رواية بين طيات الماضي الفصل الثالث والعشرون حتى الفصل الثلاثون بقلم الكاتبه منه مجدي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
أُقِيمت الحفلة وأُعِد كل شئ الذي كان للحقيقة رائعاً كما هي عادة حفلات شركة الغرباوي كل شئ راقياً وفخماً للغاية.......حضرها لفيف من كبار رجال الأعمال والمستثمرين المصريين وحتي الأجانب أيضاً والأهم من ذلك كل أفراد أسرة أمجد الراوي وبعضاً من أفراد عائلة الغرباوي
علي أحد الطاولات
هتفت قمر بسعادة تهنئ سليم وياسر والفتيات علي نجاح الصفقة داعية لهم بأن يزيد الله نجاحهم ويحفظ مجهوداتهم
فأمن الجميع خلفها ومن ثم تركهما سليم ومعه ياسر للتحدث مع أحد الاشخاص
حضرت نورسين وتوجهت لطاولة الفتيات اللتان رحبا بها للغاية فقد تقربن كثيراً من بعضهن خلال الفترة الماضية
وبعد قليل من الثرثرة علي ملابس بعض النساء الموجودات وتصرفاتهن لاحظت مليكة أن قمر تكاد تنفجر غضبا من تصرفات ياسر ومزاحه مع الفتيات
فضحكت بأسي فهي أكثر من يعلم شعورها وتابعت مازحة
مليكة: خليكي هنا يا قمر مع نوري وهروح أجيبلكوا حاجة تشربوها
نفخت قمر وجنتيها هاتفة بغضب
قمر: ماشي أديني جاعدة أهه هروح فين يعني عاد
أومأت مليكة برأسها باسمة في حبور و توجهت
لإحدي البارات الموجودة لتحضر لها بعض العصير لتهدئ قليلاً ولكنها شاهدته......نعم شاهدته
ظلت تهز رأسها غير مصدقة لما تري فخُيل لها في بادئ الأمر أنه خيال من ذلك القلب الأرعن ولكن ما أكد ظنونها هو رؤيتها لياسر يقف معه..........شاهدته وتعرفت إليه بسهولة.....وكيف لا تتعرف علي ذلك الوجه الذي لن تنساه مادامت علي قد الحياة....... ذاك الذي لاطالما كان مصدر سعادتها وأمانها......ولكن إختلف كل ذلك الآن فأصبح هو سبب شقائها وعذابها أصبح هو سبب موت والدتها وحتي شقيقتها وحالتها الآن مع زوجها.........بدأت تشعر بالخطر الداهم الذي يحلق بها وإرتفع رجيفها بشدة كالإنذار وبدأت أجراس الخطر تنطلق في عقلها تحثها علي الهرب فوراً........حاولت الهروب فهي تعلم أنه إن شاهدها سيتعرف عليها وبسهولة فهي تشبه والدتها الي حد مرعب......ولكن قد فات الآوان الآن فقد شاهدها أمجد لا بل إستطاع التعرف عليها أيضاً.....وقف مدهوشاً يفتح عينيه ويغلقهما عدة مرات حتي يتأكد مما يري وما إن تأكد حتي جذب عاصم من يده وسار خلفها بسرعة فقد بدأت في العدو هاربة مبتعدة عنه فهي لن تقدر علي المواجهه........لا تستطيع
إنقبضت رئتيها وهي تخرج لحديقة هذا المكان الواسع....... لا ذرة هواء حولها لتساعدها علي التنفس ......إختنقت وآلمها صدرها وأخذت تحاول التنفس بصعوبة...... إستندت علي شجرة ما تقوي نفسها...... والدها هنا..........نعم إنه هنا الآن
دهش عاصم مما يفعله والده فهتف يسأل في دهشة
عاصم : في إيه يا بابا
هتف به أمجد بلهفة بعدما إغروقت عيناه بالدموع
أمجد : أختك ....أختك يا عاصم......أختك هنا
مليكة هنا أنا متاكد
أوقف عاصم والده ومن ثم تابع شاعراً بالأسي علي حالة والده
