![]() |
دمية فى يد غجرى
البارت الحادى والعشرين حتي البارت الخامس والعشرون
بقلم سمسم
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
استيقظ من نومه قام من مكانه ذهب الى الحمام توضأ وخرج بدأ صلاته بخشوع بعد الانتهاء جلس مكانه يدعو الله ان يرد اليه زوجته فسمع صوت يهتف به
:"حرما"
ثائر:"جمعا ان شاء الله"
ثم نظر الى من يحدثه باستغراب شديد لم يصدق ما يراه فمن تفوه له بهذه الكلمة هى "وتين" ظل يغمض عينيه ويفتحها لعل يتأكد ان ما يراه حقيقة وليس حلماً مثلما اعتاد ان يحلم بها فى تلك الآونة الأخيرة رأها تبتسم له تلك الإبتسامة التى تجعل قلبه يدق بقوة بين ضلوعه
وتين بصوت منخفض:"مالك يا حبيبى بتبصلى ليه كده وحشتنى يا ثائر"
ثائر بعدم تصديق:"وتين انتى صحيتى بجد ولا انا بحلم زى عوايدى يعنى انتى بتكلمينى دلوقتى فى الواقع ولا بحلم وهصحى من حلمى"
وتين بابتسامة خفيفة:"تعال قرب منى وشوف انت بتحلم ولا لاء تعال يا ثائر"
قام من مكانه سريعاً اقترب منها بلهفة لايصدق انها استيقظت من تلك الغيبوبة ترقرقت عيناه بدموع الفرح وعدم التصديق لايعرف ماذا يقول؟ او ماذا يفعل؟ فكأن الكلام هرب منه حاول تهدئة نفسه من كثرة انفعاله
ثائر:"حبيبتى انتى صحيتى فوقتى يا وتينى رجعتيلى يا وتين"
وتين:"هو انا بقالى كتير نايمة ولا ايه يا ثائر بقالى قد ايه هنا"
ثائر:"بقالك اسبوعين يا عشق ثائر وعمر ثائر وقلب ثائر يا وتينى يا حياتى كلها ودنيتى"
ظل يقبل وجهها بفرحة وشوق بقلب كاد يخرج من بين ضلوعه من شدة فرحته بعودتها له ثانية وعندما اقترب من شفتيها ظل يعانقها بقوة غير مراعياً انها مازالت فى حالة ضعف ووهن فهو كأنه مغيب غير مسيطر على افعاله ولكن بسبب ذلك شعر بسكون جسدها بين يديه مرة اخرى تملكه الفزع والخوف فماذا حدث لها ؟
ثائر بخوف:"وتين "وتين" حبيبتى فى ايه وتين فوقى وتينى حصل ايه يا قلبى وتين وتين"
ولكنها لا تستجيب لمحاولته لافاقتها شعر بالخوف وجد نفسه يخرج سريعاً من الغرفة يبحث عن الدكتور وجده اقبل عليه بخوف شديد
ثائر:"الحقنى يا دكتور مراتى فاقت وبعد كده مردتش عليا زى ما تكون رجعت للغيبوبة تانى"
الدكتور:"مدام وتين فاقت"
ثائر:"ايوة كلمتنى وبعد كده سكتت خالص ومبتنطقش ولا بترد عليا"
ذهب الدكتور سريعا الى الغرفة قام بفحصها جيدا كان "ثائر" ينتظر كأنه يسير على جمر يريد ان يعرف ما اصابها ثانية؟
ثائر:"خير يا دكتور فى ايه مراتى حصلها ايه تانى ايه اللى جرالها"
الدكتور:"متقلقش مدام" وتين" فاقت من الغيبوبة بس هى مغمى عليها جايز علشان بقالها كام يوم راقدة فى السىير فمستحملتش واغمى عليها علشان هى ضعيفة وكانت عايشة على المحاليل طول الفترة اللى فاتت"
ثائر:"طب وهيحصل ايه يا دكتور دلوقتى هتصحى يعنى ولا ايه"
الدكتور:"انا هديها حقنة وان شاء الله هتفوق وحتى هننقلها اوضة تانية غير اوضة العناية المركزة حضرتك متقلقش وحمد الله على سلامتها"
ثائر:"متشكر جدا يا دكتور"
حقنها الدكتور بابرة محقن حتى تستعيد وعيها مرة اخرى وبالفعل بعد عدة دقائق فاقت "وتين' مرة أخرى لعن غباءه لانه السبب فى اغماءها فهو بعدم سيطرته على مشاعره وبسبب عناقه لها ادى الى اغماءها
ثائر بلهفة:"حمد الله على السلامة ياوتين"
وتين:"الله يسلمك يا حبيبى"
الدكتور:" حمد الله على سلامتك يا مدام "وتين" انتى حاسة بايه دلوقتى"
وتين:" حاسة بضعف جامد كأن مش هقدر اقوم حتى حاسة بوجع فى كتفى من ورا"
الدكتور:" الوجع اللى فى كتفك علشان الرصاصة انت اخدتيها فى ضهرك وكويس انها ما صابتش العمود الفقرى والا كان بعد الشر ممكن يحصلك شلل"
ثائر:" بعد الشر عليها الحمد لله عدت على خير"
الدكتور:" الحمد لله انا دلوقتى هبعت ممرضة علشان تنقلى اوضة تانية وحمد الله على سلامتها"
ثائر :" الله يسلمك يا دكتور وشكرا على تعبك"
الدكتور:" متقولش كده ده دكتور "فريد" موصى عليكم جامد"
ثائر:" انا هبقى اشكره بنفسى"
الدكتور:" عن اذنكم"
ثائر:" اتفضل يا دكتور"
خرج الدكتور من الغرفة جلس "ثائر" بجوار "وتين" على السرير اخذ يدها يقبلها بحب ولهفة وفرحة عارمة
ثائر:"كده تنامى ده كله وتسبينى يا" وتينى" كده هنت عليكى تحرمينى من عينيكى الحلوة دى اسبوعين بحالهم واتحرم من ان اسمع صوتك وانك تناديلى باسمى وتبتسميلى"
وتين بابتسامة:'معلش يا حبيبى غصب عنى المهم انت كويس يا ثائر"
ثائر:"انا كويس طالما انتى كويسة يا نور عيون ثائر"
وتين بحنين:"وحشتنى اوى اوى يا ثائر"
ثائر:"مش اكتر منى انا كنت حاسس ان انا بموت بالبطئ الايام اللى فاتت دى"
وتين:"بعد الشر عليك يا حبيبى قولى "مريم"عاملة ايه دلوقتى"
ثائر:" الحمد لله كويسة"
اثناء حديثهم سمعوا طرق على باب الغرفة نظر "ثائر" وجد احدى الممرضات اتت لنقل "وتين "الى غرفة اخرى من غرف المستشفى
الممرضة:'استاذ ثائر احنا هننقل مدام "وتين" فى اوضة تانية دلوقتى"
ثائر:"ماشى تمام"
تقدمت الممرضة بسرير المشفى لنقل "وتين" عليه الى الغرفة الاخرى ولكن رفض" ثائر "واصر ان يحملها هو الى الغرفة الاخرى
ثائر:'انا هشيلها هوديها الاوضة ملوش لازمة السرير ده بس قوليلى اى اوضة هى هتقعد فيها"
الممرضة:"متتعبش نفسك احنا هننقلها على السرير"
ثائر برفض قاطع:"لاء انا اللى هشيلها"
وبالفعل حملها "ثائر" بعد ان قامت الممرضة بفصل تلك الاسلاك التى كانت متصلة بجسدها وذهب الى الغرفة التى اشارت اليها الممرضة كانت "وتين" واضعة رأسها على كتفه ويدها حول عنقه متمسكة به بقوة فهى قد اشتاقت اليه كثيرا كأنها تريد ان يظل هكذا يحملها بين ذراعيه ولا يتركها تريد ان تنعم باحساس قربها منه وايضا تملأ رئتيها من رائحته التى تعشقها وصل الى الغرفة انزلها ببطئ الى السرير سحبت يدها من حول عنقه ولكنها لا تريده ان يبتعد فهو ايضا لايريد تركها ولكن بسبب وجود الممرضة اضطر الى الابتعاد عن السرير قامت الممرضة بتوصيل بعض المحاليل المغذية ل"وتين" حتى تستعيد عافيتها سريعاً خرجت الممرضة اقترب منها وجدها تمد يدها له اخذها بين يديه يقبل باطن يدها
ثائر:"حمد الله على السلامة يا عمرى"
وتين:"الله يسلمك يا حبيبى بس باين عليك الارهاق يا "ثائر" انت مكنتش بتنام "
ثائر:"لما كنت بنام كنت بحلم بكوابيس يا "وتين"
وتين:"طب ناملك شوية كده مش هينفع لازم ترتاح يا حبيبى"
ثائر:"يعنى انام واتحرم من شوفتك كام ساعة دا لا كان النوم ولا كانت الراحة"
وتين:"علشان خاطرى انا يا ثائر أرتاح"
ثائر بابتسامة:"بتمسكينى من ايدى اللى بتوجعنى يا "وتين"
وتين:"يلا بقى نام شوية علشان تقوم فايق علشان محتاجة اتكلم معاك"
ثائر:"فى حاجة يا حبيبتى ولا ايه"
وتين:'لاء يا حبيبى بس وحشنى الكلام معاك ووحشنى قربك منى بس مش عايزة تضغط على نفسك وترهق نفسك فنام ولما تقوم نتكلم"
رضخ لمشيئتها فهو لا يستطيع ان يرفض لها طلب ذهب الى سرير اخر موجود بالغرفة تمدد عليه ظل ينظر اليها بابتسامة وهو لا يزال حتى الان لم يصدق انها عادت اليه
ولكن بسبب ارهاقه وتعبه طوال تلك الايام الفائتة غلبه النوم ظلت تنظر اليه بتلك النظرة العاشقة التى لم ولن تنظر بها لاحد غيره شارف المحلول المغذي على الانتهاء دخلت الممرضة قامت بفصله ابتسمت ل"وتين"
الممرضة بابتسامة:"حمد الله على السلامة يا مدام "وتين"
وتين:"الله يسلمك"
الممرضة:"كويس ان جوزك نام الايام اللى فاتت مكنش بينام الا وقت قصير اوى ويفضل قاعد جمبك الظاهر عليه انه بيحبك اوى ربنا يسعدكم دا حتى هو اللى اتبرعلك بالدم كمان"
وتين:"تسلمى يارب بس انا هفضل هنا فى المستشفى لحد امتى"
الممرضة:"كام يوم نطمن على صحتك وان شاء الله تخرجى بخير"
وتين:"تسلمى يا رب على ذوقك"
الممرضة:" متقوليش كده لو عوزتى اى حاجة فى جرس جمب السرير رنى عليه هجليك على طول "
وتين:"ماشى وتسلمى على تعبك"
الممرضة:"تسلمى ربنا يشفيكى ويعافيكى يارب عن اذنك"
وتين:"اتفضلى"
الممرضة:" اه كنت هنسى حضرتك الظرف ده كان فى الاوضة التانية الظاهر عليه يخص جوزك ونسيه هناك"
وتين:" ظرف! ماشى هاتيه ولما يصحى هديهوله"
الممرضة:" اتفضلى"
خرجت الممرضة من الغرفة عادت "وتين" الى تأمل ملامح زوجها النائم فلو كان بإمكانها الآن كانت ذهبت ونامت باحضانه التى اشتاقت الى دفئها واشتاقت أيضا الى شعورها بالسكون بين ذراعيه وضعت الظرف بجانبها واغلقت عينيها لتنعم بنوم هادئ حتى يفيق زوجها من نومه...وصلت "نورين" المستشفى ذهبت الى الغرفة الاى كانت ترقد بها "وتين" ولكنها وجدتها فارغة استوقفت احدى الممرضات لسؤالها عن أين ذهبت تلك المريضة التى كانت ترقد في هذه الغرفة
نورين:" لو سمحتى ثانية بس"
الممرضة:" ايوة يا آنسة نورين خير فى حاجة"
نورين:" هى المريضة اللى كانت فى الاوضة دى راحت فين"
الممرضة:" قصدك مدام" وتين"
نورين:" انا معرفش اسمها بس جوزها كان دايما قاعد معاها"
الممرضة:" ايوة استاذ ثائر العمرى"
نورين بلهفة:" ايوة هو ده هم راحوا فين مش مراته كانت فى غيبوبة"
الممرضة:" الحمد لله فاقت النهاردة ونقلناها اوضة تانية"
نورين:" آه فين الاوضة دى"
الممرضة:" اخر الطرقة دى يمين"
نورين:" اه ماشى شكرا بابى فى مكتبه"
الممرضة:" لاء دكتور فريد فى اوضة العمليات دلوقتى بس حضرتك بتسألى على مدام وتين وجوزها ليه"
نورين:" مش شغلك روحى شوفى شغلك"
الممرضة:" عن اذنك يا آنسة نورين"
ظلت "نورين" تفكر فى أى سبب تستطيع به دخول الغرفة ورأيته ورؤية زوجته بعد ان فاقت من غيبوبتها ولكن قررت تأجيل الموضوع ودخلت إلى غرفة مكتب والدها
***
"فى منزل سمير"..ارتدت "اميرة" ملابس خرجت من غرفتها قامت باغلاقها بالمفتاح الخاص بها ووضعته فى حقيبتها لمحتها والدة زوجها فلم تمرر الموضوع مرور الكرام
عايدة:"والله عال وكمان بتقفلى الاوضة بالمفتاح ايه هنسرقك ولا ايه يا ست أميرة"
أميرة:"والله الاوضة اوضتى وفيها حاجتى ومبحبش حد يطلع على حاجة تخصنى فعن اذنك يا حماتى"
عايدة:"على فين العزم ان شاء الله ياهانم"
أميرة:"راحة عند بابا عايزة اشوفه فيها حاجة دى كمان"
عايدة:"انتى قولتى لجوزك على الكلام ده"
أميرة:"ايوة قولتله قبل ما يمشى على الشغل عن اذنك بقى"
قامت بفتح باب الشقة خرجت وأغلقت الباب خلفها
عايدة:"راحة بلا راجعة يا بنت سالم فى ستين داهية"
خرجت "هيام" من غرفتها لا تريد رؤيتها حتى لا تتشاجر معها فربما هذه المرة ستقوم بكسر ذراعها حقا فهى اصبحت تخشى مواجهتها فهى لم تنسى أيضا يوم ان قامت" وتين" بضربها فى زفاف اخيها فبعد ذهاب "وتين" دخلت "هيام" الحمام نظرت إلى نفسها فى المرآة وجدت نفسها فى حالة مزرية وظلت تبكى حتى انها لم تستطيع اكمال حضور زفاف أخيها فظلت امها تبحث عنها وعندما وجدتها صعقت من منظرها ولكن" هيام" أخبرتها ان اثناء خروجها كان هناك سيارة ستصدمها
هيام:"مالك يا ماما بتكلمى نفسك ليه كده فى ايه"
عايدة:"الحلوة مرات اخوكى قال بتقفل اوضتها بالمفتاح وبتاخده معاها"
هيام:"هى راحة فين كده بسلامتها واحنا لسه فى اول اليوم"
عايدة:"غارت راحت عند ابوها تروح ما ترجع البعيدة ان شاء الله"
هيام:"البيت بقى خنقة انا هخرج اروح عند واحدة صاحبتى اقعد معاها شوية"
عايدة:"صاحبتك مين دى كمان يا هيام"
هيام:"كانت صاحبتى فى الكلية انتى متعرفهاش يا ماما"
عايدة:"هتتأخرى ولا هترجعى هدومك متبهدلة زى يوم فرح اخوكى وتقولى العربية كانت هتخبطنى"
هيام بغيظ:" انتى بتفكرينى ليه يا ماما ها انا ما صدقت نسيت"
عايدة:" اصل مش بالعة حكاية ان العربية كانت هتخبطك دى يا هيام شكلك كنتى مضروبة من حد بس استنى كده انا شوفتك خارجة من القاعة مع "وتين" وجوزها هو جوزها هو اللى ضربك"
هيام باندفاع:" لاء دى "وتين" هى اللى ضربتنى كاتها ضربة فى قلبها دى بقت جامدة ومحدش يقدر عليها"
عايدة:"وانتى سبتيها تضربك يا هيام"
هيام:" هو انا قدرت عليها دى زى ما تكون بقت واحدة تانية مقدرتش عليها ساعتها ثم خلاص بقى مش عايزة افتكر اليوم ده انا خارجة"
عايدة:" ولو اتأخرتى يا هيام اعمل فيكى ايه لما ترجعى"
هيام:"لاء مش هتأخر شوية وهاجى"
عايدة:"ماشى فى شوية طلبات ابقى هاتيها معاكى للبيت وانتى راجعة"
هيام:"يووووووه انا محبش انا اشترى خضار وحاجات من دى مليش انا فى الحوارات دى"
عايدة:"ليه يا اختى امال لما تتجوزى مين هيشتريلك الحاجة دى ان شاء الله"
هيام بابتسامة:'هو هيجبلى اللى يخدمونى يا ماما عيبقى عندى شغالين ويخدمونى واعيش فى فيلا ومستوى تانى خالص"
عايدة:"لا يا شيخة وهو مين ده بقى ان شاء الله اللى هيعملك كل ده"
هيام:"صاحب النصيب يلا بقى سلام يا ماما"
خرجت "هيام "سريعا من المنزل قبل ان تلح عليها أمها فى شراء تلك الاغراض فهى لا تريد التأخر عن موعدها
***
نادت عليه والدته للخروج للترحيب بخالته وابنتها القادمين إليهم فى زيارة عائلية فمنذ زمن لم يرى خالته او ابنتها بسبب سفرهم الدائم خارج مصر فزوج خالته يعمل باحدى الدول العربية لذلك يراهم فقط خلال عطلتهم فى مصر
نادية:"حبيبى تعال خالتك" أمينة" وبنتها "دينا" جم برا سلم عليهم"
اسامة باستغراب:"هم نزلوا مصر امتى دول بقالهم فترة كبيرة منزلوش مصر"
نادية:"بقالهم يومين فجم علشان يزرونا فيلا تعال سلم عليهم بقى"
خرج من غرفته وجد خالته وابنتها جالسين مع امه وقع نظره على تلك الفتاة فلم يصدق عينيه هل هذه هى" دينا" تلك الفتاة الصغيرة التى كان دائما ما يتشاجر معها بسبب انها كانت عندما تأتى الى منزلهم تعبث باشياءه الخاصة فمتى نضجت بهذا الشكل؟ فكم مضى من السنوات لم يراها ؟
أسامة:"حمد الله على السلامة يا خالتو عاملة ايه"
أمينة:"الله يسلمك يا حبيبى الحمد لله انت اخبارك ايه؟
أسامة:"الحمد لله ازيك يا "دينا" انا مصدقتش نفسى لما شوفتك انتى كبرتى كده امتى؟
دينا بخجل:"الحمد لله هو فى حد بيفضل على حاله هو انا كنت هفضل طول عمرى صغيرة"
أسامة:'نورتوا مصر يا خالتو امال عمى مدحت منزلش معاكم ولا ايه المرة دى"
أمينة:"هو معرفش ينزل علشان شغله فنزلت انا و"دينا" وجيت علشان اشوفكم انتوا وحشتونى اوى"
نادية:"تسلمى يا حبيبتى مش اكتر منى يا "أمينة" انتى وحشانى اوى يعنى اختى الوحيدة واشوفك كل فين وفين"
أمينة:"معلش يا "نادية" انتى عارفة ان "مدحت" مبيرضاش يخلينا نقعد هنا لوحدنا وانا والله زهقت من الغربة ونفسى اقعد فى اسكندرية مسافرش مفيش احسن من بلد الواحد برضه تغور الغربة وقرفها"
نادية:"ربنا يعينه يا حبيبتى تعالى بقى نحضر الغدا ونرغى مع بعض عايزة اتكلم معاكى كتير وحشانى اوى"
أمينة:"يلا بينا وحشنى الاكل من ايدك اوى يا "نادية"
نادية:" دا انا هعملك اكل يخليكى تقعدى فى اسكندرية ومتسافريش تانى ههههه"
أمينة:" بتقولى فيها ياريت نرجع نقعد هنا تانى"
ذهبت" نادية" و"أمينة" الى المطبخ وجدت "دينا" نفسها جالسة بمفردها معه لم ترفع عينيها من الأرض بالرغم من انها تريد ان ترى كيف اصبح بعد كل تلك السنوات فهى لم تنسى لحظة واحدة عندما كانت تضايقه كانت تشعر بمتعة عندما كانت تخرجه عن طوره احيانا بتصرفاتها
لايعلم لماذا ينظر اليها بهذا الشكل؟ وكأنه اول مرة يراها فيها
أسامة:'منورة يادينا نورتى مصر"
دينا:"دا نورك انت يا أسامة"
اسامة:"خلصتى دراسة ولا لسه بتدريسى"
دينا:"ايوة خلصت السنة دى الحمد لله حتى اشتغلت مع بابا فى الشركة اللى بيشتغل فيها"
اسامة:"بسم الله ماشاء الله مبروك انتى ناوية تكملى حياتك هناك"
دينا:"لسه مش عارفة هل هكمل هناك هل هستقر هنا لسه مش عارفة مع ان الحياة هناك ليها مغرياتها برضه"
أسامة:"ربنا يوفقك ان شاء الله"
دينا:" شكراً بس انت يعنى لسه متجوزتش لحد دلوقتى ليه"
أسامة:"كنت خاطب بس محصلش نصيب وزى ما انتى شايفة اهو قاعد لخالتك ههههه"
دينا:" هههه ليه كده حصل حاجة ولا ايه"
أسامة:"ربنا مش رايد نكمل مع بعض دى مشيئته هو ويمكن هى مش نصيبى"
دينا:"ربنا يرزقك باللى احسن منها ان شاء الله"
اسامة بدون وعى:''ان شاء الله يا دينا ربنا هيرزقنى باللى احسن منها"
لا يصدق انه تخلى سريعاً عن قراراه الذى اخذه انه لن يتزوج وسيظل بدون زواج حتى انه هو بنفسه اصابه التعجب من تفكيره
***
وصلت إلى المكان المعهود المفترض ان تقابل به هذا الشاب التى تتحدث معه منذ فترة على احدى وسائل السويشيال ميديا سمعت رنين هاتفها فتحت الهاتف سمعت صوته على الطرف الآخر
هيام:"ايوة يا يحيى انا وصلت انت فين اه اه خلاص شوفتك انا جاية أهو"
اقتربت من احدى الطاولات التى يجلس عليها ذلك الشاب المدعو يحيى
يحيى بابتسامة:"ازيك يا هيام اتفضلى"
هيام:"شكراً ازيك انت يا يحيى اخبارك ايه"
يحيى:'تمام لما شوفتك يا"هيام" بس انتى طلعتى احلى من الصور بتاعتك اللى انا شوفتها"
هيام بكسوف:''شكرا يا يحيى كلك ذوق"
يحيى:"تحبى تشربى ايه يا قمر"
هيام:"اى حاجة على ذوقك انت يا يحيى"
يحيى:"هطلب عصير مانجا يا مانجة انتى"
هيام بابتسامة:"ماشى اوك"
بعد الانتهاء من شرب المشروبات اقترح عليها "يحيى" ان يذهبوا فى نزهة بسيارته الخاصة
يحيى:"ما تيجى نتمشى شوية بالعربية الجو حلو أوى النهاردة"
هيام بفرحة:"ماشى يلا بينا"
كانت تظن انها عثرت على الشاب المناسب الذى تطمح اليه فهى تريد شاب من عائلة ثرية حتى تعيش فى نفس المستوى التى تحيى به "وتين" الآن فهى مازالت تفكر بتلك الطريقة وتشعر منها بالغيرة.ظلوا يتجولون بالسيارة فى عدة أماكن قام بركن السيارة فى مكان هادئ نوع ما عندما اراد الاقتراب منها ابتعدت عنه
يحيى:"مالك يا "هيام" انتى مش بتحبينى ولا ايه"
هيام:"بحبك بس المفروض ده ميحصلش بينا الا لما نتجوز الأول يا يحيى"
يحيى:"خلاص اعتبرى نفسك مراتى من دلوقتى يا هيام"
هيام:"مش بالكلام يا "يحيى" بالفعل يعنى تيجى تطلبنى من ماما ومن اخويا "
يحيى:"اخوكى ومامتك! اه طبعا هاجى واقابلهم واخطبك ونتجوز وهخليكى تقضى احلى شهر عسل في الدنيا وهخليكى ملكة"
هيام بفرحة:"بجد يا يحيى"
يحيى:"طبعا يا عيون يا يحيى بس لما ادور على الفيلا اللى هنعيش فيها انا وانتى يا حبيبتى علشان تليق بيكى يا هيام"
هيام:"فيلا! فيلا بحالها يا يحيى"
يحيى:"ايوة طبعا امال هقعدك فى حتة اى كلام دا انا هعيشك ملكة انتى ناسية انا ابقى ابن مين دا انا ابن زاهر صفوان يا هيام عارفة يعنى ايه ابن زاهر صفوان"
سمعت تلك الكلمة باتت ترسم فى مخيلتها تلك الأحلام وتتخيل نفسها تعيش فى تلك الفيلا مع هذا الشاب ولديها من الثراء والنعيم ما يكفيها.
