القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية احببتك عمرًا فكنت عابرًا الفصل السابع والثامن والتاسع بقلم إلهام عبد الرحمن حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية احببتك عمرًا فكنت عابرًا الفصل السابع والثامن والتاسع بقلم إلهام عبد الرحمن حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


رواية احببتك عمرًا فكنت عابرًا الفصل السابع والثامن والتاسع بقلم إلهام عبد الرحمن حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات


💔 أكثر فصل موجع… لكن فيه شعاع أمل بسيط بيحاول يدخل من خلال قلبه المكسور.

🟣 شاركوني رأيكم:


1. تتقبلوا فقدان البصر لو كنتم مكان يونس؟


2. ليلى مظلومة؟ ولا كشفت عن حقيقتها؟ وهل هى غلطانة انها فكرت فى نفسها ولا دا حقها؟ 


3. مسك… هل فعلاً بتحبه؟ ولا شفقة؟


4. لو حد فقد كل حاجة… هل ممكن يبدأ من جديد؟


صلوا على الحبيب المصطفى 🌺


الفصل الثامن 🌹

بقلمى الهام عبدالرحمن🌹 

اردتك عمرا فكنت عابرا🌹

صلوا على الحبيب المصطفى 🌺


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

جلس "يونس" في غرفته، على الكرسي القريب من النافذة، يتأمل الفراغ بعينين لا تريان، لكن داخله يعجّ بالضيق والملل.

مرّت الأيام ثقيلة، وبرغم محاولاته للاندماج والتأقلم، ظلّ شعور الوحدة يخنقه كلما خفتت الأصوات من حوله.


طرقٌ خافت على الباب لم يسمعه، ثم دخلت "حسناء" تحمل كوبًا من العصير، وقلبها مثقل بالشوق لابنها الذي لا يزال يحبس نفسه داخل شرنقة الألم.


وضعت الكوب على الطاولة الصغيرة جواره، وتأملته قليلًا قبل أن تهمس بابتسامة باهتة:


حسناء:

" ايه يا ابني… اللي واخد عقلك في إيه؟

أنا خبطت وفتحت ودخلت، و انت ولا حسّيت بيا!"


انتبه "يونس" لصوتها متأخرًا، فعدل من جلسته وقال بصوتٍ خافت، وكأنه يعود من سرحانٍ طويل:


يونس:

"آه… آسف يا أمي… مكنتش واخد بالي. كنت… سرحان شوية."


صمتَ لحظة، ثم التفت إليها فجأة كأن سؤالًا انفجر بداخله، وسأل بنبرة يملؤها التردد والقلق:


يونس:

"ماما… هى مسك فين؟

اصلها بقالها كذا يوم ماجتش…

هي كويسة؟

اصل مش عوايدها متجيش وتقعد معايا وتطمن اذا كنت اخدت علاجى ولا لا "


رفعت "حسناء" حاجبيها بدهشة خفيفة، لكنها سرعان ما أخفتها خلف ابتسامة دافئة، لمعت في عينيها دمعة فرح لم تظهر، وشعرت أن قلبه بدأ يتحرك أخيرًا.


حسناء بطمأنينة ودفء:

"لا يا قلب أمك… اطمن مسك بخير، بس اليومين دول مشغولة في المذاكرة على الآخر،

امتحان الماجستير قرب، وهى مركّزة فيه جامد."


ارتاح وجه "يونس" قليلًا، وبدت عليه سكينة خفيفة لم تظهر عليه منذ أيام.

ابتسم ابتسامة باهتة لم تدم طويلًا، لكنها كانت كافية لتملأ قلب "حسناء" ببصيص من الأمل.


نظرت إليه بنظرة أمٍّ تعرف ما لا يُقال، ثم قالت بمكرٍ خفيف ونبرة مرحة:


حسناء:

"بس باين كدا إن مسك سايبة فراغ وراها كبير…

ولا أنا بتهيألي يا يونس؟"


اتسعت عينا "يونس" قليلًا، وارتبك من السؤال، فحاول التماسك، وردّ بنبرة متماسكة تحمل بين ثناياها خجلاً خفيًا:


يونس:

"مفيش يا أمي…

أنا بس كنت بسأل، يعني… عادي."


ضحكت "حسناء" ضحكة صغيرة وهي تمسك صينية العصير من جديد، واستدارت نحو الباب لتغادر، وقالت وهي تلوّح له قبل أن تخرج:


حسناء:

"ماشي يا سيدي… بس السؤال ده وراه حكاية،

وربنا يفرّح قلبك يا ضنايا، باللي يستاهلك."


وخرجت بهدوء، تاركة خلفها رائحة الحنان وصوت الأمل.

أما "يونس"، فظل جالسًا في مكانه…

لكن قلبه هذه المرة، خفق بشيء جديد… كأنّه بدأ، وللمرة الأولى، يُصدّق أن النور قد يعود… ولو على هيئة إنسانة.


في صباح اليوم التالي…


كان "يونس" جالسًا في مكانه المعتاد، على الكرسي القريب من النافذة، يرتدي بيچامة بيت خفيفة، وعصاه بجانبه.

