القائمة الرئيسية

الصفحات

ملاك فى قبضة الشياطين الفصل الثالث والعشرون

اعلان اعلى المواضيع

 


🌺🌷ملاك فى قبضة الشياطين🌺

 🌷 الفصل الثالث والعشرون🌷

🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺🌷🌺

كانت نائمة كالملاك فى ثوبها الأبيض ..

لقد سقطت على الأريكة بعد أن أنهكها البكاء حزنا على والدها وما مر بها وكان هو أكبر همها , حملها الى غرفته فأفاقت للحظة فزعة وهو يمددها على الفراش فهمس لها يطمئنها

- هششش .. متخافيش .. نامي ومتقلقيش من اى شئ .

أغلقت عيناها من جديد وراحت في ثبات عميق وجلس بجوارها ينظر اليها ..

أبتسم يسخر من نفسه .. من يصدق أن مثله يجلس هكذا يتحكم في رغبات جسده مرعاة لمشاعر امرأة .. ولكنها ليست كأي امرأة .. أنها ملاكه الذي أقتحم عليه جحيمه وجعله يدرك أن لهيب نيرانه كانت تحرق روحه قبل أن تحرق جسده ..

فعل الشر لديه كان هواية ولم يقف لحظة من قبل لكي يفكر .. لكنه أصبح يفكر بعد أن كادت النار التي أشعلها من حوله أن تطال المخلوقة الوحيدة التي أراد أن يهديها الجنة ونعيمها زائد قلبه ..

مال عليها وهمس

- أوعدك أني هتغير .. هكون ليكى الزوج والحبيب اللي بتتمنينه .. مش هكون السبب فى يوم من الايام في دمعة حزن تغرق بيها عينكى .. هخلى قلبك ينسى الراجل اللى ظهر فى حياتك فى غيابك عنى وأرجع أنا تانى وأحتل مكاني فيه .

قبلها برقة على جبهتها ثم تمدد بجوارها وهو حريصا حتى لا يشعرها بوجوده .

*************

أصبحت الساعة السادسة صباحا وحميد جالسا في حجرة الجلوس عاجزا عن النوم .. بحث عن زجاجة خمر يتجرعها لينسى بها الأذلال الذي لحق به ولكنه لم يجد . لا تسمح أمه بدخول الخمور الى البيت وهي فيه .. لذلك جلس يحدق أمامه عابسا ومتألما .. لقد ذهب الى المشفى بعد أن أستمرت الدماء تنزف من شفته وأدرك أنها كانت محقة ولم تكن تسخر منه عندما أخبرته أن الجرح يحتاج الى تقطيب .

سأله طبيب الطوارئ متعجبا عن سبب الأصابة فقال كاذبا أنه سقط فقال الطبيب

- سقطت على شفتك السفلى فقط .

كان كامل وجهه سليما فزمجر قائلا

- وهل هناك ما يمنع ؟

أبتسم الطبيب ولم يعلق وهو ينظف الجرح قبل تقطيبه وهنا لاحظ أن الممرضة كانت تخفي ضحكة بكف يدها .

خرج من المشفى واستقل سيارته متوجها الى البيت وشئ واحد .. شخص واحد فقط يشغل عقله .. جنة .. تلك القطة المتوحشة التى لا يستطيع أن يجد طريقة ليروضها بها .. أعتاد أن تعجب به الفتيات .. لكنه فى الأونة الأخيرة لم يعد حظه جيدا معهن .. أولا نيكول التى فجأة قررت أن تتركه هي ومن ثم زينة والأن جنة .. فما الذي حدث له ؟!! ... مط شفته بأستياء فشد الجرح فتأوه وقال

- يبدو أنني غير قادر على جذب غير النوع السئ من النساء ككاميليا وغيرها .

ولكن من هن مثل زينة وجنة ينفرن من أمثالى .. 

فهم بحاجة الى الحب والأخلاص وهذا ما لا يستطيع تقديمه أو هذه هي فكرتهم عنه .