***
تمطى بكسل على السرير لا يصدق انه نام كل تلك المدة فهو كأنه كان محروم من النوم منذ سنوات ولكنه اعتدل سريعا فى جلسته نظر الى سرير زوجته وجدها هى الاخرى تنعم بنوم هادئ اقترب منها بابتسامة عريضة طابعاً قبلة على وجنتها استفاقت على إثرها ابتسمت له تلك الابتسامة الكفيلة بجعل قلبه تتراقص دقاته ويدق بتلك السرعة الجنونية
وتين:"صح النوم يا حبيبى نمت كويس يا ثائر"
ثائر بابتسامة:"ايوة يا قلبى نمت كويس انتى عاملة ايه دلوقتى يا وتينى''
وتين:"الحمد لله يا حبيبى هى "مريم" مجتش لدلوقتى ليه نفسى اشوفها وحشتنى وعايزة اطمن عليها"
ثائر:"زمانها جاية دلوقتى هى و"رمزى" دى هتفرح اوى لما تعرف انك فوقتى ثم "مريم"بس هى اللى وحشتك"
وتين بابتسامة:" تؤ تؤ مش هى بس اللى وحشتنى هى وعمها"
ثائر بحب:" انتى نور عيون عمها وقلبه كمان"
وتين:"وهى عاملة ايه دلوقتى هى كمان علشان كانت منهارة يوم ما اتخطفنا"
ثائر:"الحمد لله هى كويسة يا حبيبتى ورمزى معاها وانتى عارفة" رمزى" بيحبها قد ايه وهى كمان بتحبه"
وتين بتنهيدة:"اااه اليوم اللى اتخطفنا فيه كان يوم له العجب احنا اتبهدلنا انا ومريم والله يا ثائر"
ثائر:"انسى يا قلبى المهم انكم بخير دلوقتى ده اهم حاجة عندى ان انتى رجعتيلى تانى يا وتينى"
وتين:"انا اللى فرحانة انك كويس وبخير يا حبيبى ومفيش حاجة صابتك لان لو كان جرالك حاجة انا كنت هموت يا ثائر"
ثائر:"تقومى تضحى بنفسك علشانى يا وتين"
وتين:"وانا لو مضحتش بنفسى علشانك انت هضحى بنفسى علشان مين تبقى دنيتى ايه لزمتها من غير وجودك جمبى فيها يا "ثائر" انا اهم حاجة عندى وجدك انت جمبى يا "ثائر" مش اى حاجة تانية"
ثائر...وانا حياتى كانت هتبقى ايه من غيرك يا "وتينى" مكنتش هقدر اعيش من غيرك مش بعد ما خلاص لقيتك تضيعى منى وارجع اعيش فى وجع وعذاب وكوابيس"
وتين:"الحمد لله يا حبيبى عدت على خير"
ثائر:"الحمد لله يا حبيبتى"
وتين بحب:"انتى اللى اتبرعتلى بالدم يا "ثائر" مش كده"
ثائر:"انتى عرفتى ازاى الموضوع ده مين اللى قالك"
وتين:"الممرضة هى اللى قالتلى يعنى انا دلوقتى دمك بيمشى فى عرقى زى عشقى ليك يا حبيبى"
ثائر بابتسامة:"كفاية كلام حلو انا والله العظيم مستحمل بالعافية يا وتين بعدك عنى علشان انتى تعبانة بس"
ابتسمت "وتين" على كلامه فقام بتقبيل جبينها قبلة طويلة سمع طرق على باب الغرفة فتح "ثائر" الباب وجد "مريم" و"رمزى"
مريم بلهفة:"عمو وتين فاقت بجد احنا رحنا الاوضة التانية قالولنا انها فاقت وجت الاوضة دى"
ثائر بابتسامة:"ايوة يا حبيبتى تعالى هى اهى "
دخلت" مريم' اقتربت من "وتين" تحتضنها بقوة فهى سعيدة جدا ان الله قد استجاب لدعاءهم واعادها اليهم مرة أخرى
مريم بسعادة:"حمد الله على السلامة يا حبيبتى حمد الله على السلامة يا وتين"
وتين:"الله يسلمك يا "مريم" انتى عاملة ايه كمان"
مريم...انا الحمد لله نحمد ربنا المهم انك انتى قومتلنا بالسلامة يا وتين"
رمزى:"حمد الله على السلامة يا وتين"
وتين:'"الله يسلمك يا رمزى"
رمزى:"حمد الله على سلامتها يا ثائر"
ثائر:"الله يسلمك يا رمزى"
مريم:"الدكتور قال هتخرج امتى بقى البيت ضلمة من غيرك مش عارفة اعيش فيه"
ثائر:"قال لسه كام يوم يطمنوا عليها وتخرج على طول"
رمزى:"تخرج بالسلامة ان شاء الله ايوة كده خفى بسرعة يا "وتين' عايز اتجوز بقى انا قربت احمض من الركنة ههههه"
ثائر بمزاح:" ههههه ايه السرعة اللى انت فيها دى اصبر على رزقك انت هتطير يعنى ما انت مرمى اهو على ما نعوزك"
رمزى:" مرمى ! ماشى يا غجرى منه لله "بدر" كان زمانى بقضى شهر العسل دلوقتى هدملى كل احلامي البعيد"
وتين:"هو حصله ايه صحيح"
مريم:"مات غار فى داهية منه لله"
رمزى:" دا زمانه فى جهنم مع ابو لهب دلوقتى بيتشوا فى نار جهنم"
سمعوا ذلك ضحكوا جميعا بصوت عالى حتى شعرت "وتين" بالتعب من كثرة الضحك حتى انها سعلت بشدة
وتين:"الله يسامحك يا" رمزى" مش قادرة اضحك اكتر من كده"
مريم:"اضحكى يا حبيبتى دا الايام اللى فاتت كانت استغفر الله العظيم الحمد لله على كل حال"
وتين:"الحمد لله عدت على خير بس يا خسارة يا "مريم" فستان الفرح ضاع واحنا لفينا كتير على ما لقينا الفستان اللى يعجبك"
ثائر:"فداكم مليون فستان نجيب غيره ومش هيبقى فستان واحد هيبقوا اتنين"
وتين باستغراب:"اتنين ليه هو مين اللى هيتجوز تانى"
ثائر:"علشان احنا كمان هنتجوز معاهم اشمعنا هم يعنى يعملوا فرح واحنا لاء"
رمزى:"دا احنا كده هنولع الفرح يا ثائر لازم نطلب المطافى تجهز نفسها يوم الفرح"
مريم:" ههههه بس بقى يا رمزى"
وتين:"بس احنا عملنا فرح يوم ما اتجوزنا فى اسكندرية"
ثائر:'دا كان حاجة وفرحنا المرة دى حاجة تانية خالص يا وتين"
مريم بفرحة:"دا هيبقى احلى فرح فى الدنيا دى كلها يا عمو"
ثائر:"ان شاء الله يا حبيبتى"
هو يريد ان يبدأ معها من جديد يريد ان يقيم لها حفل زفاف يريد ان يشعر بلذة العرس من جديد مع من يحب وان يذهب بها بعيدا لقضاء شهر عسل ينسيهم تلك الايام الصعبة التى مروا بها
*"*"*
تتصفح احدى المجلات فى غرفة مكتب والدها ولكنها أحياناً تتركها من يدها وتفكر فى سبب مجيئها إلى هنا فهى حتى الآن لم تجد المبرر المناسب الذى تذهب به الى الغرفة ورؤيته أحيانا تفكر كيف وصل بها الأمر الى الاعجاب برجل مرتبط وله زوجة ولكنها تعود وتقنع نفسها بأن ما تشعر به ليس خطأ وان ليس لديها يد فى شعور قلبها ناحيته .اثناء استغراقها فى التفكير دلف والدها الى المكتب رأها استغرب وجودها هنا فى المستشفى فى هذا الوقت
فريد:" نورين غريبة انتى بتعملى ايه هنا دلوقتى فى حاجة ولا ايه"
نورين:" لاء يا بابى مفيش حاجة بس ملقتش حاجة اعملها فجيت اشوفك"
فريد:" مش عوايدك تيجى المستشفى كتير امتى كنتى نادر اوى لما تجيلى هنا بس بقالك فترة بتيجى تقريبا كل يوم فى ايه يا نورين"
نورين:" ايه يا بابى مش عايزنى اجى يعنى اقوم امشى"
فريد:" مش قصدى كده بس انا مستغرب الصراحة انتى يا اما تكونى فى ورشة الرسم بتاعتك يا اما فى معرض من معارض الرسم"
نورين:" قولت اغير شوية من الروتين بتاعى"
فريد بعدم اقتناع:" ماشى براحتك يا حبيبتى"
نورين:" هو صحيح يا بابى المريضة اللى كانت فى غيبوبة صحيت"
فريد:" قصدك على وتين مرات ثائر العمرى"
نورين:" اه هى دى هى فاقت بجد"
فريد:" ايوة بس ايه سر اهتمامك بيها يعنى دا انتى حتى اول مرة تشوفى جوزها شتمتيه وقولتيله يا اعمى"
نورين:" ما انا اعتذرتله يا بابى ساعتها يعنى هو بيسكت يعنى ما بيرد هو كمان"
فريد:" طب احمدى ربنا انه هو رد بالكلام بس معملش رد فعل تانى لانه فى الوقت ده مكنش مستحمل اى حد يعصبه و"ثائر" عصبى جدا على فكرة انا أعرفه من زمان عصبى ونرفوز جدا وخلقه ضيق"
نورين:" هو انت تعرفه من زمان اوى يا بابى"
فريد:" ايوة اعرفه علشان انا واخوه رؤوف كنا اصحاب جدا من ايام الدراسة بس رؤوف دخل شرطة وانا دخلت طب بس فضلنا اصحاب لحد الله يرحمه رؤوف ما مات"
نورين:" وثائر ده بيشتغل ايه"
فريد:" على ما اظن انه بيدير الشركة بتاعة ابوه شركة استيراد وتصدير"
نورين باعجاب:" اه بيزنس مان يعنى"
فريد:" وشاطر اوى على فكرة كل اللى يعرفه يشهدله بالذكاء فى الشغل بس ايه الحكاية بتسألى عليه كتير كده"
نورين بتوتر:" ها ولا حاجة فضول مش اكتر يا بابى علشان شيفاك مهتم بيه يعنى بس مش اكتر من كده"
حاولت ان تنهى حوارها مع والدها الى هذا الحد تخشى ان يعرف ماذا يدور بذهنها حول "ثائر"
***
لاحظ والدها شرودها اراد سؤالها عن تلك الحالة التى اصبحت عليها فهذه ليست ابنته التى اعتاد ان يراها تبتسم دائما
سالم:"مالك يا اميرة فى ايه"
أميرة:"سلامتك يا بابا مفيش حاجة"
سالم:"لاء بجد فى ايه مالك حاسس انك متغيرة او فى حاجة تعباكى قوليلى يا حبيبتى فى ايه"
أميرة بتنهيدة:"حماتى يا بابا مش ساكتة لا هى ولا بنتها"
سالم:"ليه بيعملوا معاكى ايه"
أميرة:"طول النهار بيحاولوا يضايقونى ويزهقونى مش عارفة ليه او عايزين ايه منى "
سالم:"انتى مش بتساعديهم فى شغل البيت"
اميرة:"بساعدهم! انا يا بابا اللى بعمل كل شغل البيت محدش فيهم بيساعد فى حاجة بس انا خلاص فاض بيا من عمايلهم"
سالم:"وجوزك رأيه ايه فى الكلام ده"
أميرة:"سمير مش عايز يزعلنى وفى نفس الوقت مش عايز يزعل أمه"
سالم:"حقه يا بنتى دى أمه فى الاول والاخر"
أميرة:"انا مقولتش حاجة يا بابا والله العظيم كنت بخدمها بما يرضى الله واقول اهى زى امى بس هى اتمادت اوى فى تصرفاتها مش عارفة عايزة منى ايه مش عيزانى اقعد خالص عيزانى طول النهار زى النحلة فى الشقة مع ان تنضيف الشقة وتجهيز الاكل ما بيخدش وقت وبخلصه بسرعه بس هى برضه مش راحمة حتى فكرت ان" سمير" يشوفلنا شقة برا بعيد عن امه واخته"
سالم:'وهو قالك ايه"
أميرة:"مش راضى يا بابا بيقول مش هيسيب امه واخته لوحدهم وهم ملهمش غيره"
سالم:"عنده حق دول ولايا برضه يا بنتى"
أميرة:"وانا بنى ادمة يا بابا وليا طاقة على التحمل"
سالم:"ادعيلهم ربنا يهديهم يا بنتى"
أميرة:"ربنا يهديهم ويهدينا ويهدى الناس اجمعين انا يا حبيبى عملتلك اكل يكفيك يومين على ما ابقى اجيلك تانى"
سالم:" مكنش ليه لزوم تتعبى نفسك انتى عارفة انا بطبخ ولا احسن شيف"
أميرة:" عارفة يا بابا بس متتعبش نفسك كتير انت مش حمل تعب انا هقوم اروح عايز منى حاجة"
سالم:" سلامتك يا حبيبتى وربنا يصلحلك الحال يا رب"
أميرة:" ابوة ادعيلى دعواتك الحلوة دى سلام عليكم"
سالم:" وعليكم السلام"
خرجت من منزل والدها فى طريقها إلى منزل زوجها تحاول ان تتسلح بالبرود فهى تخشى ان يأتى اليوم ولن تبقى على شئ
***
"فى المستشفى".. بعد ان انتهى وقت الزيارة اراد" رمزى" و"مريم'' الانصراف
رمزى:"احنا هنمشى دلوقتى وهنيجى بكرة ان شاء الله وحمد الله على السلامة مرة تانية يا وتين"
وتين:"الله يسلمك يا رمزى"
مريم:"حبيبتى عايزة حاجة قبل ما نمشى"
وتين:"عايزة سلامتك يا مريم"
مريم:"عايز منى حاجة يا عمو"
ثائر:"سلامتك يا حبيبة عمو بقولك ايه يا" رمزى" خد ''مريم" عشيها برا النهارده وفسحها"
رمزى بمزاح:"بس كده من عنيا الجوز ومناخيرى اللوز دا التصريح ده مستنيه من زمان ياااااه"
ثائر بابتسامة:"يلا ياض غور من هنا وحسك عينك تضايقها بكلامك اللى زى الدبش"
رمزى:"ماشى يا غجرى ماشى يلا يا مريومتى تحبى تروحى الملاهى نتمرجح شوية ياروحى ولا ايه الاخبار"
مريم:"هههههه الملاهى ميضرش برضه يلا بينا"
وتين بضحك:"تروحى الملاهى من غيرى ايه الخيانة دى بقى"
ثائر بحب:"قومى بالسلامة انتى بس وانا اجبلك الملاهى ذات نفسها لحد عندك"
وتين:"تسلميلى يا حبيبى"
رمزى:"احم احم يلا بينا يا "مريم" احسن كمان شوية شكلنا هيبقى وحش"
ثائر:"بحبك وانت بتفهم والله ياض يا رمزى بتبقى عسل"
رمزى:"شوفت ازاى بقى طول عمرى لماح والقطها وهى طايرة كده"
مريم:'يلا بينا بقى الله"
رمزى:"يالهوتينى على الجميل لما يتنرفز يا ناس"
لمح نظرة" ثائر "له فرفع احدى حاجبيه استغرابا من تصرفه
رمزى:"مالك بتبصلى كده ليا مراتى وانا حر اقول اللى اقوله ليك فيه"
ثائر:'ماشى يا حيوان بس لما افوقلك"
رمزى:" مبتتهددش يا حبيبى وانت عارف يلا بينا بقى"
ولكن قبل خروج "رمزى" من الغرفة اقترب من" ثائر" يهمس له
رمزى بهمس:" بقولك ايه يا "ثائر" اتلم احسن يتصلوا عليه اجيبك من القسم بتهمة فعل فاضح فى المستشفى"
ثائر:" يلا من هنا يا جزمة يا ابو تفكير قذر"
رمزى:" تفكيرى انا اللى قذر ماشى يا مؤدب سلام"
ثائر بمزاح:" يلا فى داهية تاخد بس بعد الشر على بنت اخويا"
رمزى:" غجرى هقول ايه يعنى يلا منه له منه له"
ثائر:" غور بقى احسن ما ارجع فى كلامى واخليك تروحها البيت"
رمزى:" خلاص ماشى يا عم متزقش الله"
مريم:" انتوا بتتكلموا على ايه بصوت واطى كده"
رمزى:" لاء يا حبيبتى انا بشوف عمك محتاج حاجة ولا لاء وبقوله ان بكرة مش فاضى اروح القسم هههه"
وتين:" قسم ! قسم ايه ليه فى حاجة"
رمزى:" لاء متشغلوش بالكم يلا يا مريومة''
ذهب بها "رمزى"الى احدى المطاعم لتناول العشاء قبل الذهاب الى مدينة الألعاب
رمزى:" تأكلى ايه يا حبيبتى اطلبك ايه تاكليه"
مريم:"اللى انت عايز تاكله انا كمان هاكل منه"
رمزى:'ان كان على اللى عايز اكله فعايز اكلك انتى يابنت العمرى"
مريم بكسوف:"الله ايه قلة ادبك دى يا "رمزى" احترم نفسك"
رمزى:"احترم نفسى ! حد قالك ان انا زميلك فى المدرسة يا اختى دا انا جوزك وهبقى ابو العيال ان شاء الله يعنى"
مريم:"ان شاء الله بس احنا لسه معملناش الفرح فاحترم نفسك لحد ما نعمل الفرح"
رمزى:"انتى هتجبيه من برا عمك مين يعنى"
مريم:"وماله بقى عمى مش عاجبك ولا ايه"
رمزى:"انا قولت كده دا انا بحب عمك وبموت فى بنت اخوه وبعشقها من اول يوم اتولدت فيه وجت فيه الدنيا دى"
مريم:"بتحبنى اوى كده يا رمزى"
رمزى بتنهيدة:"يااااه يا مريم هو انا بحبك بس دا انا بعشقك عشق"
مريم بابتسامة:"رمزى"
رمزى:"عيون رمزى"
مريم:"انا جعانة اوى يا رمزى"
رمزى:"لا والنبى ايه الحوار اللى مش ماشى مع بعضه ده"
مريم:"بجد جعانة بقى وفرحة ان وتين فاقت جوعتنى اكتر"
رمزى بحب:"احلى اكل لاحلى مريم لاحلى حب فى حياتى"
بعد الانتهاء من تناول الطعام ذهبوا لاكمال تلك الفسحة عندما يرى ابتسامتها التى اضاءت وجهها يجد نفسه يبتسم لها بعشق متزايد صار يصرخ به قلبه
***
عادت الى المنزل بأحلام وردية بأنها اصبحت على وشك تحقيق حلمها من الزواج بشاب ثرى لم تنتبه لكلام أمها دخلت الى غرفتها ارتمت على السرير تطلق تنهيدات متفرقة لم تفيق من حالتها الا عندما انفتح الباب ودخلت امها صارخة بها
عايدة:"انتى يا زفتة"
هيام:"ايوة يا ماما فى ايه بتزعقى كده ليه ايه اللى حصل"
عايدة:"بتسألى على اللى حصل ايه اللى اخرك برا ده كله يا هيام"
هيام:"الوقت سرقنا واحنا قاعدين ما اخدتش بالى"
عايدة:"احمدى ربنا انك جيتى قبل ما اخوكى يرجع من شغله والا كانت زمانه طربق البيت على دماغك"
هيام:"ليه بقى ان شاء الله يطربق البيت على دماغى هو انا عملت ايه يعنى ده كله علشان كنت عند صاحبتى"
عايدة:"انتى قولتى مش هتتأخرى وحضرتك خرجتى من الصبح ولسه راجعة دلوقتى"
هيام بتأفف:"يوووه يا ماما خلاص بقى"
عايدة:"هو ايه اللى خلاص يا بت انتى انتى مش هتخرجى من البيت تانى"
هيام:"ليه بقى ان شاء الله هتحبسونى هنا ولا ايه"
عايدة:"اه هحبسك يا" هيام" لحد ما ييجى نصيبك وتتجوزى واخلص من همك"
هيام:"لاء كده كتير وحرام الجامعة وخلصت كمان عايزين تحرموني اخرج من البيت كمان"
عايدة:"علشان تبقى تحترمى نفسك وترجعى من مشوارك بسرعة مش تقعدى كل ده برا"
بعد ان انتهت امها من اسماعها ما تريد خرجت" عايدة" من الغرفة اخذت "هيام" كلام امها من اذن واخرجته من الأخرى فهى لا تاخذ كلامها بعين الاعتبار فلا أحد يستطيع منعها من مقابلة فارس أحلامها
***
"فى المستشفى"... استمرت زيارة" مريم "و"رمزى" ل"وتين" فى المستشفى فهى قد مر على افاقتها من الغيبوبة اربعة ايام وغدا ستعود إلى المنزل بعد انصراف "رمزى'' و"مريم" كان زوجها يجلس خلفها يتملكها بين أحضانه واضعه رأسها على صدره تسمع صوت نبضات قلبه التى تقفز فرحاً الآن من انها عادت الى أحضانه مرة أخرى
ثائر بهمس:"وتينى"
وتين:"نعم يا حبيبى"
ثائر:"انتى نمتى ولا ايه يا قلبى"
وتين:"لاء صاحية منمتش فى حاجة"
ثائر:" هروح بس اجيب كوباية قهوة دماغى صدعت من "رمزى" ورغيه ههههه"
وتين بابتسامة:" ماشى يا حبيبى بس متتأخرش عليا علشان هتوحشنى الشوية دول"
ثائر بابتسامة جذابة:" ثوانى وجاى عايزة حاجة اجبهالك معايا وانا راجع "
وتين:" لاء عيزاك انت بس ترجع بسرعة"
ثائر:" بسرعة وهكون راجعلك يا عمرى"
خرج من الغرفة نظرت وجدت الظرف فهى غفلت عن اخبار "ثائر" به ولكنها فتحت الظرف اخرجت ما به وجدت رسمة لزوجها وأيضاً وجدت الإهداء عليها فعقدت حاجبيها من أرسل هذه الرسمة لزوجها؟ وماذا يقصد بتلك الكلمات؟ التى كتبت على الصورة رفعت بصرها وجدت فتاة تقف على باب الغرفة ولم تكن سوى" نورين" فهى منذ علمت بأن زوجته استعادت وعيها وهى تفكر فى طريقة تستطيع بها التقرب منهم
وتين:" ايوة فى حاجة حضرتك"
نورين:" لا ابدا مفيش حاجة بس افتكرت بابا موجود هنا"
وتين:" شكلك غلطانة فى الاوضة"
نورين:" مظنش ان انا غلطانة انا ابقى بنت صاحب المستشفى وهو قالى ان جاى هنا يشوف مرات ثائر العمرى"
وتين:" ايوة انا مرات "ثائر" بس باباكى مجاش هنا"
نورين:" اه حمد الله على السلامة انا سمعت انك كنتى فى غيبوبة"
وتين:" ايوة كنت فى غيبوبة ولسه فايقة منها من كام يوم"
نورين:" انا ابقى نورين فريد وانتى"
وتين بابتسامة:" انا اسمى وتين"
نورين باستعباط:" تشرفنا بس هو انتى قاعدة لوحدك هنا فى المستشفى"
وتين:" لاء جوزى معايا وزمانه جاى دلوقتى"
نورين:" اه حمد الله على سلامتك"
وتين:" الله يسلمك يا انسة نورين ولا حضرتك مدام"
نورين:" لاء آنسة "
اثناء حديثهم دخل "ثائر" الغرفة بابتسامة ولكنه لم ينتبه ان هناك احد مع زوجته فى الغرفة
ثائر:" وتينى انا جيت بسرعة اهو ولا كده اتأخرت وهدفع ضريبة تأخير انا مستعد ادفعها"
وتين:" لا يا حبيبي متأخرتش ولا حاجة"
ثائر باعتذار:" سورى ما اخدتش بالى ان فى حد معاكى هنا فى الاوضة"
نورين بابتسامة:" ولا يهمك يا استاذ ثائر"
ثائر بتفكير:" انا شوفتك قبل كده مش انتى بنت دكتور فريد"
نورين:" ايوة انا بنت الدكتور فريد"
ثائر:" اه سورى بس الاسم الصراحة مش فاكره"
نورين:" اسمى "نورين'' دا حتى عرفت ان اسم مراتك "وتين" يعنى احنا الاتنين نفس القافية"
ثائر :" آه اصل انا الصراحة ودنى مبتسمعش غير اسم مراتى بس ومش شايف اى اسم يوازيه حتى لو كان بنفس القافيه"
بالرغم من امتعاض "نورين" من لهجة السخرية فى كلماته الا انها وجدت نفسها يزداد إعجابها بتلك الشخصية التى يتمتع بها هذا الرجل الذى منذ ان رأته لم تنسى زرقة عيناه العاصفتين
نورين:" جميل اوى حبك لمراتك بس ياترى الراجل بيفضل دايما وفى لمراته ولا ممكن ييجى عليه وقت ويزهق ويحب يغير نمط حياته"
ثائر باستغراب:" والله انا مقدرش افيدك فى الموضوع ده بس بالنسبة ليا انا قلبى ملك لمراتى وبس"
نورين:" ربنا يسعدكم عن اذنكم"
خرجت من الغرفة بابتسامة من عناد هذا الرجل وتلك الروح الثائرة التى يملكها والذى يبدو عليه انه لا يخضع بسهولة لأى انثى فازدادت رغبتها فى الوصول اليه
وتين:" هى مالها الانسة دى كمان وبتتكلم كده ليه"
ثائر:" دى تلاقيها بس عايزة تضايقنى علشان اول مرة اشوفها فيها شتمتنى وانا رديت عليها"
وتين:" ايه الرسمة دى يا ثائر"
ثائر:" مش عارف مين اللى بعتها دا انا نسيتها اصلا اقولك هاتيها"
اخذها من يدها وقام بتمزيقها والقى بها فى سلة المهملات
وتين:" ليه دى كانت رسمة حلوة وشكلك حلو فيها"
ثائر بمزاح:" يا ستى سيبك رسمة ايه قدامك الاصل اهو صوت وصورة ثرى دى"
قام باغلاف الباب ثم عاد للجلوس خلفها مرة أخرى سحب حجابها من على رأسها ظل يمسد على شعرها بحنان حتى سمع صوت انتظام انفاسها
ثائر:" وتينى انتى نمتى"
وتين:" امم لسه شوية بس شكلى هنام"
ثائر:" خلاص لو هتنامى اقوم من على السرير علشان تعرفى تنامى براحتك"
وتين بهمس ناعم:"حتى لو نمت متقومش خلينى نايمة فى حضنك يا "ثائر" حضنك واحشنى اوى يا حبيبى"
عدل من وضعية جلوسه تمدد بجوارها اخذها في احضانه دفنت وجهها فى عنقه ظلت يدها تعبث على صدره تزيد لهيب الشوق اكثر فى قلبه ومما زاد فى حنينه اليها تلك القبلة التى طبعتها على عنقه التى بعثرت مالديه من قوة تحمل وقدرة على الصمود أمامها
ثائر بشوق:"وتين كفاية كده يا حبيبتى"
وتين باستغراب:"فى ايه يا حبيبى كفاية ايه"
ثائر:"كفاية اللى بتعمليه ده"
وتين: هو انا عملت إيه طيب"
هى لاتعلم انها تفتنه بتلك اللمسات التى تفعلها بجهل وبدون قصد منها فهى تريد فقط ان تكون قريبة منه اراد النهوض من مكانه وجدها تتمسك بكتفيه
وتين:"انت رايح فين يا ثائر"
ثائر:'هنام على السرير التانى ده"
وتين:"ليه يا حبيبى فى ايه"
ثائر:"مفيش نامى يا قلبى تصبحى على خير"
وتين:" وانت من اهله"
بالفعل قام من مكانه وذهب الى السرير الاخر كانت متعجبة من تصرفه فهى لم تفعل شئ له حتى يقوم ويتركها فلماذا فعل ذلك؟ ظل يأخذ انفاسه بقوة ويزفرها ببطئ ليتخلص من توتره تعمد عدم النظر اليها حتى لايعود اليها مرة اخرى .تمنى انتهاء ذلك اليوم وان يحل الصباح سريعاً حتى يعود بها الى منزلهم فغداً موعد خروجها من المستشفى
''فى الصباح"... قام الدكتور بالكشف عليها مرة اخيرة قبل خروجها وكتابة الدواء الازم لها
الدكتور:"لا عال النهاردة الحمد لله انتى كويسة يا مدام وتين"
ثائر:"الحمد لله يعنى خلاص هى بقت كويسة يا دكتور ونقدر نمشى من هنا"
الدكتور:"ان شاء الله فى شوية ادوية لازم تاخدها لحد أن شاء الله ما تبقى تمام ودى الروشتة اللى فيها الأدوية"
ثائر بامتنان:"متشكرين يا دكتور"
الدكتور:"الشكر لله وحمد الله على سلامتها عن اذنكم"
ثائر:'اتفضل يا دكتور"
رمزى:'هات الروشتة هجيب الدوا على ما تلموا حاجتكم انتوا ماشى"
مريم:'ايوة يلا بقى دا البيت وحش ومضلم من غيركم خالص"
ساعدت "مريم'' "وتين" فى ارتداء ملابسها ولمت الاغراض الخاصة بعمها وب'وتين" لاحظ "ثائر" سكوتها على غير عادتها ولا يعرف ماذا أصابها جعلها بهذا الشكل؟احضر "رمزى" الدواء خرجوا من المستشفى وصلوا الى السيارة الخاصة ب"رمزى" وكل هذا و"وتين" لم تنطق بكلمة واحدة جلست "مريم" بجوار "رمزى" وجلست" وتين" و"ثائر" فى الخلف لاحظ شرودها وانها لا تنظر اليه وصلوا الى المنزل قام بحملها للذهاب إلى غرفتهم اراد سؤالها عن سبب تلك الحالة التى اصبحت عليها فهو يخشى ان تكون تشعر بالالم ولم تخبره وضعها على الفراش وجلس بجوارها
ثائر بخوف:''مالك يا "وتين" فى ايه ساكتة ومبتتكلميش فى حاجة حصلت فى حاجة بتوجعك طيب مالك يا حبيبتى"
وتين بحزن :"اسأل نفسك يا "ثائر" وانت هتعرف ايه اللى حصل"
*"*"*
رأيكم يا حلوين
وانا بحبكم جدااااااااااااااااااا والله🌹🌹🌹🌹🌹
(دمية فى يد غجرى)
البارت الثانى والعشرين والثالث والعشرين
قام بحملها للذهاب إلى غرفتهم اراد سؤالها عن سبب تلك الحالة التى اصبحت عليها فهو يخشى ان تكون تشعر بالالم ولم تخبره وضعها على الفراش وجلس بجوارها
ثائر بخوف:''مالك يا "وتين" فى ايه ساكتة ومبتتكلميش فى حاجة حصلت فى حاجة بتوجعك طيب مالك يا حبيبتى"
وتين بحزن :"اسأل نفسك يا "ثائر" وانت هتعرف ايه اللى حصل"
ثائر باستغراب:"اسال نفسى على ايه مش فاهم تقصدى ايه"
وتين:"شوف انت عملت ايه وانت هتفهم يا ثائر"
ثائر:" هى فزورة يا "وتين" ماهو ده اللى عايز اعرفة انا عملت ايه خلاكى كده ساكتة ومبتتكلميش وباين عليكى زعلانة"
وتين بتعب:"مفيش يا ثائر عايزة ادخل اخد شاور ريحتى زى ريحة المستشفى ومضيقانى"
