القائمة الرئيسية

الصفحات

بين أحضان الوحش الحلقة الثانية والتالته

 


بين أحضان الوحش

الحلقة الثانية والتالته


 ظلت زينـة تسيـر ودموعها لم تتوقف ولو للحظة حتي إستقلت أول سيارة للأجري تمر أمامهـا لتذهـب إلي جامعـتهـا ... 


وفي المنزل . 


قالت نجلاء بحنق : ليه كده يا شكري بطل بقي تضرب في البت عمال علي بطال ! 

زمجر شكري هاتفا بنبرة حادة : بقولك إيه إسكتي بدل ما أمد إيدي عليكي إنتي كمان ، دي بت قليلة الأدب وكفاية إني مستحملها في بيتي !! حد غيري كان طردها برة لكلاب السكك تنهش فيهـا .. 

ردت عليه بخفوت : متنساش إن دي شقة أبوهـا يا شكري وأنا بغباوتي كتبتها بإسمك ودلوقتي بتقول أنه بيتك عيني عينك . 

نهرها بشدة وهو يهتف : إمشي غوري حضري الفطار ! غوري من وشي .  

إنصاعـت له وإنصرفت من أمامـه حتي تتجنب بطشه وإلا سيفعـل ما لا يحمد عقباه وإن أزادت في الكلام سيضربهـا كعادتـه معهـا دائما !!... 

..............


في منزل أكـرم . 


نهضت سهـا أخيرًا بتكاسل حيث نهضت جالسة علي الفراش وهي تفرك عينيها وتتثائب بتكاسل .. نظرت حولهـا لتقول بحِنق : البيت هادي شكله نزل الورشه ، أووف راجـل خنيق ! .. 

أنهـت جملتها وراحت تجذب هاتفها من علي الكومود ، ثم ضغطت أزراره ومن ثم وضعته علي أذنهـا منتظرة الرد من شخصٍ ما .. 

ليأتيـها صوتا رجوليًا وهو يهمس بغزل : صباح الورد يا قلبي . 

إبتسمت بدلال وهي تبادله الهمس : صباح النور ، وحشتني مش هشوفك بقي ولا إيه .. ؟! 

أجابهـا بهدوء : أنا موجود في أي وقت يا جميل بس أنتي الي مبتجيش .. 

ردت حانقة : مش عارفه أزوغ من أكـرم ، يومين كده وهقـوله راحة عند أختـي بس يارب يرضي وأنا أجيلك جري حبيبي 

قال بمكر : قشطة يا سوسو وأنا في الإنتظـار وعلي نــاار !! 

تفاجئت بالصغيـرة تفتح الباب وتدلف ثم قالت بتساؤل : بتكلمي مين يا ماما .. ؟ 

أغلقت الخط سريعـا ثم قالت بإرتباك : أبدا دي واحدة صاحبتي ، قوليلي فطرتي ؟ 

أومأت ندي : أيوة فطرت مع بابا وتيته .. ثم أكملت بمرح طفولـي : وبابا هيوديني المـلاهي بكرة يا ماما .. 

سألتهـا سهـا بمـكر : هو قالك بكرة متأكدة يا نودي ؟؟ 

أومأت ندي مؤكدة : أيوة تعالي معانا يا ماما . 

قالت سهـا متنهدة : لا يا حبيبتي روحي إنتي وإتبسطي .. 

.............


في الجامعـة .. 


جلست حزينـة تبكـي بصمت ، تذكرت حين توفي والدهـا منذ ثلاثة أعـوام كم كانت تحبـه وتشعر بالأمان حينهـا ، ولكن هيهات ليتركهـا ويرحل ، وتبقي هي وحيـدة ضعيفـة بدونـه ، فبعـد وفاتـه بعام تزوجت أمهـا من "شكري " وتركتـه يفعـل بإبنتهـا ما يشـاء حيث أنهـا إمرأة سلبية إلي حد كبيـر وضعيفـة شخصية  أيضـا ورغم ما يفعله تحبه!! .. 

شعـرت بيد حانيـة تلمـس كتفـها ، فإلتفت لتجدها صديقتهـا "إسراء" . 

