![]() |
غدر الزين
البارت التاسع والعاشر بقلم مروه محمد
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
البارت التاسع
وصلا زين وخلود الي الفيلا وما ان اوقف زين السيارة حتي نزلت منها خلود مسرعه وصفعت باب السيارة بكل قوتها ركضت الي داخل الفيلا ...زفر زين حانقا بسبب صفعها للسيارة ومحاولتها قلب الوضع من مدانه الي مدينه فهو سوف يعاقبها علي وقفتها مع حازم ...دخلت خلود الي الفيلا لتجد ياسمين منتظرة لهم بوجه مبتسم لتسالهم كيف حال الحفله ولكنها اضطربت وتضايقت من اشكالهم الغاضبه ...اتجه زين ليصعد الدرج بعد ان القي علي امه التحيه ظنا منه ان خلود سوف تتبعه ...التفت ليجد ياسمين احتجزتها لتستفسر منها عن سبب غضبه ...نظر زين نظرة قسوة لخلود يهددها بها الا تتحدث مع امه كثيرا...اجلست ياسمين خلود لتسالها عن سوء مزاجهم فقالت
=خير ...ايه اللي حصل؟
بكت خلود وقالت
=..شهيرة...كانت موجوده في الحفله ...وهو ما شالش عينه من عليها.
زفر ياسمين حانقه وقالت
=وسيادتك ناويه علي ايه؟
نهضت خلود وقالت
=مبقاش انا خلود ...اما خليتها تنسي زين ...زين بتاعي لوحدي.
ابتسمت ياسمين ابتسامه نصر وقال
=هيا دي خلود مرات ابني ...ديما خليكي قويه ...يالا اطلعيله تصبحي علي خير.
صعدت خلود ودخلت الجناح وصفعت بابه متعمده مضايقته...كور زين يديه واخذ يضرب بها علي سطح الكومود حيث كان يجلس نصف جلسه علي الفراش ونظر لها بجمود ...هنا خلود استدركت الموقف وحاولت تغيير سياستها معه لان زين لا يجدي معه هذا الاسلوب ...ذهبت الي الفراش وجلست امامه وامسكت يديه برفق وحنان وقالت
=مقولتليش ليه ان شهيرة جايه الحفله النهارده؟
ازاح يديها من علي يديه ورد بغضب
=يهمك في ايه ...طالما حبيبب القلب كان موجود ...ولا مكنتيش عايزة تشوفيهم مع بعض؟
صدمت من رد هوتنهدت بغيظ ونفخت قائله
=تاني يا زين ...انا قلتلك ميت مرة حازم انتهي بالنسبه ليا...انت ليه مصمم تحاسبني علي اخطاء زمان؟
رد بصلابه قائلا
=لان المرة دي مسمعتش وبس ...انا شفتك يا هانم يا محترمه وانتي واقفه معاه ...ولا المرة دي هتكذبي وتنكرى كمان؟
ردت خلود بخوف وقالت
=لا والله مش زى ما انت فاهم...ده كان مفكر ان انا اللي حكيت لشهيرة عن علاقتنا زمان ...والله العظيم يا زين ان من قبل ما اوافق عليك وانا قاطعه علاقتي بيه .
شدد زين علي خصلات شعره بغيظ وقال
=علاقتكم ...وشهيرة عرفت منين علاقتكم ببعض ...انتي فضحتي نفسك وفضحتيني يا هانم؟
انتفضت خلود من جلستها وارفعت سبابتها وقالت
=لا لحد هنا وكفايه ...انا مش هروح اتكلم عن نفسي مع واحده كانت بتحب في جوزى ...وكمان بعد ما اتجوز عايزة ترجعه ليها.
امسكها زين من معصمها وقام برميه علي الفراش ووتحدث وهو فوقها وقال
=قلتلك ميت مرة متجبيش سيرتها ...شهيرة احسن منك ...عل الاقل لما حست بغيرة حازم اخدته وراحت بعيد عننا
دفعته خلود ليرتد الي الخلف ونهضت من علي الفراش وصرخت وقالت
=طبعا شهيرة بنت الحسب والنسب ...تيجي جمب خلود الصعلوكه ...بس احب افكرك في حاجه ان انا في الاخر مرات زين السرجاني مش هيا .
رد زين بكل جمود
=للاسف ...كانت غلطه ...وانا اللي بدفع تمنها.
زفرت خلود حانقه وقالت
=طب ليه تتعب نفسك وتدفع تمنها...الحل موجود ...نطلق وكل حاجه ترجع مكانها انا ارجع للزباله بتاعتي وشهيرة ترجعلك .
جذبها زين من يديها وقال
=قلتلك قبل كده ...اللي يدخل عرش الزين ميخرجش منه الا بالموت ...وانتي نصيبك من عرش هو الغدر وبس زى ما انتي بتغدرى بيا.
تركها ودخل الحمام ...جلست علي الاريكه تبكي وتلعن حظها علي كل شئ من بدايه معرفتها لحازم وغدره بها وزواجها من زين ومعاناتها معه وتحوله معها الذي كانت تتمني ان يتم الي الاخر لولا الحفله المشئومه وظهور حازم وشهيرة الذين نغصوا عليهم ليلتهم خرج زين من الحمام وابدل ملابسه وتوجه الي الفراش وهيا ما زالت بحالتها افاقت من شرودها علي منادته لها نظرت اليها وتحدثت برجاء قائله
=ممكن تخلي حد من الخدامين يجهزلي اوضه انام فيها
=رفع زين حاجبيه وقال
=ليه ان شاء الله
اغمضت عينها بنفاذ صبر وقالت
=حابه انام في اوضه لوحدي ...بصراحه انا مش مرتاحه علي الكنبه ...ومن التعب بقوم بليل وبنام علي السرير.
مطت زين شفتيه وقال
=ما تنامي علي السرير...طالما انا متكلمتش لما صحيت كام يوم لقيتك جمبي ...يبقا انا معنديش مانع
رد خلود ببرود وقالت
=بس انا بقا عندي مانع ...وانا اللي بضايق لما بصحي الاقي نفسي جمبك ...بتخنق .
هز زين راسه بغيظ وقال
=بتتخنقي ...طيب ايه رايك مفيش اوضه ومفيش كنبه ...هتنام جمبي علي السرير وغصبن عنك .
ضحكت خلود ضحكه ساخرة وقالت
=بتحلم ...تصبح علي خير ...انا داخله اخد شاور وهنام علي الكنبه ويارب اصحي الاقي نفسي علي الكنبه
اخذت خلود حمامها وابدلت ملابسها لتجده نائما حمدت ربها وتوجهت الي الاريكه لتنام وما الا دقيقه حتي انتفضت من نومتها بذعر وزين يحملها متوجها بها الي الفرش ويقذفها عليه مثل اللعبه ...انكمشت خلود علي نفسها من اثر الخضه وانارت اضاءة الكومود وقالت بخوف
=في ايه.
