أخر الاخبار

غدر الزين البارت الحادي عشر حتي البارت الخامس عشر بقلم مروه محمد كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

غدر الزين 

البارت الحادي عشر حتي البارت الخامس عشر 

بقلم مروه محمد

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات 

طلبت ياسمين من المحامي ان يمر عليها بعد الانتهاء من حديثه مع زين واخذت خلود وتوجهت الي حجرة المكتب وقذفتها علي الاريكه الموجوده بالمكتب ..وحاصرتها بذراعيها مما اخاف خلود لتقتلها...جزت ياسمين علي اسنانها وقالت


=انتي مجنونه...انتي عايزاه يطلقك ؟بتستفزيه ليه افهم.


اغمضت خلود عينيها ووضعت يدها علي وجهها وبكت وقالت من بين شهقاتها


=كده كده كان هيطلقني ...قلت لما استفزه واعرفه اني هبقي لغيره يمكن يحتفظ بيا وميطلقنيش عشان يكمل عقابه ليا.


زفرت ياسمين حانقا وابتعدت عنها قائله


=انتي عمرك ما هتقدرى تفهميه ...ابني زين عشان ميضعفش قدامك كان هيطلقك غيابي...وانا كنت هلم الموضوع بس انتي وصلتيه لمرحله انه كان هيطلقك في ثانيه.


هنا طرق الباب الحارس الشخصي لياسمين ليطلعها علي امر تفتيش غرف الخادمات تفحصت ياسمين ما بيده بدقه وجلست وتحدثت بهدوء قائله


=انت لقيت حاجه؟


هز راسه بخضوع


قبضت ياسمين علي يديها وظل صدرها يعلو ويهبط من التوتر قائله


طب لقيت ايه؟


توجه الحارس ووضع رزمه من المال علي سطح المكتب وبدا في التحدث ولكن قاطعته خلود وقالت


=لقيت الفلوس دي في اوضه مين؟


امسكتها ياسمين من معصمها ونظرت لها بقوة وقالت


=انا هنا اللي اسأل .مالك ملهوفه علي الفلوس كده ليه ...تكونيش عايزة تلزقيهم لحد؟


ذهلت خلود من اتهام ياسمين وقالت


=انا ...انتي كمان بتتهميني ..ليه محدش فيكم عايز يصدقني؟


زفرت ياسمين حانقه وقالت


=قلت تخرصي يعني تخرصي...وتطلعي تترزعي في اوضه زين القديمه ومسمعش ليكي صوت.. ثم وجهت انظارها الي الحارس بتكبر وقالت


=.وانت عجبك المشهد ...انطق قول لقيتهم في اوضه مين.


انتظر الحارس خروج خلود واخفض راسه وقال


=في اوضه سميره مديرة المطبخ.


هزت ياسمين راسها وقالت


=تمام عايزة كاميرات المراقبه حالا .


هز راسه بطاعه وذهب ليحضر كاميرات المراقبه وبذلك الوقت كان ياسمين بحاله من التوتر الي ان جاء الحارس وقال


=اتفضلي يا مدام ياسمين.


اطلعت ياسمين علي فيديو الكاميرات وتاكدت انه في يوم دخول زين الي المستشفي خرجت سميره من الفيلا وعادت بعد ربع ساعه بنفس الرزمه التي امامها ...زفرت ياسمين حانقا ورات انه لابد ان تهاتف خليفه لتعلمه بكل الاحداث ...وبعد ان علم خليفه بالامر قرر الرجوع الي مصر ولكن ياسمين منعته بحزم قائله


=انا مش بحكيلك عشان انت كمان تضيع الشغل انا بحكيلك وبسألك انت شايف قرار اخوك ان اسر يمسك الشركه ده صح ولا غلط.


رد عليها خليفه بقلق وقال


=اسر مين ياماما؟انتي نسيتي كلام شهيرة انه هو اللي دبر حادث زين ...وبعدين يا ماما العيار اللي ميصيبش يدوش ...ولازم حد يمسك الشركه يكون من العيله.


فهمت ياسمين ما يرمي اليه خليفه في امر احد من العيله فردت بهدوء وقالت


=وتفتكر مين يا خليفه من العيله يقدر يقوم بالدور ده؟


رد خليفه بسرعه البرق قلائلا


=عمي شرف طبعا.


قاطعته ياسمين قائله


=علي جثتي ...فاهم ...علي جثتي يا خليفه؟


تابعت حديثها بعصبيه قائله


=لا شرف ولا بنته ولا حازم.


زفر خليفه حانقا وقال


=طب مين من العيله ينفع طيب؟


قالت ياسمين باصرار قاطع


=خلود يا خليفه ...وانت اللي هتساعدها ...خلود مهما ان كان شايله اسم العيله ...ومراته عشان لما يقوم بالسلامه يعرف انها هيا اللي دافعت عن الشركه في غيابه.خصوصا اني اتاكدت ان ملهاش ذنب في موضوع الدوا.


اندهش خليفه لقرار والدته وقال


=خلود!خلود ازاي يا ماما؟خلود لسه صغيرة...وبعدين هو طلقها خلاص ...وفرضا لما يفوق هيهد الدنيا فوق دماغنا لو عرف بس انها نزلت الشركه.


لاول مرة تتنازل ياسمين عن تمردها وقالت لخليفه برجاء


=ارجوك يا خليفه افهمني ...زين بيحب خلود ...انا متأكده كفايه اني اخيرا لقيت لمعه الحب في عينيه لما بيبص ليها ...وانا اتاكدت من برائتها علي فكرة ...ولو طلعت قلتله الوقتي مش هيصدقني ...انا عايزه اقوله وهو واقف علي رجليه ...وساعتها هيسامحني اني نزلتها الشركه ...وبعدين انا هلغي توكيل الطلاق وهلغي التوكيل بتاع اسر .. وهعملها توكيل بادارة نسبتي في الشركه ...وانت مهمتك تبقا في تواصل مع خلود وتعرفها كل حاجه ...اينعم هيا صغيرة ...بس عجينه طريه تقدر تتشكل علي كيفنا ...وكفايه عندي كمان انها بتحبه ومستعده تبقا خدامه تحت رجليه...فهمتيني يا خليفه؟


اضطر خليفه للامتثال الي قرار والدته مستبشرا فيه الخير لانه هو الاخر راي سعاده زين عندما ظهرت براءه خلود من الصفقه الاخيرة وايضا هو لا يرحب باسر لادارة اعمال الشركه.


انهت ياسمين اتصالها مع خليفه وتوجهت الي غرفه سميره للنيل منها..دخلت عليها بدون ان تطرق الباب ووجدتها تبحث عن رزمه المال ...قذفت ياسمين رزمه المال امام الخادمه وقالت


=كنت متوقعه ان انتي ...السؤال بقا انت وراكي مين؟


فزعت الخادمه من ياسمين ومعرفتها للسر وكادت ان تقول كله شئ ولكنها تذكرت تحذيرات اسر وتذكرت ما فعله باختها من ذي قبل وقتله لها فاضطربت وقالت


=ايوه انا ياستي ...غصبن عني والله مش بايدي ...بس ما اقدرش اقولك مين اللي خلاني اعمل كده ...اسجنيني اهون عليا بدل ما يقتلني زى ما قتل اختي.


كادت ياسمين ان تفتك بيها لولا طرق الباب لخادمه اخرى لتعلمها ان المحامي ينتظرها بغرفه المكتب...خرجت ياسمين من غرفه الخادمه واغلقتها عليها بالمفتاح لتعاود استدراكها مرة اخرى وذهبت الي حجرة المكتب.


ابتسمت ياسمين الي المحامي بسماجه فهو من احد جواسيس ياسمين علي شرف وحازم قالت


=مبدئيا كده يا متر التوكيلات دي طالما لسه متوثقتش يبقا حلها الوحيد الحرق كانها متعملتش اساسا..


قطب المحامي جبيبنه وقال


تتحرق ...ازاي يا مدام ياسمين؟


نهضت من علي كرسي المكتب واستدارت حول المكتب وقالت


=طيب هقولها ليك بطريقه اسهل...توكيل اسر هنحرقه وانا هعمل توكيل لخلود السرجاني وانا همضي عليه وهجيبلك توكيل من خليفه. لخلود برضه علشان تدير نسبتي ونسبه خليفه في الشركه ودي نسبه اكبر من نسبه زين..التوكيل التاني بتاع الطلاق معدلوش لزمه ...لان خلود هتفضل خلود السرجاني وهيا اللي هدير اعمال الشركه اثناء مرض زين.


رفع المحامي راسه بفزع علي تفكيرات ياسمين الشيطانيه وقال


=بس لما زين باشا يفوق هيخرب بيتي.


اسرعت ياسمين بمد شيك له وقالت


=طب ومع المبلغ المحترم ده برضه هتخاف من زين؟


امسك المحامي الشيك بايدي مرتعشه ووافق بدون النظر اليه لانه يعلم جبروت ياسمين وان لم يوافق سوف تلفق له اي تهمه وتقصيه من هذه المهنه فاستسلم وقال


=انا تحت امرك يا مدام ياسمين.


ادركت ياسمين مدي خوف المحامي فابتسمت بسخريه وقالت


=طيب الوقتي حالا تحرق بايدك توكيل الطلاق...وتوكيل اسر وتطلع ورقه توكيلات من معاك همضيلك عليها وتتوثق وخليفه هيبعتلك توكيل عن طريق الفاكس ... وادي امضتي


ارتعدت اوصاله وقام بكل ما امرته به ياسمين واعطاها التوكيل ونهض من مكانه ...اخذت التوكيل من يده وابتسمت ابتسامه نصر وقالت


=برافو عليكي يا متر ...كده تعجبني ...هتعجبني اكتر لما تاخد عيلتك وتمشي من البلد ...طالما خايف من زين...والمبلغ اللي معاك يعيشك كويس.


انهت ياسمين اجتماعها مع المحامي وتوجهت الي الخادمه للنيل منها ومعرفه من الذي يريد ايذاء زين لا طالما اعترفت الخادمه ان خلود ليس لها يد في ذ لك...فتحت ياسمين غرفه الخادمه بالمفتاح وتفاجئت بعدم وجودها وعدم وجود ملابسها ولا المال صرخت ياسمين حول كل الخدم ...وجاءت بالكاميرات ,,,فوجدت ان الخادمه رمت نفسها من شباك الغرفه ومشت بمنتهي الثبات وخرجت من الفيلا كانها ذاهبه لشراء مستلزمات للفيلا ...ضربت ياسمين بيدها علي سطح المكتب وزفرت حانقا لانها كان تريد ان تعرف من هو الجاني علي ابنها لتثبت براءة خلود اكثر ...ذهبت الخادمه وذهب معها السر وخشيت ان تهاتف اسر ليشك انها فضحت امره فيقتلها ...هدات ياسمين نوعا ما وتماسكت وصعدت الي خلود في غرفه زين القديمه لتجدها منكمشه علي نفسها تذرف الالاف من الدموع ...دخلت ياسمين واغلقت الباب عليهما ...في هذه اللحظه اتاها اتصال من خليفه لفتح الانترنيت لكي يتواصل مع خلود ...فتحت ياسمين شاشه الحاسوب وجلست بجوار خلود لكي تستمع لقرارات خليفه..فتح الاتصال وتنحنح خليفه حتي ترفع خلود راسها لتسمعه


=ازيك يا خلود ...رغم ان شكلك يغني عن السؤال ...انا وامي عارفين انك بريئه ...كمان متاكدين انك مش حابه تتطلقي ...احنا لغينا توكيل الطلاق .


ابتسمت خلود من بين دموعها عندما سمعت بالغاء قرار الطلاق وردت قائله


=بجد ؟ انا مش عارفه اشكركم ازاي ..جميلكوا ده دين في رقبتي ...انا مش عايزة حاجه غير ان افضل مراته حتي لو هو مفكر انه طلقني .


قاطعها خليفه قائلا


=علي سيرة الدين اللي في رقبتك ...احنا كده عملنا معاكي جميله ولازم ترديها ...بانك هتنزلي الشركه تشتغلي وتحت عينيا وياويلك يا ظلام ليلك ...الغلطه المرة دي مش بطلاق ...زين لما جه يطلقك حطلك مبلغ محترم قصاد الطلاق ...المرة دي الغلط عندي انا هيبقا قانوني بسجنك في اي قضيه وساعتها هيرجع توكيل الطلاق وكانك مطلقه من اللحظه دي.


اغمضت خلود عينيه وابتسمت بمرارة قائله


=انزل اشتغل في الشركه ازاي وانا معرفش عنها حاجه ...وبعدين تفتكر يا خليفه انا بقه عندي استعداد لاي غلط ...كفايه اني مبغلطش وفي موضع اتهاماته ديما.


رد عليها خليفه بصرامه قائلا


=لما ياسمين هانم امي تختارك يبقا هتقدرى غصبن عنك ...وبعدين ده اختبار ليكي ...وممنوع تاخدي اي قرار من غير ما ترجعيلي ...ده امر مش بناخد رايك فيه.


تفاجئت خلود من تغير شخصيه خليفه معها وردت باستسلام وخضوع وقالت


=حاضر يا خليفه ...انا تحت امركم...بس لما يقوم بالسلامه ويعرف ...هيعمل معايا ايه ...انا تعبت وعايزة اهرب وفي نفس الوقت مش عايزة ابعد عنه.


ظهرت مشاعر الارتياح علي وجه الخليفه لانه تاكد ان خلود تعشق زين فابتسم ابتسامه خفيفه وقال


=لما يقوم زين بالسلامه ...انا هتكلم معاه ...المهم دلوقتي انا عايزك تثبتي للكل اللي في الشركه انك نازله بامر من زين مش احنا اللي منزلينك.


نظرت خلود الي ياسمين القابعه بصمت بجوارها وهزت لها ياسمين راسها لترد علي خليفه فقالت


=حاضر يا خليفه ...اوعدك انت وطنط ياسمين اني هكون عند حسن ظنكم ...في الشركه وهنا في البيت ...لغايه ما يقوم زين بالف سلامه.


اغلقت ياسمين جهاز التواصل وطلبت من خلود ان تنام لكي تبدا عملها غدا في الشركه فغدا يوم شاق للغايه عليها وعلي الجميع .


مرت ساعات علي موعد نوم كل من بالفيلا ولكن بالنسبه لخلود فكانت من اصعب الليالي عليها فهي بعدت عن احضانه فقد تعودت في الفترة الاخيرة ان لا مكان لها في النوم الا بجواره ...لمعت في راسها فكرة ان تذهب الي جناحه وتنام هناك حتي لو نامت جالسه لتملي عينها منه ولكنها كانت تخاف من ثورته الجامحه عليها ..مهلا لقد تذكرت امر العقار والحقن التي بدا ياخذها والتي تذهبه في غيبوبات فلا باس بوجودها معه في الليل والرحيل عنه في الصباح ...تسللت خلود الي جناح زين المظلم ومشت علي اطراف اصابعها كاتمه لانفاسها بيدها وبالرغم من ظلام الجناح الا انه خصلات شعر زين كانت تلمع في الظلام ...وصلت الي الفراش وجدته مسطح ساكنا لا يظهر منه الا انفاسه وقطرات عرقه علي وجهه ...بدات تتحسس بشرته الخشنه باصابعه وتمسح له عرقه المتصبب من وجهه وعنقه...وبدات تهمس اليه بنعومه قائله


=سبق وقلتلى ان مكاني هيفضل هنا مهما قسيت عليا ...وانا اخترت ان ده يكون مكاني ...انا عمرى ما هسيبك ابدا حتي لودي رغبتك .


وضعت اصابع يديها علي جفونه المغمضه وقالت


=انا عمرى ماأنسي حاجه قالها الزين ابدا


بالرغم ان زين كان قابعا في غيبوبته الاانه كان يتخيلها كطيف جالس امامه وهمساتها ايضا كانت عبارة عن فراشات تداعب اذنه


اقتربت خلود منه اكثر وقبلت جبيبنه وهمست بداخل اذنه قائله


=انا هعيش وهموت وانا مرات زين السرجاني.


انتظمت انفاس زين ووقف التعرق كانه كان ينتظر ليسمع هذه الكلمات من خلود لكي يرتاح في هذه الغيبوبه.


نامت خلود بجوار زين واستيقظت علي فتح ياسمين عليهم الجناح باقتحام ...اخذت ياسمين خلود من جانب زين وسحبتها الي غرفته وقالت


=ايه اللي انت هببتيه ده.


ابتلعت خلود ريقها بتوتر وقالت


=مقدرتش مبقاش جمبه.


ابتسمت ياسمين بسخريه وقالت


=مقدرتيش ...اومال هتعملي ايه يا هانم دول شهرين ...مكنتش مفكره انك ضعيفه .


تذكرت خلود كلام زين لها انه يريدها قويه دائماوزفرت حانقه وقالت


=علي فكرة انا قويه ...واللي انا في ده مش ضعف ...ده حقي اشوفه وقت ما انا عايزه.


نظرت لها ياسمين باحتقار وقالت


=حق مين يا هانم ...انا هنا اللي اقول مين له الحق ولا لا.


اغمضت خلود عينيها بمرارة وفتحتهم واستعطفت ياسمين في الحديث وقالت


=حاضر ...بس عشان خاطرى خليني اكون جمبه بالليل ...زين محتاج حد جمبه بليل .


اشاحت ياسمين بوجهها للجانب الاخر وقالت


=طيب ...بليل بس وباذني ...ودلوقتي اتفضلي انا بعت جبتلك هدوم للشركه ...ومش ضرورى افكرك انك تبقي محترمه في تعاملاتك هناك.


هزت خلود راسها بحزن وقالت


=اطمني حضرتك ...خلود بتاعت زمان انتهت خلاص ...واتولدت خلود جديده.


