القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية جميلتي الصهباء الفصل السادس والسابع بقلم الكاتبه علياء شعبان حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج


رواية جميلتي الصهباء الفصل السادس والسابع بقلم الكاتبه علياء شعبان حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



رواية جميلتي الصهباء الفصل السادس والسابع بقلم الكاتبه علياء شعبان حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


اقتحم هذا الشعور دواخلي ، لا أعلم إن كُنت في أمس الحاجة إليه ، أنفُر منهُ أو أنني لم أكُن أتوقعه يومًا ، جُزءا هاما في شخصيتي فأنا بعيده كُل البُعد عن شعور يسلبني الماضي أو يكبح جماح طموحي .. فهيهـات أن يجتاحني أو أرضخ لهُ ...

-------

رمقها بقوة من بين فحمتي عينيه الحادتين ، أطاح بالخوذة بين كفه ناحية أحد رجاله والذي إلتقطها بمهارة شديدة ..ومن ثم إلتفت إليها من جديد يسير بخُطواته الركيزه ناحيتها ليردف بنبرة صلبه :

_ بتعملي أيه هنـا ؟؟


انكمشت قسمات وجهها غيظًا وهي تجدهُ يمسك بأحد كفيه (حقيبة كتفها) .. شـدّت قامتها أمامه بثقة وراحت تقول بنبرة باردة :


_ جايه أرجع حاجتي اللي انت أخدتها ، ولا إنت مش ملاحظ .. إنك سارق شنطتي !!! .


جدحها بنظرة مستهينه ليفتر ثغرهُ بإبتسامة وضيعه من جانب شفتيه وراح يقول وهو يُلقي الحقيبه بإتجاه رجل آخر :

_ لا مش ملاحظ .. ولو خايف علي نفسك .. إتكلي علي الله .


فـداء وهي تقترب منهُ غيظًا : ما أنا بتكل علي الله أمال هتكل عليك إنت يا شبح ؟! ، ولا إنت علشان حلو حبتين فاكر ، إني هضعف قدامك ،لا يا حبيبي دا انا فداء العامــري ، اللي ما بتسيبش حقها لحد ، وقول لأبو قرعه دا يجيب الشنطه .


قالت جُملتها الأخيرة وهي تنظُر بعينيها ناحية ذاك الشاب الذي يقف خلف رئيسه ، رفع الشاب أحد حاجبيه في استغراب من جراءتها رغم وجودهـا بين مجموعه من الشباب ...


اقتربت فـداء منهُ أكثر وقد فردت ذراعيها جانبًا وأخذت تمشي بثقه كفتوات المناطق الشعبيه تُثني رُكبتيها قليلًا ومـا أن اقتربت منهُ حتي ضربت علي كتفه بثبات قائله :

_ هات الشنطة لو خايف علي نفسك إنت ورجالتك !!


افتر ثغرهُ عن إبتسامة عريضة ظهرت معهـا تلك النغزة الموجودة بذقنه (طابع الحُسن) ، فهي فتاه خـارج الإطـــار الأُنثوي تمامًا .. رغم إمتلاكها لوجه غاية في إبداع الخالق (ملامح منحوته بدقه تتصف بصغر حجمها ورقتها ) ، لوت شدقها من استخفافه بكلماتها وقبل أن تستأنف حديثها الغاضب وجدت أحد رجـاله يهتف بصوته الخشن :

_ نتصرف معــاها يا آسر بيه !!!


اومـأ آسر برأسه سلبًا ، ومن ثم أشر بأصابعه لهم لـ يتوجهوا إلي أعمالهم من جديد ، وهنا هتفت فداء وهي تهرول ناحية الشـاب الذي تتواجد حقيبتها بحوزته :


_ هات ياض الشنطـه ، دي فيها ورق الشغل بتاعي وسندوتشات الجبنه بالخيـار .


هـزّ آسر رأسه للرجل هزة واحدة خفيفة وعلي أثرها ترك الحقيبة لهـا ومـا أن غادر الرجل حتي  استدارت تنظُر له من جديد ثم تابعت هي بتفاخر :

_ شوفت لمّا زعقتله ساب الشنطة إزاي ! ، يالهوي عليا جاحده طول عُمـري .


وجدتهُ يقف أمامهـا ، يضع كفيه في جيبي بنطاله يجدحها بثبات ومن ثم تابع بهـدوء :

_ ومين قالك ، إنك هتاخديهـا .


فـداء وهي تقترب منهُ بثبات : مين قالك بقي إنك هتعرف تاخدها مني تاني .


في تلك اللحظه مــدّ يدهُ ناحيتها ومن ثم قبض بكفه علي ياقة قميصها من الخلف وراح يقترب من أذنها قائلًا بحـدة :

_ انا لحد دلوقتي ما مدتش إيدي علي واحدة ست ، بس شكلك مستفزة ومش هتيجي بالذوق .


تصلبت رقبتها أمامها وكأنها كالجماد ومن ثم أخذت تفتح حدقتي عينيها علي وسعهمــا وبنبرة مُتلعثمة أردفت :

_ أنا بطالب بحقي مش أكتر ومش من الأدب إنك تتعامل مع أُنثي كدا .. وعلشان انا واحدة صاحبه أخلاق ، مش هرد عليك .


حرر آسر ياقة قميصها الكروهات علي الفور ، ومن ثم أردف بتهكم وهو يُقلد مشيتها التي تشبه البطة التي أُطيبت أحد قدميها فتتكأ علي الأخرى :

_ أُنثي !! ، أمال مين اللي كان ماشي كدا من شوية !! .. وبعدين أنا مش شايف فيكي أي انثي غير إن شعرك طويل .. إنتِ يا بت من عصابة الشعر الأحمر صح ؟! .


مطت شفتيها باستنكار ، وراحت تدور حول نفسها وتتطاير خُصلاتها معها ومن ثم وقفت أمامه مُجددًا تقول بنفي :

_ لأ ياسطي .. أنا مولودة بيه كدا مش صبغاه ، عجبك !! .


آسر وقد تجمدت معالم وجهه بقسوة :

_ ويا تري من الأخلاق ، إنك تصوري مرات (شُكري نجيب ) وهي جوا بيتها بالمايوه وتهدديه بالصور !!!


فداء ترمقه بشدوه : مرات شكري نجيب !! ، إنت شغال معـاه !!

