القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية كلانا اعمي (هو لم يراني ولم اري سواه)الفصل الثاني بقلم الكاتبه رشا روميه قوت القلوب حصريه وجديده


رواية كلانا اعمي (هو لم يراني ولم اري سواه)الفصل الثاني بقلم الكاتبه رشا روميه قوت القلوب حصريه وجديده 


اللهم_أدخلني_مُدخل_صدق_وأخرجني_مُخرج_صدق_وإجعل_لي_من_لدُنكَ_سلطانًا_نصيرا


الفصل الثاني « رسالة مجهولة ...»

حتى وإن كنتُ قَشة فأنا أريد التعلُق بِك، ففي عُمق الضيق مُتنَفس ولعل في عُمق الأقدار التي لا نحبها خير نجهله، أنتَ بريق الأمل الذي سَأتعلقُ بطرفهِ وربما أنتَ الخير كُله ...

بقلم رشا روميه قوت القلوب 


فيلا بكر العطار ....

بعد لقاء "بيسان" بوالدتها فضلت البقاء بالمنزل حتى يحين موعد عودة والدها، تابعت بملل هاتفها حين أقبل والدها يُقبِّل رأسها بحنوه المعتاد فحياته تقتصر عليها فقط ، هي كل إهتمامه وسبب سعادته بتلك الحياة، تطلع نحو وجهها المتجهم متسائلًا بتوجس ...

- قمري زعلانة ليه ؟؟! حاجة حصلت ضايقتك النهاردة ؟



نظرت نحو والدها بأعين مشتتة يملؤها الحيرة ثم أجابته بتردد ...

- أبدًا يا دادي مفيش حاجة ...


جلس بكر متفرسًا بوجه إبنته فهو يحفظها كراحة يده ليتساءل متيقنًا بأن هناك ما تخفيه بداخل نفسها ...

- طيب، مش حتقولي لي رجعتي بدري ليه ؟!!! مش كنت بتقولي حتقعدي مع أصحابك اليوم كله ...


تركت "بيسان" هاتفها وهي تتحفز تقاوم نفسها لتخبره بما حدث فهي لا تخفي عنه شيئًا ...

- دادي ، كنت عايزة أقولك حاجه مهمة ...


بسمة خفيفة إحتلت وجهه الهادئ لينظر نحوها بفراسة فهو لا يخطئ بأمرها مطلقًا ... 

- قولي يا "بيسو"، أنا عارف إنك مخبية حاجة ، ملامح وشك باينه جدًا ..


بخجل شديد كمن إقترف ذنبًا لا يغتفر نكست مقلتيها قليلًا ...

- دادي، أنا قابلت مامي، هي كلمتني و أصرت أوي إنها تشوفني، بس أنا حسيت إنها مش جاية عشاني ، جاية عشان تاخد فلوس وبس ...


إقتضب وجه "بكر" ببعض الضيق معقبًا بعتاب أبوي حازم دون قسوة ...

- مع إني المفروض أزعل منِك عشان إنتِ خبيتي عليا، بس إوعي تفتكري إني ببعدك عنها لأني قاسي عليها، للأسف، هي مش بتهتم إلا بنفسها و الفلوس وبس، إكتشفت ده متأخر أوي، كنتِ إنتِ جيتي ونورتي الدنيا، كانت بتعمل حاجات من ورايا عشان تعرف تاخذ مني الفلوس و كالعادة تسيبني وتمشي ...


تهدلت ملامح "بيسان" بإحتقان متأثرة بشكل بالغ فرغم ما يمتلكونه من مال إلا أنها تشعر بالنقص لغياب حنان أمها وإهتمامها كبقية الفتيات  ...

- كان نفسي تكون مامي زي كل الأمهات، وتبقى معايا بس للأسف هي أنانية أوي ...


زفر "بكر" دفعة واحدة ، ثم قال بهدوء ...

- هي أكيد جت لك دلوقتِ فاكرة أنها حتقدر تضحك عليكِ، هي طول عمرها كده ...


بقلم رشا روميه قوت القلوب 

نظرت نحوه "بيسان" بنظرات مترجية شاعرة بندم شديد لما إقترفته دون علمه ... 

- بليز دادي ، ما تزعلش مني، أنا كنت لازم أقول لك ..


إبتسم "بكر" بحنان يتسم به وهو يفتح ذراعيه لتلقي "بيسان" نفسها داخل أحضانه  الحنونة ، بينما أردف "بكر" قائلًا ...

- أنا عمري ما أزعل منك أبدًا يا قمري،  أنا عايش بس عشانك و بخاف عليكِ جدًا ... 