عاصم : ومليكة إيه الي هيجيبها هنا بس يا بابا
أشار أمجد ناحيتها بلهفة
أمجد: أهي هي الي بتجري هناك دي روح إلحقها يا عاصم
هم عاصم بالإعتراض فقاطعه أمجد برجاء متوسلاً
أمجد: علشان خاطري يا ابني
لمست نبرة والده قلبه فتركه وبدأ بالركض للخارج فهو أسرع من الده كثيراً........وأخيراً إستطاع الإمساك بها فأمسك بيدها التي إرتجفت إثر لمسته.......فقد أيقنت الأن بأنه لا يوجد مفر....حان وقت المواجهه وهي لن تهرب
سار أمجد في خطوات مسرعة ليستطيع اللحاق بابنته وابنه يسبقه قلبه الذي أخذ يحلق من فرط سعادته بلقاء طفلته الغائبة
وقف أمامها يتطلع إليها بشوق وحب بالغين
هاتفاً بلهفة وبصوت متقطع يتخلله الدموع
أمجد : مليكة إنتِ مليكة بنتي
تطلعت إليه بجمود كالصخر فهي لن تحن.......لن تميل إليه........وكيف تحن وهو من تركها هي و والدتها دون حتي أن يفكر بهما.......تركهما ولم يتعاطف مع بكائها ولا نحيبها ولا تشبثها بثيابه ولا بدموعها
إستقام جزعها وشبكت يدها أمام صدرها متحدثة بكلمات تقطر جمود وقسوة
مليكة : أفندم حضرتك مين
هتف بها بحنان وشوق كل تلك السنوات
أمجد : أنا أمجد....ابوكي....ابوكي يا مليكة...أنا....أنا بابا يا حبيتي
هم بإحتضانها......فعادت هي خطوتين للوراء واضعة يدها أمامها لمنعه ومن ثَم صاحت به بغضب حنق و حزن إمتلأ به صدرها وحُبست به روحها كل تلك الأعوام......بغضب أطفأ لمعة عيناها
مليكة : بابي ....بابي مش موجود......بابي مات من 20سنة
ضحكت بسخرية يتقطر منها قهراً كوي قلب ذلك الاب المعذب بفراق ابنته وتَمَزُق شمل عائلته
مليكة : بابي مات لما سابني أنا ومامي وأختي
تألم أمجد لحديث ابنته فهو يعلم أنها محقة يعلم أنه هو من تركها وتخلي عنها يعلم جيداً مدي حماقته ولكنه أدرك الأن مدي خطأه وهو الأن علي أتم الإستعداد كي يعوض عن خطأه
فهمس بخفوت إمتزج به الحزن مطأطأً رأسه خزياً
أمجد : يا بنتي انا......
صرخت به غاضبة بحدة
مليكة : متقولش يا بنتي أنا مش بنتك
بنتك اللي سيبتها من غير ما تفكر يا تري هتعمل إيه من غيرك..........بنتك اللي قعدت تتحايل عليك وتعيط علشان متسبهاش إنتَ وعاصم وتمشوا وبرضوا مشيت
تابعت بصراخ باكية
تعرف إيه عنها......هاه رد عليا تعرف إيه.......تعرف إن ماما تعبت بعد ما إنت مشيت وكانت بتموت علشان بتحبك وإنت إتخليت عنها.......وبناتك كانوا سامعين بودانهم قرايبنا وهما بيتفقوا هيعملوا فينا إيه لو ماما ماتت.........اللي يقولوا هياخدوا واحدة فينا بس واللي يقولوا يودنا ملجأ ......تعرف إيه عننا إنت.......تعرف إتبهدلنا أد إيه وحصل فينا إيه........تعرف بنتك دي كانت بتنام كل يوم وهي خايفة تقوم الصبح تلاقي نفسها في بيت تاني غير بيتها وفرقوها عن أختها.........تعرف إن بنتك دي إتبهدلت وإشتغلت من وهي في إعدادي علشان ميطلبوش من حد حاجة.......تعرف إن مامي ماتت من قهرتها وحزنها.......وبناتك بقوا يتامي ولوحدهم في وسط الدنيا اللي مبترحمش ضعيف وابوهم واخوهم عايشين.......تعرف إن بنتك تاليا ماتت..... بنتك ماتت وهي ملحقتش تستمع بحياتها...... ماتت وهي لسة بتبدأ حياتها..... ماتو قبل ما أعرف أعوضهم عن البهدلة والحوجة و وجع القلب...... ماتت قبل ما أعرف أداوي قهرها