ارتدت خلود ملابسها وهبطت لتجد ياسمين تنتظرها ...اتت الممرضه اليهم لكي تشرف علي علاج زين ...وما ان راتها خلود حتي صعقت من منظرها


تحدثت الي ياسمين قائله


=ازاي دي هتشرف علي علاج زين؟


نظرت لها ياسمين نظرة استمتاع وقالت


=ايه بتغيرى؟


ضربت خلود الارض برجليها قائله


=علي جثتي لو


اشارت اليها ياسمين لتصمت وسالت الممرضه وقالت


=احنا مطلبناش ممرضات احنا طلبنا ممرض راجل وانا فهمت الدكتور كده.


استغربت الممرضه من حديثها وقالت


=ازاي يا مدام انا كان عندي شغل في مكان تاني ...اتصل بيا الدكتور أغير مسار ...لان حد من عيلتكم رافض شغل الممرض وعايزين ممرضه.

تسمرت ياسمين من ردها وقالت


=جايز يكون غلط ...اتفضلي حضرتك ...انا معايا رقم الممرض هتصل عليه يرجع الشغل تاني.


خرجت الممرضه وجلست خلود امام ياسمين وقالت


=مين اللي طلب ممرضه وبالشكل الاوفر ده.


=اتصلي بالدكتور خليني نعرف.


ابتسمت ياسمين بسخريه وقالت


=وتفتكرى الدكتور هيقولي ...طبعا رده هيكون ده مكنش اتصال بيا شخصيا ده كان اتصال بادارة المستشفي ...ولو طلبت من ادارة المستشفي تشوف لي الرقم هيقولوا رقم مجهول.


امسكت ياسمين يد خلود واوقفتها قائله


=خلود احنا بيتلعب بينا لعبه كبيرة اوى ...بدات بالخدامه اللي حطت الدوا لزين وكان هتخلص بالممرضه دي ...وفي النص التحليل الغلط ...انا هتصل بممرض قريبي ثقه ...ان شاء الله تعدي الفترة دي علي خير...المهم دلوقتي لما توصلي الشركه تكوني رافعه راسك اوعي تهزك حاجه فاهماني


هزت خلود راسها بتفهم الي ياسمين وعزمت امرها ان تثبت لنفسها وللجميع انها قادرة علي استرجاع ثقه زين بها.


وصلت خلود الي الشركه وتفاجئت باسر يقف في بهو صاله الشركه جامعا الموظفين حوله يتحدث اليهم قائلا


=طبعا كلنا شفنا اللي حصل لزين باشا اخر مرة كان هنا في الشركه ...للاسف زين باشا مش هيقدر ينزل يشتغل لمده شهرين علشان علاجه ...وفوضني انا باداره امور المجموعه


ذهلت خلود مما سمعته من اعطاه الحق لذلك ...هيا دائما لا ترتاح لاسر وتستغرب كيف لزين ان يرتاح لهذا الرجل ولكن كيف فوض نفسه لادارة الشركه بدون اذن من زين ...تعالت الهمهمات بين الموظفين فالغالبيه العظمي لا يطيقون اسر وكانوا يريدوا خليفه بدلا منه ...انتهزت خلود هذه الضوضاء وحدثت نفسها انه جاء الوقت المناسب للظهور بثبات وثقه وليس بخوف فموقف اسر دفعها بذلك ولكي تسكت هذه الضوضاء ...كانت تقف بجوار مكتب به جرس فوضعت يدها عليه حتي يصمتوا ...التفت الجميع الي صوت الجرس ووجدوا خلود تطرق بكعبها العالي علي ارضيه الشركه اجبرت الجميع الي الالتفات اليها تدخل براس شامخه الي ان وصلت الي اسر مبتسمه له بسخريه ...استغرب اسر وجودها وحاول السيطرة علي دهشته قائلا


=خلو د عندنا ...يا مرحبا يا مرحبا


ومده يده ليسلم عليها


نظرت خلود ليده بسخريه وقالت


=انا مدام خلود يا اسر.


ارتعشت عضلات خدي اسر وقال باضطراب للجميع


= اه مدام خلود حرم زين السرجاني ...وطبعا كلنا عارفين انها كريمه باهر الجويلي.


فهمت خلود ما يرمي اليه اسر من السخريه منها وبنسبها فذهبت الي والدها ووضعت يدها في ذراعيه قائله


=وليا الشرف ...ان يكون ده والدي ...يكفيني شرف انه رباني ووصلني ان اكون زوجه زين باشا السرجاني ...ووكيله عنه وعن خليفه ومدام ياسمين في ادارة امور الشركه اثناء فترة علاجه.


هلل جميع الموظفين لهذا الخبر السار وقاموا بتهنئتها وبعد ترحيبهم لها امرتهم بالانصراف الي عملهم ولاحظت تسمر اسر لهذا الخبر وشروده


اطرقت خلود اصابع يديها لتفيقه من شروده قائله


=ايه يا اسر ...مفيش مبروك.


رفع اسر حاجبيه قائلا


=سورى معلش ..انا كلامي مع زين ...ان انا اللي هبقي رئيس المجموعه ...انا هتصل بيه واتاكد.


رفع اسر هاتفه ليتصل بزين ولكن كان هاتفه مغلقا


ابتسمت خلود بسخريه وقالت


=ايه مردش عليك ...المفروض انك عارف انه ممنوع من اي مؤثرات بصريه وسمعيه ...وممنوع كمان من الزيارة ...اتصل بخليفه لو مش مصدقني.عن اذنك ...انا عند بابا في المكتب . لما تخلص تعالي عايزاك.


بالفعل اتصل اسر علي خليفه وقص عليه ما حدث لزين وقال


=خليفه خلود صغيرة وهتبوظ كل اللي بنعمله وبعدين زين كان شاكك فيها انها اللي ادته الدوا الغلط


ابتسم خليفه بانتصار لانه اسر بدا يقع


=انت عرفت منين يا اسر ان زين شك في خلود .. علي فكرة معلوماتك ناقصه لان.زين عرف ان خلود بريئه وان الخدامه هيا اللي حطتله الدوا في الاكل.


ابتلع اسر ريقه وقال


=خدامه ...وهيا الخدامه مصلحتها ايه؟.


رد خليفه بسخريه وقال


=لا مش مصلحتها مصلحه اللي باعتها.


رد اسر بتوتر قائلا


=ومين اللي باعتها؟


رد خليفه باسف وقال


=للاسف الحيوانه ...دي كانت خايفه من اللي باعتها ليقتلها.


تنهد اسر بارتياح وقال


طب ما يمكن خلود هيا اللي خلتها تعترف علي نفسها ...وهيا اللي هربتها.


رد خليفه بخبث


ممكن تكون الخدامه دي تبع عمي شرف.


ابتسم اسر بانتصار لاتهام خليفه لعمه وقال


=الله ينور عليك ...اكيد هو وحازم الكلب.


هز خليفه راسه بحزن يمينا ويسارا وقال


=المهم تروح لخلود وتعتذرلها عن الموقف البايخ بتاعك ويا سيدي مكنوش لزمه الاتصال بتاعك ..خلود معاها توكيل رسمي بادارة الشركه مني ومن زين وبامضاة ماما ياسمين كمان.


انهي اسر اتصاله مع خليفه وتوجه الي خلود وهو يلعن حظه ان خطته فشلت بهذا التوكيل ...استغلط نفسه انه رحل امس بدون ان يقبع بجوار زين ليشعل النار بينه وبين خلود ...فخلود بنزولها الي الشركه أفشلت كل مخططاته في السيطرة علي الشركه ...وجودها فقط بجانب زين يضايقه فهو مريض لدرجه حب امتلاك الاشياء الذي يمتلكها زين ...بالاول شهيرة ....وبالاخير خلود ...وبالرغم من ان اسر هو الذي ضغط علي زين ليتزوج من خلود لكي يتزوج من انسانه دون المستوى الا ان ارتقاء خلود لمستوى زين وتغير اخلاقها وشخصيتها وقدرتها علي استماله زين لها كل هذا دفع اسر ليبعدها عنه ويبعد عنه اي شخص ليبقي زين وحيدا مثله بدون اهله بدون صديق وبدون حبيب.


جلست خلود مع والدها وصديقتها هلا يتحدثون في امور كثيرة كان اهمها ان هلا وباهر غير مرتاحين لاسر ويستغربون افعاله من النقيض للنقيض الاخر ...دخل عليهم اسر فجاه بدون طرق الباب فاستوقفته خلود قائله باستهجان


=لا ...مش معقول ...اسر بيه بيدخل علي الناس فجاه بدون استئذان؟


استغرب اسر من اسلوبها وقال


هيا حصلت هخبط علي مكتبي لما ادخل ؟


تنهدت خلود بغيظ وقالت


=لا ما هو مبقاش مكتبك ...بصراحه انا طمعانه في المكتب ...لاني بصراحه هرفض اي حد يدخل مكتب الزين الا هو شخصيا ...تقدر ترجع مكتبك القديم.


تحدث اسر بغضب وبصوت عالي قائلا


=نعم ...هو ايه اللي ارجع مكتبي القديم ...انتي اجننيتي؟


ردت عليه خلود ببرود


= ...صوتك عالي !ولا انا بيتهيألي ؟...انا اتجننت فعلا وطلبت معايا اخد المكتب ده ...واعتقد ان اناهنا الرئيسه مش انت.


=اتفضل حضرتك علي مكتبك شوف شغلك ...انا مش عايز اضيع وقت ...عايزة لما زين يرجع يلاقي كل حاجه زى ما هيا واحسن كمان.


استغرب اسر من تحول خلود من خلود التافهه السطحيه الي خلود الذئبه البشريه رد وقال لها


=انتي عارفه زين لما يخف ويرجع ممكن يعاقبك ازاي علي قرارك ده؟


ردت ببرود قائلا


=يعاقبني ...وانا مستعده لعقابه ...لو كان عقابه ليا هو الصح.


تذكر اسر امر جهاز اللاب توب الذي يكشف حجرة زين فاتجه لياخذه وترك مكتبه وخرج ليجد الجميع ينظرون اليه بشماته واضحه في عيونهم.


مر اكثر من شهر علي سفر خليفه وعلاج زين وادارة خلود لاعمال شركه زين بمساعده خليفه وخبث اسر الذي نجح في وضع كاميرا للمراقبه في مكتب خلود...لكن لحسن حظها انها اتفقت مع خليفه ان تاخذ منه الاوامر وهيا في الفيلا لمراعاه فرق التوقيت بينهم ...بالاضافه الي ذهابها للنوم في احضان زين بالليل ...وكان لديها احاسيس قويه انه يشعر بها وبانفاسها ففي كل مرة تدخل عليه تجدو متصبب من العرق وبمجرد حديثها معه والنوم بجواره يصبح وجهه نقيا بدون اي شوائب


ذات يوم كانت في الشركه وجاءها اتصال انه تم نجاح الصفقه الاولي لها طارت من السعاده واتصلت بخليفه لتهنئه وتشكره علي مساعدته لها وذهبت الي الفيلا لتخبر ياسمين بنفسها سرت ياسمين لمعرفه هذا الخبر واعلمت خلود ان هذه الصفقه مكسب لها في طريق الصلح مع زين ...طلبت خلود من ياسمين ان تصعد الي زين الان وليس بالليل ..لمحت ياسمين نظرة الحب في عين خلود فسمحت لها بالصعود ...دخلت خلود جناح زين وراءها الممرض فنظرت له بطرف عينيها ليخرج لاول مرة ترى زين بالنهار وجدته ذقنه طويله اعجبتها كثيرا ولكن ارادت ان تخفف لحيته قليلا حتي لا تضايقه اثناء عرقه ...قامت بحلقه وعطرتها وقبلتها ايضاوجلست بجواره وامسكت يده وقالت.


=النهارده يا زين اتكتب اسمي في عالم البيزنس ...شركتك كسبت صفقه كبيرة جدا ...يارب افضل عند حسن ظنك.


قبلته من فمه قبله رقيقه وقالت


=انا منستش وعدي ليك ...وفي المكان ده من شهر ...وبوعدك تاني ان في خلال الشهر التاني هترجع يا زين تلاقي شركتك فوق اوى.


اقتربت منه كثيرا وقبلته قبله شغوفه في عنقه ودفنت راسها في تجويف عنقه تهمس فوق نبضه الظاهر في عنقه قائله


=انا نفسي لما تقوم بالسلامه...تسامحني ونبدا مع بعض من اول وجديد ...مع اني والله من يوم ما اتجوزتك اتغيرت علي ايديك ...لدرجه اني بحس نفسي بنتك .


رغم ان الوقت كان مبكرا الا ان ارهاق عمل خلود اجبرها علي النوم داخل احضان زين ...وما زال زين يراها في غيبوبته كطيف من الاحلام ويستمع الي همساتها ولكن مع تطور العلاج بدا يستمع الي كلمات غيرمفهومه منها ليظن انه بحلم هادئ ومتطلب بالنسبه له.


البارت الثاني عشر

تململت خلود في الفراش بصعوبه فهناك شئ يعيقها علي النهوض وهو ذراع زين الغليظه حيث كانت تطوق خصرها...تعجبت خلود لان عند النوم كانت ذراعه مفروده لأعلي فكيف لها ان تضغط علي خصرها ...ارادت ازاحتها والابتعاد عنه ولكنه كان متمسك بخصرها كيف يحدث هذا وهو في الغيبوبه ...اضطرت الي مسك يديه وفكها من علي خصرها بصعوبه مما اثار فزعها ان يكون قد استفاق ويعلم بامر وجودها ...لانها كانت عازمه ان تختفي من امامه فور علمها بافاقته...نهضت من الفراش بفزع وظلت تنظر اليه وتلطمه علي وجهه ولكن لم يحرك ساكنا تنهدت براحه شديده ...توجهت الي غرفته القديمه لتاخذ حماما وترتدي ملابسها لتذهب الي الشركه قابلت الممرض في طريقها وودت ان تساله عن شئ فتنحنحت قائله


=اخبار زين الصحيه ايه؟ في تحسن ولا لسه؟


=احمممم اقصد ينفع مريض في حاله زين يقدر يستجيب للعلاج ويفوق من الغيبوبه قبل ما العلاج يخلص؟


استغرب الممرض لسؤالها وقال


=مش ممكن طبعا..لان لازم ياخد حقن للافاقه قبلها.


رد ت عليه بخوف قائله


=امتي هيبتدي ياخد الحقن دي ...ولا انت ابتديت تديهاله؟


رد عليها قائلا


=حسب خطه العلاج هنبدا بيها الاسبوع الجاي.


سالته بشك قائله


=ممكن لما ياخد حقنه بس يبدا يحس باللي حواليه؟


الممرض :


=مش ممكن يا مدام.


نظرت له خلود بعدم تصديق وقالت


=ولا يحس بحد جمبه او بيلمسه مثلا؟


شعر الممرض بذكاء خلود فرد عليها بثبات قائلا


=اه لا يحس ولا يسمع.


تنهدت بارتياح وقالت


=طيب شكرا ...تقدر تتفضل ..وقبل ميعاد الافاقه بيوم ولا اتنين بلغني لو سمحت.


انصرف الممرض بحزن فهو الوحيد الذي يعلم بافاقه زين وكان يريد ان يعلمها فهي تخشي مواجهه زين ولكن ما باليد حيله فهذه هي اوامر الزين.


دخل الممرض جناح زين ليجده جالسا علي الفراش ينتظره


ساله بادب


=اتاخرت علي حضرتك؟


رد زين بهدوء عليه فالهدوء متطلبا في هذه الحاله فقال


=اقفل الباب بالمفتاح وتعالي قولي ايه اللي اخرك.


اغلق الممرض الباب وذهب الي زين بكل احترام وقال


=خلود هانم قابلتني برا وسالتني اذا كان ممكن حضرتك تستجيب للعلاج بسرعه ولا لا وامتي حضرتك هتفوق وضرورة اني ابلغها قبل ما تفوق.


ظل زين يحدث نفسه ويلومها علي فعلته هذا الصباح وامساكه لخصرها لانه سرب القلق اليها ...ولكن لماذا تسال متي الافاقه ...هل تود فعل شئ قبلها ...ولماذا ضرورى ابلاغها قبل ميعاد الافاقه.


انتبه الممرض علي شرود زين لان التفكير في هذه الحاله يرهق العقل فاسرع قائلا


=كلام حضرتك اتنفذ بالمللي ...هيا معرفتش حاجه ...ولا هتعرف ان شاء الله.


هز زين راسه وقال


=شكرا ...ومعنتش عايزك تقف تتكلم معاها حتي لو هيا طلبت منك كده


ثم نظر له بسخريه قائلا


=ومتتعبش نفسك وتدور هيا بتروح فين كل يوم ...لاني عرفت.


دخلت خلود الي غرفه زين القديمه لتاخذ حماما وترتدي ملابسها ولكنها ارادت الحديث مع احد ودت ان تتحدث لياسمين ولكنها خشت ان تسخر منها ...فعزمت امرها ان تتحدث الي خليفه


هاتفته واطمأنت عليه وطمأنته علي حالتها وسردت له ما حدث في جناح زين


=خليفه ...انا حاسه انه فاق والممرض بيكذب عليا.


احس خليفه بتوتر وقلق خلود فاراد تهدئتها قائلا


=الممرض ده قريب امي واستحاله زين هيفوق ومش هيروح يقول لها ...وفي الحاله دي هتبعدك عنه مش هتسيبك تروحي له بالنهار.وبعدين بتروحي له ليه طالما خايفه معنتيش تروحي له.


بكت خلود وقالت


=ما اروحش طب ازاي ...البصه ليه بقت النفس اللي بتنفسه.


اطمئن خليفه من ناحيه خلود وحبها لزين وحاول التخفيف عنها قائلا


=طب كفايه عياط بقي ...وركزى في الصفقه الجديده مش عايزين نخسرها..علشان لما يفوق يسامحك.