ثائر:" ماشى تعالى ياقلبى ادخلك الحمام يلا"
وتين:"لاء شكرا انا هدخل لوحدى مش محتاجة حد يساعدنى عن اذنك"
قالت ذلك تحاملت على نفسها بالرغم من شعورها بالالم اخذت ملابس لها وذهبت الى الحمام جلست فى المغطس اغمضت عينيها تستمتع بالماء وتلك الروائح التى تستخدمها للاستحمام بالرغم من انها متضايقة من انها انهت مع زوجها الحوار بهذا الشكل .كان "ثائر" جالسا على السرير عاقدا حاجبيه يسأل نفسه عن ماذا فعل جعلها بهذا الشكل ؟
ثائر:" هو انا عملتلها ايه زعلها انا مش فاكر ان انا عملت حاجة يا ترى ايه اللى حصل خلاها كده"
ظل يفكر كثيرا وجدها تخرج من الحمام نظر اليها بدون ان يقوم من مكانه ينتظر منها تفسيرا لما حدث ولكن يبدو عليها انها ترفض الكلام قامت بتمشيط شعرها استغرقت وقتا كثيرا امام المرآة وجد انه ربما ستظل على حالتها تلك قام من على السرير اخذ ملابس له ايضا ذهب الى الحمام مغلقا الباب خلفه بقوه ارتعدت لها" وتين" فهذه دائما ما تكون عادته عندما يكون غاضبا يصفع الابواب بقوة
وتين بخضة وصوت منخفض:" الله يسامحك يا "ثائر" مش هتبطل العادة بتاعتك دى ترزع الباب وراك وتخضنى"
وقف امام مرآة الحمام ينظر لنفسه فكر فى تهذيب لحيته قليلاً فهو اهملها الفترة الفائتة وبالفعل قام بتهذيبها بالشكل الذى يحبه دائماً اخذ حمامه حاول تمالك أعصابه فهذه ليست مهمة سهلة فهو يخشى ان تثار اعصابه ويصدر منه رد فعل يزيد من حزنها أكثر ارتدى ملابسه وخرج من الحمام وجدها تقف امام المرآة كاشفة عن كتفها لترى مكان تلك الإصابة لتضع عليه بعض من الدواء الذى وصفه لها الدكتور رأى "ثائر" ذلك بدون تفكير اقترب منها اخذ منها الدواء ليضعه هو على جرحها فهى لن تستطيع لأن الجرح فى كتفها من الخلف ولن تستطيع الوصول اليه
ثائر:"هاتى انا هدهنلك مكان الجرح مش هتعرفى يا حبيبتى"
وتين بخجل:"لاء شكرا انا هعمله انا شايفة مكانه فى المراية كويس"
ثائر بنفاذ صبر:" وبعدين بقى بطلى عند بقى يا وتين "
قام بادارتها اخذ من يدها انبوب المضاد الحيوي قام بدهن جرحها لم تستطيع الجمود كثيرا فكل لمسة منه ترسل الدم حارا فى شرايينها ضغطت على شفتيها بقوة لدرجة ان شفتيها ألمتها ...اللعنة على ذلك الضعف الذى تشعر به من مجرد اقترابه منها كانت لمسته رقيقة جدا تثير شوقها وحنينها اليه بعد ان انتهى مما يفعل وجد نفسه ينحنى على عنقها يقبلها برقة شديدة ..حسنا فهذا ما كان ينقصها ان يفعل ذلك الا يكفى ما تفعله بها لمسة يده ظل يمرر شفتيه على طول عنقها يحيطها بقوة بين يديه همهم من خلال قبلاته باسمها الامر الذى جعلها تلغى عقلها ولا تفكر فى شئ سوى تلك المشاعر الجميلة التى صارت تسرى فى خلايا جسدها فقلبها كاد ان يؤلمها من تصارع نبضاته أصبحت أنفاسها المضطربة مسموعه لاذنها حاولت اغلاق عينيها فى وجه تلك الموجة العاتية من الاشتياق التى ضربتها بقوة ولكن كيف ان تتجاهل كل هذا وهى بين يديه يضمها اليه يحتويها بين ذراعيه فهى باتت تشعر بدقات قلبه تكاد ان تخترق ظهرها من شدة قربها منه
ثائر بهمهمة:"وتينى فيكى ايه يا قلبى ها بوصيلى ياوتين"
وجدت نفسها تلتفت إليه تضع يدها حول عنقه تبادله العناق غير قادرة على الكلام او ربما غير راغبة في اى كلام يفسد تلك اللحظة الرائعة التى تعيشها الآن حتى وصل بها الامر انها كادت ان تختنق بسبب نقص الهواء من رئتيها ابتعد قليلا لتلتقط انفاسها التى كانت على وشك ان تنتهى ظلت تتنفس بقوة محاولة تهدئة نفسها قليلاً ولكنه آبى الا ان يعودوا الى العناق مرة أخرى
ثائر بعاطفة قوية:"قوليلى كنتى زعلانة منى ليه بقى عملت ايه علشان تزعلى منى وتعملى كده وتردى عليا بالشكل ده"
وتين بتبرير:"علشان انت امبارح قومت وسيبتنى ومخلتنيش انام فى حضنك زى ما تكون مكنتش حابب ان انا انام فى حضنك حتى لما روحت نمت على السرير التانى مرضيتش حتى تبصلى ليه بقى انا عملت ايه يخليك تعمل كده وتحرمنى من حضنك"
ثائر بابتسامة:"عملتى فيا اللى انا حاسس بيه دلوقتى يا وتينى"
وتين بعدم فهم:"مش فاهمة قصدك ايه"
ثائر بابتسامة:"هفهمك يا وتينى حاضر"
اقترب من اذنها يهمس لها بسبب ابتعاده عنها ليلة البارحة خوفا من فقدان سيطرته على نفسه ويخشى ان ماحدث اول ما افاقت من غيبوتها واغمى عليها بين يديه ان يتكرر مرة اخرى لذلك فضل الابتعاد عنها حتى لا يصيبها مكروه بسببه
ثائر:"شوفتى كنت خايف عليكى من نفسى يا حبيبتى مش علشان حاجة يعنى"
وتين باحراج:"ياريتنى ما كنت سألتك ولا عاتبتك يا "ثائر" ايه الإحراج والكسفة دى"
ثائر:" علشان بعد كده ما تزعليش قبل ما تفهمى "
وتين:" خلاص يا حبيبى مش هزعل تانى منعاً للاحراج"
سمع ذلك وجد نفسه يضحك بقوة على كلامها رأته يضحك بهذا الشكل ابتسمت تلقائياً فما اجمل تلك الضحكة التى تنير وجهه الوسيم وضعت يديها على وجنتيه تتحس ذقنه التى عادت الى شكلها التى اعتادت ان تراه بها
وتين:"انت حلقت دقنك"
ثائر:" اه كان شكلها غريب وانا مش متعود على كده بس علشان مكنتش بسيبك فى المستشفى فطولت فرجعتها بقى زى ما كانت وانا بحبها كده"
وتين باعجاب:"الصراحة بتبقى قمور وعسول اوى بدقنك دى يا ثائر"
ثائر:"امممم بجد عجباكى يعنى"
وتين بحب:"انت كل حاجة فيك تجنن يا حبيبى ولا عينيك الحلوة دى كمان سبحان من جمع زرقة البحر والسما فى لون عينيك"
ثائر:"وتين انتى الجرح بيوجعك اوى دلوقتى"
وتين باستغراب:"مش اوى بتسأل ليه وايه مناسبة السؤال ده دلوقتى"
ثائر بلؤم:"هتعرفى دلوقتى يا روحى"
قام بحملها بين ذراعيه فهو اشتاق الى عالمهم الجميل الذى لا يرى فيه سوى وجه تلك الجميلة سافر بها الى عوالم مختلفة من الحب فهم كأنهم مفترقون منذ زمن بعيد وحان موعد لقاءهم سويا فهو لن يستطيع ان يبتعد أكثر من ذلك اشتاق لتلك النظرة اللامعة فى عينيها اشتاق لهمس شفتيها باسمه اشتاق للمسة يدها التى لاتزيده سوى شوق وحنين اليها.تاركة نفسها لسحر تلك اللحظة الرائعة التى تقضيها برفقته تريد ان تكتنزها لتضاف الى اوقاتهم السعيدة معا
ثائر:"وحشتينى اوى يا وتينى"
وتين:"وانت كمان ياقلب وتين وحشتنى اوى .ثائر"
ثائر:"نعم يا عشق ثائر وروح ثائر"
وتين:"هو احنا بجد هنعمل فرح مع مريم ورمزى"
ثائر:"ايوة يا قلبى انتى فكرانى بهزر وكمان هنسافر اسبانيا عشان نقضى شهر عسلنا هناك وهوريكى بيتى اللى هناك"
وتين:"انا بحبك اوى اوى يا ثائر"
ثائر:"مش اكتر من حبى ليكى يا وتين"
وتين:"لاء انا بحبك اكتر بقى"
ثائر:"لاء انا اللى بحبك اكتر"
وتين:"لاء انا اكتر انا اللى حبيتك الأول علشان حبيتك من اول مرة شوفتك فيها"
ثائر:"وانا بقولك انا اكتر يا ''وتين" اه افتكرت لما قولتيلى انت حرامى"
وتين:" ههههه انت لسه فاكر الكلمة دى انا لما اتلفت وشوفتك واقف ورايا دمى هرب عمالة أسأل فى نفسى دخل ازاى والشقة مفيهاش غير مريم و دادة حسنية وقولت ده تلاقيه حرامى ولو حاولت اعمل حاجة هيكسر رقبتى انا موصلش حتى لكتفك"
ثائر:" انا لما دخلت افتكرتك مريم كنت لسه هحضنها بس لما بصتيلى انتى رجعت لوارا بس مقدرتش انسى عينيكى ولا نظرة الحزن اللى كانت فيها والمرة اللى كنا مسافرين فيها وانتى كنتى ماشية كنت عايز انطق واقولك متمشيش خليكى معانا وانا هحميكى ومش هخلى حد يأذيكى كنت حاسس ان انا بنجذب ليكى بسرعة ومش قادر اسيطر على قلبى كنت يعنى بتلكك علشان تقربى منى ههههه"
وتين:"فاكر لما قولتلك يا عمو لو كنت شوفت وشك ساعتها كان عامل ازاى "
ثائر:" تصدقى بقى انا كنت بحب ان احنا ننرفز بعض علشان بعدها كنا بنقرب من بعض ولما كنت اخدك فى حضنى كنت بنسى كل حاجة حواليا"
وتين:" انا كنت بتعصب واتجنن منك لما تقولى انتى زى مريم عندى"
ثائر:" ليه مكنتيش حابة معاملتى ليكى زى مريم"
وتين:" مش القصد مريم بنت اخوك يعنى معاملتك ليها معاملة ابوية انا مكنتش عايزة كده انا كنت عيزاك زوج وحبيب سند وأمان واستقرار"
ثائر:" طب ودلوقتى عايزة ايه"
وتين:" عايزة سلامتك يا حبيبى ههههه"
ابتسموا الاثنان على كلامهم وضعت رأسها على صدره ارادت استفزازه ومشاكسته قليلا راحت تعبث بيدها على صدره مرة أخرى
ثائر:"وبعدين بقى فيكى يا وتين انتى ايه حكايتك"
وتين ببراءة:"هو انا عملت حاجة يا حبيبى انا ساكتة اهو"
ثائر:"طب بلاش وافتكرى ان قولتلك بلاش يا حبيبتى"
وتين باغراء:"بلاش ايه يا روحى"
ثائر:'دا انتى مصرة بقى يا وتينى"
وتين:"مصرة على ايه يا روح وتين"
ثائر:"على انك تجننينى يا وتين فاسكتى بقى"
وتين:"بعد الشر عليك من الجنان يا روحى متقولش على نفسك كده"
ثائر:"هى ايه الحكاية بالظبط هم بدلوكى فى المستشفى وجابوا واحدة تانية ولا ايه ولا كانوا بيحطولك فى المحلول حبوب جرأة وشجاعة ههههه"
اطلقت ضحكة عالية فهو غير معتاد على مشاكستها له بهذه الطريقة التى اصبحت تحمل بعض الاغراء منها
ثائر بهمس:"حمد الله على سلامتك يا حبيبتى ونورتى بيتك يا وتينى"
وتين بعشق:"تسلملى يا حبيبى"
ارادت ان تغفو الآن ولكنها لن تغفو الا بأحضانه فبين ذراعيه مسكنها ومأمنها وبيتها فذراعيه أمان واحضانه استقرار وعيناه جنتها التى اصبحت تعيش بها بعيدا عن العالم
***
"فى منزل سمير"..ارادت البحث عن اى وسيلة او حجة تقولها لامها حتى تتركها تخرج من المنزل حتى تقابله فمنذ اخر مرة وهى ترفض خروجها من المنزل سمعت رنين هاتفها فابتسمت فالمتصل لم يكن سوى ذلك الشاب المدعو "يحيى"
يحيى:"ايه يا حبيبتى فينك كده محدش بيشوفك"
هيام:"فى البيت هكون فين يعنى محبوسة بين اربع حيطان"
يحيى:"مش هتيجى علشان اشوفك انتى وحشانى اوى يا حبيبتى وعايز اقعد معاكى شوية"
هيام:"وانت كمان وحشتنى اوى بس ماما مش راضية تخلينى اخرج من البيت من آخر مرة لما خرجت معاك"
يحيى:"شوفيلها اى حجة وتعالى هستناكى فى الكافتريا اللى اتقابلنا فيها قبل كده ماشى"
هيام:"بقولك ماما مش هترضى تخلينى اخرج يا يحيى"
يحيى:" انتى بقى اللى مش عايزة تشوفينى قولى كده"
هيام:"متقولش كده انا نفسى اوى اشوفك واكلمك واقعد معاك"
يحيى:''خلاص تيجى والا خلاص اعتبرى اللى بنا خلاص انتهى"
هيام:"انت بتقول ايه يا يحيى"
يحيى:'ما هو انا مش هفضل احب فيكى فى التليفون دى موضة قديمة او انا لازم اشوفك واشوف وشك الحلو ده"
سمعت كلامه المعسول زاد اصرارها على الخروج لمقابلته وستجد اى مبرر لامها حتى تسمح لها بالخروج
هيام:"خلاص هاجى سلام دلوقتى"
يحيى:"مع السلامة ومستنيكى يا هيام متتأخريش بقى"
اغلقت الهاتف قامت فتحت خزانة ملابسها اخرجت ملابس سوداء تشبه ملابس الحداد ارتدتها خرجت وجدت امها تجلس فى الصالة وزوجة اخيها فى غرفتها
عايدة:"انتى راحة فين يا "هيام" باللبس الاسود اللى عليكى ده دلوقتى"
هيام:"ماما انا هروح اعزى واحدة صاحبتى باباها اتوفى واصحابى اتصلوا عليا علشان نروح نعزيها"
عايدة:"وانتى من امتى بتروحى تعزى حد يا" هيام" مش عوايدك يعنى"
هيام:"دى صاحبتى اوى يا ماما ولو مرحتش هتزعل منى جامد"
عايدة:"تروحى وتيجى بسرعة انتى فاهمة يا هيام وحسك عينك تتأخرى زى المرة اللى فاتت"
هيام:'حاضر مش هتأخر هاجى على طول يا ماما"
اخذت حقيبتها خرجت سريعاً من المنزل متجه الى الكافيتريا لمقابلته وجدته فى انتظارها استغرب من تلك الملابس التى ترتديها
يحيى باستغراب:"ايه اللى انتى لبساه ده يا هيام لبس اسود فى اسود"
هيام:"علشان ماما ترضى تخلينى اخرج من البيت"
يحيى:"ليه انتى قولتلها ايه"
هيام:'قولتلها ان ابو واحدة صاحبتى اتوفى وانا راحة اعزيها"
يحيى:"ايه الفال الوحش ده يا" هيام "يا ساتر يارب وانا اللى كنت ناوى النهاردة افرجك على الفيلا اللى هنعيش فيها"
هيام بفرحة:"بجد يا حبيبى هنروح نشوف الفيلا دلوقتى"
يحيى:"ايوة طبعا يلا بينا نروح نشوفها"
ركبت مع سيارته وهى تشعر بالسعادة فهى اصبحت قاب قوسين او أدنى من تحقيق حلمها وتصبح زوجته وتعيش فى ثراء لم تحلم به يوماً
***
قامت "حسنية" بتجهيز مائدة رائعة بمناسبة عودة" وتين" سالمة الى المنزل فالمنزل عاد له بريقه وبهجته مرة اخرى
وتين:"ايه ده كله يا دادة مين اللى هياكل الأكل ده كله"
حسنية:"دى حاجة بسيطة انتى لازم تاكلى وتتقوى يا حبيبتى علشان تخفى بسرعة"
مريم:"دا انتى يا دادة عملالنا وليمة النهاردة مش أكل"
حسنية بابتسامة:"الف هنا وشفا على قلبكم يا رب"
ثائر:"تسلمى على تعبك "
حسنية:"تسلموا وتعيشوا عن اذنكم"
وتين:"راحة فين اقعدى يلا علشان هناكل كلنا مع بعض"
مريم:"ايوة يا دادة اقعدى يلا "
جلست "حسنية" حضر "رمزى" الى المنزل وجدهم جالسين على مائدة الطعام
رمزى:"ايه دا بتاكلوا من غيرى يا خونة مفيش رنة تقولولى تعال يا رمزى كل معانا"
ثائر:"دايما تيجى فى الوقت الصح يا رمزى"
رمزى:"طبعا انا رجل الساعة ممكن تظبط عليا ساعتك"
ثائر:"لاء وانت الصادق الرجل الأخضر يا ابو دم خفيف"
رمزى:"اصبر عليا اكل بس والله لاوريك علشان يبقى عندى باور اشتمك يا ثائر"
ثائر ببرود:"هنشوف مين هيورى التانى يا حيوان"
مريم:"هو انتوا ما تتقابلوش الا وتتخانقوا كده ليه بقى"
ثائر:"احنا لو متخانقناش كده ابقى اعرفى ان صحوبيتنا انتهت وان احنا خلاص مبقناش اصحاب"
رمزى:"ايوة زى ما بيقولك الغجرى ده بالظبط كده الصحوبية مبتخلاش الا بالخناق"
ثائر:"غجرى فى عينك يا جزمة"
وتين:"كفاية خناق بقى وكلوا الاكل هيبرد واجلوا الخناق لبعد الأكل''
تناولوا الطعام بعد الانتهاء ذهبوا ليجلسوا قليلا فى الجنينة اخذ "رمزى" "مريم "وجلس على احدى الارائك الموجودة فى الجنينة بينما ذهب "ثائر" و"وتين" للجلوس على حافة حمام السباحة
رمزى:'الجميل بتاعى عامل ايه النهاردة"
مريم:"الحمد لله انا فرحانة ان الامور الحمد لله عدت على خير ووتين رجعت بالسلامة والأمور استقرت"
رمزى:"الحمد لله عقبال ما نعمل الفرح بقى اللى بقيت حاسس ان حد باصصلى فيه وبينق عليا"
مريم:" كله باوانه يا "رمزى" انت مستعجل على ايه يعنى هى الدنيا هتطير"
رمزى:"مستعجل على ايه ! انا بقالى ٢١ سنة بحبك فى صمت مش كفاية كدة ولا ايه بقى"
مريم:"ههههه يا حرام"
رمزى:"والمصحف دا حرام اللى انتى بتعمليه فيا ده يابنت العمرى"
مريم:"وانا عملت ايه بقى فيك يا حبيبى"
رمزى:"انت لسه بتسألى يا حب العمر وعشق السنين"
مريم:"انا حب عمرك يا رمزى"
رمزى:"امال حب عمر الجيران يعنى"
مريم:"تصدق يا "رمزى" انت على رأى عمو فصييييييل موت"
رمزى:"بهزر معاك يا جميل بلاش يعنى انتى قفشتى ليه كده ميبقاش خلقك ضيق زى عمك انا مش ناقص"
مريم:"لاء يا اخويا هزر وماله ميضرش برضه"
رمزى:"ايه اخوكى دى بقى اخوكى مين يا ماما انا جوزك وحبيبك وهبقى ابو العيال ان شاء الله "
مريم بكسوف:"الله اسكت بقى يا رمزى ياساتر عليك"
رمزى:"يادى رمزى وسنينه اللى خلاص جاب اخره"
كانت تجلس واضعة قدمها فى الماء هى وزوجها تلهو بقدميها فى الماء
ثائر:"الماية مغرية اوى ما تيجى ننزل حمام السباحة نعوم شوية"
وتين:"مش هينفع انزل ومتنساش رمزى موجود هنا فى الجنينة"
ثائر:"ما احنا مش هننزل حمام السباحة ده"
وتين:"امال انهى حمام سباحة ده اللى هنعوم فيه"
ثائر:'انتى متعرفيش ان فى حمام سباحة جوا البيت"
وتين:"لاء والله ما اعرف انا بقالى هنا قد ايه واول مرة اعرف ان فى حمام سباحة غير ده"
ثائر:"طب تعالى معايا هوريهولك"
ذهبت مع زوجها الى مكان ما بالمنزل وجدت حمام سباحة داخلى فهى اول مرة تراه بسبب بعده عن الجزء الذى يسكنوه بالمنزل
وتين:"انا اول مرة اشوف المكان ده بس جميل أوى"
ثائر:"علشان كان دايما مقفول محدش بيدخله يلا روحى البسيلك مايوه حلو كده وتعالى"
وتين:" مايوه ! انا معنديش مايوهاتيا ثائر"
ثائر:"فى اوضة جوا فيها مايوهات البسيلك واحد وتعالى"
ذهبت الى الغرفة وجدت بالفعل عدد من المايوهات ولكنها استغربت فمن يلبس هكذا قطع فى المنزل فمريم ليس من عادتها ان تلبس مثل هذه الملابس فخرجت تسأل زوجها
وتين:"ثائر مايوهات مين دى بتاعتة مين"
ثائر:"كنت انا شاريها"
وتين:''شاريها لمين بقى ان شاء الله"
ثائر:'ليكى طبعا هيكون لمين يا روحى"
وتين:"واشترتها امتى دى بقى "
ثائر:"اول لما جيتى البيت وطلبتلك الهدوم طلبت معاهم المايوهات دى بس جبتها هنا ووصلتك بقية الهدوم خفت تنكسفى ان انا اشتريتلك حاجات زى دى اصلهم احدث موضة"
وتين بكسوف:" انت على فكرة قليل الادب اوى يا ثائر"
قالت ذلك وعادت الى الغرفة مرة اخرى لتغيير ملابسها قبل ان يرد على كلامها
ثائر بابتسامة:"انا قليل الادب ماشى يا "وتين" والله لاوريكى طولة لسانك دى"
اثناء حديثه مع نفسه لمحها تخرج من الغرفة مرتدية تلك القطعة السوداء التى تعارضت مع صفاء لونها الابيض اتسعت عيناه من جمالها فهى كحورية خلقت من اجله هو فقط
ثائر:"هو ايه اللى عملته فى نفسى ده"
وتين:ايه هو مش حلو عليا ولا ايه يا ثائر"
ثائر:"مش حلو ازاى يعنى ده يهبل ده يجنن العاقل"
اقترب منها اخذها من يدها نزلوا سويا الماء فهى منذ زواجها وهى لم تسبح فراحت تسبح كسمكة تجوب عالم البحار تركها تفعل ما تريد كان ينظر اليها بابتسامة وهى بذلك الشكل المغرى ولكنها عندما اقتربت منه لم يدعها تكمل سباحتها
ثائر:"كفاية عوم كده خليكى معايا شوية بقى هو انتى فى سباق سباحة"
وتين:" ياااه كأن انا معمتش من سنين احساس جميل اوى العوم ده"
وضع يده حولها قامت برشقه بالماء فى محاولة للمزاح معه كان يبتسم على تصرفاتها التى اصبحت لا تخلو من مشاكستها التى تزيده رغبة فى التقرب منها
ثائر:"بس كفاية شقاوة منك لحد كده ده دورى انا بقى"
وتين بتوتر:"قصدك ايه يعنى يا ثائر"
اقترب منها يعانقها بشوق وحنين ظلت يداه تتجول على كتفيها ضغط بدون قصد منه على جرحها سمع صوت انينها المرتفع فهى لم تتحمل ضغط يده على جرحها
وتين بألم:"ااااه ثائر براحة حاسب الجرح"
ثائر بخوف:"حبيبتى انا وجعتك ولا ايه"
وتين:"انت ضغطت على الجرح جامد فوجعنى اوى مقدرتش استحمل"
ثائر:"سامحينى يا قلبى طب تعالى نطلع من حمام السباحة يلا"
ذهبت الى الغرفة قامت بتبديل ملابسها وخرجت وجدته هو ايضا ارتدى ملابسه ينظر اليها بقلق خوفا من ان يكون تسبب فى زيادة ألمها من ذلك الجرح
ثائر:"عاملة ايه دلوقتى يا قلبى انا اسف مكنش قصدى يا وتينى ان ادوس على جرحك"
وتين بابتسامة:" عارفة انه مش قصدك ولا يهمك يا حبيبى محصلش حاجة"
ثائر:"سامحينى يا قلبى انا السبب فى كل ده من الاول السبب فى انك تنجرحى جرح زى ده"
وتين:"حبيبى بطل تلوم نفسك صدقنى انا من غيرك مقدرش اعيش فى الدنيا دى يا ثائر"
ثائر:"ولا انا اقدر أعيش من غيرك ومن غير ما اشوف عنيكى الحلوة دى ولا اسمع صوتك الحلو ده"
اقتربت منه أكثر تحتضنه بقوة فتملكها بين ذراعيه حريصاً على عدم التسبب لها فى الألم مرة أخرى
***
اقترحت عليه والدته الذهاب لزيارة خالته وجد نفسه متحمساً لتلك الزيارة فهل بسبب انه يريد زيارة خالته ام انه يريد ان يراها يرى تلك الفتاة التى حتى الان لا يصدق انها اصبحت بمثل هذا الجمال
نادية:"رفعت يلا نروح نزور أمينة وابنتها ونطمن عليهم"
رفعت:"ماشى يلا بينا هو اسامة جاى معانا ولا لاء"
نادية:"قولتله وشكله متحمس اوى يروح معانا"
رفعت:"اشمعنا يعنى يا نادية"
نادية:"يعنى انت مش فاهم يعنى يا رفعت"
رفعت:"انتى قصدك انه رايح علشان بنت اختك دينا"
نادية:"الظاهر كده يا رفعت انت ما شفتش شكله لما قولتله يلا نروح نزور خالتك قام يلبس هوا"
رفعت:"دينا بنت مؤدبة وعارفينها وتبقى لحمنا ودمنا برضه''
نادية:"والله لو هو عنده رغبة فى كده دا يبقى يوم المنى"
رفعت:"ربنا يقدم اللى فيه الخير"
كان حريصا على انتقاء ملابسه لا يعرف لماذا يريد ان يكون وسيما بشكل ملفت اليوم ؟هل يريد جذب انتباهها؟ انتهى من ارتداء ملابسه خرج الى والديه
اسامة:"خلاص خلصت يلا بينا"
نادية بلؤم:"ايه الشياكة دى كلها احنا رايحين فرح"
رفعت:"ابنك طول عمره شيك بس النهاردة مزود الجرعة حبتين"
اسامة:'ايوة شقطونى لبعض بقى فى الكلام"
نادية:"ههههه لاء خلاص يلا بينا يا حبيبى"
ذهبوا الى منزل خالته قامت دينا بفتح الباب ابتسمت لهم ولكن عندما رأته خفضت وجهها سريعا
دينا:"اهلا بيكم اتفضلوا البيت نور"
نادية:"دا نروك انتى يا حبيبة خالتو ماما فين"
نادية:"جوا اتفضلوا"
دخلوا جميعا كان هو اخرهم تتباطئ خطواته لا يعرف لماذا ؟
دينا:"ثوانى بس هنادى ماما من جوا"
نادية:"ماشى يا حبيبتى اتفضلى"
رفعت:"مالك يا "اسامة" ما تيجى تقعد واقف ليه كده"
اسامة:' ها لاء انا جاى اهو يا بابا"
جلس بجوار والديه خرجت خالته وابنتها التى جلست بدون ان ترفع وجهها
أمينة:'شرفتونا ونورتونا ايه النور ده كله"
نادية:'تسلمى يا حبيبتى انتوا اخباركم ايه"
أمينة:"الحمد لله نحمد ربنا كام يوم وهنسافر تانى "
اسامة باندفاع:"هو انتوا لحقتوا تقعدوا مستعجلين على ايه كده"
دينا:'علشان اجازتى هتخلص ولازم ارجع الشغل تانى"
أسامة:"سيبك شغل ايه وبتاع ايه هو احنا لسه شبعنا منكم"
ذهلوا جميعا من كلامه الذى يقوله بدون وعى منه حتى هو استغرب كيف تفوه بذلك الكلام فما يعرفه الآن انه لا يريدها ان تسافر يريدها ان تظل هنا امام ...عيناه
***
"فى منزل سمير"...عاد الى المنزل بعد انتهاء عمله وجد امه جالسة يتأكلها القلق استغرب حالتها فهيام لم تعود الى الآن من مشوارها
سمير:"مالك يا امى شكلك قلقانة ليه كده فى ايه"
عايدة:"ها ولا حاجة يا حبيبى مفيش حاجة"
سمير:"فين أميرة وفين هيام"
عايدة:" أميرة جوا فى اوضتها وهيام خرجت تعزى واحدة صاحبتها"
سمير بنرفزة:"بتعزى صاحبتها فين لدلوقتى الهانم دى"
عايدة:"هى زمانها جاية دلوقتى اهدى يا سمير"
سمير:"جاية دلوقتى ما حدش مبوظها غير دلعك فيها"
عايدة:"هى عملت ايه لكل ده يا سمير دى عند صاحبتها وزمانها جاية دلوقتى"
سمير:"اما اشوف والله حسابها معايا تقيل لما اشوف وشها"
ذهب الى غرفته فتح الباب وجد زوجته بانتظاره فهى سمعت صوته العالى فى الخارج
أميرة:"فى ايه يا سمير بتزعق ليه كده"
سمير:"هيام هانم خرجت ولسه ما جتش لدلوقتى"
أميرة:"زمانها جاية هتروح فين يعنى يا سمير"
سمير:"دى بنت يا أميرة واحنا فى زمن ما يعلم بيه الا ربنا"
أميرة:"استهدى بالله وان شاء الله زمانها جاية"
مرت عدة دقائق حضرت "هيام" الى المنزل بتلك الحالة من الذهول والدموع لا تصدق ما حدث وجدتها امها امسكتها من ذراعها بقوة تهز جسدها تعنفها على تأخيرها كل هذا الوقت
عايدة:"انتى كنتى فين لدلوقتى يا هيام انطقى دا اخوك جه وعرف ومش هيسيبك الا لما يضربك"
هيام بصراخ ودموع:"بس بقى سبونى فى حالى مش عايزة اتكلم مع حد ولا اسمع صوت حد"
قالت ذلك ذهبت الى غرفتها ارتمت على سريرها تبكى بقوة على ما حدث فما حدث مصيبة عظمى لا تكفى ذرف الدموع للتكفير عنها ظلت تبكى تذكرت حال وتين عندما كانت تبكى ولكن هيهات فدموعها الآن دموع ندم على شئ ارتكبه ربما اذا علم احد به ستنتهى حياتها على الاغلب
***
تصفحت وتين ومريم عدة مجلات خاصة بفساتين الزفاف لاخيار فستانين لزفافهم فموعد الزفاف اصبح وشيكا