آسر ببرود : مش شغلك ، ولو عاوزة تخرجي هنا من غير ما تتأذي .. هتخرجي من غير الشنطه .


فـداء وهي ترمقهُ ببرود ومن ثم إقتربت منه أكثر لتجابهه برأسها وهي تُشير بإصبعها ناحية صدره : بص انا لا خايفه منك ولا كلامك هزني ، أمـا بالنسبة لحكاية مراته .. فـ هو كذب عليك علشان يستغلك فتسرقني وترجع له الورق اللي بيبين حقيقته ويبقي انت تعاونت معاه في نُصرة الظلم .


أنهت حديثها ثم إستدارت تواليه ظهـرها ، تقدمت خُطوتين للأمـام وبعدها توقفت فجأه وراحت تلتفت له بخفة مجددًا :

_ اه صحيح .. انا ما صورتش مراته ، لكن صورته هو بكلسونه ، أصله خسيس !!!


نظرت أمامها ثم استكملت سيرهــا بثقة ، وهنـا وجدتهُ يهتف بها بصوتِ أجشٍ :

_ استني !!!

-------

_ ممكن تفهموني أيه اللي بيحصل من غير استخدام لأي سلاح ! ، وإلا هتخذ ضدكم كلكم إجراءات قانونية !!!


أردف جمال الدمنهوري بتلك الكلمات في عصبية أثناء وقوفه بين جمع من الناس ، لم يكُن أمامه سوي أن يرفع صوته عاليًا حتي يعلو فوق صوت صياحهم ، توجهت الأعين إليه ومن ثم هتف أحد الرجال قائلًا :


_ ياعني أيه أدفع فلوس مهر لـ بنته ومن أول يوم مش عاوزاني أجرب لهـا وجال أيه ، عاوزة تتطلج !!

الرجل الآخر بعصبية برزت عروقه بها :

_ مـا جولتلك أختي مش طايجاك ، وآني ما كُنتش موچود علشان ارفض الچوازة دي ،،


ومن ثم استأنف الشاب من جديدة بنبرة مُختنقة :

_ يا چمال باشـا ، انت رچُل قانون عارف ، البت لسه ما كملتش 1 1 سنه تتچوز أزاي بس ياخوانا .. ابوي وامي غلطوا لمّا عملوا إكده في غيابي .. بس حرام الصغيرة دي تدفع تمن غلطهم .


الرجل العجوز بعصبية : يبجى حجي يرجع ليّ ، وخدوا بنتكم .

مسح جمال علي وجهه بنفاذ صبر ، ومن ثم أردف بنبرة ثابته جاهد أن يُصبح صوته فيها هادئًا ولا يثور ضد هذا العجوز الابله :

_ طيب ممكن تجعدوا خلينا نتكلم في الموضوع دا .. رغم إني أذكر ، إن دي مش المرة الأولي اللي ادخل فيها مشاكل من النوع ديه.

-------

_ علي خيرة الله .. ألف مبروك الشراكة الجديدة يا ولاد ، ربنا يجعلها فاتحة خير عليكم .

أردف سالم بتلك الكلمات في سعادة وهو يُصافح قُصي الذي تابع بثبات :

_ إن شاء الله يا عمي .


تهللت أسارير وجهها وهي تجلس إلي المقعد المُجاور لـ والدها .. تكاد تهتف عاليًا من شدة الفرحة ، فـ غدًا تبدأ ترتيبـات تأسيس الشركة وبالأخص عند علمها بأن مكان تنفيذهـا موجود بالفعل حيث يمتلك قُصي مكان لبناء الشركة ،،،


في تلك اللحظه صدح هاتف سالم عن اتصال ، نحا ببصره إلي شاشة الهاتف الموضوع علي الطاولة بجانبها .. طالع اسم المتصل بإبتسامة عريضة ليقول بحماس :

_ دا جمال ، شكله عاوز يعرف وصلنـا لـ فين !!


رفع الهاتف إلي أذنه علي الفـــور ، ليجد صديقه يهتف به بإلحاح : أيوة يا سالم ، تعالي عندي في القرية حالًا !!


سالم بتوترِ : خير يا جمال ؟ 

جمال باستكمال : خير أتطمن .. الموضوع بتاع كُل مرة ، بس مش عارف أوصل معاهم لـ حل .


دار الحديث بينهمـا في خلال دقائق ، حيث قرر سالم التوجه إلي بيت صديقه .. وَد قُصي الجلوس مع شريكته لـ فترة أكبر للتحدث بشأن الخطط القـادمة ولم يُعـارض سالم ذلك .. حيث أنهمـا يجلسان في أجواء عائلية عادية ،،،،


_ كدا أقدر أقول ، أهلًا بشريكتي العزيزة !!

مد يدهُ يصافحها ، في حين رمقته هي بنظرة احتقارية فلم تنسَ كلماته لها من ساعة فقط ، أشاحت بوجهها للجهة الأُخري في حين ابعد كفه ببرود وراح يرمقها بغيظ .. لتقاطعه هي بثبات صقيعي :

_ ممكن بقي نتكلم في شُغلنا أحسن !!


قُصي بنظرة حادة : علي حسب العقد اللي مضينا عليه من دقيقتين بس ، المفروض إني صاحب الشركة بكُل حجر هيتم فيهـا .. انا بمولك ماديًا وانتِ دورك تديري الشركة وترفعي اسمها بتصاميمك وشغلك ، بس دا ما يمنعش إني ممكن آقطع الورق دا ، لو إسلوبك مـا إتغيرش !!


عنود بنبرة ساخطة : إنت بتهددني !!


في تلك اللحظه قطعتهما (مني) ، بصوتها الحنون وهي تتابع بتساؤل متوجهه بحديثها له أولًا :

_ تشرب أيه يا قُصي ؟

قُصي ومازال مصوبًا بصره بمقلتيها مُباشرة وبنظرة تحدِ أردف :

_ قهوه سـادة .

توجهت بالسؤال هذه المرة الي عنود : وانتِ يا عنقودة !!

عنود بنفس نظرة التحدي : هوت شوكلت يا موني .


إتسعت حدقتا عينيها بصدمة بعدما تداركت هذا الاسم الذي تلفظت به عمتها ، فهي تكرهه بشدة ودائمًا ما تستخدمه فداء لإغاظتها ، وهنا إلتفت ناحية عمتها لتجدها قد غـادرت ،،،


قُصي بإبتسامة ساخرة : عنقودة !!؟ .. عنقوده أيه بقي !