حاوطها زين علي الفراش قائلا بهدوء مخيف
=في اني قلت هتنامي علي السرير جمبي ...وانتي بردو مبتسمعيش الكلام ...يبقا اعمل اللي يخليكي تتخرصي.
شهقت خلود وابتلعت ريقها وامسكته من ذراعه وقالت برجاء
=لا يازين متعملش فيا حاجه غصبن عني ...وبعدين مش انت قلت ان انت بتقرفي مني ..فاكر يا زين .
تذكر زين كلامه وشرد به واستطاعت تغفيله وركضت علي الاريكه ليجد نفسه يقع علي وجهه في الفراش ...التفت اليها ليجدها تجلس علي الاريكه بتصميم .
ذهب لها وتحدث معها بهدوء وقال
=ماشي يا خلود ...اللي يريحك ...انا مش هاغصبك علي حاجه ...ممكن تقوم تقلعيني الساق عشان مش قادر اوطي .
ابتسمت خلود براحه وقامت تتوجه ناحيه الفراش ظنا منها انا زين سيلحق بها ولكنها صدمت علي صوت تحطيم بالخلف التفت لتجد زين يحطم في الاريكه بكل قوته قائلا
=شفتي بقا لما زين يعوز حاجه بتحصل ولا لا ؟
شهقت خلود ووضعت يده علي فمه قائلا
=انت مجنون.
توجه اليها وحملها علي كتفيه ووضعها في الفراش بكل رفق ومال عليها وقال
=انا كنت مجنون ...بس انتي بعمايلك السوده زودتي جناني ...ارجوكي نامي وريحيني من الليله دي .
ابعدت خلود نفسها الي الطرف الاخر من الفراش واعطته ظهرها ...ليقترب منها ويلفها بين زراعيه وياخذ بين احضانه قائلا بكل تملك
=انا اللي اقول خلود تنام فين وازاي ...تصبحي علي خير
في الصباح تململت خلود في نومها لتجد حاجزا كبيرا يقبض عليها كمن يقبض علي اسييره لكي لا يهرب ...اغمضت عينيها وفتحتهم ببطء ونظرت الي زين كثيرا تفكر في احداث الايام السابقه وتحوله المستمر من الجنون الي الحنان ثم الرجوع الي القسوة والجنون مرة اخرى لتشعر بالتخبط ...لقد استنفذت كل حيلها معه وكان تتمني ان يبقي علي حالته الجيده ولكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن ...لعنت حظها السئ معه وتسللت من بين احضانه بصعوبه وتوجهت الي الحمام لتغتسل وتجهز له حمامه ....خرجت خلود من الحمام وجدته يجلس نصف جلسه علي سريره ينظر لها بقسوة معلنا الحرب ...حاولت التهرب منه فقالت مسرعه
=الحمام جاهز ..اتفضل .
ثم استطردت قائله
=اول ما تخرج من الحمام هتلاقي هدومك وفطارك وقهوتك جاهزين ...انا هرجع افطر في المطبخ تاني ..عن اذنك
ولم تمهله فرصه للرد وخرجت مسرعه وصفعت الباب ورائها ...اغتاظ زين من اسلوبها ...لان هذا الاسلوب لا يجدي معه ..كان يود ان يهبط للمطبخ ويسحبها من شعرها ليعلمها ان مثل هذه الطريقه لا تتناسب معه ...ولكن مهلا فهو مشغول وعليه الاسراع بالذهاب الي الشركه لاتمام اعماله ...وفي المساء سيعاقبها باريحيه .
في شركه حازم
امضي حازم ليلته الماضيه بصعوبه بعد ما اوصل شهيرة الي فيلته وتركها وذهب الي شقته القديمه حتي لا يحتك بشهيرة بعد اخر مواجهه بينهم بحفل امس ...لم يستطع حازم النوم ففي الصباح ذهب الي الشركه مبكرا وظل يتصل بالموظف المختص ليساله عن شهيرة حضرت ام لا ...تاخرت شهيرة كثيرا واخيرا وصلت وعلمت انه يريدها في مكتبه ...طرقت شهيرة باب مكتبه ودخلت وما ان رائها حتي انتفض من مكانه قائلا بصوت عالي
=اتاخرتي ليه النهارده؟
ردت بكل برود
=اسال نفسك ...من امتي وانا بجي الشركه لوحدي ؟سيادتك سيبتيني بعد ما وصلتيني امبارح والله اعلم روحت فين .
لوى شفتيه وقال
=هروح فين يعني ...روحت شقتي القديمه ..بدل ما احاسبك علي عمايلك في الحفله مع حبيب القلب .
رفعت شهيرة حاجبها قائله
=قبل ما تحاسبني حاسب نفسك.
زفر حازم حانقا وقال
=شهيرة الكلام ده قبل ما اخطبك ...طب ليه انا مسالتكيش علي علاقتك بزين قبل ما اخطبك؟
جحظت شهيرة عينها وقالت
=علاقتي ؟ انت مفكر كل الناس زيك ...انا كنت خطيبته يا محترم .
نظر لها حازم بجمود وقال
=اعتبريني كمان كنت خاطبها .
هزت شهيرة راسها وقالت
=بقي كده يا حازم ...طيب هعتبر ده ما ضي ...الحساب بقي هيبتدي من ساعه الحفله ...ولهفتك اول ما شفتها.
حازم ينفاذ صبر
=ياشهيرة انا استغربت وجودها ...لا اكتر ولا اقل...وبعدين ازاي تسمحي لنفسك تسمعي كلام منها عني ؟
ابتسمت شهيرة بسخريخ وقالت
=ياريت كنت سمعت منها علي الاقل كنت عرفت الم الموضوع ...الموضوع اللي الكل يعرفه ...انا بس اللي مغفله كنت مفكراك بتحبني.
امسك حازم يديها وتحدث بهدوء
=شهيرة والله العظيم بحبك ...وعمرت ما حبيت غيرك ...بعترف اني عشان اوصلك استخدمتها ...بس مكنتش عارف ان هدفع تمن غلطي
ثم قبل يديها وقال
=ارجوكي يا شهيرة سامحيني ...وانسي اللي فات ..اوعي تسيبيني انا ممكن اموت من غيرك
شعرت شهيرة بالتخبط في مشاعرها فهيا تريد ان تصدق حازم ولكن لعنه ماضيه تؤثر عليها ...هدات قليلا وعزمت امرها ان تعطيه فرصه اخرى في علاقتهم فقالت
=ماشي يا حازم ...انا هدي فرصه تاني لعلاقتنا ..بس ارحوك حاول متضغطش عليا في الفترة الجايه ...سيبني انا اللي لخد القرار ...لا انت ولا بابا
ارتاح حازم لقرار شهيره رغم انه كان يشوبه القليل من القلق ولكن ما باليد حيله فهي شهيرة حب العمر عليه ان يضحي من اجل سعادتها.