إبتسمـت إسراء وهي تسألها بحنو : مالك يا زينة فيكي إيه ؟ 

مسحت زينـة دموعها وهي تجيبها بحـزن : مفيش حاجه يا إسراء .. 

قالت إسراء بتنهيدة : برضو جوز أمك صح .. ؟ 

أومأت زينـة برأسهـا وتابعـت بخفوت : أيوة . 

تابعت إسراء بضيق : مد إيده عليكي تاني ؟ .. استغفر الله هو الراجل ده عاوز منك إيه !! 

لم تجيب عليهـا بل ظلت صامتـه بحـزن شديد ، فقالت إسراء بهدوء : ربنا يبعتلك الإنسان الي يعوضك عن كل ده يا زينة ويكون ليكي الأمان والسند . 

زمجرت زينـة وهي تقول عابسة : أتجوز راجـل عشان يبيع ويشتري فيا وأشوف المرار من أول وجديد !! 

تابعت إسراء بتعجب : ليه كده يا زينة مش كل الرجالة زي جوز أمـك علي فكـرة ! 

حركت زينـة رأسهـا بإعتراض وهتفت : أكتريتهم كده ، كلهم زي شكـري وحشين وأنانين جدا ! أنا مش عاوزة أتجوز أنا هفضل لوحـدي لحد ما أموت وأرتاح . 

رفعت إسراء حاجباها معا في دهشة وهي تقول بعتاب : بعد الشر عنك يا زينه ، يا حبيبتي خلي عندك امل واكبر دليل إن مش كل الرجالة زي شكري ، باباكي مش أنتي كنتي بتحبيه وبتقولي إنه حنين أوي عليكي ؟؟ 

إنفجرت زينـة باكية وهي تقول من بين شهقاتهـا : الله يرحمـك يا بابا 

ربتت إسراء علي ظهـرهـا برفق وحنـان ، ثم قالت بتهـوين : ربنا يسعد قلبك يا زينـة . 

..................


بعد مرور الوقـت . 


عادت زينـة من جامعتهـا وهي تسير بحزن في الحارة الشعبيـة ، لم تنتبه إلا حين وقف أمامها مانعـا إياهـا من المشي بجسـده . 

أردفت بضيق : أوعي ! 

قال أكـرم مبتسما : أنا عاوزك في كلمتين يا زينـة البنات تسمحيلي ؟؟ 

تأففت زينـة وهي ترفع رأسهـا عاليا ثم نظرت له قائلة بضيق واضح : خيـر ؟؟ 

رد هادئا بعد أن وضع كلتي يديه في جيب بنطاله: أنا عاوز أعـرف أنتي رفضاني ليه ؟؟؟ .. 

زفرت أنفاسهـا ثم تابعت حانقة : أنا حرة ، رفضت وإنتهـي الكلام!  

قال بصوت حاد : لا منتهاش ، أنا عاوزك في الحلال ورايدك يا بنت الناس ! 

قالت بتعجب : أنت إزاي بتكلم كده وأنت أصلا متجوز وعندك بنت !! . 

رد عليها بلا مبالاه : متجوز لكن أنتي الي في القلب وبحبك وأنتي عارفة . 

إنفجرت فيه قائلة بغضب : وأنا مش بحبك ، إبعد عني بقي !! 

صُدمته كلمتهـا قليلًا ولكنه أردف بتصميم ونبرة جادة : تعرفي إنك عنيدة ودماغك ناشفه! وبنات المنطقة كلهم يستنوا إشارة من الوحش أنا مش عارف أنتي عاوزة ايه ؟ 

زينـة بتهكـم : 

- عاوزاك تبعـد عني وتنساني وروح يا وحش شاور لحد غيري !! 

أنهت جملتهـا وسارت تاركـه إياه يضغط على أسنانـه غيظـا ولكنه يحدث نفسه بإصرار أنها له ولن تبقي لغيـره أبدا !! 


-بكرة تعقل يا صاحبي وتقع في حبك 

قالها أنور صديقه وهو يربت علي كتفه بمرح.. 

فإبتسم أكرم وتابع: عارف يا أنور ما هي ليا يعني ليا!!!  