مريم:"ها ايه رايك فى ده يا وتين"
وتين:"جميل اوى وشوفى الفستان ده برضه حلو"
مريم:"احنا كده احتارنا اكتر نختار انهى واحد"
وتين بحيرة:"مش عارفة الاتنين اجمل من بعض"
مريم:"انتى عارفة مين يحللنا المشكلة دى"
وتين بسؤال:"مين ده اللى هيحللنا المشكلة دى"
مريم:"عمو ثائر هو ذوقه حلو اوى فى اختيار اللبس"
وتين:"انتى هتقوليلى ما انا عارفة"
ثم اكملت بهمس لم تسمعه مريم" قليل الادب بتاع المايوهات"
مريم:"بتقولى ايه يا وتين"
وتين:"ولا حاجة خلاص لما ييجى ناخد رأيه ونشوف اى فستان احلى فيهم"
مريم:"ياااه اخيرا هتجوز رموزه حبيبى "
وتين:"دا رمزى قرب يتجنن والله صعبان عليا اوى"
مريم:"هانت بس ربنا يستر وميطلعش لينا حاجة تعطلنا"
وتين:"بلاش تشاؤم وحياتك مش ناقصة المرة اللى فاتت طلعت برصاصة المرة دى هطلع من الدنيا بحالها"
مريم:"بعد الشر على القمر"
وتين:"تسلميلى يا حبيبتى حبيبة قلبى انتى وعمك الحلو ده اللى مش عايز يلم نفسه من حلاوته"
مريم:" ههههه دا انتى لسعتى خالص يا وتين"
وتين:" كله بسببه انا عارفة جدتك كانت بتتوحم على ايه وهى حامل فيه"
مريم:" تلاقيها كانت بتتوحم على مربى بالعسل"
وتين:" بس المربى بالعسل دى لما بتقلب بيبقى ليلة مش معدية تحسى الجو قلب من نسيم الى زلزال واعاصير وبراكين"
مريم:" خلاص ما تحاوليش تخليه يقلب خليه هادى حفاظاً بس على روحك ههههه"
وتين:" هههه ربنا يستر"
*"*"*
"فى الشركة".. انهى ما عليه من اعمال اليوم وجد رمزى يدلف الى المكتب
ثائر:'رمزى انت صرفت المكافأة للموظفين ولا نسيت"
رمزى:"ايوةمن يومين بتسأل ليه"
ثائر:"تمام كده افتكرتك نسيت ولا حاجة"
رمزى:"بس مكافأة ايه دى ايه المناسبة"
ثائر بابتسامة:"بمناسبة ان ربنا شفى وتين وبمناسبة الفرح"
رمزى:"وانا فين مكافأتى بقى ولا انا ابن البطة السودة"
ثائر:"وانت عايز ايه يا اخويا"
رمزى:"عايز الحلوة اللى قاعدة عندك فى البيت دى يا ثائر بقى"
ثائر:"ما تحترم نفسك ياض انت يخرب بيت بجاحتك يا اخى انا عمها يا متخلف هفضل اقولك كده كل شوية"
رمزى:"ياعم والله دى مراتى مراتى احلفلك على مصحف انها مراتى"
ثائر:"انت عارف مبحبش حد يتكلم على مريم كده قدامى"
رمزى:"حد هو انا حد يا اخويا"
ثائر:"لاء السبت يا خفيف يا رخم يا رزل يا غتت"
رمزى:"تصدق بايه يا ثائر انت راجل غم ونكد ويخلالك بلاد"
امسك "ثائر" بعض الملفات يريد ضرب "رمزى" بها لمحه رمزى ففر هاربا ناحية الباب فابتسم ثائر على فعلته
ثائر:"يلا يا جبان يا خواف"
رمزى:"بس يا غجرى يا شوارعى"
ثائر:"اعمل حسابك انت عازمنا على العشا برا النهاردة "
رمزى:"مين اللى قال كده انا عزمتك امتى ده محصلش هات ما يثبت كلامك ده"
ثائر:"انا قولت وخلاص احسن اروح اقول لمريم وانت عارف بقى اللى هيجرالك"
رمزى:"لاء كله الا "مريم" خلاص ماشى موافق هعشيك على احلى عربية فول فيكى يا مصر هبسطك اخر انبساط يا ثائر"
ثائر:"ههههه فول طب قول كبدة ايه النتانة والبخل اللى انت فيه ده"
رمزى:"مقولتليش صحيح احنا هنعمل الفرح فين احنا محجزناش قاعة لحد دلوقتى"
ثائر:'هعمله فى الجنينة عندنا فى البيت مش فى قاعة"
رمزى:"تصدق فكرة حلوة برضة مجتش على بالى خالص"
ثائر:"دى فكرة وتين هى اللى عايزة كده هى ومريم"
رمزى:"بتفهم وتين والله مش زى جوزها"
ثائر:"لم نفسك احسنلك يا رمزى احسن اخرشمك قبل الفرح"
رمزى:"لمينا يلا بينا نروح بقى علشان الحق اغير هدومى طالما دبستنى فى عشا النهاردة"
ثائر بحماس:"يلا بينا بسرعة"
رمزى:" ايه الحماس اللى جالك مرة واحدة دى علشان مروحين"
ثائر:" وانت مالك انت يا بارد ليك فيه"
هو يريد العودة سريعا الى المنزل لكى يراها تلك التى اصبحت لديه مثل المسكرات التى لا يكف عن الاستزاد منها والارتواء فما الذى فعلته به تلك الجميلة التى يضعف من مجرد سماع صوتها فقط فما باله اذا ابتسمت له او عانقته فهى ستهوى به الى حافة جنون العشق
***
وجد نفسه يخرج من الغرفة يريد ان يتحدث مع والدته فى ذلك الامر الذى لم يكف عن التفكير به
أسامة":ماما"
نادية:"نعم يا حبيبى فى ايه "
اسامة:"فى حاجة عايز اقولك عليها واخد رأيك فيها"
نادية باهتمام:" حاجة ايه خير يا حبيبى فى ايه"
اسامة:"الصراحة كده انا عايز اخطب دينا مش عايزها تسافر"
نادية بابتسامة:"بس كده انا اكلم خالتك واخد رأيها الاول واللى فيه الخير يقدمه ربنا"
أسامة:"يعنى انتى موافقة يا ماما"
نادية:"طبعا يا حبيبى ودى عايزة سؤال كل ام نفسها تفرح باولادها"
اسامة:"ربنا ما يحرمنى منك يا ست الكل"
قبل يد والدته قامت بالاتصال على اختها لاخبارها برغبة اسامة فى خطبة "دينا"
نادية:"الو ايوة يا أمينة يا حبيبتى عاملة ايه"
أمينة:"الحمد الله يا حبيبتى انتوا اخباركم ايه"
نادية:"الحمد الله أمينة فى موضوع عايزة اكلمك فيه"
أمينة:"خير يا حبيبتى فى ايه"
نادية:"الصراحة اسامة عايز يطلب ايد دينا"
أمينة:"ياسلام هو انا نلاقى احسن منه"
نادية:"تسلمى يا امينة انتى شوفى رأى دينا ورأى جوزك وافقوا ان شاء الله نيجى ونتقدم رسمى"
أمينة:"ان شاء الله هكلم مدحت وارد عليكم"
نادية:"ان شاء الله ربنا يقدم اللى فيه الخير"
انهت مكالمتها مع اختها كان جالس بجوارها يتابع الحوار فهو اصبح الآن يتمنى ان توافق "دينا" على الزواج منه فربنا يبدأ حياة جديدة تنسيه ما حدث فى الماضى
***
تعجبت أمها من حالها فهى اصبحت لا تتكلم كعادتها حبيسة غرفتها طوال الوقت كأنها هاربة من شئ ما
عايدة:'فى ايه يا هيام مالك"
هيام:"مالى انا كويسة فى ايه يا ماما"
عايدة:" لاء مش كويسة انتى لا بتاكلى ولا بتشربى ولا زى عوايدك ايه اللى حصل"
هيام:"محصلش حاجه يا ماما"
عايدة:"لاء حصل وحصلت حاجة كبيرة كمان فانطقى يا هيام احسنلك بدل ما اقول لاخوكى وهو يتصرف معاكى"
هيام بخوف:'لاء يا ماما بلاش تقولى لسمير انا كويسة مفيش حاجة انا بس تعبانة شوية"
عايدة:"تعبانة من ايه ايه اللى تاعبك وخلاكى بالشكل ده"
هل تخبر امها بما حدث؟ ام ماذا تفعل؟ فهى إذا باحت بما لديها ربما ستنتهى حياتها على الاغلب على يد اخيها وامها فهذه نتيجة تصرفاتها وظلمها أيضاً فهى خاضت فى عرض "وتين" بكلام غير صحيح غير مدركه ان من حفر حفرة لأخيه وقع فيها لايجب ان تخبر احد اذا كانت مازالت باقية على عمرها
هيام:"ماما انا عايزة اسافر القاهرة"
عايدة باستغراب:"عايزة تسافرى تعملى ايه هناك"
هيام:"عايزة اشوف وتين"
عايدة:"تشوفى وتين! وايه اللى فكرك بيها"
هيام:"انا لازم اشوفها وهشوفها"
عايدة:"ومين هيسمحلك تسافرى لوحدك اخوكى مش هيرضى تسافرى"
هيام:"خلاص تعالى معايا اهو نشوفها وكمان تشوفى القاهرة عاملة ازاى ونشوف وتين عايشة فين"
عايدة:"هتكون عايشة فين يعنى انا لا عايز اشوفها ولا عايزة اشوف بيتها انسى الموضوع ده من دماغك"
خرجت عايدة من الغرفة فاخر امل لها ينقذها من تلك الكارثة هى "وتين"ويجب ان تراها
***
كانت جالسة فى حديقة منزلهم أمامها لوحة تريد ان تنتهى من رسمها تركت الفرشة من يدها عندما تذكرته فلابد انها مجنونة حتى باتت تفكر فيه كل الوقت انتبهت على صوت الخادمة تحدثها
الخادمة:"آنسة نورين"
نورين:" ايوة فى ايه عايزة ايه"
الخادمة:" فى ضيف برا عايز دكتور فريد"
نورين:" ما انتى عارفة بابى فى المستشفى مش هنا فقوليله انه خرج"
الخادمة:" حاضر يا انسة نورين"
نورين:" استنى هو مقلكيش اسمه ايه الضيف ده"
الخادمة:" بيقول اسمه ثائر العمرى"
نورين بذهول:" انتى قولتى مين"
الخادمة:" بيقول اسمه ثائر العمرى يا آنسة نورين"
لم تصدق ما سمعته اذناها هل هو موجود هنا حقا فى منزلهم
نورين:" خلاص روحى شوفى شغلك انا هخرج اقابله"
الخادمة:" ماشى عن اذنك"
ذهبت سريعاً إلى غرفتها لتبديل ملابسها فهى تريد ان تقابله وهى فى قمة أناقتها ربما تستطيع ان تجذبه اليها ذلك العنيد هبطت الى الأسفل اتجهت الى غرفة الصالون دخلت بابتسامة
نورين:" اهلا يا استاذ ثائر "
ثائر بجدية:" اهلا يا انسة هو دكتور فريد موجود"
نورين:" للاسف بابى لسه فى المستشفى خير حضرتك كنت عايزة فى حاجة"
ثائر:" لاء بس انا كنت جاى أشكره على اللى عمله معايا انا ومراتى وكمان اعزمه على فرح بنت اخويا ودى دعوة الفرح"
نورين:" اه مبروك ربنا يتمم بخير سورى نسيت اسألك تشرب ايه"
ثائر:" ولا اى حاجة انا لازم امشى دلوقتى"
نورين:" بسرعة كده انت مستعجل على ايه"
ثائر:" افندم! علشان بس ورايا مشاوير ومبحبش اتأخر على مراتى"
نورين:" محظوظة بيك الصراحة مدام وتين"
ثائر:" وليه متقوليش ان انا اللى محظوظ بيها"
نورين:" واووو باين عليك عاشق"
ثائر:" عن اذنك يا آنسة"
قال ذلك وخرج من الغرفة ابتسمت وهى مازالت واقفة مكانها متعجبة من تركيبة هذا الرجل فكيف له لا يمدح جمالها بكلمة واحدة ولا يترك مناسبة الا ويظهر بها حبه لزوجته فهى تتمنى الآن ان تدفع نصف عمرها ثمناً وتصبح زوجته حتى ولو لليلة واحدة
عاد إلى المنزل فى هذا الوقت كان رمزى يصطحب مريم لشراء بعض الاشياء اللازمة لهم فغدا يوم الزفاف دخل غرفته وجدها واقفة فى الشرفة اقترب منها يحتضنها بقوة
وتين:" حمد الله على السلامة يا حبيبى"
ثائر:" الله يسلمك ياروحى تعالى معايا"
وتين:" نروح فين هتودينى فين"
ثائر:" فى مكان عايزك تشوفيه"
وتين:" طب استنى البس الحجاب"
ثائر:" ملوش لزوم احنا مش هنخرج من البيت"
وتين:" امال هنروح فين"
ثائر:" تعالى معايا بس"
تبعته بدون كلمه اخذها الى ذلك الجزء البعيد من المنزل فتح باب احدى الغرف قام بحملها ودخل بها الغرفة نظرت حولها وجدتها غرفة جميلة جدا ذو اثاث كلاسيكى راقى تزين جدرانها لوحات لامرأة جميلة تمتاز بالجمال
وتين:" الله ايه المكان الجميل ده''
ثائر:" ده كان الجناح بتاع جدى وجدتى"
وتين:" هى صورتها دى هى دى جدتك"
ثائر:" ايوة جوانا شفتى كانت جميلة ازاى"
وتين:" فعلا جميلة اوى وانت وارث لون عينيها"
ثائر:" مش وارث لون عينيها وبس وعندها ودماغها الناشفة"
وتين:" قولتلى بقى وانا اقول انت طالع لمين"
ثائر:" هاتى ايدك يا وتين"
وتين بمزاح:" الشمال ولا اليمين"
ثائر:" لاء الشمال"
وتين:" ماشى ايدى اهى"
تناول يدها قام بالباسها خاتماً جميلا جدا اعجبت به وتين
وتين:" الله ايه الخاتم الحلو ده"
ثائر:" ده كان خاتم جواز جدتى اخدته وظبطه على مقاسك علشان تلبسيه يا وتينى"
وتين:" جميل اوى تسلملى يا حبيبى وانا مش هشيله من صباعى ابدا"
قام بطبع قبلة على باطن يدها قامت باغلاق أصابعها كأنها تخشى ان يطير اثر قبلته على يدها شاهدت كل ما تحتويه الغرفة حتى انها طلبت منه ان يقضوا ليلتهم فى تلك الغرفة التى شاهدت جيل آخر من الحب والعشق
اشرقت شمس هذا اليوم مرسلة دفئها على الأرض استيقظت تلك الفتاتين بشعور جامح من السرور والسعادة فاليوم يوم زفافهم حضرت أخصائية التجميل لعمل اللازم لهم فهم ليسوا بحاجة الى وضع كل تلك المساحيق فالله قد حباهم من الجمال ما يجعلهم كالحوريات .حل المساء كانوا انتهوا من ارتداء فساتين الزفاف الذى ساعدهم فى اختيارها" ثائر" نظرا لما يتمتع به من ذوق راقي جدا فى اختيار الملابس اخذ "ثائر "مريم" تتأبط ذراعه قام بتسليمها الى زوجها
ثائر:" خلى بالك منها انت فاهم انت مش عارف يعنى ايه مريم بالنسبة ليا"
رمزى بحب:" دى فى عينيا وقلبى كمان"
ثائر:" ربنا يسعدكم مبروك يا حبيبتى"
مريم:" الله يبارك فيك يا عمو وربنا ما يحرمنى منك ابدا"
صعد إلى غرفته ليأتى هو الاخر بحوريته الجميلة كانت فى غرفتها أمام المرآة تنظر الى نفسها تحاول تهدئة اعصابها فهى كأنها ستتزوجه لاول مرة انفتح باب الغرفة رأت انعكاس صورته فى المرآة فكم هو وسيم ابتسم لها اقترب منها يتأمل ملامحها الجميلة فكأنه اول مرة يراها فيها
ثائر:"ايه الجمال ده كله يا وتينى"
وتين:"حلوة يعنى يا حبيبى"
ثائر:"كلمة حلوة دى شوية عليكى يا قلبى انتى زى الحورية انتى عارفة يا وتين انا عمرى ما فى واحدة قدرت تفتنى ببراءتها وجمالها غيرك انتى"
وتين:"يا سلام للدرجة دى"
ثائر:"ايوة طبعا مش مصدقة انا بحس ان كل نبضة من نبضك قلبك باسمى انا. ان كل نفس من انفاسك ملكى انا. ان كل نظرة من عينيك تخصنى انا. بقيتى كلك ملكى انا ملك الغجرى"
وتين بابتسامة:'وانا بحب الغجرى وبعشق الغجرى وبموت فى الغجرى .والغجرى بقى حياتى كلها ودنيتى"
ثائر:"يلا ننزل الحفلة وبعد ما تخلص نطلع نكمل كلامنا الحلو ده"
تأبطت ذراعه هبطت الى الاسفل خرجوا الى الحفلة قام المدعويين بالتصفيق لخروجهم واطلقت الالعاب الناريه التى احدثت صوتا عاليا سمع "ثائر" ذلك الصوت اغمض عينيه بقوة حتى انتهت لاحظت وتين ذلك
وتين:"مالك يا حبيبى"
ثائر:"مفيش يا قلبى انا تمام"
وتين بقلق:"انت متأكد يا حبيبى انك كويس"
ثائر بابتسامة:"اه والله كويس متقلقيش يا حبيبتى ايه رايك فى الحفلة"
وتين:" جميلة اوى يا ثائر"
ثائر:" عجبتك يعنى يا وتينى"
وتين:" اوى يا حبيبى انا مفيش واحدة اسعد منى النهاردة"
ثائر بحب:" ولسه ياقلبى هسعدك أكتر قصاد كل دمعة حزن نزلت من عينيكى هتبقى سعادة وابتسامة تترسم على شفايفك"
وتين:" انت يا ثائر سعادتى وفرحى وأملى فى الدنيا"
استمر اطلاق تلك الالعاب النارية نظرت "وتين" اليها ولكنها عندما نظرت بجوارها اتسعت عيناها من الذهول والدهشة لما رأته
وتين بذهول ودهشة....ايه ده
***
رأيكم يا حلوين
لينك الحلقة على الواتباد
https://my.w.tt/LwjsnYSDmab
(دمية فى يد غجرى)
البارت الثالث والعشرين
استمر اطلاق تلك الالعاب الناريه نظرت "وتين" اليها ولكنها عندما نظرت بجوارها اتسعت عيناها من الذهول والدهشة لما رأته
وتين بذهول ودهشة:"ايه ده "
فهى لمحت دخول تلك المطربة التى تحب دائما ان تستمع الى أغنياتها وهى المطربة ( جنات) تدخل المكان تصدح بصوتها العذب اغنيتها (انا دنيته)
https://youtu.be/88VHMUDbZ28
لاتصدق "وتين" ماتراه فكيف علم انها تحب أغانى تلك المطربة
وتين بابتسامة:''انت عرفت ازاى يا" ثائر" ان انا بحب جنات وبحب اغانيها"
ثائر:"من الاغنية اللى سمعتك بتسمعيها فكراها"
وتين:'اغنية عجبانى شخصيته انا هخليها تغنيهالك دلوقتى يا حبيبى"
ذهبت "وتين" اليها وبعد ان تبادلت معها السلام طلبت منها ان تغنى تلك الاغنية فهى تريد اهداءها اليه كان يبتسم على تصرفاتها فهى سعيدة كطفلة صغيرة وجدت نفسها فى مدينة الالعاب خاصتها
رمزى:"والله وعمك طلع جنتل جايبلنا جنات كمان علشان تغنى لينا فى الفرح"
مريم:"طبعا انت عندك شك فى حاجة زى دى ان عمو مفيش منه وطول عمره كريم وحنين ولما بيحب حد مبيبخلش عليه بحاجة حتى لو كانت ايه"
رمزى:'لاء يا حبيبتى معنديش شك انتى هتقوليلى على "ثائر" دا انا اعرفه قبل منك هو راجل اوى ومفيش فى جدعنته ولا شهامته بس قوليلى بقى هم كانوا بيأكلوكى ايه وانتى صغيرة مربى قشطة حلويات يا مانجة انتى يا قمر دا احنا ليلتنا بيضة ان شاء الله "
مريم بكسوف:"بس يا قليل الادب احترم نفسك بقى"
رمزى:"قليل الادب واحترم نفسى! ايه الكلمتين اللى ملهمش لازمة النهاردة دول انتى لسه شوفتى حاجة دا انا شوفى بصى يعنى مش هقولك على اللى هيحصل يا مريم"
مريم بعيون متسعة:"ايه ده يا رمزى عيب كده بطل بقى"
رمزى:"عيب ايه يا قلبى هو انا واخدك رحلة انتى مراتى يا قلبى عارفة يعنى ايه مراتى"
مريم بخجل:"لاء مش عارفة ومش عايزة أعرف واسكت بقى ثم انت هتسكت ولا مش هروح معاك النهاردة وروح بيتكم لوحدك"
رمزى بمزاح:"والنبى اروح لوحدى ازاى يعنى دا انا كنت ولعتلكم فى البيت ده وولعت فى عمك" ثائر" كمان بالمرة''
فى ذلك الوقت كان "ثائر" يقف خلف "رمزى" ولكنه لا يراه فهو عندما تكون "مريم" برفقته لا ينتبه لما يجرى حوله
ثائر:"تولع فى مين يا حيوان انت"
رمزى:' تصدقى يا "مريم" انا جالى تهيؤات لدرجة ان سامع عمك "ثائر" بيشتمنى دلوقتى دا انا باين عليا اتجننت"
مريم بضحك:" يعنى انت حاسس ان دى تهيؤات يا "رمزى" مش حقيقة"
رمزى:"شكلى من القاعدة مع عمك وصحوبيته ومعرفته السودة جابلى تهيؤات الله يسامحك يا غجرى"
ثائر:"غجرى فى عينك يا رمزى يا جزمة"
رمزى:"هو فى ايه كل ما اجيب سيرته واشتم الاقى رد على الشتيمة بسرعة هو عفريته حاضر فى المكان ده ولا ايه"
مريم:"بص وراك كده وانت تعرف ايه السبب"
نظر "رمزى" خلفه وجد ثائر ينظر اليه بحاجب مرفوع يضيق ما بين عينيه بتوعد
رمزى:"الله ايه ده .ده ثائر بجد اه مش تهيؤات"
ثائر:"بقى عايز تولع فيا يا" رمزى" ها ورينى كده هتولع فيا ازاى"
رمزى:"حبيبى يا ابو نسب هو انا اقدر اقول ولا اعمل كده لاء لاء مقدرش"
ثائر:" دا انا سمعك بودنى دى يا رمزى"
رمزى:''دا بيتهيألك يا حبيبى اوعى تصدق انا اقول عليك لايمكن ابدا ازاى يا نهار ابيض دا انت حبيبى يا ثائر"
كل هذا و'وتين" و"مريم" يضحكون بشدة على مشاكسة "رمزى" و"ثائر" فهم لن يتغيرون ابدا
ثائر:" والله لولا انك متجوز بنت اخويا كنت خليتك تقضى دخلتك فى القصر العينى النهاردة وزمانهم معلقين ليك محاليل دلوقتى"
رمزى:"واهون عليك يا حمايا العزيز تعمل فيا كده فى الليلة اللى مستنيها قرن من الزمن ههههه"
ثائر:"للأسف الشديد لاء يلا ربنا يصبرنى عليك وعلى رخامتك"
رمزى:"ايوة كده اظبط انا رخم على اساس انك انت دمك شربات أوى دا انت دمك يلطش يا "ثائر" كاتك نيلة فى شكلك"
ثائر بغيظ:" اه يا حيوان لولا ان فى ناس كنت بعترت بكرامتك الأرض وزمانك مش عارف تلمها"
رمزى ببرود:" متقدرش يا اخويا لا انت ولا عشرة زيك يقدر يعمل معايا حاجة"
ثائر:" ايه ياض انت ده الجرأة اللى جاتلك مرة واحدة دى ها"
رمزى:" طول عمرى ويلا بقى متصدعنيش النهاردة فرحى"
ثائر:" اه ما انت اخدت اللى انت عاوزه بقى ليك عين تبجح"
مريم:" وبعدين بقى احنا هنقضى الفرح وانتوا ماسكين فى بعض"
رمزى:" خلاص يا روحى قولى لعمك يلم نفسه وانا هسكت"
ثائر:" الم نفسى! "
نظر ثائر لرمزى بعينان غاضبتين فهو علم ما يدور بذهنه الآن فربما هو اوصل "ثائر" بمزاحه الى حد الغضب
رمزى:" ايه ياعم انت هتتحول ولا ايه وربنا انا بهزر دا انت صديق العمر يا "ثائر" يالهوى هو انا عندك كام غجرى فى حياتى قصدى عندى كام ثائر فى حياتى دا هو واحد بس"
ثائر:" جبان وخواف مبتجيش الا بالعين الحمرا"
رمزى:" قصدى بالعين الزرقا ههههه"
ثائر:" ههههه كاتك نيلة فى رخامتك''
رمزى:" خلاص بقى احنا خلصنا فقرة الشتيمة نبقى مؤدبين بقى ماشى"
ثائر:" يلا بس علشان خاطر مريم"
مريم:" تسلملى يا عمو"
ثائر:" ربنا يسعدكم ان شاء الله"
رمزى:" ويسعدكم انتوا كمان يا ثائر"
اقترب منه يحتضنه فهو صديقه الاوحد الذى لا يتخيل حياته بدونه ابدا بالرغم من ان أحياناً يصل حوارهم إلى المشاجرة الا ان هذا لم يأثر على صداقتهم يوماً
وتين:"مبروك يا حبيبتى مبروك يا رمزى ربنا يتمم بخير"
رمزى:"الله يبارك فيكى يا "وتين" ومبروك ليكم انا عارف انتى اتجوزتى الغجرى ده ازاى مستحملاه ازاى أساساً
وتين بعشق:"اتجوزته علشان حبيته وعشقته"
ثائر:"حبيبة قلبى انتى يا وتينى"
مريم بمزاح :"شايف الرومانسية يا اللى عندك جفاف فى الرومانسية"
رمزى:"انا عندى جفاف فى الرومانسية طب صبرك عليا يا بنت العمرى"
قال ذلك ذهب "رمزى" يحمل بيده ميكروفون يقف وسط المدعوين يريد جذب انتباههم له
رمزى:"مساء الخير يا جماعة طبعا عارفين ان النهاردة فرحى وبتجوز مين بس اللى انتوا متعرفهوش ان مراتى دى كانت احلى حاجة شفتها عينيا اول ما شوفتها وهى لسه مولودة حسيت انها خطفت قلبى مبقتش شايف حاجة فى دنيتى غيرها هى بقيت اعد الايام علشان تكبر بقيت اشوفها بتكبر قدام عينى ويوم ورا يوم حبها فى قلبى بيزيد لماحسيت ان عايز قلب على قلبى علشان يساعى حبى ليها" مريم" انا بعششششقك"
قال كلمته الاخيرة بكل ما يحمله فى قلبه من حب وعشق لها وجدت دموعها تنزل على وجنتيها وابتسامة على شفتيها فهو صرح بحبه لها امام الجميع.صفق الحضور من تصريحات ذلك العاشق الذى اظهر حبه وعشقه لزوجته أمام كل الحاضرين
ثائر:"دا رمزى طلع بيفهم اهو وبيعمل حركات شيك اوي"
وتين:"ربنا يسعدهم يارب ويوفقهم"
ثائر:"اللهم امين ويسعدنا احنا كمان يا وتينى انتى مبسوطة يا حبيبتى"
وتين بسعادة غامرة:'اوى اوى يا ثائر انت مش متخيل احساسى عامل ازاى دلوقتى دا النهاردة يوم ميتنسبش فى حياتى أبدا
ثائر:"ولسه ان شاء الله هسعدك اكتر واكتر يا عشق ثائر وقلب ثائر"
( دمية فى يد غجرى)
باقى البارت الثالث والعشرين والبارت الرابع والعشرين
وتين:"انا بحبك اوى اوى يا ثائر بعشقك حتى العشق بقى شوية عليك يا حبيبى"
ثائر:" انا اللى محظوظ انك ظهرتى فى حياتى يا" وتين" وخلتينى اعيش المشاعر والأحاسيس اللى كنت دايما اسمع عنها وكنت اشوفها فى تصرفات "رمزى" بس كنت بسأل نفسى هو فعلا فى حاجة اسمها حب او عشق او ان انا تبقى حياتى واقفة عليكى انتى وان لو حاجة حصلتلك او تعبتك ابقى انا اللى تعبان او حاسس بالوجع اللى فيكى بقيت احس انك قلبى اللى لو بعد عنى هموت"
وتين:" بعد الشر عليك يا "ثائر" وانا خلاص مبقتش اقدر اتخيل حياتى من غيرك "
فهى لا تجد كلمات تصف بها شعورها نحوه فهى قد تخطت مرحلة العشق فلابد انها فعلت شئ جيد بحياتها حتى يرزقها زوج مثله لايدخر جهداً فى توفير كل سبل الراحة لها وايضا يعشقها كل هذا العشق فهى تتمنى الآن ان يرزقها الله منه بذرية تشبهه فى كل صفاته التى يحملها فعدد قليل من الرجال ما يتمتع بتلك الشخصية التى يملكها "ثائر".رفع بصره وجد الدكتور "فريد" يدخل الحفلة بيده ابنته" نورين" التى كانت متأنقة بشكل كبير ملفت للنظر فهى لاحظت بعض نظرات الحضور لها ولكنها لا تبالى بتلك النظرات هى تريد نظرة من شخص اخر
ثائر بترحيب:" اهلا دكتور فريد نورت الحفلة اهلا يا آنسة"
نورين:" ممكن تقولى نورين بلاش آنسة دى احنا خلاص بقينا معرفة"
فريد:" الف مبروك وربنا يتمم بخير بس هو ده فرحك ولا فرح بنت اخوك"
ثائر:" ده فرحنا احنا الاتنين"
نورين:" ليه هى "وتين" مكنتش مراتك لما كانت فى المستشفى انت كنت عايش معاها كده من غير جواز"
ثائر بانفعال:" لاء طبعا كانت مراتى بس لما ربنا شفاها حبيت اعملها مفاجأة ونعمل فرحنا من تانى بس علشان تبقى مبسوطة"
نورين:" واوو حركة حلوة اوى دى منك "
ثائر:" عقبال عندك ان شاء الله"
نورين:" فى حياتك ان شاء الله"
فريد:" الف مبروك يا ثائر ربنا يسعدكم"
ثائر:" شكرا يا دكتور نورتونا"
اخذ فريد ابنته مبتعدا عن "ثائر" فهو بات يشعر ان ابنته على وشك افتعال مشكلة فهو يعرف تصرفاتها جيدا حتى انه هذه الأيام يرى انها ليست على طبيعتها ولا ينسى حماسها عندما علمت انها ستأتى معه الى حفل الزفاف جلست على احدى الطاولات تتبعه بنظراتها اينما ذهب كأن لايوجد احد بالحفلة غيره لمحت زوجته ظلت تفكر ما هو الشئ المميز الذى جذبه اليها هل لانها محجبة هل لانها جميلة ام ما هو الشىء الذى يوجد بها يجعله لايرى غيرها.
