رواية نوح الباشا الفصل الاول والثاني بقلم الكاتبه ندا الشرقاوي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية نوح الباشا الفصل الاول والثاني بقلم الكاتبه ندا الشرقاوي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
في اسكندرية
كانت تقف موج في خلفها البحر وأمامها طاولة تعم بالاسماك وهي تهتف قائلة "اوزن يا مدام ،دا بتاع انهارده طازة تحبي تشوفي "قامت بفتح السمك بحترافيه من اخر راسها وهيا تشير إلى التي تقوم بالشراء وتهز راسها بمعنى اتري لكن قاطعها هجوم رجل يدعى على نفسه "مُعلم السوق " هتف وهو يشير لها بعصاه ويرفع احد حاجبه الغليظة
_يالا يابت من هنا مفيش بيع سمك هنا
هبطت موج عن الحجر الكبير الذي تقف عليه هاتفه بهدوء ما قبل العاصفة
_ليه بس يا معلم احنا زعلناك في حاجة
هتف الرجل الجشع وهو يضع يده اليمنى على مقدمه بَطْنُه ،بعد ما بصق ما في جوفه على الارض بكل قذاره
_اه يا روح امك مبتدفعيش زيك زي الناس ياختي وكل برغوت على قد دمه
قامت بعدل حجابها على رأسها وعبايتها التي تفوح منها رائحة السمك
_ولية الغلط يا معلم بس أنا لحد دلوقتي مغلطش فيك اقف معوج واتكلم عدل ولا علشان وليه
رد عليها بكل قسوة وعصبيه
_أنا يا بت تقوليلي كده مكنوش يومين يا روح امك اللي قعدتِهم هنا والكُل بيشتكي منك امال لو قعدتي شهر هتعملي اي إن شاء الله
تمتمت وهى تحاول مجاريته وعدم الوقوع في المصائب من أول أيامها في هذا السوق
_يا معلم استهدى بالله بس هنروحوا فين أنت عارف ملناش اللي البحر والكام السمكة اللي رزقي منها
رد بغلاظه وجشع
_خلاص يبقا تدفعي
_ادفع يا معلم ،الفرفشه بكام؟
وضع يده في جيبه واليد الاخرى مسح على شاربه
المعلم وحط ايده على صدره والايد التانيه بيعدل شاربه
_150 جنيه كُل يوم
وضعت يدها على صدرها كان نوع من الدهشة والاستغراب
_لية إن شاء الله قاعده في مطاعم اسكندرية ولا اي هو أنا ببيع كام كيلو علشان تاخد 150 جنية
رد بقلة صبر
_هتدفعي ولا تغوري
ودت بهدوء
_يا معلم الكلام أخد وعطى برده أنا زي بنتك عاوزة أكلها حلال، حرام عليك
تمتم بعصبية
_يالا ياختي من هنا بقا مش ناقصين قرف
اقترب بعصاه، تخبطها الأرض بخفة لكن بصوتٍ يحمل التهديد، وجميع رجاله التفّوا حوله كالسياج، يملؤون المكان بالعتمة رغم ضوء الشمس.
نظر إلى طاولة السمك بعينٍ ضيقة، وكأنها تحدٍ شخصي، ثم هتف بصوتٍ أجش:
-خلوها ما تقومش تاني!
تقدّم خطوة، رفع عصاه، وأشار بها إشارة حاسمة، فتحرّك الرجال كأنهم ذئاب جائعة.
كانت تقف بثبات غريب رغم الارتجاف في أطرافها، مدت يدها بسرعة نحو الطاولة، وقفت أمامها كأنها جدار، نظرت إليه بعين فيها خوف بس كمان فيها نار:
-على جثتي… الطربيزة دي رزقي، وإنت أول واحد عارف ده.
لكن المعلم ابتسم، ابتسامة لا يوجد بها رحمة، وعدّل شاربه بطرف سبّابته، وقال:
-والحياة إلا سوق… اللي مش دافع، ملوش مكان فيها يا عنيا.
تصلّبت في مكانها، وكأنّ الأرض التصقت بأقدامها. رغم اضطراب أنفاسها، لم تتزحزح. نظرت حولها للحظة، والناس صامتون، عيونهم تنظر ولا تتدخل.
أحد الرجال تقدّم بخطى سريعة، مدّ يده نحو السمك المتناثر، فصرخت:
-ما تلمسش حاجة مش بتاعتك، دا عرقي أنا حراام عليكم
ارتبك لحظة، لكنه نظر نحو المعلم ينتظر إشارة.