...............


في المسـاء . 


دلفت ندي إلي غرفـة والديهـا وهي تزفـر بغضب طفـولي ، فـ جدتها قد نامت وأبيها لم يأتي من العمل إلي الآن وأمهـا دلفت إلي الحمام حتي تغتسل . 

فـ شعرت ندي بالملل وراحت تعبث في أشياء والدتهـا ومساحيق التجميل الخاصـة بهـا ، أمسكـت بأحمـر الشفـاه ووضعتـه علي شفتيها الصغيرتان بطريقـة مُضحـكة ، ثم نظرت إلي المرآة وأطلقت إلي نفسها قبلة في الهواء ، ومن ثم أفرغت كريم التجميل من عبوته علي يديها بسعـادة.. ومرح!  

مر ربع ساعه وندي لم تكف عن تخريب المساحيق الخاصـة بوالدتهـا ، حتي خرجت "سها" من المرحاض فشهقت بصدمة وهي تهتف بصرامة: ايه ده؟!!!!!!!  

إبتسمت ندي بمرح وهي تسألها ببراءة: ماما ايه رأيك في المكياج بتاعي. 

صاحت بها بصوتٍ أرعبها: ده أنا هكسر عضمك يا جزمة،  نهارك مش فايت!!  

اتسعت عينيها رعبا وهي تراها ترفع الحذاء من قدمها إلا أنها ركضت صارخة بذعر،  فركضت خلفها وهي تهتف بغضب: تعالي هنا والله لاموتك 

انفجرت ندي باكية وهي تنادي من بين شهقاتهـا: يا بابا الحقني يا بابا..  يا تيته..  يا تيته الحقيني..  

تفاجئت بأبيها يفتح الباب وكأنها وجدت منقذها وأمانها فهرولت اليه تمسك بقدمه وهي تبكي عاليا..  

فانحني أكرم بجزعه ليحملها وهو ينظر إلى سها بحدة: عملتلها ايه؟!! ميت مرة أقولك متمديش ايدك عليها.  

ردت عليه بحدة مماثلة: سبني اربي بنتي بمعرفتي دي بوظت الميكب بتاعي كله!!  

- ما يتحرق الزفت!! ...  قالها أكرم بغضب عارم ليستكمل بتحذير: أقسم بالله لو لقيتك بتضربيها تاني، ما هيحصلك كويس يا سها!!  

زفرت سها وتركتـه ذاهبة إلي الغرفه وهي تهمهم بعصبية،  ليتنهد اكرم ويجلس علي الأريكه واضعا إبنته علي ساقه،  إبتسم وهو يداعب أنفها بيده ؛ خلاص يا روح بابا متزعليش حقك عليا أنا بقي 

ظلت تبكي فأخذها إلي أحضانه رابتا علي ظهرها بحنان إلى أن قال مشاكسا: هتفضلي تعيطي مش هجبلك العروسه ها!!  

نظرت له فاغرة شفتيها الصغيرتان بفرحة طغت علي ملامحها،  ليضحك أكرم مقهقها عليها..  

لتقول ندي بتساؤل: فين العروسه؟  

قبل وجنتها بحنان وهو يقول: هننزل نشتريها دلوقتي انا وانتي يا حبيبي.  

قفزت من علي ساقه في حركة واحده وهي تهتف: يلا بسرعة. 

ثم أسرعت تبحث عن حذائها فضرب اكرم كفا علي كف قائلا : يخرب عقلك يا ندي كل ده عشان العروسة 

جذبته من يده بعد ان ارتدت حذائها ليتجها الي الخارج ولقد نست ندي ما ازعجها منذ قليل!!  

...........


في المسـاء. تحديدا الساعة الثانية صباحا..  


دلف إلي المنزل يترنح يمينًا ويسارًا.  

لمعت عينيه بمكر وهو ينظر إلى باب غرفتها..  

إتجه الي باب الغرفه ليفتحه ويدلف سريعًا ثم أغلقه ما ان دلف.. 