فريد:" ايه اللى انت قولتيه ده يا نورين"
نورين:" قولت ايه يا بابى"
فريد:" انتى بتقوليله انت كنت عايش مع مراتك من غير جواز دى كلمة تتقال يا نورين"
نورين:" اصل استغربت فى المستشفى انت قولت مراته وجينا النهاردة عملها فرح فطبيعى الواحد يفكرها انها كانت عشيقته ولا حاجة"
فريد:" ايه عشيقته دى كمان اللى انت متعرفهوش ثائر محترم جدا ومتربى كمان ومش من النوع ده ولا زى اللى بتسمعى عنهم انهم ممكن يعرفوا ستات والقرف ده"
نورين:" يا سلام للدرجة دى يعنى هو محترم ومؤدب"
فريد:" ايوة بالرغم من عصبيته وأحيانا بيتصرف مع اللى بيسئ التصرف معاه بقسوة الا انه عمره ما جه على حد ضعيف او اساءت التصرف فى حق بنت او ست هو عنده قيم واللى غرز فى القيم دى اخوه رؤوف لان هو اللى كان مربيه"
نورين:" انا شايفة يا بابى انك منحاز ليه اوى وبتدافع عنه كتير"
فريد:" لان زى ما قولتلك انا اعرف ثائر من صغره وعرفه كويس والصراحة هو عاجبنى شخصيته اللى قليل اوى تلاقى حد زيه"
نورين:" على العموم ربنا يوفقه انا هقوم علشان ابارك لمراته"
وجدت نفسها تقترب منهم تريد تهنئة "وتين" على حفل الزفاف ولكنها ليس سوى مبرر حتى تقترب منهم
نورين:" مبروك يا مدام "وتين" الصراحة اتفاجئت ان النهاردة فرحكم انا فكراه فرح بنت اخوه بس"
وتين:" الله يبارك فيكى وعقبال عندك اه مفاجئة حلوة مش كده"
نورين:" أوى اصل اول مرة اشوف حد يتجوز مراته مرتين ان اعرف ان الجوازة التانية بيكون متجوز عليها مش متجوزها هى"
سمعت "وتين" كلماتها التى اردفتها تلك الفتاة بشئ من السخرية ابتسمت لها ابتسامة مقتضبة تحاول ان تتمالك أعصابها فهى لا تريد شئ يفسد تلك الليلة الرائعة
وتين:"لاء اصل انتى متعرفيش ان "ثائر "محدش يعرف هو بيفكر فى ايه لكن حكاية ان يتجوزنى مرتين دى فده علشان هو بيحبنى اوى وعايز يسعدنى بأى طريقة حتى لو هيعملى فرح من تانى"
نورين:" جميل اوى حبكم لبعض بالتوفيق ان شاء الله"
وتين:'' شكراً ليكى وعقبال عندك ان شاء الله"
كل هذا و"ثائر" يتابع الحوار بينهم بدون ان يتفوه بحرف واحد فهو ترك تلك المهمة لزوجته فهو بات يشك بتصرفات تلك الفتاة فهو لا يخفى عليه أيضاً تلك الافعال فهو ليست هذه المرة الاولى التى يتعرض بها لشئ كهذا فكثيرا غيرها حاولن معه بتلك الطرق والاساليب التى ينظر اليها نظرة متدنية فهو يسأم افعال بنات حواء من الاغواء فالوحيدة التى تستطيع ان تغويه هى تلك التى تحمل اسمه وتغويه بأتفه الطرق من مجرد ابتسامة تنفرج بها شفتيها او لمحة مضيئة من عينيها الساحرة....فهو أخذ قراره ان لا وجه او عينان او شفتان او ذراعان تلتف حول عنقه تستطيع اغوائه واغراءه غيرها هى فقط ولن تستطيع اى انثى آخرى ان تفعل ذلك حتى وان كانت تملك جمال الكون بأكمله.. نظرت اليها "نورين "التوت شفتيها بابتسامة جانبية وكأنها تخبرها ان زوجها ما هو الا رجل مثل باقى الرجال فانثى واحدة لا تكفيه.عندما حاولت الابتعاد تعثرت بفستانها وجدت نفسها تسقط بين ذراعيه تلك اللحظة التى شعرت فيها "وتين" بتلك النيران التى شبت فى قلبها وهى تراها بين ذراعى زوجها وليس هذا فقط فتلك الفتاة تغمض عينيها باستمتاع من رائحة عطره التى باتت تشمها من قربها منه فهى تعلم تلك الرائحة وماذا تفعل بالحواس فهى كانت بمجرد استنشاق رائحته تشعر بالخدر فى أوصالها
نورين:" اه انا اسفة كنت هقع ما اخدتش بالى"
ثائر بجمود:" حصل خير وبصى كويس وانتى ماشية يا آنسة"
نورين:" ان شاء الله عن اذنكم ومبروك مرة تانية"
قبل ان تعود الى والدها رأته يقترب منها تنتفخ اوداجه من تصرف ابنته اقترب منهم معتذرا عن مغادرة الحفل الآن
فريد:" عن اذنك بقى يا ثائر علشان لازم امشى دلوقتى"
ثائر:" لسه بدري يا دكتور فريد بسرعة كده"
فريد:" معلش بس علشان عندى عمليات الصبح ان بس جيت علشان اباركلك الف مبروك وعن اذنكم"
ثائر:" الله يبارك فيك اتفضل نورتنا الشوية دول يا دكتور فريد"
فريد:" تسلم يا ثائر عن اذنك"
أردف كلماته قام بسحب ابنته من يدها قبل ان تنطق حرف واحداً شعرت بمدى عصبيته ركبت بجواره لا تنطق بكلمة واحدة كأنها اصابها الخرس وصلوا الى المنزل عندما حاولت الصعود الى غرفتها اوقفها بصوته الغاضب
فريد:" استنى يا نورين عايز اتكلم معاكى"
نورين:" خير يا بابى فى ايه"
فريد:" انا اللى المفروض أسألك فى ايه ومالك اليومين دول وتصرفاتك الغريبة دى من ساعة ما شوفتى ثائر"
نورين بتوتر:" وانا عملت ايه وانا مالى ومالى" ثائر" ده كمان وانا كويسة ومعملتش حاجة"
فريد بعصبية وغضب:" اللى فى دماغى بطليه يا "نورين" والا مش هيحصل طيب انتى فاهمة ابعدى عن "ثائر" يا "نورين" انا مش اعمى علشان اشوف انتى بتبصيله ازاى او كلامك الغريب اللى بتحاولى تضايقى بيه مراته فوقى يا "نورين" بقى "ثائر" مش" مروان "انتى فاهمة مش "مروان" مش علشان فيهم شبه من بعض يبقى "ثائر" هيبقى بديل "مروان" "مروان" خلاص مات انسى بقى وشوفى حياتك ومتحاوليش تحيى" مروان" فى "ثائر "لان ده مينفعش حتى لو كان "ثائر" مش متجوز متحاوليش تعملى بديل ل"مروان" يا "نورين "واصحى لنفسك بقى"
سمعت كلمات والدها الغاضبة وجدت دموعها تهطل بغزارة على وجنتيها فوالدها ضغط على جرح الماضى بكل قوته حتى شعرت بنزيف قلبها مرة اخرى
نورين بدموع:" بس يابابى بس كفاية بقى انت ليه فكرتنى ليه حرام عليك"
فريد:" فكرتك علشان تفوقى وتعرفى انتى بتعملى ايه والا كده انا هرجعك فرنسا تانى ومش هترجعى مصر الا وانتى ناسيه الهبل اللى فى دماغك ده"
نورين:" بابى انت غلطان انا مفيش حاجة بينى وبين ثائر"
اردفت كلماتها ذهبت الى غرفتها قبل ان يسمعها كلام آخر دلفت الى الغرفة وجدت نفسها تذهب الى ذلك الصندوق الذى يحوى بعض الصور والرسائل فتحت الصندوق تنظر الى صور ذلك الشاب وتلك الابتسامة التى كانت تملأ وجهه الوسيم نزلت دموعها عندما تذكرته فمن حظها السئ ان تخسر حبيبها ولكن اراد القدر ان تقابل شبيه له ف"ثائر" و'مروان" يوجد تشابه بينهم الى حد ما وخاصة لون العينين لذلك فهى منذ ان رأت "ثائر" وهى لا تصدق انه يوجد من يشبه حبيبها الى هذه الدرجة....
بعد انتهاء تلك الليلة البديعة التى كانت بمثابة حلم جميل يعيشه كل من هؤلاء العشاق بالرغم من محاولة "وتين"ان تضبط أعصابها من تصرفات "نورين" ذهب "رمزى" و"مريم" الى منزله وصعد "ثائر "و"وتين" الى غرفتهم
وصل "رمزى'' منزله فمنزله لايبعد كثيرا عن منزل "ثائر'' دخل المنزل يحملها بين ذراعيه لايصدق انه عاد اليوم الى منزله وبرفقته حوريته التى يسرى عشقها فى اوردته
رمزى بحب:"نورتى بيتك يا حبيبتى البيت زاد نوره يا مريم"
مريم بخجل:''تسلم يا حبيبى"
صعد بها الى غرفتهم دخلت الغرفة بقلب تتعالى صوت دقاته حتى كادت ان تصم أذنها فهو لاحظ توترها حاول التخفيف من ذلك التوتر الذى أصابها فهو يعلم مدى رقتها وخوفها
رمزى:"حبيبتى هسيبك تغيرى براحتك علشان نصلى سوا ماشى يا مريم"
مريم بكسوف:"ماشى يا حبيبى"
خرج من الغرفة قامت بخلع فستان الزفاف ثم ارتدت ما يناسب تلك الليلة كانت توضأت ثم لبست اسدالها دلف "رمزى" إلى الغرفة ذهب الى غرفة الملابس قام بتغيير ملابسه ثم توضأ أيضا وقف امامها يأمها فى الصلاة أدوا صلاتهم بخشوع بعد الانتهاء وضع يده على رأسها يدعو لها ويقول الدعاء الخاص بتلك الليلة وهى تأمن خلفه وقفت تبتلع ريقها مرة تلو الآخرى فهى تشعر بالخوف والقلق والخجل والتوتر حتى شعرت ان قلبها ربما سيقفز خارج ضلوعها الآن ابتسم لها ابتسامة تشجيع اقترب منها حدثها بصوت هادئ لتهدئة روعها و خوفها وذعرها فهى ربما ترسم فى مخيلتها الآن اشياء تجعلها ترتعد من الخوف والخجل
رمزى بابتسامة:" مريومتى "
عندما حاولت ان تنطق شعرت بجفاف فى حلقها ولسانها اصبح مستعصياً عليه الكلام فعندما تحاول ان تتفوه بكلمة تهرب منها الكلمات
رمزى:" حبيبتى ردى عليا بوصيلى يا مريم"
رفعت وجهها اليه بعيون يملأها الخجل ولكن أيضاً تملأها الحب ولكنها لا تتخيل ان الآن ستتغير حياتها ستتغير هى نفسها
رمزى:"حبيبتى متخافيش منى اوى كده واهدى خالص ولو مش حابة يحصل اى حاجة النهاردة عادى مفيش مشكلة مفيش داعى لخوفك وقلقك ده والرعب اللى فى عيونك ده"
مريم بتوتر:"يعنى انت مش هتزعل منى يا رمزى"
رمزى:"وازعل من ايه انا يا قلبى كفاية عليا بس النهاردة ان انا هنام وانتى صوت دقات قلبك سامعه وانتى جمبى وان انتى معايا فى مكان واحد فاهدى ويلا تعالى نامى تلاقيكى النهاردة كان يوم متعب وتعبتى جامد ولا انتى جعانة يا حبيبتى اجبلك تأكلى"
مريم:"فى اكل على التربيزة دادة عملته علشانا"
رمزى بمزاح:"خلاص تعالى بقى اكلينى علشان ميت من الجوع وعايز حد يأكلنى"
مريم بابتسامة:"بعد الشر عليك يا حبيبى تعال ناكل"
اجلسها بجواره وضع الطعام فى فمها تتناوله باستحياء شديد فهو لا يريد افزاعها او ان تأخذ مفهوم خاطئ عن تلك الليلة بعد الانتهاء قامت بغسل يدها قامت بخلع اسدالها رأها بذلك الجمال مارس اقصى درجات ضبط النفس فليس من السهل عليه ان يرى جميلته التى كان يتمناها ليلاً ونهاراً بجواره ولا يستطيع الاقتراب منها ولكنه يجب ان يكون مراعياً لشعورها ذهبت "مريم" الى السرير تمدد بجوارها ينظر اليها بابتسامة بالرغم من ذلك اللهيب الذى اشتعل بداخل قلبه يطلب ودها وقربها حاول اغلاق عينيه عبثاً لاتعرف لماذا تريد الآن ان تقترب منه؟ فهى تحبه وتريده ان يشعر بحبها له وجدت نفسها تقترب منه تضع رأسها على صدره تهمس له بتلك الكلمة التى وصلت لمسامعه مدغدغة لمشاعره تعصف بقلبه وجوارحه
مريم بهمس ناعم :"رمزى انا بحبك"
رمزى بابتسامة:"وانا بموت فيكي يا حبيبتى"
رفعت رأسها اليه وجد نفسه يقترب من رأسها يضع قبلة على مقدمة رأسها ثم أخذت شفتيه تتجول على صفحة وجهها كان يتعامل معها بمنتهى الرقة والحنان انساها خوفها وتوترها وبدأت ليلتهم بمزيج من الحب والعشق والخجل فهو عندما شعر باستجابتها لم يستطيع منع نفسه من ان يقترب منها**على الجانب الاخر كان ذلك العاشق وجميلته بعد ان أدوا صلاتهم اصرت عليه ان يرقصوا سويا على صوت الموسيقى الهادئ فى تلك الليلة الساحرة التى يضيئها ضوء القمر كانت تقف بأطراف أصابعها على قدميه حتى تستطيع الوصول اليه تضع ذراعيها حول عنقه تدفن وجهها بين كتفه وعنقه مرسلة انفاسها الدافئة التى تجعله يضمها اليه يحتويها بين ذراعيه بقوة كأنه يريد ان يسجنها بداخل قلبه الذى صار ينبض بتلك السرعة ومما زاد فى احتراق خلايا جسده من ذلك الشوق الرابض بقلبه تلك القبلات التى كانت تطبعها على عنقه بتلك الشفاه الناعمة التى تشبه بتلات الورد كان يتمايل بها على صوت الموسيقى وهو يرفعها عن الأرض يحتضن خصرها بذراعين من فولاذ سمع صوت تنهيدات ناعمة تصدر منها
ثائر بهمس:" مالك يا وتينى بتتنهدى كده عليه"
وتين:" مش عارفة يا ثائر كأنى فى حلم حميل وهصحى منه على حقيقة توجعنى"
ثائر:" ليه بتقولى كده يا قلبى احنا في حقيقة مش خيال"
وتين بغيرة:" خايفة ييجى يوم وواحدة تانية تاخدك وتخطفك منى"
ثائر بابتسامة:" هى مين ده اللى تخطفنى يا حبيبتى انا اخطف اه بس مفيش واحدة تخطفنى مفيش غيرك انتى وبس"
وتين:" الصراحة مرتاحتش للى اسمها "نورين" دى ولا لكلامها"
ثائر:" سيبك منها نورين ايه وبتاع ايه فى ليلتنا دى ركزى معايا انا دلوقتى"
ابتسمت له ابتسامة جميلة وجدوا أنفسهم غارقين فى بحر من الحب تتصارع صوت دقات قلبيهم فكلما ابتعد عنها يجد نفسه يقترب أكثر وكأن بها شئ كالمغناطيس يجذبه يجعله غير قادر على الابتعاد يهمهم بتلك الكلمات العاشقة التى تصل لاذنها تجعلها غير راغبة فى شئ سوى الخضوع لسلطان الحب اخذت انفاسها بقوة وكأنها تريد ان تحمل رئتيها اكبر قدر من رائحته تلك الرائحة الممزوجة بالعشق وضع رأسه فوق قلبها حيث ترتعش هيامأ غرزت أصابعها فى شعره ترتبه تارة وتبعثره تارة اخرى .ولكن خطر على بالها سؤاله لماذا اغمض عينيه لحظة دخولهم حفل الزفاف
وتين:"ثائر انت نمت يا حبيبى"
ثائر بصوت اشبه بالنعاس:"اممم لسه بس بسبب لعبك فى شعرى كنت هنام حسيت دماغى تقلت اوى"
وتين:"هوانا ممكن اسألك سؤال"
ثائر باهتمام:"خير يا روحى فى ايه عايزة تسألى على ايه"
وتين:"هو انت ليه غمضت عينيك لما سمعت صوت الالعاب النارية "
ثائر:"علشان مبحبش صوت الفرقعة علشان بتفكرنى باللى حصل ل''رؤوف" بتفكرنى بصوت انفجار العربية علشان كده مبحبش اسمع الاصوات دى ولو سمعتها مبستحملش صوتها فى ودانى بحس بالغضب والعصبية ساعتها علشان كده بغمض عينى علشان اهدى نفسى"
وتين:'فهمت يا حبيبى انا افتكرت ان فى حاجة مضيقاك ومش عايز تقولى هو احنا هنسافر امتى"
ثائر:" هنسافر بعد بكرة"
وتين:"اشمعنا يعنى نسافر بعد بكرة مش المفروض نسافر بكرة"
ثائر بلؤم:'لان انا مش هقدر اقوم من النوم بكرة فعايز انام وارتاح يا روحى فهمتى يا قلبى"
وتين بشهقة:"هااا انت رهيب يا "ثائر" يا ساتر"
ثائر:"قصدك بجح وقليل الادب يا روحى قوليها انا عارف انها واقفة فى زورك وعايزة تقوليها"
وتين:"هههه انا اللى واقف فى زورى كلمة تانية مش دى"
ثائر:"كلمة ايه دى"
وتين:''ب ح ب ك يا ثائر بعشقك"
ثائر:" نيمينى يا وتين عايز انام"
وتين:"انيمك ازاى يعنى اعمل ايه"
ثائر:''يعنى احكيلى حدوتة علشان انام يلا بقى"
وتين:" طب عايز حدوتة ايه احكيهالك"
ثائر:''اختارى انتى حدوتة على مزاجك واحكيهالى"
وتين:"هحكيلك حكايتى لانها تشبه حياة سيندريلا هحكيلك حكايتى معاك يا اميرى الغجرى"
ابتسم" ثائر" على كلام زوجته التى بدأت تقص عليه قصتها منذ ان كانت تعانى الامرين من العذاب والقهر الى ان قابلته ووقعت فى غرامه وتزوجته حتى اصبحت حياتهم الى ماهى عليه الآن
*"*"*
تمطت بكسل على سريرها تبتسم وهى مغمضة العينين عندما شعرت بشئ يداعب وجهها فلم تكن سوى وردة يداعب بها زوجها وجنتيها
رمزى بابتسامة حب:"صباح الخير على احلى عروسة فى الدنيا دى كلها صباح الخير يا مريومتى"
مريم:"صباح النور يا حبيبى"
رمزى:"انا كل يوم هصحى على الوش الجميل ده والابتسامة العسل دى والعينين اللى تدوخ دى وتنسينى اسمى"
شعرت بالخجل من كلامه فليلة الأمس كانت ليلة خيالية قضتها برفقة حبيبها الذى كان يتعامل مع جهلها برقة وتفهم فهو لم يحاول افزاعها او بث الخوف فيها بأى شكل من الأشكال بل كان صابراً معها الى اقصى الحدود
مريم:"وانا هصحى على الكلام الحلو ده كل يوم"
رمزى:"دا انا اغنيلك كمان يا حبيبتى انا عندى كام "مريم" فى حياتى هى واحدة بس ومفيش غيرها"
مريم:" تسلملى يا حبيبى بس تصدق عمو و"وتين" وحشونى اوى"
رمزى بمزاح:"دا تلاقى عمك دلوقتى فى كوكب زحل ومش فاكر حتى اسمه ولا هو مين"
مريم:"هههههه بس بقى يا "رمزى" هقوم احضرلك الفطار بس هاخد شاور الاول واعملك الفطار على طول ماشى"
رمزى:"احنا هنعمل الفطار سوا يا روحى انتى تعملى الاكل وانا اكل انتى تبتسمى وانا احبك انتى تدينى حضن انا اديكى حضن كده يعنى الحياة مشاركة بين الزوجين"
مريم بضحك:"وانت الصراحة كده هتتعب اوى يا حبيبى"
رمزى:"يلا ربنا يقدرنى ويصبرنى على التعب ده كله"
مريم بمزاح :" ربنا يقويك يا حبيبى والله على الهزار بتاعك ده"
رمزى:" ايه مش عاجبك هزارى ولا ايه يا روحى"
مريم:" دا انا بموت فيك بسبب خفة دمك دى وكلامك العسل ده"
رمزى:" وبعدين بقى"
مريم باستغراب:" مالك يا حبيبى فى ايه"
رمزى:" انا بقول بلافطار بلا بتاع بقى عايشين عمرنا بناكل خدنا ايه يعنى"
مريم:" قصدك ايه يعنى''
رمزى:" يعنى بحبك يا بنت العمرى ومش عايز اكل انا عايز اكلك انتى حلال الله أكبر"
لم يمهلها فرصة تستوعب كلماته اذ وجدت نفسها تذهب معه الى عالم اخر ذلك العالم الذى دخلته بالأمس
***
كان ينتظر بلهفة موافقة زوج خالته على زواجه من "دينا" فمنذ متى وهو اصبح متلهف بهذه الطريقة فهو كأنه هذه اول مرة بختبر ذلك الاحساس بالرغم من انه كان يحب "وتين" وقام بخطبة "هيام" ولكن هذه المرة كأنه اول مرة يفعل شئ كهذا لمحت والدته حيرته ابتسمت له جلست بجواره
نادية:"مالك يا "اسامة" مش على بعضك ليه كده"
اسامة:"ها لا ابدا يا ماما انا كويس مفيش حاجة انا تمام"
نادية:"انا عيزاك بس يا ابنى المرة دى تفكر بعقلك ومتندفعش زى المرة اللى فاتت"
أسامة:"قصدك ايه يا ماما"
نادية:"قصدى ان انت المرة للى فاتت كنت عايز تخطب واحدة ولما روحنا نخطبها خطبت قريبتها فا انا مش عايزة اخسر اختى يا اسامة"
اسامة:"انتى عارفة ان "هيام" ضحكت عليا وشككتى فى "وتين" علشان كده حصل اللى حصل"
نادية:"وهو ده اللى عيزاك تفهمه مش اى كلام تسمعه تصدقه لازم يبقى عندك عقل تغكر كويس قبل ما تحكم وانت عارف اللى انت ناوى تتجوزها تبقى بنت اختى حصل بينكم سوء تفاهم وترجع تعمل اللى عملته قبل كده يبقى انا خسرت اختى الوحيدة فهمت يا ابنى"
اسامة:"فهمتك يا ماما وعارف انتى عايزة توصليلى رسالة ايه والرسالة وصلت وصدقينى انا اتعلمت الدرس كويس
نادية:"ربنا يوفقك يا حبيبى ويكتبلك الخير يا رب"
اسامة:"تسلميلى يا ماما"
اثناء حورارهم سمعت نادية صوت رنين هاتفها قامت بفتح الهاتف بابتسامة
نادية:"ازيك يا حبيبتى"
أمينة:" الحمد لله تسلميلى يا رب انا بس اتصلت عليكى علشان اقولك ان "مدحت" موافق وان شاء الله هينزل مصر كمان اسبوع علشان نتمم الخطوبة"
نادية بفرحة:"يوصل بالسلامة ان شاء الله وربنا يتمم بخير سلميلى على عروستنا الحلوة"
أمينة:'يوصل ان شاء الله"
بعد انتهاء المكالمة كان يريد معرفة رأى زوج خالته بشأن تلك الزيجة
أسامة:"ها يا ماما ايه الاخبار"
نادية:"عمك "مدحت" موافق وهييجى كمان اسبوع علشان نتمم موضوع الخطوبة"
اسامة بحماس:"ان شاء الله يا ماما"
شعر بالتفاؤل فربما الآن سيستطيع ان يبدأ من جديد مع تلك لفتاة التى لم يخطر على باله يوماً انها ممكن ان تكون هى نصيبه وحظه من الدنيا
*"*"*
لاتجف الدموع من مقلتيها ندما وحسرة على ماوصلت اليه فهى كانت تريد ان تتزوج من ذلك الشاب التى رأت به فارس احلامها الذى سيحقق لها كل أمانيها ولكن لم يكن كل هذا الكلام سوى وعود كاذبة مجرد كلام ينطقه وتمر عليه ثانية لا يتذكره فهى تذكرت يوم ما حدث لها تلك الكارثة التى حلت بها
"فلاش باك''
كانت تجلس بجواره فى سيارته بتلك الابتسامة العريضة بسبب ما اخبرها به للتو من انه سيريها الان ذلك المنزل الذى سوف يسكنوه بعد زفافهم
هيام:"هو لسه كتير على ما نوصل الفيلا يا حبيبى ولا ايه"
يحيى بخبث:"لاء يا حبيبتى احنا قربنا نوصل اهو هى الفيلا اللى هناك دى"
هيام:'وانت هتيجى تطلبنى امتى من اخويا ومن ماما علشان نتجوز"
يحيى:"اول لما الفيلا تتشطب وتخلص هنتجوز على طول يا حبيبتى"
هيام:"هى لسه الفيلا متشطبتش ولا ايه"
يحيى:"خلاص المهندس هيشطبها انا بس جبت تشوفيها علشان تختارى الالوان والذوق اللى يعجبك"
سمعت ذلك رفرف قلبها من الفرحة فهى اصبحت على وشك تحقيق حلمها وصلوا الى تلك الفيلا نزلت من السيارة تنظر الى المكان باعجاب فالمكان يخص تلك الطبقة الراقية التى تراها وتسمع عنها
يحيى:"تعالى يا حبيبتى علشان تشوفيها من جوا هتعجبك اوى"
هيام بحماس:" ماشى يلا بينا"
دخلت معه الى المنزل ظلت تتجول بعينيها فى ذلك المكان الرائع الذى سيصبح قريبا من نصيبها حسب تلك الأحلام والامانى التى ترسمها فى مخيلتها
هيام باعجاب شديد:"واووووو المكان تحفة يا يحيى"
يحيى:'ولسه الدور اللى فوق هيعجبك اوى تعالى معايا"
صعدت معه الى الدور العلوى قام بفتح احدى الغرفة ولكن لدهشتها وجدت بها سريرا فقط"
هيام:"ايه السرير ده بيعمل ايه هنا"
يحيى:"ده تلاقى بس حد من العمال عامله علشان لما يرتاح او يباتوا هنا فى الفيلا علشان يشطبوها بسرعة"
هيام:"اممم آه فهمت"
يحيى:"مقولتليش بقى عجبتك الفيلا ولا لاء"
هيام:"اوى اوى يا يحيى جميلة اوى انا مش مصدقة ان انا خلاص هبقى مراتك ونتجوز"
يحيى:"انتى خلاص بقيتى بتاعتى ومراتى يا "هيام" مراتى اللى هخيها تعيش أميرة وكل طلباتها مجابة وهخليها تلف معايا العالم كله وهفسحها فى بلاد عمرها ما شافتها"
كانت تستمع إلى كلامه المعسول بانبهار وجدته يقترب منها ومازال يمطرها بتلك الوعود الكاذبة التى جعلتها تضعف وتخضع لذلك العابث.فها هى قد وقعت فى المحظور وجدت نفسها فى لمح البصر تخسر كل شئ وتخسر نفسها اولا قبل اى شئ.بعد ان انتهى منها تبخرت تلك الوعود التى كان يوعدها لها
هيام:'يحيى انت لازم تيجى تخطبنى بسرعة ماشى"
يحيى ببرود:"وانتى مستعجلة على ايه هى الدنيا هطير يعنى"
هيام:'يحيى بلاش استهبال انت لازم تصلح اللى انت عملته دلوقتى لازم تصلح غلطتك"
يحيى:"وهى الغلطة غلطتها لوحدى انتى مكنش عندك مانع وكنتى موفقانى على كل حاجة يعنى انا مغصبتكيش على حاجة"