في الفيلا
قضت خلود يومها بالمطبخ الي ان جاءت ياسمين من النادي وبحثت عنها حتي في جناحها فلم تجدت زفرت ياسمين حانقا فاين ذهبت خلود الي ان رات احدي الخادمات فسالتها عنها واجابت انها بالمطبخ لوت ياسمين شفتيها فكيف لزوجه زين السرجاني ان تدخل المطبخ اضطرت الي ان تذهب لها لتوبخها علي هذه الفعله ...كانت خلود تقف في المطبخ شعرها اشعث وملابسها مبعثرة استاءت ياسمين لمنظرها وظلت تنظر لها باشمئزاز وخلود غافله عنها حتي جاءت ياسمين وجدت كوب من الماء فقذفته في وجه خلود لتفوق من هذه الحاليه المذريه لها ...شهقت خلود من الماء وجحظت عينها ونظرت الي ياسمين قائله
=ايد ده ...في ايه ...ليه حضرتك عملتي كده؟
تقدمت اليها ياسمين وربعت ذراعيها بغيظ وقالت
=كنت بفوقك يا حبيبتي ...لما مرات زين السرجاني تقف في المطبخ ...يبقا له الحق انه يرجع يبص لشهيرة.
بكت خلود لحديث ياسمين وقالت
=يبص انا خلاص زهقت ويأست كمان ...اصلا وجودي بالنسبه ليه زى عدمه ...انا مجرد واحده بيطلع فيها غضبه .
نظرت لها ياسمين باستهزاء وقالت
=صحيح انا اللي غلطانه ...بس ملحوقه من بكره هدور علي غيرك ...ما هو انا مش هسمح لبنت شرف ترجع هنا تاني...
ثم نظرت لها بخبث وقالت
=طالما انتي بتتنازلي عن حقك فيه لغيرك ...يا خسارة يا خلود كنت هساعدك عشان توصلي لقلبه خاصه بعد ما لمحت لمعه عيونه .
اندهشت خلود لكلامها وركضت وراءه وامسكتها من يدها وقالت
=تقصدي ايه
ابتسمت ياسمين بسخريه وقالت
=اقصد اني كام اعرف ابني من نظرة عيونه.
اغمضت خلود عينيها بيأس وقالت
=وحضرتك عرفتي ايه؟
ردت ياسمين بحماس وقالت
=اعرف كتير ...بس انتي اللي مش عايزة تفهمي ...يبقا خلاص ذمبك علي جمبك.
تشيثت خلود بذراعها بلهفه وقالت
=خلاص انا هعمل كل اللي حضرتك تقولي عليه.
ازالت ياسمين يد خلود من علي يديها وقالت بعنجهيه
=ما كان من الاول ... عموما هديلك فرصه تانيه ...اطلع البسي حاجه عدله بدل القرف ده وتعالي نقعد في الصالون فاته علي وصول .
هزت خلود راسها بالايجاب وركضت الي جناحها وابدلت ملابسها وهبطت الي الصالون تجلس مع ياسمين لينتظروا زين...جاء زين وماان سمعته صوته حتي رفرف قلبها من الفرحه وكادت تركض لاستقباله الا ان ياسمين اوقفتهاواشارت لها لتهدا ...ارادت خلود الا تسمع كلامها وتسمع كلام قلبها الا انها سمعته يحادث شهيرة علي الهاتف ليعتذر لها عن عدم اتمام الحفل امس ...انهارت خلود علي اقرب مقعد وانتظرت ياسمين دخوله بهدوء لتكمل خطتها ...انهي اتصاله ودخل الي بهو الفيلا وتفاجئ بوجودهم ...لاحظ زين خلود وهيا تفرك بيديها فايقن انها سمعته فاستمتع وفرح من داخله
القي علي والدته التحيه واتجه ليصعد جناحه الا ان ياسمين اوقفته قائله
=تعالي يا زين اقعد معانا انا عايزاك.
توجه زين ناحيتهم ونظر الي خلود وجدها منكوسه الراس جلس زين ورفع راسه لوالدته قائلا
=خير يا امي ...خلود زعلتك كالعاده في حاجه ؟
هزت ياسمين راسها يمينا ويسارا بالرفض وقالت
=بالعكس ...انتي اللي زعلتيني.
رفع زين حاجبيه وقال
=زعلتك حضرتك في ايه .
وضعت ياسمين ساق فوق ساق وارجعت ظهرها للخلف وقالت
=انا صحيح مكنتش موافقه علي جوازتك من خلود ...وكان في خلافات بيني وبينها ...بس خلاص الخلافات انتهت ...متجيش انت كمان وتتخانق معاها وكل الناس تعرف ان زين السرجاني مش مستقر في جوازه.
نهض زين من مكانه وقال بقسوة
=امي من فضلك ...سبق وقلت لحضرتك متدخليش في حياتي ...وان كان علي الناس انا بس الوحيد اللي هقدر اسكتهم ...مش الهانم دي اللي هتيجي علي اخر الزمن تخرصني ...عن اذنك.
توجه زين الي جناحه ...وازدادت خلود في البكاء وتعالت شهقاتها وقالت
=شفتي ...مش انا قلتلك ...مهما عملت انا ولا غيرى ...عمره ما هيتغير
ابتسم ياسمين بسخريه وقالت
=ده انتي عبيطه اوى ...انتي لو كنتي مش مهمه كان فاتوا لم الموضوع وانا قاعده ...زين عايز يصالحك بس باسلوبه وبطريقته ...وهنا بقا الكورة في ملعبك يا حلوة ...اطلعي وراه ...وعلي فكرة هما خمس دقايق لو مطلعتيش هتلقيه بيصرخ زى الطور الهايج
وصدقت ياسمين ما ان التفتت خلود لتصعد الدرج حتي سمعت صوت زين يصرخ باسمها فاجتازت درجات السلم بسرعه رهيبه ووصلت اليه قائله بفزع
=نعم يا زين؟
اشار الي الجناح بعينيه وقال
ادخلي.
دخلت خلود تنتفض من الخوف ليكسر شئ اخر بالجناح وما ان دخلت حتي جذبها واسندها علي الحيطه محاوطا لها بذراعيه بغضب قائلا
=انا مش قلت قبل كده اي حاجه تحصل بينا ممنوع حد يعرفها؟
هزت خلود راسها بخوف وقالت
=اااه ...بس هيا عرفت لوحدها ...عرفت اننا متخانقين بس ...بس متعرفش سبب الخناقه.
اقترب زين منها وقال بخبث
=طب وهو احنا متخانقين يا خلود ؟
فرجت خلود شفتيها وققالت ببلاهه
=ااه ...لااا...يوووه ...معرفش
وابعدته للخلف وخرجت من بين ذراعيه وذهبت الي الشرفه فجاءها زين بان امسكها من خصرها واسند ذقنه علي كتفها وازاح خصلات شعرها خلف اذنها وهمس في اذنها قائلا
=هوايه اللي متعرفيهوش بالظبط...قولي وانا اعرفه لك ...متتكسفيش مني انا برضه جوزك.