إنتفضت زينه حينما سمعت صوت الباب وهو ينغلق،  نهضت سريعا وأشعلت الإضاءة لتتسع عينيها رعبا وهي تهتف بذعر: انت ايه اللي جابك هنا،  اطلع برة!!  

ابتسم بخبث وهو يقترب منها ببطئ يكاد ان يحرقها.. 

ركضت ولكن ثوانِ لتجد نفسها بين ذراعيه وقدميها تركلان بالهواء. 

صرخت بعنف فوضع يده علي فمها ليلقيها علي الفراش..لكنها جاهدت بكل قوتها ونهضت راكضه الي الباب وهي تصرخ باهتياج، خرج خلفها ليلحق بها الا انها قاومته بشراسة وهي تدفعه بكلتي يديها ولم تدري بنفسها الا وهي تمسك بالتحفة الموضوعة علي الطاولة وتدفعه بها بقوة حيث اصطدمت برأسه ليهبط علي الارض فورًا!!  

صرخت وهي تضع يدها علي فمها وتشعل الاضاءة لتجد الدماء تسيل من رأسه بغزارة بينما آتيت "نجلاء " من خلفها تلطم علي وجهها بصدمة جلية.. ! 

جثت علي ركبتيها وتهتف بارتعاشه: ش شكري.!! ..  في ايه؟ ..  عملتي في ايه يا زينة!!!  

لم تستطع زينه الكلام فلقد كانت في حالة من الصدمة والرعب ايضا!!  هل مات؟؟ هل قتلته؟! ..  

هزت رأسها بعنف وهستيريه وهي تري امها تصرخ مناديه علي الجيران..  

- الحقوووني..  الحقوووني يا ناس شكري بيموت!!  

صعد الجميع في خلال ثواني وبعد قليل كانوا في المستشفى جميعا.. 

ظلت السيدة نجلاء تسير ذهابا وإيابا بقلق بالغ علي زوجها،  ثم نظرت الي ابنتها الباكية بشراسة وهي تهتف: لو مات عمري ما هسامحك فاهمه!!  

نظرت لها بصدمة فإتجهت اليها وهي تهزها بعنف: عملتي كده ليه يا زينه،  ها ليه قوليلي عاوزة تموتيه ليه.. ؟؟؟  

أسرعت السيدة نادية تحاول تهدئتها حيث امسكت بها برفق وهي تقول: استهدي بالله يا نجلاء وتعالي اقعدي. 

تركتها لتجلس وهي تلهث بشدة بينما كان أكرم يتابعها بصمت تام.. 

سألتها السيدة نادية بخفوت: قوليلي يابنتي ليه عملتي كده؟  حصل ايه؟  

قالت زينة من بين شهقاتهـا: والله...  هو..  الي اتهجم عليا و اعتدي عليا..  

لطمت نادية علي صدرها بصدمة،  وكذلك نجلاء التي قالت بصدمة: انتي بتقولي ايه؟؟؟  

إنفجرت زينـة مرة أخرى باكية بمرارة،  لتصيح نجلاء: انتي كذابة كذاااابه..


يتبع

تكمله بعد التفاعل

اذا اتممت القراءة علق ب 20ملصق وتفاعل حتي يصلك اشعار عند نشر الجزء التالي ملحوظه لن يصل الجزء الا للمتابعين والمتفاعلين

الحلقة الثالث


إنهمرت العبرات من عينيها اكثر غزارة وهي تري امها تُكذبها!!!  

بينما اتسعت عيني أكرم الذي هتف بحدة وغضب عارم: 

ايييه!!  اعتدي عليكي،  ازاي يتجرأ ويعمل كده،  ده لو ليه عمر انا هعرفه مقامه كويس الندل ده!  

صاحت به نجلاء: لا شكري مش ممكن يعمل كده،  اكيد زينه بتقول كده عشان تبرر الي عملته انا عارفه انها مش بتحبه اصلا! إنما شكري ميعملش كده انا متأكدة 

قال أكرم ساخرًا ؛: متأكدة ازاي وهو راجل سُكري، أكيد رجع مش في وعيه واتهجم عليها وبعدين هي هتكذب ليه أصلا!!  