تنهدت وقالت


=حاضر يا خليفه


ولكنها توقفت وابتلعت ريقها بمرارة


=خليفه ...تتوقع زين ممكن يعمل فيا ايه لما يفوق؟


ثم تحدثت بخوف وقالت


=ممكن يطلقني؟


حاول خليفه تهدئتها قائلا


=اللي عاوزه ربنا هيكون يا خلود


تخطت هذا الموضوع وتحدثت بجديه قائله


=ايه اللي هيحصل في الصفقه الجديده؟


ظهرت معالم الاستياء علي وجه خليفه وحاول الا يصدمها بالخبر فقال


=انتي لازم في الصفقه دي يكون في تعامل بينك وبين شهيرة وحازم وعمي شرف.


نظرت له بصدمه وقالت


=يعني هتعامل مع حازم؟


رد خليفه بتوجس من رده فعلها وقال


=يعني مش بالظبط كده...هيكون مع شهيرة اكتر.


غضبت خلود من قرار خليفه وقالت


=خليفه انا ياسمين هانم شغلتني في الشركه علشان لا شهيرة ولا حازم ولا شرف يدخلوها ...تيجي انت بكل بساطه تقولي لازم يكون في تعامل ما بينا؟


خليفه حاول اخماد ثورتها فقال


=للاسف الصفقه دي بالذات مجبورين يكونوا معانا ويا نكسبها سوا يا نخسرها سوا لان لا شركتنا ولا شركتهم تقدر تدخل لوحدها والقرعه رست علينا وعليهم في ورقه واحده.ولو مدخلناش المناقصه دي بسبب عنادك وعدم رغبتك في التعامل معاهم هنخسر


وضعت خلود يديها علي جيبنها تفركها من الصداع وتنهدت قائله


=خلاص يا خليفه...بس يبقا تعاملي مع شهيرة وبس ...حازم ميجيش الشركه ..انا مش ناقصه بلاوى ..انا فيا اللي مكفيني.


طمأنها خليفه وقال


=عين العقل يا خلود ...التعامل ان شاء الله هيبقي بينك وبين شهيرة.


كادت خلود ان تغلق اتصال الانترنت ولكن استوقفها خليفه قائلا


=خلوووود استني.


تحدث بخوف عليها قائلا


=بكرر كلامي يا خلود لو شاكه واحد في الميه ان زين فاق بلاش تروحي تنامي عنده.


تنهدت خلود وقالت


=لا خلاص انا اقتنعت بكلام الممرض ...بس اول ما يبتدي يديله حقن الافاقه هبعد.


هز خليفه راسه يمينا ويسارا وقال


=يعني مصرة بردو؟


ردت عليه بحزن وقالت


=ربنا وحده اللي يعلم لما هبعد عنه هيجرالي ايه.


ذهل خليفه من رد خلود ايعقل ان لتلك الفتاه اللعوب قلب ووقع في شباك قلب اخيه الصارم كيف حدث ذلك من اين اتتها القوة لتحب هذا القلب


تنهد وقال


=بتحبيه يا خلود؟


تهربت خلود من الاجابه فهي تصر علي الاحتفاظ بكبريائها فقالت


=علي فكرة انا اتاخرت علي الشركه


رد خليفه بمرح قائلا


=اجررررى يا مجددددي .


اغلقت خلود شاشه الحاسوب مبتسمه علي مرح خليفه وارتدت ملابسها في عجله وذهبت إلى الشركه .


وصلت خلود الي الشركه وجدت اسر يخرج من غرفتها التي تضم والدها وهلا...نادته بغضب قائله


=اااااااسر ...مين سمحلك تدخل مكتبي في غيابي؟


ظهرت علي اسر ملامح الحزن المزيف وقال


=كده يا مدام خلود ...دي جزاتي اني قلقت عليكي انك اتاخرت قلت اطمن؟


ابتسمت خلود بسخريه وقالت


=بس في حاجه اسمها تليفون.


حاول ان يبرر فعلته خصوصا ان باهر وهلا غير موجودين حتي لا تظن انه يفعل شيئا بمكتبها فقال


=انا حتي ملقيتش حد في المكتب خرجت علي طول


قاطعته خلود بغضب قائله


=وانا اللي يخليني اصدق انك دخلت وخرجت بسرعه


ورفعت راسها وقالت له


=مش يمكن اشتاقت لكرسي مكتبك القديم؟


رد عليها بخضوع مزيف وقال


=انا كنت جاي اساسا عشان اباركلك علي نجاح الصفقه ...وبقترح نعمل حفله زى ما زين كان بيعمل.


ابتسمت خلود بسخريه وقالت


=طيب انت اوى يا اسر ...تفتكر بقه انا هجيلي نفس اعمل حفله وزين راقد.


ثم تحدثت لتغيظه قائله


=ان شاء الله الحفله هتتعمل في الصفقه الجديده لان هيكون الزين فاق وهو اللي هيعملها بنفسه.


ثم ازادت غيظه قائله


=ولا انت مش نفسك زين يكون معانا؟


ثم تابعت ببرود


=لو عايز تعمل حفله انت اعمل ..اهو كله رصيد ليك عند زين.


كاد يرد عليها ولكن قاطعتهم هلا قائله


=تعالي يا خلود اوراق الصفقه الجديده وصلت.


اندهش اسر من افعال خلود لقد كانت قطه عمياء كيف تحولت الي هذا النقيض ...بدا يستشعر انها تعلم ناوياه الخبيثه ...ذهب الي مكتبه ليتابع امرها من خلال كاميرا ت الملااقبه ...علم ان الصفقه ستتم بينها وبين شركه شرف وانها مجبورة علي ذلك ...لتصبح هذه الصفقه القشه التي قسمت ظهر البعير او الادق انها ستكون اخر مسمار يدق في نعش خلود ...عزم اسر امره ان يصور كل لقاء بينها وبين حازم والتلاعب في الصور عن طريق الفوتشوب ...ولكي تنجح خطته ارسل ظرفا لشهيرة من مصدر مجهول ان هذه الصفقه ستعلمها مدي القرب بين خلود وحازم لذلك عليها ان تختبر حازم ولا تذهب الي خلود...


بالفعل نجحت خطه اسر في اقصاء شهيرة عن الشركه وبعثت حازم بدلا عنها بحجه انها تتجنب الالتقاء بخلود حتي لا تعلمها خلود امرا اخرا عن علاقتهم القديمه وتستفزهم


قال حازم لشهيرة


=ايه بتقولي ايه؟عايزاني انا اروح الشركه برجليا تاني واتعامل معاها؟


كادت شهيرة ان تلين فالذي تفعله ليس في مصلحتها فمن الممكن ان الكلام الذي يوجد بالمظروف حقيقه وهذا يزيد اقترابهم ..وهيا لا تريد ذلك ..هيا تريد حازم لانها مالت اليه كثيرا ...ولا تريد العوده الي زين وجراحه افاقت من شرودها وردت بكل برود


=انا قلت اللي عندي ...انا مش راحه هناك ...تعاملي معاها بالتليفون ...وبابي كمان مش هيرضي يروح ...روح انت ...علي الاقل انت اتعاملت معاها قبل كده.


وضع حازم يده علي وجهه وزفر حانقا وكاد يرد عليها ولكن قاطعته قائله


=متحاولش ان اساسا مكنش ليا غرض للصفقه دي لولا ضغط بابا عليا......وبعدين انا مجرد اما بشوفها بفتكر موضوعكم القديم ..


رد حازم بغضب قائلا


=مش عارف ليه مش قادرة تنسي ...قلتلك انا كنت اخدها سلمه عشان اوصلك ...لكن انا لا حبيبت ولا هحب غيرك يا شهيرة.


ردت شهيرة بجمود قائله


=ميهمنيش اعرف اسبابك ...كل اللي يهمني اني عاوزة انسي ...وطول ما انا شايفاها مش هنسي.


انتفض حازم بغضب قائلا


=انتي اييييه؟مش خايفه عليا ؟مبتغيريش ؟لو هيا مكانك مش هتسمح لزين يجيلك هنا الشركه ...انتي عايزة توصلي لايه بالظبط ؟


توجهت اليه واقتربت من اذنها قائله بهمسس فحيح كالافعي


=ان كان علي الغيرة ...فبغير...ولا انت بقا مش واثق من نفسك وخايف تحن ليها؟


فرج حازم شفتيه مما سمعه فوضعت يدها علي شفتيه تتحسسهم وقالت


=الظاهر ان تاثيرها عليك كان قوى ...وده اللي مخوفك منها.انا اللي عندي قلته ومستحيل ارجع في قرارى ..وانا بلغتها بالخبر ...وهيا رحبت بيه جدا ...تصبح علي خير يا زومه...ربنا يوفقك.


ذهل حازم من ترحيب خلود له وظن انها ترتب لامر انتقام منه ...لكن في الحقيقه لم يكن الامر كذلك بالفعل شهيرة اتصلت بخلود واعلمتها ان حازم سيكون الوسيط بينهم بحجه انها مشرفه علي مشروعات كثيرة وانه يدير الصفقات بدون مساعدتها ...واحست شهيرة بتذمر خلود من الخبر ...وبالرغم من ذلك بعثت حازم لتتاكد من مشاعره تجاه خلود


ذهب حازم الي الشركه عند خلود التي قابلته ببرود ولم تصافحه جلست علي مكتبها بوجوم وقالت


=شكلك اتبسطت اوى لما شهيرة سابتلك الصفقه ...اهو فرصه تشوف مكتبك القديم ...بقي مين قاعد عليه الوقت.


رد عليها ببرود


=انا قلتلك قبل كده انك حقيرة...انا برضه اللي انبسطت ...ولا انتي اللي فرحتي فرحه الاهبل لدرجه انك بينتي لشهيرة فرحتك .


نهضت خلود من علي مكتبه واستدارت حوله وجلست علي الكرسي المقابل لحازم وانحنت قائله


=وانا قلتلك قبل كده ان انت زباله...ولا تحب افكرك انت عشان توصل لشهيرة عملت معايا ايه.


ثم ارجعت ظهرها للخلف ووضعت ساق علي ساق وقالت


=وانا كمان غلطت كتير ...لما عرفت واحد زيك ...وفكرته انسان محترم.


شبكت اصابعها في بعضهم وقالت


=ياريت نقفل علي الماضي ...لان لو فتحناه شهيرة وزين هينجرحوا ...وانا معنديش استعداد أجرحه ...لان ده اكتر انسان احترمته في حياتي.


نهضت خلود ووقفت لتكمل حديثها ولكن عاد الم ركبتها من جديد فاسنتدت علي الحافه المكتب تتمسك بها ...لاحظ حازم تعبها فامسكها واجلسها مرة اخرى علي الكرسي ...ازاحت يده من عليه وقالت بتعب


=حازم ياريت الصفقه دي تتم باسرع وقت ونكسبها ...مكسب الصفقه دي مهم بالنسبه ليا ولزين ...وياريت نشيل اي مشاكل ما بينا علي جمب


هز حازم راسه بتفهم وواوضح لها الاجراءات المناسبه وفتحت جهاز اللاب توب واعلمت خليفه بوجود حازم ..ولكن راس الافعي اسر كان يصور كل ما دار بينها وبين حازم وللاسف خلود سهلت عليه بعض الامور بجلوسها امام حازم وتعبها ومسكه يده ليدها ...حتي لو لم تسهل الامور كان اسر سوف يضيف اللقطات المثيرة حتي تتيح له الفرصه للفتك بخلود


رجعت خلود الي الفيلا منهكه ومتعبه بعد يوم شاق وحافل ...دخلت جناح الزين ...وصعدت الي الفراش لتجلس بجانبه واخفضت راسها لتشتم رائحته فهي تشتاق اليها كل ليله.


من اول لحظه دخلت بها خلود الي الجناح حتي صعدت الي الفراش بجواره كان يود احتضانها ولكن مهلا...فليسمع لها فيبدو ان لديها المزيد لتسرده له


همست له في اذنه قائله


=زييييييين


رد عليهافي نفسه قائلا


=كانك متاكده اني شايفك وسامعك.


وضعت راسها فوق صدره كان يود ان يداعب لها خصلات شعرها وجدها تقول


=بس لو تسمعني او تشوفني ...يمكن اقدر اعرف رده فعلك لوجودي ...علي الاقل ...مش افضل قلقانه القلق ده كله.


فتح عينيه ببطء فهي لا تراه وقال في نفسه


=انا بس اعرف رجعتي ازاي ...ومين سمحلك بكده...وانا هروقك ترويقه اصلي.


رفعت راسها ببطء لتنظر اليه قائله


=نفسي اسمع صوتك ...حتي لو تزعقلي ...ولا اقولك بلاش صحتك واعصابك تتعب.


انحنت لتقبله من شفتيه وقالت


=ايه اللي خلاك تتجوزني ...وتعلقني بيك التعليقه دي


رد عليها في سره قائلا


=كنت مفكرةان كده هعاقبك علي عمايلك السوده زمان...بس للاسف لقيتك ضرر عليا وعلي مستقبلي.


كان تتحسس شفتيه ووجهه بالكامل وتقول


=تعرف انا المفروض انام في اوضتك القديمه ...بس مقدرتش ...عارف ليه ؟لان انا مكاني هنا ...مليش مكان غير حضنك ..يا زيني


همست في اذنه همسات جعلت جسده يسير به القشعريره عندما قالت


=لو يرجع بيا الزمن لوراه ...مكنتش فكرت اعمل اخطاء الماضي ...وكنت هتمني اقاباك في ظروف غير دي ...ساعتها اكيد كنت هتفتخر بيا ...زى ما هتفتخر بيا لما تقوم وتشوف شركتك لفوق.


نزلت الي عنقه واشتمت رائحته وهمست قائله


=حابه تشوفني وانا ممشيه الشغل في الشركه


مسحت انفها بانفه قائله


=شوف بقا يا زيني...انا مستعده لاي عقاب منك ...الا الطلاق.


احست خلود بالدوار فرفعت راسها عنه وتذكرت انها لم تاكل شيئا اليوم فنهضت من جواره وتمسكت بالفراش وقالت له


=معلش هروح اتعشي اي حاجه وهرجعلك ...لاني ماكلتش طول اليوم.


خرجت خلود من الجناح وفتح زين عينه وزفر حانقا من المؤكد انه تضايق لانها قامت من جانبه...ولكنه ابتسم ابتسامه ثقه لاني سوف تعود وسريعا...ولكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن ...تناولت خلود العشاء بالمطبخ وغفلت علي الطاوله وتناست امر زين ...مما جعله يتضايق كثيرا...ماذا يفعل هو يريدها وبشده...فقال


=ايه اتاخرت ليه كل ده ؟هيا نستني معقول ..لتكون نامت ...اعمل ايه دلوقتي ...لازم ارجعها تاني الجناح


طرات له فكرة ان يرن جرس المطبخ من جناحه اساسا هم بالليل وكل الخادمات بغرفهم ...ولديه احتمال ان تكون خلود بالمطبخ...نفذ ما يجول في باله ...ففزعت خلود من صوت الجرس وانتفضت ونظرت لساعه يدها وجدتها الخامسه فجرا صعدت الدرج بسرعه ودخلت لتجده مسطحا مثل ما تركته


معلش يا زين اكلت ونمت ...لو تعرف انا تعبانه قد ايه ...ونفسي تفتخرى بيا.


توجهت خلود للنوم بجواره وفي احضانه واستغرقت في نومها اما هو فاستيقظ لرؤيتها وتفحصها بين احضانه ليطوقها بذراعيه من جديد ...في هذه اللحظه فاقت خلود ونظرت الي ذراعيه بصدمه وقالت


=انا قلت ان هو فايق ...يبقا فايق ...انا خلاص تعبت ...مش هنام هنا تاني ...انا خايفه اوى ...احساسي المرة دي مش بيكذب ...ربنا يستر.


رد بغضب في نفسه وقال


=مش عايزة تنامي جمبي تاني ...خايفه يا قطتي الجميله ...يبقا نفوق ليك الذئب البشرى بكره بقا ...ما هو مينفعش تبعدي عنه .


ثم جلست علي الفراش نصف جلسه وقالت


=طب اهرب منه ليه ...وانا مش متاكده ...اكيد تهيؤات ولو حقيقه ...مش مهم اهم حاجه انه يفوق ويشوفني ويحصل زى ما يحصل.


تحدث لنفسه بغضب وقال


=ابو شكلك ...كده مش هفوق بكره ...كنت عايز اكون معاكي وجها لوجه.


احست خلود بانفاسه المتسارعه وصدمت كانه في موجه غضبت اقتربت منه لتتاكد مما تراه وجدته هادئا للغايه كادت ان ترجع راسها الي الخلف ولكنها اشتاقت لقبله اخرى من شفتيه فمن يعلم بعد الافاقه لن تحصل علي مثل هذه القبلات


همست خلود قائله


=يا اما نفسي اعملك كده وانت فايق ...واعمل اكتر من كده كمان...بس انا عارفه انك مش هتسمح ليا بكده.


حضورها الطاغي كان له تاثيرا في زين خاصه بعد ما قالت


=ابو شكلك ...حلو حتي وانت في الغيبوبه ...ي واد يا تقيل.


غفلت خلود واستغرقت في النوم مرة اخر بجواره مرة اخرى بجواره ظل زين يداعبها ويلاطفها وهيا نائمه تظن انها بحلم وتداعبها فراشات علي وجها ولكنها كانت قبلاته المكبوته لديه منذ فترة هذه الغيبوبه كانت الوسيله الوحيده لاخراج هذا المشاعر المكبوته توقفت قبلاته وظل يتاملها وهي نائمه بجواره ففتحت عينها فجاه لتوقف حلمها فوجدت عينيه تحدق بها في الظلام نهضت من مكانها بسرعه وفتحت الاضاءه الخافته لتتاكد ولكنها وجدته مسطح مثل ماكان فاندهشت وهمست قائله


=انا لو فضلت علي حالتي دي هتجنن.


