أخر الاخبار

دمية فى يد غجرى البارت السادس عشر حتي البارت العشرون بقلم سمسم كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

 


دمية فى يد غجرى

البارت السادس عشر حتي البارت العشرون 

بقلم سمسم

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات


قبل ما تسافر لما كنت معايا سمعتك وانت بتتكلم وانت نايم كنت بتنادى على "سيلا" وتقولها لاء يا"سيلا" لاء حسيت الدنيا اسودت فى وشى كل اللى حصل بينا وتفكيرك فيها هى وبس

ثائر" هو ده السبب فى انك مكنتيش عايزة تتكلمى وكنتى بتردى عليا ببرود"

وتين:" أيوة لأن قلبى وجعنى ساعتها لما ابقى معاك وانت نايم بتفكر فى واحدة تفتكر احساسى ساعتها يبقى ايه"

ثائر:" لو كنتى قولتيلى كنت قولتلك ايه السبب فى ان انا ناديت على سيلا وانا نايم"

وتين:" طب ايه هو السبب اللى يخليك تترجاها بالشكل ده وانت نايم"

ثائر:" السبب ان انا كان فى دايما كابوس بيجيلى بموت "رؤوف" اخويا بس الكابوس المرة دى كان فى حد عايز ياخدك انتى و"مريم" منى ويبعدكم عنى ولما قربت وشوفت مين ده طلعت "سيلا" علشان كده كنت بقولها لاء يا "سيلا" لاء انها مش هتقدر تحرمنى منكم او تبعدكم عنى" 

وتين بابتسامة:"بجد انت بتحبنى اوى كده وبتخاف عليا يا ثائر"

ثائر:"انا بعشقك يا "وتينى" مش بس بحبك وعمرى ما اتخيلت ان هييجى عليا يوم واحب واعشق زى باقى الناس وان يكون فى واحدة فى حياتى ابقى ملهوف عليا وعايزها دايما قريبة منى ومتبعدش عنى وعايز اجبلها الدنيا دى كلها لحد عندها "

وتين:"ليه يعنى انت عمرك قلبك ده ما دق لحد قبل كده"

ثائر:"طول عمرى قلبى ده قافل عليه مبحكمش غير عقلى وبس حتى لما خطبت خطبت بعقلى مش بقلبى لحد ما ظهرتى انتى فى حياتى بقى قلبى هو اللى يتحكم فيا لما شفتك وفى اثار ضرب على وشك كنت عايز امسك اللى عمل فيكى كده واضربه لحد ميبقاش قادر يتحرك بعدها لما عرفت ظروفك والعذاب اللى انتى عايشة فيه لقيت نفسى بفكر فى طريقة اخلصك من الناس دى لما شفت ضعفك وقلة حيلتك اتجننت انتى ازاى تسكتى على وضع زى ده او تسيبى حد يعمل فيكى كده وانتى ساكتة ومتاخديش حقك او تردى الاذى عن نفسك"

وتين:"علشان كده كنت بتنرفزنى بكلامك وتصرفاتك وتعصبنى"

ثائر:"كنت عايزك تثورى وتردى على اى حد يضايقك وانك متسبيش حقك ولا تسيبى حد ييجى على كرامتك بس انتى عارفة كنت عايزك تبقى قوية مع الكل ومعايا انا تبقى انتى زى ما انتى "وتين" البنت اللى احس انها محتجالى وان انا فارق معاها وليا مكان فى حياتها وانها متقدرش تستغنى عنى "

وتين بحب:"انت ملكش مكان فى حياتى بس انت كل حياتي انت عمرى كله يا حبيبى"

ثائر:"بعشقك يا وتينى يا احلى واجمل صدفة حصلت في حياتى كلها"

وتين:"مش اكتر منى انا بقيت مجنونة بيك يا ثائر مهووسة بكل حاجة فيك"

ثائر بابتسامة:"للدرجة دى يا حبيبتى"

وتين بتنهيدة:"وأكثر كمان يا حبيبى انا النهاردة احلى يوم فى عمرى كله"

ثائر:"ان شاء الله ايامك الجاية كلها هتبقى احلى واجمل"

وتين:"اكيد وانت معايا يا حبيبى انا حاسة كأنى بحلم بس مش عايزة اصحى من الحلم ده" 

ثائر:"لاء ده حقيقة مش حلم فى حاجة كنت عايزك اسالك عليها يا وتين "

وتين باستغراب:"حاجة ايه دى يا حبيبى"

ثائر:"يوم ما وصلتى  البيت هنا اول مرة كنتى نايمة وبتحلمى وبتقولى لحد يا حبيبى انت جيت مين ده يا "وتين" اللى كنتى بتكلميه وانتى بتحلمى"

وتين بابتسامة:"مش هتصدق لو قولتلك انه هو انت يا "ثائر "اللى كنت بحلم بيه وبقوله يا حبيبى"

ثائر:'كنتى بتحلمى بيا انا"

وتين:'ايوة انا كنت عايشة على الاحلام دى كنت دايما احلم ان انا حبيبتك وعايشة معاك فى سعادة بس دايما كنت افوق على كوابيس واصحى الاقى نفسى ان فى حلم والواقع حاجة تانية واقع انك خاطب وفى واحدة تانية فى حياتك وانك هتتجوز واحدة تانية"

لف ذراعيه حولها بقوة كأنه يخبرها ان ما يحدث هو الحقيقة وليس خيال وانها ستظل بين ذراعيه لما تبقى من عمره شعرت بحرارة عناقة التصقت به أكثر كأنها ضلع من ضلوعه غفت فى النوم بسبب ما شعرت به من حب ودفء بين ذراعيه

***

غارقة فى سبات عميق عندما سمعت حركة فى الغرفة وشخص يمد يده يهز ذراعها بقوة فتحت عيناها وجدته ينظر اليها بغضب تأففت بسبب ازعاجه لها وانه ايقظها من نومها

سيلا بنعاس وتأفف...فى ايه يا بدر على الصبح ايه الدوشة دى انت مش شايف ان انا نايمة

بدر بغيظ:" نايمة! حضرتك نايمة فى العسل ومش حاسة بحاجة خالص يا "سيلا" هانم"

سيلا:"ايه اللى حصل يعنى لده كله والدوشة دى على الصبح القيامة قامت يا بدر"

بدر:"حضرتك ثائر عمل الصفقة اللى كان مسافر علشانها وهيتخرب بيتنا لانه هو اتفق مع الشركة الاجنبية هيبقى هو المصدر الوحيد لهم'"

سيلا:"وانا اعمل ايه يعنى ما انا حاولت ادور على الورق علشان نعرف الشروط ونعمل احنا الصفقة ملقتهوش اعملك ايه يعنى"

بدر:"انتى مش ملاحظة انك مبقتيش تنفعى فى حاجة يا سيلا خالص ومش شايفة شغلك كويس"

سيلا بغيظ:"انت قصدك ايه يعنى بكلامك ده يا بدر"

بدر:"حتى مش قادرة تغويه وتضحكى عليه وتنجزى فى الموضوع ده وتتجوزوا"

سيلا:'انا عملت كل اللى اقدر عليه وكفاية ان قدرت اخليه يخطبنى"

بدر:"يا فرحتى هو ده اللى قدرتى عليه لاء تعبتى بجد يا سيلا"

سيلا:"انت جاى تصحينى من احلاها نومة علشان تسمعنى كلامك ده"

بدر:"تصدقى انك تنقطى يا "سيلا" وباردة انا عمال اكل فى نفسى وانتى بتتكلمى بكل برود"

اقتربت منه باغراء مبتسمة تلك الابتسامة التى كانت كفيلة باغراء اى رجل يرى امرأة جميلة

سيلا بدلع:"مالك بس يا حبيبى راحت صفقة تيجى غيرها هى الدنيا خلصت يعنى يا بدر"

بدر:"مش وقت دلعك ده يا سيلا احنا نتقدم خطوة نرجع الف لورا وكل ده بسبب ان حضرتك مش شايفة شغلك كويس"

سيلا:"والله انا بعمل المطلوب متى وبنفذ اللى بتقولهولى بالحرف اعمل ايه تانى"

بدر بشر:"لازم بقى تتجوزوا يا "سيلا" كفاية عليه كده لازم نخلص منه بقى بس لما تكونى انتى مراته علشان كل ده يبقى فى الاخر ليكى انتى ويبقى حققت انتقامى

سيلا:"لما اشوف هيرجع امتى يا "بدر" بس يا حبيبى مش هتغيير لما حد غيرك يتجوزنى ويلمسنى"

بدر:"متخافيش يا روحى هو يمضى على القسيمة وهخليكى تستلمى شهادة وفاته"

عند تخيله هذا ارتسمت تلك الابتسامة الخبيثة التى تحوى العديد من النوايا الشريرة

سيلا بخبث:'دا انت شرير خالص يا بدر خسارته فى الموت يا"بدر" والله"

بدر:"انتى عينك زاغت عليه ولا ايه ما تحترمى نفسك"

سيلا:"وهى فى واحدة عندها شوية نظر عينها متزوغش على "ثائر العمرى" انت مش شايفه عامل ازاى يخربيت جمال امه"

بدر بعضب:"سيلا احترمى نفسك واتلمى وياريت تنجزى فى الموضوع ده انا مكنتش بعتك ليه علشان تحبيه يا روحى ماشى ولا تتغزلى فى حلاوته"

سيلا:"انا نفسى اعرف ايه سبب كرهك ليه للدرجة دى مش معقول علشان الشغل بس "

بدر:"دا تار قديم ولازم اخد حقى من عيلة العمرى كلها"

سيلا:"تار ايه ده و"ثائر "عمل فيك ايه انتوا مفيش بينكم تعامل اصلا"

بدر:"مش هو اللى عمل اخوه رؤوف اللى عمل"

سيلا:"رؤوف ! رؤوف مات من زمان وايه علاقته بيك"

بدر:"مش لازم تعرفى اكتر من كده وركزى فى شغلك احسنلك يا "سيلا" والا مش هتعرفى مصيرك ايه"

قال جملته بذلك الفحيح الذى يشبه فحيح الافاعى ابتلعت "سيلا "ريقها خوفا من تهديده لها فهى تعلم ان بدر شخص سيئ لا يحسب لاى علاقة انسانية حساب او ثمن

***

شعرت بلمسات على وجهها ابتسمت ابتسامة جميلة فهى تظن انها تحلم عبست ملامحها لمجرد التفكير انها يجب ان تستيقظ الآن فهى لا تريد ترك ذلك الدفء الذى تشعر به الآن او ان تترك ذلك الحلم الذى لم تحلم به من قبل

ثائر بهمس:"وتينى اصحى بقى"

وتين بنعاس:"بس شوية يا مريم والنبى انا بحلم بحلم حلو اوى وعمك معايا فى الحلم"

ثائر بابتسامة:"اه وبتعملوا ايه يا وتين قوليلى"

وتين:"لاء عيب مش هينفع اقول حاجة"

ثائر:"ليه بس مش هينفع تقولى قوليلى يلا"

عند هذا فتحت وتين عيناها بقوة وهى تراه بجوارها يبتسم لها اعتدلت فى جلستها تنظر اليه بعيون متسعة

وتين بفزع:"هو انا قولت ايه وانا نايمة"

ثائر:"ياااااه دا انتى قولتى حاجات كتير اوى بس ايه ده كله يا "وتين" كل ده جواكى دا انتى كاتمة فى قلبك وساكتة بقى"

وتين:"ثائر بجد انا قولت ايه انا خرفت وانا نايمة صح قولى قولت ايه"

ثائر:"دا انتى على كده الواحد يخليكى تعترفى بكل حاجة وانتى نايمة"

وتين:"يا نهارى انا شكلى عكيت الدنيا جامد صح مش كده"

ثائر بتمثيل:"اوى اوى يا "وتين" انا مش عارف اقولك ايه مش قادر اقولك انتى قولتى ايه"

قامت بتغطية وجهها بيدها وهى على وشك البكاء بسبب احراجها فهى لا تعلم ماذا قالت وهى نائمة فهى تخشى أن تكون باحت بكلام كانت تحدثه به فى منامها

ثائر بقلق:"مالك يا "وتين" فى ايه يا حبيبتى"

وتين:".......

ثائر:'وتين رد عليا يا قلبى على فكرة انا كنت بهزر وانتى مقولتيش حاجة"

وتين:"بتتكلم جد انا مقولتش حاجة وانا نايمة"

ثائر:"ايوة مقولتيش حاجة انا كنت بهزر معاكى"

وتين بزعل:"كده تعمل فيا كده بتشتغلنى يا ثائر وبتضحك عليا"

قامت بضربه عدة ضربات على صدره بقبضة يدها الصغيرة وهو يبتسم على تصرفاتها ثبت يدها موضع قلبه سكنت حركاتها نظر إليها 

ثائر:" تانى مرة متحطيش ايدك على وشك وتخبى عنيكى الحلوة دى عنى"

وتين بخجل:" انت احرجتنى وانا لما بحس بالاحراج ببقى نفسى اختفى من المكان الموجودة فيه ببقى عايزة اى مكان استخبى فيه"

ثائر: بحب" بعد كده مش هتستخبى الا فى حضنى وبين ايديا"

 اقترب منها معانقا بشدة يريد أن يرتوى من تلك الانهار الساكنة بعينيها الجميلة وشفتيها فعناقها اصبح كالادمان الذى يطالبه به قلبه فى كل وقت فهو لا يكتفى ابدا بل يزداد فى اشتياقه لها اكثر خطف انفاسها بذلك العناق شعرت ان كل شئ توقف وان حواسها ايضا توقفت فماهذا الاحساس الجميل الذى تشعر به كلما اقترب منها فهى اول مرة تختبر تلك الاحاسيس التى كانت كالنيران التى تشتعل في عروقها فهى لم تتخيل ان يكون عاشقا لها إلى هذا الحد فهى اصبحت تعشق وجوده فى حياتها أكثر وخاصة بعد ان اصبحت ملك له قلباً وقالباً

ثائر بعشق:"بحبك بعشقك يا وتينى"

وتين:"مش قد حبى وعشقى ليك يا حبيبى.. بس ثائر انت هتعمل ايه مع سيلا"

ثائر:"لازم اعرف هى ناوية على ايه وعملت ليه كده واعرف اللى وراها وهى عايزة ايه بالظبط علشان كده لازم نبان قدامها زى ما احنا مش لازم تعرف دلوقتى انك مراتى يا وتين ولا حد فى البيت كمان يعرف يعنى نفضل زى ما احنا على ما اخلص من المشكلة دى علشان مش عايز حد يأذينى فيكى لو عرفت انك مراتى"

وتين بغيرة:'مش هستحمل اشوفها معاك او بتدلع عليك او بتمد أيدها وتلمسك انا كنت بموت بتقطع من جوايا لما بشوفها معاك كان نفسى اكسر ايدها ورقبتها"

ثائر بحب:'بعد الشر عليكى يا قلبى بس معلش استحملى علشان بس اعرف هى عايزة ايه علشان متعملش حاجة تضرنا بيها او تكون بتخطط لحاجة تدمرنى فيها وانا مش هستحمل حد يعمل فيكى حاجة لمجرد انه ينتقم منى"

وتين:"هستحمل وامرى لله بس حسك عينك اشوفك تقرب منها او تبتسملها او تضحك معاها او تلمس أيدها او تقعد جمبها او تقولها كلمة حلوة انت فاهم"

ثائر:"ياه للدرجة دى بتحبيني وبتغيرى عليا يا وتينى"

وتين:"واكتر انت اول واخر راجل اعشقه فى حياتى بس جميل الدلع ده"

ثائر:"علشان انتى بقيتى وتينى انا وبس ثم انتى يعنى عمرك ما قلبك ده  انتى كمان دق لحد قبل منى"

وتين:'افتكرت انه دق بس طلع وهم وأمل كداب مش اكتر"

ثائر:"دا كان مين بقى ان شاء الله انطقى يا "وتين" قولى"

وتين بحذر:"كان واحد جارنا فى اسكندرية"

ثائر:"اللى اسمه "أسامة" ده مش كده خطيب قريبتك الغريبة اللى اسمها "هيام" دى"

هزت رأسها علامة الموافقة على كلامه نظر اليها نظرات غيرة كادت تفتك بقلبه فهو لا يريد ان يكون احد قبله سكن قلبها

ثائر:"وده كان عاجبك فى ايه ان شاء الله دا باين عليه عيل ملزق وفرفور ورخم وانا من اول ما شوفته وانا مش طايقه"

سمعت "وتين" ذلك لم تتمالك نفسها فافلتت منها ضحكات بصوت رنان زادت فى جنونه اكثر

ثائر بغضب وغيرة:"وكمان بتضحكى. بتضحكى على ايه انتى ها"

وتين:" بيبقى شكلك حلو وانت متنرفز يا حبيبى مش عارفة ليه لما بشوفك متنرفز ومتعصب ببقى نفس اقرب منك اكتر"

ثائر باستغراب:"اشمعنا يعنى مش عايزة تقربى منى الا لما اكون متعصب ومتنرفز"

وتين بخجل:"جايز علشان كنت بحلم وبتخيل ان اكون انا الحاجة اللى تهديك بدل رمزى"

ثائر:"طب كنتى هتهدينى ازاى" رمزى" بيهدينى بالكلام وعارف اللى بيأثر فيا انتى كنتى هتعملى ايه بقى ها قوليلى"

وتين باحراج:"ها ولا حاجة مكنتش هعمل حاجة انا بهزر معاك"

ثائر:"لا يا شيخة يلا قولى كنتى هتعملى ايه علشان تهدينى مش جايز تعجبنى الطريقة وتبقى انتى المسكن بتاعى لما اتعصب"

وتين:"كنت مثلا هعمل كده"

قامت بلف يديها حوله واضعة رأسها على صدره مشددة اكثر فى احتضانها له شعر بذلك وجد نفسه يعتصرها بقوة في أحضانه

ثائر بابتسامة:"لاء حلوة الطريقة عجبتنى خلاص انا عايزك انتى تهدينى لما اتعصب"

انسلت من بين ذراعيه بوجه يكاد تنفجر منه الدماء فماذا يحدث ؟ فهى لم تستوعب الى الان ان كل هذا حقيقة فكلما تحاول ان تقنع نفسها ان هذه هى الحقيقة يوسوس لها عقلها بأن هذا حلم وخيال من نسيج مخيلتها

ثائر:"انا هروح اوضتى دلوقتى قبل ماحد من الشغالين ييجى ويشوفنى هنا"

وتين:"ماشى يا حبيبى"

قبل ان يخرج من الغرفة ابتسم لها وغمز لها باحدى عينيه شعرت ان قلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها فابتسمت ونظرت الى الارض بعد خروجه ذهبت سريعا الى الحمام اخذت حمامها وخرجت ارتدت ملابسها وادت صلاتها وهبطت الى الاسفل قامت بطرق باب غرفة "مريم"

مريم:" ايوة ادخل"

وتين بابتسامة عريضة:"صباح الخير يا مريم"

مريم:'صباح النور يا حبيبتى مالك كده"

وتين:"مالى فى ايه"

مريم:"الله أكبر عليكى يعنى باين على وشك ان انتى فرحانة ومبسوطة كده او فى حاجة حصلت مخلياكى سعيدة"

وتين:" اه عمك ثائر رجع امبارح من السفر"

مريم بفرحة:'بجد عمو "ثائر "رجع حمد الله على سلامته"

وتين بلؤم:"فرحانة علشان عمك ولا علشان حبيب القلب رجع معاه"

مريم:"اه منك يا لئيمة انتى "

وتين:"ههههههه يبقى تفكيرى صح"

مريم:"يبقى هييجى النهاردة علشان يشوفنى"

وتين:"مش بعيد تلاقيه واقف على الباب دلوقتى"

مريم بابتسامة عريضة:"بجد هييجى دلوقتى يا وتين"

وتين:"صحيح الحب بهدلة"

مريم:"قولى لنفسك يا اختى والنبى دا انتى هتموتى من الفرحة ان عمو رجع"

وتين:"اه والله انتى بتقولى فيها انا فعلا هموت من الفرحة علشان رجع حاسة كأن قلبى هيقف"

ثائر:"بعد الشر عليكى "

التفتوا الى مصدر الصوت وجدوا "ثائر "على الباب فجرت "مريم "عليه ضمها اليه بحنان

مريم:"حمد الله على السلامة يا عمو"

ثائر:"الله يسلمك يا حبيبتى هديتك اهى وانتى يا "وتين" هديتك اهى"

كانت الهدايا عبارة عن أساور جميلة جدا ذات ذوق راقى جدا تناسب فتاتين في منتهى الرقة

مريم:"الله ايه الاسورة الجميلة دى تسلميلى يا عمو يا قمر انت"

ثائر بابتسامة:" اه منك يا اونطجية انتى "

مريم:" كده يا عمو طب انا زعلت بقى"

ثائر:" وانا ميرضنيش زعلك يا حبيبة قلبى عجبتك يا وتين"

وتين:" جميلة جدا بس باين عليها غالية اوى وانت لسه جايبلنا السلاسل اللى فيها زمرد احنا كده جايين عليك بخسارة"

ثائر:"فداكم اى حاجة اظن انا معنديش اغلى منكم فى الدنيا دى اجبلهم اغلى ما فيها"

لو لم تكن" مريم" موجودة الآن لكانت ارتمت فى احضانه تخبره انه هو اغلى ما تملكه فى دنياها وليس تلك الاشياء 

انتبهوا على صوت" حسنية "تخبرهم بمجئ "رمزى" ومعه بعض الاشخاص

حسنية:"ثائر بيه الاستاذ "رمزى" برا ومعاه ضيوف"

ثائر باستغراب:"ضيوف مين دول اللى "رمزى" جايبهم على الصبح كده"

خرجوا جميعا من الغرفة وجد "ثائر "رمزى "ومعه ثلاثة افراد لم يراهم من قبل

ثائر:"اهلا يا رمزى مين دول"

رمزى بابتسامة:"ده المأذون والشهود يا حبيبى علشان اكتب كتابى على مريم دلوقتى"

ثائر:"نعم يا اخويا هو احنا اتفقنا ان كتب الكتاب النهاردة"

رمزى:"انا اتفقت مع نفسى المأذون اهو والشهود والعروسة موافقة وانت وكيلها واقعد نكتب الكتاب احسن اخرج من هنا ارمى نفسى فى النيل وانتوا حريين بقى ومش بس كده لاء هطلعلك عفريت يا" ثائر" واقرفك فى عيشتك"

ثائر بمزاح:" والله العظيم انت مجنون ودماغك لسعت يا "رمزى" وتطلعلى عفريت اذا  كنت انا مش طايقك وانت بنى ادم هطيقك وانت عفريت"

رمزى:'بقولك ايه اقعد بقى نكتب الكتاب مش انتى موافقة يا مريم"

كانت" مريم" و"وتين "ايضا اصابهم التعجب مما يحدث فهم لم يخطر فى بالهم ان" رمزى" سيفعل ذلك الآن ابتسم" ثائر "على تصرفاته فهو لا يلومه فهو اصبح يعلم كيف يكون شعور العاشق ورغبته بتملك معشوقه

ثائر:"انتى موافقة يا حبيبتى نكتب الكتاب دلوقتى"

مريم بصوت منخفض:"موافقة يا عمو"

ثائر:"اقعد يا اخرة صبرى نكتب الكتاب اتفضل يا استاذ ابدأ"

وضع "ثائر" يده فى يد "رمزى" وتم كتب الكتاب شعور بالسعادة سيطر على قلب الحاضرين بعد كتب الكتاب انصرف المأذون والشهود

وتين بفرحة:"الف مبروك يا حبيبتى ربنا يتمم بخير"

مريم:" الله يبارك فيكى وتسلميلى يا وتين"

ثائر:"مبروك يا حبيبتى الف مبروك يا مريم"

مريم:"ويباركلى فيك يا عمو وميحرمنيش منك"

رمزى:"لا والنبى وانا مليش كلمة حلوة دا انا بقيت جوزك وهبقى ابو العيال"

سمعت "مريم "ذلك ابتسمت وجرت الى غرفتها تتبعها "وتين"

ثائر:"بطل رخامة ياض انت متكسفهاش واحترم نفسك"

رمزى:"بص بقى هى بقت مراتى ملكش دعوة بقى سيبنى منى ليها"

ثائر:"انت مفكر علشان كتبت الكتاب هسيبهالك لاء يا حبيبى دى هتفضل كده لحد ما تروح بيتك"

رمزى:"انت عارف انا كاتب الكتاب علشان اخد حريتى فى الكلام معاها مش اكتر انا بفهم فى الأصول يا صاحبى"

ثائر:"ايوة كده اظبط احسنلك"

رمزى:"غجرى على حق على العموم خد الصور وتقارير المراقبة بتاعة سيلا"

ثائر:"ها ايه الاخبار"

رمزى بحذر:"الصراحة يعنى هى و"بدر الغرباوى" خربنها مع بعض"

ثائر:"يعنى ايه مش فاهم وضح كلامك يا "رمزى" مبحبش الكلام اللى مش مفهوم ده"

رمزى:"بصريح العبارة هو بيروحلها بيتها وبيبات هناك ومظنش يعنى انهم بياخدوا درس فيزياء مع بعض وانت فاهم"

ثائر بهدوء:"وايه تانى حصل ايه الشغل اللى بينهم وبين بعض"

رمزى:'اللى عرفته انها تعرفه قبل منك بكتير بس ليه هى اتخطبتلك وهى كده معاه ده اللى معرفتش أوصله"

نظر "ثائر" الى الصور التى بيده فهى صور تجمع" سيلا" و"بدر" فى عدة أماكن فهى استغلت فرصة سفره وكانت تفعل ما يحلو لها مطمئنة البال ان" ثائر "لن يعرف ما بينها وبين" بدر"

رمزى:"مقولتليش عملت ايه مع" وتين" مراتك اتكلمت معاها ولا لسه قافش منها"

ثائر بابتسامة:"لاء اتكلمنا وامورنا بقت تمام واعترفتلها انى بحبها وهى كمان طلعت بتحبنى يا رمزى"

رمزى:"طب الحمد لله ان اموركم بقت تمام نتكلم بقى فى فرحى علشان ابقى تمام انا كمان"

ثائر:"اخلص بس من موضوع "سيلا "و"بدر "ده وهعملكم فرح محصلش"

رمزى:'حبيبى يا ابو نسب يا حمايا العزيز"

ثائر:"بحبك وانت مؤدب اوى كده يا "رمزى" بتبقى ابن ناس اوى"

رمزى:"وقبل كده مكنتش ابن ناس ولا ايه حافظ على ملافظك ياجدع انت"

ثائر:"اتلم احسن ما اقوملك انت فاهم يا بتاع انت"

رمزى:"انا بتاع ! صحيح غجرى ومتربتش كاتك القرف فى معرفتك السودة"

بعد ان قال ذلك وجد نفسه يضحك شاركه "ثائر" الضحك فهى هذه دائما عادتهم ما ينتهى نقاشهم بهذه الطريقة

ثائر:" قوم يلا خلينا نروح شغلنا علشان اشوف الشغل ماشى ازاى الفترة اللى فاتت"

رمزى:" ماشى يلا بينا بس استنى اشوف "وتين" و"مريم" لو عايزين حاجة قبل ما اخرج"

رمزى:" آه وهاتلى "مريم" اسألها انا كمان هو انا مش بقيت جوزها"

ثائر:" انت عارف لو كسفتها فى الكلام زى عوايدك انت حر"

رمزى:" لاء يا عم انا هقولها عايزة حاجة يا" مريم" ونمشى على طول"

نادى" ثائر" عليهن خرجوا من الغرفة ابتسم لها واخبرهم انهم ذاهبون الى عملهم

ثائر:" احنا رايحين الشركة عايزين حاجة قبل ما نمشى"

مريم:" اه ياعمو احنا هنروح النادى"

رمزى:" ليه بقى عايزين تروحوا تعملوا ايه"

مريم:" هنروح نلعب تنس انا "وتين'' احنا كنا بنروح وانتوا مسافرين"

ثائر:" ماشى بس ما تتأخروش هناك ترجعوا على طول ومتخليش حد يضايقكم او يكلمكم او تتكلموا مع حد اقولكم احسن حاجة بلاها النادى خالص"

وتين:" طب هنعمل ايه طيب دلوقتى مفيش حاجة نعملها واحنا فى اجازة"

ثائر:" ممكن تدخولوا صالة الرياضة بتاعتى اللى هنا العبوا رياضة"

وتين:" عايزنا نشيل حديد ونلعب بوكس وملاكمة"

ثائر بلؤم:" وفيها ايه دا انا حتى اللى هعلمكم ازاى تلعبوا بوكس وتشيلوا حديد"

شعرت باحمرار فى وجهها لانها ربما فهمت مقصده من تلك التلميحات ف"ثائر" ربما بكلامه وافعاله سيجعلها تصاب بنوبة قلبية مفاجئة

مريم:" خلاص ماشى بلاها النادى بس لما تيحى وتلاقى الجيم بتاعك اللى هنا مدمرينه متتكلمش"

ثائر:" هههه دا لو عرفتى تشيلى حاجة من مكانها انتوا اخركم هتلعبوا على المشاية"

رمزى:" ايوة انا مش عايز عروستى الحلوة دى تخرج"

وتين:" اظن انكم اتأخرتوا مع السلامة يلا"

ثائر:" اخرتها بننطرد من البيت يلا بينا يا رمزى"

رمزى:" فى ايه يا "وتين ''هو ''ثائر" بهت عليكى بلسانه الطويل"

ثائر:" قطع لسانك يلا بينا"

خرج "ثائر" و"رمزى"من المنزل متجهين الى عملهم بينما ذهبت "وتين" و"مريم" الى غرفة الالعاب الرياضية

حاولت وتين حمل تلك الاثقال الموجودة ولكنها لم تفلح فى فعل ذلك

وتين:" يالهوى هو عمك بيعرف يشيلها ازاى دى"

مريم:" هو خد على كده وانتى مش لاقيه الا الحديد وراحه تشليه شيلى على قدك يا "وتين" احنا اخرنا نشيل عود قصب"

وتين:" ههههه وعود القصب هيبقى تقيل"

مريم:" شوفتى عمو طلع بيتكلم جد احنا مش عارفين نلعب بحاجة هنا غير المشاية تعالى نروح الجنينة نتمرجح على المرجيحة احسن"