وكزته السيدة "نادية " في ذراعه وهي تقول بخفوت: اسكت يا اكرم ملكش دعوة انت يابني 

صمت اكرم وهو يمسح علي رأسه بضيق، بينما قال وهو ينظر إلى زينة نظرات ذات معني: 

- زينة مينفعش تعيش في البيت ده تاني!  

نظرت له زينه ببلاهه، ليستكمل اكرم بحزم وهو يرمقها بحدة: اه ولا عاجبك الي بيحصل ده؟!  

خرج الطبيب مقاطعًا حديثهم وهو يقول متنهدًا: 

خير ان شاء الله يا جماعة، ارتجاج في المخ بسيط اثر الخبطه وخيطنا الجرح بس!  

تنهدت زينة بارتياح شديد عقب استماعها كلام الطبيب، وكذلك فعلت نجلاء التي ركضت إلي داخل الغرفه حتي تطمئن علي زوجها..  

جلست زينه علي أحد المقاعد بانهاك شديد، فاقتربت نادية تجلس الي جوارها وهي تقول بتهـوين: اطمني يا حبيبتي الحمدلله انه عاش والا كانت هتبقى مصيبه لو مات!!  

تنهدت زينه طويلا قبل ان تقول بحزن دفين: يارتني انا الي أموت وأرتاح من الي أنا فيه ده!  

ردت سريعا: بعد الشر عليكي يا بنتي متقوليش كده ربنا يسعدك..  

نظرت لها وأردفت بيأس: بس انا مش عارفه هعيش معاه ازاي تاني!!  ماما مش مصدقه انه فعلا اتعدي عليا وانا عمري ما هديله الأمان!  

- هو أنتي غاويه تتعبي نفسك وخلاص!!  

أردف أكرم بحزم وهو يرمقها بنظرات مغتاظة، ليستكمل غاضبا: 

ايه الي جابرك علي العيشة دي، قولتلك ميت مرة مكانك في حضني انا ومعايا برضو مفيش فايدة فيكي، دماغك ناشفه وعاوزة تتكسر!  

إتسعت عينيها غيظـا لجراءته الزائدة عن الحد!!  

ثم هبت واقفه قائله بضيق: انت ازاي تكلمني كده؟؟ احترم نفسك وانت بتكلمني. 

صر أكرم علي اسنانه واقترب منها قائلًا بتحذير: 

- انا محترم غصب عنك وأتكلم بالطريقة الي تعجبني، فوقي انتي لنفسك وقدري خوفي عليكي!  

زفرت بحنق ثم تابعت بحدة: محدش طلب منك تخاف عليا!  خاف علي نفسك وابعد عني أحسن مش هيحصلك كويس انت فاهم!!  

رفع أحد حاجبيه ثم قال متذمرًا: ماتيجى تخديلك قلمين ما هو ده الي ناقص!! 

تدخلت ناديه قائلة بصرامة: في ايه يابني انت وهي مش معقولة كده! 

أردفت زينه بعصبية: خليه هو يسكت خالص ويبعد عني أنا فيا الي مكفيني!  

كاد أكرم أن يتحدث فقاطعته أمه قائلة بجدية: بس بقي يا أكرم كفايه يابني.

ثم أكملت في تساؤل: طيب يابنتي انتي هتعملي ايه دلوقتي؟؟ مينفعش فعلا تعيشي مع الراجل ده تاني!  

..........


داخل الغرفة. 


جلست نجلاء جوار "شكري" علي الفراش، ثم وضعت يدها علي يده وهي تقول بخفوت: حمدالله علي سلامتك يا شكري كنت هتجنن عليك!  

تفوه بصوتٍ خافت بالكاد سمعته هي: 

- بنتك عاوزة تموتني يا نجلاء. 

قالت بهدوء متساءلة: انت اعتديت عليها صحيح يا شكري؟؟  

قال بتنهيدة: كذابة بنتك ضربتني بالتحفة عشان تخلص مني يا نجلاء، انا برضو هعتدي علي واحدة قد بنتي!! جوزك مش ندل للدرجة دي يا نجلاء. 

اومات رأسها مؤكدة: انا قولت كده برضو يا اخويا،  ماشي يا زينه!  