ماتت وسابتني لوحدي هي كمان...... حتي هي الدنيا إستكترها عليا
بدت الصدمة جلية علي ملامح أمجد وشعر بغصة في قلبه فلم يكن يعرف بأن لديه طفله أخري والأن فقدها كما فقد شقيقتها الأخري أيضاً.......أ يكون هذا عقاب المولي علي كسرة قلب تلك الفتاة التي أحبته وضحت بكل شئ لتكن معه
تابعت مليكة بألم
مليكة: ماتت وهي لسة بتبدأ حياتها من جديد
ماتت بعيد عني
أظلمت عيناها وصرخت به بألم يكسر قلبها قبل أن يكسره
مليكة: أنت اللي موتها يا أمجد يا راوي أنت اللي قتلتها زي ما قتلت أمي
صاح بها عاصم بخزي
عاصم : يا مليكة إسمعي
إلتفتت إليه صائحة به بكل غضب وقسوة
مليكة : وإنت........يا عاصم ياخويا.......يا راجلنا يا كبير.......مجيناش علي بالك ثانية مفكرتش فينا طيب مقلقتش علينا
صرخت فيهما باكية
مليكة: هاه ردوا عليا مفكرتوش في مرة كدا إننا ممكن نكون موتنا مثلاً أو محتاجنلكوا
وإنت يا بابي بلاش إحنا......بلاش ولادك مش إنت كنت بتحب مامي أوي موحشتكش محستش في مرة إنك نفسك تشوفها أو تتكلم معاها حتي
طأطئا أمجد وعاصم رأسيهما خجلاً فصرخت هي بغضب إجتاحه حزم
مليكة : بنتكوا ماتت زي أختها وأمها بالظبط إنسوني وكأنكوا مشوفتونيش
تركتهم وركضت الي سليم الذي كان يبحث عنها بعينيه فوجدها تركض ناحيته
هتف بها بقلق ما إن شاهدها تبكي راكضة إليه بتلك الهيئة
سليم : مليكة إنتِ كويسة
نست وقتها كل شئ......... نست أنه يكرهها ويعتبرها سيئة......نست أنه قد طلب منها الإبتعاد عنه وعدم الإقتراب أبداً
وإرتمت في أحضانه تتشبث به بقوة وأخذت تبكي
إحتضنها سليم بقوة مربتاً علي رأسها في رقة بالغة وهمس بها بحنان يعتريه القلق
سليم : إهدي يا مليكة......في إيه .....إيه اللي حصل
همست به في خفوت متوسلة
مليكة: سليم ممكن نمشي من هنا.......عاوزة أرجع البيت ممكن
تابع بقلق
سليم : حاضر بس فهميني فيكي إيه
أردفت متوسلة في آلم
مليكة : عاوزة أروح
أحضر سيارته وأخذها وذهبا بعدما إعتذر من ياسر......عاصم- الذي لاحظ تغيره -والجميع متعللاً بأن مليكة مريضة قليلاً
ظلت تبكي طوال الطريق فتركها سليم ولم يتفوه بحرف
وصلا الي المنزل فصعدت الي غرفتها فوراً دون التفوه بحرف
إرتمت علي فراشها وهي تبكي في حرقة وقهر
بعد وقت قصير صعد إليها سليم ليفهم ماذا حدث ولما تبكي بشدة هكذا
طرق الباب ففتحت مليكة وهي تنظر أرضا
فهمس بها بهدوء بعد أن رأي أنها مازالت بثياب الحفل..... فقط أطلقت لشعرها العنان من أسر حجابها فعلم أنها كانت تبكي
فسألها بهدوء
سليم: مليكة إنتِ كويسة
أومأت برأسها في هدوء
هتابع هو بقلق
سليم: ممكن أفهم إيه الي حصل في الحفلة وخلاكي تطلبي إننا نمشي بسرعة كدة
بدأت دموع مليكة في الإنهمار مرة أخري ولم تتفوه بحرف
فأردف بحنان مهدئاً
سليم : مليكة إهدي كفاية عياط وقوليلي في إيه