وتين:'' هو ده الكلام يلا بينا بلا رياضة بلا بتاع"

 " فى المساء" عاد "ثائر" الى المنزل بعد انتهاء عمله تناولوا العشاء بعد الانتهاء ذهب إلى غرفته جلست "وتين" مع "مريم" قليلا قبل النوم ثم ذهبت الى غرفتها قامت بتغيير ملابسها لاحظت وجود الساعة الخاصة ب"ثائر" فقررت الذهاب الى غرفته لاعطاءها له ولكى تراه قبل نومها.فى ذلك الوقت كان "ثائر" فى غرفة الملابس يقوم بتغيير ملابسه حتى يذهب اليها فهو لن يستطيع النوم الا اذا كانت هى معه ابتسم على تصرفاته فهو اصبح كالعاشق السرى الذى يذهب لمقابلة حبيبته بدون ان يعلم أحد

ثائر:" انت بقيت عامل فيها روميو يا عم "ثائر" بس جولييت بتاعتى تستاهل بصراحة"

سمع طرق على باب الغرفة اذن للطارق بالدخول دخلت "وتين" الغرفة تنادى باسمه

وتين:" ثائر ثائر انت فين"

ثائر:" ايه ده هى ''وتين" بتيجى على السيرة ولا ايه ولا انا اللى بقى يجيلى تهيؤات"

لم يرد عليها ظلت تلتفت حولها لعلها تراه ولكنها لا تراه فى الغرفة ولكنها وجدته يحتضنها من الخلف يرفعها عن الأرض

وتين:" هاا خضيتنى يا ثائر"

ثائر:" قوليها تانى كده"

وتين:" هى ايه دى اللى اقولها تانى"

ثائر:" خضتنى يا ثائر"

وتين:" هههه خضتنى يا ثائر"

ثائر:" دا انتى جننتى ثائر يا عيون ثائر وعشق ثائر"

وتين:"انا جبتلك الساعة بتاعتك انت نسيتها عندى فى الاوضة"

ثائر:" الساعة! وانا اللى فاكر ان انا وحشتك وجاية تشوفينى"

وتين:" وبرضه كنت جاية علشان اشوفك قبل ما انام"

ثائر:" نعم ! هو انا كنت هاجيلك الاقيكى نايمة"

وتين:" هو انت كنت جايلى الاوضة بتاعتى"

ثائر بهمس:" ايوة لان انتى وحشتينى ومش هعرف انام بعد كده وانتى بعيدة عنى"

قال ذلك قام بتقبيلها على عنقها من الخلف شعرت بارتجافة قوية شعر هو بها

ثائر:" مالك ياقلبى انتى بردانة هو التكييف عالى ولا ايه"

وتين:" لاء مفيش حاجة نزلنى بقى"

قام بانزالها وإدارها تجاهه يتحسس وجهها بأصابع حانية شعرت "وتين" ان أصابعه على وشك حرق بشرة وجهها بسبب دفء يده اقترب منها يعانقها شعرت بأنها غير قادرة على الوقوف وانه ربما ستسقط مغشياً عليها الآن ولكنه لم يمهلها فرصة للتفكير قام بأخذها الى ذلك العالم الخاص الذى رسمه لها ذلك العالم الذى لن يدخله احد غيرها فهو عالم " عشق الثائر".بعد انتهاء رحلتها فى عالمه الخاص نظرت اليه بعيون لامعة وروح تهفو اليه فهى تشعر انها اصبحت مقيدة بقيود عشقه التى لن تكن تعلم انها ستكون قيود من حب وعشق وشوق

وتين بهمس ناعم:" ثائر"

ثائر:" نعم يا عشق ثائر"

وتين:" النهار قرب يطلع ولازم ارجع اوضتى"

ثائر:" لسه شوية خليكى معايا"

وتين:" لحد ما اللى بيشتغلوا هنا ييجى ويشوفنى معاك هنا"

ثائر بتأفف:" لاء انا لازم اخلص من موضوع" سيلا" ده بقى انا مش هفضل كده تبقى معايا ولازم تسيبينى وتمشى لاء انا لازم أحل الموضوع ده بقى واللى يحصل يحصل انا عايز الدنيا كلها تعرف انك مراتى وملكى وبتاعتى انا حتى لما تتخرجى هاخدك تشتغلى معايا فى الشركة علشان تبقى على طول قدام عينى هنا وفى الشغل لان انا مبقتش اقدر اعيش من غير ما اشوف عينيكى"

وتين بابتسامة:"طب انا  هقوم امشى بقى"

ثائر:" متقوليش الكلمة دى تانى يا "وتين"

وتين:" كلمة ايه دى"

ثائر:" كلمة هتمشى دى مبحبش اسمع الكلمة دى كأنك هتمشى وتسبينى خالص ومش هشوفك تانى"

وتين" عمرى ما هسيبك يا ثائر الا فى حالة واحدة لو انا مت"

ثائر بخوف:" بعد الشر عليكى متقوليش الكلمة دى تانى يا وتين انتى ايه حكايتك بتقولى الكلام اللى بيوجع قلبى عليكى عليه"

وتين:" مش قصدى يا حبيبى والله بس طب يلا بقى هقوم علشان اروح اوضتى"

قامت من مكانها ذهبت الى غرفتها ارتمى على السرير يزفر بضيق فهو يجب ان يجد حل سريعاً فهو لا يتحمل بعدها عنه كأنها أصبحت قلبه النابض بمجرد ابتعادها يتوقف هذا القلب

***

سمعت "وتين" رنين هاتفها فاستغربت ان المتصل لم تكن سوى" هيام" فهى منذ تركها المنزل لم تكن لها صلة بهم وكأنهم كانوا بانتظار ان يتخلصوا منها فى اقرب فرصة

مريم:"مين بيرن عليكى ماتردى يا وتين"

وتين باستغراب:"دى هيام"

مريم:"هيام قريبتك دى"

وتين:"ايوة هى دى"

مريم:"ودى عايزة منك ايه تانى ردى عليها شوفيها عايزة ايه"

وتين:"الو ايوة يا هيام"

هيام:"اخس عليكى يا وتين يخونك العيش والملح مبتسأليش يعنى"

وتين:"على اساس ان حد فيكم كان بيسأل عليا او انا ليا اهمية عندكم فى حاجة"

هيام:"لاء لاء متقوليش كده احنا مش قرايب"

وتين:"عايزة ايه يا هيام بالظبط"

هيام:"انا كنت بتصل علشان اعزمك على فرح سمير"

وتين:"سمير هيتجوز ! هيتجوز مين"

هيام:"أميرة عرفاها بنت سالم جارنا"

وتين:"اه عرفاها أميرة على العموم ربنا يتمم بخير وعقبال عندك انتى والاستاذ "اسامة" ناوين بقى تتجوزوا امتى"

هيام بغيظ:"انا واسامة سيبنا بعض مفيش نصيب نكمل مع بعض"

وتين ببرود:''ربنا يعوض عليكى ويرزقك باللى احسن منه"

هيام:"قولتى ايه هتيجى ولا دلوقتى هتتكبرى علينا علشان اتجوزتى واحد غنى يعنى ومبقناش قد المقام"

وتين بتحدى:'انا عمرى ما اتكبرت على حد ومتخافيش هاجى الفرح"

هيام:"هنستناكى بقى انتى وجوزك"

وتين:'ان شاء الله"

انهت'' وتين" المكالمة نظرت الى "مريم" فهى استمعت الى الحوار وهى تسأل نفسها هل تسرعت فى قبول دعوتها الى زفاف "سمير" ام ماذا ؟

مريم:"انتى هتروحى بجد"

وتين:"انا قولتلها هاجى مش عارفة عمك هيوافق ولا لاء"

لمحت "وتين" قدوم "ثائر" ولكنه ليس بمفرده ف"رمزى" معه وتلك اللعينة المدعوة "سيلا "اطلقت عيون "وتين" شرار وهى ترى تلك المرأة قادمة برفقة زوجها ولكنها يجب ان تظبط اعصابها فقد دبت الغيرة في اوصالها جعلتها راغبة فى القيام وجر تلك المرأة من شعرها وتنفث فيها كامل غضبها

سيلا بسماجة:"هاى ازيكم مبروك يا" مريم" عرفت ان انتى و"رمزى" كتبتوا الكتاب"

مريم من غير نفس:"الله يبارك فيكى عقبالك ان شاء الله"

ثم اكملت بهمس

"بس بعد الشر على عمى منك يارب ما تتجوزيه ابدا يا بعيدة ولا تشوفى ضفره"

سيلا:"عقبال عندك يا وتين"

وتين:"ماهو عندى يا حبيبتى"

سيلا:"يعنى ايه مش فاهمة"

وتين:"يعنى انا فرحانة فرحة "مريم" احنا واحد"

مريم:"حبيبة قلبى يا وتين"

سيلا:"لذاذ اوى والله انتوا الاتنين "

رمزى:"مريم تعالى عايز اتكلم معاكى شوية عن اذنكم"

ذهبت "مريم" مع "رمزى" الى الجنينة بينما ظلت "سيلا" جالسة بجوار" ثائر" الذى لم ينطق كلمة واحدة منذ دخوله المنزل

سيلا:'اظن الجناح كده خلاص بقى يا "ثائر" نتكلم فى الفرح"

وتين فى سرها:"عقبال جنازتك يا شيخة ان شاء الله"

ثائر:"متستعجليش على رزقك يا" سيلا "كله باوانه"

سيلا:"حبيبى انا بعد الايام علشان نبقى فى بيت واحد"

وتين:'عن اذنكم انا طالعة اوضتى"

لم تتحمل سماع كلام "سيلا" الذى يحمل كل هذا الاغراء والابتسامات الزائفة فهى كأى انثى تغار على زوجها فهى تسمع امرأة اخرى تتودد له بهذه الطريقة شئ لا تتحمله

علم "ثائر" ان "وتين" فعلت ذلك بسبب احساسها بالغيرة فلو بيده الآن كان قام بخنق سيلا حتى تلفظ انفاسها الاخيرة

سيلا:"مالك يا "ثائر" فى ايه"

ثائر:"مفيش قوليلى يا "سيلا" اخبار بدر الغرباوى ايه"

توترت" سيلا "بشدة عندما سمعت اسم" بدر" فماذا يقصد بكلامه

سيلا بتوتر:"بببدر وان ايش عرفنى انا لغيت الصفقة معاه زى ما قولتلى فمعرفش حاجة عنه"

ثائر:'بجد الكلام ده يا "سيلا" طب خدى الصور دى هتعجبك اوى"

التقطت الصور من يده اتسعت عينيها على اخرها فمن اين حصل على تلك الصور؟ حاولت ايجاد اى كلام يسعفها فى هذا الموقف ولكنها لم تجد

ثائر:"مالك الصدمة لجمت لسانك"

سيلا:"ثائر متفهمش غلط مفيش حاجة من اللى فى دماغك دى خالص"

ثائر:"لاء يا شيخة والفيديو ده"

شاهدت "سيلا" مقطع الفيديو المسجل لها هى "وبدر" فى منزلها فكيف حصل على هذا الفيديو او كيف تم تصويره لهم ؟

سيلا بصدمة:"انت صورت الفيديو ده ازاى "

ثائر:"هو ده اللى هامك يا "سيلا" بس دا انتى طلعتى رخيصة اوى"

عندما قامت تحاول الفرار من امامه بأى طريقة وجدته يلتقط شعرها بين يده فى حركة مؤلمة ظل يهز رأسها بغيظ فكيف لها ان تخدعه بهذه الطريقة

ثائر:" انتى راحة فين احنا مخلصناش كلمنا يا حلوة انا عايز اعرف حكايتك انتى و"بدر" من طقطق لسلام عليكم انطقى"

صرخ بهذه الكلمة التى جعلت الرعب يدب فى اوصالها مرتعدة من حدة صوته فهى تعرفه عندما يغضب يكون مثل الوحش الثائر

سيلا بخوف ورعب:'هقولك بس سيب شعرى ابوس ايدك"

ثائر:'تبوسى ايدى يا زبالة انتى مفكرة نفسك تعرفى تضحكى على "ثائر العمرى" كان غيرك أشطر انطقى"

بدأت "سيلا" تروى له كل قصتها مع "بدر" منذ ان قابلته منذ سنوات

سيلا:"انا كنت بشتغل سكرتيرة فى شركة فى يوم "بدر" شافنى عجبته ما صدقت ان فى واحد غنى بصلى علشان احقق حلمى ويبقى عندى شغلى الخاص بيا وابقى سيدة اعمال قربنا من بعض طلب منى اتعرف عليك بس بصفتى سيدة الاعمال "سيلا" بس كان عايزنى اقرب منك علشان تحبنى وتتجوزنى وبعد كده اخليك تكتبلى كل حاجة باسمى او بعد كده هو يخلص منك وانا اورثك"

ثائر:"وهو بيعمل ليه كده ليه عندى ايه انا معرفوش بصفة شخصية او كان فى تعامل بنا"

سيلا:"اللى فهمته ان كان عايز ينتقم منك بسبب رؤوف اخوك"

ثائر بدهشة:"رؤوف" اخويا! وايه علاقته ب"رؤوف" يعرفه منين انطقى"

سيلا:"والله العظيم ما اعرف هو ده اللى اعرفه معرفش حاجة تانية ابوس ايدك سيبنى بقى"

ثائر:"انتى مفكرة دخول الحمام زى خروجه يا "سيلا" ولا ايه"

سيلا:"قصدك ايه انت هتعمل فيا ايه"

ثائر:"لاء متخافيش مش هقتلك يا "سيلا" بس بدل ما كنتى بتشتغلى لصالح "بدر" تشتغلى لحسابى وتعرفيلى ايه علاقة بدر ب"رؤوف" والا هتلاقى الفيديو الحلو بتاعك ده على مواقع السويشيال ميديا هتبقى اشهر من النار على العلم"

هو يعلم جيدا انه لن يفعل ذلك فما هذا سوى تهديد لها بأنها يجب تنفيذ كلامه فهو لا يستطيع ان يخوض فى عرض امرأة فهو له قيمه المتمسك بها

سيلا برجاء:"بلاش فضايح ابوس ايدك يا ثائر"

ثائر:"تبقى تنفذى اللى بقولك عليه انتى فاهمة وحسك عينك "بدر "يعرف ان انا عرفت اللى بينك وبينه هيبقى اخر يوم فى عمرك ويلا دلوقتى غورى من هنا" 

جرت "سيلا" سريعا من امامه رأها "رمزى" بتلك الحالة فهى تلتفت يمينا ويسارا كأن هناك وحشا يطاردها

مريم باستغراب:"هى مالها "سيلا "خارجة كأنها فى عفريت بيجرى وراها"

رمزى:"لاء ده مش عفريت دا تلاقيه عمك"

مريم:"عمى ! مش فاهمة"

رمزى:'سيبك من ده دلوقتى انتى وحشتينى"

مريم بكسوف:"وانت كمان وحشتنى"

رمزى بمزاح:"يالهوى ايه الكلمة اللى نزلت على قلبى تش مرة واحدة دى"

مريم:"ههههه تش ايه الرومانسية دى"

رمزى:"لاء انا فى الرومانسية متعرفنيش دا انا حبيب اوى  والله بس ماسك نفسى بالعافية على مانتجوز"

سمعت "مريم" ذلك اكتسى وجهها باحمرار فتركته وذهبت بسبب احراجها من كلامه

رمزى:"هى جريت ليه هو انا قولت حاجة غلط ولا ايه شكلها هتتعبنى زى عمها يلا كله يهون فى حبك يا قمر انتى"

كانت "وتين" تذرع غرفتها ذهاباً وإياباً من فرط غيرتها فكلما يحرضها عقلها على النزول تمنع نفسها بأعجوبة فهى لا تريد معارضة كلامه ولكنها لا تستطيع السيطرة على غيرتها وجدت باب غرفتها يفتح ويدلف منه" ثائر" قام باغلاق الباب خلفه نظرت اليه بعيون غاضبة

ثائر:"مالك بتبصيلى ليه كده"

وتين:"هى السنيورة تحت ولا مشيت"

ثائر:"ههههه لاء مشيت وشكلها مش هتعتب هنا تانى"

وتين بفرحة:"بجد الكلام ده مش هتيجى هنا تانى يا "ثائر"

ثائر:"اه يا عيون "ثائر "مش هتيجى هنا تانى بس حسابى معاها لسه مخلصش"

وتين:"انا مش فاهمة حاجة بس اهم حاجة ان انا مشفهاش تانى"

ثائر:"حبيبة قلبى الغيرانة أوى يا ناس"

وتين:"بتتريق عليا يا ثائر"

ثائر:'وانا اقدر يا وتينى"

وتين بعشق:"روح "وتين" انت يا "ثائر" حبيب القلب والروح ونبض القلب كمان"

اغمض عينيه باستمتاع من كلامها الذى كانت تهمس له به فتلك الكلمات لم يستمتع بسماعها كما يستمتع بها من بين شفتيها فاقترب منها ليخطف عناق يثلج قلبه ولكنه بعد العناق يزداد شوقه لها اكثر

ثائر:" هى ايه الحكاية كل لما اقرب منك عايز أقرب اكتر كأن انا مبشبعش منى او زى ما اكون عطشان كل ما يشرب يعطش اكتر"

وتين بابتسامة:" يا سلام للدرجة دى يا ثائر"

ثائر:" واكتر كمان انتى هوستينى يا وتين وعمرى ما حسيت بالإحساس ده مع حد غيرك"

وتين:"على فكرة انا كنت عايزة اقولك "سمير" هيتجوز و"هيام "اتصلت بيا تعزمنى على فرحه فهى رخمت عليا فى الكلام فاضطريت اوافق وقولتلها هاجى الفرح

ثائر:"وانتى عايزة تروحى ليهم تانى يا وتين"

وتين:"انا بسألك ثم مكدبش عليك انا كلت معاهم عيش وملح وانا مش من طبعى الكبر او الغدر فقولت اروح احضر الفرح وخلاص وكمان عايزة اروح ازور قبر بابا وماما علشان وحشونى اوى يا حبيبى"

ثائر:"خلاص لو عايزة تسافرى سافرى انتى و"مريم" واقعدوا فى شقتنا بس انا مش هروح معاكى يا "وتين"

وتين باستغراب:"ليه يا حبيبى مش عايز تيجى معايا هتسيبنا نروح لوحدنا يعنى ايه بقى الحاجة المهمة دى اوى اللى مش هتخليك تقدر تيجى معانا"

ثائر:" حبيبة قلبى انا مش هقدر اجى معاكى علشان......

*"*"*

رأيكم يا حلوين

فى ايه ياعم ثائر البت هتفرفر فى ايدك هى والفانز لاء انت ارجعك بالوش الخشب تانى ارواح الناس مش لعبة😂😂😂😂

( دمية فى يد غجرى)

البارت السابع عشر

ثائر:"خلاص لو عايزة تسافرى سافرى انتى و"مريم" واقعدوا فى شقتنا بس انا مش هروح معاكى يا "وتين"

وتين باستغراب:"ليه يا حبيبى مش عايز تيجى معايا هتسيبنا نروح لوحدنا يعنى ايه بقى الحاجة المهمة دى اوى اللى مش هتخليك تقدر تيجى معانا"

ثائر:" حبيبة قلبى انا مش هقدر اجى معاكى علشان عندى شغل كتير وورايا حاجات لازم اخلصها قبل فرح مريم علشان مش عايز حاجة تبوظ علينا فرحتنا"

وتين بزعل:''خلاص ماشى براحتك هروح انا ومريم وخلاص ولو ان انا كنت حابة انك تيجى معانا"

ثائر:"انتى زعلتى منى ولا ايه يا روحى"

وتين بابتسامة:"لاء يا حبيبى بس زعلت علشان كنت عايزاك تيجى معايا ازور قبر اهلى انا كلمتهم عنك كتير وحكيتلهم عنك"

ثائر:'كلمتيهم عنى وحكيتلهم قولتليهم ايه بقى يا وتينى"

وتين:'كنت بروح اقعد قدام قبرهم واحكيلهم على اللى بيحصل ولما قابلتك وعرفتك وحبيتك روحت قولتلهم مكنتش اقدر اتكلم مع حد كنت بحس انهم شايفنى وسامعنى مكنش ليا قبلك حد يساعدنى او يدافع عنى او ابقى مهمة عند حد ولما كانت الدنيا بضيق عليا كنت ادعى ربنا بالخلاص بس ساعات كنت بتمنى ان انا كنت مت معاهم علشان متعذبش بس محبتش دنيتى الا لما انت و"مريم" ظهرتوا فيها عرفت احساس ان انا ابقى مهمة عند حد ان فى حد بيحبنى ان فى حد يفكر فيا وفى مستقلبى ان حد يوفرلى الراحة والأمان"

ثائر:"بس انتى كنتى كتير بتضايقى من اسلوبى معاكى وكلامى معاكى وكنتى بتردى عليا يا ام لسان طويل هههه"

وتين:" هههه كنت بضايق اكتر لما حسيت انك ممكن تبقى من نصيب واحدة تانية حاولت اعمل نفسى شجاعة قدامكم بس مجرد ما بدخل اوضتى ارجع "وتين اللى واقعة فى حبك ومش طيلاه والاوقات اللى كنت بتتعصب فيها وتحضنى ريحة برفانك كانت بتفضل فى هدومى كنت بشمها زى ما اكون عايز اخلى الهواء اللى فى رئتى ريحتك انت"

ثائر:"اممم وصورتى كنتى بتعملى بيها ايه هى كمان "

وتين بدهشة:"انت عرفت ان انا عندى صورتك ازاى شوفتها فين يا ثائر"

ثائر:"لقتها تحت مخدتك وكمان انتى واخدة الصورة اللى كانت موجودة على الكوميدينو فى اوضتى فطبيعى الاحظ اختفائها وانها مش موجودة فى الاوضة"

لاتجد ما يسعفها من كلمات فهو كشف كل اوراقها واصبحت امامه كالكتاب المفتوح يقرأ منه ما يريد 

ثائر:"سكتى ليه يا قلبي كملى كلامك عايز اسمع"

وتين:"اقول ايه تانى انت تقريبا عرفتنى من الالف للياء مفيش حاجة تانى اقولها"

ثائربلؤم:"لاء فى حاجات كتير لسه معرفهاش وناوى دلوقتى اعرفها كلها وبالتفصيل الممل كمان"

وتين بعدم فهم:"يعنى ايه مش فاهمة وحاجات ايه دى اللى عايز تعرفها بالتفصيل الممل يا ثائر"

ثائر بابتسامة:"هفهمك يا وتينى من عيونى حاضر هفهمك كل حاجة انتى مش فهماها"

اقترب منها بابتسامة جذابة تعلو شفتيه بعينيه نظره تكاد تحطم جميع حصونها فهى علمت الى ماذا تهدف تلك الابتسامة والنظرة ؟ارادت مشاكسته قليلا فعندما كاد ان يأخذها بين ذراعيه تملصت منه عقد حاجبيه استغرابا من تصرفها فلماذا فعلت ذلك ؟ لماذا لا تريده ان يأخذها بين أحضانه يشعر بدقات قلبها تمتزج بدقات قلبه كنغمة يطرب لها الأذان تجعل أرواحهم تتعانق فى ذلك الهمس الجميل الذى أصبح يحيطهم والذى لم يخترق هذا السكون سوى أنفاسه اللاهثة الراغبة فى قربها وعدم ابتعادها والتى أصبحت تعلو الآن معلنة انه لن يتركها تبتعد الا اذا أخذها معه إلى ذلك العالم الذى كان هو حارسها فيه ولن يجعلها تخرج منه الا بعد ان يوفى بعهد من عهود الحب والعشق التى قطعها على نفسه لتلك الجميلة

وتين بمشاكسة:''فى ايه يا حبيبى مالك انت مش هتروح اوضتك علشان تنام الوقت أتأخر وانت وراك شغل الصبح"

ثائر:"لا والنبى هو ده اللى انتى فهمتيه من كلامى يا وتين"

وتين:''يلا يا حبيبى تصبح على خير بقى وابقى خد الباب ف ايدك وانت خارج علشان عايزة انام"

ثائر:'نعم يا اختى اصبح على خير اللى هو ازاى يعنى هو هيبقى فين الخير ده"

وتين:"زى الناس يا" ثائر" يا حبيبى"

ثائر:'بقولك ايه خليكى عاقلة واسمعى الكلام يا" وتين'' خلى الليلة دى تعدى على خير"

وتين:"كلام ايه اللى اسمعه يا حبيبى انا بكرة هسافر فعايزة ارتاح وان شاء الله الليلة هتعدى على خير متقلقش"

ثائر:"ماهو انا لو سيبتك دلوقتى انا مش هرتاح يرضيكى يعنى يا وتينى ان انا انام وانا زعلان ومش هعرف انام كمان هفضل صاحى كده طول الليل"

وتين:'خلاص لو قدرت تمسكنى حلال عليك غير كده يبقى تروح تنام فى اوضتك ماشى متفقين"

ثائر:"هى طلبة معاكى فرهدة يعنى ولا ايه يا وتين على المسا انتى ايه اللى جرالك النهاردة"

وتين:'تبقى خايف متقدرش تمسكنى وساعتها هتروح تنام فى اوضتك تعد النجوم لوحدك"

ثائر:'وبعدين بقى فى شغل العيال بتاعك ده يا قلبى وهعد النجوم لوحدى وحياتك انتى هخليكى انتى تعدهوملى نجمة نجمة ولو غلطتى هتعيدى من الأول"

وتين بحزن:"تصدق انا اتحرمت من اللعب مع العيال من زمان مكنوش بيرضوا يخلونى انزل و العب معاهم ثم انت بتتحدانى وهتخلينى اعدلك النجوم كمان طب لما اشوف انا ولا انت يا ثائر"

ثائر:"انتى شيفانى عيل يعنى ولا ايه ماشى يا ستى حققى احلامك اعتبرينى فانوسك السحرى بس ابقى استعدى علشان الليلة هتتذنبى كتير وانتى بتعديلى النجوم يا حبيبتى"

وتين بحب:"حبيب قلبى اللى واثق من نفسه أوى وهيجننى بشخصيته وثقته بنفسه"

ثائر بابتسامة:"لاء كده انا اجرى وراكى بنفس بقى يلا بينا"

ظل يطاردها فى الغرفة وهى تهرب منه وصوت ضحكاتها يملأ الغرفة حمد "ثائر" ربه ان غرفتها بعيدة بحيث لايسمع احد صوت ضحكاتها فالعاملين فى المنزل لا يعلمون انها زوجته ولكن بداخله احساس جميل بالسعادة انه استطاع رسم تلك الضحكات والابتسامات على وجهها فهو بامكانه امساكها بكل سهولة ولكنه تركها تفعل ما برأسها فهى تتصرف كالاطفال وهو يعشق براءتها وتلك المشاكسة التى تلتمع بها عيناها الآن

وتين:" شوفت قولتلك مش هتعرف تمسكنى ازاى"

ثائر:" احنا لسه مخلصناش ومتفتكريش انك كده كسبتى"

بعد ان رأى انها نالت ما يكفى من المزاح والضحك امسكها بقوة جعلتها غير قادرة على الحركة

ثائر:"خلاص انا مسكتك اهو انتى خسرتى"

وتين بلهاث قوى:"الصراحة وانا تعبت من الجرى فى الاوضة نفسى اتقطع"

وضع يده يتحسس ضربات قلبها أرادت أن تنشق الأرض وتبتلعها من احراجها من فعلته تلك فهى تشعر بدفء يده يزيد فى أخذ انفاسها بصعوبة

ثائر:"قلبك بيدق جامد اوى يا وتينى"

وتين:"عارف بيدق جامد بيقول ايه"

ثائر:"بيقول ايه"

وتين:"بيقول بحبك يا ثائر"

ثائر:"انتى عشق ثائر وقلب ثائر وروح ثائر ودنيته بحالها"

اراد الابحار فى بحور عشقها التي تغرقه فى لجة عميقة من المشاعر والاحاسيس لاغية اى شئ يفكر به فلا يفكر فى شئ سوى ان تلك الجميلة بين يديه وبالفعل غرق معها فى تلك البحور غير راغبين فى العودة إلى أرض الواقع فعالمهم ذلك لايحوى شىء سوى الحب والعشق والغرام. كانوا يجلسون على أرضية الشرفة يجلس خلفها يحيطها بين ذراعيه تستند بجسدها عليه قام بازاحة شعرها جانباً يقبل عنقها بقوة حتى سمع صوت انفاسها المضطربة والخجلة بسبب ما يفعله

وتين بهمس:" ثائر بس بقى انت لغبطتنى فى العدد تانى"

ثائر:" انتى وصلتى لكام دلوقتى"

وتين:" ل٤٠ نجمة"

ثائر:" ٤٠ بس انتى بطيئة ليه كده فى العدد السما مليانة نجوم"

وتين:"ما انا كل لما اعد انتى تلغبطنى واعيد من الأول يا ريتنى ما كنت اتحديتك"

ثائر:" طب يلا كملى عد بقى"

وتين:" طب اسكت انت بقى وبطل تشتت تفكيرى النهار هيطلع والنجوم هتختفى "

ثائر بهمس:" عيزانى ابطل ايه يا وتينى ها اعتبرى ان انا معملتش حاجة"

وتين:" مستحيل ان انا اقدر اتجاهل احساسى وانا بين ايديك"

ثائر بحنان:" بتحسى بايه بقى وانتى بين ايدى ها قوليلى يا قلبى"

لم يرحم عنقها من تلك القبلات ولا من حرارة أنفاسه الدافئة فهو حتماً سيودى بها الى مرحلة جنون الحب

وتين:" انا حاسة انك كمان شوية هتجبلى سكتة قلبية والله يا ثائر"

ثائر:" هههه بعد الشر عليكى يا حبيبتى ليه بتقولى كده"

وتين:" الرحمة شوية يا "ثائر" مش كده راعى ظروف البنى ادمة اللى معاك"

ثائر بجدية:" انتى بجد بتضايقى منى لما بقرب منك او ان انا  بشتاقلك كتير"

وتين:" لاء يا حبيبى مش قصدى كده قصدى ان كلامك وتصرفاتك دى حاجة جديدة عليا وانت شوف كنا بنتعامل مع بعض ازاى الأول ففرق المعاملة قلبى الضعيف لا يتحملها"

ثائر:"هههه حاضر والف سلامة على قلبك الضعيف تعالى ندخل جوا علشان عايز انام"