اقتربت منه كثيرا وقالت


=لا هو انا لسه هتجنن ...انا اتجننت خلاص.


كتم زين ضحكه حتي لا يتبين امره وهتف في نفسه وقال


=انا قلتلك قبل كده ...انتي مش قدي...وهجننك يعني هجننك.


اطفات الضوء ونامت في احضانه تتحدث معه قائله


=انا خلاص من بكره هنام في اوضتك القديمه

واحتضنته قائله

الفصل الثالث عشر

بعد ان سقطت خلودعلي ارضيه الجناح ..حملها زين واودعها برفق في الفراش واحضرزجاجه العطر الخاص به وقربها من انفها لكي تستفيق ...فتحت خلود عينها ببطء وعندما رات زين فزعت واتجهت الي الجانب الاخر من الفراش تضع يديها علي وجهها وتنكمش علي نفسها ...رؤيته تعني ان ما توقعته كان حقيقه وليس تهيؤات ...ازاحت يديها من فوق وجهها ببطء وجحظت عينهاوصرخت صرخه كبير اتت علي صوتها ياسمين ...وما ان فتحت الباب ووجدت زين يقف امامها حتي شهقت بفرحه ...متناسيه امر خلود تماما ...ركضت الي ابنها لتاخذه بين احضانها قائله


=معقوله ...حمد الله علي سلامتك يا حبيبي ...الف حمد وشكر ليكي يارب.


هبطت خلود من علي الفراش وابتلعت ريقها بصعوبه وارتعشت وذهبت الي ياسمين بتوتر قائله


=انا رايحه الاوضه التانيه.


اخرجت ياسمين زين من بين احضانها وامسكت خلود من معصمها قائله


=ليه ؟انتي هتفضلي هنا ...ومش هتروحي تنامي في مكان تاني .


ابتسم زين بسخريه وقال


=اقولك انا ليه ...الهانم مكنش نفسها اني افوق ...هيا الهانم هنا بتعمل ايه مش خلاص احنا اطلقنا؟


اخذته ياسمين واجلسته علي الاريكه وتحدثت معه بحنان قائله


=انا اتاكدت من برائتها بنفسي ...والخدامه اعترفت علي نفسها ...وقالت ان في حد خلاها تعمل ايه ولما حاولت اعرف هو مين للاسف هربت.


زفر زين حانقا وقال


=بس انا عامل توكيل بالطلاق ...واعتقد انه اتنفذ في المحكمه ...هيا بقي قاعده هنا بتعمل ايه.


تصنعت ياسمين الدهشه والاستغراب وقالت


=توكيل ايه اللي انت بتقول عليه ...ده احنا احتارنا مين هيمسك الشركه انا وخليفه ...وملقناش قدامنا غير خلود.


صدم زين من كلام ياسمين وقال


=خلود مين اللي تمسك الشركه ...انا عامل توكيل لاسر ...المحامي موثقش ازاي ووصله ليه؟


نهض من مكانه وصفق بيده وقال


=حلو اوى ...الهانم اللي منعتها من دخول المعهد ...تروح الشركه وتشتغل هناك الظاهر اني مت عشان تلعبوا من ورايا


ونظر لامه باستهجان قائله


=مخوفتيش لحته العيله دي تضيع اللي ورانا واللي قدامنا.


ابتسمت ياسمين وقالت


=بالعكس ...انا كنت واثقه فيها ...وكانت قد الثقه ونجحت في صفقتين متخيلتش انها هتنجح فيهم وكفايه عندي ان كل الموظفين شهدولي باحترامها ليهم.


هنا رفعت خلود راسها وقالت


=الحمد لله انا كده عملت اللي عليا...اعتقد ان مهمتي كده خلصت وبرائتي بانت عندك ...خليفه بس يرجع ويلغي التوكيل اللي عملهولي ويبقا كده خلصنا .عن اذنكم


اتجهت خلود الي الباب لتفتحه لتجد يد من حديد تقبض علي يديها ولم تسمح لها بالخروج ونظر لامه قائلا


=ممكن حضرتك تسيبيني لوحدنا ...في حسابات ما بينا لازم نصفيها ...ومينفعش قدام حضرتك.


ابتسمت ياسمين بسعاده لانه منع خلود من الخروج ليبقيها بجواره لعلي تعتدل الامور بينهم...خرجت ياسمين من الجناح واغلقته ومن ثم سحب زين خلود الي الاريكه ليجلسها عليها...وظل يرمقها بنظرات غير مفهومه ...احتارت خلود في نظراته وتجراءت علي الحديث معه قائله


=في ايه ...بتبصلي كده ليه ...وعايز مني ايه.


اقترب منها ومن اذنها وهمس قائلا


=هتحكيلي كل اللي حصل بالتفصيل قبل العقاب ولا بعدها


ارتعدت خلود من الخوف وقالت


=عقاب ايه ...مش انطي ياسمين قالتلك اني بريئه؟


داعب خدها بانفه قائلا


=انا بكلمك عن الشركه هببتي ايه من ورايا يا حلوة


ثم استطرد قائلا


=بقي انا امنعك من نزول المعهد تقومي تنزلي الشركه مرة واحده؟ده احنا اتجرئنا اوى.


بعدت خلود نفسها عنه لان انفاسه الساخنه تجتاح كيانها وتربكها وتلعثمت قائله


=بص ...خليفه ومامتك عملولي توكيل ...وانا بتابع مع خليفه عن طريق النت ...اعمل ايه...والحمد لله قدرت ولوحدي ومحدش ساعدني غير خليفه


=نجحت الشهر اللي فات في اني اخد مناقصه الحديد والصلب...وكنت جايه ابشرك واقولك انك كان في مناقصه اكبر منها كسبنها برضه


ثم فركت يديها من الخوف وترددت ان تقول له عن كمشاركه حازم لها...ولكنها عزمت امرها لتقول وليحدث ما يحدث


=بص بقي ...انت قلتلي بلاش كذب...المناقصه كانت مخصصه لشركتين مع بعض والقرعه رست علينا وعلي شركه حازم


نظر لها بغضب وقال


=الله الله الله ...كملي ...اجيبلك كمان واعزفلك


نهضت خلود من مكانها وقالت


=انا مليش دعوة ...خليفه هو اللي قال ...وحازم جه الشركه مرتين ...ووالله اتعاملت معاه في نطاق الشغل


قذفها زين بالمخده الموضوع علي الاريكه قائلا


=ابو شكلك لشكل خليفه...هتضيعولي الشركه انتو الاتنين


تذمرت خلود للعنته لها وضربت برجلها الارض وقالت


=ابو شكلي ايه...يا اخويا احمد ربنا ...لو مكنتش وافقت كان زمان الصفقه دي راحت من ايدينا وخصوصا انها ولا حلم العمر


تفاجئ زين من رده فعلها وحديثها فهي تتحدث باسلوب سيدات الاعمال الذين يريدون النجاح ولا يرضون باقل من ذلك ...ولكن عليه ان يسيطر عليها ويحكمها في قبضته ...اتضح له انه بالرغم من صغر سنها الا ان استيعابها عالي جدا


توجه نحوها بهدوء وببطء ...فظنت انه سيفتك بها فركضت الي الحمام واغلقت عليها حتي لا ينال منها


اغتاظ منها وضحك علي فعلتها وتوجه الي الحمام ليفتحه وجده مغلقا فقال لها


=علي فكرة انا ممكن اكسر الباب فوق دماغك ...وانفذ عقابي في الحمام ...بس ايه عقاب عمرك ما هتنسيه في حياتك عقاب تحت الدش يا خوخه.


انتفضت خلود من كلامها وتخيلت الموقف ففتحت الباب مسرعه وخرجت قائله بذعر


=لا خلاص ...عقاب قلبك ابيض ...ده انا لسه بقولك انا عملت ايه في الشركه ...تيجي انت بكل بساطه تعاقبني ...تخليني مفرحش انك فوقت؟


لم يستطع زين السيطرة علي حاله فاخذها بين احضانه واطبق عليها بذراعيه وهمس لها في اذنها قائلا


=بزمتك مش فرحانه اني فوقت؟


تاهت خلود في صوته الهامس واغمضت عينها وتحدثت غير واعيه بما تقوله فقال


=جدا...انا كنت بحلم بيكي فايق...وبحلم بلمستك ليا


انتبهت خلود من شرودها عندما اطلق زين ضحكته الرنانه فابتعدت عنه قائله


=لا مش فرحانه ...انا همشي ...انت اكيد ناوى تغدرى بيا.


امسكها من يديها وقبلها برقه وقال


=انا بقي فرحان ...اني لما فوقت ...لقيتك لسه موجود في عرش الزين.


رمشت بعيونها كثيرا وقالت


=يعني مش زعلان ولا لسه شاكك فيا.


ترك يدها واعطاه ظهره قائلا


= من ناحيه زعلان فانا زعلان اوى ...اما الشك فالشك موجود بينا من زمان.


زفرت خلود حانقا وقالت


=يبقا زى ما قلتلك ...انا همشي .


التفت زين اليها وحملها وتوجه بها الي الفراش قائلا


=تمشي تروحي فين يا خوخه ...مش قلتلك اللي يدخل عرش الزين ميخرجش منه اللي بالموت ...وانتي باللي عملتيه الفترة اللي فاتت اثبتيلي انك الموت عندك اهون من البعد عني يا خوختي الجميله .


حاولت خلود التملص منه قائلا


=انتي هتعمل ايه .


ابتسم زين علي خوفها وقال


=هفتحلك السوسته زى ما قفلتهالك الصبح


انتفضت خلود من الفراش وقالت


=سلام قول من رب رحيم ...وربنا انا احساسي ميخيبش ابدا ...انا قلت لخليفه والممرض انك فوقت قالوا تهيؤات


شدها زين الي الفراش مرة اخرى وقال


=طب دي تهيؤات حلوة ولا وحشه


قبلته خلود من انفه وقالت


=حلوة اوى


ثم شهقت قائله


=معني كده انك كنت فايق وانا ببوسك؟


ابتسم زين بخبث وقال


=تؤ تؤ تؤ ...محصلش ...بوووس ايه يكونش نسيت انتي لازم تفكريني


وقام هو بتقبيلها في قبله عاصفه اتبعها بقبلات متفرقه وقبل عنقها حتي ارتعشت بين يديها وظل صدرها يعلو ويهبط وظل تبعده برفق عنها وهو لا يريد الابتعاد عنها ...تملصت منه وقالت


=انت قلتلي قبل كده بلاش نندم علي حاجه ...وبصراحه عندك حق ...كل شئ في وقته هيبقا احلي واحلي يا زين


احتار زين في امرها اهي تريده ام لا...نهضت خلود من مكانها ودخلت الحمام لتستحم وهي تفكر فيه وفي قبلاته ...كانت تود ان تتم زواجها منه ...ولكنها تذكرت حديثه معها انه لو يوجد ندم ستكون هيا النادمه الوحيده ...ظل يفكر زين في رده فعلها وعن اي ندم تتحدث ...لو كان في مجال للندم لما لم تهرب الي اهلها ...لم ظلت بجواره ...اتتلاعب به وبمشاعره ولكن مهلا الايام بيننا ستبين لنا ...من الذي سيريد الاخر ...يقسم انها لو جاءته من تلقاء نفسها لم يتردد ولو لحظه واحده ...لانه اقتنع انها الوحيده التي لمست قلبه.


خرجت من الحمام مرتديه ملابسها وجففت شعرهاوربطته بربطه خفيفه وتوجهت للفراش وركضت علي ركبتيها لتخلع عنه الساق ليرتاح ابتسم له وفك ربطه شعرها واوقفها وقبل جبينها وقال


=الشعر المفرود ليا لوحدي يا خلود


ابتسمت خلود له وعدلته في الفراش وتوجهت الي الجانب الاخر واحتضنته ودفنت راسها في عنقه وقبلته قائله


تصبحي علي خير يا زيني


رد عليها قائلا


=وانت من اهلي ...تعتبر دي احلي ليله هنام فيها من يوم ما اتجوزنا


علي الجانب الاخر في فيلا حازم دخل حازم الي حجرة المكتب ..مبشرا عم شرف بنجاح الصفقه قائلا


=الف مبروك يا عمي مبروك


واستطرد قائلا


=خلاص كسبنا الصفقه...الصفقه اللي هتخلي اسهم شركتنا تعلا وتعلا


ابتسم شرف ابتسامه عاديه لانه كان يريد المكسب لشركته فقط وليس مناصفه مع شركه زين فقال


=متفرحش اوى كده ياحازم...ومتنساش ان في غريم لينا وهيشاركنا في الصفقه دي


زفر حازم حانقا وقال


=انا حاولت كتير ان الصفقه تكون لينا بس شركتنا مكنتش هتستحمل لوحدها


رد شرف قائلا


=انك تكون شريك لواحد غريمك صعب اوى ...لا وايه فاهمك وفاهم خططك كويس ...كان عندي امل ان تكون البتاعه اللي متجوزها مبتعرفش تحل ولا تربط.


في هذه اللحظه دخلت عليهم شهيرة كالعاصفه الهوجاء وبيدها صور حازم وخلود والتي بعثها اليها اسر وسيبعث اخرى لزين بعد افاقته...رمت الصور علي المكتب...لينظر لها شرف بازدرداء وهو يقول


=ايه ده انتي ازاي تدخلي علينا بالشكل ده عايزة ايه؟


رفعت الصور من علي المكتب وقالت


=عايزة اعرفك ازاي البيه المحترم معرفش يخلي الصفقه لينا ...عشان يخوني مع خلود.


جحظت عين حازم عندما راي الصور وقال


=ازاي الصور دي اكيد متفبركه ....انا لا يمكن اعمل كده ...انت بنفسك ضغطي عليا عشان اروح هناك وانا مكنتش عايز.


ردت عليه شهيرة بكل ثقه


=ده كان فخ مني ليكي ...وللاسف انتي فشلت يا حازم ومقدرتش تقاوم خلود ولا حبك ليها.


نظر لها شرف بجمود وقال


=شهيرة حازم مغلطش ولو غلط هو عارف انا ممكن اعمل فيه ايه الغلط علي الحيه خلود واكيد هيا اللي بعتتلك الصور دي .


نظرت شهيرة لوالدها بذهول وقالت


=يعني يا بابا كل الصور دي وبرئ وهيا السبب وهو معملش حاجه ابدا طب ازاي؟


قاطع حازم سؤالها وقال


=ايوه يا شهيرة انا خونتك ارتاحتي؟


نهض شرف من مكانه موجها حديثه لحازم قائلا


=حازم بلاش جنان مش عشان تعاند مع شهيرة تعترف بحاجه انت معملتهاش ...واللي غلط الغلطه دي وبعت الصور لازم يتعاقب .


رفع حازم راسه بشموخ قائلا


=انا مش مجنون هيا مبتثقش فيا لانها مش بتحبني وكانت ديما تثق في واحد مش بيحبها فطالما هيا مكذباني ومصدقه الصور يبقا خلاص.


بكت شهيرة علي حيرتها هيا تريد تصديق حازم وبشده ولكن ما يحدث يفسد عليها ساعدتها قالت من بين شهقاتها


=ايوه انا اللي اصريت تروح هناك...وانت رفضت بس مكنتش متوقعه النتيجه تبقي كده ولو هيا اللي بعتت الصور دي هيبقا حسابها معايا انا.


شرف بجمود


=شهيرة ...زين لو عرف بس هينسفها من علي وش الدنيا...بس احنا لازم نكون بعيد لازم يعرف بطريق تاني.


مسحت شهيرة علي وجهها وتنهدت وقالت


=سيب الموضوع ده عليا يا بابا...لان ده الكارت اللي هقدر الاعبها بيه ...واخليها هيا تعترف علي نفسها.


استمع حازم لتخطيطهم ورد قائلا


=مفيش حاجه هترجع الثقه اللي بينا يا بنت عمي ...واه علي فكرة انتي لو كنتي اتعاملت معاها زيي كنت اتأكدتي انها بريئه هيا كمان


خرج حازم وصفع الباب خلفه تاركا شهيرة وشرف اللي نظر لها بقسوة لانها سممت افكارها بصور زائفه


في منتصف الليل استيقظ زين واستند علي كوعيه ليجلس نصف جلسه ليتامل خلود وهيا نائمه ويتذكر لحظاته معها منذ لحظه الافاقه الاولي...وسعادته بوجودها بجواره...وحديثها معه وقبلاتها الدائمه ...وحزنها عليه ...وخوفها من استفاقته...واغمائها عندما راته امامها ...وخوفه عليها ...وانبهاره بما فعلته بالشركه ...وغيرته الشديده عليها من حازم ...ورغبته بها وبعدها عنه ...اه من بعدها عنه ...من السبب في ذلك لماذا هيا خائفه من قربه رغم انه يرى في عينيها رغبه القرب


تحسس وجهها الناعم باصابعه الخشنه وعينيها وشفتاها الرقيقه ..كان يود ان يطبق بشفتيه الغليظه علي هذه الشفاه الناعمه ولكنه يخاف عليها كثيرا فهي رقيقه مثل صاحبتها...اه من صاحبتها اكثر ما يقال عنها انها شيطانه صغيرة ...صغيره ...زين في هذه اللحظه تذكرصغر سن خلود فهي تصغره بعشر سنوات ...ايعقل انها ترفض لانه اكبر منها ام لساقه المبتورة


زفر زين حانقا ومسح علي وجهه وتنفس بصعوبه يريد ان يوقظها الان ليسالها عن سبب بعدها عنه...هو الان يريدها وبشده وكان يتوقع استجابتها له ولكن رده فعلها كانت غير متوقعه ...كاد يجن من التفكير ...حاول ان يمد يده للكومود ليشرب ولكن وقع الكاس علي الارض مما افزع خلود وجعلها تستفيق ...اسرعت بفتح الاضاءة لترى زين متجمدا في مكانه فاندهشت لجموده وقالت


ايه اللي وقع ...لما انت عايز ميه مصحتنيش ليه اشربك؟


نهضت من الفراش وتوجهت الي الكومود وصبت له كاسا اخره ومدت يدها قائله


=اتفضل يا زين.احلي كوبايه مياه


ولكن كان رد فعله صادما جدا فقد ازاح الكاس من يدها ليسقط محطما علي الارض فشهقت خلود مما فعله وقالت


=ليه عملت كده؟


لم يرد عليها وظل ينظر الي الفراغ بجمود مما جعلها تستاء منه فقالت


=ايه كنت حاطالك سم في المياه مثلا؟


طال صمت زين لتنفجر خلود من الغيظ قائله


=مفيش فايده فيكي ابدا مصر ترجعنا لنقطه الصفر تاني.