أخذ يتمشى جيئة وذهابا يفكر .. هل أنا قادر على الحب والأخلاص لمن أحب ؟

سمع صوت حركة بالخارج فتحرك نحو الباب ليرى من .

كانت جنة ترتدي ملابسها للخروج وتجر خلفها حقيبة سفر ضعف وزنها تقريبا , خفق قلبه وقال بحدة

- الى أين أنتى ذاهبة ؟

رفعت اليه وجهها مجفلة ومن ثم شع الغضب من عينيها

- سأترك لك البيت .. فأنا لن أبقى تحت سقف واحد مع شخصا منحلا بلا أخلاق مثلك .

عض حميد على شفته السفلى غيظا وكان قد نسى الجرح بها فتغضن وجهه بألم

- أحسن .

قالتها جنة بتشفي فكاد للحظة أن يضحك ولكنه كان يخشى من أغضابها وقال برزانة

- هل أستطيع الحديث معك لدقائق من فضلك ؟

ثم أشار الى غرفة الجلوس وانتظر ردها وبعد لحظات من التردد هزت رأسها ايجابا وتركت حقيبتها وتقدمت الى الغرفة عابسة الوجه

ابتسم حميد لرأسها الشامخ وهي تمر امامه وبادرها قائلا

- أولا أريد أن أعتذر عما بدر مني وكما قلتى أنا أستحق ما فعلتيه بي .

مشيرا الى شفته فعقدت حاجبيها بشدة وأحمر وجهها وكأنها كانت تتذكر ما حدث بينهما فتابع بحماس

- كانت ردة فعل غاضبة بعد ما تركتني وحدي فى ذلك الطريق .

قالت بعنف

- لقد تركتني قبلها فى نفس الطريق .

- ولكني عدت .. أردت فقط أن أخيفك قليلا فأنتى تقومين بسبي طوال الوقت من دون سبب وقد مللت من ذلك .. والأن ما رأيك لو نعلن هدنة فيما بيننا .. أريد أن أتعرف عليكى جيدا .

رفعت حاجبيها بدهشة

- تتعرف علي ؟ .. لا تقل أنك تريدنا أن نصبح أصدقاء ؟

كانت تسخر منه ولكنه قال بهدوء متجاهلا سخريتها

- في الحقيقة أريد أن نصبح أكثر من صديقين .

ضاقت عيناها بحدة

- ماذا تعني ؟

ابتسم متجاهلا ألم الجرح

- لا أقصد أي شئ مشين .. فى الواقع أظن أنك تعجبينني كثيرا .

ووجد نفسه يقول

- هل تقبلين الزواج بي يا جنة ؟

لم يكن ينوي أن يعرض عليها الزواج بهذه السرعة ولكن ما دفعه لذلك أحساس داخلي ولم يندم عليه .

ألجمت المفاجأة لسانها للحظة قبل أن تنفجر ضاحكة بشدة بعدها فجاء دوره ليصدم

تمالكت نفسها أخيرا وقالت

- آسفة لأنني ضحكت فأنت تبدو جادا وهذا غريب ..

ثم تابعت بطريقة أكثر جدية

- طلبك مرفوض بالتأكيد .. أنا لست غبية لأقترن بشخص مستهتر مثلك .. حميد .. أنت لا حدود لأخطاءك وذنوبك .. أنا أعرفها كلها .. أنت غير قادر على الأخلاص بل أنت لا تعرفه .. أنت تخون عشيقاتك وتخون أصدقاؤك .

شحب وجهه فتابعت تؤكد ما جاء على باله

- نعم .. قالت جليلة الكثير وما سمعته جعلني أحتقرك أكثر .. لن أعتذر عما قلت وان صدمك ولكنها حقيقتك ويجب عليك أن تواجهها .. والأن أسمح لي فقد حجزت لنفسي فى أحد الفنادق ل...

كانت متوجهة الى الباب فأستوقفها مقاطعا لها

- لن تذهبي الى أي مكان .

فتحت فمها لتعترض بغضب فرفع يده وتابع

- أنا من سيرحل .. أبقي حتى ينتهي العرس فلن أضايقك بوجودي بعد ذلك أبدا .