★★★ـ


شركة جلال للحراسة الخاصة والأمن ...

جلس "جلال" خلف مكتبِه وهو يمسك بأحد الأقلام محركًا إياه بصورة عصبية أثناء مكالمته الهاتفية ...

- ده أمر مفروغ منه يا فندم، إعتبره كأنه حصل ، أكيد، مع السلامة ...


أنهى "جلال" مكالمته ثم ضغط زر الإستدعاء لأحد أفراد طاقم العاملين معه ليلبي النداء على الفور ..

- مساء الخير يا "جلال" باشا ...


تفحص "جلال" وجه هذا القوي ، فرجاله يُعتَمَد عليهم بمهماته المتوالية ...

- عمليه جديدة، قدها ولا إيه ؟!!


سؤال مُحفز لنفس "أسعد"على الذي بادر بهمة عالية و شراسة تنم عن قوته وإقداميته على العمل ...

- أكيد يا "جلال" باشا، أؤمر و إحنا ننفذ ...


- تمام، هات لي "منعم" و "إبراهيم"،  عشان أقول لكم إيه المطلوب بالظبط ...


- لحظة يا باشا ويكونوا قدام منك ..


في ظل التخطيط الدقيق و السرية التامة إجتمع بهم "جلال" ليشرح لهم بإيضاح المهمة الجديدة الموكلة إليهم وسط إنصياع تام لتفاصيلها بدون تقاعس لإنجاح الأمر على أكمل وجه ...


★★★ـ


بعد مرور يومين جلست "بيسان" بالنادي فهو متنفسها الوحيد خلال فتره الإجازة، أخذت تنتظر حضور صديقاتها ..

بقلم رشا روميه قوت القلوب 

فتحت هاتفها تشاهد تلك مقاطع الفيديو الخاصة التي تتابعها بشغف ، تلك المقاطع التي رسمت إبتسامة على شفاهها لتقرر الذهاب لمقابلة أحدهم أولًا...


غادرت النادي على الفور وقد ملأها الحماس لما ستقوم به ...


★★★ـ


أستهلك نفسه أكثر مما ينبغي حتى صار يتخبط بكل المسارات ظنًا منه أنه يسير بالطريق الصحيح ...


أخذ "بدر" يتجول هنا وهناك ، بعض الوقت يقضيه بشركة الإلكترونيات خاصته، والبعض الآخر ما بين المطعم أو النادي، يظن بأنه بذلك يملأ فراغ لا يمكنه ملئه، حتى لو قضي الوقت بأكمله خارج البيت فهو مازال يشعر كما لو كان إناء مفرغ كل ما حوله يسبب له صدى دون أن يترك أثر أو بصمة بحياته، كما لو كان دخان لا يؤثر ولا يتأثر ...


★★★ـ


شركة جلال للحراسة الخاصة والأمن ...

رغم مرور يومين كاملين إلا أن ترتيب العمل لم يتم بالوجه الأكمل ليباشر "جلال" بحزم وصرامة ...

- ها يا "أسعد"، حصل ؟؟


بإمتثال تام لأوامر قائدهم ...

- كله تمام، متقلقش يا "جلال" باشا كله تحت السيطرة ...


تساءل "جلال" بشكل مبهم ...

- و إمتى حتخلص، أنا مش عاوز عطلة ...


بنظرة جوفاء لشخص لا قلب له أجابه "أسعد" ...

- النهاردة يا باشا، النهاردة ... 


بفخر بقوة رجاله وإلتزامهم أثنى "جلال" على "أسعد" ومن معه ...

- الله ينور، عاش، مستني منك إشارة عشان لسه في شغل كثير ...


- ما تقلقش يا باشا ...


بقلم رشا روميه قوت القلوب 

رفع "جلال" سبابته محذرًا فهي ليست أول مرة يقوم بمثل هذه المهام ...

- وما فيش داعي أفكرك إن إللي بنعمله ده سري جدًا ، ما حدش ياخد بيه خبر أبدًا ،خصوصًا إن إللي طلب الشغل ده مني مش عايز يظهر في الصوره مهما حصل ...


بقناعة تامة وإنصياع للأوامر ...

- أكيد يا باشا مش محتاجه تأكيد ...


أشار له "جلال" بالإنصراف ليرفع هاتفه ليجري مكالمة أخيرة للتأكيد ما تم الإتفاق عليه ... 


★★★ـ


جلست "بيسان" بتوتر داخل سيارتها وهي تتلفت يمينًا ويسارًا في إنتظار من حدثها للتو طالبًا منها مقابلته بهذا المكان للتفاهم معها بأمر هام، جالت بتفكيرها بتشتت فيما سيخبرها به مما سبب لها بعض التوتر لتبث الشجاعة بداخل نفسها ...