البيت ساكن إلا من صوت العصافير بالخارج… وداخل قلبه، شيء خفيّ ينتظر دون أن يعترف.


رنّ جرس الباب بخفة… ثم فُتح.


دخلت "مسك" بهدوء، مرتدية فستانها الرقيق يزينها حجابها ومعها شنطة ظهر صغيرة، وقبل أن تقترب، قالت بصوتٍ حنون:


مسك:

"صباح الخير يا أُبيه يونس."


انتبه "يونس" لصوتها، فاعتدل قليلًا في جلسته وقال بنبرة فيها دفء غير معتاد:


يونس:

"صباح النور يا مسك…

إيه المفاجأة الحلوة دي؟ كل دى غيبة ولا خلاص زهقتى منى؟ "


ابتسمت واقتربت منه، جلست على طرف الكرسي المقابل، وهي تنظر إليه بعينين مليئتين بالحب والاحترام:


مسك:

"كنت نازلة على الامتحان… قولت لازم أعدّي أسلّم عليك الأول.

وأنا آسفة والله إني مقصّرة معاك شوية اليومين دول، بس بجد مضغوطة جدًا وبعدين ازاى تقول انى زهقت وهزهق من ايه يعنى؟ ."


أمال رأسه نحوها قليلاً، وقال بابتسامة خفيفة:


يونس:

"لا بالعكس…

ربنا يوفقك يا بنتي، وعارف إنك مشغولة…

بس… كنت خايف اكون بقيت حمل كبير عليكى وانا بصراحهاتعودت على وجودك كل يوم فى حياتى ولما بسمع صوتك بحس بالامان والطمأنينة."


اتسعت عينا "مسك" بلمعة خفية، لكنها قامت بسرعة، قبل أن يطول الموقف أكثر، وقالت وهي تعيد ترتيب طرحتها:


مسك:

"دعواتك بقى… أنا داخلة على امتحان مش سهل."


يونس بهدوء:

"ربنا يفتحها في وشك… وتبقي أحسن واحدة في الدنيا كلها."


ابتسمت "مسك" ابتسامة خجلة، ثم استأذنت وخرجت بسرعة.


بعد لحظات، دخلت "حسناء"، كانت قد وقفت تراقب المشهد من بعيد، تحمل كوبًا من الشاي الساخن.


حسناء وهي تبتسم بحنان:

"شايف يا ضنايا؟

البنت في عز تعبها وانشغالها، لازم تيجي تسلّم عليك."


لم يعقب  "يونس"، على حديثها لكن تغيرت ملامحه فقد اصبح فيها هدوء مريح.


حسناء وهي تجلس بجواره:

"دى حتى كل يوم تتصل عليا في مواعيد دواك،

وتقولّي: يا خالتي إلحقى فكرى يونس بالدوء،

ما تنسيش تعمليله العصير اللي بيحبه."


رفعت "حسناء" الكوب نحوه وقالت:


حسناء:

"خد ياسيدى كوباية العصير اهى عشان تروق دمك وتفضل كدا علطول هادى وعلى فكرة الغدا النهاردة من ايد مسك قامت ياقلب امها من الفجر تطبخ وتعملك كل الاكل اللى انت بتحبه عشان هى بترجع من الامتحان بتبقى هلكانه لانها بتبقى مطبقة يومين ورا بعض فقالت تطبخ الفجر عشان  انت متتاخرش على ميعاد اكلك ودواك بس حلفتنى مااقولكش…

خافت تتريق على أكلها."


ابتسم "يونس" رغمًا عنه، كأن الجليد الذى ملأ قلبه بدأ بالذوبان، وقال بصوت خافت جدًا:


يونس:

"أنا؟ أتريق على أكلها؟

دي…"


صمت، ولم يكمل حديثه، لكنه ابتسم ابتسامة صادقة، كانت كفيلة تطمئن قلب والدته.

بقلمى الهام عبدالرحمن استغفرالله العظيم واتوب 

حسناء بفرحة ساكنة:

"عارف يا يونس…

أنا مش شايفة إنها بتعمل كدا علشان واجب.

البنت دي… فيها حنية من ربنا،أنا حاسة ان مسك جواها مشاعر حلوة يارب يكون اللى فى بالى صح. 


صمت "يونس"، لم يرد،

لكن داخله بدأ يدق بلحن جديد…

مزيج من الراحة، والاحتياج، والحياة التى بدأت بالتسلل له من باب قلبه الذى كان مغلقا. 


في صباح اليوم التالي…


كان الجو لطيفًا، والشمس تتسلل بخجل من بين الستائر، حين فتحت "مسك" باب المطبخ بهدوء، ووضعت طبق الجيلي بالفواكه علي الصينية بحرص، زينته بقطع مانجو وفراولة، ثم تنهدت برضا وهي تهمس:


مسك لنفسها:

"هيعجبه إن شاء الله… انا عارفة انه بيحبه اوى وعسان كدا عملتهوله النهارده."


حملت الصينية وذهبت إلى غرفة "يونس"، طرقت الباب بخفة، ثم دخلت.


مسك بمرح:

"صباح الخير على أحسن أُبيه!"