عنود وهي تضغط علي عينيها بنفاذ صبر :

_ please, stop .

سعل قُصي بخفة وهو ينظُر لوجهها الغاضب في نشوة .. تنحنح قليلًا قبل أن يرمقها بعينين زائغتين يتفحصان جسدها :

_ يعني بما إنك خبيرة تصاميم .. ومُصممة مُحترفه ، فأكيد إنتِ موديل جامدة .. طبيعي بتلبسي تصاميمك .. ولا إنتِ بتصممي بس !!


عنود وهي تنظُر له شزرًا : لأ ، مُصممه بس !!


قُصي بشيء من العبث : وليه ما تكونيش أول مصممة تعرض .. أعمالها بنفسها ، صدقيني الفكرة دي هتنجح جدًا وخصوصًا إننا هنبقي في البدايات .


رمقتهُ بنظرات مُقتنعه ، شردت لوهلة تدرس الأمر من جميع جوانبه في حين قاطعها هو بثبات يلعب علي أوتار ضعفها بقوة ، حيث علم عن شخصيتها بأنهـا تلك الطموحة التي تتشبث بأي شيئًا حتي تنجح .. هو يظُن أنها قد تفعل أي شيء لتذوق مُتعة النجاح ،ولم يستثنى شيء !


_ هــا ، قولتي أيه ؟!

عنود رافعه أحد حاجبيها بإعجاب : امم ، ممتاز جدًا ، نجرب الفكرة وإن شاء الله تنجح .


قُصي بنبرة خبيثة : 

_ انا ممكن أفيدك إذا كانت الفكرة هتنجح أو لأ ، من خلال نظرتي المُستقبلية القوية للأمور اللي زيّ دي .

عنود بنقاء نيه حيث رددت بحماس : واو ، انت اتنبأت بحاجه قبل كدا وكانت صح ؟


في تلك اللحظه فرد ذراعه الأيسر أمامه ثم أشار لها أن تنهض سىريعًا ، قطبت جبينها في اندهاش مما يفعله ولكنها نفذت ما تطلبه الإشارة منها ليردف هو بثبات مُصطنعًا الجدية :

_ أمشي لحد التليفزيون اللي هناك دا وأرجعي تاني ؟ .. وانا هقولك تنفعي موديل ولا لأ !!


ذمت عنود شفتيها بعدم ارتياح حيث وضعت ذراعيها حول خصرهـا وبنبرة ثابتة تابعت :

_ ليه ؟

قُصي بانفعال مُصطنع : أهو من أولها بتدخلي في شغلي .. تصدقي أنا غلطان .


عنود وهي تُرخي ذراعيها في تراجع : طيب خلاص .. I'll do it .


ســــارت خُطوتين للأمـام في توترِ وعدم إرتياح ، فيمـا أنزل رأسه يتفحصها بإندماجِ وفجأة إلتفتت لهُ من جديد علي غُرة وبنبرة مُنفعله إقتربت منهُ تصرخ :

_ حيواااان .. شوفت بقي إن مالكش أمان وعينك زايغه !!


قُصي وهو يستند علي ظهر المقعد بخضة : 

_ يا بنت المجنونة ، قطعتيلي خلفي !!


عنود بإبتسامة تشفِ : خلف مُنحرف زيّ أصله !

قُصي وهو يُضيق عينيه بتحير : هي أُختك بتعمل هجمات مُرتدة .. وإنتِ بتقصفي جبهات ، دا انتوا خليه مُفخخه بقي !!!

-------

_ دخلها يابني وأخلص !!

أردف فايز بتلك الكلمات في عصبية ونفاذ صبر ، جلس إلي المقعد الخشبي ومن ثم رفع ساقيه علي سطح المكتب ، ينظُر إلي الفتاة التي تدلف داخل المكتب بنصف عين ، وقفت الفتاة أمامه مُنكست الوجه ،،،


إعتدل في مقعدهُ وبنبرة جامدة تابع : 

_ مالك يا بت ومال الشباب في المظاهرات ؟!


الفتاة بصوت غليظ : اتحرشوا بيّا يا بــاشا .

فغر فايز فاهه في دهشة ، نهض من مكانه بتوجس شديد .. استدار من خلف مكتبه حتي وصل إليها وبنبرة متحفظة تابع :

_ اتحرشوا بيكي ، بعد ما سمعوا صوتك دا ؟


الفتاة وقد إرتفعت بنبرة صوتها أكثر : هم عاتقين حد يا باشا !!


فايز وهو يُقرب وجهه منها مردفًا بترقبِ : بت تعرفي حاجه اسمها ، هجمة مُرتدة .

الفتاة وهي تُقرب وجهها منه هي الأخري :

_ ياااااعني أيه يا باااااشا ؟!


إنتفضت قسمات وجهه وهو يعود للخلف هاتفًا بها بخضة : يحرقك إنتِ وصوتك يا غوريلااا .

-------

_ بليــز يا مراد .. علمني البلايستيشن !


أردفت بيسان بتلك الكلمات برقتها المعهوده وهي تجده يجلس أمام شاشة اللعبه فيما تابع مراد بضحكة ساخرة :

_ مش هتعرفي يا بيسـو .. افرض اللاعب جاله إصابه هتروحي تقعدي جنبه وتقولي له (سوري ما كانش قصدي ) ؟!!


ذمت بيسان شفتيها في إمتعاض وهي تجلس بمقعدها الي جانبه ، فيما أردف (يامن) الذي كان يجلس إلي حاسوبه يتصفح أخر الأنباء ومـا أن سمعها حتي تركه جانبًا ثم إتجه إليهما قائلًا بثبات :

_ إنت بتألش عليها كمان .. طيب انا هخليها تلعب ماتش ضدك دلوقتي حالًا وتكسبك .


مراد بقهقه ساخرة : كمان ؟ ، لأ وسعت منك دي يا ابن مني !

يامن وهو يضربه بخفة علي رأسه : طيب إبدأ ماتش جديد وهتشوف .


كانت مني تجلس إلي جوار عنود تستفسر منها عمـا آلت إليه الأمور بخصوص بناء الشركة الجديدة ومـا أن وجدن يامن يقترب من (بيسان) ويضع الذراع المستخدم في اللعب بين كفيها حتي تبادلتا نظرات ذات مغزي ،،،


استدار يامن خلف مقعـدها ومن ثم حاوطها بذراعيه وبدأ يمسك ذرع التحكم معهـا وهنا أردف بنبرة تحدِ لشقيقه :

_ ها .. إبدأ ؟!