المعلم لفّ العصا في إيده، وضرب بيها الأرض من جديد، ثم قال:
-قلبك جامد أهو… بس جامد على الفاضي، السوق ليه قوانينه، وأنتِ بقيتي زيادة على اللزوم.
ردت بصوت مرتعش لكنه متحدي
-زيادة؟أنتوا جايين تستقوا على بنت لوحدها عاوزه تاكل لقمة حلال ولا اقطع من جسمي وادي كلاب السكك ! سيبوني وأنا عمري ما هاخد من حد ولا هابص في رزق حد بس إنتو بتموتوا الضعيف فاكرين إن مفيش اقوى منكم .
لم يهتم أحد لكلامها واقترب احد الرجال جذب الطاولة من طرفها بعنف فتأرجحت اندفعت موج تمسكها بقوة ،لكن كتفيها ترتعش ،نظرت لهم نظرة طويلة وقالت
-لو هتوقعها… توقعني أنا معاها!
هتف المعلم بغضب
-ملناش في ضرب الحريم ،اخلصوا
في أقل من دقيقة، أبعدوا “موج” عن الطاولة، ثم هدموها بعنف حتى تناثر السمك على الأرض.
كانت تنظر إليهم ودموعها تملأ عينيها، عاجزة عن التدخل.
نظرت إلى السمك الذي كان يسبح قبل لحظات بجانبها، وهو يرتطم الآن بالأرض، يتخبط محاولًا النجاة، لكن لا حيلة له… ولا لها.
اصطفّوا بجانب معلمهم بعد أن أنهوا عملهم
نظر المعلم إلى “موج” الجالسة على الأرض، لا تقوى على الحراك، ثم هتف بصوتٍ قاسٍ
-علشان تتعلمي المره الجاية متكابريش مع الكبير يا حليتها ….ثم هتف للجميع..يلا يا عم أنت وهو كُل واحد على فرشته
………………..
"في ڤيڤي، على ضفاف بحيرة جنيف، غرب سويسرا"
كان يوجد مبنى ضخم، لا تعلم كم عدد الأدوار فيه أو الغرف، من شدّة ضخامته واتساعه. بدا وكأنه نُحت من قلب الزمن، يلامس الغيم من علوه، وتنعكس صورته كاملة على صفحة الماء الهادئة أمامه.
خلف نوافذه الزجاجية، كانت الحركة لا تهدأ. رجال ونساء يدخلون ويخرجون، وجوههم تحمل ملامح الجدية والانشغال، وكأن كل خطوة منهم تُغيّر شيئًا في هذا العالم.
ذلك المبنى كان مقرًّا لأكبر شركة أزياء في العالم"Valmira".
لكن خلف هذا الضخامة والثراء الفاحش
كان هناك طابق لا يصل إليه أحد بسهولة،وغرفة لا تُفتح إلا بمفتاحٍ واحد، لا يحمله إلا شخص واحد من يثق به رئيس هذه المجموعة
في داخل هذه الغرفة نجد شاب في أواخر العشرينيات يجلس على مقعده في يده قلم كُل من بنظر إليه يقوم "قلم" لكن عندما يقع القلم في يده يصبح سحر مثلا عصاه الساحر ،أمامه ورقه بيضاء في داخلها فستانًا من كثر جمالة ينطق ويخرج من الورقه ،كان من غير أكمام ذو فتحة صدر واسعه يصل إلى بعد الركبة بقليل يتميز بفتحة من الجنب الايمن تصل إلى أعلى الركبة كان باللون الأحمر الناري يتوسطه عند الخصر حزام رقيق جدا مرصع بقطع من الألماس
وضع القلم على المكتب وامسك الورقة ورفعها لاعلى وهو ينظر إليها بعمق ثم قهقة بقوة وهو يتذكر ليلة أمس
"عودة للماضي"
كانت غرفة الاجتماعات مكتظة بأهم الشخصيات في البلاد، فالكل اجتمع لتوقيع واحدة من أكبر الصفقات، والأنظار كانت تتجه نحو من سيظفر بها. في صدر القاعة جلست لجنة التحكيم، وعلى رأسها الشخص المخوَّل باتخاذ القرار النهائي.
رفعت اللجنة رؤوسها عن الأوراق وقد بدت عليها الحيرة؛ فالتنافس بين الشركتين كان شديدًا والدقة في التفاصيل تكاد لا تُصدَّق.
هتف رئيس اللجنة بلهجته:
— شو معقول! التنافس بينكم عالي جدًا، بس التصميم الأخير هو اللي راح يحدد المالك.
تم فتح التصميم الأخير… وفي لحظة صمت مهيبة، بدت علامات الدهشة على الوجوه. التصميم أبهر الجميع بسعته، تنسيقه، وقوة ألوانه الجريئة التي عكست رؤية مبتكرة وشجاعة.
