيده و ما ان انتهت حتى قالت بأدب: صهيب بيه.
صهيب : نعم.
شروق: انا اسفة على اني ازعجت حضرتك امبارح بس احنا قلقنا على قمر.
تنهد صهيب ثم قال بهدوء : شروق قمر ديه بنت خالتك يعني وقت ما تعوزي تشوفيها في اي وقت تقدري تيجي.
شروق: بجد؟! يعني عادي اجي اشوفها النهاردة؟
صهيب : تمام ابقي تعالي معايا بعد الشغل.
ابتسمت شروق ثم قالت: اوك.
خرجت شروق من المكتب لتصطدم بفارس بالخطأ.
شروق: انا اسفة.
فارس : ولا يهمك ... صهيب متعصب؟
شروق: لا الحمدلله.
ابتسم فارس ثم تنهد براحة.
دخلت شروق الى مكتبها بينما ذهب فارس الى مكتب صهيب.
***في قصر البارودي***
كانت قمر تشعر بالعطش الشديد فخرجت من غرفتها و دخلت الى المطبخ لتجد خادمة اخرى هناك.
قمر ببشاشة : اهلا.
الخادمة : الست هانم صح؟
قمر: اسمي قمر ناديني بأسمي.
مدت الخادمة يدها لتصافح قمر ثم قالت: انا دنيا.
قمر: ماشاءالله اسمك حلو بس هي فين مروة ؟
دنيا: اخدت اجازة ليومين كده و بعدين هترجع.
قمر: هي كويسة؟
دنيا : اه الحمدلله.
قمر : ها اساعدك في ايه؟
دنيا: لا ولا حاجة.
قمر: بالله انا زهقانة قوليلي اي حاجة اعملها.
دنيا: صهيب بيه لو عرف هيقتلنا والله.
ضحكت قمر ثم قالت: لا مش هيزعق ولا حاجة.
احضرت دنيا زجاجة ما ثم اعطتها الى قمر و قالت: مدام انتي مصرة طلعي ديه لأوضة صهيب بيه.
اخذت قمر الزجاجة منها و كان شكلها غريب فقضبت هي حاجبيها و قالت: ديه ازازة ايه ديه؟
دنيا: والله معرف انا السواق بيجبها و يديهالي و اقوم انا مطلعاها لأوضة صهيب بيه.
قمر : اوك.
*** في شركة صهيب البارودي***
كانت ندى تمزح مع شروق فقامت فجأة برش الماء عليها.
شهقت شروق ثم قالت بغضب : حرام عليكي المية متلجة.
ضحكت ندى لتنهض شروق من مكانها ثم تقول بغضب : والله مانا سيباكي يا زفتة.
خرجت ندى من المكتب بسرعة ثم اغلقت الباب خلفها لتنهض شروق هي الاخرى بغضب وعندما فتحت الباب سكبت الماء بغضب ظناً منها انها سكبته على ندى و لكنها تفاجئت عندما رأت فارس امامها.
وضعت شروق يدها على فمها ليقول فارس : ايه اللي انتي بتعمليه فيا ده؟
شروق: والله انا اسفة انا افتكرتك ندى.
امسك فارس قميصه ثم قال: كده القميص؟ اتبهدل.
جاءت ندى من خلف فارس وهي تكاد تموت من كثر الضحك ثم قالت: يااه على الكسفة ياااه.
ضيقت شروق عينيها ثم قالت بغضب : مش هسيبك يا ندى.
جاءت شروق لتسكب جزء من الماء على ندى الا ان الاخرى اختبأت خلف فارس ليأتي ما بقي من الماء عليه.
فارس : لا كده كتير.
تركت شروق الزجاجة من يدها ثم دخلت الى مكتبها بسرعة و اغلقت الباب لتركض ندى هي الاخرى الى المصعد و يبقى فارس واقفاً في مكانه كالقط المبلل يحاول استيعاب ما حدث.
فتح صهيب باب المكتب ليجد فارس يقف مكانه و جسده مبلل بالكامل.
صهيب : ايه اللي عمل فيك كده؟
ضحك فارس بسماجة ثم قال بمرح: كنت باغطس.
صهيب : في الشركة؟
فارس: ده كان فيه نافورة مكان ما انت واقف كده.
زفر صهيب ثم قال: طب روح بدل هدومك عشان متعياش و تعالى عشان عايزك.
فارس : خايف عليا يا لولو.
نظر له صهيب بإحتقار ثم قال: ما تولع انت ...انا عشان كل ما تعيا تيجي تقعد عندي وانا مش فاضيلك بصراحة.
فارس بشكل درامي: تباً قلبي الصغير تحطم.
ضحك صهيب ثم دخل الى مكتبه مرة اخرى بينما ذهب فارس ليبدل قميصه فهو دائماً ما يضع ملابس احتياطية في مكتبه تحسباً لأي شيء.
البارت التاسع عشر
بسم الله ❤
كانت شروق تنهي ما بقي من عملها عندما فتح صهيب باب المكتب.
صهيب : خلصتي شغلك؟
شروق: اه يا فندم.
صهيب : طيب يلا.
نهضت شروق من مكانها بحماس وهي تكاد تموت فرحاً.
.....
توقفت السيارة ليترجل صهيب منها و بعده شروق.
فتحت الخادمة باب القصر ليدخل صهيب و خلفه شروق.
شروق بأدب: هي فين قمر؟
صهيب : هروح اشوفها.
***في غرفة قمر***
فتح صهيب باب الغرفة ليجد قمر جالسة تضحك على الأرض بشكل غير طبيعي.
اقترب صهيب من قمر ثم نزل ليكون بنفس مستواها و قال بهدوء: قمر انتي كويسة؟
كانت قمر تبدوا كالثملين فقالت وهي تضحك : انا كويسة اه.
وضع صهيب يده على رأس قمر ليرى ان كانت حرارتها مرتفعة ولكن حرارتها كانت معتدلة اي ان هناك شيء ما حدث لها.
انتبه صهيب الى كأس ما موجود بجانب قمر فرفع حاجبيه و قال بذهول : قمر انتي شربتي من ده؟
نظرت قمر الى حيث يشير ثم قالت وهي تضحك : انا شربت منه اه.
اغلق صهيب عينيه فقمر قد ثملت.
صهيب بهدوء: وانتي جبتي الكوباية ديه منين؟
امسكت قمر يده ثم قالت وهي تضحك: طلعت احطلك ازازة فوووووق و بعدين لقيت كوباية فانا افتكرتها عصير تفاح فشربتها وعينك متشوف الا النور.
صهيب : طيب حاسة ب ايه؟
قمر وهي تعيد رأسها الى الخلف : حاسة بأني باتشير وارفرف في الفضااا تابعت قمر الضحك على سخافتها ليضحك صهيب هو الاخر ثم نهض من مكانه وجعل قمر تنهض ليجلسها على الفراش و بعدها قال : لولا اني عارفك كنت شربتك واحد كل يوم.
ابتسمت قمر ليستغل هو الموقف و يقبل وجنتها برفق و بعدها تركها و خرج.
.....
كانت شروق جالسة تعبث في هاتفها عندما جاء صهيب و قال : قمر في اوضتها.
اشار صهيب على مكان غرفة قمر و عندما جاءت شروق لتذهب قال هو لها : ابقي فوقيها.
قضبت شروق حاجبيها ثم قالت بقلق: هي تعبانة؟
صهيب : لا سكرانة.
شهقت شروق ليتابع هو : ابقي شربيها عصير برتقان.
ترك صهيب شروق ثم صعد ليبدل ثيابه لتدخل هي الى غرفة قمر وتجدها تقول للوسادة : هم المم يا روحي يلا جيبالك مم كل واجبرلي يا روحي يلا هم المم.
شروق وهي تضحك : يخربيتك ده انتي مكنتيش بتشربي بيبسي.
اخذت شروق قمر على المرحاض لتغسل لها وجهها ثم ذهبت واحضرت لها العصير ليجعلها تفيق قليلاً.
......
قمر وهي تضع وجهها في الوسادة : انا مش مصدقة اللي حصل ربنا يسامحني.
كانت شروق لزالت تضحك ثم قالت: بس انتي كنتي عسل والله.
نظرت قمر الى شروق بحقد ثم قالت: انتي بتضحكي ليه دلوقتي ؟ ربنا يستر و ماكونش هببت حاجة وحشة.
شروق: ان شاءالله لا بس خلصي كوباية العصير ديه عشان نتأكد انك فايقة.
قمر: لا انا خلاص مش قادرة.
شروق : على العموم عندي خبر حلو ليكي.
قمر: في ايه؟
شروق: عمو هيخرج بكرة من المستشفى.
قمر بذهول: بتهزري؟
شروق: والله.
عانقت قمر شروق ثم قالت بسعادة بالغة : انا فرحانة اوي.
بادلت شروق قمر العناق ثم ابتعدت عنها و قالت: يلا هلحق اروح انا بقى عشان الدنيا ليلت.
قمر: لا بالله خليكي معايا انا ملحقتش اشبع منك.
شروق: لا انا هنا من بدري بس قعدت ساعة افوق فيكي.
نكزت قمر شروق ثم قالت : يا باردة.
شروق : يلا هروح انا بقى.
........
كان فارس جالس مع صهيب في غرفة المعيشة ثم نهض فجأة و قال: هدخل الحمام واجي.
صهيب: اوك بس انجز.
خرج فارس من الغرفة ليذهب الى المرحاض.
***في غرفة قمر***
اعطت قمر الكوب الى شروق ثم قالت: شروق امسكي كوباية العصير بالله لحد ما اعدل الجزمة.
شروق: تمام.
عدلت قمر حذاءها لتفتح شروق باب الغرفة و دون ان تنتبه اصطدمت بفارس ليسقط العصير على ملابسه.
شهقت شروق ثم قالت بصدمة : فارس بيه؟
فارس : يا بنتي انتي ايه حكايتك معايا؟ ارحميني يرحمك ربنا انتي بتطلعيي منين ؟ ارحميني ابوس ايدك.
جاء صهيب على صوت صديقه ثم قال : في ايه؟
انتبه صهيب الى ملابس فارس فقال : اطلع خد تي شيرت من عندي.
التفتت شروق الى قمر التي تكاد تموت من الضحك ثم قالت بحرج: يلا يا قمر استأذن انا بقى.
فارس : استني هنا لحد ما اغير وانزلك.
صعد فارس الى غرفة صهيب بينما كانت شروق تدمع من كثر الضحك اما صهيب فكانت انظاره معلقة على قمر فقال : فوقتي ولا لسة؟
تنحنحت قمر ثم قالت بحرج: اه.
.....
نزل فارس وهو يرتدي قميص ما ثم قال بمرح كعادته : ايه يبني الهدوم ديه انا عيني وجعتني من الالوان كل ديه الوان عندك.
قضب صهيب حاجبيه ثم قال : الوان ايه؟
فارس : اسود و في قميص اسود بردك و بنطلون اسود و عندك بردك لون اسود فاتح و اسود غامق لحد ما سودت عيشتنا.
ضحكت شروق و قمر ليقول صهيب : طب هات القميص بقى.
فارس : ايه ده مالك بتقفش بسرعة ليه كده انا كنت بهزر على فكرة.
ابتسم صهيب لتقول شروق بأدب: انا همشي بقى.
فارس: استني هوصلك.
شروق: لا فعلا ملوش داعي انا هروح لوحدي.
فارس بإصرار : لا مانا مش هسيبك تروحي لوحدك و الدنيا ليلت كده.
وافقت شروق على مضض لتودع قمر بعدها ثم تذهب مع فارس.
......
كانت قمر في غرفتها تقرأ رواية ما عندما دخل صهيب و جلس بجانبها.
وضعت قمر الرواية جانباً ثم نظرت الى صهيب منتظرة منه الحديث اما هو فوضع يده في جيبه ثم اخرج هاتف جديد و جميل للغاية و قال وهو يعطيه لقمر : تلفونك.
نظرت له قمر باستغراب ثم قالت : ده عشاني؟
ابتسم صهيب ثم وضعه في يدها و قال : كل الاسماء اللي على الشريحة بتاعتك متسجلة عليه.
نظرت قمر الى الهاتف بذهول ثم ابتسمت و قالت: شكراً.
ابتلع صهيب ريقه ثم قال : لسة خايفة مني؟
استغربت قمر ما قاله و لم تعلم بماذا تجيبه فهي لزالت تشعر بأنه صهيب البارودي تشعر بأن هناك حاجز بينهما لا يجعلها تقترب منها فصهيب مهما فعل لزال هناك شيء يخفيه عنها صهيب لزال غامض بالنسبة لها ليتها فقط تعلم ما به لعل الحاجز الموجود بينهما ينتهي.
ظلت قمر صامتة فقط تنظر له اما هو فقال : قمر انا عمري ما هأذيكي.
قمر بهدوء: انا عارفة بس حاسة بأنك مخبي حاجة عني ..حاسة اني مش عرفاك بشكل كامل انا معرفش حاجة عنك.
صهيب : مش من مصلحتك انك تعرفي يا قمر.
نظرت قمر الى الاسفل ليتابع هو محاولاً تغير مجرى الحوار : بس ماقولتيش يعني ايه اللي خلاكي سكرانة كده انا متوقعتهاش منك.
احمر وجه قمر من الخجل فابتسمت بسماجة و قالت: انا افتكرته عصير تفاح فشربته.
ابتسم صهيب ثم قال: و محستيش بفرق؟
ضحكت قمر ثم قالت: حسيت بعد ما شربت نص الكوباية اصلي كنت عطشانة.
ضحك صهيب لتقول هي : ممكن طلب؟
صهيب : اكيد.
تنهدت قمر ثم قالت: ممكن تبطل تشرب لانها حرام و اكيد انت عارف كده.
صهيب : انا مش بشربها لاني بحب طعمها لانه عادي بالنسبة ليا.
قمر: خلاص متشربهاش.
ابتسم صهيب بانكسار ثم قال: بشربها عشان اهرب من الواقع يا قمر ولو للحظة.
قمر: بس احنا مش بنهرب من الواقع احنا بنواجهه.
صهيب بجمود: الواقع اللي انا كنت فيه ميتواجهش ده يتعاش بس يا قمر لان اصلا مفيش حاجة عشان تواجهيها.
قمر : مهما حصل ده مش عذر يخليك تعمل حاجة حرام.
صهيب : ممكن انتي معشتيش الواقع اللي يخليكي عايزة تهربي منه لانك لو عشتيه كنتي انتحرتي صدقيني.
نهض صهيب من مكانه و ما كاد يخرج من الغرفة حتى قالت قمر : صهيب مهما كانت المشكلة هتتحل بس انك تشرب ده مش حل ..عشان خاطري بطل تشرب.
نظر لها صهيب ثم قال: هحاول.
خرج صهيب من الغرفة وهو يشعر بألم في قلبه لقد عادت ذكرياته مرة اخرى ولكن ما يهون الامر هو وجود قمر بقربه فمجرد وجودها يهون الكثير عليه ولكن ما يجعله يتألم بقوة هو ان قمر اصبحت له ولكن قلبها ليس ملكه بعد.
***في سيارة فارس***
فارس وهو يشير الى مكان ما : بيتك في الشارع ده؟
شروق: اه بس انا هنزل هنا بقى.
فارس : لا طبعاً انا هوصلك لحد العمارة.
شروق: لا بالله بلاش.
فارس: ليه؟
شروق: اصل انت لو دخلت الحارة بعربيتك ديه يا اما انت هتخرج من غيرها يا اما العربية هتخرج من غيرك ياما هتخرج بكوتش العربية و ممكن متخرجوش انتو الاتنين.
ضحك فارس ثم قال : ليه كده؟
شروق: اصل في قناصين قاعدين في البلاكونات و عنيهم ماشاءالله نووي فانا هنزل هنا بجد.
فارس بإصرار : لا انا هوصلك لحد العمارة مفيش اللي انتي بتقوليه ده.
شروق: برحتك بقى بس افتكر قلتلك بلاش.
دخل فارس بسيارته الى الحارة و لم يكمل دقيقة الا ان طفل صغير قام بشوط الكرة لتصطدم بمرآة السيارة و تكسرها.
وضعت شروق يدها على فمها بينما اغلق فارس عينيها و قال بهدوء مرعب: خلاص محصلش حاجة عادي يعني ديه صدفة مش اكتر.
جاء ذلك الطفل من جهة فارس ثم قال وهو يدخل رأسه من النافذة: معلش اعمو انا اسف.
فارس : ولا يهمك يا حبيبي.
الطفل وهو يدخل رأسه الى الداخل اكثر: وربنا ما كنت أقصد.
فارس بغضب طفيف: تعالى اقعد في حضني احسن.
انفجرت شروق ليقول الطفل: ايه ده ابلة شروق؟
نظرت له شروق ثم قالت بعد ان كتمت ضحكتها : ازيك يا ذكي.
وضع ذكي الكرة وهي متسخة على قدم فارس ثم قال وهو يستند على نافذة السيارة: الحمدلله بخير بس ماما بتقولك هي هتقبض الجمعية بدري الشهر ده عشان تدفع قسط الخلاط.
شروق: انا مليش دعوة بموضوع الجمعية و بعدين شهر واحد ده بتاع طنك فتحية اسألها هي مش انا.
ذكي: ما امي سألتها و هي معندهاش مانع.
شروق: خلاص قول ل ماما انما انا مش في الجمعية أساساً.
ذكي: مهي طنط نرجس قالتلي اقولك عشان الدفتر بتاع الجمعية معاكي.
فارس : خلاص هدفع انا تمن الخلاط ممكن تشيل الكورة المعفنة ديه من على رجلي؟
نظر ذكي الى فارس ثم قال بصوت مرتفع: معلش اعمو وربنا ما كنت اقصد.
خرج ذكي من النافذة بينما كادت شروق تموت من الضحك.
شروق: مش...قادرة .. اتنفس.