قام من مكانه انحنى عليها يحملها بين ذراعيه يدخل بها الغرفة وضعها على السرير نام بجوارها أخذها فى أحضانه وغفوا سريعاً في النوم تاركين هدوء الليل يغلف المكان لايسمع به شئ سوى دقات قلبها وصوت أنفاسها المنتظمة معلنة عن دخولها إلى عالم الاحلام

فى الصباح...صعدت "حسنية" لايقاظ "وتين" كعادتها صباحاً طرقت عدة طرقات خفيفة على الباب ولكنها لم تسمع رد فتحت الباب بابتسامة ماتت على الفور من المنظر الذى رأته فهى رأت "وتين" تنام بأحضان "ثائر" يحتوى اياها بين احضانه غارقين فى سبات عميق وضعت يدها على فمها من الدهشة اغلقت الباب سريعا وهى لا تصدق ما رأته فهى تعلم اخلاق "ثائر" جيدا فهو ليس من ذلك النوع من الرجال الذى يرتكب تلك الجريمة بالتغرير بفتاة بهذا الشكل وايضا طوال فترة اقامة "وتين" لم ترى منها شئ فهى فتاة تصلى وتحترم من حولها فكيف يفعلوا شئ كهذا الفعل المشين نزلت الى غرفة "مريم" وهى فى حالة ذهول تام استغربت "مريم" حال "حسنية" فماذا اصابها جعلها بهذا الشكل

مريم:"مالك يا دادة فى ايه باين على وشك كأنك مذهولة مصدومة فى ايه اللى حصل"

حسنية:"مش عارفة اقولك ايه يا "مريم" فى مصيبة حصلت يا بنتى"

مريم بخوف:''مصيبة ايه كفى الله الشر ايه اللي حصل قوليلى يا دادة"

حسنية:"انا طلعت اوضة "وتين" لقيت استغفر الله العظيم مش عارفة اقولك ايه''

مريم بخوف:"وتين جرالها حاجة انطقى يا دادة بالله عليكى"

حسنية:"انا شوفت عمك نايم هو و"وتين" فى حضن بعض يا "مريم" زى ما يكون واحد ومراته"

مريم:"حرام عليكى وقعتى قلبى يا دادة انا قولت بعد الشر جرالها حاجة"

حسنية:"ودى حاجة هينة يا "مريم" دا يعتبر زنا يا بنتى"

مريم:"استغفر الله العظيم متقوليش كده يا دادة انتى فاهمة غلط "وتين' تبقى مرات عمو "ثائر" يعنى ده مش حاجة حرام هم فعلا راجل ومراته"

حسنية:'مراته ازاى وامتى حصل ده"

مريم:'لما كنا فى اسكندرية اليوم اللى "وتين" رجعت معانا فيه وقولتلك انها هتيجى تعيش معانا كان يوم فرحهم بس عمى اصر ان محدش يعرف غيرى انا و"رمزى" علشان انتى عارفة انه خاطب وكمان هو اتجوزها علشان يخلصها من الناس اللى كانت عايشة معاهم"

حسنية:'طب ليه مقولتيش يا "مريم" وتخلينى اظن فيهم ظن مش كويس"

مريم:'معلش يا دادة متزعليش واهو حصل خير وانتى عرفتى اهو"

حسنية:'بس تصدقى "وتين" احسن من خطيبته سيلا دى الف مرة''

مريم:"ما انا بقول كده برضه وباللى انتى قولتى عليه اظن عمو خلاص مش هيسيب "وتين" طالما بقت مراته فعلا وده احسن خبر سمعته النهاردة والله"

حسنية بابتسامة:''ربنا يسعدهم ويسعدك انتى كمان يا حبيبتى عقبال ما اشوفك قاعدة فى الكوشة واشوفك احلى عروسة"

مريم:''تسلميلى يا دادة"

حسنية:" هروح انا احضر الفطار عن اذنك"

مريم:" اتفضلى يا دادة بس متقوليش لحد على الموضوع ده لحد ما نشوف عمو هيعمل ايه"

حسنية:" ماشى يا حبيبتى"

 خرجت "حسنية" من الغرفة ابتسمت" مريم" على ما سمعته للتو من ان "وتين" اصبحت زوجة عمها فعليا

مريم بابتسامة:'بقى كده يا "وتين" بتخمينى بس لما اشوف وشك"

فتح عيناه يضغط بيده عليها حتى يفيق من اثر ذلك النعاس الذى ما زال عالقاً بجفونه نظر بجواره وجدها مازالت تنعم بنومها الهادئ ولكن بعض من خصلات شعرها تغطى نصف وجهها قام بازاحته خلف اذنها ليرى ملامحها جيداً مرر يده على وجهها ابتسمت تلك الابتسامة وهى مازالت مغمضة العينين

وتين بنعاس:" صباح الخير يا حبيبى"

ثائر:" صباح الجمال والحلاوة انتى مش ناوية تقومى ولا ايه انتى مش هتسافرى النهاردة اسكندرية"

وتين:" هسافر بس مش الصبح كده دلوقتى عايزة أكمل نوم فى حضنك علشان انتى هتوحشنى فسيبنى اشبع منك شوية قبل ما اسافر واقعد كام يوم مش هشوفك"

اقتربت منه وضعت رأسها على صدره تحيطه بذراعيها تكمل نومها قام بتقبيل رأسها وهو لم يستوعب بعد فكرة كونها انها ستغادر المنزل و لايراها فلابد ان تلك الأيام ستكون جحيما ً بالنسبة له فهو  أصبح لايطيق فراقها

عندما اجتمعت "مريم" ب"ثائر" و"وتين" ارادت اخبارهم بمعرفة "حسنية" بزواجهم

مريم:"على فكرة يا عمو دادة "حسنية" عرفت انك و"وتين" متجوزين"

ثائر:"ومين اللي قالها على الموضوع ده يا مريم"

مريم:"انا اللى قولتها يا عمو"

وتين:"ليه يا مريم حصل ايه علشان تقوليلها"

مريم باحراج:'الصبح طلعت تصحيكى فشكلها خبطت محدش رد ففتحت الباب وشافتكم نايمين"

جحظت عيون "وتين" عندما تخيلت المنظر التى رأتهم به "حسنية" فبالرغم من انهم كانوا متدثرين بالغطاء الا انها شعرت انها رأتها فى وضع لايصح 

وتين:"شششافتنا واحنا نايمين"

ثائر بهدوء:"خلاص اللى حصل حصل وكويس انها عرفت وانتى يا مريم النهاردة هتسافرى مع "وتين" إسكندرية والسواق هيوصلكم الشقة وخدوا معاكم الدادة بتاعتك"

مريم:"حاضر يا عمو هقوم احضر شنطتى عن اذنكم"

ذهبت "مريم" وضعت وتين رأسها بين يديها قام "ثائر" بسحب يدها لتجعلها تنظر اليه

ثائر:"مالك يا حبيبتى فى ايه مش هتقومى تحضرى شنطتك انتى كمان"

وتين:"محرجة اوى من اللى حصل ده وان حد شافنا فى الوضع اللى كنا فيه بالرغم من ان احنا كنا متغطيين بس حسيت كأننا مفيش حاجة سترانا"

ثائر:"هو موقف محرج بس اللى حصل حصل انا اساسا غلطان ان مقفلتش الباب بالمفتاح غلطة مش هتتكرر تانى فمتفكريش كتير كان مسيرها تعرف دلوقتى او بعدين"

وتين:"مكنتش حابة تعرف بالطريقة دى يا ثائر"

ثائر:'اللى حصل حصل قومى بقى علشان متتأخروش"

وتين:'ماشى يا حبيبى عن اذنك"

صعدت إلى غرفتها قامت بلم اغراضها التى تحتاجها فى حقيبتها الخاصة بالسفر قامت ايضا باخذ صورة زوجها معها فهى لاتعرف كيف ستتحمل فراقه الايام القادمة اخذت حقيبتها هبطت الى الاسفل وجدت "مريم" و"حسنية" فى انتظارها خفضت نظرها ارضا خجلا من "حسنية" الا انها ابتسمت واقتربت منها تحتضنها

حسنية:"مبروك يا حبيبتى مبروك يا "وتين" واسفة لو كنت سببتلك إحراج"

وتين:'متقوليش كده يا دادة"

حسنية بضحك:"ماهو لو عرفتونى من بدرى مكنش ده حصل"

وتين:" يلا حصل خير يلا بينا"

ثائر:"خلاص خلصتوا و جهزتوا الشنط"

مريم:"ايوة يلا يا دادة نسبق احنا على العربية"

قمت" مريم" بطبع قبلة على خد عمها ثم خرجت هى و"حسنية" لترك مساحة ل"وتين" لتوديع زوجها

ثائر:'سلام يا روحى خدى بالكم من نفسكم ماشى يا حبيبتى"

وتين:"انت هتوحشنى اوى الكام يوم دول مش عارفة هستحملهم ازاى"

ثائر:"بس بقى علشان انا مصبر نفسى بالعافية يا وتين والله" 

وتين:"هو "رمزى" عرف ان مريم مسافرة معايا ولا ميعرفش"

كلمته وقولتله وزمانه جاى زى الغارة الجوية دلوقتى علشان يشوفها قبل ما تسافر وهيقل أدبه بالكلام انا عارف"

وبالفعل سمعوا صوت "رمزى" من الخارج وهو يهتف بغيظ بسبب ثائر"

رمزى:"والنبى كيس جوافة انا يعنى ولا ايه. ايه تقولى "مريم "مسافرة وهى خلاص راكبة العربية هو انا مش جوزها ولا ايه فى يومك اللى مش معدى النهاردة ده"

ثائر:"فى ايه ياض انت الدوشة اللى عاملها دى ما تروح تسلم عليها برا ايه وجع الدماغ ده امشى غور يلا اخرجلها برا"

رمزى:"هو مبعرفش اخد حق منك ولا باطل انا بس هسكت علشانك يا وتين"

وتين بابتسامة:"تسلم يا رمزى ده العشم برضه"

ثائر:"يلا اخرج بلاش غلبة "مريم" هتلاقيها فى العربية برا  روح سلم عليها وجعت دماغنا الهى يوجع دماغك"

رمزى:"وليك عين كمان توزعنى دا انت جبروت يا اخى يلا ربنا على الظالم والمفترى دعيت عليك بالعربى والانجليزي والفرنساوى يا غجرى"

خرج "رمزى" وهو يثرثر كالعادة بكلماته التى تحوى غيظه من تصرفات" ثائر" رأته مريم ابتسمت على كلامه

مريم:"كفاية برطمة بقى يا "رمزى" ارحم نفسك"

رمزى:"اعمل ايه فى عمك ده اخنقه ولا اعمل ايه فيه قوليلى"

مريم:'وهو هيهون عليك اصلا انك تخنقه"

رمزى:"ماهى دى المصيبة نفسى قلبى يبقى جاحد مش عارف"

مريم:" لو قلبك بقى جاحد متبقاش رمزى حبيبى"

رمزى:"يا نهار الوان حبيبى مرة واحدة لاء انا اسافر معاكى مبدهاش بقى بلا شغل بلا بتاع بقى خدنا ايه من الشغل يعنى" 

مريم:"وهتسيب عمو لوحده يعنى يا رمزى"

رمزى:"يادى النيلة فى "ثائر" اللى طلعلى فى البخت الاسود بتاعى ثم هو هيتوه يعنى دا يتوه بلد بحالها وهو قاعد بكل برود يشرب قهوته"

مريم بزعل مصطنع:"بقى كده يا رمزى انا زعلت منك خالص"

رمزى:" لا كله الا زعل القمر بتاعى ومريومتى الحلوة دى"

مريم:"خلاص بقى خليك هادى كده بقى وبلاش تتعصب علشان خاطري"

رمزى:"دا بالكلمتين دول هحط اعصابى فى التلاجة علشان خاطرك انتى بس"

قامت "وتين" بتوديع زوجها وهى لاتريد تركه من الأساس ولكن يجب ان تذهب الآن

ثائر:"سلام يا وتينى"

وتين:"الله يسلمك يا حبيبى "

سحبت يدها من يده وكأنها اخذت قلبه معها وتركته بلاقلب لام نفسه كثيرا على عدم ذهابه معها ولكن هو لديه اعمال يجب انهاءها اولاً

***

منذ ان كشف" ثائر" حقيقتها وهى لم تترك شقتها كأنها تخاف ان ترى اى شخص ما الذى اوقعت نفسها فيه كل هذا بسبب طموحها واحلامها التى كانت تريد تحقيقها بأى وسيلة ولكن انتهى بها المطاف خائفة من مواجهة "ثائر" او" بدر" فهى ان سلمت من "ثائر" لن تسلم من "بدر" .ف"بدر" ربما ليس لديه ذرة احترام او شفقة فهو بامكانه التضحية بها بكل سهولة اذا اتضح له انها اصبحت كالعبة الخاسرة  بالنسبة له رأت اسمه على شاشة هاتفها انتفضت من مكانها ظلت يدها ترتعش وهى تمسك الهاتف قامت بالرد عليه وهى لاتعرف ماذا تقول 

بدر:'ايه يا سيلا مبترديش ليه على التليفون ليه انتى فين حضرتك مختفية فين"

سيلا:"ايوة يا بدر فى ايه بس وبتزعق ليه كده"

بدر:"مال صوتك ياسيلا فى ايه"

سيلا:''مفيش بس تعبانة شوية كنت عايز ايه"

بدر:"عايز اسألك عملتى ايه مع ثائر"

سيلا:'معملتش حاجة هو مشغول بالشحنة اللى بيجهزها علشان يصدرها فمش فاضى نتكلم فى موضوع الجواز"

بدر بغيظ:"وبعدين بقى احنا مش هنخلص من الموضوع ده بقى ولا ايه"

سيلا بنرفزة:"اعمل ايه يعنى اكتر من اللى بعمله ارحمنى بقى يا بدر"

بدر:"انتى بتتنرفزى عليا كمان انا جايلك اعرف فى ايه بالظبط"

سيلا:'لاء متجيش انا تعبانة وهاخد مسكن وهنام"

بدر:"انتى شكلك فى حاجة ومخبية عليا بس انا هعرف يا سيلا''

سيلا:"سلام يابدر انا داخلة انام دماغى هتنفجر"

قامت بغلق الهاتف قبل ان يتمكن من الرد عليها فهى فى حالة لاتسمح بسماع كلام من اى احد كان وخاصة من "بدر" فهو اذا علم ان "ثائر" كشف أمرهم فأول شئ سيفعله سيتخلص منها فى اقرب وقت وربما تخسر حياتها ثمناً لطموحها 

سيلا بتنهيدة:"اعمل ايه بس ياربى لو سلمت من "ثائر" مش هسلم من" بدر" وممكن يقتلنى فيها بس كل ده من طمعى انا اللى استاهل اللى يجرالى اعمل ايه بس حتى لو هربت اى واحد فيهم هيجبنى بسهولة"

ظلت تفكر كيف تخرج من هذا المأزق الذى يبدو انه لايوجد له حل وربما ستكون العواقب وخيمة 

منذ سمع "بدر" صوتها وبدأ القلق ينهشه فهى اول مرة تتكلم معه بهذه الطريقة ظل يفكر ماذا حدث جعلها هكذا؟ فهو لابد ان يعرف منها ما الذى اصابها خرج من منزله قاصدا منزلها ليعلم ماذا حدث؟

سمعت الخادمة رنين جرس الباب فتحت الباب فهى تعرفه جيدا فهو يتردد على منزل" سيلا" كثيرا

الخادمة:"اهلا يا" بدر "بيه اتفضل"

بدر:"سيلا موجودة هنا"

الخادمة:"ايوة اتفضل هى جوا"

دخل "بدر" الى الصالة وجدها تجلس واضعة رأسها بين يديها 

بدر:'فى ايه يا "سيلا" مالك"

انتفضت "سيلا" من مكانها بعد سماع صوته فمتى أتى الى هنا؟

سيلا:"بدر هو انا مش قولتلك تعبانة وهاخد مسكن وهنام"

بدر:''سيلا فى ايه اللى حصل علشان انا عارفك انطقى احسنلك"

زاغت عيناها فى كل مكان تحاول ايجاد حل يسعفها فى هذا الموقف الذى اذا اكتشف بدر حقيقته ربما ستسقط قتيلة الآن

سيلا:'تعبانة تعبانة هو حرام اتعب يعنى يا بدر"

بدر:"عملتى ايه مع" ثائر" يا سيلا"

سيلا بتوتر:"بخصوص ايه"

بدر:''بخصوص جوازكم يا ام الذكاء هيكون بخصوص ايه يعنى" 

سيلا:"بيقول مش فاضى الفترة الجاية "

بدر:"لا يا شيخة وراه ايه بقى الفترة الجاية"

سيلا:" بيقول وراه شغل ما تقولى يا "بدر" انت عايز تنتقم من "ثائر" بسبب "رؤوف" ليه"

بدر:"قولتلك ملكيش دعوة بالموضوع ده"

سيلا:"مش لازم افهم فى ايه ولا انا زى قطعة الشطرنج اللى بتلعب بيها وبتحركها بايدك يا بدر"

بدر:'الظاهر كده يا "سيلا" هتبقى زى الوزير اللى بيموت فى اللعبة"

سيلا بخوف:"انت قصدك ايه يا بدر"

بدر:"قصدى انتى فهماه يا سيلا"

سيلا:"ولو ثائر صرف نظر عن جوازه منى هتعمل ايه"

بدر:"يبقى بقى مفيش قدامى غير بنت اخوه والبنت اللى بتقولى عليها اسمها "وتين" دى"

سيلا:'مش فاهمة هتعمل بيهم ايه"

بدر:"جايز يبقوا دول الكارت الرابح مش زيك بقيتى كارت محروق يا سيلا"

***

وصلت "وتين" و"مريم" و"حسنية" الى الشقة فى وقت متأخر أصرت "وتين" ان تنام بالغرفة الخاصة بزوجها ابتسمت "مريم"

مريم:"ماشى يا ستى الله يساهلو"

وتين:"بس يا "مريم" بطلى تكسفينى انتى طول الطريق مش رحمانى"

مريم:"مبسوطة يا حاجة بلاش يعنى"

وتين:"هههه ماشى يا ستى انبسطى على حسابى انا هدخل انام انا تعبت من الطريق"

حسنية:"تصبحوا على خير"

مريم ووتين:"وانتى من اهله"

دخلت "مريم" غرفتها وذهبت "وتين" الى الغرفة التى يقيم بها" ثائر" عندما يأتى لهذه الشقة دخلت الغرفة وجدتها منظمة بشكل دقيق جدا فهو يعشق النظام والترتيب وايضا فالغرفة كأنها تفوح برائحته التى اشتاقت اليها بالرغم من انها تركته منذ بضع ساعات وجدت زجاجة من البرفان الخاص به قامت برش نفحة منه اغمضت عيناها تستلذ برائحته وتملأ رئتيها من تلك الرائحة

وتين بابتسامة:"هو انا دماغى طقت ولا ايه ايه حكاية ادمانى لبرفانه دى كمان بس الصراحة هو ذات نفسه بقى إدمان عندى"

وجدت هاتفها يعلن عن ورود اتصال منه فتحت الهاتف بلهفة حتى تسمع صوته

ثائر:"وتينى"

وتين بابتسامة:"ايوة يا حبيبى"

ثائر:"وصلتوا بالسلامة الحمد لله"

وتين:"ايوة الحمد لله لسه واصلين من شوية ودخلت اوضتك علشان هنام فيها"

ثائر:"دى الاوضة هيزيد نورها"

وتين:"هيزيد نورها بيك انت لو جيت"

ثائر:"ياريت اقدر كنت جيت دلوقتى دا انتى وحشتينى كأنك مشيتى من سنين"

وتين:"انت وحشتنى أكتر والله يا ثائر"

ثائر:"هو الفرح امتى"

وتين:"على كلام "هيام" الفرح بعد بكرة"

ثائر:"ماشى يا حبيبتى خلى بالكم من نفسكم انتى ومريم  ماشى سلام يا وتينى

وتين:"مع السلامة يا حبيبى"

انهت مكالمتها معه اخرجت لها ملابس قامت بتغير ملابسها استلقت على السرير  ثم غفت سريعا فى النوم

***

علمت "عايدة" ان هيام قامت بدعوة وتين الى زفاف سمير فهى ايضا زاد فضولها لتراها بعد ان تزوجت وكيف اصبح حالها؟ كان "سمير" ينهى بعض المتطلبات الخاصة بزفافه من حجز للقاعة و شراء بدلة زفافه فهو بعد يومان سيصبح عريس لم يعلم ان أخته قامت بدعوة "وتين" فهو ما يشغله الآن ان ينتهى زفافه على خير بدون عقبات

عايدة:"انت رايح فين يا سمير"

سمير:"هشترى البدلة خلاص مبقاش الا يومين على الفرح"

هيام:"وانت بقى هتشترى لاميرة فستان ولا هتأجره"

عايدة:"يشترى ايه بقى ان شاء الله الفستان هيبقى غالى هو تأجره دا هيتلبس ليلة فى العمر وخلاص بعدين هيتركن يلم تراب"

سمير:"هى اصلا مطلبتش اشترى الفستان هى راضية نأجره ملوش لازمة الكلام ده"

عايدة:"ايوة كده متخليهاش تتمرع من اولها وتعملنا فيها بنت بارم ديله"

سمير:"عن اذنكم انا خارج"

 خرج "سمير" من الشقة فوالدته لا تتغير ابدا فهو يضع يده على قلبه خوفا من تصرفات امه واخته التى ربما لم تنجو منها" أميرة" فماذا يفعل معهم حتى يعيش مع زوجته فى هدوء بدون مشاكل

عايدة:"والبرنسيسة "وتين" قالتلك ايه لما كلمتيها"

هيام:"شكلها كده هتيجى لان انا نرفزتها جامد فى الكلام وانتى عرفاها بتتأثر بسرعة بالكلام البت دى اكيد هبلة يا عبيطة "

عايدة:"هى لو عندها عقل كانت جت هنا تانى وهى عارفة اللى فيها"

هيام:"انا لو منها والله مكنت هاجى هنا تانى هى عاملة فيها ام قلب ابيض وقلبها كبير  بس تيجى هى وجوزها وانا هستقبلها احسن استقبال"

عايدة:"وده من امتى ده كله"

هيام بسخرية:"الله مش فى مقام بنت عمى يا ماما ولا ايه" 

عايدة:'انتى ناوية على ايه يا 'هيام' بالظبط علشان ابقى فاهمة

هيام:'ولا حاجة ليه بتقولى كده''

عايدة:"مش مرتاحالك يا بنت عايدة شكلك ناوية على مصيبة"

هيام بخبث:"ليه بس كده يا ماما هو انا اقدر ااذى قطة حتى ليه كده فهمانى غلط دا انا طيبة خالص"

عايدة:" والله عليا انا الشويتين دول يا بنت عايدة دا انا امك وعجناكى وخبزاكى وعرفاكى كويس"

هيام بمسكنة:" ليه بس كده يا ماما انا عملت ايه يعنى فيها دا انا قدمتلها فرصة على طبق من دهب

عايدة بعدم فهم:" فرصة ايه دى اللى قدمتهالها"

هيام:" ها ولا حاجة متشغليش نفسك هقوم اروح اشوف الخياطة ظبطت الفستان اللى هحضر بيه الفرح ولا لسه"

عايدة:" ماشى بس متتأخريش انتى فاهمة يا هيام"

هيام:" بسرعة هكون هنا هى اللى خياطة تغيظ بطيئة فى شغلها"

 خرجت من المنزا وهناك كم هائل من الافكار الخبيثة تجول فى خاطر تلك الفتاة فهى بانتظار حضور "وتين" وزوجها فلماذا تعيش "وتين" فى سعادة بينما هى لا تحصل على تلك السعادة مثلها

*"*"*

 "فى الشركة"..ينظر الى الاوراق ثم يلقيها امامه وينفخ بضيق فهو لا يستطيع التركيز فى عمله فمنذ ان سافرت البارحة وهو لا يركز فى اى شئ يفعله حاول وضع تركيزه فى انهاء تلك الاعمال العالقة فلابد من ان ينهيها وبالفعل استطاع ان يحصل على بعض الهدوء والتركيز وخاصة ان "رمزى' منشغلا ببعض الاعمال هو الاخر ولا يثرثر كعادته ويلهيه عن إنهاء اعماله

شارف على الانتهاء من تلك الاعمال قام بخلع تلك النظارة الطبية التى يستخدمها اثناء عمله ظل يضغط على عينيه بقوة من شدة ارهاقه انفتح الباب دلف" رمزى" بعد ان انتهى هو ايضا من انهاء ما عليه من اعمال واعباء

رمزى بارهاق:"انا خلاص حاسس ان انا هموت مش قادر هو احنا بننتقم من نفسنا ولا ايه الحكاية ياعم انت انا قربت يغمى عليا من الجوع يا ثائر"

ثائر:'كويس انك جيت بعد ما خلصت علشان انت رغاى وبضيعلى تركيزى وكان زمانى مخلصتش فى يومى"

رمزى:"انا رغاى هو انت اصلا تقدر تعيش من غيرى انت لا تعرف تروح ولا تيجى حياتك تنتهى من غيرى يا ثائر"

ثائر...لا والله على اساس انك ابويا ولا امى يا "رمزى" ان شاء الله"

رمزى:"لاء رمزى يا حبيبى"

ثائر:"مش بقولك ظريف ودمك خفيف كاتك نيلة فى تقل دمك"

رمزى:"ها وبعدين يا ثائر"

ثائر باستغراب:"وبعدين فى ايه مش فاهم"

رمزى:"هنعمل ايه دلوقتى يعنى"

ثائر:"عايزنا نعمل ايه يا رمزى"

رمزى:"نلعب بالية ولا ناكل بانية ولا شيبسى وكاراتيه"

ثائر:"يخربيت تقل دمك يا اخى ايه الظرافة اللى انت فيها دى يا أخويا وليك نفس تهزر"

رمزى:" بنت اخوك وحشتنى اوى يا "ثائر" انا ليه خليتها تسافر مع مراتك وحشتنى القمراية دى"

ثائر:" مش بقولك حيوان وجزمة مش مصدق انت قاعد تتغزل فى بنت اخويا قدامى ياض انت"

رمزى ببرود:" مراتى يا حبيبى انت مالك انت"

ثائر:" اكتم بقى واقفل على ما عندك احسن ما اكسر المكتب ده على نافوخك"

رمزى:" ضربة فى قلبك انت عايز تضربى وتخرشمنى قبل فرحى"

ثائر:" ضربة فى قلبك انت هو انا قلبى ناقص"

رمزى:" والله وعشت وشفت اليوم اللى اشوفك فيه يا "ثائر" الحب مبهدلك ومش مخليك على بعضك"

ثائر:" اخرس ياض انت خالص"

رمزى:"بتكلم جد بقى هتعمل ايه دلوقتى ولا يلا نقوم نتغدا انا فرفرت من الجوع"

ثائر:"قوم يا رمزى تعال"

رمزى:"اقوم اروح فين يا عم"

ثائر:"قوم تعال معايا متخافش مش هعمل فيك حاجة"

رمزى:" مش هتعمل فيا حاجة ! انت قصدك ايه ثم اجى معاك على فين"

ثائر:"هتعرف دلوقتى يا حبيبى متخافش انت خايف ليه كده مش هضربك"

رمزى:" هههه دول بالكلمتين دول خوفتنى أكتر"

ثائر بابتسامة:" لاء بجد تعال معايا يلا"

تبعه" رمزى" وهو لايفهم ماذا يريد منه "ثائر" او الى أين يريده ان يذهب معه فتبعه بصمت ليرى ماذا يريد منه الآن؟ او إلى أين هم ذاهبون؟

***

جالسا بغرفته يتصفح هاتفه ولكن احيانا يصيبه الشرود فيما حدث معه من تلك الفتاة التى افسدت عليه تلك الفرصة بأن تصبح "وتين" من نصيبه ولكن هو يجب ان يلوم نفسه اولا فهو من تسرع فى تركها وطلب يد "هيام" انتقاما لكرامته التى ثارت عليه عندما رأى تلك الصور التى لم يحكم عقله قليلا ليعرف حقيقتها سمع صوت والده يناديه

رفعت:"فى ايه يا أسامة مش سامعنى ولا ايه يا ابنى"

أسامة:"ايوة يابابا فى ايه فى حاجة ولا ايه حضرتك عايزنى فى ايه"

رفعت:"اخرج يا بنى كلك لقمة انت بترجع من الشغل تدخل اوضتك ومبقتش تقعد معانا زى عوايدك"

أسامة:"مفيش حاجة يابابا بس كنت تعبان شوية ومريح على السرير"

رفعت:"وايه اللى تاعبك يا "أسامة" هو انت اول واحد يفسخ خطوبته يا ابنى يعنى ولا ايه"

أسامة بعدم اهتمام:"خطوبة ايه انا لا زعلان ان فسخت الخطوبة ولا حاجة بالعكس انا مبسوط ان انا فسخت خطوبتى من هيام"

رفعت:"طب ايه اللى مخليك سرحان كده بقى" 

أسامة:"صدقنى مفيش حاجة يا بابا"

نادية:"ايه رايك تخطب تانى انا شوفتلك عروسة حلوة أوى يا اسامة"

تفوهت والدته بهذه الكلمات وهى تدلف الى غرفته حاملة بيدها عدة صور لفتيات ابتسم "اسامة" على كلام والدته

اسامة:"هو لسه فى حد بيتجوز بالطريقة دى يا ماما جيبالى صور بنات اختار منها ايه جو العشرينات ده"

نادية:"انا غلبت معاك بقى يا "أسامة" فوق لنفسك بقى يا ابنى اللى فى دماغك خلاص راحت لصاحب نصيبها يعنى خلاص مش مكتوبالك انساها بقى"

اسامة بضيق:"انتى قصدك ايه يا ماما ومين دى اللى فى دماغى"

نادية:"هتضحك على أمك يا" أسامة" انا أمك واعرفك اكتر من اى حد فى الدنيا"

رفعت:"هو فى ايه مخبينوه عليا ومعرفوش يا نادية"

نادية:"ابنك لسه بيفكر فى "وتين" ومش عايز ينساها"

رفعت:"وتين! دى اتجوزت خلاص يا ابنى بتفكر فيها ليه"

