رواية كلانا_أعمى النهاية هو_لم_يراني_ولم_أرى_سواه بقلم رشا_روميه قوت_القلوب حصريه وجديده
اللهم_أدخلني_مُدخل_صدق_وأخرجني_مُخرج_صدق_وإجعل_لي_من_لدُنكَ_سلطانًا_نصيرا
الفصل التاسع « النهاية .. »
أحيانًا تظن أن لك مكانة لا تهتز ، لكن تمر الأيام و تُكشف الحقائق ليظهر كل خفي ، فحتى العتاب لا يصح فيمن تعمد الأذى ، كان يجب عليهم من البداية ألا يزرعون الشوك بطريقنا فربما يأتونا يومًا بأقدامهم المجردة ...
غرفة "حمدي أبو اليزيد" ...
جلس "حمدي" بإستكانة يطالع بأعين زائغة تلك الصور المعلقة على الحائط ، صور عائلته وأهم ذكريات حياته ، فتلك طريقة إتبعها "بدر" و"غادة" لمساعدته على تذكرهم دائمًا ...
بقلم رشا روميه قوت القلوب
إنه بالفعل قد عصفت به موجات من التيهةِ والنسيان بعد إصابته بمرض الزهايمر ، لكن ذلك لم يمنع أنه حين ينتظم بتناول علاجه يجعله يشعر بالثبات ، خاصة حينما يهتم بجلسات العلاج والأدوية ...
في بعض الأحيان يكون الواقع واضحًا أمامه ثم تعصف به بعض الذكريات ليعيش بالماضي و ذكرياته التي تسعده ، تلك التي كان يتمنى أن تظل إلى الأبد ...
بلمحه من إدراك الواقع أخذ "حمدي" يتذكر ما حدث لـ"بدر" حينما هرب بحب فتاة يلجأ إليها هربًا من قسوته ليقع فريسة للإضطراب النفسي بموت "أسماء"، وبحثه عن مغيبات لحزنه بعيدًا عنها ...
![]() |
كم شعر بأن لقسوته الماضية أثر على أبنائه فقد ظن أن لشدته وقسوته مزايا ، لكنها لم تأتي بما كان يتخيل ، كان يود ألا يكونوا ضعفاء فقط ، إنه بالفعل أحبهم ...
حتى صغيرته "غادة" والتي تزوجت من "رامي" الذي أشعرها بالحب والحنان وعوضها حرمان و جفاء والدها وقسوته معها ها هي تصر على الإنفصال ...
لكن أسوء ما شعر به هو ظلمه لنفسه بالزواج من "أزهار"، فبعد وفاة زوجته أم أولاده لم يجد بُد من الزواج بأختها لرعاية أطفاله الصغار وتكون أمًا لهم ، لكنها كانت مختلفة تمامًا عن أختها ، دائمًا ما كان يشعر أنها لا تتحمل مرضه وأولاده ، لكنه يعذرها لذلك فقد كان يتوقع أن تغدق أولاده بمحبتها وحنانها ، فهي خالتهم بالأخير، لكنها لم تكن حنونة إلى هذا الحد ، لم تستطع إحتواء أبناء أختها بالرغم من أن "غادة" هي من كانت تحب أن تناديها (ماما) لفقدها هذا الشعور مبكرًا ، وإحتياجها له ...
"غادة" كانت طفلة رقيقة بطبعها ، فقدت والدتها بعمر صغير للغاية ، لكن "بدر" كانت مشاعره واضحة نحو خالته التي تربيهم وتساعدهم ...
طيف واقعي حقيقي لمس "حمدي" ليشعر بالندم ينهش بقلبه وعقله حين تذكر كيف قسم أمواله على أبنائه "بدر" و"غادة" تعويضًا لهم عن إحساسهم بالحرمان الذي كان يحاوطهم به ، ربما كان ذلك عوضًا عن قسوته التي طالما أغدقهم بها ..
لكنه شعر مؤخرًا بأنه قد ظلم "أزهار" ليعيد تسجيل هذا البيت واهبًا إياه لها كهدية بسيطة لتعبها وشقائها معه لسنوات طويلة ...
لكن يبدو أن هذا المرض تمكن منه حتى أنه تناسى الأمر تمامًا ليجدها فرصة جيدة لإهدائها البيت بحلول يوم ميلادها كما إتفق مع المحامي الخاص بالعائلة ..
دلفت "أزهار" إلى الغرفة تنظر نحو "حمدي" المتعمق بالحائط فقد ظنت أنه يهيم بالذكريات والتيهة التي تجتاحه ...
- إنت لسه صاحي يا "حمدي"!! أنا إفتكرتك نمت من بدري ، سيبك بقى من الصور دي وتعالى إرتاح شوية ، أنا طول اليوم واقفة على رجلي ، أنا ما صدقت "غادة" وبنتها دخلوا يناموا قلت أنام أنا كمان ...
أومأ "حمدي" بالموافقة لينتهي اليوم براحة بعد شقاء يوم آخر ...
بقلم رشا روميه قوت القلوب
★★★
بصباح يوم جديد جلست "بيسان" تعبث بهاتفها أثناء إنتظارها لـ"بدر" بالنادي ، حين دق هاتفها برقم المحقق الذي نسيت بالفعل أنها قد أوكلته بعمل ما ، رفعت هاتفها تجاه أذنها دون تردد ...
- ألو، أيوه يا أستاذ "أحمد" ..
- آنسة "بيسان" ، إزاي حضرتك ، أنا عندي معلومات مهمة أوي ضروري أبلغك بيها ...
- تمام ، أنا في النادي ، لو ممكن تيجي أنا موجودة ...
أجابها "أحمد" بعجالة شديدة ...
- خلاص أنا قريب من النادي، عشر دقايق وحكون عندك ...
- أوك...
★★★
لم يلبث "أحمد" الكثير من الوقت ليتقابل مع "بيسان" ليخبرها بما توصل إليه ، لحظات من الدهشة والوجوم ، و ربما صدمة إعترت "بيسان" والتي بدورها إتصلت على الفور بـ"بدر" تبلغه بالأمر ليهتف بها برفض قاطع ...
- إنتِ بتقولي إيه !!!!! إستحالة طبعًا ، لا يمكن أصدق ...
أخذت"بيسان" تدور حول نفسها بأنفاس متهدجة وأعين مشتتة لتردد بحيرة ...
- مش عارفة أتصرف إزاي ، قلت لازم أبلغك الأول ...
بإنفعال شديد هتف بها "بدر" مغمغمًا بسخط كما لو كان محدثًا نفسه ..
- أنا لا يمكن أسكت أبدًا ...
قلقها عليه جعلها تهتف خشية أن يتصرف بتهور ...
- إستناني يا "بدر" أنا جاية لك حالًا ...
★★★
شركة جلال للحراسة...
ضرب "جلال" كفيه بإرتياع فوق سطح المكتب وقد إزداد إنفعاله قوة ...
- يا نهاركم إسود !!!! إزاي ده حصل !!!
- أنا لسه عارف حالًا يا "جلال" باشا ، فيه حد بلغ عننا الشرطة ، و زمانهم جايين في السكة ..
بإنزعاج شديد صرخ "جلال" عازمًا على النجاة بنفسه من تلك الورطة ...
- لاااااا ، أنا مش حروح في الرجلين ، أنا عبد المأمور ، لازم أروح وأشوف حل ، يا إما أطربقها على الكل ..
أسرع بخطى راكضة يغادر الشركة هاربًا منها قبل وصول الشرطة التي داهمت المكتب بسرعة فور خروجه ليتم إلقاء القبض على جميع العاملين وأخذهم إلى مديرية الأمن على الفور للتحقيق معهم ..
★★★
بيت حمدي أبو اليزيد ...
أسرعت "أزهار" لفتح الباب ، فهذا الطارق لم يتوانى صبرًا بالدق عليه بقوة كادت أن تحطمه ...
- طيب طيب ، الله في إيه ، ما بالراحة ياللي بتخبط ...!!!
فوجئت "أزهار" بـ"جلال" يقف قبالها وقد إحتدت ملامحه بإقتضاب خشن ليهتف بحدة ...
- ده أنا يا هانم ...
إتسعت عينا "أزهار" بدهشة متفاجئة بوجوده هنا ...
- إنت ؟!!!! عاوز إيه ؟ وإزاي تيجي لحد هنا...
؟!!!!!
دلف "جلال" وهو يدفع بـ أزهار بخشونة عن طريقه نحو الداخل متحدثًا معها بنبرة إستياء واضحة ...
- حد بلغ عني الشرطة ، وجم قبضوا على كل رجالتي ..
صرخت به "أزهار" بحدة ...
- إنت إتجننت !!!! جاي لحد هنا عشان تقولي كدة ؟!!!!
- من لازم تشوفي لك صرفة ، أنا مش حدخل السجن، أنا عملت كل إللي كلفتيني بيه وقولتي لي عليه ، إنتِ فهمتيني إن "حمدي" بيه بيحمي ضهري ، لكن أنا كده إتضحك عليا !!!!!
أخذت "أزهار" تتلفت بتوتر وهي تدفع به بفزع خوفًا من أن تسمعه "غادة" بالداخل ، خاصة وأن صوته جهوريًا للغاية ...
- إششش ، إنت جاي تفضحني !!!! وطي صوتك ( ثم إحتدت نظرتها نحوه لتوبخه على أخطائه التي لا تغتفر ) ،وأنا أعمل لك إيه !!! ، إنت إللي معرفتش تحمي نفسك كويس وكشفت نفسك ...
صاح بها "جلال" غاضبًا مستنكرًا تهربها منه بشدة ...
- نعـــــــــم !!!! أنا مش حشيل الشيلة لوحدي ، ( ثم أسرع يلقى بكل طلباتها التي نفذها لها بنبرة تهديدية ) ، ده إنتِ إللي خلتيني اْخطف "بيسان" ، وأحاول أقتلها هي و"بدر" عشان أشيلهم من سكتك ، وأبعد إللي إسمه "رامي" ده عن بنتك "غادة" ، كل ده كان بتخطيطك إنتِ ، ده غير العربية إللي إنفجرت وكان المفروض تبقى راكباها "بيسان"، والله لو إتقبض عليا لأقول كل حاجة ...
قبل أن تتفوه "أزهار" بأي رد، إعتلت الصدمة وجهي "غادة" و "حمدي" اللذان خرجا من غرفهما إثر هذا الصراخ العال ، أيعقل أن تكون "أزهار" هي السبب بكل ما مروا به من أزمات ، هتف "حمدي" بلحظة إفاقة ..
- إنتِ يا "أزهار'' إللي عملتي كل ده ؟!!!
إنتفضت "غادة" بصدمة لما تسمعه بأذنيها بينما إلتفتت "أزهار" لوجودهما ، إنهارت قواها الدفاعية التي تحتمي بها ، فبلحظة تحولت من تلك البريئة ليسقط عنها قناعها المزيف ويظهر وجهها الحقيقي ، فقد كانت العيون عمياء عن حقيقة تلك المخادعة التي تدعي محبتهم ، ظهرت "أزهار" أخرى بلون جديد وشكل جديد سقط تمامًا من أعينهم ...
صرخت بهم "أزهار" فلم يعد يهمها شيء الآن فقد إنقشع الضباب وظهرت الوجوه الحقيقة ، لحظة عاد بها البصر ...
- أيوه ، أيوه ، فوق كدة يا "حمدي" وخلي صوتك يطلع ، مش إنت إللي عامل لي فيها عيان ، و لا عارف تتكلم ولا عارف الدنيا من حواليك ، دلوقتِ خلاص بقيت عارف تتكلم ...
دنت "أزهار" من "حمدي" لتعترف بكل جرائمها وما تكنه من حقد دفين تجاههم جميعًا ...
- أيوه أنا إللي عملت كدة ، أنا إللي قلت لهم يقتلوا "أسماء" زمان عشان "بدر" يحس إن هو السبب في موتها ، وأخليه يعيش الحسرة والضياع ، وأنا إللي أقنعت "بيسان" لما جت تدور على "غادة" عشان تقربها من "بدر" إللي بتحبه إنها لو إتخطفت بالكذب "بدر" حيهتم بيها ويحاول ينقذها ، كنت عايزاهم يموتوها زي "أسماء" عشان أحطمه وأنهي عليه ، لكن لما عرفوا يهربوا كنت عايزه أموتها في العربية وتنفجر بيها وبيه عشان أقضي عليه نهائي ، أنا إللي زرعت الشك في قلب "رامي" و"غادة" عشان أكسر قلبها ، أنا إللي خليتهم يهددوا "رامي" عشان يطلقها ، أنا كنت عايزة أكسركم كلكم و أعيشكم طول عمركم بحسرتكم زي ما انا عشت طول عمري جنبكم بحسرتي ، إتجوزتني بعد ما أختي ماتت عشان أربي عيالها ، حرمتني من متعة الدنيا عشان أربي عيال اختي ، معرفتش أفرح بشبابي ودنيتي ...
بسخرية شديدة أكملت تبث أحقادها بوجوههم جميعًا ...
- وكمان بعد كل ده تقسم فلوسك على ولادك !!!! طب وأنا ، أنا الخدامة إللي إتجوزتها عشان تربيهم ...
نطق "حمدي" معاتبًا بألم ...
- ليه ، ليه كدة ؟!!
أشارت "أزهار" بكفيها تجاه نفسها لتهتف بقوة وغضب مكتوم ...
- كلكم ضغطتوا عليا عشان أربي عيال "أمل"، طيب وأنا !!!! وشبابي ؟!!! رحت في الرجلين !!!!
- إنتِ أنانية أوي ...
تطلعت بها "غادة" بصدمة ...
- وأنا إللي كنت بقول لك يا ماما ، إنتِ ولا تستاهلي الكلمة دي أبـــــــدًا ، مش مصدقة إنك تعملي كل ده فيا عشان أنانيتك ، مش عايزة تبقي معانا وتربينا ، سيبينا ، لكن ليه تكسرينا ، ليه تعملي فينا كدة !!!!!
تطلعت "أزهار" فيها بدهشة حين هتفت "غادة" بحنق شديد ...
- مش كل إللي همك نصيبك من تقسيم فلوس بابا ، بابا كان كتب البيت ده كله بإسمك ، كان مستني يعملها لك مفاجأة في عيد ميلادك عشان يقول لك إنك تعبتي معانا ومعاه ...
شعرت "أزهار" بالدونية وحقارة أفعالها بعد علمها بأن "حمدي" قد قدر تعبها معهم وسجل البيت بإسمها ...
طأطأت رأسها بخزي في حين تردد صوت "بدر" الذي حضر للتو برفقة "بيسان" ومعهم قوات الشرطة ...
- حتى لو ما كناش ولادك تعملي فينا كدة ؟!!!!! بقى كل إللي حصل لنا ده إنتِ السبب فيه !!!! ليه تظلميني وتكسري قلبي بالشكل ده ، يعني إنتِ السبب في موت "أسماء" وسايباني كل السنين دي فاكر إن أنا السبب ، كمان إنتِ إللي أقنعتي "بيسان" إنها تمثل حاجة خطيره زي دي كانت ممكن تروح فيها ، ولا إنتِ أصلًا كنتي عايزة تموتيها بدل المرة إتنين ، ليه ده كله ، ده إحنا لو أعدائك مش حتعملي معانا كدة ...
وصلت سيارات الشرطة بعدما طلب منهم "بدر" القبض على "جلال" و "أزهار" بعد إعترافها بما فعلته وتحريض "جلال" لتنفيذ كل مخططها ...
جلس الجميع بصمت بعد القبض على "أزهار" محاولين تفهم ما حدث ، وكيف خدعتهم أقرب الناس إليهم بهذا الشكل ، فاليوم تزال الغشاوة وتتفتح الأعين وينقشع العمى ليرى الجميع الحقيقة كاملة الآن تتساقط الأقنعة لتظهر كل الوجوه الحقيقية ...
بقلم رشا روميه قوت القلوب
★★★
بعد مرور خمسة أعوام ...
ببيت حمدي أبو اليزيد ...
جلس "بدر" و "رامي" بالحديقة يستكملون جولة جديدة من لعبة الطاولة ...
- أنا إللي حقطعك الدور ده ، أصبر عليا بس ..
أجابه "رامي" يمزاحه ..
- كان غيرك أشطر ، انا كسبت من بدري ومش حخسر أبدًا ...
عقب "بدر" بزهو شديد ...
- ده بُعدك ، إنت فاكرني غلبان وما ليش في الألعاب ، دلوقتِ تشوف ...
ضحك "رامي" بلطافته قائلًا ...
- مش كل أما نيجي نزوركم أنا و "غادة" نلاقيكم كده ، مفيش مره تعدي بالساهل ...!!!
أجابه "بدر"...
- لأ ، أمال أنا بقولك إيه ، متنساش إن أنا ضابط شرطة ، يعني أنا ممكن دلوقتِ أقفلها عليك ، إلعب وإنت ساكت ...
ضحك "رامي" متوسلًا بمزاح لطيف ..
- بقول لك إيه سيبني أكسب أنا الدور ده ، مش كل حاجة تغلب فيها كدة ...
تعالت ضحكت "بدر" الجذابة ...
- تصدق عندك حق ، ده إنت حتى لما خلفت "يزن" أنا جبت "فارس" و"فادي"، يعني برده غلبتك ...
قطع حديثهم قدوم والدهم "حمدي" ...
- متجمعين دايمًا يا ولاد ...
بعد تلك الليلة وصدمتهم جميعًا بـ"أزهار"، أصر "بدر" على متابعة علاج والده بنفسه ليتضح إهمال "أزهار" بعلاجه وأدويته ، بدأت حالة "حمدي" بالتحسن بصورة ملحوظة ، حتى أنهم تابعوا علاجه مع أطباء متخصصين ليساعدونه بقدر كبير لتحسين نطقه وحديثه ووجوده بالواقع لأوقات متعددة، خاصة وقد تحسنت أحواله النفسية وشعوره بالسعادة لتجمع أولاده وأحفاده كل أسبوع بهذا الشكل بعد أن وافق "رامي" على نقل أعماله ومكتبه من الإسماعيليه إلى جوارهم فأصبحت "غادة" تقطن بالقرب منهم لا يفصلهم عن بعضهم البعض سوى عدة دقائق فقط ...
في المطبخ ...
وقفت "بيسان" تتوسط خصرها بكفيها...
- أيوه ، وإحنا حنسكت كدة ...!!
رفعت "غادة" كتفيها ...
- ما بلاش ...
ضحكت "بيسان" من "غادة" ، فهي لطيفة مسالمة للغاية ..
- بلاش ، إنتِ طيبة وغلبانة كدة على طول ، خلي الطلعة دي علينا ، ماشي ...
- طب ناوية تعملي إيه ؟؟؟
نظرت "بيسان" نحو أبنائها الصغار ...
حسلط عليهم من لا يرحم ، هم دول إللي حيجيبوها من الآخر ، أنا عارفة دول ما يجوش غير بالتهديد ...
ضحكت "غادة" بالإيجاب ...
- على رأيك هم فعلًا مش بييجوا غير بالتهديد ...
طلبت "بيسان" و "غادة" من أولادهم أن يطلبوا من آبائهم الذهاب لقضاء العطلة الصيفية على أحد شواطئ البحر بطريقتهم الخاصة ..
ركض الأطفال نحو آبائهم بسرعة لتسقط (الطاولة) أرضًا من بين أيدي "بدر" و"رامي" حين قفز "فارس" و"فادي" على والدهم "بدر"، و"يزن" وأخته "ود" على "رامي" ، ليهتفوا بإلحاح شديد ...
- عايزين مصيف ، عايزين مصيف ، يلا يا بابا ودينا المصيف ، عايزين نروح البحر ...
زفر "بدر" بقوة ...
- حرام عليكم كده برضه ..
إقتربتا "بيسان" و"غادة" منهم وهم يعقدون أيديهم أمام صدورهم بتحدي ...
- عشان إنتوا مش بتيجوا إلا بالتهديد ، مفيش أكتر من الأولاد يقنعوكم ، طالعين لأمهم ..
عاد الأطفال للإلحاح مرة أخرى ، ليرضخ "بدر" و"رامي" لرغبتهم بالنهاية ...
- كفايه بقى حرام عليكم خلاص ، حاضر ، الأمر لله ...
أسرع الأطفال يركضون بفرحة نحو أمهاتهم ، فيما إقترب "بدر" من "بيسان" يهمس نحوها بعشق فهو لولا ما حدث ما كان ليدرك أنه سيعشق إلى هذا الحد ...
- تصدقي ما كنتش عارف إن أحلى حاجة في الدنيا إني أحبك ، ده أنا كنت أعمى ، كان لازم أحبك تحت التهديد ...
أجابته "بيسان" بعشقها المتبادل ...
- بحبك يا "بدر" ، إنت النور إللي منور حياتي ، وإن كنت إنت أعمى ومشوفتنيش ، أنا كنت عامية ومشوفتش غيرك ، أعيش و أخلي قلبك دايمًا تحت التهديد ...
« لقد كنت لي ضوء خلف عتمة الظلام تنتظرني ، فقد أبصرت عيناي شروق روحي بشمس لقاءك ، أنت من أيقنت به أن بعض النهايات جميلة أيضًا ، فـ كلانا كان أعمى واليوم أعيد إلىَّ بصري لأرى ألطف قدر لعمري كله ... »
تمت بحمد الله و فضله
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹
تعليقات
إرسال تعليق