ابتسم رئيس اللجنة وأعلن:
— صفقة اليوم، وكما في كل مرة… تذهب لشركة “Valmira”، المملوكة لرجل الأعمال والمصمم العالمي نوح الباشا.
"عودة للحاضر"
كان يستعيد الذكريات وهو يهتف لنفسه "لا أحد يقدر على نوح الباشا"
أضاء ضوء خافت شاشة اللابتوب أمامه، وهو يتابع بثبات رسائل مشفرة وصلت لتوه.
صوت رسالة جديدة دخل، فتحها بتركيز، وكانت تحذيرًا مبطّنًا:
-إياك تستهين، في عيون تراقبك أكثر مما تتخيل.
قفل اللابتوب بقوة، ونهض واقفًا، يمشي بخطوات طويلة في الغرفة الفسيحة، وعيناه تحملان عاصفة من الأفكار.
ثم أخرج هاتفه، واتصل بصوت حازم:
-أريد تقريرًا كاملاً عن كل تحركات المنافسين خلال 24 ساعة القادمة… ولا تترك شيء للصدفة.”
نظر إلى المرآة الكبيرة، وتحدث لنفسه بصوت منخفض لكنه قوي:
-نوح، ده مش بس تصميم، دي لعبة… واللعبة دي لازم ألعبها بذكاء أو أموت في المحاولة……
#الفصل_التاني
#نوح_الباشا
صوت رسالة جديدة دخل، فتحها بتركيز، وكانت تحذيرًا مبطّنًا:
-إياك تستهين، في عيون تراقبك أكثر مما تتخيل.
قفل اللابتوب بقوة، ونهض واقفًا، يمشي بخطوات طويلة في الغرفة الفسيحة، وعيناه تحملان عاصفة من الأفكار.
ثم أخرج هاتفه، واتصل بصوت حازم:
-أريد تقريرًا كاملاً عن كل تحركات المنافسين خلال 24 ساعة القادمة… ولا تترك شيء للصدفة.
نظر إلى المرآة الكبيرة، وتحدث لنفسه بصوت منخفض لكنه قوي:
-نوح، ده مش بس تصميم، دي لعبة… واللعبة دي لازم ألعبها بذكاء أو أموت في المحاولة……لازم أنزل مصر أشوف الحياة هناك بس أنا بره من زمان أوي ..معرفش هما نقلوا ولا لسه في مكانهم أنا حتى مكلفتش خاطر إني اعرف احوالهم بس هما اللي عملوا فيا كده
عودة إلى الماضي
منذ اثني عشر عامًا…
في ذلك اليوم، ظهرت نتيجة الثانوية العامة لنوح، الفتى الذي عُرف بين الجميع بذكائه وقوّته ومهارته العالية في دراسته.
كان أفراد العائلة يجلسون على أعصابهم، يترقبون لحظة ظهور الشهادة، بينما ظل نوح صامتًا، مشغول الفكر، لا يشغل باله بالنتيجة نفسها، بل بالكارثة التي تنتظره عقب إعلانها.
مضت عشر دقائق… ثم خمس أخرى…
حتى علت الأصوات في الشارع، ضجّة من الفرح، صياح وزغاريد، وكأن الحي بأكمله يحتفل.
صرخ والده من الخارج بصوتٍ حماسيّ متسارع
-افتح يا نوح بسرعه يلا بسرعه
ابتلع نوح ريقه بصعوبة، وكأن شيئًا ثقيلًا يعيق حلقه.
أخرج هاتفه، فتح التطبيق المختص بالنتائج، وأدخل الكود الخاص به.
ثوانٍ معدودة مرّت، لكنها بدت كأنها دهرٌ كامل…
ثم ظهرت النتيجة:
“نوح عبدالعظيم الباشا – ٩٦٪ علمي رياضة”
في لحظة، تعالت الزغاريد في المنزل، وارتفعت أصوات التهاني، وتحوّل الترقب إلى بهجة عارمة.
أسرع والده إليه، واحتضنه بفخر، فيما انفجرت والدته بالبكاء من شدة الفرح
هتف والده بصوتٍ يملؤه الزهو والاعتزاز
-مبروك مبروك يا بشمهندس كده رسمي بقا
ثم تابع بصوتٍ أعلى، وكأنّه يعلن الخبر للعالم بأسره
- …المهندس نوح عبدالعظيم الباشا
رد نوح بهدوء ما قبل العاصفة
-احم الله يبارك في حضرتك
هتفت شقيقته الأصغر
-مالك يا نوح أنت مش مبسوط
رد نوح بحيره وهو ينظر لوالده الذي يطالعه بدقه
-هااا لا فرحان
رتب والده على كتفيه وهو يقول
-كده بقا نقدم في اجدعها كلية هندسة في اسكندرية
تشجع نوح وهو يتمتم ويجاهد على خروج صوته لكن دق الباب وبدات المباركات ولم يستطيع الحديث مع والده
حتى جاء المساء ،هدأ ضجيج التهاني، وسكنت الزغاريد، وبقي في الجو صدى فرحة لم تكتمل داخل صدر نوح.