نادية:"قوله انت بقى علشان اللى بيعمله ده خلاص مينفعش بلاش يعلق نفسه بحاجة بقت من المستحيل تحصل''

أسامة:"فى ايه اهدوا عليا انا مبفكرش فى حد انتوا بس بيتهيألكم ان انا بفكر فيها"

نادية:"اتمنى يا ابنى ان كلامك ده يبقى صح علشان متجبلش لنفسك ولينا وجع الدماغ"

بعد خروج والديه وجد نفسه يرتدى ملابس للخروج فهو يريد الخروج من المنزل الآن فهو يشعر بالاختناق ويريد ان يستنشق بعض الهواء النقى

***

قضت وتين يومها الأول فى الاسكندرية فى الشقة هى و"مريم" و"حسنية" وعندما كان الوقت يقترب على المغيب ارادت "وتين" الذهاب الى الشاطئ الى المكان الذى كانت تجلس به دوماً فاقترحت على مريم ان يذهبوا الى الشاطئ لتجلس على تلك الصخرة التى اعتادت ان تجلس عليها

وتين:"مريم ما تيجى نروح البحر دلوقتى"

مريم:"دلوقتى دا خلاص الشمس هتغيب"

وتين:"دا احلى وقت نقعد فيه البحر وقت الغروب بيبقى حاجة وهم والصراحة وحشنى المكان اللى كنت بقعد فيه وهو قريب من هنا"

مريم:"خلاص ماشى هلبس هدومى وننزل"

بعد الانتهاء من ارتداء ملابسهم ذهبوا الى الشاطئ وصلت "وتين" فردت ذراعيها ورفعت رأسها للسماء واغمضت عيناها تستمتع بذلك النسيم وصوت ماء البحر وهى تضرب تلك الصخور بقوة

وتين:"ياااااه وحشنى البحر اوى اوى"

مريم بضحك:"طب بذمتك البحر ولا عمو ثائر"

وتين:'ودى عايزة سؤال عمك "ثائر" طبعا ههههه"

مريم:"الجو فعلا جميل اوى النهاردة طالب ايس كريم كده"

وتين:"تعالى نروح نشترى آيس كريم يلا"

مريم:"فى محل ايس كريم قريب خليكى انا هروح اجيب وانتى شميلك شوية هوا من البحر اللى واحشك ده على ما ارجع"

وتين:"ماشى متتأخريش يا مريم"

مريم:"من عونيا يا حبيبتى"

وتين:" تسلملى عيونك حبيبتى يا مريم"

مريم:"عايزة الايس كريم بايه بقى"

وتين بتلذذ:"شكولاتة يا مريم يكون كله شيكولاته وعليه قطع شكولاتة عايزة حاجة غرقانة شوكولاتة"

مريم:"الله ايه دا انتى شوقتينى للايس كريم اكتر"

وتين:"بسرعة بقى قبل الجو ما يضلم هنا"

مريم:"ماشى سلام موقتاً يا وتين"

وتين:"سلام يا قمر"

ذهبت "مريم" جلست "وتين" على صخرتها المفضلة تذكرت جلوس "ثائر" بجوارها يوم طلب منها الزواج واعطاها ذلك العقد الذى وضع به شروط زواجهم ابتسمت فكيف تبدل حالها معه من فتاة لا تستطيع الوصول اليه الى معشوقته التى يعاملها بمنتهى الحنان والدلال كأنها طفلته وليست زوجته فقط فكم اشتاقت إليه واشتاقت لرؤيته التى لا تمل منها أبدا واشتاقت أيضاً لحضوره الطاغى الذى يجعلها تأخذ انفاسها بصعوبة كأنه يسحب أنفاسها بطلته الجذابة فياله من رجل لم ترى مثيل له فى حياتها من قبل لما يتمتع به من قوة وهيبة واحياناً قسوة

وجد نفسه يذهب الى ذلك المكان لم يصدق عينيه فهل هى حقا من تجلس على تلك الصخرة ام عقله صور له ذلك هل هذه "وتين" حقا ام طيفها وجد نفسه يقترب منها هاتفا باسمها

أسامة:"وتين"

التفتت "وتين" الى من يناديها عقدت حاجبيها نظرت اليه نظرات باردة هبت واقفة بضيق فهو اخر شخص تريد مقابلته الآن فلماذا ينادى عليها؟ وماذا يريد منها؟

وتين ببرود:''افندم يا استاذ" أسامة" خير"

أسامة:'هو انتى هنا من امتى يا وتين"

وتين:" أولاً انا اسمى مدام "وتين" ثانياًحضرتك بتسأل ليه فى حاجة وبتسأل ليه اصلا"

أسامة:"بس استغربت لما شوفتك قاعدة هنا لوحدك وانك رجعتى اسكندرية تانى"

وتين:"هو فى حاجة تمنع ان انا اجى هنا ولا ايه حضرتك ناسى ان انا مولوده هنا وعشت حياتى هنا فطبيعى اجى مش عايزة تفكير يعنى"

أسامة:"هو ليه حاسس انك مش عايزة تتكلمى او بتردى عليا كأنك بقيتى واحد تانية مش "وتين" اللى اعرفها"

وتين:"طبعا انا بقيت واحدة تانية بقيت واحدة متجوزة"

أسامة:"ومبسوطة مع جوزك ده بقى"

وتين :" والله دى حاجة تخصنى انا بس مش اى حد تانى وملكش تسأل فى موضوع زى ده يا استاذ أسامة"

أسامة:"دا انتى فعلا اتغيرتى اوى بس انا كنت مديون ليكى باعتذار وكويس ان انا شوفتك علشان اعتذرلك"

وتين:"اعتذار على ايه بالظبط حضرتك غلطت فيا كتير"

أسامة:"ان انا ظلمتك بخصوص الصور والكلام اللى قولتهولك"

وتين بابتسامة سخرية:"دلوقتى عرفت ان انا مظلومة بس يا خسارة مبقاش يهمنى انك تعتذر او لاء او بالاصح خلاص الموضوع ميهمنيش "

أسامة:"هيام ضحكت عليا ولعبت بيا وانا كنت مغفل وصدقتها"

وتين:"وانت يعنى مكنش فى شوية عقل تفكر بيهم وتشوف اذا كان اللى شوفته ده بجد ولا لاء بس انت طلعت متسرع نصيحة منى متتسرعش فى حكمك على حد والحمد لله انها هى عملت كده اصلا لان الظاهر احنا مكناش هننفع مع بعض وانا الحمد لله ربنا عوضنى بجوزى اللى لو لفيت الدنيا دى كلها مش هلاقى زيه لا فى شهامته ولا رجولته ولا حنيته مش زى ناس "

أسامة بندم وصوت عالى نسبياً:" انا عرفت ده دلوقتى يا "وتين" ان بسبب تسرعى خسرت البنت الوحيدة اللى كنت بتمنى ارتبط بيها البنت الوحيدة اللى مكنتش شايف غيرها البنت اللى حبيتها ومحبتش حد غيرها"

ارتسمت ابتسامة جميلة جدا على شفتيها برقت عيناها بتألق دق قلبها بعنف بين جدران قلبها سرى ذلك الاحساس الجميل فى شرايينها وجدت نفسها تبتسم تلقائياً وتهمس بتلك الكلمة التى خرجت من بين شفتيها بذلك الهمس العاشق

وتين بابتسامة وبهمس ناعم :"حبيبى"

أسامة بدهشة و إبتسامة.:"انتى قولتى ايه يا "وتين" دلوقتى"

*"*"*

رأيكم يا حلوين

هو مين اللى طفى النور يا جماعة🤔🤔🤔😂😂😂

(دمية فى يد غجرى)

البارت الثامن عشر

ارتسمت ابتسامة جميلة جدا على شفتيها برقت عيناها بتألق دق قلبها بعنف بين جدران قلبها سرى ذلك الاحساس الجميل فى شرايينها وجدت نفسها تبتسم تلقائياً وتهمس بتلك الكلمة التى خرجت من بين شفتيها بذلك الهمس العاشق

وتين بابتسامة وبهمس ناعم :"حبيبى"

أسامة بدهشة و إبتسامة.:"انتى قولتى ايه يا "وتين" دلوقتى"

وجدها تنظر لشئ خلفه وتجاوزته ومشت بضع خطوات مبتعدة عنه نظر خلفه وجدها تسير بلهفة إلى رجل قادم باتجاههم وعندما تحقق أسامة من هذا الشخص وجده زوجها فهى لم تتفوه بتلك الكلمة إلا عندما رأت زوجها قادم اليهم ايقن "أسامة" ان "وتين" حقا لن تكون من نصيبه فتلك الابتسامة على شفتيها ونظرة اللهفة فى عيونها ونطقها تلك الكلمة لن تصدر إلا من انسانة عاشقة لزوجها.رأى "ثائر" "أسامة" يقف على بعد خطوات منهم اتسعت عيناه غضباً وضيقاً فماذا كان يفعل مع زوجته؟ عندما كان يريد ان يسير اليه محطما لوجهه على انه كان يتحدث الى زوجته وجد "رمزى" يمسكه من ذراعه بقوة جز "ثائر" على أسنانه بغيظ

ثائر بغيظ:"سيبنى يا رمزى سيب دراعى"

رمزى:"لاء مش هسيبك بلاش مشاكل اهدى واعقل يا ثائر"

ثائر:"بقولك سيبنى بقى"

وصلت" وتين" اليه بخطوات تشبه الركض فهى لا تصدق انه الآن امامها فهو قد أتى إليها فلابد انه اشتاق اليها كما تشتاق اليه لذلك أتى إلى هنا لكى يكون معها

وتين بفرحة:"انتوا وصلتوا امتى وليه مقولتوش انكم جايين النهاردة"

رمزى:"احنا لسه واصلين طلعنا الشقة دادة "حسنية" قالت انكم على الشط فجينا"

وتين:"انتوا نورتوا الدنيا كلها"

رمزى:"تسلمى يا وتين هى فين مريم"

وتين:"راحت تشترى ايس كريم زمانها جاية دلوقتى"

كل هذا و"ثائر" لم يتفوه بكلمة واحدة فلماذا لا يتكلم؟ لماذا لم يقول لها انه افتقدها فجاء خلفها؟

وتين:"ثائر مالك فى ايه"

ثائر بغيرة:"مفيش الاستاذ ده كان بيعمل ايه هنا"

وتين:"استاذ مين ده"

ثائر:"اللى اسمه أسامة ده"

كان" أسامة" مازال واقفاً مكانه لم يقدر "ثائر" على كبت غيرته وغضبه اكثر من ذلك وجد نفسه يذهب اليه يقبض على ملابسه بقوة ينظر اليه نظرات تكاد تحرقه أنفاسه عالية صدره يعلو ويهبط من فرط غيرته رأى" أسامة" ذلك حاول ان يتمالك اعصابه أمام هذا الرجل الذى ربما على وشك ان يكيل له من الضربات ما سوف يجعله غير قادر على الوقوف نظرا لبنيته الجسدية التى تشكل فارقاً بينهم

ثائر:" انت ايه اللى وقفك تتكلم معاها ها انت بتبصلها ليه أساساً انا مش محذرك قبل كده انك ملكش دعوة بيها "

أسامة:" فى ايه انت وشغل الهمجية اللى انت فيه ده انا معملتش حاجة ونزل إيدك ومتفتكرش ان ممكن اسكتلك"من

ثائر:" دا أنا اللى هخليك تسكت للأبد انت عارف لو شفتك بس لمحت طيفها نطقت اسمها على لسانك مش هتعرف انا هعمل فيك ايه"

ناوله لكمة قوية قرب فمه تساقطت بعض الدماء من فم "أسامة" سار اليهم "رمزى" سريعا لفض ذلك الاشتباك قبل ان يتطور الامر اكثر من ذلك ف"ثائر" فى حالة غضب شديد واذا تركه بهذه الحالة ربما سيسبب لنفسه مشكلة هو فى غنى عنها وقف "رمزى" فى المنتصف رفض "ثائر" ترك ملابس هذا الشاب فهو يرى أنه لم يشفى غليله بعد

رمزى:" بس بقى يا "ثائر" سيبه واسكت"

ثائر:" مش هسيبه الا لما اطلع روحه فى ايدى"

أسامة:" انت صحيح واحد همجى وبلطجى ومش عارف هى مستحملاك ازاى"

ثائر:" انا همجى وبلطجى يا حيوان يا زبالة"

رمزى:" بس بقى انتوا الاتنين"

قام رمزى بسحب يد "ثائر" من على ملابس "أسامة" ليتركه يرحل قبل ان يسوء الأمر أكثر من ذلك

رمزى:" اتفضل امشى يلا يا استاذ "اسامة" وانت يا بيه يلا بينا انا مش عارف انت اتجننت ولا ايه يلاااا"

ذهب "أسامة"وهو يمسح فمه من تلك الدماء التى تسببت فيها لكمة "ثائر" له.كل هذا و"وتين" مكانها لم تستوعب ما يحدث كأنها تشاهد احد مشاهد العراك من احدى الافلام

فى هذا الوقت وصلت" مريم" لم تصدق هى ايضا انها ترى عمها وزوجها

مريم:"ايه ده انتوا جيتوا امتى ايه المفاجأة الجميلة دى"

ثائر بسخرية:"الظاهر جينا فى وقت مش مناسب يلا بينا نطلع الشقة علشان عايز ارتاح من المشوار"

قال هذا تقدم امامهم بضع خطوات يتبعه "رمزى" و"مريم" كانت "وتين" مازالت مكانها لم تتحرك نظر خلفه وجدها ما زالت مكانها

ثائر:'ايه حضرتك هتفضلى واقفة عندك ولا ايه مش ناوية تيجى"

وتين:"حضرتى ! لاء جاية وراك"

تبعتهم بهدوء لم تفهم "مريم" ماذا يحدث ؟ولماذا يتحدث عمها مع "وتين" بهذه الطريقة ؟فاقتربت من" رمزى" هامسة

مريم:"رمزى هو فى ايه عمو "ثائر" ماله"

رمزى:'لما وصلنا كان فى واحد واقف مع "وتين" اللى أسمه "أسامة" عمك شافه اتجنن ضربه لولا ان انا مسكته كان زمان عملنا مصيبة شكل عمك غيران اوى"

مريم:"ربنا يستر وميتخانقش مع وتين ولا يزعلها"

رمزى:"ربنا يستر لان شكله كده مدخن على الاخر وانتى عارفة عمك"

صعدوا الى الشقة فتح "ثائر" الباب ذهب إلى غرفته بدون ان يتفوه بكلمة أخرى قام باغلاق الباب خلفه بقوة محدثاً صوتاًعالياً ارتعدت" وتين" من صوت اغلاق الباب

وتين:"رمزى هو فى ايه لده كله "ثائر" بيعمل ليه كده"

رمزى:"جوزك شكله كده غيران يا وتين وربنا يستر"

وتين:"غيران ليه ومن مين وعلشان ايه "

رمزى:"من اللى كان واقف معاكى على الشط"

ادركت "وتين" الآن ان "ثائر "ربما يظن انها كانت راغبة فى التحدث مع" أسامة"فى حين انها لا تريد رؤية وجهه

وتين:"عن اذنكم ادخل اشوفه"

مريم:''ربنا معاكى يا وتين"

طرقت "وتين" الباب لم تسمع رد فتحت الباب لم تجده سمعت صوت المياه فى الحمام علمت انه الآن فى الحمام جلست على طرف السرير تنتظره حتى يخرج استغرق وقتا طويلا فى الحمام استبد بها القلق قامت بطرق باب الحمام تسأله اذا كان هناك خطب ما جاءها رده من الداخل

وتين:"ثائر ثائر انت كويس"

ثائر:"ايوة فى ايه"

وتين:'بس اتأخرت اوى جوا فقلقت عليك فقولت اسألك"

ثائر:"شوية وخارج"

عادت لتجلس مكانها وبعد بضع دقائق خرج يرتدى رداء الحمام يفرك رأسه بقوة بالمنشفة التى يحملها بيده كأنه يريد ان يخرج ما برأسه من أفكار باتت تزعجه

وتين بابتسامة:"نعيما يا حبيبى"

ثائر:"ينعم عليكى ربنا ان شاء الله"

لم يزد كلمة أخرى وقف أمام المرآة لكى يصفف شعره ظلت تنظر اليه لمح نظراتها له فى المرآة 

ثائر:"مالك بتبصيلى ليه كده فى إيه فى حاجة"

وتين:"المفروض انا اللى اسألك فى ايه ومالك من ساعة ما جيت وانت متكلمتش معايا خالص"

ثائر:"مصدع فيها مشكلة دى ولا بلاش اصدع كمان علشان خاطرك"

وتين:'الف سلامة عليك هجبلك مسكن علشان الصداع"

ثائر:" مش عايز مسكنات قولى للدادة تحضر الأكل علشان جعان"

وتين باحباط:" حاضر"

خرجت من الغرفة زفر بضيق شديد فهو كان يتمنى أن تكون بين ذراعيه الآن فهو لم يأتى كل هذه المسافة إلا لتكون بين يديه وفى أحضانه فهو اشتاق اليها بشدة ولكن انتهى بهم المطاف الى هذا الحال ذهبت" وتين" الى المطبخ ساعدت" حسنية" و"مريم" فى تحضير الطعام التفت "مريم" اليها

مريم:"عملتى ايه يا وتين مع عمو"

وتين:"ولا حاجة بيرد بالقطارة"

مريم:"وهو ايه اللى جاب البنى ادم ده دلوقتى''

وتين:"دا من بختى الاسود يا اختى ييجى فى الوقت اللى "ثائر" يوصل فيه"

حسنية:"بصى يا بنتى ولو ان انا مش فاهمة بتتكلموا على ايه بس لو جوزك متعصب سبيه يهدى متكلمهوش وهو متنرفز الكلام ساعة النرفزة ممكن يوصل لحاجات انتوا فى غنى عنها لكن لو خدتوا وقتكم وهو بقى هادى وتتكلمى معاه بالراحة وتفهميه اللى هو مش فاهمه يبقى احسن"

مريم:"ايه الكلام الجامد ده يا دادة"

حسنية:'عيب على السن يا "مريم" انا كنت بعمل كده مع المرحوم جوزى مكنتش اكلمه ساعة عصبيته ابدا كنت اسيبه لحد ما يهدى وبعدين نتكلم"

مريم:"الله يرحمه انتى كنتى بتحبيه يا دادة"

حسنية بحنين:"أوى يا مريم مع ان انا اتجوزته فى الاول جواز عادى كده واحد اتقدم لواحدة وشافته مناسب واتجوزته بس بعد الجواز عرفت قد ايه هو حنين وراجل بجد يعتمد عليه فى الوقت الصعب وانه هو سندى لما الدنيا تميل بيا تعرفى لما عرفت ان انا مبخلفش طلبت منه يتجوز رفض قالى ما برضه جايز ربنا مش كاتبله ان يبقى ليه اولاد سواء منى او من غيرى وعشت معاه وموته كسرنى علشان كده نصيحة ليكم طالما عارفين أن اجوازكم بيحبوكوا انتوا كمان حبوهم واستحملوهم فى اوقاتهم السيئة قبل اوقاتهم الحلوة"

وتين بابتسامة:"تسلمى على النصايح الحلوة دى يا دادة"

وضعوا الطعام على السفرة خرج "ثائر" من الغرفة بعد ان ارتدى ملابس بيتيه مريحة و"رمزى" ايضا جلسوا جميعا على السفرة يأكلون وكأن على رؤوسهم الطير لا احد يتفوه بكلمة كانت تتبع حركاته بنظراتها فهو يتعمد عدم النظر اليها بعد ان انتهوا من تناول طعامهم جلس "ثائر" يشاهد التلفاز وجلس بجواره "رمزى" بينما ذهبت "وتين" و"مريم" الى الشرفة

رمزى:"ايه يا عمنا هتفضل ضاربلنا الوش الخشب ده كتير"

ثائر:"عايز ايه يا" رمزى" فى يومك ده انت كمان"

رمزى:'فك يا عم مش كده يعنى انت جبتنا على ملا وشنا من القاهرة علشان نيجى هنا وضربت الواد وخلصنا ولما نيجى قاعدلنا زى اللى قاعد فى عزا"

ثائر:"ايه عايزنى اقوم اغنيلك يعنى ولا اعمل ايه"

رمزى بمزاح:'مش للدرجة دى يعنى مش ناقص تلوث سمعى على المسا"

ثائر:"ليه هو انا صوتى وحش ولا ايه ياض انت"

رمزى بمزاح:"اه صوتك وحش اغشك اضحك عليك يعنى"

ثائر:"بطل بقى هزارك البايخ ده بقى على المسا انا هقوم انام انا زهقان من شكلك أساساً" 

رمزى:" الله وانا مالى يا لمبى ثم تنام ايه لسه بدرى دا أذان العشاء لسه مأذن دلوقتى"

ثائر:"هقوم اصلى وانام بجد حاسس بارهاق جامد ودماغى هتفرقع"

رمزى:" الف سلامة عليك ماشى تصبح على خير"

ذهب "ثائر 'الى غرفته ليؤدى صلاته ثم يخلد الى النوم خرجت "وتين" و"مريم" من الشرفة 

وتين:'هو "ثائر "راح فين يا رمزى"

رمزى:''قال هيدخل يصلى وينام علشان تعبان وفعلا النهاردة كان الشغل كتير وجينا فالارهاق والتعب حل علينا انا هقوم اصلى وانام انا كمان تصبحوا على خير"

مريم ووتين:"وانت من اهله"

ذهب "رمزى" ايضا الى غرفة الضيوف وذهبت" مريم" الى غرفتها وذهبت "وتين" الى زوجها

وجدته انهى صلاته وذهب إلى السرير توضأت وصلت فرضها قامت بتغيير ملابسها وذهبت الى السرير هى ايضا

كان نائما موليها ظهره فاستاءت من تصرفاته سحبت الوسادة الصغيرة بغيظ واخذتها فى أحضانها كان يشعر بكل حركاتها وسكناتها فقلبه يحرضه على الالتفات إليها ظلت عيناها تتجول في الغرفة مر بعض الوقت لا تستطيع النوم تركت السرير وقفت امام الشباك تاركة الهواء يهدأ من ثورة ضيقها تلاعب النسيم بخصلات شعرها كان ينظر اليها وهى بتلك الحالة الفاتنة له ولقلبه فلو لم يكن غاضباً الآن ربما كانت ستكون بين ذراعيه يضمها اليه يستمتعوا بهذا الجو البديع التفتت اليه وجدته ينظر اليها

وتين:" ها وبعدين يا ثائر"

ثائر ببرود:"وبعدين فى ايه يا مدام ثائر"

وتين:"فى اللى انت بتعمله فيا ده"

ثائر:'وانا عملت ايه فيكى هو انا كلمتك ولا جيت جمبك انا ساكت اهو"

وتين بغيظ:'ثائر بلاش استفزاز ببرودك ده بقى انا مبحبش كده"

ثائر:"انا بارد انتى هتحترمى نفسك فى الكلام معايا ولا لاء انا مش محذرك قبل كده بلاش تطولى لسانك عليا"

وتين:"ايوة سيب الاصل وامسك فى الفرع ما هو انت كده"

ثائر:"طب اسكتى احسن اقوم امسك فى زمارة رقبتك وانتى الخسرانة"

وتين:"يا سلام للدرجة دى يا "ثائر" عملت ايه بقى يخليك تمسك فى زمارة رقبتى"

ثائر:"شوفى انتى عملتى ايه الاول وابقى اتكلمى معايا يا...مدام"

وتين:"ماهو ده اللى عايزة اعرفه انا عملت ايه لده كله"

ثائر:"انتى ايه اللى خلاكى تقفى تتكلمى مع الواد ده ها قوليلى سبتيه يقف معاكى ويكلمك ليه"

وتين:"انا اتفاجئت بيه انه جه المكان ده هو انا كنت اعرف يعنى انه هييجى"

قام "ثائر" من على السرير وقف امامها امسك ذراعها بقوة يضغط عليه بأصابع فلاذية كأنه على وشك كسر ذراعها

ثائر بغيظ:"لما لقتيه كنتى على طول تمشى مش تقفى تتكلمى معاه"

وتين:"هو اللى فتح الكلام وقالى انه مديونلى باعتذار"

ثائر :"اه مديونلك با عتذار وقالك كمان انه خسر البنت اللى حبها ومحبش غيرها مش كده"

وتين بدهشة:"انت سمعت كلامه"

ثائر بغضب:'ايوة سمعت يا هانم سمعت كلمته دى ليكى عارفة ايه احساسى لما سمعت كلامه ده ان اعرف ان واحد بيحب مراتى وبيفكر فيها ها عارفة ولا مش عارفة احساسك اللى كنت بتحسيه بسبب" سيلا" انا حسيته اضعاف مضاعفة"

هى لم تتخيل انه سمع كلام "أسامة" هل كانت منشغلة بالحوار لدرجة لم تنتبه علي ان زوجها كان قريب منهم يستمع إلى حوارهم

وتين:"بس والله انا ما ركزتش فى كلمته دى لانى شفتك ساعتها ومركزتش فى حاجة خالص ثم دراعى حرام عليك يا ثائر وجعتنى انت هتكسر دراعى"

حاول تمالك اعصابه بقوة جبارة فليس من السهل عليه ان يستمع لرجل يتفوه بمثل هذا الكلام لزوجته ترك ذراعها وضعت يدها على ذراعها تتحسس مكان قبضة يده الغاضبة فهو ترك اثار أصابعه على ذراعها.حاول ان ينهى هذا النقاش الذى ربما لن يصل بهم الا لمزيد من الغضب 

ثائر:"انا هنام تصبحى على خير يا مراتى"

نطق تلك الكلمة بكل ما يحمل فى نفسه من استياء وضيق اراد الرجوع إلى السرير وجدها تمسك يده تمنعه من الذهاب نظر اليها اقتربت منه اكثر وضعت يدها على وجنته تنظر اليه احدى تلك النظرات التى تجعله غير راغب فى اى شئ سوى صاحبة تلك العينان الرماديتان فهو اشتاق اليها مررت يدها على وجنته اغمض عينيه بتعب بالرغم انه يفتقد لمسة يدها على وجهه كثيراً

وتين:"صدقنى يا حبيبى مفيش غيرك يملى عينى ولا قلبى وهو ميعنيش ليا اى شئ بالمرة انا مبقتش اشوف راجل فى الدنيا دى كلها غيرك انت انت مالى قلبى ومالى عينى ومالى حياتى كلها انا بعشقك يا" ثائر" حتى العشق بقى شوية على اللى انا حساه معاك"

ثائر:" روحى نامى يا "وتين'' بقولك تصبحى على خير"

وتين بحزن:" كده يعنى يا "ثائر" هو ده ردك عليا"

ثائر بتعب :" انا تعبان وعايز انام ممكن"

وتين:" هتنام وانت زعلان انا مقدرش انام وعارفة انك زعلان انا لحد دلوقتى مش مصدقة انك جيت وموجود معايا هنا"

ثائر بدون وعى:" جيت علشان وحشتينى جيت علشان مكنتش عارف انام وانتى بعيدة عنى جيت علشان مش قادر يعدى عليا يوم من غير ما اشوف عينيكى ولما اجى الاقى واحد واقف يقولك انه كان بيحبك ومحبش غيرك عيزانى اعمل ايه وانا بسمع كلامه ده "

وتين:" حبيبى انت ضربته وانا قولتله انا مفيش فى حياتى وقلبى غيرك انت ولا شايفة راجل غيرك انت "

وضعت رأسها على صدره تحيطه بيديها حول خصره لعل قلبه يلين كلما حاول ان يرفع يده يحيطها بها كأن يديه ترفض الانصياع لقلبه .لاحظت هى تردده نظرت اليه بعيون يملأها العشق تنشد اللين من عينيه العاصفتين وضعت يدها مرة أخرى على وجنته

وتين بهمس ناعم جدا:"انا بحبك انت وانت اهلى وناسى وانا مش عايزة فى حياتى غيرك انت" 

وضع يده على يدها الموضوعة على وجنته يضغط عليها بمحبة قبل باطن يدها فكلامها كحبات المطر تساقطت على لهيب غيرته اطفأته ولكنها اشعلت لهيبا من نوع اخر ذلك اللهيب الذى لن يخمد بالكلمات فقط

وجد نفسه يحملها بين ذراعيه وهى واضعة رأسها على كتفه وصل إلى الفراش انزلها ببطئ كأنها مصنوعة من زجاج يخشى عليها ان تنكسر فهو يعلم الآن ان تلك الجميلة التى بين يديه ستظل نقطه ضعفه التى لن يظل جامداً أمامها كثيراً فبمجرد النظر اليها وسماعه لتلك الكلمات منها بهذا الهمس الجميل يجد نفسه لا يفكر فى شىء سوى انه يريد أن يرتوى من أنهار عشقها التى لا تنضب وظمأه الذى لا يرتوى أبدا

ثائر:"شكلى بعد كده مش هعرف اكسب معاكى نقاش او ان انا افضل زعلان منك كتير يا وتين"

وتين:"وتزعل ليه يا قلبى مفيش حاجة تستاهل الزعل وكله الا زعلك انت يا ثائر كله الا انت"

ثائر:'احساس الغيرة صعب اوى يا وتينى احساس بشع كأن كنت عايز اموته واطلع روحه فى ايدى "

وتين بتفهم:" وهتجيب لنفسك مصيبة بسببى ثم انا عارفة وعذراك لان عارفه الاحساس ده كويس وجربته دا بيبقى زى النار فى القلب"

ثائر:"شوفتى بقى مجرد التفكير ان حد غيرى يتخيلك انك مراته ده فى ذات نفسى مجننى"

وتين:"حبيبى انت مش محتاج تغير منه لانه هو ميهمنيش فى اى حاجة ولا عايزة اشوف وشه اصلا انا قلبى مبقاش ملكى بقى ملكك انت وبس يا حبيبى"

ظلت تردد على مسامعه تلك العبارات التى جعلته يريد ان يلتهمها من عشقه وشوقه لها فقلبه اعلن عليه حرب الاشتياق التى لن يعود منها إلا وهو خامداً ذلك الشوق العاصف بقلبه .ظل جسده ينتفض بقوة بسبب ذلك الكابوس الذى عاوده مرة اخرى شعرت" وتين" بحركة جسده الغريبة فهو كأنه مقيد يحاول التخلص من قيوده ولا يستطيع. تملكها القلق هزت جسده لعله يفيق من نومه ومن تلك الحالة