نظر اليها وظل صدره يعلو ويهبط من الغيظ فرد قائلا


=انتي السبب في الرجوع للنقطه دي.


نظرت اليه بعينين جاحظتين وقالت


=انا السبب في ايه ...هو انا عملتلك حاجه وانا نايمه؟


رفع اليها عينيه وقال بقوة


=قلتيلي بلاش القرب عشان متندميش...تندمي انك اتجوزتي من واحد رجله مبتورة؟


اغمضت خلود عينيها وابتلعت ريقها بمرارة وقالت


=انت السبب في خوفي منك احب افكرك بليله من ليالينا انت قلتلي لو حد ندم علي العلاقه دي يبقا انا مش انت اعتقد دلوقتي انت عرفت مين السبب فينا...عن اذنك.


توجهت خلود الي الاريكه لتكمل نومها وتلعن حظها ...الم تستحق السعاده لليله واحده ...لما التعاسه لا تتركها وتصاحبها دائما...زفر زين حانقا ولبس ساقه الصناعيه وتوجه اليها ليحملها ليضعها في فراشه قائلا


=مش كل اما يحصل بينا خناقه تهربي وتروحي علي الكنبه ي اما والله اكسرها فوق دماغك.


ارتعدت اوصالها لتهديده وارتعشت قائله


=طيب ماشي حاضر اي اوامر تانيه حضرتك ...هيا الليله دي طويله ولا انا بيتهيالي...هو انا مكتوب عليا كل ليله منامش؟


ابتسم زين علي خفه دمها وصعد الي الفراش مستلقيا علي ظهره وجذبها الي احضانه قائلا


=بقي انا السبب يا ست خوخه ...انا بقي لازم اصلح الغلط ده عاجلا وليس اجلا


لم يسمع رد لها فمبجرد انها دخلت بين احضانه فاستغرقت في النوم فورا وهذا ان دل فيدل علي ان حضنه الامان بالنسبه لها.


استيقظت خلود مبكرا كعادتها وتوجهت الي الحمام واغتسلت وارتدت ملابسها وتوجهت الي الفراش لتجلس بجوار الزين لتوقظه لتعطيه الدواء قبل ذهابها الي الشغل ...استيقظ زين بصعوبه فما زالت الادويه تطغي علي حاله وكانت رؤيته لها مشوشه ...دعك عينه ولفت نظره ارتداء ملابسها للخروج تفحصها جيدا ونظر الي عينيها وجدها تقول


=فوق بقى يا زين علي بال ما انزل احضرك الفطارعشان تفطر ...وتاخد الدوا قبل ما اروح الشركه.


جحظت عيناه وقال


=هو انتي رايحه الشركه النهارده؟


استغربت خلود من سؤاله وقالت


=اه اكيد في شغل باقي من امبارح متعملش.


ابتسم بسخريه قائلا


=علي فكرة انا فوقت وانتي كنتي بدالي يعني خلاص بح بالنسبه ليكي.


انتبهت خلود الي ما يرمي له فتذكرت كلام ياسمين ان تحافظ علي وضعها لحين ان يرجع خليفه فردت قائله


=بس انا مكنتش بدالك انا بدال خليفه وطنط ياسمين لغايه ما يرجع خليفه ويلغي التوكيل.


زين بصوت عالي قال


=نعم يا هانم التوكيل ده تبليه وتشربي ميته.


خافت خلود من اعصار زين فحاولت ضبط اعصاره والحصول علي موافقته لنزولها الشركه برضي وطيب خاطر توجهت اليه وقالت بنعومه


=حاضر يا حبيبي هبله وهشرب ميته ...بس اسمحلي انزل معاك الشركه في الفترة دي وبس ,,,وأوعدك اول اما خليفه يرجع هفضل في البيت.


تنهد زين واخذها بين احضانه ووضعها بالقرب منه وتحسس وجنتها بشفتيه وقال هامسا


=اعمل فيكي ايه ؟بقيتي بتقدرى تخليني اوافق علي كل اللي انتي عايزاه ...انا قلتلك قبل كده لازم اخاف علي نفسي منك.


اطلقت خلود ضحكه رنانه طربت لها اذنه وتملصت منه ومشت بدلع في اتجاه باب الجناح والتفت اليه قائله


=انا نازله احضرلك الفطار يا حبيبي علي بال ما تلبس ونروح سوا الشركه


وقبلته قبله طائرة في الهواء اصابته بسهم في قلبه وخرجت.


ذهبت خلود مع زين الشركه وتفاجئ بيه الموظفين وعلي راسهم اسر ...والذي حاول الاسئثار به بعيدا عن الكل ولكن لن تتيح له الفرصه...في هذا اليوم عزمت شهيرة الذهاب الي خلود لتصفيه الحسابات واللعب علي المكشوف لاعتقادها ان خلود الوحيده المدمرة لسعادتها ...ذهبت شهيرة الي الشركه وجدت كل الموظفين في سعاده ...ويتناولون الحلوى تساءلت عن سبب ذلك اجابها احد الموظفين بسعاده لرجوع زين الي الشركه...توترت شهيرة من هذا الخبر وفكرت ان تقابل زين وتؤجل مقابلتها بخلود لمرة اخرى ...عزمت امرها وطرقت علي باب مكتبه ليسمح لها بالدخول...دخلت شهيرة بتوتروابتسمت وقالت


=حمد الله علي سلامتك يا زين.


اندهش زين لمجيئها فقال


=شهيرة اهلا تعالي اتفضلي عرفتي منين اني رجعت.


وجدها خجلت من سؤاله فاستطرد قائلا


=قصدي يعني محدش يعرف اني رجعت لذلك بسالك بس في الاول والاخر انت مرحب بيكي في اي وقت


جلست شهيرة بهدوء وقالت


=انا كنت جايه اوقع شويه اوراق مع خلود وعرفت من الموظفين انك رجعت فقلت اكيد الشغل هيبقي عندك.


استغرب زين من اجابتها فقال


=هو مش حازم اللي كان مختص بالصفقه دي وانتي مكنتيش فاضيه ليها؟


=ولا هو عرف اني رجعت فمحبش يجي ويشوفني؟


اندهشت شهيرة لاتهامه المتسرع لحازم فاسرعت قائله


=لا طبعا محدش يعرف انك رجعت...وان كان علي مجي هنا فده كان طلب خلود الاخير من حازم حتي الحفله اللي هتعملها رافضه انه يحضرها.


ظهرت مشاعر الدهشه علي وجه زين وقال


=غريبه ليه خلود تطلب طلب زى ده علي حد كلامها معايا ان حازم ماضايقهاش في حاجه.

نظرت شهيرة له نظرة قويه وقالت

الفصل الرابع عشر

جلس اسر في مكتبه يشاهد ما يحدث بين خلود وشهيرة وزين من خلال الكاميرا الموضوعه بغرفه الزين ...في بدايه الامر كان اسر مستمتعا بالمواجهه ...ولكن تحول الاستمتاع الي غضب عندما فشلت شهيرة في الوقيعه بين خلود وزين ...هنا عزم اسر امره لكي يحل المعضله هذه بنفسه ويسلم الصور بيده الي زين ليحدث ما يخطط له منذ دخول خلود الشركه...افاق من شروده علي صوت طرقات الباب فسمح للطارق بالدخول واذا هي خلود تأتي اليه لتوقيع بعض الاوراق بكل جمود ...قابلها اسر ببرود واخذ منها الاوراق ووقع عليهم ورماهم باستهزاء علي سطح المكتب ليدخل في هذه اللحظه زين مشاهدا للموقف...وعلي وجهه تساءل لما خلود هنا ولا تبعث هلا ...فهمته خلود من نظرة عينيه...فحدثته بهدوء قائله


=زين...اكيد هلا قالتلك ان انا هنا ...معلش بقا جيت بنفسي لاسر امضي الاوراق دي اصل هلا مش راضيه تيجي ...اصل اسر بيعاكسها.


تفاجئ اسر من كلام خلود ...نعم هيا لا تكذب بالفعل حاول اسر مغازله هلا لمعرفه اخبار خلود منها ولكنه فشل...هنا توصل الي ان قراره باخبار زين بالصور صائب لان خلود اصبحت خطرا عليه ولكنه تحدث وقال


=خلود هانم دي مش معاكسه ده اعجاب بيها وباخلاقها.


واستطرد قائلا


=ولو هي زعلانه مني مستعد اعتذرلها.


ابتسمت خلود بسخريه قائله


=طب والاعجاب يكون بلمس الايد يا اسر ...وهتعتذرلها عن ايه بالظبط ...عن اعجابك بيها ولا لمسك لايديها وانتي بتمضي الاوراق؟


تابعت حديثها بعد رفع حاجبها ليه باستمتاع قائله


=حدد موقفك انتي بقي..


نظر اسر الي زين بحرج شديد ...وحسم امره الي انه دقت اللحظه الحاسمه سيخرج المظروف ويليقه بوجهها ليكون اخر مسمار في نعشها ...ولكن علا صوت هاتف خلود ...فاجابت علي المتصل وهو خليفه يقول لها...


=خلود انتي مفتحتيش نت ليه من امبارح انا هقفل الموب وافتحي النت حالا عايزك ضرورى.


نظر لها زين بجمود وقال


=روحي انتي يا خلود... وبلغي خليفه اني هجي اكلمه دلوقتي...لان انا كمان عايزه ضرورى


ثم وجه نظر الي اسر بجمود قائلا


=اعتذرى لهلا بالنيابه عني.


ابتسمت خلود بسعاده الي زين قائله


=متشكرة ليك اوى يا زين ...انا متاكده انك مش هتسمح بحاجه زى دي تحصل في شركتك.


ثم ابتسمت لاسر بسخريه وقالت


=سلام يا اسر


وانصرفت خلود لتتواصل مع خليفه ولا تعلم ما يخبئ لها اسر من مصائب...جلس زين علي المقعد المقابل لمكتب اسروتحدث بهدوء قائلا


=من امتي وانت اخلاقك بالشكل ده؟


ثم استطرد قائلا


=لو كنت معجب بيها زى ما بتقول ...كنت دخلت البيت من بابه ...مش تلمس ايدها وتعاكسها.


ثم نظر له نظرة متفحصه وقال

=بس انا شاكك انك عملت كده لهدف تاني...اللي هو ايه معرفش...بس اتمني أعرفه.


قام اسر بفتح درج مكتبه لاخراج الظرف مترددا ولكن ما قاله زين زاده اصرارا


=حيث قال زين


=انا عارف انك مبطيقش خلود ...رغم ان انت اللي زنيت عليا عشان اتجوزها ...بس مش معني انك مبطيقهاش ...تلعب علي البت الغلبانه علشان صاحبتها.


واستطرد قائلا


=عارف كمان انها كانت مفاجاه بالنسبه ليكي انها مسكت الشركه في غيابي...بعد ما كنت مرتب حالك لكده ...بس هيا ملهاش ذنب ...انا كنت في غيبوبه وخليفه وامي عملولها توكيل.وبصراحه خلود عملت اللي لا انا ولا انت هنقبل نعمله ...اتعاملت مع شركه حازم وكسبت صفقه كبيرة بالنسبه لينا ...فأنا بدين الفضل ليها ...وانت كمان المفروض تتعامل معاها بطريقه افضل من كده ...مهما ان كان دي برضه مراتي واحترامها من احترامي


هنا طفح الكيل ...اسرع اسر باخراج المظروف من الدرج واعطاه لزين بقوة قائلا


=ويا ترى رايك هيفضل زى ما هو بعد الصور دي؟


قطب زين جبينه ومده يده ليفتح المظروف ليشاهد صور خلود مع حازم في حجرة المكتب ...رفع راسه لاسر بعنف قائلا


=ايه الصور دي ؟ ومين اللي صورها وازاي وصلت لدرج مكتبك؟


ابتسم اسر بسخريه قائلا


=دي صور لخلود مراتك وهيا بتمم الصفقه مع الزفت حازم ...الصور دي وصلت النهارده الصبح المفروض كانت تبقي علي مكتب خلود كنوع من التهديد ان في نسخ تانيه ...بس الحمد لله انها جت مكتبي بالغلط.


نهض زين بعنف وخرج من مكتب اسر وصفع الباب بقوة متجهها الي غرفه خلود ...اما اسر فابتسم بشماته انه نجح مخططه بالكامل ...وصل زين الي مكتب خلود فتحه بهجوم ...وكانت تحادث خليفه بمرح ...لم يعيطها الفرصه لاستكمال حوار حيث انقض عليها وسحبها من شعرها الي خارج المكتب وهيا تصرخ بشده وتساله لماذا ...وسحبها الي اسفل وخبط علي راسها ليدخلها السيارة بالقوة صافعا باب السيارة ليرحل بها الي مكان خالي من الناس ...شاهد خليفه جزء من هذا الصراع واتصل علي امه ليبلغها لتطمأنه ماذا يحدث ...اما عن اسر فكان في قمه سعادته لما يشاهده فهو بذلك قضي علي خلود نهائيا وللابد....اخيرا اكتمل شعور اسر بالشماته الكامله في خلود.


انطلق زين بسيارته مسرعا غير عابئا بخوف وبكاء وشهقاته خلود المستمرة التي بلغت حد الصرخات ...ظلت تصرخ خلود وتساله ماذا حدث وكاد قلبها يقف من شده سرعه السيارة...الي ان توقفت السيارة بمكان خالي من المارة لترتطم راس خلود بتابلوه السيارة...رفعت خلود راسها بقوة ونظرت له بعنف وصرخت في وجهه وقالت


= ايييييه في ايييييه ...انت اتجننت؟بتعملي فيا كده ليه...انتي بتتحول كل ساعه بطريقه ...انت مريض ولازم تتعالج .


هنا قام برمي المظروف المحمل بالصور في وجهها واعلي نبرة صوته قائلا


= اخرسي خالص وليكي عين تتكلمي بعد الصور دي...يا زباله يا حقيرة ...بتستغل عدم وجودي ...وبترجعي للعبك القديمه ...اه ي واطيه.


قطبت خلود جبيبنها وفتحت المظروف فشهقت ووضعت يدها علي فمها قائله


ايه ده ...مستحيل ...ده محصلش بينا ابدا ...الصور دي متفبركه ...اقسملك ما حصل ....انا لا يمكن اعمل كده ابدا ...اخلاقي متسمحش .


نظر امامه بجمود وقال


= اخلاقك ...هنتظر رد ايه منك غير الانكار والكذب اللي معيشاني فيه من يوم ما اتجوزنا...وكل يوم اقول بطلت كذب ...واكتشف كدبه جديده .


تجهم وجهها وردت عليه قائلا


=انكار لو هو انت مصدق الصور دي...وانا ايه اللي يجبرني اعمل كده وفي شركتك كمان...انا لو عايزة اعمل كده اروح ادور علي وكر واعمل فيه القذارة دي.


صرخت خلود ووضعت يدها علي وجهها وقالت


=يا استاذ يا محترم انا لو عايزة اعمل كده ...مكنتش استنيت لحظه واحده علي ذمتك وخصوصا وانت شايف تجاوبه معايا في الصور فأنا ايه اللي يمنعني منه؟


صرخ زين في وجهها قائلا


=تفرق كتير لما تبقي معاه وانت طليقتي وانك تبقي معاه وانتي مسيطرة علي الشركه والنفوذ ...وده اللي خلاها يبص لواحده حقيرة زيك.


تحدثت خلود بعنف قائلا


=حقيرة زىى...ياااه للدرجه انا رخيصه عندك بس معلش الحق مش عليك ...الحق عليا انا اللي منتهزتش فرصه الطلاق منك وبعدت عنك وعن غدرك.


قبض عليها زين من ملابسها وقربها من وجهه قائلا بعنف


=غدرى ...دلوقتي بقه غدرى ...نسيتي كنتي بتجيلي كل يوم الجناح وانا نايم وتعملي معايا .ايه..وعماله ترسمي وتخططي وتقوليلي بلاش نندم علي حاجه هنعملها سوا وانا العبيط مصدقك ....لا يا ماما انا ابقي عبيط اوى لو صدقت واحده حقيرة زيك ....انتي كنتي هتطلقي ومعاكي مبلغ محترم ...ولما امي واخويا عرضوا عليكي العرض قلتي وماله اهو في الغيبوبه ادور علي حل شعري واكسب من وراه .


ولم يمهلها فرصه للرد ففتح باب السيارة والقاها في الشارع مجددا


=فاكرة الحته دي انا رميتك فيها قبل كده ومستعد اعملها مرة واتنين وعشرة عشان اعرفك بس ان اللي زيك قيمتهم ينداسو تحت رجل زين السرجاني


نهضت خلود من علي الارض ودفعته الي الخلف لدرجه انا ظهره انصدم بالسيارة


ولما انت مش عبيط ومش بتصدقني لما فوقت من غيبوبتك مخلتنيش امشي ليه ...ولا كان نفسك تاخد اللي انت عاوزه مني قبل ما امشي ولما لقيتني هطول عليك اخترعت الصور دي.