فارس : البنطلون اتبهدل و بعدين خلاط ايه بس اللي عاملين خناقة عليه؟
شروق: والله اسفة يا فندم على اللي شوفته بس انا قلتلك بلاش تدخل الحارة.
فارس : فين عمارتك؟
اشارت شروق الى مبنى ما يبدو قديم ثم قالت: هي ديه.
.....
توقف فارس امام المبنى لتترجل شروق من السيارة و تقول: شكراً كتير لحضرتك.
ترجل فارس هو الآخر ثم قال : متأكدة انها عمارتك؟ العماير كلها شبه بعض.
اشارت شروق الى الاعلى ثم قالت: شايف ملاية بطوط اللي متنشرة ؟ ديه ملايتي.
نظر فارس الى الاعلى ثم قال: حلوة ماشاء الله لا و جديدة فكرتها.
ضحكت شروق و ما كادت تصعد الا ان سيدة ما قامت بإفراغ جردل من الماء على فارس دون قصد.
فارس بغضب : اقسم بالله كده كتير انا تعبت نفسيا والله.
سقطت شروق على الارض من الضحك ثم قالت: انا اسفة.
فارس : اسفة على ايه بس.
خرجت سيدة ما تبدو بدينة قليلا ثم قالت: يوه هو كان فيه حد تحت؟ معلش يبني العتبة على النظر.
فارس : ولا يهمك يا حاجة.
السيدة : على العموم اهي مية بصابون تطري عليك في الحر ده.
انتبهت السيدة الى شروق ثم قالت: يوه بت يا شروق عاملة ايه؟
شروق: انا بخير يا طنط الحمد لله.
السيدة: و ست نرجس عاملة ايه؟
شروق: بخير الحمدلله.
السيدة : ابقي قوليلها اني هأبض الجمعية بدري الشهر ده.
شروق في سرها : يادي الجمعية و سنينها.
السيدة: بتقولي حاجة يا شروق؟
شروق: ابقي اتصرفي مع ماما يا طنط انا مليش دعوة.
السيدة: ماشي يا حبيبتي.
دخلت تلك السيدة لتلتفت شروق الى فارس ثم تقول: اسفة على اللي حصل ده.
رفع فارس حاجبيه لتخرج شروق منديل من حقيبتها و تعطيه لفارس كي يمسح وجهه ثم قالت: حضرتك هتمشي مبلول كده؟
فارس : هنشف في العربية.
شروق: طب اجيب لحضرتك جلبية من جلبيات بابا الله يرحمه؟ كانت بتريحه جداً.
فارس : لا شكراً.
شروق بإصرار : يا فندم والله ريحته.
فارس : يا ستي مش عايز انا ارتاح دلوقتي هتموتيني بدري ليه؟
ضحكت شروق ليقول هو : يلا اطلعي.
ابتسمت شروق ثم صعدت اما فارس فابتسم بشكل لطيف و ظل واقفاً في مكانه و ما هي الا لحظات و انسكب جردل من الماء عليه مرة اخرى لتخرج تلك السيدة و تقول: يوه هو انت لسة هنا؟ معلش يبني افتكرتك مشيت.
اغلق فارس عينيه ثم زفر بضيق و ركب سيارته بغضب.
***في منزل شروق***
صعدت شروق الى منزلها و هي لا تستطيع التوقف عن الضحك و ما ان فتحت نرجس الباب لها حتى قالت: مالك يا بت في ايه؟
تمالكت شروق نفسها ثم قالت : مفيش انا كويسة.
نرجس: ماشي هعديها بمزاجي المهم قمر عاملة ايه؟
ضحكت شروق ما ان تذكرت حالة قمر وهي ثملة ثم قالت : بخير الحمدلله.
نرجس: مالك يا بت مش على بعضك كده.
شروق: والله كويسة بس واقعة من الجوع هناكل ايه؟
نرجس وهي تتجه الى المطبخ: كلي اي حاجة.
شروق وهي تنزع ححابها : اي حاجة ايه يا ماما اهون عليكي كده انام جوعانة؟
نرجس من المطبخ: يعني مش هتاكلي فسيخ بكرة؟
شروق: لا اذا كان فسيخ ماشي نستحمل.
بدلت شروق ملابسها و بينما هي تفعل تذكرت احداث اليوم فضحكت مرة اخرى.
لم يحدث جديد في صباح اليوم التالي ولكن في مكان ما..
***في المشفى***
كتب الطبيب اذن الخروج الى عبد العال لتظل سعاد تطلق الزغاريد ثم قالت: الف حمدلله على سلامتك يا حاج.
عبد العال: الله يسلمك يا سعاد.
كانت سعاد مسندة عبد العال حتى خرجوا من المشفى و قامت بإيقاف سيارة أجرة.
***في شركة صهيب البارودي***
دخلت شروق مكتب فارس لتعطيه ملف ثم قالت بدهشة : ايه ده هو حضرتك عيان؟
كان انف فارس احمر و وجهه يبدوا شاحباً بعض الشيء.
فارس بمرح: غريبة مع ان الجو مش برد يعني.
ابتسمت شروق ثم قالت: انا قلت لحضرتك حارتنا وانا عرفاها.
فارس: انتي هتلبسيها في الحارة؟ طب و اللي حصل في الشركة ده ايه؟
تنحنحت شروق ثم اعطت الملف الى فارس و قالت: الملف ده عايز توقيع حضرتك.
اخذ فارس الملف من شروق لتخرج هي من المكتب.
***في مكتب صهيب***
كان صهيب غاضب للغاية بسبب شيء متعلق بالعمل و عندما دخلت شروق انفجر فيها قائلاً: فين الزفت الملف بتاع شركة(....)؟
شروق بهدوء: لسة مجاش يا فندم.
القى صهيب ملف ما كان موجود امامه ثم قال بغضب : ازاي اذا كان عبدالله لسة قايل انه اترسل ؟
شروق: اكيد في حاجة غلط لان مفيش حاجة وصلتلي.
صهيب بنفس غضبه : مهو لما ملف مهم زي ده يضيع تبقى ديه روضة للأطفال مش شركة.
دخل فارس في تلك اللحظة ثم قال: اطلعي انتي يا شروق.
نظرت شروق الى صهيب لتجده يكاظ يتحول الى الرجل الاخضر اما فارس فقال بحدة: اطلعي يا شروق دلوقتي.
خرجت شروق من المكتب ليقول فارس : مالك يا صهيب ؟ اهدى شوية مش كده.
صهيب : ملف شركة (....) مش لاقيه هنا و طبعاً هو مش مع شروق.
فارس : طيب اهدى طيب اكيد هنلاقيه يعني.
صهيب: الملف ده لو ضاع تبقى مشكلة.
فارس: يا عم متخافش هيروح فين يعني ؟ انا تصرف اهدى انت بس عشان انا بدأت اخاف منك.
زفر صهيب ليتابع فارس: و خف على شروق ها خف عليها.
اعاد صهيب شعره الى الخلف ثم قال : اتصرف في الموضوع ده.
فارس : حاضر.
***في قصر البارودي***
كانت قمر تتحدث في هاتفها مع والديها.
قمر بنبرة باكية: حمدلله على سلامتك يا بابا.
عبد العال: الله يسلمك يا بنتي بس انا عايز اشوفك يا قمر انتي مش ناوية تجيلنا شوية؟
قمر: لا اكيد هاجي بس صهيب مشغول شوية بس ان شاءالله هنجيلك يا بابا نقعد معاك لانك وحشتني.
عبد العال: ماشي يا حبيبتي و سلميلي عليه.
قمر: حاضر.
اغلقت قمر الهاتف مع والديها بينما في مكان اخر
***في مكتب شروق***
كانت شروق تبحث في الملفات الموجودة عندها لعلها تجد ذلك الملف جاء لها بالخطأ ليدخل فارس فجاة ثم يقول : انتي كويسة؟
ابتسمت شروق ثم قالت وهي تمسح دموعها: اه.
فارس : عشان كده بتعيطي؟ مكنتش أعرف انك عندك دم و بتعيطي بسرعة.
ضحكت شروق ثم قالت: خوفت لا صهيب بيه ياكلني وانا واقفة.
ضحك فارس هو الآخر ثم قال: مهو بيتحول للرجل الأخضر ساعات.
صمتت شروق ليتابع هو : اسألي ندى على الملف تمام؟
شروق: انا كلمتها و هي بتدور عندها.
فارس: اوك.
خرج فارس من المكتب لتكمل شروق البحث.
......
كان صهيب واضعاً يده على رأسه من شدة الألم ليدخل فارس في تلك اللحظة ثم يقول بمرح: عشان تعرف ان الشركة من غيري تقع.
صهيب : لقيته؟
فارس: طلع كان عندي اساساً وانا كنت ناسي اصل ندى ادتهولي امبارح بعد ما انت مشيت.
ابتسمت صهيب و بدون اي مقدما القى زجاجة الماء على فارس ثم قال بغضب : يخربيتك يا شيخ.
فارس بضيق : اخس عليك وانا اللي قولت انك هتفرح.
امسك صهيب رأسه ثم قال : غور من وشي يا فارس.
كاد فارس ان يخرج الا ان صهيب قال: يا عم هات الزفت الملف.
احضر فارس الملف ثم قرص وجنة صهيب و قال: يختي عليك يا ناس عسول.
نظر له صهيب باحتقار ليتركه الآخر ثم يقول: يلا هخلع انا بدري بقى.
صهيب : ليه ؟
فارس : عندي مشوار مهم هخلص و اقولك.
صهيب : تمام.
خرج فارس من المكنب ليتابع فارس عمله.
***في مكتب شروق***
كانت شروق تتحدث في هاتفها مع قمر.
شروق : ربنا يستر عليكي يا بنتي.
قمر: ليه بس؟
شروق: اصل صهيب بيه متعصب و شوية و هيتحول.
قمر: ايه ده ليه كده؟ ده كان كويس الصبح.
شروق: مشكلة حصلت في الشغل كده.
قمر: انا خايفة.
ضحكت شروق ثم قالت : بس الأوضاع هديت شكلها اتحلت.
قمر: طب هقفل انا بقى عشان اصلي.
شروق: تقبل الله .
قمر: منا و منكم سلام.
اغلقت شروق الهاتف ليدخل صهيب في هذه اللحظة ثم يقول : شروق خلصي اللي بتعمليه و روحي.
شروق: هو حضرتك لقيت الملف؟
صهيب: كان مع فارس.
ابتسمت شروق من الصدمة ليتابع هو : على العموم انا همشي دلوقتي.
شروق: تمام.
خرج صهيب من المكتب لتنهي شروق ما في يدها ثم تنهض لتعود الى منزلها.
***في قصر البارودي***
كانت قمر تقرأ وردها اليومي عندما فتح صهيب باب الغرفة فجأة و كان يبدو منهك للغاية.
قمر بقلق من حالته: انت كويس؟
اغلق صهيب باب الغرفة ثم نزع ربطة عنقه و القاها بإهمال على المقعد ثم جلس على فراش قمر و قال : انا كويس.
وضعت قمر المصحف على الطاولة ثم نهضت ووضعت يدها على رأس صهيب لتجد حرارته مرتفعة قليلاً.
قمر بقلق: كويس ايه يا صهيب؟ انت سخن.
نظر لها صهيب ثم ابتسم و قال بشكل لطيف : قلقانة عليا؟
ارتبكت قمر ثم قالت: يعني ...احم..اكيد.
امسك صهيب يد قمر الموضوعة على رأسه ثم قبلها و قال : ممكن تكملي.
شعرت قمر بالخجل ثم قالت: اكمل ايه؟
صهيب : قراءة انا برتاح لما بسمع صوتك.
شعرت قمر بالسعادة ثم قالت: بجد؟!
صهيب : يلا ابدأي وانا هكون كويس.
احضرت قمر مصحفها ثم تربعت على الفراش و ظلت تقرأ بينما تسطح صهيب بجانبها.
***في منزل شروق***
دخلت شروق الى منزلها ثم قالت بعلو صوتها : ماماااع انا جيييت....ياماا جبت البصل عشان الفسيييخ.
ظلت شروق تبحث عن امها في المنزل وهي تتحدث بعلو صوتها ثم قالت: الراجل كان هينصب عليا في نص جنيه بس انا كنت همسك زمارة رقبته و اخدت النص منه بالعافية....يامااااع انتي فين.
دخلت شروق الى غرفة المعيشة ثم قالت بصدمة : اوبا.
كانت نرجس واضعة يدها على وجهها ثم قالت بحرج: والله يبني انا مربياها كويس بس هي ساعات بتتحول.
ضحك فارس ثم نهض من مكانه و قال: يلا هستأذن انا.
نرجس : ما تقعد تاكل معانا يبني.
فارس : لا يدوب اروح انام.
نرجس: على راحتك.
مر فارس بجانب شروق الواقفة كالصنم ثم قال : فسيخ؟ طب قولي رنجة حتى.
شروق وهي على نفس صدمتها : ها؟
ابتسم فارس لها ثم خرج لتركض هي تجاه امها ثم تقول بفزع: فارس بيه كان عايز ايه؟
نرجس وهي تنكز ابنتها : كان عايز كيس زبالة ...انتي يا بت حد يدخل كده يقول علينا ايه الراجل دلوقتي؟
شروق: يا ماما قولي بقى .
نرجس: جاي يطلب ايدك.
شروق بصدمة: قولي والله!
نرجس: والله.
شروق بفرح: وانتي قولتي ايه؟
رفعت نرجس حاجبيها ثم قالت: انتي عيزاني اقول ايه؟
شروق: يا ماما انتي بتذليني ليه كده؟
ضحكت نرجس ثم قالت: المفروض اني هسألك عن رأيك بس انا عرفته خلاص.
ضحكت شروق لتتابع نرجس: هكلمه بكرة بقى اقول اذا كان لسة مصر ولا رفض بعد ما دخلتي زي جعفر كده.
***في قصر البارودي***
اغلقت قمر المصحف ثم نهضت لتضعه في مكانه و بعدها التفتت الى صهيب لتحده نائم بعمق.
ابتسمت قمر ثم اقتربت ووضعت يدها على رأسه لترى ان كانت حرارته مرتفعة ام لا.
قمر بصوت منخفض: نفسي أعرفك كويس يا صهيب...نفسي تبطل تكون غامض يمكن الوضع يتغير.
اغلقت قمر عينيها للحظات لتشعر بيد صهيب تمسك يدها.
صهيب بهدوء : مش لازم تعرفي يا قمر.
اعتدل صهيب في جلسته ثم تابع وهو لزال ممسك بيد قمر: بس اللي لازم تعرفيه اني عمري ما هأذيكي و لا هسمح لحد يقرب منك حتى.
ابتلعت قمر ريقها ثم قالت: بس انا مش عارفة حاجة عنك انا حتى ابسط الحاجات مش عرفاها ..ازاي هاخد عليك اذا كنت مش عرفاك؟
تبدلت ملامح صهيب للجمود ثم قال : مش لازم تعرفيني عشان تاخدي عليا.
ظلت قمر صامتة لينهض هو من مكانه ثم يقبل وجنتها بلطف و يتركها و يخرج.
قمر : هعرف مالك يا صهيب مهما حصل.
البارت العشرين
بسم الله ❤
في صباح اليوم التالي
***في شركة صهيب البارودي***
صهيب : ايه ده بجد؟!
ابتسم فارس ثم عدل لياقة قميصه و قال : اه والله.
ابتسم صهيب ثم قال : مش عارف اقولك ايه بس على العموم مبروك مقدما ً انتو الاتنين لايقين على بعض.
فارس : مانا عارف.
دخلت شروق في تلك اللحظة ثم قالت وهي تعطي صهيب ملف ما: اتفضل يا صهيب بيه.
اخذ صهيب الملف ليقول فارس بصوت مرتفع: ابقى شوفلك سكرتيرة تانية بقى لأني مش هشغل مراتي بصراحة.
اغلقت شروق عينيها من الحرج ليقول صهيب : ده ان وافقت مش يمكن تطلع مش طيقاك اصلا؟
فارس : لا هي بتحبني شعرفك انت ثم التفت الى شروق و قال : مش كده؟
تلونت وجنتي شروق بحمرة الخجل ولم تعلم بماذا تجيب فظلت واقفة كالصنم اما فارس فقد ضحك على شكلها و قال : في ايه يا شروق؟
شروق: ها؟
نهض فارس من مكانه ثم قال وهو ينظر الى وجه شروق : مال وشك احمر كده ليه؟
ظلت شروق صامتة للحظات و فجأة عطست على فارس.
شروق وهي تضع يدها على فمها: والله ما كنت اقصد.
فارس وهو يمسح وجهه: لا كده كتير.
ضحك صهيب بينما قالت شروق : انا بجد اسفة.
فارس: انتي مبهدلاني على فكرة.
ابتسمت شروق ليقول صهيب : طب كملوا حواركم برة انا مش فاضي.
التفت فارس الى صهيب ثم قال: اعتبر شروق اجازة النهاردة.
رفع صهيب حاجبيه ثم قال: شغال على مزاجك انا.
فارس: يا عم هو يوم عايز اكلم البونية شوية.
ابتسم صهيب ثم قال: خلاص روح.
كانت شروق تشاهد كل ما يحدث بصمت وهي لم تستوعب بعد ما حدث.
***في منزل عبد العال***
كانت نرجس تتحدث مع سعاد بشأن موضوع فارس و شروق.
نرجس: والله انا شيفاه انسان كويس و كمان شكل شروق بتحبه.
سعاد: مش فاهمة يعني ايه المشكلة؟
نرجس: خايفة يكون مجرد اعجاب و يروح مع الوقت وانتي شايفة هو مستواه ازاي واحنا مستوانا ازاي...خايفة ليجي يوم يسيب شروق و يتجوز واحدة من نفس مستواه.
سعاد: طب و افرضي طلع بيحبها بجد؟
نرجس: انا مش عارفة بقى .
سعاد: اللي فيه الخير يقدمه ربنا.