- جرى إيه يا "بيسو"، إجمدي كدة أمال، مش هو ده إللي إنتِ كنتِ عايزاه، طول عمرك جريئة وقوية، بس هو إتأخر كدة ليه ؟!!! مش عايزة دادي ياخذ باله إني كل شوية بقول له حاجة ومش بعملها ، بس خلاص آخر مرة ، آخر مرة ، وبعدها حنفرح كلنا  ...


★★★ـ


بعد مرور عدة ساعات ، فيلا "بكر العطار" دلف "بكر" للتو باحثًا عن صغيرته ...

- "بيسان"،  إنتِ فين يا قمري ؟؟؟


أجابته "بيسان" وهي تتشدق بعنقها حتى ينتبه لها والدها ...

- أنا هنا يا دادي، ها عملت إللي قلت لك عليه؟


إبتسم "بكر"  ممتثلًا لأمر إبنته ...

- خلاص يا ستي، أخذت لك أجازة وفضيت لك على الآخر أهو، مش هو ده إللي كنتِ عاوزاه ...


زمت شفتيها بزهو فقد حقق لها والدها طلبها كما تريد تمامًا ...

- وأنا كمان مجهزه لك مفاجأة، بس مش قادرة أخبيها أكتر من كده، أنا بقى لي كام يوم بحضر فيها ...


- مفاجأة، مفاجأة إيه ؟؟


رفعت "بيسان" شعرها القصي للخلف بدلال ثم هتفت بحماس ... 

- إنت ناسي إن إنت عيد ميلادك بكره !!!


تفاجأ "بكر" بتذكرها فقط كاد ينسى تمامًا ...

- ياااه،  تصدقي نسيت خالص ...


أجابته "بيسان" بتحذير وسط شقاوتها اللطيفة ...

- فاكر بقى، ولا مش فاكر، ما ليش فيه، إحنا بكره حنسافر يعني حنسافر، أنا جهزت كل حاجة، وعامله لك مفاجأة تجنن ...


لمس "بكر" أنفها بسبابته يداعبها ...

- أتاريكي الأيام إللي فاتت دي كنتِ مشغولة طول الوقت .. 

بقلم رشا روميه قوت القلوب 


بخيلاء شديدة وهي تلتف حول نفسها بإنبهار مما إستطاعت الترتيب له بنجاح ...

- شوفت بقى، أنا دماغي صعبة أوي ...


إبتسم "بكر" فقد مُلئت حياته بوجود أميرته الصغيرة "بيسان" ... 

- خلاص بكرة أجازة، و حنسافر سوا زي ما إنتِ عايزة ... 


★★★ـ


مع بداية ساعات الليل وبتهرب من نفسه ومن يحيطون به أيضًا ، جلس "بدر"  بإحدى طاولات النادي واضعًا أمامه فنجان قهوة يناظره بتأمل كما لو كان يتحدث معه ...

- ما ليش غيرك دلوقتِ يحس بيا ...


تنهد بعمق فقد شعر أن حياته ليس لها قيمة ولا معنى ، دق هاتفه ليخرجه من تعاسته المخبأة بداخل قلبه ليتطلع نحو شاشته ببسمةٍ ساخرة قبل أن يجيب واضعًا قناعه المزيف السعيد ...

- حبيبي الغالي ، فينك يا راجل، بقى لي كتير ما شوفتكش ...


أجابه صديقه "آسر" بمحبة...

- واحشني والله يا "بدور"،  معلش بقى كنت مسافر يومين كده ...


تهكم "بدر" رغم مزاحه الظاهر ...

- مسافر و سايبني لايص كده !!!!


- عيب عليك، ما أنا بقول برده "بدر"  ولا هنا ولا بيسأل فقلت أطمن عليك ...


إتسعت بسمته الساخرة غير مصدقًا لهذا المنافق متعدد الأوجه والأقنعة ...

- أنا فُل جدًا وفي منتهى الأدب أهو ...


عقب "آسر" بحماس شديد لمرافقة "بدر" له بسهرته الخاصة فربما يستفيد منه ببعض المال ...

- خلاص يا باشا مستنيك النهاردة في سهرة صباحي ... 


- ماشي أخلص شغل كدة و آجي لك، سلام ...


أنهى "بدر" المكالمة قائلًا بإمتعاض ...

- و أدي واحد كمان مستغل تلاقيه خلص القرشين إللي معاه وقال يكلمني أظبطه شوية ...

بقلم رشا روميه قوت القلوب 


كانت تلك هي حياته التي تتأرجح بين المنافقين والمستغلين وعديمي الهوية اللذين يملؤن الفارغ من حياته التي لا أهمية لها ،  لكنه مجبر على إكمالها حتى وإن لم يرغب في ذلك ... 


★★★ـ


ببعد إنقضاء تلك الليلة ولاح الصباح بيوم مشرق لطيف للغاية ، إستعدت "بيسان" ووالدها لقضاء عطلتهم التي رتبت لها للإحتفال بيوم ميلاده ليقضيا يومًا ممتعًا معًا ، ذلك اليوم الذي أبهر "بكر" بتخطيط "بيسان" له، وترتيبها لهذا اليوم الممتع من بدايته وحتى نهايته وعودتهم لبيتهم بعد إستمتاعهم بكل لحظة جمعتهما به ...


★★★ـ


مرت عدة أيام بدوامة الحياة كل منشغل بروتين يومه ، يقبله أو يرفضه ليست تلك المشكلة ، بل عليهم قضاء يومهم وأعمالهم بشكل معتاد ...


حتى أهل هذا الصباح الذي يبدو للوهلة الأولى أنه مثل سابقيه ، لكن لكل صباح طعم ولون وشكل مختلف وإن تشابهت الأيام ...


تقابل "بدر" مع "آسر" محاولًا الترويح عن نفسه ليتساءل بغتة ...

- ما تجيب نمرة البت "تقى" بقالي فترة طويلة ما شفتهاش ...


حرك "آسر" رأسه بإستجابة ...

- ماشي يا برنس حبقى أبعتها لك وعيش بقى يا معلم ...


- أه ، أعيش !!!!


هام "بدر" بمعنى كلمة (أعيش) فهو لا يشعر بأنه يحيا بل هو ميت على قيد الحياة ، فمنذ خسارته لحبيبته أدرك أن هذه الدنيا لا روح فيها ولا طعم وما زاد ألآمه أنه السبب في فقدانها  ..


★★★ـ


إستيقظت "بيسان" مبكرًا للقاء والدها قبل أن تقضي يومها الطويل خارج المنزل كالعادة ، أخرج "بكر" بعض الأوراق المالية يمدها نحو إبنته قائلًا ...

- خدي الفلوس دي معاكِ  علشان تشتري إللي إنتِ عايزاه ...


قفزت "بيسان" تحاوط رقبة والدها بذراعيها وهي تُقبّله بسعادة ومحبة ...

- ثانك يو دادي ، أنا كنت فعلًا نازله النهاردة أنا و"هدى" عشان نشتري هدية لـ"شروق" ومش عارفة أجيب لها إيه،  ولا أعمل إيه !!


تطلع بها "بكر" بنظرة متحسرة حزينة فهي إبنة وحيدة، حتى أمها ليست بقربها ..

- بتحبي أصحابك ؟؟


- أوي أوي ، كأنهم إخواتي يا دادي ...


- طيب ما تتأخريش ...


تفكرت "بيسان" لبعض الوقت ...

- امممم ، ما أقدرش أوعدك أوي ، عمومًا أنا حكون مع البنات أصحابي ما تقلقش عليا ...


علت ضحكة "بكر" بإعجاب بإبنته التي يبث بها على الدوام روح الثقة بالنفس والقدرة على التصرف ...

- أنا عارف إنك ما يتخافش عليكِ، بس أعمل إيه بقى في قلبي الرهيف .. 


- ما تخافش عليا يا أحسن دادي في الدنيا ...


تركها "بكر" متجها لأشغاله اليومية ، بينما أسرعت "بيسان" لـ ترسل رسالتها مؤكدة موعدها الذي تنتظره بشغف ...

[ميعادنا كمان ساعة إوعوا تتأخروا ]


★★★ـ


المشاعر لا تُطلب ولا تؤخذ عنوة ، لكن ربما أولًا علينا إظهار جانبنا المظلم فربما تدفع الآخرين للتعبير عن مكنونات قلوبهم ...


ساعة تخلف ساعة وما أطول ساعات الإنتظار ، جلست "بيسان" بداخل سيارتها في الإنتظار وقد ملأها الحماس لما ستفعله اليوم ، لكن كل ذلك تبدد بلحظة حين باغتها أحد الملثمين بفتح باب السيارة عنوة وهو يجذبها من ذراعها يرغمها على الخروج من داخل السيارة ..


مقاومتها كانت ضعيفة للغاية فقد أسرع رفيقه بتخديرها بسرعة لم يتسنى لأحد ملاحظتها ، على الفور قاما بحملها لوضعها بسيارتهم السوداء التي كانت تقف إلي جوار سيارة "بيسان"، ثوان معدودة كلمحة بصر إنطلقت السيارة حاملة معها "بيسان" التي تم إختطافها من سيارتها قبل أن يلاحظ أحد غيابها ..


★★★ـ


تجول "بدر" قليلًا بسيارته ذات اللون الأحمر المميز ، تحركات بلا هدف جعلته يشعر ببعض التملل ، إتصل "بدر" بصديقه "آسر"....

- إيه يا "آسر" ، فين رقم "تقى"،  إنت نسيت ولا إيه مش قولت حتبعتهولي ..!!


إنتبه "آسر" لتناسيه هذا الأمر تمامًا ...

- معلش يا برنس نسيت والله ، حفقل معاك و أبعتهولك على طول..


- ماشي يا سيدي ، مستني ...


أنهى "بدر" مكالمته معه وهو يتمتم بتملل ... 

- أهو أستفاد منك بأي حاجة ، بدل البلطجة عليا في الراحة والجاية ،وبالمرة أضيع شوية وقت مع إللي إسمها "تقى" ... 


★★★ـ


لم تدري "بيسان" كم من الوقت قد مر لكنها شعرت بثقل برأسها حين حاولت فتح عينيها بصعوبة ، للحظات أخذت تحاول إدراك أين هي لتنتبه بأنها بمكان غريب ملقاة على الأرض بغرفة خاوية ذات نافذة صغيرة وضع عليها شبكة قوية من الحديد ...

بقلم رشا روميه قوت القلوب 


قفزت من موضعها بإتجاه النافذة لتجد فراغ كبير لا طريق ولا بنايات ولا مزروعات ، صحراء فقط صحراء تحيط بها ، أخذت تتلفت حولها وتصرخ ربما ينجدها أحدهم ...

- إلحقوني ، إلحقوني  ...


لكن لم يُسمع سوى صدى صوتها فقط ، تسارعت أنفاسها بتخوف وهي تجثو بركبتيها على الأرض بإستسلام فيبدو أنه قد تم إختطافها ولا تدري ماذا سيحدث معها ، أوشكت "بيسان" على الإنهيار ، إرتجاف جسدها جعلها تدور بمقلتيها بأنحاء الغرفة لتلاحظ كتلة صغيرة سوداء بأحد الأركان ملقاة بإهمال ، مدت أصابعها برفق لتسحب تلك الكتلة نحوها لتفاجئ بأنه هاتف صغير أسود اللون ، هذا النوع القديم من الهواتف والذي يحمل أزرار عدة ...


همست "بيسان" بإستنكار من نوعه الردئ ...

- التليفون ده قديم أوي ، بس مش مهم ، يا رب يكون شغال .. 


نظرت "بيسان" نحو الهاتف حين فُتح الباب بغتة ، ظهر أحدهم بهيئة غريبة ملثم الوجه أمامها جعلها تضطرب على الفور ، أخفت الهاتف بجيبها بحركة سريعة ثم نهضت مسرعة نحوه صارخة به بإنفعال ...

- طلعني من هنا أحسن لك ...


دفعها هذا الغليظ للخلف وهو يردف بشراسة

- بقول لك إيه ، إسكتي خالص ، التعليمات إللي عندي إنك تقعدي هنا من غير دوشة ، يا إما مش حيحصل لك كويس ...


أزاحت "بيسان" شعرها قصير خلف أذنيها بإنفعال مرة أخرى ...

- أنا عايزة أطلع من هنا ...


تركها الملثم مغلقًا الباب بقوة من خلفه ثم أوصده ليمنعها من الخروج ، أخذت تصارخ تحاول الإستغاثة ، لكن يبدو أنها بعيدة تمامًا عن أن يسمعها أحد ويحاول إنقاذها ...


جلست بصمت في زاوية الغرفة محدثة نفسها بتخوف ...

- أعمل إيه ، أنا مش حافظة أي رقم أرن عليه ، مفيش قدامي غير إني أكتب رسالة على أي رقم عشوائي يمكن ساعتها حد يساعدني .. 


برقم عشوائي دونته بدون تفكير كتبت رسالتها المجهولة فربما تجد منقذها وخلاصها بها ...


[حد يلحقني ، أنا مخطوفة وخايفة يموتوني ] ...


ويبقى للأحداث بقية ،،،

إنتهى الفصل الثاني ،،،

رشا روميه قوت القلوب

تابعووووووني 


لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



الفصل الاول من هنا



الفصل الثاني من هنا



الفصل الثالث من هنا



أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات


❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹



تعليقات

التنقل السريع
    close