هز زين راسه بغضب قائلا


=صح اخترعت علي مراتي حجه الصور علشان اطلقها ...افضح نفسي عشان اطلقها ...لا ازاي انا بقه كفايه عليا فضايح معاكي لحد كده ...تعالي.


امسكها من معصمها وسحبها الي السيارة وادخلها بالقوة واستدار ليركب بجوارها لتنظر اليه خلود مبتسمه بسخريه وتقول .


=شفت بقا اد ايه انت محتاجني ولا يمكن تسيبني في مكان زى ده ...لانك جبان خايف علي نفسك من الفضيحه ...اقل حاجه بتعملها علشان تخفي اي فضيحه انك تدفنها بدل ما تواجهه.


رفع راسه من الصدمه وقال


=فضيحه ...عندك حق ...بس للاسف الجواز منك كان اكبر فضيحه ليا ولاسمي ...بس ملحوقه كل شئ وله نهايه يا خلود ...اما خليتك تنحتي من الاسفلت..


صفقت خلود من الفرحه وقالت


=صح كل شئ وله نهاية ... بس للاسف النهايه دي انا اللي هنزل بها ...لانك معندكش المقاومات لنزولها ...بس مش هنكر انك ساعدتني فيها .


خبط زين يده علي محرك السيارة بعنف...كان يود ان يسحقها في هذا المكان ...ولكن مهلا ليس هذا هو المكان المناسب ...هنا ستظهر الحقيقه للكل علي انها ضعيفه وهو من قام بظلمها وسحقها.


قاد زين السيارة مسرعا الي الفيلا لكي يقوم باهانتها امام خدم الفيلا بالاكمل وامامه امه وما ان وصل الي الفيلا سارعت خلود لفتح باب السيارة وصفته كالعاده وتوجهت الي الدخول الا ان زين امسكها من ذراعها بعنف وقال بصوت عالي


=رايحه فين يا هانم ...استني عندك انتي مبقاش ليكي مكان في وسطينا ...لحظه وهتلاقي الخدامين بيرمولك هدومك هنا ...تلميهم وتغورى معنتش عاوزاشوف وشك هنا تاني ابدا.


ازاحت خلود يده من علي ذراعيها وابعدته عنها ودخلت بكل قوة وتصميم واراده الي الفيلا ووقفت في منتصف الصاله بكل ثقه قائله


=مين دي اللي تغور ...بقي بعد اللي عملته للشركه ...اسيبلك الدنيا كده وامشي ...هههههه ده انت بتحلم.انا هنا بمزاجي ...ومش همشي الا بمزاجي.


ثم ارتفع صوتها عاليا وقالت


=انا هفضل هنا في الفيلا وفي الشركه كمان...ومش هسيب اللي عملته واحده غيرى تيجي تاخده...انا خلاص اعلنت الحرب عليك ...بس انت السبب.


تفاجئ زين من اسلوب خلود معه كيف يكون لها الجراءة لقول هذا ...توجه نحوها وكاد ان يصفعها وبعدها يمسكها ويجرجرها خارج الفيلا ولكنها امسكت يده وانزلتها واقتربت من وجهه وقالت بصوت كفحيح الافعي


=انا معايا توكيل بادارة الشركه بنصيب اكبر من نصيبك ...يعني القرارات انا اللي اخدها ...وان كان علي القعاد في الفيلا انا اساسا ميلزمنيش ...بس هقعد هنا علي قلبك ...لغايه ما يجيلي مزاجك وامشي ...صدقتني بقا لما قولتلك ان النهايه انا اللي هعملها مش انت ...علي فكرة انا مش قاتله روحي عليك ..لان اللي ذيك ملوش امان ...غدار ...عرفت ليه بقي مبسمحش ليك تقرب مني ...وعمرى في حياتي مابعتبر نفسي زوجه ليك وده بسبب اهانتك ليا من اول يوم جواز ...واللي جه الوقت اللي اردهالك فيه ...انت تستحق تعيش ديما في دايرة الشك اللي صنعتها لنفسك من ناحيتي ومن ناحيه غيرى ...وهتفضل عايش وهتموت في الشك ده.


هنا لم يستطع زين السيطرة علي اعصابه فقام بمحاوله خنقها لولا نزول ياسمين علي الدرج تصرخ علي زين قائله


=زييييين ...من امتي زين السرجاني بيمد ايده علي واحده...ايه خلاص فقدت اعصابك ...مش لاقي كلام ترد عليها بيه ...للدرجه دي بقيت ضعيف.


تماسك اعصابه ونظر الي امه قائلا بجمود


=من بكره تروحي تلغي التوكيل للحشرة دي ...وتتصلي بخليفه يلغيه...وتخليها تلم هدومها وتمشي برا الفيلا ...وياريت متظهرش في حياتنا تاني.


هزت ياسمين راسها بالنفي وقالت


=للاسف يا زين ...خليفه عرف باللي حصل في الشركه من اسر ...بس كالعاده خلود بريئه ...عارف ليه ...لان خلود بذكائها لما عرفت ان حازم هيجتمع بيها عشان الصفقه جهزت كاميرا في قلب مكتبها علشان تعمل لخليفه بث مباشر بكل اللي حصل ...وتقدر حضرتك تتأكد بنفسك


لم يتحمل زين كل هذه الدفاعات عن خلود واطاح بتحفه موجوده علي طاوله الصالون بالارض وحطمها وهو في قمه ثورته وغضبه قائلا


=علي طول بريئه ...محدش يعرفها قدي ...دي زباله ولا يمكن تفضل في شركتي ولا في بيتي ...لما هي بريئه ليه وصلتني صور زى دي؟


جلست ياسمين ووضعت ساق علي ساق قائله


=اللي له مصلحه يجي شركتك ويفسد علاقتك بمراتك ....عارف انت ايه مشكلتك ...انك غبي تربيه واحد غبي ...كان نفسي ابوك يعيش وهو اللي يربيك.


=لكن للاسف مات وسابك لواحد حقير...ابوك الله يرحمه رغم دلعي عليه واخطائي عمره ما حاول يهيني ...لكن انت اتعودت تدوس علي الكل


=دلوقتي جه الاوان انك تعرف قيمه اللي حواليك.


نظر زين الي خلود الرافعه راسها بشموخ وقال


=حتي لو في دليل لبرائتها ...انا خلاص استكفيت منها ...عايزة تقعد هنا تقعد بعيد عني ...والشركه لو عتبتها هكسرلها رجليها.


توجه ليصعد الدرج ولكنه تجمد عندما سمع خلود تقول له


=اعلي ما في خيلك اركبه يا زين ...دا انا خلود رمز البقاء يا حبيبي ...تربيتك ...ده حتي انت علمتني مسيبش حاجه ملكتها ...وصعدت الدرج خلفه ومرت بجانب ونظرت له نظرة تحدي وسبقته بالصعود ودخلت الي غرفته القديمه صافعه الباب بقوة


تسمر زين من افعالها وتخشب من قوتها وهنا سمع ياسمين تقول له


=متستغربش كتير...انا دلوقتي مبسوطه انك اتجوزت خلود ...دي اللي هتقدر تكمل المسيرة من بعدي ...ياريتك تحكم عقلك وتعرف مصلحتك فين بالظبط.


صعد زين الي جناحه وظل يفكر في احداث اليوم وكيف بدا اليوم سعيدا وانتهي بهذه التعاسه ...قلبه يتمني ان تكون بريئه ولكن عقله ادخل له الشك لدرجه انه تخيل ان خليفه وامه يدافعان عنها ويتسترون علي فضائحها وخاصه امه لانها تخشي ان تعود شهيرة ...شهيرة ...هل من المعقول انها كانت اتيه لخلود بسبب امر الصور ...نعم هيا كانت اتيه لهذا السبب وحاولت ادخال الشك لقلبه من ناحيه خلود ...اااه منك يا خلود ....لم ولن تكون بريئه ستظلين الخائنه ...في عقلي ....اما قلبي فاسعوده ان يحتقرك دائما.


علي الجانب الاخر رجعت شهيرة تجر اذيال الخيبه لانها لن تفلح في تهديد خلودولا الوقيعه بينها وبين زين ...دائما تخسر وخلود تربح ...تحقد علي خلود لانها اخذت منها بالاول زين ...وكانت بالامس تحب حازم ,,,حازم اه من حازم ...لم تكن تعلم انها ستحبه وتغير عليه يوما ما ...حتي ما حدث وشكوكها فيه جعلته يبتعد عنها ...ولكن هي لن تقبل الاستسلام ...ستستعيد حبه لها وستثق به من جديد ...فهي مقتنعه براي والدها انا المذنب في هذه المشكله هي خلود ...وصلت شهيرة الي الفيلا وعلمت ان حازم لوحده بغرفه المكتب فطرقت الباب ودخلت ...وجدته شاردا فتوجهت اليه قائله بحزن


=مكنتش اعرف انك تقدر تعدي ساعه واحده من غير ما تكلمني .


افاق من شروده علي صوتها العذب الرقيق فابتسم بسخريه وقال


=زمان كنت بتمني اكلمك وانتي كنتي بترفضي ...ولما قربت المسافات ما بينا وقلت خلاص ...مفيش فايده برضه بتبعدي ...ده غير انعدام الثقه ...انا كان لازم احس من الاول اني مجرد محطه بالنسبه ليكي تنسي بيها زين ...ودلوقتي خلاص زهقتي مني معدش ليا لزمه ...تقومي تنتهزى اي فرصه او اي غلطه معملتهاش عشان تنهي اللي بينا ...حتي لو كانت الفرصه دي حب قديم ليا وللاسف انا مكنتش بحبها ...ولا هي كمان هي كانت متوهمه كده ...لانها عقليتها صغيرة ...مش زيك كبيرة وناضجه ...بس للاسف انتي ضعيفه بتتنازلي وبتبيعي حقك بسرعه لغيرك.


ذهلت شهيرة من اتهاماته وقالت


=ياااااه كل ده...بقيت بتحكم عليا من وجهه نظرك وبس ...ليه ما فكرتش اني قلت كده من حبي ليكي ...وغيرتي عليكي ...وانا مش قادرة اتخيل اني في واحده كانت بتحبك قبلي


ضحك حازم باستهزاء وقال


=بتحبيني وبتغيرى عليا ...في واحده يا شهيرة بتحب واحد وبتغير عليه ...تروح بايدها تسلمه لغيرها؟


ابتسمت شهيرة بمرارة وقالت بصوت مبحوح


=انا بعترف اني غلطانه ...بس صدقني انا من يوم الحفله وانا في نار قايده جوايا ...وشك بينهش فيا مش قادرة اقاومه.


هز حازم راسه باسف وقال


=شك ...اهي دي المشكله ...اللي لا يمكن تتحل ما بينا يا شهيرة...معني الشك ان مفيش مجال من الحب بينا.


هزت شهيرة راسها وهي تبكي وتقول من بين شهقاتها


لا يا حازم ...انا بحبك ...وبغير عليكي ...بعترف اني شكيت فيك للحظه ...بس غصبن عني ...خلود السبب في كل اللي بيجرالي ....


ابتسم حازم بسخريه وقال


=خلود ...خلود يوم ما روحتلها اول مرة قابلتي مقابله زباله وحسستني اني مفروض عليها ...رغم انك قولتيلي انها رحبت بالشغل معايا.


اخفضت شهيرة راسها وقالت


=انا الصراحه كدبت عليك ...هيا كانت رافضه بس انا اللي ضغطت عليها ...بس بعد الصور اللي اتبعتتلي اتاكدت انها كانت بتمثل عليا من الاول .


تنهد حازم وقال


=علي العموم حصل خير يا بنتي عمي...


نظرت له شهيرة بذهول وقالت


=بنت عمك ...حازم انا شهيرة ...خطيبتك وحبيبتك


رد عليها حازم باسف


=في مرة من المرا ت قولتيلي هديك فرصه تانيه ...المرة دي انا اللي هطلب الطلب ده ...بس مش فرصه تانيه ...فرصه اخيرة يا شهيرة ...يا تثقي فيا يا نفضها سيرة ...فكرى في كلامي كويس ...لاني معنديش نقطه رجوع ...عن اذنك.


بعد خروج حازم من غرفه مكتبه ...شهيرة اتاها اتصالا برقم غير مسجل ...قطبت جبينها وردت واتتها الاجابه من صوت تعلمه جيدا ...صوت كان كثيرا يشعرها بالذل والمهانه ...الا وهو صوت ياسمين ...تتصل بها وتتحدث بغضب قائله


=اوعي تكوني مفكرة ان اللعبه القذرة اللي عملتيها انتي وابوكي اثرت فينا يا حلوة.


توترت شهيرة وقالت لها


=لعبه ...لعبه ايه حضرتك؟


زمجرت ياسمين وقالت


=لعبه الصور المتفبركه ...علي فكرة انا ممكن أصورك زيهم بالظبط ...بس ساعتها خلود لو شافتهم عمرها ما هتشك في جوزها.


ثم استطردت قائله


=عارفه ليه ...علشان خلود قويه مش ضعيفه زيك.


تنهدت شهيرة بضعف وقالت


=عندك حق ...انا ضعيفه ...بس علي الاقل مبقتلش القتيل وبمشي في جنازته .


اغتاظت ياسمين من ردها وقالت


=مين دي اللي تقتل القتيل وتمشي في جنازته يا حلوة ...روحي دورى كويس علي اللي فبرك الصور ...لان يا هانم اللي بعتلك الصور بعت نسخه زيهم لزين.


جحظت عين شهيرة بقوة وقالت


=ايه زين وصله نسخه من الصور هو كمان؟


صرخت ياسمين في اذن شهيرة عبر الهاتف وقالت


=عرفتي بقي ان انتي غبيه ؟وعرفتي مين اللي له مصلحه في كده ... ابوكي المحترم اللي عايز يرجع هنا حتي لو كان التمن كرامتك؟\


ذهلت شهيرة مما سمعته وهمست بمراره وقالت


بابا ...ازاي ده اول لما شاف الصور دافع عن حازم.


ثم رفعت نبرة صوتها قائله لياسمين


=مستحيل بابا يعمل كده ...بابا كان رافض اصلا التعامل مع شركتكم


ضحكت ياسمين بسخريه وقالت


=كان رافض .عموما انا مش بتصل بيكي علشان اعرف ابوكي كان موافق يتعامل معانا ولا لا ...لان ده شئ ميخصنيش ...انا متصله بيكي علشان تبلغي الرساله دي لابوكي ...لان ميشرفنيش اني اكلمه ولا يدخل بيتي ...قولي لابوكي نجوم السما اقربلك من ياسمين واولادها ...وان كان قدر ياخد واحد منه ...فده بمزاجي ...انما التاني علي جثتي ...سلام يا كتله الغباء اللا متناهيه


واغلقت ياسمين الهاتف في وجه شهيرة ...لتشعل بيها نيران الحرب والتحدي لها ولخلود.


سطعت شمس يوم جديد علي ابطالنا منهم من كان يشعر ان هذا اليوم يو جيد بالنسبه له ومنهم من كان يشعر انه بدايه التعاسه له ...استيقظ زين كعادته ولكن احس بفراغ كبير من عدم وجود خلود حتي بالغرفه ففي الفترة الاخيرة اصبحت انفاسها هواء يعبر الي رئتيه يشعره بالانتعاش ...زفر زين انفاسه بحرارة وتوجه لياخذ حمام باردا يطفئ به ناره وارتدي ملابسه وخرج من الغرفه ...توقع وجودها بغرفه السفره فمد بصره الي هناك فلم يجدها ...ابتسم ابتسامه ثقه وغرور لاعتقاده انها عدلت عن امر الذهاب الى الشركه وتظل في الفيلا وتحاول مصالحته ليلا ...لانه يعلم انها لا تقدر علي هجرانه ...اطمأن زين وذهب الي الشركه ليعقد اجتماعا كبيرا ...ليعلم المسؤليين والموظفيين ان عودته للشركه نهائيه وان القرارات الاخيرة له ...كان تتطلع خلود اليه من شباك غرفتها وتبتسم بسخريه ...وهي تفكر في خططها الماكرة والخبيثه لهذا اليوم ...طرقت ياسمين باب غرفتها لتسمح لها بالدخول ...ربعت ياسمين ذراعيها وزفرت وقاالت


=ايه استسلمتي وخوفتي تروحي الشركه ليكسرلك رجلك؟


اطلقت خلود ضحكه رنانه وقالت


=ابدا ...انا بس حبيت احسسه انه انتصر ...وهلبس ورايحه حالا.


قطبت ياسمين جبينها وقالت


=بس مفيش عربيات توديكي الشركه.


ذهبت خلود لياسمين وحدثتها برجاء ولطف قائله


=ممكن ياسمين هانم تديني عربيها.


ابتسمت ياسمين هانم وعضت علي شفتها السفليه لان خلود تذكرها بنفسها وهيا صغيرة ...هزت راسها بالايجاب وقالت


=موافقه ...اسيبك تلبسي وهستناكي تحت


امسكتها خلود من يديها وقالت


=لا تسيبيني ايه ...لازم تشوفي انا هلبس ايه النهارده.


استغربت ياسمين منها وقالت


=؟هتلبسي ايه يعني .


غمزت لها خلود بعينيها واستدارت الي الدولاب واخرجت كنزة بنفسجيه اللون بربع كم وذات فتحه صدر واسعه ...وتنورة قصيرة...وقالت


=هلبس دول.


شهقت ياسمين ووضعت يدها علي فمها وقالت


=مش معقول ...ده مش بس عدم استسلام منك له ...ده جنون.