كانت نبرة الحنان التي كست صوته في تلك اللحظة مثل القشة التي قصمت ظهر البعير فإرتمت بين ذراعيه باكية بقوة وإرتفعت شهقاتها وأخذ جسدها الصغير في الإرتعاد
زفر سليم بعمق وإحتضنها بدوره هامساً بحنان بصوته الأجش عله يهدئ من روعها قليلاً
سليم : إهدي يا مليكة إهدي
همست بتوسل ورجاء يقطر من صوتها كاد يحطم قلبه
مليكة: سليم أنا عارفة إنك بتكهرني و مبتحبنيش وعارفة إنك عاوزني أمشي من كل حياتك خالص بس لو سمحت علشان خاطري
ثم هزت رأسها يمنة ويسرة متابعة بتوسل أكبر
لا لا أقولك علشان خاطر مراد متسألنيش أي حاجة أحضني ...أحضني جامد وبس ومتسبنيش ممكن
ودت لو تصرخ به بتوسل أكثر وتخبره وقتها بأنها لا تريد إتساع الأرض ....فقط كل ما تريده هو ضيق حضنه
تنهد بعمق وإحتضنها بقوة .....كأنها قطة صغيرة خائفة.....كانت ناعمة وهشة..... أيقظت بداخله كل غريزة الرجال لحمايتها
إحتضنها بشدة لتشعر بكفيه تمر علي ظهرها
دفئ بحر صدره الواسع أيقظ كل نيرانها علي رجل تخلي عنها تاركاً إياها يتيمة في مواجهة حياة قاسية........شعر بإزدياد شهقاتها فإحتضنها ثانية بقوة أكبر يركنها الي صدره الدافئ راغباً في محو كل آلامها التي لا يعرف سببها
حاولت الهدوء فتمسكت بقميصه بكلتا يداها تحاول منع دموعها من الإنهمار بصعوبه لكنها لم تستطع فإنفجرت لتغرق وجهها وتعالت شهقات بكائها وهي تغرق وجهها بصدره......بكت كثيراً جداً....بكت كل ما كبتته بقلبها طوال حياتها.....بكت إحتياجها وخوفها ...... بكت حبها وكرهها وغضبها
بقيت تبكي وقتاً طويلاً وهو يحتضنها بكل صبر سامحاً لها بإغراق قميصه الأبيض بدموعها السخية
يغرق يديه في بحر شعرها الهائج يتنفس رائحته
من غير أن يمنع نفسه..... يعلم أنه حقير لإستغلالها هكذا ولكن رائحتها تجذبه...... تجذبه تماماً كما تجذب النيران البعوض دون إراده منه ......عطرها مسكر ودافئ مثلها.....كانت المسك....وكأنها تتفنن في فتنته حتي وبدون قصد ...... جسدها الضعيف يطلب حمايته .......لا يعرف لما تفعل به هكذا...... لما توقظ بداخله نمراً بقي حبيساً لسنوات لبرودة إحتلت كيانه .......ما الذي جعلها تجعله يعيش نشوة تسكره وهو يغمض عيناه يستقبلها بشوق دون أن يزعجه هذا كعادته عندما ترمي امرأة بنفسها عليه...... ولكن فتاته مختلفه هي لم ترمي بنفسها عليه إنما فقط نزلت دموعها ليعرض هو حضنه لها مجاناً وهو شاكراً لها
أيضاً .......ربت علي خصلاتها الناعمة هامساً برقة في صمت بصوت لم يصلها
إهدئي..... إهدئي يا جنتي وناري...... إهدئي يا نعيمي وعذابي..... ظلا علي هذا الوضع فترة من الزمن هدأت خلالها شهقاتها العالية وتحولت لمجرد نهنهات خافت تخرج منها بين الفنية والآخري ......فقادها للفراش كي تخلد الي النوم
تمسكت به أكثر ودفنت رأسها في صدره وكأنها تحاول أن تختبئ عن العالم أجمع
فهمست بألم بين بكائها وهي ترجوه بعيناها
مليكة : سليم متسبنيش
نظر إليها وكان بداخله حرب
صمت لبرهة ثم حملها في هدوء بين ذراعيه ونام بها علي الفراش شد عليهما الغطاء جاذباً إياها بين ذراعيه مسح وجهها في حب وحنان وطبع قبلة حانية علي رأسها