انصاع مراد لحديث شقيقه حيث بدأت الجولة الأولي للمباراة وفي تلك اللحظه نزل يامن ببصره إلي جهاز التحكم وبنبرة حانية تابع :

_  بصي رقم أربعة دا .. خليكي حاطه صوباعك عليه دايمًا .. وأول ما أقولك شوطي تروحي دايسه عليه ، تمام ؟!!


هزّت بيسان رأسها بتفهم ، وقد ظهرت علي مُحياها إبتسامة رضـا .. وكانت هذه اللحظة بالنسبه له كمن اقترب علي الموت ومن ثم أهداهُ الله ، فرصة جديدة ،،،


بدأ اللعب لتوه ، كانت هي في حاله من توخ الحذر ، تنتظر أن يأمرها بما قالهُ تنظُر لهما بإستمتاعِ ورغبه في الانتصار وبالفعل وجدته يهتف بنبرة سريعة :

_ شوطي يا بيسان !!!


أسرعت في الضغط علي الزر بحماس ليتم تسديد الهدف الأول ، تهللت أسارير وجهها كالطفل الذي أحس بوجودة وأنه صاحب انجازات للمرة الأولي .. فرغم كونها خريجة كُليه الطب ولكن هذا هو الإنجاز الوحيد بالنسبة لهـا .. فـ الحادثة منعتها عن التقدم لخُطوة واحدة حتي ...


أطلق يامن قهقة عالية أثارت حنق مُراد ، فيمـا مال علي رأسها يُقبل خُصلاتها ، قُبلة أطال بها المدة بل وأحست بقوتها حينما مالت رأسها للأمام قليلًا .. قطبت مـا بين حاجبيها بتوترِ واستغراب ، لتجدهُ يردف بنبرة ساخنه وقد أحست لتوها بدفء حضنه لهـا :


_ براڤو يا بيسو .. دا إحنا طلعنا جامدين أهو ؟


رفعت بيسان بصرهـا إليه ومن ثم افتر ثغرها عن إبتسامة خفيفة وراحت تقول بنبرة هادئه وكأنها لم تخرج بعد من طمأنينه هذه اللحظة والشعور الغريب الذي راودها منه :

_ انا ما عملتش حاجه ، يادوب نفذت اللي إنت قولته .


كانت مني تتابع حديثهما بنظرة حانية يُخالطها الاشفاق ، فابنها يموت بالفتاه عشقًا ولا ينطق .

-------

_ روحت انا أيه بقي ، ضرباه بونية في خِلقته وقع في الأرض زيّ الكتكوت المبلول .


أردفت فداء بتلك الكلمات وهي تجلس إلي الأريكة الموجودة بالشـارع أمام منزله ، فيما مسح هو علي وجهه بنفاذ صبر ثم أردف قائلًا :

_ ضربتي الظابط !!

فـداء وهي تضربه علي كتفها بقوة : أوعي تستقل بيّا .. دا إحنا جامدين أوي .


آسر وهو يضغط علي عينيه بنفاذ صبر : يا ستي أنا مالي بكل دا .. ادخلي في موضوع شُكري نجيب علي طول ! .. أكل وجبتلك أكل ، أعملك أيه تاني ؟


توقفت فداء عن مضغ الطعام الذي ملأ فمها حتي انتفخت أوداجها ، عبرت قسمات وجهها عن الإمتعاض الشديد لتقول بنبرة غير واضحة :

_ علي فكرة عيب عليك أوي المعاملة دي ! ، هو انا كُنت اتكرعت !!

آسر بعدم فهم وشفتين مفتوحتين : هـــا ؟!


فداء وهي تبتلع الطعام بصعوبة فتقول : أيون ، يعني من إكرام الضيف .. انك تسيبه ياكل لحد أما يتكرع .. لكن إنت شكلك بخيل يا ماسوره انت .


آسر رافعًا حاجبيه بإندهاش : ماسوره ؟!

فداء وهي توميء برأسها إيجابًا : هو انا كُنت بجيب كلام من عندي .. مـا البت المايعة اللي حطت الأكل دهين ، هي اللي قالت كدا ؟


آسر كاظمًا غيظه : قالت .. أسورة .

فداء بإمتعاض : وتقولك ماسورة ليه ؟ ، هم الموظفين بيدلعوا رؤوسهم ؟


كور آسر قبضة يده في إختناقِ ونفاذ صبر ومن ثم قربها من وجهها ليصر بأسنانه قائلًا :

_ إنتِ بلاء يا بنتي !! ، اتحدفتي عليا من أنهي مُصيبه ؟؟!


فـداء وهي تفتح عينيها علي وسعهما بفرحة :

_ يا قـرررد ! .. صح ، عرفت اسمي منين ؟ ، انا اسمي بلاء فعلًا .


آسر بنفاذ صبر ونبرة عالية : إخلصي يا ست واحكي قصة الراجل بدل ما أمد إيدي عليكي ، علشان تتنيلي تمشي !


فداء وقد قطبت حاجبيها بغيظِ : ما بورااااحه ؟! ، وبعدين مش همشي ، أنا حبيت المكان دا أوي ، بس عندي سؤال عدم اللا مؤاخذة كدا ، يعني واحد حليوة زيك كدهون ، يشتغل حرامي ليه ؟


في تلك اللحظه أسرع آسر بشد خُصلاتها بقوة حتي مالت رأسها جانبًا ليقول بنبرة نادمة علي سرقة حقيبتها : 

_ يحرقك علي يحرق اليوم اللي عرفتك فيه ، يا ست انتي مسروقة وقاعدة في منطقة مش بيعيش فيها غير البلطجية بس .. ايه الإنبساط في كدا ؟؟؟


فداء مُتصنعه للبكاء : عاااااااا ، شعراااااي .


أفلت شعرها من بين كفيه في حين تابعت هي بنبرة مشاكسه : نيهاهاهاي .. بضحك عليك مش بعيط .


كبا لون وجهه للحُمرة الفاقعة وبدأ الشرر يتطاير من عينيه ، فيما ذُعرت هي من هيئته تلك وتراجعت بجسدها للخلف وبنبرة سريعة للغاية تابعت :

_ شكري نجيب ، حاول يعتدي عليّا .. بس انا عملت معاه الجلاشه ، كان فاكرني بنات ، نيهاهاهاي .