***********

فتحت زينة عينيها بأرهاق وهي تشعر بجفنيها ثقيلين ومتورمين ..

للحظات لم تستوعب أين هي .. الأبواب والستائر السوداء جعلت قلبها ينقبض واصطدم عقلها بواقعها من جديد .. أدارت رأسها على الوسادة ببطئ ووجدت وجه خالد على بعد انشات من وجهها .. تسارعت أنفاسها قليلا ولكنها أطمأنت لأن كلاهما مازال بكامل ملابسه .. حتى هو نام ببذلته ولم يخلع سوى الجاكت ورابطة العنق .. كان وجهه الوسيم مسترخيا وانتبهت ان ذراعه اليمنى ترتاح على خصرها .. أرادت ان تبعدها عنها ولكنها تذكرت انه زوجها ويحق له أكثر من ذلك والليلة بعد أن ينفذ شرطها ستمنحه كافة حقوقه .. غامت عيناها حزنا .. مات والدها وأمها الأن طريحة الفراش في احدى المستشفيات .. فلم تحتمل صحتها ما حدث .. فجأة تجد الأسرة التي رعتها طوال عمرها تتمزق بموت عائلها وضياع مستقبل أبنتها الوحيدة ومصير الأبنة التي تبنتها ورعتها أصبح مجهولا .

- صباح الخير يازوجتي الجميلة .

رمشت زينة بعينيها فهي لم تنتبه له عندما استيقظ , ردت بصوت خافت

- صباح الخير .

رفع ذراعه عن خصرها ورفعها الى وجهه يلمس بأنامله وجنتها الموردة .. أحتبست أنفاسها فابتسم لها وعيناه تلمعان بابتسامة مماثلة

- بتبقى عاملة زى الطفل الصغير لما بتصحى من النوم .

قالت بجد وهي تتأمل ملامحه الوسيمة والتي أصبحت مدمرة عندما أبتسم

- أنت جميل قوى .

ضحك برقة وقال مداعبا

- عارف .. لكن بيحز فى نفسي أنك مش بتقوليها بقصد مغازلتي .

أكتئبت عيناها وقالت

- ياريت الأمور بيننا مكنتش مشيت بالشكل ده ومكنتش أنت بالسوء اللى انت فيه .. كنت هبقى سعيدة جدا بوجودي معاك .

سرحت قيليلا ثم اكملت .. وآدم .. ليه قابلته وليه حبيته وبعد كده جرحته .. 

نظرة الألم والحزن في عيناه وهي تعلن قرارها له جرح قلبها عرفت أنه نادم بشدة على تركه لها وحدها فى مونت كارلو ولأنها تعرف شخصيته جيدا كانت ردة فعله متوقعه كما أن رجوعه اليها كانت متأكدة منها رغم ما كانت تعانيه وقتها .

حرك خالد ابهامه على وجنتها الناعمة برقة وقال بصدق

- أنا هقدر انسيكى كل اللى مريتى بيه وقادر انى اخليكى اسعد انسانة .

- أنا عايزة أزور أمي فى المستشفى وأطمنها على مستقبل بنتها .

أقترب منها مقبلا جبينها

- حاضر .


***********

طلبت زينة من خالد أن لا يدخل معها الى حجرة أمها فهي لا تعرف كيف ستكون ردة فعلها عند رؤيتها له ..

أستقبلتها أمها بالمزيد من البكاء ولم تتركها من بين ذراعيها الا بصعوبة

- أنتى بخير يا زينة ؟ .. محصلكيش اى مكروه .. مش كده يابنتى ؟

- - أنا بخير يا أمي .. ربنا وفقني ولقيت اللى ساعدني ووقف معايا .

هزت أمها رأسها بلهفة

- أظن انه الراجل اللي قال أنك بتشتغلى عنده .. كان باين عليه انه انسان كويس 

تمتمت

- ايوة يا ماما .. هو فعلا انسان محترم جدا .

