القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية جميلتي الصهباء الفصل الثامن والتاسع بقلم الكاتبه علياء شعبان حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج


رواية جميلتي الصهباء الفصل الثامن والتاسع بقلم الكاتبه علياء شعبان حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



رواية جميلتي الصهباء الفصل الثامن والتاسع بقلم الكاتبه علياء شعبان حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


الماضي يؤرقنا فـ تارة تهفو النفس لهُ وأخري تزدرده ، أما هي فلربما أخذت من ماضيها تجربة لتكن بحاضر أقوى ، ففي طيات الانتكاسة ربما توجد استفاقه من جديد ولكن لا بأس ببعض التغيير حينما يكون في صالح المُعادلة ..

--------

صدح صوت شُكري بقهقه ساخره ، مد ذراعه ناحيه (آسر) ليربت علي كفه بثبات وصوت أجش :

_ تخلص مني ؟ .. ومين قالك إن مش انا اللي هخلص عليك الأول !


أزاح آسر كفه بقوة وتنافس ليجابهه بنظرات حادة قائلًا : 

_ جميل أوي .. واللي يرجع في كلامه يبقي عيل !! ، بس إنت ما كذبتش عليا في النقطة دي بس .. البنت دي بتاخد حقها منك لـ سبب تاني أنا مش عارفه .. بس يا خبر بفلوس بكرا يبقي ببلاش .. بس ساعتها عداد اللعب هيجري ..

وهنـا رفع إصبعه السبابة مُشيرًا به إلي جانب رأسه قائلًا : دي بنت يا مذيع الملايين ! ، يعني آسر ما يكسبش بطولة علي شرف (بنت) .


إشتدت حدة عينيه وهو يجدحه بنظرة ثابتة فيمـا زاغ الآخر بنظره للبعيد ، ليبتعد آسر عنهُ ومن ثم يستدير مغادرا ...

-------

_ أحم أحم .. شكرًا يا مدام ناهد ، أدينا الغرض بيهم ورجعنا العهده .


أردفت فداء بتلك الكلمات وهي تضع مُعدات الطهي على الطاوله التي تتوسط غرفة إعداد الطعام ، كتمت ناهد ضحكتها داخلهـا ثم أردفت بإبتسامة هادئه :

_ تقريبًا كدا .. ما أفادتكيش جامد !


في تلك اللحظه استدارت فداء بجسدها ناحية المبرد (الثلاجة) ثم فتحت بابه وهي تقول بنبرة ثابته للغايه :

_ يعني إصابه خفيفه كدا ، الحج بس هزار تقيل حبتين .


استأنفت حديثها وهي تلتقط بين كفيها مجموعة من البيض لتتجه بهم إلي الموقد ، قامت بإلتقاط طاسه من الرخام ووضعتها علي نار الموقـد وهنـا دلفت مني هي الأخرى ، قطبت ما بين حاجبيها في استغراب لتردف :

_ فداء ؟ .. بتعملي أيه في المطبخ !! ، دا حدث نسجله في التاريخ .

رفعت فداء أحد كتفيها بتفاخر ، لتمسك بيضتين بين كفيها وبنبرة هائمه تابعت :

_ بعمل فطار علشان هاخده لحد عزيز عليا ونفطر سوا .


رفعت مني أحد حاجبيها ، نظرت إلي ناهد والتي بادلتها نفس النظرة التساؤلية ، إقتربت فداء من الموقـد ومن ثم قامت بضرب البيضتين ببعضهمـا حتي أصدرتا طقطقه خفيفة اسرعت بتقريب كفيها الي الطاسة بانتصـار ليسقط ما بداخلهمـا علي سطح الموقد ،،،


فغرت فداء فاهها بصدمة وشدوه ومن ثم رفعت بصرها إلي الاثنتين وبضحكة متوتره تابعت :

_ إتدلقت ؟ .. غصب عني طبعًا .. هطلع غيرها ومش هتقع ما هو بردو لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين .


مني بنبرة مازالت الصدمة تختلجها : أعمله لك أنا يا حبيبتي ؟

فداء وهي تلتقط بيضتين من جديد وبنبرة مُصره تابعت : ماينفعش ! .. لازم أعمل الأكل دا بإيدي .


أعادت صدم البيضتين ببعضهما من جديد ، وهي تقرب كفيها من الطاسة بشدة ومـا أن فعلتها حتي سقط البيض بقشرته ، صفقت بفرحة لتهتف قائله :

_ واو .. أخيرًا ما وقعوش علي الأرض .. عفارم عليكِ يا فيدو يا عسل .


قامت ناهــد بوضع كفها علي فمها ، إكتسحت خلجات وجهها الصدمة لتقترب من الموقد وكذلك فعلت مُني ..جدحتا ما بداخل الطاسة بشدوه لتقول مني بتلعثم :


_ إنتِ واثقه إن الشخص اللي هتودي له الفطار دا عزيز عليكِ ؟!.

فداء وهي تنظر لوجهيهمـا المصدومين في غيظ لتردف : مـا في أيه يا وليه انتِ وهي ! ، مش مقدرين اني ما بعرفش أطبخ كدا خالص !


مني وهي تُشير بإصبعها ناحية الطاسة : بس الاومليت بقشره ؟! 


إنكمشت قسمات وجهها بتقطيبه متحيره لتحك خُصلات شعرها وتردف بنبرة شك :

_ هو مش بيتعمل بالقشر صح ؟


الإثنتان تومأن في آن واحد وقد أردفتا بنفي :

_ لأ .

فداء بنبرة صارخة : وانا أيش دراني ، أمال انتوا دوركم أيه هنا؟ .. مش علشان ترشدوني !! .. ستات أخر زمن .. وسعي يا ست انتِ وهي وخلوني أشوف هعمل ايه تاني جنب البيض .. ڤيلا ما فيهاش شوية مِش حتي !!


مني باسبهلال : مِش ؟ 

---------

_ تيجي نعدهم ؟!