هيام:" انت وعدتنى انك هتيجى تتجوزنى انت ضحكت عليا"
يحيى:"هاتى اللى يثبت كده ان انا وعدتك ان هتجوزك"
هيام بذهول:'انت قصدك ايه يا يحيى بكلامك ده"
يحيى:"قصدى يعنى خلاص كفاية عليكى كده يا "هيام" واشوف وشك بخير انا ضيعت معاكى وقت زيادة عن اللزوم"
قال ذلك سبقها الى الخارج جرت خلفه تمسكه من ذراعه تبكى على حالها الذى وصلت اليه ترجوه ان يكذب ما قاله لها الآن ويخبرها انه ليس الا مزاح معها
هيام:''يحيى انت بتهزر مش كده انت مش هتسيبنى صح مش انا حبيبتك مش كنت بتقول انك بتحبنى"
يحيى:"انتى مبتفهميش قولتلك خلاص كل شئ خلاص ومش عايز اشوفك ولا اسمع صوتك تانى وانسيتى خالص يا ''هيام" انتى فاهمة"
جثت على ركبتيها تبكى بقهر على ما وصل إليه حالها فهى من خاضت فى عرض وشرف فتاة بالكذب اصبحت هى فاقدة العرض والشرف
"انتهاء الفلاش باك"
تفكر وتفكر كيف تخرج من مأزقها ومصيبتها الذى اذا علم بها أحد من اهلها ستنتهى حياتها
*"*"*
يقف بشرفة غرفته يحتسى قهوته باستمتاع فى ذلك الليل الجميل الذى لا يعكر صفوه شئ فى حين انها تقوم بترتيب أغراضهم التى سيحتاجونها فى سفرهم لقضاء شهر عسلهم بعد الانتهاء وجدت نفسها تذهب سريعاً الى الحمام اخذت حمام دافئ ينعشها ارتدت تلك الملابس التى تجعلها تشبه النجمة المضيئة فى سواد هذا الليل اقتربت منه بخفة لا تصدر صوتاً وبالرغم من ذلك ارتسمت ابتسامة على شفتيه فهو علم باقترابها منه بسبب ذلك العطر الذى يفوح منها والذى طلب من احدى شركات العطور ان تصنعه خصيصاً لها اراد ان يكون لها عطرها المميز فهو عطر ذو رائحة اخاذة اقتربت منه تحيط خصره بيديها الصغيرة تريح رأسها على ظهره العريض تغمض عينيها تشعر بالشوق يختلج بين ثنايا قلبها قام بسحب احدى يديها يقربها من فمه يطبع عليها احدى تلك القبلات التى ترسل رعشة قوية في جسدها
ثائر:" خلصتى يا وتينى"
وتين:" اه خلاص خلصت وكل حاجة جاهزة على سفرنا الصبح"
التفت اليها مد يده يزيح خصلات شعرها عن وجهها فهو يريد ان يرى ذلك الوجه الملائكى وتلك العينان الساحرتان
ثائر:" انتى مبسوطة وسعيدة يا روحى"
وتين:" اوى اوى يا حبيبى لدرجة ان سعادتى ابتدت تخوفنى"
ثائر:" بلاش اوهامك دى بقى يا قلبى متفكريش فى حاجة تعكر سعادتك واصلا متفكريش فى حاجة مش هتحصل عارفة يعنى ايه مش هتحصل يعنى انا ليكى انتى وبس فهمانى يا "وتين" ودى كلمة عمرى ما قلتها لحد ولا هقولها لغيرك"
وتين:" مش عارفة انا بقيت موسوسة كده ليه"
ثائر:" استعيذى بالله من الوسواس ومتخليهوش يسيطر عليكى علشان كده هتتعبى يا حبيبتى"
وتين:" اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم واستغفر الله العظيم"
ثائر:" ايوة كده بس قوليلى ايه الحاجات اللى تجنن دى"
وتين:" حلو يعنى عليا"
ثائر:" اوووووووى بس انتى اللى زودتى حلاوته أكتر"
وتين بهمس ناعم:" كلامك حلو اوى يا "ثائر" بيخدر اعصابى ومبيخلنيش عارفة ايه اللى بيحصل حواليا"
ثائر:" دا انتى اللى بقيتى بالنسبة ليا زى الهوا اللى بتتفسه"
ظلت الهمسات بينهم كأنهم يخشون افساد تلك اللحظة الرائعة اذا علا صوتهم قليلا فذلك الهمس هو همس القلوب بين قلبين عاشقين
"فى المطار"...كانوا هؤلاء العشاق ينتهوا من معاملات المطار حتى يصعدوا على متن تلك الطائرة التى سترحل بهم الى اسبانيا لقضاء شهر عسلهم .كان واضعا يديه حول كتفها يحاوطها بيده يجعلها قريبه من قلبه ذلك القلب الذى اصبح بدون ارادة منه ملك تلك الفتاة التى جعلته عاشق لها حتى الموت كانت تحمل بيدها علبة من العصير ترتشف منها مثل الاطفال ابتسم على فعلتها فهى قبل ان تكون زوجته فهى طفلته المدللة التى بمجرد ان ترجوه لاى شئ من اجلها يجد نفسه يفعل بقلب راضى وابتسامة واسعة فهى قد أودت به الى هاوية جنون العشق والهوس اصدرت صوتا يعلن عن انتهاء العصير بيدها وجد نفسه يضحك على فعلتها
ثائر:"ههههه حبيبتى خلاص كيس العصير خلص ايه الصوت ده"
وتين:"هههه ما انا لازم احلفه على المصحف انه خلص ولازم اسمع صوته كده''
ثائر:"لو عايزة عصير تانى يا قلبى اجبلك"
وتين:"تسلملى يا حبيبى انا شاربه ييجى كرتونة عصير لحد دلوقتى"
ثائر:"بالف هنا وشفا على قلبك يا عمرى ماطرح ما يسرى يمرى"
وتين بعشق:"وبعدين بقى يا "ثائر" كده كتير وربنا وحرام بصراحة"
ثائر باستغراب:"هو ايه ده اللى كتير وحرام يا وتين"
وتين بمشاكسة:"حلاوتك دى يا" ثائر "الرحمة شوية"
ثائر:"اه منك انتى يا شقية مش بقولك بدلوكى فى المستشفى مش مصدقة"
ابتسمت وتين على كلامه لاحظت قدم "مريم" و"رمزى" اليهم
رمزى:"يلا علشان خلاص هنطلع الطيارة دلوقتى"
ثائر:" انتوا كنتوا فين كده بسلامتك"
رمزى بمزاح:"كنت بشوف مكان هادى كده علشان اقول لمريم كلمتين حلوين بس ملقتش الدنيا زحمة هنا"
مريم بكسوف:"رمزى بس اسكت بقى"
رمزى:'نعمين انتى كمان انتى هتعمليلى زى عمك ناقص تقوليلى مخصوم منك الشهر ده"
ثائر:"طب مخصوم منك الشهر ده يا "رمزى" ومش هخلى كلمتك تنزل الارض"
وتين:"هههه لاء حرام يا ثائر بلاش كده"
ثائر بطريقة كوميدية:"خلاص علشان خاطرك هتنزل المرة دى بس المرة الجاية لايمكن ابدا"
رمزى بمزاح:"قوم بينا يا معلم حنفى خلاص الهيبة راحت يا جدعان"
وتين بدفاع وبدون وعى:"عمر هيبته ابدا ما تروح هو "ثائر" و هيفضل طول عمره "ثائر" اللى مفيش فى رجولته وشهامته ولا فى حلاوته برضه"
لايجد ما يقوله فتلك الكلمات التى نطقتها زادته عشقا لها فهى تدافع عنه تخبرهم ما مكانته لديها وكيف هى تراه
مريم بابتسامة:"ربنا يسعدكم يارب"
ثائر:'ويسعدك يا حبيبتى لو الواد ده تاعبك قولى وانا زى ما قولتلك قبل كده لو جوزك زعلقك انا هعلقه من رجليه"
مريم:"دا رمزى مفيش زيه ربنا يباركلى فيه"
رمزى:" حبيبة قلبى اللى مجننانى بحلاوة أهلها دى"
ثائر:" مش بقولك متخلف انت مش مصدق يا رمزى"
رمزى:"بقولك ايه هنوصل اسبانيا مش عايز اعرفك سيبنى اعيش بقى انا ومراتى شهر عسل كده محصلش انت فاهم متقفليش على الواحدة يا اخويا هو شهر عسل ولا عقاب انا رايح انطلق انت فاهم"
ثائر:"علشان خاطر "مريم" بس انا هسيبك"
مريم:"تسلملى يا عمو"
وتين:"يلا بينا بقى ولا ايه هنفضل نتكلم كتير"
صعدوا على متن الطائرة غفت كل منهن على كتف زوجها كان "ثائر" ممسكا يدها بين احدى يديه وذراعه الاخرى تحاوطها كانت تشعر بذلك الدفء الذى يسرى فى اوصالها يجعلها راغبة فى الذوبان على قلبه لم يغلبها النوم بعد وجدت نفسها تقترب من عنقه تحك أنفها به تشم رائحته المميزة كانت حركتها تلك قد جعلت الرعشة تتملك من قلبه وجد نفسه يضغط حولها بقوة يكاد ان يحطم عظامها من قوة تلك الضمة لم يسعها سوى اصدار ذلك الانين الخافت الذى يجعله غير واعيا اكثر لما يفعل ولكن تحولها انينها من الهمس المتألم الى تنهيدات حارقة تخرج من بين طيات قلبها المفعم بعشقه.وصلوا الى المنزل الذى يملكه "ثائر" فى تلك المدينة نظرت وتين باعجاب شديد للمنزل فهو لا يفرق كثيرا عن منزلهم فى مصر
ثائر:"عجبك البيت يا وتينى"
وتين:"اوى اوى يا حبيبى دا شبه بيتنا اللى فى مصر"
مريم:"انا مش قادرة انا دوخت من الطيارة وعايزة انام يا رمزى"
رمزى:"يا سلام ايه الرومانسية دى نبتدى شهر العسل بالنوم بس مش مشكلة ملحوقة يا بنت العمرى"
ثائر:"اتلم ياض انت ويلا خدها تنام روحى يا حبيبتى على اوضتك يلا ولو ضايقك ارميه برا الاوضة خليه ينام على الباب"
رمزى:"هقول عليك ايه انا خلصت فيك كل الكلام غجرى"
صعدت" مريم" مع زوجها الى الغرفة التى كانت تسكنها دائما عندما تأتى برفقة عمها.صعدت "وتين" ايضا مع "ثائر" الى غرفتهم فارتمت على السرير بتعب
ثائر:'مالك يا روحى تعبتى انتى كمان من الطيارة"
وتين:'اصل دى اول مرة اركب طيارة واسافر برا مصر"
ثائر:"ومش هتبقى اخر مرة يا وتينى فاتعودى على كده بقى"
وتين:"انت نور عيون وتين وقلبها من جوا"
ثائر:"انتى هتنامى بهدومك ولا ايه"
وتين:"والله ما قادرة اقوم اغير هدومى مش مشكلة بقى لما اقوم ابقى اغيرها"
ثائر:'خلاص اقلعى حجابك علشان تعرفى تنامى براحتك"
وتين:"ليه انت هتروح فين مش هترتاح شوية"
ثائر:"مش رايح فى حتة بس هنزل تحت اشوف ايه الاخبار و اشوف الناس اللى بتشتغل هنا"
وتين:"طب انا هنام بقى يا حبيبى"
ثائر:"نامى يا قلبى"
طبع قلبه على رأسها ثم غادر الغرفة متجها إلى الاسفل ليرى العاملين الذين يعملون لديه فى المنزل عندما يأتى الى هنا قام بالاتصال على ذلك الرقم اردف بعدة جمل باللغة الاسبانية بضرورة حضور ذلك الرجل هو وزوجته وابنته..بعد ان قضت بضع ساعات فى النوم قامت من على السرير متجه الى حقيبتها اخرجت منها ملابس لها ثم اتجهت الى الحمام لاخذ حمام سريع بعد الانتهاء ارتدت ملابسها ثم هبطت الى الاسفل ظلت تنادى عليه بصوتها ولكنها لاتجد احد يجيب ندائها
وتين:"ثائر ثائر انت فين يا حبيبى ثائر"
ولكنها لا تسمع صوت فاين ذهب؟ فهى اذا كانت تتحدث الاسبانية ربما كانت سألت احد من هؤلاء الناس الذين يعملون بالمنزل عن مكان وجود زوجها
وتين:"اعمل ايه دلوقتى انا مبعرفش اتكلم اسبانى و"مريم" زمانها نايمة"
قررت ان تبحث عنه بنفسها كل غرفة تقابلها تفتح بابها وتنظر بها ثم تغلقها حتى وصلت الى حديقة المنزل ظلت تبحث عنه سمعت صوت من مكان يشبه اسطبل الخيول اقتربت من المكان لمعرفة من يضحك ويتكلم بهذا الصوت المسموع فهى ميزت صوت زوجها ولكنها لم تميز الصوت الآخر وصلت الى المكان ولكن عيناها توسعت على آخرها فهى ترى زوجها ومعه فتاة جميلة تضحك معه حتى انها قامت بوضع يدها على ذراعه وهى تضحك بهذا الشكل عند هذا زاد جنونها صرخت باسمه بانفعال قوى
وتين:"ثاااائر ايه ده ومين دى اللى معاك وبتعملوا ايه"
ثائر:'وتين انتى صحيتى من النوم امتى يا حبيبتى"
وتين:"ليه مكنتش عايزنى اصحى ولا ايه ولا كنت عاوزنى افضل نايمة على ودانى"
ثائر باستغراب :"فى ايه يا حبيبتى مالك وبتتكلمى كده ليه مالك يا وتين"
وتين بصوت مرتفع :"انا بسألك مين دى يا "ثائر" رد عليا انا مش بكلمك مبتردش عليا ليه هااا رد عليا"
ثائر بغضب:"وتين وطى صوتك ومتعليش صوتك عليا انتى فاهمة انتى بتعلى صوتك ليه دلوقتى وبتتكلمى ليه بالشكل ده"
وتين بعصبية:"انا بقولك مين دى جاوبنى يا" ثائر" ولا تكون الحلوة واحدة من معجبات ثائر بيه العمرى"
ثائر بغضب:"برضه بتعلى صوتك عليا يا "وتين" يلا ادخلى جوا حسابى معاكى بعدين على ان تعلى صوتك عليا وتتكلمى معايا بالشكل ده وانتى عارفة مبحبش حد يعلى صوته عليا ولا يعارضنى فى الكلام حتى لو كان مين"
وتين بعند وتمرد طفولى:'"وانا مش همشى من هنا ولا هسمع كلامك الا لما اعرف مين دى وبتعمل معاك ايه هنا فى الاسطبل يا "ثائر" بيه"
***
رأيكم يا حلوين
*"*"*"*"*"*"*'*
( دمية فى يد غجرى)
البارت الرابع والعشرين
وتين بعصبية:"انا بقولك مين دى جاوبنى يا" ثائر" ولا تكون الحلوة واحدة من معجبات ثائر بيه العمرى"
ثائر بغضب:"برضه بتعلى صوتك عليا يا "وتين" يلا ادخلى جوا حسابى معاكى بعدين على ان تعلى صوتك عليا وتتكلمى معايا بالشكل ده وانتى عارفة مبحبش حد يعلى صوته عليا ولا يعارضنى فى الكلام حتى لو كان مين"
وتين بعند وتمرد طفولى:'"وانا مش همشى من هنا ولا هسمع كلامك الا لما اعرف مين دى وبتعمل معاك ايه هنا فى الاسطبل يا "ثائر" بيه"
ثائر بغيظ:" انتى ايه حكايتك النهاردة انا مش بقولك ادخلى جوا كلامى يتسمع من مرة واحدة مفهوم ولا مش مفهوم يا وتين"
وتين باستهزاء:"ايه انت مضايق قطعت عليك خلوتك بالحلوة ولا ايه ولا مخلصتوش ضحك وهزار تحبوا اجبلكم عصير ليمون علشان القاعدة تحلو وتعرفوا تاخدوا راحتكم ولا اقولك انت خدها واطلعوا فوق انا خلاص صحيت والاوضة فاضية فوق هتعرفوا تتكلموا براحتكم أكتر جايز الحلوة وحشاك وعايز تشبع منها"
ثائر بذهول:'' ايه اللى انتى بتقوليه ده لاء دا انتى اتجننتى بقى يا "وتين" وجرا حاجة لمخك انتى فى وعيك يا مدام"
وتين:"وكمان بتشتمنى يا محترم وتقولى اتجننتى جايز خلاص مبقتش عجباك يا ثائر بيه"
ثائر بأمر:''على اوضتك انتى فاهمة احسن وقسما بربى ماهتعرفى انا ممكن اعمل فيكى ايه دلوقتى يا وتين"
كانت تلك المرأة لا تفهم شئ مما يقولنه فهى عاقدة حاجبيها تنظر اليهم باستغراب شديد فملامح وجههم تدل على انهم ربما يتشاجرون نظرا لجلها بتلك اللغة التى يتحدثون بها عندما حاولت الكلام اشار اليها ثائر بالسكوت
وتين بعند:" انامش هروح على اوضتى واللى عندك اعمله يا "ثائر" وانت شاورت للحلوة تسكت ليه خليها تتكلم متخافش انا مبعرفش اللغة اللى بتتكلموا بيها"
ثائر:''كده ماشى تعالى معايا يا وتين"
نطق بعض الكلمات بالاسبانية لتلك المرأة ثم اعتذر منها مغادرا قابضاً على ذراع زوجته بقوة ألمتها كان يمشى بخطوات واسعة وكادت ان تقع اكثر من مرة بسبب جره لها خلفه فتح باب غرفتهم ادخلها الغرفة ينظر اليها نظرات غاضبة وعيون اصبحت تطلق شرار بسب تمرد تلك العنيدة التى لا تستمع إلى كلامه
ثائر:'انا عايز اعرف انتى ايه اللى جرالك النهاردة انتى اتجننتى يا "وتين" وايه تصرفات العيال اللى بتعمليها دى انتى جرالك ايه"
وتين:"تصرفات عيال عايزنى اشوف جوزى مع واحدة واقف اتفرج عليهم"
ثائر:'انتى ليه محسسانى انك قفشانى معاها فى وضع مخل او ان انا وهى لقتينا فى اوضة النوم بتاعتك ودخلتى علينا فجأة"
وتين:"بس دى كانت حاطة ايدها على دراعك بتعمل ايه"
ثائر:''هى مش قصدها حاجة كانت بتضحك فايدها لمست دراعى عادى زى نوع من الهزار مش اكتر انتى ليه فهمتى الموضوع غلط دا انا حتى محستش بلمسة ايدها يعنى مكنتش قافشة فى دراعى يعنى"
وتين:"فهمت غلط! وصوت الضحك اللى مسمع فى البيت كله ايه كانت بتقولك نكت يا محترم"
ثائر:"تصدقى انا غلطان ان انا بعاتبك اصلا يا" وتين" انا عايز افهمك الموضوع وهى تبقى مين بس الظاهر انتى مش عايزة تصدقى غير شوية اوهام فى دماغك وخلاص وسواسك صورلك حاجات ملهاش وجود بس براحتك يا "وتين" بس انا بقى مش هسمحلك تتمادى معايا فى تصرفاتك دى اللى ملهاش لازمة الظاهر دلعى فيكى اخدك عليا بزيادة بس وماله نصلح الوضع ده"
وتين بثقة:" هتعمل ايه يعنى يا" ثائر" ها قول هتعمل فيا ايه هتضربنى هتعاقبنى هتحرمى من المصروف قول هتعمل ايه علشان ابقى عارفة عقابى ايه ها سمعاك يا ثائر"
ثائر بغضب شديد:" انتى عارفة ان انا مبضربش ستات وانا ولا هعاقبك ولا هحرمك من المصروف بس هحرمك منى يا وتين"
وتين بدون وعى:" هتحرمنى منك يعنى ايه والله انا مش غصباك على حاجة انت اللى هتشتاقلى وهتجيلى لحد عندى يا ثائر"
ثائر:" وماله يا وتين انتى واثقة فى نفسك اوى بس مش انا مش علشان بحبك هجرى وراكى لاء انتى كده غلطتى فى العنوان لو حتى انتى الهوا اللى بتنفسه وضايقنى يبقى احسن ليا اموت ولا افضل مخنوق"
قال ذلك وخرج من الغرفة صافعاً الباب بقوة كعادته جلست مكانها تشعر بدموع المهانة ملحة عليها فكيف يحدثها بهذا الشكل؟ بل انه نعتها بأنها طفلة الا يحق لها ان تغار عليه كأى إمرأة تعشق زوجها ماهذا الحظ السيء الذى سيجعلها تمضى يومها الاول هنا فى خصام معه بل وصل به الأمر الى تهديدها بحرمانها منه هو كيف وصل به الأمر ليقول تلك الكلمة **بعد ان ترك الغرفة هبط الى الاسفل دخل غرفة المكتب يحاول التقاط انفاسه بسبب غضبه منها فهى عنيدة ووصل بها الامر الى عصيان كلامه بل وانها أيضاً تتهمه باشياء يعلم الله انه برئ منها ولكن يجب ان تلتزم حدودها فاذا كانت تتصرف بهذا الشكل لتيقنها من عشقه لها وانه سيتركها تفعل ما يحلو لها حتى أن وصل بها الأمر الى هذه الدرجة فيجب تذكيرها من يكون هو ؟ فاذا كانت قد نسيت "ثائر" القديم سيعيده اليها ولكن بشكل اسوأ
***
استطاعت الخروج من المنزل بعد إقناع أمها بأن لها صديقة تريد منها الذهاب معها لشراء بعض الاغراض اللازمة لزفافها اتجهت إلى محطة القطار تريد الوصول الى القاهرة فهى تريد مقابلتها فربما تستطيع مساعدتها بعد ان غدر بها ذلك الجبان ولكنها لا تعلم عنوان منزل زوجها ولكن تذكرت انه رجل اعمال معروف فربما تعثر على العنوان بسهولة كانت جالسة فى القطار تبكى على حالها لدرجة ان هناك امرأة جالسة بجوارها قد اخذتها الشفقة عليها بعد ان راتها على تلك الصورة
المرأة:"مالك يا بنتى بتعيطى ليه كده استهدى بالله "
هيام:"لا ابدا مفيش حاجة انا كويسة''
المرأة:"دا انتى يا بنتى عينك حمرا زى الدم من كتر العياط وباين عليكى فى حاجة كبيرة مضيقاكى"
هيام بدموع :"بعيط على حالى وعلى اللى جرالى واللى حصل ليا"
المرأة:"استهدى بالله يا بنتى وربنا قادر يفرج همك ان شاء الله ربنا قادر على كل شيء"
هيام بأمل:"يارب يسمع منك ربنا وأخرج من اللى انا فيه"
المرأة:"ايوة قولى يارب وربك عليه الاجابة وان شاء الله مشكلتك تتحل قريب باذن الله"
هيام:''ان شاء الله"
ظلت تتحدث معها حتى وصل القطار الى محطة مصر فنزلت من القطار تخرج على غير هدى هائمة على وجهها لاتعرف اين تذهب قامت بايقاف احد سيارات الأجرة
السائق:"ايوة يا انسة على فين ان شاء الله"
هيام بتوهان:''ها مش عارفة انا راحة فين"
السائق:"افندم امال انا هوصلك فين دلوقتى انتى راحة عنوان ايه"
هيام:"هو الراجل معرفش غير اسمه بس مش عارفة العنوان بتاع البيت او الشركة بتاعته"
السائق:'اسمه ايه الراجل ده يا انسة طيب"
هيام:"اسمه ثائر العمرى واعرف ان عنده شركة وراجل غنى اوى"
السائق:'احنا كده هنبقى بندور على ابرة فى كوم قش"
هيام برجاء:''ابوس ايدك يا اسطى تساعدنى اوصل لعنوان الراجل ده"
اخذته الشفقة عليها فقرر مساعدتها فهى حاولت مراراً الاتصال بوتين ولكن هاتفها مغلق قام السائق بتشغيل السيارة يجوب الشوارع لعل احد يعرف من يكون "ثائر العمرى" وبالفعل استطاع الحصول على عنوان الشركة الخاصة به فهى معروفة وصلت "هيام" الى الشركة شكرت السائق بشدة على مساعدته لها
هيام:"انا متشكرة جدا يا اسطى واسفة تعبتك معايا النهاردة"
السائق:"ولا يهمك يا انسة الناس لبعضيها كويس ان احنا عرفنا نوصل العنوان"
هيام:'اتفضل الاجرة اهى يا اسطى"
السائق:"ماشى شكرا يا آنسة"
هيام:"سلام عليكم"
السائق:"وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته مع السلامة"
هيام:" الله يسلمك"
اخذ اجرته وانصرف وقفت امام الشركة تنظر الى ذلك الصرح العملاق الذى يتوسطة تلك اللافتة التى كتب عليها بالبنط العريض ( العمرى جروب) لمحت احد افراد الأمن ارادت سؤاله عن عنوان منزل "ثائر" لانها تعلم انه ربما يرفض مقابلتها ولكنها تريد ان تتحدث مع "وتين"
هيام:"السلام عليكم"
الرجل:"وعليكم السلام ايوة يا آنسة افندم"
هيام:"لو سمحت عايزة عنوان بيت ثائر بيه ضرورى"
الرجل:' ليه خير يا آنسة عايزة ايه من العنوان بتاع ثائر بيه"
هيام:"عيزاه ضرورى بالله عليك تقولى عليه"
الرجل:"اسف مقدرش اقولك على العنوان يا آنسة معنديش اوامر ان اقول على حاجة تخص صاحب الشركة"
هيام بدموع:"والله انا محتاجة اقابل مراته ضرورى هى قريبتى والله"
الرجل:"حتى لو اديتك العنوان يا انسة مش هتقدرى تقابليها لان اصلا "ثائر" بيه مسافر هو ومراته برا مصر بيقضوا شهر العسل"
هيام باستغراب:"شهر العسل! شهر عسل ايه ده اللى بيقضوه دلوقتى"
الرجل:"ايوة لانهم اتجوزوا من يومين وسافروا برا مصر"
كانت تستمع هيام لكلام رجل الامن باستغراب كيف كان زفافهم منذ يومين وهم بالاساس متزوجين منذ بضعة اشهر ولكن الان هى ليست فى حالة تحليل ذلك الموقف فهى ستعود الى المنزل بخيبة أمل كبيرة فأملها فى مقابلة وتين قد تبخر وستعود تجر اذيال الخيبة
***
"فى شقة سمير"..عاد من عمله كعادته دخل الى المنزل هدوء غريب يعم المنزل وكأن اصحابه قد هجروا هذا المنزل نادى بصوته ليرى أى أحد منهم
سمير:"اميرة أميرة انتى فين يا امى يا هيام هم راحوا فين كلهم كده"
قام بفتح باب غرفته ولكن ايضا لم يجد زوجته ذهب الى غرفة والدته وجدها تاخذ قسط من الراحة فلم يشأ ان يقلقها بعد بضع دقائف وجد زوجته تدلف المنزل تحمل بيدها اغراض كثيرة فهى يبدو عليها انها كانت تقوم بشراء اغراض المنزل الاسبوعية
سمير:'' انتى كنتى فين يا أميرة وايه الاكياس دى كلها"
اميرة:"كنت بشترى شوية طلبات للبيت خضار وفاكهة والحاجات دى بتاعة الاسبوع"
سمير:"امال هيام فين انا امى نايمة جوا بس مش شايف هيام مش فى اوضتها"
أميرة:''سمعتها بتقول لامك انها خارجة مع واحدة صاحبتها علشان يشتروا شوية حاجات لجهاز صاحبتها علشان هتتجوز قريب"
سمير:"البت دى مش عجبانى خالص اليومين دول مش عارف ليه بقت بهتانة كده وعلى طول سرحانة ومش زى عوايدها ومبتتكلمش وحابسة نفسها فى اوضتها على طول"
أميرة:"انا كمان مستغربة ?
