القائمة الرئيسية

الصفحات

نوفيلا كلانا اعمي الفصل الاول بقلم رشا روميه قوت القلوب حصريه وجديده


نوفيلا كلانا اعمي الفصل الاول بقلم رشا روميه قوت القلوب حصريه وجديده 


خرج من سيارته بعيون هلعةٍ ناظرًا نحو بناية قديمة بأنفاس متهدجة، أغلق باب سيارته بقوة قبل أن يركض بإتجاه البناية محاولًا اللحاق بها، تلك اللحظات الفارقة وهو يستمع للصوت المسجل لآخر رسالة قد وردت إليه للتو ..

[ قدامك ثلاث دقايق يا تلحق يا ما تلحقش ]


بوثاق غليظ كُبلت ساقيها و معصميها  من الخلف ليمنعها من التحرك، إرتجاف جسدها المنتفض وصرخاتها المكتومة بفعل الشريط اللاصق فوق فمها وقد تندى جبينها بقطرات العرق و هي تناظر المكان من حولها بعد أن تركها خاطفيها ولم يبقى سواها ، حاولت الصراخ مرارًا لكن من يستطيع سماعها والوصول إليها ، حتى حبيبها "بدر" الذي إنتظرت منه إغاثتها قد تأخر ...


لحظات من فقدان القدرة والإستسلام فلم يعد بيديها أي طريق للنجاة فقط إنتظرت أن يأتي "بدر" لإنقاذها ...


ركض "بدر" بأقصى سرعة يمتلكها تجاه البناية،  لكن كان القدر أسرع منه فقد مرت الثلاث دقائق دون الوصول إليها، دوىّ صوت إنفجار هائل تبعته نيران مشتعلة تستعر بقلبه قبل أن يشاهد ألسنة اللهب تتصارع لتخرج من جنبات النوافذ المتهالكة لتتيبس أقدامه بموضعها وهو يناظر هذا المشهد المهيب القاسي أمام أعينه فقد تأخر ..


صرخ بكل ما أوتي من قوة وألم، شعر بإنهياره للتو مناديًا بإسمها ...

- "أسمـــــــــــــــــاء"...!!!!


حاول إقتحام النيران لأجلها فلن يخسرها ويفقد حُبه الوحيد بتلك السهولة، لكن النيران أبت عن الإنصياع لتُعلن هزيمته أمامها و يُقّدر عليه الإستسلام ويفشل في إنقاذها ...


غمزات ولمزات بنظرات التشفي حين هوى فوق ركبتيه أرضًا، فقد كُسرت شوكته بقتل حبيبته ولن يقوى على النهوض مره أخرى لمواجهتهم ..


أُنهكت قواه و أعلن الإستسلام ورفع الراية البيضاء، فهذا ليس مكانه وعليه التراجع عن كل ما آمن به فبعد فقدانها لم يعد للحياة قيمة ..

ترى ماذا سيحدث بعد ؟!!



ويبقى للأحداث بقية ...

« كلانا أعمى »

” هو لم يراني، ولم أرى سواه“

اللهم_أدخلني_مُدخل_صدق_وأخرجني_مُخرج_صدق_وإجعل_لي_من_لدُنكَ_سلطانًا_نصيرا


الفصل الأول « حياة اللا مبالاة ..»


الإستسلام هو أن نموت و أقدامنا مازالت تخطو بطريقها، إنها حياة من لا حياة له، حياة اللا مبالاة، قد تُعلَن هزيمتي بأحد المعارك، لكن ذلك لا يعني أنني أشعر بالجُبنِ فالهزيمة دائمًا للأبطال؛ فالجبناء لا يحاربون، إدراك متأخر أو ربما لم تأتي الصَحوة بعد ..


بقلم رشا روميه قوت القلوب 

جلس "بدر" بالمطعم الخاص بالنادي الذي يتراود عليه بصفة مستمرة شارد الذهن وهو يتذكر أحداث ذلك اليوم المشؤوم الذي كان نقطه تحول بحياته بعد أن فقد حبيبته بسبب تَعنته وإصراره على متابعة عمله كضابط شرطة ..


ظن أنه يمتلك زمام الأمور وقادر على القبض على الخارجين عن القانون وإنقاذ حبيبته من بين براثنهم الملوثة بقوته وجسارته، لكن بعد ذلك اليوم تحول "بدر" من شاب قوي مسؤول لآخر مختلف تمامًا، لا يهتم لأحد كل ما يفكر به هو مغازلة بعض الفتيات بشكل ظاهري كما لو أنه إتخذ عهدًا بأنه لن يُقحم إحداهن قلبه بعد ذلك الحين ...


إقترب النادل من "بدر" فهو معتاد على رؤيته بهذا الموعد بشكل دائم ...

- "بدر" باشا حمد لله على السلامة ...


تطلع نحوه "بدر" بإبتسامة جذابة ...

- "زياد" إبن حلال، ظبطني بقى زي كل مرة أحسن أنا واقع من الجوع وما أكلتش من إمبارح ...


- عينيا يا باشا إنت تؤمر ...


بطلب معتاد دون تغيير فحتى في إختيار طعامه عنيد و لا يستطع أحدهم أن يقنعه بالتغيير بسهولة، تركه النادل ليحضر طلبه بينما أخذ "بدر" يقلب بهاتفه دون الإنتباه لتلك العيون التي تترصده على الطاولة المجاورة ...


تجمعت مجموعة من الفتيات يتناولن طعامهن حين نظرت إحداهن تجاه "بدر" ثم عادت ببصرها لرفيقاتها متسائله ..

- يا بنات مين الحليوة إللي قاعد هناك ده، أنا حاسة إني شوفته قبل كده ؟؟


نظرت لها صديقتها "شروق" بتهكم ...

- حليوه !!!!!  إنتِ جاية من أنهي زمن ؟!!! هو لسه فيه حد بيقول حليوه !!!


ضحكت "هدى" مُعقبة على تهكم "شروق" .. 

- يا أختي بقى، أهو واحد حلو وخلاص، المهم شوفته فين قبل كده ؟


إستدارت إحداهن للخلف تنظر نحو "بدر" بتمعن قبل أن تعود مرهة أخرى تجاه صديقاتها مجيبة تساؤل "هدى" .. 

- بقى مش عارفه مين ده !!  ده "بدر أبو اليزيد" إبن أونكل "حمدي أبو اليزيد" اللواء بتاع الشرطة ، ما تعرفيهوش إزاي !!!


إتسعت عينا "هدى" بإندهاش و إعجاب بذات الوقت ... 

- واااو ، إبن لواء ..


مالت "أميرة" بإبتسامة جانبية ثم عقبت ...

- أيوه يا بنتي أونكل "حمدي أبو اليزيد" أبو "غادة أبو اليزيد" فكراها ؟؟


أومأت "هدى" بخفة ...

- أه طبعًا ، فاكراها، بس هو مش أخوها كان ظابط ؟؟؟


- أيوه هو ، بس ده سايب الشرطة وفاتح حاجة كده زي شركة للكمبيوتر أو إتصالات، مش فاكره يعني ...


تراجعت "هدى" بملامح منصدمة .. 

- إيه ؟!!!!! هو في حد يسيب الشرطة ويفتح شركة ، ده غريب أوي !!!


أخفضت "أميرة" صوتها حتى لا ينتبه لها أحد ...

- ما هو إللي حصل له خلاه يسيب الشرطة ويقفل من الدنيا كلها ..


ضحكت "هدى" بسخرية وهي تناظر "بدر" الذي يغازل هذه وتلك ...

- مش باين عليه قافل يعني ...!!


رفعت "أميرة" حاجيبها وهي تشعر بخيلاء لما تمتلكه من معلومات عن "بدر" لتسترق عيون صديقاتها وآذانهم لتقص لهم ما تعرفه عنه بطريقتها المشوقة ...

- إنتِ ما تعرفيش حاجة، ده من حوالي سنتين كان شغال على قضية تهريب وكان فيه بنت أظن إسمها ... "شيماء"، "أسماء"،  حاجة زي كده، المهم، البنت دي كانت شغاله معاهم زي مرشدة ليهم عشان يوقعوا الناس دول، حبها أوي وفعًلا قدرت تجيب كل المعلومات إللي توقع العصابة دي، بس لما إتقبض عليهم كان لسه فيه ناس بتساعدهم متقبضش عليهم، وكانوا عاوزين ينتقموا منه، عرفوا إن هي إللي بلغت عنهم خطفوها وهددوا "بدر" إنهم حيموتها، "بدر" بقى حاول ينقذها بس قبل ما يوصل لها الراجل فجر المكان بـ إللي فيه ...


شهقت "هدى" بصدمة ...

- و ماتت ؟!!!!!!! 


عقبت "أميرة" بإستهزاء من سطحيه صديقتها ...

- أكيد طبعًا، ومن ساعتها وهو مقضيها بقى، ولا عايز يرجع شغله في الشرطة، ولا راضي يتجوز ولا يرتبط تاني، كل يومين مع واحدة شكل وخلاص مش عايز يبقى قريب من حد تاني .. 


قوست "هدى" شفتيها بإستياء ...

- يا خسارة، يلا الحلو ما يكملش ..


نظرت "هدى" نحو رفيقتهم التي لم تنطق بحرف منذ بداية الحديث، بل لم تكن منتبهة إليهم على الإطلاق ...

- "بيسان"،  "بيسان" !!! 


إنتبهت تلك الجميلة ذات الأعين السوداء الواسعة والتي تتحلى بملامح إغريقية ساحرة، لها شعر قصير بلون البندق يصل لبدايه كتفيها مما يبرز جمال عينيها الساحرتين، خلعت "بيسان" سماعتي الأذن والتي كانت تمنعها من سماع حديثهم وثرثرتهم منذ قدومهم لترفع وجهها نحو هدى بتساؤل وسط ابتسامتها الرقيقة ...

- بتقولي حاجة يا "هدى" ؟؟ 


نظرت "هدى" نحو صديقاتها لتتهكم على "بيسان" التي لم تنتبه لحديثهم بالمرة  ...

- يــــــــاه، هو إنتِ كل ده مش سامعانا ؟!!!!!!!


عادت "بيسان" بجذعها للخلف تستند للمقعد بأريحية ...

- معلش ما أخذتش بالي، كنت بتفرج على فيديو، في حاجة ؟!!! 


ربتت "هدى" على كتف "بيسان" بإستهزاء ...

- لأ، لأ، خليكِ إنتِ في إللي إنتِ فيه، ما لكيش دعوة ...

بقلم رشا روميه قوت القلوب 

حركت "بيسان" كتفيها بلا مبالاة وهي تقلب شفتيها الممتلئتين بعدم إكتراث لتضع سماعة الأذن مرة أخرى مستكملة ما كانت تشاهدة دون الإهتمام بسخرية صديقاتها منها ...


سخرت "هدى" من "بيسان" لتردف بإستهزاء ...

- عبيطة دي ولا إيه، سيبك منها كملي كملي قولي لي بقى بقية الحكاية ...


إستطردت "أميرة" تشبع فضول صديقاتها بينما هامت "بيسان" بحياة اللا مبالاة التي إختارتها مندمجة بمشاهدة مقاطع الفيديو خاصتها بإستمتاع ....


★★★ـ


بيت حمدي أبو اليزيد ...

دارت بعينيها تتأكد من سلامة ترتيب ما طلبته من الخدم لتعود ببصرها نحو إحداهن قائله ...

- تمام كده ، مش باقي إلا شوية سلطات نخلصها بسرعة قبل ما "بدر" و "رامي" يوصلوا ..


أجابتها مساعدتها السيدة "أم محمود" ..

- حاضر يا ست "أزهار"، دقايق وكل حاجة تبقى جاهزة .. 


ربتت "غادة" بكتف "أزهار" بهدوء وإمتنان وهي تحمل طفلتها على كتفها تخشى أن توقظها بصوتها الهادئ لتهمس بأذن "أزهار" ...

- تعبتِ نفسك أوي يا ماما ...


إبتسمت "أزهار" بود ...

- متعرفيش أنا بحب أوي اليوم إللي بنتجمع فيه كلنا، أنا ما صدقت إن إنتِ و "بدر" حتتغدوا معانا النهاردة ...


منذ زواج "غادة" وقد إنتقلت للعيش بالإسماعيلية لظروف عمل زوجها "رامي" حتى أن زيارتهم أصبحت متباعدة من حين لآخر، إبتسمت "غادة" برقة فهي تتمتع بطباع هادئة رقيقة للغاية ...

- ربنا يخليكِ لينا ...


أقبل "رامي" زوج غاده ليلقي التحية على الجميع .. 

- السلام عليكم، أنا إتأخرت على الغدا ولا إيه ؟!


أجابته "أزهار" بإبتسامة مرهقة ... 

- حمد الله على السلامة، لا أبدًا يا حبيبي ، ده لسه "بدر" موصلش ...


جلس "رامي" إلى جوار "غادة" معقبًا ...

- بجد، طب كويس ... 


نظر نحو زوجته التي تحمل طفلتهم الصغيرة والتي سميت "ود" تيمنًا بإسم والدته الراحلة "وداد" ليميل يُقبلها أثناء نومها لتستاء الصغير بقلق، ليتلقى لوم "غادة" بلطف .. 

- كده برضه، حتصحيها يا "رامي"،  أنا ما صدقت إنها نامت  ..


رغم قسوة والدهم وهروبها من تلك الحياة ببيت والدها الجافة وتقبلها للزواج من "رامي" رغم عدم معرفة مسبقة به، إلا أنها شعرت بأن حياتها قد تغيرت تمامًا...

فإن الروح عندما تلتقي بما يشابهها تترمم وتتعافى وتكتمل ..


دنا منها "رامي" قليلًا ليهمس بعشق بأذنها ...

- وحشتيني أوي، مش عارف أتلم عليكِ من ساعة ما جينا من الإسماعيلية، حتى "ود" وحشتني وعاوز ألعب معاها ...


عقبت "غادة" بصوت خافت ...

- خليها تنام شوية تريحني، دي تعبتني طول اليوم ..


أقبلت "أزهار" تحمل عنها إبنتها بلطف ...

- هاتيها أنيمها جوه عشان نعرف نتغدى ، وبالمرة أنادي "حمدي" عشان يتغدى معانا ...

بقلم رشا روميه قوت القلوب 

بإيمائة خفيفة أجابتها "غادة" وهي تري تردى العُمر بوالدها الذي كان يتمتع بالقوة والجمود، ها هو يسكن غرفته طيلة الوقت لا حول له ولا قوة بعد ظهور بعض أعراض مرض الزهايمر عليه، نوبات متكررة من النسيان والتيهة جعلتهم يدركون الأمر ومتابعة علاج طويل الأمد لتحسن حالته ولو بدرجة طفيفة للغاية ...


وصل "بدر" للتو ليتفاجئ بوجود أخته وزوجها ليُقبِل بإبتسامة ساحرة، رغم أنها مزيفة إلا أنه إستطاع ببراعة ووضع هذا القناع ...

- يا أهلًا، يا أهلًا، مكنتش أعرف إن إنتوا هنا ( نظر حوله باحثًا عن إبنتهم الصغيرة التي إشتاق إليها) ، أمال فين "ود" وحشتني أوي العفريتة الصغيرة دي ...


كما لو أن إرتداء الأقنعة يليق به، فالحقيقة مُرة بزمن يتمتع به الجميع بالزيف، لكن هناك شيء بقلبه لا يقدر على البوح به ...


رحبت به "غادة" بشوق لرؤية أخيها الوحيد ...

- كدة برضه دايمًا تتأخر، عمومًا ماما أخدتها تنيمها جوه وتجيب بابا عشان نتغدى كلنا سوا ...


جلس "بدر" بأريحية شديدة إلى جوار "رامي" فعلاقته به كـ أخ حقيقي ...

- أحلى حاجة اليوم إللي بنتجمع فيه كلنا ده ...


شعر "رامي" بتقصيره و إرغام "غادة" على الإبتعاد عن أهلها بمرافقته ببلد بعيدة عنهم ...

- على عيني والله، إنت عارف بس شغلي في الإسماعيلية ولازم أروح أقعد هناك ...


بتفهم تام أجابه "بدر" فلا داعي لتلك الحساسية الزائدة بينهم ..

- طبعًا يا "رامي" ودي فيها كلام، حقك، طالما شغلك هناك لازم تعيش إنت ومراتك هناك، بس هي بتوحشنا ...


أقبلت "أزهار" تصطحب زوجها "حمدي أبو اليزيد" هذا الرجل الذي كان له عنفوان وقوة بيوم من الأيام، يناظرهم بأعين مشتتة كالغرباء لكنه لا يزال والدهم الذي يكنون له مشاعر المحبة مهما أصابه ..


★★★ـ


بصباح يوم جديد وبمكان بعيد تمامًا عن تلك العائلة، بأحد الأحياء الفاخرة كانت تقع

فيلا (بكر العطار) صاحب شركة العطار للإستيراد و التصدير ... 


جلس "بكر" يتناول فطوره وهو يتصفح جهازه اللوحي لمتابعة آخر أخبار الشركات العالمية التي يستورد منها قطع الغيار بالخارج ...

بقلم رشا روميه قوت القلوب 

بخطواتها الرشيقة دنت إبنته الوحيدة "بيسان"، تتحلى بحيوية وإنطلاق بها إندفاعية وجرأة ، قد عودها والدها ألا تهاب من شيء مطلقًا، لكنها كانت محدودة الخبرة ومندفعة للغاية بجميع تصرفاتها ...


إقتربت "بيسان" من والدها لتنحني تقبله بشقاوة ودلال ....

- صباح الخير دادي، وحشتني جدًا  ...


بهدوء شديد ومحبة بالغة أجابها "بكر العطار" ...

- صباح الخير يا قمري، إيه صاحية بدري يعني ..؟!


أجابته "بيسان" بتدلل ...

- أبدًا كنت حنزل مع البنات نتمشي شوية، و ممكن نتغدى بره ...


إبتلع إبتسامته مرتديًا قناع الجدية تخوفًا على تلك المدلله ..

- أنا مش عايز خروجك كل يوم يخليكِ تهملي دراستك دي آخر سنه .. 


ضحكت "بيسان" بعدم إكتراث بقلق والدها الدائم ...

- متقلقش دادي، كله تمام، و إحنا في الأجازه أصلًا ...


- ماشي يا قمري خدي بالك من نفسك، أنا حاخد الشاي بتاعي و بعد كدة أروح الشركة، سلام حبيبة دادي ...


- أوك، يلا،  باي دادي  ...


غادرت "بيسان" الفيلا متجهة نحو النادي بينما لم تغفل عينا "بكر" عن صغيرته حتى غابت عنه تمامًا فهو دائم القلق من أن تقحم نفسها بمشكلة ما بسبب إندفاعيتها المقلقة ...


★★★ـ


رغم إستيقاظ "بدر" المبكر إلا أنه كان لا يعبأ بالعمل ومراعاة شركته الجديدة ولكن يفضل التجول هنا وهناك فربما يقابل صدفة إحدى الفتيات لتكون صيد مميز ليلة مميزة، إسلوب ملتوي يخدع به نفسه محاولًا إقناع نفسه به بأنه يعيش حياة طبيعية ولا ينقصه شيء، قناع مزيف وضعه يخفي الحقيقة عن نفسه أولًا حتى ظن أن كَذِبِه هو الحقيقه بعينها ...


★★★ـ


إتجهت "بيسان" نحو النادي لكن ليس كما أخبرت والدها لمقابلة أصدقائها ، فقد أتت اليوم بناء على رغبة مُلحة من والدتها لرؤيتها بدون عِلم والدها فمنذ طلاقهما و قد منع "بكر" إبنته من لقاء والدتها تمامًا ...

بقلم رشا روميه قوت القلوب 


تقدمت "بيسان" نحو إحدى الطاولات وبسذاجتها المعتادة...

- أنا جيت أهو يا مامي، ممكن أعرف عاوزاني في إيه ؟؟


نظرت "أشجان" نحو إبنتها وقد ترقرقت بعينيها بالدموع فقد كبرت "بيسان" كثيرًا و إزدادت جمالًا و إشراقًا لتردف بغصة ... 

- وحشاني أوي يا "بيسان" وحشاني أوي أوي ...


قوست "بيسان" شفتها السفلية بإستياء وهي تتهكم من والدتها التي لم تحاول رؤيتها منذ أربع سنوات كاملة ... 

- وحشاكِ !!!، مامي أنا بقى لي أربع سنين مشفتكيش من آخر مرة جيتي فيها الفيلا و دادي مرضيش يدخلك ..


بندم شديد وتأثر بالغ ظهر بنبرة صوت "أشجان" التعيس ... 

- غصب عني باباكِ طردني ومش عاوزني أقرب منك ولا أكلمك حتى ...


عقدت "بيسان" ذراعيها أمام صدرها وهي تتجهم بوجهها بقوة ...

- مامي إنتِ عاوزة مني إيه ؟!!! علشان لو دادي عرف إني جيت وقابلتِك حيزعل أوي ...


بعتاب حنون لم تعتاده "بيسان" من والدتها التي لم تحنو عليها يومًا إستطردت "أشجان" ...

- جايه أطمن عليكِ، إيه مش عايزة تشوفي مامي ولا إيه !!!!


- وأنا جيت يا مامي عايزة حاجة تانية ؟!!!


مطت "أشجان" شفتيها قبل أن تتحول نبرتها لإستعطاف شديد مرتدية قناع الخديعة لتلك السطحية الساذجة ... 

- يرضيكِ إللي باباكِ بيعمله معايا ده، سايبني للشارع كده، ده أنا حتى عيانه أوي ومش لاقيه فلوس العلاج ...


إستطاعت "بيسان" فهم سبب إلحاح والدتها على مقابلتها سرًا، فهي ذكية للغاية، ربما تبدو فتاة مدللة من ظاهرها لكنها ليست بتلك السذاجة التي يعتقدون أنها تتحلى بها، أدركت على الفور السبب الحقيقي وأن هذا ما هو إلا قناع مزيف يتسم بالطيبة والقلق والإشتياق، قناع لم يقنعها بالمرة ...

- إنتِ جاية عاوزة فلوس مش كدة ؟؟!!!! للأسف يا مامي مش حقدر أديكِ حاجة لأنك عمرك ما إديتيني حاجة أقدر دلوقتِ أساعدك بالمقابل، عارفة لو كنتِ بتحبيني وبتخافي عليا وفضلتي معايا كان ممكن دلوقتِ أديكِ عمري كله ...


بُهتت "أشجان" لتدافع عن نفسها بقوة كمحاولة أخيرة لكسب تعاطف "بيسان" ...

- ما تظلمنيش أنا  ....


قاطعتها "بيسان" ...

- ما تفكريش إن أنا البنت المتدلعة إللي مش فاهمه أي حاجة، لأ، ده دادي مربيني كويس وفهمني إنتِ إزاي طمعتي فيه عشان تاخدي منه فلوس ولما عرف حقيقتك طردك وطلقك ...


أدركت "أشجان" أن هذه ليست الفتاة الساذجة التي يمكنها اللعب عليها ، نهضت "أشجان" وقد عزمت على الرحيل فلن تضيع الوقت معها ، لكن عليها البحث عن سبيل آخر لتصل لغايتها لتسد دينها الذي تداينت به ، بضحكة قصيرة سخرت بها من "بيسان" ... 

- ماشي يا بنت أبوكِ  ...


لم تكن تود "بيسان" أن تكون تلك المستغلة هي والدتها لكنه واقع لا يمكنها تغييره ..

- الحمد لله إن دادي موجود في حياتي، أنا مش عارفه إنتِ مامي إزاي !!!!!


أنهت عبارتها لتتركها على الفور فلا داعي للبقاء معها بعد الآن ، لكنها شعرت بالحيرة هل تخبر والدها عن تلك المقابلة أم تخفي عنه الأمر ...


ويبقى للأحداث بقية ،،،

إنتهى الفصل الأول ،،،

تابعووووووني 


لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



الفصل الثاني من هنا



أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات


❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹




تعليقات

التنقل السريع
    close