يونس بابتسامة حقيقية:

"صباح العسل… إيه الريحة الحلوة دي؟"


مسك:

"جهزتلك جيلي بالفواكه مخصوص، قولت أفرفشك شوية."


وضعته أمامه الصينية بلطف، وساعدته في الإمساك بالملعقة.


يونس وهو يتذوق:

"مممم… بجد طعمه تحفة،

تسلم إيدك يا مسك."


ضحكت بخجل وجلست أمامه، ثم تبادلا حديثًا خفيفًا، ضحكات ناعمة، وعيونها تلمع بسعادة خفية، كأنها وجدت مكانها.


وفجأة… رنّ هاتفها.


أخرجته بسرعة من جيبها، وابتعدت خطوة، ثم ردّت:


مسك بصوت ناعم:

"أيوه يا دكتور مؤمن…

الحمد لله، الامتحان كان كويس…

ربنا يستر بقى في النتيجة."


صمت "يونس"، وملامحه تغيرت.


كان يسمع المكالمة، وكل كلمة تنزل على قلبه كأنها نقطة نار.


أغلقت الهاتف بعد دقيقة، وعادت إليه وهي تبتسم:


يونس بجمود: مين دا اللى كنتى بتكلميه يامسك؟! 


مسك:

"دا ياسيدى دكتور مؤمن، بيطمن عليا عملت إيه في الامتحان."


نظر إليها "يونس" بنظرة مش مريحة، وقال بنبرة خافتة لكن فيها غُصة:


يونس:مين دكتور مؤمن دا؟! 


مسك ببراءة: دا كان دكتورى فى الجامعة وبشتغل معاه فى شركته بس من البيت. 


يونس: "شكله واخد عليكِ أوي كدا؟"


اتخضت "مسك" من طريقته، وردّت بتلقائية:

بقلمى الهام عبدالرحمن لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم 

مسك:

"أنا بشتغل معاه دلوقتي من البيت… في الشركة بتاعته، ترجمة وحاجات تخص البحث،

يعني شغل مش أكتر."


أطرق "يونس" رأسه للحظة، ثم رفع وجهه وقال بنبرة جادة:


يونس:

"بصراحة كدا… أنا مش مرتاحله.

فيه حاجة في طريقته مش مريحة.

خلي بالك من تعاملك معاه، شكله عينه منك."


"مسك" وسعت عينيها بدهشة بريئة، وقالت بنبرة هادية جدًا:


مسك:

" انت عرفت ازاى؟  هو فعلاً كان عايز يتقدملّي من فترة…

بس أنا رفضت، قولتله إني عاوزة أكمّل دراسات عليا الأول،

ومش جاهزة للجواز."


"يونس" شعر بقلبه بينبض بشدة … لم يستطع فهم حدوث ذلك الشعور له

لكن في لحظة شعر إنه لا يريد ان يقترب منها شخص اخر.


قال بنبرة متماسكة ظاهريًا، لكن داخله كان يشعر بنيران العالم تتأجج:


يونس:

"كويس إنك رفضتي…

بس خدي بالك تاني، مش كل اللي بيقول كلام محترم بيبقى نيته صافية.

وأنا… محبش أشوفك في موقف مش حلو بسببه."


نظرت "مسك" إليه نظرة طويلة، وسكتت…

لكن قلبها كان يهمس:

"معني  كلامك دا انك ممكن تكون بتغير عليا يا يونس؟ ولا دي لسه مشاعر ملهاش اسم؟ ولا ياترى انا بيتهيألى بسبب مشاعرى انا من ناحيتك؟ "


بعد خروج "مسك"، عمّ الصمت غرفة "يونس" لوهلة،

لكن "حسناء" كانت تراقبه بعين الأم التي ترى ما لا يُقال.

جلست بجواره بهدوء، وضعت يدها على يده، وقالت برفق:


حسناء:

"أنا عارفة يا ابني…

شايفة بعنيا اللي انت مش عاوز تعترف بيه."


يونس بتوتر:

"شايفة إيه يا ماما؟"


حسناء بحنان:

"شايفة إن قلبك مال لـ مسك…

وانت يمكن مش مدِّي نفسك فرصة تفهم دا،

بس أنا أم، وبفهمك أكتر من نفسك.

والله يا يونس لو اتجوزتها، أبقى أنا اطمنت عليك طول عمري،

دي بنت حنينة وانا قلبى بيقولى انها بتحبك، وفعلاً شايلة همك من قلبها…

خصوصًا فى ظروفك دي."


تغيّرت ملامح "يونس"، وتوتر فجأة، ورفع صوته، وانفجرت منه الكلمات دون تفكير:


يونس بعصبية:

"يعني إيه اللى بتقوليه دا ياماما مين اوحالك بكدا ؟!

كل اللى فى دماغك دى اوهام وكلامك دا ممكن يسبب فضيحة "


حسناء بحنان حزين:

"مش فضيحة يا حبيبي…

دي مشاعر، والمفروض انها حاجة طبيعية."


لكن "يونس" وقف فجأة من على الكرسي، وصوته ارتفع، ونبرته كانت بين الغضب والإنكار:


يونس:

"يا ماما، مسك مش أكتر من أخت صغيرة ليا!

