رواية كلانا_أعمى الفصل_السابع هو_لم_يراني_ولم_أرى_سواه بقلم رشا_روميه قوت_القلوب حصريه وجديده
اللهم_أدخلني_مُدخل_صدق_وأخرجني_مُخرج_صدق_وإجعل_لي_من_لدُنكَ_سلطانًا_نصيرا
الفصل السابع « خسارة ثانية ...»
بلغة الإحساس هناك إشارات واضحة لكنك دومًا تختار أن تكون أعمى، فكم هو مؤلم أن تثق بمن لا يستحق ما منحته ليثبت لك كم كنت أعمى حين تقع بذات الشرك مرتين وتخسر بدلًا من المرة إثنتين ...
بأعين متسعة وذهول عجيب نظرت "بيسان" تجاه الضابط "مصطفى" ببلاهة تهتف بصدمة ...
- إيه ؟!!!! تقصد إيه إنهم إتفقوا معاهم على إنهم يتخلصوا مني !!!!!!
إستطرد "مصطفى" موضحًا لتلك الساذجة المخدوعة ...
- زي ما بقولك كدة ، الشخص إللي دلك عليهم ووثقتي فيه إتفق معاهم على إنهم يخلصوا منك ، بس المجرمين دول فكروا قبل ما يخلصوا منك يطلعوا لهم بقرشين من والدك الأول ، عشان كده طلبوا منك تصوري الفيديو وبعتوه لوالدك ...
تطلعت "بيسان" بنظرات حائرة بين "بدر" والضابط "مصطفى" تحاول فهم هذا الأمر الذي تخطي المنطق ...
- ثواني، يعني إنت قصدك إن إللي وصلني ليهم هو إللي بلغهم إنهم يخلصوا مني !!!!!
- بالظبط كدة ...
حركت "بيسان" رأسها بالرفض التام ...
- لأ طبعًا فيه حاجة غلط ، الناس دي أنا واثقة فيها جدًا جدًا ، لا يمكن يعملوا كدة ...
![]() |
نظر "مصطفى" تجاه "بدر" يطالبه بمساعدته لحثها على إخبارهم من يكون هذا الوسيط ...
- طيب خلينا نتأكد ، قولي لنا مين هو الوسيط ده وإحنا نعرف ، مش كدة ولا إيه يا "بدر" ؟؟
نظرت "بيسان" تجاه "بدر" بتخوف بنظرة سريعة ثم عادت ببصرها نحو "مصطفى" قائله ...
- الناس دي أنا واثقة فيهم جدًا ، أنا مش حقدر أجيب سيرتهم أبدًا ، هم لا يمكن يعملوا كدة ، أكيد إللي خطفوني دول هم إللي خاينين وطمعوا في الفلوس ، و بيقولوا كدة عشان يهربوا من التهمة ...
قوس مصطفى شفتيه بخفة ثم أكمل بشك ...
- ممكن برضه عشان يهربوا من إنهم مُدبرين الموضوع ده ، وأكيد التحقيق لسه شغال ...
- أوك
بعد إنتهاء التحقيق رافق "بدر" لـ"بيسان" التي ظلت شاردة الذهن متخبطة بأفكارها ليقطع شرودها صوت "بدر" متسائلًا بعدم إقتناع ...
- ليه ما قولتيش إسم إللي دلك على الناس دي؟؟!
نظرت نحوه "بيسان" بثقة غريبة ...
- أصل إنت ما تعرفهمش ، مستحيل يكون لهم يد أبدًا ...
نهرها "بدر" وقد إنتابه شعور بالغرابة لثقتها الزائدة عن الحد ...
- إنتِ ليه واثقة كدة !!!! ده كان ممكن إنك تروحي فيها ، يبقى الناس دي وإللي مشغلينهم مش تمام ...
بإصرار كاد يثير حنق "بدر" من تشبثها برأيها وإخفائها لهويتهم ...
- أنا ممكن أشك في الناس إللي خطفوني ، لكن الوسيط ، لأ ، إستحالة يا "بدر" أنا متأكدة ...
شعر لوهلة أنها مجرد طفلة ذات تفكير سطحي ولا تستطيع الحكم على الناس ليظهر تملله قائلًا بإستنكار ...
- أنا مش عارف إنتِ جايبه الثقة دي كلها منين ..!!!!
- عمومًا أنا حعرف أتأكد كويس ، ولو لقيت شك ولو واحد في المليون أنا إللي حاجي من نفسي وأبلغ عنهم ...
إبتسم "بدر" متعجبًا من تلك الصغيرة المشاكسة ...
- ماشي، أهو رجعتي للأكشن تاني ...
تعالت ضحكة "بيسان" الخلابة التي زادت من إشراقة وجهها لينسى بها "بدر" هذا التوتر محلقًا معها بلحظاتها الطريفة كما لو وجودها يعانق به سماء السعادة ...
★★★
بيت حمدي أبو اليزيد ....
بعد أن عادت "بيسان" لبيتها ، لم يجد "بدر" حاجة للبقاء خارج المنزل أيضًا ، فهو لم يبحث عن مُلهيات لحياته التعيسة بل شعر بالإكتفاء من السعادة بقرب تلك المشاكسة ، وجودها محى كل ما كان يظن أنه يملأ فراغ حياته وأصبحت هي الحقيقة الوحيدة بها ...
تفاجئ "بدر" بوجود أخته "غادة" ، ففي العادة تزورهم على فترات طويلة وهي لم تلبث بوجودها منذ عدة أيام فقط ، لم يكن الأمر فقط مجرد زيارة فالوجوم المسيطر على ملامحها وحزنها البادي كان سببًا في بث القلق بنفس "بدر" ...
تقدم "بدر" نحوها بخطوات قلقة متسائلًا بغرابة ...
- "غادة" !!!!! غريبة، ما قولتيش إنك جاية يعني ؟؟!!! ومالك متضايقة كدة ليه ؟!!
لملمت "غادة" شفتيها بتعاسة وحزن ظاهر على ملامحها...
- أنا و"رامي" إتخانقنا وسبت له البيت وجيت هنا ...
إعتراه الدهشة فهم زوجين متفاهمين للغاية ليتساءل بإنزعاج ...
- إتخانقتوا !!!! من إمتى يا "غادة"، ده إنتوا كويسين جدًا مع بعض ، أكيد فيه سوء تفاهم ، أنا لازم أكلم "رامي" واتفاهم معاه ...
نهضت "غادة" بضيق شديد ...
- لأ إوعى تعمل كده ، أنا خلاص لا طايقاه ولا عايزاه ...
ربتت "أزهار" بخفة تهدئ من ضيقها ناظرة نحو "بدر" ...
- بالراحة يا "غادة" ، سيبها يا "بدر" تهدى شوية ، وبعدين هي ليها غير بيت أبوها لو زعلت ، خليها ترتاح الأول وتشوف هي عايزة إيه ...
تطلع "بدر" نحو "أزهار" و "غادة" بإستياء ، لكنه لن يجبرها على الرحيل أو التواصل مع "رامي" إن كانت ترفض ذلك فهي عزيزة ولن يقلل من قيمتها ...
- طيب ، إهدي بس كده يا "غادة" وإللي إنتِ عاوزاه حيكون ، وهنا بيتك وهناك بيتك ، بس حكمي عقلك وفكري كويس ، وأنا حشوف القصة دي ...
عادت "أزهار" توضح لـ"بدر" ...
- سيبها شويه يا "بدر"، ما هو برده ما ينفعش يحس إن إحنا متهاونين في حقها أوي كده ، وطالما غلط يبقى لازم يستحمل غلطه ...
إمتعض "بدر" بحيرة لعدم فهمه للأمر ...
- بس حد يفهمني إيه إللي حصل ؟
نظرت "أزهار" نحو "غادة" للحظات ثم عاودت تطلعها نحو "بدر" تشير إليه بجانب أعينها تنهره عن الحديث أمام أخته ...
- خلي الموضوع ده بعدين يا "بدر" ، سيب أختك ترتاح دلوقتِ ، قومي يا "غادة" إدخلي أوضتك وخذي بنتك معاكِ ...
تنهد "بدر" بضيق لرؤية أخته حزينة بهذا الشكل ، فرغم رفضها لتواصله مع زوجها إلا أن الأمر لا يمكنه الإنتهاء بهذا الشكل ، فبالتأكيد الأمر يحتاج لتفاهم وإيضاح ، ليقرر بداخله أن عليه التحدث مع زوج أخته لمعرفة ماذا حدث ليصلح الخلاف بينهم ، بينما دلفت "غادة" إلى غرفتها تتحمل حزنها وتعاستها لزواجها من "رامي" ، رغم إرتباطهم الشديد وعشقهم لبعضهم البعض ...
★★★
بعد عودة "بيسان" للمنزل أثار ما قاله لها الضابط حفيظتها ، أخذت تفكر كثيرًا بسبب تمادى هؤلاء الخاطفون معها ، ورغبتهم المُلحة بإيذائها ، فهل بالفعل كان للوسيط يد في الأمر؟ أم إنه مجرد طمع في مال والدها وكانت فرصة سهلة لهم ...؟؟
وبعد تفكير إستغرق منها وقت طويل قامت بالإتصال بصديقتها "أميرة" ، والتي تعجبت لإختفائها على غير عادتها ...
- فينك يا بنتي بقى لي يومين معرفش عنك حاجة !!!
- دي قصة طويلة أوي ، حقول لك عليها بالتفصيل ، بس كنت عايزة أسألك على حاجة مهمة ..
بتكاسل شديد أجابتها أميرة التي يبدو أنها كانت على وشك الخلود للنوم ...
- إسألي ..
- مش إنتِ تعرفي حد بيشتغل زي محقق خاص أو حاجة زي كدة ..؟
بصوتها الناعس أجابتها ...
- أيوه ، إبن عمتي ، شاطر جدًا ، أصله كان نفسه يدخل شرطة ...
أومأت "بيسان" رأسها بتفكير فقد عادت لجرائتها وشقاوتها مرة أخرى ...
- طيب أنا عاوزاه ضروري ..
- قلقتيني ،خير ...
لم توضح لها "بيسان" ما تفكر به لتردف بغموض ...
- لا أبدًا ، حاجة تخص ناس أعرفهم ، وكانوا بيسألوني على حد كدة، وبيدفعوا كويس جدًا..
- طيب تمام ..
فور إنتهائها من مكالمتها مع "أميرة" وردتها رسالة نصية منها تحتوي إسم المحقق ورقم هاتفه لتتواصل معه ، على الفور طلبت منه التأكد من كشف الحقائق حتى لا تظلم الوسيط قبل أن تبلغ الشرطة بإسمه فعليها أن تتيقن أولًا قبل أن تتهمه بالباطل ...
★★★
شركة جلال للحراسة...
جلس "جلال" بتوتر وهو يطقطق أصابعه بعصبية لينهر هذا الواقف أمامه مطأطئ الرأس ...
- يعني إيه إتقبض عليهم !!!!!!! إيه إللي حصل ؟!!
- يا "جلال" باشا الشباب عملوا إللي قلنا عليه بالحرف ، بس مش عارف إزاي عرفوا يوصلوا للبيت بتاعنا في الواحات ، وبالسرعة دي كمان !!!
نهض "جلال" الذي إنتفض غضبًا لكنه حاولنا السيطرة على إنفعاله ، فتلك نقطة سوداء ستوضع بتاريخه بالشركة ...
- تروح لهم دلوقتِ حالًا وتفهمهم ، على الله يفتحوا بوقهم بأي كلمة ، وأنا حشوف لهم محامي عشان يتصرف في المصيبة دي، إحنا حبايبنا كتير ولازم يساعدونا ...
- حيحصل يا باشا ، بس هم ما يعرفوش معلومات كتير متقلقش ...
إتسعت عينا "جلال" بفزع ..
- إوعى يكونوا جابوا سيرتنا !!!
- لا يا باشا ، إطمن ...
تطلع "جلال" من زجاج نافذة مكتبه نحو الطريق محدثًا نفسه بصوتٍ عالٍ ..
- خسارة الرجاله دي مش حتبقى عليا لوحدي، لازم يزودوا المعلوم ، ده أنا لسه حجيب رجالة جديدة ، أنا لازم أكلمهم حالًا أطلب إللي أقدر عليه ، أهو نعوض خسارتنا شوية ...
★★★
عدة أيام تحدث بهم "بدر" مع "بيسان" بقلوب يملؤها الشغف للقُرب الجديد الذي ربط بينهم ، حددا موعد تلاه آخر وآخر للقائهم ، بكل لقاء زاد الرباط قوة وإقتربا من بعضهما البعض بشكل فاجئ كلاهما ...
كانت "بيسان" قريبة من القلب محبة بشكل مبهر ، غيورة بدرجة مخيفة وقوية أيضًا ، بينما وجد بها "بدر" أمل كان يتمنى لقائه ، و توطنت قلبه الجاف الذي كاد ينسى كيف دقاته تصدح ، فيبدو أن "بيسان" بتهورها قد أثارت في نفسه الجزء المظلم الذي توارى بداخلة منذ فترة طويلة ، أصبح تفكيره خلال تلك الأيام منشغلًا بها فقط ولا ينافسها بتفكيره أي فتاة أخرى ...
★★★
ذات يوم إستيقظ "بدر" على رنين هاتفه ليجيبه بصوت ناعس متعجبًا من هذا الإتصال المجهول بتلك الساعة المبكرة ...
- ألو ...
- صباح الخير يا فندم ، مع حضرتك مندوبة مكتب أحلى الليالي ..
إنتبه "بدر" لصاحبة الإتصال فقد كان قد طلب منهم موعدًا مسبقًا لتجهيز حفل رومانسي بسيط ليخبر به "بيسان" عن مشاعره ورغبته بالإقتران بها ...
- أيوة يا فندم ، معاكِ ...
- إحنا حضرنا لحضرتك شوية أفكار لو ممكن نتقابل في كافيه سلطانة عشان نتناقش فيهم ...؟
بقلم رشا روميه قوت القلوب
بحماس شديد أسرع "بدر" يحدثها بشغف بالغ ...
- أكيد ، أكيد ، نص ساعة وأكون في الكافية ...
إرتدى ملابسه بعجالة متجهًا نحو الكافية ليبدأ بإختيار المكان والديكورات الخاصة لهذا الموعد المميز ...
★★★
بلقاء معتاد إلتقت الفتيات لتمضية بعض الوقت بالنادي بعد غيابهن عن بعضهن البعض لفترة طويلة، بمشاكسة لطيفة تساءلت "هدى" ...
- بتختفي عننا كتير الأيام دي يا "بيسان" ...
- أبدًا كنت مشغولة مع دادي شوية ...
تناظرن الفتيات بعضهم البعض لتهمس "أميرة" بصوت مسموع ...
- على طول "بيسان" مشغولة مع باباها ، ما تيجي نشوف له عروسة يا بنات ...
تضاحكن قليلًا قبل أن تهتف "هدى" بدون مقدمات ...
- عارفين شوفت مين وأنا جاية يا بنات ، "بدر" إبن أونكل "حمدي" ...
إنتبهت "بيسان" بتركيز لحديث "هدى" منصتة لها بإنتباه شديد حين سمعت إسم "بدر" ، إستكملت "هدى" بثرثرة كانت تثير تحفز "بيسان" بشكل بالغ ...
- كان قاعد مع بنت في كافية سلطانة ، مع إني بقالي فترة طويلة مش بشوفه ..
بُهتت ملامح "بيسان" لتتحشرج نبرة صوتها التي بالكاد حاولت التحدث بشكل طبيعي لكن تلك الغصة كانت تمنعها من ذلك ...
- تعرفيها يا "هدى" ؟؟
قوست "هدى" شفتيها للأسفل وهي ترفع كتفيها بمعنى لا أدري ، ثم أجابت "بيسان" ...
- لأ ، أول مرة أشوفها ...
شردت "بيسان" بأفكارها تُحدث نفسها ..
-( يعني برضه بيقابل بنات ، يعني ما إتغيرش !!! أكيد أنا إللي فرضت نفسي عليه ، هو يعني الحب بالعافية !!! ما يمكن حياخد معايا شوية وقت و ينساني زي غيري ، كده برضه يا "بدر"، وأنا إللي كنت فاكراك إتغيرت وبدأت تحبني ، وبتتغير عشاني ) ..
هتفت "هدى" صارخة بـ"بيسان" التي غابت بعقلها تمامًا عنهم ...
- "بيســــــــــان" ...
- هاه، نعم ...
- يا بنتي بكلمك حتتغدي إيه ؟؟
نهضت "بيسان" وقد إقتضبت ملامحها بشكل مفاجئ ...
- لأ ، ما ليش نفس ، أنا مروحه ...
عادت للبيت على الفور مقررة الإبتعاد عن "بدر" تمامًا ، فيبدو أنها لم تكن سوى نزوة مثلها مثل بقية الفتيات التي يعرفهم ولم تغير به شيء ...
★★★
حاول "بدر" بعد لقائه بمندوبة المكتب وتحضير موعد خيالي كما تمنى أن يتصل بـ"بيسان" لكن لا إجابة ، فقد وضعت هاتفها على الوضع الصامت رافضة بشكل قاطع التواصل مع "بدر" ...
هي بالفعل حاولت الإقتراب منه بصورة غريبة وإقتحمت حياته بدون مقدمات ، إلا أن كرامتها لن تسمح لها أن تكون مجرد نزوة عابرة بحياته ...
إبتعاد "بيسان" وغيابها الذي دام لبضعة أيام جعله يشعر بالإضطراب والتساؤل دون معرفة لم تتجنبه وتبتعد عنه ، لقد خلفت فراغ آخر بحياته لكن لا يمكن لسواها أن تملؤه ...
بذلك اليوم جلست "بيسان" بمفردها في النادي فمنذ ذلك اليوم وإدراكها بأن "بدر" لم يتغير فضلت الإنزواء بنفسها ...
ملت من عد المرات التي حاول بها "بدر" الإتصال بها ، نظرت نحو شاشة هاتفها التي تضيء بإسم "بدر" الذي لم ييأس من الإتصال بها رغم تجاهلها له ، لكنها فضلت التجنب رغم الألم الذي إحتل قلبها ...
إنكمش وجه "بدر" في ضيق وهو يحاول مرارًا الإتصال بـ"بيسان" لكن لا فائدة فهي لا تجيبه مطلقًا ، أخذ يتساءل بضيق ...
- هي مالها مش بترد عليا ليه بقى لها فترة ، لا تكون وقعت نفسها في مصيبه تانية ولا حاجة !!!؟
مجرد أن إحتلت تلك الفكرة برأسه شعر بالإرتياب والقلق أيمكن هذا ؟؟ لكن حتى وإن حدث لا يمكنه أن يخسرها ويفقدها ، فربما تورطت بمشكلة ما مرة أخرى ..
إجتاحت قلبه عاصفة مشاعر قوية ، لقد إستطاع تحديد ذلك وبسهولة شديدة ، إنه أحبها حتى وإن كان حبًا تحت التهديد كما يسميه ، لكنه قلق متخوف ليتمتم بتوجس ...
- أنا بجد قلقان عليها و عايز أشوفها و أطمن إنها بخير ...
كرر محاولته للإتصال بها لكن كالعادة دون إجابة ...
لملمت "بيسان" أغراضها وحملت حقيبة يدها ، فوق كتفها وقد تهدلت ملامحها بحزن شديد هي بالفعل من إتخذت هذا القرار وهي من يجب عليها التحلي بالقوة لتنفيذه ، نعم تحبه لكنها لا تريد أن تشاركها به غيرها ، إما أن تكون هي بلا شريك وإما لا ...
خرجت من النادي متجهة نحو سيارتها المصفوفة بعيدًا عن النادي ، بروتينية معتادة وضعت مفتاح السيارة بموضعه إستعدادًا لتشغل الموتور ، تفاجئت بسماعها صوتًا ينادي بإسمها ...
بذات الوقت تفكر "بدر" بعقله التحليلي بأن "بيسان" تتواجد بهذا الموعد بالنادي ليسرع يسابق الريح للحاق بها ، أوقف سيارته على جانب الطريق حين وقعت عيناه على سيارتها المصفوفة على يساره ، حاول إدراكها قبل مغادرتها لينادي بإسمها بصوته الجهوري ...
بقلم رشا روميه قوت القلوب
إلتفتت له "بيسان" متفاجئه من وجوده ، وبرغم قوتها الزائفة التي كانت تتحلى بها إلا أن رؤيتها له جعلت قلبها يتتوق لسماعها لإسمها بصوته الذي هامت به عشقًا ، رؤيته بالنسبة إليها كانت هي السعادة بحد ذاتها ، مجرد وجودها معه بنفس المكان أحيا قلبها بدقاته العاشقة ، لقد ظنت أنها ستستطيع تجاهله وتصنع عدم رؤيته كما لو كانت عمياء عن وجوده ، أو حتى تراه أعمى عنها ، لكنها اليوم تراه "بدر" آخر تغلبه اللهفة والإشتياق الذي ملأ عيناه ...
خطوات متسارعة ونداء لم يكف حتى تنتبه له ، إرتسمت إبتسامة على شفتيها سرعان ما تداركتها لتتصنع الوجوم وهي تترجل من السيارة ، تركت المفتاح من يدها معلقًا بالسيارة ثم تحركت بخطوتها السريعة تجاهه متسائلة بإستنكار ...
- إيه إللي جابك هنا ؟!!!
إلتقط "بدر" أنفاسه اللاهثة لا يدري هل بسبب الركض أم بسبب ضربات قلبه المتعالية ...
- إنتِ ، إنتِ فين برن عليكِ كتير ومش بتردي ، إنتِ زعلانة مني ولا إيه ؟؟
زاغت عيناها بحزن ..
- خليك بعيد يا "بدر" ، و عيش حياتك ، الظاهر إني فرضت نفسي عليك زيادة عن اللزوم ..
إقتضب وجهه بإنزعاج ليتساءل بإستنكار ...
- فرضتِ نفسك إيه ، لأ طبعًا ...
سحبت "بيسان" نفسًا عميقًا ثم أردفت بنبرة حزينة...
- "بدر" ، إنت بتكذب عليا ولا على نفسك، أنا عارفة إنك لسه بتشوف بنات ، يعني أنا ما فرقتش في حياتك أبدًا ، عادي تشوفني وتشوف غيري ...
رفع "بدر" هامته بإستنكار وهو يعقص أنفه بإنزعاج شديد...
- بنات !!!! بنات مين ؟!! أنا ما بشوفش بنات !!
لم تكن "بيسان" شخصية ضعيفة من هؤلاء اللاتي يقبلن بالأمر الواقع وتصمت دون أن توضح ، بل هي تتمتع بجرأة وطلاقة بالتعبير عن مشاعرها ، وبالعتاب أيضًا ...
- لأ ، بتشوف ، أنا متأكدة ، إنت كنت في كافية وقابلت بنت وقعدت معاك ...
بقلم رشا روميه قوت القلوب
تذكر "بدر" لقائه بمندوبة المكتب ليدرك أن رد فعل "بيسان" هو الغيرة ، شعور باللذة طغى عليه ، أتحبه وتغار عليه هذه الشقية؟ لكن قبل أن يدافع عن نفسه ويشرح لها بما يختلج بقلبه منذ سماعه لصوتها الناعم فقد قلبت حياته وزينت قلبه بكلمة منها ، فها قد حان الوقت الآن لطمأنتها بحبه الذي توغل بقلبه سارقًا إياه ليهديه إليها بدون منازع وبدون تفكير أنه بالفعل أحب تلك الشقية الفاتنة ذات الشعر القصير ...
نعم سيبوح لها بحبه فلن يضع قلبها تحت التهديد ..
- "بيسان"، أنا ...
تلجمت الكلمات بحلقه وهو ينظر بذهول لهذا الإنفجار الهائل الذي زلزل دوِّيه المكان بأكمله ، تطايرت قطع متناثرة بالمحيط كاملًا حولهما ...
إشتعلت ألهبة النيران لتحيط بهما بقوة ، إرتجفت "بيسان" بصدمة من هذا الصوت الذي الهائل الذي إخترق أُذنيهما والذي تبعته قوة هائلة دفعت بها لتتطاير معها بوزنها الخفيف ...
إصطدامت بالأرض وسط تمسك "بدر" بيدها بهلع ، لحظات تمر فقد فيهم "بدر" سمعه مؤقتًا من هول هذا الإنفجار ، حاول أن يستعيد توازنه ليقف مرة أخرى بصعوبة ثم إقترب من "بيسان" التي ثبتت بموضعها ملقاة على وجهها لا تحرك ساكنًا ...
ويبقى للأحداث بقية ،،،
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹
تعليقات
إرسال تعليق