رد عليها وهو يغلق عينيه بألم: البت دي مش لازم تستني في البيت يا نجلاء،  دي كانت هتموتني!

أردفت في عتاب ؛ دي بنتي مهما كان يا شكري ومش معقولة امشيها لا يا اخويا مقدرش!!  

نظر لها وقال: متطردهاش، لازم تتجوز انا هجبلها عريس!  

............ 


خرجت نجلاء بعد قليل من الغرفة لتتجه نحو زينه وهي تقول بحدة: شكري فاق وقالي انك كذابه!  

قالت زينه بنفي تام: هو الي كذاب وستين كذاب الحيوان ده..  

صفعة أسكتتها من يد والدتها لتتسع عينيها غير مستوعبة لما فعلته، فهدرت بها ناديه بغضب: حرام عليكي يا شيخة ارحمي البت بقي بتضربيها ليه!!

لترد بجمود: الظاهر اني معرفتش اربيكي يا زينه صبرك عليا بس لما نروح!  

انفعلت زينه قائلة من بين شهقاتهـا: انا مش هروح معاكي ولا هدخل البيت ده تاني 

نجلاء بعصبية: اومال هتروحي فين؟  

- هروح في داهيه..  قالتها ببكاء مرير..  

اخذتها ناديه في احضانها وهي تقول برجاء: طيب سبيها تقعد عندي كام يوم كده علي ما الحال يهدي يا نجلاء ارجوكي بلاش تقسي عليها اوي كده دي بنتك مهما كان. 

اومأت نجلاء رأسها ثم قالت بجدية: خليها عندك النهاردة علي ما يطلع النهار وشكري يروح..  

...............


بالفعل بعد مرور ساعة واحدة كانت زينة داخل شقة السيدة ناديه التي أحضرت لها طعاما قد احضره أكرم وأصر ان تأكل منه، ثم ذهب إلى شقته وتركها مع والدته بعد ان اطمئن عليها قليلًا وقلبه يتمني أن تخضع له وتبادله ذلك الحب الكبير الذي يكنه في قلبه لها وحدها..  

إتجه اكرم الي غرفة ابنته ودلف ليتجه نحوها ويرفع عليها الغطاء ثم انحني يقبل جبينها بحنان أبوي،  ابتسم حين وجدها تضم الدميه الي صدرها وكأنها ابنتها..  

تنهد وقال بخفوت: ربنا يشفيكي يا حبيبتي ويباركلي فيكي..  

طبع قبلة أخيرة علي جبينها وتركها ذاهبًا الي غرفته، ما ان دلف حتي تنهد باختناق، لم يرتاح يوما مع زوجته سها التي تزوج منها منذ سبعة أعوام زواجا تقليديا وإكتشف بعد الزواج انها ليست الزوجه الصالحة التي كان يتمناها لم يحبها وهي أيضا فقرر أن يعيش معها فقط من أجل إبنته منها التي أصيبت بمرض السكر فأصبحت كل كيانه ويخشي عليها بشدة لذا يحرس دائما ان يوفر لها الهدوء التام ورغم انه ذو شخصية قويه يُطلق عليه الوحش الا انه حين يري ابنته يصبح وكأنه طفلا مثلها..  

........................


صباح يوم جديد..  


عاد شكري الي المنزل مرة ثانيه بصحبة زوجته ومساعدتها ايضا، اخبرها بعد ذلك بخطته لزواج ابنتها من أحد أصدقائه بل واقنعها بالموافقة وكعادتها السلبيه دائما انصاعت له.......  

هبطت إلي شقة السيدة نادية عازمة علي اقناع ابنتها. 


إستيقظ أكرم علي صوت ابنته كعادة كل يوم لينهض ويجذبها اليه مقبلا اياها بحنان وهو يدغدغها بمرح لتقهقه الصغيرة عاليا بمرح وسعادة وهي تتعلق بعنق والدها. 

اردفت من بين ضحكاتها: خلاص يا بابا خلاص. 