( دمية فى يد غجرى)
باقى البارت الرابع والعشرين والبارت الخامس والعشرين
أميرة:"انا كمان مستغربة اللى هى فيه بس انت عارف "هيام" العلاقة بينى وبينها مش قد كده علشان اسألها فكلمها انت يا "سمير"واعرف فى ايه وايه اللى جرالها خلاها كده لتكون تعبانة ومش عايزة تقول"
سمير:"ان شاء الله لما ترجع ليا قاعدة معاها يلا انتى حضريلى الاكل علشان جعان"
أميرة:"شوية ويكون الاكل جاهز غير هدومك وهحط الاكل على السفرة وكمان صحى مامتك علشان تاكل هى كمان"
سمير:"ماشى بس بسرعة علشان جعان"
ذهب الى غرفته قام بتغيير ملابسه ثم ذهب الى غرفة والدته نادى عليها بصوت منخفض
سمير:"امى امى اصحى يلا "
عايدة بنوم:"هيام انتى رجعتى يا حبيبتى"
سمير:'دا انا سمير يلا قومى علشان تاكلى يا امى"
عايدة:"ماشى يا حبيبى جاية وراك على طول"
خرج من الغرفة اعتدلت "عايدة" جلست على السرير تفكر لماذا تأخرت'' هيام" كل هذا الوقت ولم تعود الى الآن
خرجت" عايدة" من الغرفة كانت "أميرة" وضعت الطعام على السفرة جلست تأكل بصمت فهم أصبحوا لا يتكلمون سويا الى قليلا بالرغم من ان "أميرة" كانت تريد معاملة طيبة منها فهى فقدت امها منذ زمن وكانت تأمل ان تصبح تلك المرأة امها لتعوضها عن فقدانها لامها ولكنها امرأة قاسية القلب لا تعرف كيف يكون التعامل الحسن مع الاخرين
***
منذ ان ادخلها غرفتها لم تخرج فهى تنتظره ان يأتى اليها الآن ولكنه فات الكثير ولم يعود سمعت طرق على الباب ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيها حاولت تصنع الهدوء أذنت للطارق بالدخول
وتين:" ايوة ادخل"
ولكن انفتح الباب ولم يكن "ثائر" هو الطارق ولكن "مريم" هى التى أتت اليها تريد منها النزول لتناول الطعام
مريم:"ايه يا بنتى مش هتنزلى تاكلى ولا ايه"
وتين بأمل:"هو عمك اللى بعتك علشان تناديلى يا مريم"
مريم:"لاء انا مشفتكيش تحت فجيت اقولك هو فى حاجة حصلت ولا ايه يا وتين "
وتين باحباط:"لاء مفيش حاجة بس افتكرت ثائر هو اللى بعتك علشان تناديلى"
مريم:"طب يلا قومى يلا نأكل علشان لو هنخرج نتفسح شوية"
هبطت "وتين" الى الاسفل وجدته يجلس على رأس المائدة بدون تعبيرات على وجهه كأن وجهه قُد من حجر يتناول طعامه بتلك الطريقة الهادئة والرزينة كعادته فهو لم يرفع رأسه وينظر اليها وكأنها غير موجودة جلست بدون ان تتفوه بكلمة واحدة تشعر بالامتعاض من تصرفه لماذا لا ينظر اليها؟ لماذا لم يأتى اليها؟
رمزى:"احنا هنخرج بعد الاكل مش هتخرجوا معانا ولا ايه يا ابنى"
ثائر برفض:"مليش مزاج النهاردة يا رمزى اخرج انا تعبان من السفر وعايز ارتاح شوية بكرة ان شاء الله ابقى اخرج"
مريم:"الف سلامة عليك يا عمو مالك"
ثائر:"الله يسلمك يا حبيبتى مفيش بس شوية صداع خفيف وهاخدله مسكن خلصوا اكل انتوا واخرجوا علشان تلحقوا ترجعوا بدرى"
رمزى بمزاح:"هى خارجة مع زميلها فى الكلية يا اخويا ما نتأخر براحتنا ان شاء الله نبات برا انت مالك انت"
ثائر:"اخرس ياض انت وكل وانت ساكت مش ناقص رخامتك دى دلوقتى مش فايقلك احسن اخبطك بالطبق ده فى وشك دلوقتى"
رمزى:" كاتك ضربة يا "ثائر" عايزب تخرشمنى وانا عريس وعايز اقضى شهر العسل"
ثائر:" رمزى بجد والله ما فايق لهزارك"
مريم:"طب ناخد وتين معانا يا عمو تتفسح شوية وتشوف البلد هنا"
ثائر:" والله هى حرة عايزة تخرج معاكم مع السلامة مش عايزة هى برضه حرة"
مريم:"تيجى معانا يا وتين قولتى ايه"
وتين:"لاء يا "مريم" مرة تانية انا كمان شكلى تعبانة من السفر وعايزة ارتاح بلاش النهاردة"
رمزى:"خلاص براحتكم يلا يا مريومتى احنا"
مريم:"يلا يا حبيبى سلام"
ثائر وتين:" مع السلامة"
اخذ "رمزى" "مريم" وخرجوا من المنزل فحين انها مازالت جالسة مكانها تنظر اليه ولكنه لا يعيرها التفاتاً او انتباهاً انتهى من طعامه وجدته يقوم من على السفرة ولكنها لاحظت تلك المرأة التى رأتها معه قادمة فوجدته يبتسم تلك الابتسامة الجذابة التى عندما تراها هى تشعر بأن هناك ماس كهربائي أصابها وجدت تلك المرأة تقترب تحدثه بتلك اللغة التى تجهلها وهو يجيبها ثم انصرفت بعد ان انتهت من كلامها معه خرج من المنزل تبعته بخطواتها وجدته ذهب الى ذلك الاسطبل مرة اخرى فوسوس لها عقلها انه ربما ذهب لمقابلتها مرة أخرى ولكنها رأته يسحب بيده لجام احد تلك الأحصنة يخرجه من مكانه يمتطيه برشاقة واحترافية لكز الحصان فانطلق يعدو بسرعة على تلك المساحة الخضراء فهو كأنه يريد ان يسابق الريح اخذت بمظهره فهو يشبه الفرسان وهو يمتطى ذلك الحصان مع سرعة الهواء التى تبعثر خصلات شعره كأنه احد فرسان العصور الوسطى ينقصه فقط ارتداء تلك الملابس التى كانوا يرتدونها ويحمل بيده سيفاً ودرعا ًظلت تتأمله وقت طويل حتى انتهى وعاد من تلك الجولة التى كان يتصارع بها مع الغضب الكامن بداخله من تلك العنيدة التى أصبحت تتصرف مثل الأطفال عاد الى الاسطبل ادخل الحصان اراد الذهاب الى غرفته لاخذ حمام ويرتاح قليلاً كل هذا وهو يراها ليست على بُعد مسافة كبيرة منه ولكنه يتعمد عدم النظر اليها حتى لا يغلبه حنينه وشوقه اليها فهى يجب ان تتعلم كيف تستمع إلى كلامه ولا تقذفه بتلك التهم الباطلة وصل إلى الغرفة وهى تتبعه تكاد تموت غيظاً بسبب بروده ولا مبالاته بها رأته يخلع قميصه ويأخذ ملابس نظيفة ذاهباً الى الحمام ولكنها حالت بينه و بين وصوله إلى الحمام فهى سدت عليه الطريق تقف أمامه تنظر إليه نظرة هو يعرفها جيداً ولكن اغلق عينيه بتأفف فهى تظن الآن ان بمجرد أن تنظر اليه بهذا الشكل سيركض اليها طالباً ودها وقربها
ثائر:" ابعدى متقفيش قدامى كده"
وتين:"لاء مش هبعد يا ثائر"
ثائر بغضب:" بقولك ابعدى عن طريقى يا وتين الساعة دى اتقى شر غضبى احسن ليكى"
وتين:"قولتلك لاء مش هبعد يا "ثائر" ومش هتحرك من مكانى"
ثائر:" انتى عايزة تثبتى ايه بالظبط ها انك بمجرد ان لما تقفى قدامى خلاص هنسى كل حاجة وخلاص"
وتين:" انت ليه مش عايز تعترف انك غلطان"
ثائر:" انا اللى غلطان يا وتين انا حاولت افهمك بس دماغك دى قفلاها على حاجة معينة"
وتين:" ما انت لسه كنت بتبتسم ليها لما جت تكلمك قبل ما تخرج تركب الحصان وهى كمان كانت بتبتسم ليك البتاعة دى هى اسمها ايه اصلا"
ثائر:" اسمها كارمن ارتاحتى يا وتين وهى بتشتغل هنا وحكاية ابتسمت دى فده من باب الذوق مش أكتر انتى لو فضلتى بنظامك ده عايزة تحاسبينى على حاجات محصلتش يبقى النظام ده مش نافع يا وتين"
اقتربت منه وضعت يدها على صدره تنظر إليه احدى نظراتها القاتلة ولكن عيناه تبعث نظرات كالجليد فهى الآن تظن انها بمجرد ان تقترب منه وتفعل ذلك سينسى مافعلته ولكن لا ليس هو الرجل الذى يقبل باغراء المرأة لتثبت سيطرتها عليه قام بنفض يدها عنه وازاحها من طريقه ذاهبا الى الحمام وقفت مكانها لا تصدق ما فعله الآن فهو لم يتأثر بقربها منه هل ما حدث الآن حقيقة؟ فهى تعلم كيف كان يتلهف الى قربها فهى كانت بمجرد ان تلمسه تشعر بحرارة عناقه التى تغلفها تجعله غير مدركة لما حولها .شعرت بدموعها تتجمع بعينيها الجميلة من اسلوبه الجاف معها
***
جالسة امام إحدى القبور تبكى بقوة امام قبره فوالدها ضغط على جرح الماضى بقوة جعله ينزف مرة اخرى في قلبها فهى وجدت قدميها تسوقها الى قبره قبر ذلك الشاب الذى شاء القدر ان يموت ويتركها تعانى من فراقه
نورين بدموع:" مروان انا جيت يا حبيبى انت عارف انت وحشتنى اوى يا "مروان" كان نفسى تبقى معايا النهاردة انا النهاردة هفتح المعرض انا لسه فاكرة لما كنت بتشجعنى على الرسم وانا فعلا سافرت فرنسا كملت دراستى انت ليه سبتنى بسرعة كده يا" مروان" هو ده وعدك ليا انك مش هتسبنى بس انت رحت بسرعة من بين ايديا بس دلوقتى يا "مروان" حسيت انك رجعتلى تانى لما شوفت "ثائر" حسيت انك رجعت تانى على قيد الحياة مبقتش قادرة امنع نفسى من ان انا اقرب منه عارفة ان ده غلط بس مش قادرة يا مروان الشبه اللى بينكم لاغى عقلى خالص بقى كل همى دلوقتى ان انا عايزة اوصل لثائر وبس حتى لو بأى طريقة بقيت احس انه من حقى انا مش من حق ''وتين" انا حاسة ان قربت اتجنن من تفكيرى بالشكل ده بس عايزة اكمل احلامى اللى رسمتها معاك اكملها معاه هو عايزة ابقى مراته وحبيبته عايزة اعيش الاحاسيس اللى ادفنت جوايا من ساعة موتك بس سامحنى متفتكرش ان انا نسيتك انا محبتش ثائر الا علشان هو شبهك بس يا "مروان" متزعلش منى "
بعد ان أتمت قراءة الفاتحة عادت الى المنزل لتجهيز نفسها لافتتاع معرض اللوحات الخاصة بها اليوم قابلت والدها
فريد:" نورين اناى كنتى فين"
نورين:" كنت بقرأ الفاتحة لمروان يا بابى"
فريد:" حبيبتى انا مش عايزك تزعلى منى على كلامى معاكى بس عايزك تفوقى"
نورين:" عن اذنك يابابى علشان اغير هدومى علشان انت عارف افتتاح المعرض النهاردة''
ذهبت الى غرفتها قبل ان يبدأ والدها في اسماعها المزيد من كلماته فهى الآن لن تستطيع الابتعاد عن" ثائر" حتى لو طلب منها والدها ذلك فهى جاءتها فرصة يجب عليها ان تحافظ عليها ولا تجعلها تضيع من بين يدها مرة أخرى
*"*"*
زاروا عدة اماكن كان يحيط كتفيها بيده يتملكها بجانبه يشعر باهتزاز قلبه مع صوت ضحكاتها الخلابة فهو حتى الآن يستيقظ كل يوم ولا يصدق انها اصبحت ملكه زوجته وحبيبته
مريم:"رمزى"
رمزى:"عيون وقلب رمزى نعمين وحتة يا قمر"
مريم:"انا جوعت اوى من كتر المشى"
رمزى:"بس كده شاورى على احلى مطعم واجيب احلى أكل لملكة قلبى"
مريم بحب:"ربنا ما يحرمني منك ابدا يا حبيبى"
رمزى بمزاح:"يالهوى على ام الكلمة دى منك قوليلى هو بوليس الاداب نظامه ايه هنا "
فهمت قصده شهقت بصوت مسموع من تلك الصراحة التى وصلت الى حد الجرأة منه
مريم:"يا قليل الادب يا رمزى"
رمزى بابتسامة عريضة:"انتى فهمتى قصدى يا روحى ولا ايه"
مريم:"بس يا سافل يا قليل الادب"
رمزى:"سافل سافل بعشق اهلك برضه ياقمر انتى"
مريم:"بطل هزار بقى ويلا تعال هاتلى اكل مش قادرة هموت من الجوع"
رمزى :" بعد الشر على الجميل يلا يا روحى تعالى اجبلك اكل"
مريم:"رمزى هو فى حاجة حصلت بين عمو ووتين شكلهم مش مريحنى زى ما يكون فى حاجة ومش عايزين يقولوا"
رمزى:''مش عارف والله يا "مريم" بس الاتنين شكلهم كده فى حاجة بس عمك مقليش على اى حاجة زى ما انتى شيفاه كده"
مريم:"انا لاحظت كده برضه بس مش عارفة ايه اللى حصل خلاهم كده احنا وصلنا وهم كانوا كويسين مع بعض نمنا وقومنا لقيناهم كده"
رمزى:''احنا نسيبهم يحلوا مشاكلهم مع بعض مندخلش بينهم هم حريين مع بعض"
مريم:"انا طبعا مش قصدى ادخل بينهم بس مبحبش اشوفهم زعلانين"
رمزى:"ما تخافيش زمان "وتين" حلت الموضوع والدنيا بقت زى السكينة فى الحلاوة دلوقتى وعمك رجع لقواعده ههههه"
سمعت مريم ذلك ظلت تضحك بقوة على كلام زوجها الذى يقضى معظم وقته فى المزاح
رمزى:"يلا بينا هناكل ولا ايه يا قمرى"
مريم بابتسامة:"يلا يا رموزه يا حبيبى
رمزى:"يالهوى على رموزه واللى بيحصله منك يا بنت العمرى"
****
عادت إلى المنزل بحالة من التيه فهى لا تعرف كيف تتصرف الآن وجدت اخيها ينتظرها ولكن ملامح وجهه تدل على انه مستاء بشدة منها
هيام:"السلام عليكم"
سمير:"وعليكم السلام اهلا يا آنسه اخيرا شرفتى ولا كنتى ناوية تباتى برا النهاردة"
هيام:"اسفة يا "سمير" بس صاحبتى لفت كتير علشان تشترى الحاجة بتاعتها"
سمير بحدة:"وانا المفروض اهبل واصدق الحكاية دى مش كده يا هيام"
هيام:"قصدك ايه يا سمير بكلامك ده"
سمير:"قصدى مخبية عليا ايه يا هيام ومش مخليكى على بعضك اليومين دول"
هيام بتوتر:"وهخبى ايه يعنى يا سمير مفيش حاجة انا مخبياها عنكم"
سمير:"مفيش حاجة! وعيزانى اصدق يا هيام"
قام مرة واحدة يجذبها من حجابها بقوة كبيرة تألمت تحت يده من قبضة يده على رأسها حتى صرخت بصوت عالى خرجت على اثره امها وأميرة رأوا ذلك حاولوا تخليصها من يده ولكنه ابى ان يتركها وظل يهز رأسها بعنف
سمير:"سيبونى اربيها محدش يدخل بينى وبينها انتوا فاهمين"
عايدة:"سيب اختك يا سمير هتموتها فى ايدك يا ابنى سيبها"
سمير:" تموت ولا تروح فى ستين داهية مش احسن ما تحط راسنا فى الطين قليلة الادب دى اللى تخرج من اول النهار وراجعة البيت متأخر"
عايدة بغضب:"انت ازاى تقول على اختك كده يا سمير شوف نفسك انت بتقول ايه"
سمير:'انتى اللى فضلتى تدلعى فيها لحد مبقاش حد مالى عينها قليلة الادب دى "
أميرة:"سمير مش كده اهدى شوية وسيبها من ايدك يا سمير"
عايدة:"والله تلاقيكى انتى اللى مسلطاه عليها علشان يضربها يا بنت سالم"
أميرة:"الله يسامحك يا حماتى انا مس هرد عليكى"
عايدة:"ردت الماية فى زورك اعملى فيها بقى الشويتين دول وانك غلبانة وخايفة عليها والكلام ده وانتى ماية من تحت تبن"
أميرة:"انا غلطانه ان انا ادخلت بينكم عن اذنكم"
قالت ذلك وذهبت إلى غرفتها نظرت "عايدة" الى ابنها تطلب منه ترك اخته فهى اصبحت تتأوه بشده بسبب قبضة يده
عايدة بغضب:"سيبها يا سمير بقى انا مش بكلمك"
سمير:" على فكرة بقى فى عريس متقدملك وانا هجوزك واخلص منك يا هيام"
هيام برعب:" لاء انا مش هتجوز مش هتجوز سبونى فى حالى"
سمير:" لاء العريس هييجى وهتقعدى معاه وهتشوفيه وانا هوافق على جوازكم"
هيام:" قوليله يا ماما مش عايزة اتجوز ابوس ايدك"
عايدة:" وعريس مين ده بقى اللى انت عايز تجوزهولها"
سمير:" ده زميلى فى الشغل وهو كويس ومقتدر ومفيهوش عيب "
عايدة:" لما ييجى ونبقى نشوفه الأول"
هيام:" وانا مش هقعد مع حد ولا هشوف حد مش هتجوز يعنى مش هتجوز"
سمير:" رأيك ميهمنيش يا هيام واعلى ما فى خيلك اركبيه"
قام "سمير" بدفعها فى حضن امها ثم ذهب غاضبا الى غرفته بسبب تصرفات والدته فهى بسبب دلالها لها افسدتها واصبحت لا تحترم كلامه
عايدة:"بس يا حبيبتى متعيطيش محدش هيقدر يلمس منك شعرة طول ما انا عايشة يلا ادخلى اوضتك ارتاحى ولو عايزة تاكلى هجبلك تاكلى"
هيام:" لاء مش عايزة اكل انا عايزة انام"
ذهبت الى غرفتها ارتمت على السرير تبكى بشدة فكرت فى الاتصال على ذلك المخادع لعل ضميره يأنبه ولو قليلا على ما فعله بها ويحاول تصليح خطأه
هيام:"الو ايوة يا يحيى"
يحيى:"عايزة ايه يا هيام منى تانى مش قولتلك متكلمنيش تانى''
هيام بدموع:"حرام عليك يا يحيى انت ضيعتنى اخويا عايز يجوزنى واحد زميله اتجوزه ازاى دلوقتى"
يحيى:"بقولك ايه كل حاجة كانت بموافقتك انا مغصبتكيش على حاجة ثم عادى يا حبيبتى هى عملية صغيرة وترجعى صاغ سليم وترجعى بنت تانى وتتجوزى براحتك وانا عندى استعداد ادفعلك فلوس العملية"
هيام:" انت بتقول ايه انت ضحكت عليا وخدعتنى ولازم تصلح غلطتك''
يحيى:"هو انتى يعنى صغيرة مش عارفة مصلحتك ولا عارفة اللى يضرك من اللى يصلحلك يا هيام"
هيام:"طب علشان خاطر ربنا اتجوزنى ولو حتى بعدها بيوم طلقنى بس علشان خاطر اهلى حرام عليك يا يحيى"
يحيى:"انا مش بتاع جواز يا ماما شوفى حد غيرى ارمى بلاكى عليه وانا قولتلك مستعد ادفعلك فلوس العملية غير كده ملكيش حاجة عندى يا هيام"
هيام بدموع:'' منك لله ربنا ينتقم منك يا يحيى"
يحيى:" بقولك ايه متصدعنيش سلام ولو فكرتى فى موضوع العملية انا موافق سلام"
بعد ان اسمعها كلماته التى كانت كالخناجر الحادة تطعن روحها اغلق الهاتف عادت الى بكاءها مرة أخرى وتفكر كيف ستخرج من تلك المصيبة التى اوقعت نفسها فيها بسبب غباءها فهى ارادت ان تكون مثل "وتين" تتزوج من شاب غنى ولكن صارت أمورها الى ما صارت اليه بينما 'وتين" تنعم الآن بشعر عسل مع زوجها فماذا تفعل الآن؟ هل توافق على الاقتراح الذى عرضه عليها ؟
***
انتهى من ارتداء ملابسه تأنق بشكل كبير فاليوم يوم خطبته من ابنة خالته التى لم يخطر بباله ان هذه الفتاة هى من ستصبح زوجته يوماً دخلت والدته الغرفة ابتسمت له
نادية:"بسم الله ماشاء الله قمر يا حبيبى"
أسامة:"تسلميلي يا ماما ربنا يباركلى فيكى انتى وبابا"
نادية:"تسلم يا حبيبى يلا بينا"
أسامة:"بابا خلص لبس ولا لسه"
رفعت:"ايوة انا خلصت يلا يا عريس"
ذهبوا جميعا الى منزل خالته فزوجها وصل من سفره لاتمام خطبة ابنته التى كانت ترتدى اليوم ذلك الفستان الذى جعلها جميلة حقاً بذلك الخجل على وجهها والذى يجعل وجهها شديد الاحمرار
أمينة:"اهلا وسهلا نورتونا"
نادية:"تسلمى يا حبيبتى حمد الله على السلامة يا ابو دينا"
مدحت:"تسلمى يا ام أسامة نورتونا وشرفتونا"
رفعت:"حمد الله على السلامة يا مدحت نورت مصر كل دى غيبة"
مدحت:"أكل العيش بقى هنعمل ايه بقى"
رفعت:"ربنا يعينك ويقويك ان شاء الله"
بعد ان جلسوا قليلا واحضرت "دينا" الصينية الخاصة بالمشروبات وجلست باستحياء شديد
رفعت:"انت عارف يا مدحت احنا جايين النهاردة علشان نطلب ايد بنتك لاسامة ابنى قولت ايه"
مدحت:" ودى محتاجة كلام يا رفعت دا اسامة ابنى"
اسامة:"تسلم يا عمى"
نادية:"خلاص احنا نقرأ الفاتحة كده بالصلاة على النبى علشان ربنا ييسرلنا القاعدة كده"
تم قراءة الفاتحة وكل هذا وهى تختلس اليه النظرات من طرف عينيها فهى قد أحبته منذ ان كانت صغيرة ولكنه كان دائم الشجار معها فهى حتى الآن لا تستوعب انه سيصبح خطيبها وفى القريب العاجل زوجها
رفعت:"طلباتكم ايه يا مدحت"
مدحت:"انا مليش طلبات غير انه يحفظ بنتى ويصونها دى اهم حاجة عندى ان بنتى تعيش مرتاحة ومبسوطة"
أسامة:"دى فى عينى يا عمى متقلقش"
أمينة:"انت عارف يا اسامة احنا محلتناش غير دينا وعايزنها تعيش مع واحد يخاف ويتقى ربنا فيها"
أسامة:"قولتك هى فى عينى يا خالتو"
نادية:"يناسبكم امتى ان شاء الله نجيب الدبل والشبكة"
مدحت:"كمان يومين ان شاء الله"
رفعت:"ان شاء الله"
نادية:"طب ما نقعد فى الصالة ونسيب العرسان يتكلموا مع بعض شوية"
شعرت "دينا" بجفاف فى حلقها بعد سماع تلك الجملة فكيف ستجلس معه بمفردها وبالفعل خرجوا الى الصالة وتركوا اسامة الذى يجلس على الكرسى المقابل لها ينظر اليها بابتسامة وهى خافضة نظرها إلى الأرض
أسامة:"ها مش عايزة تقولى حاجة"
دينا بخجل:"اقول ايه عايزنى اقول ايه"
أسامة:"اى حاجة سمعينى صوتك دا انتى لما كنتى صغيرة مكنتيش بتبطلى صريخ فى ودانى"
سمعت ذلك افلتت منها إبتسامة فهو ما زال يتذكر طفولتها التى كانت تزعجه فيها بتصرفاتها
دينا:"ما خلاص كبرت بقى مبقاش ينفع اصوت او اصرخ"
أسامة:"وبطلتى كمان تشربى عصير المانجا"
دينا:'هههه انت لسه فاكر عصير المانجا"
اسامة:"انتى فى اليوم ده بوظتيلى احسن قميص كنت بحب البسه"
دينا:"ما انت اللى كنت بتحب ترخم عليا والكوباية ادلقت عليك من غير ما اقصد وانت ساعتها شدتنى من شعرى"
أسامة:"هو انتى سكتى يعنى انتى عضتينى من ايدى"
ظلوا يتذكروا تلك الذكريات الطفولية فرأها تبتسم وتضحك على تلك المواقف وما استرعى انتباه تلك الغمازة التى توجد بوجنتها اليمين تضيف الى جمالها جمال من نوع اخر
*"*"*
كانت تسير بجواره شاردة فمر ثلاثة أيام منذ شجارهم ولم يقترب منها فهو نفذ ما برأسه وابتعد عنها اصبحوا غريبين يتقاسموا سريراً وفراشاً فهو كأنه يرفض الكلام فبالنهار يخرجوا الى تلك الاماكن التى يريد ان يزورها وبعد ان تنتهى جولتهم يعودوا الى المنزل وكل هذا وهم يتصنعون السعادة حتى لا يضايقون رمزى ومريم لم تنتبه الى تلك السيارة التى ربما كانت ستودى بحياتها لولا انه قام بجذبها بقوة إلى أحضانه اغمضت عينيها تلتقط انفاسها بصعوبة
ثائر بخوف:" مش تبصى قدامك وانتى ماشية انتى كان ممكن تموتى يا وتين"
لم ترد عليه فهى شعرت بسيلان دموعها على وجهها قامت برفع ذراعيها تحيطه بهم فهى اشتاقت الى قربه منها فهى تعلم انها هى من تجاوزت حدودها فى كلامها معه
مريم:" انتى كويسة يا وتين"
وتين:" انا تمام الحمد لله''
رمزى:" خلى بالك يا وتين وانتى ماشية"
وتين:" ان شاء الله هخلى بالى"
وجودها بين أحضانه شعر ان حنينه وشوقه اليها سيغلبه قام بابعادها عنه ببطئ ينظر لعينيها الدامعتين ولكن عندما تذكر ما حدث منها عاد اليه غضبه منها مرة اخرى عندما قام بابعادها عن احضانه شعرت كأنها كانت فى جنتها الخاصة ولكنها طردت وحرمت منها اكملوا تجولهم اخذوا العديد من الصور عادوا الى المنزل بعد انتهاءهم من فسحتهم
مريم:" ياااه الفسحة النهاردة كانت حلوة اوى بس الحمد لله محصلكيش حاجة يا وتين"
وتين:" الحمد لله اه البلد هنا حميلة ولو ان انا عاملة زى الاطرش فى الزفة مش عارفة هم بيقولوا ايه "
رمزى:"ماتعلمها اسبانى يا ثائر"
ثائر ببرود:"إن شاء الله هعلمها كل حاجة هى محتاجة تتعلمها"
شعرت من لهجته انه يقصد انه سوف يؤدبها وليس يعلمها ف"ثائر" أصبح لا يطاق بذلك البرود وكأنه اصبح لوح من الثلج واختفى الدفء والحب من قلبه فكيف طاوعه قلبه ان يبتعد عنها كل هذا الوقت الم يشتاق اليها؟ فهى قد احترق قلبها من شدة شوقها إليه ولهفتها الى ان تعود الى مكانها الطبيعى فى أحضانه وبين ذراعيه اشتاقت لمسكنها بين يديه اشتاقت الى دفئه اشتاقت الى سكون جسدها بين يديه اشتاقت إلى نظرة عيناه الدافئة
مريم:"هى كارمن فين مش شيفاها"
ثائر:"روحت عيزاها فى حاجة ولا ايه يا مريم"
مريم:"كنت هقولها تجيب ولادها اشوفهم علشان وحشونى اوى وعايزة العب معاهم شوية "
وتين بصدمة:"هى كارمن متجوزة و عندها اولاد"
ثائر باستهزاء:"اه شوفتى ازاى يا وتين هى متجوزة وعندها ٣ عيال كمان "
مريم:"انتى مكنتيش تعرفى انها متجوزة ولا ايه يا وتين"
وتؤن:'لاء مكنتش اعرف هو فين جوزها هو بيشتغل هنا"
ثائر:"جوزها بيشتغل فى مكان تانى هى بس بتيجى مع ابوها وامها تساعدهم هنا فى البيت وبعدين بتروح"
وتين:"وانت ايه سر اهتمامك بيهم اوى كده يا ثائر"
رمزى:"ليه انتى متعرفيش انهم اصلا قرايب ثائر يا وتين"
وتين:'قرايبه ازاى يعنى ايه صلة القرابة اللى بنهم"
مريم:" كانت چوانا جدة عمو تبقى عمة ابو كارمن ففى صلة قرابة بنا وعندها ٣ عيال عسلات هتحبيهم اوى يا وتين لو شفتيهم مش هتبطلى لعب وهزار معاكم"
رمزى:"عايزين نروح صحيح يا ثائر الأرض بتاعه الغجر ونحضر الا حتفالات بتاعتهم"