دق هاتف نرجس برقم شروق.
نرجس: ايوة يا شروق.
شروق: ايوة يا ماما...ماما بقولك.
نرجس: خير؟
شروق: فارس بيه عايز يكلمك انتي فاضية؟
قضبت نرجس حاجبيها ثم قالت : اه اكيد يعني يشرفنا في اي وقت.
ضحكت شروق بسماجة ثم قالت: طب احنا جايين دلوقتي بقى.
نرجس : انا في بيت خالتك.
شروق: تمام هنيجي على هناك.
نرجس: ماشي.
اغلقت شروق الهاتف من الجهة الاخرى ثم قال لفارس الذي يقود بجانبها : ممكن حضرتك تقولي ايه هو الموضوع اللي هتكلم ماما فيه؟
فارس ببرود: تؤ خليها مفاجأة.
شروق: طب ما تقولي ولما تقول لماما هعمل نفسي متفاجأة بردك.
فارس : متحاوليش لأني مش هقول.
شروق بضيق : طيب بس متركنش عربيتك في الحارة بقى.
ضحك فارس ثم قال: حاضر.
***في شركة صهيب البارودي***
شعر صهيب برغبة ملحة في رؤية قمر فأخذ هاتفه و خرج من المكتب.
***في قصر البارودي***
كانت قمر تعد النسكافيه لنفسها في المطبخ وهي تتحدث مع مروة.
قمر: لا النسكافيه بالبندق احلى بكتير انا شبه مدمنة عليه.
ابتسمت مروة ثم قالت : صهيب ييه حضرتك عايز حاجة؟
التفتت قمر ثم قالت: ايه ده انت جيت بدري.
صهيب : كنت عايز اشوفك.
ابتسمت قمر بينما خرجت مروة من المطبخ.
صهيب : بتشربي ايه؟
قمر: نسكافيه بالبندق عايز؟
اخذ صهيب الكوب من قمر ليتذوقه ثم قال بضيق : انتي بتشربيه ازاي؟ طعمه مش حلو.
جلست قمر على الرخام ثم قالت: زي ما انت بتشرب القهوة كده وانا مش بحبها.
ابتسم صهيب ثم قال: اقنعتيني.
صمت صهيب للحظات ثم قال : كلمتي شروق؟
قمر بقلق: لا ...ليه هي تعبانة؟
صهيب : تؤ بس هي و فارس هيتجوزوا.
قمر بصدمة : الجزمة ولا قالتلي.
صهيب : ايه؟
تنحنحت قمر ثم قالت : يعني احم...انا مكلمتهاش فعشان كده هي مقالتش.
صهيب: تمام قوليلي بقى بتعملي ايه وانا في الشغل و مفيش حد بيرخم عليكي؟
تنهدت قمر ثم قالت: ولا حاجة ببقى زهقانة.
صهيب : بتحبي القراءة صح؟
اماءت قمر ليتابع هو : طيب تعالي معايا.
نزلت قمر من على الرخام ليمسك هو يدها و يسحبها خلفه.
***في منزل عبد العال***
عبد العال: البيت نور يبني والله.
فارس ببشاشة : بنورك.
نرجس: خير يابني شروق قالت انك عايزني في موضوع.
اعتدل فارس في جلسته ثم قال: بستأذنكم لو كتب الكتاب و الفرح يكونوا بكرة.
شروق بصدمة : نعم؟!
سعاد: ليه كده يبني؟ مش ناوين تعملوا خطوبة الاول تعرفوا بعض فيها؟
فارس: مش محتاج فترة خطوبة اعرف فيها شروق انا عارفها كويس.
عبد العال: يبني شروق ديه بنتنا مش بتنجانة بايظة واحنا بنرميها.
ضحكت شروق ثم قالت: تسلم يا عمو.
ضحك عبد العال هو الاخر ثم قال: مش القصد يا بنتي انا قصدي يعني اننا لازم نطمن عليكي.
فارس : وانا جاهز بكل حاجة و اي حاجة هي محتجاها انا تحت امرها فيها.
نرجس: انا مش عارفة اصل بسرعة كده طب و هنلحق نجيب حاجتها امتى؟
فارس: خلاص ولا تزعلي نخليه بعد بكرة.
عبد العال: خلاص يا ست نرجس واهو خير البر عاجله.
نرجس: على بركة الله.
اطلقت سعاد زغروطة لينظر فارس الى شروق ثم يقول : مسمعتش رأيك يا شروق.
ضحكت شروق ثم قالت: لا رأي ايه بقى ما عمو قالك انا مش بتنجانة بايظة.
ضحك فارس هو الاخر ثم استأذن لكي يرحل الا أن عبد العال قال بإصرار : والله ابدا لازم تاكل معانا انت بقيت مننا خلاص.
ابتسم فارس ثم قال: مدام حضرتك مصر هقعد.
نهضت نرجس و سعاد ليقوموا بإحضار الطعام بينما كان فارس ينظر الى المنزل فعلى الرغم من ان المنزل بسيط الا ان الشعور بالدفء فيه جميل للغاية.
***في قصر البارودي***
اخذ صهيب قمر الى مكتبه ثم قال وهو يشير الى رفوف الكتب: شوفي الكتاب اللي انتي عيزاه.
نظرت قمر له ثم الى الكتب و قالت: انت بتحب القراءة؟
صهيب: يعني اغلبية الكتب مش ليا.
قمر: امال لمين؟
صهيب : لسالم البارودي.
قضبت قمر حاجبيها ثم قالت: اخوك؟
ابتلع صهيب ريقه ثم قال: ابويا.
كادت قمر ان تسأله سؤال آخر الا انه قاطعها قائلاً: مش هتشوفي الكتب؟
ابتسمت قمر ابتسامة خفيفة ثم اماءت له و ذهبت.
......
كانت قمر جالسة على الأرض بشكل لطيف و الكتب امامها.
قمر بضيق : يووه كلها اشعار كئيبة.
صهيب وهو جالس على الأريكة بتعب : وانتي لسة جاية تكتشفي دلوقتي؟
ضيقت قمر عينيها ثم نهضت من مكانها و قالت : وانت متوقع لما تقرأ الاشعار الكئيبة ديه هتتسلى؟
صهيب : كنت بضيع وقتي فيها.
جلست قمر بجانب صهيب ثم قالت بفضول : انت مكنش عندك حاجة تانية تعملها؟
ابتسم صهيب على مظهرها ثم اعتدل في جلسته ليكون مقابلها ثم قال بنفس اسلوبها : حاجة زي ايه يعني؟
قمر: اصل انا ساعات بحسك زي الرجل الآلي.
رفع صهيب حاجبيه لتتابع هي : قصدي اني مشوفتكش بتتفرج على فيلم مثلا ولا حتى بتخرج و اغلب الوقت بتكون ساكت.
صهيب بهدوء: قمر انتي عايزة توصلي لإيه بالضبط.
حكت قمر مؤخرة رأسها ثم قالت: هو انا بتعرف بسرعة كده؟
ضحك صهيب ثم قال : جداً يعني.
تنهدت قمر ثم قالت: عايزة أعرف مالك؟ دايما بحسك متضايق حتى لو كنت بتضحك.
ابتسم صهيب ثم قال بمكر: ايه ده ؟ انتي بتركزي معايا اوي كده؟
قمر: متغيرش الموضوع بالله.
اعاد صهيب احدى خصل شعر قمر خلف اذنها ثم قال بهدوء: بس انا مش عايز اتكلم في الموضوع ده.
قضبت قمر حاجبيها ثم قالت بغضب طفيف: انا كده عمري ما هفهمك ولا هعرف اتعامل معاك.
نهضت قمر من مكانها ثم خرجت من المكتب وهي تشعر بغضب اما صهيب فقال وهو يشعر بذاك النغز مرة اخرى : انا آسف يا قمر.
نهض صهيب من مكانه هو الاخر ثم صعد الى غرفته.
***في منزل عبد العال***
كانت شروق تجلس مقابل فارس على مائدة الطعام و بجانبها خالتها اما عبد العال فكان يترأس الطاولة و بجانبه زوجته.
نرجس: ايه رأيك في الأكل ينبي؟
فارس : تحفة احلى من اكل المطاعم مليون مرة والله.
عبد العال: وانت يبني ناوي تعمل ايه ؟
فارس : في ايه؟
عبد العال: يعني ناوي على فرح و كده ؟ هو الموضوع يرجعلك انت و شروق و اللي انتو عاوزينه اعملوا.
فارس: اكيد هعمل فرح و شروق ان شاء الله تنزل تجيب اللي هي عيزاه بكرة وانا معاها في اللي تجيبه.
ابتسمت شروق لتقول نرجس : ربنا يكرمك يبني.
فارس : آمين
***في قصر البارودي***
كان صهيب يتصفح الإيميل الخاص به على اللاب توب عندما طرق باب الغرفة.
صهيب: ادخل.
دخلت قمر ثم قالت بأدب : ممكن اكلمك شوية؟
صهيب : اكيد.
اغلقت قمر باب الغرفة ثم ذهبت و جلست على الطاولة امام صهيب.
قمر: انا آسفة.
صهيب : على ايه؟
ابتلعت قمر ريقها ثم قالت: على اللي قولته ..انا لما بتعصب مش بركز في اللي بقوله فممكن متزعلش؟
ابتسم صهيب ثم امسك يد قمر و قال بهدوء: انا مش زعلان منك.
قمر: بجد؟
صهيب : انا مكنتش مستني اعتذارك اصلاً.
نظرت قمر الى الأسفل ثم قالت وهي تفرك يديها : اصلي لما بتعصب بسمع الكلام اللي بقوله بعد ما بيكون خرج مني و خربت الدنيا.
اعاد صهيب احدى خصل شعرها خلف اذنها لتتابع هي: انت هتعمل ايه دلوقتي؟
صهيب : هبعت الإيميل ده وانام.
قمر: هتنام بدري؟
صهيب : انتي عايزة حاجة؟
قمر: بصراحة في فيلم رعب جاي وانا عايزة اشوفه بس بخاف اتفرج لوحدي.
ضحك صهيب ثم قال: خلاص متشوفيش.
قمر: بس انا عايزة اتفرج عليه.
صهيب : طيب خلاص هتفرج معاكي.
صفقت قمر بيديها بحماس ثم قالت: تمام بس انت معندكش رسيفر هنتفرج على ايه؟
صهيب : انتي شوفتي الإعلان فين؟
قمر: على النت.
صهيب : هاتيه طيب على الكوميوتر.
اخذت قمر اللاب توب ثم كتبت اسم الفيلم ثم وضعته على الطاولة و جلست بجانب صهيب و عانقت الوسادة اما هو فابتسمت على شكلها فهي تبدو لطيفة وهي جالسة بهذا الوضع.
***في منزل عبد العال***
كان فارس واقفاً امام باب المنزل و شروق بجانبه
فارس: ابقي هاتي اللي انتي عيزاه كله بكرة تمام؟
شروق: اوك.
فارس: ولو عوزتي حاجة كلميني.
ابتسمت شروق ثم قالت : ماشي.
فتح فترس باب المنزل لتشعر شروق بأن ابتسام ستفتح باب منزلها.
ادخلت شروق فارس الى المنزل مرة اخرى ثم اغلقت الباب.
فارس بمرح: ايه ده انا لحقت اوحشك؟
شروق بهمس: وطي صوتك لحسن الرادار يسمعك.
فارس: مش فاهم ..رادار ايه؟
شروق: بص من العين وانت هتفهم.
نظر فارس من العين السحرية ليجد سيدة ما ترتدي حذائها.
فارس: مفيش غير واحدة ست هي اللي برة.
شروق: ما هو ده جهاز الرادار.
ضحك فارس بينما نظرت شروق من العين.
شروق: خلاص مشيت.
فارس: طب وسعي بقى.
فتح فارس باب المنزل ليخرج ثم قال: يلا سلام.
ابتسمت شروق ثم قالت: سلام.
***في قصر البارودي***
كانت قمر قد غفت على كتف صهيب قبل منتصف الفيلم حتى.
صهيب بهدوء: قمر...قمر انتي نمتي؟
نظر صهيب لها ثم ابتسم و نهض من مكانه ثم حمل قمر ووضعها على فراشه برفق.
قام صهيب بتغطية قمر ثم قبل رأسها بهدوء و قال : انا بجد محتاجك.
***في الصباح التالي***
استيقظت قمر من النوم ثم اعتدلت في جلستها و دعكت عينها.
صهيب وهو يغلق ازرار قميصه: صباح الخير.
تثاءبت قمر ليتثاءب هو الاخر ثم قالت وهي لزالت نائمة : هو الفيلم خلص؟
ضحك صهيب ثم جلس امام قمر و قال : قمر احنا الصبح.
قضبت قمر حاجبيها ثم قالت: يعني الفيلم خلص؟
صهيب: اه خلص.
نظرت قمر حولها ثم قالت وهي شبه نائمة: طب انا فين؟
صهيب: في اوضتي.
قمر: طب وانت فين؟
صهيب وهو يضحك على حالتها: في اوضتي بردك.
حكت قمر مؤخرة رأسها ثم قالت: يعني انا نمت هنا؟ طب وانت نمت فين؟
صهيب: نمت هنا بردك.
قمر: وانا مضربتكش؟
اعاد صهيب شعره الى الخلف ثم قام بطقطقة اصابعه امام قمر ليجعلها تفيق.
صهيب: قمر ..اصحي.
دعكت قمر عينيها مرة اخرى ثم قالت بصوت واهن: صباح الخير.
صهيب: صباح النور.
قمر: الفيلم خلص؟
اغلق صهيب عينيه ثم قال: لا كده كتير.
نهض صهيب ثم حمل قمر و ادخلها الى المرحاض ثم وضعها في حوض الاستحمام و فتح الماء الدافئ ليجعلها تفيق.
انتفضت قمر في مكانها ليغلق صهيب الماء ثم يقول : صحيتي؟
قمر بضيق: حد يصحي حد كده؟
ابتسم صهيب ثم قال : يبقى صحيتي.
امسك صهيب يد قمر ليساعدها على الوقوف ثم احضر لها المنشفة.
اخذت قمر المنشفة ثو وضعتها عليها و قالت وهي تضحك: شكلك كنت بتصحيني من بدري.
صهيب: تؤ انتي صحيتي لوحدك.
رفعت قمر حاجبيها ثم قالت : ايه ده؟ طب وانا عملت حاجة؟
صهيب: حاجة زي ايه؟
قمر: اصلي ساعات بقوم امشي وانا نايمة.
صهيب : لا معملتيش.
ابتسمت قمر ليقول هو : تحبي تروحي لأهلك النهاردة؟
نظرت له قمر ثم قالت بعفوية : اكيد.
صهيب : تمام روحي البسي و وانا راجع من الشغل هاجي اخدك تمام؟
ابتسمت قمر ثم قالت: شكراً.
صهيب : العفو يلا روحي البسي بقى.
ذهبت قمر لترتدي ملابسها و عندما انتهت خرجت من غرفتها لتجد صهيب ينهي اتصال ما معه.
قمر: انا خلصت.
صهيب : تمام يلا.
امسك صهيب يد قمر ثم خرج ليركب في المقعد الخلفي من السيارة و بالتأكيد قمر كانت بجانبه.
.........
توقفت السيارة امام بناية قمر و ما كدت تترجل من السيارة حتى قال صهيب : تلفونك يفضل معاكي.
قمر: حاضر.
كادت قمر ان تترجل من السيارة الا انه امسك يدها و قال : لو في حاجة كلميني.
قمر: حاضر.
صهيب : لو عوزتي حاجة اتصلي.
ابتسمت قمر ثم قالت: حاضر.
قبل صهيب يدها ثم قال: هخلص شغل واجي اخدك.
قمر: اوك.
ترجلت قمر من السيارة ثم توجهت الى المبنى.
***في منزل عبد العال***
كان جرس المنزل يدق لتقول شروق بصوت مرتفع: ايوة ياللي على الباب جاية اهو.
فتحت شروق باب المنزل لتجد قمر امامها.
شروق بسعادة وهي تعانق قمر: قمر وحشتيني اوييي.
بادلتها قمر العناق ثم قالت: وانتي اكتر.
شروق : ايه المفاجأة ديه والله متوقعتش انك تعمليها.
ابتسم قمر ثم دخلت و قالت: امال فين بابا و ماما؟
شروق: نايمين جوا.
خلعت قمر حجابها ثم قالت: انتي مش المفروض تكوني في الشغل؟
ضحكت شروق ثم قالت: صهيب بيه كلمني و قالي ماجيش ...شكله زهق مني.
قمر: ايه ده بجد؟
اماءت شروق لتقول قمر بغضب طفيف وهي تنكز شروق: بس كده متقوليش ان فارس اتقدملك.
شروق: طب بصي خشي سلمي على عمو و خالتو و تعاليلي عشان احكيلك اللي حصل بالتفصيل الممل.
قمر: اوك.
ذهبت قمر الى غرفة والديها ثم ايقظت والدها بهدوء وهي تقول: بابا...يا حاج مش عايز تقوم تسلم عليا؟
فتح عبد العال عينيه ثم قال : مين؟
قمر: لحقت تنساني يا بابا ؟ مكنش العشم لا.
فتح عبد العال الضوء الموجود بجانبه ثم قال : قمر!
عانقت قمر والدها ثم قالت: وحشتني اوي.
عبد العال وهو يبادلها العناق : وانتي اكتر يا بنتي كل ده متسأليش؟
قمر: والله كنت بتطمن عليك من شروق .
استيقظت سعاد هي الاخرى لتذهب قمر و تعانقها.
سعاد: وحشتيني يا بت.
قمر: وانتي اكتر يا ماما.
دخلت شروق في تلك اللحظة ثم قالت: طب نكمل بعدين عشان في كلام محشور في زوري هموت و احكيه لقمر.
نظرت قمر لها ثم قالت : يا بنتي اهدي ما شوفتش بابا و ماما بقالي فترة.