يتبع

#علياء_شعبان


الحلقه (7).." جميلتي الصهباء ".

-------

حين يكُون العالم كُله في هذه اللحظه يُحبني ، هناك يوجد من أُحبه ولا يهتم .. جميعهم يشعرون بدقات قلبي تُناديه وتُجافيهم إلا هـو صُم قلبه عن كُل شيء جميل ، أكنه لهُ .. ليته يشعر ...

------

_ أيوة يا مُنى ؟! ، انا مشغول حاليًا .. ساعة وهكلمك .


أردف سالم بتلك الكلمات وهو يقف بين حشد من الناس ، فالأمر أصبح صعبًا مُتشابكًا ، علت غمغمـات داخل حجرة الاستقبال الكبيرة وأصبح من الصعب عليه سماعها ليهتف بنبرة مُتأففه :

_ الو .. الو يا منى .. سمعاني ؟!


أُغلق الهاتف في هذه اللحظه ، نظر الي شاشة الهاتف بحنق ، ليعاود استئناف حديثه الغاضب علي هذا الحشد هاتفًا بصرامة :

_ ممكن تهدوا ؟!، وإلا هتصل بالبوليس حالًا ، اللي بيحصل دا لا يرضي دين ولا قانون، وانتم ماسكين في خناق بعض علشان الفلوس .


الشاب وقد فار فائرهُ مُعلنًا بحنقِ : انا هجيب لك الفلوس في التو واللحظة منين ؟! ، فلوسك هترجعلك بس بالتجسيط .. أما أُختي فـ هتطلجها وإلا هيكون في بينا محاكم .


ضغط سالم علي عينيه بنفاذ صبر وإختناق فمُنذ علمه بسن الفتاه الصغيرة وقد هرب الدم من عروقه ، يكظم غيظه بصعوبة ليجد العجوز مردفًا بصرامة لذاك الشاب :


_ هو أني اللي خدتها غصب ؟ ، أمها وأبوها جبضوا تمنها وجابوهالي لحدت الدوار كمان ، وأني مش هتنازل عن فلوسي .. وجاتل يا مجتول ، ولا إنت أيه رأيك يا سالم باشـا ؟!.


سالم وهو يجدحه ببرود ونبرة ساخطة :

_ أنا من رأيي إننا نوصل لـ حل مُرضي للأطراف .. لأن الموضوع دا زاد عن حدهُ أوي في البلد ولو وصل للمحاكم هتكون عواقبه قاسية جدًا ، وانا أول شخص هبلغ عن أي حالة زيّ دي هتحصل في القرية من اللحظة دي .


العجوز بثبات ومُجادله : ما البت بلغت بكلام أهلها يا سالم بيه !، أيه المشكلة عاد ؟!


رمقهُ سالم بنظرة حانقة ومن ثم أردف بإنفعالِ حـاد : ما تبلغ او لأ .. بلوغها مش معناه إنها كبرت يا راجل يا شايب .. وبعدين إنت بتلعب في الوقت الضايع أصلًا .. رجلك والقبر ، ليه تنتهك براءة طفلة عندها ١١ سنه بدون وجه حق ، ما عادش في عقل .. عاوز تتنيل تتجوز وتجيب واحدة تخدمك ، إتجوز واحدة قريبة من سنك .. إرحموا من في الأرض ،يرحمكم من في السماء !!!


العجوز بإمتعاضِ : انت بتفوّل عليّ يا سالم بيه ؟ ، وبعدين أنا بحب البنات الخفيفة مش واحدة علشان تعملي لُجمة عاوزه اللي يناولها !!

سالم بسخرية : وأُم ١١ سنه هي اللي هتعملك لُجمه يا راجل يا عايب !!!


تابع جمال حديث صديقه بضحكة مكتومة ، فـ برغم كارثية الأمر إلا أنهُ خفيف الروح حتي في إنفعالاته وهنا خرج من صومعة صمته ليقول بثبات :

_ أنا من رأيي يا سالم ، إن صقر (شقيق الفتاه) يدي للحاج سعفان نُص المبلغ اللي دفعه بس ، ودا عقابًا للإتنين .. الأول لأنهم باعوا طفلة صغيرة والسبب التاني لأن سعفان قِبل يتجوز طفله وما اتقاش شر نفسهُ ونسي كلام ربنا .


العجوز بصرخة إعتراض :

_ بس أني ما ضربتش حد علي إيده يا جمال بيه ؟!

سالم بنبرة حاسمة : هو دا اللي عندنا ولا تحب نمشيها ميري !!


إحتقن وجه الرجل بدماء تغلي ، ليذم شفتيه بضيقِ فما كان منهُ إلا أن أردف بإستسلام :

_ اللي تشوفه يا سالــم بيه .


صقر بنبرة حزينة قليلًا : بس أني مش معايا حتي نص المبلغ ، كيف راح أدفعه ؟


رمقهُ سالم بتفهم ، نحا ببصره ناحية العجوز وبنبرة ثابتة أردف :

_ أنا اللي هدفع لك المبلغ ، بكرا تزورني في القصر عندي علشان تستلم الشيك .. ودلوقتي هتطلق البنت !


العجوز وهو يوميء برأسه إيجابًا : وانا موافج . (موافق)

--------

_ ردت !!

أردفت ثلاثتهن بنفس الكلمة في آن واحد ، رمقهن بغيظِ لشدة إلحاحهن .. أخفض الهاتف عن أُذنه قليلًا وبنبرة حانقه هتف بصرامة : لأ .. مش بترد وممكن تهدوا بقى ؟!


مني ببكاء ولوعة : أكيد حد خطفها يابني ، بنتي حبيبتي اتخطفت ، أكيد هو الحيوان اللي كان عاوز يعتدي عليها .


قالت جُملتها هذه بحُرقة قلب ودون وعي منها ، فـ فداء تتخذها صديقه لهـا لأن عمتها أفضل مَن يُعطيها نصيحة تسير وفقها ، انكمشت قسمات وجهه ومن ثم أردف بتساؤل ورهبة :

_ إنتِ بتقولي أيه يا أُمي ؟!