نظرت لها خلود باستمتاع وقالت


=طب وايه رايك بجنوني؟


تنهدت ياسمين وقالت


=الله يعينك علي جنونك وجنونه لما يشوفك كده ....ويعدي اليوم بسلام ...يالا اجهزى بسرعه ...انا سمعاه بيقول ان الاجتماع اول ما يوصل ...انا منتظراكي تحت


ارتدت خلود ملابسها وذهبت الي الشركه ...وجدت الشركه تكاد تكون خاليه الا من بعض الموظفين الصغار ....ففهمت انهم بغرفه الاجتماعات ...توجهت اليها ولم تطرق الباب ...في هذه الاثناء كان يبدا الزين اجتماعه ...فصفعت الباب بكعب حذائها العالي ودخلت تطل عليهم بكنزتها وتنورتها المثيرة وكعب حذائها العالي الذي كان يطرق علي الارضيه ليلفت انتباه الحشرات حتي ...جحظت عيني زين لان كانت طلته تخالف اوامره ...فالشعر المفرود لم يعد له فقط ...بل كان لكل الموجودين ...شعرا مفرودا علي ظهرها وذراعيها المكشوفين ...وطلاء شفاه من اللون البنفسجي القاتم ...والكنزة والتنورة ...كل هذا جعل اعصابه تثور فتحدث بغضب قائلا


=انتي ايه اللي جابك هنا؟


رفعت خلود حاجبيها وابتسمت ابتسامه استمتاع ...وتوجهت الي كرسي وثير مثلا كرسيه وفي مقابلته ...وجلست ووضعت ساق الي ساق ...وارجعت ظهرها للوراء ورفعت وجهها وقالت

=المفروض انا اللي اعمل الاجتماع ده ...وابلغك بيه ...لان انا هنا بموجب التوكيل الرسمي من مدام ياسمين وخليفه السرجاني ...امتلك اكتر منك ...بمعني اوضح وادق ...القرار الاكبر في اي حاجه تخص الشركه ليا انا .

الفصل الخامس عشر

نهض زين من مكانه بقوة عند سماعه لحديثها الذي قلل من قيمته في الشركه ليقول بغضب الي كل الموجودين بغرفه الاجتماعات ما عدا اسر


=الكل يطلع برا ...الاجتماع اتلغي.


ليتقدم منها يرفعها بكلتا يديه من علي الكرسي بقمه غضبه قائلا


=انا قلتلك هكسر رجلك لو عتبتي الشركه ...وبردو جيتي ...يبقا انتي اكيد اتجنني.


ظل يضغط علي كتفيها بعصبيه ويوجه وجهه الي وجهها قائلا بسخط


=بقي انتي ليكي اكتر مني في الشركه ...حلو اوى ...انتي الوقتي هتتنازلي علي التوكيل اللي معاكي يا اما هشرب من دمك فاهماني.


تجرأت خلود للتخلص من يديه وابعدته عنها للخلف وقالت بصوت عالي


=مش هتنازل عن حاجه...واعلي ما في خيلك اركبه...انا مش بعد اللي عملته في غيابك هجي بجرة قلم او بسبب صور متفبركه اسيب كل اللي عملته.


شدد زين علي شعره بغيظ ورد علي جنونها قائلا


=عملتيه ...انتي مين انتي ...انتي حشرة ولا تسوى ...انتي واحده حقيرة ...خططي بكدبك وخداعك ووصلتي اللي انت عايزاه ...بس اقسم بالله لاندمك علي كل اللي عملتيه يا خلود.


ردت خلود عليه بغرور وثقه بالنفس قائله


= اكبرحاجه بندم عليها في حياتي اني رضيت اتجوزك ...من يوم ما اتجوزتك بتشك فيا ...عمرك ما حاولت تسمعني ...حتي لما بتعرف اني بريئه بترفض تعترف بده....ولما جتلك الصور من واحد حقير ...محاولتش تدافع عن شرفك ...نهشت فيا زيك زيه.


هنا تسرع اسر وقال لها


=لا بقي مسمحلكيش ...هي غلطتي ان وريت صورك لصاحب عمرى.


ضحكت خلود بسخريه وقالت


=انا بقي مكنتش اقصدك ...بس علي فكرة كنت شاكه انك انت اللي وريته الصور ...وانت دلوقتي اكدتلي ...لو انت صاحب عمره بجد كنت خفت عليه لما يشوف صور زى دى.


ارتفع صوت زين قائلا


=ايه كنتي عايزاه هو كمان يتستر عليكي وعلي فضايحك ؟ انتي جنسك ايه يا شيخه ..معجونه من ميه عفاريت ...هقولك ايه ما انتي اصلك واطي.


رفع خلود راسها بقوة واشارت الي اسر قائله


= ده اللي اصله واطي ...اللي انتهز فرصه رقدتك واعلن نفسه الامر الناهي في الشركه بدون اي تصريح منك ...وانا معنديش فضايح عشان يبقا نفسي ان واحد زى ده يتستر عليا...الحمد لله اني جاتلي فكرة البث المباشر لخليفه وشاف اللي دار بيني وبين حازم


هز اسر راسه الي زين لينفي ما تقوله فقال


=انا عملت كده لاني كنت متوقع مع غياب خليفه وغيابك زي ما حصل ايام الحادثه.


ثم ذكره بايام الحادثه قائلا


=فاكر لما رجعت قلتيلي ايه انك كنت كانك موجود.


هز زين راسه له وقال


=عارف يا اسر انك مكنتش تقصد ...بس هنقول ايه اصل الواطي بيفكر كل الناس واطيين زيه ...بس انا بقا الواطي عندي ملوش غير مكان واحد ...تحت رجلي.


ابتسم اسر ابتسامه انتصار لخلود وقال لزين


=ومع ذلك برضه انا غلطان ...انا فعلا كنت لازم اخاف عليك لما تشوف صور زى دي ...وغلطان برضه بوقفتي دي بينكم ...انتو مهما ان كان برضه زوجين ...عن اذنكم.


انصرف اسر بعد ما دمر كل شئ بين خلود وزين ...رغم انه لعن الحظ الذي جعل خلود تصور كل شئ لخليفه ...يخشي ان زين يصدقها ونرجع الي نقطه البدايه ...ولكن مهلا فهو زين الغدار الذي لا يصدق الي خيلاته واوهامه وشكوكه فقط.


بعد انصراف اسر قام زين بتوقيع ورقه التوكيل حتي يطردها من الشركه فابتسمت له بسخريه وقالت


=ههههههه ...وده بقي مش متوثق مثلا ...والله انتي صعبت عليا ...محتار تعملي معايا ايه عشان اخرج برا حياتك ...نسيت لما قلتلي اللي يدخل عرش الزين ميخرجش منه الا بالموت؟


قامت بدلع ووصلت اليه وامسكته من وجنتيه قائله


=انت لما بتملك حاجه مبتسيبهاش ...وانا بقيت زيك بالظبط ...وبصراحه انا في الفترة الاخيرة ملكت حاجات كتيرة ...ومنهم انت ...وانا مبحبش افرط في حقي.


توتر زين من قربها وكاد يمسكها من خصرها ولكنها ركضت الي اخر الغرفه قائله


=يا حرام ...ده انا نسيت اجيلك امبارح الاوضه بليل ...فاتك زعلان ...للدرجه بعدي عنك بيتعبك ...اومال كنت بتقولي امشي ليه ...لما انت مش قادر.


نظر لها زين بصدمه كيف لها ان تعلم انه يتوتر من قربها ولا يطيق الابتعاد عنها ...نعم مثل ما قالت من اول لحظه تزوجها وهيا شكلت خطرا علي قلبه وعقله ...افاق من شروده علي صوتها وهيا تقول.


=تلاقيك كنت مفكر اني هطلعلك الفطار النهارده وانا موطيه راسي في الارض من الفضيحه اللي معملتهاش واقولك حاضر يا سي زين ...مش هعتب الشركه تاني لاحسن تكسرلي رجلي ....ااااااه يا رجلي.


صرخت خلود من رجلها حيث لا يناسبها الكعب العالي والوقفه الطويله خاصه بعد ما صدمت رجلها في حافه الرصيف وصدمت للمرة الثانيه امس ونزفت كثيرا ...ولم تشعر خلود بالنزيف الا بعد انتهاء مشاجراتها مع زين ...انتفض زين من صرختها وركض نحوها وحملها واجلسها علي اريكه موجوده بغرفه الاجتماعات ورفع رجلها ومددها علي الاريكه ...ليكتشف ان ركبتها اليمني بدات في اخراج الدم منها ...ليسرع بجذب علبه الاسعافات الاوليه ويطهرها لها الجرح وهيا تصرخ بشده ...من اثر يده القويه علي الجرح ...تلاحظ غضبه وصدره الذي يعلو ويهبطوبصدمه من الجرح الذي فتح فجاه قال


=الجرح ده ايه اللي فتحه تاني؟


ازاحت يده وجلست نصف جلسه بجواره وانزلت رجلها علي الارض قائله


=اتفتح امبارح بسبب رميتك ليا في الشارع واتفتح بنفس المكان ...وعمره ما هيلم ...زى ما في جروح كتيرة بتتفتح وعمرنا ما بنقدر نلمها.


ثم وجهت نظرها اليه قائله


=طبعا انت فاهم كلامي معناه ايه ...عرفت ليه بقي قلتلك خايفه اندم ...لاني متاكده اني هندم ...زى ما انت ندمت انك اتجوزتني ...وياريتك ما اتجوزتني.


اشاح ببصره الي الاتجاه الاخر وقال


=فعلا ياريتني ما اتجوزتك ...جوازتي منك كانت اكبر غلطه في حياتي ...غلطه هفضل ادفع تمنها العمر كله ...وعمرها ما هتتمحي بجرة قلم.


مسكت يده ووضعتها علي الجرح وقالت


=عارف الجرح ده ...بيهدي لما بنحط عليه مرهم او اي مسكن ...بس انت جروحك لما بيتحطلها مرهم او مسكن مبطيبش ...بتزيد ...انت كمان بقي جرحك لغيرك عامل كده بالظبط.


ابعد يده من يدها وانتفض واعطاها ظهرةه و نهض ووضع يده في جيب بنطاله وقال


=انتي جايه تتفلسفي عليا ...وتعلميني ازاي اتعامل معاكي ومع اللي حواليكي ...لا يا ماما فوقي لنفسك كويس واعرفي ان القوة اللي انتي فيها دي انا اللي عملتها.


نهضت خلود من مكانها واحتضتنه من الخلف هامسه في اذنه قائله


=ليا الشرف ...ان زين باشا السرجاني جوزى ...هو اللي خلاني قويه ...وعشان انا قويه مش هتنازل عن حقي في الشركه ولا فيك يا زيني.


ثم رفعت يدها علي عنقه تداعبه بظهر اصابعها لتشعره بالقشعريرة قائله


=بالذات بقي حقي فيك ...عمرى ما هسيبه لواحده تانيه ...لان انا الوحيده اللي حصلت علي حق في الزين ...ومتستهونش بيا يا زين ...انا تربيتك.


ثم ادارته لها وهو كالمغيب من افعالها ووضعت كف يدها علي وجهه قائله


انا كان نفسي اجيلك امبارح الجناح ...متعرفش انت وحشتيني قد ايه ...قلت اجيلك الشركه ...تقوم تقابلني كده يا زين ...مكنش العشم = زيني


ازاح يدها من علي وجهها وتفحصها قائلا


=تقومي تيجي الشركه بالمنظر المقزز ده ...فاكرة انك كده بتستفزيني ...لا ياحلوة ...انتي متفرقيش بالنسبه ليا ...زيك زى اي واحده بقابلها في اي مكان.


اقتربت منه ورفعت حاجبها باستمتاع وقالت


=طب عيني في عينك كده ...انا لو مش مهمه مكنتش علقت علي لبسي دلوقتي ...علشان مش هتبقي شايفني ولا مركز معايا ...لكن انت مركز اوى.


=انا كمان ركزت معاك جدا من ساعات ما دخلت ...انت اللي ضايقك مش وجودي ...انت اللي ضايقك لبسي ومظهرى


=اينعم مكنتش عايزة البس كده وكنت عايزة اجي اقابلك عادي ...بس للاسف حظك معايا كده ديما ...انت زى ما قلت عليا ...انا مجنونه


=وجناني ملوش اخر ....فياريت تتعود عليا وعلي جنوني ...لاننا ملازمين بعض لاخر العمر ...اتعود كمان علي وجودي في الشركه لاني مش ماشيه حتي لو رجع خليفه ....سلام يا زيني اشوفك بليل في الفيلا ان امكن ...ومتشيلش هم مرواحي معايا عربيه انطي ياسمين ...علي بال ما جوزى حبيبي يحن عليا ويجيبلي عربيه.


خرجت خلود من غرفه الاجتماعات تاركه زين في حاله تسمر وتصلب من اقوالها وافعالها وتاثير حضورها الطاغي عليه ودلعها وتوتره منها ليجلس علي الاريكه يفرد ظهره عليها لاحساسه بالتعب جراء فرط عصبيته ليفكر ماذا سيفعل مع هذه الشيطانه الصغيرة.


انهت خلود عملها بالشركه واخذت سيارة ياسمين ورحلت ...خشي زين عليها ان تفتعل حادث علي الطريق لانها مازالت متدربه حديثا مشي ورائها بسيارته ولسوء حظه علمت انه خلفها ...ساقت السيارة بجنون لترعبه وهي تضحك وتمرح الي انا وصلت الي الفيلا وسندت علي السيارة تنظر اليه باستمتاع لحظه وصوله لم يعيرها اهتمام وصعد الي جناحه ودخل ليغير ملابسه...شرد في جنون خلود المستمر ...لم يشعر بها عندما دخلت جناحه تستدعيه لتناول الغذاء قائله


الغدا جاهز ...يالا عشان تتغدي وتاخد ادويتك ...اليوم النهارده كان صعب عليك ...وفاتك تعبان ...انا كمان تعبانه زيك ...فحسيت بيكوقلت اجي اندهلك بنفسي.لم يرد عليها ...خشت خلود ان يكون اصابه شيئ توجهت نحوه وربتت علي كتفه مناديه له قائله


=زين ...مالك انت تعبان اوى ...تحب نطلب الدكتور ...فيك ايه ...ردي عليا ...متقلقنيش عليك ...ارجوك ...زين ...يازين ....زين ...


شدها من ذراعها وانزلها امامه علي الارض قائلا بغضب


=انتي مالك ...أهمك اوى تعبان ولا لا ...انا لو تعبان هبقي تعبان من وجودك ...علي قد ما انتي عايزة تخلصي مني ....انا كمان بعمل المستحيل علشان اخلص منك.


انتفضت من علي الارض ونهضت بغضب ووضعتها يدها في خصرها قائله


=انا بعمل كده عايزة اخلص منك ؟ انت اللي مريض ومفكر كده ...انتي مش تلزمني اصلا سواء موجود ولا مش موجود ...وان وجودي مضايقك فده ميهمنيش.


نهض زين من مكانه ونظر اليها قائلا


=ولما هو ميمكيش ...ليه بتيجي لحد عندي ديما ...اه فهمت ...الظاهر مش مكفيكي الوضع اللي انتي فيه ...فقلت ازودوا بقرب زين ليا ...صح كده يا هانم؟


ارتبكت خلود من كلامه وقالت


=تقصد ايه؟


زين باستمتاع قال


=اقصد انك معاكي المال ...يبقا لسالك ايه المتعه الشخصيه ...ولا نسيتي مجيتك ليا وانا في الغيبوبه كل يوم في الجناح وانا ساكت ومعديها بمزاجي.


هزت راسها يمينا ويسارا بحزن وتنهدت وقالت


=ديما هتفضل تفهمني غلط ...انا كل مرة بحاول معاك وانسي جبروتك وكبريائك ...واقول معلش يا خلود انتي اللي غلطتي من الاول وخليتيه يشك فيكي ...والتمسلك العذر ...وانت بردو مفيش فايده.


زين باصرار قائلا


=وهفضل طول عمرى معنديش ثقه فيكي ...انتي لو كنتي بعد اللي عملته امبارح معاكي جيتي واعتذرتي ليا...كنت فكرت ميت مرة في كلامك ...لكن انتي جيتي وناطحتيني في الشركه رأس برأس ومهمكيش عواقب عمايلكي هتكون ايه


زفرت خلود حانقه وقالت


=تمام يا زين ...براحتك ...اعمل اللي انت عاوزه ...بس صدقني هيجي يوم وهتفتكر كلامي ده كويس ...ان الكره اللي زرعته في قلبك من ناحيتي هيقلب عليك...عن اذنك.


في فيلا حازم


دخل حازم الي مكتبه فوجد شرف يجلس علي كرسيه يقلب في الاوراق الموضوعه امامه ...ولم يجد شهيرة فسال عنها قائلا


=شهيرة فين يا عمي؟


رد عليه شرف بجمود


=في اوضتها نايمه تعبانه من امبارح.


حزن حازم علي شهيرة وقال بصوت مبحوح


=تعبانه ازاي يعني ...طب نجيبلها دكتور طيب.


=دي حتي ما جتش الشركه النهارده.


رد شرف عليه ببرود قائلا


=انا مش هستني لما سيادتك تجيبلها دكتور ...انا بنتي تعبانه نفسيا منك ومن قسوتك عليها.


ابتسم حازم بسخريه وقال لعمه


=قسوتي عليها ....اومال حضرتك تسمي اللي بتعمله فيها من وهي صغيرة هيا ونهي ومرات عمي يبقي ايه؟


هنا دخلت شهيرة بوجهها الشاحب وهيئتها الضعيفه ترد علي حازم قائله


=بابا ...وهيفضل بابا بالنسبه ليا ...مهما ان قسي عليا ...ولا حتي خلاني لعبه في ايده.


نظر اليها حازم ولهيئتها ورد عليها قائلا


=عندك حق ...انا يمكن مش مقتنع بالفكرة ....لان ابويا مات وانا صغير...فمحستش بالاحساس ده.


كاد ان يخرج ولكن شهيرة امسكته من يده قائله


=استني يا حازم انا عايزاك


نفض يدها من يده قائله


=بعدين يا شهيرة.