أنا بعتبرها اختى وبس…

يعني إزاي تفكري في حاجة زي دي؟!

أنا كبير عنها بعشر سنين!

دي لسه بتقولّي أُبيه!

انتي متخيلة؟!

مستحيييييل أتجوزها! مستحيل!"


في اللحظة دي…


كانت "مسك" قد نسيت هاتفها في الغرفة، وعادت بسرعة لتأخذه.

فتحت الباب بهدوء دون أن ينتبها،

ثم وقفت عند العتبة…

و"يونس" لا يزال يتكلم.


تجمّدت "مسك" مكانها، عيناها امتلأتا بالدموع…

قلبها كان بين التصديق والإنكار، وسماعها يرفضها بكل وضوح…

سمعته يقول إن الموضوع "مستحيل".


لم تتكلم، لم تقترب.

بل التقطت الهاتف بهدوء…

وخرجت دون أن يشعر أحد بوجودها.

بقلمى الهام عبدالرحمن صلوا على الحبيب المصطفى 

وما إن وصلت إلى شقتها، حتى أغلقت الباب خلفها،ودخلت غرفتها سريعا واغلقت بابها ايضا وأسندت ظهرها إليه.


سقط الهاتف من يدها على الأرض، ثم سقطت هي الأخرى على ركبتيها.


غطّت وجهها بكفّيها، وانفجرت في بكاءٍ موجوع،

كأن قلبها انكسر على حبٍّ وُلد من طرف واحد…

حبّ كانت تحاول ان تداريه عن الجميع، حتى عن نفسها…

لكن صوته حينما قال: "مستحييييل"

قطع بداخله آخر خيط أمل.


نظرت إليه "حسناء" للحظات، مكسورة الخاطر،

ثم تنهدت وقالت بخفوت وهي تنهض:


حسناء:

"براحتك يا يونس…

بس لو سبّتها تضيع من إيدك،

يبقى خسرت نُور كان ربنا بعتُه ليك."


ثم تركته وخرجت، تُخفي دموعها في عيونها، كما تُخفي الأم وجعها حين يعجز قلبها عن تغيير قناعة ابنها.


ظل "يونس" وحده في الغرفة،

الهدوء يلف المكان،

لكن داخله كان عاصفة.


أغمض عينيه المُطفأتين عن النور، وأسند رأسه للخلف على ظهر الكرسي، وزفر تنهيدة عميقة، خرجت من صدرٍ أثقله الندم والخوف.


همس لنفسه بصوتٍ مكسور:


يونس بوجع:

"إزاي…

إزاي أتجوزها؟

دي تستاهل واحد أحسن منّي…

يعني يوم ما تتجوز… تتجوزني أنا؟!"


ضحك بسخرية، ثم مسح على وجهه بأنامله المرتعشة:


يونس بهمس مرّ:

"أنا أكبر منها بعشر سنين…

أعمي… ومطلّق…

يعني إيه اللى هتلاقيه معايا؟

إيه اللي يخليها تتحمّل دا كله؟

أنا…

أنا كدا أبقى بظلمها."


صمت قليلًا، كأن صدره لا يتحمل حتى تفكيره، ثم أردف بصوت خافت مليء بالقهر:


يونس:

"مستحييييل…

مستحيل أخليها تعاني بالشكل دا.

أنا مش هستحمل أشوف الحزن في عينيها عشاني."


أسند كفيه إلى وجهه،

وجلس صامتًا…

صوت أنفاسه فقط هو الذي يملأ الغرفة…

أنفاس ثقيلة، كأنها تحمل داخله جبلًا من الوجع… و"مسك".

صلوا على الحبيب المصطفى 🌺


الفصل التاسع🌹

بقلمى الهام عبدالرحمن 🌹

اردتك عمرا فكنت عابرا🌹

صلوا على الحبيب المصطفى 🌺


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

مرّت الأيام ببطءٍ قاتل، لكن "مسك" كانت قد حسمت أمرها.


بدأت تتعامل مع "يونس" ببرودٍ لطيف، تتحدث بحذر، وتقلل من زياراتها، وتختصر كلماتها، تحاول بكل جهدها أن تضعه في خانة "الأخ الكبير" فقط… لا أكثر.


أما هو، فكان يقابلها بجمودٍ مقصود. يرد باقتضاب، يتظاهر باللامبالاة، وكل ما في داخله يصرخ باسمها، يشتاق لها، يشتهي ضحكتها، حتى صوت خطواتها صار يفتقده.


لكنه كان مؤمنًا أن هذا هو الأفضل… لمصلحتها.


كان يكرر لنفسه كل ليلة:


"لازم تبعد… لازم تتجوز واحد طبيعي… تعيش حياة كاملة، مش معايا أنا."


كانت غرفته مظلمة دائمًا، وروحه أكثر ظلمة، بينما قلبه كأن فيه وجع ثابت… لا يزول.


وفي صباح يوم مشمس…


كان موعد الكشف الجديد.

رفض "يونس" أن يذهب مع أي أحد من العائلة، حتى "عبد الرحمن" – زوج خالته ووالد "مسك" – الذي عرض أن يوصله.


اكتفى "يونس" بصديقه المقرب "أسامة"، وركبا سويًا السيارة إلى عيادة الطبيب.


داخل العيادة، وبعد فحص طويل، ساد الصمت…


ثم قال الطبيب بهدوء:


الطبيب:

"فيه تحسّن كبير يا يونس… واضح إن فى  استجابة  للعلاج كويسة جدًا،

والحقيقة… بنسبة كبيرة جدًا، عملية بسيطة ممكن ترجعلك نظرك من تانى."


رفع "يونس" رأسه، كأن الحياة دبّت فيه من جديد.


يونس:

"بجد يا دكتور؟ يعني ممكن… أشوف تاني؟"


الطبيب بابتسامة:

"بنسبة فوق الـ80٪… بس طبعًا في احتمال بسيط زي أي عملية، وده بنقوله لأي مريض لكن الامل فى وجه الله."


يونس بابتسامة امل: ان شاء الله خير. 


خرج "يونس" من العيادة، وقلبه يكاد يطير من الفرحة.

أمسك بـ"أسامة" من ذراعه وقال له بحماس:


"اسامة… أوعى تقول لحد، ولا حتى أمي… مش عايز أعشمهم، لو العملية فشلت، هيزعلوا جامد. خليني أجرب الأول، ولو نجحت… ساعتها  اقدر أقولهم وافرحهم."


أسامة:

"اللي تشوفه يا صاحبي… بس والله فرحتلك من قلبي. انا مش مصدق ان انت خلاص هترجع تشوف تانى وترجع لشغلك من تانى."


يونس: بلاش نتعشم بزيادة يا اسامه خلينا نصبر ونشوف ارادة ربنا. 


بعد أيام قليلة…بداخل حجرة العمليات كان الطبيب بجرى العملية بكل اتقان وكان اسامة ينتظر بالخارج وكله امل فى وجه الله بان يسترد صديقه بصره وتعود له حياته مرة اخرى. 


مرت الايام وكان يونس يتصل يوميا على والدته ليطمأنها على نفسه ويطمئن عليها حتى لا تشعر بشئ. والآن قد حانت اللحظة الحاسمة وحضر الطبيب لازالة الضمادات ومعرفة المصير المنتظر. 


كان قلب "يونس"  يدق بقوة، بين أمل وخوف، بين شوق لرؤية الدنيا من جديد، ولحظة احتمال الفقد مرة تانية.


مرت تلك الدقائق ثقيلة، وقلب "يونس" ما بين الرجاء والخوف.


لكن المعجزة حصلت.


فتح عينيه للمرة الأولى… فرأى النور.


رأى يد "أسامة" تمسك به بقوة.

ابتسم، ودمعة حارة نزلت من عينه.


يونس:

"أنا… شايف يا أسامة.

أنا شايفك… شايف الدنيا تاني."


"أسامة" احتضنه بقوة، وقال بفرحة لا توصف:


أسامة:

"الحمد لله يا صاحبي… ألف حمد وشكر."


هب يونس من فراشه وسجد ارضا وهو يبكى بفرحة فقد استجاب الله لدعائه واعاد اليه نور عيناه مرة اخرى. 


بعد عدة ايام اخرى امتثل يونس للشفاء وكتب له الطبيب خروج من المشفى. 


وفي طريقه للخروج من المستشفى…وقف فجأة، وقال بنبرة جادة فيها قرار:


يونس:

"أسامة… اسمعني كويس.

اللي حصل دا… بيني وبينك.

ما تقولش لحد. لا أمي، ولا حد في البيت، ولا اى مخلوق يعرف انى فتحت."


"أسامة" تفاجأ بهذا الحديث وسأله:


أسامة:

"ليه؟!

ما تقول وتفرّح الناس اهلك من حقهم يفرحوا بانك خفيت ورجعت تشوف من تانى!


"يونس" نظر له بثبات، وقال:


يونس:

"أنا محتاج وقت.

محتاج أرجع ليها… أكسبها من تاني.

وأشوف مشاعرها الحقيقية… من غير ما تتدارى ورا الحواجز عاوز اتاكد من احساسى واعرف هى بتحبنى فعلا ولا انا اللى كنت موهوم واحساسها من ناحيتى كان مجرد عطف. "


أسامة بدهشة:

"يعني إيه؟"


"يونس" تنهد وقال:


يونس:

"طول ما هي متأكدة إني مش بشوفها،

كل اللي جواها هيبان على ملامحها…

نظرتها، ابتسامتها، ارتباكها… هعرف إذا كانت بتحبني بجد،

ولا كل ده مجرد وهم كنت عايش فيه."


أسامة بصوت خافت:

"بس دا فيه مخاطرة… لانها لو اكتشفت بعد كدا انك مخبى عليها خبر زى دا ممكن تبعد عنك للابد وتبقى خسرتها ياصاحبى."


رد "يونس" بابتسامة فيها ثقة لأول مرة:

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 

يونس:

"أنا مستعد أخاطر…

بس المرة دي، مش هسيبها تضيع.