إتسعت حدقتا عينيها في صدمةً فقد أدركت لتوها ما قالتهُ ، تلعثمت في عباراتها قليلًا قبل ان تقول بنبرة خفيضة وكأنها تترجع عما أفصحت بهُ :

_ هو انا قولت أيه ؟! ، متأثرة بالفيلم اللي سمعته من شوية يا حبيبي ، يقطعني ؟


مسح يامن علي وجهه بقلقِ ، ثم استدار حتي التقط معطفه من علي إحدي الصوفات وأسرع بإرتدائه علي الفـــور هاتفًا بصرامة :

_ أنا هروح لها مكان شُغلهـا .. ما هو مافيش حل غير كدا .


"علي الجانب الأخر "

(خارج بوابة قصر العامري ) ،،

_ هو دا بيتك ؟!


أردف آسر بتلك الكلمات في ثبات وهو يجوب ببصره حول المكان في إعجاب فيما هزّت هي رأسها بتأكيد : أه دا بيتي ، نسيت صحيح أوريك صورة إخواتي ، انا عمري ما وريتهم لحد .

قامت بفتح حقيبة يدها بهمّة لتلتقط صورة ورقية تجمعها بشقيقاتها ، أمدت يدها له فيما إلتقط هو الصورة منها ومـا أن نظر داخلها حتي أردف بضحكة خفيفة وهو يمسح علي جبهته قائلًا :

_ إلحقي أنا شايف أختك تلاته ، بايني كترت في الشرب !


قطبت فداء ما بين حاجبيها ومن ثم أردفت بنبرة حماسية أكثر :

_ لأ ما الصورة لـ تلات بنات فعلًا بس تؤام .


آسر يرمقها بعينين جاحظتين :يعني إنتِ عندك أُختين شبهك ؟


هزّت رأسها بخفة وقد إرتسمت علامات البراءة اللا مُتناهية علي وجهها وراحت تقترب منهُ أكثر قائله وهي تُشير بإصبعها ناحية ذقنه قائله :

_ حلو الخُرم اللي في دقنك دا ؟


رفع آسر أحد حاجبيه ثم تراجع خُطوتين للخلف ، وبنبرة مُحيّرة أردف : هو القصر دا بيتك فعلًا ولا إنتِ شغاله جناينيه فيه ؟


أردفت هي بغيظِ : أنا فداء العامري الصحفية المستهدفة من رئيسك شكري نجيب مش كدا ؟

آسر وهو يضع كفيه في جيبي بنطاله : بغض النظر إنه مش رئيسي بس اه ؟


استدارت فداء ثم أشارت إلي المعلقة علي حائط القصر الخارجي ومدون عليها اسم مالك القصر لتقول بنبرة ثابتة :

_ قصر السيد (سالم العامري ) ودا بابا .


أومأ آسر برأسه في تفهم ، افتر ثغرهُ عن إبتسامة خفيفة ثم أردف بنبرة ثابتة : هاتي رقمك ضروري ، علشان لو طلعتي كذابه بخصوص موضوع شكري نجيب .. أعرف أوصل لك .


إقتربت فداء منه مُجددًا ثم عقدت حاجبيها تمردًا علي ما قاله وراحت تصرخ بغيظِ : 

_ أنا مش كذابه ومافيش أرقام .. أشطا ؟


والته ظهرها وراحت تسير خُطوتين ليقبض علي ذراعها بقوة ومـا أن إلتفتت إليه حتي وجدت شخصًا يأتي من خلفها ويقبض علي ياقة قميص الشاب هاتفًا :

_ إنت مين وعاوز أيه ؟!


أردف يامن بتلك الكلمات في إنفعالِ حاد مـا أن رأي آسر يقبض علي ذراعها وصراخها به أن يتركها .. هتف به آسر بنبرة صارمة قائلًا :

_ إبعد إيدك يا بابا؟ 


فداء وهي تنظر لابن عمتها في صدمة لتهتف بصراخ: انتوا هتتخانقوا ؟.. وبعدين دا آسر الحرامي اللي خطف شنطتي و... 


وقبل أن يتسني لها استكمال حديثها وجدت الإثنان يكيلا لبعضهما اللكمات ، أخذت تصرُخ كسيدة في الستين من عُمرها تنهرهما أن يتوقفـا بعد أن إقتربت منهما في محاولة لإبعادهما  :

_ يالهووووي .. خناااااقة .. سيبوا بعض يا عيال .. مش عاوزة أمد إيدي علي حد فيكم .


وما ان أنهت جُملتها حتي وجدت لكمة تطيح بها أرضًا من حيث لا تدري ، سقطت أرضًا لتصرُخ بنبرة مُغتاظة والشرر يتطاير من عينيها :

_ إنت يا بغل انت وهو ، مين فيكم اللي ضربني بالبونية ؟! .


اشتد الخناق بينهما أكثر حتي وصل للسباب بأقذع الألفاظ والشتائم ، ذمت شفتيها غيظًا ومن ثم قررت إنهاء هذة المعركة لتنقض عليهما ثم تحاول الفصل بينهما وهي بالمُنتصف وهنـا أرجع آسر رأسه للخلف ومن ثم عاد بها للأمام حتي يطيح برأس (يامن) ولكنه أخطأ الهادف وكانت الإطاحة من حظها لتسقط أرضًا مجددًا :

_ جالي إرتجاج في المُخ ! .. إلحقوني .. مصاصين الدماء دول هياكلوووني .


وهنـا حملقت بعينيها إليهما عندما سقطا أرضًا وقد اعتلي يامن جسد خصمه وبدأ يكيل له اللكمات لتقترب هي منهما ثم تضرب الأرض بكفها وتردف بسعادة :


_ واحد ، إتنين ، تلاته .. هيييييييه كسبت يا يامن ، كفاية بقي الله يخربيتكم !!!


عاد الإشتباك مُجددًا عندمـا بدأ آسر يكيل لخصمه اللكمات من جديد ، أسرعت هي بإمساك عُنق (آسر) من الخلف عندما حاوط ذراعها رقبته لتصرخ به غضبًا :

_ سيب ياض انت ، ابن عمتي .. وحياه أبوك سيبه بقى !!


لم تجد جدوي من هذا ، لتقع عيناها علي الخرطوم البلاستيكي المخصص لريّ أزهار الحديقة ، هرولت إليه علي الفـــور ثم فتحت مقبس المياة وصوبت فوهته ناحيتهمـا لتبدأ حرب الرش بالمــاء ، وهنا أردفت بضحكة انتصـــار :

_ مين فيكم يا كلاب اللي ضربني بونية ؟ ، ومين البغل اللي ضربني براسه الناشفه ؟! دا بقي بالذات هدخل الماية من صرصور ودنه أطلعها من الصرصور التاني .