التفت خلود الي زين تستفسرقائله
=عايزة اعرف انتي عايز ايه مني ايه بالظبط ؟
تركها زين ورجع الي الخلف خطوتين ونظر لها نظرة رغبه وشوق ثم ابتسم بسخريه قائلا
=عايزك تحضرلي هدومي علي بال ما اخد شاور عشان عاوز انام...جعان نوم ...وخصوصا في حضنك.
ترك ودلف الحمام ...وضعت خلود يدها علي راسها التي كادت ان تنفجر بالغيظ من زين وتوجهت الي غرفه الملابس ...تود ان تمزق ملابسه او تحرقهم مثل ما احرق ملابسها ...ظلت تبحث عن بيجامه مريحه له تذكرت انها بعثتهم في الصباح الي الغسيل ...فاخذت تبحث في الاطقم الفرديه فوجدت بنطالا قطنيا ناعما ...ثم بحثت في الكنزات واثناء بحثها وجدت مالا يخطر علي بالها يوما ما ...وجدت كنزتها الفيروزيه التي ذهبت بها يوما ما الي الشركه وفي ذات اليوم دخلت غرفه زين لتهديه بوكيه من الورد تهنئه بسلامه رجوعه ...وانه نظر لها نظرات لئيمه كادت ان تطيح به بسببها ..كادت ترجعها مكانها ولكن تذكرت كلام ياسمين ان الكرة اصبحت بملعبها فلمعت فكرة شيطانيه خبيثه براسها وكادت ان تفعلها لولا انها سمعته يخرج من الحمام فاختبات خلف باب الجناح...خرج زين وتفاجئ بعدم وجودها فزفر حانقا وتوعد لها ان يهبط ليحضرها الي الجناح فقد ظن انها هربت منه لكي لا تنام معه ...دخل زين غرفه الملابس وارتدي ملابسه وما ان خرج حتي صدم من مظهر خلود فقد ارتدي الكنزة الفيروزيه وفردت شعرها كما يحب ان يراه ...ابتلع ريقه وقال بصوت مبحوح
=ايه ده ...اشتريتيها امتي دي ...لا وايه جبتي واحده شبه اللي اتحرقت بالظبط.
تقدمت خلود بابتسامه استمتاع ورفعت حاجبيها وقالت
=بس هيا متحرقتش في وسط الهدوم اللي حرقتها يا زين.
رد عليها زين بشئ من الاستعباط وقال
=اها ...طب كويس انك مجبتهاش قبل ما احرقلك هدومك ...كنت حرقتها هيا كمان.
ابتسمت خلود بخبث وقالت
=بس انا بعت البلوزة دي مع كل هدومي هنا في الفيلا ...اللي قولي يا زين انتي ليه جبت هدوم تانيه غير هدومي.
اخطا زين ورد بسرعه قائلا
=لاني شفت كل هدومك ومعجبنيش ذوقك.
اطلقت خلود ضحك رنانه وقالت
=شوفي ازاي ...زين السرجاني معجبوش هدومي ...الا البلوزة الفيروزى ...فاحتفظ بيها في وسط هدومه ....تا تا تا.
زفر زين حانقا وقال
=خلووود.
اقتربت منه خلود وقالت
=عيون خلود ...انا اسفه ...هيا البلوزة دي اللي وحشه حست انها هتتحرق ....قامت هوووووب جريت استخبت منك جوه هدومك.
شدد زين علي شعره من الغيظ وقال
=ايوه يا خلود ..انتي لما بعتي هدومك انا دورت عليها لاني كنت عارف انك اكيد هتجبيها لان شكلها كان جديد ...وحطيتها جوه هدومي عشان سيادتك متلبسيهاش
لوت خلود شفتيها بيأس وقالت
=مفيش فايده فيك ...عمرك ما هتقدر تتنازل غن غرورك ولو لمرة واحده وتقول كل اللي في قلبك.
زفر زين حانقا وقال
=انتي عايزة ايه يا خلود بالظبط؟
تنهدت خلود وقالت
=عايزك تقول كل اللي في قلبك.
اعطاها ظهره وقال
=مفيش حاجه عشان اقولها .
اخفضت خلود راسها وقالت
=يعني ده اخر ما عندك ؟
رد بجمود وقال
=اه ...ده كل واخر اللي عندي .
بكت خلود وشهقت كثيرا وقالت من بين شهقاتها
=انا مبقتش قادرة استحمل انا من يوم ما اتجوزتك وانت بتعاملني زى الكورة ترفعني لسابع سما وترميني لسابع ارض انت فعلا قلتها كلمه اللي يدخل عرش الزين ما يخرجش منها الا بالموت ...انا هموت نفسي عشان ارتاح واريحك مني .
اضطرب زين والتفت وراءه بسرعه ليجدها تفتح باب الشرفه لترمي نفسها منها ...اسرع زين اليها وجذبها واسندها علي حافه الباب يصرخ في وجهها قائلا
=انتي مجنونه؟
رد من بين دموعها
=ايوه مجنونه.
رد عليها زين بعنف قائلا
=طب جنان بجنان بقا ...مش هسيبك النهارده.
حملها زين علي كتفيه ورماها علي السرير وهيا ترتعش وتبلع ريقها وتقول بتوتر
=هتعمل ايه يا زين ؟
كان رد زين عليها عبارة عن قبله عاصفه اجتاحت كل كيانها وجعلتها تستجيب له لتتوه في بحار عشقه غير قادرة علي الاقلاع منها للتنفس .
البارت العاشر
اجتاح زين كيان خلود بقبله عاصفه كسرت كل القيود فقد استجابت له خلود استجابه كامله ولم تمنعه من فعل اي شئ بها ولكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن ...افاق زين بضغطه اصابعها خلف راسه تريد التنفس فاعطاها واعطي لنفسه مساحه للتنفس وظل يتاملها بدقه ويتمناها بقلبه زوجه له بينما عقله يرفضها وبشده جراء ما قامت به من افعال ظل يبحث عن كلام ليحدثها به ليخرج من تحت تاثيرها عليه فتلعثم قائلا
=عايزة تعرفي انا كنت هعمل ايه؟
همهمت وهي مغيبه قائله
=امممممم...عارفه.
اغمض زين عينيه واعتدل في جلسته علي الفراش وابتعد عنها قائلا
=للاسف انتي متعرفيش حاجه ...متعرفيش انه مينفعش يحصل حاجه بينا ...في الوقت الحالي.
قطبت خلود جبينها ونهضت من الفراش قائله
=ليه ...هو انت عندك حاجه تمنع ؟ولا انتي مش عايزني اصلا.