ولو لاقيت اللي أنا حاسس بيه في عينيها…

هقولها كل حاجة."


مرّت الأيام، وكانت "مسك" تحاول التعايش وسط الحيرة التي تنهش قلبها.

كل تصرف من "يونس" كان يزيدها ارتباكًا… مرة يضحك ويهزر، ومرة يسكت ويبعد، وكأنّ مشاعره فصول متقلبة لا يمكن التنبؤ بها.


كانت تتساءل في صمت:

هل يقترب منها لأنه يفتقدها؟

أم فقط يحاول استعادة العلاقة القديمة التي جمعتهما كأخ وأخت؟

لكن نظراته… كلماته… تركيزه في تفاصيلها الصغيرة…

كل شيء كان يقول عكس ذلك.


وفي خضم هذا التشتّت… عاد "مؤمن" للظهور.


اتصل بوالدها، وجاء هذه المرة بإصرار حقيقي.


وفي المساء، وبينما كانت "مسك" تساعد والدتها في المطبخ، ناداها والدها من الصالة بصوته الهادئ:


عبد الرحمن:

"تعالي يا مسك، عايز أتكلم معاكي شوية."


خرجت إليه وقلبها يسبق خطواتها، وجلست بصمت.


عبد الرحمن:

"بُصي يا بنتي… دكتور مؤمن اتصل بيا تاني، وبيسأل إمتى ييجي رسمي؟

الراجل ما شاء الله عليه… مستنيكي من فترة، ومتمسك بيكي،

ومرضيش يتجوز غيرك رغم إن عنده فرص كتير."


ظلت "مسك" تنظر إلى الأرض، لا تملك ردًّا.


عبد الرحمن بلطف:

"أنا مش هضغط عليكي، بس عايزك تفكري بعقلك.

الراجل محترم، وبيحبك، وبيدوَّر على بنت حلال تكمل معاه…

يعني إيه اللي مانعك؟ انا مش شايف سبب لرفضك ليه. 


سكتت قليلًا، ثم همست:


مسك:

"مش قادرة… مش مرتاحة."


رفع حاجبه بدهشة خفيفة:


عبد الرحمن:

"ليه بس؟

إيه اللي مضايقك فيه؟

ده حتى لسه بيقوللي النهاردة إنه شايفك أنسب واحدة له،

وبيفكر فيكي بجدية من زمان."


لم تجد كلمات تبرر، لكنها تمتمت:


مسك بصوت خافت:

"هو كويس… وكل حاجة… بس أنا… مش جاهزة مش حابة اتجوز دلوقتي يا بابا ."


كانت "فاطمة" تقف خلف الباب، تستمع، وتشعر بكل خفقة في قلب ابنتها فهى تعلم جيدا ان قلب ابنتها لا يدق سوى ليونس وكيف لا تعلم وهى ابنتها الوحيدة تعلم ما تشعر به دون ان تتفوه بكلمة  .

فى المساء ذهبت فاطمة ومسك ليجلسا قليلا مع حسناء ويطئنوا على احوال يونس بعد عودته. 

لاحظت فاطمة ملامح الضيق على وجه مسك فسألتها ولكن مسك ابتسمت بمجاملة لخالتها وقالت انها بخير ولا يوجد شئ وعليها الا تقلق بشانها ولكن حسناء لم تصدقها وطلبت منها احضار بعض العصير واعطائه ليونس واستغلت حسناء ذهاب مسك وتوجهت بالسؤال الى اختها فاطمة. 


حسناء: مسك مالها يا فاطمة شكلها مش عاجبنى حساها مهمومة وزعلانة هو فى حد مزعلها فى حاجه؟ 


فاطمة: مفيش والله  يا حسناء  هو مين يعنى اللى هيزعلها كل الحكاية ان دكتور مؤمن رجع طلبها للجواز تانى وهى راسها والف جزمة قديمة مش موافقة مع انه راجل ميتعيبش وبصراحة هو فرصة متتعوضش دا اى بنت تتمنى عريس زيه. 


حسناء بحزن:  والله انا كان نفسى اخدها ليونس لكن انا عارفة انه مش هيرضى انها تعيش معاه وهو كدا. 


فاطمة ببكاء مكتوم: المشكلة انى عارفة ان مسك بنتى قلبها مع يونس ومستحيل هقوله اتجوز بنتى عشان هى بتحبك رغم انها باقلب امها عمرها ماصرحت بكدا بس قلب الام يقدر يحس بالضنا. 


حسناء: سيبيها لله ان شاء الله قادر ربنا يجمعهم سوا ويونس يبطل تفكيره دا. 


فى ذلك الوقت كان يونس قد سمع بعضًا من الحديث بالصدفة، من خلف باب غرفته المفتوح ولم يستطع الانتظار للاستماع الى باقى الحديث واعتراف فاطمة لانها تعلم بحب ابنتها له  فقد دخل وأغلق الباب بهدوء دون ان يعلم تلك الحقيقة، جلس على كرسيه، ووضع يده على قلبه…

لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم 

كأن هناك شيئًا يشتعل بداخله…

شيء لا يمكن كتمانه أكثر.