آسر بعصبية : إنتِ يا بت ، إبعدي الخرطوم دا ؟

نجحت خطتها في إبعادهما عن بعض ، فيمـا رمقهما آسر بحنقِ ليباشر سيره خـارج القصر فقد أدرك أخيرًا بأن الصراع اوصلهما لداخل مُحيط القصر وقبل ان يختفي عن ناظريها هتفت هي عاليًا :

_ أنا مش كذابه يا آسر ؟


لم يلتفت لحديثها او يعيرها اهتمامًا لما قالته بل ذأب في خطواته مُبتعدًا ،،

صر آسر علي أسنانه بحنقِ وبنبرة صارمة أردف : قدامي علي جوا .. لما نشوف حكاية الراجل دا أيه ؟! .

---------

" في صباح اليوم التالي ،،،


_ في أيه يا مراد بس النهاردا ؟ ، مش عارف تحفظ القصيدة ليه ؟


أردفت مني بتلك الكلمات في استغرابِ من خمول ابنها ناحية واجباته الدرسية ، اردف مراد بنبرة مُتأففه :

_ البيت دا غبي أوي وانا مش عارف أحفظه .


_ هو أيه دا اللي مش عارف تحفظه ؟ ، صباح الخير يا منمن يا جميلة ؟


قاطعهما صوتها وهي تدلف إلي الغرفة لتتجه ناحية عمتها ثم تُقبل وجنتها بحُب ، فيما تابعت الأخري بحنو :

- صباح الورد يا فيدو ، شوفي يا ستي الاستاذ مودي بيقولك مش عارف يحفظ نص أحمد شوقي خالص !


ضيقت فداء عينيها قليلًا ومن ثم عادت ترمق عمتها من جديد وبنبرة مُتسائله تابعت :

_ شكلك ما قولتيش حاجه لـ سُلم بخصوص اللي حصل إمبارح .. علشان ربنا هاديه عليا النهاردا ، وما شوفتش أي شباشب طايره في الجو ؟؟؟


مني بقهقه خفيفة : لا ماقولتش .. بس انتِ كُنتِ بتخططي لأية إمبارح ؟!

افتر ثغرها عن ضحكة خفيفة من جانب فمها وراحت تقول في تفاخر :


_ دا أنا فــداء العامري .. افتحي التليفزيون ولا النت وانتِ تعرفي ، المهم خلينا مع الواد الغلبان دا .. لحظة وراجعة !


ترجلت فداء خارج الغرفة لدقائق قليله ومن بعدها عــادت مُجددًا تحمل بين يديها طبلة تحتفظ بها داخل غرفتها لتستخدمها في الوقفات الإحتجاجية التي تشنها ضد الفاسدين 


فغــرت مني فاهها بدهشة ، عندمـا جلست فداء القرفصاء إلي الفراش وبدأت تدق الطبلة بمرحها المعتاد تنشد القصيدة بطريقة شعبية حينما صدحت زغروده منها قبل ان تهتف بمرح :

_ اختلاف الليل والنهار يُنسي ، اذكرا ليّ الصبا وأيام أُنسي ... علشان أنا مجروح  

وصفا ليّ مُلاوة من شباب ، صُورت من تصورات ومس .. عليه جِن ويا عيني مجروح.

عصفت كالصبا اللعوب ومرت ، سِنه حلوة ولذة خِلس .. والواحد مأريف من كُتر الجروح ،

 طب تؤ تؤ تيء تأ .. دي چي ڤيدو لولولولوي .


تبادل كُلًا من مراد ومني نظرات مشدوها ، لتنبعث قهقه عالية من فم السيدة مني بينما أردف مُراد بنبرة مُغتاظة :

_ يعني أنا كدا هحفظه ؟!


اقتربت فداء منه وهي تتمايل بالحركات الشبابية ، رفعت ذراعها ناحيته ثم أطاحت بالكتاب الذي بين يديه أرضًا ومن ثم جذبته إلي ساحة الرقص وبدأت تصدح بضجيجِ عال:


_ مافيش صاحب يتصاحب .. مافيش راجل بقي راجل !!

انسجم مراد معها ثم بدأ يصدح بصوته العال مُكملًا سطور الأغنية حينما هتف :

_ هتتعامل هنتعامل .. طلع سلاحك مُتكامل ، هتعورني هعورك وأبوظ لك منظرك .


وقبل أن يستأنف سطور الأغنية التي يحفظها عن ظهر قلب حتي وجد كفها يلتصق بظهر عُنقه وبنشوة انتصار تابعت :


_ زيّ ما انت حافظ الأغنية كدا ياسطي ، أحفظ القصيدة يا عنيا ؟


مراد بنبرة ساخطة : أرحمي قفا اللي جابوني ، دا بقي حمال قاسيه منك .


أسرعت برمي الطبلة إليه ليلتقطها بين ذراعيه ومن ثم أردفت بنبرة خبيثه :

_ لو القصيدة ما اتحفظتش النهاردا علشان ارجع من الشغل وتسمعها ليّ .. مش هيكون قفاك بس اللي مُستهدف ، لا دا انا هتوسع في النشاط ومش هفسر علشان مني بتتكسف هيء .

جدحها مراد بنظرة ساخطة ، فيما أردفت مني وهي تزج بها خارج الغرفة :

_ ربنا يصبرني عليكم .. انتوا الإتنين .


ســارتا معًا خارج الغرفه ، لتترجل (عنود) من غرفتها وما أن رأتهما حتي أردفت بحُب :

_ صباح الورد علي الوردات ؟


فداء بحب: صباح العسل يا عسل أبيض نحلاوي.

افتر ثغر عنود عن إبتسامة عريضة ، ومن ثم تابعت وهي علي عجالة من أمرها :


_ فيدو أن رايحة اشوف مبني الشركة مع قُصي .

فداء بتفهم : أجي معاكِ ولا هتاخدي بالك من نفسك ؟ .

إقتربت عنود من شقيقتها ثم طبعت قبلة سريعة علي وجنتها وبعدها استدارت تهرول هابطة الدرج وبنبرة ثابتة تابعت :

_ ما تقلقيش يا فيدو .. وراكي رجاله .