وتين بقلق:"ثائر حبيبى اصحى مالك فى ايه"

فتح عيناه على اتساعها ينظر اليها مسح وجهه ليزيل حبات العرق التى تجمعت على جبينه اخذ انفاسه بقوه يزفرها ببطئ ليعود الى حالته الطبيعية

وتين:"مالك يا حبيبى فى ايه"

ثائر:"دا كابوس"

وتين:"خير اللهم اجعله خير"

ثائر:"كابوس حادثة رؤوف رجعلى تانى"

وتين:"هو انت شوفت الحادثة كنت موجود ساعتها"

ثائر:"ايوة فى اليوم ده كنت عنده فى البيت وشوفته بيخرج هو ومراته والعربية بتنفجر بيهم"

وضع رأسه بين يديه يضغط باصابعه بقوة على رأسه كأن رأسه على وشك الانفجار

وتين:"الله يرحمهم يا حبيبى اهدى هقوم اجبلك ماية تشرب"

ارتدت اسدالها خرجت من الغرفة ذهبت إلى المطبخ جلبت زجاجة مياه وعادت اليه ناولته الماء ظل يرتشف منها كثيرا كأنه اصابه ظمأ شديد ويشعر بحاجته الى الارتواء عادت الى جواره مرة أخرى ولكن تلك المرة قامت بجذبه اليها تريح رأسه على كتفها تداعب شعره تحاول تهدئته اغمض عينيه وعاد إلى نومه مرة أخرى قامت بتقبيله برقة على جبينه وعادت إلى نومها هى الاخرى.فى الصباح..بعد تناول الافطاراصطحبها الى قبر والديها فهى كانت تريد ان يذهب معها وصلوا إلى المقابر وجدها تجثو امام احدى القبور تبتسم ابتسامة مهزوزة تمتزج بدموعها

وتين:"بابا ماما انا جيت عارفين مين جه معايا "ثائر" جوزى اللى حكيتلكم عنه" 

جثى بجوارها هو الآخر فهو يعلم كيف يكون شعور من يفقد عزيز عليه ويعلم ايضا ما تعنيه حرقة القلب عندما يخسر الإنسان اعز احباءه

ثائر:"انا "ثائر" اللى "وتين" حكيتلكم عنه بس عايز اقولكم ان بنتكم بقت اغلى وأهم حاجة فى حياتى بقت عشقى بقت نبض قلبى ودنيتى كلها واوعدكم ان انا احافظ عليها واحميها وادلعها اخر دلع

قال ذلك وابتسم فابتسمت هى الاخرى تنظر اليه وكأن قلبها سيقفز من بين ضلوعها بعد انتهائهم من زيارة والديها عادوا الى الشقة قضوا وقت ممتع مع "مريم" و"رمزى" حان ميعاد ذهابها الى حفل الزفاف ارتدت ملابسها هى وزوجها اصر "رمزى" اخذ "مريم" فى نزهة حتى يعودوا وصلوا الى القاعة التى يقام بها الزفاف لم يصدق "سمير" ان 'وتين'' جاءت لحضور حفل زفافه

سمير بدهشة:"وتين"

وتين:'مبروك يا سمير مبروك يا أميرة ربنا يتمم بخير"

أميرة:"الله يبارك فيكى يا وتين اخبارك ايه"

وتين بابتسامة:"الحمد لله تمام دى هدية بسيطة بمناسبة جوازكم"

كانت الهدية عبارة عن خاتم جميل اشترته "وتين" من أجل "أميرة" فهى تعرف انها فتاة طيبة وأيضا تشعر بالشفقة عليها من انها ستعيش مع" هيام" و"عايدة"

أميرة:" مكانش ليه لزوم تتعبى نفسك يا وتين"

وتين:" متقوليش كده ومبروك مرة تانية"

سمير:''نورتوا الفرح اهلا بيكم"

ثائر:'ده نورك مبروك ربنا يتمم بخير مبروك يا عريس"

سمير:" الله يبارك فيك ومتشكر"

لمحت "هيام" "وتين "وزوجها ابتسمت على غباء "وتين" فهى مازالت تلك الفتاة التى تتأثر بالكلام الذى يقال لها

هيام:''حمد الله على السلامة نورتى يا وتين اهلا يا استاذ ثائر"

وتين:"شكراً عن اذنك"

عندما ارادت الذهاب لاحظت "هيام "ذيل فستان" وتين" الطويل ارادت احراجها فداست على طرف فستانها كأنها غير قاصدة حتى تقع على الأرض ولكن حظ وتين ان زوجها كان بجوارها فالتقطها قبل ان تسقط على وجهها

ثائر:" ايه يا حبيبتى فى ايه"

وتين:" شكلى كنت هتكعبل فى ديل الفستان انا عارفة انا لبست فستان بديل طويل ليه كده"

ثائر باعجاب:" بس انتى فى الفستان عاملة زى الأميرة"

وتين بابتسامة:" حبيبى تسلملى بس أميرة مرة واحدة"

ثائر:" ايوة انتى أميرتى الأميرة اللى قاعدة على عرش قلبى"

ابتسمت له ابتسامة صافية فهى كل يوم يزداد عشقها لهذا الرجل ذهبت هى وزوجها ليجلسوا على إحدى الطاولات البعيدة عن طاولة تلك الفتاة وامها

عايدة:"دى وتين جت الفرح اهى بجد"

هيام بغيظ:"اه جت هى وجوزها وجايبة هدية كمان والله ووتين بقت بتهادى هدايا غالية كده"

عايدة:" ليه هى جابت ايه يعنى لكلامك ده"

هيام:" جايبة خاتم لاميرة ييجى بتمن الشبكة اللى ابنك اشتراها كلها"

عايدة:" يا سلام هى الفلوس بقت فى ايدها كتيرة اوى كده"

هيام:" يعنى انتى مش شايفة جوزها غنى قد ايه يا ماما دا انا مفروسة موت منها ولا كمان الفستان اللى هى جاية بيه وماسكة فى دراع جوزها ولا هو كمان لبسه وشياكته ولا شكله انتى لو بصيتى حوليكى مش هتلاقى راجل عدل فى القاعة غيره"

عايدة:" ماتحترمى نفسك يا بت انتى لو اخوكى سمعك هيكسر دماغك"

هيام:" والنبى تسكتى يا ماما بلا اخويا بلا بتاع دلوقتى انا فى ايه ولا فى ايه"

عايدة:" انتى شكلك اتجننتى النهاردة فوقى يا بنت عايدة"

هيام:" افوق على ايه اكتر من الواقع الغريب اللى انا شيفاه دلوقتى بقى "وتين" تلاقى راجل زى ده وانا لاء وانا اللى كنت عاملة نفسى فالحة طلعت اشطر منى"

عايدة:" اقفلى بوقك بقى يا هيام خلى الليلة دى تعدى على خير فى يومك ده"

أصبحت لاتستمع الى تحذيرات امها فهى تشعر ببركان حارق الآن فى قلبها من الحقد من رؤية "وتين" بهذا الشكل ورؤية تلك الابتسامة على وجهها ف"وتين" أصبحت أكثر اشراقاً ونضارة عن تلك الايام التى كانت تحيى فيها معهم فكأنها اصبحت أكثر جمالاً عن ذى قبل

كانت تتبعهم بنظراتها وهى ترى "ثائر" ممسكا بيد "وتين" بين قبضة يده تبتسم على احدى الطرائف التى يقصها عليها التى كانت تحدث معه هو و"رمزى"

وتين:"دا انت على كده قربت تجنن رمزى يا "ثائر" والله ساعات بيصعب عليا وهو بيكلم فى نفسه وبيلف حوالين نفسه منك ومن عمايلك"

ثائر:"ماهو مجنون هو 'رمزى" عاقل يعنى دا استاذ المجانين ثم على أساس انه بيسكت اوى دا بيرد عليا الكلمة بكلمة وبيتحسب عليا فى وشى"

وتين:" ههههه مريم لو سمعتك هتزعل منك كده"

ثائر:''مريم عارفة علاقتى انا ورمزى عاملة ازاى قبل ما يكون جوز بنت اخويا هو صاحبى ورفيق عمرى اللى مقدرش فعلا اعيش من غيره"

وتين:'هو محترم جدا فعلا وبيعشق حاجة اسمها مريم وعلى ما ييجى الفرح هيكون يا عينى جراله حاجة من الانتظار"

ثائر:"دا جننى والله من الزن علشان يتجوزها بس كنت خايف على "مريم "لانها من ساعة الحادثة وهى كأنها عايشة فى عالم تانى" 

وتين:'الحمد لله انها بقت كويسة "مريم"طيبة وتستاهل كل خير وربنا يتم فرحتهم على خير ان شاء الله"

ثائر:" ان شاء الله بس قوليلى بقى ايه الطعامة اللى انتى فيها دى ما تقومى نروح"

وتين:" هههه هو احنا لسه قاعدنا شوية ونمشى ماشى"

ثائر:" ماشى علشان خاطرك انتى بس مبقتش اعرف اقولك لاء على حاجة انا كده بضيع يا وديع"

وتين بابتسامة:" بعد الشر عليك من الضياع يا حبيبى"

ثائر:" صبرنى يارب الشوية دول على مانروح"

وتين:"عن اذنك يا حبيبى هروح الحمام"

ثائر:"ماشى يا حبيبتى متتأخريش ماشى"

وتين بابتسامة:"هاجى على طول"

ذهبت "وتين" لمحت "هيام" جلوسه بمفرده لاحظت ان الفرصة سانحة الآن ان ربما ببعض الكلمات تهدم تلك السعادة التى رأتها على وجه "وتين"

هيام باستعباط:'ايه ده هى وتين فين مش كانت هنا من شوية"

ثائر بضيق:"راحت الحمام خير فى حاجة"

هيام:"اه انتوا نورتونا النهاردة والله يا استاذ ثائر"

ثائر:"شكرا وعقبال فرحك ان شاء الله"

هيام بمسكنة:"ما خلاص انا فسخت الخطوبة لان انا مقدرش اتجوز واحد بيحب وبيفكر فى واحدة تانية"

ثائر بعدم اهتمام:"ربنا يعوض عليكى باللى أحسن منه"

هيام بخبث:"ماهى "وتين" كده كل الرجالة هتموت عليها"

ثائر:'تقصدى ايه بكلامك ده يا آنسة انتى"

هيام:"اصل انا فسخت الخطوبة لما عرفت ان "أسامة" بيحب "وتين" وانا مقدرش اعيش مع واحد بيفكر فى واحدة تانية"

ثائر:"ها وبعدين يا آنسة"

هيام:"ولاقبلين هى "وتين" كده دايما حظها حلو مع الرجالة والرجالة هيموتوا عليها بس هى شاطرة بتعرف تمثل دور البراءة واكيد مثلته عليك انت كمان واتخدعت فيها محدش يعرف'' وتين'' زيى انا"

ثائر:"انسة هيام"

هيام:"نعم يا استاذ ثائر ولا تحب اقولك ثائر بس"

ثائر:" بغض النظر على ان انا مش طايق اسمع اسمى منك  بس هو انتى هبلة ولا شكلك كده"

هيام:"افندم انت بتشتمنى"

ثائر:"هو انتى مفكرة بالكلمتين الخيبين اللى بتقوليههم

دول اتنرفز انا بقى واتخانق انا و"وتين" والكلام الاهبل ده بصى انا عارف ان "وتين" مش من النوع اللى بتقولى عليه ده وأنها أطهر وأشرف واحدة شفتها فى حياتى ومتحاوليش تلعبى لعبة انتى مش قدها و"وتين" ملكيش دعوة بيها لما ضربتيها قبل كده انا سكت لكن لو حاولتى تضايقها انا عندى استعداد انسى مبادئ وأربيكى من اول وجديد لان انتى الظاهر محدش رباكى وانك عديمة الادب والتربية"

هيام باستفزاز:"باين عليك واقع اوى فيها بس مظنش ان واحد فى مقامك وشياكتك ووسامتك دى وتضرب بنت"

ثائر:"ميغركيش الشكل ولا البدلة اللى انا لابسها لاء انا ساعة الجد ببقى شوارعى وغجرى على حق فبلاش تشوفى الوش ده اصله غلط عليكى وانتى اللى هتتأذى يا آنسة"

لمحها قادمة اليهم ابتسم لها هب واقفا وصل اليها قبل ان تصل هى إليه يريد الذهاب من هذا المكان قبل ان ينفث غضبه فى تلك الفتاة الحقودة ويصبح هذا الزفاف مأتم

وتين بغيرة:"هى البت دى كانت قاعدة معاك تعمل ايه"

ثائر:'سيبك منها يلا بينا نمشى كفاية كدا دماغى صدعت من الاصوات والاغانى دى"

وتين...يلا يا حبيبى بس ثوانى تليفونى شكله نسيته على التربيزة"

ذهبت الى الطاولة لاخذ هاتفها كانت "هيام"مازالت جالسة مكانها نظرت وتين باحتقار لتلك الفتاة فهى تقسم انها كانت تبث سمومها فى اذن زوجها ولكن عندما رأت معاملة زوجها ايقنت انه لم يصدقها فكم تعشق هذا الرجل فهو فارسها وبطلها وحاميها وثائرها ظلت جالسة مكانها فخطتها لم تفلح كانت تفكر لماذا تلك الفتاة دائماً ما تكون المنتصرة عليها حتى بدون ان تفعل شئ ارادت تعكير مزاجها على الأقل قبل ان تترك المكان

هيام:" ايه يا وتين هتمشوا بسرعة كده لسه بدرى"

وتين بقرف:" بدرى من عمرك جوزى صدع من اصوات مش حابب يسمعها"

هيام باستفزاز:" الف سلامة على جوزك الحلو ده من الصداع تحبى اجبله مسكن"

حسناً فتلك الفتاة تخطت حدودها ويجب اسكاتها طلبت منها "وتين" الخروج معها خارج القاعة حتى لا تتسبب فى حدوث جلبة فى القاعة

وتين:" هيام ممكن بس اكلمك كلمتين برا علشان الصوت عالى واحنا لازم نتفاهم مع بعض"

هيام:" نتفاهم على ايه"

وتين:" نتفاهم على كل حاجة انتى برضه فى مقام بنت عمى ومش هنفضل على طول كده يعنى"

استغربت "هيام"من كلام "وتين" ولكنها لا ترى ضرر من معرفة ماذا تريد؟ فهى تعرف ان "وتين" لن تستطيع ان تفعل بها شئ فهى تعرف انها لا تعرف كيف تدافع عن نفسها؟ لمح زوجته ومعها تلك الفتاة لا يعرف لماذا تتبعها اقتربت منه بصوت هامس

وتين بهمس:" حبيبى يلا بينا نخرج برا"

ثائر:" انتى جيباها معاكى البنى ادمة دى ليه"

وتين:" هتعرف دلوقتى يلا بينا"

وجدت "وتين" مكان هادئ طلبت من زوجها ان ينتظر بعيداً

وتين:" حبيبى استنانى هنا"

ثائر:" انتى هتعملى ايه بالظبط يا وتين"

وتين:" هاخد حقى يا "ثائر" لانها اتخطت حدودها"

ثائر بابتسامة:" انتى هتضربيها يا وتين"

وتين:" هردلها جزء من اللى كانت بتعمله فيا وهدوقها من نفس الكاس"

ثائر:" لو عملت فيكى حاجة ناديلى بسرعة"

وتين:"متقلقش بس شنطتى اهى وادعيلى اخرج من الغزو منتصرة"

ثائر:" اوعى تخليها تمد ايدها عليكى او تعورك ماشى يا حبيبتى"

وتين:" متخافش دا انا اللى هلعب البخت فى وشها دلوقتى"

عادت "وتين" الى "هيام" التى كانت تقف على بعد مسافة بنهم ولم تسمع شئ من حديثهم

وتين:" معلش يا "هيام" اتأخرت عليكى"

هيام:" حقك طبعا هى اللى تشوف واحد زى جوزك ده متنساش نفسها"

وتين:" عاجبك" ثائر "يا هيام"

هيام:"طول عمرك محظوظة وبختك حلو يا وتين"

وتين:" انا سيبتك من زمان تاخدى كل حاجة حلوة منى بس "ثائر" لاء يا "هيام" عارفة ليه لأن كله الا "ثائر" انتى فاهمة كله الا هو دا بعينك وبعيد عن أحلامك"

بعد ان اردفت تلك الكلمات بغضب شديد جذبتها من حجابها بقوة تكيل لها من الصفعات ما يبرد تلك النيران فى قلبها فهى عاشت حياة بائسة بسبب تلك الفتاة لم تتخيل "هيام" ان "وتين" أصبحت بهذه القوة كأنها حقا اصبحت فتاة اخرى غير تلك الفتاة الضعيفة التي كانت تعرفها حاولت تخليص نفسها الا ان "وتين" استطاعت ان ترديها ارضاً تكمل ضربها لها ظلت" هيام' تصرخ لعل احد ينقذها ولكن لحظها السئ فصوت الاغانى يصم أذان الجميع وهى خارج القاعة تركتها "وتين" بعد ان رأت انها نالت ما تستحق وعادت الى زوجها

ثائر:'' ايه الباور ده كله يا وتينى دى كانت هتموت فى ايدك"

وتين:" تستاهل يلا بينا تبقى تقابلتى هتدخل القاعة تانى ازاى بمنظرها ده"

ثائر:" يلا يا روحى"

تأبطت ذراعه وذهبت معه الى شقتهم بينما ''هيام" ما زالت تتألم وتبكى من ضرب "وتين" لها

بعد انقضاء يومان كانت وتين فى قمة سعادتها فزوجها كان يصر كل يوم على خروجهم الى احدى الاماكن التى لم تذهب اليها يوماً حان موعد عودتهم الى المنزل فى القاهرة فعادوا جميعاً بشعور من الفرح والسرور على وجوههم كانت تقضى وقتها بالنهار فى المنزل برفقة مريم وفى المساء يعود اليها معشوقها الذى عندما تراه ترتمى بين أحضانه كأنه كان غائبا عنها منذ زمن وليس من بضع ساعات فقط مرت ايام حان ميعاد زفاف "مريم" و"رمزى" ارادت" مريم" الخروج لشراء فستان زفافها اصطحبت "وتين" فى جولة استغرقت عدة ساعات لشراء ما يلزمها

مريم:"يااااه الواحد تعب اوى بس الحمد لله كده كل حاجة تمام"

وتين بابتسامة:"ربنا يتمملك بخير يا حبيبتى"

مريم:"تسلميلى يا" وتين" وربنا يسعدك انتى وعمو"

وتين:"يارب كده فاضل حاجة نسينها"

مريم:''لاء تمام كده يلا نخرج نشوف السواق فين خلينا نروح"

خرجوا من المول التجاري التفتوا يمينا ويسارا ليروا السائق 

وتين:''هو راح فين"

مريم:'مش عارفة دا كان هنا تعالى نطلع قدام واتصل عليه واشوفه فين"

ساروا بضع خطوات عندما ارادت "مريم" مهاتفته السائق لم  تنتبه لذلك الرجلان اللذان قاما بوضع شئ به مخدر على وجهها ووجه "وتين" فسقطوا مغشيا عليهم سريعا قاموا بادخالهم الى السيارة سريعاً وذهبوا من هذا المكان قبل ان يراهم أحد

"فى الشركة"..كان ينهى ما عليه من اعمال لان الايام القادمة سيكون منشغلا بزفاف ابنة اخيه لمح دلوف" رمزى" اليه ابتسم على هيئته فهو يبدو مرهق وفى حالة يرثى لها

ثائر:'مالك يا عريس باين على وشك التعب ليه كده"

رمزى:'كله منك انت مش انت اللى طاحنى شغل ومطلع عينى"

ثائر:"ماهو علشان الايام الجاية هسيبك بقى تقضى شهر العسل"

رمزى:'على اساس انك مش ناططلى فى شهر عسلى ومسافر معايا"

ثائر:"قصدك انت اللى مسافر معايا انا كده كده رايح بيتى اللى فى اسبانيا انت اللى الموضوع احلو فى عينك وعايز تقضى شهر عسلك فى اسبانيا"

رمزى:"يلا بقى امرى لله مفيش اخبار عن سيلا"

ثائر:"لاء حتى لحد دلوقتى معرفتليش ايه علاقة "بدر" برؤوف بتقول مش راضى يقولها ولا حتى عارفة بيخطط لايه بتقول سافر فى شغل علشان كده هجوزكم علشان لو رجع اكون فاضيله واعرف ايه حكايته بالظبط"

رمزى:"الموضوع ده يحير فعلا ايه علاقته باخوك وليه عايز ينتقم منك"

ثائر:"انا فكرت فى الموضوع من كل زاوية واتجاه موصلتش لحاجة"

رمزى:"كل حاجة مسيرها تبان فى وقتها"

***

رمشت بعينيها عدة مرات تشعر بصداع عنيف يكاد يفتك برأسها نظرت حولها فهى كأنها فى مكان مهجور نظرت برعب وجدت نفسها جالسة على كرسى مقيدة بالحبال نظرت جوارها وجدت مريم هى الأخرى مقيدة مثلها بالحبال نادت عليها بخوف يسيطر على اعصابها وحواسها بأكملها

وتين:"مريم مريم انتى كويسة"

افاقت مريم هى الأخرى فزعت من حالتها فمن يكون الذى فعل بهم ذلك وقيدهم بتلك الطريقة

مريم:"هو ايه اللى حصل يا "وتين" وايه اللى جابنا هنا"

وتين:"مش عارفة انا خايفة أوى المكان شكله يخوف"

سمعوا صوتا هادرا بهم بابتسامة هازئة يتقدم منهم بخطوات تشبه خطوات الحيوانات المفترسة زاد رعب الفتاتين أكثر

بدر:"متخافيش يا حلوة منك ليها انتوا ضيوفى النهاردة"

وتين:"انت مين وعايز مننا ايه"

مريم:"احنا معملناش ليك حاجة سيبنا نمشى"

بدر:"دا انتى بالذات يا بنت "رؤوف العمرى" اللى مش لازم تمشى من هنا قبل ما اخد حقى منك انتى وعمك"

وتين بغضب:"اياك تقرب منها او منه"

بدر:"وانتى بقى يا حلوة تقربيلهم ايه علشان بس نتشرف انا سمعت انك قريبتهم قريبتهم بأى صفة بقى"

وتين:"انا ابقى مرات ثائر العمرى"

رفع احدى حاجبيه الكثيفين فى حركة تعجب ف"سيلا" اخبرته انها قريبتهم وليست زوجته

بدر:"مراته ازاى"

وتين:"زى الناس هيبقى ازاى يعنى" 

بدر:"بس "ثائر" كان خاطب على العموم دى فرصة سعيدة جدا انك مراته كده اللعب هيحلو اوى"

وتين:"انت قصدك ايه وعايز مننا ايه خلينا نمشى"

بدر:"هو دخول الحمام زى خروجه يا حلوة دا انتوا منورينى وهتنبسطوا قوى هنا"

مريم:"سيبنا يا مجرم عمو لو عرف مش هيرحمك هيقتلك لو عملت فينا حاجة"

بدر:"ههههه يقتلنى! دا انا هخليكم تشوفوه وهو بيموت بالبطئ قدام عينكم وبعدها هخلص منكم"

وتين:"اياك تلمسه او تأذيه انت مش هتقدر على" ثائر" اصلا "

بدر:"باين عليكى بتحبيه انا هخليكى تشوفى حبيب القلب وهو راكع تحت رجلى"

وتين بغضب:"ده مش هيحصل "ثائر" مبيركعش غير لربنا وبس وعمر ده ما هيحصل انت اللى هتبوس ايده علشان يرحمك"

سمع منها هذا الكلام اقترب منها وبدون اي مقدمات صفعها على وجهها بقوة لدرجة أن هناك بعض الدماء تساقطت من فمها بسبب قوة تلك الصفعة التى تلقتها على وجهها من ذلك اللعين نظرت اليه نظرات احتقار وقامت ببصق تلك الدماء فى وجهه مسح وجه من تلك الدماء جذبها من حجابها يهز رأسها بعنف

بدر:"انت بتفى فى وشى انا انا هخليكى تشتهى الموت ومش هطوليه"

مريم:"سيبها يا حيوان ما تمدش ايدك عليها سيبها"

بدر:"لسه انتى كمان يا حلوة دورك جاى دا انا هخليكم تتمنوا الموت"

وتين:" انت مين يا جبان يا مجرم وعايز ايه من "ثائر" علشان تعمل فينا كده"

بدر:" باين عليكى لسانك طويل بس وماله احب انا النوع الشرس ده"

سمعت ذلك ابتلعت ريقها فنظرة عينيه نظره خبيثة اشعرتها بالخوف الشديد ان يفعل بها شئ دنيئ فهو يبدو عليه انه انسان معدوم الشرف والإنسانية

***

عادوا إلى المنزل لاحظوا ان هناك حالة سكون غريبة تكتنف جدران المنزل فدائما ما يجد الفتاتين فى استقباله فاين هن الآن ؟ لاحظ "حسنية" تصل اليه بوجه اوشك على البكاء فحالتها ترثى لها تملك الخوف من فؤاده 

حسنية:" ثائر بيه الحمد لله انك جيت "

ثائر:" فى ايه والبيت ماله ساكت كده فين "مريم" و"وتين"

حسنية:" من ساعة ما خرجوا يشتروا الفستان مرجعوش وانا خايفة عليهم برن على تليفوناتهم محدش بيرد"

رمزى بخوف:" معناه ايه الكلام ده هيكونوا راحوا فين"

لم تدم حيرته طويلا وجد رقما غريبا يهاتفه فتح الهاتف جاءه صوت كفحيح الافاعى يبتسم بسخرية

بدر:" متخافش القططتين بتوعك عندى فى الحفظ والصون يا "ثائر" مراتك دى إيه لسانها طويل اوى بس الصراحة تجنن بلمضاتها وعينيها الحلوة اللى كلها شراسة دى شكلنا هنقضى ايام حلوة مع بعض "

سمع هذه الكلمات صارت اوردته تحترق من الغيظ والغضب والخوف فمن فعل ذلك؟ فهو لن يرحم من استباح اخذ زوجته وابنة اخيه او يتحدث عن زوجته بهذه الطريقة المقززة التى بمجرد ان سمعها يريد ان يزهق روح ذلك الرجل لتفوه بتلك الكلمات

*"*"*

رأيكم يا حلوين

( دمية فى يد غجرى)

البارت التاسع عشر 

سمع هذه الكلمات صارت اوردته تحترق من الغيظ والغضب والخوف فمن فعل ذلك؟ فهو لن يرحم من استباح اخذ زوجته وابنة اخيه او يتحدث عن زوجته بهذه الطريقة المقززة التى بمجرد ان سمعها يريد ان يزهق روح ذلك الرجل لتفوه بتلك الكلمات

ثائر:" انت مين يا كلب وعايز ايه منى"

بدر ببرود:" عيب كده يا "ثائر" بلاش طولة لسان انا عرفت دلوقتى مراتك لسانها طويل لمين بس على العموم دا موضوع يطول شرحه انا بس حبيت اطمنك عليهم وهرجع اكلمك تانى سلام يا ثائر العمرى"

اغلق الهاتف قبل ان يتمكن من التفوه بكلمة اخرى ظل يدور حول نفسه يكاد يصاب بالجنون فزوجته وابنة اخيه الآن فى مأزق كبير ولابد من إنقاذهم

رمزى:" ثائر فى ايه قولى  انطق يا ثائر اعصابى مش مستحملة"

ثائر:" وتين ومريم اتخطفوا يا رمزى اتخطفوا"

رمزى:" اتخطفوا ازاى ومين ده اللى عمل كده"

ثائر:" شكل كده مفيش غير "سيلا" هى اللى هتعرفنى اللى حصل ولو طلع اللى فى دماغى صح والله هيكون موتهم على ايدى"

نطق تلك الكلمات وجد نفسه يستقل سيارته بجانبه "رمزى" يقودها بسرعة جنونية يريد ان يصل الى منزل تلك المرأة التى اذا اتضح انها متواطئة فى خطف زوجته وابنة اخيه فهو لن يتركها هذه المرة الا جثة هامدة وصلوا الى المنزل لا يعرف كيف؟ قام برن الجرس فتحت الخادمة قام بابعادها عن طريقه وجد "سيلا" تجلس فى الصالة ارتعبت من مظهر "ثائر" قبض على شعرها بين يده يحرك رأسها بكل ما يحمله من غيظ وخوف على احباءه

سيلا بألم:" فى ايه يا "ثائر" حرام عليك انا عملت ايه تانى سيب شعرى انتى وجعتنى"

رمزى:" فين وتين ومريم يا "سيلا" هم فين انطقى احسن النهاردة هيبقى اخر يوم فى عمرك "

سيلا بعدم فهم:" وان ايش عرفنى معرفش والله ما أعرف انا مشفتهمش من اخر مرة كنت عندك فى البيت"

ثائر:" "مريم" ووتين اتخطفوا وشكل مفيش غير الندل اللى انتى متفقة معاه هتنطقى ولا تقرى على نفسك الفاتحة"

سيلا:" والله ما أعرف ان "بدر"خطفهم ولا اعرف مكانهم"

ثائر:"يبقى لازم تعرفيلى دلوقتى حالا اخلصى"

سيلا:" طب اعرف ازاى اعمل إيه"

ثائر:" كلميه حاولى تجريه فى الكلام شوفيه هو خاطفهم فين يلااااااا"

قال كلماته بشبه صراخ فى وجهها وجدت نفسها تمسك هاتفها تكلم "بدر" بحجة سؤاله عن نواياه من ناحية "ثائر" حاولت تصنع الهدوء حتى لايشك بأمرها

سيلا:" ايوة يابدر اخبارك ايه مبتسألش يعنى بقالك شوية"

بدر:" اهلا "سيلا" خير فى ايه"

سيلا:" بلاش اطمن عليك طالما انت مبتسألش واعرف وصلت لايه فى موضوع ثائر وهتعمل معاه ايه علشان تكمل انتقامك منه"

بدر:" دلوقتى بقى تحت ايدى اللى هجيب بيهم "ثائر" لحد عندى بس ليا عندك مفاجئة مش "وتين" طلعت مرات ثائر"

سيلا باستغراب:" وتين مرات ثائر ازاى"