"مسك… هتتخطب؟!"


ظل يرددها في داخله، وعقله يحاول استيعاب الفكرة.


"لو قولتلها دلوقتي…

هل هتصدقني؟

هتصدق إني بحبها، وانى كنت بعمل كدا وببعدها عنى عشان خايف عليها؟ وان قلبى مدقش لحد غيرها"


مرر يده على وجهه وقال بصوت خافت:


يونس:

"أنا لازم أتحرك… قبل ما تضيّع منّي بجد."


كانت "مسك" تمرّ في الممر، تحمل كوب العصير البارد، عندما سمعت صوت "يونس" يناديها من داخل الغرفة.


دخلت بخطى ثابتة، وعلى وجهها ابتسامة خفيفة لا تُظهر ما يدور بداخلها من ارتباك.


يونس بصوته الهادئ، لكن فيه نبرة جامدة :

"مسك… هو صحيح إن دكتور مؤمن ناوي يتقدملك؟"


توقفت لحظة، ثم وضعت الكوب على الطاولة الصغيرة بجواره، وقالت وهي ترفع حاجبيها باستغراب متعمّد:


"أظن دي حاجة تخصني يا أُبيه…

وبعدين يعني، مؤمن إنسان محترم،

وأي واحدة في الدنيا تتمناه."


كأنها سكبت عليه ماءً بارداً… لم يتوقع الرد.

نظر بعيدًا عنها، ولم ينطق بكلمة.


ظلّ صامتًا، يضغط على كفّيه بشدة، ثم قال فجأة وهو لا ينظر إليها:


يونس بنبرة مكتومة:

"سيبيني لوحدي شوية…لو سمحتى

عايز أنام."


وقفت "مسك" مكانها بدهشة، لم تصدق ما سمعته للتو، واقتربت منه خطوة:


مسك بصدمة مصحوبة بغصة:

"يعني إيه؟…

إنت بتطردني؟!"


لم يجب.

لم يلتفت.

ظل ينظر نحو الأرض، كأنه يخفي عن عينيها ما لا يستطيع كتمانه في قلبه.


هزّت رأسها بعدم تصديق، ونظرت إليه بنظرة طويلة، ثم أدارت ظهرها، ودبّت الأرض بقدمها الصغيرة، وقالت وهي خارجة من الباب:


مسك:

"براحتك!"


خرجت.


وحينما خرجت… التفت "يونس" فجأة نحو الباب، وابتسم بسخرية حزينة.


نظر إلى الأرض، ثم رفع عينيه نحو الفراغ، وقال بصوت واثق، مملوء بالعزم:


يونس:

"مش هتكوني لغيري…

أنا اللي قلبك دقله، حتى لو بتكابري."


ثم ضحك فجأة، وهو يتذكّر شكلها الطفولي وهي تدبّ قدمها في الأرض كغاضبة صغيرة:

بقلمى الهام عبدالرحمن استغفرالله العظيم واتوب اليه 

يونس وهو يضحك بصوت خافت:

"يا ربى على البراءة اللى فى عيونك…بس

وشك وهو متغاظ كأنك لسه طالبة في الإعدادي مش عروسة على وش جواز."


سند رأسه على ظهر الكرسي، وعيناه تلمعان بشيء من الأمل…

لكنه لم يكن يعلم أن "مسك" لم تكن بعيدة…

كانت تستند بجسدها على الجدار خلف الباب،

تنتظر…

تتمنى…

أن يكون كل ذلك العناد، يخفي خلفه حبًا لم يُقال بعد.


في إحدى الأمسيات، جلس "يونس" في الصالة بجوار والدته "حسناء". كان الجو هادئًا، والبيت غارقًا في سكونٍ دافئ، لا يُسمع فيه سوى صوت أنفاسه المتقطعة، وكأن قلبه يستجمع شجاعته أخيرًا.


نظر إلى والدته طويلًا، ثم قال بصوت منخفض، لكنه واضح:


يونس:

"ماما… أنا عايزك في موضوع."


التفتت إليه "حسناء" بتركيز، وقلبها ينبض بأمل لم تجرؤ على قوله منذ شهور:


حسناء:

"خير يا حبيبي؟"


ظل صامتًا لحظة، ثم همس:


يونس:

"أنا… بحب مسك."


نظرت إليه بدهشة، لكنها لم تقاطع، فتابع وقد بدأ صوته يزداد ثقة:


يونس:

"بحبها من زمان…

بس كنت ساكت، عشان فرق السن، وعشان ظروفي…

لكن النهارده…

حاسس إن قلبي مش هيقدر يسكت أكتر من كده.

أنا عايزك تفاتحي خالتي فاطمة…

وتسأليها في موضوع جوازي من مسك."


لم تستطع "حسناء" تمالك دموع فرحتها، فابتسمت وهي تمسك بكفّه وتطبطب عليه:


حسناء:

"ياااه يا يونس…

أنا قلبي بيقول من زمان إنك بتحبها،

بس كنت مستنية اليوم اللي هتعترفلي فيه…

سيبها  على الله  وعليا، وهروح لخالتك فاطمة دلوقتي حالًا."


يونس بامل:  تفتكرى مسك هتوافق على واحد زيى بالظروف اللى انا فيها دى؟ 


حسناء: ان شاء الله هتوافق وبعدين هو انت فيك ايه يعنى ما فى ناس اصعب من حالتك بكتير وبيتجوزوا ويعيشوا حياتهم عادى انت بس اللى مكبر الموضوع. 


في بيت "فاطمة"، جلست "حسناء"، تقابلها أختها "فاطمة" وزوجها "عبد الرحمن".


ابتسمت "فاطمة" بسعادة حينما سمعت طلب أختها:


حسناء بحماس:

"أنا جاية أطلب مسك لابني يونس…

هو اللي طلب منى أفتح الموضوع معاكم،

وعايزها على سنة الله ورسوله."

بقلمى الهام عبدالرحمن صلوا على الحبيب المصطفى 

فرحت "فاطمة" في سرّها، فلطالما أحسّت أن ابنتها تحمل مشاعر ناعمة ليونس، حتى وإن أنكرت.


فاطمة بابتسامة دافئة:

واحنا هنلاقى فين احسن من يونس دا قبل مايكون ابنك هو ابنى وتربيتى ياحبيبتي وعمرى ما هآمن حد زيه على مسك. 


أما "عبد الرحمن"، فكان أكثر تحفظًا، ردّ بهدوء وعقلانية:


عبد الرحمن:

"والله يا حسناء، يونس شاب محترم وابننا،

وإحنا نِتشَرّف بيه…

بس القرار في الأول والآخر راجع لـ مسك.

هي اللى هتقرر، ومحدش يقدر انه يضغط عليها."


هزّت "حسناء" رأسها باحترام:


حسناء:

"طبعًا… أنا بس قولت أجي أخد رأيكم الأول،

وإن شاء الله ربنا يكتب الخير."


بعد مغادرة "حسناء"، نادى "عبد الرحمن" على "مسك"، وكانت في غرفتها تقوم ببعض اعمال الترجمة.


جلست أمامه تنتظر الكلام، فقال بهدوء:


عبد الرحمن:

"مسك… في موضوع حصل النهارده، ولازم أقولك عليه بصراحة والقرار قرارك انتى فى النهاية يابنتى."


مسك:

"خير يا بابا؟"


عبد الرحمن:

"يونس ابن خالتك… طلب إيدك  وبعتلنا والدته،

وجات تكلمنا النهاردة وهم ميتنيين ردك عشان ييجى يطلبك رسمى."


فتحت "مسك" عينيها بصدمة، لكنها حاولت تتماسك:


مسك بسرعة:

"يونس!! عاوز يتجوزنى انا؟ 

لأ يا بابا…

أنا مش موافقة."


دخلت "فاطمة" وهي تقول بلطف:


فاطمة:

"ليه يا بنتي؟!

ده يونس زى ابننا بالظبط واحنا اللى مربيينه ، وبيحبك، وإنتي كمان…"


قاطعتها "مسك" بسرعة، بعينين فيها وجع وغضب دفين:


مسك:

"أنا قولت مش موافقة وخلاص،

بلاش نرجع للكلام ده تاني يا ماما."


فاطمة:

"بس يا حبيبتي، على الأقل فكّري…

ده راجل محترم، وعاش ظروف صعبة، ومفيش واحدة هتقدر ظروفه غيرك."

بقلمى الهام عبدالرحمن صلوا على الحبيب المصطفى 

مسك بنبرة قاطعة، لكن فيها غصّة:

"أنا مش قادرة…

مش هينفع أتجوزه، مش شايفاه بالطريقة دي وبعدين ياماما هو انتم موافقين على الجوازة عشان انا الوحيدة اللى هستحمله بظروفه دى؟."


فاطمة بلهفة: لاطبعا يابنتى بس انا كان نفسى تتجوزيه عشان هو الوحيد اللى هطمن عليكى معاه. 


مسك بتنهيدة:  مش هينفع يا ماما انا اسفة. 


سكت الجميع…وساد الصمت للحظات


و شعرت  فاطمة أن في صوت ابنتها وجع لن تستطيع البوح به.


وكان "عبد الرحمن" يراقبها بنظرة طويلة، وقال لنفسه:


انا حاسس بحبك ليه يابنتى بس حاسس اكتر انك موجوعة منه ومش قادر اعرف السبب ااه يابنتى الحب مهما حاولتى تداريه العين بتفضحه وانتى شكل سهام حبه صابتك.

صلوا على الحبيب المصطفى 🌺

تابعووووووني 



بداية الروايه من هنا




رواية منعطف خطر كامله من هنا



رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا



رواية خيانة الوعد كامله من هنا



رواية نار الحب كامله من هنا



رواية الطفله والوحش كامله من هنا


رواية منعطف خطر كامله من هنا


رواية فلانتيمو كامله من هنا



رواية جحيم الغيره كامله من هنا



رواية مابين الضلوع كامله من هنا


رواية سيطرة ناعمه كامله من هنا


رواية يتيمه في قبضة صعيدي كامله من هنا



الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا


إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇 


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺








تعليقات

التنقل السريع
    close