مني وهي تلتفت لها ترمقها بتساؤل :

_ ما قولتليش ، عملتي أيه تاني في الزفت دا ؟!


"علي الجانب الاخر " ،

جلس إلي المقعد بالغرفة المُخصصة لتدريبات ابنته ، كان ينظُر إليهما بأمل حينما مد يامن كفيه لها وبنبرة حانية تابع :

_ يالا هاتي إيدك ، وهتقفي علي رجلك ونحاول نمشي كام خطوة .. تمام ؟!


رمقتهُ بيسان بخوفِ لشعورها الدائم بإنعدام القدرة .. ابتلعت ريقها بصعوبة لتردف بنبرة وجله :

_ مش هعرف .

يامن بإبتسامة حانية : هتعرفي ، وانا كمان هساعدك .


مــال بجذعه الأمامي قليلًا ، ليُحاوط خصرها بذراعيه ، يرفع جسدها عن المقعد المُتحرك ، تشبثت بقميصه هلعًا ومـا أن تأكد من اتزان وقفتها حتي أمسك ذراعيها وابتعد عنها مسافة قليلة وبنبرة هادئه تابع :

_ حاولي تحركيها وتقربي مني .. ها !!


في تلك اللحظه صدح هاتفه عن اتصال ، التقط الهاتف من جيب بنطالهُ لينظر إلي شاشتة في هدوء وافر وما أن أجاب حتي تغير لون وجهه حنقًا :

_ أيوة أنا والدها .. مين ؟


دلفت فداء إلي غرفة التدريبات بصحبه عمتها ، تهللت أسارير وجهها وهي تجد شقيقتها تبذل قصاري جهدها كي تتغلب علي شيطان ماضيهـا وسرعان مـا تحولت قسمات وجهها إلي رهبة عندما التفت سالم ناحيتها وهو يتابع والشرر يتطاير من عينيه :


_ انا مُتأسف ليك جدًا يا فندم .. انا هتصرف ، في رعاية الله .


فداء وهي ترمقه بنصف عين : طيب نتفااااهم ياسطي ؟

فداء ! ، هـاتي الصور اللي لقطتيها لـ المذيع اللي اسمه "شكري نجيب " ، وحالًا .


أردف سالم بتلك الكلمات في عصبيه مُفرطة بينمـا هـرولت فداء ناحية المطبخ ومن ثم إلتفتت لهُ تردد بحزمٍ : علي جُثتي ، الاستاذ بيقول عليا في برنامجه إني كذابة في كُل الأخبار اللي بجيبها ، هيكذبوني انـا ويصدقوا الحشاش دا ، اللي قاعد يومه كُله في غُرزه !


نظر إليها بعينين جاحظتين ومن ثم ردد بعدم تصديق وقد أجفل عينيه قليلًا ،،،

- غُرزة وحشاش يا بلاء !

فداء بثقة: أه وكُله في الصور علي النت  وعلي عينك يا تاجر ، ولا إنت فاكرني مش هعرف أرجع حقي !


مسح سالم علي وجهه بعصبية خفيفة بينما تابعت بيسان بتلعثم والتي ساعدها يامن علي الترجل خارج الغرفة لمعرفة سبب إنفعال والدتها : بليز يا فيدو ، أدي لـ بابي الصور ، حرام عليكِ هيتعب !


سالم باستئناف : الصور لو ما طلعتش حالًا هحبسك هنـا ومافيش شغل تاني يا بلاء القصر ...

فـداء وهي ترفع إصبعها السبابه أمامه وبنبرة عالية بعض الشيء ، هتفت ،،،

- وإن لَم يكُن من الموت بد .. فمن العجز أن تكون جبانـًا .


كانت تقف علي باب المطبخ تسده ، ولأنها علي علم دائم بغدر والدها بها بإستخدام اسلحتهُ الطيارة ، ولجت داخل المطبخ علي الفـــور ومن ثم عادت تقف أمام الباب من جديد وهي تمسك بين كفها غطاء قدر كبير ، حيث يتم استخدام هذا القدر لعمل الوجبات الكبيرة او وجود احتفالًا ما بالقصر وهنا تابعت هي بتفاخر :

_ وأدي درع الحله أهو ، ولا الدرع اللي كان مستخدمه صلاح الدين القليوبي حتي .. ووريني الجزمة هتيجي في وشي إزاي ، ولـ علمك بقي هروح شغلي .


انهت كلماتها ومازالت تختبيء بوجهها خلف الغطاء ولا تري أحدًا منهم ، فيما نزع سالم حذاءه عنها ليُلقي به إليها فيلتصق بمعدتها ، ألقت الغطاء من يدها ومن ثم أخذت تهتف بتذمر :

_ أه يا كرشي ! .. والله العظيم يا سُلم انت بقى هزارك تقيل يا جدع .. انت لا يمكن تكون أب .

سالم بحدة : الصور اللي نزلت علي الفيس بوك دي ، تتمسح حالًا يا هانم ، وبعدين أي حق اللي عاوزه  تاخديه منه دا ؟!

فداء بتوترِ وهي تبتسم ببلاهة : حق؟ ، أنا ما يتقالش عليا نص كُم .. لو ما كنش الكُم كامل مالبسش لاستهوي يا سُلم !!!

------

_ غريبة أوي إنك بتتكلم بقلب جامد كدا ؟ ، انا أول مرة أشوف حرامي شريف .. بكذب عليك أو لأ .. دا هيفرق معاك في أيه ؟


أردف شكري بتلك الكلمات الساخرة وهو يقف أمام ڤيلته واضعًا يدهُ في جيب بنطالهُ بثقة فيما تابع آسر ببرود صقيعي :


_ مين قالك إني حرامي ؟ .. انا بس بيصعب عليا الغلابة اللي زيك فـ بحاول أرجع لهم حقهم واهي مُغامرة في الحياة .. لكن عمري ما سرقت حاجه مش ليّا او جيت علي حق حد .


شكري بإبتسامة ساخرة من جانب فمه :

_ أفهم من كدا إنك مش هتخلصني من البنت دي ؟


إقترب آسر منهُ أكثر ليجابهه بنفس قوته وبنبرة صارمة تابع : لأ مش هخلصك من البنت دي ، أنا هخلص عليك إنت لو فكرت تقرب لها تاني .



الفصل الثامن والتاسع من هنا



بداية الرواية من هنا



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحصريه



اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحديثه



❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺





تعليقات

التنقل السريع
    close