ثائر:"هنروح كمان يومين ان شاء الله"
وتين:"هنروح نعمل ايه هناك"
ثائر:"هعرفك عليهم واشوفهم علشان وحشونى بقالى فترة كبيرة مشفتهمش"
مريم:"بيعملوا شوية احتفالات بالليل جميلة اوى يا وتين هتنبسطى اوى هناك"
وتين بحب وندم :"طالما هبقى مع" ثائر" اكيد هبقى مبسوطة يا مريم"
حاولت تحميل جملتها شئ من الندم الذى تشعر به الآن بسبب تسرعها وسوء ظنها ولكنه على ما يبدو لم يتأثر بذلك أيضاً
مريم:"يلا يا رمزى نطلع ننام الواحد النهاردة تعب من كتر المشى واللف"
رمزى:"يلا يا عيون رمزى"
ذهب "رمزى" مع" مريم" الى غرفتهم وبمجرد ما اغلق الباب ابتسم لها ابتسامة تحمل نوايا هى باتت تعرفها جيدا
رمزى:"اكلك منين يا بطة اكلك منين فى فراولتين فى شفايفك حلوين طعمين هاتى واحدة لرمزى يلا بسرعة"
مريم بابتسامة:"قليل الادب اوى يا رمزى"
رمزى:"قشطة احبك بالاسبانى يا ابيض انت"
ظل يطاردها كثيرا فى الغرفة وصوت ضحكاتها يصدح فى الغرفة فسمعته "وتين" فابتسمت عندما تذكرت انها كانت تفعل ذلك هى أيضاً عندما كانت تجعل "ثائر" يطاردها فى غرفتهم."ثائر" فهو اصبح الآن يتعامل معها بجمود وبرود يغلف صوته وقلبه .دخل الى غرفة مكتبه ظلت جالسة مكانها لا تعرف ماذا تفعل حتى تعيده اليها مرة اخرى.حاولت ان تجد من حيل حواء ما يساعدها على لين قلب ابن آدم ففكرت فى الذهاب الى غرفتها وارتداء اجمل ما لديها من اجله لعل جمالها يشفع لها عنده ويحرك قلبه قليلا فهو كان دائما ما يخبرها انه عندما يراها بجمالها هذا تنسيه ما حوله فربما هذا سلاحها الآن وسوف تجيد استخدامه فيكفى ثلاثة ايام هجر منه فهى لا تستطيع التحمل أكثر من ذلك ولا ان تقضى بقية شهر عسلهم وهم بهذا الشكل.وبالفعل ذهبت الى غرفتها فتحت خزانة الملابس ظلت تفكر ماذا ترتدى اخرجت الواحد تلو الآخر لاختيار افضلهم وقع اختيارها على شئ لم ترتديه من قبل فهو فستان احمر نارى قصير قامت بفرد شعرها الحريرى على كتفيها زينت شفتيها بذلك اللون الاحمر الذى ظهر كوضوح الشمس فى وجهها الأبيض كانت شفتيها كتفاحة ناضجة بانتظار من يقطفها رسمت عينيها التى بانت بهم تلك اللمعة الجميلة قامت برش برفانها الخاص الذى تناثر على جسدها مخلفا رائحة عطرية أخاذة هاهى اصبحت كالعروس بانتظاره ان يأتى اليها حتى تسوى ذلك الخلاف تجعله طى النسيان ففراقه أشبه بالموت كان فى غرفة مكتبه تتقاذفه الأفكار هل يصعد الى غرفته؟ ام يذهب الى غرفة اخرى؟ فهو لم يعد ان يحتمل ان يسمع صوت نبضات قلبها او صوت انفاسها بجواره ويظل بهذا الجمود فهو يمارس اقصى درجات ضبط النفس ولكن الى متى سيستطيع الصمود أمامها؟ فهو بمجرد ان يسمع صوتها يشعر برعشة قوية فى قلبه مخلفة وراءها قلب على وشك الانهيار اطلق تنهيدة قوية سيذهب الى غرفته ياخذ ملابس له ويذهب للمبيت فى غرفة أخرى فيكفى تعذيباً فى نفسه وقلبه الى هذا الحد فهى رفضت من البداية الاستماع اليه.سمعت صوت خطواته على السلم زادت ضربات قلبها بقوة حاولت تهدئة نفسها عبثاً فهى كأنها عروس وهذه ليلة زفافها تشعر بتوتر وقلق كأن شئ يقبض على معدتها بقوة كبيرة
وتين:"اهدى يا وتين اهدى خالص هو واحشك قوى فانتى لازم بقى تصفى الخلاف ده كفاية هجر لحد كده انتى مش عارفة تعيشى من غيره ولا يبقى جمبك ومش قادرة تقربى منه"
بالتزامن مع حديثها مع نفسها رأته يفتح باب الغرفة ولكن ينظر إلى الأرض فعندما رفع وجهه صعق من جمال تلك الحورية التى تنتظره فى الغرفة بذلك الفستان الذى ربما صنع خصيصا لكى ترتديه تلك الجميلة تضيف الى جماله جمال اخر نظر اليها مطولا لا تعلم هى إذا كانت تلك نظرة اعجاب ام ماذا؟ فهو لم ينطق بكلمة واحدة ينظر اليها فقط. ماهذا الصمت؟ هل لم يعجبه ما ارتدته؟ هل فعلت شئ خاطئ؟ لماذا لا يتكلم ؟ما هذا الصمت الموجع ؟فهى عندما تريد الكلام يهرب من بين شفتيها حاولت اكثر من مرة أن تقول شئ ولكنها لم تستطيع رأته يضع يده بجيوبه ينظر اليها نظرة تقيمية من رأسها الى أخمص قدميها ماسحا بنظرته جسدها بأكمله فهى كأنها دمية على وشك شراءها اذا هى أعجبته لا تعلم لماذا شعرت بالاهانة من تلك النظرة الخاصة به عندما وجدت ان الصمت طال الى هذا الحد شعرت ان الدموع على وشك ان تتساقط من عينيها ولكنه اخيرا أردف بتلك الجملة التى اخترقت مسامعها
ثائر:"ايه اللى انتى عملاه فى نفسك ده
*"*"*
البارت الخامس والعشرين
رأته يضع يده بجيوبه ينظر اليها نظرة تقيمية من رأسها الى أخمص قدميها ماسحا بنظرته جسدها بأكمله فهى كأنها دمية على وشك شراءها اذا هى أعجبته لا تعلم لماذا شعرت بالاهانة من تلك النظرة الخاصة به عندما وجدت ان الصمت طال الى هذا الحد شعرت ان الدموع على وشك ان تتساقط من عينيها ولكنه اخيرا أردف بتلك الجملة التى اخترقت مسامعها
ثائر:"ايه اللى انتى عملاه فى نفسك ده"
وتين:"ليه شكلى وحش ياثائر مش عجباك"
ثائر:"وعاملة ليه كل ده ايه المناسبة يعنى يا وتين"
وتين:''انا عاملة كل ده علشانك انت يا حبيبى"
ثائر:''علشانى انا ليه يا وتين ها عايزة تثبتى ايه لنفسك ان انا بمجرد ما اشوفك كده هركع قدامك مثلا"
وتين:"فى ايه يا ثائر انت بتتكلم كده ليه"
ثائر:"فى ايه يا وتين تقصدى ايه انا بتكلم عادى مش فاهمة كلامى"
وتين:"هنفضل كده على طول يعنى بالنظام ده يا ثائر وكلامك اللى يوجع ده"
ثائر:"مش انتى السبب فى ده كله بسبب انك حكمتى عليا بالباطل حتى ما استنتيش اقولك الحقيقة عقلك صورلك حاجات انتى كنتى حابة تصدقيها حسيت كأنك بتدورى على اى حاجة علشان اطلع بيها خاين وخلاص عايزة تبينى لنفسك ان انا راجل زى اى راجل بيجرى ورا الستات"
وتين:"انا بغيير عليك يا ثائر مش حقى ولا ايه أن انا اغير على جوزى علشان بحبه"
ثائر:"تغييرى تتهمينى بحاجات غريبة فى دماغك لاء وكمان مصدقة نفسك يا وتين "
وتين:" ما انت كمان لما كنا فى اسكندرية وشوفت أسامة غيرت واتنرفزت "
ثائر:" انا غيرت واتنرفزت علشان سمعت كلمته ليكى انه بيحبك متخيلة انتى بس بالرغم من كده انا لا اتهمتك بالباطل ولا قولتلك حاجة تجرحك سكت خالص بس لما اتكلمتى معايا وفهمتيتى الموضوع قبلت كلامك وخلاص الموقف خلص لكن لما انا جه دورى افهمك رفضتى تسمعى بقيتى تعاندى فى الكلام "
اثناء معاتبته لها شعرت بأن دموعها يمكن ان تسقط فى أى وقت فعضت على شفتيها لتوقف ارتجافها ولكن تلك الحركة لم تزدها الا إحساسا بتجمع الدموع فى عينيها فتمنى ان لا تبكى الآن فهو لا يستطيع ان يرى دموعها التى تكون مثل الجمر الحارق فى قلبه فهى الوحيدة التى يشعر بتفتت قلبه عندما يرى حزنها او دموعها
ثائربرجاء:" ارجوكى ياوتين متعيطيش دلوقتى"
وتين بصوت مهزوز:"انا مش بعيط ولا هعيط خالص انا ساكته اهو"
ثائر:"صوتك بيقول غير كده يا وتين نبرة صوتك مهزوزة وعينيكى باين فيها الدموع"
وتين:"ثائر انا مش عارفة اعيش وانت بعيد عنى كده فراقك زى الموت بالظبط"
ثائر فى سره:"ولا انا يا وتينى عارف اعيش من غيرك انتى وحشتينى اوى يا قلبى "
ولكن قرر الحفاظ على كرامته للاخر فهو يجب ان يذهب الآن والا لن يذهب اتجه الى خزانة الملابس لاخذ ملابس له للذهاب الى الغرفة الأخرى رأت ذلك جن جنونها أكثر فما الذى يفعله الآن؟
وتين:"انت رايح فين كده يا ثائر"
ثائر:''هنام الليلة دى فى اوضة تانية"
وتين:"اوضة تانية! كمان يا ثائر عايز تبعد على الآخر وتسيبنى وتكمل تعذيبك فيا"
قالت ذلك وبدون ان تدرى اقتربت منه تقبض بيدها على قميصه من الامام تنظر اليه بعيون يملأها الغيظ والغضب والدموع تردف كلماتها سريعاً وبدون ان تأخذ انفاسها
وتين:"كمان عايز تسيب الاوضة وتروح تنام فى اوضة تانية ليه ده كله علشان سوء تفاهم واعتذرت انت ايه انت هتفضل عذابى كده على طول كل ده علشان بحبك انت هتفضل كده قلبك قاسى وزى الحجر ومبتحسش وبتفرح بعذابى لو كده خلاص رجعنى مصر انا مش هفضل قاعدة هنا تعاملنى بطريقتك ده ماشى يا ثائر"
قالت ذلك ثم دفعته فى صدره فهى لن تتحمل اكثر من ذلك لم يتحرك من مكانه ظل ينظر اليها بدون ان ينطق بكلمة رفعت رأسها نظرت الى عيناه بتحدى قوى ثم وجدت نفسها تجرى خارج الغرفة رأى ذلك استشاط منها غضبا اكثر كيف تخرج هكذا من الغرفة بهذا الشكل فهو يحمد الله ان العاملين بالمنزل ينصرفوا باكرا ولكن "رمزى" موجود بالمنزل . وجد نفسه يجرى خلفها بيده قميصه الذى كان سيرتديه.وصلت الى الحديقة جلست على احد الكراسى وهى تبكى بقوة بسبب اسلوبه معها فلماذا يفعل بها ذلك؟ هى تعلم انها اخطأت ولكن عقابه كان قاسياً وصل اليها يلتقط انفاسه بسبب ركضه خلفها نظر اليها بعيون غاضبة
ثائر:'انتى ازاى تخرجى من الاوضة كده قدرى حد شافك انتى اتجننتى يا وتين خارجة بالفستان ده ازاى"
وتين:"هو ده كل اللى هامك ان حد يشوفنى كده اطمن مفيش حد هنا اللى بيشتغلوا فى البيت مشيوا ورمزى ومريم زمانهم ناموا دلوقتى"
ثائر:''ولو برضه مينفعش تخرجى برا اوضتنا كده قومى اطلعى اوضتك يلا يا وتين"
اردف كلماته وقام بوضع قميصه عليها ليدارى ذراعيها العاريتين وقام بسحبها من يدها يريد الذهاب بها إلى الغرفة
ثائر:"يلا تعالى معايا اطلعى اوضتك متقعديش هنا"
وتين برجاء وتعب:"خلاص بقى يا ثائر سيبنى حرام عليك بقى انت هتفضل تعذب فيا كده كتير مبقتش قادرة خلاص شكلى مش مكتوبلى ان افضل فرحانة على طول لازم حاجة تعكنن عليا حياتى انا عارفة طول عمرى حظى قليل من الفرحة بعشها لحظات وارجع احزن ايام"
قلبها لم يعد يحتمل حزنها هطلت دموعها غزيرة على وجنتيها حزينة على ما وصل اليه حالها معه لم يتحمل منظر عينيها الباكيتين ولا كلماتها التى لمست قلبه وروحه وجد نفسه يسحبها فى أحضانه مطبقا عليها بقوة وجدت ذلك لفت ذراعيها حوله بكت اكثر صارت شهقاتها تعلو اكثر مع تشديد احتضانه لها قام برفع وجهها يمسح دموعها ينظر فى عينيها الباكية التى اصبحت الدموع كغمامة تحجب عنه لمعة عينيها يقترب منها يعانقها بقوة كبيرة
ثائر بحنان وهمس:'' بس يا عمرى متعيطيش انتى عارفة مبقدرش اشوف دموعك يا وتينى"
وتين:"انت السبب فى قلبك القاسى ده للدرجة دى هنت عليك تبعد عنى وتهجرنى يا ثائر"
ثائر:"وتين انتى غلطتى وكان لازم تعرفى غلطك لان مش انا الراجل اللى اقبل على نفسى مراتى تعاملنى باسلوب مش كويس وانا اتقبل منها ده حتى لو بحبها وبعشقها انا برضه كرامتى ورجولتى فوق اى اعتبار ومبحبش حد يدوس على كرامتى واسكتله فبعدت احسن ما اتصرف بطريقة مش كويسة وارجع اندم بعد كده"
وتين بندم:"انا عارفة يا حبيبى واسفة على اللى حصل ومش هيتكرر تانى يا ثائر لأن بعدك عنى زى الموت تمام الاشتياق ده شئ فظيع لما ابقى مشتاقةليك وملهوفة عليك ومش قادرة اقرب منك''
ثائر:" مش اكتر من لهفتى عليكى يا وتينى مجرد ان انا سامع صوت نفسك جمبى ومش قادر اخدك فى حضنى ده فى حد ذاته عذاب بس اكيد يا وتين انتى مش هتكررى غلطك ده تانى وانك تحكمى من غير ما تفهمى"
وتين:"اكيد يا حبيبى خلاص توبة بس هى الغيرة اللى بتعمينى مببقاش عارفة انا بعمل ايه او بقول ايه"
ثائر:"انتى لسه معرفتنيش يا وتين ده كله لسه مش متأكدة أن انا عينى مبتشوفش غيرك وان قلبى ده ملكك انتى ومش هيبقى ملك حد تانى غيرك"
وتين بهمس ناعم:"بحبك ووحشتنى اوى يا حبيبى"
ثائر:"انتى وحشتينى اكتر يا وتينى"
اخذ انفاسه بقوة محاولا تهدئة تلك العواصف التى هبت فى قلبه قام بحملها بين ذراعيه وصل الى الغرفة انزلها من بين يده ببطئ
ثائر:" وحشتينى اوى يا قلبى بحبك يا وتينى اياكى تعملى اللى عملتيه ده تانى انا بعشقك يا وتينى انتى هتفضلى طول عمرى حبيبتى وروحى ومراتى وقلبى عايزك تبقى متأكدة من كده انا مش بقولك متغريش بس بلاش غيرة عمية يا وتين بلاش الغيرة اللى ممكن تهد اللى بينا لازم تسمعى الأول قبل ما تحكمى ماشى يا عمرى"
وتين:" حاضر يا حبيبى مش هتهور فى الكلام كده تانى"
ثائر بلؤم:" طب هاتى القميص بتاعى بقى لو سمحتى"
وتين:'لاء هو عاجبنى كده ومش هديهولك"
ثائر:"علشان اشوف الفستان الحلو ده وانتى تجننى بشكلك ده كده"
ابتسمت بخجل قامت بخلع قميصه وبالرغم من اشتياقها اليه الا انها لا تعلم لماذا تشعر بالخجل الآن ربما بسبب نظرة عينيه التى تكاد ان تفقدها أعصابها اقترب منها يتفحص ذلك الفستان الذى ترتديه
ثائر:"اممم حلو الفستان ده اوى جبتيه منين"
وتين:"كنت اشتريته لما خرجت انا ومريم نشترى حاجات قبل الفرح فعجبنى واشتريته"
ثائر:"بس الفستان يهوس عليكى يا قلبى"
وتين:"حلو يعنى يا ثائر"
ثائر:"هو حلو بعقل دا يجنن العاقل يا عيون ثائر"
هو اشتاق اليها أشد الاشتياق اشتاق الى عالمهم الجميل وبالفعل ذهب بها الى عالمه الخاص الذى كان يشعر بالشوق للعوده اليه سريعاً
***
اصبحت بوجه باهت وعيون ذابلة كجسد بلا روح حتى انها لا تنتبه لما يجرى حولها من الحوار
عايدة:"وانتى بقى يا اميرة مش ناوية تفرحينى بحفيدى قريب ولا ايه"
أميرة:"لسه ربنا مأذنش يا حماتى كله بأمر الله"
عايدة:"واحنا هنفضل ساكتين كده كتير ولا ايه"
سمير:"ساكتين ازاى يعنى يا امى قصدك ايه"
عايدة:"ما تشوف مراتك لتكون ما بتخلفش تلحق نفسك يا ابنى"
أميرة بغضب:"ليه يعنى على اساس ان احنا متجوزين بقالنا سنين دول ما يكملوش ٤ شهور جواز يا حماتى "
عايدة:"والله تكشفى ونعرف من الاول احسن ما نلف حوالين نفسنا بعد كده"
أميرة:"رد انت على امك يا سمير علشان انا زهقت بجد واتخنقت"
سمير:"فى ايه يا امى احنا هنفضل فى النقار والخناق ده كتير دى مبقتش عيشة بقى"
عايدة:"ايوةهى هتعمل عليك الشويتين بتوعها وتقلبك عليا انا انا غلطانة ان انا بنصحك يا ابن بطنى"
سمير:"بالله عليكى يا امى كفاية انا مش ناقص الرحمة شوية"
عايدة:"مالك يا هيام ساكتة ليه ومبتتكلميش يا حبيبتى"
هيام بتوهان:"ها بتقولى ايه يا ماما فى حاجة"
سمير:'انتى ايه حكايتك بالظبط يا هيام اليومين دول"
هيام:"حكاية ايه يا سمير مالى فى ايه"
سمير:'انتى مبتشوفيش نفسك فى المراية بقيتى عاملة ازاى"
هيام:"مالى ما انا كويسة اوى اهو"
سمير:"خديها يا امى اكشفى عليها شوفى فيها ايه"
هيام بتوتر:"فيا ايه انا بس بعمل رجيم فمأثر عليا"
عايدة:"وليه تعملى رجيم ليه هو انتى تخنتى وفشولتى زى ناس"
سمعت أميرة ذلك اتسعت عيناها بقوة فكلام والدة زوجها تقصدها به كأنها تريد اهانتها
أميرة:"انتى تقصدى ايه يا حماتى بتلميحك ده ها"
عايدة ببرود:"اللى على رأسه بطحة بيحسس عليها"
أميرة:"على رأيك وانا الحمد لله لسه زى ما انا مبقتش طن ولا حاجة زى غيرى"
عايدة:"لم مراتك يا سمير احسن ليها"
اميرة:"انتى شيفانى متبعترة ولا ايه يا حماتى"
سمير بتأفف:"الصبر يارب قومى يا هيام البسى اروح اكشف عليكى"
هيام:"لاء انا كويسة عن اذنكم هنام تصبحوا على خير"
سمير:" العريس هييجى كمان يومين يا هيام فاعملى حسابك"
هيام:" يا سمير قولتلك مش عايزة اتجوز ارحمنى بقى"
سمير:" انا مش هتكلم كتير يا هيام وده اخر كلام عندى هييجى وتشوفيه ويلا روحى نامى ولا تحبى تروحى للدكتور يكتبلك على حاجة وانتى بهتانة وضعفانة كده"
هيام:" لاء شكراً مش هروح لدكاترة عن اذنكم"
ذهبت سريعا الى غرفتها قبل ان يلح عليها اخيها بالذهاب الى الدكتور
*"*"*
كانت بين ذراعيه يحتضنها بقوة لتعويض ما فاته طبع قبلة على وجنتها ابتسمت له تنظر اليه بعيون تنشد الراحة والحب فى عينيه التى أصبحت أسيرتهم
وتين:" ثائر حبيبى"
ثائر:"ايوة يا عيون ثائر فى ايه"
وتين:"عايزة اتعلم اركب خيل يا ثائر"
ثائر:"خلاص ماشى الصبح هعلمك يا قلبى"
وتين:'لاء انا عايزة اتعلم دلوقتى مش الصبح"
ثائر:"بس الوقت أتأخر دلوقتى يا وتين "
وتين برجاء:"علشان خاطرى يا ثائر عايزة اركب خيل دلوقتى"
ثائر:"حاضر يا وتين انتى مشكلة والله"
وتين:" انا دا انا غلبانة خالص مالص يا حبيبى"
ثائر:"خالص مالص دا انتى بتطلبى طلبات غريبة فى وقت اغرب"
وتين:'لو مش عايز خلاص بلاش يا حبيبى"
ثائر:"لاء خلاص هقوم اخد شاور وابقى حصلينى على تحت أكون خرجت الحصان من الاسطبل"
وتين:"ربنا ميحرمنيش منك ابدا يا حبيبى"
ذهب الى الحمام اخذ حمامه هبط الى الاسفل متجه الى الاسطبل بعد مدة حضرت وتين هى ايضا متحمسة جدا كطفلة صغيرة
وتين:"يلا بقى انا جيت اهو"
ثائر:"تعالى يا ستى اركبى الحصان "
قام برفعها من خصرها ووضعها على ظهر الحصان وبقفزة واحدة كان خلفها احاطها بذراعيه يمسك بلجام الحصان ولكنها تنظر الى الأسفل فاراد ان تكف عن هذه الحركة التى تشتت تفكيره
ثائر:"وتين بطلى تبصى تحت كده روشتينى اهدى"
وتين:"انا بشوف انا بعيدة قد ايه عن الارض علشان لو وقعت اعرف هتعور ولا لاء"
ثائر:"ايه الفال ده تفائلوا بالخير تجدوه مش تقوليلى اقع دا كلام يعنى دلوقتى"
ظل يسير بالحصان بهوادة وهى سعيدة كطفلة صغيرة وجدت شئ مسلى فهى لم تتخيل ان يأتى يوما وتفعل كل هذه الاشياء فهى كانت ترسم فى احلامها حياة عادية مع زوج ينتشلها من عذابها الذى كانت تحيى به وستعيش كأى فتاة حياة عادية وروتنية ولكن لم يخطر في بالها يوما ان تتزوج رجل ك"ثائر" وان تفعل كل هذه الاشياء التى كانت تراها فقط فى تلك الافلام فهى الآن فى بلد آخر تعيش حالة من الحب والعشق مع زوجها
ثائر:"بس ايه اللى خلاكى تطلبى دلوقتى تركبى الحصان"
وتين بابتسامة:"علشان تكون انت معايا وراكبين الحصان والجو جميل والقمر طالع شوية رومانسية كده"
ثائر:"ايه الرومانسية العسل دى يا وتينى"
وتين:"لاء دا انا اعجبك اوى والله "
ثائر بهمس:"هو انتى لسه هتعجبينى ما انتى عجبانى من زمان يا وتينى بحبك"
وتين:"مش اكتر منى هو احنا هنروح لارض الغجر بجد"
ثائر:"ايوة هنروح علشان كمان يعرفوا ان انا اتجوزت ويشفوكى ويتعرفوا عليكى"
وتين:"احتفالتهم حلوة زى مريم ما بتقول"
ثائر:"ايوة ومش بعيد يعملولنا فرح على طريقة الغجر كمان"
وتين:"فرح هو احنا هنتجوز بعض كام مرة علشان ابقى عارفة"
ثائر:"ههههه هنتجوز كل يوم يا روحى"
ظلت تضحك وهى جالسة أمامه تستند عليه وهو يحيطها بين ذراعيه وبعد ان انتهت جولتهم أنزلها من على الحصان ولكنها ظلت متعلقة بعنقه لا تريد الابتعاد فطبعت قبلة على وجنته
ثائر:" ودى بمناسبة ايه بقى"
وتين:" دى شكر على الوقت الحلو ده"
ثائر:" لاء يا روحى مبحبش شغل الكروتة ده"
وتين:" انت عايز ايه يعنى دلوقتى"
ثائر:" هقولك عايز ايه"
عندما اقترب منها فرت هاربة من بين ذراعيه تضحك بصوت عالى
وتين:" تصبح على خير يا حبيبى"
قالت ذلك وركضت من أمامه متجه الى غرفتها ركض خلفها هو الاخر كانت تركض كأن هناك شبحا يطاردها ولكن صوت ضحكاتها عاليا
ثائر:" انتى مش هتبطلى جنانك ده بقى وتخلينى اجرى وراكى"
وتين:" ايه يا حبيبى تعبت من كتر الجرى"
ثائر:"انتى بقيتى شقية اوى يا وتين"
وتين بمزاح:" انا؟محصلش سعادتك الكلام ده"
ابتسم على كلامها فاغمضت عينيها من هجومه الضارى على مشاعرها .ذهبوا جميعا الى المكان الذى يوجد به تلك القبيلة الغجرية التى كانت تنتسب اليها چوانا لاحظت وتين ان زوجها يتمتع بشعبيه بين هؤلاء الناس فهم يرحبون به بشدة كأنه غائب منذ سنوات
وتين:"مريم هو عمك معروف اوى هنا"
مريم:"ايوة انتى مش شايفة بيرحبوا بيه ازاى"
وتين:"لاء اخدت بالى دا زى ما يكون عايش معاهم هنا عمره كله"
مريم:"هو مرتبط بيهم كده بسبب جدته"
رمزى:"هو مفيش حاجة ناكلها هنا انا جوعت كده ليه"
مريم:"ايه الفجعة اللى انت فيها دى يا رمزى"
رمزى:"ايه يا مريومتى جوعت حرام يعنى ولا حرام شوفى عمك ده يتصرف ويجبلنا اكل احسن اكل زمارة رقبته"
ثائر:"تأكل زمارة رقبة مين يا جزمة"
رمزى:'ياااه صدقنى انا لو بحضر عفركوش من الفانوس مش هييجى بسرعة كده يا ثائر والله"
ثائر:'عفركوش! يا حيوان صبرك عليا بس"
رمزى:انا جعان يا ثائر جعان يا اخى"
ثائر:كاتك نيلة على طول فاضحنى كده اصبر هم هيعملوا احتفال دلوقتى بمناسبة جوازنا وهيجبولك تطفح"
وتين:''احتفال ايه ده"
ثائر:"احتفال بالجواز بس على طريقة الغجر خديها يا مريم معاكى يلا"
وتين:"ثائر هم هيعملوا فيا ايه"
ثائر:"حبيبة قلبى متخافيش انتى هتلبس الزى بتاعهم وهتحتفلوا ستات مع بعض يعنى متقلقيش"
وتين:'على اساس ان انا بفهم هم بيقولوا ايه"
مريم:''تعالى انا معاكى وانا بتكلم اسبانى متقلقيش"
ذهبت "وتين" مع "مريم" الى خيمة كبيرة قابلت امرأة عجوز بوجه بشوش اردفت ببعض الجمل ردت عليها مريم ووتين واقفة لا تفقه شئ من هذا الحوار
وتين:"مريم هى بتقول ايه اللى فهمته كلمة ثائر بس"
مريم:"بتقول ثائر متجوز وردة عربية جميلة شبه الاطفال في جمالها"
وتين:"الله يكرمك يا حاجة تسلمى على ذوقك"
مريم:"ههههه حاجة! اسكتى يا وتين والبسى الهدوم دى"
وتين:"بس احنا محجبين هنلبسها ازاى"
مريم:"متخافيش احنا مش هنخرج من الخيمة اصلا هنفضل قاعدين هنا"
قامت "مريم" و"وتين" بتبديل ملابسهم الى ذلك الزى فهى كأنها أصبحت اسبانية من طراز فريد وتلك الوردة التى سبتتها فى شعرها زادتها جمالاً و"مريم" ايضا كانت جميلة جدا
مريم:"ايه رأيك بقى فى اللبس ده"
وتين:"شكله جميل اوى"
بعد ذلك توافدت مجموعة من النساء على الخيمة ليروا زوجة "ثائر" وايضا قاموا بالرقص على الطريقة الغجرية استمتعت "وتين" و"مريم" جدا بالاحتفال بعد الاحتفال تقدمت احدى النساء بيدها قطعة قماش كبيرة ابتسمت ل"وتين" وحدثتها ولكن "وتين" لم تفهم شئ مما قالته
وتين:"هى عايزة ايه يا مريم"
مريم:"هتلف قطعة القماش دى عليكى علشان تلفك زى الهدية"
وتين:"هدية ايه احسن يكونوا ناويين يقدمونى قربان ولا حاجة"
مريم:"لاء هتلفك زى الهدية لعمو ثائر وهو هييجى يفك قطعة القماش دى من عليكى"
وتين:"هم هيعملوا معاكى كده انتى كمان"
مريم:"ايوة بس فى خيمة تانية علشان هنقضى الليلة هنا"
قامت المرأة بلف وتين بقطعة القماش لم يظهر منها سوى رأسها فقط ظلت تضحك على نفسها وقاموا بوضعها على تلك الصوفا التى تشبه السرير خرجوا جميعا حاولت تخليص نفسها ولكنها لم تفلح
وتين:'وبعدي?
تكملة الرواية من هنا 👇👇👇