رواية دعني احطم غرورك الحلقه الثالثه والسبعون والرابعة والسبعون والخامسه والسبعون والسادسه والسبعون بقلم الكاتبه منال سالم حصريه وجديده
ســـــار عز الدين بخطوات سريعة منزعجة في اتجاه جانا وعلى وجهه علامات الغضب الممزوجة بالانزعـــاج ، ولكن قاطعه فجأة عن اكمـــال طريقه المحامي الوقور الأستــاذ صفوت ...
وقف صفوت في مواجهة عز الدين الذي رمقه بنظرات جـــادة ، و..
-صفوت المحامي بنبرة متفاجئة : مش معقول ، عز ؟
-عز بنظرات ضيقة ، ونبرة جادة : أيوه ، مين حضرتك ؟
-صفوت بنبرة شبه معاتبة ، ونظرات دافئة : ازاي معرفتنيش .. ده انا كده أزعل منك !
-عز على مضض : معلش مش واخد بالي
اعتدل صفوت في وقفته ، ثم مــد يده وأشار بها على نفسه و...
-صفوت مبتسماً من بين أسنانه : انا عمك صفوت صاحب والدك يوسف
أوميء عـــز الدين برأسه كنوع من المجاملة ، ثم بدأ بالتحرك و..
-عز بنبرة متعجلة : اها .. اهلا وسهلاً بحضرتك .. معلش عن اذنك بس رايح اشوف حاجة
وضع صفوت يده على كتف عز الدين ليوقفه عن الحركة و...
-صفوت بنبرة رسمية وجدية : لأ استنى بس ، ده انا عاوزك !
زفــــر عز الضيق في ضيق ، ثم نظر إلى صفوت بنظرات حـــادة و..
-عز وهو يتمتم باقتضاب جلي : بعدين .. هبقى.. هبقى أقول لوالدي يديني رقم حضرت كونتكلم ، عن اذنك !
-صفوت متسائلاً بلؤم : طب لو كانت الحاجة تخصك برضوه هتسيبني وتمشي؟
![]() |
حـــدق عز الدين في صفوت ، ونظر إليه بعدم فهم ، ثم ...
-عز بنبرة شبه عصبية : قصدك ايه ، وضحلي
سلط صفوت بصره على عـــز الدين ، ونظر في عينيه مباشرة دون أن يرمش و...
-صفوت بنبرة جامدة وصلبة : جانا !!!
اتسعت عيني عز الدين في ذهول ، وعقد حاجبيه في حيرة و...
-عز بنبرة حادة : نعم ؟ بتقول مين ؟؟
-صفوت بهدوء بارد : زي ما سمعت .. عن جانا
-عز متسائلاً على مضض : ايه مالها ؟
-صفوت بنظرات جدية ، وبحزم : تعالى معايا هناك وأنا هفهمك
-عز بنبرة مترددة : بس.. بس...
-صفوت بصرامة : لمصلحتك تيجي معايا لو عاوز ترجع لجانا !!!
فكـــر عز الدين للحظات في ذلك الأمـــر الهام الذي يخص حبيبته جانا ، واضطر أسفاً أن يوافق على طلب صفوت ، و...
-عز بنبرة خاضعة : ماشي
ســــار الاثنين سوياً ، وابتعدا عن الحشد المحيط ، ثم وقفا على مقربة من باب القاعة وظل الحديث دائراً بينهما عن الوضع القانوني والشرعي لعلاقة عـــز الدين بجانا ، وخاصة حينما أخبره صفوت أنه يعلم بكل ما دار ..
تباينت ملامح عـــز الدين ما بين الدهشة والصدمة ، والجدية والفرحة .. وبرقت حدقتي عز الدين في عدم تصديق
-عز مندهشاً : حضرتك متأكد ؟
-صفوت بنبرة هـــادئة ، ونظرات ممعنة : يا بني ده مش كلامي ، ده الشرع والقانون بيقولوا كده ، ازاي انت مسألتش واتأكدت
-عز بنبرة متعجلة ومتوترة : اتلبخت في كذا حاجة ومكونتش واخد بالي وبعدين متخيلتش ان جانا ممكن تتغير أصلاً و آآآ......
-صفوت مقاطعاً بجدية : المفروض تكون عارف ده ، انا حتى استغربت انك مارجعتهاش لحد الوقتي !!
أمسك عز الدين برأس المحامي صفوت بين راحتي يده ، ثم انحنى عليه برأسه ليقبله على وجنتيه تقديراً وعرفاناً على مساعدته له و....
-عز بنظرات امتنان ، ونبرة متلهفة : أنا مش عارف أقول ايه يا أ. صفوت .. انت حلتلي مشاكل كتير ..
-صفوت مبتسماً في رضا : متقولش حاجة .. روح لمراتك
-عز بإيجاز : على طول
ركض عـــز الدين بخطوات سريعة في اتجاه زوجته جانا ،في حين وقف صفوت في مكانه وعلى وجهه ابتسامة عريضة ، ثم رفع يده عالاً في الهواء ليشير بإصبعيه علامة النصـــر لصديقه يوسف
-صفوت بخفوت : تمام
أوميء يوسف برأسه ابتهاجاً بتلك الأخبار المبشرة و...
-يوسف بابتسامة سعيدة : الله ينور
-حسين متسائلاً في استغراب : ايه في ايه ؟
-يوسف بجدية : خلاص الكرة بقت في ملعب عز
-حسين وهو يمط شفتيه في توجس : ممممم.. كويس .. بس على الله ميضيعش الفرصة من ايده
-يوسف بنبرة متفائلة : ان شاء الله خير ، هو اكيد عرف غلطته
-حسين بتهكم : ما أنا عارف انه اتنيل عرف غلطته ، لكن المهم يغير من طريقته واسلوبه
-يوسف بنبرة شبه متحمسة : اكييييد .. انا واثق في عز
................................
على الجانب الأخــــر وقف عمـــر مع جانا ليتبادلا الأحاديث المتنوعة ، ورغم أن جانا كانت تجيبه بإقتضاب إلا أنه لم يتوقف عن مسعاه معها و..
-عمر متسائلاً بهدوء : تحبي أجيبلك حاجة تشربيها؟
-جانا بصوت ناعم : ييس بليز
-عمر بنبرة رخيمة: لحظة وراجع
-جانا وهي توميء برأسها وبخفوت : اوكي
-عمر بنبرة شبه متوترة : اوعي تمشي هاه؟
-جانا مبتسمة بابتسامة زائفة : اطمن ، انا هنا ، يا إما هتلاقيني واقفة جمب العروسة
-عمر بصوت عميق : تمام ... لحظة ، وراجعلك
انصـــرف عمــر بخطوات عاجلة ، فتنهدت جانا بارتياح أنها استطاعت أن تتخلص منه ، ولكنها تفاجئت بعز الدين يأتي من خلفها ، ويضع كفه في راحة يدها ، ويسحبها عنوة خلفه ، لم تستطع جانا أن تتخلص من قبضته رغم أنها كانت تحاول إبطاء حركتها ، ولكنه أصـــر على عدم إفلاتها مهما كلفه الأمــر و...
-جانا بتبرم : ابعد عني
-عز بحزم : لأ، انتي هتجي معايا
ظل عز الدين ممسكاً بكف يدها ، وهو يسير بها بين المدعوين مخترقاً بها الطاولات ، ومتجاوزاً بها الزحــام و...
-جانا بزمجرة غاضبة : في ايه انت اتجننت .. سيب ايدي !!!
-عز بصرامة : بقولك تعالي معايا حالاً
-جانا بضيق جليّ : مينفعش اللي بتعمله ده كل شوية
-عز بعدم اكتراث : لأ ينفع
لأكثر من مرة حاولت جانا أن تحرر كفها منه ، ولكنه كان مقبضاً عليه بإحكام
-جانا متسائلة بإنزعاج : انت رايح فين سيب ايدي
لم يعقب عـــز الدين عليها ، وإنما توجه بها إلى منتصف القاعة ، وتحديداً في المكان المخصص للرقص ، أو ما يطلق عليه (( البست )) ...
حاولت جانا أن تحرر يدها ، ولكنها عجزت ، وظلت تتلفت حولها في ريبة وانزعاج ، فعز الدين قد وضعها في منتصف القاعة ، والجميع ينظر إليهما باستغراب ..
وفجــأة أشـــار عز الدين بيده للجميع ، وهو يهـــدر بصوت عالي
-عز بنبرة صادحة : يا جماعة ، ممكن لحظة
-جانا وهي تجز على أسنانه من الضيق : ايه اللي بتعمله ده ؟
استدار عز الدين برأسه ناحية المكان المخصص للـ ( دي جي ) ، و..
-عز بنبرة اكثر علواً ، وهو يشير بيده : ياااااااااااا جماعة .. يا كابتن هاتلي المايك لوسمحت
-جانا بتذمر ، ونظرات حانقة : كفاية بقى ، هتفضحنا
أحضــــر المسئول عن تنظيم الحفل ميكروفوناً لاسلكياً إلى عز الدين الذي ابتسم له في امتنان ، ثم التفت بجسده مجدداً ليواجه الحاضرين و...
-عز بنبرة فرحة وحماسية : سوري أنا هعطلكم دقيقة .. بس عاوز الكل يسمعني !
انتبه الجميع لصوت عز الدين خاصة بعد أن خفضت صوت الموسيقى الهادئة التيكانت تسود في الخلفية ، نظرت جانا حولها بريبة وتوردت وجنتيها من شده الإحراج ، لقد تعمد عز الدين أن يجعلها محط أنظـــار الجميع ، وربما أضحوكة أمامهم .. فابتلعت ريقها في اضطراب ملحوظ ..
انتبه ياسين هو الأخــــر إلى رفيق عمره وهو يقف في منتصف القاعة وقد نوى أن يفعل شيئاً ، فاضطر جسده ، ونظر أمامه بنظرات متوجسة وزائغة و.....،
-ياسين بنبرة خائفة ونظرات قلقة : الظاهر ان عز اتجنن خلاص ، ناوي يضلم الفرح
-دينا فاغرة شفتيها في صدمة : Opps
-ياسين بنبرة متهكمة : مش وقت اووبس خالص ، احنا ناخد بعض ونخلع
-دينا بجدية : wait أما نشوف في ايه
.................
أخذ عز الدين نفساً مطولاً قبل أن يزفره على عجالة ، ثم استدار برأسه ونظر إلى جانا ، و..
-عز بنبرة هادئة : يا جماعة ، أنا أسف اني وقفت الفرح بالشكل ده بس كنت عاوز الكل يسمعني
هزت جانا ساقيها في عصبية ، وحاولت أن تسحب يدها من بين كفه ، ولكنه ضغط أكثر عليه ، فرمقته بنظرات غاضبة و..
-جانا بنفاذ صبر : كفاية بقى
-عز متابعاً بنفس الهدوء البارد : وخصوصاً حبيبة قلبي وعمري كله جانا
-جانا بضيق واضح : حرام عليك ، أنا تعبت
حدق عـــز الدين في عيني جانا ، ولم يرمش ، بل ظل مسلطاً بصره وحواسه كلها عليه و...
-عز بنبرة عميقة ومتريثة : جانا .. قدام الناس دي كلها أنا بعتذرلك .. أنا بتأسفلك عن أي حاجة عملتها في لحظة غضب ..
أخـــذ عز الدين نفساً أخراً ، ثم تنهد بإرتياح وهو يتابع بـ ...
-عز مردفاً بصوت رجولي آجش : انا عارف اني اتسرعت واني موثقتش فيكي ، وفي أول مشكلة اتخليت عنك من غير ما أتأكد ان كان ده حصل فعلاً ولا تدبير من حد
لمعت مقلتي عيني جانا باضطراب ، وبدأ قلبها يخفق بحدة ، فحاولت جانا أن تقاوم انجراف مشاعرها التي تصرخ بإسمه و...
-جانا بنبرة متلعثمة : لو سمحت .....
-عز مكملاً بنبرة نادمة ، ونظرات آسفة : أنا أسف يا جانا ... أنا من أول يوم شوفتك فيه ، وأنا حسيت انك مختلفة عن أي واحدة شوفتها في حياتي ، في لحظة شقلبتي كياني كله ، خليتني أخرج عن الـ ( الكاريزما ) اللي كنت حاطط نفسي فيها ، غيرتيني من واحد مغرور شايف نفسه ، والبنات بإشارة مني تجري عليا ، لواحد تاني خالص حابب انه يكون معاكي إنتي وبس
صمتت جانا ، ولم تنطق بحرف ، بل ظلت تصغي إلى كل ما يقول بمشاعرها ..
-عز متابعاً بنبرة أقل خفوتاً وبنظرات عاشقة : أنا عارف ان قصة حبنا غير أي قصة ، احنا كنا عاملين زي توم وجيري مافيش مرة إلا ما كل واحد فينا عمل مصيبة للتاني .. لكن في الآخر .. ايه اللي حصل .. أيوه أنا وقعت في حبك يا جانا .. انا بعترف قدام الناس دي كلها اني حبيبتك من أول يوم شوفتك فيه وحبي ليكي زاد مع الأيام ..و آآآ...
عم الهدوء الحذر القاعة ، فالكل مصدوم بما يحدث ، وارتسمت على أوجه الفتيات ابتسامات حالمة ، وحدقن في عز الدين بنظرات رومانسية عاشقة .. ووضعت بعض الفتيات أيديهن على قلوبهن ، وتنهدت في عشق ...
كم من فتاة حسدت جانا على وجود رجل كعز الدين في حياتها ، رجل لم يخجل من حبه ، ولم يتهاون في الاعتراف بخطأه ..
عجزت جانا عن الرد ، لم تصدق أذنيها ، ها قد اعترف لها عز الدين بخطأه أمام الجميع ، بل إنه أبدى ندمه الشديد وأسفه عن كل لحظة تسبب في جرح مشاعرها ، ولكن هل هي استحقت أن يفعل بها هذا ، أن يرتفع بها إلى عنان السماء ، وفجـــأة يدمر أحلامها ..
لم يحيد عز الدين ببصره عن جانا ، بل ظل يتأملها بنظرات العاشق النادم ، ولأنه كان يتحدث بصدق ، فقد برقت عينيه ، وتجمعت العبرات فيها ، و...
-عز بنبرة رخيمة : أنا بعشقك يا جانا ... سامحيني على أي حاجة عملتها فيكي ، سامحني على ظلمي ليكي ..
صمت عز الدين لبرهة ، محاولاً التحكم في انفعالاته ، فقد مر بذاكرته ما فعله بها ، ما اقترفته يداه ، أطرق عز الدين رأسه في ندم ، و...
-عز متابعاً بآسى وبتلعثم : ســ.... سامحيني على اني بايديا دول موت .. موت ابننا بدون ما أقصد ، سامحيني يا جانا .. أنا أسف ، أسف .. ده ربنا بيسامح .. سامحيني
في تلك اللحظة بالذات قست ملامح جانا وهي تتذكر تشفي عز الدين فيها حينما فقدت جنينها ، وكيف أنه لم يندم وقتها على ما فعل رغم أنها بررت له جريمته ، بل على العكس هو ظن أنها زانية تستحق اللعنات بدون أن يمهلها الفرصة لتدافع عن نفسها وتحاول إثبات برائتها ...
سحبت جانا يدها بعنف من قبضته ، ورمقته بنظرات مميتة و...
-جانا وهي تصرخ بعنف : أسامح ؟؟؟ بعد اللي عملتوه فيا ؟؟ نسيت ؟؟ نسيت يوم ما استرجيتك تسمعني ؟ وانت خلاص مش طايق مني حرف ..
أجفل عز الدين بصره في أسف ، ولوى فمه في ندم ، في حين استمرت جانا في عتابها اللاذع والحـــاد له و...
-جانا وهي تردف بغضب مرير : نسيت لما زقتني وموت ابني ولا بنتي عشان لحظة شك ، أيوه لحظة شك .. نسيت لما جيتلي المستشفى تشمت فيا ؟؟ أسامح على ايه ولا ايه ؟؟؟؟
جثى عــز الدين على أحد ركبتيه ، ثم رفع رأسه للأعلى ، وحدق بعينيه في وجه جانا المتجهم و...
-عز بخفوت : أنا أسف يا جانا .. أنا بحبك ..
ثم مد عز الدين يده وأمسك بكف يدها مجدداً ، وهو ينظر إليها بنظرات تدل على دفق المشاعر الجياشة به ، ثم رفعه إلى شفتيه وقبله قبلة عذبة بث فيها أشواقه و...
-عز متابعاً بنبرة رخيمة : سامحيني .. أنا والله بحبك وبعشقك سامحيني على غلطتي ..
لم يكف عز الدين عن الاعتذار لجانا ، ولا عن الاعتراف بحبه السرمدي لها ، لقد عبر عز الدين بطلاقة غير مسبوقة عن أحاسيس تذوب لها أقسى القلوب ..
لقد سرت قشعريرة في جسد جانا مع لمسة عز الدين الحانية ، وقبلته الدافئة على يدها ، اضطربت للحظة ، وشعرت أن القناع الزائف الذي تضعه على وجهها على وشك السقوط
ولأن عز الدين يجيد قراءة جانا ، فأيقن أن كلماته الصادقة قد لامست قلبها ، فعينيها تفضحان ما بها ، لقد شعر عز الدين برجفتها ، وبإضطرابها .. فنهض عن الأرض وهو مازال ممسكاً بيدها ، ثم ابتسم لها ابتسامة عذبة و...
- عز بصوت دافيء : يا ناس اسمعوني ، جانا عاصم الدمنهوري تبقى مراتي، أيوه هي مراتي ، وأنا رجعتلها تاني ..
اتسعت عيني جانا في ذهـــول ، ورفعت حاجبيها في صدمة ، كما فغرت شفتيها في عدم تصديق لما قام به عز الدين للتو ، في حين تابع بـ ....
-عز الدين بنبرة عالية ونظرات صادقة : وأنا بقولها بأعلى صوت أنا عز الدين يوسف الكيلاني بحب جانا عاصم الدمنهوري ، وهي مراتي ، وحبيبتي ، واختي ، وكل حاجة في دنيتي .. وأنا أسف عن كل ثانية اتسببت فيها بأذيتك يا جانا .. أنا بـــعشــــقك !!!
تعالت في تلك اللحظة التهليلات والتصفيقات من جميع الحاضرين ، بل تعمد منظم الحفل أن يجعل المسئول عن تشغيل الموسيقى بوضع أغاني مبهجة بثت الحماسة في الأجواء ...
كانت الوحيدة المصدومة من كل ما يحدث هي جانا ، فهي لم تتخيل أنها في لحظة صارت زوجة عز الدين من جديد ..
-جانا بدهشة ، ونبرة مصدومة : نعم ؟؟؟ بتقول ايه ؟؟؟؟؟
مد عـــز الدين ذراعه حول خصر جانا ثم أحاطها بقوة وضمها إلى صدره ، واحتضنها ، ثم تراجع بجذعه للخلف قليلاً ، و وضع يده الأخرى على وجهها ليمسح على وجنتها برفق و..
-عز بنبرة واثقة : اللي سمعتيه ياقلبي
وضعت جانا كلتا يديها على صدر عز الدين تحاول دفعه بعيداً عنها ، ولكنه وضع ذراعه الأخـــر حول خصرها ، وضمها أكثر إليه
-جانا بحنق : انت.. انت اتجننت ؟؟؟ انت ازاي تعمل كده ؟؟؟؟
-عز مبتسماً في غرور : كله بما يرضي الله .. انتي مراتي الوقتي
-جانا بضيق : ابعد عني ..
-عز وهو يهز رأسه نافياً ، وبنبرة عنيدة : لأ ... ده أنا مصدقت انك بقيتي في حضني
-جانا بنظرات مصدومة : مش ممكن ، استحالة !!!!!!
.......................
تبادل كلاً من حسين ويوسف التهنئات ، والأحضان و...
-حسين بتنهيدة ارتياح : اخيرا
-يوسف مبتسماً في سعادة : مبروك يا سحس رجوع جانا لعز
-حسين بنبرة فرحة : الله يبارك فيك
-يوسف بنظرات مطمئة : الحمدلله ، الواحد كده اطمن وارتاح
.....................
بينما وقفت سهير وعايدة على مقربة من العروسين وهما تتبادلان التهنئات ، ثم رفت سهير يدها ناحية فمها ، وبدأت تطلق الزغاريد عالياً و...
-سهير بنبرة عالية : لووووولووووولي
-عايدة بنبرة متحمسة : مبروك يا سهير هانم
-سهير بنبرة فرحة : الله يبارك فيكي يا عايدة هانم .. كده الفرحة فرحتين .. لوووولوووولي
.....................
تنهد ياسين في ارتياح بعد أن نجح عز الدين في أن يرد زوجته جانا إليه ، وأن يعترف بحبه وأخطائه أمام الجميه
-ياسين بإيماءة سعيدة : هي دي هي فرحة الدنيا
-دينا بنظرات مذهولة : أنا مش مصدقة ان ده حصل
-ياسين مبتسماً ابتسامة عريضة : ولا أنا وحياتك .. أهوو ده شغل البشمهندسين اللي على حق ..!!!
استدارت دينا برأسها ناحية ياسين ، وضيقت نظراتها و..
-دينا متسائلة في تهكم : اومال انت ايه ؟؟
-ياسين مازحاً : أنا مهندس على ما تُفرج
عــــاد عمـــر بعد فترة وهو يحمل كآسين من المشروب البارد ليتفاجيء بجانا في أحضان عز الدين ، فتبدلت ملامح وجهه إلى الضيق والغضب ، و...
-عمر بنبرة ممتعضة ، ونظرات حانقة : ايه اللي بيحصل هنا ؟
لوى عز الدين زاوية فمه في تهكم ، ثم اعتلى وجهه شبح ابتسامة زائفة ، ورمقه بنظرات مهينة و..
-عز بثقة : العادي بتاعنا
حـــاولت جانا أن تنسل من بين ذراعي عز الدين ، ولكنه كان قابضاً عليها و...
-جانا بضيق : ابعد عني
لاحظ عمــــر ما تفعله جانا ، فحــــاول التدخل و...
-عمر بنبرة ممتعضة : سيبها يا كابتن
جذب عز الدين زوجته أكثر إليه ، وابتسم ابتسامة ماكرة من بين أسنانه و...
-عز بنبرة مغترة : وهو في حد أهبل يسيب مراته ..
-عمر مصدوماً : نعم ؟
-عز بتهكم : أصل انت فاتك كتير ، مش أنا وجانا رجعنا لبعض ؟
-جانا بحدة : محصلش
-عز بنبرة جادة ، ونظرات واثقة : لأ حصل ، والناس كلها شاهدة على كده !
جحظت عيني عمــــر في صدمة ، ونظر إليهما بريبة ، و
-عمر بذهول : ايه ؟
مـــد عز الدين يده وأمسك بأحد الكأسين وجذبه من يد عمــر ، ثم رمقه بنظرات استخفاف و...
-عز بسخرية : والله كويس انك جايب شربات الفرح
لوت جانا شفتيها ، ورفعت حاجبيها في اعتراض ، ثم دفعت عز الدين بقبضة يده في كتفه بقوة لكي يتركها ، و..
-جانا بنبرة مغتاظة : سيبني
-عز ببرود مستفز : اشربي يا عروسة الشربات من ايد عمورة
-جانا بحدة : مش عاوزة حاجة
تعمد عز الدين أن يجعل جانا ترتشف عنوة بضع قطرات من الكأس ، في حين أدرك عمـــر أن مسعاه للايقاع بجانا ، والنيل منها قد باء بالفشل الذريع ، وعليه الآن أن يفكر في حل بديل مع أبيه الذي وكله بتلك المهمة ..
وزع عمــر بصره بينهما ، ثم ...
-عمر بخفوت مرير : آآآآ... مبروك
-عز وهو يبتسم من زاوية فمه باستهزاء : عقبالك آعموورة .. بس متنسناش في الدعوة !!
-عمر بضيق : آآآ.. أها .. ان شاء الله .. مبروك ، وعن اذنكم !
ســــار عمــر بخطوات غاضبة نحو باب القاعة ، فقد عــاد من تلك الحفلة وهو خائب الرجا ، فلم ينلْ فيها إلا الإهانة ، وتدمير المخططات .. ولكنه عقد العزم على ألا يدعْ الأمـــر يمر مرور الكرام دون أن يجعل جانا تنال ما تستحقه ..
........................
Flash Back لما حدث قبل ذلك بفترة ،،،،،
◘◘◘ عقب انتهاء المؤتمر الاقتصادي ، وسؤال حسين لجانا عن تعلقها بعز الدين وحبها له ، وإنكارها لهذا ، قرر حسين أن
-حسين بجدية : الأول قبلها قوليلي انتي .. انتي لسه بتحبيه ؟؟
-جانا بتردد ، ونبرة متلعثمة : آآآ.. أنا .. آآآآ.. لأ .. طبعاً لأ
-حسين بصرامة ، ونظرات ثابتة : يبقى مقدامكيش غير الحل ده ، وهو زي ما المحامي قالي هيكسره وفي نفس الوقت ينتقملك منه
-جانا متسائلة فيح حيرة : ايه هو ؟
-حسين بقسوة : الحل هو اننا نرفع قضية على عز ونطالبه فيها بالمؤخر
-جانا وهي تعقد حاجبيها في اندهاش : مؤخر ؟
-حسين بنبرة صلبة : ايوه ، مش هو كاتب على نفسه مؤخر مليون جنية ؟!
-جانا بنظرات ضيقة ، ونبرة جادة : ايوه
-حسين بصرامة : والوقتي هو طلقك
-جانا وهي توميء برأسها في توتر : أهــا
-حسين ببرود ، وعينين متحجرتين: يبقى خلاص نرفع عليه القضية ، ونطالبه بالمؤخر بتاعك .. وده حقك يا بنتي
فكرت جانا للحظات فيما قاله عمها ، وخشيت أن يتأزم الوضع حينما يعلم عز الدين بأمر تلك القضية و...
-جانا بتوجس : بس يا آنكل .. أنا.. أنا خايفة
-حسين متسائلاً بجدية : خايفة من ايه ؟
-جانا بنبرة مضطربة : ميرضاش يدفع او ....أو يتجنن عليا أما يسمع بده ما أنت عارفه !!!
-حسين مبتسماً بثقة : لأ اطمني ، هو مفكر ان العملية سايبة ولا ايه .. وزي ما وعدتك أنا هكسرلك مناخيره وأذله !!!!!
.........
◘◘◘ في مكتب يوسف الكيلاني ،،،
اتصل حسين هاتفياً برفيقه يوسف ليبلغه بما فعله ، أصغى يوسف إليه باهتمام ، وأبدى اعجابه بما قال و...
-يوسف بنبرة مهتمة : لأ الصراحة فكرة هايلة ومجتش في بالي
-حسين مبتسماً في غرور : من بعض ما عندكم يا جوو
سمع يوسف صوت رنين مكالمة أخــرى ، وموضوعة على وضعية الانتظار ، فأبعد الهاتف عن أذنه ، ونظر في شاشة الهاتف ، ثم أعاده مجدداً على أذنه و..
-يوسف بنبرة حائرة : ثواني يا سحس عز بيطلبني .. أما أشوف ماله
-حسين باقتضاب : طيب خلص معاه المكالمة وطمني
-يوسف بهدوء : حاضر يا سحس .. سلام دلوقتي
أجـــاب يوسف على اتصال ابنه عز الدين ، وعرف منه بأمـــر الاعلان الخاص بقضية المؤخـــر ، وكيف أن الأمــر قد أصابه بالجنون والغضب العارم ..
حـــاول يوسف تهدئته قليلاً ، ولكنه كان مستشاطاً بحق .. ثم أنهى المكالمة معه ، وهاتف حسين ليبلغه بما صـــار و..
-يوسف ضاحكاً : هههههههههههههههههههههه الظاهر ان الاعلان جاله
-حسين بنبرة مغترة : ضربة قاضية يا جوو
-يوسف بنبرة إعجاب : يا أفكارك يا سحس
-حسين غامزاً ، وبنبرة جدية : عشان تعرف يا جوو ، مش قولتلك .. ان ده اللي هيخليه يجي على ملى وشه يقدم فروض الطاعة والولاء
-يوسف بهدوء : عندك حق فعلاً
..............
◘◘◘ في وقت لاحق ، اتصل حسين هاتفياً بيوسف لكي يبلغه بما حدث لجانا من تعرض حازم لها في المصعد ، واعتدائه عليها بالضرب ، وكيف أنها باتت مهددة منه .. تعصب يوسف كثيراً ، وأراد الرد بشدة على ذلك الهمجي ، ولكنه كان يخشى أن تفسد عصبيته الخطة التي وضعها من أجل التقريب بين ابنه وجانا .. كما أنه كان يخشى من تهور عز الدين حينما يعلم بهذا ، ويتحول الأمـــر إلى كارثة بحق ،،،،
-يوسف بتبرم : يبقى لازم نعجل بالجزء الجديد من الخطة
-حسين متسائلاً في حيرة : طب ازاي وامتى ؟
-يوسف بجدية صارمة : في يوم كتب الكتاب
-حسين متسائلاً بتوجس : بس ده هيحصل ازاي؟؟؟
-يوسف بحزم : أنا هاقولك ، بص انت هتروح لصفوت عبد الهادي المحامي ، فاكره ؟
-حسين بنبرة عادية : ايوه ، صفوت صاحبنا بتاع زمان
-يوسف متابعاً بنفس الحزم : بالظبط هو هيفيدك بالمطلوب
-حسين متسائلاً في توتر : بس انت متأكد ان عز هيرجع جانا ؟
-يوسف بنبرة واثقة : صفوت محامي شاطر وهو يقولك على الطريقة المناسبة اللي هنعرف بيها عز ازاي يرجع جانا بدون ضغط مننا
-حسين بإقتضاب : طب أنا رايحله الوقتي
-يوسف بنبرة متعشمة : ربنا يوفقك يا سحس
.......
◘◘◘ في مكتب صفوت عبد الهادي المحامي ،،،،
وصــــل حسين إلى مكتب المحامي صفوت ، ودلف إلى الداخل ، واقترب بخطوات هادئة من الموظف الجالس على مكتب متوسط و...
-حسين بهدوء : السلام عليكم
رفع الموظف بصره للأعلى ، ورمق حسين بنظرات متفحصة و...
-الموظف محمد باقتضاب : وعليكم السلام .. خير
-حسين متسائلاً باحترام : ممكن أقابل الاستاذ صفوت ؟
-الموظف محمد بنبرة رسمية : في ميعاد سابق حضرتك ؟
وضع حسين يده في جيب سترته البنية الداكنة ، ثم أخرج كارتاً ما ، ومد به يده للموظف و..
-حسين بهدوء: لأ .. بس ممكن تديله الكارت بتاعي
أمسك الموظف محمد بالكارت بين إصبعيه ، ثم نهض عن مكتبه ، و...
-الموظف محمد بنبرة جادة : طيب لحظة أشوفه
دلف الموظف محمد إلى مكتب جانبي بعد أن طرق بابه ، وأغلقه من خلفه ، ثم خرج مرة أخرى واستند بظهره على الباب ، وأشار بيده للمهندس حسين و...
-الموظف محمد بخفوت : اتفضل حضرتك هو في انتظارك
-حسين مبتسماً بإبتسامة زائفة : شكراً
دلف حسين إلى داخل مكتب صديقه القديم صفوت ، فوجده ينهض عن مقعده الجلدي الضخم ، وهو يفتح ذراعيه و..
-صفوت بنبرة فرحة ، ونظرات مذهولة في سعادة: لأ مش معقول ، انا مصدقتش أما محمد اداني الكارت بتاعك
اقترب الاثنين من بعضهما البعض ، ثم احتضنا ، وتبادلا التحية والترحيب ، وجلس كلاهما على المكتب و...
-حسين بنبرة متعشمة : صفوت .. ازيك يا حبيبي وحشني والله من زمان
-صفوت متسائلاً بصوت عميق : وانت اكتر ، ازيك وازي العيلة كلكم بخير ؟
-حسين وهو يمط شفتيه : الحمدلله ..
-صفوت متسائلاً بنبرة طبيعية : قولي ! تحب تشرب ايه ؟
-حسين وهو يعقد حاجبيه في جدية : ماتتعبش نفسك ، أنا جاي أشوفك وأقعد معاك شوية
-صفوت مبتسماً من زاوية فمه : بتحب القهوة مظبوطة صح ؟
-حسين بنظرات اعجاب : ايوه ، ماشاء الله انت لسه فاكر
-صفوت بحماس : طبعاً اومال انت مفكر ايه
-حسين بنبرة ممتنة : تسلم يا رب
-صفوت بنبرة لئيمة : ولو اني حاسس ان الزيارة دي وراها حاجة
-حسين مبتسماً في اعجاب : طول عمرك لماح يا صفوت
-صفوت بهدوء ، ونظرات مترقبة : خير يا حبيبي
أخذ حسين نفساً مطولاً ، ثم تنهد في آسى ، و...
-حسين بنبرة حزينة: الموضوع بإختصار جانا بنت اخويا انفصلت عن جوزها
اعتدل صفوت في جلسته ، ونظر إلى حسين بنظرات أكثر تفحصاً ..
-صفوت بنظرات جادة : ها ، وبعدين
-حسين بنبرة متلعثمة : واحنا آآآ...
-صفوت متسائلاً بنظرات ضيقة : انتو مين ؟
-حسين بخفوت : أنا ويوسف الكيلاني
-صفوت متسائلاً بجدية : يوسف .. تقصد يوسف صاحبنا ؟
-حسين وهو يوميء برأسه : ايوه هو جوو
-صفوت وهو يمط شفتيه : الدنيا فعلاً صغيرة
-حسين بنظرات متعشمة ، ونبرة راجية: المهم اننا عاوزين نرجع جانا بنت اخويا لعز ابنه
نظر صفوت إلى حسين بوجه خالي من التعابير ، ولكنه كان يدون كل ما يقوله حسين على صورة ملحوظات في ورقة أمامه و...
-صفوت بهدوء: هو عز طليق جانا يبقى ابن يوسف
-حسين وهو يعض على فمه : ايوه
-صفوت وهو يتمتم بجدية : تمام .. كمل .. الموضوع ان شاء الله بسيط
-حسين متابعاً بقلق : يعني ، أنا كان ممكن أخلي المحامي اللي رفع عليه قضية المؤخر يتكلم مع المحامي بتاعه ويتفاهموا ودي ، بس أنا ويوسف رفضنا نعمل كده
-صفوت وهو يزم شفتيه : ممم.. عشان مايبانش ان في تساهل في الموضوع
-حسين بنظرات حانقة ، وبحزم : لأ عشان نربي عز لأنه مندفع وعصبي ، ومتهور
-صفوت بإيماءة خفيفة : بتعلمه الأدب بالعقل !!!!
-حسين بجدية : بالظبط كده
-صفوت متسائلاً بترقب : والمطلوب مني ايه ؟
-حسين وهو يتنحنح في خشونة : احم .. آآآ... انت عارف اننا أصحاب من زمان رغم ان الدنيا لاهية كل واحد فينا بمشاغلها ، فلو ينفع يعني انت آآ.....انت
-صفوت متسائلاً بإيجاز: اتولى القضية بصورة رسمية ؟
-حسين بتردد : مش كده بالظبط ، أقصد تتكلم معاه بصورة ودية
-صفوت وهو يمط فمه في تسائل : ممم.. بس ده هيحصل ازاي؟
صمت حسين للحظة يأخذ فيها نفسه ، ثم تابع بـ ...
-حسين بتوجس : أحنا عندنا اقتراح لو يناسبك ماشي ، لو مش مناسب يعني تقدر تشور علينا بالأحسن
-صفوت بنظرات مترقبة ، ونبرة جدية : قول أنا سماعك
-حسين بهدوء : فرح بنتي كمان يومين ان شاء الله
انفرجت تعابير وجه صفوت للحظة ، و..
-صفوت بحماس : بجد ألف الف مبرووك .. ربنا يتمم بخير
-حسين مبتسماً : الله يخليك يا رب
-صفوت متسائلاً بتمعن : ودوري أنا ايه ؟
-حسين بنبرة شبه خافتة ، ونظرات ثابتة: انت هتكون معزوم على الفرح ، وهنوريك عز فين بالظبط وتكلم معاه
مط صفوت شفتيه ليفكر فيما قاله صديقه القديم حسين وهو خافض لبصريه ، مدوناً لبعض الملحوظات مجدداً على الورقة الموضوعة أمامه ، ثم رفع بصره ، ورمق حسين بنظرات ثابتة و...
-صفوت بجدية : بس أنا عندي شوية أسئلة
-حسين بنظرات مرتابة : اتفضل
-صفوت بنبرة ثابتة: هل الجواز كان كتب كتاب بدخلة ولا من غير ؟
-حسين بهدوء: لأ كان في دخلة.
-صفوت وهو يعيد رأسه للخلف : اها.. طب هما لما اتطلقوا ، الطلقة دي كانت الأولى ولا التانية ولا ايه بالظبط ؟؟
-حسين بنبرة حاسمة: لأ كانت الطلقة الأولى
-صفوت وهو يمط فمه بتساؤل: ممم.. طيب فات على طلاقهم أد ايه؟
سلط حسين بصره إلى نقطة ما في الفراغ ، وأخذ يحتسب بعقله المدة الفائتة و...
-حسين بنبرة متريثة : تقريباً حوالي شهر ونص أو قربنا من شهرين بالكتير
-صفوت بتنهيدة ارتياح : عظيم أوي .. يبقى كده بقت محلولة !
عقد حسين أحد حاجبيه في حيرة ، وحدق في صفوت بنظرات متسائلة وحائرة
-حسين بعدم فهم : ازاي ؟
-صفوت بنبرة رزينة : هاقولك .. من حق الزوج أن يرد زوجته ده لو كان الطلاق مرة أولى أو تانية
-حسين وهو يهز رأسه في اقتناع : اها
-صفوت متابعاً بنفس الثبات الانفعالي : وده بيكون بدون علمها بس بشرط أنها تكون موافقة على ده ، ويكون خلال فترة شهور العدة ، ويحصل بينهم خلوة شرعية
-حسين وهو يتنحنح : احم ... أها ..
-صفوت وهو يردف بثقة : وكمان ممكن يردها بالاشهار قصاد الناس كلها ، ويقول قصاد الشهود على العلن انه رد فلانة لعصمته فتصبح مراته مرة تانية
اتسعت حدقتي عين حسين في استغراب و....
-حسين بنظرات متعجبة : يا سلام .. يعني ممكن ده يحصل ؟
-صفوت وهو يوميء إيجابياً : ايوه ممكن ، الشرع بيجيز ده طالما شهور العدة مخلصتش ، ودي مدتها 3 قروء أي 3 دورات حيضية في حالة ان الزوجة غير حامل ، ولو كانت حامل شهور عدتها بتستمر لحد الوضع .. وزي ما فهمتك ده بيحصل في حالة الطلقة الأولى أو التانية فقط .. لكن التالتة خلاص بقى
تنهد حسين بعمق ، وإرتخت ملامح وجهه المتصلبة ، وشعر أن ثقلاً ما قد إنزاح عن صدره و...
-حسين بنبرة ارتياح : الحمدلله .. والله احنا ما كان غرضنا منه فلوس ولا أي حاجة ، بنت أخويا الحمدلله عندها اللي يكفيها وزيادة ، لكن أنا عاوز اطمن عليها مع راجل يحبها وتحبه ، يخاف عليها ويحميها من غدر الأيام !
-صفوت متسائلاً بترقب ، وهو ينظر إليه بدقة : وانت شايف عز يقدر يعمل ده ؟؟
-حسين بنبرة شبه متلعثمة : الصراحة .. أه ... بــ..بس آآآ...
-صفوت متسائلاً في حيرة : بس ايه ؟
-حسين بجدية : بس عاوزه يتعلم انه يحافظ على النعمة اللي ربنا ادهاله ، انه يعرف ان حياة الناس ماهياش لعبة في ايديه ، انه يعرف انه مسئول عن بيت واسرة ولازم يحابي عليهم ، انه مش مع أول مشكلة يرمي كل حاجة ورا ضهره ويهد المعبد على اللي فيه ، والكل يولع !!
-صفوت بهدوء حذر : كل اللي بتقوله جميل جدااا .. بس هل انت شايف ان عز اتعلم ده ؟
-حسين وهو يلوي فمه : والله .. أنا .. أنا شايفه بيتعلم
-صفوت متسائلاً بتمعن : وانت راضي عن ده ؟
-حسين وهو يهز رأسه : يعني لحد ما
-صفوت بجدية : يبقى على بركة الله
-حسين بترقب : يعني انت موافق انك .. انك آآ...
-صفوت بنبرة حاسمة : متخافش أنا هاصلح ما بينهم ، وأهوو يا بخت من وفق راسين في الحلال
-حسين مبتسماً في رضــأ : ربنا يخليك يا صفوت ، وشوف انت عاوز ايه وأنا تحت أمرك
-صفوت بوجه غاضب ، ونبرة منزعجة : انت كده بتشتمني
-حسين على عجالة : لا والله أبداً ده أنا مقصدش
-صفوت مازحاً : يا عم سحس بهزر معاك ، أكلني اكلة حلوة في الفرح وانا هظبطلك الدنيا
-حسين بنبرة فرحة : حبيبي يا صفوت
-صفوت وهو يهز رأسه بعشم : وأهوو بالمرة نشوف جوو لاحسن واحشني
-حسين بلهفة : اعتبره فرحك
-صفوت مبتسماً : ده العشم برضوه .. اشرب بقى قهوتك لاحسن زمانهابردت
-حسين ضاحكاً: هههههههههههههههههههههههه ماشي !!
..................................................
◘◘◘ في قاعة الفرح ، التقى صفوت بكلاً من يوسف وحسين ، واتفقا على اتمام الخطة الخاصة برد جانا إلى عصمة زوجها خلال الحفل ..
لمح يوسف ابنه وهو يقف بجوار ياسين على الكوشة ، فوضع يده على كتف صفوت و...
-يوسف بنبرة عالية : صفوت
-صفوت بهدوء : ايوه يا جوو
-يوسف وهو يشير بعينيه : عز ابني اهوو .. اللي واقف هناك جمب العريس
-صفوت بنظرات إعجاب : ماشاء الله ، ده ابنك
-يوسف وهو يوميء برأسه : ايوه
-صفوت مبتسماً بهدوء : ربنا يحميهولك
-يوسف بنبرة متعشمة : مش هوصيك بقى يا صفوت
-صفوت غامزاً ، وبثقة : اطمن .. دي لعبتي
-يوسف بنبرة متفائلة : ربنا معاك
................
◘◘◘ سد صفوت الطريق على عـــز الدين حينما كان يسير في اتجاه جانا ، ثم طلب التحدث معه للحظات بشأن أمر هام ، رفض عز الدين في البداية أن يصاحبه ، وتحجج بانشغاله ، ولكن حينما أخبره أن الأمـــر متعلق بزوجته ، أصغى إليه باهتمام ، ثم ســـار معه في مكان شبه هاديء ، وتجاذبا الحديث سوياً و....
-عز متسائلاً بقلق : خير يا استاذ حضرتك عاوز ايه ؟
-صفوت بجدية: أنا صفوت عبد الهادي المحامي ، وصديق والدك المقرب
-عز وهو يغمغم بضيق : ايوه حضرتك قولتلي ، بس ايه اللي بخصوصي أنا وجانا
-صفوت متسائلاً بهدوء : مش انت طلقتها ؟
-عز على مضض ، وبنظرات واثقة : ايوه ، بس ان شاء الله هرجعها تاني
-صفوت بنبرة جــــادة : وأنا جايلك مخصوص عشان كده
ضيق عز الدين عينيه ، ورمق صفوت بنظرات ممعنة ، و...
-عز بنبرة حائرة : قصدك ايه ؟
-صفوت متسائلاً بهدوء مستفز : هو انت مش عاوز تدفعلها المؤخر ؟
-عز بحنق : مؤخر ايه وزفت ايه ، أنا ممكن أديها زيه عشر مرات
-صفوت بجدية ، ونظرات ثاقبة : يعني موضوع رجوعها ليك مش عشان خاطر الفلوس ؟
-عز بعصبية قليلة : لأ .. وبعدين حضرتك معطلني ، وأنا مش شايف أي استفادة من وقفتنا مع بعض ..!!!
-صفوت ببرود : خلي عندك شوية صبر يا بني .. أنا زي والدك
زفــــر عز الدين في انزعاج ، ثم وضع يديه في داخل جيبي بنطاله و...
-عز على مضض : اتفضل
-صفوت بتريث : والدك كان كلمني بخصوص موضوعك انت وجانا
-عز بنفاذ صبر : الله ، حضرتك برضوه لعاشر مرة بتعيد الكلام
-صفوت بحدة : يابني ان الله مع الصابرين
-عز وهو يلوي فمه في امتعاض : ونعم بالله
-صفوت متسائلاً بترقب : انت استشرت محامي في قضية مراتك
-عز وهو يجز على أسنانه بضيق : والله والدي هو اللي كان هيتصرف في الموضوع ده
-صفوت مبتسماً في ثقة : ووالدك فعلا اتصرف
ضاقت عيني عز الدين أكثر ، واعتلت علامات التساؤل والحيرة الزائدة وجهه ، و...
-عز بعدم فهم : تقصد ايه ؟؟
-صفوت مبتسماً ابتسامة عريضة : أقصد انه كلفني بالقضية
اغتاظ عز الدين من ردود صفوت المقتضبة والمبهمة عليه ، وبدأت ملامح وجهه تتجهم من جديد و...
-عز بضيق : مش فاهم
-صفوت بغرور زائد : القضية دي ممكن تخلص بس في كلمتين
-عز بتهكم : ازاي ؟
-صفوت بهدوء: انت مش طلقتها مرة واحدة
-عز وهو يتمتم بإيجاز : ايوه
-صفوت متابعاً بثقة : وشهور عدتها لسه مخلصتش
فكر عز الدين لبرهة ، وحاول أن يحتسب المدة التي مضت عليهما منذ انفصالهما و...
-عز وهو يلوي فمه : لأ معتقدش
-صفوت بحزم : يبقى تقدر تردها ليك
-عز بذهول : بتقول ايه ؟
-صفوت متابعاً بنبرة جـــادة نوعاً ما : اللي سمعته .. من حق الزوج أن يرد مطلقته لعصمته خلال شهور عدتها بدون رضاها ويعلن ده أمام الجميع ، أو من خلال خلوة شرعية خاصة لو كانت الطلقة هي الأولى أو الثانية ، ومن رحمة ربنا تعالى أنه سمح للمطلقة انها تقعد في بيت جوزها بعد الانفصال خلال شهور العدة لعل يحصل ما بينهم وفاق و ود تاني فيرجعوا لبعض
-عز بنبرة ممتعضة : بس ده محصلش ، انا طلقتها وكل واحد راح لحاله ومشوفتهاش ولا أعدنا سوا
-صفوت بجدية أكثر : أنا بفهمك انه من حقك ترجعها بدون رضاها بشرط انك متأذيهاش ولا تتعرض لها وانك تعاملها بما يرضي الله
فغر عز الدين شفتيه في صدمة ، ونظر إليه بذهـــــول تام و....
-عز بعدم تصديق: انت بتكلم جد
-صفوت بثقة : اه والله ، انا بس مستغرب انت إزاي متعرفش ده
-عز بتهكم : أصلي ماتجوزتش قبل كده ولا كنت طلقت ، فمعنديش خبرة
-صفوت مبتسماً بخبث : والوقتي عرفت
-عز بنظرات ماكرة : ايوه
-صفوت وهو يربت على كتفه ، وبنبرة حماسية : يالا اتوكل على الله ومتخافش ....!!!
وبالفعل نفذ عـــز الدين كل ما قاله المحامي صفوت مع زوجته جانا ، ولكن بمشاعر صادقة ، بأحاسيس حقيقية وليست زائفة ، فخرج الكلام من قلبه عذباً نقساً لمس مشاعرها بحق ...◘◘◘
......................................
عودة للوقت الحالي ،،،،
أجبر عز الدين جانا على أن تشاركه الرقصة الحالية بعد أن أعلن عودتهما إلى أحضان بعض من جديد كزوجين ، ورغم أن جانا كانت تحاول التحرر منه ، إلا أنه رفض أن يتركها ، بل كان محكماً ذراعيه حولها ، ووووو
#الحلقة_74
في سيارة عمـــــــر ،،،،
جلس عمـــر خلف المقود وهو يسب ويلعن الظروف التي جعلته يغفل عن جانا للحظة حتى تمكن عز الدين من ردها إليه ، أخذ عمر يضرب المقود بيده في عنف ، ثم زفـــر في غضب ، وبحث عن هاتفه المحمول في جيبه ، ثم أخرجه ...
اتصل عمــــر بأحد الأشخاص ، وهو متجهم الوجه ، وصارم الملامح .. سرد عمر بإيجاز ما حدث ، وسمع عدة لعنات وتوبيخات لاذعة من الطرف الأخـــر و...
-عمر هاتفياً بزمجرة حانقة : وأنا كنت هاعمل ايه يعني ؟؟!!!
-رامز هاتفياً بنبرة متهكمة : بس عاملي فيها الواد الفتك اللي تقدر توقع مليون بنت زي جانا بصوباع رجلك ، وانت بكلمة اضحك عليك
-عمر بضيق : ما أنا متوقعتش انه آآآ.....
-رامز هاتفياً بنبرة هادرة : انت تتنيل تيجي عندي الوقتي لحد ما أشوف هانعمل ايه
-عمر وهو يزفر في غضب : اووووف .. طيب ، أديني جــاي
أنهى عمـــر المكالمة مع رامز ، ثم ألقى هاتفه بعدم اكتراث على التابلوه الخاص بالسيارة ، وانطلق بسيارته إلى فيلته ...
..........................
في داخل القاعة ،،،،
أوشك حفل عقد القران على الانتهاء ، وفيه استمتع الجميع بالأجواء الحماسية والموسيقية الراقية ما عدا .... ،،،
-جانا بنبرة غاضبة : ازاي يا آنكل تسمحله يعمل كده؟؟
-يوسف بنبرة مهتمة : يا بنتي عز والله اتغير
-جانا بضيق : لأ هو زي ما هو ، مافيش فيه حاجة اتغيرت
-حسين بهدوء حذر : أنا لو مكونتش متأكد ان عز اتغير والله ماكنت خليته يقرب منك
-جانا بنبرة شبه هـــادرة ، ونظرات منزعجة : انتو نسيتو عمل فيا ايه ؟؟ نسيتو ازاي جه عليا بدون شفقة ولا رحمة ؟؟؟
-يوسف بنبرة متريثة : والله يا بنتي هو مظلوم زيه زيك .. اللي حصل برضوه يخلي أي حد يصدق انه حقيقة
-حسين بهدوء عميق : معلش يا بنتي هو برضوه معذور أي حد في مكانه كان جايز يتصرف كده
-جانا بنظرات مغتاظة ، وبتبرم : معذور ومظلوم !!! تيجي ازاي
-يوسف وهو يشير بيده ، وبنبرة حازمة : حاولي بس تفهمي وتربطي الأحداث ببعضها
إنتاب جانا الغضب العارم خاصة حينما وجدت عمها ، ووالد عز الدين يحاولان إيجاد التبريرات المقنعة لما فعله ..
-جانا بتهكم : خلاص كلكم بقيتو معاه ..
-يوسف بنظرات راجية : والله الموضوع مش كده خالص
-جانا بنبرة مختنقة ، ونظرات استنكار : محدش فيكم حس بيا ، محدش فكر في لحظة مشاعري ايه وقتها ؟؟
-يوسف بنبرة شبه متوسلة : انتي بس لو تعرفي اللي حصل والله ما هتصدقي
-جانا بحزم : مش عايزة أعرف حاجة
-حسين بهدوء : يا بنتي اسمعي
رفضت جانا أن تستمع إلى ما يقوله كلاً من عمها ، ورفيقه يوسف ، و...
-جانا بصرامة : أنا عاوزة أسيب مصر
-يوسف بصدمة : ايه ؟
-حسين مندهشاً : نعم ؟؟؟
-جانا بصلابة أكثر ، ونظرات قاتمة : زي ما سمعتوا
اعتلت الدهشة وجهي كلاهما ، في حين انضم عز الدين إليهما ، وعلى وجهه ملامح برود مستفزة و..
-عز مقاطعاً وهو يلوي فمه : مش هينفع يا هانم !!
-جانا بغضب هادر وهي تشير بيدها : انت بتكلم معايا ليه ؟؟ أنا موافقتش ارجعلك ، هوغصب يعني ؟؟؟؟
حــــاول عز الدين أن يتحكم في أعصابه ، وألا يجعل ردود جانا تستفزه ، خاصة أنها مازالت غير راضية تماماً عما حدث ، وقلبها مازال يحمل له العتاب واللوم نتيجة تسرعه وتهوره ...
تنهد عز الدين على مضض ، ثم حدق في عيني جانا و....
-عزبنبرة باردة : لأ مش غصب .. بس مينفعش تقرري انك تسيبي البلد فجأة
رمقت جانا عز الدين بنظرات محتقنة ، ثم هدرت في وجهه بـ ...
-جانا بنبرة عالية : أنا أعمل اللي انا عاوزاه ومحدش هيقدر يمنعني ، أنت فاهم !!
-عز على مضض : طيب اهدي .. محدش هيمنعك .. بس متنسيش انك بقيتي مراتي تاني ، ومينفعش تسافري بدون موافقتي
-جانا بتهكم صارخ : الكلام ده تبله وتشرب ميّته ، أنا معايا جنسية، وأقدر أطلب اللجوء للسفارة البريطانية !! أظن كلامي واضح مش محتاج تفسير !!!!
ورغم انفعال جانا المبالغ فيه ، إلا أن عـــز الدين استطاع أن يقرأ ما بين عينيها .. لقد لمح ذلك البريق الخفي الذي يعلن عن جذوة حب متقدة مازالت تشتعل بالحب ، ولكنها تخشى الاعلان عن نفسها ..
رمـــق عز الدين جانا بنظرات لو كانت تنطق لأفصحت عن رغبته في إسكاتها عن الكلام نهائياً وتقبيلها ليجعلها تنهار أمام تيار الحب الجارف الذي تحاول جاهدة أن تقاومه
-حسين بتوتر : خلاص يا ولاد .. خلونا نروح الوقتي وبعد كده نتكلم
-يوسف وهو يهز رأسه بتوجس : أنا شايف كده برضوه
-حسين بانزعاج : شوف يا عز العرايس خلصوا ولا لسه ناويين يباتوا في القاعة
-عز بنبرة معترضة : بس انا لسه مخلصتش كلامي ، وعاوز جانا شوية
-جانا بحزم : انسى !!
استدار يوسف برأسه ، ثم رمق عز الدين بنظرات صارمة و....
-يوسف بحدة : عز اسمع كلام عمك ، وروح دلوقتي عند ياسين !
ظل يوسف يشير بعينيه لعز الدين لكي يبتعد الآن ، حتى لا يتفاقم الوضع ، فاضطر عز الدين أسفاً أن ينصاع لطلب والده و...بس
-عز على مضض : ماشي ..
ثم حدق في جانا بنظرات جدية بدون أن يرمش و...
-عز الدين بنظرات متوعدة :بس لسه لينا كلام
ثم ســــار عز الدين مبتعداً عن جانا ، واتجه إلى الكوشة ، وكان بين الحين والأخـــر يلتفت برأسه لكي ينظر إليها ..
أشاحت جانا بوجهها للناحية الأخرى ، ثم هزت ساقها في عصبية و...
-جانا بنفاذ صبر: أنا عاوزة أمشي مش هستنى أكتر من كده
-حسين بنبرة ممتعضة : يا بنتي الصبر حلو .. خلاص هنقفل الليلة وكلنا هنتوكل على الله
-يوسف بهدوء : استهدي بالله وان شاء الله خير
وصــــل عز الدين إلى الكوشة ، ثم وقف إلى جوار ياسين ، وأمسكه من ذراعه ، وضغط عليه قليلاً وهو منحني بجذعه ناحيته و...
-عز لياسين بنبرة منزعجة : هتفضل كده كتير
-ياسين باستغراب : في ايه يا عم سيبني اهيص شوية
-عز بنبرة محذرة : انجز في سنتك ، بدل ما هتلاقيها ضلمت دلوقتي !!!
اتسعت مقلتي ياسين في صدمة ، ونظر إلى عز الدين بتوجس و...
-ياسين بنبرة قلقة : ضلمت .. طالما قولت كده يبقى في كارثة
-عز بهدوء زائف : هاروح أقول للدي جي يختم
-ياسين وهو يوميء برأسه : ماشي .. آآآه بس عاوز أقولك ضربة معلم اللي عملتها يا عز
-عز مبتسماً بثقة : أها ..
-ياسين مبتسماً ببلاهة : لا بجد متوقعتش انك تعمل كده .. عشان تعرف وشي حلو عليك
-عز بنبرة ساخرة ، ونظرات استهزاء : انت هتقولي .. نحسسسس من يومك !!
انصرف عـــز الدين ناحية المكان المخصص لتشغيل الأغاني ، في حين مالت دينا على ياسين ، و...
-دينا متسائلة بحيرة : بيقولك ايه ؟
-ياسين مبتسماً ببلاهة : ده بس بيباركلي
-دينا وهي تهز رأسها : أها
ضيق ياسين نظراته ، ثم رمق دينا بنظرات متسائلة و...
-ياسين بنبرة عادية : كنت عاوز أسألك حاجة؟
-دينا بهدوء : what؟
-ياسين باستغراب : هو انتي ليكي في الفن التشكيلي ؟
-دينا متعجبة : ليه ؟
-ياسين غامزاً ، وبمزاح : أصل كنت عاوز أشكيلك وانتي تشكيلي ونقعد سوا للصبح نشكي لبعض
تعالت قهقهات دينا على دعابة ياسين الطريفة ، ووضعت يدها على فمها لتخفي ابتسامتها العريضة و...
-دينا ضاحكة : ههههههههههههههههههههه ده انت فايق بقى
-ياسين بنبرة لئيمة : هو أنا هيجني نوم .. ما تجيبي بوسة
-دينا بخجل : عيب مايصحش
-ياسين بنبرة شبه منزعجة : هو أنا بطلب حاجة غريبة ؟؟ ده انتي مراتي
-دينا وهي تمط شفتيها : No
تبدلت ملامح ياسين فجــــأة للجدية ، ثم أشـــــار بيده إلى مكان ما و...
-ياسين بنبرة قلقة : ايه ده بصي هناك مش دي امك
التفتت دينا برأسها إلى حيث أشار ياسين و....
-دينا بتوجس : فين ؟
استغل ياسين الفرصة ثم انحنى على وجنة دينا برأسه ، وطبع قبلة سريعة على وجنتها ، فاتسعت عينيها في صدمة، وتوردت وجنتيها، و....
-ياسين غامزاً ، وبنبرة حماسية : عليكي واحد
-دينا بنبرة عتاب زائفة : الله ! كده ينفع
-ياسين وهو يهز حاجبيه في مرح : ينفع ونص وتلاتربع !!
وقفت سهير إلى جانب عايدة وهما تبتسمان من الفرحة والسعادة و..
-سهير بنبرة فرحة : ماشاء الله حلوين وزي القمر
-عايدة بنبرة سعيدة : ربنا يحميهم يا سهير هانم
-سهير بنظرات راجية : الله أميييين ..
تنهدت سهيرفي هدوء ، ثم نظرت إلى عايدة بنظرات انبهار و...
-سهير بجدية : الصراحة عز فاجئنا النهاردة
-عايدة بنبرة راجية : ربنا يهدي سره مع جانا
رفعت سهير بصرها إلى السماء و...
-سهير بنبرة متفائلة : يا رب ويكرمهم ويكفيهم شر العين
-عايدة مبتسمة بهدوء يا رب
.........
في منزل حازم ... ،،،،
كان حـــــازم جالساً على أحد الأرائك في منزله ، ومستنداً بساقه على طاولة أمامه وهو يشاهد التلفاز ، ويحتسي الخمــر ..
ثم رن هاتفه برقم صديقه فؤاد ، فأجـــاب على اتصاله ، فسرد له فؤاد بعجالة ما حدث قبل قليل في حفل عقد قران ياسين ..
أنزل حـــازم ساقه عن الطاولة الصغيرة الموضوعة أمامه في عصبية ، وانتصب في جلسته ، وتنبه لكل كلمة قالها فؤاد ، و...
-حازم هاتفياً بذهــول تام : بتقول ايه ؟
-فؤاد هاتفياً بتوجس : زي ما سمعت
ألقى حــــازم بالكأس الزجاجي الذي كان موضوعاً أمامه ، ثم نهض عن الأريكة في توتر رهيب و...
-حازم بنبرة منفعلة : أنت أكيييد بتخرف ؟
-فؤاد بانزعاج : والله أبداً ، ده لسه الخبر جايلي حالاً
-حازم وعينيه قد اشتعلتا من الغضب : طب ازاي ؟؟؟؟
-فؤاد وهو يلوي فمه في تهكم : الواد فاجيء الكل وخدها على خوانة ...!!
كـــور حازم قبضة يده في غضب عارم ، ثم حدق أمامه في نقطة ما وعينيه تطقان من الشرر و...
-حازم بعصبية زائدة ، ونظرات شيطانية متوعدة : مش حازم اللي يضحك عليه
-فؤاد بنظرات منزعجة : ناوي على ايه يا كبير؟
قست ملامح حازم للغاية ، واكفهر وجهه بشراسة و...
-حازم بزمجرة مخيفة : الليلة هيحصل اللي اتفقنا عليه ...!
-فؤاد بتلعثم : بس...بس
-حازم بنبرة صلبة : من غير بس .. انا جايلك !
-فؤاد بتوتر: بس يا زوما.. آآآ...
-حازم بإقتضاب : سلام
ضغط حازم على زر إنهاء المكالمة دون أن ينتظر أي رد من رفيقه ، ثم ألقى بهاتفه في عصبية على الأريكة و...
-حازم وهو يجز على أسنانه في حنق زائد : مش هيحصل يا عز الكلب انك تاخد جانا مني ، مش بعد كل اللي عملته ده تاخدها لوزة مقشرة .. ده هيبقى أخر يوم في عمرك !!!!!
.........
في خارج قاعة الفرح ....،،،
نجح عـــز الدين في جعل منظم الحفل ينهيه بدون أن يشعر أي أحد بوجود خطب ما ، ثم ســـار في اتجاه سيارته ، ووقف ينتظر العروسين بجوارها ريثما ينتهي العروسين من تلقي التهنئات ...
خــرج حسين هو الأخـــر من القاعة ، وجــاب ببصره المكان المحيط ليعثر على عز الدين مستنداً على سيارته و...
-حسين بنبرة عالية : عز ، عــــز !!
انتبه عز الدين إلى صوت المهندس حسين ، فاستدار برأسه ناحيته ، فوجده يتجه نحوه ، فاعتدل عز الدين في وقفته ، و...
-عز بنظرات حائرة : ايوه يا عمي
توقف حسين عن السير ، ووقف قبالة عز الدين ، ثم رمقه بنظرات جادة و...
-حسين بهدوء : ماتخدش على كلام جانا
-عز بجدية : لأ بالعكس أنا عاوزها تقول على اللي جواها كله ، عاوزها ترجع تثق فيا تاني ، والأهم من ده كله تسامحني
ابتسم حسين لعز الدين في ارتياح ، ثم ...
-حسين بنظرات متوجسة ، ونبرة منزعجة : متنساش انها لسه متعرفش انه كان ملعوب من امها ، وجوز امها
-عز على مضض : ما أنا عارف ، ونفسي تصدقني قبل ما تعرف ده
-حسين بنبرة متعشمة : اصبر شوية وربنا هيجبها جمايل من عنده
-عز مبتسماً بعذوبة : ان شاء الله
وما إن أيقن حسين من هدوء الأوضـــاع لدى عز الدين ، وعدم وجود أي ضغينة نحو ابنة أخيه حتى بدأ في التحدث بجدية عن ...
-حسين بصوت آجش : بص انت الوقتي هتركب مع العرسان وهتوصل دينا للبيت ، واحنا هنركب العربية بتاعتنا وراكو عشان نزفهم وهنحصلكم
-عز بنبرة عادية : تمــــام
تردد عز الدين قليلاً في السؤال عن وضع زوجته جانا ، فهو يخشى ألا تقبل أن تعود برفقته إلى الفيلا الخاصة بعائلته و...
-عز متسائلاً بحيرة: طب وجانا ؟؟
-حسين بنظرات ضيقة : مالها ؟
-عز بنظرات جادة ، ونبرة مؤكدة : هي مش الوقتي مراتي ، يعني أنا عاوزها معايا
-حسين بتوتر : بص أنا .. أنا مش عارف إن كانت هتوافق ولا لأ ، بس عاوز رأيي ، اصبر عليها يومين تلاتة كده لحد ما نظبط الدنيا معاها وبعدين ترجع الفيلا معاك
زفـــر عز الدين في انزعاج ، وضاقت عينيه ، وتسربت إليهما حمرة الغضب و...
-عز وهو يجز على أسنانه بحنق : يعني تبقى مراتي ومعرفش أخدها في حضني
-حسين برجــاء : يا بني ربنا يهديك ، احنا مصدقنا إن الليلة عدت على خير ، اصبر بس ، وان شاء الله خير
-عز بتنهيدة انزعاج : ماشي هاصبر ، بس مش كتير !!
-حسين مبتسماً ، وبنظرات امتنان : ربنا يكرمكم
-عز متسائلاً بإيماءة : وبالنسبة لموضوع التوصيل للبيت ، هاتيجي معايا ولا آآآ...
-حسين بنبرة متريثة: هشوفها هتعمل ايه ، هي واقفة مع سهير هكلمها وأرجعلك ، بس لو مرضتش خلاص هسيبها براحتها
-عز على مضض : اوكي يا عمي ، أنا مستني ردك
.......................
أشـــار يوسف بيده لزوجته عايدة و...
-يوسف بجدية : يالا بينا احنا يا ديلة عشان نلحق نركب ونزفهم
-عايدة وهي توميء برأسها : اوكي ..
التفتت عايدة برأسها إلى سهير و...
-عايدة مبتسمة بسعادة : الف مبروك يا سهير هانم .. ربنا يتمم فرحتنا على خير
-سهير بنظرات مبتهجة ، ونبرة حماسية : الله يبارك فيكي يا عايدة هانم
إنضم حسين إلى زوجته سهير و...
-حسين وهو يشير بيده : يالا يا سهير عشان نركب احنا كمان العربية
-سهير وهي توميء برأسها : حاضر
جاب حسين ببصره المكان بحثاً عن إبنة أخيه و...
-حسين متسائلاً بحيرة : اومال فين جانا ؟
-سهير وهي تشير بعينيها : واقفة مع هالة أختي وعيالها
-حسين وهو يهز رأسه : أها .. طيب شوفيها ان كانت هتركب معانا ولا مع العرسان
-سهير بنبرة عادية : طيب
.........................
أبدت هالة ( أخت سهير ) اعجابها بما فعله عز الدين مع جانا خلال حفل عقد القران ، و...
-هالة بنظرات انبهار : الصراحة مفاجأة غير متوقعة من جوزك
-جانا مبتسمة بحذر : أها
-هالة غامزة ، وبنبرة اعجاب : كل البنات في الفرح كانوا بيحسدوكي على اللي حصل
-جانا بإيجاز : عادي
أمسك كريم بكف يد جانا ، وجذبها بشدة لتنتبه له و...
-كريم متسائلاً ببراءة : جوجو انتي كده بقيتي جوزة زي دودي
-هالة مبتسمة : ايه جوزة دي ، اسمها متجوزة
-جانا ضاحكة ، وبمزاح : هههههههههههههههه ، لأ مش جوزة يا كيمو
وثب آســــر عدة مرات أمام والدته وجانا ، ثم ...
-آسر بنفاذ صبر: يالا بقى مامي تعبت
-هالة مبتسمة : حاضر يا أسورة ، دادي بس يجيب العربية وهنركب
إنضمت سهير إليهم ، ونظرت إلى جانا بنظرات جادة و...
-سهير بهدوء : يالا يا جوجو .. هتركبي مع مين ؟
-جانا وهي تهز كتفيها : لسه مش عارفة
-سهير متابعة بنفس الثبات : طب فكري بسرعة احنا كلنا مستنينك
-جانا وهي توميء بعينيها : حاضر ، هاطمن على أنطي هالة وولادها وهحصلكم
-سهير بجدية: ماشي ، بس آوام
-جانا وهي تهز رأسها : أوكي .....
ابتعدت سهير عن جانا ، واتجهت إلى سيارة زوجها ، في حين قرر فؤاد أن يستغل فرصة تواجد جانا بمفردها لكي يبدأ في تنفيذ الخطة التي وضعها حـــازم و....
توجه فؤاد ناحية جانا وهو يتلف حوله بحذر ، ثم وقف خلفها و...
-فؤاد بنبرة جدية : مدام جانا ؟
استدارت جانا بجسدها لتنظر إلى فؤاد بنظرات مرتابة و....
-جانا بخفوت : أيوه
-فؤاد بنبرة رسمية زائفة : حضرتك انا من العاملين بالقاعة جوه ، والظاهر إن في حد من أهل العروسة نسى أنسيال دهب جوه أو وقع منه
ضيقت جانا عينيها ، ثم نظرت إلى فؤاد بتوجس و...
-جانا وهي تعقد حاجبيها في استغراب : بتقول ايه ؟
-فؤاد متابعاً بقلق مصطنع : واحنا مش عارفين بتاع مين ، فاذا سمحتي ممكن تيجي معايا تستلمي الانسيال
-جانا بنظرات جادة ، ونبرة هادئة : اه طبعا .. بس لحظة واحدة
مد فؤاد يده لكي يمنع جانا من التحرك و...
-فؤاد بنظرات متوجسة ، ونبرة شبه مرتبكة : أنا مش هعطل حضرتك ، احنا بنقفل القاعة بس عشان مايضعش وتحصل بعد كده مشكلة
ترددت جانا في اتخاذ قرارها ، فهي ترغب في إبلاغ عائلتها بفقدان ذلك السوار الذهبي ، وفي نفس الوقت لا تريد أن تضيع وقتها
لاحظ فؤاد حيرة جانا ، فحـــاول أن يصر أكثر على طلبه و...
-فؤاد برجــاء : يا هانم كان زمان حضرتك خديته
-جانا وهي تمط شفتيه في اضطراب : مممم .. طيب أنا جاية معاك
-فؤاد بنظرات خبيثة ، وابتسامة ماكرة : شكراً يا فندم
ســــارت جانا مع فؤاد نحو باب القاعة ، و...
-جانا متسائلة بحيرة : وحضرتك لاقيت الانسيالده عند أي تربيذة تحديداً ؟
-فؤاد وهو يشير بيده : هو حضرتك كان موجود في الناحية دي
-جانا بنظرات متسائلة : فين ؟؟
-فؤاد بجدية : أهوو يا هانم
تقدمت جانا في خطواتها ، وسارت في الرواق المؤدي إلى القاعة ، في حين تراجع فؤاد خطوة للخلف ، ثم قام بلف ذراعه حول جانا ، وقام بتكميم فمها ، وبالذراع الأخـــر كبل معصميها بقبضة يده القوية ...
انتفض جسد جانا فزعاً ، وحاولت أن تصرخ ولكنها عجزت عن هذا ، فقد باغتها فؤاد بحركته تلك ..
تلوت جانا بشدة محاولة التخلص من قبضته المحكمة عليها ، في حين جاهد فؤاد في احكام سيطرته على جانا ، ثم سحبها معه في اتجاه باب جانبي خاص بمنفذ الطواريء و....
-فؤاد بحزم : أنا أسف يا جانا ، بس مضطر اعمل كده
جــــر فؤاد جانا جراً إلى خــــارج القاعة من باب الطواريء ، وسار بها ناحية الجراج السفلي ، ورفعها عن الأرض قليلاً لكي يتمكن من التحرك بها سريعاً دون أن يشك أي أحد بغيابها ..
ركلت جانا بقدميها في الهواء ، وقاومت فؤاد بكل ما أوتيت من قوة ، وكادت أن تقلت منه ، ولكنه أمسكها مجدداً ...
ومن بين الظلام ظهر شبح شخص ما من بعيد وهو يركض في اتجاههما و...
-حازم بابتسامة شيطانية : حبيبة قلبي
اتسعت عيني جانا في صدمة ممزوجة بالرعب ، وإنتابتها رجفة رهيبة ، فقد تفاجئت بوجود ذلك البغيض أمامها ، وتملكها الفزع منه ، حيث خشيت أن يفعل بها شيئاً ، فإزدادت مقاومتها ، وحاولت أن تخلص فمها على الأقل من قبضة فؤاد القوية عليه لكي تصرخ عالياً
لم يترك فؤاد الفرصة لجانا لكي تهرب من براثنه ، وظل متشبثاً بشراسة بها و...
-فؤاد بجدية : أنا كده خلصت اللي عليا ، تمام يا ريس
-حازم مبتسماً بلؤم ، وبنظرات شيطانية : تمام أوي ، وهتلاقي حسابك في شنطة العربية
-فؤاد مبتسماً بخبث : عاش يا كبير .. أسيبك أنت مع البونبوناية تاكلها براحتك !!
مد حازم أحد ذراعيه ناحية جانا ، ثم أمسك بمعصميها بقوة ، في حين أرخى فؤاد قبضته عنها ، ووضع يحازم يده الأخرى على فم جانا التي صرخت مرة واحدة ، ولكنها لم تتمكن من طلب النجدة من أحد
أطبق حــــازم بذراعيه على جانا ، ثم ضمها إلى صدره عنوة ليحتضنها ، ويشم عطرها الأخـــاذ بطريقة جعلت جانا تتقزز منه ..
بدأت دموع جانا في الانهمـــار بسبب فزعها الرهيب مما هي مقبلة عليه ، في حين تابع حـــازم حديثه بـ ....
-حازم بنبرة أقرب للفحيح : وحشتيني أوي يا جانا .. معلش سامحيني على اللي هعمله الوقتي معاكي بس مينفعش أسيبك للزفت عز ده تاني
جحظت عيني جانا في خـــوف مميت ، وارتسم الرعب على قسمات وجهها ، وتلوت أكثر بجسدها أمامه لكي تخلص نفسها منه ...
تعالت ابتسامة شيطانية لئيمة وجـــه حــازم الذي اندفع فجـــأة برأسه ناحية رأس جانا ليضربها بكل حدة في مقدمتها ، لتدور الدنيا أمام عينيها ، وتتلاشى الرؤية تدريجياً منهما ، وتسقط بين ذراعيه فاقدة للوعي ...
انحنى حازم بجذعه قليلاً للأسفل ليحمل جانا من أسف ركبيتها بعد أن أسند جسدها بذراعه ، ثم ســــار بخطوات راكضة إلى باب جانبي يؤدي إلى خـــارج الجراج ، ومن ثم دفع الباب بظهره ، ليفسح المجال لنفسه قليلاً لكي يمرق من خلاله للخــــارج ، ثم سار بها نحو سيارته التي صفها في شارع جانبي قريب ...
وصل حــــازم إلى سيارته ، ثم أوقف جانا على ساقها المرتخية ، بينما أمسك بها بقوة من خصرها لكي لا تسقط منه ، وأخرج مفتاح سيارته من جيب بنطاله ليفتح الباب الخلفي ، ثم بكل حـــذر اسند جانا على المقعد الخلفي ، وأراح رأسها للجانب ، وضم ساقيها معاً ، وأغلق الباب بسرعة ، ثم دار حول السيارة ليمسك بمقبض الباب الأمـــامي ويفتحه ، ويجلس خلف المقود ، وينظر إلى جانا من المرآة الأمامية و..
-حازم بغرور قاتل ، ونظرات مخيفة : كلها شوية يا حبيبتي ونكون سوا ، انتي لما هتصحي تاني هتلاقي نفسك في حضني ومنورة بيتي يا ... يا حبيبتي
..................................
في سيارة عز الدين ...،،،
ركب ياسين وزوجته دينا في المقعد الخلفي ، في حين ظل عز الدين يطرق بأطراف أصابع كفي يده على المقود ، وهو ينظر بنظرات صارمة حوله منتظراً انضمام جانا إليهم ...
زفــــر ياسين في انزعـــاج ، فقد أصابه الضجر من كثرة الانتظار و...
-ياسين بنبرة منزعجة : مش يالا بقى يا عز ، احنا حمضنا
-عز بضيق : اصبر شوية ، انا مش عارف انت مستعجل على ايه !
-ياسين وهو يلوي فمه في امتعاض : يا بني عاوز أخد البُنية وناكل لقمة بره ، ده احنا عرايس
-عز بتهكم : هو انت ماشبعتش من كتر اللغ في الفرح
-ياسين مبتسماً ببراءة : لأ ده كان مسح زور
حدق عـــز الدين في الاتجاه الذي كانت تقف فيه جانا قبل لحظات و...
-عز بزمجرة قليلة : استنى دقيقة ...!!
-ياسين مازحاً : بولي كاتا .. اني جائع
-عز وهو يزفر في انزعاج : يووووه ، زهقتني ، خلاص أديني طالع
أدار عز الدين محرك السيارة على مضض ، ثم انطلق بها وهو يظن أن جانا مازالت متواجدة مع عائلتها ورفضت أن تركب إلى جواره ...
تجهمت ملامح عز الدين أكثر وهو يقود السيارة حيث ظن أن
-عز لنفسه بخفوت شديد : شكلها مصممة متركبش معايا ، يالا مش مشكلة ، هفضل وراها لحد ما تسامحني ، وهو أنا ورايا حاجة إلا مراتي حبيبة قلبي
............
تبادل ياسين حديثاً رومانسياً مع زوجته دينا التي كانت بين لحظة وأخرى تطرق رأسها في حياء .. ثم ..
-ياسين بنبرة حماسية : هتاكلي احلى أكل يا دندون
-دينا متسائلة بخجل : هتأكلني ايه ؟
-ياسين بثقة : تقاطيع
-دينا وهي تعقد حاجبيها في صدمة : ايه ؟
-ياسين متابعاً بنفس الثقة : بقولك تقاطيع وفشة ومومبار ولسان وحاجات ايييييييه ماتتخيليهاش !
-دينا وهي تلوي فمها بتقزز ، وبنظرات اشمئزاز : Yucky، يعع ، ايه القرف ده !!!
-ياسين بتهكم : قرف .. ده انتي عبيطة ومش فاهمة حاجة
-دينا بنبرة متأففة : لأ أنا مش عاوزة الحاجات دي
-ياسين متسائلاً بإنزعاج : اومال عاوزة ايه ؟
-دينا وهي تمط شفتيها في تمني : ممممم.. بيتزا بالماشروم ، أو بالسي فوود أو ممكن نطلب ميكس جريل
-ياسين ساخراً : ودول أجيبهم من صيدناوي ولا بانزيون ( أسماء محلات شهيرة )
-دينا بضيق : بطل بقى
-ياسين مبتسماً ببلاهة : خلاص أنا هوديكي عند مطعم أخر ألاجة
-عز متسائلاً ، وهو ينظر إلى كلاهما من مرآته الأمامية: اتفقتوا على ايه ؟
-ياسين بنبرة متلهفة : اطلع آعـــز على مطعم الشِعب
-دينا وهي تعقد حاجبيها في استفهام : مطعم ايه؟
-عز بنظرات متوجسة : انت متأكد ؟
-ياسين بثقة مغترة : ييس !
-دينا بنظرات حائرة : وده بيعمل ايه ؟
-ياسين بنظرات عين متسعة : هبهرك
-عز ضاحكاً : ههههههههههههههه من ناحية هتنبهري فهو فعلاً هيبهرك ، ههههههههههههه الله يكون في عونك يا دينا
#الحلقة_75
قــــاد عز الدين سيارته بالعروسين ، واتجه إلى أحد المطاعم الشعبية في أحد الأحياء البسيطة ، والذي يُدعى " مطعم الشعب " ، جــابت دينا ببصرها المكان ، وعلى وجهها علامات الحيرة والامتعاض ..
أوقف عز الدين سيارته ، و....،،،،
-عز بهدوء : وصلنا
-دينا متسائلة بنظرات متوجسة : احنا فين ؟
-ياسين مبتسماً بسعادة : في مطعم الوحدة العربية ، مطعم الأمة ، مطعم الشعب ...!
حدقت دينا في عنوان لافتة المطعم ، واتسعت عينيها في ذهول حينما أدركت نوعية الطعام الذي يُقدم به و...
-دينا بنبرة متلعثمة : ده بتاع ..بتاع
-ياسين بحمـــاس : قولي متكسفيش ، ده بتاع فول وطعمية وفلافل .. ها ايه رأيك بقى؟
اغتاظت دينا كثيراً من أفعال ياسين المازحة معها ، فلكزته في كتفه بحدة و...
-دينا بضيق : You're silly
-ياسين مبتسماً ببلاهة : لأ مش عنده البتاع ده
-عز ضاحكاً: هههههههههههههههه مش قولتلك هتنبهري
-ياسين بنبرة هادئة : طب تحبي ناكل كشري ؟
-دينا بإنزعاج : بس بقى مش عاوزة أكل ، خليني أروح عند دادي
-ياسين بنبرة صارمة : لأ يا حلوة ، من النهاردة مافيش دادي .. أنا دادي
-عز بجدية ، ونظرات محذرة : خف على دينا شوية
-ياسين غامزاً : بدل ما تقف جمبي يا بونسب
عقدت دينا ساعديها أمام صدرها ، وأشاحت بوجهها بعيداً عن ياسين الذي حـــاول مغازلتها بعذب الكلام ، فرمقته بنظرات مغتاظة ، ثم نظرت في اتجاه عز الدين و...
-دينا بوجه ممتعض : يرضيك اللي بيعمله فيا يا عز
-عز بنبرة رزينة : الصراحة ..لأ
-ياسين بثقة : سمعتيه أهو بيقولك ( أه ) عشان تصدقيني !!
-دينا بضيق : انت اوفر
-ياسين وهو يعقد حاجبيه في مُزاح : اوفر ازاي ، ده انا شاحن قبل ما نزل
-دينا وهي تزفر في انزعاج شديد : يوووه
-عز مبتسماً من بين شفتيه: انتي مش هتخلصي النهاردة منه
-ياسين بجدية : طب انزل هاتلي يا عز شقتين فول وطعمية وطبق بتنجان مقلي
-دينا بنظرات مصدومة : كمان
-ياسين بجدية : أتسلى فيهم لحد ما أوصلك
-عز ساخراً : أحب أبشرك أن جوزك ده مفجوع
-دينا وهي ترمقه من زاوية عينها ، وبتهكم: ماهو واضح
ترجل عز الدين من السيارة ، ثم وقف إلى جوار نافذة ياسين و...
-عز متسائلاً بهدوء : حاجة تانية ؟
-ياسين وهو يوميء برأسه : أيوه ، المخلل الله يكرم أصلك عشان يزوء الحاجات دي كلها
-عز بحدة : لأ انا كده مش هخلص ، انجز في يومك
-ياسين مبتسماً ابتسامة عريضة : كفاية كده عليك ، وأما هروح أشوف هبقى اجيب ايه تاني
.............................
في نفس الوقت في سيارة يوسف الكيلاني ،،،
قطب يوسف جبينه في استغراب وهو يتابع ابنه عز الدين وهو يصف سيارته في أحد المناطق الشعبية و...
-يوسف بحيرة : هما العيال رايحين فين؟
-عايدة وهي تهز كتفيها : مش عارفة
-يوسف بنظرات متفحصة ، ونبرة متعجبة : الله مش ده مطعم فول وطعمية
-عايدة مبتسماً نصف ابتسامة : الظاهر انهم جعانين
-يوسف بنبرة شبه جادة : لأ دول مجانين ، في حد ياخد عروسته مطعم فول في ليلة فرحهم !!!!!!!
-عايدة بنظرات مشرقة ، ونبرة حانية : طالما سينو في الليلة يبقى أي شيء جايز
-يوسف وهو يهز رأسه في تعجب : على رأيك
...................................
في سيارة حسين الدمنهوري ،،،،
تابع حسين هو الأخــــر عز الدين وهو يصف السيارة أمام أحد المطاعم الشعبية ، فتعالت ضحكاته على تصرفاتهم الغير طبيعية و...
-حسين مبتسماً : شوفتي العيال نزلوا عند ايه يا سهير !!
-سهير ضاحكة : ههههههههههههه ، مش معقول ، عند مطعم الفول ههههههههههه ، تصدق أنا نفسي اتفتحت على طعمية سخنة
-حسين بنظرات دافئة ، وبخفوت : بس كده ، ده انا أجيبلك المقلاية بحالها
-سهير وهي تربت على كتفه ، وبصوت ناعم : يخليك ليا ياااا حاج حسين
-حسين بجدية : طيب خليكي انتي أعدة في العربية وأنا نازل أشتري طعمية سخنة
-سهير وهي توميء برأسها : طيب ، وبالمرة اطمن على دينا وياسين وجانا
-حسين وهو يتمتم بإيجاز : طيب
أوقف حسين محرك سيارته ، ثم ترجل منها ، وســـار في اتجاه سيارة عز الدين ...
.....................................
توجه عز الدين ناحية مطعم الشعب الخاص بالمأكولات الشعبية الشهيرة ، في حين لحق به حسين الذي وضع يده على كتفه لينتبه عز الدين إليه و.... ،،،
-عز مندهشاً : ايه ده يا عمي انت كمان هتجيب شُقق ( سندوتشات )
-حسين مبتسماً بهدوء : لأ أنا هاجيب طعمية بس
-عز متسائلاً بجدية : مين بقى اللي عاوز ياكها حضرتك ولا طنط ولا ... آآآ... جانا ؟؟
ضيق حسين عينيه ، وعقد حاجبيه في استغراب شديد ، وارتسمت الجدية على ملامحه و....
-حسين بنبرة استغراب : جانا !! مش هي راكبة معاكو يا بني ؟
-عز وهو يهز رأسه نافياً ، وبجدية : لأ يا عمي ، جانا مش معانا في العربية ، ده انا مفكر أنها راكبة مع حضرتك
-حسين بنظرات قلقة : لأ مش في العربية ، مافيش إلا انا وسهير
إنتاب القلق الشديد ملامح عز الدين ، وظل ينظر إلى عمه حسين بنظرات مرتبكة و...
-عز متسائلاً بخيفة : الله اومال جانا راكبة مع مين ؟؟؟
-حسين بتوجس : استنى كده أما أسأل يوسف
ركض كلاً من حسين وعز الدين في اتجاه سيارة يوسف ، ثم استند يوسف بيده على زجاج السيارة الأمامي ، وهو يلهث و....
-عز بلهفة: بابا هو جانا مركبتش معاك العربية؟
-يوسف بدهشة : جانا ، وايه اللي هيجبها تركب معانا ، مش هي كانت واقفة أخر مرة معاكو
-حسين بنبرة مضطربة ، ونظرات مرتعدة : جانا مركبتش معايا العربية ، أومال راحت فين؟؟؟
-عز مقاطعاً بضيق ، وبنظرات حائرة : هي كانت واقفة مع طنط سهير وقريبتكم باين
-حسين بجدية : ايوه هالة ، يمكن خدتها معاهم في العربية .. لحظة كده أما أسأل سهير
-عز بنبرة متوترة : ماشي
سار حسين بخطوات راكضة في اتجاه سيارته ، ثم أطل برأسه من النافذة المجاورة لمقعده و.... ،،
-سهير مبتسمة بهدوء : ها يا حاج جبت الطعمية ؟
-حسين بنبرة حادة : طعمية ايه الوقتي ، جانا مش مع عز في العربية
-سهير بنظرات مصدومة ، وبقلق : بتقول ايه ؟
-حسين بإنزعاج ، ووجه عابس : اللي سمعتيه ، هي مش كانت واقفة معاكي ومع اختك هالة
-سهير وهي توميء برأسها في توتر : ايوه وقالت هتحصلني ، تكونشي ركبت مع هالة
-حسين وهو يشير بيده ، وبنبرة شبه آمرة : طب كلمي هالة بسرعة واعرفي منها
-سهير بتوجس : على طول يا حاج ، ثانية بس اطلع الموبايل !!
وضعت سهير يدها في حقيبتها ، ثم بحث بعجالة عن هاتفها المحمول ، ثم أخرجته وضغطت على بعض الأزرار لكي تتصل بأختها الصغرى وتستفسر منها عن جانا كما طلب منها حسين و...
-سهير هاتفياً بإرتباك : الووو
-هالة بنبرة مرحة : ايوه يا أم العروسة ، وصلتوا يا حبيبتي ولا لسه ؟
-سهير متسائلة بإيجاز : هي جانا معاكو ؟
-هالة باستغراب: جانا ؟ ودي ايه اللي هيجبها معانا ؟
-سهير وهي تعقد حاجبيها في ترقب : يعني مركبتش العربية معاكو توصلوها
-هالة بجدية : لا والله مشوفتهاش ، ده هي حتى قالتلي انها هتركب معاكي انتي والبشمهندس حسين
كان الطفلين كريم وآســـر يصغيان إلى مكالمة والدتهما الهاتفية ، فتنبه كريم إلى حدث والدته عن جانا و...
-كريم مقاطعاً ببراءة : مامي جوجو حد جه كلمها ومشت معاه
انتبهت هالة إلى ما يقوله طفلها الصغير ، و...
-هالة بجدية : ثواني كده يا سهير ...
أبعدت هالة الهاتف عن أذنها ، ثم التفتت إلى صغيرها ، ونظرت إليه بنظرات ثابتة وجادة
-هالة متسائلة بنبرة صارمة : بتقول ايه يا كريم ؟؟؟
-كريم بصوت طفولي وهو يشير بيده : جوجو كانت واقفة بتكلمني وبعدين جه واحد كلمها وراحوا جوا القاعة ..!!
وضعت هالة الهاتف مجدداً على أذنها ، ثم ســـارت مبتعدة عن طفلها و...
-هالة بنبرة متوترة : كريم بيقولي يا سهير ان جانا جالها حد يكلمها وبعد كده راحت معاه جوا القاعة
-سهير متسائلة بتوجس : واحد مين ده ؟
-هالة بإقتضاب : مش عارفة
-سهير بقلق واضح : طب أنا هبلغ الحاج حسين
-هالة بخوف : طمنيني يا سهير عن جانا أما تعرفوا حاجة عنها أو حتى توصلولها !
-سهير وهي تلوي فمها : ان شاء الله ..مع السلامة
أنهت سهير المكالمة مع أختها الصغرى هالة ، ثم رفعت بصرها في اتجاه زوجها الذي كانت ملامح وجهه متوترة للغاية و...
-حسين وهو يبتلع ريقه في ارتباك : خير يا سهير قالتلك هالة ايه ؟؟ جانا معاها صح ؟ العيال شبطوا فيها وهي روحت معاهم صح ؟؟
-سهير بصوت خائف : لأ هي مش معاهم
في نفس التوقيت وصـــل عز الدين إلى سيارة عمه حسين ، واستمع إلى ما قالته سهير ، فانتابه الغضب الشديد ، واشتعلت عينيه بحمرة الحنق و...
-عز بعصبية : يعني ايه الكلام ده ؟؟؟ اومال راحت فين ؟؟؟؟ تكونش نفذت وعدها وراحت ع المطار !!!!
-سهير متابعاً بنفس الخوف : هالة بتقول ان كريم شاف واحد جه كلم جانا ، وبعدين اخدها ودخلوا القاعة تاني
-عز بنظرات ضيقة ، ونبرة صلبة : واحد !!
-حسين متسائلاً في حيرة : مين ده ؟؟
-عز بحزم : يبقى لازم نروح القاعة فوراً ، ونشوف جانا إن كانت هناك ولا لأ
-حسين وهو يزفر في انزعاج : يوووووه ، شوف احنا من اللبخة نسينا نطلبها على الموبايل
-عز بجدية ، ونظرات حادة : طب يالا ياعمي كلمها اوام واعرف منها هي فين
-حسين بتريث : لحظة يا بني
أخــــرج حسين هاتفه المحمول من جيب بنطاله ، ثم اتصل بجانا ووضع الهاتف على أذنه ليستمع إلى صوت آلي مسجل يشير إلى أن هاتف جانا مغلق و....
-حسين بضيق : بيقولي الهاتف المطلوب مغلق
-عز بتجهم : مغلق !! .. انا رايح القاعة
-حسين بجدية : وانا جاي وراك
إنضم يوسف هو الأخــــر إليهما فلاحظ ملامح الغضب الممزوجة بالضيق على وجه ابنه ، وملامح الارتباك والخوف على وجه رفيقه حسين و...
-يوسف مقاطعاً بتسؤل : وصلتوا لايه ؟؟؟
-حسين بخوف بالغ : جانا مش لاقينها
-يوسف بصدمة : بتقول ايه ؟
-حسين متابعاً بنفس الخوف : مركبتش أي عربية من اللي تبعنا ، والواد كريم ابن اخت سهير بيقول شافها اخر مرة عند القاعة بتكلم مع واحد ، وبعدين خدها ودخلوا جوا !
-يوسف بتوتر ملحوظ : ان شاء الله خير
-حسين بنبرة راجية ، ونظرات متوجسة : جيب العواقب سليمة يا رب
-يوسف وهو يغمغم بجدية : أنا هحصلكم على القاعة
-حسين بإقتضاب : طيب
..............................
ركض عز الدين ناحية سيارته ، ثم نزع السترة الخاصة به في عصبية ، وأرخى رابطة عنقه في ضيق ، ثم أمسك بمقبض باب سيارته ، وفتحه ، وركب في الداخل ، وألقى بالسترة بدون إكتراث على المقعد المجاور له ، وأدار السيارة بسرعة ، ثم ضغط على دواسة البنزي بقوة لتنطلق السيارة بسرعة رهيبة إلى الأمـــام ، فيدير عز الدين عجلة القيادة فجـــأة لتدور السيارة في الاتجاه العكسي ...
نظر كلاً من ياسين ودينا إلى بعضهما البعض في حيرة ، ثم ...
-ياسين متسائلاً بمرح : جبت الشقق يا عز لأحسن عصافير بطني بتنهق جوا
-عز بحدة : ده مش وقت اكل يا زفت ، استنى أما نشوف النصيبة اللي حصلت
-دينا بتوجس : مصيبة ايه ؟
-عز وهو يتمتم بإنزعاج : جانا مش لاقينها !!!
-دينا بصدمة : بتقول ايه ؟
-ياسين باستغراب : ازاي ده ؟
-عز وهو يلوي فمه في امتعاض : أهوو اللي حصل ، واحنا راجعين على القاعة نشوفها هناك ..!
زاد عز الدين من سرعة السيارة ، وبحرفية فائقة تجاوز بعض من السيارات التي كانت تعوق تقدمه ، فانتاب ياسين القلق من سرعة السيارة الزائدة و...
-ياسين بنبرة قلقة : طب هدي السرعة شوية
-عز بحدة : اسكت الوقتي ، أنا دماغي مش فيا
-ياسين بخوف : ابوس ايدك اهدى شوية لأحسن هتتقلب بينا العربية ، ولا هنحصل جانا ولا عفريتها وبدل ماندخل دنيا هنتخرج نهائي للآخرة ....!!
-دينا برعب : OMG
-ياسين بتهكم : تصدقي آدودي مافيش مرة تقوليها إلا وتحصل كارثة
-دينا وهي تلوي فمها في استنكار : وانا ايه ذنبي
-ياسين وهو يدندن بسخرية مريرة : اه وأنا ايه ذنبي وأنا ايه ذنبي لابسالي الفستان البمبي ♫ .. حسرة عليا وعلى شبابي !!!!!!!!!!
-عز بصرامة : انت هتعملي فيها ريا .. اسكت خالص مش عاوز أسمع حسك
-ياسين بتهكم : يعني أموت وأنا محسور !!
-عز بنبرة هادرة : ياســـــــــــــــين !!!
تنحنح ياسين في خوف ، ثم التفت إلى دينا ، ونظر إليها بإنزعاج زائف و...
-ياسين بجدية مصطنعة : بس بقى يا دينا خلي الراجل يركز في السواقة !!!
-دينا وهي تعض على شفتيها في غيظ : أنا برضوه
-ياسين هامساً : شششش .. ماتوقعينش في الغلط
...................................
أسفل البناية التي يقطن بها حــــازم ...،،،
أوقف حــــازم سيارته عند مدخل البناية التي يعيش فيها ، ثم نظر حوله بنظرات متربصة لكي يطمئن أنه لا يوجد من يتابعه ..
ترجل حازم من السيارة ، ثم دار حولها ، واتجه إلى الباب الجانبي ، وفتحه ، وقبل أن ينحني بجذعه داخل السيارة ، رمق الطريق ، وكذلك نوافذ البنايات المتجاورة لكي يتأكد من عدم وجود من يراقبه ...
مد حازم ذراعيه داخل السيارة ، ثم أمسك بذراعي جانا، وضمهما سوياً وأسندهما على صدره ، ثم وضع أحد ذراعيه خلف ظهرها ، والأخر من أسفل ركبتيها ليحملها برفق إلى خــــارج السيارة
صفع حـــازم باب السيارة بقدمه ، ثم ســــار بخطوات راكضة نحو مدخل البناية ، ودلف بها داخل المصعد ، ومن ثم وصل إلى باب منزله ....
...........................
أنزل حـــازم جانا على ساقيها ، ثم أسند ثقل جسدها على صدره لكي يتمكن من فتح باب المنزل ، ثم انحنى قليلاً بجسده ليحمل جانا على كتفه ، ويدلف بها إلى الداخل ..
أغلق حازم الباب خلفه بهدوء ، ثم أوصده ، وســـار بجانا ناحية غرفة نومه ...
دلف حازم إلى غرفة نومه ، ثم مد يده لينير الغرفة بإضاءة باهتة ، واقترب من فراشه ، وانحنى بحذر ليضع جانا على الفراش برفق ..
بحث حــــازم عن بعض الأربطة لكي يستخدمها في تقييد جانا فلم يجد إلا روابط عنقه ، وبالفعل قيد جانا من يديها ومن ساقيها ، وتركها ممددة على الفراش غائبة عن الوعي ... أحضر حازم رابطة عنق أخرى لكي يكمم بها فم جانا حتى لا تصرخ إن أفاقت مجدداً ..
جلس حازم على طرف الفراش متأملاً جسد جانا بنظرات ممعنة ، وبأعين شهوانية طامعة في إلتهام أنوثتها ... ثم مد أطراف أصابعه نحو ذراعيها ، وظل يتحسس بشرتها اللامعة بحذر مما جعل رجفة ما تسري في جسدها ، فزادته رغبة فيها ...
-حازم بهدوء مخيف : نورتي بيتك يا عروسة ، الشقة من غيرك كانت ضلمة ...
أراد حـــازم أن يتأكد من أنه لا يحتاج إلى أي شيء ، ولا يوجد ما ينقصه في المنزل حتى لا يضطر لترك جانا بمفردها ...
توجه حازم إلى خـــارج الغرفة ، ثم سار في اتجاه المطبخ ، وبحث في الثلاجة عن طعام يمكن إلتهامه مع حبيبته الغافلة ، فلم يجد ما يصلح لذا قرر أن ينزل على عجالة ليشتري ما يلزمه ، وذلك قبل أن تعود جانا إلى وعيها ...
عــــاد حازم إلى الغرفة وعلى وجهه ابتسامة لئيمة ، ثم تأمل جانا بنظرات راغبة و...
-حازم بخفوت : شوية وراجعلك ، مش هتأخر
وبالفعل دلف حـــازم إلى خـــارج الغرفة ، ثم ســـار ناحية باب المنزل بخطوات سريعة ، وانصرف خارج المنزل ، وأوصد الباب من الخــارج ...
.......................................
وصلت السيارات الثلاث إلى القاعة التي أقيم بها حفل عقد القران ...
أوقف عز الدين سيارته في قارعة الطريق دون أن يهتم بصفها ، وترجل منها ، وركض في اتجاه المدخل ...
لحق به حسين ويوسف ، في حين انتظر الباقي في السيارات ..
-عز بنبرة هادرة : فين مدير القاعة ؟؟؟
-أحد العاملين: الاستاذ وفيق ؟
-عز وهو يصرخ بعنف : فينه ؟؟؟
-أحد العاملين وهو يشير بيده في توجس : آآآ... هناك في مكتبه يا بيه
-يوسف بجدية : يالا يا عز
-حسين بتوتر شديد : استرها يا رب
اقتحم عز الدين غرفة مكتب الاستاذ وفيق مدير القاعة دون أن يطرقه مما جعله ينتفض فزعاً من على مقعده ، ويرمقه بنظرات غاضبة و.... ،،،
-وفيق بحدة : في ايه يا استاذ ؟؟ في حد يدخل المكتب بالشكل ده؟؟؟
-عز بصراخ قوي : فين جانا ؟
-وفيق: جانا مين
-حسين بنبرة مضطربة : جانا بنت اخويا اللي كانت معانا في الفرح
-وفيق بعدم فهم : والله أنا معرفش انتو بتكلموا عن مين؟
اتجه عز الدين إلى حيث يقف الأستاذ وفيق ، ثم أمسك به من ياقته ، وجذبه بعنف نحوه
وضع الاستاذ وفيق كلتا يديه على قبضتي عز الدين محاولاً تخليص نفسه منه و....
-عز بنظرات شرسة ، ونبرة صادحة : أنا مش خارج من المكتب ده غير لما أعرف فين جانا...!
تحرك يوسف في اتجاه عز الدين ، وحاول تهدئته قليلاً ، ولكنه لم ينجح فقد تملكت العصبية المفرطة منه ، واحتقن وجهه بالدماء الغاضبة و....
-يوسف برجاء : اهدى يا عز
-وفيق بحزم : لو سمحت حضرتك نزل ايدك وإلا هيبقالي معاك تصرف تاني
-عز بنبرة تهديد ، ونظرات وعيد : هات أخرك معايا ، أنا مش هخاف
-حسين برجاء : بس يا عز ..
اضطر عز الدين أسفاً أن يرخي قبضتي يده عن ياقة الأستاذوفيق ، ليتحرر هو منه ، في حين أردف حسين بـ ...
-حسين بخوف : معلش يابني اعذرنا .. بنتنا ضاعت ، واحنا مش لاقينها وأخر مرة اتقالنا انها كانت هنا في القاعة
-وفيق بفتور : حضرتك القاعة مقفولة من نص ساعة ومافيهاش حد
-عز بحنق : تقصد ايه ؟؟؟
-وفيق ببرود مستفز : اقصد حضرتك ان مافيش حد موجود في القاعة الوقتي ،وتقدروا تشوفوا ده بنفسكم
-حسين برجاء ، ونظرات منزعجة : معلش يابني عشان نتأكد
-وفيق وهو يشير بيده : اتفضلوا معايا
وبالفعل ســــار الأربعة في اتجاه القاعة ، ولم يجدوا بها أي أثر لجانا ..
وضع عز الدين يده على رأسه ، وظل يدعك في شعره بعصبية و...
-عز بإنفعال واضح : طب ازاي ؟؟ اومال هتكون راحت فين ؟
-يوسف وهو يمط شفتيه : الغايب حجته معاه
-حسين متسائلاً في خوف : طب أدور عليها فين ؟؟
ظن عز الدين أن جانا ربما تكون قد نفذت تهديدها بالرحيل عن القاهرة والعودة إلى لندن مرة أخرى ، لذا هناك احتمال ما أنها قد توجهت للمطـــار
-عز بتلهف : يالا بينا على المطار ممكن تكون راحت هناك
-حسين باستغراب : هتروح ازاي يا بني هي لا معاها فلوس ولا تذاكر ، والباسبور بتاعها معايا
-عز متسائلاً بعصبية : اومال هتكون فين ، هــه فييييييييين ؟؟
وقف يوسف إلى جوار مدير القاعة الأستاذ وفيق ، ونظر إليه بنظرات مضطربة و...
-يوسف بنبرة شبه راجية : طب ممكن طلب وأتمنى انك مترفضهوش يا استاذ وفيق
-وفيق وهو يتمتم بتبرم : خير
-يوسف بجدية : هو حضرتك مش مركب كاميرات مراقبة هنا
-وفيق بإيجاز : اكيييد
-يوسف متسائلاً في ترقب : طب ممكن نشوف أخر حاجة الكاميرات سجلتها
-وفيق ببرود ، ووجه عابس : للأسف ماينفعش لازم تصريح من النيابة بده
أثار اقتراح يوسف الفضول لدى حسين لكي يحاول هو الأخــر الالحاح على مدير القاعة لعله يرضخ لرجائهما و...
-حسين برجــــاء ، ونظرات متوسلة :عشان خاطري يا بني ، دي بنتي وضاعت واحنا بنحاول نلاقيها ، ربنا يكرمك يابني ساعدنا ، طب شوف انت عاوز ايه وأنا اديهولك ، طب ابوس ايدك حتى ..!!!!
شعر الأستاذ وفيق بالحرج الشديد ، وأدرك أن الأمـــر بالفعل خطير ، وليس عبثاً ، لذا ...
-وفيق بخفوت : لأ مش للدرجادي يا فندم ..
وضع عز الدين كلتا يديه على وجهه ، وظل يفرك فيه بعصبية ، وشعر أنه عاجز عن الوصول إليها مجدداً ، وأنه ربما قد فقدها للأبد ، فبدأت تلمع عينيه من عبرات قد تجمعت رغماً عنه في مقلتيه و...
-عز بصوت مختنق : مراتي ضاعت وأنا عاجز عن اني الاقيها ، طب أدور عليها فين ؟؟
-وفيق بهدوء : طب أنا هساعدكم بس رجاء شخصي محدش يجيب سيرتي
-حسين بلهفة : يبقى كتر خيرك يا بني ، واحنا والله ما هننسالك الجميل ده ابداً
-يوسف بتعشم : ربنا يحميك لشبابك يابني ، انت مش عارف انت ممكن باللي بتعمله ده بتنقذ روح
-وفيق بصرامة : طب تعالوا ورايا ..
ركض الجميع في اتجاه غرفة المراقبة حيث توجد شاشات مختلفة تبث صوراً حية للقاعة وما حولها من زواية متفرقة ...
طلب وفيق من أحد رجـــال الأمن أن يعيد بالتوقيت الشرائط المسجلة لمدة ساعة ماضية ، وبدأ الجميع بمتابعة أحد الشاشات بكل ترقب ..
رأى الجميع جانا وهي تتحدث إلى شخص مجهول ، ملامحه ليست واضحة ، ثم صدموا حينما رأوه يهجم عليها ويقيد حركتها ، وتبدلت ملامحهم للخوف الشديد ، وأعينهم إلى نظرات مرعوبة ، ثم يقتادها عنوة إلى مخرج الطواريء الجانبي
طلب وفيق أن يتم عرض شريط التسجيل الخاص بمنطقة الجراج لعلها تبرز هوية المختطف ، وبالفعل رأوا ذلك الخاطف من ظهره ، وهو يدفع بجانا أمامه ليظهر طيف شخص ما غير واضح وقد وقف يتحدث معه للحظات قبل أن يأخذ جانا قسراً بين ذراعيه ، ثم ســـار الخاطف الأول مبتعداً عن جانا بعد أن سلمها للخاطف الثاني ليقترب مجدداً من الكاميرا ، وتتضح ملامحه نوعاً ما ...
-عز بحدة وهو يشير بيده : بس ثبت الكاميرا ع كده !!
-وفيق بنظرات متربصة ، ونبرة جادة : الظاهر ان في حد كان مراقب المدام
-حسين متسائلاً في فزع : هيكون مين ؟؟
-يوسف بنبرة مرتعدة : يارب ما يكون اللي في بالي
أمعن عز الدين النظر في شاشة التلفاز المثبت عليها صورة الخاطف الأول و...
-عز بنظرات ضيقة ، ونبرة جادة للغاية : الوش ده مش غريب عليا ، انا شوفته قبل كده .. بس ياترى فين !!
-حسين برجاء : ركز يابني الله لا يسيئك
-وفيق بحزم : لو تحبوا حضراتكم أبلغ الشرطة
-يوسف بجدية : يا ريت ، دي حالة خطف واضحة
-وفيق وهو يوميء برأسه : لحظة وراجع
دلف وفيق إلى خـــــارج غرفة المراقبة ، و...
-يوسف بنبرة قاتمة : الشرطة أكيد هتساعدنا في معرفة مين اللي خطفها ولو اني شاكك في حد
-عز متسائلاً بغضب : مين ؟
-يوسف محذراً : أنا شاكك مش متأكد يا عز
توجس حسين خيفة أن يكون ما قد طرأ ببال رفيقه يوسف هو ذلك الشك الذي يدور حالياً في رأسه و...
-حسين بنظرات مذهولة : اوعى يكون آآآ...
-عز بغضب : انتو بتكلموا عن مين ما تفهموني ؟؟؟
وزع عز الدين نظره بين أبيه والمهندس حسين في محاولة لفهم ما يدور بعد أن عجز عقله عن اكتشاف هوية الخاطف الحقيقي ...
............
في منزل حازم ،،،،،،
بدأت جانا تستعيد وعيها تدريجياً ، وتململت في الفراش بهدوء لتتفاجيء بأنها عاجزة عن الحركة ، فتحت جانا عينيها فجــأة ثم نظرت حولها بريبة ، فوجدت نفسها مكبلة ومقيدة ...
حاولت أن تتحرك جانا أو حتى تحل وثاقها ، ولكنها لم تنجح ، كما أن الصراخ والاستنجاد بالغير ليس خياراً مطروحا الآن ...
أصيبت جانا بحالة من الهلع الممزوجة بالرعب ، وحدقت فيما حولها بنظرات خائفة للغاية وأصابتها حالة من الرعب حينما رأت الحالة التي توجد عليها ....
حاولت جانا أن تحرك جسدها على الفراش ، ولكنها فشلت ، فقد أحكم حازم ربطها ، وبالتالي عجزت عن فعل أي شيء ، فبدأت تذرف الدموع رهبة ، وتبكي خوفاً مما هي فيه ..
لقد دار في عقلها ألاف من الأفكار الشنيعة التي تتعلق بها ، وخافت أن يكون الأسوأ مازال بانتظارها ...
سمعت جانا صوت صرير باب ما يفتح من الخــــارج ، فتحركت بطريقة هيسترية على الفراش ، وحاولت أن تصرخ ، ولكن دون جدوى ....
أصغت جانا مجدداً لصوت الشخص الموجود بالخارج، فسمعت صوت وقع أقدام تقترب من الغرفة ..
وفجــــأة وجدت باب الغرفة يُفتح بعنف لتجد أمامها ....
-دارين بنظرات مصدومة : مش معقول ، جانا !!!!!!!!
اتسعت عيني جانا في ذهول تام حينما وجدت دارين أمامها ، وحاولت أن تتحدث ، ولكن لم يخرج من فمها شوية همهمات غير مفهومة ..
رمقت دارين جانا بنظرات مشدوهة و...
-دارين متسائلة بدهشة : انتي ايه اللي جابك هنا ؟؟
أشارت جانا بعينيها إلى فمها المكمم ، وحاولت أن تحرك يديها ناحيته لكي تنتزع رابطة العنق عنه ، ولكنها لم تفلح
-دارين بنظرات ضيقة ، ونبرة هادئة : أها انتي مش عارفة تكلمي عشان بؤك ، ممم... ، طب لحظة هشيل البتاعة دي من عليه !
نزعت دارين رابطة العنق من على فم جانا ، وظلت تاركة يديها وقدميها مقيدين ، فعجزت عن الحركة ،،،
-جانا برجاء ، ونظرات متعشمة : الحقيني يا دارين ، انا مش عارفة مين اللي جابني هنا و آآآآ..
-دارين بنظرات استهجان : انتي عاوزة تقنعيني انك مش عارفة انك في شقة حــــازم !!!!
فغرت جانا شفتيها المتورمتين في صدمة و...
-جانا بنظرات مذهولة : هـــه
-دارين بنبرة هادرة : بتعملي ايه في شقة حازم يا لوكال ؟؟؟؟!!
-جانا بنبرة متلعثمة : مين ؟؟ بتقولي ايه ؟
-دارين بحنق جليّ : ايه ماسمعتنيش ، بقولك بتعملي ايه في شقة حازم
-جانا وهي تبتلع ريقها في رعب : شقة حازم ؟؟؟
تذكرت جانا ما حدث معها عقب ذهابها مع ذلك الشخص الغريب ، وكيف أنها تعرضت لمؤامرة دنيئة من أجل إيقاعها في براثن حـــازم ، وكيف أنه هجم عليها ليأتي بها قسراً إلى هذا المكان ...
-دارين مقاطعة بغضب : أيوه ايوه ، اعملي عبيطة !!!
-جانا بتوسل : طب بليز دارين ساعديني ، فُكيني خليني أخرج من هنا ، بسرعة بس قبل ما اللي اسمه حازم ده يجي !!
-دارين بنظرات شيطانية ، وبنبرة جافة : تؤ
-جانا باستغراب شديد : اييييه ؟
عقدت دارين ساعديها أمام صدرها ، ورمقت جانا بنظرات استعلاء ممزوجة بالاحتقار و...
-دارين ببرود : تعرفي يا جانا أنا محظوظة كتير !
لم تهتم جانا بنظرات دارين ، ولا بما تقول ، فقد كان شاغلها الأكبر هو أن يتم حل وثاقها ، وتهرب على الفور من هذا المكان ، فحاولت أن تحرك جسدها بطريقة هيسترية و....
-جانا برجاء : مش وقته يا دارين فكيني وبعد كده نتكلم
لم تعرْ دارين الانتباه لحديث جانا المتوسل ، بل إنها أرخت ساعديها ثم دارت حول الفراش بخطوات متريثة و...
-دارين بنظرات قاتمة ، ونبرة أشبه لفحيح الأفعى : أنا بجد واحدة So lucky.. النهاردة هقدر أحقق الانتقام اللي بحلم بيه من زمان
ابتلعت جانا ريقها في هلع ، فقد لمحت في عيني دارين شر مستطر و...
-جانا بنبرة خائفة : بتقولي ايه
-دارين وهي تجز على أسنانها : النهاردة بس هاقدر أحرق قلب عز
-جانا بخوف : مش فاهمة
-دارين بحنق : أنا هفهمك يا لوكال ، انا طول عمري queen، أي حاجة بطلبها ، وحتى قبل ما اطلبها بتيجي لحد عندي ما عدا عز !!!
-جانا بنظرات جاحظة ، ونبرة مصدومة : عز
-دارين بغيظ : تخيلي عز الوحيد اللي قال لدارين لأ .. وده خلاني أتمسك بيه أكتر واكتر ، وكل ما يقول لأ ليا ، أنا أصمم أكتر اني أملكه
-جانا بنبرة متعلثمة : طب .. آآآ... طب وأنا ذنبي ايه ؟؟
توقفت دارين عن الحركة ، ثم انحنت بجسدها على جانا ، ومدت يدها نحو وجهها ، وأمسكت بـ فكها وضغطت عليه بقسوة وهي تحدق في عينيها بـ ....
-دارين بصوت هادر : ذنبك ؟؟؟ ازاي مش عارفة ؟؟ ذنبك ان عز فضلك عليا وحبك إنتي ، ذنبك ان عز اختارك واتجوزك
تأوهت جانا من الآلم ، وأدمعت عينيها في توسل لدارين لكي تتركها ..
أرخت دارين قبضتها عن جانا التي اختنق صوتها و...
-جانا بصوت باكي : طب ما أنتي كنتي قدامه ، يعني لو كان عاوزك كان اختارك
-دارين بنظرات مميتة ، ونبرة غاضبة للغاية : كان هيختارني لو مكونتيش انتي ظهرتي في حياته
توجست جانا خيفة من تعابير وجه دارين التي توحي بالانتقام الشرس و...
-جانا بتردد ممزوج بالخوف : أنا..أنا ... مش عاوزاه..ده.. ده واحد شكاك
تعالت قهقهات دارين الشيطانية عالياً في المكان ، ورمقت جانا بنظرات احتقار و..
-دارين بضحكة شيطانية : شكاك ههههههههههههههههه ، بجد ههههههههههههههه .. تعرفي أنا حاولت أفرق بينكم عشان يكون عز ليا !!!!
فغرت جانا شفتيها في صدمة، وحدقت في دارين بعدم تصديق و.....
-دارين بقسوة : أنا اللي بعت الفيديو المتفبرك عنك لعز ، عارفة كانت مين اللي في الفيديو ، هه ؟؟ كانت أنا ، حتى الصور اياها برضوه دي كانت أنا ...!!!
-جانا بنظرات مصدومة ، وصوت متحشرج : ايه بتقولي ايه؟
-دارين بسخرية مريرة : بعت نفسي بالرخيص لحازم ولرامز عشان أقدر أدمرعلاقتك بعز ، وكنت خلاص فكرت اني نجحت ، لولا ان عز مكنش شايف إلا انتي ، ده غيرمشكلة الـ pregnancy بتاعتي ، بس دي كانت ممكن تتحل بعملية لكن للأسف كل اللي خططتله باظ
-جانا بصدمة : يعني ده كان ملعوب منك ؟؟
-دارين وهي تلوي فمها في إزدراء : هو مش مني تحديداً ده كان ملعوب مشترك من your mom & your step-dad وأنا وحازم كنا بنفذه
-جانا بصدمة أكبر : امي وجوزها كانوا وراه ؟؟؟؟
-دارين مبتسمة بتشفي : طبعاً .. عيلتك كانوا مستعدين يعملوا اي حاجة عشان خاطر الفلوس
-جانا بحسرة : مش ممكن ..!!!!!!!!!
عاود إلى ذاكرة دارين ما قد مرت به حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن و...
-دارين بنبرة مريرة : أنا خسرت كل حاجة حتى نفسي
-جانا بخفوت ، ونظرات راجية : بس انتي في ايدك تساعديني و..
-دارين مقاطعة بغضب هادر : أساعدك عشان ترجعي لعز .. وزي الأفلام تعيشوا في تبات ونبات وتخلفوا صبيان وبنات .. مستحيل .. No way
-جانا بزمجرة حادة :حرام عليكي ، اعملي حاجة واحدة صح في حياتك
-دارين بنظرات متوعدة ، وهي تجز على أسنانها : أنا اللي هعمله فيكي يدوب يشفي غليلي
-جانا بصوت صادح : انتي مجنونة !
-دارين بنظرات محتقنة ، ونبرة مخيفة : انتي لسه مشوفتيش الجنان اللي على أصله .. زي ما عز حرق قلبي واتجوزك ، أنا قولت هاحرق قلبه واطلعك خاينة
-جانا بنبرة مذعورة : لألألألأ
-دارين وهي تلوي شفتيها في استهجان ، وبنظرات غاضبة : بس للأسف عز تقريباً اتأكد انك بريئة ومظلومة ، وتعبي راح هدر .. لأ والكلب حازم كان مفكر اني هسيبه يتهنى بيكي هو التاني بعد ما خدني لحم ورماني عضم .. يقولي هتجوز جانا .. نفسي أعرف بتعملي للرجالة ايه؟؟؟
-جانا ببكاء مرير : بليز دارين
-دارين بنبرة متشنجة : ده حتى رامز قبل ما يولع برضوه كان بيتكلم عليكي!!!
-جانا بنظرات جاحظة ، وصوت مرتعد ومتلعثم : آآآ.. ايه؟ يولع ؟؟؟؟ انتي تقــ.. تقصدي ايه ؟؟
-دارين بنظرات شيطانية ، ونبرة قاتلة : انتي متعرفيش ، مش أنا ولعت فيه بعد ما سممته ، موتة فظيييييعة
-جانا بصراخ : لأ حرام .. ليييييه ؟؟؟؟؟
-دارين وهي تمط شفتيها في توعد : ممم ، بس انا فكرت انا هخلص عليكي وبالمرة على حازم
-جانا بنظرات مرتعدة ، ونبرة مختنقة : بليز No
-دارين متابعة بهيستريا : تخيلي العناوين بكرة هتكون ايه ، زوجة خائنة مقتولة في أحضان عشيقها ، واو ، هيبقى عنوان تحفة
-جانا برجاء : اسمعيني .. !
-دارين بفرحة : اوووه ، أنا مش مصدقة
ظلت دارين ترمق جانا بنظرات قاتل محترف ، في حين انكمشت هب أكثر على نفسها و...
-دارين بنظرات ضيقة ومتوعدة : ممممم... طيب أموتك ازاي بقى ، بس الصراحة مكونتش أتخيل ان حازم بالغباء ده يجيبك هنا وهو عارف ان معايا المفتاح !
ارتفع صوت بكاء جانا ، وظلت تشهق في رعب مما تنتوي دارين أن تفعله بها ، وخاصة حينما عرفت ما فعلته بزوج أمها الكريه ...
-دارين بإنزعاج : كان مفكرني stupidومش هعرف انتقم منه ولا حتى هاعرف هو هيخبيكي فين
-جانا بصوت نحيب : حرام عليكي ، سيبني
-دارين بصرامة مخيفة : I am still Dona..................... !!!
........................................
Flash Back لما حدث من قبل ،،،
◘◘◘ حينما فاجئت دارين حازم بمجيئها إلى منزله ، نهرها بشدة على ما فعلت ، وطلب منها أن ترحل على الفور وطلب منها مفتاح منزله ، ولكنه غفل عن استرداده منها ، بسبب عصبيتها الزائدة وتوعدها بالانتقام ، في حين رافقها صديقه فؤاد للخـــارج مقرراً استغلال الفرصة والتنعم بجسدها المثير الذي سال لعابه عليه ..
فكرت دارين في الانتقام من حــــازم عن طريق استغلال رفيقه من أجل الحصول على مبتغاها ، وبالفعل نجحت في استدراك فؤاد إلى شباكها .........
◘◘◘ في فيلا دارين ،،،
استضافت دارين فؤاد في فيلتها ، واستخدمت أنوثتها الطاغية في إيقاعه بسهولة في أسرها ...
ارتدت دارين قميص نوم حريري قصير من اللون الأصفـــر ، والذي أبرز مفاتن جسدها ، مما جعل فؤاد يطمع أكثر فيها ، ثم اقتربت منه وي تتمايل بخصرها في دلال زائد أمامه وهي تحمل في يدها كأساً من الخمر و...
-فؤاد بنظرات لئيمة ، وتنهيدة حارة : ايه المهلبية دي كلها
-دارين بخبث: يعني أعجب
-فؤاد غامزاً : ده انت تعجب الباشا يا باشا
-دارين بنبرة ناعمة : طب اشرب الكاس ده
-فؤاد بتلهف : ده انا أشرب المحيط عشانك
وضع فؤاد كأس الخمــر على فمه ليحتسيه كاملاً على دفعة واحدة ، فابتسمت دارين له ابتسامة لئيمة و...
-دارين بخفوت : بس مقولتليش صاحبك ناوي يتجوز مين؟
ملىء فؤاد كأسه مجدداً بالخمر ، فمدت دارين إصبعيها ، ووضعت له قطعاً من الثلج فيه ، ثم ارتشفت من كأسه رشفة ، وقربت الكأس مجدداً من فمه و...
-دارين بنعومة : كاسك !
-فؤاد وهو يحتسي الخمر بصوت ثقيل : البت دي اللي اسمها.. اسمها جانا باين
صُدمت دارين ، واكفهر وجهها على الفور ، ولكنها حاولت السيطرة على انفعالاتها لتبدو طبيعية و...
-دارين ببرود زائف : أها قولتلي .. بس اللي اعرفه انها مش بتحبه
-فؤاد باسترسال : لأ هو..هو.. هيخطفها وهيتجوزها غصب
-دارين بنظرات مشدوهة ، ونبرة شبه هادئة : بجد .. طب مبروك ، وعقبالك
-فؤاد غامزاً : عقبالي ايه بس وانا في اليَغمة دي
-دارين بخبث : طب اشرب اشرب
........................................
◘◘◘ في قسم الشرطة ،،،،
توجهت دارين قبل وقت سابق إلى قسم الشرطة لكي تلتقي بالمأمور وتقدم له أوراقاً خاصة تدين كلاً من رامز وزوجته ، وبالفعل سمح لها العسكري بالالتقاء به ..
جلست دارين على المقعد الجلدي وهي مطرقة الرأس ومدعية أنها تعمل للصالح العام ، ثم مدت يدها ببعض الأوراق و....
-دارين بجدية : حضرتك دي أوراق لشركات وهمية باسم رامز عبد الشكور وزوجته سيلين ، ودول أوراق لصفقات مشبوهة برضوه تابعة ليهم ، ده غير ان الظرف ده فيه صور لصالة قمار بيديرها رامز في فيلته
تطلع المأمور على الأوراق الموضوعة أمامه باهتمام شديد ،و...
-المأمور بحزم : تمام ، انا هعمل محضربالكلام ده
-دارين بخوف زائف : بس يا ريت يا فندم متجبش اسمي لاحسن دول ناس أشرار ممكن ينتقموا مني
-المأمور بنبرة صلبة : متخافيش ، احنا هنعمل التحريات المطلوبة وهنتخذ الاجراءات القانونية ضدهم
-دارين بنظرات ماكرة : ياريت يا فندم لأحسن دول أضروا بالصالح العام
-المأمور بنبرة مهتمة : ياريت لو في البلد فعلاً مواطنين شرفاء زي حضرتك يخافوا عليها ، كان زمان الحال انصلح من زمان
-دارين بخفوت زائف : أنا عملت واجبي
-المأمور بنبرة حاسمة : اطمني يا هانم ، واحنا مش هنسيب الناس دي من غيرعقاب
-دارين وهي تمط شفتيها في رجاء : اوووه ، يا ريت !!!
بعد أن انتهت دارين من تمثليتها الزائفة دلفت إلى خــــارج القسم وعلى وجهها ابتسامة شيطانية و...
-دارين بنبرة متشفية : البس بقى يا رامز، عشان تعرف ان مش دارين اللي يضحك عليها ولا يتلعب بيها الكورة ، نهايتك هتكون على ايدي !!!!
.................................
◘◘◘ ظلت دارين على علاقة بفؤاد من أجل تقصي المعلومات التي تريدها منه ، ثم علمت دارين لاحقاً منه بأمر خروج رامز من الحبس و.... ،،
-دارين بنظرات مصدومة : انت متأكد انه خرج ؟؟؟
فؤاد وهو في حالة سكر تامة : ايوه ..زي..زي ما أنا شايفك قدامي بالظبط .. اثبتي بقى
-دارين بإندهاش ، ونبرة حانقة : يعني سيلين هي اللي لبست الليلة كلها
-فؤاد وهو يوميء برأسه : اها
-دارين متسائلة بجدية : طب مين قالك؟
-فؤاد بإيجاز : حازم
اتسعت حدقتي عين دارين في ذهول ، ونظرت أمامها بتركيز و...
-دارين متسائلة بتوعد : حازم !!! هو لسه على علاقة برامز ومراته ؟؟؟
-فؤ........
#الحلقة_76
بداخل غرفة المراقبة الملحقة بقاعة الأفراح ،،،،،،
شك يوسف في أن يكون الخاطف شخصاً ما بعينه ، واتفق حسين معه في الرأي ، في حين نظر إليهما عز الدين بنظرات غاضبة غير قادر على فهم حديثهما المبهم ..
صاح عز الدين بحنق فيهما لكي يعرف هوية ذلك الشخص ، فنظر إليه والده بنظرات ثابتة دون أن يرمش و....
-يوسف بنبرة حذرة : احنا بنتكلم عن حازم
تجهم وجـــه عز الدين أكثر ، وإزداد عبوساً ، ورفع أحد حاجبيه في ذهول و .....
-عز بدهشة : مين ، حـــازم؟؟
-حسين بنبرة متلعثمة : أصله.. أصله يا بني كان..كان ..اتعرض قبل كده لجانا في الـ.....
-عز مقاطعاً بحنق : في النادي ؟؟ أنا عرفت بده
-حسين وهو يهز رأسه نافياً وبقلق : لأ في الشركة عندي ، يوم ما اغمى عليها في الأسانسير ....!!!
اتسعت حدقتي عيني عز الدين في اندهاش كبير ، وغليت الدماء فوراً في عروقه ،واحتقن وجهه بنيران الغضب و...
-عز بصوت هـــادر : نعم ، وازاي محدش قالي ؟؟؟
-يوسف بنبرة متوجسة : احنا متوقعناش انه ممكن يتعرضلها تاني
-عز وهو يزمجر بغضب : الكلب الجبان ، اه لو مسكته بايديا
-حسين بنبرة منزعجة ، ونظرات مرتبكة : احنا مش عاوزين تهور ،احنا عاوزين ندور على جانا ونعرف هي فين
-يوسف مضيفاً بتوجس : مش لازم نستبعد احتمال تدخل حازم أو رامز في الموضوع
-عز بنظرات فاحصة ، ونبرة جدية وغاضبة : بس أنا متأكد ان الواد اللي طلع في الفيديو شوفته قبل كده ، بس فيييين مش عارف !!
-حسين برجاء : حاول تفتكر
-عز وهو يجز على أسنانه في غضب : انا متأكد ان شوفته قبل كده
-يوسف بنظرات زائغة ، ونبرة شبه منفعلة : طب ركز يابني
-عز بنبرة لاذعة : استناني يا بابا ، هاروح أنادي على الزفت الزفت ياسين يمكن يكون عارفه
-يوسف بخفوت مضطرب : طيب
ركض عز الدين سريعاً خـــارج الغرفة وعبر الرواق ليدلف خـــارج المبنى تماماً ، ثم توجه ناحية ياسين ، وآمــره بالترجل من السيارة والذهاب فوراً معه إلى داخل غرفة المراقبة ..
اعتلت الدهشة وجه ياسين ، ولكن لا وقت لإضاعته في التفسير ..
تبع ياسين عز الدين وركض معه ، ثم آمــر عز الدين ياسين بأن يدقق النظر في صور ذلك الشخص المثبتة على الشاشة ..
فكـــر ياسين ملياً في صورة هذا الشخص ، وأيقن انه يعرفه من قبل ، ثم ...
-ياسين بنبرة متعجلة : ايوه ، الواد ده انا عارف اسمه ده صاحب حازم .. افتكر يا سينو كان اسمه ايه
-عز بحدة : ها يا زفت افتكرت ؟؟؟
-ياسين بحنق : يا عم اديني فرصة افكر ..
-عز بنبرة هادرة : مش وقتك خالص ، ركز في أم الصورة دي ، عارفه ولا لأ ؟؟!!!!!!
-ياسين بلهفة : ايوه افتكرت ده اسمه فؤش
-عز متسائلاً بضيق : يعني انت عارفه ؟
-ياسين وهو يلوي فمه ، وبخفوت : مش أوي
-عز متسائلاً بنبرة منزعجة للغاية : طب عارف هو بيقعد فين ؟
-ياسين ساخراً : اه في ماخور
-يوسف بنظرات شرسة ، ونبرة مخيفة : نعم ؟؟؟
-ياسين بتلعثم : أقصد في Night Club
-عز بلهجة آمرة : طب يالا نروحله
-ياسين بتهكم : وده كلام يا عز ؟؟ بقى في عريس في ليلة فرحه يروح بمراته كباريه !!!
-يوسف مقاطعاً بجدية : خد عربيتي يا بني وروحله
ظهر شبح ابتسامة على وجه ياسين حيث أنه سيتمكن من البقاء مع عروسته ، وتمضية وقت أكثر معها قبل أن يعيدها إلى منزل أبيها ، ولكن سرعان ما تلاشت تلك الابتسامة سريعاً حينما نظر إليه عز الدين بنظرات مرعبة و....
-عز بنظرات مخيفة ، ونبرة حـــادة وآمرة : برضوه هتيجي معايا
-ياسين بحنق وبسخرية : هو اليوم اضرب خلاص ، يالا بينا
-حسين بجدية ،ونظرات متوترة : أنا هحصلك يا عز
-عز بحزم : لأ يا عمي ، انتو خليكوا هنا واستنوا البوليس ، وبلغوه باللي حصل ، واحنا لو وصلنا لأي حاجة هنبلغكم فوراً
-يوسف بنبرة متفائلة ، ونظرات راجية : ربنا يعَتّركم فيها ويحفظكم
-عز وهو يتمتم بإيجاز : يا رب
ركض عز الدين ومن خلفه ياسين في اتجاه سيارة والده ، ثم طلب من والدته الانتقال إلى سيارته بصحبة دينا ، فتوجست عايدة خوفها ، وخفق قلبها من القلق ، ولكن حاول عز الدين بث الطمأنينة المزيفة لها ، ثم ركب السيارة وإلى جواره ياسين ، وانطلق بسيارة أبيه بسرعة قصوى في اتجاه ذلك الملهى الليلي الذي يمكث فيه فؤاد رفيق حـــازم ....
................................
صف عز الدين السيارة أمام أحد الملاهي المزدانة بإضاءات لامعة شديدة ، ثم جــاب ببصره المكان بحثاً عن المدخل المؤدي إليه ، ثم لمح رجلين ضخام البنية يقفان بجوار باب زجاجي عريض يرحبان ببعض رواد ذلك المكان الذي يصعدون على درجات رخامية براقة .... وبجوار هذين الرجلين توجد لوحات مضاءة لإحدى الراقصات ، ولوحة أصغر لمطرب ما .. فأيقن أن تلك هي بوابة الدخول ..
-عز بلهجة آمرة وحادة : استناني في العربية يا سينو
-ياسين متسائلاً بقلق : هو أنا مش هدخل معاك؟
-عز وهو يتمتم بحزم : لأ .. اجهز بس لأي حاجة
-ياسين بنظرات متوجسة ، ونبرة خائفة : انت .. انت ناوي على ايه ؟؟
صمت عز الدين ولم يعقب ، فإنتاب ياسين القلق الشديد و...
-ياسين بخوف مضطرب : اوعى تكون ناوي تفجر المكان
-عز بتهكم : مش بعيد ، بس لازم أوصل لجانا
-ياسين برجـــاء : ان شاء الله تلاقيها
ترجل عز الدين من السيارة وتوجه بخطوات سريعة ناحية الباب الزجاجي الخاص بالملهى ، في حين جلس ياسين خلف عجلة القيادة ، وتابع ببصره عز الدين وعلى وجهه علامات الترقب ....
.................................
في داخل الملهي ....،،،
دلف عز الدين إلى داخل الملهى ، ووجهه ممتعض مما رأه فيه من أجواء غير لائقة بالمرة ، وانتشار للفحش والمنكر بدون حياء ..
تأفف عز الدين كثيراً ممن يمكثون في هذا المكان ، ورمق من فيه بنظرات اشمئزاز وتقزز ، ولكنه للأسف مضطر أن يتواجد في هذا المكان فقط للوصول لمن تعرض لزوجته ..
حدق عز الدين ببصره في الجالسين والواقفين ، ومن يرقصون على مسرح يتوسط الملهى لعله يجد فؤاد ، وبالفعل لمحه وهو يجلس على البار الرخامي الطويل بصحبة بعض الفتيات الماجنات ..
ســـار عز الدين نحوه بخطى سريعة وهو مكور لقبضة يده ، وعينيه توحيان بشر عظيم ..
وقف عز الدين خلفه ، ثم هــــدر عالياً بـ.....
-عز بحدة مخيفة : انت فؤاد
استدار فؤاد برأسه ناحيته وهو ممسك بأحد كؤوس الخمر في يده ، ثم رمقه بنظرات زائغة من زاوية عينيه ، وفجـــأة تعالت ضحكاته عالياً و...
-فؤاد ساخراً : لأ فؤش
-عز بحنق ، ونظرات شرسة : يعني انت صاحب الزفت حازم !!!!
مد فؤاد يده ليحاوط أحد الفتيات العابثات من خصرها ، ورمقه بإستهزاء و....
-فؤاد بتهكم : ايييه يا عم انت داخل عليا حامي كده ليه
لم يتحمل عز الدين أكثر من هذا ، حيث أمسك فؤاد من ياقته ، وجذبه بعنف من على مقعده المعدني الطويل ، فختل توازنه ، ثم كـــال له عز الدين من اللكمات ما جعله يتأوه بشدة من الآلم ، فصرخت الفتيات من حوله ، وابتعدن على الفور من جواره و....
-عز بغضب جمّ : فين حازم ؟
-فؤاد متآلماً : آآآه ، معرفش !
كور عز الدين يده مجدداً ، ثم لكم فؤاد مجدداً بقوة أكبر في فكه ،و...
-عز بصوت هــــادر : بقولك فين حازم
انسابت الدمــــاء من أنف وأسنان فؤاد بغزارة ، وحـــاول أن يفلت من براثن عز الدين ، ولكنه عجز ، فقد كان يترنح بشدة من أثر الخمــرة التي لعبت برأسه ، ومن الآلم ..
-فؤاد بتآلم شديد : آآآآه .. ده دم ؟؟ أنا...
لم يعبىء عز الدين بصراخ فؤاد ولا بتأوهاته المتتالية ، بل ظل يكيل له ، و..
-عز بنبرة غاضبة ونظرات ميتة : هفضل أضرب فيك لحد ما تتكلم
-فؤاد بصوت ضعيف ومتلعثم : حازم .. حــازم في شقته الجديدة
-عز بنبرة صادحة : وشقته دي فين ؟؟؟
-فؤاد بخوف : معرفش !!
تدخل بعض رجــال الملهى للفض بينهما ، ولكن دفعهما عز الدين بعنف للخلف ، ثم أمسك بفؤاد مجدداً ، وطرحه أرضاً ، وكاد أن يفتك به و...
-عز وهو يزمجر بعنف : هوا فييييييييين ؟؟؟
-فؤاد برعب : في الـ ((........))
جذب عز الدين فؤاد من شعر رأسه لكي ينهض عن الأرض ، ثم لوى عنقه أسفل ذراعه ، وجره جراً إلى خــــارج الملهى ..
-عز بحدة : هتيجي معايا
قــــاوم فؤاد عز الدين ، وحـــاول أن يتخلص من ذراه القوية المطبقة على عنقه و...
-فؤاد بصوت مختنق : مش خلاص عرفت اللي انت عاوزه ، سبقني هاتخنق ...!!!!!
-عز بتوعد ، ونظرات قاتلة : مش هاسيبك يا ديل الكلب
-فؤاد متآلما ً: آآآه ... طب بالراحة ، آآآآه ، هاموت في ايدك
أبرح عز الدين فؤاد ضرباً ، ثم جره بعنف معه ناحية سيارة أبيه ، شهق ياسين حينما لمح عز الدين وهو يسحب خلفه فؤاد والدماء تنزف من وجهه ...
فتح عز الدين باب المقعد الخلفي ، ثم دفع بفؤاد دفعاً إلى الداخل ، وصفع الباب بقوة من خلفه بعد أن قيد يديه بحبل أحضره من صندوق السيارة ، وتوجه ناحية مقعد القيادة ، وآمـــر ياسين أن يخلي مقعده ، فإمتثل ياسين لطلبه على الفور ، وجلس إلى جواره ..
أدار عز الدين محرك السيارة ، ثم انطلق بها ناحية عنوان حـــازم الجديد ..
التفت ياسين برأسه للخلف ، ليرى أن ملامح فؤاد قد تشوهت وغطتها الدمــاء ، فاعتدل برأسه للأمــام و...
-ياسين بنبرة عادية : ده انت عدمته العافية
-عز بغضب جم : الواد النجس ده يستاهل أكتر من كده ، لولا اني عاوزه عشان اوصل لجانا كان زماني خلصت عليه
ضغظ عز الدين أكثر بقدمه على دواسة البنزين لتزداد سرعة السيارة ، فإنتاب ياسين الفزع و...
-ياسين بنظرات هلعة ، ونبرة مضطربة : طب بالراحة وانت سايق ، عاوزين ننقذ جانا مش عاوزين نموت
-عز بنظرات ثابتة ، ونبرة حانقة : أنا عاوز اوصلها قبل ما الكلب التاني يعمل فيها حاجة... !!!
.........................................
عودة مرة أخرى إلى منزل حازم ،،،
تركت دارين جانا في غرفة النوم ، وتوجهت ناحية المطبخ لكي تبحث عن شيء ما حـــاد لكي تستخدمه في قتل جانا ..
ظلت جانا تصرخ عالياً لعل أحد ما يسمعها ولكن دون جدوى ، فالمنطقة السكنية الموجود بها المنزل جديدة ، ولا يسكنها إلا قلة قليلة ...
عـــادت دارين إلى غرفة النوم وهي ممسكة بسكين ما في يدها ، وعلى وجهها علامات شيطانية مرعبة ..
حدقت جانا في دارين ، وفي السكين الموجود بيدها بنظرات فزعة ، وخفق قلبها بقوة ، وتسارعت نبضاته في رعب
-دارين بنظرات قاتمة ، ونبرة مخيفة : وجه الدور عليكي يالوكال
هزأت جانا رأسها في خوف مضطرد ، وحاولت أن تحرر يديها وقدميها المقيدين ، وظلت ترمقها بنظرات مرتعدة للغاية
-جانا بتوسل ، ونظرات دامعة : بلاش تضيعي نفسك يا دارين عشان واحدة زيي
-دارين بعدم اكتراث ، ونظرات فارغة : أنا كده كده ضعت ..
ضاقت عيني دارين ، وتحولت للون قاتم ، ثم سلطت عبنيها على جانا و...
-دارين بتوعد : بس مش هضيع لوحدي ، لأ ، أنا هضيعكوا كلكوا معايا ....!!
................
في نفس اللحظة ، كان حازم قد وصل للبناية التي يقطن بها بعد أن أحضر عدة حقائب بلاستيكية مليئة بالأطعمة ..
أمسك حـــازم بالمفتاح ووضعه في مكانه بالمقبض ، ثم فتح الباب ليتفاجيء بصوت دارين بنبعث من داخل غرفة نومه ..
ألقى حـــازم بالحقائب البلاستيكية ، ثم ركض ناحية غرفة النوم ، واستند بذراعيه على الباب المفتوح ليُصدم بدارين وهي ممسكة بالسكين الحـــاد في يدها
ابتلع حـــازم ريقه في توتر شديد ، ووزع نظره بينها وبين جانا ، ثم ....
-حازم بصوت مضطرب : دارين ؟؟؟ بتعملي ايه هنا ؟؟
استدارت دارين بجسدها لتجد حازم واقفاً على مدخ الغرفة ، فنظرت إليه بنظرات استهزاء و...
-دارين بسخرية : اهـــــــلا بعريس الغفلة !!!
-حازم بصدمة ونظرات متوترة : انتي ... انتي دخلتي هنا ازاي ؟؟؟
-دارين بجدية مخيفة : ماهو انت نسيت تاخد مني المفتاح ، وصاحبك العبيط كان مفكر انه بيشتغلني ، بس أنا لفيته زي الخاتم في صوباعي ، وعرفت منه كل حاجة ..
فغر حـــازم ثغره في ذهول ، ونظر إلى دارين بدون أن يرمش ، في حين تابعت دارين بـ ....
-دارين وهي تتمتم بتهكم مرير : بس تصدق كويس انك جيت عشان تشوف عروستك اللوكـــال ، وهي بتموت على ايدي
-حازم بنظرات مرتعدة ، ونبرة شبه راجية : دارين ، اعقلي ..
أشاحت دارين بيدها الممسكة بالسكين عالياً في الهواء ، ونظرت إلى حــــازم بنظرات قاتلة و...
-دارين وهي تهدر بغضب : معدتش فيا عقل خلاص
-حازم بتوسل : سيبي جانا هي مالهاش دعوة
-دارين بعصبية شديدة ، وانفعال مخيف : جــــــــانا !! كل حاجة الزفتة دي ، أنا مش هسيبها ، سامع مش هاسيبها ، هي السبب في كل حاجة حصلتلي ، هي دمرت حبي لعز ، وخليتك تبيعني بعد ما كنت بتتمنى تبوس التراب اللي بمشي عليه ، ده حتى رامز جوز أمها خدعني و آآآآ....
أراد حـــازم أن يلهي دارين ، ويُسمعها معسول الكلام لعلها تُحيد عن رأيها ، وتترك السكين عن يدها و...
-حازم مقاطعاً بصوت دافيء ونظرات حانية : يا دونا ، ده انا زوما حبيبك يرضيكي تعملي فيه كده
ضحكت دارين بطريقة هيسترية مخيفة ، وقهقهت بصوت عالي ومرعب ، ثم حدقت في حــــازم بنظرات شرسة و....
-دارين بتهكم مخيف : حبيبي ! ده كان زمان ، أنا محبتش حد إلا عز ، وهأمّوت أي حد يوقف في طريق حبنا
بكت جانا بخوف ، وهي ترى أن حياتها قد باتت على المحك و....
-جانا بصوت مختنق من البكاء : حرام عليكي يا دارين
التفتت دارين برأسها ناحية جانا ، ورمقتها بنظرات مميتة ، وأشارت بالسكين ناحيتها و...
-دارين بغضب هــــادر : انتي تخرسي خالص ، مش عاوزة أسمع صوتك ، انتي السبب و آآآ...
استغل حازم الفرصة ، وانشغال دارين بالصراخ في جانا ، وقرر أن يهجم عليها ، وبالفعل دار حول دارين ، وأمسك بها من الخلف ، وحاول أن يختطف السكين من يدها ، ولكنها كانت متشبثة بها ...
ظلت دارين تتقاتل مع حـــازم على السكين الحـــاد ، وجانا تتابعهما بنظرات مزعورة و....
-حازم بنظرات شرسة ، ونبرة جادة : مش هسيبك يا دارين تموتيها
أمسك حازم بمعصم دارين ، وحاول أن يلويه للخلف بقسوة ، و..
-دارين متآلمة ، وهي تصرخ بغضب : آآآآآآه .. اوعى، انا مش هسيبها تعيش !!
نجح حــــازم في أخذ السكين من يد دارين ، ثم ألقى به بعيدا ، وصفع دارين بقسوة على وجنتها جعلتها تنحي بجسدها للأسفل و...
-حازم بشراسة : اللي لازم يموت هو انتي يا دارين ...!!!!!
تأوهت دارين من الآلم ، ورفعت وجهها قبالة حـــازم الذي باغتها بلف قبضتي يده حول عنقها ، وقـــام بخنقها بكل قسوة وغــل ...
نظر حــــازم إلى دارين التي حاولت جاهدة أن تخلص نفسها من قبضتيه المحكمة على عنقها بنظرات مميتة و....
-حازم بصراخ قاسي : كفاية بقى ذل فيا ، كفايـــــــــــة ، انتي لازم تموتي عشــــان كلنا نرتاح
شحب وجـــه دارين بسرعة ، وتحول تدريجياً للزرقة ، وحاولت أن تتنفس ولكنها عجزت عن هذا ، وشعرت أن روحها تنسل منها ، و
-دارين وهي تختنق : آآآآآ...لأ... آآآآآ
-حازم متابعاً بنبرة محتقنة ، ونظرات قاتمة : سنين بحاول أخليكي تشيلي عز من دماغك ، وانتي مصممة عليه ، ويوم ما خلاص قررت أخد مراته ليا جاية تخديها مني ..
أطبق حــــازم يديه أكثر على دارين ، و..
-حـــازم بنبرة قاتل مخيفة : مش هتعيشي يا دارين ، هتموتي
بدأت قوى دارين تخور تدريجياً ، ونظرت إليه بنظرات زائغة و...
-دارين بنبرة مختنقة ومتحشرجة : آآآآ........
صرخت جانا عالياً في محاولة يائسة منها لانقاذ دارين من القتل و...
-جانا بنبرة صادحة وراجية : سيبها يا حازم متموتهاش .. سيبها هتتخنق في ايدك !!!!
لم يعرْ حـــازم الاهتمام لصراخ جانا ولا لتوسلاتها المتلاحقة من أجل أن يكف عما يفعل ، فقد سيطرت عليه تماماً فكرة قتل دارين والتخلص منها لأنها أفقدته صوابه ، ولم يعد يتحملها أكثر من هذا ...
ارتخت ذراعي دارين ، وأغمضت عينيها ، وتحول لون وجهها للشحوب التام ، وتراخت عضلاتها ، وسكن جسدها تماماً ولم يعد ينبض بالحياة .. فقد فاضت روحها ، وتوفيت ...
رأت جانا دارين وهي تقتل أمام ناظريها ، وبكت بمرارة شديدة ، فقد كانت دارين قبل لحظات حية ترزق ، والآن هي بين يدي الرحمن ...
أبعد حازم قبضتي يده عن عنق دارين حينما تأكد من سكونها تماماً ، فسقط جسدها على الأرضية الصلبة وتمدد ...
تسمر حـــازم في مكانه ، وحدق في جثة دراين المُسجاة أمامه بدون تعابير مفهومة ..
أجهشت جانا ببكاء حــــار ، وتلاحقت أنفاسها في خوف شديد و..
-جانا بنحيب ، ونظرات مرتعدة : ليه عملت كده ؟؟ لييييييه ؟؟؟
رفع حـــازم بصره ، ونظر إلى جانا بنظرات فارغة و...
-حازم ببرود : كانت واقفة في طريق سعادتنا يا جانا ، كانت هتمنعني منك يا حبيبتي ...
-جانا بصراخ هيستري : بــــــس ، اســــــكت مش عاوزة اسمع حاجة ، انت مجرم .. قاتل ، سفاح ، وهي مجرمة زيك ، كلكم مجرمين ...!!!
أزاح حــــازم جثة دارين للخلف حيث انحنى بجذعه للأسف وأمسك بها من ذراعيها ، ثم جرها على الأرضية وترك جثتها بجوار أحد الأركـــان ...
اعتدل حازم في وقفته ، وتنهد في إرتياح لأنه قد تخلص منها وللأبد ... ثم استدار حازم برأسه ورمق جانا التي كانت ترتجف من الرعب بنظرات مختلفة ..
اقترب حــــازم من جانا ، وجلس على طرف الفراش ، ومد يده ناحيتها ليمسد على شعرها ، ويمسح بأصابعه على وجنتها ، فأشاحت هي بوجهها بعيداً عنه ، وهي تتقزز منه لمسة يده القاتلة و...
-حازم بهدوء مخيف : شششش يا جانا ، اهدي ، هي خلاص ماتت مش هتقدر تعملنا حاجة
حركت جانا رأسها بعيداً عنه كي تتجنب لمسته ، و...
-جانا بنبرة متأففة ، ونظرات اشمئزاز : ابعد عني !
أمسك حازم فك جانا بإصبعيه ، وأداره في اتجاهه ، ثم نظر مباشرة في حدقتي عينيها الخائفتين و...
-حازم بابتسامة شيطانية من بين أسنانه : خلاص احنا هنتجوز يا قلبي وآآ...
اتسعت عيني جانا في ذهـــول ، و...
-جانا مقاطعة بحدة : نتجوز ، انت مجنون ، استحالة ده يحصل
-حـــازم ببرود مخيف : لأ هايحصل ، أنا مخطط لكل حاجة
-جانا بنبرة جـــادة : نتجوز ازاي ، وأنا أصلاً متجوزة ..؟؟!!!!!!!!
ضاقت عيني حــــازم أكثر ، واكفهرت ملامح وجهه ، ورمق جانا بنظرات قاسية و..
-حازم وهو يزمجر بعنف : مش هيحصل ، انتي بتاعتي وبـــس ، سمعاني ، انتي ليا أنا بس !!!
..................................
وصـــــل عز الدين وياسين بالسيارة إلى عنوان منزل حــــازم ...
ظل فؤاد يفرك وجهه من الآلم ، ويحاول تخفيف حدته ، ومسح بيده الدماء النازفة من أنفه ..
استدار عز الدين برأسه ليرمق فؤاد بنظرات حانقة و...
-عز بنبرة متشنجة : انت متأكد انه ساكن هنا ؟؟؟؟
-فؤاد وهو يوميء برأسه في خوف : ايوه
-عز بنبرة تحذير : خد بالك منه يا سينو ، أنا هطلع اشوف الحيوان اللي فوق
-ياسين بنبرة بجدية : ماشي ، بس خلي بالك يا عــز ، متتهورش
-عز وهو يغمغم بإيجاز : متخافش
ترجل عز الدين من السيارة ، وســـار بخطوات سريعة ناحية مدخل البناية ، فصاح ياسين بـ ...
-ياسين بصوت عالي : أنا هبلغ الجماعة بمكانا
-عز بإقتضاب : طيب ، وشوف هما وصلوا لايه مع البوليس
-ياسين وهو يوميء برأسه : ماشي
........................
دلف عز الدين إلى داخل البناية ووصل للطابق الموجود به منزل حـــازم ، وبحث بعينيه عن باب منزله ..
كان الهدوء يسود المكان ، فحـــاول عز الدين أن يسترق السمع لكي يتأكد من وجود أي أحد ، وفجـــأة سمع صراخ ينبعث من داخل الباب الموجود على الجانب ...
ركض عز الدين في اتجاه الباب ووقف أمامه ، وبالفعل استمع إلى صوت جانا ينبعث من الداخل بـ ....
-جانا بصوت صــادح وخائف : ابعد عني يا مجرم
-حازم بعنف : انتي بتاعتي وبسسسسس
انتفض عز الدين فزعاً في مكانه ، واعتصر قلبه من الآلم حينما سمع صراخات زوجته المتلاحقة ، وصوت حازم وهو يتعهد بأن تكون له فقط ..
تراجع عز الدين للخلف ، ثم ركض بكل قوة في اتجاه الباب لكي يدفعه بقوة بكتفه ويحطمه
ظل عز الدين يركل الباب بقدمه تارة ، وبجسده تارة أخرى بكل حدة إلى أن تمكن من كسره قليلاً ، ثم اندفع مجدداً بعنف ليتمكن من فتحه ..
وقع عز الدين على الأرضية الصلبة من قوة الاندفاع ، ولكنه نهض مجدداً ، ولملم نفسه ليبحث ببصره عن جانا ...
-عز بصوت صادح ، ونظرات مضطربة : جانا ، جانا !!!
انتبه حــــازم لصوت الخبطات المتتالية على الباب ، ومن بعده صوت عز الدين الهادر و...
-حازم بتهكم : الظاهر ان حبيب القلب مقدرش يصبر على بعادك
نهض حــــازم عن الفراش ، واختبيء في أحد الأركـــان ، في حين صرخت جانا عالياً بـ ...
-جانا بصراخ حـــاد : عز الحقني
ركض عز الدين ناحية باب الغرفة ، ثم دلف للداخل بعد أن رأى زوجته مقيدة على الفراش ، وانحنى بجسده ناحيتها ، وأمسك بوجهها بين راحتي يده ، وانحنى على جبينها يقبلها بشغف و...
-عز بنبرة متوجسة : جانا ..انتي كويسة ؟؟
هزت جانا رأسها وهي تبكي في خوف ، ثم مد عز الدين قبضتي يده محاولاً حل وثاقها ، وبالفعل بدأ في فك عقدة رابطة العنق قليلاً ، ولكن تنبهت جانا لوجود حـــازم الذي كان مسلطاً بصره على عز الدين و...
-جانا بنبرة مزعورة : حاسب يا عز !!
لم ينتبه عز الدين إلى حازم الذي هجم عليه من الخلف بكل قوة ، وضربه بعنف في ظهره ، ليرتد عز الدين للأمام ويسقط على زوجته ، ثم أمسك به حازم من ياقته ودفعه على الأرضية ، وتقاتل الاثنين بشراسة ...
أمسك حـــازم بالأباجورة الموضوعة على الكومود وحطمها على رأس عز الدين الذي تأوه من الآلم ، وبدأت الدمـــاء تنساب من رأسه و...
-عز متآلماً : آآآآه
-حازم بشراسة : انت جيت لقضاك برجليك ..!!
إنهال حازم بالركلات المتلاحقة في معدة عز الدين ، ورغم الآلم الشديد إلا أن عز الدين مد ذراعه وأمسك بقدم حازم وجذبه بعنف منها ليسقط هو الأخــر على ظهره على الأرضية الصلبة ، ويرتطم بها ..
اعتدل عز الدين قليلاً ، ثم زحف في اتجاه حازم ، وجلس فوقه ، وقيد حركته بجسده ، ثم انهال على وجهه باللكمات القوية و...
-عز وهو يزمجر بغضب : اه يا **** ، بتخطف مراتي يا جبان يا بن الـ ***
رفع حـــازم يديه عالياً وفوق وجهه ليصد لكمات عز الدين ، و...
-حازم بصوت متحشرج : مش مراتك ، هتكون مراتي
-عز بقساوة ، ونظرات مميتة : أنت بتحلم !!!!!!!!!!!!
-حازم والدماء تنزف من بين أسنانه بغضب : والحلم هيبقى حقيقة لما أخلص عليك وتحصل دارين
-عز بذهول : دارين ؟؟؟
اعتلى وجه حـــازم ابتسامة شيطانية ، وأشار بعينيه إلى أحد الأركــان ، فالتفت عز الدين برأسه إلى حيث أشار ، وحدق في تلك الجثة الملاقاة بجوار أحد الأركـــان ....
فغر عز الدين ثغره في صدمة رهيبة ، ثم أدار بصره ناحية حـــازم ورمقه بنظرات استنكار و...
-عز بغضب عظيم : انت عملت فيها ايه ؟؟؟
-حازم ببرود : هي اللي عملت في نفسها كده لما ادخلت بيني وبين جانا
-عز بصراخ حـــاد : انتو أكيد ناس مجانين !!
-حازم بنظرات أكثر شراسة ، ونبرة مخيفة : مجانين !! يبقى ليس على المجنون حرج في اللي بيعمله
ظلت جانا تتحرك بطريقة هيسترية على الفراش محاولة حل وثاقها وهي تتابع عن كثب القتال الدائر بين زوجها وصديقه و...
-جانا بنبرة مرتعدة ومحذرة : حاسب يا عز ، خلي بالك
-عز بجدية : ماتخافيش يا جانا
-حازم بتوعد ، ونظرات شرسة : أنا هموتلك حبيب القلب
وضعت جانا عقدة رابطة العنق في فمها ، وحاولت أن تحلها بأسنانها ، وبالفعل نجحت في جعل العقدة مرتخية و...
-جانا بنبرة حـــادة : ابعد عن جوزي يا مجرم ، سيب حبيبي يا جبان
رفع عز الدين رأسه في اتجاه جانا ، ورمقها بنظرات غير مصدقة و...
-عز باستغراب : قولتي ايه يا جانا ؟؟
مدت جانا أصابع يديها نحو عقدة رابطة المقيد لقدميها وبدأت في حله على عجالة و...
-جانا بإنزعاج : مش وقته يا عز !
ابتسم عز الدين رغم قساوة الموقف وغرابته ، فقد اعترفت جانا بأنه زوجها الذي تحبه ، وبخوفها الشديد عليه ...
-عز بنظرات رومانسية ، ونبرة عاشق : أمانة عليكي يا شيخة لتقوليها تاني
-جانا محذرة : ركز في اللي قدامك !!!
اغتاظ حــــازم كثيراً من الرومانسية التي تدور بين كلاهما ، و..
-حازم بتوعد : جوزك هقتله ، وهتبقى أرملة واتجوزك
-عز بشراسة : مش هيحصل !!
لمح حــــازم السكين الملاقاة بجوار الدولاب ، فكشر عن أنيابه لعز الدين ، ثم أخذ نفساً عميقاً استجمع به كل قوته ، وقام بدفع عز الدين من فوقه بعنف جعله يرتد للخلف ..
استغل حازم الفرصة وزحف في اتجاه السكين ، ثم أمسك بها في يده و...
-حازم بنظرات قاتلة ، ونبرة شرسة : نهايتك قربت
-جانا بنبرة مزعورة ، ونظرات خائفة : خد بالك يا عز منه ، ده معاه سكينة ...!!!!!
نهض حــــازم عن الأرض وأمسك بكل شراسة بالسكين في يده ، وظل يلوح بها في اتجاه عز الدين الذي تراجع للخلف ، و...
-عز بهدوء حذر : سيب يا حازم السكينة وبلاش تهور..!
تطاير الشرر من حدقتي عين حـــازم و....
-حازم بزمجرة هادرة : هخلص عليك
-عز بتوجس حذر : اعقل يا حازم ، متضيعش نفسك !
أعــــاد حازم رأسه للخلف وهو يضحك بطريقة هيسترية مرعبة ، و...
-حازم بسخرية وتهكم : أنا سمعت الكلام ده كتير ، حتى من المرحومة دونا
-جانا بنبرة خائفة : حاسب يا عز .......!!!
تحررت جانا من وثاقها تماماً ، وبحثت بعينيها عن أي شيء يمكن أن يساعدها في الدفاع عن زوجها وانقاذ حياته وحياتها .. فلمحت مزهرية موضوعة على التسريحة ..
حاصر حازم عز الدين في ركن من أركـــان الغرفة ، ثم سدد السكين بكل حدة في اتجاه صدر عز الدين لكي يقتله ، ولكن تفادى عز الدين الضربة ، وأمسك بحازم من معصمه ، وحاول ابعاد السكين عنه ...
زمجر حازم بغضب عارم ، وركل بركبته أسفل معدة عز الدين لينحني للأسفل متأوهاً من الآلم ، ثم ارتخت يده عن معصم حــازم الذي كان على وشك طعنه في ظهره ...
تفاجيء حـــــازم بضربة قوية على رأسه بالمزهرية جعلته يترنح من الآلم و....،
-جانا بشجاعة زائفة : قولتلك سيبوه يا حازم ...!
أعادت جانا ضربه مجدداً بالمزهرية لتتحطم فوق رأسه ، فيصرخ من الآلم و...
-حازم متآلماً : آآآآآآآآآآآآآه
استغل عز الدين الفرصة ، وأمسك بالسكين من يده حـــازم ، وألقاه بعيداً ، ثم وجـــه له لكمة شرسة في فكه و...
-عز بنبرة حادة ، ونظرات غاضبة : أما مراتي تقول كلمة يبقى تسمع ، خُــــــــــــــد ..!
وقع حـــازم على الأرض من شدة الضربات ، فانحنى عز الدين بجذعه عليه ، وثبت ذراعيه بيديه ، وباقي جسده بثقل وزنه ، في حين بحثت جانا عن أربطة ما لتقيد بها حـــازم
تعاون الزوجين معاً في تقييد حـــازم ، والتأكد من عدم استطاعته النهوض أو حتى حل وثاقه ..
تأمل عز الدين زوجته عن قرب ، وحدق فيها بأعين عاشقة ، في حين رفعت جانا عينيها لتنظر إليه بنظرات جادة و...
-جانا بنبرة خائفة : اتأكد انك ربطته كويس لأحسن يفك الحبل ..
-عز مازحاً : ليه هو حـــاوي ؟؟
-جانا بخفوت ، وتوجس : برضوه مانضمنش
-عز غامزاً ، وبنبرة واثقة ومغترة : لأ اطمني .. ولا عشرة هيعرفوا يفكوه ..!
..................................
وصلت سيارات الشرطة أسفل البناية ، ثم ترجل منها بعض الضباط والعساكر فانضم إليهم ياسين وشرح لها بإيجاز ملابسات الموقف ، وصعد بهم إلى حيث يقطن حــــازم
اتخذت الشرطة الاجراءات اللازمة ضد كلاً من فؤاد وحـــازم ، وتم إلقاء القبض عليهما ، ثم استدعى أحد الضباط رجــال الاسعاف ليتم نقل جثمان دارين إلى المشرحة ..
ضم عز الدين زوجته تحت ذراعه ، وظل مقرباً إياها إلى صدره ..
اقترب أحد الضباط منهما و...
-الضابط بصرامة : حضراتكو هتيجوا معانا القسم عشان ناخد أقوالكم ، ونقفل المحضر ، وبعد كده هيتم استدعائكم للنيابة
-جانا بخفوت وهي توميء برأسها : اوكي
-عز بجدية : حاضر يا فندم
.......................
انتقل الجميع لاحقاً إلى قسم الشرطة حيث تولت النيابة التحقيق في جرائم القتل المتورط فيها حــازم ، وأدلت جانا بكل ما تعرفه من معلومات ، وما صرحت به دارين قبل موتها ..
استغرقت تحقيقات النيابة وقتاً مطولاً ، ورغم الاجهاد والتعب البادي على جانا إلا أنها لم تتأخر في قول الحق ..
جف حلق جانا أكثر من مرة وهي تسرد الحقائق الخاصة بجرائم دارين ضد زوج والدتها ، وما دبرته مع حـــازم من أجل الايقاع بينها وبين زوجها .. آمـــر وكيل النيابة بإعطاء جانا مشروب بارد كي ترتوي .. ثم استأنف معها التحقيق ...
.......................
خرجت جانا من القسم بعد فترة ووجها مرهق تماماً من التعب ، وجسدها مهلك من الإجهاد ، فوجدت زوجها في انتظارها ، وما إن رأها تدلف للخارج حتى ركض ناحيتها ، ثم مد ذراعيه نحوها وأحاطها من خصرها وضمها إلى صدره وقبلها عدة مرات على رأسها ..
توردت وجنتي جانا من الخجل ، وخاصة أن عز الدين لم يكف عن تقبيلها بشغف أمام الجميع
شعرت جانا بحضن عز الدين الدافيء ، وبلمسته الحانية عليها ، لقد افتقدت ذلك الشعور منذ فترة ، ولم يعد لديها الرغبة الآن في أن تقاومه .. هي ترغب في أن ترتمي للأبد في أحضان زوجها ، وتعيش معه من جديد خاصة بعد أن أدركت حجم المؤامرات التي حيكت ضد كليهما ...
لم يكف ياسين عن إطلاق دعاباته المازحة من أجل إضفاء أجواءاً مرحة و...
-ياسين مازحاً : وربنا أنا بلغت الناس كلها ، والصراحة محدش كدب خبر وجوم كلهم ، بس انت عارف آعـــز الشرطة عندنا عاملة زي الأفلام القديمة بتيجي بعد الفيلم ما يخلص ، وتتر النهاية يطلع
ضحك الجميع في سعادة على عبارات ياسين ، ولكن نظر إليه المهندس حسين بنظرات شبه جادة و...
-حسين مبتسماً ، وبنبرة محذرة : بس يا سينو بدل ما تبات في الكراكون ، وعلى التخشيبة كمان .......!!!
-ياسين بذهول : كراكون !
-يوسف مبتسماً ابتسامة عريضة : قصده القسم ..!!!
لوى ياسين يده للخلف لكي يتحسس قفاه ، و...
-ياسين ساخراً : آآآآه ، انت هاتقولي ،أنا عارف ايدهم طويلة ، لأ وممكن يبعتولي فرج يزفني كمان بما اني عريس جديد ، يادي النصيبة .. هايتعمل عليا حفلة !!!!!!!
-يوسف ضاحكاً : ههههههههههه ايوه وانت عارف فرج ..!
-ياسين بوجه مرتعد ، ونبرة متوترة : ربنا يكفينا شره
وقف حسين قبالة ابنة أخيه ، ثم احتضنها بين ذراعيه ، وربت على ظهرها في حنية أبوية و...
-حسين بصوت دافيء : حمدلله ع سلامتك يا جانا
-جانا مبتسمة بهدوء : الله يسلمك يا آنكل
-يوسف بنبرة فرحة : الحمدلله انك بخير يا بنتي ، مين كان يتصور ان كل ده يحصل
-جانا بتنهيدة : الحمدلله
وضع عز الدين يده على كتف زوجته ، ثم نظر إليها بنظرات عاشقة ، وأدار وجهه ناحية أبيه و...
-عز بجدية ، ونظرات حاسمة : سيبولي مراتي شوية
-حسين بنبرة عادية : يابني مش نطمن عليها
-يوسف وهو يهز رأسه : هنسيبهالك بعد كده بس نطمن باقي العيلة صح ولا ايه يا سحس
-حسين وهو يوميء برأسه : ايوه
عبس وجـــه ياسين قليلاً وهو يتذكر كيف فسدت ليلة عرسه في نهايتها و...
-ياسين بنبرة شبه حزينة : مش كفاية ليلتي اللي باظت
-عز مازحاً : متقولش باظت ده بس كان فيها شوية اكشن
-ياسين بتهكم صريح : اكشن ؟؟ ياعم قول مطاردات ، وقتل ، وخطف ، ورعب ، لأ وختمت بالقسم يعني كولكشن مُعتبر ...!
-عز مبتسماً ابتسامة واسعة : عشان تفضل طول عمرك فاكرها
-ياسين بنبرة ساخرة : وهي دي ليلة تتنسي
-حسين وهو يشير بيده : مش يالا بينا بقى
-يوسف بنبرة طبيعية : يالا يا ولاد
-حسين بنبرة آسفة : بس محدش كان عارف ان رامز وسيلين يطلعوا بالشر ده كله
-جانا بتنهيدة حزينة : أهوو رامز خد جزائه
-حسين بخفوت : ايوه
-جانا بنبرة مريرة : بس.. بس صعبان عليا مامي.. هي برضوه مكانتش تستاهل ده
-حسين بهدوء : هي اللي اختارت يا جانا السكة دي ومشيت فيها ، فلازم تتحمل نتيجة اختيارها ، وياما نصحها أبوكي الله يرحمه وأنا من بعده ، لكن هي أصرت على اللي في دماغها !
-يوسف بنبرة جـــادة : بس يا جانا مامتك محتاجاكي الفترة دي معاها
-جانا فاغرة شفتيها : هه..
-يوسف بجدية أكثر : زي ما سمعتيني ، هي محتاجة تحس ببنتها واقفة جمبها ، حتى لو كنتي مش راضية عن اللي هي عملته ، لازم تسانديها
-جانا وهي تزم شفتيها على مضض : ربنا يسهل
أوضح يوسف لجانا دورها المقبل مع والدتها ، وأن من واجبها أن تكون بارة بها حتى لو كانت مذنبة وخاطئة ، فربما هذا يعيدها إلى رشدها ، ويجعلها تندم عما فعلت ..
وعدت جانا المهندس يوسف أن تحاول أن تفعل هذا لاحقاً ...
زفـــــر عز الدين في انزعاج واضح ، فقد طـــال الوقت وهم جميعاً مجتمعون أمام القسم يتحدثون في كافة الأمور ، وهو يقف على أحر من الجمر ينتظر التعبير لزوجته عن مشاعره المتأججة في صدره
عقد عز الدين حاجبيه في ضيق ، وقطب جبينه ، ثم ...
-عز مقاطعاً بتذمر : لأ بقى .. كده كتير والله ، أنا عاوز أستفرد بالمدام شوية ..
-ياسين ببرود : اصبر
-عز بتهكم : هو أنا ردتها شفوي بس .. عاوز أكمل العملي بتاعي
-يوسف بجدية وهو يشير بيده : عيب يا ولد الكلام ده
-عز بإنزعاج : سوري يا بابا ، بس محدش سأل فيا خالص
-حسين ضاحكاً : هههههههههههه الصبر جميل يا عز يا بني ..!
التفت عز الدين إلى زوجته ، ورمقها بنظرات مشتاقة و..
-عز لجانا بخفوت : يا بنتي فهميهم أن احنا ورانا مباحثات ، ومشاورات ومداولات مؤجلة من شهور
احمرت وجنتي جانا ، واضطربت نبضات قلبها ، وشعرت بالخجل الشديد وخاصة من نظرات الجميع لها و..
-جانا بخجل : عـــز !!
-عز برومانسية: عيون عز
-جانا بصوت هامس : لينا بيت نتكلم فيه ، مش ينفع كده
-عز ساخراً : طالما in public .. ومافيش feelings ... يبقى so what ، ولا انتي رأيك ايه ؟؟؟
ضيقت جانا عينيها ، ووضعت يدها في وسط خصرها ، ونظرت إلى عز الدين بضيق زائف و...
-جانا بجدية مصطنعة : وده من امتى ان شاء الله
-عز غامزاً ، وبنبرة رخيمة : من زمـــان بس الحلو كان تقلان
-جانا بتذمر : لا والله
-عز بجدية : أه والله
اتجه الجميع نحو سيارتهم المصفوفة بجوار القسم ، وقبل أن يصل عز الدين وجانا إلى سيارتهما ، سمع كلاهماً صوتاً مألوفاً يأتي من خلفهما ، و...
-عمـــر بنبرة هادرة : عــــز ..!!!
التفت كلاهما إلى مصدر الصوت ، فوجدا عمر يقف خلفهما وعلى وجهه علامات الغضب جلية
اعترت الدهشة وجه عز الدين ، ونظر إليه بإستغراب و...
-عز بتعجب : عمر !! ايه اللي جابك هنا ؟
اقترب عمـــر من عز الدين ، ثم مد أحد ذراعيه ناحيته ، وضمه إلى صدره كي يحتضنه و...
-عمر بنبرة هادئة ومخيفة : حمدلله على سلامة مدام جانا
-عز مبتسماً : الله يسلمك يا .. آآآآآآآآآه
شعــــر عز الدين بأداة حــــادة تمزق أحشائه ، فجعلته يتأوه بشدة من الآلم ، ويتكور على نفسه ، وينهار على الأرض والدمـــاء تزف منه بغزارة ..
شهقت جانا في فزع ، وصرخت عالياً صرخة مخيفة وهي تضع كلتا يديها على فمها و...
-جانا بفزع : عـــز ، لألألألأ ...!!!!
تنبه يوسف إلى صوت الصراخ ، فاستدار برأسه ليجد ابنه مُسجى على الأرض و....
-يوسف بنبرة فزعة : عــــــــــــــز ، ابني !!!
التفت حسين هو الأخـــر ناحية مصدر الصراخ ، فوجد عز الدين ملقى على الأرض وإلى جواره عمـــر وهو ممسك أداة حـــادة ( تشبه المطواة ) في يده و...
-حسين بنظرات مرتعدة ، وصوت هادر : عــــــــــز !!
حدق عمــــر في عز الدين بنظرات شيطانية متشفية و...
-عمر ببرود مخيف : نهايتك جت على ايدي يا عز ...!!
وضع عز الدين يده على مكان الجرح ، وحاول منع الدماء من النزيف ، ورفع بصره في اتجاه عمـــر و...
-عز بصوت ضعيف : طب ليه عــ... عمل.....
تابعووووووني
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
تابعووووووني
جميع الفصول كامله من هنا 👇
الفصل الأول حتى الفصل الثاني عشر من هنا
الفصل الثالث عشر حتى الفصل الثلاثون من هنا
الفصل الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والخامس والثلاثون والسادس والثلاثون من هنا
الفصل السابع والثلاثون والثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون من هنا
الفصل الأربعون والحادي والاربعون والثاني والاربعون من هنا
الفصل الرابع والاربعون والخامس والأربعون والسادس والاربعون من هنا
الفصل السابع والاربعون والثامن والاربعون من هنا
الفصل التاسع والأربعون والخمسون من هنا
الفصل الحادي والخمسون والثاني والخمسون من هنا
الفصل الثالث والخمسون والرابع والخمسون والخامس والخمسون والسادس والخمسون من هنا
الفصل الثالث والستون والرابع الستون والخامس والستون من هنا
الفصل السادس والستون والسابع والستون والثامن والستون من هنا
الفصل التاسع والستون والسبعون والحادي والسبعون من هنا
أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بدون لينكات بمنتهي السهوله من هنا 👇 ❤️ 👇
تعليقات
إرسال تعليق