نهض من الفراش وذهب باتجاه الشرفه ليغلقها واعطاها ظهره قائلا
=لازم لما يحصل حاجه زى دي لانا ولا انتي نندم عليها بعد.كده..بالنسبه لي انا مش هندم ...مش هيفرق بالنسبه ليا اصلا ...المشكله عندك انتي ...لازم لما يحصل حاجه زى دي تكوني متاكده ان حياتك بعدها هتمشي في اتجاه يسعدك مش يسببلك التعاسه .
جزت خلود علي اسنانها بغيظ وقالت
=لا وعلي ايه لا اندم ولا انت تندم يا زين باشا ...بالناقص من دي علاقه ...اوعي تفكر اني راميه نفسي عليك ...لا دي تهيؤات في دماغ سيادتك ...وعشان اثبتلك كده ...افسم بالله ما انا بايته في قلب الجناح ...ولو عملت اللي عملته قبل كده ...ساعتها مش هنتحر ...لا انا هحطلك سم في الاكل عشان اخلص منك
ثم اتجهت الي الباب وفتحته والتفت له قائله
=تصبح علي خير يا زين باشا ...يالا مبتحبش تندم ولا تخلي غيرك يندم يا حونين .
وخرجت وصفعت الباب ورائها ...وضع زين يده علي راسه مستغربا لاقولها وافعالها كيف تجراءت لفعل وقول ذلك وكيف صمت علي هذا ...ولكنه استدرك انه المخطأ فقد طعنها في كرامتها ...كان يخاف عليها ان تندم يوما في معاشرته كان يريدها ان تعطيه اغلي ما تملك وهيا بنفس راضيه وليس تحت تأثير الغيرة من اخرى او من لحظه ضعف منها كان يريدها في قوتها وليس ضعفها...ولكن ماذا يفعل هيا ما زالت صغيرة وطائشه فيها تصغره بعشر سنوات ...بالنسبه لها فرق السن صغير اما بالنسبه له كبير فهو يتحمل المسؤليه وهي في العاشرة من عمره فعقله اكبر منها بمراحل ...لم يجد زين حل لهذه الليله الا ان يتركها علي راحتها وبالفعل تركها ونام واستيقظ ليجد ملابسه محضره وحمامه كذلك...وبعد خروجه من الحمام وجد ايضا فطوره وقهوته وكل شئ كانها كان تنام معه ...كان يود ان يراها ليخفف حده التوتر بينهم قبل ذهابه الي الشركه لكن لم تعطيه الفرصه لذلك فظلت في المطبخ الا ان رحل.
ذهب زين الي الشركه ودخل مكتبه ليجد اسر في انتظاره ليطلعه علي امر السفر الي المانيا فطلب زين من اسر السفر لان مده السفر طويله لزين فهي شهرين كاملين ولكن اسر تحجج انه لديه اعمال وظل يبخ السم في اذن زين ليجبر خليفه علي السفر بحجه ان خليفه لا يفعل شئ مهم في الشركه وعليه ان يظهر في الصورة ولو لمرة واحده فوافق زين واستدعي خليفه للتحدث في ذلك الامر ...هنا وصل اسر الي مبتغاه وهو ابعاد خليفه ليلعب لعبته الكبرى مع زين وينهي امر خلود
دخل خليفه حجرة زين واستاذن اسر لكي لا يفضح امره انه له يد في سفر خليفه...تحدث زين مع خليفه في ضرورة السفر لمتابعه سير الصفقه في المانيا قائلا
=انت اللي هتسافر يا خليفه المرة دي ولوحدك .
لوى خليفه شفتيه وقال
=ليه انا ...انا واحد مراته حامل ...وبعدين ما تسفر اسر ...ما هو فاضي ...وبعدين ليه اسافر لوحدي ...اخد نهي معايا ...مش انت كنت مبتثقش فيا ايه اللي جد ؟
رد زين بجمود فائلا
=ليه انت لان انت اساسا مبتعملش حاجه ...وان كان علي مراتك احنا موجدين معاها او تجيب مامتها تقعد معاها عمي مش راضي تروح تقعد هيا عند مامتها ...واسر كفايه عليه شال الشركه علي اكتافه ايام الحادثه ...موضوع بقا نهي تيجي معاك ده مرفوض علشان صحتها حتي لو الدكتور سمح بالسفر انا مش هسمح انا عايزاك تتفرغ للصفقه عشان تنجح ...انا لو اقدر كنت سافرت ومتحوجتش ليك .
فرج خليفه شفتيه وقال
=لو تقدر ...ليه انت تعبان.
هز زين راسه بمرارة وقال
=للاسف باخد دوا يركزلي الاعصاب ولو ماخدتوش في ظرف اسبوع ممكن يجيلي شلل في الاعصاب ...ولو سافرت انت عارف هنسي نفسي هناك ...انا حاطه هنا في درج مكتبي ...عشان محدش يعرف اني باخده ...وعشان منسهوش .
كان اسر يتابعهم من خلال شاشه اللاب توب بمكتبه حيث انه منذ فترة تعب زين وهو يزرع كاميرات بمكتب زين ..ارجع اسر ظهرة الي الخلف وشبك اصابعه وابتسم وقال.
=اخيرا عرفت انت بتبلبع ايه يا زين ....هههههه كنت مفكراك بتاخد مقوى جنسي ...دوا لتركيز الاعصاب ...نبدله بدوا يشل الاعصاب ...وتتتشل وخليفه يسافر شهرين وانا اقضي علي الشركه ...بس لسه خلوووود لازم اشوف ليها صرفه ...وهنروح بعيد ليه هتصل انا بالخدامه واشوف اخر الاخبار ايه مع خوخه الشقيه .
اتصل اسر بالخادمه التابعه له في فيلا زين يسالها عن احوال خلود بالفيلا فقال
=ايوه ايه الاخبار عندك؟
رد بصوت هامس
=كله تمام يا اسر بيه ...الست خلود اتخانقت مع زين باشا امبارح ونامت في اوضته القديمه...حتي النهارده الصبح مشفوش بعض.
ابتسم اسر ابتسامه نصر وقال
تمام جهزى نفسك عشان هديك حاجه تحطيها في فطار زين باشا .
لوت الخادمه ومصمصت شفتيها وقالت
=فطار ...فطار ايه يا اسر بيه ...الست خلود مبتخليش حد يحط ايده في اكل زين باشا ده ملكيه خاصه ليها .
عندما سمع اسر هذا الخبر لمعت في عقله فكرة شيطانيه فقال
=تمام ...حلو اوى ...يبقا تدخلي الجناح وسيادتها في المطبخ وتحطي ازازه دوا في وسط هدومها .
فزعت الخادمه مما قالت ورد عليه خائفه
=لا يا اسر بيه انا حدودي المطبخ اقف اساعدها ...انا بكلمك الوقتي وهيا في الجناح ...وبعدين دي بتسك باب الجناح ...ومنعانا حتي ندخل ننضفه.
زفر اسر حانقا
=الظاهر اني هقطع عيشك طالما بقيتي كارت محروق .