اغمضت شهيرة عينيها وسالت الدموع من جفونها وترجت حازم قائله


=ارجوك يا حازم انا عايزاك علشان تسمع اللي هقوله لبابا


نظرت الي والدها قائله بجمود


=مكنش في داعي ان حضرتك تفبرك صور لخلود مع حازم ...عشان ترجعني لزين ...لان انا قلت لزين في اليوم اللي سيبنا فيه بعض ...اني عمرى ما هرجعله


ثم استطردت قائله وهي تنظر لحازم قائله


=انا لو رجع بيا الزمن هتمني دخول حازم في حياتي من زمان ...عن اذنك


خرجت شهيرة من المكتبه مسرعه غير عابئه بغضب والدها ودفاعه عن نفسه ...لانها بالرغم من معرفه مدي كره ياسمين لوالدها الا ان والدها له في هذه الاعمال .


خرج حازم ورائها يركض الي خارج الفيلا ركب سيارته ومشي وراءها واوقفها واخذها بين احضانه واركبها السيارة معه


اخذ يهدهدها بين احضانه قائلا


=انا اسف يا شهيرة اني قسيت عليكي امبارح.


دفنت شهيرة راسها في صدره وتعالت شهقاتها وقالت من بينها


=انا اللي اسفه اني موثقتش فيك ...بس صدقني غصبن عني والله...نار الغيرة عمتني.


ربت حازم علي ظهرها بحنان قائلا


=خلاص يا شهيرة ارجوكي ...كفايه كلام في الموضوع ده .


نظرت الي عينيه وقالت


=يعني مش زعلان مني؟


نظر لها بمرح وقال


=يعني شويه ....نقدر نقول النص نص.


ابتسمت من بين دموعها وضربت في صدره قائله


بلاش رخامه .


مسح دموعها بيده قائلا


=والله ما انا زعلان ....خلاص عرفت انك بتحبيني وبتغيرى عليا


تنهدت براحه وقالت


=اخيرا صدقت اني بحبك؟


امسك وجهها وقال


=انا يوم ما حسيت اني بحبك ....دعيت ربنا واتمنيت تحبيني ربع الحب اللي حبيته ليكي.


ثم قطب جبيبنه قائلا


=انما انتي يا شهيرة ليه قلتي الكلام ده لباباكي


=ازاي باباكي هيعمل حركه زى دي ...هيستفاد ايه لما يجرحك ...عايزك مثلا تكرهيني وترجعي لزين؟


تنفست شهيرة بصعوبه وكادت تود ان الارض تنشق وتبلعها من افعال والدها وقالت


=لا بابا زى ما بعتلي الصور ...بعت نسخه زيهم لزين ...والله اعلم زين بيته اتخرب ولالا


شهق حازم واتسعت حدقت عينيه من الصدمه وقال


=يعني ايه ابوكي عايز يخرب بيت زين ...ويرجعك ليه؟


ابتلعت شهيرة ريقها بمرارة واخفضت راسها وقالت


=ايوه ....ومش هامه اذا هكون سعيده ولا تعيسه.


تخيل حازم لوهله ان خطبته بشهيرة فسخت وتم طلاق زين وزواجه من شهيرة ثم خبط علي مقود السيارة بعنف قائلا


=ليه ...ليه ...ليه ...انا ديما بكون المحطه بتاعتهم ...ليه بعد اللي عملتهولك يا عمي ...تخرب عليا سعادتي ...لييه


امسكته شهيرة من يده وقالت


=ارجوك يا حازم متعملش في نفسك كده ....انا عمرى ما هسيبك ولا هكون لغيرك ...حتي لو اضطر الامر اني اعادي ابويا.


نظر لها حازم وقال


=وانا اوعدك يا شهيرة هكون ليكي الاب والاخ والصديق والحبيب والزوج وهكون اب لاولادي هعوض فيهم سنين الحرمان


ابتسمت له شهيرة واحتضنته شارده في والدها متمنيه ان يكون برئ من هذه المشكله ...ايضا حازم كان لا يصدق ان عمه يفعل مثل هذه الافعال ...وصل شك حازم لطرف ثالث ...ولكن ما الذي علي حازم فعله ليتاكد من شكه.


في اليوم التالي استيقظت خلود من نومها مجهده ومتعبه اصر ما حدث بالامس...وصراعها ما زين ....اقسمت بداخلها ان توريه الامرين وتعذبه مثل ما عذبها ارتدت ملابس عاديه وذهبت الي الشركه وتوجهت الي مكتبها الذي يضم والدها وصديقتها هلا ...دخلت خلود والقت السلام عليهم واستغربت هلا حاله خلود فبعثت احد يحضرلها شاي لكي تستفيق ...وضعت هلا فنجان الشاي امام خلود ...نظرت له خلود وقالت بصوت مبحوح.


=شيليه يا هلا ...مش هينفع اشربه ...انا مفطرتش.


انتبهت هلا الي خلود وقالت


=حالا ابعت اجيبلك فطار ...ازاي تنزلي الشغل من غير فطار ...هو الشغل هيهرب


خلود بوجه شاحب قالت


=مليش نفس ...ومضطغتيش عليا ...حاسه اني نفسي ممره وعايزة ارجع .


كادت هلا ان تخبرها انها علامات انخفاض الضغط الا ان تليفون المكتب قطع حديثهم ...ردت هلا لياتيه ا صوت موظف المسئول بتجهيز غرفه الاجتماعات قائلا


=بلغي مدام خلود ان في اجتماع حالا ولازم تحضره


ابلغتها هلا بالاجتماع وطلبت منها الا تحضره وهي بهذه الحاله ولكن خلود رفضت رفضا قطعيا وقامت من مكانها وكانت الرؤيه مشوشه لديها وتوجهت الي غرفة الاجتماعات لتفتحها لتتفاجئ بيد الزين علي يدها علي مقبض الباب نظرت اليه بتشويش وقالت


=...شيل ايدك ...انا اللي لازم ادخل الاول


=ابتسم زين بسعاده علي تنافسها معه وقال


=ايه هي مسابقه ...مين يدخل الاول ...الكبير هنا كبير بمقامه ....مش بنسبته ...وبعدين انا اللي هدخل الاول ...انا اللي عامل الاجتماع ده


ابتسمت خلود باشمئزاز وقالت


=حتي لو انت عامل الاجتماع ...انا برضه اللي هكون رئيسته ...مش انت ....ولو في قرار من اللي هاتخده مش هيعجبني ...هعترض عليه


نظر لها زين بتحدي وقال


=بقي كده ...بتتحديني ...طب حاولي كده تعترضي ...وهتشوفي انا هعمل فيكي ايه يا خلود ي جويلي.


ازاحت يده من علي يدها وقالت


=انا اسمي خلود السرجاني ...وهفضل خلود السرجاني ...غصبن عنك ...وعن اللي يتشددلك.


ازاح زين يدها من علي مقبض الباب وانحني لها بتمثيل وفتح لها الباب لتدخل خلود تترنح من اثر الهبوط الي انا وصلت الي اقرب كرسي وجلست عليه ...لاحظت هلا اعياء صديقتها فذهبت مسرعه لها وقالت


=ليه صممتي تحضرى ...انتي تعبانه ومش شايفه قدامك.؟


نظر لها زين بخبث وقال


=الظاهر مديرتنا تعبانه النهارده ...كده من اول يوم يا مديرتنا تتعبي ...ده تعب ده ولا هروب من المسؤليه؟


امسكت خلود راسها بقوة من اثر الصداع الذي يفتك بها مما اثار قلق الزين عليها فتوجه اليها قائلا


=مالك يا خلود؟


لم ترد عليه هزها بعنف وقال


=انتي مبترديش ليه عليا؟


مالت راسها جانبا اصر هزته لها...فنظر لكل الموجودين بالغرف وصرخ فيهم قائلا


=ايه عجبكوا المشهد ....متسمرين كده ليه ...حد ينادي دكتور بسرعه.


ثم نظر الي هلا بغيظ


=وانتي ...مش كنتي معاها قبل ما تيجي هنا ...هيا اكلت ولا شربت ايه؟


انتفضت هلا علي صريخ وكادت ان ترد لولا وقوع خلود علي الارض ...فاسرع زين بحملها الي الاريكه وقال وهو يلطمها بوجهها قائلا


=ايه مالك يا خلود ...استسلمتي من اول جوله ...رد عليا...مش كنتي من شويه بتعانديني ...قومي كملي عنادك


ردت هلا بصوت مبحوح وقالت


=انا قلتلها ان ضغطها واطي ...لانها مكلتش من امبارح الصبح.


التفت زين الي هلا وجحظت عيناه مما سمعه ...وظل يفرك يده من العصبيه الي ان جاء الطبيب واعطاها محلول ملح لتستفيق وبالفعل كانت اعراض الضغط المنخفض بسبب الاهمال في الوجبات ...اخذها زين واسندها علي كتفيه وخرج بها من الشركه عائدا بها الي الفيلا ...لكي يقوم بالاعتناء بها بالاضافه الي معاقبتها علي اهمالها لنفسها. ولصحتها.


وصل زين الي الفيلا وفتح لها باب السيارة وامسك يدها لينزلها من السيارة فوجدها تتحرك بعصوبه ...فاضطر ان يضع يده تحت رجلها واليد الاخرى خلف عنقها وحملها ودخل بها الفيلا وصعد بها ...بعد صعوده وقف للحظه يفكر اين يودعها ...احست خلود بتردده فاغمضت عينيها لكي لا تعلم اين سيضعها ...زفر زين حانقا واخذها الي جناحه ...واودعها في الفراش برفق ...واخذ يزيح خصلات شعرها من علي جبينها ...وتحسس وجهها برفق ليمسح حبات العرق من عليه ...ثم زفر انفاسه العاليه ....وظل يحدق بها وبحالتها ...ابتسم نصف ابتسامه علي هيئتها المبعثرة ...فهي تختلف اليوم عن امس كثيرا ...حاول ايقاظها لكي تتناول الاكل وتاخذ دوائها فهمس لها قائله


=خلود ...فوقي يالا ...علشان تاكلي.


لتتصنع خلود الاستيقاظ وتنظر حولها ببلاهه متصنعه الدهشه وتقول


=انا ايه اللي جابني هنا ؟ هو انا مش كنت في الشركه ؟ رجعتني جناحك ليه؟


اقترب زين من وجهها كثيرا ووضع يده علي وجنتيها مداعبا انفه لانفها ليربكها قائلا


=انتي مأكلتيش حاجه من امبارح ...وبوظتيلي الاجتماع ...فاضطريت الغيه وشيلتك وجبتك عندي في الجناح .


وجدها تعقد حاجبيها بغضب شديد ففهم انها تضايقت لانه لم يسرد لها قلقه عليها الذي احست به منذ اول لحظه تعبت فيها في الاجتماع فازاحته من امامها لتبعده وتنهض قائله بغضب


=المفروض تسالني قبل ما تجيبني هنا ...انا مش لعبه في ايدك توديني مطرح ما يجيلك مزاج ...وان كان علي الاجتماع ملحوقه نعمله بكرة.


امسكها زين من معصمها وجذبها الي الفراش مرة اخرى محتضنا لها ومحاصرا لها واضعا يده علي الفراش من الجهتين رافعا لها حاجبيه باستمتاع قائلا


=مفيش اجتماعات هتحضرىها تاني من غير ما اتاكد انك فطرتي كويس ...مش كل مرة هتقعي وانا اشتال واطبطب واحنن ...انتي عارفه اني تعبان ومش فاضي للدلع بتاعك ده.


ثم اخفض وجهه ووضع شفتيه فوق شفتيها فارتبكت خلود من قربه وازاحت وجهها الي الجانب الاخر فقام بتقبيل مكان نبض عنقها فحاولت خلود اخراجه من حالته فابتلعت ريقها وقالت


=اسفه اني تعبتك معايا ...بس اوعدك اني مش هخليك تشتال همي بعد كده ...وهاخد بالي علشان سيادتك متتعبش نفسك مرة تانيه.


صعد زين بشفتيه الي اذنها هامسا لها


=حقيقه انا تعبان ...بس اللي تعبني اكتر لما شفتك النهارده وانتي بالحاله دي ...ومرة تانيه متتأسفيش علي حاجه انتي مغلطتيش فيها


ذهلت خلود من همسه واستدارت بوجهها تنظر اليه باندهاش وقالت


=هو انتي ليه ديما متناقض ...بتقول الكلام ولما تحس انه غاظني بترجع تغيره وكانك مقولتوش ...انتي قصدك تجنني.


نام زين علي ظهره ومدذراعه ليسحبها ويضعها فوقه قائلا بنعومه دغدغدت مشاعرها


=لو حده فينا قاصد يجنن التاني ...فهو انتي وبالفعل نجحتي ....جنينتي يا خلود خلتيني زين تاني ....اه بس لو تبطلي كذب وخداع ...حياتنا كانت بقت احسن.


اغتاظت خلود منه وعضت علي شفتيها وقالت


=طيب ...اوعي كده ....انت مفيش فايده فيك ...كل لحظه حلوة تقلبها نكد بكلامك السم ...انا راجعه الاوضه.


هبط زين من الفراش واسرع خلفها واضعا يده علي الباب محاصرها بذراعيه وهامسا بجوار اذنها


=مفيش رجوع ...وان كان علي كلامي هنأجله كام يوم لغايه ما صحتك تبقي كويسه ...اهم حاجه دلوقتي تعالي انا وانتي ننسي اللي حصل بينا من كام يوم.


استدارت اليه لتجد نفسها بين احضانه ...ظل صدرها يعلو ويهبط من حضوره الطاغي وانفاسه المشتعله القريبه منه فنظرت له وقالت


=نفسي تبقي كده علي طول ...نفسي الزمن يقف عند اللحظه دي ...تفتكر ممكن


امسكها زين من خديها وقربها من شفتيه قائلا بهمس


=ممكن نعمل كل حاجه نفسنا فيها ...طالما دي رغبتنا سوا ...اوعدك اني هحاول انسي اللي حصل بينا لغايه اللحظه دي وبس.


ابتسمت خلود بسعاده ولكنها خشيت ان تسلم له حالها فيغدر بها مرة اخرى فحولت الموضوع الي شكل مرح مخفضه راسها وخرجت من بين احضانه قائلا


=شفت بقي اديك نسيت اهم حاجه ...نسيت اني لازم اكل واخد الدوا علشان متعبش تاني ...ولا انت مش نفسك ابقي كويس


نظر لها زين بخبث علي خبثها ومكرها وذهب نحوها وهيا ترجع بظهرها الي الخلف حتي سندت بظهرها علي الحائط فحاصرها قائلا


=لا ازاي ...ودي تيجي برضه ...انا يلزمني صحتك تبقي كويسه يا خوخه علشان هتلزمني قريب


جحظت عين خلود وشهقت قائله


=انت قليل الادب علي فكرة.


اطلق زين ضحكه رنانه طربت لها اذن خلود حتي انها شردت فيها وقال


=ليه ديما دماغك شمال يا خوخه ...انا قصدي صحتك تلزمني في شغل الشركه ...الموضوع الشمال اللي في دماغك ده يلزمه صحتي انا.


عبست خلود بوجهها وقالت


=طب اوعي كده ...قال دماغي شمال ...انا فهماك كويس ...وبعدين بقا خليهم يجيبولي الاكل لاحسن اكلك انت وأريح الناس منك.


جذبها زين من وجهها بسرعه رهيبه واخذها في قبله عميقه ثم تركها لتتنفس وقال من بين انفاسه اللاهثه


=طب ما تأكليني ...هو انا حوشتك يا خوختي ...بس للاسف انا مش هسيبلك فرصه ...هكلك انا لو فكرتي تأكليني


استمر اليوم علي هذا الحال وتناولوا الغذاء ...وقرر زين الا يخرج من جناحه هذا اليوم لاهتمامه بخلود ودلعها ومداعبتها ...لكي يطمأنها من ناحيته


في المساء بلغ الوضع بين خلود وزين اقصاه حتي ان خلود احست انها تدللت عليه كثيرا كانت تود ان تتنازل عن كبريئها وعنادها مع الزين وتود ان توهبه كل حياتها مقابل هذه اللحظه الشاعرة ...حتي انا زين في قبلاته لها احس باستجابتها المفعمه ...


بعد تناول العشاء ظل ينظر لها كثيرا ويسالها بنظراته اتريده فتجيب بنظراتها نعم ...حملها زين برفق ووضعها في الفراش وقام بفك شعرها وفرده علي الفراش ...قبل جبينها وعينها مارا بخديها الناعم وانفها ونبض عنقها وقبلها من شفتيها قبلات متفرقه ورقيقه الي ان وصلت لقبله هزت كيان خلود بالكامل لدرجه ارتعاشها ...وضعت خلود يدها خلف رقبته لتضغط عليها وتقربه لها ...لكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن ...افاقوا من هذه اللحظات علي صوت طرقات الباب ...واذا به ينهض من فوقها ويذهب ليفتح الباب ليجد الخادمه تقول له باحترام


=زين بيه ...شهيرة هانم تحت ...وعايزه حضرتك ضرورى


استغرب زين من وجود شهيرة وقال للخادمه


=تمام ...قدميلها حاجه ...وانا نازل حالا

اغلق الباب وذهب الي غرفه الملابس ليرتدي ملابسه بدون النظر الي خلود وتوجه الي الباب ليفتح ليهبط ويرى امر شهيرة

اغمضت خلود عينها بمرارة واخذت مخده الفراش ورزعتها علي الباب قائله

=شهيرة! الناس دي عايزه مني ايه ....مش مكفيهم اللي انا فيه ...جايه تكمل علي بقيتي ...انا مصدقت انه بقي كويس معايا ...بس كده احسن اني افضل زى ما انا بدل ما اضيع نفسي معاه ...ويرجع يغدر بيا تاني.

=انا تعبت ياربي


تكملة الرواية من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close