شروق: طب انجزي عشان لساني بياكلني.
ضحك عبد العال ثم قال: روحلها يا بنتي بدل ما تعمل حاجة في نفسها.
ذهبت قمر الى شروق لتأخذها الاخرى و تدخل غرفة قمر.
***في غرفة قمر***
تربعت قمر على الفراش لتتربع شروق هي الاخرى.
قمر: ها يا ستي في ايه؟
شروق: الفرح بكرة.
فتحت قمر فمها على وسعه ثم قالت بصدمة : فرح مين؟!!
ضحكت شروق ثم قالت: انا.
قمر: لا احكيلي من الأول كل حاجة حصلت.
***في شركة صهيب البارودي***
كان صهيب جالس على كرسي مكتبه و فارس امامه.
فارس: احسن اهو تخلي قمر تغير جو بدل قاعدة القصر ديه.
صهيب : احجزلي انت بس التذاكر و شوفلي سكرتيرة كويسة.
فارس : تمام
صمت فارس للحظات ثم تابع: انت بكرة هتيجي امتى؟
صهيب : مش عارف لسة.
فارس : لا هو ايه اللي مش عارف؟ انت تبقى معايا من بدري.
ضحك صهيب ثم قال: خلاص اهدى طيب هجيلك بدري.
فارس : ايوة كده.
رفع صهيب حاجبه ليتابع الآخر: انت هتقعد في شرم كام يوم؟
صهيب: يعني على حسب الشغل.
فارس : اه صح روز هتكون موجودة.
صهيب: طب كويس ان قمر هتكون معايا.
ضحك فارس ثم قال: ابقى بس خد بالك من قمر لان روز لو مسكتها مش هترحمها.
صهيب : تبقى تيجي ناحيتها بس.
فارس بمكر: بس كانت بتحبك والله.
صهيب بشمئزاز: حبها برص.
ضحك فارس بينما في مكان آخر
***في منزل عبد العال***
قصت شروق كل ما حدث معها الى قمر لننفجر الاخرى ضاحكة.
قمر: مش مصدقة ان اللي انتي كنتي بتقولي عليه مغرور استحمل كل المرمطة ديه عشانك.
شروق: والله ولا انا.
قمر: المهم بقى هتجيبي حاجتك منين ولا امتى؟
شروق: انا المفروض انزل اجيبها النهاردة بس الفستان فارس قال ان هو اللي هيجيبه.
قمر: طيب كويس.
شروق: بقولك ما تيجي تنزلي معايا؟
قمر: كان نفسي بس صهيب ممكن ميوافقش.
شروق: طب كلميه مش يمكن يوافق؟
قمر : لا بلاش بالله.
زفرت شروق بضيق ثم قالت: يا بنتي لنتي هتفضلي خايفة منه لحد امتى؟ ما تطلبي منه عادي مش هياكلك يعني.
ابتلعت قمر ريقها ثم قالت: هو كويس معايا بس كون اني حاسة انه مخبي عليا حاجة مخليني خايفة منه.
شروق: مهو يا انتي تتصلي يا هتصل انا.
قمر: لا خلاص هتصل انا.
اخرجت قمر هاتفها لتتصل بصهيب.
***في شركة صهيب البارودي***
دق هاتف صهيب برقم قمر فأجاب بقلق خفيف: ايوة يا قمر انتي كويسة؟
قمر: اه
صهيب: في حاجة حصلت؟
قمر: لا
صهيب: في حاجة زعلتك؟
ضحكت قمر ثم قالت: احم ..لا بردو.
ابتسم صهيب من الجهة الاخرى ثم قال : عايزة حاجة؟
قمر بنبرة خافتة: بصراحة اه.
صهيب: طيب قولي.
تنحنحت قمر ثم قالت : كنت بس بستأذنك لو ينفع انزل مع شروق....بس لو انت مش موافق خلاص مش لازم انزل.
نكزت شروق قمر ثم قالت بهمس: لا لازم تنزلي.
قمر : بس يا زفتة.
صهيب بحدة: نعم؟
قمر بسرعة: لا مش انت انا قصدي على شروق.
صهيب: هي شروق جنبك؟
قمر: اه.
صمت صهيب للحظات ثم زفر و قال: ماشي يا قمر بس انتو رايحين فين؟
ابتسمت قمر ثم قالت لشروق: شوشو احنا هنروح فين؟
شروق: مول (....)
قمر: صهيب سمعت؟
صهيب: اه بس استني هبعتلكم السواق و متتأخريش.
قمر: حاضر.
صهيب : هبعتلك فلوس مع السواق لو حاجة عجبتك هاتيها.
قمر بأدب: شكراً انا مش عايزة.
صهيب : قمر انا مش بعيد كلامي و تلفونك يفضل معاكي فاهمة؟
قمر: طيب.
صهيب : لما ارنلك ابقي انزلي للسواق.
قمر: اوك.
اغلق صهيب الهاتف ثم اتصل بسائقه اما عند شروق و قمر.
شروق بفرح : هييييه مش قولتلك هيوافق.
ضحكت قمر ثم قالت: بس قال اننا منتأخرش و لما يرنلي انزل للسواق.
شروق: اوك وانا كده كده مش بحب المولات و الجو ده انا هجيب اللي عايزاه و نمشي.
قمر: نفطر بس و ننزل لحسن انا ماكلتش حاجة من الصبح.
شروق: انا كلت بس هاكل معاكي بردك.
نهضت قمر من مكانها ثم قالت : مفجوعة.
شروق: يا بنتي انا مش عيزاكي تاكلي لوحدك.
قمر: ايوة صح.
***في شركة صهيب البارودي***
دخل فارس المكتب ليجد صهيب يحرك القلم بشكل عشوائي.
فارس : ايه ده مالك؟
صهيب : الزفت سامر طلع ليه فلوس متجمدة محدش يعرف عنها حاجة.
جلس فارس ثم قال: ايه ده ازاي ؟ انا مش فاهم.
صهيب: سامر كان بيشتري دهب كتير و يشيله في مكان معين محدش يعرفه يعني كأنه بيجمد فلوسه.
فارس: طب وانت عرفت منين؟
صهيب: سيف لسة قافل معايا وهو اللي قالي انا معرفش هو عرف منين بس اكيد هو مش بيفتي.
فارس: فكك منه يعني هيعمل ايه وهو محبوس ده حتى باسل معاه في السجن يعني مفيش مجال لأي حاجة.
صهيب : انا مش مرتاح.
فارس: متقلقش.
صهيب : هروح بدري النهاردة.
فارس : اوك.
***في منزل عبد العال***
دق هاتف قمر لتجيب هي : الو.
صهيب : قمر السواق تحت انزلي.
قمر: اوك.
صهيب: تلفونك يفضل في ايدك و ارجعوا بدري.
قمر: حاضر.
صهيب : سلام.
اغلقت قمر الهاتف ثم نهضت من مكانها و قالت لشروق : يلا يا شوشو السواق تحت.
شروق : اوك انا جاهزة.
نرجس : متتأخروش يا بنات.
ضحكت شروق ثم قالت: في ايه يا جماعة ؟ مش هنتأخر والله.
.....
ركبت شروق و قمر السيارة لتتجه بعدها الى السوق التجاري.
***بعد مرور ساعة تقريباً***
كانت شروق اشترت كل ما ينقصها
شروق بتعب : لا انا تعبت مش قادرة رجلي.
قمر: طب يلا لان انا كمان رجلي وجعاني.
شروق: مش هتشتري حاجة؟
قمر: تؤ اصلا مفيش حاجة حلوة.
شروق: طيب يلا.
........
ترجلت شروق أمام بنايتها ثم قالت لقمر: قولي لماما تيجي عشان تحضر معايا شنطتي بالمرة.
قمر: اوك.
***في منزل عبد العال***
دخلت قمر الى المنزل ثم بحثت عن خالتها لتخبرها بأن شروق تريدها.
نرجس: ماشي يا قمر انا ريحالها اهو.
عانقت نرجس قمر ثم قالت: اشوفك بكرة بقى ان شاءالله.
قمر: ان شاءالله.
خرجت نرجس من المنزل بينما ذهبت قمر لتتحدث مع والديها قليلا و فجاة دق هاتفها.
قمر: الو.
صهيب : قمر انا تحت البيت.
قمر : حاضر انا نازلة.
عبد العال : ما تخلي صهيب يطلع يقعد معانا شوية لحسن هو وحشني.
ابتسم صهيب من الجهة الاخرى ثم قال لقمر: خلاص انا طالع.
قمر بسعادة: ماشي.
.....
دق باب المنزل لتفتح قمر الباب لصهيب.
قمر: شكراً عشان وافقت تطلع.
ابتسم صهيب لتفتح ابتستم باب المنزل في تلك اللحظة.
سحبت قمر صهيب الى ابداخل ثم اغلقت الباب و قالت وهي تضحك: جهاز الرادار خرج.
قضب صهيب حاجبيه ثم قال بعدن فهم: مين؟
دق باب المنزل لتمسك قمر سد صهيب ثم تدخله الى غرفتها بسرعة و تغلق الباب.
قمر : متخليهاش تشوفك.
ضحك صهيب على قمر ثم قال: هي مين ديه؟
قمر: جهاز الرادار اللي عنيها وحشة.
التسم صهيب ولم يعقب لينتبه بعدها الى الغرفة التي يقف فيها.
صهيب : دي اوضتك؟
قمر: اه هي .
اضاءت قمر مصباح الغرفة ثم قالت: صغيرة بس بحبها.
ظل صهيب يتفحص الغرفة بعينيه حتى انتبه الى البوم صور موضوع على المكتب.
اخذ صهيب الالبوم ثم قال لقمر: صورك؟
وضعت قمر يدها على وجهها ليجلس على فراشها ثم يبدأ بتفحص الصور و ياليته لم يفعل فقمر في اغلب صورها كانت تبدو كالمتشردين.
جلست قمر يجانبه لتنتبه ليتابع هو مشاهدة الصور و فجأة اخذت قمر صورة ما ثم خبأتها.
صهيب : ايه ده في ايه؟
قمر : متشغلش بالك.
صهيب : قمر هاتي الصورة.
قمر : بلاش.
صهيب: مانا كده كده هشوفها فهتيها بدل ما اتعصب و اخدها منك بالعافية.
قمر: طب اقتكر اني قلتلك بلاش.
اخرجت قمر الصورة ثم اعطتها الى صهيب لتختبئ بعدها خلف وسادتها لمل هو فما ان رأى الصورة حتى لنفجر ضاحكاً على صغيرته فكانت في الخامس من عمرها تقريباً و ترتدي "فانيلة" ( مش لاقية اسمها باللغة العربية) و احدى حملاتها ساقطة و كان شعرها مثل شعر الساحرة و فوق ذلك كانت تعض قدم شروق و الاخرى تبكي.
قمر: ديه مش انا على فكرة.
صهيب: شكلي هحتفظ بالصورة ديه.
وضعت قمر يدها على وجهها لتدخل سعاد في تلك اللحظة و تقول: يعني مسمعتيش جرس الباب؟
قمر: لا سمعته بس خوفت لجهاز الرادار يشوفني.
انتبهت سعاد الى صهيب فقالت بترحاب : ازيك يبني عامل ايه؟
صهيب : كويس.
قمر: ماما هي طنط مشيت؟
سعاد: اه خلاص راحت.
قمر : اوك.
خرجت سعاد من الغرفة لتنهض قمر من مكانها ثم تقول: الوضع امان برة.
نهض صهيب هو الاخر ثم وضع الصورة في جيبه و قال: عشان اذلك بيها.
ضيقت قمر عينيها ثم خرجت من الغرفة.
***في منزل شروق***
كانت شروق ترتب ثيابها عندما رن جرس هاتفها.
شروق: الو.
فارس : جبتي الحاجة اللي نقصاكي؟
شروق: اه جبتها خلاص.
فارس: فستانك هيكون عندك بكرة الصبح.
شروق: طب عرفت مقاسي منين طاه.
ضحك فارس ثم قال: انا كان في مخيلتي انك هتتنطتي في الفون لما اقولك كده بس اتفاجئت بسؤالك بصراحة.
شروق وهي تأكل الجزر : انا بقول كده ليطلع صغير بس.
فارس : بطلي اكل وهو هيطلع مظبوط و خشي نامي بدري بقى.
شروق: اوك تصبح على خير.
فارس : وانتي من اهله
***في منزل عبد العال***
كان عبد العال يتحدث مع صهيب عن احواله و كيف هي قمر معه حتى نهض الاخر من مكانه ثم قال: هنمشي احنا بقى.
عبد العال: ما لسة بدري يابني.
صهيب: مرة تانية.
عبد العال : عبى راحتك بس ان شاءالله تيجوا كتير ده بيتكم.
صهيب : اكيد.
ودعت قمر اهلها ثم ذهبت مع صهيب.
لم يحدث شيء ليذكر بعد ذلك ولكن....
***في قصر البارودي***
بدلت قمر ثيابها ليدخل صهيب ثم يقول بدون اي مقدمات: حضري شنطة سفرك.
قضبت قمر حاجبيها ثم قالت: ليه؟
صهيب : هنسافر شرم الشيخ بعد بكرة عشان عندي شغل هناك و بكرة مش هيكون عندك وقت تحضريها.
قمر: حاضر.
كاد صهيب ان يخرج لكنه تذكر شيء ما فعاد مرة اخرى ثم قال: انتي مجبتيش حاجة؟
قمر: مفيش حاجة لفتت نظري.
صهيب: طيب هتروحي بإيه بكرة؟
حكت قمر مؤخرة رأسها ثم قالت: هشوف فستان من عندي.
صهيب : اها...طب لحظة واحدة.
خرج صهيب من الغرفة ثم عاد بعد لحظات وفي يده كيس ما يبدو جميل للغاية و راقي أيضاً.
اعطى صهيب الكيس الى قمر ثم قال: ده هيكون حلو عليكي.
قمر بعدم فهم : ايه ده؟
صهيب : فستان.
اخرجت قمر الفستان من الكيس لتقول بذهول: ده ليا؟
صهيب: عجبك؟
قمر وهي بنفس حالها : جداً.
ابتسم صهيب لتنتبه قمر الى انه لا يبدو بخير فقالت: انت كويس؟
صهيب: اه.
قمر: بس انا حساك زعلان هو في حاجة حصلت؟
صهيب بجمود: قمر انا كويس.
قمر بضيق : لحد امتى هتقول انك كويس؟ فيه وقت من الأوقات لازم الإنسان يقول اللي جواه يا صهيب.
صهيب: ربنا يسهل.
قبل صهيب رأس قمر ثم قال: تصبحي على خير.
ما ان خرج هو من الغرفة حتى قالت بحزن: يا رب لو فيه حاجة مضيقاه تروح عنه.
......
كان صهيب يقف في الشرفة ثم قال بنبرة يشوبها الحزن : انت السبب دمرتني و خلتني مش عارف حتى اتصرف ازاي مع الإنسانة الوحيدة اللي حبيتها.
البارت ٢١ قبل الأخير❣
بسم الله❣
مرت تلك الليلة بسلام على ابطالنا ليأتي يوم جديد مليء بالأحداث ففي صباح اليوم التالي
***في منزل شروق***
نرجس : شروق ...يلا اصحي.
تملمت شروق في فراشها ثم قالت : همممم
نرجس: يا بت قومي فرحك النهاردة.
تقلبت شروق الى الجهة الأخرى ثم قالت: خمس دقايق بس.
نرجس بغضب طفيف: يا بت متعصبنيش قومي يلا.
شروق بضيق : اقولك على حاجه يا ماما؟
نرجس: قولي.
شروق وهي تضع الوسادة على وجهها : انا مش عايزة اروح سيبني اكمل نوم.
نرجس بفزع: مش عايزة تروحي؟
انحنت نرجس لتحضر سلاحها ثم قالت: انتي مينفعش معاكي غير الشبشب.
انتفضت شروق من مكانها بسرعة ثم قالت بمرح: والله مهو طالع نزليه يا امي نزلي الشبشب.
نرجس وهي تضحك : طب يلا قومي اجهزي عقبال ما قمر تيجي.
شروق بتكاسل : اوك.
خرجت نرجس من الغرفة لتتجه الاخرى الى الحمام بتكاسل.
***في قصر البارودي***
كانت قمر تتناول الإفطار مع صهيب عندما قال: خلصي و روحي البسي.
قمر بهدوء : حاضر.
قضب صهيب حاجيه ثم قال: انتي كويسة؟
قمر بجمود: اه.
صهيب : بس انا مش شايف كده.
نظرت قمر له ثم قالت: شوفت الموضوع بيضايق ازاي؟
ابتسم صهيب ما ان علم ما ترمي اليه قمر فقال بهدوء وهو يمسك يدها: يعني انتي عايزة ايه دلوقتي؟
قمر: مش عايزة حاجة.
نهضت قمر من مكانها لينهض هو الاخر ثم يقف امامها بهيبته الطاغية.
صهيب بحدة : قمر انا مش بحب الاسلوب ده.
ابتسمت قمر ثم قالت بنبرة يشوبها الحزن: على الأقل حاجة عرفت انك مش بتحبها.
اعاد صهيب شعره للخلف ثم زفر بضيق بينما تابعت قمر: بعد اذنك.
توجهت قمر الى غرفتها لتبدل ثيابها و فعل صهيب مثلها.
......
خرجت قمر من الغرفة بعد ان بدلت ثيابها ثم صعدت الى غرفة صهيب و طرقت الباب برفق ثم دخلت.
قمر: انا جاهزة.
صهيب : انتي هتبدلي هدومك فين؟
قمر : عند الكوافير.
اغلق صهيب عينيه ثم فتحها و اقترب من قمر حتى اصبح امامها مباشرةً ثم قال: تؤ يا تغيري هنا يا في البيت التاني تمام؟
كانت قمر تنظر له عندما انتبهت لأول مرة الى الجرح الموجود على عنقه.