شردت الخادمه في مشهد لخلود وهي تتناول عقار مسكن فتراءت لها الفكرة وردت عليه مسرعه وقالت.
=لا يا اسر بيه انا معايا الكارت اللي يقش...الست خلود بتاخد دوا مسكن وحطاه هنا في درج المطبخ ...عشان زين بيه ميعرفش انها تعبانه.
تملكت الفرحه قلب اسر وقال لها
=يبقا تقابليني في اليوم اللي هحدده تاخدي الدوا اللي معايا تحطيه بدل اللي عندك ...مفهوم.
تمايلت الخادمه بدلع وقالت
=مفهوم بس بشرط ...وانا باخد الدواع بتاعك ...اخد تمن العمليه دي .
لعنها اسر وقال
=ماشي يا بنت الكل.......هديلك
ابتسمت الخادمه بفرحه وقالت
=تمام يا اسر بيه.
واغلقت الخادمه اتصالها وكانت في الحديقه الخلفيه للقصر معني ذلك انها كذبت علي اسر بتواجدها في المطبخ.
رجع خليفه الي الفيلا وصعد الي نهي وجدها نائمه وما ان اشتمت رائحته ففاقت من نومتها وقالت
=خليفه جت بدرى ليه النهارده
توتر خليفه ورد قائلا
=نهي هقولك علي حاجه ومتزعليش مني ...انا هسافر المانيا لمده شهرين.
جحظت نهي عينيها وقالت
=طب اجي معاك يا خليفه.
اشاح خليفه بوجهه للجانب الاخر وقال
مش هينفع يا نهي عشان حملك .
نهضت نهي من فراشها بعصبيه وقالت
=مش هينفع ...لكن اللي ينفع انك تسيبني شهرين وتسافر.
اخذ خليفه بين احضانه وربت علي ظهرها قائلا
=متزعليش يا نهي ...غصبن عني ...انتي عارفه ظروف زين وده شغلنا برضه ..وبعدين مش هسيبك لوحدك هجيب شهيرة تقعد معاكي.
خرجت نهي من بين احضانه وقالت
=شهيرة مش هترضي يا خليفه ...لاني بغبائى حكيت لها علي علاقه حازم بخلود.
لطم خليفه علي وجهه وقال
=نهارك اسود ..عارفه لو زين عرف هيعمل فيكي ايه ...وربنا ليعلقك ومش هيهموا انك حامل .
زفرت نهي حانقه وقالت
=يووووه يا خليفه ..اهو اللي حصل بقا ...مين بقا اللي هيقعد معايا دلوقتي ؟
لوى خليفه شفتيه وقال
=مفيش غير حل واحد ...انك تروحي تقعدي معاهم هناك ...بس هقصلك لسانك قبل ما تروحي ...دول شهرين ...يا خوفي يا بدران لتلبخي الدنيا.
ضحكت نهي علي مرح زوجها وحضنته وقالت
=متخافش يا روح نهي ...هقولهم الحمل بلع لساني.
سافر خليفه المانيا بعد ان اودع نهي عند امها السيده تفيده ...وبدا اسر في تنفيذ خطته من اليوم التالي لسفر خليفه ...ذهب الي الشركه مبكرا وافرغ محتويات علبه الدواء الخاصه بزين ووضع في العلبه عقار يسبب شلل في الاعصاب ...مر اسبوع لم يطرا جديدا علي علاقه زين وخلود الا تاني ليله هجرته فيها وكانت ذاهبه في اتجاه غرفته القديمه فسحبها الي جناحه ووضع يده علي فمها لكي لا تصيح قائلا
=بطلي شغل الصغيريين ده يا خلود ...الست المحترمه تنام مع جوزها
ازاحت يدها من علي فمه وابعدته عنها ومشت بدلع امامه قائله
=انا مش صغيرة ...انا كبيرة ...انت بس اللي مش واخد بالك.
سحبها بين احضانه وامسكها باحكام قائلا
=ومين قالك اني مش واخد بالي؟
تملصت من ذراعيه وقالت
=انت اللي قلت واتكبرت عليا كمان ...بس اوعدك انا هيجي اليوم اللي انا اللي هكبر عليك ...وساعتها انت اللي هتندم مش انا.
اقترب منها وشم رائحتها وتعمق بها ليوترها قائلا
=امممم...وانا اوعدك ان اليوم ده مش هيجي ...ولو حصل عايزك تكوني متاكده ان زين مبيندمش علي حاجه انتي اللي ممكن تندمي ساعتها.
زفرت خلود حانقا وقالت
=انت جرجرتيني ليه علي هنا ...عايز مني ايه ...اظن مش مقصرة معاك في حاجه.
حملها زين الي الفراش ووضعها برقه وقبلها من جبينها وتسطح بجوارها واخذها بين احضانه قائلا
=عايزك جمبي علي طول ...حتي لو في يوم حسيتي اني كارهك ...عايزك قويه زى ما اتعرفت عليكي اول يوم اوعي تتهزى حتي لو كان بسببي انا.
بعد مرور عشر ايام لم يطرا احداث كثيرة الا المعتاد والتزام خلود بواجباتها تجاه زين من اكل وقهوة حتي النوم ظلت تنام بجواره لكي لا تزعجه الا ان جاء يوم غير حياتهم من السعاده الي التعاسه وهو يوم ظهور اعراض شلل الاعصاب علي زين اثر تناوله العقار الذي يضعه له اسر ...في هذا اليوم استيقظ زين مبكرا يشعر بصداع يغزو راسه من مقدمتها الي مؤخرتها استيقظت خلود علي تبرمه وتصببه للعرق تحسسته قائلا
=زين...مالك انت سخن ...عينيك حمره كده ليه وبتترعش كمان.
اجابها زين بوهن قائلا
=انا كويس ...الصداع هيفرتك دماغي ...هدخل اخد حمامي وابقا كويس
نهضت خلود من مكانها وقالت
=لا خليك ..ثواني وهروح اجبلك مسكن ...وبلاش تروح الشركه النهارده.
هبطت خلود مسرعه الي المطبخ لتاخذ علبه الدواء لتعطي منها زين...راتها الخادمه وسرعان ما اتصلت باسر لتعلمه انها اخذت العقار الي الجناح لتعطيه لزين لااحساسه بالصداع...تاكد اسر انها لن ترجعه مرة اخرى الي المطبخ ...وهذا سوف يصعب عليه امر تبديله ...وليكن الذي يقوم بتبديله في المطبخ يبدله في الجناح ...لان وقتها ستكون خلود منشغله بزين في المستشفي...صعدت خلود الي زين لتعطيه الدواء قائله
=خد يا زين ...ده مسكن حلو اوى للالم ...هيريحك خالص ...وهيهديك كان مفيش الم
قال زين من بين تعبه
=لحقتي تشتريه؟
تلعثمت خلود وقالت
=لا ...انا حطاه في المطبخ تحت ...عشان كنت باخد منه لما ركبتي كانت بتوجعني.