نظرت اليه وهى تتفوه بهذه الكلمات فوجه خاليا من التعبير يريد ان تنجز ما عليها حتى يستطيع انقاذ احباءه فليس هذا هو وقت تفسيره تصرفاته لتلك المرأة

سيلا:" طب وانت عرفت ازاى ان وتين مراته"

بدر:" موجودين عندى وتحت ايدى هى وبنت اخوه"

سيلا:" آه وانت مأمن عليهم فين انت عارف ان لو حد عرف هتروح فى داهية و"ثائر" مش هيسكت"

بدر:" متخافيش هم فى المخزن المهجور اللى كنت بعمل فيه كل عمليات التسليم"

سيلا:" اه عرفاه المخزن ده بس خالى بالك بقى سلام"

بدر:" سلام يا "سيلا" 

انهت المكالمة نظرت ل"ثائر" الذى بمجرد ما انهت مكالمتها قبض على ذراعها بقبضة قوية كفيلة بتهشيم عظام ذراعها يريد ان يعرف المكان الذى يوجد به حاليا زوجته وابنة اخيه

ثائر:"هم فين انطقى يا سيلا عرفتى هم فين"

سيلا:" هى ايه حكاية ان وتين مراتك دى يا ثائر"

ثائر:" انتى لسه هتسألى ردى عليا هم فين وانتى بتسألى ليه أصلا"

سيلا:" يعنى انت كنت كل ده متجوزها ومخبى ومحدش يعرف "

ثائر:" انتى هتفتحيلى محضر ايوة هى مراتى من ساعة ما دخلت البيت وانتى اظن ملكيش عين تتكلمى انتى يعنى كنتى متفقة عليا علشان تدمرينى يعنى تحطى لسانك جوا بوقك وتخرسى وتعالى معايا ورينى الجبان ده واخد مراتى وبنت اخويا فين قومى يلا"

أمسكها من ذراعها يجرها خلفه وعيناه تكاد ان تقفز خوفا وهلعا على تلك الفتاتين اللتان لا يملك سواهن فى حياته كان حال" رمزى" لا يفرق عن حاله فهو أيضاً يكاد يصاب بالجنون بسبب خطف زوجته هو الآخر فهى ان حدث لها مكروه فهو لن يتحمل ذلك فمريم عشقه الذى يملأ قلبه منذ سنوات وكانوا ايضا على وشك اقامة حفل زفافهم

رمزى :" ثائر احنا هنروح كده ازاى واكيد بدر ده عنده حراسة وبلاوى ومجرم ومبيتفاهمش"

سيلا:" بدر عنده فعلا حراسة ومبيمشيش من غيرهم"

ثائر:" انا مش قولتلك اخرسى انتى مسمعلكيش صوت بتتكلمى ليه"

سيلا ببرود:" انا بس بعرفك وانت عارف الكترة تغلب الشجاعة يا ثائر"

رمزى:" فى دى هى عندها حق يا ثائر لازم نعرف نفكر مش عايزين نخسر حد منهم"

ادخل "ثائر" "سيلا" الى سيارته واغلق باب السيارة حتى لا تسمع كلامهم

ثائر:" رمزى انت لازم تبلغ البوليس "

رمزى:" احنا كده ممكن نعرض حياتهم للخطر لو هو عرف ان احنا بلغنا البوليس ممكن يعمل فيهم حاجة يا ثائر"

ثائر:" انا هاخد "سيلا" واروح المكان الاول هفتحلك الجى بى أس تكون انت جبت البوليس وتحصلنى ماشى يا رمزى مفيش وقت انت لازم تنفذ اللى قولتلك عليه يلا انا فتحت الجى بى اس وانت كمان افتحه على موبايلك وحصلنى"

رمزى بخوف:" خلى بالك من نفسك يا" ثائر" وحاول تضيع وقت على قد ما تقدر على ما احصلك انا والبوليس ماشى"

ثائر:" ان شاء الله بس بسرعة يا" رمزى" الوقت مش فى صالحنا"

رمزى:" حاضر "

ذهب "رمزى" لتنفيذ ما قاله له "ثائر" بينما ركب" ثائر" سيارته بجواره" سيلا "التى كانت على وشك الموت رعبا من نظرات "ثائر" لها فهى تعلم ان اليوم لن يمر مرور الكرام وان هذا اليوم لن ينتهى الا بخسارة العديد من الأرواح

ثائر:" المخزن ده بعيد ولا قريب يا سيلا"

سيلا:" لسه شوية على ما نوصل"

ثائر:" والمخزن ده بدر بيستخدمه فى ايه"

سيلا:" كان بيستخدمه فى وقت بيسلم فى بضاعة"

ثائر:" عبارة عن ايه البضاعة دى"

سيلا:" مخدرات بودرة وحشيش وكل انواع المخدرات"

ثائر بغضب:" اه يا ولاد الكلب بتاجروا فى الممنوعات والمخدرات كمان انتوا حسابكم اسود سواء معايا او مع البوليس"

سيلا:" انا مليش دعوه هو اللى بيتاجر فى الحاجات ده انا مالى هو انا كنت بتاجر فيهم"

ثائر:" بس انتى عارفة ومتسترة عليه"

سيلا:" انت عايزنى اقف قصاد بدر علشان يخلص عليا بكل دم بارد ومن غير ما يرفله جفن"

ثائر:" دا انا اللى شكلى هخلص عليكم انتوا الاتنين يا شوية كلاب بقى تعملوا معايا انا كده مراتى وبنت اخويا يقعوا فى ايد واحد زبالة زى ده دا لو لمسهم هخلص عليه بايدى"

سيلا:" انا عرفت دلوقتى انت ليه كنت مهتم ب"وتين" وبتخاف على زعلها ولما كنت اسألك تقول قريبتك"

ثائر بغضب:" اكتمى خالص مش عايز اسمعلك صوت ولا اقولك انا هكتم صوتك ده خالص"

سيلا بخوف:" انت هتعمل ايه فيا"

ثائر:" متخافيش مش هقتلك دلوقتى بس هقفل بوقك"

قام بسحب ربطة عنقه وقام بربطها على فم "سيلا" حتى لايسمع صوتها

***

" فى منزل سمير"..فى غرفتها ترتدى" أميرة" ملابسها للذهاب للاطمئنان على والدها وجدت باب غرفتها يفتح ويدلف منه زوجها" سمير" يريد سؤالها أين تذهب فى هذا الوقت؟

سمير:" انتى راحة فين يا اميرة دلوقتى "

أميرة:" هروح اشوف بابا بقاله كام يوم مشفتوش فخايفة يكون تعبان ولا حاجة وهو عايش لوحده انت عارف ومفيش حد يسأل عليه ولا يراعيه"

سمير:"  طب استنى هلبس واجى معاكى نشوفه سوا"

أميرة:" خلاص ماشى البس يلا"

ارتدى سمير ملابسه خرج من الغرفة هو وزوجته وجد أمه واخته يجلسون امام التلفاز كالعادة نظرت عايدة اليهم تلوى شفتيها وترفع احدى حاجبيها

عايدة:" على فين العزم ان شاء الله رايحين فين كده على المسا"

سمير:" رايح اشوف حمايا انا وأميرة ونطمن عليه"

عايدة:" وماله حماك كفا الله الشر ما كان هنا من كام يوم وكان كويس ولا هو تعب فجأة يعنى"

هيام:" ولا انتوا خارجين تتفسحوا ومش عايزين تقولوا فبتقولوا رايحين عند حماك حجة علشان منعرفش"

أميرة :" تقصدى ايه بكلامك ده يا هيام"

هيام:" ولا حاجة يا اختى مقصدش حاجة ربنا يهنيكم يارب ويسعدكم كمان وكمان"

سمير:" عن اذنكم علشان منتأخرش"

اخذ " سمير "زوجته وخرج من المنزل قبل ان يتمادوا فى ذلك الحديث السخيف اكثر من ذلك فهو يعرفهم جيدا التفتت له زوجته فهى لم يمر على زواجهم الكثير وأصبحت تعانى من معاملة والدته واخته الجافة لها

اميرة:" وبعدين يا سمير فى امك واختك هم واقفين ليا ليه على الواحدة كده انا زهقت من اسلوبهم وطريقتهم معايا هم مفكرنى ايه "

سمير:" اعملهم ايه يعنى يا "أميرة" دى امى برضه واختى وانا بكلمهم بس مفيش فايدة مش عارف هم عايزين ايه"

أميرة:" أمك واختك على عينى وراسى بس مش بالطريقة دى طول النهار اعملى سوى هاتى ودى وانا مكبرة دماغى علشان معملش مشاكل بس الظاهر طمعوا فيا بزيادة وانا مش هفضل فى حرقة الدم دى كتير يا سمير شوفلك حل انا المفروض عروسة ولسه فى بداية حياتى يعنى اشوفلى يوم حلوين ودول من ساعة ما اتجوزنا وهم مش ساكتين "

سمير:" حل ايه يعنى عيزانى اعمل ايه يا "أميرة" اعمل معاهم ايه"

أميرة:" كلمهم يا "سمير" فهمهم ان اللى بيعملوه ده مينفعش وان انا  بنت ناس برضه وبنى ادمة وليا طاقة دا حتى اختك مبتغسلش الطبق اللى هى بتاكل فيه ولا حتى بتعلق هدومها تلبس وترمى مستنية اللى يشيل وراها دى بنت ازاى بعاميلها دى مش عارفة ولا اوضتها مبتسبهاش نضيفة شوية وعايشة حياتها تاكل وتنام وتلعب على الموبايل وتتفرج على التليفزيون فاكرة ان انا  الخدامة اللى انت جبتهالها هتخدمها من غير كلام"

سمير:" خلاص يا أميرة حاضر هكلمهم انا عارف انك اضايقتى من اسلوبى"

أميرة:" اما اشوف يا سمير هتعمل ايه لأن انا مش هفضل ساكتة كتير هيبقى فى اسلوب تانى فى المعاملة بعد كده"

انتهى حديثهم عند هذا الحد اذ وصلوا الى منزل والد "أميرة" قامت برن جرس الباب فتح والدها بابتسامة 

سالم:" ايه النور ده اتفضلوا"

أميرة:" عامل ايه يا حبيبى  النهاردة بقالى كام يقوم مش بشوفك فى ايه"

سالم:" مفيش كان بس عندى دور برد والحمد لله احسن شوية دلوقتى"

سمير:" الف سلامة عليك يا عم سالم بعد الشر عليك"

سالم:" تسلم يا ابنى انتوا اخباركم ايه وعاملين ايه"

سمير:" الحمد لله احنا كويسين نحمد ربنا"

سالم:" تشربوا ايه "

أميرة:" استريح انت يا حبيبى هقوم انا اعملكم حاجة تشربوها"

ذهبت "أميرة" الى المطبخ اراد" سالم" الاطمئنان على حياة ابنته كيف تسير بعد زواجها

سالم:" أميرة عاملة معاك ايه يا سمير"

سمير:" الحمد لله ياعمى ونعم التربية عرفت تربى"

سالم:" تسلم يا ابنى دى "أميرة" اللى طلعت بيها من الدنيا دى بعد امها ما ماتت وسبيتهالى"

سمير:" ربنا يباركلنا فى عمرك يا عمى ومتقلقش "أميرة" فى عنيا الاتنين"

سالم:" تسلم عينك يا ابنى"

كانت تستمع الى كلامهم فهى تعلم ان زوجها سيحافظ عليها ولكن ما يقلقها هو تصرفات والدة زوجها واخته ولكن هى ستعرف كيف تتصرف معهم اذا تجاوزوا حدودهم معها أكثر من ذلك فهى لن تجعل من نفسها أداة وألة لتنفيذ أوامرهم

***

مازال "ثائر" فى طريقه الى المكان المحتجز به زوجته وابنة أخيه ينظر من حين لاخر لتلك الجالسة بجواره فلو كان الأمر بيده كان قد قام بكسر عنقها فسخب الرباط من على فمها

ثاىر بغضب:" هو لسه الزفت المخزن ده بعيد احنا بقالنا شوية ماشيين بالعربية ولا انتى بتضحكى عليا وبتضيعى فى الوقت يا سيلا لو كده مش هتعرفى اللى هيجرالك منى"

سيلا:" مخزن بيتسلم فيه مخدرات عايزة وسط الناس اكيد بيبقى فى مكان بعيد وبعيد عن عين البوليس"

ثائر:" انتى عارفة لو بس حصل حاجة لمراتى وبنت اخويا انا هخليكى انتى وهو تتمنوا الموت ومش هتطوله هموتكوا بأبشع الطرق اللى انتوا مش ممكن تتخيلوها"

سيلا:" ياه للدرجة دى بتحبها يا "ثائر" وانا اللى كنت فاكرة نفسى شاطرة طلعت اشطر منى متجوزها وضحكت عليا وبتقولى قريبتك"

ثائر:" على اساس انك تقية اوى مش كنتى عايزة تستغفلينى وتضيعينى مش كده يا "سيلا" واكتمى بقى لحد ما نوصل للمكان ده احسن ما اضربك رصاصة بمسدسى وارتاح منك ومن شكلك"

سمعت ذلك غاصت فى مقعدها خوفا من تهديده فهو فى حالة هيجان شديدة وربما ينفذ تهديده لها 

"فى المخزن"... تشعر بكل عضلة فى جسدها تؤلمها فقد ضربها هذا الهمجى بطريقة اوجعتها بشكل مؤلم فهى قد كانت قاربت على النسيان كيف تشعر بالالم فى جسدها منذ ان تزوجت" ثائر" وايضا لم يرحم "مريم" فقد صفعها هى الاخرى عدة صفعات جعلت وجنتها تحمر بشدة بسبب اثار يده على وجهها شعرت الفتاتين بالعطش الشديد

مريم بالم ودموع:" انا عطشانة اوى عايزة اشرب عايزة اشرب"

وتين:" وانا كمان عطشانة اوى بس مظنش الحيوان ده هيرضى يخلينا نشرب شكله ناوى يعذبنا منه لله مبقتش قادرة من كتر ضربه فينا"

مريم:" منه لله احنا عملنا فى ايه يضربنا بالشكل ده ويبهدلنا انا اول مرة اشوفه عمرى ما شوفته قبل كده "

وتين:" تفتكرى" ثائر "و"رمزى" عرفوا باللى جرالنا ولا ايه"

سمعوا صوته ثانية يدخل اليهم بيده ذلك السوط يجره خلفه مصدرا صريرا على الأرضية رأت وتين ومريم ذلك ابتلعوا ريقهم بقوة فعلى مايبدو انه سيقوم بضربهم الآن بذلك السوط الذى يحمله بيده وبتلك الابتسامة الملتوية على ثغره

وتين بخوف:" انت هتعمل ايه بالكرباج ده انت هتعمل فينا ايه تانى"

بدر:" قصدك الكرباج ده لاء متخافيش دا احنا هنتسلى شوية يا حلوة اصل الصراحة صوت صريخكم عاجبنى اوى وبالذات انتى يا ام عينين حلوة انتى ولسان طويل"

مريم:" لما عمو يعرف مش هيرحمك هيموتك فى ايده"

بدر:" اه بالمناسبة انا اتصلت عليه وطمنته عليكم وقولتله انكم فى الحفظ والصون عندى وان انا هشيلكم على كفوف الراحة"

وتين:" احنا عايزين نشرب عايزين شوية ماية خلى فى قلبك رحمة شوية انت ايه كافر"

بدر:" دا انا اللى هشرب من دمكم دلوقتى واظن ان انتى ليكى طعم تانى يا مرات ثائر"

رفع يده بالسوط وهوى به على جسد "وتين" الذى صرخت حتى شعرت ان احبالها الصوتية على وشك الانقطاع بسبب شدة صراخها

وتين بصراخ:" ااااااااااااه يا مجرم يا اللى معندكش رحمة منك لله اااااااااه ثاااااااااااااائر"

بدر:" انتى بتنادى على مين يا حلوة هو فين ثائر"

مريم:" سيبها يا جبان ابعد عنها متضربهاش سيبها كفاية كده"

بدر:" ما انتى دورك جاى انتى كمان يا بنت رؤوف العمرى"

ما نالته "وتين" من الضرب نالته ايضا "مريم" استمر على ذلك الحال حتى شعرت الفتاتين بالخدر من شدة الألم فكل من هن لا تستطيع حتى فتح جفونها بعد كل هذا العنف والضرب الذى مارسه ذلك الرجل اللعين عليهم رأه جسدهم يتهاوى من شدة الضعف والضرب تركهم ليذهب ثم يعود اليهم بوسيلة اخرى لتعذيبهم

***

"فى منزل أسامة".حاول الخروج من دوامة تفكيره فيجب ان يتوقف عن التفكير بها فهى لن تكون له فهى اصبحت ملك لرجل آخر رجل لم يصدق ما سمعه منه وظل متمسكا بها فى حين انه عندما رأى مجرد عدة صور ظن بها اسوء الظنون فهو لم يصدق كلام والدته عندما حذرته من ان يظلم فتاة او يظن بها خطأ فى حين انه لم يتأكد من ذلك خرج من غرفته وجد والدته جالسة بمفردها فى الصالة 

أسامة:" امال بابا فين يا ماما"

نادية:" دخل يريح شوية فى الاوضة انت عارف ابوك محتاج الراحة"

أسامة:" ربنا يشفيه ويشفي كل مريض"

قال ذلك جلس بجوارها تمدد على الاريكة واضعا رأسه على قدم والدته ظلت تمسد على شعره فهى تعلم ما به

نادية:" خلاص يا حبيبى انساها بقى مش هتفضل عمرك كله كده"

أسامة:" انا طلعت غبى يا ماما حكمت من غير ما اتاكد طلعت واحد بياخد بالمظاهر وبس"

نادية:" اعتبره درس والحياة ياما بتدى دروس يا أسامة"

أسامة:" بس كان درس صعب بالنسبة ليا ياماما"

ناظية:" ياااه يا "اسامة" دا انت لسه هتشوف فى حياتك كتير دى محطات ومراحل ولازم نمر بيها يا ابنى انت بس ارمى ورا ضهرك وبص لمستقبلك وحاول تتعلم من اللى فات علشان تعرف تعيش حياتك صح وربنا برضه هيرزقك بنصيبك اللى مكتوبلك وصدقنى "وتين" مش نصيبك"

أسامة:" عرفت ياماما انها مش نصيبى وأنها بقت نصيبه هو"

نادية:" هو مين ده"

أسامة:" جوزها يا ماما انتى مشفتيش هى بتبصله ازاى او لهفتها عليه لما شافته"

نادية :" وانت عرفت منين ولا شوفتها فين يا أسامة"

أسامة:" كنت رايح مرة البحر بالصدفة شوفتها هناك حاولت اعتذرلها مقبلتش كلامى جه جوزها جريت عليه ساعتها عرفت انها خلاص ضاعت من ايدى وكمان اتخانقت انا وجوزها"

نادية:"  يعنى الضربة دى منه مش كده يبقى خلاص انت كمان شوف حياتك ومستقبك يا حبيبى وربنا يرزقك ببنت الحلال اللى تسعدك وانا قولتلك بلاش تجيب لنفسك المشاكل لان مفيش راجل يعرف ان فى واحد كان عينه من مراته ويسكت واديك شوفت اهو واتخانقتوا"

أسامة:" خلاص مش عايز اتجوز يا ماما خلاص انا مش هتجوز"

نادية:" بلاش عبط دا كلام بس بس لما تيجى صاحبة للنصيب تفكيرك هيتغير وهتنسى الكلام اللى انت قولته دلوقتى"

فكر هل سيحدث ذلك حقا هل للقدر رأى فى انه سيقابل من تكون شريكة حياته بعد خسارته "وتين" بسبب غباءه وتفكيره الغريب

***

بعد اطمئنانها على والدها عادت هى وزوجها الى المنزل وجدت والدة زوجها واخته مازالوا على تلك الجلسة التى تركتهم بها وهى الجلوس امام التلفاز يتابعون كم هائل من المسلسلات ولا يفعلون شئ مفيد فى حياتهم

سمير:" سلام عليكم"

عايدة:" وعليكم السلام حمد الله على السلامة"

هيام:" ابوكى عامل ايه كويس يا أميرة اطمنتى عليه"

أميرة من غير نفس:" الحمد لله نحمد ربنا عن اذنكم"

عايدة:" راحة على فين كده"

أميرة باستغراب:" داخلة اوضتى ارتاح هروح فين يعنى"

هيام:" امال مين اللى هيجهز لنا العشا"

أميرة:" ما تقومى تجهزيه انتى ناقصة ايد ولا رجل ولا على رجلك نقش الحنة يعنى يا هيام"

هيام:" شايف مراتك بتقول ايه يا سمير وبترد عليا ازاى"

سمير ببرود:" قالت ايه قالت حاجة غلط يعنى ما تقومى انتى تعملى الاكل يا هيام انتى صغيرة"

عايدة:" لا والله وبقيت كمان تدافع عنها وتحاميلها يا سمير عرفت تاكل عقلك"

سمير:" مراتى مغلطتش وهى طول النهار بتنضف البيت وبتطبخ ومش مقصرة فى حاجة مفيهاش حاجة لو" هيام" هزت طولها شوية وتقوم تحضر العشا مش هتخس يعنى "

عايدة:" هى لحقت قلبتك علينا هى دى اخرة تربيتى فيك يا سمير"

أميرة:" قلبته ازاى يعنى ماهو كل حاجة على عينك يا تاجر وشايف اللى بتعملوه فيا"

هيام:" واحنا عملنا فيكى ايه بقى يا ست أميرة"

أميرة:" لا ابدا ولا حاجة طول النهار عمالة زى اللى بتلف فى ساقية انضف واروق واعمل اكل واغسل وانتى قاعدة باشا ولا على بالك واقول لنفسى وماله يابت طالما ربنا مديكى صحة اعملى بس الظاهر انتوا اتماديتوا اوى وانا خلاص مش هخسر صحتى واحرق فى دمى علشان خاطركم وخلاص كل واحد يخدم نفسه انا مش هخدم حد عن اذنكم"

القت كلامها دخلت غرفتها تحاول السيطرة على اعصابها التى كانت على وشك الانفجار ولكن شعرت ببعض الراحة عندما تفوهت بما داخلها

عايدة:" شايف مراتك وقلة ادبها يا سمير"

سمير:" هى يا امى بنى ادمة وليها طاقة وريحوا دماغكم "أميرة" مش "وتين" ."وتين" اللى احنا كنا بنعاملها زى الخدامة وكنا بنقسى عليها ومبنرحمهاش وجايز ربنا بعتلنا "اميرة" علشان تعرفنا ان كل انسان مهما بلغت قوة تحمله بييجى عليه وقت وينفجر وعن اذنكم انا داخل انام ورايا شغل الصبح تصبحوا على خير"

نظرت" هيام" الى امها التى كانت تجلس تشعر بالغضب الشديد من كلام ابنها وزوجته فهى لا تحب ان يتجرأ ابنها عليها فى الكلام

هيام:" انتى هتسكتى على اللى قالته البت دى يا ماما"

عايدة:" البت دى شكلها عايزة الواحد يفكرلها علشان هى الظاهر انها مش سهلة بس انا وهى والزمن طويل"

كانوا لا يكفوا عن التفكير بتلك الطريقة البشعة فهى تريد زوجة ابنها مثل الخادمة تستمع الى كلامها وليس لها ان تعترض على اى شئ

***

ذهب "رمزى" لاخبار الشرطة  بما حدث من حادثة خطف زوجته وزوجة" ثائر" قابل احد الضباط وكان يدعى" أيمن" يعرفه رمزى بصفة شخصية

رمزى:"ايمن الحقنى بسرعة فى مصيبة"

ايمن بقلق:" خير يا "رمزى" اهدى وقولى فى ايه "

رمزى:" مفيش وقت يا" ايمن" مراتى ومرات "ثائر" اتخطفوا فى واحد اسمه "بدر الغرباوى" خطفهم و"ثائر" سبقنى على هناك فاحنا لازم نلحقه بسرعة"

أيمن:" انت عارف فين المكان ده"

رمزى:" ثائر فاتح الجى بى اس علشان نعرف المكان بسرعة بقى يا "ايمن" بالله عليك ليكون جرالهم حاجة"

قام "ايمن" باعطاء اوامره بتجهيز قوة من رجال الشرطة ركب "رمزى" بجواره يحدق فى هاتفه يتبع هاتف" ثائر" لمعرفة المكان الذى سيقصدونه .وصل "ثائر" الى المخزن قام بسحب مسدسه الخاص نزل من السيارة يجر تلك المرأة من يدها لمح اثنان من الحراس يخرجون من المخزن فقام باخفاء نفسه حتى لا يروه عندما ابتعد الحراس عن الباب دلف الى المخزن فالمكان مظلم يلتفت بعيناه يميناً وشمالاً سمع وقع اقدام قادمه سحب "سيلا" الذى قام بربط الكرافت الخاص به على فمها حتى لا يصدر منها اى صوت ويعلم احد انه هنا كان يوجد بعض من اللآلات القديمة استطاع "ثائر" ان يقف خلف احدى تلك الآلات ليرى ما يحدث وجد "بدر" يدلف الى المخزن يتبعه الحارسين ظلت نظرات "ثائر" تتبعه حتى وصل إلى مكان الانارة اضاء الضوء وقع نظر "ثائر" على زوجته وابنة اخيه رأى مظهرهم وتلك الدماء المتساقطة من وجوههم وهم يجلسون فى حالة شبه اغماء اتسعت عيناه هولاً وفزعاً فاعز مخلوقات الله على قلبه يراهم بذلك المنظر فهو الآن يجول بخاطره مليون الأفكار من افكار الانتقام التى ينوى فعلها بذلك الرجل بسبب ما فعله ب"وتين" و"مريم"

بدر:" اصحى يا حلوة انتى وهى بقى لحقتوا فرفرتوا من علقة امال هنكمل كده ازاى اصحواااااا"

قام بجذب "مريم" من حجابها ينظر اليها بنظرات يغلفها حقد اسود

بدر:" كان نفسى عمك يبقى موجود دلوقتى ويشوفك كده يا بنت رؤوف العمرى"

مريم بضعف شديد:" حرام عليك سيبنا بقى مبقناش قادرين نستحمل  "

بدر:" اسيبكم ازاى يعنى دا احنا لسه الشغل فى الاول ولسه الشغل هيحلو لما رجالتى دى يعملوا معاكم الصح وارجعكم ليه مدمرين بس انتى يا مرات "ثائر" هتبقى من نصيبى انا عايز اعرف "ثائر"عجبه فيكى ايه غير عنيكى الحلوة دى"

وتين بغضب:" اخرس يا حيوان يا زبالة ربنا هينتقم منك خاف ربنا من اللى انت بتعمله ده وبتفكر فيه"

بدر:" انتى مش ناوية تسكتى يا حلوة يا ام لسان طويل انتى ولا عايزة اخرسك انا بطريقتى" 

سمعوا ذلك علموا ما ينوى فعله فهو سيجعل رجاله يعتدوا عليهم بكل قذارة ووحشية ظلت "وتين" و"مريم" يدعوا الله بان يبعث لهم بالخلاص قبل ان تمتد ايدى هؤلاء القذرة عليهم سمع "ثائر" ذلك وجد نفسه يسحب "سيلا" مصوبا مسدسه الى راسها يخرج لكى يواجهه فهو لم يتحمل ان يستمع الى كلامه الدنئ أكثر من ذلك وخاصة وهو يتكلم مع زوجته بهذه الطريقة

ثائر:" انا جتلك يا بدر ومش جايلك بايدى فاضية جبتلك حبيبة القلب معايا والنهاردة اخر يوم فى عمرك يا بدر"

نظر "بدر" خلفه وجد "ثائر" خلفه ممسك ب"سيلا" واضعا مسدسه فى راسها فى بداية الأمر اصابه التعجب من كيفيه دخوله الى هنا مع وجود الحراس

بدر:" اهلا اهلا دا الحبايب كلهم اتجمعوا النهاردة دا النهاردة هيبقى ولا عيد الأضحى من كتر الجثث"

ثائر:" والنهاردة اخر يوم فى عمرك واللى انت عملته فيهم هطلعه على عينك ومش هرحمك وكويس ان معاك حرس علشان يشيلوا جثتك "

عندما سمعت الفتاتين صوته ورأته زوجته ابتسمت بالرغم من الوهن الذى أصابها من كثرة الألم فالله قد استجاب لدعائهم وارسله اليهم فى هذا الوقت لكى ينقذهن من بين براثن ذلك الرجل السادى

وتين بدموع:" ثائر الحقنا يا ثائر شوفت حصلنا ايه"

ثائر:" اهدى يا عمرى ما تخافيش محدش هيقدر يقربلكم اهدى يا وتين متعيطيش يا قلبى انا هنا ومحدش هيلمسكم وانا موجود" 

مريم ببكاء:" شوفت ياعمو عمل فينا ايه الحيوان ده.ده ضربنا بالكرباج جامد لما الضرب علم علينا"

ثائر:" اهدى يا حبيبتى انتى كمان واللى عمله فيكم مش هعدهاله بالساهل هخدلكم حقكم  منه تالت ومتلت"

"انت يا كلب تعمل فى مراتى وبنت اخويا انا كده "

بدر باستهزاء:" تصدق مؤثر اوى المشهد ده تصدق هتخلوا الدمعة تفر من عينى حسيت بوجع فى قلبك عليهم وعلى شكلهم وهم كده"

ثائر:" اللى عايز اعرفه انت بتعمل ليه كده ليك عندى ايه يا بدر وعايز منى ايه "

بدر:" كان ليا عند اخوك "رؤوف" اللى احب اعرفك ان انا اللى قتلته برضه"

ثائر:" بتقول ايه انت اللى قتلته ليه يا جبان قتلته ليه"

بدر:" كان ليا تار عنده وخدته ولسه هاخده لما اخلص عليكم كلكم"

ثائر:" تار ايه هو رؤوف عملك ايه "

بدر:"  اخوك قتل ابويا واخواتى الاتنين"

ثائر:" وقتلهم ليه عملوا ايه علشان رؤوف يقتلهم"

بدر:" كان فى عملية تسليم فى المخزن ده واخوك جه وهجم بقواته وقتلهم كلهم"

ثائر:" يعنى هو معملش حاجة غلط مجرمين وكان لازم ياخدوا جزائهم كنت عايزه يسيبهم يسلموا مخدرات "

بدر بحقد:" بس حرق قلبى عليهم لما شفت جثثهم قدامى كلهم غارقنين فى دمهم فحلفت انه لازم يشرب من نفس الكاس حطتله القنبلة وخططت علشان ادمرك انت وبنت اخوك ودلوقتى هخلص عليكم وتبقى كده نارى بردت"

ثائر:" انت مش هتقدر تعمل حاجة علشان لو عملت حاجة هقتلك حبيبة القلب دى الأول وبعدين هخلص عليك"

بدر ببرود:" قصدك "سيلا" يعنى لاء متتعبش نفسك انا هقتلها بدالك "

اطلق عدة رصاصات على جسد "سيلا" سقطت على الأرض غارقة فى دماءها مفارقة للحياة لم يصدق" ثائر" ما فعل فهو على مايبدو انه يضحى بأى شئ من أجل مصلحته الخاصة

بدر:" ودلوقتى دورك انت يا ابن العمرى"

عندما حاول اصلاق الرصاص ابتعد" ثائر" سريعاً أطلق "ثائر" على الحارسان خلفه فسقطوا صرعى ظلوا يتبادلوا إطلاق الرصاص حتى نفذت الذخيرة من مسدس "ثائر"

بدر بضحكة عالية:" خلاص رصاص مسدسك خلص فاخرج بقى مفيش فايدة ولا تحب اخلصلك عليهم الأول" فكر" ثائر" سريعا لمح بجواره صندوق صغير قام برفعه مصيبا به يد "بدر" التى تحمل المسدس خرج سريعا من مخبأه اقترب منه ظل يضربه بشدة و"بدر" ايضا اشتبك معه فى عراك وظل كل منهم يضرب الآخر حتى استطاع ثائر ان يرديه أرضاً بعد ان لم يعد لديه قدرة على المقاومة

ثائر بغيظ:" بقى انت تمدك ايدك على مراتى وبنت اخويا انا هعرفك ازاى تعمل كده"

ظل ثائر يضربه بكل ما يحمله فى قلبه من غضب وغيظ حتى صار وجه بدر غارق بالدماء وسكن جسده قام بتحريك جسده فلم يستجيب سار بلهفة الى زوجته قام بفك وثاقها 

ثائر بحنان:" حبيبتى انتى كويسة ردى عليا يا وتين"

وتين بضعف:" الحمد لله انك لحقتنا يا ثائر"

ذهب الى "مريم" ليحل وثاقها هى الأخرى نظرت اليه بامتنان وعيون دامعة

ثائر:" حبيبتى انتى كويسة يا مريم"

مريم بدموع:" الحمد لله دا ضربنا جامد اوى ياعمو وبهدلنا"

ثائر بحنان:" معلش يا حبيبتى معلش يا مريم"

 اثناء محاولته تهدئة'' مريم "لمحت "وتين" "بدر" يتحرك مقتربا من مسدسه التقطه بيده تحامل على جسده وقف وصوب مسدسه تجاه" ثائر" يريد ان يطلق عليه الرصاص

وتين بخوف وبصوت عالى :" ثاااااائر خلى بالك"

أطلق تلك الرصاصة الغادرة التى استقرت فى جسد تلك الفتاة التى حالت بين وصول الرصاصة الى جسد زوجها فسقطت بين ذراعى زوجها الذى لا يصدق ما حدث للتو عندما حاول" بدر" إطلاق رصاصة أخرى كان رجال الشرطة يطوقون المكان فاقتحموا المخزن فقام "ايمن" بإطلاق الرصاص على "بدر" الذى سقط قتيلاً تنتهى حياته بابشع الطرق مسدلة الستار على حياته التى لم يفعل بها شئ جيد وليس هذا فقط فالله سوف يعاقبه على ما فعله فى حياته من تلك الافعال المشينة فهو فعل كل شئ خاطئ

لايصدق "ثائر" ماحدث للتو فهى بين ذراعيه تأخذ انفاسها بصعوبة ترتسم ابتسامة واهنة على شفتيها وبعض الدموع تجرى على وجنتيها

وتين بوهن:" حبيبى انت كويس انت كويس يا ثائر"

ثائر بذهول:" ليه كده يا "وتين" ليه عملتى كده ليه تضحى بنفسك يا "وتين" ليه يا قلبى تعملى كده"

وتين:" علشان انا معنديش اغلى منك اضحى بحياتى علشانه يا ثائر"

رفعت يدها تريد لمس وجهه فربما تكون هذه اخر مرة تراه فيها

وتين بدموع وبصوت هامس:" حبيبى انا بحبك أوى خلى بالك من نفسك ومن مريم"

ثائر : "متقوليش كده يا "وتين" انتى هتبقى كويسة يا حبيبتى متخافيش ان شاء الله كل حاجة هتبقى كويسة وكله هيعدى على خير يا قلبى متخافيش يا حبيبتى"

كان يشعر بها تأن بين أحضانه وكأنه أصابه الشلل نزلت دموعه لايصدق ما حدث عندما حاولت اغلاق جفونها صرخ بها عاليا

ثائر بصراخ ودموع:" لاااااااااء يا "وتين" متغمضيش عينيكى خليكى معايا علشان خاطرى يا "وتين" لاااااااااااء انتى مش هتروحى منى هو انا مكتوب عليا اشوف اللى بحبهم يروحوا قدام عينيا فتحى عينيكى يا "وتين" اصحى يا قلبى بوصيلى يا حبيبتى"

ظل يهز جسدها بقوة وهو فى حالة اشبه بالجنون كانت "مريم" تبكى هى الاخرى وهى ترى" وتين" وهى غارقة بدماءها تلك الفتاة التى كانت السبب فى انها عادت الى الحياة مرة أخرى 

مريم ببكاء شديد:" اصحى يا "وتين" لاء يا "وتين" بلاش تروحى مننا انتى كمان مين هيبقى معايا فى فرحى مين هيبقى معايا فى حفلة التخرج اصحى بالله عليكى يا وتين"

اقترب "رمزى" و"أيمن" منهم كان "ثائر" محتضن جسدها بين ذراعيه ودماءها لطخت ملابسه وكأنه أصابه الصمم لايسمع من حوله ف"رمزى" يرجوه ان يتركها ولكنه يرفض ان ياخذها احد من بين أحضانه

رمزى برجاء:" سيبها بقى يا "ثائر" سيبها علشان نلحق نسعفها ونلحقها"

ثائر بتوهان:" محدش هياخدها منى يا" رمزى" مش كده "وتين" هتفضل معايا "وتين" مش هتسيبنى"

رمزى بحدة:" فوق يا "ثائر" فوق انت كده اللى ممكن تموتها وتضيعها منك فوووق"

تحسس "أيمن" نبضها وجد نبضها ضعيف للغاية فهى يجب ان تذهب الى المستشفى فى الحال 

أيمن:" نبضها ضعيف جدا لازم نلحقها يا "رمزى" كده غلط عليها"

رمزى:" ثائر فوق لو مفوقتش "وتين" هتضيع منك بجد لازم نلحق نوديها المستشفى"

فاق من حالته قليلاً وجد نفسه يحملها بين ذراعيه ذاهباً بسرعه الى سيارته وضعها فى المقعد الخلفى قاد سيارته بسرعة جنونية فهو يريد الوصول الى المستشفى بأى طريقة لينقذ زوجته التى اصبحت الآن على شفير الموت

ثائر:" استحملى يا حبيبتى هنوصل وهتعيشى هتعيشى علشانى انا يا "وتين" مش كده يا "وتين" انتى مش هتسبينى "

كاد ان يصدم بسيارته العديد من المارة بسبب تلك السرعة الزائدة التى يقود بها سيارته فالوقت ليس فى صالحة فأى تأخير ربما يودى بحياة معشوقته وصل الى المستشفى استغرب العاملين من هيئة "ثائر" فهو رجل يحمل بين يده فتاة غارقة فى دماءها وملابسه أيضا فى حالة مزرية هتف "ثائر" بصوت جهورى

ثائر بصراخ:" عايز دكتور حد يلحقني مراتى بتموت عايز دكتور بسرعة"

وصل اليه الدكتور وبعض الممرضات تم وضعها على سرير المستشفى قام الدكتور بقياس النبض

الدكتور:" النبض ضغيف جدا جهزوا اوضة العمليات بسرعة مفيش وقت"

ذهبوا سريعا لتجهيز "وتين "لغرفة العمليات نظر "ثائر" الى الدكتور برجاء

ثائر:" ارجوك يا دكتور تنقذها بأى شكل دى مراتى ولو جرالها حاجة انا مش هتحمل ده"

الدكتور:" ان شاء الله خير ادعلها انت بس"

ذهب الدكتور سريعا إلى غرفة العمليات وقف "ثائر" امام غرفة العمليات يستند على الجدار يدعو الله ان ينجى زوجته وظلت دموعه تتساقط منه وصل" رمزى" و"مريم" و"أيمن" أيضاً الى المستشفى

مريم بلهفة:" عمو وتين فين"

ثائر: " فى اوضة العمليات جوا مع الدكتور"

رمزى:" ان شاء الله خير يا حبيبى وهتقوم بالسلامة"

ثائر:" يارب يا رمزى يارب لأن هى لو جرالها حاجة انا مش هعيش من بعدها "

مريم بدموع:" بعد الشر عليكم ان شاء الله خير و"وتين" هتقوم بالسلامة"

أيمن:" هروح اجبلكم حاجة تاكلوها وحاجة تشربوها يا رمزى"

رمزى:" تسلم يا "أيمن" مش عايزين نتعبك معانا"

أيمن:" متقولش كده عن اذنكم مش هتأخر"

ذهب "أيمن" سقط "ثائر" على الكرسى منهك القوى فهو كلما تذكر زوجته بحالتها التى كانت بها وانها قامت بالتضحية بنفسها من اجل حمايته يريد الدخول اليها وان يراها قام من على الكرسى ظل يذرع ممر المستشفى ذهاباً وإياباً كأسد جريح لايقوى على تحمل جرحه

رمزى:" تعالى يا"مريم" اشوف حد من الدكاترة يشوف الجرح اللى فى وشك ويعملك اسعافات"

نريم:" لما اطمن على" وتين" الاول يا"رمزى" مش دلوقتى"

ثائر:" روحى معاه يا حبيبتى انا اسف نسيت انك انتى كمان مجروحة"

مريم:" ولا يهمك يا عمو دى حاجة بسيطة المهم "وتين" دلوقتى"

ثائر:" طب علشان خاطرى قومى مع "رمزى" يلا"

مريم:" حاضر ياعمو هقوم علشان اريحك بس"

ذهبت "مريم "مع "رمزى" قابل احد الاطباء لمعالجة الجروح التى أصابت وجه "مريم" وبالفعل قام الدكتور بعمل الاسعافات اللازمة لها وبعد ان انتهوا عادوا الى" ثائر" مرة أخرى

رمزى:" لسه مفيش اخبار لدلوقتى يا ثائر"

ثائر:" لسه يا" رمزى" محدش خرج ولا قالى حصل ايه"

عاد "أيمن" يحمل بيده طعام ومياه وعصائر ايضا من أجلهم ناولهم ل"رمزى"

أيمن:" خد يا "رمزى" الأكل والعصاير دى انا لازم امشى دلوقتى ارجع القسم علشان التحقيق"

رمزى:" خلاص يا" أيمن" وان شاء الله الامور تهدى تاخد افادة "مريم" و"وتين" لما تقوم بالسلامة"

أيمن:" ان شاء الله عن اذنكم ولو كنت عايز حاجة ابقى رن عليا"

رمزى:"  ان شاء الله وتسلم يا" أيمن" مع السلامة"

ذهب "أيمن" اقترب "رمزى" من "ثائر" يناوله بعض الطعام ولكنه رفض بشدة ان ياكل اى شئ فهو لا يريد سوى الاطمئنان على زوجته التى ترقد بين الحياة والموت

رمزى:" يا ابنى بلاش نشفان دماغ كلك لقمة طيب"

ثائربتعب:" مش قادر يا "رمزى" بالله عليك متغصبش عليا كل انت ومريم"

مريم:" مينفعش كده يا عمو لازم تاكل أى حاجة"

ثائر:" كلوا انتوا يا حبيبتى انا مليش نفس"

رمزى:" انت كده ممكن متقدرش تكمل وقوف على رجليك يا ثائر"

ثائر:" انا كويس المهم مراتى دلوقتى ولما اطمن عليها هبقى أكل"

لم يفلحوا فى جعله ان يتناول اى شئ من الطعام ظل يدعو الله بان ينجى زوجته من الموت فليس بعد ان عرف طريق السعادة يعود الى درب الشقاء مرة أخرى وضع رأسه بين يده وهو يشعر كأن روحه تغادره ببطئ فظل يدعو الله ولكن اثناء دعاءه لمح خروج ممرضة بسرعة من غرفة العمليات ولكن يبدو على وجهها الذعر ابتلع ريقه يخشى ان يكون حدث مكروه لزوجته

الممرضة:" انت حضرتك جوز المريضة اللى جوا مش كده"

ثائر:" ايوة انا فى ايه "وتين" جرالها حاجة مراتى حصلها ايه انطقى بسرعة فى ايه "

الممرضة بأسف:" للاسف مراتك .........

*''*"*

رأيكم يا حلوين

كفاية كده وجع قلب النهاردة😭😭😭😭

(دمية فى يد غجرى)

البارت العشرين

وضع رأسه بين يده وهو يشعر كأن روحه تغادره ببطئ فظل يدعو الله ولكن اثناء دعاءه لمح خروج ممرضة بسرعة من غرفة العمليات ولكن يبدو على وجهها الذعر ابتلع ريقه يخشى ان يكون حدث مكروه لزوجته

الممرضة:" انت حضرتك جوز المريضة اللى جوا مش كده"

ثائر:" ايوة انا فى ايه "وتين" جرالها حاجة مراتى حصلها ايه انطقى بسرعة فى ايه "

الممرضة بأسف:" للاسف مراتك حالتها خطيرة ونزفت كتير ومحتاجة نقل دم"

ثائر:" وانتوا مستنين ايه ما تعملوا اللازم واى حاجة هى محتجاها اعملوها"

الممرضة:" فصيلة دمها مش موجود منها غير كيس دم واحد بس هنا فى المستشفى وهى محتاجة كيس دم كمان بسرعة"

رمزى:" فصيلة دمها ايه هروح بنك الدم اجبلها بسرعة وهاجى على طول"

الممرضة:" فصيلة دمها +A"

سمع ذلك شعر بأمل فهى تحمل نفس زمرة الدم الخاصة به فهو بإمكانه ان يتبرع لها بدماءه فهو على استعداد ان يقدم لها حياته وليس دماءه فقط

ثائر بلهفة:''دى فصيلة دمى انا كمان انا مستعد اتبرعلها بالدم دلوقتى" 

الممرضة بتفاؤل:"كويس اوى اتفضل معايا يا استاذ"

ذهب مع الممرضة سريعا دلف الى غرفة تمدد على سرير بها قامت بايصال الشىء الذى ستسحب به الدماء منه ظل يدعو الله ان يمر الموضوع بسلام وان تتعافى زوجته سريعاً فهو لا يصدق فدماءه ستجرى فى عروق معشوقته أيضاً .جلس "رمزى'' و "مريم" بالغرفة التى يرقد بها "ثائر" بعد انتهاءه من التبرع بالدم لزوجته عندما حاول الجلوس وجد نفسه يسقط على الفراش فهو لم يتناول اى طعام وايضا تم سحب الدماءه منه مما زاد فى احساسه بالوهن لاحظ" رمزى" ذلك اقترب منه سريعا يحمل بيده علبة من احد علب العصائر التى بحوزتهم

رمزى:"خد يا "ثائر" اشرب العصير ده انت فاضلك شوية ويغمى عليك وكده مش هينفع"

مريم:"ايوة يا عمو اشرب العصير والاكل ده كمان لازم تاكل"

ثائر:"مليش نفس صدقونى مش قادر اكل او اشرب حاجة"

رمزى:"ما بلاش العند اللى فيك ده بقى هتبقى مبسوط لو جرالك حاجة دلوقتى مراتك محتجالك كل يا" ثائر" علشان تقدر تقف على رجلك وتواصل"

مريم:"ايوة يا عمو علشان خاطرى كل الاكل ده"

امام الحاحهم اخذ منهم الطعام والعصير بدأ تناول الطعام ببطئ فهو يشعر بغصة فى حلقه تجعله غير قادر على بلع الطعام ولكن يجب ان يصمد فى هذا الوقت العصيب بعد ان رأى انه فى حالة جيدة نسبيا خرج من الغرفة ظل ينتظر امام غرفة العمليات يريد ان يخرج اى احد يطمئنه على زوجته التى اذا صار لها شئ فهو لن يقوى على العيش بدونها ستكون ايامه حزينة ومظلمة بعد بضع ساعات خرج الدكتور من غرفة العمليات ولكن من تعبيرات وجهه خشى "ثائر "ان يسأله حتى لا يسمع منه ما سوف يجعل قلبه وحياته حطاما شعر بأن لسانه معقود غير قادر على الكلام 

رمزى:"خير يا دكتور طمنا هى عاملة ايه دلوقتى "وتين" اخبارها ايه"

الدكتور بأسف:"احنا خرجنا الرصاصة بس للاسف المريضة دخلت فى غيبوبة"

ثائر بغصة قوية:"يعنى ايه الكلام ده هى ممكن تفوق امتى يا دكتور"

الدكتور:'فى ناس ممكن تفوق بعد يوم بعد شهر بعد سنين فدى حاجة الله اعلم بيها فاحنا هننقلها العناية المركزة والباقى على ربنا وربنا قادر يشفيها''

رمزى بحزن:"شكرا يا دكتور"

الدكتور:'' عن اذنكم"

ذهب الدكتور نظر "رمزى" الى "ثائر" الذى اصبح الآن جامداً لا يتحدث او ينطق لم يفعل اى شئ مجرد حالة من الذهول والجمود سيطرت عليه مجرد عبرات تتساقط من عينان أصابها الحزن والجمود والصدمة .سمعت "مريم" ذلك بكت بقوة على فتاة كان الله ارسلها لها لتكون لها اختاً وصديقة وهى الآن فى عالم آخر.لا يعرف "رمزى" ما يفعل فزوجته منهارة من البكاء وصديق عمره لديه حالة ذهول شديد

رمزى:"ثائر ثائر"

ثائر:"......

رمزى:"ثائر رد عليا فوق يا "ثائر" فوق يا ابنى ورد عليا"

ثائر بتوهان:"وتين ضاعت منى يا" رمزى" "وتين" دخلت فى غيبوبة الله اعلم هتقوم منها امتى"

رمزى:"لاء ان شاء الله ما ضاعتش وهتفوق يا "ثائر" صدقنى "وتين" هتصحى وهتفوق وهترجعلك بالسلامة"

مريم ببكاء:"بجد يا "رمزى" هتفوق "وتين" هترجع لنا تانى"

رمزى بحيرة:"ان شاء الله يا حبيبتى بس اهدوا بالله عليكم مينفعش اللى بتعملوه ده دلوقتى"

***

تجلس أمام التلفاز واضعة قدم على الأخرى تشاهد احد المسلسلات باستمتاع غير عابئة بما ستسمعه من تلك المرأة التى لا تكف عن التذمر من كل شئ فهى لن تعطيها الفرصة لمضايقتها فهى ستتسلح بالبرود حتى تستطيع العيش معها فهى امرأة لا تطاق ابدا سواء هى او ابنتها

عايدة:'وكمان قاعدة تتفرجى على التليفزيون وحاطة رجل على رجل ولا هامك حاجة"

أميرة ببرود:'فى حاجة يا حماتى عايزة حاجة منى خير"

عايدة:"انتى صاحية من النوم على التليفزيون منضفتيش الشقة وحضرتى الفطار ليه ها مستنية مين يعمل الحاجات دى يا ست أميرة"

أميرة:" أنا عملت الفطار و"سمير" فطر ومشى على الشغل والشقة ونضيفة وكل حاجة تمام فى ايه تانى بقى يا حماتى"

عايدة:"قومى انزلى هاتى طلبات البيت علشان تعملى الغدا"

أميرة:"ما تنزلى الحيلة بنتك تجبهم هى صغيرة يعنى ولا ايه مش هتعرف تشترى شوية طلبات"

خرجت "هيام" من غرفتها سمعت كلام أميرة عنها نظرت اليها نظرات صارخة واردفت بتلك الجملة التى زادت من شرارة الغضب لدى أميرة

هيام:"ليه خدامة ابوكى انا ولا ايه علشان انزل اجبلك الطلبات"

أميرة:"كاتك بو فى قلبك يا هيام واحدة قليلة الادب والذوق ومعندكيش دم ولا اتربيتى"

عايدة:"يا نهارك مش فايت بتشتمى بنتى يابت انتى. انتى يومك مش معدى النهاردة"

أميرة:"تبقى تتبنى فى حيطة الشحطة بتاعتك دى اللى مورهاش حاجة غير المضايقة فى خلق الله ومبتعملش حاجة مفيدة فى حياتها ابدا"

هيام:"لا انتى عايزة تنضربى بقى وتتأدبى على غلطك ده وقلة ادبك"

عندما اقتربت "هيام "من "أميرة" تريد ضربها وجدت "أميرة" تقوم بلوى ذراعها خلف ظهرها تضغط عليه مما جعلتها تصرخ من شدة الوجع

هيام بصراخ:'ااااه دراعى سيبى دراعى يابت انتى دراعى هيتكسر"

حاولت "عايدة" تخليص ذراع ابنتها من يد "أميرة "ولكنها لم تفلح فهى فتاة قوية بالرغم من بنيتها الجسدية الضعيفة

عايدة:"سيبى بنتى كاتك كسر رقبتك يا شيخة"

أميرة:"كسر رقبتها هى ويكون فى معلومكم بقى بعد كده اللى هيقولى كلمة مش هتعجبنى او يحاول يرخم عليا منكم مفيش غير المعاملة دى من هنا وجاى انتوا فاهمين"

عايدة:"لما ييجى جوزك حاضر انا هخليه يربيكى يا بنت سالم"

أميرةببرود:"وليا الشرف ان انا بنت "سالم" انا هدخل انام شوية عايزة حاجة يا حماتى لو دراع السينيورة بتاعتك ورم حطيله تلج من الفريزر"

ذهبت الى غرفتها جلست" هيام" ممسكة بذراعها وتبكى من شدة وجع ذراعها

هيام:"شوفتى يا ماما عملت فيا ايه دى كانت هتكسرلى دراعى كسر رقبتها"

عايدة:"دى طلعت بت عضمها ناشف انا مكنتش قادرة احوشها عنك دا كان فاضل شوية وتضربنى انا كمان"

هيام:'وانتى هتسكتلها يا ماما على اللى عملته ده دى لازم تتعلم الادب علشان تعملنا احترام بعد كده"

عايدة:"لما يجيلها جوزها هو يشوف حل فيها القادرة دى"

ظلت تفكر فى ما ستقوله لابنها عند عودته من عمله فهى تريده ان يعاقب زوجته بشدة 

***

تم نقل" وتين" الى غرفة العناية المركزة كان يقف بالخارج ينظر اليها عبر زجاج الغرفة بجسد يغزوه حالة سكون لا يتحرك به شئ سوى تلك الدموع التى تساقطت من عينيه حزنا على رؤيتها بهذا المنظر فهو لا يقوى على شئ الآن سوى ذرف الدموع والدعاء نظر خلفه وجد "مريم" "ورمزى" يجلسون فهم ايضا فى حالة حزن وارهاق شديد فاليوم الجديد بدأ وهم مازالوا على تلك الجلسة 

ثائر بهدوء:"رمزى خد" مريم" روحها البيت وروح ارتاح انت كمان"

رمزى:"ازاى يا حبيبى اسيبك فى وقت زى ده لاء طبعا مش هروح"

ثائر:"انا كويس يا "رمزى" ثم قعادكم هنا مش هيفيد بحاجة و"مريم" لازم ترتاح هى كمان تعبانة واحنا قاعدين من امبارح نفس القاعدة وهى متستحملش ده كله"

مريم برفض:"لاء ياعمو انا هفضل هنا معاك مش هروح"

ثائر:"حبيبتى روحى حتى تغيرى هدومك وترتاحى شوية وابقى خلى "رمزى" يجيبك تانى بس ارتاحى شوية علشان مبقاش قلقان عليكى انتى كمان يلا خدها يا "رمزى" وامشى يلا"

مريم:"عمو انت كمان هدومك غرقانة دم ولازم تغير هدومك مش هينفع تفضل كده تعال روح معانا وابقى ارجع تانى"

ثائر:" لاء مش هروح ومعلش يا "رمزى" وصل" مريم" وهاتلى هدوم وارجعلى تانى وبعد كده ابقى روح"

 رمزى:"حاضر يا حبيبى عايز حاجة تانية غير الهدوم"

ثائر:" لاء هاتلى هدوم بس هاتلى هدوم كاجوال يا"رمزى" ماشى"

رمزى:" حاضر يلا بينا يا مريم"

ذهبت" مريم" معه جلست فى السيارة بكت بشدة على حال عمها وزوجته قام "رمزى" بسحبها فى أحضانه لكى يطمئنها قليلاً فهو يعلم ان ربما حالتها النفسية ستسوء بسبب ما حدث معهم

رمزى:"اهدى يا حبيبتى اهدى يا مريم بلاش عياط علشان خاطرى يا حبيبتى"

مريم:"مش قادرة يا "رمزى" زى ما اكون فى كابوس ومش عارفة اصحى منه هو انا هفضل كده على طول"

رمزى:" ان شاء الله يا حبيبتى كل حاجة هتعدى على خير"

مريم:" يارب يا رمزى لأن مش هفضل حياتى كلها عايشة فى حزن"

رمزى بحنان:" بعد الشر عليكى يامريم"

ضغط بذراعيه حولها صدر منها انين تعجب" رمزى" من ذلك وشعر بالقلق 

رمزى بقلق:"مالك يا "مريم" بتتوجعى ليه كده فى ايه اللى بيوجعك"

مريم:"الحيوان اللى كان خاطفنا ضربنا بالكرباج جامد اوى لحد ما اغمى علينا"

رمزى بغيظ:"ربنا يجحمه فى جهنم شكله ضربكم جامد منه لله"

مريم بدموع:"اوى يا رمزى والضرب علم علينا ومش مستحملة اى حاجة تلمسنى"

رمزى:"معلش يا حبيبتى بعد الشر عليكى "

بعد ان رأى انها هدأت قليلا قام بادارة السيارة متجها الى منزل "ثائر" لتوصيل "مريم" ولجلب الاغراض الللازمة ل"ثائر"

وصلوا الى المنزل رأت "حسنية"مريم "جرت عليها تحتضنها بقوة ولهفة وهى تسألها عن سبب غيابهم كل هذا الوقت

حسنية:"مريم انتى كويسة فين "وتين" انتوا كنتوا فين من امبارح"

مريم بحزن:"وتين فى المستشفى يا دادة فى غيبوبة"

حسنية:"ليه ايه اللى حصل يا بنتى طمنينى"

رمزى:"انا هطلع اوضة "ثائر" اجبله هدوم علشان الحق اروحله عن اذنكم"

صعد "رمزى" الى غرفة "ثائر" روت "مريم" ل"حسنية" كل شئ حدث معهم

حسنية بشفقة:"يا حبايبى كل ده حصلكم"

مريم:"ليلة امبارح كانت اغرب ليلة فى حياتنا كلنا يا دادة"

هبط "رمزى" من غرفة" ثائر"يحمل بعض من اغراضه للذهاب له بها الى المستشفى

رمزى:"انا هروح ل"ثائر" وانتى يا" مريم" حاولى ترتاحى شوية خلى بالك منها"

حسنية:"من عنيا الاتنين يا استاذ رمزى"

رمزى:'تسلم عينك عن اذنكم"

مريم:"متنساش تيجى علشان تودينى المستشفى تانى ماشى"

رمزى:"حاضر عن اذنكم دلوقتى"

خرج "رمزى" من المنزل ذهبت" مريم "الى غرفتها ساعدتها "حسنية" فى اخذ حمامها ثم ذهبت سريعا الى سريرها تريد نيل قسط من الراحة قبل العودة إلى المستشفى مرة أخرى

***

"فى المستشفى"..وصل "رمزى" الى "ثائر" اعطاه اغراضه كان يريد ان يظل معه ولا يتركه ولكن" ثائر" اصر عليه بالذهاب الى منزله فليلة البارحة كانت من اصعب الليالى التى مرت عليهم منذ مقتل اخيه

رمزى:"ثائر خلينى هنا معاك علشان لو عايز حاجة"

ثائر:"لاء روح انت علشان ترتاح شوية انت كمان"

رمزى:'طب وانت هتعمل ايه دلوقتى"

ثائر...الاوضة اللى فيها وتين فيها سرير تانى فهفضل هنا معاها مش هقدر اسيبها مش هقدر انها تغيب عن عينى"

رمزى:"طب لو عوزت اى حاجة رن علينا فثوانى اكون عندك ماشى يا حبيبى"

ثائر:"ماشى يارمزى"

رمزى:"سلام يا ثائر"

ثائر:"مع السلامة"

اراد "ثائر" تغيير ملابسه ولكنه يريد ايضا اخذ حمام وجد احد الممرضين الرجال فااستوقفه لسؤاله عن مكان يستطيع ان يغير به ملابسه

ثائر:"لو سمحت"

الممرض:"افندم اؤمر حضرتك"

ثائر:"مفيش حمام هنا يكون فى دش او اى حاجة عايز اخد شاور ممكن

الممرض:"اه فى اتفضل معايا على اوضه الممرضين"

ثائر بامتنان:"شكرا"

قام باخراج بعض النقود من جيبه لاعطاءه للممرض ولكنه رفض بشدة ان يأخذ منه المال

الممرض:"لاء يا افندم ايه اللى بتعمله ده اتفضل معايا"

ثائر:"دى حاجة بسيطة"

الممرض بابتسامة:"اتفضل حضرتك معايا والا هعتبر دى إهانة"

ذهب "ثائر "معه الى غرفة خاصة بالممرضين الرجال دلف الى الحمام قام بخلع ملابسه اخذ حمام سريع ارتدى ملابسه النظيفة ثم خرج من الحمام وجد الممرض بانتظاره وبيده كوب من القهوة

الممرض:"انا جبتلك قهوة ولاحضرتك مبتحبش تشربها"

ثائر:"لاء طبعا بحبهاومتشكر جدا على جدعنتك معايا"