قمر بقلق: صهيب انت كويس؟
قضب صهيب حاجبيه بينما تابعت هي : انت متعور.
كادت قمر ان تضع يدها على الجرح الا انه ابتعد عنها ثم قال : انا كويس.
قمر: لا مش كويس انت متعور.
تنهد صهيب ثم قال : يلا عشان متتأخريش على الشروق.
نظرت قمر الى الأسفل لتدمع عينيها بعدها اهو لا يثق بها لدرجة انه لا يخيرها بأي شيء عن نفسه؟ ام انه لا يحبها؟ ولكن ان كان لا يفعل فلماذا يبقيها معه؟
رفع صهيب رأسها ثم مسح دموعها و قال بهدوء: انتي بتعيطي ليه دلوقتي؟
نظرت قمر الى الأسفل ليقول هو بحدة : ارفعي راسك وانتي بتكلميني.
رفعت قمر رأسها ثم قالت بنبرة باكية: مفيش.
قبل صهيب وجنتها بلطف ثم قال : متشغليش بالك بيا يا قمر انا كويس.
اماءت قمر له ليبتسم هو ثم يمسك يدها و يخرج من الغرفة.
***في منزل فارس***
كان فارس يتحدث في هاتفه مع سيف.
فارس: ازاي يعني متحجزش على فلوسه؟
سيف: لانه مسجلهاش بأسمه هو سجلها باسم تاني بس مش عارف ايه هو.
اعاد فارس شعره الى الخلف ثم قال: طيب اي حاجة تعرفها عن الموضوع ده بلغني بيها و ياريت تخلي حد من اللي معاه هناك يفتح عينه عليه.
سيف: حاضر يا باشا.
فارس: تمام .
اغلق فارس الخط ثم القى هاتفه على الفراش بإهمال و قال: ربنا يستر و ميهببش حاجة.
***اسفل البناية***
توقف صهيب بالسيارة لتترجل قمر و يترجل هو منها.
استند صهيب على السيارة و ما كادت قمر ان تصعد الا انه قال: قمر.
التفتت له قمر ثم قالت: نعم.
صهيب : متحطيش روج.
قمر : حاضر.
كادت قمر ان تذهب ليمسكها هو من يدها ثم يتابع : ولا نقطة مكياج فاهمة؟
قمر: من غير ما تقول والله مكنتش هحط.
كادت قمر ان تذهب الا انه سحبها مرة اخرى من يدها وقال: والبرفان متزوديش ويكون احسن لو محطتيش.
اماءت له قمر ليتابع هو : تلفونك يفضل معاكي و متنزليش لوحدك.
ابتسمت قمر ثم قالت : حاضر.
قبل صهيب يدها ثم قال: يلا روحي.
ذهبت قمر ليظل هو واقفاً للحظات ثم يتوجه لسيارته و ينطلق بها.
***في منزل شروق***
دق باب المنزل لتفتح شروق الباب وهي تبدو كالزومبي تماماً.
شهقت قمر ثم تراجعت للخلف و قالت: اللهم سكنهم في مساكنهم.
سحبت شروق قمر الى الداخل لتتابع الاخرى: ايه يا بنتي اللي عملاه في وشك ده.
شروق بضيق : ماما يا ستي جابت موز البيت كله و فعصته على وشي عشان يفتح البشرة...مش كان اولى نعمل موز بلبن ؟
ضحكت قمر ثم قالت: طب روحي اغسلي وشك طيب.
شروق: اوك.
غسلت شروق وجهها ثم عادت الى قمر و ظلت الاثنتين تتحدثان و تمزحان معاً
***في منزل فارس***
صهيب : شكل سامر مش هيرتاح غير لما يتقتل بس لو هو عايز انا مستعد بصراحة.
فارس: خد بالك بقى لحسن ده مش مضمون.
صهيب: المهم التذاكر معاك؟
فارس : اه الطيارة معادها ٩ الصبح.
صهيب : تمام.
***في منزل شروق***
دخلت نرجس الى الغرفة و في يدها طبق من الجبن و الخيار.
شروق : حبيبتي يا ماما والله كنت جعانة
نرجس بحدة: يا بت بطلي طفاسة ده عشان وشك.
رفعت قمر حاجبيها بينما قالت شروق: طيب.
قمر باستغراب: ايه ده وافقتي بالسهولة ديه؟
شروق بهمس: اصبري.
اخذت شروق الصحن من امها و ما ان خرجت نرجس حتى بدأت شروق و قمر بتناوله.
دخلت نرجس بعد نصف ساعة تقريباً ثم قالت: انتي غسلتي وشك؟
شروق : اه يا ماما.
نرجس : شوفي وشك نور ازاي وبقيتي قمر.
انفجرت قمر ضاحكة اما شروق فقالت: شوفتي خلطاتك السحرية عملت في وشي ايه؟
ضيقت نرجس عينيها ثم قالت: بت انتي اكلتي الطبق؟
شروق : بصراحة اه...مش كفاية الموز اللي كنت حطاه على وشي؟ تبذير اوڤر يعني.
كادت نرجس ان تحضر شبشبها الا ان شروق قالت بمرح وهي تعانقها: حبيبتي يا ماما.
ضحكت نرجس ثم قالت: يلا بقى عشان تروحوا للكوافير.
قمر: انا هلبس هنا.
شروق: ليه؟
قمر: صهيب قالي ملبسش عند الكوافير.
غمزت شروق ثم قالت: بدأنا الغيرة بقى.
نرجس: اعملوا اللي تحبوه بس قولولي هتعملوا ايه.
قمر: هي فين ماما؟
نرجس: راحت على القاعة مع الحاج.
قمر: اوك هلبس واجي نروح للكوافير.
.......
خرجت قمر من المرحاض و كانت ترتدي الفستان
اطلقت شروق صافرة ثم قالت: ايه الشياكة ديه؟ لا شكلك كده هتخطفي الاضواء مني النهاردة.
ابتسمت قمر لتقول هي : يلا عشان نلحق نروح بقى للكوافير.
قمر: اوك.
ذهبت قمر مع نرجس و شروق الى الكوافير و بعد لحظات دق هاتف نرجس لتجيب هي.
نرجس: ايوة.
الطرف الآخر.........
نرجس: طب خلاص انا جاية اهو.
شروق: في ايه يا ماما؟
نرجس: سعاد عيزاني اروح ضروري القاعة.
قمر بقلق: ليه هو في حاجة؟
نرجس: لا يا حبيبتي متقلقيش.
شروق: طيب ماشي.
عانقت نرجس ابنتها ثم خرجت بينما دخلت شروق لترتدي فستانها.
***بعد مرور ساعة***
كان فارس و صهيب قد وصلا إلى الكوافير.
***داخل الكوافير***
دق هاتف قمر فاجابت: الو.
صهيب: يلا اطلعوا.
قمر: حاضر.
اغلقت قمر الهاتف مع صهيب ثم قالت لشروق: جاهزة؟
ابتسمت شروق ثم قالت وهي تطير فرحاً : انا حلوة في الفستان؟
قمر: الفستان هو اللي حلو فيكي.
فعانقت قمر و قالت: ربنا يخليكي ليا.
قمر: و يخليكي ..مش يلا بقى؟
اخذت شروق نفساً عميقاً بينما قالت قمر مشجعة: خليكي قوية.
***خارج الكوافير***
كان صهيب مستند على سيارته و بجانبه فارس و كانا في غاية الوسامة
خرجت قمر اولا ليعتدل صهيب في وقفته ثم ينظر لها من اعلى الى الاسفل لقد كانت جميلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
ابتسمت قمر لصهيب لتخرج شروق بعدها وهي تبدو كالأميرة بفستانها.
اطلق فارس صافرة ثم قال: ايه الحلاوة ديه.
ابسمت شروق و ما ان خطت خطوتها الاولى حتى دعست على فستانها لتدفع قمر دون قصد.
سقطت قمر على صهيب ليمسكها الاخر و يظل شارداً في جمالها للحظات فقمر من الشخصيات التي يزداد جمالها بأخلاقها.
كانت تلك الوضعية مريحة لكلاهما و لم يشأ احدهما الابتعاد عن الاخر ولكن صهيب قال : انتي حاطة حاجة على خدودك؟
قمر: لا.
مسح صهيب خد قمر ثم قبلها بلطف و قال : لما بتتكسفي خدودك بتحمر.
ابتسمت قمر لتقطع شروق تلك اللحظة الجميلة بصوتها وهي تقول بغضب : وربنا مانا لابسة جزمة بكعب.
ابتعدت قمر عن صهيب فجأة لتتابع شروق: لحظة البس الكوتشي بتاعي.
ضحك فارس ثم قال: لو عايزة تيجي حافية يكون احسن.
شروق: انا كان المفروض اعمل زي قمر والله.
قضب صهيب حاجبيه ثم قال: هي قمر عملت ايه؟
ابتسمت قمر بسماجة ثم رفعت ترف فستانها ليجدها صهيب ترتدي حذاء رياضي.
ابتسم صهيب لتقول هي بصوت منخفض : ماتقولش لحد.
صهيب بنفس اسلوبها : حاضر.
شروق لقمر: قمر فين جزمتي ؟
قمر: تلاقيها في الشنطة جوا.
فارس : لا احنا كده هنتأخر هاتيها و البسي في العربية.
شروق: اوك.
دخلت شروق لتحضر حذائها بينما فتح صهيب باب السيارة الامامي لقمر ثم ذهب و ركب من الجهة الاخرى اما فارس فانتظر شروق حتى جاءت.
***في السيارة***
كانت شروق تعاني وهي تنزع حذائها خاصة وهي ترتدي الفستان فركلت فارس بقدمها اكثر من مرة دون قصد.
فارس: براحة يا شوشو مش كده.
شروق وهي ترتدي الحذاء الرياضي: والله مش قصدي بس الجزمة غبية.
ضربت شروق بقدمها الكرسي الامامي وهي تعدل حذائها لتنتفض قمر من مكانها.
قمر : خلاص يا شروق مش لازم الجزمة يعني.
شروق: خلاص خلصت.
فارس : اخيراً.
ابتسمت شروق ليقول صهيب وهو ينظر في ساعة يده: اتأخرنا.
فارس: دوس بنزين بقى.
صهيب بمكر: اوك.
انطلق صهيب بالسيارة على سرعة عالية للغاية لتبدأ قمر بالضحك هي وشروق.
قمر: صهيب بالله عليك هدي السرعة.
صهيب : تؤ.
قمر وهي تضحك: بغير.
شروق: لا بالله زود السرعة.
فارس بمرح: زود يبني خلينا نضحك شوية.
زاد صهيب من سرعة السيارة لتمسك قمر يده و تقول من بين ضحكاتها : متبقاش شرير كده.
صهيب بصوت لم يسمعه احد سوى قمر: شرير عشان بحب اشوف ضحكتك.
صمتت قمر للحظات لتستوعب ما قاله صهيب.
توقفت السيارة امام القاعة ثم ترجلت شروق من السيارة لتعدل فستانها ليترجل فارس هو الاخر اما قمر فقد كانت لزالت مصدومة و لم تفق الا عندما فتح صهيب الباب من جهتها ثم مد يده لها.
امسكت قمر يد صهيب ثم نزلت من السيارة ليقول هو :مكنتش اعرف انك هتخلي الفستان حلو كده.
ابتسمت قمر لتأتي سعاد و نرجس في تلك اللحظة .
سعاد : بسم الله عليكم ماشاء الله تبارك الله هتتحسدوا يا عيال.
شروق: ربنا يخليكي يا خالتو تخافيش.
نرجس وهي تبكي : مبروك يا بنتي.
بكت شروق ثم قالت وهي تعانق امها: خلاص انا قلبي رهيف و دمعتي قريبة.
فارس : لا يا شروق اوعي تعيطي لحسن اعيط معاكي.
ابتعدت نرجس عن ابنتها لتقول سعاد: مش يلا ندخل بقى.
قمر بتوتر: طب احم..اه ...هجيب ازازة مية من السوبر ماركت واجي.
ابتسمت شروق فهي تعلم ان قمر تخاف من الاماكن المزدحمة فقالت: لولا اني عرفاكي كنت اخدتك في ايدي وانا داخلة.
ابتسمت قمر بينما لم يفهم احد من الموجودين الحوار.
بعد ان ذهبوا قال صهيب لقمر: انتي كويسة؟
كانت قمر تفرك يديها بسرعة ثم اماءت لصهيب وهي تشعر بالتوتر الشديد.
صهيب : قمر مالك؟
قمر: متوترة شوية.
امسك صهيب يدها ثم قال بهدوء: فاكرة لما روحنا الحفلة في القصر؟
قمر: اه.
صهيب: انا قلتلك متخافيش وانتي معايا صح؟
اماءت قمر ليتابع هو : لأني مش هسمح لأي حاجة تيجي ناحيتك.
ابتسمت قمر له ثم قالت: شكراً.
صهيب : العفو...تدخلي دلوقتي ولا نستنى شوية؟
قمر: لا خلاص ندخل دلوقتي.
***في القاعة***
دخل صهيب الى القاعة بكامل هيبته وهو ممسك بقمر لينتبه له الجميع فمن لا يعرف صهيب البارودي خاصة وانه كان هناك رجال اعمال و بالتأكيد كانت الصحافة موجودة.
جاء احد رجال الاعمال و بدا بالحديث مع صهيب لتقول قمر : هروح لبابا و ماما.
صهيب : هما فين؟
اشارت قمر الى مكان ما ليقول هو : خلاص روحي.
قمر : طيب ممكن تسيب ايدي.
ترك صهيب يد قمر لتذهب هي الى والديها بينما ظل صهيب يتحدث مع بعض رجال الاعمال.
.....
ذهبت قمر الى والديها لتقول سعاد: كنتي فين يا قمر ؟ محضرتيش الزفة ليه؟
قمر: مفيش بس كنت بكلم صهيب.
عبد العال لابنته: ماشاءالله يا بنتي زي القمر.
ابتسمت قمر لينهض عبد العال من مكانه ثم يقول: هروح اشوف الناس اللي هناك واجي.
جاءت نرجس في هذه اللحظة هي و "ابتسام".
ابتسام: ازيك يا بت يا قمر عاملة ايه؟
قمر: الحمدلله بخير يا طنط.
جلست ابتسام بجانب قمر ثم قالت: الف مبروك يا حبيبتشي.
قمر: الله يبارك في حضرتك.
نرجس: محضرتيش الزفة ليه يا قمر؟
قمر: كنت بقول لصهيب حاجة بس.
ابتسام بفضول: صهيب مين؟
قمر: صهيب جوزي يا طنط.
شهقت ابتسام ثم قالت: هو الراجل الحليوة اللي شبه الممثلين اللي دخل معاكي ده جوزك؟
رفعت قمر حاجبيها ثم قالت في سرها: قل اعوذ برب الفلق
ابتسام : بتقولي حاجة يا حبيبتشي؟
قمر: بعد اذنكم لحظة.
نهضت قمر من مكانها ثم توجهت الى شروق بسرعة.
كاد صهيب ان يذهب خلفها الا انه توقف عندما وجدها ذاهبة الى شروق فهو لم ينزل عينيه من عليها.
.....
قمر : شروق الحقيني.
كانت شروق تتحدث مع فارس عندما جاءت قمر وهي تقول: الحقيني بالله.
شروق بقلق: مالك؟
قمر: جهاز الرادار لقط صهيب و اداه عين.
شروق بصدمة: اوباا... انا قولت لماما متجبهاش قالتلي لا عيب و مش عيب.
قمر: طنط ابتسام عينيها وحشة.
شروق: ديه عنيها مش بتفلق الحجر لا ....ديه تفلق عمارة بحالها.
قمر : اعمل ايه طيب.
طقطقت شروق اصابعها ثم ظلت تفكر حتى قالت: لفيه بشاش و قطن و اقرأي المعوذات عليه.
قمر: انتي بتستهبلي شكلك.
تدخل فارس في الحوار قائلاً: مالكم؟
نظرت شروق و قمر اليه ليقول هو : ايه ده في ايه؟
شروق: ابقى فكرني ابخرك لما نروح عشان في نووي صابك.
ضحك فارس ثم قال: ايه اللي انتي بتقوليه ده؟
شروق: والله انت متعرفش ابتسام عنيها عاملة ازاي.
فارس: مفيش اللي انتي بتقوليه ده.
لم تمر ثانية على ما قاله فارس الا و ساعة يده الثمينة تسقط على الأرض ليكسر زجاجها.
قمر: انا خوفت.
شروق وهي تكاد تنهض من مكانها: لا مش هسيبها.
قمر: اهدي يا شروق.
شروق: اوعي يا قمر اروح احط شوكة في عنيها.
فارس بضيق: الساعة جديدة.
نظرت له شروق ثم قالت: افضل استغفر ربنا وانت قاعد لحد ما جهاز الرادار يمشي بقى.
زفرت قمر ثم قالت: هروح انا بقى و ربنا يستر على صهيب.
شروق: و على فارس و علينا و على مصر كلها ابتسام ديه خطر على المجرة وربنا.
ذهبت قمر لتقف بجانب صهيب ليقول هو: في حاجة؟
قمر: لا بس جيت اقف معاك.
ابتسم صهيب لتقول هي : احم...مش حاسس بحاجة؟
صهيب: حاجة زي ايه؟
قمر: يعني ايدك وجعاك رجلك بطنك اي حاجة يعني؟
صهيب: لا انا كويس.
قمر في سرها : ربنا يستر.
مرت فقرات الفرح بشكل جميل و غاية في الرقي و بالتأكيد كان الجميع يهنئ العروسين و عندما حان موعد الرحيل رحل الجميع عدا المقربين فقط.
عبد العال: مبروك يا ولاد.
فارس: الله يبارك في حضرتك.
شروق: عقبالك يا عمو.
ضحك عبد العال لتقول سعاد بضيق : بس يا بت اتلمي.