جلس الأب في صدر الصالون، يرتشف قهوته بطريقته المعتادة، يضع ساقًا على ساق، وعيناه تلمعان بفخرٍ لا يُخفى.
ثم نادى بصوته العميق:
-تعال يا نوح ،نبدأ نفكر في التنسيق
دلف نوح الغرفة بخطى ثابتة، لكن قلبه يتقلب كصفحات كتاب تحت عاصفة. جلس أمام والده بصمتٍ مريب.
قال الأب بثقة لا تقبل نقاشًا:
-طبعًا هندسة القاهرة تروح تقعد هناك مستقبلها مضمون ،قسم كهرباء أو عمارة ،هاا ايه رايك ؟
نظر إليه نوح طويلًا، ثم نطق بصوت هادئ، لكنّه يحمل صلابة غير مألوفة
-أنا مش ناوي أقدم هندسة يا بابا
تجمّدت يد الأب في الهواء، وكأن الزمن توقف وضع قهوته امامه حتى يستوعب ما قاله ولده ، ثم قال ببطء:
-ايه؟؟؟
رفع نوح رأسه، وقال بوضوح:
-أنا عاوز أدرس تصميم أزياء يعني أدخل فنون التطبيقية
ساد الصمت للحظات، ثم ضحك الأب بسخرية قصيرة:
-أنت بتتكلم بجد ؟؟ تصميم ايه ؟ أنت جايب ٩٦٪ علشان تروح ترسم فساتين
-مش فساتين ،دا فن حقيقي ،أنا مش هقدر اعيش غير وأنا بعمل الحاجة اللي بحبها
ارتفع صوت الأب فجأة، وانقلب وجهه:
-ده كلام فاضي ،شغل عيال هو ،هو انا صرفت عليك وكبرتك وعلمتك علشان بحلم باليوم اللي اشوفك فيه مهندس مش تضيع مستقبلك بايدك
نهض نوح واقفًا، عينه لا تهرب من عيني والده، وقال بصوت منخفض لكن حاسم:
-أنا مقدر كل دا بس دي حياتي أنا ،أنا اللي هعيش وأدرس وأشتغل مش اعيش حياة غيري مقدرش يحققها فا احققها أنا
اتسعت عينا الأب من الغضب، وصاح:
-تحقق حاجة غيرك معرفش يحققها ؟؟
رد نوح بتردد
-أنا اسف بس دي الحقيقة حضرتك عملت كل دا علشان أنا احقق اللي حضرتك كنت عاوز تبقى فيه ،لان حضرتك مجموعك مجابش هندسة ودخلت حاسبات عاوزني اعيش حلمك ليه ؟؟واعيش حياتك اللي حضرتك مقدرتش تعملها ،مع احترامي لحضرتك أنت اه عملت علشاني كتير وصبرت كتير وصرفت عليا المفروض علشان تشوفي مبسوط مش علشان اعيش حياة مش حياتي ،أنا مش أنت
في لحظةٍ خاطفة، رفع الأب يده، وسقطت صفعة قوية على وجه نوح، دوّى صداها في قلبه قبل أن تدوّي في أذنه.
تجمّد مكانه، مذهولًا، وعيناه اتسعتا من الصدمة… لم تكن الصفعة هي الألم الحقيقي، بل الخذلان.
امتزج وجهه بين الاحمرار والذهول، وشعر بوخز الخزي ينهش داخله، كأن كل كرامته انهارت فجأة أمام أعزّ الناس إليه.
نظر إلى والده نظرة طويلة… لم تكن نظرة كره، بل وداعٍ صامت.
ثم قال بصوت منخفض، مكسور… لكنه ثابت:
– كنت أتمنى تسمعني… مش تضربني.
استدار ومشى بهدوء… خطواته كانت بطيئة، لكنها ثابتة، وكأن كل خطوة تُحفر في الأرض طريقًا لا رجعة منه.
لم ينظر خلفه، لم يرد أن يرى وجه من كسر شيئًا داخله للأبد.