ضحك زين بتعب وقال
=طول عمرك قويه حتي في تعبك خايفه تظهريه ليا ...انتي متمرده
ربتت خلود علي رجل زين وقالت
تمردي عليك بسبب كبريائك.
مرت ساعات واسترد زين بعض من عافيته ونهض من الفراش ليغتسل ويذهب الي الشركه رغم رفض خلود لذلك الا انه كان مصمم لاحساسه انه نسي ان ياخد الدواء بالامس فليذهب لياخذه لانه متاكد ان هذه اعراض نقص الدواء في جسمه ...ذهب زين الي الشركه واول شئ فعله هو فتح درج المكتب الخاص به واخذ حبه الدواء وبدلا من ان ياخذ واحده اخذ اثنين لتعويض حبه امس ...بعد مرور ساعه نهض زين لكي يحضر ملف ولكن سرعان ما احس بنفسه كالهلام وسقط علي الارض مغشيا عليه كل هذا تحت ابصار اسر عبر شاشه اللاب توب تركه مغشيا عليه لمده ساعه حتي ولو تم اسعافه يكون الامل ضعيف وبالاخير نهض الي غرفه زين وجده مسطح علي الارض رفعه وتصنع الحزن واخذ يصرخ عليه الا ان جاء العاملين بالشركه وشاهدواهذا المنظر وهرعوا لطلب الاسعاف وارساله سريعا الي المشفي...اتصل كل من باهر وهلا بخلود ليعلموها بالخبر الذي فزعت منه كثيرا وظلت تصرخ وتنادي عليه
خرجت خلود من الفيلا مسرعه ولكن تذكرت انها لا تعلم باي مستشفي هو اتصلت بوالدها واجابها ان الذي اخذه هو اسر وهو الوحيد الذي يعلم باي مشفي يوجد زين...في هذه اللحظه جاءت ياسمين الي الفيلا وجدت خلود في حاله مرزيه وقصت خلود عليها كل ما حدث اتصلت ياسمين علي اسر الذي سرعان ما اعلمها باسم المشفي لكي ينفذ تخطيطه مع الخادمه في الفيلا...وصلت خلود وياسمين الي المستشفي بسرعه ...ركضت خلود الي حين يجلس اسر ووضعت يدها علي الباب المجاور له لكي تفتحه امسكها اسر وضغط كثيرا عليى يدها ونظر لها نظره ثاقبه وقال
=اسف ...ممنوع الدخول يا خلود...زين تعبان قوى.
نفضت خلود يدها من تحت يده باشمئزاز وقالت
=ملكش فيه ...وبعدين متقوليش خلود من غير القاب ...انت مش دكتور عشان تمنعني.
رفع اسر حاجبه وابتسم بسخريه قائلا
=طب مش تسالي الاول انا منعتك ليه تدخلي لي؟
تدخلت ياسمين وقالت
=قولي ان يا اسر .
ظهرت مشاعر الاستياء المصطنعه علي وجه اسر وقال
=للاسف يا مدام ياسمين ...حاله زين مطمنش ...منتظرين نتيجه الاشاعات والتحاليل بس الدكتور بيقول مش مطمن.
شهقت ياسمين ووضعت يدها علي صدرها وقالت
=يعني ايه مش مطمن ...خلود هو مش نازل الشغل كويس ..ايه اللي جراله.
لم يسمح لها اسر بالاجابه ورد قائلا
=اه والله كان كويس ...هو بقاله فترة بيقولي في ناس جديده دخلت حياتي بقت دخلتها شؤم عليا
ثم نظر نظرة خبيثه الي خلود وقال
=عن اذنك يا مدام ياسمين مضطر اروح مشوارين الاول الشركه عشان الموظفين اطمنهم والتاني البيت هغير هدومي ...بعد اذن حضرتك.
خرج اسر من المستشفي بعد ان بخ السم باذن ياسمين تجاه خلود التي ظلت تنظر لها نظرات استعطاف الا تصدق اسر ...ذهب اسر الي الشارع الخلفي للفيلا واتصل علي الخادمه لتأتيه بالدواء وبالفعل هرعت الي جناح زين واخذت علبه الدواء ...وصلت الي اسر لتجده يتحدث اليها بلغه أامره
=هاتي الدوا
وضعت الخادمه يدها في وسطها وقالت
=لا يا اسر بيه ...ادفعلي وانا اديهولك.
مسح اسر علي وجهه من الغيظ قائلا
=واذا قلتلك لا
تغنجت وقالت
=انت حر انت محتاجلي يبقا هتدفعلي.
هز اسر راسه بغضب وقال
=هدفع بس لوحد حس بيكي سيرتي متجيش لان لو سيرتي جت علي لسانك هقتلك بايديا دول
تسربت مشاعر الخوف الي الخادمه وقالت
=ها لا يا اسر بيه ودي تيجي ...لو حتي عرفوا اننا هو انا هبله اقول عليك ...انا مجرباك قبل كده يا اسر بيه ..اديني بس فلوس علشان لو خرجت من هنا اعرف ادبر امورى.
افرغ اسر محتويات العقار واوضع مكانه العقار المصبب للشلل واعطاها المال ورحل لينفذ مخططه التاني ..وصل اسر الي المستشفي وبحث عن خلود وياسمين...اخبرته الممرضه ان المريض فاق واستدعي اهله لرؤيتهم ...سألها عن نتيجه التحاليل والاشعه اجابته ان يسال الطبيب المختص ...ذهب اسر الي الطبيب المختص ورحب به وساله عن نتيجه التحاليل اجابه الطبيب قائلا
=للاسف ...التحاليل مبينه ان زين بياخد عقار غير العقار اللي اتوصف ليه ...عقار بيشل الاعصاب مش بيقوى الاعصاب ...زين كان فاضله شهرين ومكنش هيحتاج للعقار ده ...بس للاسف رجعنا لنقطه الصفر ...زين بقي عنده شلل يمنعه من الحركه لمده شهرين...ويا عالم بعد الشهرين هيبقي كويس ولا لا...حمد اسر ربه انه تدخل في الوقت المناسب واعطاه العقار المشل قبل مرور الشهرين ..وجه انظاره للطبيب مستفسراوقال
=انت هتقوله علي نتيجه التحاليل دي
رد الطبيب بتاكيدوقال
=لازم يعرف اومال هيتعالج ازاي احنا هنضطر نديله حقن تعمله شبه غيبوبه عشان يسترد اعصابه ..ولازم قبل العلاج يبعد عن اي مؤثرات.
...ابتسم اسر لما سمعه وقال
=تمام يا دكتور...بس هنضيف علي نتيجه التحاليل حاجه بسيطه ...احنا مش هنقول انه اخد عقار غلط...لا احنا هنقوله انت اخدت العقار ...بس اخدت عقار مضاد شل الاعصاب عندك ...هيقولك ازاي مباخدش غيره ...تقوم انت تقوله العقار باين في التحليل انك كنت بتاخد بنسب متفاوته وده معناه انه بيتحطلك في الاكل ...بس اخر جرعه كانت كبيرة.