الممرض:"متقولش كده ولو حضرتك عايز حاجة تانية اطلب"

ثائرمتشكر جدا عن اذنك"

الممرض:"اتفضل"

اخذ "ثائر" كوب القهوة وذهب الى غرفة زوجته شعر بانتعاش قليل بالرغم من الحزن الذى يفتت قلبه من رؤيتها بهذا الشكل سحب كرسى وجلس بجوارها اخذ يدها بين يديه يقبل يدها بكل ما يحمله فى قلبه من عشق لها وجد دموعه تتساقط على يدها

ثائر بدموع:"وتينى انتى سمعانى لو سمعانى انا عايز اقولك انا مقدرش اعيش من غيرك انتى لو مصحتيش يا "وتين" انا هموت يا" وتين" هموت كل يوم الف مرة وانا شايفك كده فأميرتى الحلوة مش لازم تفضل نايمة كتير لان اميرك جمبك انتى مش محتاجة تستنيه هو ربنا وجده فى الدنيا دى علشان يكون نصيبك انتى وتكونى انتى نصيبه" 

ظل يقبل يدها بقوة ويشعر باهتزاز فى جسده بسبب الشهقات الصادرة منه بسبب بكاءه حاول تمالك نفسه الا انه لم يستطيع فمن يراه لا يصدق ان هذا هو "ثائر العمرى" الذى كانت لاتهتز شعرة واحدة فى راسه بسبب اى شئ كان ولكن الآن يبكى بقوة هدأت عاصفة بكاءه قليلا وضع يدها بجانبها ذهب إلى السرير الاخر فهو طلب من مدير المستشفى بالسماح له بالمكوث مع زوجته فى غرفة واحدة نظرا لمعرفته القوية بصاحب المستشفى فصاحب المستشفى كان الصديق المقرب لأخيه الراحل "رؤوف" وضع رأسه على الوسادة اغمض عينيه من شدة تعبه وارهاقه غفى فى النوم سريعاً

***

عندما عاد" سمير" من عمله وجد أمه واخته فى انتظاره يريدون ان يجد حل مع زوجته فوالدته تتوعد لها ولن تترك ابنها الا وهو يعاقبها بشدة على ما فعلت فهى ستسبب فى ضربها مثلما كانت تفعل مع "وتين"

سمير:"السلام عليكم"

عايدة بمسكنة:"وعليكم السلام يا سمير يا ابنى كويس انك جيت"

سمير:"مالكم كده فى ايه"

هيام:"مراتك يا سمير ضربتنى وكانت هتكسر دراعى وكمان كانت هتضرب ماما"

سمير:"ايه تضرب ماما ازاى يعنى" أميرة" أميرة" انتى فين"

خرجت من غرفتها تنظر اليهم ببرود فهى علمت من نبرة صوت زوجها الغاضبة أنهم الآن فى انتظار ضرب "سمير" لها

أميرة بدلع:"ايوة يا حبيبى ايه ده انت جيت حمد الله على السلامة يا حبيبى"

سمعت نبرة صوتها التى تحوى دلعا واغراء شعر بالضعف يسرى فى مفاصله فهو قد نسى ماذا كان يريد منها الآن

أميرة:"احضرلك الاكل يا حبيبى تلاقيك جعان يا روحى"

سمير:" اه جعان اوى ياريت بسرعة بقى تحضريلى الأكل"

اميرة:'' بس كده من عنيا الاتنين يا قلبى"

سمير:"تسلم عيون الجميل"

عايدة بغضب:"سميييير"

سمير:"ها ايوة يا امى فى ايه"

هيام:"فى ايه! انت بتسأل فى ايه لحقت قوام من كلمتين نستك اسمك"

أميرة:"وهو حرام يعنى جوزى يحبنى يا حماتى ولا ايه هو حمايا الله يرحمه مكنش بيحبك"

سمير:"صحيح يا اميرة انتى ضربتى "هيام" وكنتى هتضربى امى"

أميرة بشهقة:"هااا اضرب امك ازاى يعنى دى برضه حماتى مقدرش امد ايدى عليا"

هيام:"بس ضربتينى انا يا أميرة"

أميرة:"انتى اللى كنتى عايزة تمدى ايدك عليا الأول وانا كنت بدافع عن نفسى والله يا حبيبى انا معملتش حاجة هم اللى مش عارفة عايزين منى ايه لو كده انت تشفلنا شقة برا نقعد فيها شيل ده من ده يرتاح ده عن ده"

عايدة:"تقعدوا فين يا اختى انتى عايزة تاخدى منى الواد اللى حلتى"

أميرة:"لو مش عايزنا نمشى خلاص كل واحد يلتزم حدوده وأنا مش هخدم غير نفسى وجوزى وبس انا كنت بخدمكم بما يرضى الله بس انتوا سوقتوا فيها زيادة اوى كنت بقول معلش علشان خاطر ربنا بس خلاص ربنا ميرضاش بالظلم ده بنتك عندك اهى ابقى خليها تخدمك هى انا خلاص بطلت"

دخلت الى غرفتها بعد ان قالت ما لديها كانت تفكر كيف كانت تتحمل "وتين" منهم كل هذه الافعال التى تصل بالعاقل الى حافة الجنون فيالصبرها عليهم كل تلك السنوات التى عاشتها معهم فهى تعيش معهم منذ بضع شهور قليلة وشعرت بالسأم منهم ومن تصرفاتهم الغريبة

عايدة:"عاجبك كلام مراتك يا سمير"

سمير:"هى مغلطتش فى اللى قالته وانا عارف يا امى معاملتك انتى و"هيام" بس قولتهالكم قبل كده "أميرة" مش "وتين" وهى مش هتستحمل كتير فبلاش تخربى عليا حياتى يا اما كده اشوف شقة ايجار واخد مراتى وامشى علشان ترتاحوا وارتاح انا كمان"

دلف الى غرفته وجد زوجته تجلس على السرير تنظر اليه عاقدة حاجبيها من امتعاضها وضيقها من سلوك والدته واخته معها

أميرة:"وبعدين يا "سمير" هنفضل فى العيشة اللى تقرف دى كتير انا مش ناقصة حرقة دم دا انا عروسة لسه مكملتش كام شهر وزهقت من عيشتى بسببهم هم فاكرين علشان مليش ام فاكرنى ملطشة لاء لا عاش ولا كان اللى يعمل فيا كده واسكتله ان شالله كان مين"

سمير:''خلاص يا "أميرة" عرفت اسكتى بقى وقومى حضريلى الاكل علشان جعان"

أميرة:"حاضر بس هجبلك العشا هنا مش هناكل على السفرة برا"

سمير باستغراب:"ليه مش عيزانا ناكل على السفرة"

أميرة:"مش ناقصة حرقة دم واعصاب اكتر من اللى انا فيها والا كده اروح اقعد عند بابا"

سمير:"تروحى فين لاء طبعا انتى مش هتخرجى من هنا خلاص هاتى الاكل ناكل هنا"

خرجت من الغرفة قاصدة المطبخ قامت بافراغ الطعام لها ولزوجها حملت الصينية متجه الى غرفتها

عايدة:"راحة فين بالصنية دى يا شملولة"

أميرة:"هاكل انا وجوزى فى اوضتنا"

هيام:"ليه ان شاء الله تاكلوا لوحدكم ما ناكل كلنا على السفرة''

أميرة ببرود:"عندك الاكل فى المطبخ روحى فرغى الاكل وكلوا بس بسرعة احسن يبرد عن اذنكم مش عايزة اتأخر على جوزى"

قالت جملتها الأخيرة بكل ما تحملة نبرة صوتها من دلع تبتسم ابتسامة جعلت الغيظ يتملك من قلب والدة زوجها واخته تركتهم وذهبت الى غرفتها نظرت" هيام" الى أمها

هيام بغيظ:"شوفتى بتتكلم بدلع ومياصة ازاى البت دى"

عايدة:"وبعدين هنعمل ايه لتنفذ تهديدها وتاخد اخوكى وتمشى من البيت واحنا ملناش غيره"

فكرت هل يمكن حقا ان تنفذ "اميرة" تهديدها وتاخد زوجها وتترك المنزل وهو سندهم الوحيد بعد وفاة والده

***

 بعد مرور يومان...فتح جفونه ببطئ وجدها تنظر اليه بابتسامة مشرقة وعيون لامعة لم يصدق نفسه انه يراها امامه تبتسم له اعتدل سريعاً في جلسته

ثائر بعشق:"وتينى انتى صحيتى يا قلبى انتى كويسة انتى فوقتى يا قلبى"

وتين بابتسامة:"ايه ده كل ده نوم يا حبيبى انت نايم بقالك كتير يا ثائر"

ثائر بلهفة:"حبيبتى انتى كويسة فى حاجة بتوجعك حاسة بحاجة وجعاكى ياوتين"

وتين:"حاجة ايه يا حبيبى اللى بتوجعنى انا كويسة قدامك اهو مالك يا "ثائر" فى إيه"

ثائر:"الرصاصة يا "وتين" مكان الرصاصة مش بيوجعك"

وتين:"رصاصة ايه انت كنت بتحلم ولا ايه يا حبيبى"

ثائر:"يعنى انتى كويسة مفكيش حاجة يا قلبى"

وتين:"ايوة يا حبيبى انا كويسة اوى اهو قدامك انت مش شايف ان انا كويسة يا ثائر"

ثائر بعشق:" عشق ثائر انتى يا "وتين"وحشتينى اوى اوى يا وتينى"

وتين:"وحشتك اوى خالص ولا حبة صغيرة بس"

ثائر:اوى اوى اوى يا قلبى انا كنت حاسس ان انا هموت يا وتين"

لفت ذراعيها حول عنقه تنظر اليه بعيون براقة وابتسامة عاشقة

وتين:"بعد الشر عليك يا حبيبى انا لازم امشى بقى ماما مستنيانى ومش لازم أتأخر اكتر من كده عليها"

ثائر باستغراب:"ماما مين اللى مستنياكى يا وتين"

وتين:"مامتى يا حبيبى انا هروح معاها دلوقتى وهنمشى سوا انا بس جيت علشان اقولك واشوفك قبل ما امشى"

قالت ذلك وجدها تبتعد عنه تبتسم له تلوح له بيدها كمسافر الى طريق ليس له منه رجوع وجده نفسه يرجوها ان لا تذهب وتظل معه شعر بالخوف يحرق اوردته ونبضاته تتسارع كأنها فى سباق

ثائر بخوف:"تمشى تروحى فين لاء يا "وتين" متروحيش معاها خليكى معايا هنا متسبنيش خليكى معايا "وتين" وتييييييين"

انتفض من نومه بسبب صراخه باسمها نظر حوله وجد نفسه فى غرفة المستشفى وهى مازالت نائمة فى تلك الغيبوبة وجد نفسه يقترب بلهفة منها يتحسس بيده وجهها يريد ان يتأكد ان ما حدث منذ قليل لم يكن سوى حلما انتهى بكابوس بشع 

ثائر بتنهيدة:"الحمد لله الحمد لله انه طلع حلم"

انحنى عليها يقبل جبينها ثم وجد نفسه يقترب من شفتيها يقبلها برقة شديدة يريد ان يتذوق مذاق شفتيها الذى يسكره ويجعله كالمغيب شعر ان قبلته تحولت من الرقة إلى النهم فهو قد اشتاق اليها كثيرا كأنها غائبة عنه منذ سنوات وليس من مجرد يوم واحد ابتعد عنها وهو يلتقط انفاسه بصعوبة فهذه اول مرة يقبلها ولا يرى تلك النظرة الشغوفة التى كان يراها فى عينيها عندما كان يعانقها فكم اشتاق ايضا الى رماديتها الجميلة فهو اشتاق لكل شئ بها اغمض عينيه بعد شعوره بأن دموعه على وشك السقوط فهو الآن يريد ان يصرخ بكل ما لديه من قوه فقلبه لم يعد يحتمل كل هذا الألم والعذاب كأن قلبه كتب عليه الحرمان من السعادة خرج من الغرفة يشعر بحاجته الى استنشاق الهواء خرج من الغرفة متجهاً الى الحديقة الخاصة بالمستشفى كان يسير شاردا لم ينتبه لتلك الفتاة القادمة التى اصطتدمت به

نورين:" ايه ده مش تحاسب"

ثائر:" آسف يا آنسة على اللى حصل"

نورين:" ابقى امشى بص قدامك بعد كده وانت ماشى تخبط فى خلق الله كده زى الاعمى"

ثائر:" على العموم شكرا على ذوقك وحاضر هفتح وانا ماشى عن اذنك"

يجب ان يذهب الآن فهو لو انتظر دقيقة اخرى ربما لانفجر فيها يخرج ما به من غيظ وخوف على تلك الفتاة تركها واقفة مكانها تتبع خطواته بعينيها حتى اختفى وذهبت الى غرفة والدها فهى ابنة صاحب المستشفى طرقت باب الغرفة ثم دلفت بابتسامة على وجهها

نورين:" بابى انا جيت"

فريد:" اهلا يا حبيبة بابى ايه المفاجأة الحلوة دى"

نورين:" كان عندى مشوار قريب فقولت اعدى عليك نروح سوا خلصت ولا لسه"

فريد:" شوية بس وهنمشى على طول"

نورين:" طب انا هستناك فى الجنينة برا"

فريد:" ماشى مش هتأخر عليكى يا حبيبتى"

خرجت من غرفة مكتب والدها متجه الى حديقة المستشفى ولكنها اصطدمت ب"ثائر" مرة أخرى

نورين:" انت ايه حكايتك بالظبط انت ماشى تايه ليه كده انت هو مفيش غيرك اخبط فيه النهاردة"

ثائر:" حظك بقى جايز انتى اللى ماشية تايهة ما هو لو انتى واخدة بالك انتى ماشية فين مش هتخبطى فيا طالما انتى مفتحة اوى كده وانا أعمى"

نورين:" الظاهر عليك كده قليل الذوق اوى"

نظر اليها "ثائر" رافعاً احدى حاجبيه ينظر لها بعيون عاصفة فهو فى حالة لا تسمح له بالكلام مع احد او ان يثير احد أعصابه. لا تعرف لماذا شعرت بالخوف من نظرة عينيه كأنها تشبه موج البحر الهائج تركها وعاد الى غرفة زوجته. فعادت هى الأخرى لغرفة مكتب والدها

فريد:" انتى مش كنتى هتستنيتى فى الجنينة"

نورين:" غيرت رأيى خلصت يا بابى ولا لسه"

فريد:" خلاص فى بس مريضة هبص عليها قبل ما نمشى علشان تبقى مرات واحد معرفة"

نورين:" ماشى وانا هاجى معاك تشوفها ونمشى على طول"

فريد:" ماشى يلا بينا"

ذهبوا الى غرفة "وتين" طرق فريد الباب ثم دلفوا الى الغرفة ابتسم ل"ثائر" ولكن عندما رفع" ثائر" نظره وجد تلك الفتاة فاستغرب وجودها هنا

فريد:" اخبارك ايه يا ثائر"

ثائر:" تمام يا دكتور عايزة ايه حضرتك تانى لسه فى كلام نسيتى تقوليه"

فريد باستغراب:" هو انتوا تعرفوا بعض"

ثائر:"لاء معرفهاش بس حظى ان انا اقابلها النهاردة واخبط فيها مرتين وتقولى يا اعمى''

نورين:'' سورى مقصدش ان انا اقولك كده"

فريد:" على العموم حصل خير دى تبقى بنتى نورين وده ثائر العمرى اخوه رؤوف اللى يرحمه كان من اعز اصحابى"

ثائر:" أهلا يا آنسة"

نورين:" اهلا بيك وسورى على اللى حصل"

ثائر:" حصل خير"

فريد:" انا كنت جاى اطمن على "وتين" وعليك قبل ما امشى"

ثائر:" شكرا على اهتمامك يا دكتور فريد"

فريد:" متقولش كده ربنا يشفيها ان شاء الله"

واقفة لا تهتم بشئ سوى حركة شفتيه وهو يتكلم وعيناه التى تجمعت بها زرقة السماء والبحر سويا ونبرة صوته الهادئة برغم ما تحمله من عدة انفعالات لم تفيق من تأملها له الا على صوت والدها 

فريد:" يلا يا نورين علشان نمشى"

نورين:" يلا يا بابى سلام يا استاذ ثائر"

ثائر بجمود:"مع السلامة يا آنسة" 

ذهبت مع والدها ولا تعرف ما أصابها كأنها تريد العودة مرة أخرى الى المستشفى

فريد:" مالك يا نورين فى ايه"

نورين:" مفيش يا بابى بس هى مرات ثائر دى جرالها ايه"

فريد:" كانت مضروبة طلقة بس دخلت فى غيبوبة"

نورين:" طب وهى ممكن تفوق منها امتى هى حالتها خطيرة"

فريد:" مش عارف ممكن تفوق امتى دى حاجة فى علم الغيب بس فعلا حالتها الصحية سيئة"

نورين:" ربنا يشفيها بس هو جوزها قاعد معاها على طول"

فريد:" ايوة مش بيسيب المستشفى خالص حتى طلب منى ان اخليه يفضل معاها فى الاوضة بتاعتها"

نورين:" باين عليه بيحبها اوى"

فريد:" الظاهر كده مقولتليش عملتى ايه فى المعرض حجزتيه"

نورين:" اه لقيت قاعة حلوة اعمل فيها معرض اللوحات السنة دى بس انت هتيجى مش زى كل سنة تقول هاجى ومتجيش"

فريد:" ان شاء الله يا حبيبتى هحاول افضى نفسى يوم الافتتاح"

نورين:" انت متحاولش انت تفضى نفسك فعلا يا بابى وتيجى"

فريد:" ان شاء الله ربنا يسهل"

*"*"*

"فى منزل ثائر العمرى" ارتدت "مريم" ملابسها اخذت بعض الاغراض الخاصة بعمها فكل يوم تذهب إلى المستشفى للاطمئنان على" وتين" التى مر عليها الان اسبوعين وهى على حالتها ولم تفيق من غيبوبتها ذهبت الى المطبخ لترى اذا كانت انتهى "حسنية" من اعداد الطعام التى ستاخذه معها ايضا لعمها فهو لا يفارق زوجته مقيم معها بشكل مستمر لا يتركها لحظة واحدة

مريم:"خلصتى يا دادة الاكل ولا لسه شوية"

حسنية:"لاء يا حبيبتى الاكل خلاص جاهز اهو بس استنى اجى معاكى اشوف وتين"

مريم:"خلاص اجهزى على رمزى ما يوصل"

حسنية:"ثوانى واكون جاهزة"

ذهبت "حسنية" الى غرفتها لترتدى ملابسها وتذهب معهم الى المستشفى فهى ايضا حزينة على حال تلك الفتاة

وصل "رمزى" الى المنزل كعادته لايصال "مريم" الى المستشفى فهو الان من يدير العمل نيابة عن "ثائر" ولكنه تحول من انسان كان لايكف عن المزاح الى شخص اكثر جدية وحزن ايضا بسبب حزن رفيق دربه

رمزى:'خلاص يا "مريم" نمشى ولا ايه"

مريم :''ثوانى بس دادة جاية معانا تشوف وتين"

رمزى:"هى خلصت ولا لسه علشان نمشى"

مريم:"مش عارفة يا دادة يا دادة"

حسنية:"ايوة خلاص انا خلصت اهو"

رمزى:"تمام يلا بينا"

اخذهم "رمزى" فى سيارته منطلقا فى وجهته الى المستشفى وصلوا الى هناك وجدوا "ثائر" كعادته جالسا بجوارها خرج اليهم من الغرفة

مريم:"عمو الاكل والهدوم اهى"

ثائر:"ماشى يا حبيبتى تسلمى"

حسنية:"الف سلامة عليها وربنا يشفيها ويعافيها"

ثائر:"تسلمى ادعيلها"

حسنية:"بدعيلها من غيرما تقول ربنا يعلم وتين غالية عليها قد ايه هى كمان"

رمزى:"ثائر فى شوية اوراق عايزة امضتك علشان الشغل"

ناوله رمزى ملف به عدة اوراق تحتاج الى توقيعه قام بالتوقيع عليها وناولهم لرمزى مرة اخرى

رمزى:"لسه مفيش اخبار يا "ثائر" الدكتور مقلش حاجة

ثائر باحباط:"مفيش جديد هى زى ما هى"

رمزى:"ان شاء الله هتقوم وتبقى كويسة"

ثائر:"ان شاء الله انتى عاملة ايه يا حبيبتى معلش سامحينى ان انا مشغول عنك اليومين دول"

مريم:"متقولش كده يا عمو انت كل يوم تطمن عليا وكمان "رمزى" ودادة معايا متشغلش بالك بيا اهم حاجة دلوقتى "وتين' تقوم بالسلامة"

ثائر:"ان شاء الله"

رمزى:"ثم انت ناسى ان "مريم" مراتى وفى عنيا يا "ثائر" عيب عليك"

ثائر:"عارف يا حبيبى انك واخد بالك منها بس انت عارف "مريم" ايه بالنسبة ليا"

مريم:"ربنا ما يحرمنيش منكم ابدا وتفضلوا على طول جمبى وحواليا"

رمزى:"فى اى حاجة انت محتاجها يا حبيبى قولى لو عايز حاجة"

ثائر:"شكرا يا" رمزى" انا مش محتاج حاجة غير ان مراتى تفوق وترجع ليا تانى"

رمزى بتفاؤل:"ان شاء الله وده هيحصل متقلقش وعلى فكرة قضية "رؤوف" اخوك اتقفلت وكمان التحقيق خلص فى قضية خطف "وتين ومريم" لان "بدر" اللى كان خاطفهم مات"

مريم:"منه لله هو السبب فى العذاب اللى احنا فيه ده كله وهو اللى قتل بابا وماما" 

رمزى:"اهو اخد جزاءه ولسه حسابه عند ربنا على اللى عمله كله"

ثائر:"خلاص مش عايز افتكر اسمه مش طايق اسمع اسمه علشان بفتكر كل حاجة وانه هو اللى ضيع منى اخويا وكمان كان هيضيع مراتى"

بعد ان قضوا وقتهم مع ثائر هبوا واقفين حتى يعودوا إلى المنزل

مريم:'عمو عايز حاجة اجبهالك معايا بكرة"

ثائر:"لاء يا حبيبتى تسلمى خالى بالك انتى بس من نفسك"

مريم:"ان شاء الله يلا بينا يا دادة"

حسنية:"يلا يا بنتى والف سلامة عليها مرة تانية"

ثائر:"الله يسلمك"

رمزى:"انا هوصلهم البيت وارجعلك"

ثائر:"ملوش لزوم يا رمزى تتعب نفسك"

رمزى بمزاح:"لاء عايز ارغى معاك شوية مش لاقى حد ارخم عليه"

ابتسم "ثائر" ابتسامة خفيفة فهو يعلم ان رمزى يفعل ذلك حتى يخفف عنه حزنه

قام "رمزى' بايصال "مريم" "وحسنية" إلى المنزل ثم عاد ثانية الى "ثائر" اخذه وذهب للجلوس فى الحديقة الخاصة بالمستشفى فهو يعلم حال صديقه جيداً فذلك الهدوء الذى يكتنفه ربما يختزن بداخله براكين على وشك الانفجار

رمزى:"ها مش هتتكلم يا ثائر"

ثائر بتنهيدة:"عايزنى اقولك ايه يا "رمزى" معنديش حاجة أقولها"

رمزى:"اتكلم يا "ثائر" متفضلش تخزن جواك وييجى وقت وتنفجر فيه"

ثائر:"حلمت حلم غريب اوى يا رمزى ومن ساعتها وانا خايف على وتين"

رمزى:" خير اللهم اجعله خير حلمت بايه"

ثائر:"ان "وتين" بتقولى ان مامتها مستنياها وهتمشى معاها وفعلا سابتنى ومشيت"

رمزى:"دا تلاقى الشيطان بس اللى صورلك الحلم ده علشان يخليك تحزن أكتر استعيذ بالله من الشيطان الرجيم"

ثائر:"اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واستغفر الله العظيم رب العرش العظيم و اتوب اليه"

رمزى:"متفضلش حاطط أوهام فى راسك ان مراتك بعد الشر هبجرالها حاجة خلى عندك ثقة في الله"

ثائر:'ونعم بالله خايف يا "رمزى" ارجع اعيش فى كوابيس تانى خايف الانسانة الوحيدة اللى حبيتها تختفى من حياتى ساعتها انا مش هستحمل الصدمة دى انا ممكن يجرالى حاجة"

رمزى:"بعد الشر عليك يا غجرى"

ابتسم "ثائر" على كلام "رمزى" ف"رمزى" يفعل ما فى وسعه حتى يساعده على الخروج من تلك الحالة التي اصبح عليها 

ثائر:'بقالك كتير مقولتليش الكلمة دى"

رمزى:"وحشتك كلمة يا غجرى طب يا غجرى يا غجرى يا غجرى"

ثائر:"بس كفاية ايه بلاعة واتفتحت فى وشى"

رمزى:"بلاعة! انا بلاعة دى اخرتها يا "ثائر" طب دلعنى وقولى يا بلوعتى"

ثائر بتعب:"واد انت قوم روح انا مش ناقصك انت كمان ولا فايقلك"

رمزى:"ماشى يا سيدى همشى عايز حاجة"

ثائر:"سلامتك مع السلامة"

رمزى:"الله يسلمك"

ذهب "رمزى" ظل "ثائر" مكانه بعض الوقت لم ينتبه لتلك الجالسة فى مكان ليس ببعيد تخط بيدها على تلك الورقة التى بيدها تنظر اليه ثم تعود الى الورقة التى بيدها فهى خطت ملامح وجهه على تلك الورقة فهى منذ ان رأته اول مرة ظلت تتردد على المستشفى لعلها تراه ولا تعرف ما هذا التفكير الأحمق التى باتت تفكر به ؟عاد "ثائر" الى الغرفة عاد الى الجلوس بجوارها مد يده يرتب خصلات شعرها ممرا يده على وجنتها بحب واشتياق سمع طرق على باب الغرفة

ثائر:'ايوة اتفضل"

كانت الممرضة المسئولة عن رعاية "وتين" جاءت لتنظيف جسدها حتى لا يسبب لها الرقود فى قروح الفراش

الممرضة:"عن اذنك يا استاذ ثائر علشان عايزة اغيرلها الهدوم اللى عليها"

ثائر:" اه اتفضلى"

الممرضة:" حضرتك فى حد سابلك الظرف ده"

ثائر باستغراب:" ظرف ايه ده وبتاع ايه"

الممرضة:" مش عارفة العامل وصلهولى وقالى اديه لحضرتك"

ثائر:" ماشى شكراً"

خرج" ثائر" من الغرفة قامت الممرضة بسحب الستار على الزجاج وقامت بمسح جسدها وتغيير زى المشفى باخر نظيف بعد الانتهاء قامت بتعليق بعض المحاليل المغذية التى تعيش عليها وتين حاليا فتح الظرف وجد به رسمة له عقد حاجبيه فمن قام برسمه ولماذا ؟ وجد بعض الكلمات تحت الرسمة اخذ فى قراءتها بدهشة كبيرة

ثائر:" إلى عينان لا يليق بهم الحزن وشفتان لا يليق بهم إلا الابتسام"

" ايه ده كمان ومين اللى عمل كده"

بعد انتهاء الممرضة مما تفعله نادت على "ثائر" الذى كان واقفا يفكر من ارسل له بهذه الرسمة؟

الممرضة:"خلاص يا استاذ "ثائر" اتفضل"

دلف الى الغرفة خرجت الممرضة رمى الظرف من يده على المنضدة الصغيرة الموجودة بالغرفة وجلس بجوار زوجته ولكن هذه المرة جلس على السرير يريد ان يشعر بها قريبة منه وجد نفسه ينام بجانبها يدفن وجهه فى عنقها ويده على خصرها ظلت يشتم رائحتها يقبل عنقها

ثائر بهمس:''مش هتصحى بقى يا "وتينى" بقالى اسبوعين محروم من ان انا اشوف عينيكى الحلوة دي او اسم اسمى من بين شفايفك انتى عارفة يا "وتين" انا لما كنت بشوفك جنبي كنت بحس ان مالك السعادة اللى فى الدنيا دى كلها مجرد ما كنتى بتبصيلى كنت بضعف قدامك من نظرة عنيكى بقيتى انتى نقطة ضعفي بقيتى بالنسبة ليا فتنة العالم كله كانت ابسط حركة منك او موقف كان بيخلينى عايزك تبقى ملكى قريبة منى مجرد التفكير فى انك ممكن تبعدى عنى كنت بتجنن مكنتش بحب حد غريب يبصلك او يتكلم معاكى واول مرة قربت منك فيها وبقيتى مراتى بجد الدنيا مكنتش سيعانى من كتر الفرحة انك بقيتى ليا مراتى وحبيبتى ودنيتى كلها بس الظاهر اميرتى النائمة عجبها النوم ومش عايزة تقوم وتشوف اللى حصل لحبيبها من غيرها اصحى بقى يا "وتين" وحشتينى يا قلبى مش كفاية عذاب فيا لحد كده يا "وتينى"  بقى وتصحى "ثائر" بيموت بالبطئ يا "وتين" مبقتش قادر استحمل وجع قلب اكتر من كده"

تساقطت دموعه على عنقها وظل هكذا يحدثها بما فى قلبه حتى غلبه النوم بجوارها ولم يشعر بنفسه

*"*"*

استيقظت نورين من نومها ارتدت ملابسها  سريعاً لكى تذهب إلى المستشفى لكى تراه فحالها انقلب رأس على عقب منذ ان رأته اول مرة فى المستشفى وهى قد ارسلت اليه صورته التى قامت برسمها فهى ستذهب الى هناك لتتكلم معه بأى حجة فهى تريد ان تراه فقط

استيقظ من نومه قام من مكانه ذهب الى الحمام توضأ وخرج بدأ صلاته بخشوع بعد الانتهاء جلس مكانه يدعو الله ان يرد اليه زوجته فسمع صوت يهتف به

:"حرما"

ثائر:"جمعا ان شاء الله"

 ثم نظر الى من يحدثه باستغراب شديد

*"*"*

رأيكم يا حلوين

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇

من هنا

علشان انتم غاليين عليا و دخلتم عندنا هتلاقو كل اللي محتاجينه روايات حصريه وجديده كامله حملو التطبيق ده 👇👇👇👇


التحميل والقراءه من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close