صهيب وهو يصافح فارس: مبروك.
فارس: الله يبارك فيك.
عانقت شروق قمر لتبكي الاثنتين معاً.
قمر: هتوحشيني اوي.
شروق: وانتي اكتر.
فارس بمرح: لا مش هتلحق توحشك انا شبه مقيم عند صهيب متخافيش.
مسحت شروق دموعها لتأتي نرجس و تعانق ابنتها و تقول: مبروك يا حبيبتي.
شروق: الله يبارك فيكي.
ابتعدت نرجس عن شروق و ذهبت لتعانق فارس و تقول: مبروك يا حبيبي.
لا ينكر فارس انه شعر بالغرابة ولكنه لم يكن متضايق ابداً من ذلك.
فارس: الله يبارك فيكي.
صهيب: هنروح احنا بقى.
عبد العال: ما تيجوا يبني تباتوا معانا.
صهيب: عشان مسافرين بكرة تبع الشغل بس ان شاء الله اول ما نرجع اكيد هنيجي.
سعاد: ربنا معاكم يا رب.
صهيب: يلا تصبحوا على خير.
ذهب صهيب لتودع قمر اهلها ثم تذهب هي الاخرى.
شروق وهي تعانق امها: سلام.
نرجس: سلام يا حبيبتي.
ودعت شروق اهلها هي الاخرى ثم ذهبت مع فارس الى سيارة صهيب كي يوصلهم الى بيت فارس.
***في السيارة***
كانت قمر تغفوا وهي جالسة على المقعد بينما شروق بالفعل قد غفت بجانب فارس فالطريق كان هاديء للغاية و طويل بعض الشيء.
......
توقف صهيب امام فيلا فارس ثم قال: وصلنا.
فارس: هتوحشني يا صوصو.
صهيب: يا عم اتلقح على جنب انا زهقت منك أساساً.
فارس: حبيبي والله.
ترجل فارس من السيارة ثم حمل شروق لأنها كانت نائمة لينطلق صهيب بعده الى القصر.
......
صهيب بهدوء: قمر...قمر اصحي احنا وصلنا.
دعكت قمر عينيها ثم فتحت باب السيارة و ترجلت منه وهي بالكاد ترى امامها.
صهيب: استني بدل ما تقعي على وشك.
اغلق صهيب السيارة ثم ذهب الى قمر و حملها.
لم تكن قمر في وعيها فما ان حملها صهيب حتى اسندت رأسها على كتفه ثم نامت ليدخلها هو الى غرفتها و يضعها على فراشها برفق.
شعرت قمر بحركة صهيب فاستيقظت من النوم و قالت وهي تنهض من مكانها: انا فين؟
صهيب : في اوضتك.
حكت قمر مؤخرة رأسها ثم قالت وهي شبه واعية : هبدل هدومي وانام.
ابتسم صهيب ثم قال: تصبحي على خير.
......
كانت الساعة ١ بعد منتصف الليل
***في غرفة قمر***
استيقظت قمر على صوت هاتفها فأجابت بصوت ناعس: الو.
صهيب: قمر تعالي.
اغلقت قمر عينيها بضيق ثم قالت: حاضر.
نهضت قمر من مكانها بتكاسل لتصعد الى غرفة صهيب.
......
قمر: نعم.
صهيب ببرود: مش جايلي نوم.
ابتسمت قمر ثم اغلقت عينيها و قالت: يعني انت مكلف نفسك و متصل عليا و مصحيني من النوم و مطلعني من تحت لحد هنا عشان مش جايلك نوم؟
صهيب: بالضبط كده.
زفرت قمر ثم قالت: طب مش فاهمة اعمل ايه يعني؟
صهيب بهدوء: اقرأي قرآن.
كاد فم قمر يصل الى الأسفل ثم قالت: انت عايزني اقرألك قرآن؟
صهيب: برتاح لما بسمعك بتقرأي .
على الرغم من رغبة قمر الشديدة في النوم الا انها قالت بسعادة: حاضر هنزل اتوضأ و اجيب الاسدال و المصحف واجي.
كادت قمر ان تخرج الا ان صهيب نهض من مكانه ثم قال: ممكن تتوضي هنا؟ عايز اشوف بتتوضي ازاي.
قمر: طيب.
توضأت قمر امام انظار صهيب ثم نزلت و احضرت مصحفها و الإسدال و صعدت.
تسطح صهيب على الفراش لتتربع قمر بجانبه ثم قالت: اقرألك سورة ايه؟
صهيب : مش عارف.
قمر: طيب هقرألك سورة القمر.
نظر لها صهيب لتقول هي: مش علشان اسمي زيها والله بس انا برتاح لما بسمعها خصوصاً بصوت ناصر القطامي.
صهيب: بس انا عايزها بصوتك انتي.
ابتسمت قمر ثم قالت: حاضر.
ما كادت قمر ان تبدأ الا ان صهيب قال : هو بيكرهني؟
قصبت قمر حاجبيها ثم قالت: هو مين ده؟
صهيب: ربنا... حاسس انه بيكرهني.
قمر: ليه بتقول كده؟
صهيب بنبرة يشوبها الحزن: لأني بعيد كل البعد عنه ...ليه هيحبني؟
ابتسمت قمر ثم قالت: انت غلطان هو بيحبنا كلنا عارف ايه؟ لانه هو اللي خلقنا هو بيحبنا كلنا بس احنا اللي بنبعد عنه...هو بيدينا الفرص واحنا اللي بنضيعها.... كل نفس بنتنفسه ده فرصة لينا عشان نرجع عن ذنوبنا.
هو مستنينا نتوب و مستني يسمع صوتنا و حتى لما بنبعد عنه هو ديماً قريب احنا بنعمل الذنوب و نقول هنرجع عنها بس مش بنرجع و مع ذلك فالوقت اللي هنتوب فيه هو هيسامحنا و من رحمته بينا اننا لو عملنا الغلط و توبنا و عملناه و توبنا و فضلنا كده هو هيغفرلنا في كل مرة نتوب بيها و تكون قلوبنا ندمانة....اللي خلقك مش بينساك بس انت اللي بتبعد عنه و كمان كن مع الله يكن كل شيء معك.
ابتسم صهيب ثم قبل يد قمر و قال وهو ممسك بها: متسبنيش.
استغربت قمر ما قاله صهيب ولم تعقب ليتابع هو : ابدأي.
بدأت قمر تقرأ القرآن بصوت هادئ للغاية و يريح قلوب من يسمعه.
......
صدّقت قمر ثم اغلقت القرآن عندما شعرت بأن صهيب ذهب في النوم جاءت لتنهض ضغط هو على يدها ثم قال بهدوء : انا قولتلك متسبنيش.
قمر: حاضر.
ظلت قمر جالسة بجانب صهيب وهو لم يترك يدها للحظة واحدة حتى ذهبت هي في النوم
***في صباح اليوم التالي***
استيقظ صهيب من نومه ليجد قمر نائمة بجانبه وهي مستندة على كتفه.
لقد كانت اسعد لحظة بالنسبة له وتمنى ان تظل قمر بهذا القرب منه دائماً ولكنه يعلم انها لن تتعود عليه حتى يخبرها بما فيه ولكنه لا يستطيع هو حقاً لا يستطيع فمنذ صغره وهو يكتم كل شيء بداخله ولكن بالتأكيد ستأتي اللحظة التي يخبرها فيها بكل شيء.
نهض صهيب من مكانه ثم ذهب للاستحمام و عندما انتهى ارتدى ثيابه ثم عاد الى قمر ليوقظها قائلاً بهدوء: قمر..يا قمر اصحي.
فتحت قمر عينيها لتجد ذلك الوسيم امامها فابتسمت بسماجة ليتابع هو : يا قمر.
قمر بلاوعي : والله انت اللي قمر يا قمر....بس انت مين؟
ضحك صهيب ثم قال: مش عارف افرح لأنك شيفاني حلو ولا ازعل لانك مش عارفه انا مين.
ظلت قمر تنظر له للحظات حتى استوعبت ما حدث فانتفضت من مكانها و قالت بارتباك: والله مكنتش اقصد بس انا لما بصحى بدري عقلي بيكون لسة نايم فبكون متلغبطة.
غمز صهيب لها ثم قال: احلى لغبطة.
تلونت وجنتي قمر باللون الاحمر ليتابع هو: يلا قومي البسي عشان معاد الطيارة.
قمر: حاضر.
صهيب: حضرتي شنطتك؟
قمر: اول ما قولتلي بس انا حضرت شنطة صغيرة ..احنا مش هنطول صح؟
صهيب: لو عايزة انا معنديش مانع.
قمر: لا عادي يعني.
صهيب : طب قومي البسي عشان منتأخرش.
نهضت قمر من مكانها و لم تنتبه ان الغطاء ملتف حول قدمها فسقطت على وجهها.
قمر : حلو اوي نوع السجاد ده ....طري كده على الرجلين.
ضحك صهيب بينما نهضت هي من مكانها و قالت: لا بجد جميل يعني انا حطيت عليه وشي مخربشنيش.
صهيب: طيب كويس.
ما ان التفتت قمر حتى اصطدمت بالباب فقالت بحرج : لا و الباب بردك حلو الخشب بتاعه متين ماشاء الله يعني حطيت وشي في ال... اهه.. يلا بعد اذنك بقى عشان اروح البس.
خرجت قمر من الغرفة ليقول صهيب : عمري ما هسيبك ولا هسمحلك تسيبني ..لانك ليا انا و بس.
***في سجن ما بمدينة الإسكندرية***
كان ذلك موعد الزيارة و كان سامر يتحدث مع احد رجاله.
سامر بغل: انا مش عايزه يموت بس عايزه يتكسر.
الرجل: اللي تؤمر بيه يا باشا.
سامر: عايز ابن البارودي يتدمر عشان اول ما اخرج يبقى السوق بتاعي انا و بس و يبقى صهيب مجرد ذكرى وانتهت واللي انت عايزه في الفلوس هتاخده.
الرجل: تمام يا سامر بيه.
البارت ٢٢ و الاخير ❣
بسم الله ❤
***في قصر البارودي***
كانت قمر قد استعدت و اخرجت حقيبتها ليأتي السائق ثم يحمل الحقيبة ليضعها في السيارة.
لم يحدث شيء ليذكر ولكن عندما وصلت السيارة الى المطار ترجل صهيب منها لتترجل قمر هي الاخرى و تنظر الى المطار بذهول اما صهيب فأمسك يدها بتملك ثم دخل ليدخل اثنين فقط من حراسه.
***في الطائرة***
اشار صهيب الى قمر كي تجلس ثم جلس هو بجانبها و بالتأكيد كانت المقاعد في الدرجة الأولى.
كانت قمر تنظر حولها بدهشة وهي تكاد تموت فرحاً فتلك المرة الأولى التي تركب فيها طائرة او تدخل المطار حتى.
كان صهيب يراقب تعبيرات وجه قمر ثم قال: اول مرة تركبي طيارة؟
ضحكت قمر ثم قالت : قصدك اول مرة اشوف طيارة انا كنت دايماً بشوفها من بعيد وهي في السماء.
صهيب: مش هتكون اخر مرة لاني بسافر كتير و اكيد هاخدك معايا.
ابتسمت قمر لتبدأ الطائرة بالتحرك.
صهيب: البسي الحزام.
نظرت قمر الى حزام الطائرة فكان يبدو غريباً.
قمر: البسه ازاي؟
فك صهيب حزامه ثم اقترب من قمر ليقوم بربط الحزام الخاص بمقعدها و بينما هو يفعل انتبه إلى أن قمر كادت تموت من كثرة الخجل فازدادت سرعة تنفسها و بالتأكيد كادت تقسم ان صهيب يستمع لدقات قلبها من قوتها.
صهيب وهو ينظر الى عينيها : متتوتريش.
اماءت قمر له ليبتسم هو ثم يعود الى مكانه.
بدأت الطائرة تتحرك بسرعة لتتشبث قمر بمقعدها و تغلق عينيها ثم تقول : لا لا لا لا متفقناش على كده.
ضحك صهيب ثم قال: متخافيش.
قمر وهي بنفس وضعها: هو ايه اللي متخافيش احنا بنطير فوق في السما و الارض تحت.
صهيب: تصدقي مكنتش اعرف.
كادت قمر تبكي من الرعب ثم قالت: انا عايزة انزل.
صهيب: راكبين ميكروباص احنا.
نظرت قمر الى صهيب بحقد ثم بدأت تهدأ عندما توقفت الطائرة عن الاهتزاز.
جاءت المضيفة بعد لحظات ثم قالت بأدب: حضرتك تحب تشرب ايه؟
صهيب: ويسكي.
قمر : صهيب مالوش داعي انك تشربها ممكن تشرب حاجة تانية.
ابتسم صهيب الى قمر ثم التفت الى المضيفة و قال: خلاص هاتي مية.
صهيب لقمر: عايزة ايه؟
قمر: لا ولا حاجة انا هكمل نوم.
ذهبت المضيفة لتنظر قمر من نافذة الطائرة بذهول ف السماء تبدو جميلة للغاية و السحاب الابيض يزينها و ما يجعلها اجمل ان يد البشر لم تصل لها فبقيت جميلة كما خلقها الله.
لاحظ صهيب شرود قمر فقال بهدوء : مالك؟
قمر وهي تنظر من النافذة : الارض شكلها حلو ماشاء الله.
صهيب : كأنك اول مرة تشوفيها.
التفتت قمر له ثم ابتسمت و قالت: اول مرة اشوفها من فوق و اول مرة اعرف انها حلوة ..كل حاجة حلوة بس لما بنشوفها من بعيد لان لما بنتعمق في كل حاجة الموضوع بيبقى بايخ.
صهيب: الموضوع بيرجع لشخصية الإنسان.
قمر: بس في حاجات بتتغير في الشخصية.
صهيب: و في حاجات بتفضل زي ما هي لانها مينفعش تتغير.
قمر: اكيد.
صهيب: هتنامي؟
قمر وهي تنظر حولها: الكرسي مريح بس مش عارفه اسند راسي عليه.
صهيب : اسنديها على كتفي.
فتحت قمر فمها ثم اغلقته مرة اخرى ليضحك صهيب ثم يقول: مش هتبقى اول مرة على فكرة.
قضبت قمر حاجبيها ثم قالت: ايه ده ازاي؟
صهيب بهدوء وهو يعيد رأسه للخلف كي ينام هو الآخر: نامي.
قمر: هسند راسي على الكرسي.
لم تعلم قمر بأن بإمكانها ارجاع المقعد للخلف و بالتأكيد صهيب لم يخبرها بذلك فظلت تتحرك في مكانها محاولة ايجاد وضعية مريحة و عندما يئست قالت بصوت منخفض: صهيب...انت نمت؟
لم يجبها لتسند هي رأسها على كتفه ثم تذهب في النوم بعدها.
ما ان تأكد صهيب من ان قمر غفت حتى وضع يده خلفها ثم قربها منه كي لا تتألم رقبتها عندما تستيقظ.
.......
هبطت الطائرة في مطار شرم الشيخ و ما ان توقفت حتى قال صهيب بهدوء لقمر: قمر اصحي...قمر.
فتحت قمر عينيها ثم ظلت صامتة للحظات حتى استوعبت ما يحدث.
قمر بصوت ناعس: احنا وصلنا؟
صهيب: اه.
دعكت قمر عينيها لتنتبه انها شبه معانقة لصهيب فابتعدت عنه بسرعة و قالت بحرج: انا آسفة.
ابتسم صهيب و لم يعقب ثم نهض من مكانه لتنهض قمر هي الآخرى.
......
كانت هناك سيارة لموزين تنتظر صهيب امام المطار فقام السائق بفتح الباب الخلفي لتركب قمر ثم يركب صهيب من الجهة الآخرى.
كان الوضع هاديء للغاية حتى توقفت السيارة امام فندق من اجمل الفنادق الموجودة في شرم الشيخ ليترجل صهيب ثم قمر.
***داخل الفندق***
توجه صهيب الى قسم الاستقبال ثم قال بنبرة باردة: حجز بأسم صهيب البارودي.
موظفة الإستقبال : صهيب بيه اهلا بحضرتك ..لحظة واحدة بس.
احضرت الموظفة المفتاح ثم قالت: الجناح اللي حضرتك بتكون فيه كل مرة.
اخذ صهيب المفتاح منها ثم انصرف دون ان يشكرها حتى.
***في جناح ما في الفندق***
اغلق صهيب باب الجناح ثم قال لقمر الواقفة بجانبه: خدي راحتك بس اعملي حسابك انك تكوني جاهزة بليل عشان عندي ميتنج و هاخدك معايا.
قمر: ماشي.
دخل صهيب الى الحمام ليبدل ثيابه بينما ظلت قمر تستكشف المكان حتى انتبهت الى الشرفة الموجودة في الجناح فذهبت اليها لتجد منظر اقل ما يقال عنه انه رائع.
ظلت قمر شاردة قليلاً في الشرفة ثم اغلقت عينيها لتستشعر نسيم البحر الهادئ.
صهيب: المكان عجبك؟
التفتت قمر له ثم ابتسمت و قالت: اه.
وقف صهيب بجانبها ثم قال: عشان كده بحب السويت ده لأن الڤيو بتاعه مميز.
قمر: احلى حاجة انه عالي.
صهيب : مش بتخافي من المرتفعات؟
قمر: بالعكس انا بحبها.
صهيب: اشمعنى؟
قمر: لأني بحب اشوف كل حاجة من بعيد مش بحب اكون في موقع الحدث لأني لما اكون فيه هشوفه زي ما الناس شيفاه بس لما اكون بعيد هشوفه زي ما هو و يمكن أجمل.
ابتسم صهيب ثم قال: المهم تحبي تفطري دلوقتي؟
قمر: لا انا احب انام دلوقتي.
زفر صهيب بضيق ثم قال: ايه كل النوم ده؟ انا قربت انسى وشك.