قال جُملته تلك وهو يقف خلفها فيما ظلهُ يسبقه للأمــام ، طالعته هي بنبرة مُتسائلة ومن ثم تابعت بتساؤل وضحكة خفيفة :

_ نعد أيه بالظبط ؟؟؟

إقترب أكثر منها حتي وقف بمُحاذاتها ، نحا ببصره صوب السمـاء ومن ثم تابع بتنهيدة حارة :

- نعد النجوم ، أصلي شايفك مركزة في السما أوي !!

رمقتهُ بنظرة طفولية فذّه وكأنها تؤمن علي فكرته ، بادلها بإبتسامة عابثة لتقول هي بنصف عين :  أتمني الضحكة دي ما يكونش وراها حاجه !


افتر ثغرهُ عن إبتسامة عريضة ليرفع كفه يمسح به علي خصلات شعرها ويقول وهو يلتفت حول نفسه :

_ لا خالص مش بتريق .

هي وقد ذمت شفتيها غيظًا : شوف بقي ، أهو إعترفت بنفسك .


تغيّرت معالم وجهه مُتصنعًا الجديه في حديثة ، ليقترب منها بهدوء حتي وقف علي بُعد سنتيمترات قليله خلف مقعدها ثم امسك ذراعها ورفعه عاليًا ، قائلًا :

_ ها! .. يالا بقي نعد .


انصاعت هي لـ فكرته ، بدأ إصبعها السبابة ينتقل بين النجمات التي أضاءت السماء من حولهـا .. تُسارع في إحصائهم وكأنها في سباق وجب الفوز به ، قرّب وجهه ناحية أذنها قليلًا يُتابع حركة اهدابها وضيقهـا من فشل العد في كُل محاولة ، بينما هي مُنشغله بما تفعله كان هو يتأمل ( حُسن ابداع الخالق في خلقه ) ، ليقول بنبرة حالمة :


_ حي علي الجمال .. سُبحان من زرع في السماء نجومًا ومُكملات لها بالأرض ، نجوم تضيء السماء .. وأُخريات يُضيئن قلب العبد حتي يشتعل ، فلا ينطفيء المرء بوجودهن ، فيسود الحُب ولم يعُـد .. مُجرد خيال ...


انتبهت لنبراته الساخنة التي تلتفح أذنيها ، أخفضت أصابعها بهدوء صاف ومن ثم رفعت بصرها ترمقه من علي جانبها الأيمن قائله :

_ حلو أوي الشعر دا يـا (يامن) .. إنت بتعرف تقول شعر ؟


استدار يامن حتي وقف امامها مُباشرةً ، إلتقط كفها ثم رفعه إلي فمه يلثمه بحنو وهُيام ليردف :

_ حلو علشان مُلهمته انتِ .. يعني بكتب علي قدي .

بيسان بنبرة فرحة : أنا بجد بحبك أوي يا يامن ، دايمًا بتخاف علينا وبتساعدني أمشي من تاني .


تسارعت دقات قلبه علي أثر كلماتهـا ، أغمض عينيه يتذوق احساس الكلمه منهـا فيما تابعت هي بنبرة هادئه :

_ إبراهيم سافر وهيرجع يوم عيد ميلادي ولازم أعرفك عليه .. أنا بعشقه وهو حنين عليا زيك .. بس بنتخانق كتير ولكن أنا مش بزعل منهُ .


كبا لون وجهه للصُفرة الباهته ، تسايرت معالم البهجة عن وجهه ليفلت كفها من بين راحتهُ وبإختناق مُفجع تابع :

_ إبراهيم ؟ 


قال كلمته هذه وهو يُكور قبضة يدهُ في إنهيار داخلي رغم الثبات الجسدي له ،مشى بخُطواته بعيدًا عنها لتردف بنبرة مستغربة :

_ يامن إنت رايح فين ؟ ، مش هنكمل التدريب


إلتفت بوجهه إليها وبنبرة فاتره تابع :

_ كفاية كدا النهاردا .. هروح أشوف خالي ، علشان وصله ضيف من شوية وشكله كان متضايق من وجوده  .


إنتهي من حديثها ليستكمل سيره ، لم يتسنى لها فرصة الرد ليهتف هو بصوتِ أجشٍ :

_ نور ! .. نـووووور ؟


جاء الفتى مُهرولًا ليقف أمامه مُباشرةً فيما أردف يامن بثبات :

_ خُد آنسه بيسان علي أوضتهـا .

-------

" علي الجانب الآخر " ،،،


- وأدي الشيك بالمبلغ المُتفق عليه .. ياريت ما تحاولش تتعرض للبنت أو أهلها تاني ، وبكفاياك تقلل من سنك يا حج سعفان ، هتتحاسب علي كُل واحده انتهكت براءتها علشان تعملك لُجمه ؟!!


أردف سالم بنبرة ذات مغزى وكأنه يخاطب الجانب الانساني به ، فيمـا جدحه العجوز بٱمتعاض ليلتقط المبلغ المُدون علي الورقة منهُ ، يقرأه من جديد بثبات وراح يقول بنبرة حاده :


_ ما جولتلك جبل سابج .. انا ما بضربش حد علي إيده .. وفي إيديهم يرفضوا !


في تلك اللحظه قام يامن بفتح باب الغرفة وبنبرة ثابتة تابع : خالي ، تحتاج حاجه ؟


اومأ سالم برأسه إيجابًا ومن ثم نحا ببصره إلي العجوز الذي مازال جالسًا علي المقعد ليردف بنبرة ثابتة :

_ نورتنا يا حج سعفـان .


تنحنح سعفان بتثاقلِ من شدة السمنه التي تُحاوط جذعه العلوي ، وقف مُستندًا إلي المقعد ومن ثم استأذن للذهاب ، قـام يامن بإغلاق الباب من بعده علي الفـــور وبنبرة متسائله تابع :

_ مين الراجل الغريب دا ؟


تنهــد سالم بعُمق ومن ثم اخرج زفيرًا ساخنًا وأردف بهمّ : أهو أبو قردان دا ..مش وراه غير جواز القاصرات ، العزبه كُلها علي نفس الوتيره والموضوع كتر وبقيت حاجه تقرف .


ظهر الامتعاض والتقزز علي مُحياه ليجلس إلي المقعد المقابل لـ خاله وبنبرة يخالطها الحيّرة تابع :

_ وفين الناس دي من القانون ؟


سالم بنبرة هادئه : يابني الناس دي غلابه مش وش بهدله .. هم بس محتاجين توعية تجاه المواضيع الحساسة اللي زيّ دي وانا مُتأكد انهم هيستجيبوا .

يامن بتفهم : طيب ما جميل .. حضرتك ممكن تكون فريق توعية للقرية دي بقيادة (فداء) ، دي صحفية والتوعية جُزء لا يتجزأ من شُغلها .


سالم برفض قاطع : مين ياخويا ؟ ، فداء !، دي مش بعيد تعلق للرجاله حبل المشنقة وتعدم لهـا كُل يوم اد سته كدا .. قال توعيه قال .


يامن بضحكة خفيفة : صدقني فداء تقدر تعمل دا ، وفكر في الموضوع تاني بتأنِ .


هـزّ سالم رأسه هزة خفيفة ، تنحنح قليلًا في ثبات قبل أن يردف بحزم حاسمًا لأمره :

_ طيب انا كُنت عاوزك في موضوع تاني بخصوص بيسان ؟!

ركز يامن انتباهه ناحية حديث خاله بكُل جوارحه ، فكُل ما يخصها يقع تحت طائل مسؤليته ، جلت علي ملامحه علامات التساؤل ليردف بقلقِ :

_ مالها بيسان ؟ 


سالم بنبرة مُختنقه : انت عارف طبعًا يابني ظروف بيسان .. من ساعة الحادثة وموت إبراهيم خطيبها الله يرحمه وهي بتتوهم بوجوده ، أنا يابني كبرت في السن وخايف يصحوا يوم من غير ما أكون جنبهم .. ملاك اللي يرحمها سابت ليّ مسؤليه كبيره أوي ، بس أنا لما بشوفهم فرحانين بحس إن هم وغُلب الدنيا كله يهون علشانهم .. انا نفسي أسترهم وأفرح بيهم وبالأخص بيسان .. البنت دي مش هتعرف تكمل لو مُت .


يامن بلوم ونبرة ثائره : بعيد الشر عنك ، ربنا يبارك لك فيهم .. وتشوفهم بالفساتين البيضا وتشيل أولادهم كمان .


سالم بنبرة أكثر همًا : يابني دي أقدار أكبر مني ومنك ،الدكتور اللي بيتابع حالتها النفسية قالي إنها لازم تعيش مشاعر جديده عليها وتكون أقوى من اللي عاشتها علشان تنسى الماضي .. انا محتاجك تكون جنبها لحد ما تفوق من صدمتها .. مش عاوزك تمثل عليها الحُب او كُل الكلام دا ، أنا بس عاوزك تهتم بيها أكتر تحاول ترجعها لـ عالمنا تاني .. وأكون مشكور لك أوي .


ابتلع يامن غصة في حلقه ليرفع بصره إليه وبنبرة ثابتة تابع : وأمثل ليه ؟ .. ما أنا بحبها فعلًا ؟!!

--------

_ المكان جميل ، لأ دا لُقطة بجد و attractive جدًا. (جذاب)


أردفت عنود بتلك الكلمات في سعادة غامرة ، حيث وقفت في شرفة المكتب الكبيرة تتأمل المنظر الطبيعي امامهـا .. وقف هو الآخر شاردًا ليقول بثبات :


_ الڤيلا دي اللي عيشت واتربيت فيهـا مع أُمي ، ولما ماتت فضلت مهجورة مش بيدخلها حد ولا حتى أنا .. كُل دقيقه بكون فيها هنـا بفتكرها وانا مش عاوز أفتكر .


نحت عنود ببصرها إليه ليفتر ثغرها عن إبتسامة مُتحيّره لتقول بإستغراب وافر :

_ في حد بيبعد عن أي ذكرى له مع والدته ؟


قُصي بنبرة جامده : أه انا .

لوت عنود شدقها بإمتعاض واستغراب مما يقوله ، ظل شارد الخُلد في البعيد ، استشعرت صلابة شخصيته بعيدًا عن الجانب المرح به ولكنه مـا أن يُزرع داخل بؤرة الجدية تجدهُ صلب التعامل بل قاس ،،


أخذت ترمقهُ بنظرات فضولية ، مالت برأسها جانبًا حتي تتمكن من رؤية ملامحه الغامضه عليها .. يمتلك أهداب كثيفة يُحركهم بفتور زادته لحيته غموضًا .. سرحت قليلًا في ملامحه الصغيره المنحوته علي بشرة داكنه ، فلأول مره يُقابلها هكذا وجه يتأرجح بين القوة والمُزاح وعلي غُرة منها إلتفت يرمقها بنظرة ثابتة قائلًا :

_ شكلي عاجبك ؟


شهقت عنود بصوت مكتوم ، استقامت في وقفتها تتنفس الصعداء وبنبرة جامدة تابعت :

_ انت سرحت فجأه .. وبعد ما كُنت بتضحك ، كشرت !! .. فـ انا استغربت والفضول خدني .


افتر ثغرهُ عن إبتسامة هادئه ليقول بثبات :

_ لا يا شيخة ؟


عنود بنظرة مستنكره ، تسخر من تفكيره بها :

_ اه والله تخيل ؟ .. وبعدين ربنا أذن بأنها تسيب عالمنا، أقرأ لها الفاتحه ولا خُد لها بوكيه ورد وحطه علي قبرها ، اكيد هي كمان محتاجه دعوة منك .


أطلق قهقة عالية علي حديثها ، سار صوب باب الحجرة وبنبرة ساخرة تابع :

_ لا أُمي ماتت في عيني وقلبي .. لكن هي لسه بتتنفس ولسه في عالمنا .


رمقتهُ عنود بعينين جاحظتين لتردف بإمتعاض : انت غريب اوي علي فكره ومش فاهماك ؟


- ما خلاص بقى !! .. كلمه زيادة وهتخرجي برا المكان دا .. ولا مشروع ولا غيره .


تقلصت عضلات وجهها امتعاضًا بشكل لا إرادي ، ذأبت في سيرهـا حتي تخطته وهمّت ان تترجل خارج الحجره ليقبض علي ذراعها قائلًا بثبات :

_ مش قاصد .. ما تزعليش .. يالا نشوف الجنينة علشان هتكون المكان اللي هنعرض فيه شغلنا .

رجعت بجسدها للخلف ومن ثم أسرعت تحرر ذراعها من بين قبضته لتردف بتحذير :

_ انت فاكر نفسك مين يا بتاع انت ؟ ..كُل شويه هلغي الاتفاق ! .. هو شغل عيال وبعدين انت مين إداك الحق تلمسني كدا ؟ 


قُصي وهو ينظُر لها بعينين جامدتين : يعني معاليكِ شريفه ؟ .. وعُمر ما حد مسك إيدك ؟!!


حدقت إليه بنظرة مصدومه .. تتحسس باب الحجره بذراعها ومازالت تنظُر له .. لم تستعب بعد كلماته التي التهمت أذنيها بقوة لتقول بنبرة احتقارية :

_ إنت مريض ؟ .. مش ممكن تكون بني آدم طبيعي !! 


أنهت حديثها ومن ثم استدارت لتغادر المكان بأكمله .. علي نية بإلغاء كُل ما تتوق نفسها لتحقيقه ، ولكن فليذهب كُل شيء للجحيم ان كانت ستتعامل مع هكذا نوعية .. ابتلعت غصة في حلقها وهي تنظُر إلي حلمها الذي وقع صريعًا في نفس الحظة التي وُلد بهــا ..

----------


جلست إلي الكنبه الخشبية الموضوعة امام منزله ، تتأرجح قدماها التي لم تطيلا الأرض ، إمتعق وجهها حُزنًا وهي تجد الوقت يمـر عليها وهو لم يأت حتي الآن ،،،


أخذت تجوب ببصرها بين الرجال الذين يتنقلون حول منزله بثبات حاملين سلاحًا ، ولكنها أصبحت ضمن رواد المكان ولا يستطع أحد التعرض لها بأمر منه .. في تلك اللحظه ترجلت هذه الفتاه خارج المنزل والتي رددت بعنجهية قاطعه تنظُر لهـا شزرًا :


_ هو انتِ هتفضلي قاعده كدا ؟ .. قولت لك مش هييجي دلوقتي .. عدى اربع ساعات ومافيش جديد 

رمقتها فداء بنظرة حانقة ، لتنظُر صوب الطريق الذي سيأتي منه لتقول بنبرة واثقه :


_ بقولك أيه يا اسمك أيه انتِ ؟،انا مش قاعده قُدام بيتك وأخفي من وشي بقى .. أنا أصلًا ياختي مش عارفه انتِ بتعملي أيه مع شاب أعزب في بيت واحد ؟


الفتاة وهي تقف امامها ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها تردف ببرود : اسمي نجوى ، ومين انا بنت خالته وهو اللي مربيني من صُغري ومش عايشين لوحدنا بس ، دي المربيه بتاعتي موجوده والخدم .. وكمان هكون مراته قُريب .


لــوت فداء شدقها بغيظ ، أشاحت بوجهها بعيدًا للجهة الأخري لتجده قادم من بعيد ، تهللت أسارير وجهها فرحة وقد نست ما قالته الفتاه منذ وقت قليل ،،،


وضع كفيه في جيبي بنطاله ، حيث شرد أثناء سيرهُ تأخذه قدماه إلي المنزل .. أخذ قلبها يصدر اضطرابًا ثائرًا مـا أن رأتهُ ،تضحك ببلاهة  لتتفحص ملامحهُ الشارده بهُيام منهـا .. فلم تتخيل لحظة بأنهـا من هؤلاء اللواتي تتخبط قلوبهـن من فرط العشق ، ولكنهـا وجدت به ذاك الغامض .. بل الشرس الحنون ، فأكثر ما تعشقه رؤيه إبتسامته التي ينتج عنهـا بروز طابع الحُسن بذقنه .. هو صاحب لحية صفراء داكنه كـ لون شعره وتتميز عينية بلونهـا الأسود الحــاد كعيون صقر واثق ...


خرج من شروده علي صوتها وهي تصرخ بجانب أذنيه في مرح :

_ ماســـوره !!!


انتبه لهـا ليجدحها بعينين مشدوهتين من وجودها وخاصةً بعد الشد والجذب في بيتها ، استكمل سيرهُ حيث المقاعد ومـا أن جلس حتي ردد بثبات وصوت غليظ :

_ انتِ أيه اللي جابك هنا ؟


جلست فداء إلي جانبه .. لتكشف عن الطعام الموضوع علي الطاولة الخشبية امامها وبنبرة ثابتة اردفت :

_ اصل انا بصراحة قولت أجي أصالحك علي اللي حصل أمبارح .. وعملت لك فطــار بإيدي ، لأ وأيه عديت علي الوليه أم شريف صاحبتي وجبت لك من عندهـا طبق مِش بس موحوح .


أسبلت جفونه وكذلك ارتخت القسمات القابعة علي جبينه ليقول وهو ينظُر للطعام :

_ أُم شــريف وموحوح ؟


ضمت كفيها علي بعضهما في خجل لتقترب وهي جالسة منه أكثر وبنبرة أُنثوية تابعت :

_ شهتاكل معايا ؟ .. يرضيك أزحل ؟


آسر وهو يرمقها بنصف عين : شهاكل وتزحلي ؟ .. أمال فين بلاء !!


فداء وهي ترمقه بحنق لتعتدل في جلستها قائله بغيظ : يؤ ! .. يعني هتاكل معايا ولا أخد أكلي وأمشي ؟


في تلك اللحظه قطع حديثها صوت نجوي التي رددت بغيظِ وحدة :

_ مين دي يا آسر ، هي هتفضل تتلقح كُل يوم علينا كدا ؟


وقبل ان يتسنى له الحديث وجدها تقف في مكانها وبنبرة حانقة تهتف :

_ ما في أيه يا حلوة ؟ .. دي حتى النجوى من الشيطـــان .. إتكلي علي الله وانتِ شبه دودة المِش كدا .


آسر وهو يهتف بنبرة حادة : خلاص انتوا الاتنين ، روحي يا نجوى إعملي لنا شاي ونبقى نتكلم بعدين .

نجوى وهي تتابع علي مضض : ماشي يا حبيبي .

فداء وهي تتابع بنبرة خفيضة :

_ حبك بُرص وبقيت شبهه وامشي أضربك بالشبشب وأخد حسنات .


آسر بنصف عين مُرددًا : بتقولي حاجه؟


اومـأت فداء برأسها سلبًا ، ومن ثم طفقت تلتقط لُقيمات صغيرة من الطعام تلتهمها بنهم فقد انتظرته لوقت طويل ، صلب نظراته بهـا للحظات ومن ثم أردف بنبرة ثابتة :


_ شكُري نجيب أذاكي بأيه تاني ؟ ، غير أنه حاول يعتدي عليكِ !!


كحت بطريقة حـاده أثناء تناولها للطعام مـا أن باغتها بهذا السؤال ، إلتفتت ببصرها إليه وبنبرة مُتلعثمة تابعت :

_ ولا أي حاجة تاني، هو دا الموضوع بس .


ضغط آسر علي عينيه بقوة وكأنه يكظم غيظه ناحيه كذبها الذي جلىّ بوضوح في نبرتهـا ليهتف بنبرة أكثر جمودًا :

_ لـو عاوزه يكون بينّا صداقة .. لازم تأمنيني علي سرك ، ماينفعش يكون في بينا أسرار .


عـادت بظهرها للوراء قليلًا بعد أن تركت الطعام من بين كفها ، حاولت الهرب من زاوية عينيه الحادتين فيمـا هتف يستعجلها الإجابة :

_ أيه سرك اللي ماحدش يعرفه لحد دلوقتي ؟


تلألأت الدموع في عينيها ، ابتلعت ريقها بصعوبة لترفع عينيها إليه وبنبرة ثابتة أو ربما مهزوزة قليلًا تابعت :


_ لفق ليّ قضية تسريب معلومـات عن مجلس الوزرا  .. ودخلت السجن سنه .. ماحدش يعرف أنه السبب بس لحظة مـا حاول يعتدي عليا ، إعترف بكُل الحقيقة .. كان فاكر أنه هيقتلني وسرهُ هيموت معايا .. بس ماكانش يعرف ان السجن اللي رماني فيه علمني إزاي أحمي نفسي من أمثاله ......... !!!!!


يتبع

#علياء_شعبان


الحلقه (9).."جميلتي الصهباء ".

---------

إزدادت الأمور تشابُكًا فلكل منهن قصيدة عشق إختلف شاعرها في لون الإلقاءٍ ، شاعر يتغني بالوجدِ والأمل ، وآخر يبكي علي الاطلال مُتأثرًا بهـا حتي سارت عُقدته أمــا الثالث فهي ليست بمُلهمته التي يتغنى من أجلهـا ، رغم أنه في نظرهـا أصدق وأجمل الشعراء وصفًا ...

--------

ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تختلس النظر إليه تري الصدمة تعتري قسمات وجهه ، باغتها بتقطيبه من بين حاجبيه ليردف بنبرة ثابتة :


_ أول مـرة أعرف ، إن بنت القاضي في مصر بتتسجن ؟.. جديده عليا .


تساير العبوس عن وجهها علي الفـــور ، ليفتر ثغرها عن إبتسامة عريضة لتقول بنبرة مرحة :

_ دي حقيقة فعلًا .. بنت القاضي في أي مكان تاني زيها زيّ بنت الفقير ، أمـا في مصر فـ لا ، أما بخصوصي فـ الكلام دا حصل من سنتين وبابا ما كانش لسه مسك الوظيفة دي .. وطبعًا لأن عمو جمال صديق بابا ، كان قاضي بالوظيفه قبله ،توسط ليّ وأخدت سنه واحده .


مط آسر شفته السُفلي بإستعجاب وحيـّرة ، ليرفع أحد حاجبيه وبنبرة صارمة أردف :

_ واشمعنى انتِ اللي هيلفق لك تهمة زيّ دي !!


عــادت فداء بظهرها للخلف قليلًا ، شرد لوهلة للبعيد وبنبرة باردة تابعت :

_ شُكري نجيب مش مُذيع بس !، دا دكتور في كُليتي بقسم الصحافة والاعلام ، طبعًا زيّ أي دكتور عينه زايغه .. حاول يضايقني كتير جدًا بالكلام .. انا كُنت بتدرب في الجريدة اللي شغاله فيها وانا بدرس ، وما كُنتش بسلم من عينيه او اسلوبه ناحيتي .. وانا في سنه تالتة لقيت نفسي راسبه أعمال سنه في مادته ولما حاولت اهاجمه في مانشت ليا والدنيا كُلها ثارت عليه قرر ينتقم مني ، وساعتها اتصل بيا وقالي انه قـرر يديني درجاتي وفعلًا هو دا اللي حصل .. انا أفتكرت ان الموضوع خلص لحد هنا .. ولكن هو كان له رأي تاني ، يوم ما لقيت نفسي مُتهمة بحاجه ما عملتهاش ، واتسجنت سنه كاملة ودراستي إتأجلت .. وبعد ما خرجت بإسبوع واحد اتصل بيا تاني وقالي إنه عرف معلومات عن الشخص اللي دخلني السجن و .. 


آسر مُقاطعًا إياها بحزم : وحاول يعتدي عليكِ !

فـداء بإبتسامة بلهاء تخبيء داخلهـا ألمها بهذه الذكرى :

_ أه ومش بس كدا ، هو إعترف ليّ إنه اللي عمل كُل دا .. ولما مالقاش مني استسلام حاول يخنقني بس انا ضربته علي راسه وفقد الوعي .


تنشق آسر الهواء داخله ثم أخرج زفيرًا مُلتهبًا وبنبرة ثائره تابع :

_ وفين سيادة القاضي من كُل دا ؟!


فـداء بإبتسامة خفيفة تتذكر وجه والدهـا إذا أصاب إحداهن حمى خفيفة :

_ بابا دا حتة سُكره .. لو سخنت شوية يفضل قاعد جنبي بالأسابيع .. شال همنا من وإحنا صغيرين ، كمان مش هنريحه من مشاكلنا بعد هو مـا كبر ، أصلًا بابا مريض بالسكــر ومش حِمل أحداث زيّ دي ، حتي إخواتي البنات مـا يعرفوش أي حاجه .. هي (مُني) عمتو بس اللي بحكيلها كُل الحاجات دي وإلا كُنت مُت من الكتمان وانا واخده قاعدة في حياتي رسمتها لـ نفسي واللي هي :

_ إمــا أن أموت قهرًا بالكتمــان ، او أنتصر علي أوجاعي .


لانت ملامحه وهو ينظُر للدموع الحبيسة داخل مُقلتيها ، فيمـا أردفت فداء وهي تصدر قهقه خفيفة :

_ بس عارف ، أنا مجنناه علي الآخر ، أنا إتخرجت من سنه الحمدلله وطول فترة الدراسه من بعد خروجي من السجن كُنت بمسك عليه سيديهات علشان يديني درجاتي كاملة ، شوية أصوره بالكالسون وشوية في أماكن مشبوهه زيه وانت عارف واحد زيّ دا تهمه سمعته أد أيه .


آسر بإبتسامة باهتة : بالكالسون مرة واحدة ؟


مــالت فداء بجذعها العلوي للأمام قليلًا حتي غمست لقيمة أُخري ومن ثم تناولتها وهي تُردد بسعادة طفولية :

_ أيوة ، الوليه أم شريف صاحبتي هي اللي  قالت لي أعمل كدا .. كُل بقى من المِش بتاعها وإلا هتزعل منك .


انصاع آسر لحديثها فهو يعلم تمامًا بأنها تُمثل القوة أمامه ، بدأ يتناول لقيمة صغيرة في فمه وبنبرة مُتسائله تابع :

_ بس دخولك السجن ما أثرش علي والدك وقت استلامه للوظيفة ؟


فـداء بنفي : لأ خالـــص ، بابـــا كان مستشار  سمعته نضيفه من زمان ، زيّ ما بيقولوا ليس عليه غُبـار .. اما بخصوص موضوعي فأنتهي بأنه كان خطأ غير مقصود ،رغم أني ما أعرفش هو أيه الخطأ بالظبط .


أنهت حديثها وهي ترفع كفها بإتجاه فمه وبنبرة حانية يعقبها إبتسامة خلابة منهــا :

_ تدوق المِش ؟ .

افتر ثغرهُ عن إبتسامة يشوبها الغرابة من بساطة تصرفاته معهــا ، ليردف بنبرة حازمة :

_ يادي مِش أم شريف اللي مجنناني بيه ، هاتي يا ستي .


فـداء وهي تمط شفتيها بإعتراض بعد أن أبعدت يدها قليلًا تمنعه من أخذ اللقيمة من بين كفها لتبادر بوضعها في فمه علي الفـــور :


_ ما تتريقش عليها .. انا بحبها اوي علشان ، كانت بتمسح الكبانيهات عني .


أخذ آسر يلوك الطعام داخل فمه بشيء من الشدوه ، ليقول وقد انتفخ فمه قليلًا :

- كبانيهات ؟! .. سنة واحدة عملت فيكِ كدا ؟ ، أمـا لو طولتي كان هيبقى شكلك إزاي !! ، هيطلعوا الموس من بوءك !! .


أخذت تُرأرأ بعينيها يمينًا ويسارًا ، كاتمة ضحكتها ومن ثم أردفت بحزن مُصطنع :


_ مش من الرجوله يا صديقي ، إنك تتريق علي واحده جميلة زيى وعزباء وتبحث عن واحد آخر حرف من اسمه (راء) .


قطب مـا بين حاجبيه بعبث لم يستطع فهم ما قالتهُ في حين أخذت هي تُصفق بسعادة غامرة قائله :

_ الله عليّا ..  دا انا أنفع شاعره بقي (عزباء ) و (راء) .. أيه رأيك فيا يا مـاسوره ؟ .


آسر بنبرة مازحة : الماسوره دي اللي هتعومي فيها ، يوم مـا أرميكِ في عين الكبانيه يا معفنة .

في تلك اللحظه  جاءت نجوي بوجه عابس لتردف بحنقِ :

_ آسر ؟ .. انت كُنت واعدني إننـا هنخرج النهاردا نسيت الوعـد ولا أيه ؟ 


إلتفت آسر إليها بثبات ، هزّ رأسه موافقًا علي حديثها وبنبرة حانيه ازعجت (فداء) ، أردف :


_ لا مش ناسي يا نوجــا ، أجهزي وانا هخلص موضوع مهم مع فـداء ونخرج .


إحتقن وجه فداء غيظًا لا تعلم سببه او انها لا تعترف بخفقان قلبها الدامي عنـد حديثه مع هذه الفتاه ، قامت فداء من مكانها علي عجله من أمرها لتشهق بفزع ومن ثم مـالت تلتقط حذاءها لتطيح به للأمــام حتي أصاب جبهة نجوي التي صرخت بتأوه :

_ آآآه ..

فداء بهلع مُصطنع : برص كبير خالص ، كان ماشي وراكِ .. هي جات فيكِ يا حبيبتي معلش .


ذأبت في سيرهـا للأمـام وفي نفس الوقت هب هو من مكانه لتصطدم به ومن ثم يسقطان أرضًا ،،،

رفع آسر رأسه عن الأرض قليلًا فيمـا ضغطت هي علي جسده بثقل جسدهـا لتردف بنبرة مذهوله :

_ إحنا وقعنا ؟

آسر مُحاولًا النهوض :

_ واخد بالي .. انتِ إتحنطتي ! .


جالت فداء ببصرها بين قسمات وجهه وبنبرة سهتانة أردفت : إنت شبه الأتراك كدا ليه ؟ ، لتكون عامل عمليات تجميل علشان تبقى زي القمر كدا ؟

آسر بنبرة صارمة : ليه قالوا لك عني سوسن ؟


فداء ومازالت تحملق به في إعجاب :

_ قطع لسـان اللي يقول عليك كدا ، دا أنت أحلي من سنين عُمري كُلهــا أساسًا .


في تلك اللحظه صدح صوت نجوي تصرخ بهما عاليًا وقد تردد صدى صوتها في جنبات المكان :

_ آســـــر ؟!

-------

جلس إلي المقعد بحجرة مكتبه ومن ثم رفع قدميه علي سطح المكتب أمامه ، بعد أن عــاد بظهره للخلـف يضع ذراعيه المفتولتين خلف رقبته ،،


تناولت الفتاه كاسين من الكحول ، سـارت بغنج ودلال يليقان بفتاة ليل مثلهـا ، حتي جلست إلي سطح المكتب وبنبرة مائعه وهي تُعطيه الكاس أردفت :

_ هو إحنا هنقضي الليلة هنـــا ؟

رفع قُصي بصره إليهـــا ، وبنبرة جامدة أردف وهو يلتقط كاس الكحول منها :

_ أه ، في مانع ؟!


الفتاة عاقدة حاجبيها بإستغراب :

_ أه إزاي .. دي الأوضه فاضيه ؟!! 


وقبل ان يتسنى له الرد ، وجد باب المكتب يُفتح من جديد ليطل صديقه (فايز) من خلفـه وقفت الفتاة في مكانها علي الفـــور فيما جدحها فايز بنظرة مُشمئزة وأعقبها نبرة صارمة :

_ يالا يا حلوة .. خُدي شنطتك وأمشي من هنا .

إلتفتت الفتاة ببصرهـا إلي قُصي تستشف رده علي هذا الرجل ، فيمـا أردف قُصي ببرود :

_ أخرجي زيّ مـا قالك  .


انصاعت الفتاة امتثالًا لأوامره ، حيث إلتقطت حقيبتها وذأبت في سيرهـا خارج الغرفه، صفق فايز الباب خلفها وبنبرة جامدة هتف :


_ انت أيه اللي عملته دا ؟ .. انت إتجننت علي الآخر !

ضيق قُصي عينيه ومن ثم أردف بترقب :

_ بتتكلم عن أيه بالظبط ؟

فايز بإزدراء : بتكلم عن (عنود) .. يا حضرة الظابط يا مُحترم ! .. البنت كلمت عمي جمال ومُنهارة من العياط بسبب اللي انت عملته معـاها ، انت خلاص ما بقيتش عارف تفرق وعُقدة الماضي إتمكنت منك علي الآخر .


أطلق قُصي قهقه عالية قليلًا ، أثارت حنق فايز فيما أردف الأخر بنبرة ثملة :

_ هو انا قولت حاجه غلط ؟ .. لقيتها متضايقه من لمستي ليهـا ، فسألتها لتكون عاملة شريفه عليا .


اشتعلت عيناي فايز إحمرارًا ، ليتجه صوب المكتب ومن ثم يضرب علي سطحه بكلا قبضتيه هاتفًا :

_ هو كُل الناس زبالة زيّ تفكيرك .. صوابع إيدك مش زيّ بعضها يا بــاشا ، ومش معني إنك بتلاقي بسهولة الرخيص اللي بتقضي معاها ليلة ، يبقي كُل البنات علي نفس المنـوال !!! .. لا فوق يا قُصي .. الرخيص للرخيصة .. واللي بتصون نفسهــا بتاخد راجل مش واحد قذر في تفكيرهُ زيك .. فوق وإحترم الراجل اللي بتقوله يا عمي بدل ما تطعن في شرف بنته اللي عاش عُمره كُله يحميها هي وإخواتها من شـــر نفسهم وشر واحد هيطلع عُقده عليهم زيك !! .


ابتلع قُصي غصة في حلقه ، أنزل قدميه أرضًا ومن ثم مـال للأمام قليلًا وراح يضع رأسه بين كفيه في إختناقِ بينما استأنف فايز بثبات :


_ مش كُل ست او بنت .. خاينة أو هتهرب مع واحد وتسيب جوزهـا وابنها ! .


نحا قُصي ببصره إلي صديقه وقد إحتدمت الدماء في عروقه ليهتف بنبرة صارمة :

_ إطلع برا يا فايز .. براااااا .


فايز بنبرة جامدة : أنا ماشي .. من غير ما تقول يا صاحبي .

-------

تمددت بيسان في فراشهــا بعدمـا دثرتها مني بالغطاء جيدًا ومن ثم طبعت قُبلة هادئة علي جبينها  أردفت :

_ طيب بلاش تنزلي تتعشي معانــا .. أجيب لك الأكل هنا يا بيسو ؟


اومأت بيسان برأسها سلبًا وقد افتر ثغرهـا عن إبتسامة هادئة لتقول :

_ شغلي التي ڤي (TV ) بس يا مـاما مني ، حاسه بصُداع وشوية إرهــاق .


بادلتها مني ابتسامة حانية .. اشعلت التلفـاز بناءً علي رغبتها ومن ثم ترجلت خارج الحجرة لتجهيز العشـاء وما هي إلا ثوانٍ حتي دلفت عنود إلي غرفة شقيقتها ،،،


سال كُحل عينيها علي وِجنتيها .. ألقت حقيبتها أرضًا وقد خرجت منها شهقات مُتألمه فيمـا شهقت بيسان هلعًا وهي ترى شقيقتها علي هذه الحالة المُزرية لتهتف فزعًا :

_ عنود !! .. مالك يا حبيبتي ؟


هـرولت عنود إلي شقيقتها لتلقي بنفسها بين أحضانها تشكوهـا من ذاك الألم الذي يعتصر قلبها وراحت تصرخ بإختناق :

_ لحد أمتي حلمي مش هيكون مِلكي لوحدي ؟ ، مــرة واحدة تاخد تصاميمي وتنسبها لنفسها علشان الشركة شركتها، وواحد فاكرني بنت ليل وهرضى بلمسته علشان أوصل لأحلامي .. يعني يا أسلم نفسي لواحد زيّ دا وإلا مش هوصل .. يا أقبل أن تصاميمي تتسرق ويتكتب عليها اسم واحدة تانية يا بردو مش هوصل !!! .. انا تعبت وقرفت يا بيسان .. حاسه إني بغرق !


دفنت وجهها بين أحضان شقيقتها كاتمة شهقاتها التي تعلو رويدًا رويدًا فيمـا مسحت الأخري علي خصلات شعرها وأردفت بنبرة حزينة للغايه :

_ إهدي علشان خاطري يا عنود ، انتِ أقوي من كدا ، فهميني أيه اللي حصل بالظبط ؟ ، مش هقدر أشوف دموعك !!!


عنود بصرخات مُختنقه : والله لأخليه يندم علي كُل كلمة أذاني بيها ، ما بقاش انا عنود العامــري يا حقير !!


" علي الجانب الاخر " ،،،


دلفت من باب القصــر وعلامات السعادة علي وجهها تظهر جليًا ومليًا .. أخذت ترفرف بذراعيها في مرح وقد أغلقت عينيها اثناء سيرهـا في بهو القصـر لتجد (مني) تهتف بنبرة ثابتة :

_ أيه السعادة دي كُلها ؟ ، أكيد الشخص الغالي عليكِ دا ، عجبه البيض بقشره ؟


قالت جملتها الأخيرة وهي تكتم ضحكاتهـا داخلها ، فيمـا فتحت فداء عينيها بحركة هادئه وراحت تقترب من عمتها تُقبل جبينها بمرح :


_ وحشتيني يا مُنمن ! .. فرحانه علشان سكعت البت شبشب علي خلقتها خليتها فقدت حاسة السمع والبصر ، والخروجة باظت لولولولوي .


قطبت مني حاجبيها باستغراب لتردف بتساؤل مُهتم : بنت مين ؟ .. وإزاي ضربتيها بالشبشب علي وشها ، فقدت السمع والبصر !!!


اندمجت فداء في الحديث لتبدأ في تمثيل ما حدث بحركات تمثيلية بذراعيها لتردف بفرحة عارمة :

_ الأول قولت لها إن في برص علي الحيطة ، وروحت راشقة الشبشب في عينيها علشان تحرم تقطع علينا خلوتنا تاني !


مني وهي تلطم صدرها بصدمة مُصطنعة :

_ خلوة ؟! .. يا مصيبتك السودا يا سالـم !

 

فداء بغيظِ ونبرة جامدة : يا وليه ياللي اسمك عمتي إنتِ أصبري .. دا انا خدت شوية مِش من أم شريف انتيمتي في السجن وروحت للواد المُــز علشان أصالحه ، البت دي عامله زيّ القنفد كُل شوية تقطع علينا الكلام فـ انا خلصت منها المهم بقي ،  أنا أصريت أعملها كمادات علي عينيها علشان أنا السبب وروحت جنب صرصور ودنها بقي وقعدت أصوووت ، أصوووت .. لحد ما لقيتها بتقوله إلحقني يا آسر .. مش سامعه .. مش سامعه ! ، فـ عرفت إنها إصنجت والحمد والشكر لله .


فغــرت مني فاهها ببلاهة لا تفهم شيء مما قالتـهُ فيما تابعت فـداء بفرحة أكبر :

_ وعزمته بكرا علي الغدا علشان أعرفه بـ منير ، وبعدين هخلي فايز يمشي ونقعد لـوحدنا .


رفعت (مني) كفها إلي جبين فداء تتحسس حرارتها وبنبرة مصدومة تابعت :

_ إنتِ سخنة ؟

فـداء وهي ترمقها بنبرة هائمة :

- لأ ، عندي تسلخات في قلبي .. من كُتر الإشتعال .

قطع حديثهمــا صوت مراد الذي أردف بنبرة هادئه : مـاما أنا جعان .


إلتفتت فداء بجسدها ناحيته ومن ثم فتحت ذراعيها لتردف بسعادة :

_ مودي قلبي ! .. يخربيت الثانوية العامـة اللي واخداك مننا يا حبيبي ، تعالي في حُضن أختك يا فواز .. دا إنت وحشتني !!!


سار مراد ناحيتها وهمّ أن يحتضنها هاتفًا بمرح :

_ طول عُمري بقول البت فداء دي الرُكن الحنين في الڤيلا دي .


تحركت فداء من مكانها إلي الجانب الأيمن قليلًا ، ومن ثم استدارت لتقف خلفه وأعقب ذلك صفعة هوت علي رقبته من الخلف لتهتف هي بلذة انتصــار :

_ يااااه يا عبصمـد ! .. الواحد بقي بيعيش ويتعايش علي القفا بتاعك دهون .. بفتقد قفاك أقسم بالله .


إتجهت صوب الدرج تسير في عنجهية وتفاخر وكأنها لم تفعل شيء ، فيما استدار مراد ينظر إليها بعينين جاحظتين ليضرب الأرض بقدميه قائلًا :

_ طيب وربنا لأجبسهولك يا بلاء وشوفي هتضربي فين تاني ؟


فـداء وهي تهتف دون أن تنظر إليه حيث اتجهت صوب غرفة بيسان :

_ إنت عارف هضربك فين ! ،ومش هقول علشان منمن بتستحي .


وصلت إلي غرفة شقيقتهـا ومـا أن فتحت الباب حتي هتفت بسعادة :

_ عم أعشق أنا ، عم أكل مش وبيض ، بالظبط علي وزن (عم أخلق من أول وجديد ) .. شاعرة خمسة وخميسة عليـا .


وهنـا صمتت عن الحديث فجأه وهي تنظُر إلي شقيقتها التي رمقتهـا بعينين ذابلتين من كثرة البكاء فيما ابتلعت بيسان ريقها بصعوبة وهي تجد فــداء تهتف بنبرة فزعه :

_ عنود ! .. بتعيطي ليه ؟

يتبع



بداية الرواية من هنا



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحصريه



اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحديثه



❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺





تعليقات

التنقل السريع
    close