القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية دعني احطم غرورك الفصل التاسع والستون والسبعون والحادي والسبعون بقلم الكاتبه منال سالم حصريه وجديده


رواية دعني احطم غرورك الفصل التاسع والستون والسبعون والحادي والسبعون بقلم الكاتبه منال سالم حصريه وجديده 


بداخل المصعد 

تفاجئت جانا بمن يجذبها بعنف من معصمها نحوه إلى داخل المصعد ، مما جعل هاتفها المحمول يسقط من يدها رغماً عنها ، ويتحطم إلى أجزاء ....

كانت جانا على وشك الصراخ ، ولكن من هول المفاجأة لم تعرف كيف تتصرف ، كما قام هذا الشخص بتكميم فمها بقبضه يده ، ثم ضغط على زر ( إيقاف ) الطواريء بعد أن أغلق باب المصعد ليتعلق بكليهما 


أرخـــى هذا الشخص قبضته عن فم جانا ، والتي استدارت فجـــأة لتنظر إليه فوجدته حــــازم 

اتسعت عيني جانا في صدمة ، وفغرت شفتيها في خوف ، ثم تراجعت بظهرها للخلف لتستند على جانب المصعد و...

-جانا بضيق واضح : انت اتجننت ؟؟؟؟؟

-حازم بنبرة رومانسية : انا بحبك يا جانا 


اقترب حــــازم من جانا ، ومد كلا ذراعيه لكي يمسك بها ويضمها إلى صدره ، ولكنها دفعته بقبضتي يدها بقوة و...

-جانا بصريخ قوي : ابعد عني يا مجنون ، حب ايه وكلام فارغ ايه ..!!!!!


تراجع حـــازم للخلف ، وحاول أن يبدو متزناً أمامها و....

-حازم بهدوء حذر : أنا مش عارف أتكلم خالص معاكي ، وانتي مش مدياني فرصة اعبرلك فيها عن مشاعري ..!!!!!

-جانا بضيق : يبقى تفهم اني مش عاوزاك


زفــــر حـــازم في انزعاج ، ثم سبل عينيه إلى جانا و...

-حازم بتذمر : انتي لسه متعرفنيش

-جانا بصرامة ، ونظرات ازدراء : ولا عاوزة أعرفك



اقترب حازم من جانا مجدداً التي حاولت أن تبتعد عن طريقه ، ولكنها لم تتمكن بسبب ضيق المساحة الخاصة بالمصعد و..

-حازم بنظرات متحدية ، ونبرة جدية هامسة : حبيبتي جانا ، انا مستعد أموت الدنيا كلها عشانك

-جانا بعصبية : ياخي انت ليه مش عاوز تفهم ، أنا مش بحبك ، ومش عاوزاك ..!


أشــــار حازم لجانا بيده لكي تهدأ قليلاً خاصة بعد أن انتابها الانفعـــال الشديد و...

-حازم بنبرة مضطربة : اهدي بس عشان نتفاهم

-جانا وهي تزمجر بغضب : لأ مش هاهدى !!


اقتربت جانا من باب المصعد المعدني المغلق ، وأخذت تضربه بكلتا يديها ، وتركله بأحد قدميها في عصبية مخيفة 


وقف حـــازم خلفا ، ومد يديه لكي يمسكها من كتفيها ويبعدها عن الباب ، فانتفضت فزعاً من لمسته ، واستدارت بجسدها نحوه ، ثم رفعت حقيبة يدها عالياً في الهواء ، وانهالت بها على رأسه ، وظلت تضربه بكل ما أوتيت من قوة لعله يرتدع ، ويبتعد عنها ...


تأوه حــــازم من الآلم ، خاصة حينما ركلته بركبتها أسفل بطنه ، فتكور حازم على بطنه و...


-حازم متآالماً : آآآآه ... ليه كده بس يا جانا ..


استطاع حازم أن يتغلب على آلمه الشديد ، ثم رمق جانا بنظرات ضيقة مليئة بالتوعد و...

-حازم بنبرة مخيفة : كده انتي هتزعليني منك ، وأنا زعلي وحش


توجست جانا من هيئة حـــازم ، وخصوصاً بعدما تبدلت ملامحه للغضب والقسوة ، فلجأت جانا إلى الصراخ بنبرات هادرة لعل أحد ما ينجدها ، و...

-جانا بصراخ قوي : الحقووووووني 


احتقن وجـــه حازم بالدماء الغاضبة ، وبرزت عروقه في تجهم شديد ، ثم رفع كف يده عالياً في الهواء ، وهوى به على وجــه جانا فصفعها صفعة قوية و....

-حازم وهو يجز على أسنانه في غضب جم : اسكتي بقى


وضعت جانا يدها على وجنتها تتحسسها من الآلم ، وحدقت به في ذهــول تام و...

-جانا بنظرات قاتمة ، ونبرة محتقنة : انت بتمد ايدك عليا يا كلب ..! 


لم يتحمل حازم إهانة جانا له ، فاقترب منها مجدداً ، وظل ينهال على وجنتيها بصفعات قوية ومتلاحقة جعلتها تتسمر في مكانها ، وتتحجر عينيها في صدمة و...

-حازم بنبرة قاسية للغاية : أما أقولك كلمة تسمعيها ....!!!


سقطت جانا على أرضية المصعد الصلبة فاقدة للوعــي من أثر الضرب الشديد الذي لم تتحمله 


فنظر إليها حازم في برود و...

-حازم بفتور ممزوج بالحنق : انتي اللي خليتني اعمل كده يا جانا ، انا مكنتش حابب أمد ايدي عليكي ..!!


أخذ حـــازم نفساً مطولاً ، وكأنه يحاول أن يستعيد به هدوءه السابق ، ثم جثى على أحد ركبتيه أمامها ، ومد يده ناحية وجهها ، ثم وضـــع أصابعه على وجنة جانا وظل يتحسسها بأطراف أصابعه ، و...

-حازم بصوت هــاديء ومهيب: بس متقلقيش أنا هصالحك وهتسامحيني ..عارفة ليه ؟؟ عشان أنا بحبك واللي بيحب بيسامح !


.....................


Flash Back لما حدث قبل لحظــــات ،،،


◘◘◘ في أحد المولات الشهيرة حيث كانت جانا ودينا تتسوقان من أجل حفل عقد قران دينا ، وحينما نفذت نقود دينا ، طلبت من جانا أن تتوجهان إلى أبيها وتقترضان بعض المـــال منه ، ثم قررت دينا أن تستغل الفرصة في أن تلتقي بياسين ، حيث قامت بإرســـال رسالة نصية له كان محتواها ...


(( انا و جوجو بره جمب شركة دادي ، لو فاضي تعالى شوفني هناك ))


مرت بضعة ثواني حينما جاءها الرد على رسالتها النصية من ياسين والذي كان 


(( حمامة .. انا جمبك ، بصي على شمالك أو يمينك هتلاقيني في قفاكي ... ))


تعالت قهقهات دينا فجـــأة وهي تنظر إلى شاشة هاتفها المحمول ، فاستدارت جانا برأسها ناحيتها ، ونظرت إليها في تساؤل و...


-دينا ضاحكة : ههههههههههههه crazy

-جانا باستغراب ممزوج بالحيرة : مالك بتضحكي ليه كده ؟؟؟؟


تنحنحت دينا في حرج ، وحــــاولت أن تخفي ارتباكها الواضح و...

-دينا بتوتر : آآ... nothing جوجو


لم تعرْ جانا للأمـــر أهمية كبيرة ، فقد كانت مرهقة للغاية ، وتريد أن تنتهي من كل شيء على عجالة ، لذا ...

-جانا بجدية وهي تشير بعينيها : طب يالا بسرعة عاوزين ننجز عشان الوقت بدأ يتأخر ...!!!!

-دينا مبتسمة في سعادة : شوور 

................................


◘◘◘ استغل ياسين هو الأخــــر الفرصة في أن يقرب بين عز الدين وجانا من جديد ، ويحاول بطريقة ما أن يجعلهما يلتقيان سوياً دون وجود عمها ، لذلك اتصلت ياسين بعز وأبلغه بمقابلته لدينا وجانا بعد قليل و .... ،،

-ياسين هاتفياً بحماس : ايه رأيك ؟ أخبار طازة وعلى الفرازة ، يا تلحق يا متلحقش ..!

-عز هاتفياً بنبرة جدية ، ونظرات مترقبة : مسافة السكة وهاكون هناك

-ياسين غامزاً : عشان تعرف بس بفكر فيك 

-عز مبتسماً في غرور : مردودالك يا سينو

-ياسين مازحاً : يارب بس تفتكر ده 

-عز بنبرة متمهلة : اطمن

-ياسين بتوجس : اهو أنا مش بخاف غير من الكلمة دي .. بحس ان بعدها هتشد الفتيل ويفرقع اللغم ...!!!!!

-عز بنبرة هادئة : خليك متفائل

-ياسين بجدية : معاك انت وجانا ... لأ !!!

-عز بضيق زائف : متقفلهاش بس في وشي ، أنا هاعرف أزاي اوصل تاني لقلبها

-ياسين وهو يلوي فمه في قلق : أنا أشك ... اذن أنا دبوس 

-عز بحدة تحمل التحذير : ولــــه بطل ثقالة .. وعينك عليها لحد ما أجيلك

-ياسين بنبرة ممتعضة : بكرة تعرف أنك مشيت في سكة مسدودة

-عز بنبرة جادة ، ونظرات متفائلة : هتسلك على ايدي ان شاء الله 

-ياسين بتحدي : وماله .. قالوا الجمل طالع النخلة أدي الجمل وأدي النخلة .. اطلع بقى يا حلو 

-عز على مضض : اطلع بس انت منها وهي تعمر 

-ياسين مبتسماً : أنا كده كده طالع 

-عز بجدية : طب اقفل ، انا دقيقة وهاكون عندك .. 

-ياسين بإيجاز : سلام آعزووو


.........................................


◘◘◘ عند محل صبري شاليموه للعصائر ،،،،


وقف ياسين أمام أحد الاستندات الرخامية ، وأمسك بكوبين زجاجين يحتويان على مشروب ( عصير القصب ) ، ثم ســـار في اتجاه دينا التي كانت تقف خـــارج المحل ، ومد يده بكوبها لكي تأخذه منه و...

-ياسين بنبرة متحمسة : خدي آدودي شووب قصب إنما ايييييه مفتخر ...!!


نظرت دينا إلى كوب المشروب بنظرات متفحصة ، ثم عقدت حاجبيها في امتعاض ، وعبست ملامح وجهها و...

-دينا وهي تزفر في انزعاج : اوووووف ، قولتلك مش بحب القصب ، ده كله sugar ، وأنا كده هتخن 

-ياسين بنبرة متعمشة : يا ريت تتخني كده ، وتبألظي

-دينا بضيق : يوووه ، ما أنا كده مش هدخل في الـ dress

-ياسين مازحاً :مش مشكلة ، أبقى أدخلك أنا

-دينا متسائلة في حيرة : ازاي يعني ؟

-ياسين بنبرة مغترة : هفتحلك الباب بالطفاشة

-دينا بضيق ، ونظرات منزعجة : أنا بقولك dress يعني فستان مش address عنوان ، انت مهندس ازاي ومش معاك لغة ؟؟؟

-ياسين بنبرة ساخرة : ههههههه تعليم حكومي يا اوختشي 

-دينا باستغرايب : مش فاهمة !

-ياسين بمزاح : يعني كله فيه بيعدي ، وبعدين احنا كان نظامنا نام وارتاح يجيلك النجاح 


فغرت دينا شفتيها في صدمة ، ونظرت إلى ياسين بعدم تصديق و....

-دينا بصدمة : OMG وعلى كده نجحت ؟؟

-ياسين بنبرة تحمل الغرور الممزوج بالثقة : ده انا طلعت من أوائل الدفعة

-دينا بتهكم : على كده انت نمت كتير اوي

-ياسين وهو يشير بيده ، وبنبرة جدية: يووووووه ، ده انا كانوا بيصحوني على الامتحان 


في نفس التوقيت وصـــل عز الدين بسيارته إلى مقر الشركة ، ثم صفها أمام المدخل وترجل منها ، فلم يجد أحداً بالانتظار ، ثم التفت برأسه بحثاً عن الجميع ، وجـــاب ببصره المكان ، فلمح ياسين من على بعد وهو يقف بجوار دينا ، فانطلق بخطوات سريعة نحوه إلى أن وقف قبالته و...


-عز مقاطعاً بإنزعـــاج : فينها ؟


شهقت دينا حينما رأت عز الدين أمامها ، ووضعت يدها على فمها في عدم تصديق ، و...

-دينا بنبرة متفاجئة : عز ؟؟؟


أشـــار ياسين بإصبعه للأعلى ، ورفع بصره عالياً و...

-ياسين بخفوت : فوووق

-دينا بنظرات متسائلة ، ونبرة متوجسة : انت .. انت بتعمل ايه هنا ؟


لم يجب عـــز الدين على دينا أو حتى ينظر إليها ، بل ظل محدقاً بياسين و...

-عز بتساؤل : فوق فين؟


وجــــه ياسين بصره نحو دينا ، ثم أشــار بعينيه إليها و...

-ياسين بهدوء حذر : عند ابوها الحاج 

-عز على مضض : طيب أنا هستناها لحد أما تخلص وتنزل .. ! 

-دينا بإصرار : مردتش عليا يا عز ...!


التفت عز الدين إلى دينا ، ثم نظر إليها ووجه مليء بعلامات الحزم والجدية و..

-عز بهدوء مصطنع : ازيك يا دينا ، عاوز بس اشوف جانا

-دينا وهي تهز رأسها : أها .. !


صمت الجميع لثوانٍ ، فبادر ياسين بـ ...

-ياسين مبتسماً : اشربي القصب يالا ، وربنا هيسهلك

-دينا وهي تلوي شفتيها في تذمر : مش بحبه 

-ياسين متسائلاً بنبرة جدية : طب أجيبلك خروب ولا عرقسوس ؟؟؟

-دينا بوجه مكفهر ، ونظرات حانقة : يوووه ، انا مش بحب الحاجات دي ..!


رفع عز الدين يده أمام وجهه لينظر في ساعته الفضية التي يرتديها حول معصمه ، ثم زفـــر في انزعاج و...

-عز بنبرة شبه منفعلة : هي بقالها كتير فوق ؟؟؟؟؟

-ياسين بحيرة : يعني ، زمانتها نازلة .. آرّبَع ( اشرب ) انت بس القصب ..!

-عز بنظرات ضيقة ، ونبرة حائرة : آ.. ايييه يا خويا ؟ عليك كلام .. الله يعينك يا دينا على ما بلاكي

-دينا بنظرات متوعدة : أنا بقول كده برضوه


ارتشف ياسين كوب مشروب القصب الطازج عن أخره ، ثم تنهد في ارتياح و...

-ياسين وهو يزفر في راحة : هيييييييييح ... فخرالصناعة المحلية .. !


استدار ياسين بجسده ناحية صاحب المحل الذي يقف خلف أحد الاستندات الرخامية و...

-ياسين بنبرة عالية :الله يكرمك آحــاج صبري واحد شووب تاني لأحسن لسه عشطان ..!

-دينا بضيق : اسمها عطشان

-ياسين بنبرة واثقة : عشطان

-دينا وهي تهز رأسها : no، عطشان

-ياسين بنبرة مؤكدة : لأ عشطان

-دينا بحدة : عطشان


طفح الكيل لدى عز الدين ، وخاصة من مزاح ياسين ودينا الغير مقبول ، لذا ...

-عز بحــــدة : بسسسسسسسس .. ارحموني مش فايقلكم .. أنا رايح أقعد في العربية لحد ما الهانم تنزل 

-ياسين بنبرة سعيدة : أحسن برضوه بدل ما انت طابق ع مراوحي

-عز بنظرات ضيقة ، ونبرة مترقبة : بتقول حاجة ؟

-ياسين بخوف : لأ بدعيلك ..!!!!!!


وبالفعل انصـــرف عز الدين من أمام المحل ، وتوجه عائداً إلى سيارته ، ثم فتح بابها الأمامي ، وجلس خلف المقود ، وسلط بصره على باب المدخـــل ... 


.....................................


◘◘◘ في نفس الوقت خارج الشركة ،،،


رفض عمـــر أن ينطلق بسيارته ، وظل جالساً فيها مراقباً مدخل الشركة ، في حين انزعج وائل من تصرفات عمر الطائشة و....

-وائل بضيق واضح : ما تمشي بقى 

-عمر بإصرار ، ونظرات عنيدة : لأ 

-وائل وهو يلوي فمه على مضض: بقالك ساعتين مستني الهانم تنزل

-عمر بجدية : ولو حتى 10 ساعات

-وائل بنرفزة : ياعم أنا زهقت 

-عمر وهو يشير بيده ، وبنبرة صارمة : خلاص روح بقى 

-وائل متسائلاً في غيظ : طيب انت أعد ليه ؟؟

-عمر بإنزعاج جليّ : قريبها الغتت خلع مع البت بتاعته ، يعني هي أكيد هتنزل لوحدها ، وأنا بقى هاكون موجود عشان أوصلها .. فهمت يا وائل ...!!!!

-وائل وهو يعيد رأسه للخلف : أها .. ودوري أنا بقى ايه في الليلة دي كلها .. متفرج ؟

-عمر بخفوت : لأ يعني أنت أعد معايا 

-وائل بتهكم : لأ محبش أكون عزول ، أنا خالع من هنا 


مد عمـــر يده ليمسك بذراع وائل الذي كانت على وشك الترجل من السيارة بعد أن فتح الباب الملاصق له و...

-عمر بنبرة شبه راجية : استنى بس

-وائل بضيق : استنى ايه ، أما تخلص ابقى كلمني طمني عليك ..!


ابتسم عمـــر في غرور لوائل الذي ترجل بالفعل من السيارة و...

-عمر غامزاً ، وبنبرة اعجاب : يعجبني فيك ذكائك

-وائل بتهكم : يا شيخ ، طيب سلام يا عمورة ..!

-عمر مبتسماً بغرور شديد : سلام آصديقي ! 

ســـار وائل مبتعداً عن السيارة ، في حين انتظر عمـــر بداخلها ، وعلى وجهه علامات الترقب الممزوجة بالوعيد لجانا ◘◘◘ 


.......................................


عودة للوقت الحالي ،،،،،


بداخل المصعد ،،،


جثى حازم على أحد ركبتيه أمام جانا الممدة على الأرض والفاقدة للوعي ، ثم انحنى بجذعه ناحيتها ، ومد أحد ذراعيه خلف ظهرها ، والأخـــر أسفل ركبتيها ، ثم حملها بين ذراعيه ، ونهض عن الأرض ، واعتدل في وقفته ، ومـــال عليها برأسه ، و...


-حازم بنظرات شرسة : أنا أسف يا جانا .. بس مكنش قدامي غير كده ، ماهوانتي مش عاوزة تسمعيني خالص .. فأنا للأسف مضطر أخدك معايا ....!!!!


أعاد حازم تشغيل المصعد مرة أخرى بعد أن اقترب من لوحة الأزرار الجانبية وهو حاملاً لجانا بين ذراعيه ، وبالفعل تحرك المصعد من جديد ، وهبط بهما للطابق الأرضي ، ثم فُتح باب المصعد ، ولكن لسوء حظ حازم كان يتواجد أمن الشركة بالخـــارج ، بالاضافة إلى عدد محدود من الموظفين في الاستقبال ...

زفــــر حازم في غضب ، وعبس وجهه بشدة ، ثم ...

-حازم بخفوت : يادي الحظ الفقر ، طب هاخدك أنا الوقتي ازاي ؟؟؟ 


انحنى حازم بجسده للأسفل ، ثم أسند جانا على أرضية المصعد الصلبة مجدداً ، و....

-حازم بنبرة مخيفة ومتوعدة : فلتي المرة دي يا جانا ، بس أوعدك المرة الجاية هتكوني .. هتكوني في حضني وللأبد... !!


ترك حازم جانا ملاقاة على أرضية المصعد ، ثم طل برأسه خـــارجه ، ونظر حوله بنظرات متربصة للجميع ، ومن ثم ســـار بخطوات حذرة نحو الاستقبال الموجود ببهو الشركة و....


-حازم بنبرة صادحة وهو يشير بيده : الحقوا ، الحقوا يا جماعة في باين آنسة ولا مدام مغمى عليها في الأسانسير ...!!!!! 


انتبه الجميع إلى صوت حــــازم العالي ، وتجمع حوله عدد منهم و...

-أحد الموظفين بصدمة : ايه ؟؟

-موظف أخر بقلق بالغ : فين ؟

-أحد رجال الأمن وهو يشير بيده ، وبنبرة جدية : تعالى معايا

-حازم بارتباك ملحوظ : أنا .. أنا جاي وراك اهوو


توجه عدد من الموظفين ورجلي أمن من حراسة الشركة إلى حيث أشار حازم مما أدى لحدوث حالة من الهرج والمرج في الاستقبال .....


.......................


لاحظ عمر اضطراب الحركة داخل شركة حسين الدمنهوري من خلال متابعته لزجاج بوابة المدخل ، فعقد حاجبيه في حيرة و.....،،

-عمر لنفسه بخفوت : ايه اللي بيحصل جوه ؟؟ في حاجة مش طبيعية ، ده فجأة الكل بقى بيجري لجوا .. لالالا ده أنا لازم أنزل اشوف في ايه ..


كان عمـــر على وشك الترجل من السيارة ، ولكنه تراجع عن فعل هذا و...

-عمر بحيرة : طب ماهو يمكن يطلع حاجةعادية ساعتها هتبقى حجتي ايه ؟؟ 


صمت عمر للحظات يفكر فيها مع نفسه في حجة مقنعة في حـــال أن استفسر أحد الموظفين ، أو رجـــال الاستعلامات بالشركة عن سبب وجوده لها و...

-عمر بنبرة مضطربة نوعاً ما : أه .. ممكن اقول جاي أخد ميعاد مع المهندس حسين ..هتصرف ، بس لازم أعرف ايه اللي بيحصل جوا


لم يختلف الوضع كثيراً مع عز الدين الذي كان راكباً بداخل سيارته المصفوفة أمام المدخل ، فلاحظ هو الأخـــر حالة الارتباك المفاجئة التي سادت المكان ، و... بجوار سيارته في الجهة المقابلة للشركة ،،،

-عز بتوجس : ايييه ده ؟ لأ الوضع ميتسكتش عليه ، أنا داخل اشوف اللي بيحصل ....!


ترجل عز الدين من السيارة على الفور ، وســـار بخطوات راكضة داخل الشركة ، ولحق به عمــــر ودلف خلفه ...

في حين استغل حازم الفرصة ، وانشغال الجميع بما يحدث لكي يفر من المكان دون أن يتعرض له أي أحد 


................................


أمـــام المصعد ،،،،،،


تجمهر الموظفون أمام باب المصعد ، ونظروا إلى جانا بنظرات ما بين خائفة وقلقة ومتسائلة في حيرة و.... 


-أحد الموظفين بتوجس : دي مدام جانا 

-موظف أخر بحدة : وسعوا شوية خليها تاخد نفسها

-موظف ثالث بجدية : أنا طلبت الاسعاف وهو جاي في الطريق ..!!!


حــــاول عمر أن يبعد الموظفين عن طريقه لكي يتمكن من الاقتراب من بوابة المصعد 

-عمر متسائلاً في توتر : في ايه اللي بيحصل؟

-رجل الأمن بإنزعاج : الظاهر ان المدام جانا مغمى عليها في الأسانسير


تسمر عمر لوهلة في مكانه ، واتسعت عينيه في ذهول جليّ و..

-عمر بصدمة شديدة : بتقول ايييييييييييه ؟؟


استمع عـــز الدين هو الأخــــر لعبارة حارس الأمن الأخيرة ، فتعالت الصدمة على وجهه و...

-عز بنبرة هــــادرة : جانا !!!!!!!!!!!!


دفع عز الدين الجميع بجسده لكي يتمكن من الوصـــول إلى باب المصعد ، وكذلك فعل عمــــر ...


إنتاب عز الدين الخوف الشديد حينما وجد جانا مستندة بظهرها على جانب المصعد ، وفاقدة تماما للوعي ، فركض داخل المصعد ، وجثى على ركبتيه ، ومد كلا يديه يتحسس وجهها ، ويحاول إفاقتها و.... 

-عز بنظرات مرتعدة ، ونبرة خائفة : جانا حبيبتي ، فوقي ايه اللي حصلك


دلف عمـــر هو الأخـــر إلى داخل المصعد ، فوجد جانا على حالتها تلك ، وعز الدين إلى جوارها ، فإنتابه الحنق الممزوج بالخوف ، ثم جثى هو الأخــر على ركبتيه إلى جوارها من الناحية الأخرى ، ومد يديه وأمسك بها من كتفها ، وجذبها نحوه و....

-عمر بنبرة مرتبكة : جانا .. سمعاني ، أنا عمورة


حدق عــز الدين في عمـــر بنظرات غاضبة ومنزعجة ، ثم ...

-عز بتذمر جليّ ، ونظرات متوعدة : انت ايه اللي جابك هنا ، غور يا لــه بدل ما أعورك ..!!

-عمر بتحدي : ملكش فيه .. جانا هتبقى خطيبتي ومن حقي أطمن عليها ...!

-عز بإنفعال شديد : متجننيش ياض انت بدل ما أعملك كفتة الوقتي ، وأهو بدل ما الاسعاف يشيل واحد نخليهم اتنين

-عمر بتهكم : أنا مش فاضيلك .. اوعى خليني أشوف جانا

-عز بحدة : ابعد بقى ياخي ، يخربيت غلاستك ..!


لم يهتم عمـــر بعزالدين ، وظل ممسكاً بجانا ، وأسند رأسها على ركبته ، و...

-عمر بصوت خافت : جانا .. سمعاني يا قلبي فوقي ..!!!!!


كور عـــز الدين يده في غضب ، ثم باغت عمـــر بلكمة مفاجئة في وجهه جعلته يرتد إلى الخلف وهو يتأوه من الآلم ، ويترك جانا ...

-عز بنبرة أفقدته صوابه : لأ بقى أنا مش هستحمل ،خـــــــــــد 

-عمر متآلماً بشدة : آآآآآآه .. يخربيتك ، ايدك طرشة 


مــــد عز أحد ذراعيه خلف ظهر جانا ، والأخـــر من أسفل ركبتيها ، ثم حملها برفق بين ذراعيه ، واعتدل في وقفته ، وحدق في عمر بنظرات مشمئزة و...

-عز وهو يلوي فمه في توعد وقد حمل جانا: ابقى المس تاني حاجة متخصكش ...!


استدار عـــز الدين بجسده ، ورمق في الموظفين بنظرات حادة و...

-عــز بلهجة آمــرة : وسعوا كـــــده

-أحد الموظفين متسائلاً في توجس : رايح فين يا استاذ ؟

-عز بنظرات جادة ، ونبرة صارمة : دي مراتي يا أخ .. هوديها المستشفى ....!!!!


ابتعد الموظفين من أمـــام عز الدين لكي يفسحوا له المجــــال ليتحرك بجانا ناحية مدخل الشركة ، ولكن قبل أن ينصرف تماماً أوقفه صوت يألفه أتي بقوة من خلفه ، فاستدار بجسده كلياً نحوه و....


-حسين بنبرة هادرة : ايه اللي بيحصل هنا ؟


دلف عمـــر خارج المصعد ، وهو يفرك في ذقنه من شدة الآلم و...

-عمر بحنق وهو يشير بيده : الكابتن اللي هناك ده ضربني يا بشمهندس عشان بفوق جانا ، وأخدها ، وعاوز يهرب ...!!!


رمـــق عز الدين غريمه عمـــر بنظرات مشمئزة ، و...

-عز لعمر بنبرة مستفزة : انت عبيط ولا بتستعبط ..!


ســـار حسين بخطوات سريعة في اتجاه عز ، ثم وقف قبالته ، و...

-حسين بلهجة آمـــرة : سيب جانا يا عز ، واخدها ورايح ع فين؟

-عز بنبرة ممتعضة ، ونظرات متوترة : مش وقته يا عمي ، نطمن على جانا الأول وبعد كده نتعاتب .. !!


كان عمــــر على وشك الاعتراض ، ولكن تابع عز الدين بــ.....

-عز بنبرة تهديد وهو ينظر لعمر : خلي البتاع اللي جمبك ده يمشي بدل ما أخلي الشاش لافف على وشه زي الموميا !!

-عمر بحنق : شايف يا بشمهندس ؟

-حسين بغضب ، ونبرة صارمة : لأ يا عز .. أنا أســــف ، بس مش هسمحلك تاخد جانا ولو على رقبتي .


#الحلقة_70

في داخل مقر شركة الدمنهوري ،،،،،،

تجـــــادل حسين مع عز الدين الذي أصــر على حمل جانا واصطحابها معه للخـــارج من أجل الإطمئنان على حالها ، خاصة بعدما فقدت الوعي بدون سبب .. 


منع حسين عز الدين من أن يأخذ جانا رغماً عنه ، وأمـــر حرس الشركة بمنعه من الخروج بها ، فاضطر عز الدين أسفاً أن يضعها برفق على الأريكة الجلدية الموجودة أمام مكتب الاستعلامات في الاستقبال ...


لاحظ عــز الدسن وجود أثار لأصابع ما على وجهها ، بالإضافة إلى احمرار وجنتيها بطريقة مثيرة للريبة ..

في نفس الوقت جلس حسين على طرف الأريكة بجوار جانا ، وحاول إفاقتها بالعطر تارة ، و بالمياه تارة أخـــرى ..

وبالفعل بدأت جانا تستجيب ، فتمايلت برأسها قليلاً ، وبدأت تحاول جاهدة فتح عينيها .. 

-جانا بصوت مبحوح وضعيف: آآآآ...مم... أأأ


وضع حسين يده على وجنتها ، وظل يضرب برفق عليها محاولاً تنبيهها لصوته و..

-حسين بنبرة مضطربة : جانا.. جانا سمعاني يا حبيبتي ؟ جانا


أمـــال عمر بجسده قليلاً في اتجـــاه جانا بعد أن تحرك ناحية رأسها و...

-عمر بنبرة متوجسة : جانا .. أنا عمر .. سمعاني ..!


لم يطقْ عز الدين وجود عمـــر ، فقام بدفعه بحدة من كتفه للخلف ليقف هو مكانه و...

-عز بضيق شديد ،ونظرات ممتعضة : وسع كده ، احنا عيلة في بعضنا ايه اللي حاشرك في وسطنا ......!!


رمـــق عمر عز الدين بنظرات استعلاء و...

-عمر بنبرة متهكمة : اللي بلغني ان حضرتك طلعت ع الدكة ... فــ لا مؤاخذة وسع انت ...!!!!!!!


انتبه المهندس حسين للجدال الذي بات على وشك النشوب بين الاثنين ، فهدر بهما و...

-حسين بنبرة عالية وحادة : اخرسوا انتو الاتنين 


فتحت جانا عينيها ، وكانت الرؤية بالنسبة لها نوعاً ما ضبابية ، ثم مدت يدها لتتحس وجنتها التي مازالت تؤلمها ، وكذلك فكها ، فين سلط عز الدين بصره عليها ، وظل يتفحصها عن كثب ، وفي رأسه تدور الكثير من التساؤلات ...


-جانا وهي تتأوه من الآلم : آآآه .. حـ..ا.. آآآه

-حسين بنظرات قلقة ، ونبرة مرتعدة نسبياً : جانا .. انتي كويسة يا بنتي ؟


حــــاولت جانا أن تتغلب على الشعور بالدوار والآلم الذين يجتحان رأسها بشدة ، و...

-جانا بخفوت شديد : آه .. انـ..ا.. أنا فين؟

-عمر متسائلاً في ريبة : انتي كويسة يا حبيبتي ؟

-عز بنبرة قاتمة ومنزعجة : حبك برص وعشرة خرص .. أل حبيبتك أل ....


اعتدلت جانا في جلستها ، ومدت يدها لتمسك بمقدمة رأسها محاولة السيطرة على ذلك الشعور المؤلم .. في حين ربت حسين على ظهرها و...

-حسين بنبرة متوجسة ، ونظرات مرتبكة : جانا ! اطمني يا بنتي أنا جمبك ، ايه اللي حصل ؟


حاولت جانا أن تبدو طبيعية ، ولكنها لم تكن كذلك ..

-جانا بصوت مبحوح : أنا.. أنا .. 

-حسين متسائلاً في حيرة : طب تقدري تقومي تقفي على رجلك ؟؟؟؟

-جانا بضعف: آه.. أ..أقدر 


أمسك حسين بيد جانا ، وحــــاول مساعدتها على النهوض من على الآريكة ، وظل يستفسر منها عن سبب إغمائها ، في حين كانت جانا تقريباً غير منتبهة لما يقول ، فقد تحول صوته لغمغمات غير مفهومة بالنسبة لها ...


اقترب عمــــر من جانا ومد يده ناحيتها لكي يمسك بذراعها ويسندها هو الأخـــر ، ولكنه لم يستطعْ حيث دفعه عز الدين بقسوة للخلف و...

-عز بنظرات مغلولة ، ونبرة حانقة : وسع كده عشان النفس ..النفس .. اوعى بقى !


ظلت جانا ممسكة بطرف رأسها محاولة السيطرة على شعور الدوار ، ولكن للأسف لم تعد تتحمله فقد تمكن منها تماماً ، فترنحت للخلف ، وكادت أن تسقط بعد أن اختل توازنها ، ولكن أســـرع عز الدين في امساكها بذراعيه ، واحتضانها ، و....


-عز بنبرة خائفة : جانا ، انتي مش قادرة تُقفي خليني أساعدك


رفعت جانا بصرها في اتجاه عز الدين ، ونظرت إليه بنظرات زائغة ، وحـــاولت أن تبتعد عن حضنه الذي تشتاقه ، وتقاوم رغبتها في الاستسلام له و...

-جانا بصوت ضعيف : انت.. انت.. بتعـ.. بتعمل ايـ.....

-عز بنظرات مشتاقة ، وصوت خافت : أنا آآآ.....


أغمضت جانا عينيها لتفقد الوعي بين أحضان زوجها السابق عز الدين ، وتراجعت رأسها للخلف لتبرز أمام عينيه بوضوح أثار أصابع ما وعلامات حمراء على وجهها ، انتفض عـــز الدين فزعاً حينما رأى جانا قد انهارت تماماً بين ذراعيها، فأسندها بذراع ، ثم انحنى بجذعه للأسفل قليلاً ليحملها من أسفل ركبتيها ...


-عز بنبرة صارمة ونظرات جادة : مش هينفع نستنى الاسعاف وهي كده ،هي تروح المستشفى ومعايا الوقتي 


حـــاول حسين اللحاق بعز الدين الذي ركض سريعاً للخـــارج ، وإيقافه ولكن لم يستطع و..

-حسين بصوت عالي وحــــاد : استنى يا عز


استدار عز الدين بجسده برأسه ، ورمق حسين بنظرات مليئة بالإصرار الممزوج بالغضب و...

-عز بنبرة تهديد : سامحني يا عمي ، بس أنا اللي هوديها حتى لو رفضت ..

ثم التفت ببصره ناحية عمـــر ورمقه بنظرات متوعدة و...

-عز بنفس القوة ، والحزم : وأي حد هيمعني هيحصلها على المستشفى بس متكسر ......!!!!!


أشـــــار حسين لحرس الشركة لكي يتركوا عز الدين يدلف للخـــارج فاغتاظ عمـــر كثيراً و....

-عمر بحنق : انت هتسيبوه ياخدها معاه يا بشمهندس !!


نظر حسين إلى عمر بوجه مكفهر ، و...

-حسين على مضض : انت مش شايف شكله

-عمر بتهكم : انت خايف منه يا بشمهندس

-حسين بجدية ، ونظرات ثابتة : لأ طبعاً ، بس انا عارفه متهور وعصبي وأنا اللي يهمني الوقتي جانا


وجد عمـــر أن جداله مع حسين لن يحقق أي فائدة ، لذا سار بخطوات راكضة نحو باب الشركة الزجاجي و...

-عمر بنبرة هادرة : طب أنا رايح معاه ومش هسيبها معاه لوحدها مهما حصل ..!!!!!!!! 


صــــاح حسين بحدة في عمـــر الذي توقف عن الركض و...

-حسين بحدة ، ونبرة حازمة : لأ استنى انت تتوكل على الله الوقتي وشكراً لحد كده .. !!!!!


التفت حسين حوله ، وظل يبحث بعينيه عن ابنته ، فقد أدرك تواً أنها كانت بصحبة جانا ، إذن كيف تركتها لوحدها و...

-حسين بنظرات حائرة ، ونبرة متسائلة : الله بس فين دينا ؟؟؟ 

-عمر وهو يعقد حاجبيه في تسؤل : دينا مين ؟

-حسين بضيق شديد : بنتي التانية كانت مع جانا

-عمر بنبرة شبه ساخرة : أها ، البنت الرفيعة السفيفة دي 

-حسين بهدوء زائف : اه هي فعلاً سفيفة .. بس انت عرفت ازاي ؟؟؟؟؟ 

-عمر ببرود مشحون : ماهي كانت واقفة مع خطيبها بره وبعدين مشيوا


اكفهر وجــــه حسين عقب كلمات عمر الأخيرة ، وضاقت عينيه بعد أن احتقنتا بالغضب و....

-حسين بخضة ، ونظرات وعيد : بتقول ايييييييه ؟؟؟ وقعتهم سودة ....!!!!!!!!!


ابتسم عمـــر نصف ابتسامة من زاوية فمه ، وعلى وجهه علامات التشفي و...

-عمر بنبرة شامتة وبخفوت : احسن 


انشغل حسين بالبحث عن دينا في الخـــارج ، في حين ركض عمــر ناحية سيارة عز الدين و...

-عمر بخفوت تام: عن اذنك يا بشمهندس الوقتي ، ماهو أنا مش هاضيع جانا من ايدي ..!!!!!


......................


فتح عـــز الدين باب السيارة الخلفي ، ثم أدخل جانا بكل حذر للداخل ، وأجلسها على المقعد الخلفي ، ثم أراح رأسها للخلف وأمالها للجانب ، كما راعى أن تكون مبتعدة عن نافذة السيارة حتى لا ترتطم رأسها به ... 


مسد عز الدين على شعر زوجته ، وانحنى برأسه على وجنتها يقبلها في حنية و...

-عز بنبرة رخيمة وخافتة : مش هاسيبك أبدا 


اعتدل عز الدين في وقفته بعد أن دلف خـــارج السيارة ، ثم أغلق الباب في هدوء ، ودار بسرعة حول السيارة ليركب في المقعد الأمامي خلف المقود .. 

تفاجيء عـــز الدين بمن يفتح باب سيارته ، ويجلس عنوة إلى جواره ، فدقق النظر فيه فوجده ذلك البغيض ، فامتعض وجهه أكثر ، و.... 

-عز بعصبية : جاي ليه ؟؟؟

-عمر ببرود : مالكش فيه

-عز بنبرة صارمة ، ومهددة : امشي ياض بره العربية بدل ما أحطك تحت العجل وأسويك بالأسفلت ...!!!

-عمر بجدية ، ونظرات متحدية : لأ انا جاي معاك وبأوامر مباشرة من المهندس حسين ..!!!!


زفــــر عز الدين في ضيق جليّ ، في حين تابع عمر بـ ...

-عمر ببرود أكثر : وبعدين أنا مش هسيب الملاك ده مع ذئب متوحش زيك ...!!!!


ضرب عز الدين عجلة المقود بكلتا يديه وبعصبية شديدة ، في حين عقد عمر ساعديه أمام صدره ورمق عز الدين بنظرات مغترة و....

-عز بحنق: صبرني يا رب ...!!

-عمر بنبرة شبه آمـــرة : سوق ولا ما بتعرفش ؟

-عز بنظرات شرسة ، وهو يجز على أسنانه : انت تسكت خالص ومتفتحش بؤك ، وكلمة زيادة هتلاقي نفسك محدوف بره العربية !!


توجس عمـــر خيفة من عز الدين الذي قست ملامحه فجــــأة و...

-عمر على مضض : طيب ، دوس بنزين 


ضغط عز الدين على دواسة البنزين لتنطلق السيارة بثلاثتهم ، ثم توجه بعدها عز الدين إلى أقرب مشفى خـــاص .....


تملك الضيق والانزعاج من المهندس حسين حينما لم يجد ابنته دينا في الجوار ، وما أثار غيظه حقاً هو وجودها مع ياسين بدون علمٍ منه ، لذا أخرج هاتفه المحمول من جيبه ، ثم اتصل هاتفياً بها ، لتجيب هي عليه بكل هدوء و...


-دينا هاتفياً بهدوء ، ونبرة فرحة : ييس دادي

-حسين هاتفياً بحدة : انتي فين 


ابتلعت دينا ريقها في قلق ، فقد شعرت من صوت والدها الغاضب أن هناك خطب ما ، و..

-دينا بارتباك ونبرة متلعثمة: أنا.. أنا

-حسين بنبرة قوية ومحذرة : اوعي تكدبي !!!!!

-دينا بخوف أكثر : أنا ..انا

-حسين بلهجة آمـــرة وشديدة : تعاليلي على الشركة مع البيه اللي معاكي فوراً ............!


أطرقت دينا رأسها في خجل ، و..

-دينا بنبرة محرجة : اوكي ...


أنهى حسين المكالمة مع دينا ، وعقد كلا يديه خلف ظهره ، ووقف أمام مدخل الشركة ينظر حوله بتربص شديد إلى أن لمح دينا وهي تعاود أدراجها وبصحبتها ياسين زوجها المستقبلي ، فعبس وجهه ، وانقبضت ملامح وجهه وتبدلت للقسوة الممزوجة بالانزعــاج ...


حــــاول ياسين أن يجد مبرراً ما ، أو عذراً واهياً للمهندس حسين كي يجعله يقتنع بسبب لقائهما المدبر و...


-ياسين بارتباك ، ونظرات مضطربة : أنا.. شوفت .. ازيك الأول يا بشمهندس

-حسين بحدة وهو يشير بيده : حسابنا بعدين يا ياسين .. يالا يا دينا معايا 

-دينا متسائلة في حيرة : ليه ؟

-حسين بضيق وهو ينظر لها شزراً : عاوزين نلحق جانا بسرعة 

-دينا بقلق : جانا ؟ but why ؟ ؟؟

-حسين بتهكم واضح ، ونظرات صارمة : ما انتي مش دريانة باللي حصل وواقفة مع البيه تتسايروا سوا !!!!!

-ياسين بصوت شبه خائف : والله يا بشمهندس أنـ....

-حسين مقاطعاً بحدة : ششش .. يالا مش هنضيع وقت ..!


ســـار المهندس حسين بخطوات شبه سريعة وإلى جواره دينا ، وفجـــأة استدار برأسه للخلف ، ليجد ياسين يتبعهما بتوجس ، فتوقف ياسين على الفور حينما رأه ، و...

-حسين بلهجة صارمة : اطلبيلي عز ، واعرفلي راح بجانا على فين !!


فغر كلاً من ياسين ودينا شفاههما في صدمة ، وحدقاً في غير تصديق و....

-دينا وياسين معاً بصدمة : مين ؟؟؟

-حسين على مضض : مش وقته ، اركبوا خلينا نلحقهم !!!

............................... 


في المشفى القريب ،،،،،،


صف عز الدين سيارته أمام المشفى ، ثم ترجل منها ، واتجه بسرعة ناحية باب السيارة الخلفي ، ومد كلا ذراعيه بعد أن انحنى للداخل لكي يحمل جانا بين ذراعيه ، ثم ســــار بخطوات راكضة نحو بوابة المشفى ..

حاول عمـــر أن يساعد عز الدين ، ولكنه رمقه بنظرات استهجان ، فتوقف عمـــر عما يفعل كي لا يثير غضبه أكثر ، ثم انطلق كلاهما مسرعين إلى الباب و....


-عز بنبرة هادرة : حد يلحقنا بسرعة

-عمر بصوت حـــاد : مافيش حد هنا ولا ايه ؟

-الممرضة بنظرات ثابته ، ونبرة متسائلة في هدوء : ايه اللي حصل ؟؟؟

-عز بحدة: انتي لسه هترغي ، شوفيلنا دكتور بسرعة

-ممرضة أخرى وهي تشير بيدها : حطها هنا من فضلك 


توجه عز الدين بجانا إلى حيث أشارت الممرضة ، ثم وضع جانا برفق على فراش ما ، ووقف إلى جوارها ، وظل يمسح بيده على وجنتها ، ويمسد على شعرها ، في حين وقف عمــر على مقربة منه ، وظل يتابعه بنظرات حانقة ...

وصــل الطبيب بعد لحظات إلى داخل الغرفة ومعه ممرضتين و...

-الطبيب بلهجة جادة : بعد اذنكو بره الوقتي ، واحنا هنشوفها

-عز بضيق ، ونظرات عنيدة : أنا مش ماشي ، دي مراتي ولازم أفضل جمبها ...!

-عمر مقاطعاً بغضب : لأ مش مراتك 

-عز بصوت شبه عالي : انت ايه حاشرك .. اتفضل برا !!!!

-عمر بتحدي : لأ .. أنا أعد على قلبك 

-الطبيب بانزعـــاج وبحزم : من فضلكم يا حضرات ، خلونا نشوف المدام فيها ايه 


زفــــر عز الدين في حنق ، في حين رمق عمـــر عز الدين بنظرات مغتاظة ، ثم سار كلاهما إلى خـــارج الغرفة ...


في نفس التوقيت اتصل ياسين هاتفياً بعز الدين ليعرف إلى أين توجه بجانا ، ثم أبلغ المهندس حسين بالعنوان ، وبعدها توجه ثلاثتهم بسيارة المهندس حسين إلى المشفى ...

............


انتهى الطبيب من الكشف على جانا ، ونجح في إفاقتها من إغماءتها ، واطمأن على حالها ، ثم دلف إلى خارج الغرفة و.. 


-الطبيب متسائلاً بجدية : حضراتكو قرايب المدام ؟؟؟؟

-عز بنبرة شرسة : ايوه ما انا لسه قايلك اني جوزها

-عمر بضيق ملحوظ : لأ طلقيها

-الطبيب وهو يهز رأسه : أها ، مافيش مشكلة !

-عمر متسائلاً في قلق زائف : خير يا دكتور ؟؟ عندها ايه ؟ مالها ؟ طمني الله يكرمك !!!!!

-الطبيب بهدوء : مافيش حاجة خطيرة الحمدلله ، دي يدوب اغماءة بسيطة نتيجة خبطات متتالية على الوش بصورة مفاجأة 


استطاع عز الدين أن يفسر سبب وجود تلك العلامات المريبة على وجهها ، فاحتقنت عينيه بحمرة الغضب ، وازدادت تعبيرات وجهه الحادة و..

-عز بانزعاج ملحوظ : خبطة من ايه ؟

-الطبيب بهدوء : ممكن قلم ، بوكس في وشها آآآ...

-عمر مقاطعاً بصرامة : طب أقدر أشوفها ؟؟؟

-عز بنبرة تهديد : اياك تفكر تخطي برجلك جوا الأوضة عندها ، قسماً بالله هكسرهالك

-عمر بنظرات متحدية ، ونبرة مغترة : طب جرب كده


وصـــل حسين في تلك اللحظة إلى حيث يتواجد عز الدين وعمر ، ولمحهما وهما على وشك الشجار مجدداً ، فأسرع في خطاه ، ثم قاطعهما بـ.....


-حسين مقاطعاً بنبرة هادرة ممزوجة بنظرات مضطربة : خير يا دكتور بنتي مالها ؟؟؟

-الطبيب بنفس ثباته الانفعالي الهاديء : لسه كنت بقولهم هي فاقت جوا وبخير !!


تنهد حسين بإرتياح ، ونظر إلى الطبيب بنظرات ممتنة و...

-حسين بنبرة هادئة : الحمدلله

-ياسين بنبرة شبه مطمئنة : الحمدلله 

-دينا متسائلة في توجس: نقدر نشوفها يا دكتور ؟؟؟؟؟

-الطبيب بهدوء حذر : أه .. بس لحظة !!!


تحرك ياسين قليلاً ليقف بجوار عز الدين ، ثم مـــال بجذعه ناحيته قليلاً و...


-ياسين هامساً لعز : ايه اللي جاب الأخ ده هنا ؟؟؟

-عز بضيق صارخ : بلوى سودة 


في حين اقترب عمر من المهندس حسين، ثم وضع يده على كتفه ، ونظر إليه وهو مجفل لعينيه و...


-عمر بنبرة دافئة : حمدلله على سلامة جانا يا بشمهندس حسين

-حسين باستغراب : الله يسلمك ، هو انت لسه مروحتش؟


رفع عمر عينيه ، لينظر في اتجاه عز الدين ، ويرمقه بنظرات استخفاف و...

-عمر بنبرة استهزاء : مايصحش يابشمهندس اسيب جانا وهي كده مع آآآ... مع حد غريب !!!


كور عز الدين قبضة يده في ضيق ، ونظر إلى عمر بنظرات مغلولة وقاتلة ، و...


-عز لياسين بحنق : شايف بيقول ايه ؟ 

-ياسين بهدوء : متحطش في بالك الوقتي ، امسك اعصابك أبوس ايدك


دلفت الممرضة خـــارج الغرفة ، و...


-الممرضة وهي تشير بيدها : اتفضلوا يا جماعة تقدروا تقابلوا المدام الوقتي !!! 

-حسين وهو يهز رأسه في هدوء : ماشي يابنتي ، يالا يا دينا .. 

-دينا وهي توميء برأسها : اوكي 


وقبل أن يدلف المهندس حسين للداخل ، استدار قليلاً برأسه و...

-حسين بجدية :شكراً ليكو على تعبكم كلكم .. بس كفاية لحد كده

-عمر بنبرة ممتنة : متقولش كده يا بشمهندس احنا معملناش حاجة !!

-حسين بهدوء تام : كتر خيرك يا بني ، عن اذنك ...!


دخل المهندس حسين إلى غرفة جانا بالمشفى ، واغلق الباب من خلفه .. في حين التفت عز الدين إلى عمــــر ووقف قبالته ، ونظر إليه بنظرات مهينة و....


-عز وهو يجز على أسنانه بحدة : انت لسه واقف ، ماهو قالك امشي بقى ..!!!!!!!!

-عمر بتحدي : لأ مش ماشي ، اتوكل انت على الله وشوفلك سكة 

-عز بنظرات ضيقة ، ونبرة حازمة : سكة !! لأ انت اللي تهوينا بدل ما ايدي تطول عليك

-ياسين بضيق : خلاص انتو الاتنين ، احنا في مستشفى مش في حضانة ارحمونا بقى .. تعالوا نشوف حساب المستشفى !!

-عز بإصرار ، ونظرات شرسة : أنا اللي هدفع

-عمر بنبرة عنيدة : لأ أنا

-ياسين وهو يشير بيده بحدة : عليا الطلاق ما حد دافع إلا عز !!

-عمرعلى مضض : أنا رايح أجيب حاجة اشربها وراجع !


بالفعل ســــار عمر مبتعداً عنهما ، في حين رمقه عز الدين بنظرات متوجسة ، فوضع قبضة يده على ذراع ياسين و....

-عز بنبرة منزعجة ، ونظرات مرتبكة : خليك وراه لأحسن يعمل حركة غدر...!!!!!!

-ياسين بقلق : تقصد ايه ؟

-عز بحدة وهو يدفعه من كتفه بعنف : امشي ياض وراه

-ياسين مازحاً : أجيبلك أتره يعني

-عز بزمجرة غاضبة : هات أي نيلة بس حصله ..!!!!

-ياسين غامزاً : اعتبره حصل يا كبير 


...............................


في داخل غرفة جانا بالمشفى ،،،،


وقف حسين إلى جوار فراش جانا ، وأمسك بكف يدها بين راحتي يده ، وظل يفركه في حنية ، في حين بادلته جانا نظرات الامتنان و.... 

-جانا بصوت خافت : آنكل حسين .. !


ابتسمت دينا في سعادة لجانا ، وحمدت الله في نفسها أنها بخير و...

-دينا بنبرة فرحة : جوجو ، حمدلله على سلامتك 

-جانا بصوت ضعيف : الله يسلمك


أرخى المهندس حسين قبضتيه عن كف جانا ، ثم أسنده إلى جوارها على الفراش و....

-حسين متسائلاً في توتر : انتي كويسة الوقتي يا جانا ؟؟؟

-جانا بخفوت: الحمدلله ، انا أحسن

-دينا متسائلة بحيرة : what happened؟ قوليلي بليز 

-حسين متسائلاً بنبرة مهتمة : طمنينا عليكي ، انتي مش كنتي ماشية من عندي كويسة ؟؟؟؟؟

-دينا مضيفة بنبرة قلقة : انا طلبتك بس كان موبايلك unavailable

-جانا بنبرة متلعثمة : آآآ... كل ... كل اللي فكراه اني ..إني خرجت من مكتبك يا أنكل ، ولاقيت اللي اسمه حازم ده آآآ... بيتعرضلي


اتسعت عيني المهندس حسين في صدمة ، وفغر ثغره في اندهاش ، في حين رفعت دينا حاجبيها في صدمة و....

-حسين بدهشة شديدة : مين ؟ حازم !!!!

-دينا بقلق بالغ : المجنون بتاع النادي !!!!!

-جانا وهي توميء بعينيها ، وبنبرة ضعيفة : اه هو 

-حسين مستفهماً في انزعاج : مين حازم ده ماتفهومني ؟؟؟؟؟؟


ابتلعت جانا ريقها في خوف ، وهي تتذكر ما حدث من مواقف صدام بينها وبين ذلك الغبي الذي يدعى حازم و....

-جانا بتلعثم وخوف: ده يا آنكل الـ ........ !!!!!!


سردت جانا لعمها حسين بإيجاز ما حدث بينها وبين حازم من قبل في النادي وفي داخل المصعد ، وكيف تعرض لها ، وتطاول عليها باليد ، بالإضافة إلى اعترافه بحبه الجارف لها ....


فكر حسين في كل ما قالته جانا ، وربط بين كل ما لديه من معلومات ، وبالفعل تكونت لدى حسين صورة كاملة الآن لما حدث بين عز وجانا .....


نظر المهندس حسين إلى جانا بنظرات معاتبة و...


-حسين بنبرة آسى : بقى كل ده يحصل ومتقوليليش ؟؟؟؟

-جانا بنبرة نادمة : كنت فاكرة ان ده عادي !

-حسين وهو يجز على أسنانه في انزعاج : عادي ازاي ... انتي .. آآآ... انتي متعرفيش حاجة !


حدقت جانا في عيني عمها محاولة فهم ما الذي يرمي إليه و...

-جانا متسائلة بترقب : أعرف ايه ؟


ارتبك المهندس حسين ، وأطرق عينيه في انزعاج ، فهو لم يعرف بماذا يجيب جانا ، فهو لا يريد أن يثير توترها أو انزعاجها بدون أن يعيد حساباته ، ويظبط الأمــور وفق خططه الموضوعة مع رفيقه المهندس يوسف 

-حسين بتلعثم : هه .. مافيش .. !


أخذ حسين نفساً مطولاً مرة أخــرى ، ثم زفره بهدوء حذر ، ثم وجه بصره ناحية جانا و....

-حسين بنبرة جدية ومحذرة : بس من هنا ورايح مافيش نزول لأي واحدة فيكو لوحدها !!!!!!

-دينا على مضض : بس دادي أنا ناقصني شوية stuffعاوزة أشتريه !

-حسين بنظرات متوعدة ، ونبرة شبه حانقة : اسكتي انتي كمان ، حسابك معايا لما نروح البيت ،بتقابلي ياسين من ورايا


اضطربت دينا في نفسها ، فهي تعلم أن والدها لن يمرر ما حدث مرور الكرام و....

-دينا بتردد وقلق : no.. دادي .... اللي حصــ.....

-حسين مقاطعاً بضيق : شششش مش وقته ولا ده حتى المكان اللي ينفع نتكلم فيه .. لينا بيت .. !!


عضت دينا على شفتيها ، واخفضت بصرها ، في حين تحرك حسين ناحية باب الغرفة و....

-حسين بنبرة صلبة : هاروح أدفع حساب المستشفى وراجعلكم .. محدش يتحرك من هنا ...!


دلف حسين إلى خـــارج الغرفة، وأغلق الباب من خلفه ، في حين رمقت جانا دينا بنظرات شامتة و...


-جانا بنبرة شبه فرحة : استلقي وعدك يا دودي


ركلت دينا بساقها الأرض ، ووضعت كلتا يديها في وسط خصرها ، ثم عبست بوجهها في وجه جانا ، وضيقت عينيها في انزعاج ، ولوت شفتيها و...

-دينا وهي تزفر في ضيق وبتذمر : اوووووف بقى


تملمت جانا في الفراش ، وتمطعت قليلاً محاولة فك عضلات جسدها المتيبسة و....

-جانا بنبرة ممتنة : بس آنكل يُشكر على انه جابني على المستشفى

-دينا وهي تتنحنح في حرج : احم .. آآ...لأ مش دادي هو اللي جابك

-جانا بعدم فهم : قصدك ايه ؟

-دينا بخبث: عرسان الهنا !!!

-جانا بنظرات متسائلة ، ونبرة حائرة : نعم ؟؟

-دينا مبتسمة ابتسامة عذبة : عز وعمر


تجمدت ملامح جانا فجـــأة ، وفغرت شفتيها في صدمة ، ثم اعتدلت قليلاً في جلستها و..

-جانا وهي تعقد حاجبيها في دهشة: بتقولي مين ؟؟؟

-دينا مكررة بنفس الهدوء: عز و عمر !!!!!!

-جانا باستغراب جمّ : طب ازاي ؟؟؟؟


في نفس اللحظة سمعت كلاً من جانا ودينا صوت أحد ما بالخارج يحاول فتح الباب بعد أن طرقه ، ثم تفاجئت كلتاهما بعمـــر وهو يطل برأسه أولاً من باب الغرفة و....


-عمر بنبرة رومانسية : الجميل عامل ايه الوقتي ؟

-جانا بنظرات مترقبة ، وبتلعثم مرتبك : هه .. آآآ....عمر .. أنا تمام .. ثانكس !


فتح عمــــر الباب على مصرعيه ، ثم دلف بجسده إلى الداخل ، وظل ينظر إلى جانا بنظرات دافئة و.....

-عمر بصوت رجولي رخيم : خضيتني عليكي .. انتي كويسة 


أومـــأت جانا برأسها ، ولم تعقب ، في حين تابع عمـــر بـ ...

-عمر بنبرة عميقة : طب حاسة بايه ؟

-جانا مبتسمة ببرود : أنا تمام صدقني

-عمر مبتسماً بسعادة : ياااااااااا رب دايما ، يارتني كنت أنا وآآآ.....


في نفس الوقت دلف عز الدين إلى داخل الغرفة ، و...


-عز مقاطعاً بحدة : ان شاء الله أمييييييين


تملكت الدهشة من جانا ، وفغرت شفتيها في توتر ملحوظ ، و...

-جانا متسائلة بريبة : انت بتعمل ايه ؟

-عز مبتسماً في غرور : جاي أطمن عليكي 

-جانا بإيجاز : خلاص اطمنت ، اتفضل بقى ..!


مالت دينا على جانا بجسدها ، وهمست في أذنها بـ .....

-دينا بصوت خافت : بالراحة يا جوجو


أمسك عمـــر بعز الدين من ذراعه بقبضة يده ، ثم حاول دفعه بحدة نحو باب الغرفة ، في حين تسمر عز الدين في مكانه ، ورمق عمر بنظرات شيطانية و...

-عمر بتهكم : يالا بقى يا كابتن طريقك صحراوي


وضع عز الدين قبضة يده على يد عمر الممسكة بذراعه ، ثم أزاحها بعنف عنه ، وامسكه من معصمه ، ثم لوى ذراعه خلف ظهره ، ولف يده الأخرى حول عنق عمـــر وتمكن منه ، وحاول خنقه ، فانتفضت جانا ودينا خوفاً من شراسة عز الدين و... 

-عز بنبرة مميتة ، ونظرات قاتلة : ولو كسرتهالك الوقتي

-عمر متآوهاً من الآلم : آآآآه .. خلاص يا كابتن

-جانا بتوجس شديد : سيب عمورة يا عز

-عز وهو يلوي فمه في تهكم : نعم ياختي ؟؟؟؟؟!!!!!


أرادت جانا أن تثير حنق عز الدين أكثر ، وتزيد من مشاعر الغيرة لديه و...

-جانا بحدة : بقولك سيبوه .. ايه مش سامع ! 


أرخى عز الدين ذراعيه عن عمر الذي تحرر منه على الفور ، وظل يفرك في عنقه وفي ذراعه ، وهو يرمق عز الدين بنظرات حانقة وممزوجة بالغضب و.....

-عز وهو يلوي ثغره في تهكم : عمورة !! عاجبك فيه ايه الواد السنكوح ده

-عمر بحدة : متقولش واد .. أنا راجل

-عز بنبرة استهزاء : راجل .. هــــأو 

-دينا بنبرة راجية : بليز يا جماعة .. calm down!

-عز بنبرة ممتعضة : ما انتي مش شايفة طريقتهم يا دينا !!!!!


تملك الغيظ من جانا وهو يسيء إليها مجدداً و....

-جانا بصوت شبه هادر : مالها طريقتي ، مضيقاك في ايه ؟؟ أنا واحدة حرة وأعمل اللي أنا عاوزاه

-عز وهو يزمجر بغضب : لأ مش حرة يا هانم

-عمر ساخراً : بتحط نفسك في مواقف بايخة

-عز بحنق واضح : أنت لسه واقف ، والله لأخليك تبات في المستشفى النهاردة


التفت عمـــر بعينيه ناحية جانا ، ورمقها بنظرات والهة عاشقة و....

-عمر بصوت رومانسي ، وهو يغمز : طب يا ريت حتى أبقى جمب جوجو القمر ..!

-عز بنبرة متبرمة : متستفزنيش ياض انت بدل ما آ.......


دلف ياسين في نفس اللحظة إلى داخل الغرفة ، و....

-ياسين مقاطعاً بصلابة : صوتكوا جايب التايهين .. 


صمت الجميع ، وظلت حرب تبادل النظرات المغتاظة والحانقة بين عز الدين وجانا دائرة ...


وضع ياسين يده على كتف عز الدين و...

-ياسين بنبرة جدية ممزوجة بالمزح : يالا بقى لأحسن تحصل كبسة من حمايا ، وهو already مش طايقني خلقة !!!!!!!!


اضطر عز الدين أسفاً أن ينصاع لطلب ياسين ، حتى لا يزيد من الوضع سوءاً ولكن قبل أن ينصرف تماماً من الغرفة ، استدار برأسه لجانا ، ورمقها بنظرات حادة ثابتة و......

-عز وهو يجز على أسنانه بتوعد : لسه كلامنا مخلصش يا جانا

-جانا وهي تبتلع ريقها في توجس : هه .. 


أشـــــار ياسين لعمر هو الأخـــر لكي يدلف معهما للخـــارج حتى لا يتأزم الوضع ، فوضع عمـــر كلتا يديه على قلبه بعد أن طواهما معاً و..

-عمر بصوت عذب : باي يا جوجو .. وسلامتك من الآه يا بيبي 


تعمدت جانا أن ترد على عمر بطريقة تثير غيرة عز الدين و...

-جانا بنعومة : الله يسلمك يا عمورة

-عز بتهكم واضح : وجع في قلبك منك ليها ...!


زفــــر ياسين في ضيق مجدداً ، وأشـــار بكلتا يديه و.....

-ياسين بحزم : يالا بقى .. خلي بالك من نفسك أدينا ، سلام ياجانا 


وقبل أن ينصرف ثلاثتهم من الغرفة تماماً ، رفعت جانا صوتها قليلاً و... 

-جانا بنبرة متعشمة : أه بالحق يا عمورة ، انت معزوم ع كتب كتاب دينا

-عمر بحماس : بجد .. والله مافيش داعي

-عز بضيق : ياريت ماتجيش ، مش عاوزين نشوف خلقتك فيه

-جانا بنظرات حانقة : وانت مالك ياباي ؟؟؟ ده كتب كتاب بنت عمي ، ايه اللي حشرك ؟؟؟ أعزم مين وماعزمش مين ؟؟؟

-عز بتهكم ، ونظرات منزعجة : ده على اساس ان العريس جاي من موزبيق ؟؟؟ ماهو المتنيل ياسين ، وأنا أقول مين يجي ومين مايجيش !!!!

-ياسين ساخراً : الله يكرمك دايماً مشرفني .. بس عدم اللا مؤاخذة دي ليلتي

-جانا وعز معاً بحدة: اســــــــــــكت !!!

-ياسين بخفوت : حاضر


تبادل كلاً من عز الدين وجانا نظرات التحدي الممزوجة بالعند و...

-جانا بتحدي: هتيجي يا عمورة صح ؟

-عمر بغرور : طالما ده يريحك هاجي

-عز بنبرة عنيدة وهو يجز على أسنانه : مش هيجي 

-جانا بإصرار : أه يريحني يا عمورة


رمـــق عمر عز الدين بنظرات أكثر تحدي ، و..

-عمر بغرور شديد ، ونبرة جادة : بالعند في الكابتن ده .. جــــــــاي !!!

-عز متوعداً : هيبقى أخر يوم في عمرك !


تملكت العصبية من جانا ، واغتاظت من ثقة عز الدين الزائدة في نفسه ، وتحديه لها بدون أن تهتز أي عضلة من وجهه ، و...

-جانا بزمجرة غاضبة : انت فاكر نفسك مين عشان تتحكم في غيرك

-عمر بهدوء مستفز : سيبك منه أنا جاي

-عز بتحدي : هنشوف يا جانا 


احتدم الجدال بين ثلاثتهم ، فرفع ياسين كلتا يديه عالياً في الهواء و....

-ياسين بضيق : أبوس ايدكم كفاية بقى ، انا مش عاوز حد يجي الفرح إلا المأذون .. ارتاحوا بقى ، الجوازة مش ناقصة عطلة أكتر من كده !!!!!

-عمر ببرود : مبروك يا عريس ، ومتقلقش هتعدي

-عز بنبرة ممتعضة وهو يرفع أحد حاجبيه في استنكار : هو صاحبك عشان تباركله !!!


زفــــر ياسين في انزعاج ، ثم أشار لهما مجدداً و...

-ياسين: يالا آعز .. يالا يا أخ عامر

-عمر على مضض : اسمي عمر !!


وضع عمر كلا يديه على ظهري عز الدين ، وعمر ثم دفعهما بقوة إلى الأمـــــام و.....

-ياسين بنبرة ضائقة : مفرقتش ، امشوا بقى عم حسين زمانته جاي ، وهيطبق في زومارة رقبتي ، وده أصلاً بيتلكك على الجوازة ..............................


وبعد أن دلف الجميع إلى خـــــارج الغرفة ، جلست دينا على طرف الفراش ، وحدقت في جانا بنظرات معاتبة و....


-دينا بنبرة جادة : جوجو اللي بتعمليه ده أوفر !


في نفس اللحظة فتح عز الدين الباب مجدداً ، وأطل برأسه من باب الغرفة و....

-عز مبتسماً في ثقة زائدة : قوليلها والنبي آدينا


جزت جانا على أسنانها ، و....

-جانا وهي تشير بإصبعها بحدة : برررره

-عز بنظرات متوعدة ، ونبرة جدية : ليكي يوم ... وهو قرب 


بحثت جانا بعينيها عن أي شيء حولها لتمسكه وتقذف به عز الدين ، فلم تجد إلا كوباً بلاستيكياً موضوعاً على الطاولة المجاورة لفراشها ، فمدت يدها وأمسكت به ، ثم ألقته بغضب في اتجاهه و...

-جانا بنبرة حــــادة : اطلع برررره ..!!!!!

-عز بتحدي ، ونظرات متوعدة : طالع .. بس راجعلك تاني !


أغلق عز الدين الباب خلفه بهدوء ، في حين ظلت جانا تهز جسدها بعصبية وهي جالسة على الفراش ، وعقدت ساعديها أمام صدرها و...


-جانا بنظرات حانقة : شايفة عمايله

-دينا مبتسمة في رقة : هو لسه بيحبك

-جانا بغضب : وأنا بكرهه .. !!!

-دينا غامزة : عليا برضوه ؟

-جانا وهي تزفر في ضيق : يوووه 

.................................


في مكتب الحسابات الملحق بالمشفى ،،،


توجه حسين إلى ذلك المكتب لكي يدفع فاتورة المشفى ، ولكنه تفاجيء بأن عز الدين قد دفع الفاتورة مسبقاً و...

-حسين بدهشة : دفعها !!! ماشي شكراً 


دلف حسين خـــارج مكتب الحسابات وهو ممسك بهاتفه المحمول ، ثم اتصل هاتفياً بيوسف وسرد له على عجالة ما حدث ، وما عرفه من جانا ، فاعترى وجهه الدهشة الممزوجة بالصدمة و..... 

-يوسف هاتفياً باستغراب: كل ده حصل وجانا مقالتش عنه

-حسين هاتفياً بضيق ملحوظ : ده يدوب بتحيكلي بالصدفة النهاردة

-يوسف بجدية : معنى كده ان الواد حازم ده مش ناوي يسيب جانا في حالها

-حسين بتوتر شبه ملموس : ايوه ، وده قلقني عليها اوي

-يوسف بجدية أكثر : يبقى لازم نعجل بالجزء الجديد من الخطة

-حسين متسائلاً في حيرة : طب ازاي وامتى ؟


ركز يوسف بصره في نقطة ما بالفراغ أمامه ، و.....

-يوسف بصرامة : في يوم كتب الكتاب

-حسين متسائلاً بفضول : بس ده هيحصل ازاي؟؟؟

-يوسف بهدوء حذر : أنا هاقولك بص .


#الحلقة_71

توالت الأيام على الجميع دون أي جديد يُذكر ، فقد كان الترتيب لحفل عقد القران هو الشاغل الأكبر للجميع ..

وبفضل الله تم الانتهاء نوعاً ما تجهيز كل شيء .......

.......................


خارج قسم الشرطة ....،،


نجح المحامي فوزي في إخــــراج رامز من محبسه من قسم الشرطة بعد أن لفق التهمة لـ زوجته سيلين و....

-رامز وهو يتنهد بإرتياح : اخيرا

-فوزي المحامي مبتسماً بثقة : كله تمام يا باشا

-رامز بنظرات اعجاب ، وبنبرة جادة : برافو يا فوزي 

-فوزي المحامي بنبرة جدية : توجيهات سيادتك يا باشا

-رامز بنبرة خبيثة : كده سيلين هتلبس الليلة كلها وش

-فوزي المحامي بنظرات لئيمة : احنا في السليم يا باشا

-رامز متسائلاً بنظرات متربصة : طب والموضوع التاني ؟؟ شغال !! 

-فوزي بنظرات شيطانية : كله تمام يا باشا ، البيه الصغير مش بيضيع وقت ، وقريب أوي هتسمع أخبار عظيمة


ابتسم رامز في لؤم ، ثم اشتم رائحة كريهة تنبعث من ملابسه المتسخة ، فعبس وجهه و...

-رامز على مضض : طب يالا بينا بقى لأحسن هاموت من التعب ، نومة البورش دي جابتلي براغيت

-فوزي المحامي وهو يشير بيده : اتفضل يا باشا.. العربية هناك .!!!


سار الاثنين في اتجاه سيارة زرقاء مصفوفة على مقربة من قسم الشرطة ، ثم صعد كلاهما على متنها ، ثم قـــاد المحامي فوزي السيارة وانطلق بها سريعاً في اتجاه فيلا رامز وسيلين 


..............................


في داخل القسم ،،،،،،


صُدمت سيلين حينما أبلغها وكيل النيابة بأنها المتهمة الأساسية والرئيسية في كل التهم الموجهة إليها ، لم تصدق سيلين أذنيها ، وجحظت عينيها في ذهول و..... 

-سيلين بنظرات مذهولة : يعني ايه ؟

-وكيل النيابة ببرود : يعني حضرتك هتشرفينا كمان 15 يوم ..!


استدار وكيل النيابة قليلاً برأسه ناحية مساعده ، ثم أشــار له بعينيه و...

-وكيل النيابة بلهجة صارمة : اكتب يا نبيل ، أمرنا نحن المستشار ((..........)) وكيل نيابة (( ........ )) بحبس المتهمة 15 يوماً على ذمة التحقيقات ، ويراعى التجديد في الميعاد

-سيلين بصدمة : بس أنا معملتش حاجة ، انا بريئة !!

-وكيل النيابة بحدة : يا مدام الأوراق اللي قدامي بتقول غير كده

-سيلين بصراخ حــــاد : أنا بريئة


ظلت سيلين تصرخ بطريقة هيسترية ، في حين رمقها وكيل النيابة ببرود شديد ، ثم مد إصبعه وضغط على زر جانبي مثبت بجوار أحد الأدراج ، ليدلف أحد العساكر للداخل وهو يؤدي التحية العسكرية 

-وكيل النيابة بنبرة أكثر صلابة : خدها يا عسكري ونزلها الحجز تاني !!!!


وبالفعل أمسك العسكري بسيلين ، وقام بجرها جراً إلى خـــارج الغرفة وهي في حالة عصبية مفرطة ...

...................


في يوم حفل عقد القران ،،،،،


في فيلا يوسف الكيلاني ،،،،


كانت عايدة تجلس في حديقة الفيلا الأمامية ، وهي ترتشف قدحاً من الشاي الساخن لتتفاجيء بعز الدين وهو يدلف للخـــارج حاملاً في يده حلة سوداء ، و.. 

-عايدة وهي ترفع أحد حاجبيها في دهشة ، وبنبرة متعجبة : على فين يا عز؟

-عز مبتسماً بهدوء : رايح للعريس

-عايدة متسائلة باستغراب : من بدري اوي كده ؟

-عز بنبرة شبه متعجلة : يدوب عشان نلحق ننجز


ابتسمت عايدة ابتسامة رضا على وجهها ، ثم رمشت عدة مرات بعينيها وهي ترى الحماسة متأججة في عيني ابنها الوحيد 

-عايدة بنبرة دافئة : ربنا يعينكو ، واحنا هنجهز على اخر النهار ونطلع على القاعة على طول

-عز وهو يوميء برأسه : اوكي يا ماما ..


جـــاب عز الدين ببصره الحديقة بحثاً عن والده ، ولكنه لم يجد سوى خميس الجنايني وهو يروي الزرع في الطرف الأخـــر من الحديقة .. 

-عز متسائلاً في حيرة : اومال بابا فين ؟

-عايدة وهي تشير بعينيها : فوق ، جوا الفيلا 

-عز هو يمط شفتيه : ممم... طيب سلميلي عليه ، اشوفكم في القاعة ان شاء الله

-عايدة بنظرات جادة ، ونبرة متمهلة : مش هوصيك يا عز .. عاوزين الليلة تعدي على خير .. هه ، فاهمني ؟

-عز مبتسماً بثقة وجدية : ان شاء الله خير .. سلام !


..............


في صالون الحلاقة الخاص بالرجــــال ،،،،


جلس ياسين على المقعد أمام المرآة والفرحة بادية على كل ملامحه ، ثم نظر في المرآة لمصفف الشعر و...


-ياسين وهو يشير بيده ، وبنبرة عادية : عاوزك تخفلي الجانبين وتعملي الفورمة دي

-الكوافير مبتسماً : تمام يا سينو !

-ياسين بنبرة شبه ساخرة : سنجفني بقى مش هوصيك .. أه ومتنساش تحطلي البتاع اللي بيلمع ده ، اللي شبه الترتر

-الكوافير بنظرات جدية : تقصد الجليتر ؟

-ياسين بنبرة حماسية : ايوه هو ده ، عاوز أنووور في الفرح

-الكوافير وهو يزم شفتيه في ثقة : سيبلي نفسك بس وملكش دعوة ، أنا هاشوف دماغك ، وهظبطك

-ياسين بمزاح : ما أنا سايب أهوو ، اتوكل على الله


بدأ مصفف الشعر في العناية بشعر ياسين وببشرة وجهه ، وتزيينه بطريقة منمقة وراقية 


بعد برهة من الوقت دلف عـــز الدين إلى داخل الصالون ومعه حلته السوداء ، ثم أسندها على أحد المقاعد الجلدية ، ورمــق ياسين بنظرات إعجاب و...


-عز بمزاح : الليلة ليلتك يا قطة 

-ياسين مدعياً الخجل : بس بقى لأحسن بتكسف

-عز وهو يعيد رأسه للخلف : يا راجل 

-ياسين ساخراً : انت مش شايف وداني احمروا ازاي من الحياء

-عز بنظرات جادة ، ونبرة شبه قلقة : هما من ناحية احمروا فهم احمروا بس ..بس مش من الحياء 


إنتاب ياسين الفزع ، فقد ظن ان هناك خطب ما بأذنيه ، فانتفض في مكانه و..

-ياسين بخضة: اومال من ايه ؟؟ هه من ايه ؟؟؟


مد عز الدين يده ، ثم أمسك بأذني ياسين ، وقام بقرصهما عدة مرات بطريقة آلمت ياسين 

-عز بمزاح : من قرصي ليك

-ياسين متآلماً: ياعم اعتقني بقى ، ده النهاردة فرحي

-عز ضاحكاً: هههههههههههههههههه ماشي ..


تنهد عز الدين بإرتياح ، ثم نظر إلى ياسين بنظرات غريبة و...

-عز بهدوء :خلاص يا سينو نويت

-ياسين مبتسماً في سعادة : الحمدلله 

-عز مازحاً : نصيحة من أخوك بلاش

-ياسين وهو قاطب جبينه في حيرة : ليه؟

-عز بنبرة ساخرة : يمكن تطلع الجوازة مبهوأة عليك 

-ياسين متابعاً بمزاح : هبقى أخدها غرزتين من الجنب وهي تضيق .. ادعيلي انت بس

-عز وهو يرفع بصره للسماء : ربنا يكرمك أحبيبي وأفرح فيك

-ياسين بنبرة راجية ، ونظرات متوسلة : يااااااااا رب ، وعديها على خير ، استرها معايا يا رب ، ده انا غلبان أوي ...!!!!


دلف عز الدين إلى غرفة جانبية بعد أن أخذ حلته المسنودة على المقعد الجلدي لكي يبدل ثيابه ، ويستعد هو الأخـــر لحفل عقد القران الخاص برفيق عمره 


.......


في مركز التجميل الخاص بالعرائس ...،،،،،


أطلقت سهير عدداً من الزغاريد المتتالية ابتهاجاً بعقد قران ابنتها ، وخاصة حينما انتهت مصففة الشعر من وضع اللمسات الأخيرة عليها


ارتدت دينا فستان زفـــاف يشبه في تصميمه فستان سندريلا حيث الصدر المفتوح المزدان بالفصوص البراقة، والأكتاف العارية التي أبرزت جمــال ونعومة بشرتها ، والخصر الضيق الذي أبرز تناسق قوامها ، ثم ينسدل الفستان من منتصف الخصر إلى الأسفل بتموجات واسعة ، وطبقات متراكمة من قماش الشيفون حتى يغطي القدمين 


فرقت دينا شعرها من الجانب ، وقامت المصففة بتمشيط خصلتها الأمامية لتغطي اول جبينها ، ثم وضعت لها تاجاً رقيقاً يحاوط شعرها المعقوص كحكة ، و...

-سهير بصوت عالي : لوووولووووولي 

-دينا بإحراج : خلاص بقى يا مامي

-سهير بنبرة فرحة : بسم الله ماشاء الله زي القمر .. حصوة في العين اللي ما يصلي ع النبي

-جانا مبتسمة في سعادة: عليه الصلاة والسلام

-سهير مجدداً بصوت عالي : لوووولوووولي .. لوووولوووووولي


انحنت جانا بجسدها ناحية دينا الجالسة على المقعد الجلدي ، ثم لفت ذراعيها حولها ، واحتضنتها من الخلف و... 

-جانا بنبرة دافئة : مبروك يا دودي

-دينا بنبرة خجلة : ثانكس جوجو .. عقبالك يا جميل

-جانا بجدية : No way


عقدت سهير حاجبيها في دهشة ، ونظرت إلى جانا بنظرات مريبة و....

-سهير بتوجس : متقوليش كده يا جوجو .. ان شاء الله ربنا هيعوضك بالأحسن !

-دينا بهدوء حذر : قوليلها يا مامي وبعدين في آآآ ....

-جانا مقاطعة بحدة : خلاص يا دودي .. اسكتي بقى لأحسن الميك أب هيبوظ

-دينا بقلق : ايه ده بجد؟

-جانا ضاحكة : ههههههههههههههه أه ، لو اتكلمتي كتير هيبوظ

-سهير بجدية : يالا البسي يا جوجو عشان الوقت ميسرقناش

-جانا مبتسمة برقة : اوكي 


أمسكت جانا بحافظة بلاستيكية تحتوي على فستانها الذي سترتديه الليلة ، ثم سارت نحو غرفة ملحقة بالمركز لكي تبدل ملابسها فيها ..


تنهدت سهير في سعادة ، ثم نظرت إلى ابنتها مجدداً بأعين لامعة و..

-سهير بصوت دافيء : انا كده اطمنت عليكي يا دودي .. 


ابتسمت دينا لوالدتها ، وأمسكت بكف يدها وضغطت عليه بأصابعها الرقيقة ، ونظرت لها في امتننان ممزوج بالعرفان ، فتابعت سهير حديثها بـ ...

-سهير بجدية : طيب هسبق أنا على القاعة عشان أستقبل الضيوف

-دينا وهي توميء بعينيها : اوكي يا مامي

-سهير متسائلة بحنية : مش عاوزة حاجة يا حبيبتي ؟

-دينا برقة : no, mom .. ثانكس

-سهير بنبرة هادرة : لووووووولوووووولي .. لوووووولوووولي .. ربنا يفرحكم و يسعد كل البنات 

.......................................


مر الوقت سريعاً على الجميع ، وبالفعل قد انتهوا تقريباً من الاستعداد لمراسم عقد القران .....


في قاعة الأفـــــراح ...،،،،


وقف المهندس حسين على مدخل القاعة يستقبل المدعوين بوجه فرح ومشرق ...

-حسين مصافحاً أحد المدعوين بوجه بشوش : أهلا وسهلا ، اتفضلوا

-أحد المدعوين بنبرة عادية : مبروووك يا بشمهندس

-حسين وهو يشير بيده بنبرة إطراء : الله يبارك فيك ، اتفضل


وصــــل يوسف هو الأخـــر إلى القاعة ، وعلى وجهه علامات الفرحة الممزوجة بالاشراق و...


-يوسف بسعادة : حبيبي آسحس ، مبروك يا خويا

-حسين مبتسماً بفرحة : الله يبارك فيك يا جوو

-يوسف متسائلاً في هدوء : ايه الاخبار ؟ العرايس فين ؟


رفع حسين يده لينظر في ساعة يده ، و...

-حسين بجدية : تقريباً خلصوا ، زمانتهم في الطريق 

-يوسف مبتسماً في تساؤل : يوصلوا بالسلامة، واخبار الموضوع التاني ايه ؟

-حسين بنبرة شبه عالية : تمام .. أهووو .. يا ريتنا جبنا في سيرة مليون جنية ، منور يا صفوت


وقف أحد الأشخاص أمام كلاً من حسين ويوسف ، وتبدو على هيئته الرقي والهيبة .. 


-صفوت المحامي بنبرة جدية : الف الف مبرووووك حسين بيه ، يوسف باشا أهلا بيك

-حسين مبتسماً : الله يبارك فيك يا صفوت

-يوسف بنبرة شبه متحمسة : يا أهلا بالغالي .. وحشني والله آصفوت

-صفوت بنبرة شبه معاتبة : انت اكتر والله يا جوو .. لازم يعني يكون في فرح عشان اعرف اشوفك

-يوسف ضاحكاً : هههههههههه يا سيدي ربنا يكتر في الأفراح وهتلاقينا موجودين على طول في وشك

-صفوت بمزاح : أهم حاجة هتأكلنا يا سحس ولا الفرح ناشف

-حسين وهو يغمز بعينيه : عيب عليك !

-صفوت بنبرة عاشمة : واحشتني والله أعدتكم من زمان

-يوسف متسائلاً بجدية : اخبار شغلك ايه ؟؟

-صفوت بنبرة عادية : الحمدلله ، المكتب شغال كويس والله أنا مافاضى حتى أهرش

-حسين بمزاح : مايحسد المال إلا أصحابه

-صفوت ضاحكاً : هههههههههههههه على رأيك

-يوسف متسائلاً بتوجس : ها سحس قالك على اللي عاوزينه منك ؟

-صفوت بثقة ، ونظرات مغترة : دي حاجة زي ما بيقولوا كده piece of cake .. ( سهلة أوي ) 

-حسين بتحدي : ورينا شطارتك بقى

-صفوت وهو يمط شفتيه في ثقة : متقلقش


نظر كلاً من يوسف وحسين إلى بعضهما البعض بنظرات متفائلة ، ثم تابع يوسف حديثه بـ ...

-يوسف وهو يشير بيده : طب اتفضل يا صفوت جوا ، انت صاحب فرح

-صفوت بعشم : انت بتقول فيها !

-حسين بصوت رجولي آجش: براحتك الفرح فرحك يا صفوت

-صفوت وهو يهز رأسه ، ومبتسماً برضا : تسلم ياخويا .. أنا هشوف نفسي جوا

-يوسف بنبرة مرحة : عيش 


...........................................


في مركز التجميل ،،،،


كانت كلاً من جانا ودينا قد انتهيتا من استعدادهما للحفل ، فقد تأنقت دينا في بفستانها الأبيض ، وانتهت المصففة من تثبيت الطرحة الطويلة الرائعة في شعرها من الخلف ...


بينما ارتدت جانا فستاناً طويلاً لونه أسود لامع ، مغلق من الصدر ، وعــــاري الكتفين ، وذو ذيل ممتد على الأرض ، كما وضعت جانا شالاً شفافاً من الشيفون على ذراعيها كي يغطيهما ، ثم صففت شعرها بطريقة جذابة وعقصته بالكامل للخلف ، وزينت بعض خصلاته المربوطة بفصوص فضية رقيقة صغيرة لامعة ...


جلست دينا على الأريكة الجلدية العريضة ، وظلت تهز ساقيها في توتر ، وفركت أصابع يديها في عصبية و...

-دينا بقلق: أنا مش عارفة هو اتأخر ليه !

-جانا بنبرة هادئة : يا بنتي عادي ، اهدي بس

-دينا بنبرة متوترة : كان المفروض يجي من نص ساعة 

-جانا بنبرة مازحة : بس بقى عشان كده الميك أب هيبوظ 

-دينا وهي تزم شفتيها في ضيق ، وبنظرات ممتعضة : اوك يا سينو .. أنا مش طالعة

-جانا ضاحكة : ههههههههههههه ده بجد

-دينا بعصبية : ييس


ثم سُمع صوت أبواق السيارات وهي تهدر خارج مركز التجميل معلنة عن وصول العريس لكي يستقبل عروسه الجميل ... ،،،

-المصممة بفرحة : الظاهر ان العريس جه بره


عقدت دينا ساعديها أمام صدرها ، ثم نفضت نفسها في انزعاج ، ولوت شفتيها و...

-دينا بوجه عابس ، ونبرة ضائقة : سوري أنا مش طالعة


رمقت جانا دينا بنظرات غريبة ، هي تعلم أن دينا لا تقصد هذا ، فقررت أن تمازحها أكثر و...

-جانا بجدية : خلاص أنا هخرج أقوله كده

-دينا بلهفة : لألألألأ استني شوية

-جانا باستغراب : انتي مجنونة

-دينا وهي تلوي شفتيها المكتنزتين : أعمل ايه بس يا جوجو I love him ..

-جانا مبتسمة وهي تغمز لها : وماله يا حبيبتي .. حبيه براحتك

-المصففة متسائلة في لؤم : ها يا عروسة ندخل العريس؟

-دينا بخجل: اوكي .. أه بس نزلي الطرحة على وشي مش عاوزاه يشوفني

-جانا باستغراب : ليه ماهو عارف شكلك

-دينا بجدية : Not now

-جانا وهي تهز كتفيها : براحتك


وبالفعل دلف ياسين إلى داخل مركز التجميل - وهو متأنق على غير عادته ، ومرتدياً لحلة سوداء خاصة بالعريس - لكي يصطحب عروسه الجميلة إلى القاعة حيث مراسم الخطوبة وعقد قرانهما ،،،،


-ياسين مازحاً : هي فين دينا ؟

-جانا وهي تشير إلى دينا بدهشة : ماهي قدامك أهي. 

-ياسين مبدياً استغرابه : اللي أعدة جوا الخيمة دي !!


رمقت دينا ياسين بنظرات حانقة ، ولوت فمها في غضب 

-دينا بضيق : انت بارد ...!!!!!!!!

-ياسين بنبرة ساخرة : اه تصدقي ، ده صوتها

-دينا بنبرة منزعجة : في حد يقول للـ bride بتاعته كده ؟؟؟!!!

-ياسين بنبرة مرحة : بهزر معاكي يا دودي عشان تفكي كده !


ابتسمت دينا في خجل ، واقترب ياسين منها ، ثم مد يده ليمسك بكف يدها ، وجذبها برفق من على الآريكة ، ثم أعطاها باقة الورد البيضاء لتمسك بها ، في حين عدلت المصففة من وضعية فستان دينا ، و...

-جانا متسائلة بنبرة عادية : الف مبروك .. هتسوق انت يا سينو ؟

-ياسين بجدية وهو يغمز لدينا : لأ .. انا العريس ، طب بذمتك هركز ازاي في السواقة وانا معايا القمر ..!


توردت وجنتي دينا قليلاً من غزل ياسين الصريح لها أمام الجميع و..

-دينا بصوت خجل: اوووه .. ثانكس

-ياسين مازحاً : مش انتي أنا أقصد جانا

-دينا وهي تزفر في ضيق : يووووه !!!


تعالت قهقهات جانا على مزاح ياسين الغير متناهي و...

-جانا بنبرة شبه راجية : خلاص بقى يا سينو خف على دودي لأحسن تطفش

-ياسين بنظرات قلقة ، ونبرة متوجسة : تطفش ايه ، ده انا مصدقت 


مد ياسين كلا ذراعيه إلى الطرحة المتدلية على وجه دينا بعد أن وقف قبالتها ، ثم بكل رفق وهدوء رفع ياسين الطرحة عن وجهها ليتفاجيء بملامحها الرقيقة الناعمة ، والتي ازدادت جمالاً باللمسات الرقيقة التي وضعتها خبيرة التجميل ،،،

-ياسين بنبرة متلهفة للغاية : اللهم صلي على كامل النور ، هو في كده يا ناس ؟

-دينا بخجل: عليه الصلاة والسلام

-جانا مقاطعة بمزاح : اه يا سينو في كده سادة ، وفي بفيونكات

-ياسين مبتسماً ببلاهة : لأ انا عاوز من ده يا حزومبل ، أنا عاوز من ده ..!!!!

-دينا بخجل وصوت خافت : مش يالا 

-ياسين بنبرة حماسية : امووووووت أنا في السريع 


تأبطت دينا في ذراع ياسين ، وســارت بخطوات خجلة معه ، ودلفت إلى خــارج المركز ، في حين سارت جانا من خلفها ، وعلى وجهها علامات الرضا والفرحة 


انبهرت دينا بالسيارة المزدانه بأفخم الزينات ، والمصفوفة أمام مركز التجميل ، والتي ستقلهما إلى قاعة الأفراح ، ونظرت إلى ياسين في عدم تصديق و...


-دينا بانبهار : واو .. It's so amazing

-ياسين غامزاً : ايه رأيك ؟

-دينا بنبرة اعجاب : روعة أوي .. بجد مش عارفة أقول ايه


في حين حدقت جانا في السيارة بنظرات مصدومة ، حيث اتسعت عينيها في توجس شديد حينما أيقنت أن تلك السيارة تخص ...


-جانا باستغراب ونبرة متلعثمة : مش دي عربية آآآ...

-عز مقاطعاً بغرور من خلفها : ايوه هي ... !عربيتي 


استدارت جانا بكامل جسدها ، ونظرت إلى عز الدين الذي كان يقف خلفها ، ونظرت إليه بنظرات مصدومة وممزوجة بالانزعاج و...

-جانا بصدمة : انت ؟


سلط عز الدين بصره على جانا ، وظل يرمقها بتمعن شديد من رأسها حتى أخمص قدميها ، ولم يخلو وجهه من تعابير الاعجاب ، ولا من نظرات الاشتياق والرغبة ...

-عز بصوت رجولي خافت : ايه الجمــال ده


هزت جانا أحد ساقيها في عصبية ، ثم رفعت قبضة يدها قليلاً، ووضعتها في منتصف خصرها ، ورمقت عز الدين بنظرات ضيقة و...

-جانا بحنق مفتعل : انت جاي هنا ليه ؟

-عز بهدوء مستفز : الله مش فرح سينو ولا نسيتي ؟

-جانا بعصبية : لأ مانستش ، انت مكانك مش هنا .. مكانك في القاعة 


استغرب عز الدين من انفعال جانا الغير مبرر وتفاجئها حينما رأته ، فقد كان يتوقع أنها تعلم مسبقاً بأمر حضوره ، لذلك التفت في اتجاه ياسين و...

-عز متسائلاً في حيرة : هو انت مقولتلهاش ؟؟

-جانا بعدم فهم : يقولي ايه ؟

-ياسين بنبرة متلعثمة ، ونظرات مرتبكة : آآ.. لامؤاخذة .. ملحقتش ... ماهو.. أصل.. أصل 

-جانا بنظرات ضيقة ، ونبرة شبه غاضبة : أصل ايه ؟


أخذ ياسين نفساً عميقاً ، ثم حبسه في صدره للحظات ، وفجـــأة أشـــار بيده بطريقة مربكة لعز و...

-ياسين بنبرة سريعة : عز هو السواق ..!!


شعـــر عز الدين أن في عبارة ياسين الأخيرة إهانة نوعاً ما له و..

-عز بضيق : احترم نفسك

-جانا بنظرات مشدوهة : قصدك ايه؟

-ياسين بتوتر : قصدي ان عز .. ان دي عربية عز .. يعني .. هو اللي هيوصلنا للفرح

-جانا بضيق : أنا استحالة اركب معاه العربية

-عز بتهكم : ليه ياختي ؟؟ 

-جانا بنبرة منفعلة : أنا مش طايقاه ، أقوم أركب معاه العربية 

-ياسين مبتسماً ببراءة : لأ وكمـــــان قدام .. شوفتي بقى حاجة وصاية !!!

-جانا بنرفزة : كمان .. متعصبونيش ..!!!!!!!


تأزم الوضع مجدداً بين إصرار عز الدين ، وعِناد جانا ، فشعرت دينا أن حفل عقد قرانها مهدد بالفشل إذا استمر العناد بينهما دائراً ، فمدت دينا يدها ، وأمسكت بساعدها ، و...

-دينا بنبرة راجية ، ونظرات متوسلة : بليز جوجو .. أنا تعبت من الوقفة ، الـ dress تقيل وانا عاوزة أركب العربية بقى

-جانا بنبرة عنيدة : لا يمكن 

-دينا متسائلة في قلق : why ؟


عقدت جانا ساعديها أمام صدرها ، وأشاحت بوجهها للناحية الأخـــرى و...

-جانا بتذمر : مش هيحصل

-ياسين بتوسل شديد : والنبي يا شيخة ، الهي يا رب أفرح بعيالك خلي اليوم يعدي على خير .. اعتبريه تاكسي ، توك توك ، او حتى مُكروباز .. أي حاجة بس نركب خلينا نوصل القاعة

-دينا بجدية : اسمه ميكروباص

-ياسين بنبرة شبه جادة : مش وقتك خالص آدينا

-عز متسائلاً بترقب : ها يا جانا هتركبي ولا هنقضيها كده كتير؟؟؟


زفرت جانا في انزعاج ، ثم أرخت ساعديها ، فهي لن تقبل أن تكون السبب في تعاسة ابنة عمها في ليلتها الهامة ، وسوف تحاول إجبار نفسها على تحمل وجودها مع عز الدين ، رغم أنها حقاً تشتاقه ، وإن كانت تكابر في نفسها ..


ضيقت جانا عينيها ، ثم دفعت بكف يدها صدر عز الدين لكي يفسح لها الطريق لتمر و....

-جانا بضيق : وسع كده


ابتسم عز الدين من بين أسنانه في غرور ، ثم اقترب من باب سيارته الأمامي ، وأمسك بالمقبض ، وفتح الباب لجانا ، وإستند بيده عليه ..

اقتربت جانا من الباب ، وانحنت بجسدها قليلاً لكي تركب السيارة ، فاقترب عز الدين منها برأسه ، وهمس لها بـ ....

-عز بصوت هامس : شِرس .. أموت أنا فيه 


ارتبكت جانا ، وتوترت مشاعرها مع همس عز الدين لها بالغزل ، وحاولت أن تخفي ارتباكها ، وتحافظ على ملامحها الغاضبة أمامها ..

جاهدت جانا لكي تتغلب على ابتسامة عفوية تحاول الظهور على وجهها ، فعمدت إلى أن تبدي انزعاجها الزائف منه و...

-جانا وهي تزفر في ضيق مصطنع : اووف


وقفت دينا هي الأخرى أمام باب السيارة الخلفي ، ونظرت إلى ياسين في تساؤل و...


-دينا باستغراب : ايه مش هتفتحلي الباب يا سينو ؟

-ياسين ببرود : ليه يعني ؟؟؟

-دينا بحدة : الله مش أنا الـ bride


لوى ياسين فمه ، ثم أمسك بالمقبض ، وفتح الباب لدينا ، وأشار لها بيده و....

-ياسين بنبرة شبه ممتعضة : طيب متزهنقيش .. اتفضلي .. !

-دينا بنبرة محذرة : حاسب بس الجيبونة 


ساعد ياسين دينا في ركوب السيارة ، وفي تعديل فستانها المنفوش وعلى وجهه علامات الضيق و...

-ياسين بنبرة ساخرة : ايه ده كله ؟؟ انتي شيلاه ازاي لوحدك

-دينا بانزعاج : اووف بقى ، اعدل وانت ساكت ! 


انتهى ياسين من اعادة ترتيب فستان دينا ، و..

-دينا بنبرة شبة آمرة : كده تمام ، خلاص اقفل الباب

-ياسين على مضض : يا مهون يا رب ..


أغلق ياسين باب السيارة الخلفي ، ثم دار حول السيارة ، وقف بجوار الباب الخلفي الأخــر ، ورفع كلتا يديه ، وبصره للسماء بالدعاء و...

-ياسين بخفوت ، وبنبرة راجية : عديها على خير وميحصلش كارثة ، يا رب نوصل الفرح سالمين .. يا خوفي من بابورين الجاز اللي أعدين قدام ينفجروا ، ويهبوا في وشي أنا والبُنية المحشورة في الفستان دي .. استرها يا رب


نظر عز الدين لياسين من مرآة السيارة الجانبية ، ثم ..

-عز بنبرة شبه حـــادة : يالا يا زفت ، مش هنستناك كتير

-ياسين بنبرة متوجسة : عديها على خير يا رب .. طيب جاي


ركب ياسين السيارة ، وجلس بجوار عروسه ، ثم أدار عز الدين المحرك ، وأمسك بالمقود ، وانطلق بسيارته نحو القاعة ...


كان عز الدين بين الحين والأخر يلتف إلى جانا ويتأمل جمالها الملك الذي آسره من قبل .. ورغم أن جانا كانت نوعاً ما لا تنظر إليه ، إلا أنها كانت متيقنة بأنه لم يحيد ببصره بعيداً عنها ...


أطلق عــز الدين صفيراً خافتاً أراد به أن يستفز جانا ، ويثير حنقها نوعاً ما لكي تلتفت إليه ، وبالفعل نجح في هذا ، وأدارت رأسها في اتجاهه ليبتسم هو لها ابتسامة عذبة ، ويغمز لها في غرور زائد ...

ضيقت جانا عينيها أكثر ، وعبست وجهها ، و....،،،

-جانا بضيق : انت هتبصلي كتير .. بص قدامك

-عز بغرور مستفز : مين قالك اني ببصلك أصلاً ، انا ببص على المراية اللي في الجنب

-جانا بتهكم : لا والله 

-عز بعدم اكتراث : أه يا ماما ، أل أبصلك أل .. 

-جانا وهي تزفر في ضيق : اووف


ابتسم عز الدين لأنه قد تمكن بسهولة من جعل جانا تشتعل غيظاً منه ، وأيقن أنه قريباً سيتمكن من السيطرة على مشاعرها الخفية التي تحاول كبحها و..


-ياسين بنبرة شبه ساخرة : ما تشغلنا اغنية حلوة كده ده النهاردة فرحي أجدعان

-عز وهو يمط شفتيه : ممم .. طيب استنى اما أشوف 

-ياسين بنبرة حماسية : أيوه كده أهندسة ظبطتني


ابتسم ياسين لدينا بابتسامة عريضة ، ونظر إليها ببراءة و....

-ياسين لدينا بلهفة : هتسمعي أحلى كلام الوقتي آعرووسة

-دينا بخجل: اوكي 


وضع عز الدين أحد الاسطوانات في مشغل الأغاني الموجود في سيارته بعد أن انتقاها خصيصاً لجانا من خلال حافظة ما موجود بها عدد من الأسطوانات ..

أسند عز الدين الحافظة على التابلوه ، ثم ضغط على المشغل ، فبدأ المشغل يصدح بالأغاني ، وكانت البداية مع ،،

(( سبت فراغ كبير .. لعمرو دياب ...  )))

[ سبت فراغ كبير ، عندي والله حبيبي حبيبي ، وانت هناك بعيد ، مش بعيد عني حبيبي ، قولي ازاي أعيش ♫  ]


أصغت جانا إلى الاغنية باهتمام كبير ، وشعرت أنها نوعاً ما موجهة إليها ، وأن عز الدين يتعمد اللعب على مشاعرها ، لذا مدت يدها ، وأغلقت المشغل ، وأخرجت الاسطوانة ثم بدلتها بأخرى كانت موضوعة في الحافظة الخاصة بالأسطوانات ، وأعادت تشغيل المشغل من جديد ، فكانت الأغنية التالية ...


(( والنبي لو جاني ... شيرين عبد الوهاب ))

[ والنبي لو جاني ، باس ايدي كده واترجاني ، أنا عمري ما هرجع تاني ، مابقتش أقبل أعذار ، حدالله مابيني ، وبين واحد قلبه ناسيني ، اتهزت صورته في عيني ، مابقاش في بينا عمـــار ♫ ]


زفــــر عز الدين في ضيق ، ثم مد يده وأغلق المشغل ، واخرج الاسطوانة ، وألقاها بضيق على التابلوه ، وانتقى من الحافظة اسطوانة اخرى ووضعها بداخل المشغل ، ثم ضغط على زر بدء التشغيل ، فانطلقت أغنية بـ .....


(( طمني عليك ... محمد فؤاد )))

[ من يوم بعدك وأنا قلبي ، مكسور وحزين ، محتار مش عارف ، الدنيا وخداني لفين ، صعبان على قلبي فراقك ، طب هاعمل ايه ، جوايا حنين علشانك ، ازاي أدرايه .... طمني عليك ، وقول فين ألاقيك .. مشتاق لعينيك ، وبموت من شوقي ليك .. وازاي انا أعيش لو مش وياك .. مش قادر أنساك ♫ ]


أوقفت جانا المشغل من جديد ، وبدلت الأسطوانة بعد أن أخرجتها بأخرى ، ثم رمقت عز الدين بنظرات متحدية ، وضغطت على زر التشغيل ، حيث كانت الأغنية هي و...


(( جربت في مرة .. اليسا (( 


[ جربت في مرة تقرب من انسان مجروح ، ضايع مهزوم محروم من طعم الفرح ، ساعة ما اتألم اتكلم بحلاوة روح ، راجع مجروح مش قادر يهرب م الجرح ... اطمن حس بدفى في ايديك ، حبيته لاقيته في حضنك طفل بريء ، طيبت جراحه ايديته عينيك ، اديتوه مشاعرك ، مشيتوا طريق ، عرفته ازاي مكان الفرح يسكن مطرح كل الأحزان ، وزرعت أمان ولاقيت الطرح فجأة بيدبل على ايد انسان .. جربت يخونك ويسيبك في السكة حزييين مش طايق حتى يحس بجرحك ، جربت عيونك تناديله تستنجد بيييييه ولاقيته ع دمعك واقف يضحك .. ولاقيته ع دمعك واقف يضحك ♫ ] 


استمع الجميع إلى تلك الأغنية ، وامتعض وجه عز الدين نوعاً ما ، واكفهرت ملامحه ، حيث استشعر أن جانا مازالت ثابتة على موقفها ، وأن الأمــــر لن يكون بالهين معها ...


-دينا بخفوت : هو أحنا هنفضل نسمع الـ sad songs دي كتير .. أنا قربت أعيط

-ياسين بصوت منزعج : والله ما أنا عارف هيفضلوا كده لحد امتى !

-دينا بنبرة متوجسة : ياخوفي تقلب بعد كده

-ياسين بفزع : اوووبا ، والاتنين مجانين لأ بناقص 


ارتبك ياسين كثيراً حينما أشارت له دينا بإمكانية اشتعال الأجواء بين عز الدين وجانا من جديد ، لذا ....


-ياسين بنبرة راجية تحمل السخرية : ابوس ايديكو ، ده مش وقت ما يطلبوه المستمعون ، أنا مش عاوز أغاني خلاص .. كله كده نكد وعذاب وفراق ، مافيش دوقوا المزاهر يالا ويا أهل البيت تعالوا ، ولا أغنية طالعة من بيت أبوها رايحة ع بيت ياسين 

-عز بإيجاز وهو مقطب الجبين : لأ معنديش

-ياسين مقترحاً باهتمام : خلاص شغلوا قرآن .. 

-جانا بنبرة عنيدة : احسن برضوه


التفت عز الدين ببصره إلى جانا ، ورمقها بنظرات معاتبة و...

-عز بنبرة جادة : أهو يطرد الشيطان اللي راكب دماغ ناس

-جانا متسائلة في ترقب : تقصد مين؟

-ياسين بنبرة عالية : ابعد يا شيطان ، الله يحرقه ، شغل قرآن بقى واحرق أمه ابوس ايدك .. أنا عارف هو يوم مش هيعدي بالساهل

-دينا بصوت خافت : ييس بليز


وكان بالفعل هو أفضل اقتراح ، حيث تم تشغيل اسطوانة بها سور من القرآن الكريم ، فأنصت الجميع بإصاغ تام لصوت القاريء .. 


تنهد ياسين بإرتياح حينما وجد أن الهدوء قد عــــاد من جديد بداخل السيارة ، فمـــال برأسه قليلاً على دينا و...


-ياسين هامساً : يا سلاام .. الواحد كده يدخل القاعة وهو بيشع نور

-دينا مبتسمة في حياء : شور


تابع عز الدين الحديث الدائر في الخلف من المرآة الأمامية ، ثم ابتسم عفوياً من زاوية فمه و...


-عز مازحاً بهدوء : ربنا يقوي ايمانك .. ويهدي ناس

-جانا بحدة : لأ ياخد ناس


عقد عز الدين حاجبيه في تساؤل ، ورمق جانا بنظرات متوعدة و...

-عز وهو يجز على أسنانه : تقصدي مين؟

-ياسين من الخلف بنبرة متوترة : تقصد الشيطان اللي مش راحم نفسه ، ونازل نفخ ووسوسة في العربية من بدري ، أنا مش عارف هو ليه مش بيتحرق ويريحنا، ولا الظاهر انه راكبه ghost

-عز وهو يهز رأسه : اها

-ياسين برجــــاء شديد : خلوا ليلتي تعدي عشان خاطري .. وحياة ابوك يا عز خليك Cool .. ماشي ؟

-عز على مضض : ربنا يسهل .

تابعووووووني 



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 

تابعووووووني 



جميع الفصول كامله من هنا 👇 



الفصل الأول حتى الفصل الثاني عشر من هنا



الفصل الثالث عشر حتى الفصل الثلاثون من هنا



الفصل الحادي والثلاثون من هنا




الفصل الثاني والثلاثون من هنا




الفصل الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والخامس والثلاثون والسادس والثلاثون من هنا



الفصل السابع والثلاثون والثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون من هنا



الفصل الأربعون والحادي والاربعون والثاني والاربعون من هنا



الفصل الثالث والاربعون من هنا




الفصل الرابع والاربعون والخامس والأربعون والسادس والاربعون من هنا



الفصل السابع والاربعون والثامن والاربعون من هنا



الفصل التاسع والأربعون والخمسون من هنا



الفصل الحادي والخمسون والثاني والخمسون من هنا



الفصل الثالث والخمسون والرابع والخمسون والخامس والخمسون والسادس والخمسون من هنا




الفصل السابع والخمسون من هنا




الفصل الثامن والخمسون من هنا




الفصل التاسع والخمسون من هنا



الفصل الستون من هنا



الفصل الحادي والستون من هنا



الفصل الثاني والستون من هنا



الفصل الثالث والستون والرابع الستون والخامس والستون من هنا



الفصل السادس والستون والسابع والستون والثامن والستون من هنا



الفصل التاسع والستون والسبعون والحادي والسبعون من هنا



الفصل الثاني والسبعون من هنا




أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بدون لينكات بمنتهي السهوله من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات




تعليقات

التنقل السريع
    close