ضحكت قمر بسماجة ثم قالت: عارف حيوان الكوالا؟ اغلب وقته نايم فأنا وخداه كمثل اعلى ليا في الحياة يعني.
صهيب: طب على الأقل كلي حاجة من التلاجة عشان متناميش وانتي جعانة.
قمر: اوك.
توجهت قمر الى المبرد الموجود في الجناح و ما ان فتحته حتى قالت بمرح: الله! في شوكولاتة.
اخرجت قمر باكيت شوكولاتة لتتناوله لتنبته الى زجاجات الخمر الموجودة فتقول: انت مش هتشرب صح؟
جلس صهيب على الإريكة الموجودة في الغرفة ثم قال: ليه يعني؟
قمر: لأنك بطلت تشربهم.
صهيب: خلاص مش هشرب.
ابتسمت قمر ثم جلست بجانبه و قامت بتقسيم قطعة الشوكولاته بالنصف لتعطيه نصف و تبقي الآخر لها.
صهيب: انا مش بحب الشوكولاته.
قمر: لا بتحبها شعرفك انت.
اطعم صهيب قمر القطعة التي كانت بيده ثم قال : اعتبريني أكلتها.
ابتسمت قمر بخجل لينهض هو من مكانه ثم يقول: هروح اشوف حاجة واجي متفتحيش الباب لحد لاني معايا مفتاح.
قمر: حاضر.
خرج صهيب من الجناح لتذهب هي كي تبدل ثيابها ثم تخلد الى النوم مرة اخرى.
لم يحدث شيء لذكره بعد ذلك ولكن في المساء.
.......
خرجت قمر من الحمام وهي ترتدي الفستان الذي احضره لها صهيب ثم قالت : انا جاهزة.
اطلق صهيب صافرة ما ان رآها ثم قال وهو يقترب منها: ياريتني اقدر ابعدك عن الناس كلها عشان محدش يشوفك غيري.
نظرت قمر الى الأسفل ثم بدات تفرك يديها لتقول بعد لحظات: احنا مش هنخرج من الفندق صح؟
صهيب: تؤ.
امسك صهيب يد قمر ليخرجوا من الجناح بعدها.
***في المطعم ***
دخل صهيب بكامل هيبته ليأتي مدير الفندق ثم يقول بترحاب: صهيب بيه نورتنا والله.
ابتسم صهيب ليتابع هو: اتفضل يا فندم.
"كان هذا الطابق مخصوص فقط لرجال الأعمال و الأشخاص المهمين لذلك لم يكن المكان مزدحم"
توجه صهيب الى الطاولة الموجود عليها رجال الأعمال لينهضوا هم و يرحبوا به.
كانت قمر ممسكة بيد صهيب اليمنى بشدة فهي تشعر بالتوتر و عندما جاء صهيب كي يصافحهم امسك قمر بيده اليسرى ثم ضغط عليها ليطمئنها بانه لن يتركها.
جلس صهيب لتجلس قمر بجانبه وهي لازالت ممسكة بيده ليتحدث بعدها احد رجال الاعمال وهو "كريم" و يكون أيضاً صديق قديم لصهيب و فارس.
كريم: مش مصدق والله انك جيت.
صهيب : جيت عشان الشغل مش اكتر.
كريم بمرح: لسة زي ما انت دبش.
ابتسم صهيب ثم قال : مش هتبدأو.
السيد فريد: اكيد طبعاً.
جاء صوت انثوي من الخلف يقول: اكيد مش هتبدأو من غيري.
نهض كريم من مكانه ثم قال وهو يصافحها: واحنا نقدر بردو.
شعرت قمر بالصدمة ما إن رأتها فقد كانت جميلة بما تعنيه الكلمة من معنى.
صافحت روز فريد ثم التفتت الى صهيب و قالت: صهيب وحشتني اوي بجد كل ده متشوفنيش؟
تركت قمر يد صهيب ليمسكها هو مرة اخرى ثم يقول ببرود: انتي متعرفيش؟
روز : اعرف ايه؟
صهيب وهو يبتسم باستفزاز : انا اتجوزت.
روز بصدمة: نعم؟! حصل امتى ده؟
صهيب: من قريب كده.
قبل صهيب يد قمر ثم قال: قمر مراتي.
نظرت روز الى قمر باحتقار من الاعلى الى الأسفل ثم قالت بشمئزاز: هي ديه؟
صهيب بحدة: اتكلمي عدل.
روز: سوري ممقصدش انا بسأل بس.
مدت روز يدها الى قمر ثم قالت ببرود: هاي.
ابتسمت قمر ثم قالت: متوضية.
صعق الجميع من رد قمر اما صهيب فابتسم بفخر من فعلة صغيرته.
كريم بصوت منخفض لكن مسموع: اوبا.
وضع فريد يده على فمه كي يكتم ضحكته بينما كورت روز يدها ثم جلست على المقعد بجانب صهيب من الجهة الاخرى.
كريم: نبدأ بقى.
صهيب: ياريت بسرعة.
ظل كريم يتحدث عن العمل و فكرتهم للمشروع القادم بينما كانت روز تتعمد الاقتراب من صهيب بشكل او بآخر و ذلك لم يخفى على قمر فجعلها تشعر بضيق.
ضحكت روز بشكل يثير الاشمئزاز ثم امسكت يد صهيب الآخرى و قالت: مدام ايد صهيب هي اللي هتعمل التصميم يبقى اكيد هيطلع حلو زي كل مرة.
تركت قمر يد صهيب ثم نهضت من مكانها و قالت بجمود: بعد اذنكم هروح الحمام.
ذهبت قمر دون ان تعطي لأحد فرصة في الرد فقط كي لا تنزل دموعها امامهم.
***في المرحاض***
غسلت قمر وجهها بالماء لتمتزج دموعها معه.
قمر: مش المفروض اعيط...انا اصلا ليه بعيط.
نظرت قمر الى المرآة ثم قالت وهي لازالت تبكي: انا ليه زعلت؟ على اساس انه بيحبني اوي يعني وانا بحبه عشان كده زعلت.
بكت قمر مرة اخرى ثم قالت وهي تغلق عينيها : انا فعلا حبيته بس بخاف منه....ياريتك ما اتجوزتني يا صهيب انا تعبت معاك ولا قادرة اقرب منك ولا حتى قادرة ابعد.
غسلت قمر وجهها لمرة اخيرة ثم جففته و آخذت نفساً عميقاً ثم خرجت ما ان تمالكت نفسها.
فتحت قمر باب الحمام لتجد صهيب امامها مستند على الجدار و يعبث في هاتفه.
صهيب دون ان ينظر لها: قومتي ليه؟
قمر: كنت عايزة الحمام.
صهيب : عشان طعيتي؟
قمر بجمود: مكنتش بعيط.
وضع صهيب الهاتف في جيبه ثم اقترب منها و قال: بس انا عارف انك كنتي بتعيطي.
قمر: عايزة اطلع الاوضة.
مسح صهيب دموع قمر ثم قال بهدوء: كنتي بتعيطي ليه؟
ابعدت قمر يده ثم قالت: مفيش.
قبل صهيب خد قمر بلطف ثم قال بهدوء: مفيش بيني و بين روز حاجة.
ابتلعت قمر ريقها ثم قالت بضيق: مانا عارفة... ممكن تخليني اطلع الأوضة؟
امسك صهيب يدها ثم ذهب الى الطاولة و قال بجمود: نكمل بكرة عشان عايز ارتاح.
نهض كريم من مكانه ثم قال: تمام وانا كمان بردك هطلع اريح شوية.
***في الجناح***
فتح صهيب الباب لتدخل قمر الى الحمام بسرعة لتكمل بكائها هناك فقمر من الشخصيات الحساسة للغاية.
.....
طرق صهيب على باب الحمام ثم قال: ما انتي مش هتباتي جوة يعني افتحي الباب.
فتحت قمر باب الحمام و كانت قد بدلت ثيابها و بادي على وجهها الغضب.
قمر: نعم.
حك صهيب مؤخرة رأسه ثم بدون اي مقدمات سحب قمر تجاهه ليعانقها و قال وهو يمسد على شعرها بطلف: مكنتش أعرف انك بتغيري عليا.
دفعته قمر ليبتعد عنها ثم قالت: انا مش بغير عليك.
ابتسم صهيب ثم قال بنبرة مرعبة بعض الشيء : لو مكانش مزاجي رايق كنت وريتك شغلك على الحركة ديه.
ظلت قمر صامتة ولم تعقب بينما تركها هو و خرج من الغرفة لتذهب هي بعدها الى النوم.
***في الصباح التالي***
استيقظت قمر من النوم لتجد صهيب نائم بجانبها بنفس ملابسه و كانت رائحتها خمر.
تربتعب قمر على الفراش ثم ظلت تنظر له بشرود حتى لفت نظرها ذلك الجرح فاقتربت بهدوء من صهيب و ما كادت تلمس الجرح الموجود على عنقه الا انه امسك يدها فجأة ثم ابعدها عنه.
اعتدل صهيب في جلسته لتقول قمر بهدوء: انت مش كنت هتبطل تشرب؟
صهيب وهو يدعك عينيه: ملكيش دعوة.
زفرت قمر بضيق ثم قالت: رقبتك متعورة.
نهض صهيب من مكانه ثم قال ببرود: عارف.
دخل صهيب الحمام لتنهض قمر من مكانها هي الاخرى وهي تشعر بضيق و حزن في وقت واحد فلماذا اصبح يعاملها هكذا؟ الا يزال غاضباً منها؟ ولكن هي ايضاً غاضبة منه فشعور الغيرة قاتل.
......
خرج صهيب من الحمام و كان يرتدي قميص ابيض و بنطال جينز و كالعادة كان يبدو وسيما على الرغم من بساطة ملابسه.
صهيب بجمود وهو يتجه الى باب الجناح: متفتحيش الباب لحد.
كاد صهيب ان يخرج الا ان قمر وقفت امامه ثم قالت: انت زعلان مني؟
نظر لها صهيب ببرود ثم ابعدها عنه و فتح الباب و خرج.
....
كانت قمر تقرأ القرآن عندما دق باب الجناح و ما ان اقتربت حتى سمعت صوت روز وهي تقول: قمر انا روز افتحي عايزة اكلمك شوية.
ظلت قمر صامتة لتتابع الاخرى: انا عارفة انك جوة بس انا فعلا مش هطول بس عايزة اقولك حاجة بخصوص صهيب.
ابتلعت قمر ريقها ثم فتحت الباب و قالت بهدوء: نعم.
روز: من على الباب كده؟
اشارت قمر لها بالدخول لتدخل الآخرى بكل برود ثم تجلس على الأريكة.
جلست قمر مقابلها ثم قالت بهدوء: نعم.
روز : اعارفة ان الوقت مش مناسب بس انا حبيت اتعرف عليكي شوية.
قمر: اشمعنى يعني؟
روز وهي نضع قدم فوق اخرى : اصلي كنت بحب صهيب جداً و هو كمان كان بيحبني و انا متأكدة انه لسة بيحبني بس انا عايزة أعرف انتي عملتي ايه عشان يتجوزك؟
كادت قمر ان تجيبها الا ان باب الغرفة دق لتنهض روز من مكانها ثم تقوم بفتحه ليدخل شاب ما ثم يقول وهو يشير على قمر: هي ديه؟
روز بمكر: اها.
قمر: مين ده؟
الشاب: هتعرفيني متقلقيش.
جلس ذلك الشاب على المقعد و كان شكله لا يطمئن ابدا لتأتي روز ثم تجلس بعد ذلك و تقول: ها يا قمر كنا بنقول ايه؟
قمر: مين ده؟
روز ببرود: تؤ تؤ هو مش قالك انكم هتتعرفوا؟
قمر بغضب : ممكن تطلع برة؟
نهضت روز من مكانها ثم قالت: انا شكلي نسيت الفون بتاعي هروح اجيبه واجي.
الشاب : خدي راحتك.
خرجت روز من الغرفة ثم اغلقت الباب لينهض الآخر من مكانه ثم يقول لقمر بمكر: قمر و انتي قمر فعلاً.
نهضت قمر من مكانها بسرعة ثم ذهبت لتفتح باب الغرفة و ما ان فعلت حتى وجدت صهيب امامها و روز تقف بجانبه.
روز بخبث: مش قلتلك.
نظرت قمر لها ثم الى صهيب بينما جاء ذلك الشاب و قال باستفزاز: انت ايه اللي جابك دلوقتي؟ مش شايفنا بنتكلم في موضوع مهم؟
قمر: انت كذاب.
ابعد صهيب قمر من امامه ثم وقف امام ذلك الشاب بهدوء مريب و قال : موضوع ايه بقى اللي مهم؟
كاد الشاب ان يتحدث الا ان صهيب بدون اي مقدمات لكمه لكمة قوية كسرت له انفه...تباً لقد كسر انف الرجل من ضربة واحدة.
سقط الاخر ارضاً ثم وضع يده على انفه التي تنزف بلا توقف ليركله صهيب في معدته لتنزف الدماء من فمه.
ظل صهيب يضربه بلا رحمة ليقول الآخر: خلاص انا اسف.
ذهبت روز ما ان رأت حالة صهيب بينما وقفت قمر امامه بشجاعة و قالت بترجي: صهيب كفاية هيموت.
نهض الشاب من مكانه ثم خرج بسرعة وهو بالكاد يستطيع الوقوف على قدميه بينما دفع صهيب قمر بقوة حتى اصطدمت بالجدار ثم اغلق الباب بعنف ووقف امامها مباشرةً .
قمر وهي تبكي : صهيب ... انا هقولك ايه اللي حصل.
صهيب بهدوء مرعب : قولي.
قمر وهي تبكي : هي...قالتلي...قالت انها ..ع..عيزاني...هتقول حاجة عنك...فانا فتحت..الباب...و ..وهي فتحت ...عشان تدخله..بس والله انا كنت هخرج.
ظل صهيب صامت فقط ينظر لها و كان ذلك اسوأ بكتير من اي عقاب آخر اما قمر فظلت تشهق وهي تنظر له بفزع.
اهو يفكر اين يضع جثتها؟ هل سيقتلها؟
صهيب : اسكتي.
لم تستطع قمر التوقف عن البكاء ليقول هو بنبرة مرعبة: قولت اسكتي.
انتفضت قمر في مكانها ليضع هو يده على فمها ليجبرها على التوقف ثم قال : انا واثق فيكي.
قضبت قمر حاجبيها ليتابع هو: بس اللي انا عايز اعرفه انتي ليه فتحتي الباب على الرغم من اني قلتلك متفتحيش لحد؟
ابعد صهيب يده عن فم قمر لتقول هي : قالتلي انها هتقولي حاجة عنك.
اغلق صهيب عينيه للحظات ثم قال بهدوء: و انتي كنتي هتصدقيها؟
ظلت قمر صامتة ليقول هو بغضب : ما تردي.
لم تجبه قمر ليبتسم هو ثم يقول: يبقى كنتي هتصدقيها...لا برافو يا قمر.
ابتعد صهيب عن قمر و ما كاد يفتح باب الغرفة الا انه توقف عندما سمعها تقول بانفعال: اه كنت هصدقها ...كنت هصدق كل كلمة بتقولها عارف ليه؟ لانك مش عايز تقولي حاجة ولا حتى بتعاملني كأني انسانة.
ضحكت قمر بانكسار ثم تابعت وهي تبكي: بتعاملني كأني لعبة وانا بصراحة لعبت دورها صح ... مكان ما توديني بروح من غير نقاش كل حاجة بقول حاضر بخاف اطلب منك حاجة لاني معرفش لو عصبتك هتعمل ايه...معرفش انت ليه كده معرفش انت بتحس بايه معرفش حتى انت ليه اتجوزتي وانا متأكدة انك مش بتحبني بخاف حتى اتناقش معاك في اي حاجة عشان متتعصبش.
صهيب: وانا وعدتك اني مش هأذيكي.
قمر: لو فضلت توعدني و تحلفلي لمليون سنة هفضل خايفة لأن الإنسان بطبيعته بيخاف من المجهول وانت مجهول بالنسبة ليا...هفضل خايفة منك طول ما انت كده يا صهيب و مشاعري تجاهك مش هتكون اي حاجة غير الخوف.
نظر لها صهيب نظرة جعلتها تتصنم في مكانها ثم قال بنبرة مرعبة: ماشي يا قمر..تمام.
خرج صهيب من الجناح ثم اغلق الباب بعنف لتجلس قمر على الأرض و تبكي بحرقة...لقد كذبت عليه..اخبرته بأنها لن تحبه ولكنها تعشقه.
لماذا القلب يحب من يجعله يتألم؟
***في جناح روز***
طرق شخص ما جناح روز و ما ان فتحت حتى وجدت صهيب امامها
روز بنبرة قلقة حاولت إخفائها : صهيب؟! انت كويس؟
صفعها صهيب على وجهها صفعة قوية ثم قال وهو يمسك شعرها: قمر مراتي و هتفضل مراتي وانا مش هسيبها مهما يحصل يا روز فاهمة؟
اماءت هي برأسها وهي تشعر بالخوف ليتركها هو بعنف ثم يذهب.
.....
حل المساء و قمر كانت واقفة في الشرفة تشعر بالقلق على صهيب فهي لم تره منذ الصباح حتى انه لم يتصل بها لتغلق عينيها ثم تقول بترجي: يا رب صهيب يكون بخير.
سمعت قمر صوت فتح باب الغرفة و إغلاقه لتدخل الى الداخل و تجد صهيب امامها.
تظاهرت قمر باللامبالاة ثم نظرت الى صهيب بطرف عينها و تركته و ذهبت الى الحمام اما هو فلم يعطها اي ردة فعل وانما ذهب ليبدل ثيابه ليذهب الى الاجتماع الاخير ليعودوا بعدها الى الاسكندرية.
......
خرجت قمر من المرحاض لتجد صهيب يرتدي ساعته الثمينة بعد ان قام بارتداء بدلته ليبدو اشد وسامة من ذي قبل يا الهي ماهذا التعذيب.
