رواية نوح الباشا الفصل الثالث والرابع بقلم الكاتبه ندا الشرقاوي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية نوح الباشا الفصل الثالث والرابع بقلم الكاتبه ندا الشرقاوي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
توقفت فجأة عندما رايك وجه تعرفه جيدًا هتفت بصدمة كان يخرج بؤبؤ عينها من مكانة
-عمتي ؟؟؟؟؟؟؟
اختبأت جيدًا خلف أحد الجدران حتى تحجب الرؤية عنها ،ظلت تراقب من بعيد حتى ترجلت عمتها واختفت ،اخذت نفس عميق وتحركت بإتجاه المبنى الذي تسكن فيه ،كانت تصعد درجتين سويًا حتى وصلت إلى غرفتها ،دلفت واغلقت الباب خلفها سريعًا جلست خلف الباب بعد ما وضعت الاغراض أرضًا ،التقطت انفاسها سريعًا .
إلى متى سوف اظل بهذا الخوف !؟اختبئ مثل الفئران التي تخرج من حجرها تبحث عن الطعام وتهرول إلى حجرها مره ثانية خوفًا أن يراها أحد .
قلبي الحيران ،ذالك الذي لم يعرف السكينة والاطمئنان،سيظل وحيدا في هذه الحياه القاسية وإن جاء قصاء الله ،سترقد جثتي بصمت في الزاويه ،لا يحن إليها أحد ولا يسال أحد ،سيتعفن جسدي مثل ما تعفنت روحي من قبل ،وكأنني لم أكن يومًا هنا.
وقفت عن الارض وهى تستعيد قوتها ،أمسكت الأكياس وقامت بأفضيتها
بدات بتقطيع الخضار وتحضير الأرز ،بعد قليل كانت انتهت من التحضير .
جلست أرضًا وهى تقول ساخرة
-شوربة من غير لحمه ولا فراخ ،كأني زي البط حبت رز على شوربة وخلاص
ثم صمتت قليل وقالت
-الحمد لله نعمه
…………………
في منزل عبدالعظيم الباشا
كانت جالسة الأم وهى تنظر إلى صورة نوح من بداية حياته حتى انتهاء الثانويه العامة
كانت طوال السنين لا تعرف الفرحة البكاء فقط هو من يسيطر عليها ،كُل يوم وكُل سنة وهى تنتظر دقة الباب يكون قدوم نوح لكن لا يأتي نوح ،قلبها ينفطر عليه ،كيف ؟وكيف حياته ؟ماذا فعلت به الحياة ؟
اخرجت الورقة التي تركها نوح قبل المغادرة
(أمي
أنا أسف بس مش هقدر اعيش في ظلم حياتي هتضيع وانا معاكم ،علمتيني إني اكون طير حُر مخدش يقص ليا جناحي ،لكن بابا كان عاوز ينهي حياتي مش جناحي بس ،أمي أنا اسف إني خدت دهب من عندك أنا اسف يا امي بس أنا مكنش معايا حاجة ولازم امشي ،عارف إني نزلت من نظرك بس هرجع هرجع وأنا نوح الباشا اللي اسمه يتعمل ليه مليون حساب
سامحيني يا امي )
اغلقت الجواب وقامت بتقبيله ثم وضعته مره اخرا في الصندوق
فتح الباب ودلف طفل صغير يركض ويتصلق الفراش بصعوبه حتى وصل إلى جدته وهو يقول
-نوح جه ،وحشتيني يا تيتا
ضمته إليها بحب وهي تستنشق رائحته التي تشبه رائحة نوح
-وحشتني يا نوح كل دا
عبث نوح وهتف
-أنا قولتلك قولي لماما بلاش حضانة علشان أنا بوحش تيتا وهيا مصممه قوليلها بلاش حضانه بقا
قهقة الجده على حديثه وهتفت
-لا ازاي لازم تروح الحضانة علشان تبقى شاطر زي نوح
جلس امامها وعقد زراعيه امام صدره وهو يقول
-هو هييجي امته بقا كده كتير ،كل شويه تقولوا نوح جاي نوج جاي و مبيجيش
شردت قليلا وهتفت بهمس
-هييجي يا نوح ،بيرتاح في حضن امه بس هيفضل يلف ويدور ويرجع لحضني .
……………..
كان يتحسّس كأسه بأنامل مرتجفة، فيما شريط ذكرياته يمرّ أمام عينيه كأنه شريط فيديو بلا توقف. كل لحظة قديمة كانت تطعنه بصمت، وكان يشعر باختناقٍ غريب، وكأن أحدهم يلف حبلًا خفيّا حول عنقه ببطء. لم يكن يدري، أهو المخطئ أم أن الخطأ لا يعنيه وحده؟
دق صوت دقّات على الباب، لكنها لم تُحرّكه ظل الصوت يتكرّر، يزداد إلحاحًا، حتى تسلّلت العصبية إلى جميع انحاء جسده ارتعشت يده ورمى الكأس بغضبٍ فارتطم بالجدار وتحطّم، ثم نهض بتثاقل واتجه نحو الباب وقام بالفتح
-ايه ياعم نوح مالك
رد بكل برود
-في اي يا معتصم زن زن دماغي
دلف معتصم وهو يقطب حاجبيه بغرابه
-مالك يا نوح؟برن عليك من بدري
جلس نوح وهو يفق ازرار قميصه ببطئ وجلس على الاريكه بثقل وشرد قائلًا
-مفيش حابب اقعد لوحدي
جلس معتصم قائلًا
-ليه حصل ايه ؟لو هو هو نفس الموضوع ؟ليه مش عاوز تجيب معلومات عنهم ؟ليه مش حابب تنزل أنت خلاص عملت كل حاجة علشان تثبت ليهم إنك وصلت اللي أنت عاوزه
هتف بخوف
-خايف
عبث معتصم قائلًا
-خايف من ايه يا نوح ،أنت مش عارف أنت بقيت مين بص في الاخبار يا نوح ،مع عارف ازاي اهلك لحد دلوقتي ميعرفوش أنت فين
رد ساخرًا
-لا الباشمهندس ميشغلش باله بالهيافه دي ،امي انا متاكد انها بتغلي عليا ،أنا مش قاسي يا معتصم بس ابويا مادانيش حنيه علشان اديله اشتياق ،بس ابويا وبحبه برده
هب معتصم واقفًا وهتف بحديه وصرامه
-قوم يا نوح هننزل مصر دلوقتي
رد عليه باستغراب
-مصر؟ودلوقتي؟أنت اتجننت
-لا متجننتش يلا يا نوح ،لازم تنزل كفايه غربه طلع ميتينك واتمرمط من حته لحته كفايه كده بقا لازم تنزل كفايه ناوي تنزل امته ؟لما تنزل تقف في عزا امك اللي قلبها بيتوجع عليك ولا اختك اللي سبتها عيله في سن المراهقه زمنها وصلت لفين ولا ابوك اللي زمانه دلوقتي على المعاش ومش عارف ابنه عايش ولا مي*ت قوم يا نوح كفايه كده
أنا هكلم المطار احجز اول طياره على مصر وهطلع دلوقتي اجهز شنطتك كمان خلاص
انهى معتصم حديثه وصعد إلى اعلى ،تركه شارد في حديثه لا يعلم ماذا يفعل .
……………..
في اليوم التالي، وتحديدًا عند الساعة الخامسة فجرًا، كانت الطائرة تُقلع من مطار سويسرا متجهة إلى مصر.
جلس نوح على مقعده بجوار النافذة، يحدّق بصمت في السحاب المتراكم كأحلامٍ لم تكتمل،عادت به الذاكرة إلى أول مرة ركب فيها طائرة، كان حينها شابًا في ريعان حياته، مليئ بالطموح والدهشة.
أما الآن، فقد أثقلته السنين، وعقله لا يهدأ… ينهشه الحنين، وتنهال عليه الذكريات كالسيل، لا تترك له فسحة لالتقاط أنفاسه ،غفل قليلا حتى يُحاول أن يرتاح .
مرّ الوقت سريعًا، وكأن الساعات اختُزلت في لحظات بدأت الطائرة في الهبوط التدريجي، ومع اهتزازها الخفيف، سمع نوح صوت المضيفة يصدح عبر مكبر الصوت:
(على السادة الركاب ربط الأحزمة استعدادًا للهبوط)
أعاد جسده إلى وضعية الجلوس، وربط حزامه بهدوء، بينما عينيه لا تزال معلّقة بالسحاب، وكأن قلبه لم يهبط بعد
وقف نوح عن مقعده وخرج من الطائرة وقف وهو يستنشق الهواء الذي حُرم منه منذ الكثير من السنين
رتب معتصم على كتفيه وهو يقول
-يلا بينا يا صحبي
هبط نوح ومعتصم وقاموا بانتهاء الإجراءات وخرجوا من المطار كانت توجد سيارة تقف في انتظارهم
صعد إلى السيارة وجلس وهو إلى الان لا يعرف هل ما يفعله صحيح ام لا ؟
فاق على حديث معتصم وهو يقول
-متاكد إنهم ما مشيوش من البيت
رد عليه
-لا مستحيل ابويا راجل بيحب اسكندريه مستحيل يمشي ومستحيل يسيب بيته وبيت ابوه واجداده دا تراث يابني .
كان ينظر إلى الطريق كم تغير وظهرت اشياء واختفت اشياء
كان الوقت يسير ببطئ فتح النافذة وهو يستنشق هواء اسكندرية ،رائحة البحر الذي اشتاق إليها
وقفت السيارة في الإشارة وكان نوح ما ذال يحدق في الطريق حتى وقعت عينه على موج التي كانت تقف على فرشتها مره اخره تواجه الكل نظر اليها وهى تركض تضع الاسماك في الكيس ،تاخذ المال وتقبلها وتضعها في جيبها
ظل ينظر اليها وإلى خفتها ويسمعها (السمك طازة يا مدام ،يا استاذ دا طلوع انهارده اصطادته بنفسي ،قولي اوزني وصدقني هشوفك كل يوم )
ابتسم نوح على حديثها الذي يسرق الزبون في بضع ثواني
فتح الاشارة وتحركت السيارة ونوح ما زال ينظر إليها حتى اختفاء طيفها
غمز معتصم له وقال
-ايه يا فنان مالك ،عجبتك البياعه ولا اي بس الصراحه مزه ،ياما تحت العباية حكايه
رقمه نوح نظره اخرسته
بعد مرور الوقت وقفت السياره امام منزل نوح ،هبط نوح من السيارة ووقف امام المبنى وهو ينظر إلى المنزل لم يتغير كُل شئ كما هو إلا البشر
الناس ينظرون إليه بغرابه ملامحه ليست غريبه لكن من ؟صعد على الدرج الذي يوجد امام المنزل وقام بدق الباب
استمع حديث من الداخل
(يانوح افتح شوف مين على الباب ،أنا جايه )
عقد حاجبيه من في المنزل على اسمه ،فتح الباب ووجد الصغير ينظر إليه قائلا بمزح اطفال
-جدو مش هنا ولا بابا كمان
جاءت جدته وهى تقول مين يا……..
#الفصل_الرابع
#نوح_الباشا
-جدو مش هنا ولا بابا كمان
جاءت جدته وهى تقول مين يا.......
لكنها توقفت فجأة، الكلمات تجمّدت على شفتيها حلت الصدمة عليهم،الصمت كان سيد المكان، صمت ثقيل لو هبط قلم على الأرض، لصدر صوته كالرعد،تجمّدت الأنفاس، وتلاقت النظرات، كلٌّ يحدّق في الآخر، وكأن الزمن توقف في تلك اللحظة.
عيونها اتسعت بدهشة وارتباك، تنظر إلى نوح،وقد تجمّدت قدماه عند عتبة الباب، لم ينطق عيناه ممتلئتان بألف سؤال ،أما الطفل فكان يرمقهم ببساطة، لا يفهم لماذا انقلب الجو فجأة.
فاق على صوت نوح الصغير وهو يقبض على ملابس جدته ويقول
-تيتا ...مين دا ...
تقدمت وفاء وارتمت في حضن نوح الذي غلق عليها بقوه كانت تشدد على احضانه بقوه وتبكي بصوت عالي شهقتها تملئ المكان ،هبطت دموع نوح وهو يستنشق رائحتها ويرتب على ظهرها ،ابتعدت قليلًا لكن مازالت في حضنه رفعت اناملها تسير على وجهه حتى رفع يده وامسك يدها قبلها بكل حب ويقول
-اه يا امي
هتفت ببكاء
-اخيرا شوفتك قبل ما امو*ت
هتف سريعاً
-بعد الشر عليكِ يا امي
كان الصغير يقف يضع يده على خصره وهو يعبث قائلًا
-ايوه وبعدين بقا نوح زهق من الوقفه
عقد نوح حاجبيه وهتف بغرابه وهو ينظر إلى والدته
-نوح؟؟
ابتسمت وفاء ورتبت على كتفيه قائله
-دا نوح يا نوح ،ابن سما
نظر اليها نوح بصدمة وفتح فاه من الدهشه وهبط لمستوى الطفل ليرفعه بين زراعيه
-دا ابن سما ،سما اتجوزت وخلفت كمان
ابتسمت والدته قائله
-اه يا نوح انت غايب اتناشر سنة
اومأ لها نوح ونظر إلى الطفل وعانقه وقبل وجنتيه وهتف
-اذيك يا نوح ،أنا نوح
دُهش الطفل ووضع يده الصغيره على فاه
-خالو نوح
عانقه الصغير بحب وهتفت والدته بحنو
-تعال يا نوح ،تعال يا حبيبي
دلف نوح إلى الداخل وهو ينظر إلى المنظر كما هو لم يتغير شئ فوالده لا يحب التجديد يحب الذكريات ،نظر إلى باب غرفته القديمه الذي هجرها منذ اثنا عشر عامًا
جلس على الاريكه وهو مازال يحمل الصغير
جلست والدته بجانبه وهى تنظر إليه بحنو واشتياق
-كنت فين يا نوح ،ايه الغيبه الطويله دي يا حبيبي ،هونت عليك
اخذ نفس عميق من الثقل الذي ازاح عن قلبه عندنا دق الباب
-غصب عني يا امي ،كان لازم امشي ،خلاص ياامي الكلام مفيش منه فايده
رتبت على كتفيه وهى تقول
-خلاص اللي حصل حصل المهم انك رجعت خلاص يا حبيبي كله هيبقى كويس
رد ساخرًا
-هو ايه اللي هيكون كويس يا امي
-الحياة يابني
نظر إليها بحب فهي مازلت تتحدث بحب وحنو مهما حدث
تذكر اساورها التي اخذها منذ زمن فهو من الاصل لم يُنسى
نظر إلى الطفل وهتف
-لحد دلوقتي مش مصدق إنك ابن سما اللي سبتها عيله داخله اولى ثانوي
قهقهت الام على حديثة وهى تقول
-لا صدق ولسه في وحده هتشرف كمان شهرين اصلها حامل
رد عليها بقهقهه
-لا مش هتفاجئ كفايه مفاجات ،المهم يا امي أنا لازم امشي
امسكت كفة على الفور وهتفت بخوف
-ليه يا نوح عاوز تسبني تاني يا بني حرام عليك العمر فاضل فيه كام اتناشر سنه كمان علشان استنى
تمسك نوح الصغير بملابسه قائلا
-ماتمشيش يا خالو خليك
رتب نوح على يدها وقبلها بحنو شديد
-يا أمي هرجع تاني ،متخافيش ،أمي حضرتك متعرفيش أنا بقيت اي!؟
هزت راسها بالرفض
-مش عاوزه اعرف ،المهم انك رجعت يا نوح خليك في حضني يابني ،ابوك يا نوح ابوك هيمو*ت عليك استنى يابني يشوفك
وقف نوح وقبل راس نوح الصغير وهو يتمتم
-سلم على ماما يا نوح ،قولها القلم السحري بيسلم عليكِ
والتفت إلى امه وعانقها بقوه وهو يتمتم
-متخافيش يا امي أنا راجع تاني ،بس عندي شغل لازم امشي
اغرورقت عينها بالدموع وهي ترفض بشده تمسكت به وترفض أن يتركها مره اخرى ،انحنى وقبل راسها بحب وهو يقول
-راجع يا امي راجع،متخافيش ،نوح الباشا راجع ،لما امشي يا امي ابقي خلي سما تعملك سيرش على نوح الباشا
وتركها تبكي وهى لا تعمل ماذا تفعل ؟خرج من المنزل وصعد إلى السيارة يغادر مره اخر ،السيارة تخرج من الشارع لمح نوح طيف ابيه وهى يدلف الشارع ،يالله ،الان شعر انه اشتاق ليه
هتف معتصم باستغراب
-ليه يانوح طلعت مفضلتش ليه
اغرورقت عين نوح لكن رفع انامله ومحى دموعه
-مكنش ينفع اقعد مكنش ينفع استنى مش قادر اشوفه مش قادر يا معتصم
........................
جاء الليل، وكان نوح قد غادر الفندق وبدأ يتجول في شوارع الإسكندرية، يتأمل أضواءها، ويستنشق هواءها المالح المختلط برائحة البحر والأسماك.
فجأة خطرت بباله تلك الفتاة التي كانت تقف على الرصيف تبيع السمك. تذكّر كيف أسرته بحركتها العفوية وحديثها الطازج مثل بضاعتها.
ابتسم بسخرية من نفسه وهتف داخله
-فوق يا نوح، فوق... إنت عبيط ولا إيه؟
تابع سيره بلا هدف، تائها بين الذكريات والواقع، حتى توقف أمام محل قديم كان قد زاره آخر مرة قبل اثني عشر عامًا.
تردّد لحظة، ثم دلف إلى الداخل بخطى حذرة.
فوجئ بأن الرجل العجوز ما زال حيًا، يجلس في مكانه كأن الزمن لم يمضِ.
تنفّس نوح بارتياح، وحمد ربه، ثم قال بابتسامة خفيفة:
-الحمد لله... لسه النَفَس موجود
-لو سمحت !
جاء الرجل وقال
-اتفضل يا فندم
ابتسم نوح ابتسامه واسعه وهتف بسعاده
-أنا نوح يا عمي ،نوح الي جه من اتناشر سنه باع غوشتين وقولتلك تسبهم وانا في يوم من الايام هرجع واشتريهم باضعاف اضعافهم وزياده
وقف الرجل وهو بتذكر وابتسم
-نوح اذيك يا نوح ،أنا عمري ما نسيتك من يوم ما طلعت من باب المحل ،انا فضلت طول السنين دي اطلع الغوايش ابص عليها وافتكرك واحطهم تاني ،علشان منساش
ابتسم نوح بحب وانتماء لهذا الرجل وجاء أن يتحدث لكن قاطعهم دخول فتاه تقول
-لوسمحت
التفت نوح إلى مصدر الصوت كانت موج وقفت وهى تفرك يدها بتوتر وقلق
تحدث الرجل
-دقيقة يا بنتي
تحدث نوح سريعًا
-لا لا ياعمي شوف الانسه محتاجه ايه
اومآ له الرجل ووقف وهو ينظر إلى موج
-اتفضلي يا بنتي
حاولت موج أن تتحدث وهى تقول
-أنا عاوزه ابيع سلسلة ينفع
شعر الرجل بتوترها وهتف بابتسامه هادئه
-ينفع طبعًا، ممكن اشوفها
سحبت طرف طرحتها بهدوء، فانزلق القماش قليلًا ليكشف عن عنقها الأبيض، ذاك الذي اختبأ خلف القطعه السوداء ،بيدٍ رشيقة، خلعت السلسال الذهبي وقدّمته للرجل العجوز خلف الطاولة،تناوله بصمت معتاد، وضعه فوق الميزان، ثم هتف بصوته الحنو وهو يتابع عمله
-دا اتنين جرام يابنتي ،وكمان عيار ١٨
ردت بخجل شديد
-معلش يا عمو عاوزه ابيعه ضروري
أخرج الرجل المال وأعطاها إياه،أخذته دون أن تعدّه أو تعرف حتى كم هو، ثم خرجت مسرعة كأنها تهرب من لحظة لا تريد أن تطول
كان نوح يتابع المشهد بهدوء، بعين مراقبة وقلب متسائل.
تعجب من هذه الفتاة التي تحمل في طياتها وجوهًا كثيرة؛
في الصباح، فتاة جريئة، تتنقل بخفة، تضحك مع الزبائن، وتُجيد اللعب بالكلمات لتكسب رزقها،أما الآن، فكانت خجولة، صامتة، كلماتها تخرج على استحياء، كأنها شخص آخر تمامًا.
فاق نوح من تأمله على صوت الرجل العجوز، وهو يضع أمامه علبة صغيرة، فتحها، فإذا بها ذهب والدته.
مدّ يده والتقط القطع برفق، ابتسم بحب وهو ينظر إليها، وقربها من صدره كأنه يحتضن أمه ذاتها، كأن الذكريات تسربت من المعدن لتغمره دفئًا.
رفع عينيه إلى الرجل، ونظر إليه بشكر صادق، ثم أخرج بطاقته البنكية وقدّمها بهدوء
-اتفضل شوفهم يعملوا كام وخد خمس اضعافهم
نظر إليه الرجل قائلًا
-كتر يا نوح ،دول يعملوا اصلا ٨٠ الف بس
ابتسم نوح ابتسامه واسعه وهتف
-دا جميل أنا مش هنساه طول عمري ،اسحب ٤٠٠ الف ياعمي ،اتفاق بينا ،ولو سمحت هشتري السلسله اللي الانسه لسه بيعاها
بعد قليل انتهى نوح ،خرج وهو يلتف حوله،يتمنى أن يلقاها لكن كانت اختفت
...............
في منزل عبدالعظيم الباشا
كان يجلس على مقعده يستمع مع زوجته وحفيده ،لا يعلم ولا يقدر على وصف مشاعره ،مازال يُكابر وأن نوح هو من اخطاء وليس العكس
كانت سماء تستمع وقلبها يؤلمها على شقيقها وصديقها الوحيد
تحدث الطفل بحب
-مامي مامي ،وكمان قالي اقولك القلم السحري بيسلم عليكِ
ابتسمت سماء بحب وهتفت بلهفه
-كان حلو يا نوح !؟قولي شكله عامل ايه ؟ولابس ايه ؟قول يا نوح
تحدث نوح وهو يوصف نوح الاكبر
-كان طويل ومن هنا كبير
كان يشير إلى منكبيه وكمل حديثه ...شعره تقيل واسود وكمان عندن دقن صغنونه ،وفرح اوي لما شافني ،وكان لابس بدله
كان الجد يستمع بدقه ويحاول تخيل هيئته ،تحدثت وفاء قائلة
-سما اكتبي على النت نوح الباشا
عقدت سما حاجبيها وهتفت
-وايه علاقه نوح بالسوشيل يا ماما
تحدث بهدوء
-ابحثي يا سما وخلاص
أخرجت سما هاتفها، وبفضول لم تستطع كبحه، بدأت بالبحث عن اسم أخيها المرتبط بذلك الغريب الغامض نوح
وما إن كتبت الاسم، حتى ظهر أمامها العنوان العريض
نوح الباشا ،أشهر مصمم أزياء في سويسرا
فتحت فمها بدهشة وهي تحدّق في الشاشة، وقلبها يخفق بوتيرة متسارعة،مرّت عيناها سريعًا على الكلمات، ولسانها نطق بها بصوت مرتفع دون وعي، وكأنها تحتاج أن تسمعها لتصدق
— نوح الباشا... أشهر مصمم أزياء في سويسرا،بدأ مسيرته منذ سبع سنوات، وأسس العديد من الشركات التي تحمل اسم Valmria... يتميز أسلوبه بالجمع بين البساطة الأوروبية واللمسة الشرقية الفريدة... عرضت تصاميمه في باريس وميلانو وجنيف.
رفعت عينيها عن الشاشة، ما زالت غير مصدقة، وكأن من كانت تراه شابًا بسيطًا يمشي على الرصيف، هو نفسه الاسم الذي تتحدث عنه الصحف العالمية،ظهرت صوت نوح على الشاشة ابتسمت ابتسامه واسعه وضعت اناملها على الشاشه كانها تحفر ملامح اخاها في ذهنها
همست بدهشة
-بص يابابا ،شوف نوح بقا عامل ازاي؟
الاب
تابعووووووني
رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا
رواية الطفله والوحش كامله من هنا
رواية جحيم الغيره كامله من هنا
رواية مابين الضلوع كامله من هنا
رواية سيطرة ناعمه كامله من هنا
رواية يتيمه في قبضة صعيدي كامله من هنا
الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
تعليقات
إرسال تعليق