كانت تلك اللحظة… لحظة ميلاد رجل جديد. رجل قرر أن يصنع مجده بيده، ولو كلّفه ذلك الغربة عن الوطن… وعن الأهل.
"عودة للحاضر"
تذكر تلك الصفعة التي يتذكرها كل دقيقة وكل ثانية لا يعلم كيف ينسى ؟؟كيف يتخطى؟اهو المخطئ؟أم والده الذي لم يحتويه ؟
وقف واخذه معطفه وخرج من الشركة باكملها يحاول البحث عن الراحة لكنه لم يجدها مر اثنا عشر عامًا
…………….
الإسكندرية
كانت موج تجلس في غرفتها الضيقة التي استأجرتها مؤخرًا في أحد الأحياء الشعبية القريبة من البحر، ظهرها مستند إلى الحائط المتقشّر، ويديها متشابكتان في حضنها.
لم تكن تعرف ما تفعل، وإلى أين ستقودها خطواتها القادمة.
لا مأوى حقيقي، لا عائلة تحتضنها، لا حبيب يطمئنها، ولا صديق يشدّ على يدها… كانت وحيدة، تمامًا كصخرة نُسيت على الشاطئ.
كل ما تعرفه عن الحياة هو البحر… والسمك.
مدّت يدها إلى جيبها وأخرجت ما جمعته من عملها اليومي، قطعًا معدنية وأوراقًا قليلة.
بدأت تعدّها ببطء كمن يحصي أنفاسه:
-٣٢٠ جنية
ثم تمتمت بسخرية مريرة:
-وبعدين يا موج ؟ هتفضلي البحر يمرجح فيكِ لحد امته ؟هتفضلي تجري من هنا لهنا ،شكلك مكتوب عليكِ الشقى يا بنت صبحية
نهضت واتجهت نحو الفراش المهترئ، رفعت المرتبة وأخرجت كيسًا أسود اللون، وضعت فيه مال اليوم بعد أن احتضنته لحظة بابتسامة صغيرة، وكأنها تربّت على قلبها.
عدّت ما فيه:
-١٥٠٠ جنية
رقم لا يعني شيئًا للكثيرين، لكنه بالنسبة لها أملٌ في الاستمرار.
أخذت عشرين جنيهًا فقط، ووضعت البقية، ثم ارتدت عباءتها الباهتة، وخرجت إلى الشارع.
هبطت الدرجات بخفّة المعتادة على الرحيل، وتوجّهت إلى السوق القريب.
وقفت أمام عربة طماطم متواضعة، وقالت بصوت خافت:
-عاوزة حبيتين طماطم ،ياخالتي
نظرت إليها المرأة الجالسة خلف العربة ، وهي تعوّج فمها:
-حبيتين ياختي ،أنتِ كل يوم على كدة
تنهدت موج، وردّت بهدوء بارد:
-يا خالة ،هو أنا باخد ببلاش ؟ما بتاخدي فلوسك ،مالك بقا ؟ولا شايفة نفسك قاعده في كارفور ؟أنتِ فارشة في السوق أوزني واخلصي
رمقتها المرأة بنظرة جانبية، ثم وضعت الطماطم في كيس صغير:
-اتنين جنية ونص ياختي
أخرجت موج ثلاث جنيهات، وقالت بابتسامة سمجة قاصدة :
-ايدك على النص جنية .. اصل هجيب نص كيس ملح
أعطتها المرأة النصف جنيه، وهي تتمتم بسخرية:
-خدي ياختي … ولا كأنك بتقطعي من لحمك
تحركت موج وهي تتمتم في نفسها، نظراتها تائهة بين وجوه الناس، وصوت قلبها يتردّد داخله عجبًا عليهم لا يعلمون كيف يدخل الجنية إلى جيبي ..ربنا الرزاق
قطعت الطريق إلى أقرب بقالة صغيرة، ثم عادت تسير بخطى بطيئة نحو البيت، تحمل كيسها كأنه كنز.
لكن قبل أن تصل إلى باب البناية…
توقفت فجأة عندما رايك وجه تعرفه جيدًا هتفت بصدمة كان يخرج بؤبؤ عينها من مكانة
-عمتي ؟؟؟؟؟؟؟
ايه اللي هيحصل ؟وازاي موج هتقابل نوح ؟وايه الحكاية ؟هنعرف في اللي جاي ؟
تابعووووووني
رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا
رواية الطفله والوحش كامله من هنا
رواية جحيم الغيره كامله من هنا
رواية مابين الضلوع كامله من هنا
رواية سيطرة ناعمه كامله من هنا
رواية يتيمه في قبضة صعيدي كامله من هنا
الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
تعليقات
إرسال تعليق