أراحها أن نبيلة سبقت وأخبرتها أن خالد والد طفلها سوف يتزوجها وأن زينة هي من طلبت منه ذلك ولم تخبرها أنها تزوجته قبلها .. أنها تكره الكذب ولكن الكذب فى تلك الحالة أفضل كثيرا .. فأمها لن تستوعب الأمر وسيزيد الأمر من بؤسها

- أنا السبب فى اللى وصلتله نبيلة .. حببتها ودلعتها وكنت بدارى أخطاءها عن أبوها عشان أحميها من العقاب .. ياريتنى ما كنت عملت كده ..كنت حافظت عليهم هما الاتنين .

ثم جففت دموعها وتابعت بأسف وهي تنظر الى عينا زينة

- دايما كنت بحس بالذنب لأني كنت احبها أكتر منك ولما عملت فيكى اللى عملته حسيت كنت اد ايه ام وحشة وكرهت نفسي وإتمنيت أن ..

قاطعتها زينة وهي تحتضن يدها الى صدرها

- متقوليش كده أرجوكى .. هى بنتك وليكى كل الحق أنك تحبيها أكتر من أي شخص فى العالم وده حقها ومقدرش أسلبه منها ولو كنتى خصصتلي جزء صغير من قلبك فده منتهى الكرم منك .. أنا عمرى ماحسيت يوم بالحرمان من الحب والأهتمام بوجوك أنتى وبابا .

سحبت أمها يدها وقبلتها

- جزاكى الله خير على اللى قلتيه واللى عملتيه لستر عرض أختك ولراحة والدك في قبره .

سمح الطبيب لأمها بالخروج من المستشفى ذلك اليوم وتم كتب الكتاب بمنزل والديها وكان صديق والدها المقرب وجارهم ولي أمر نبيلة ..

كان اشهار زواجها في المنطقة هو الهدف من ذلك حتى اذا ما ظهر حملها يكون الأمر مقبولا وحمدت زينة ربها لأن خطبتها لخالد لم تكن معلنة حتى لا يستغرب الجيران من تغير العروس وأوعز الحضور الحزن على الوجوه والعيون المبللة بالدموع على أنه بسبب حزنهم لعدم وجود والدهم .

عندما اخبرت زينة امها انها سوف تسافر عائدة الى عملها لانها غير قادرة على البقاء بكت امها ولكنها تفهمت دوافعها وقالت

- اتصلي بيا باستمرار .. عشان اتطمن عليكى .

ذهبت زينة دون ان تقول وداعا لنبيلة التى التزمت حجرتها بعد ذهاب المأذون ووجدت زينة خالد ينتظرها في سيارته امام باب البيت .


************

وصلا الى البيت ..

ضمها خالد بين ذراعيه بشوق وأمطر وجهها بالقبلات وهو يسمعها كلمات العشق التي كان يحبسها بداخله حتى كاد ان ينفجر بها ..

جعلها الذعر تتخشب بين ذراعيه وأغلقت عيناها بقوة .. حان وقت تنفيذ ما عليها من الصفقة .. تزوج نبيلة والأن هي له ليفعل بها ما يشاء .

- مش هأذيكى ياحبيبتي .. ومش هحسسك بأى ألم .

تنهدت بأستسلام وهو يأخذها معه الى الفراش .

لم تعرف ما حدث ولكن فجأة فتح باب الغرفة وأمتلئت بالرجال .. رجال فريدريكا وزوجها خلفهم .. صرخت زينة بذعر واختبأت خلف خالد الذي حاول حمايتها بجسده ولكن بسرعة كان قد تم صعقه وكان آخر شئ فعله قبل أن يفقد وعيه هو أن نظر اليها بذعر شديد .

- أحضروها .

رفعت زينة وجهها المذعور تنظر الى زوج فريدريكا البارد وتقول

- لا .. إبعد عني .

ثم صرخت بقوة ورجلين يسحباها من فوق جسد خالد الفاقد للوعي وبعد لحظة كانت تفقد وعيها مثله بصعقة كهرباء دست بظهرها .


ادسنس وسط المقال

تعليقات

التنقل السريع
    close
     
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS