رواية غزاله في صحراء الذئاب الفصل الرابــع والخامس بقلم الكاتبه رحمه سيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
رواية غزاله في صحراء الذئاب الفصل الرابــع والخامس بقلم الكاتبه رحمه سيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
جحظـت عينـاها بصدمة جليـة على ملامحهـا وجسدها الذى تبلـد من الصدمة، لم تعى أهى بحلم ام علم !؟
ولكـن ماهى متأكدة منه أنها لن ولم تصبح زوجتـه ابدًا، كان قلبها يدق بصخب، يود الخروج ونهر والدتها بشدة، دقائق مرت عليها كالدهر وهى محملقة بوالدتها، وأعجزتها الصدمة عن الـرد، عليهـا أن تعيد بناء كل شيئ رويدًا رويدًا، وأولهم حياتها والأستقلال فيهـا !! ..
اخيـرًا استطاعـت تحريك لسانها الذى قُـيد بسلاسل الصدمة منذ قليل قائلة :
_ مستحيييل
حاولـت بث جميـع مخاوفها ورفضها التـام في هذه الكلمة، ولكن يبدو أنها لم تؤثر بوالدتها الصامدة ولو لثوانى لتعيد التفكير حيث سألتها بجدية بالغة :
_ مستحيل لية ان شاء الله، ماله يحيى ؟
هـزت رأسهـا نافيـة وسارعت مبررة :
_ ملهوش بس مش هو الشاب الى بأحلم بيه طول عمرى
رفـعت والدتها حاجبها مستنكرة ثم قالت بسخرية واضحة :
_ لا والله، وحضرتك عايزة واحد ازاى
اجابتها بصوت سُلب منه جميـع المشاعر :
_ مش عايزة، لكن يحيى لا
سألتها "كريمة" مرة اخرى متأففـة :
_ لييييية قولى اسباب حتى اعرف اقنعه بيها او اقنعك انتِ ؟
هـدوء غريب سكنهـا فجأة، لتجوب بعينيها فى ارجاء المكان، ثم صرحت بقوة :
_ يحيى مابيصليش، مابيدخلش الجامع غير ف المناسبـات، احتمال مايعرفش المصحف كام جزء اصلاً، عايز الحاجة الي تعجبه تبقي ليه على طول ومستعد يعمل اى حاجة عشان يوصلها، يحيى مابيحبنيش، يحيى عايز يمتلكنى بس !!
مصمصت شفتـاها بغـلب، تبحث وتبحث بين جنبات عقلها عن إجابـة مقنعة ولكن .. أين تجد ؟! فهي محقة بكل حرف قالتـه، وكأنهـا كانت ترمم هذه الاجابة سابقـــًا حتى تكون غير قابلة للنقـاش !!
إستطاعت القول لتقطع الصمت بتفكير :
_ الصلاة وهنخليه يلتزم بيهـا، ويعرف ربنا وان شاء المولى يهديـه، اما انه عايز يمتلكك ف ده اكيد عشان بيحبك يا هبلة
تنهـدت تنهيدة طويلـة، الملل يجتاحها رويدًا رويدًا كلما شعرت بقبضة عشقه المزيـف تزداد ضغطًا عليها يوم بعد يوم، نظرت لها نظـرات اربكتها قليلاً ثم اردفت متساءلة بهدوء حذر :
_ انتِ عايزة اية بالظبط يا أمـي
إبتعـدت عن حرب عينيـها، عن ذاك السحـر، لتتهته متلعثمـة :
_ عايزة مصلحتك اكيد
هـزت رأسهـا نافيـة، ثم قالت هادئة :
_ ولو قولت انى مش عايزاه، هتجبرينى ؟
سـؤال يجيب على نفسـه، تتحدث معها بكل هدوء وتطرح الاسئلة بينما بداخلـها بركان ثائـر يحثها على النهوض والركـض أبعد ما يمكـن عن مجرد هذه الفكرة الجوفاء التي تشعرها بالتقـزز من نفسها مستقبلاً ..
تنهـدت والدتها تنهيدة حملت الحيرة في طياتهـا، ولكن تخطتهـا بمهارة وهي تصطنع الحدة :
_ ايوة هجبرك لأنى مش شايفة فيه عيب
هدرت فيه غاضبة :
_ لكن انا شايفاه كله عيوب !
زفـير عالى سمعتـه لتسكن منتظرة حكم القاضـي عليهـا، ولكنها تفاجئت بجلاد قاسى يهبط بسوطه عليها دون رحمة :
_ انتِ عارفة كويس إن ممكن محدش يتقدم لك عشان موضوع ابوكِ
آآه من الكلمات المميتـة تلك، شعرت بأمعائها تتقلص من الجزع والحزن، وإنخرط قلبها قبل عينيها في البكاء الحاد الذى كان سبيله الوحيد للتهوين عن نفسه، ثم همسـت بصوت امتلأ بالرهبة :
_ يعنى ايييية، بردو مش هاتجوز يحيى
إستـدارت رافعة كتفيهـا ببرود ومن ثم استطردت بلامبالاة :
_ أنا قولت الى عندى وخلاص
ثم اتجهـت لغرفتها الصغيرة غير مباليـة بأبنتها الوحيدة الذى تنقسـم لأشـلاء متباعدة كل البعد عن بعضهم.. كل جزء يرغب في ماسة مختلفـة وكل ماسة ترغب بجزء اخـر .. عقلها مشتت بكيفية جمع الاثنـان .. رغبتها و .. والدتها !!
********
كانـت تقف مدهوشـة، تبلـد جسدها بثبـات ولمعت عينيها ببريق مهدد بالأنفجـار، أقل ما يُقـال عنها في هذه اللحظة أنها صـنم حجرى ثابت، حاولت تحريـك شفتيهـا المزمومتـين ببلاهة لتطلق سهمًا ما ترده له ليشعر بما تعانيـه، ولكن لم تنطـق، ثـُبتت قدماها بالأرض وكأنهما قُيـدا بقيــود معتـادة ولكن من الواضح أنها اشتـدت مع مرور الوقـت، شعـر بما تعانيـه لوهلة، اخبرته عينـاه التى لمحـت أطياف الحزن بعينـاها ولكنه لم يبالى و قـال بكل برود كأنه يخبرها عن طلب بسيط :
_ ها هتسيبي الشغل ولا تروحى للدكتور ؟
همست ببلاهـة فاغرةً شفتيهـا :
_ هــآآه !!
_ هآآه اية انجزى انا مش فاضي لك
صرختـه الرجولية الحادة أرعشـت جسدها وكأنها رسالة للعقـل بالتحرك والتفكير على الفـور، لتسأله ببلاهة :
_ طب لية ؟
اجابـها بنفـاذ صبر :
_ يووه، هو احنا الي هنعيـده هنزيده !!
خرجـت منها همسة منكسرة :
_ معلهش !
أعـاد قوله عليها بمـلل :
_ الناس بدأت تشتكـي منك، وزمايلك بقوا خايفين منك جدًا !
حدقـت به غير مصدقـة، ما الذنب التى ارتكتبـه ؟! ، تُعاقـب وتُـدس وسط خياريـن من أشـواك مؤلمـةً تجرحها دون رحمة او مُهلـة، على شيئً لم يكن بأرادتها يومًا، أسبلت اهدابهـا وهى تغمغم بألم :
_ بس انا ما اذيتـش حد
تحولـت عيناه لجمرتين من النـار فى ثوانى معدودة، ليتابع مفتعلاً :
_ قصدك إن انا بكذب ولا اية ؟
سارعت مبررة بهزة من رأسها مستنكرة :
_ لأ انا ماقولتش كدة، لكن آآ
قاطعها بصـوت سَاخـط خالٍ من اى شفقة :
_ مليش فيه، يظهر انك قررتى تسيبي الشغل ؟
لم تهـز رأسهـا نافيـة .. لم تنهـره على اتخاذ قرارات بدلاً منهـا، لم تصيح فيه بحدة أنا لستُ مجنونة !! .. بل صمتت، وما اصعب ذاك الصمت الذى يلجمها، الحزن يدميهـا منذ أن اصبحت تحلم بتلك الأحلام، حتى كادت تشعر انها تستشعر الثقل في نطق تلك الكلمة مرة اخرى !!
بينما ظل هو يراقبهـا بأعين متلهفة، فهو من الأساس لم يتقبلهـا يومًا، وليكن كلام اصدقائها ما هو سوى عصا يزجها بها دون أن يلومه اى شخص ..
عاد يقـول بتهكم وكأنه منتظر اجابتها من الأصل :
_ اممم، شايفك ساكتة، القطة أكلت لسانك ولا اية ؟!
خرجـت همسـة هادئـة بعكس ما يجيش بصدرها من اهتيـاج حاد :
_ الي اشوفه حضرتك يا فندم
سألها بلهفة :
_ يعني اية هتعملي اية ؟!
نظـرت له بقوة ثم قالت بثبـات زائـف :
_ يعنى هأسيب الشغل !!!!
انفـجر ثغـره بأبتسامة مشعة وكأنه حصل على ترقيـة ما، حاولت إخفاؤوها وهو يستطرد بأسف مصطنع :
_ لية كدة ده انا كان نفسي تكملى معانا
_ النصيب بقا يا فندم
هتفت بها وهى تستـدير متجهة للخارج بأقدام هائمـة ودموع مهددة بالأنفجـار !
*******
تجـلس في سيارتهـا السوداء الفارهة، عيناها التي لطالما طُبـع عنهم مظهر الجمال والجاذبية الان تذبـل لتصبح مصدر للشفقـة، لم تضـع اى مساحيـق تجميل، كانت ترتدى بنطـال جينـز من اللون الأسود وتيشتـرت نصف كم احمـر، خصلاتها الناعمة تتناثر بشكل عشوائى لتعطيها مظهر جذاب بعض الشيئ، اصبح وجهها شاحب كأنسحـاب القمر من الكرة الأرضية ليعلـن عن إنطفاء نوره، تكونت الهالات تحت عينيها بكثـرة، اصبحت كالعجوز فى سـن الشبـاب !!
يدها تدب على السيارة تلقائيًا من فرط التوتـر، لم تكـن تلك "زينـة" الجميلة يومًا !!
واخيـرًا جاء ما كانت تنتظـره ليفتح الباب ويستقل زياد السيارة بجوارها ببرود متعمد، ما إن التفت لها حتى سارعت بقولها متلهفة :
_ كل ده تأخير يا زياد ؟!
رفَع كتفيـه ثم زم شفتيه قائلاً ببرود :
_ سورى يا بيبي الطريق كان زحمة
جـزت على اسنانهـا ساخرة :
_ والله !
_ اه وحياتـك
اجابها بسخريـة اكثـر، شعرت بنفسهـا تحلق في سمـاء ممتلئـة بالأوهام والكأبة والحـزن، كـان الجميـع ينتظر منها نظرة ليروى عطشه منها، ولكنها الان هى من تتلهف لرؤيتـه، هى من تركض له، وبالطبع هو يستمتـع بذلك ببرود، يتردد بعقلها سؤال واحد " لم يحدث معى كل هذا " ؟! ..
لم تهتـم لكل تلك الأفكار التى تداهمها وسألته مسرعة :
_ جبت لى الحاجة ولا لا ؟
تنهـد ببطئ، ثم سألها متفهمًا بعدم فهم مصطنع :
_ حاجات اية ؟
جاهدت للتحكم في اعصابها واخراج صوتها هادئًا :
_ يعنى انت مش عارف، المخدرات يا زياد
أطلـق صفيرًا بصوت عالى، يشعر بكبرياؤوه يتغـذى ويتشبع عندما يستمـع لتوسلاتها عبر الهاتف حتى يلقاها ويجلب لها الهيرويـن، تزيـن ثغره بأبتسامة ساخرة واردف بلوم مفتعل :
_ تؤ تؤ، كدة جاية تشوفينى عشان كدة بس يا زينة ؟
لم تعـد تحتمل، تشعر برأسها تكاد تنفجـر، ستصرخ من شدة الألم، وضعت يدها تضغط على رأسها بقوة علها تهدأ، ولكن من دون جدوى، صرخت فيه من دون وعى لصوتها العالى :
_ قولت لك هات يا زياد خلصنـى
تنحنح ببرود وهو يقول :
_ هاتى الفلوس الأول
مدت يدهـا ممسكة بحقيبتها بسرعة ثم اخرجـت الأموال منها وألقتها له ليمسكها يتفحصها ويعّدها، ثم نظر لها شزرًا وقال ببجاحة :
_ اية الهلاهيل دول !!
حدقـت به بغيظ، ثم هتفت متساءلة بتهكم :
_ دول 10 الاف، هلاهيل، امال حضرتك عايز كام ؟
_ قولت لك 15 الف مش اقـل ابدًا
اجابها وهو يعـود برأسـه للخلف، بينما رمقتـه هى بنظرة كارهه حانقة، لو كان يشعر بها لكانت قتلته توًا، اللمعة البارقة تزيـد عينيها شراسة وخطورة، كادت تمزق الحقيبة وهى تمسكها بقوة لتخرج منها باقى الأموال، ثم ألقتها في حجره وقالت آمـرة :
_ انجز بقا وخلصنـي يلا !!
أخرج كيس المخدرات من جيب بنطاله بهدوء مستفـز، وما إن اخرجه حتى اختطفته بسرعة، ثم فتحته وبدأت تشمـه وهى مغلقة العينين والراحة تجتاحها رويدًا رويدًا، تتابعها أعين زياد المتشفية
********
كـانت شمس بغرفتهـا، متسطحـة على فراشهـا الصغير كالحضن الممتلئ بالحنـان، تحتضن وسادتها الصغيرة ودموعهـا تهطل بصمـت، عينيهـا لم تستطـع التعبير عن كم المشاعر المختلطة التى تجيش بصدرهـا، ضلوعها تكاد تختلـع من كثرة عدم احتمالها، المشاعر والمشاعر .. الحزن والألم، ألم يكفـي كل هذا ليأتى هذا الـ يحيى ويزيد همهـا، أم هذه دعوة صريحة من القدر أنه لن يتركها تحظى بهدنة صغيرة ؟! .. يدميها الحـزن ويحتل قلبها بجدارة ولا منازع كالسعـادة، سوط أمام سوط بخيروها بأى واحد ستُجلد ؟!
..
بينما في الخـارج والدتها كانت قد خرجت من المرحاض بعدما توضـأت لتؤدى فريضتها اليوميـة، بوجه هادئ لا يحمل في طياتـه اى شيئ، وكأنه لغز صعب الفك، حتى سمعت طرقات هادئة على الباب، عدلت من وضعية حجابها ثم اتجهت لتفتحه، لتجد امامها مالك !!!!
عقـدت حاجبيها بتعجب، ثم سألته مستفهمة :
_ مين حضرتك ؟
اجابها بأبتسامة هادئـة :
_ أنا مالك جمال
هزت رأسها وعادت تسأله مرة اخرى :
_ ايوة يعنى حضرتك عاوز اية ؟
تنهـد قبل أن يستطرد بحرج :
_ طب مش ممكن نتكـلم جوة ؟
شحب وجهها من الحرج، ابتعدت مسرعة وهى تشير له للداخل قائلة :
_ معلش، أتفضل
_ حضرتك استاذ مالك الى سكنت جديد صح ؟
سألته وهى تدقق النظر له لتتذكر أين رأتـه، ولكن اجابها بهدوء حذر :
_ ايوة مظبـوط
اومأت بصمت بعدما لاحظـت نظراته المتفحصة للمنزل، لم تشعر بالخزى ابدًا من منزلها الحبيب، بل اجابته بفخر يشوبه الحزن :
_ معلش بقا يا بيه البيت مش قد المقام
سارع يرد مبررًا :
_ لأ ابدًا والله مش قصدى
حمد الله انها لم تلحظ علاما كانت تبحث نظراتـه، علاما يعبـر بريقه اللامع، وإن كانت فهمت نظراته شفقة وكبرياء افضل من ان تفهم سبيل عيناه وهو البحث عن شمس !!
تنحنح بهدوء :
_ انا عايز اتكلم مع حضرتك فــ حاجة وياريت ماتفهميهاش غلط وتكونى متفهمة موقفـي
شعرت بريبـة تحتل قلبها، ولكن غمغمت هادئة :
_ أتفضل يابنى
جلس على الأريكة الصغيرة، وحاول اعتدال وضعيتـه وهو يبدأ السرد عن سبب زيارته الغير مفهومة لوالدة شمس ..
********
خـرجـت من الشركـة، بخطوات زاحفة وليست بطيـئة فقط، قـدم لم تعـد قادرة على السير بسبب توقـف العقـل عن العمل مؤقتًا، كيف يعمل وهو يتلقـي كل هذا ويداهمه كل هذه الأفكار فجأةً، وقلـب يلومها وبشدة على صمتهـا، يزمجر فيها أن تعود وتلقنهـن جميعًا درسًا لن ينسوه، وأعيـن لطالما اعتـادت على البكاء بحدة، تكاد لا ترى من الغمامة التى تحيط عينيهـا، تتذكر كل الهمهمات المهينـة التى سمعتها بمجرد علمهم أنها ستترك العمل بلا عودة،
" يووه اخيرًا " .. " اوف ده هم وانزاح " .. " اخيرًا حسيتى على دمك واتطردتى " ..
" روحى اتعالجـي يا ملبوسة "
بسحابـات عميقة, منكسرة وحزينة سألت نفسهـا بألم :
_ امتى هرتاح بقاا ياااااارب
لم تستطـع الاجابـة حيث وقعت عيناها على شيئً ما جعلها تركض مسرعة بأتجـاه شابًا ما كان يركض متلفتًا خلفه كل ثانية، ثم فجأة احتضنته وهى تزجه سيرًا ليقعوا سويًا عند شارع ما ضيق وخالى من السكان .... !!
********
يتبــع ❤
الفصل الخامس :
نظـر إليهـا في تعجـب شديد، تقلصـت عينـاه السـوداء بحلكة شديدة لمعت بصدمة، وهو مثبت نظراته على تلك المجهولة التى تقدمت واحتضنته فجأة لتدفعـه داخل شارع ما، بينما هـى لم تعد تشعر بأى خلية من جسدها، خلاياها تخدرت بفعل رائحتـه الرجولية الجذابة التى احتلتهـا فجأة، نحنحتـه كانـت كالصفعة التى افاقتهـا مما هى فيه، هبت مبتعـدة عنه وزحفـت الحمـرة الخجلة لوجنتاها، اصبحـت دقاتها تزداد بشكل ملحوظ، دقة تنهـرها على فعلتها .. ودقة تشكرها على إنقاذها لهذا الشـاب .. ودقـة تكاد تنفجر من الاحـراج، قطـع الصمت بقوله الجازع :
_ انتِ مجنونة يا أنسـة ولا اية ؟
إلتفـتت تبتلـع ريقها بإزدراء، أن ظلت تخبره من هنا حتى يومـان لن يصـدق أنها كانت تنقذه لا أكثـر، ظلت ناظرة للأرض تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها، ثم هتفت متلعثمة :
_ آآ والله أنا كـ كنت بس بآآ
قاطعهـا وهو ينظـر لها بحـدة، نظرات إن اخترقتها ستذبحها وبمفعول أقوى من كلماتهم المميتة :
_ انتِ هتقعدى تتهتهى كدة كتير ؟
شعـرت بعينـاها تزوغ رغمًا عنها لعينـاه السوداء الحـادة، ولكن بالرغم من قوتهما إلا انها لمست فيهم الكسـرة، و همست بتوتر :
_ أنا كان لازم أعمل كدة، كنت بألحقك
سألها ساخرًا :
_ ولا والله، كان لازم تحطى نفسك ف حضنى كدة ثم انك هتنقذينى من اية ؟
نظـرت خلفـه تتفحص شيئًا ما، ثم تنهـدت تنهيدة عميقة وطويلـة، وقالت بهدوء حذر :
_ في عربية كانت جاية عشان تخبـطك دلوقتى
ما لبـث أن مرت ثانية واحدة تمهله فيها إستيعـاب ما قالته حتى وجد الدليل القاطع وسيارة سوداء كبيرة تسير بسرعة فائقـة، دُهـش قليلاً ولكن نظر لها يتصنع اللامبالاة :
_ عادى يعنى عربية عادية !!
هـزت رأسهـا نافيـة، ثم نظرت على بداية الشارع وتابعت بجدية :
_ هتشوف دلوقتى هيرجعوا تانى عشان يقتلوك !!!
حـدق بها لا يستوعـب ما تقوله، شعر بحرارة جسده تزداد شيئًا فشيئ وكأنها تخبره أن كلامها صحيح، هيا أسـرع .. أمـره العقل هكذا فور تذكـره بما كان يجعله يركـض فأمسك بيدها دون تردد ليشعر برجفتها ولكن لم يبالي وقال مسرعًا :
_ يلا بسرعة تعالى
وبعقل مشتت ومتذبذب سألته بتوجس :
_ هنروح فييين ؟
اجابها وهو يركض ساحبًا اياها خلفه تجاه احدى العمارات :
_ هنستخبى طبعًا
ركضـت معه كالبلهـاء لا تفقـه شيئ، دائمًا ما تكون على حافة الهاوية واليوم تهورها هو من أسقطهـا ليؤلمها وكأنه يلومها عليه، كيف تتسرع هكذا، تذهب لشاب وتدفعه بقوة وبدون سابق انذار والحجة ضعيفة، إنقـاذه .. بالرغم ما تحمل من أسمي المشاعر إلا انه استقبلهـا بدهشة تحولت مع مرور الثوانى لـ .. شك !!
بداخل احدى العمارات الصغيرة، دفعها للداخـل ظهرها على الحائط البارد وهو امامها تمامًا، لا يفصلهم سوى سنتيمترات بسيطة، شعرت بأنفاسه تلفح وجههـا، وقشعريرة مريرة تسرى فيه، أغمضـت عينـاها تستعيد رباطة جأشهـا، القواعد والقواعد التى حددتها بحياتها ولن تسمـح لأى شخصًا كان بتخطيها لأن العقاب .. سيكون مؤلم !!
سمعـوا أحدى الأصوات الرجولية الغاضبة :
_ ازاى ده أكيد ملحقش يبعد
تبعه الاخر بحيرة :
_ منا بقول كدة بس مش عارف ازاى اصلاً عرف إن احنا وراه
صرخ الاخر بحدة :
_ يلا وانا هأعرف اجيبه بطريقتى
بعد ثوانى لم يسمعوا أى اصوات اخرى، اخرج الشاب طرف رأسه يتفحـص الشارع ليجدهم قد غادروا بالفعـل، عاد لتلك الحورية المغمضة العينين ترتعش تحت يديـه، سحب يده بسرعة عن فاهها بأرتباك بدى عليـه، ثم غمغم هو بهدوء حذر :
_ معلش عشان مايسمعوش صوتك
اومـأت بخفـوت، شعرت أن الكلمات جفت مع حلقهـا او اختبأت في جوفها المظلم مثلما ارادت هى أن تفعـل، فجأة سألها بخشونة :
_ انتِ ايش عرفك بقا ؟
أرتبـكت من الأجابـة، نظرت للأرض تبلل شفتاها الكرزية، تقص عليه كل شيئ وتتلقي المقابل سهم حاد يخترقها ؟!
قلبها يدق بصخب تعجز عن تهدأته، وكأنه يخشي ما سيحدث بعد قليل !!
نظر عليها بطرف عينيه يسألها بشك :
_ انتِ مين ؟
اجابت ببلاهـة :
_ خلود
تكاد الابتسـامة تشق عبوسه ويفسـد جديتـه، ولكنه لن يسمح لها أن تهـدم كل شيئ بلحظة، احتـدت عيناه السوداء وازدادت سوادًا مخيف، حتى قال بجدية :
_ انجزى، انتِ تبعهم صح
تسارعت ضربات قلبهـا، خشت السقوط في شيئ لتسقط في الاسوء، اتضطربت انفاسها وهى تجيبه نافية :
_ ابدًا
استطـرد بشك دفين :
_ امال عرفتى ازاى
ما كان عليها سوى .. الهـرب، بالرغـم من كونها تكرهه إلا انه وكأنه يجذبها له دون ارادة منها ..
دفعته بيدها وركضـت مسرعة، ركضت وكأنها قطة تخشي هجوم الأسد، قطة دُست في عرينـه فجأة من دون موافقتها، تركتـه الدم يغلي بعروقه يجز على اسنانه بغيظ شديد، ويتوعد لها فى خواطره :
_ هجيبك وهعرف انتِ مين ..
*******
ما إن انتهـى مالك من حديثـه حتى حدقـت هى به لثوانى، تفكر وتفكر .. يجب انحدار نحو الطريق الصحيح، حتى لا تُصدم من اخـره، منذ بداية حديثه وهى تحملق به وكأنه يضع امامها ألغـاز وخطوط ويطلب منها فكها، ابتسـم على تعجبها وايقـن بخباثة انها تفكر فى كلامـه، تنحنح قائلاً بهدوء حذر :
_ ها يا حاجة قولتِ اية ؟
تنهـدت مجيبة بحيرة :
_ قولت لا اله إلا الله
ردد خلفها بأبتسامة غامضة :
_ محمد رسول الله، اية رأيك ف كلامى
نظرت له واجابته هادئــة :
_ كلامك حلو جدًا يابنى، بس بتعمل كدة لية
هتف مسرعـًا :
_ منا فهمتك يا حاجة وأتمنى ماترفضيش
كـلامـه مغلف بعامل الاغـراء كونها امرأة فقيرة زوجها بالسجن، وحيدة هى وأبنتها الشابـة، تنهـدت للمرة التى لم تعـد وتابعت :
_ هأشوف يابنى وربنا يقدم الي فيه الخير
زينـت الابتسامة المنتصرة ثغـره وأكمل بحماس :
_ يعنى افهم ان حضرتك موافقة على المبدأ نفسه ؟
هـزت رأسها موافقة ولكن قالت بتفكير :
_ لكن هأقول لجمال واقولك يابنى
نهض مغمغمًا بأنتصار :
_ تمام يا حاجة
إتجـه للخـارج وقد شعر بالنصر يجتاحه بشدة، سمع قولها الذى زاده غرور :
_ ربنا يباركلك يابنى ويكفيك شر المرض
لم يبالي بكلماتـها، ولم تهتز له شعره وكأنها شفافة، يتردد شيئ واحد بداخله الان، ويفتعل صدئ لم يعترف به يومًا ..
" ستصبحين ملكى مهما كان الثمن " .. !
*********
وصـلت زيـنة المنزل بهيئتها المرزية الي المنـزل لا ترى امامها، تفتح اهدابها السوداء وتغلقـها بأرهَاق يوحى بعدم حصولها على النوم والراحة لمدة ليست بقصيرة، كانت تسيـر ببطئ شديد وكلما تقدمت شعرت بقلبها ينقبض اكثر من قبل، وكأنهـا تتقـدم بأرادتها لجوف مظلم يسحبها للداخل اكثر ليقضـي عليهـا، وقعت عيناها على والدتها التى كانـت تهنـدم نفسها امام المـرأة، تقوس فمها بأبتسامة ساخرة وهى تقول :
_ خارجة كالعادة !
اومـأت والدتها دون أن تلتفت لها، بينما بدأ الألم يتشـرب ملامح زينـة، رويدًا رويدًا بدأت عينـاها تكون الدموع، فتابعت بتهكم :
_ نفسي مرة ارجع ألاقيكى مستنيانى انا ومالك زى أى ام وزوجة طبيعية
التفتت لها تلاقيها بوجه جامد، وأعيـن باردة وهى تجيبهـا بصوت قاتم :
_ مش لما ابقي انا زوجة طبيعية اصلاً
هنا لم تعـد تحتمـل، يكفيها قهرًا وتحمل، الى متى ستضغط على نفسها وتتصنع اللامبالاة، وهى تحترق بداخلها، تختنـق من الصمت وعدم إخراج ما بداخلها لتهدأ قليلاً، صرخت فيها بحدة :
_ ليييية، ليييية مش زوجة طبيعية ناقصك اية هاا عندك كل حاجة !!
سيطـرت على إنفعالاتها بصعوبة، واجابتهـا بنبرة غُلفـت بالبـرود بمهارة :
_ ناقصنى الاحترام الي فقدتـه
سألتها متهكمة :
_ ازاى يعنى، ده الكبير قبل الصغير بيعملك الف حساب يا زوجة سيادة المستشار
إبتلعـت ريقها تبتلع تلك الغصة المريرة التى اخرجتها ابنتها دون قصد، لتتابع بمرارة :
_ للأسف أبوكِ هو الى فقدنى احترامى مش الناس يا زيـنة
عقدت حاجبيها وعادت تسألها بعدم فهم :
_ بابى !! ازاى يعنى مش فاهمة ؟
مسحـت والدتها على خصلات شعرها المصبوغة باللون الأسود و بقوة لتهدأ تدفق المشاعر المتألمة، وإن كان ما حدث فهى لا ترغـب بكره ابناءها لأبيهم !!
استطردت بهدوء مفتعل :
_ مأقدرش اقولك، كل الى اقدر اقوله إن ابوكِ كان هيبعنى !!!
تضـع امامها الألغاز والألغاز، كلما ارادت التخلص من شيئ لتفهم قليلاً شعرت به يزداد، وكأنها تتعمد ذلك لتصل لما تريد !!
تأففت بضيق بدى على ملامحها :
_ يعنى اية يا مامى ؟
كلماتـها كان لها تأثيـر واضح عليها، سيزول ذاك القناع ليظهر مدى الألم الغزير، لا لن يحدث، رسمت الجمود بمهارة وهى تجيبها بلامبالاة مصطنعة :
_ معرفش أنا مش فاضية أقعد أحكى معاكِ، باى هشوف صحابي ف الكلاب
********
جلسـت على الأريكة في الخارج تهدأ من ثورة ضربات قلبهـا، تضع يدها على قفصها الصدرى وكأنها تحثه على التحكم في هذا القلب، تبـًا لذلك الخوف الذى يفرض نفسه عليها مرارًا وتكرارًا، وجهها اصبح لونه أصفر من فرط التوتـر، ويديها ترتعش بحثًا عن سبيلها الوحيـد، اقتـربت منها والدتها تسألها بنبرة متوجسة :
_ مالك يا خلود ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة واجابتها بهدوء حذر :
_ مليش يا ماما
هـزت رأسها نافية وتابعت بأصرار :
_ لأ في يلا انطقي
جلسـت بجوارها بهدوء واريحية، وكأنها تخبرها أنها لن تستطيع الهرب من تلك الاجابـة، تنهدت خلود وقد عاودتها تلك الكلمات المسمومة، لتهتف بكسرة :
_ سيبت الشغل
ضربت بيدها على صدرها برفق، وشحبت ملامحها وهربت خوفًا على ابنتها، تيقنت أنه الشبب وراء ذاك التوتر فسألتها بقلق :
_ لية اية الي حصل ؟
_ كان عاوزنى اروح لدكتور نفسي او اسيب الشغل
همست بها وهى تعض على شفتيها لتمنع تلك الدموع الساخنة من الهطول بصعوبة، فشهقت عبير مصدومة بجزع :
_ لية يعنى وهو ماله يا بنتى ؟
تقوس ثغرها بأبتسامة متهكمة :
_ اصل زمايلي بيشتكوا وبقوا يخافوا منى
عضـت على شفتها السفلية بغيظ، ومن دون وعى منها خرج صوتها مشفقـــًا :
_ معلش يا حبيبتي، مسيرهم يعرفوا إنهم كانوا ظالمينك
اومـأت خلود بلامبالاة مصطنعة عكس ما يفتعل بصدرها من حمم بركانيـة، أمسكت بهاتفها تخرجه من حقيبتها الصغيرة، ثم بحثت عن احدى الاسمـاء، لتجد والدتها تقول بجدية :
_ هتتصلى بست شمس طبعًا
اومـأت خلود ببساطة، تعلم الان بمدى غيظ والدتها، ولكن لم ولن تبتعد عن صديقة عمرها الوحيـدة، وإن كانـت ابتعدت فترة قليلة لتريحهم وتبعدهم من فوق اذنها إلا انها اقسمت بداخلها انها هدنة فقط، وإن شمس روحها إن افترقت عنها ستصبح جسد مُهلك فقط !!
بينما زمجرت فيها والدتها غاضبة :
_ مش قولنا هتبعدى عن البت دى ولا عاوزة سمعتك تبقي زى الزفت ؟
إذًا لهجة التحدى لم تجدى نفعًا، فالتسلك طريق تعلم مدى تأثيـره القوى على جوارح تلك السيدة ..
_ ارجوكِ يا أمى، أنا محتاجة لشمس جدًا دلوقتى
هتفت بها مترجيـة، بنبرة كستها بالتوسل المصطنـع الذى ينعكس مفعوله الفورى، لتتنهـد عبير قائلة بنفاذ صبر :
_ أعملى الى يريحك يا خلود
ثم نهضـت مبتعدة، تاركـة اياها تتنفس بأرتياح وهي تتصل بصديقتها المقربـة والوحيدة التى لم تخشاها ولم تفر هاربة منها كالوبـاء ..
اتـاها صوت الشمس المُرهـق بعد ثوانى :
_ الوو
_ الوو اية يا شموسة عاملة اية
_ الحمدلله، انتِ عاملة اية ؟
_ بخير الحمدلله، مالك كدة
_ مفيش عادى
_ هو انا هلغبط ف حالة تؤام روحى
_ مامتك عارفة إنك بتكلمينى يا خلود ؟
_ طبعًا وبعدين ما انتِ بتكلمينى رغم الى الناس بيقولوه عنى
_ لا لا انتِ مافيكيش حاجة، لكن انا آآ ..
_ عايزة أشوفك
_ ممكن بكرة لأن ميعاد زيارة بابا النهاردة
_ اه تمام هشوفك بكرة
_ ان شاء الله
_ وابقي سلميلي على عمو، كان نفسي اجى معاكوا والله بس آآ
قاطعتها بجدية :
_ ولا يهمك يا حبيبتي.. يوصل
_ ماشي يا جميلتى، سلام
_ سلام
أغلقـت وهى تشعر بالراحة تجتاحهـا، دائمًا ما تلملم شمس جراحها بمهارة وترطبهـا وتشفيها ولو بكلماتها البسيطة ولكن كلماتها كالسحر تهدأها على الفور، لذلك كانت دائمًا كالدواء في حياتها تتجه له على الفور إن شعرت انها ليست بخير ..
*******
الأشتيـاق .. السبيل الوحيد الذى تعرفه في هذه اللحظـات، كل جوارحها منشغلة في التفكيـر بالرجل الوحيد الذى أحبتـه في حياتها، والشخص الذى حُرمـت منه وأقسمت ان حظها أسود من حلكة سوداء لا ينيرها القمـر، منذ ذهابـه للسجن وهى تستشعر كل شيئ بملل وبلا طعـم، كانت تسير بجوار والدتها بعدما ترجلوا من سيارة الأجـرة بخطوات شبه راكضة، قلبها من يأمر القدم بالسرعة، غير عابئة بتعب والدتها، وصلوا الى السجن واتجهوا لمكان الزيـارة، ليجلسوا عل المقاعد الخشبية الصغيرة، واتجه الشرطى ليجلب " صابر " بعد قليل اتاهم بملامح تشربها الألم والأرهـاق، وجسد اكتفى من الحرمـان، تهللت أساريرهم بمجرد رؤيته بالرغم من أن رؤيتـه حركت بداخلهم مشاعر لطالما حاولوا كبتهـا مرارًا وتكرارًا ..
بمجرد أن جلس بجوارهم حتى هتفت بلوع :
_ بابا
اشتـاق لهذه الكلمة حد الجنون، حتى هذه حرم منها للأبد، رد عليها بصوت مهزوز :
_ حبيبة بابا عاملة اية
قالت باسمة بحزن :
_ الحمدلله، انت عامل اية يا بابا
لم يـرد على سؤالها الذى اجابته عيناها بحالته المرزيـة، وسأل زوجته الحبيبة بحنان :
_ عاملة اية يا كريمة، انتم كويسين ؟
اومـأت بهدوء مرددة :
_ اه الحمدلله على كل حال يا صابر
تأففت شمس بضيـق قائلة :
_ هما خلوا الزيارة كل أسبوع بس لية يا بابا ؟
رفع اكتافه مجيبًا بقلة حيلة :
_ والله ماعرف يا بنتى، ومحدش بيقدر يتكلم معاهم ف حاجة
هـزت رأسها بضيق، ثم قالت بحرقة :
_ حسبي الله ونعم الوكيل فيهم
وضَع يده على فاهها مسرعًا ونهرها بجدية :
_ بس يا شمس بس يا حبيبتي الله يرضي عنك، هنا كل واحد بياخد جزاؤه
سارعت نافية :
_ بس انت مظلوم يا بابا
_ اسكتى يا شمس اسكتى
قالها وهو ينظر للجهة المعاكسـة، لا يريد فتح تلك الجروح مجددًا، حينها لن يصمت وسيبوح بكل شيئ وكأن هذه الكلمات مخدر له .. !
هنا تنحنحت كريمة بهدوء حذر :
_ كنت عايزة أقولك حاجة كدة يا حج
اومـأ بهدوء ثم سألها باستفسار :
_ قولى يا كريمة في اية ؟
إبتلعت ريقها بإزدراء قبل ان تستطرد بنبرة هادئة بعض الشيئ :
_ انا بفكر نبيع البيت
فـزع واتسعت حدقتيـه وصرخ فيها بصوت عالى من دون وعى :
_ لأ لأ لأ لأ اووووعى تعملى كدة !!!!!
*********
يتبع


تعليقات
إرسال تعليق