توقف وهو يراها تلهث بشدة ثم همس: حبيب بابا يا ناس، صباح الحلويات علي احلي نونه 

رفعت حاجبيها وقالت متذمرة ؛ انا عاوزة حلويات يا بابا يلا هاتلي مليش دعوة 

قال بجدية: مش قولنا هنسأل الدكتور الاول يا ندي؟ 

اومأت برأسها وهي تقول بغضب طفـولي: طيب يا بابا!  

ضحك وقال: عشان متتعبيش يا قلب بابا انا خايف عليكي. 

أومأت مرة ثانية ببراءة فراح أكرم يفتح ذراعيه وهو يقول بمداعبه: طب فين البوسه والحضن بتوع بابا؟  

قفزت الي حضنه مباشرة تعانقه بقوة ثم طبعت قبله علي وجنته الخشنه ليشدد من ضمها وهو يبتسم..  

ثم هتف بإيجاز: يلا عشان نفطر بقي؟  

اومأت موافقه ليحملها ويتجه الي خارج الغرفه تاركا زوجته نائمه بلا مبالاه..  

..............


- الي بتقوليه ده لا يمكن يحصل انا لا هتجوز ولا هتنيل!!  

اردفت زينه بتلك الكلمات بعصبية تامة في حين ردت امها بعصبية مماثلة..  

- ليه ان شاء الله راجل ومقتدر ترفضي ليه يا قلب امك؟؟  

ردت زينه بغضب: 

راجل قد ابويا صح؟؟  حرام عليكي انتي بتعملي فيا كده ليه ده انا بنتك برضو!!  

تنهدت نجلاء وهي تقول بهدوء: يابنتي انا عاوزة اطمن عليكي. 

زينه بحدة: تطمني عليا ولا تزحيني من البيت زي ما قالك جوزك، عاوزاكي تطمني انا لا يمكن هرجع اعيش معاكم اصلا!!  

زفرت نجلاء بحنق وتابعت ؛ يا بت افهمي ما انتي لازم تتجوزي وانا قلبي عليكي!  

- تتجوز مين ان شاء الله؟؟  

قاطعهما صوت اكرم الحاد وهو ينطق بهذه العبارة، لتردف نجلاء بضيق: شكري جايبلها عريس!  

توهجت عينيه غضبا قبل ان يهتف بصوتٍ جهوري: شكري ده انا هقطع خبره وخبر الي يفكر يتعرض لزينه انتي فاهمه يا ست انتي ولا اعيد من تاني؟؟  

اتسعت عيني نجلاء وهي تنظر له بعدم استيعاب، فما هذه اللهجة!!  وكذلك فعلت السيده ناديه التي اردفت بحزم: اكرم عيب يابني في ايه!!  

الا انه لم يصغي لها واكمل حديثه الحاد: 

عرفي جوزك ان ما بعدش عنها ميلومش الا نفسه والا هعرفه مقامه كويس!  

ردت عليه بصياح: انت ازاي بتكلمني كده؟  

قال بثبات ولا يزال غاضبا بشدة: اومال اكلمك ازاي وانتي جايه بكل بساطة تبيعي بنتك!!  

نجلاء بدهشة: ابيعها!  

أومأ برأسه وهو يقول صارما: ايوة ودلوقتي تطلعي تقولي لجوزك يبعد عنها بدل ما اكسر عضمه حتت! وارجعه المستشفى تاني. 

كادت نجلاء ان تصيح به إلا ان ناديه تدخلت منقذه للموقف لتقول: 

معلش يا نجلاء تطلعي انتي دلوقتي وانا هتكلم مع زينه بس دلوقتي اطلعي عشان الجو يهدي والبنت تعرف تفكر براحتها 

اومأت نجلاء بضيق شديد وهي ترمق اكرم بحدة ومن ثم صعدت علي مضض وهي تتأفف...


يتبع

تكمله بعد التفاعل

اذا اتممت القراءة علق ب 20ملصق وتفاعل حتي يصلك اشعار عند نشر الجزء التالي ملحوظه لن يصل الجزء الا للمتابعين والمتفاعلين

الحلقه الرابعه والخامسه والسادسه 👇


من هناااااا

تعليقات

التنقل السريع
    close