فتح الطبيب عينيه بقوة وكانه جالس امام الشيطان بنفسه حتي انه كان لديه فضول لمعرفه مدي استفاده اسر من هذا الامر...فتحدث قائلا
=طب وانت هتستفاد ايه من اللفه دي كلها؟
رد اسر بسماجه قائلا
=هستفاد كتير ...واللي هستفاد يخصني لوحدي ...ممنوع حد يسالني.
اغتاظ الطبيب من رد اسروقال
=طب انا بقه هستفاد ايه؟
ابتسم زين بسخريه وقال
=المبلغ اللي تحدده والمرة دي اكبر من مبلغ المرة اللي فاتت.
ابتلع الطبيب ريقه لتذكره ما فعله عندما اخبر شرف بضعف زين الجنسي ليقوم شرف بفسخ خطوبه شهيرة من زين وكل هذا من تخطيط الشيطان اسر...اضطر الطبيب بالموافقه لانه بصرف النظر عن المبلغ فهو يخاف من تفكير اسر الشيطاني علي نفسه وعلي مستقبله
في غرفه زين بالمستشفي دخلت خلود وياسمين ليجدو مسطح علي السرير وما ان رائهم حتي اراد ان ينهض هرعت اليه خلود ووضعت المخدات وراء ظهره واجلست نصف جلسه ونظر اليهم قائلا
=اقعدوا ...اطمنوا ...انا بخير مجرد ارهاق بس.
ردت خلود بدموعها قائله
=لا انت تعبان ...ومن الصبح كمان ...قلتلك متروحش الشركه انت عنيد .
زفر حانقا وقال
=امي ...في الفترة اللي بتقعدي فيها مع خلود ...ليه مبتقوليلش ليها اني مش من النوع اللي بقبل او بقتنع بكلام حد؟
ربتت ياسمين علي يده بحنان وقالت
=هبقي اقولها ...هيا بس كانت خايفه عليك ..وكلامها طلع صح اهو.
نظر زين الي خلود نظرة خاطفه ثم قال
=خلود ...متعيطيش من فضلك ...انا ممتش.
كفكفت دموعها وقالت
=طب مش هتروح بقا ...انا مبحبش اشوفك تعبان ...انت متخنقتش من النومه دي؟
هز زين راسه بثقه وقال
=الدكتور زمانه علي وصول ...واكيد هيكتبلي علي خروج ..بطلي قلق بقهي من فضلك.
هنا دخل الطبيب ليطلع زين علي نتيجه التحاليل المزورة بينما ظل اسر خارج الغرفه منتظرا مأساه زين ...نظر الطبيب الي ياسمين وخلود وتوتر أيخبره بالنتيجه امامهم ام لاولكن زين قطع عليه التفكير قائلا
=اتفضل يا دكتور ...قولي النتيجه دي امي ودي زوجتي.
اضطربت خلود من نظرات الطبيب لها وقررت ان تخرج فقالت
=لا انا هخرج ..كده كده مبفهمش في التحاليل والحاجات دي كلها.
قاطعها الطبيب قائلا
=مدام ممكن متمشيش ...لان نتيجه التحاليل مبينه شئ مهم.
قطبت خلود جبيبنها وقالت
=اوكيه ..اتفضل قول.
نظر الطبيب واخفض راسه قائلا
=للاسف حضرتك بقي عندك شلل مؤقت في الاعصاب نتيجه عقار مضاد بيتاخد بنسب متفاوته من شهر ومكنش بيبان لانه بيتحطلك في الاكل.
شهقت خلود بفزع وقالت
=ازاي في الاكل ..انا اللي بعمل الاكل بايدي لزين..
نظر الطبيب اليها باسف وقال
=دي نتيجه التحاليل ...الشلل ظهر بعد اخذ اخر جرعه لانها كانت سيك مش محطوطه في الاكل
نظرت خلود الي الطبيب ببلاهه قائله
=انا مش فاهمه حاجه.
قاطعها زين ونظر الي الطبيب قائلا
=تلات اساله عايز اجابتهم
=هخرج امتي من هنا؟
=فترة علاجي قد ايه ؟
=هرجع زى ما كنت ولا لا؟
اجابه الطبيب
=حضرتك لو حابب تكمل علاجك في البيت مفيش مشاكل ...العلاج علي شكل حقن بتعملك غيبوبات عشان الاعصاب ترجع زى ما كانت...والعلاج لمده شهرين ...من بدايه العلاج ممنوع اي مؤثرات حسيه او بصريه زى الموبايل والتي في والاغاني وممنوع المنبهات العصبيه ...ممنوع ارهاق المخ بالشغل ...بعد فترة العلاج اللي قلت عليها بنسبه 90% هترجع زى الاول لدرجه اننا هنستغني عن العلاج اللي كنا بناخده قبل كده...عن اذن حضرتك هكتبلك علي اذن الخروج.
خرج الطبيب وخلود في حاله ذهول كامله اما ياسمين فاتصلت علي الحارس الشخصي لديها قائله
=ايوه تدخل حالا تفتش لي اوض الخدامين كلها ولما ارجع تكتبلي تقرير عن كل محتويات كل اوضه وخاصه بمين.
ابتسم زين بسخريه وقال
=وتفتكرى انا معرفتش دلوقتي مين الخدامه اللي عملت كده؟
هرعت اليه خلود بدموعها وقالت
=قولي يا زين هيا مين وانا ادفنهالك حيه.
تنهد زين ونظر لخلود نظرة حقد وقال
=مش مهم تعرفي هيا مين ...المهم تعرفي حاجه واحده ...ان زين السرجاني حتي لو اتشل هيفضل زى ما هو...امي بعد اذنك اندهيلي اسر يساعدني عشان اروح.
نادت ياسمين اسر لمساعده زين الذي ما ان راي خلود بحالتها المزريه ابتسم لهاابشماته ...اوصلهم اسر الي الفيلا وطلب زين من اسر ليصعده الي جناحه بمفردهم ورفض صعود خلود وياسمين ...دخل من باب الجناح وبحث زين بأعينه عن الدواء واشار الي اسر لياخذ العقار الي الطبيب ليحلله ...لكي يبعد اسر الشبهه عن نفسه اتصل بالمعمل امام زين لياتي موظف لديهم لاخذ العقار من يد زين ليحلله ويطلع زين علي نتيجه التحليل بعد غد ...استاذن اسر من زين الذي طلب منه مباشرة اعمال الشركه لحين الانتهاء من عمل توكيل لاسر بادارة اعمال الشركه ...وبالفعل استدعي زين المحامي لعمل توكيلين الاول لطلاق خلود والثاني توكيل لاسر لادارة اعمال الشركه اثناء فترة علاجه.
في المساء صعدت خلود الي جناحي زين وما ان رائها حتي قال