قمر في سرها: لا كده كتير بجد.
صهيب دون ان ينظر لها : لو جاية معايا روحي البسي.
قمر ببرود: مش عايزة اجي.
صهيب : خلاص خليكي.
رفعت قمر حاجبيها ثم قالت: مانا هخليني عشان انا قولت اني مش جاية مش عشان انت قولت خليكي.
حك صهيب انفه بحركة خفيفة ثم نهض من مكانه و قال وهو يقف امام قمر : انتي عايزة ايه دلوقتي؟
قمر: مش عايزة حاجة.
صهيب: يبقى خليكي.
قمر: مانا هخليني عشان عايزة اخليني مش عشان انت قولت.
زفر صهيب ثم قال : متستفزنيش.
قمر: انا مش بستفزك انت اللي بتتعصب بسرعة.
امسك صهيب يد قمر ثم قال وهو ينظر الى عيونها : طب انتي خايفة ليه دلوقتي؟
ظلت قمر صامتة ليتركها هو ثم يخرج من الغرفة.
.....
دخلت قمر لتستحم ما ان خرج صهيب من الغرفة بينما في مكان آخر.
***في فيلا فارس***
فارس بضيق : مبعرفش اضفر الشعر انا.
شروق: لا بتعرف يلا ضفر شعري بقى.
فارس: اقولك على حاجة قصي شعرك انا بحب الشعر القصير.
التفتت شروق له ثم قالت وهي تضيق عينيها: وانت شوفت الشعر القصير فين عشان يعجبك.
فارس وهو يقرص وجنتها : كان في واحدة بتشتغل عندنا سلام عليها البت حلوة اوي.
نهضت شروق من مكانها ثم قذفت الوسادة على فارس و قالت بغضب : خلاص روحلها بقى.
ضحك فارس ليدق هاتفه في هذه اللحظة ليجيب هو عليه.
فارس: ايوة يا سيف.
سيف بقلق: سامر باعت واحد لصهيب و زمانه في شرم دلوقتي.
فارس بصدمة: نعم؟!
سيف: انا بتصل عليه من بدري بس هو مش بيرد.
فارس: طب اقفل وانا هكلمه.
شروق بقلق: في حاجة؟
ابتسم فارس ثم قال: لا متقلقيش.
ظل فارس يدق على هاتف صهيب ولكن ما من مجيب.
***في الفندق***
انتهت قمر من حمامها ثم خرجت لترتدي اسدالها لتصلي صلاة العشاء.
.....
كان صهيب يتحدث مع كريم ليقول الآخر : طب هات رقمه الجديد بقى.
وضع صهيب يده في جيبه ثم قال: شكلي نسيت التلفون في الاوضة فوق.
كريم: خلاص فكك بقى ابقى هاته بعدين خلينا نخلص الاول.
***في فيلا فارس***
فارس بهدوء: شروق اتصلي على قمر.
شروق بقلق : هو في حاجة؟
فارس كي لا يقلقها : لا حاجة مهمة تبع الشغل و عايز اقول لصهيب عليها بس تلفونها مقفول.
شروق: اوك
***في الجناح***
انهت قمر الصلاة لتنتبه بعدها ان هاتفها يدق في الغرفة الاخرى" الصالة"
خرجت قمر لتجيب على الهاتف لتجد رجل غريب يوجه المسدس نحوها.
تصنمت قمر في مكانها لتبتلع ريقها ثم تغلق عينيها بهدوء
ليضوي صوت الرصاص الأرجاء فجأة.
......
سقطت الصحون من يد سعاد ثم قالت بفزع : بتي!
ركضت نرجس الى المطبخ ثم قالت بقلق: في ايه يا سعاد؟
سعاد: بتي جرالها حاجة.
بدأت سعاد تبكي لتقول نرجس: انتي بتقولي ايه بس ان شاءالله قمر كويسة.
سعاد وهي تلكي بحرقة: لا يا نرجس البت مش كويسة...انا عايزة بنتي.
نرجس: ان شاءالله بخير اهدي وانا هروح اكلمها اهو اهدي بقى.
***في فيلا فارس***
شروق: مش بترد.
اغلق فارس عينيه ثم ظل يدق على هاتف صهيب لعله يجيب.
شروق بقلق : فارس بالله قولي في ايه؟
مسد فارس على شعرها ثم قال بهدوء : مفيش حاجة بس خليكي وراها لحد ما ترد.
***في الجناح***
فتحت عينيها على صوت صرخة قوية تقشعر لها الأبدان لتجد ذلك الرجل ملقى على الأرض و الدماء تنزف من يده آثار الرصاص و صهيب يضغط على يهده مكان الرصاص بقدمه.
كانت هيئة صهيب مرعبة بما تعنيه الكلمة من معنى فضغط على يد الرجل أكثر و قال بنبرة مرعبة: حظك الأسود وقعك مع اللي ميعرفش يعني ايه رحمة.
الرجل بتوسل : ابوس ايدك يا باشا انا آسف سامحني.
ضغط صهيب على يده اكثر ليصرخ الرجل طالباً النجدة بينما ركله صهيب بقدمه.
كانت قمر كأنها في حلم لا تقوى على الحراك ولا على الصراخ ولا حتى البكاء فقط كانت تشاهد ما يحدث بصدمة بينما صهيب كان يضرب الرجل بلا رحمة حتى تشوه الآخر بالكامل.
الرجل: ابوس ايدك يا باشا عندي عيال...كفاية ...ابوس اديك يا باشا.
نهض الرجل بتثاقل على ركبتيه ثم قال وهو يكاد يقبل يد صهيب : ابوس اديك عندي عيال صغيرين بالله عليك عشان عيالي ...عيالي يا باشا.
صفعه صهيب ثم قال بغضب : وانا مش هرحمك.
وجهه صهيب المسدس على رأس الرجل لتفيق قمر فجأة من صدمتها ثم تقول بفزع : صهيب لا.
ركضت قمر تجاه صهيب بسرعة ثم حركت يده للجهة الآخرى لتأتي الرصاصة في الجدار.
دخل كريم في تلك اللحظة مع رجال الأمن و رجال صهيب ليقوموا بأخذ الرجل خارج الغرفة بينما وقف كريم امام صهيب ثم قال: اهدى يا صهيب.
جاء رجل الأمن ثم قال لصهيب : خلاص يا صهيب بيه احنا هنتصرف معاه.
اخرج كريم منديل ثم اعطاه الى صهيب ليمسح الدم من يده و بعدها قال : انا هتصرف معاه اهدى انت بس.
صهيب بنبرة مرعبة: اعرفلي مين اللي باعته.
كريم : تمام.
خرج كريم من الغرفة و اغلق الباب خلفه ليلتفت صهيب بعدها الى قمر ويجدها جالسة على الأرض وضامة ركبتيها الى صدرها وواضعة وجهها بين ركبتيها.
اقترب صهيب من قمر ثم نزل ليكون بمستواها و قال بهدوء: قمر انتي كويسة؟
رفعت قمر رأسها ثم دفعت صهيب و نهضت من مكانها لينهض هو الاخر و يقول: عملك حاجة؟
بدأت قمر تبكي بشكل هستيري ثم قالت : ابعد عني.
صهيب : قمر اهدي.
قمر وهي تبكي : انت مش انسان ...ده ...ده كان بيتوسلك انك متموتهوش وانت كنت هتقتله بكل سهولة ...هو....هو انت معندكش مشاعر زينا؟.
توقفت قمر ثم تابعت بصوت اعلى : انا المتضررة و سامحته انا اللي كنت هموت و مع ذلك سامحته يا اخي ده الجبال كانت هتحس بيه و بتوسله...طب بلاش هو عياله اللي عمال يقول عليهم و خايف عليهم هو انت معندكش مشاعر زينا؟ معندكش قلب تحس بغيرك ولو حبة صغيرين؟
صهيب بهدوء : خلصتي؟
ظلت قمر تبكي ليبتسم هو بانكسار ثم يقول: انا فعلاً معنديش مشاعر... وانا فعلا مش انسان و مكنتش قبل كده انسان عارفة ليه؟
نزع صهيب قميصه فجأة لتجد قمر جسده مشوه بالكامل ثم يتابع هو بإنفعال:لأني ملقتش حد يديني المشاعر...اتحملت ذنب مش ذنبي لو مكنتش هنا كان زمان امي لسة عايشة....استحملت سبب موتها ابويا كان دايماً بيقولي اني انا السبب في كده... كان بيكرهني و بيحب يضربني على اتفه الأسباب....عارفة يعني ايه يبقى عندك ٢٥ سنة و ابوكي بيهينك و يمد ايده عليكي وانتي مش قادرة ترفعي عينك قدامه حتى؟ مش عشان بتحترميه بس عشان خايفة منه.
كنت عيل عندي سبع سنين بتذلل ليه انه ميكملش بس هو كان بيكمل ضرب لحد ما انزف قدامه...شبعني كره و قسوة بقيت لما بأذي حد بجبر نفسي اني استمتع عشان اثبت لنفسي اني مش ضعيف و اني قوي.
و عارفة التشوهات اللي على جسمي ديه؟ عمر ما فكرت اني اعمل عملية و تشيلها عشان افضل فاكر ان صلة القرابة ملهاش علاقة و ان سبب دمارك ممكن يجي من أقرب حد ليكي.
عيزاني بعد كل ده يكون عندي مشاعر؟ انا حتى مشوفتش امي عشان احس انها بتحبني ولو حبة صغيرين لأنها ماتت وهي بتولدني.
٢٠ سنة بتعامل من غير مشاعر كاره نفسي و كاره اللي حوليا بس لما شوفتك...لما شوفتك الوضع اختلف.
كنت عايزك لأني محتاجك....حسيت اني بحب لأول مرة في حياتي.
حسيت اني لو اتكسرت في يوم و جيتلك هتفضلي معايا و مش هتتخلي عني....حسيت انك هتكوني كل حاجة بالنسبة ليا.
كنت بحس بوجع في قلبي كل مرة بشوفك خايفة مني فيها.
مكنتش عارف ازاي اتعامل معاكي براحة ولا حتى عارف ازاي اقولك اني محتاجك ....انا محتاجك لأني بحبك.
كانت قمر تنظر له بصدمة...اكان يعاني من كل ذلك؟ اكان يعيش مع تلك الآلام لكل تلك السنوات؟
اقتربت قمر منه لتكون امامه مباشرةً و بدون اي مقدمات قامت بمعانقته.
عانقته بقوة وهي تبكي اما صهيب فكان يشعر بالغرابة بعض الشيء لا يعلم ماذا حدث تواً ولكنه شعر بالراحة في معانقة قمر له وكأن جبل الثلج الموجود على قلبه قد ذاب.
قمر وهي تبكي: انا آسفة بوعدك اني هفضل معاك يا صهيب مهما يحصل مش هسيبك...عشان انا كمان بحبك.
ابتعد صهيب عنها ثم قال وهو لا يصدق ما سمع: انتي ايه؟
قمر وهي تنظر الى عينيه: انا بحبك.
عانقت قمر صهيب مرة اخرى... عانقته متخلية عن شعورها بالخوف منه بل اصبحت خائفة عليه
لقد احبته دون ان تعرف ...لقد احبته عندما رأته من الداخل.
لقد بدى مختلفاً للغاية....لقد كان انساناً.
اجل و من منا ليس انساناً؟
جميع البشر يملكون قلوب من زجاج ...قلوب رقيقة مختبئة خلف
عاصفة من الحزن والالم ...جميع القلوب قادرة على التغير
فإذا كانت المعادن تلين الن تلين قلوب البشر؟
هي أيضاً ستلين عندما تجد من يحبها بصدق.
ولكن ما علينا فهمه ان ما نراه ليس كل شيء
وليس لأن حياة الإنسان مستقرة هذا يعني انه بخير من الداخل.
ليس هناك شخص سيء لأنه يريد ان يكون كذلك.
ولكن هناك شخص جيد لأنه يريد ذلك.
و في كل الاحوال رفقاً بجميع القلوب فأنت لا تعلم ما يوجد داخلها.
و ان سنحت لك الفرصة في تغير شخص ما...
فأفعل ذلك دون تردد.
***بعد مرور عام تقريباً***
استيقظت قمر من نومها لتكتشف ان صهيب ليس بجانبها فابتسمت ثم نهضت من مكانها لتذهب اليه فهي تعلم اين يذهب عندما يستيقظ من النوم.
دخلت قمر غرفة صغيرتها الجميلة"ملاك" لتجد صهيب يداعبها وهو يقول : مين ملاك بابا الصغير.
ضحكت ابنته لتعانقه قمر من الخلف ثم تقول : ايه اللي مصحيك دلوقتي؟
التفت صهيب لها ثم قال وهو يحمل صغيرته: ملاك.
ابتسمت قمر ثم قبلت ابنتها الصغيرة و قالت : انتي اللي مصحية بابا بليل كده؟
ظلت ملاك تقول كلمات غير مفهومة وهي تضحك ليقول صهيب: خلاص هتنام معانا.
قمر: ما بلاش.
صهيب : ليه يعني؟
قمر: اصلك بصراحة ممكن تدوس عليها وانت نايم.
ضحك صهيب ثم قال : لا متخافيش.
تثاءبت قمر ثم قالت: طب يلا عشان نعسانة.
***في الصباح التالي***
كانت قمر نائمة بجانب صهيب و رأسها مستند على كتفه كما تعودت دائماً بينما ملاكه الصغير نائمة على بطنه بعمق.
........
استيقظت قمر على شيء ما يوضع على وجهها و رائحته بشعة...اجل انها صغيرتها تريد تغير الحفاض.
فتحت قمر عينيها ثم قالت وهي تبعد صغيرتها عن انفها : كفاية يا صهيب هتخنق.
ابعد صهيب ملاك عن قمر ثم ظل يلعب بها و كأنها دمية صغيرة بينما اعتدلت قمر في جلستها و تربعت على الفراش.
صهيب وهو ممسك بيدين قمر و يفتحها و يغلقها كالدمى : يلا تعالي غيريلها.
ابتسمت قمر ثم قالت: طب قولي صباح الخير طاه.
ضحك صهيب لتمسك قمر قدم ملاك و صهيب يمسك يديها ثم يحركانها بشكل لطيف لتضحك ملاكهم الصغيرة .
نهضت قمر من مكانها ثم حملت ملاك و قالت: هتفطر الأول؟
نظر صهيب في ساعة الحائط ثم قال : تؤ لما نرجع من الصلاة تلاقي فارس و شروق وصلوا أساساً.
قمر: طيب الحق اجهز و أن شاء الله عقبال ما نرجعوا نكون حضرنا الفطار.
نهض صهيب من مكانه ليستحم بينما كانت قمر تبدل لملاك ملابسها.
.......
طرقت مروة باب الغرفة لتفتح قمر لها ثم تقول ببشاشة : صباح الخير يا مروة.
مروة: صباح الخير يا قمر...فارس بيه و شروق وصلوا.
قمر: اوك انا نازلة اهو.
خرجت مروة ثم اغلقت الباب ليخرج صهيب من المرحاض وهو يرتدي ثيابه لصلاة الجمعة.
صهيب : وصلوا؟
قمر : اه.
اقترب صهيب من قمر ثم قبل وجنتها بلطف و قال: يلا ننزل.
***في غرفة المعيشة***
كانت شروق تداعب ابنتها "لما" بينما فارس يحمل صغيرته الاخرى "لمار"
قمر: شوشو وحشتيني.
وضعت شروق ابنتها في العربة ثم نهضت لتعطي قمر ملاك الى صهيب كي تعانق ابنة خالتها التى تراها كل اسبوع.
قمر: وحشتيني اوي.
شروق: وانتي اكتر والله.
فارس بمرح لصهيب: وحشتني يا صهيب والله.
صهيب : بس انت موحشتنيش.
فارس وهو يقرص خد صهيب : يختي عليك يختي يختي لسة دبش.
زفر صهيب ليحمل فارس ملاك ثم يقول لها بمرح: والله يا بتي ربنا قدر و لطف انك مش طالعة لأبوكي.
ضحكت قمر ثم قالت: بس هي اخدت لون عنين صهيب.
فارس : الحمدلله انها جت على اد العين.
رفع فارس ملاك و ما كاد يداعبها الا انها عطست في وجهه.
فارس: مش هقول غير انك طالعة لخالتك.
اخذت شروق ملاك من فارس وهي تجاهد في كتم ضحكتها بينما قال صهيب: يلا عشان منتأخرش على الصلاة.
فارس: طب انا جعان طاه.
صهيب : لما نرجع بقى نفطر واهدى شوية هاه اهدى.
ودع فارس شروق بينما قبل صهيب رأس قمر ليذهبا بعدها الى صلاة الجمعة.
.........
كان الجميع جالس في غرفة المعيشة يتمازحون سوياً فكانت قمر جالسة على الأريكة بجانب صهيب و بجانبها شروق بينما فارس جالس على المقعد و عبد العال على الأريكة الاخرى و ملاك على قدمه و سعاد بجانبه اما نرجس فكانت تداعب لما و لمار لتكتمل تلك الجلسة بدخول ثريا و أمجد المفاجيء.
اغلق صهيب عينيه لبضع ثوان فقط ليستشعر فيها دفء تلك اللحظة فالله رزقه بقمر لتعوضه عن كل شيء سيء مر به ....لقد جعلته ينسى الماضي فهو قد مر اما المستقبل فهو بيد الله و نحن لا نملك سوى الحاضر لذلك فلنستمتع به قدر ما نشاء و لا ننسى ابداً ان الله يحبنا لذلك يختبرنا في الدنيا ..لأنه يريد منا دخول الجنة.
تمت و الحمدلله رواية :احببتها فتبت على يدها.
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
لعيونكم أجمل متابعين
روايات كامله من هنا 👇👇👇
رواية جميله في قلب الاسد كامله