سليم: ششششش خلاص إنسي كل حاجة ونامي
أنا معاكي أهو
رفعت يدها لتحيط خصره وتقربه منها أكثر لتستشعر الأمان الذي يعطيه لها دائما علي الرغم مِن كل ما يحدث بينهما إلا أنه مصدر أمانها
ظلت متشبثة به هكذا طوال الليل لم تتحرك ولو لثانية
لايك قبل القراءة وكومنت بعدها 😍❤
الفصل الرابع والعشرون
اتمني الفضل يعجبكوا يا فرولاتي 😍🌸
ركضا عاصم وأمجد يحاولان البحث عنها ولكن بدون فائدة فهم لا يعرفان حتي من هي ولما توجد هنا...... أ هي إحدي موظفات أحد رجال الأعمال الموجودين .......أو أنها تعمل لدي سليم في شركته الخاصة.......أم تمتلك شركتها الخاصة أو حتي هي منظمة الحفل .....لا يعرفوا أي شئ
وبعد عدة ساعات من البحث
شعرت نورسين ببعض التوعك فطلبت من عاصم العودة للمنزل وبالغعل عادا وهو قلق للغاية علي حالتها .......فلأول مرة يراها شاحبة لتلك الدرجة
**********************
في منزل ياسر بالقاهرة
دلفت قمر الي غرفتها وهي تكاد تنفجر غضباً من مزاحه مع بعض الفتيات ونظراته إليهن في الحفل
دلف ياسر خلفها بكل هدوء فهو يعلم ما بها ولكنه يريد أن يغضبها قليلاً
إبتسم بمكر ثم عادت ملامح الجمود الي وجهه
متسائلاً بكل براءة وكأنه لا يعلم ما بها
ياسر: مالك يا جمر فيكي إيه
صاحت به بحنق غاضبة
قمر : كَانك مش عارف عاد
إبتسم بمكر ولكنه أخفاها سريعاً وتمتم بهدوء
ياسر: وأني هعرف منين بس يا بت الحلال
إلتفتت قمر ناحيته تطالعه في غضب وتحدثت بعصبية شديدة
قمر: لا والله أبداً البيه بس جاعد عمال يبص لدي ويتحددت مع دي ويضحك لدي ويسيب دي تتمايع عليه ومرته جاعدة چمبة كيف الجفة لا عاملها حساب ولا إعتبار......دا إنتَ كان ناجص تجولي جومي يا جمر أنا هعاود مع واحدة منيهم
لم يستطع ياسر أن يكمل في دور البرئ فإبتسم بحنان وجذبها الي أحضانه هامساً بصوته الأجش
ياسر: واللي خلجني و خلجك يا جمر كلاتهم ما يسوا شعره من شعرك واجفة علي الأرض ما تخلجتش اللي تغييري منها يا ست البنات
إبتسمت قمر في حب ولكنها حاولت إخفائها وتحدثت بنبرة يشوبها الغضب الزائف
قمر: صدجتك أني إكده
فإستقام جزعه وتحدث بثقة
ياسر : لع صدجتيني وجلبك عارف إن جلبي
مفيهوش غيرك جاعدة فيه ومتربعة
إبتسمت بخجل وإحتضته بحب
فإبتسم بمكر وتابع مشاكساً
ياسر: إلا بجول إيه أني عاوز أسلم علي ولادي
باغت بحملها فشهقت بفزع هتف هو علي أثره بحماس
ياسر: الله اكبر
هتفت به بدهشة
قمر: بتعمل إيه يا ياسر نزلني عاد
ياسر: مرتي يا ناس عاوز مرتي في كلمتين
إبتسمت في خجل ودفنت وجهها في صدره
ياسر: اللهم صلي علي كامل النور يا بركة دعاكي يا أم ياسر
************************
في منزل سليم
في صباح اليوم التالي إستيقظا سويا
كانت مليكة تشعر بألم شديد يعتري قلبها جراء ما حدث مع والدها بالأمس وأيضاً بالخجل لما فعلته هي مع سليم
إبتعدت مليكة عنه سريعا ودلفت للمرحاض
زفر سليم بعمق فهو قد إستيقظ قبلها ولكنه لم يُرِد جعلها تشعر بالتوتر أو حتي الإحراج وأردف متسائلاً
سليم: حكايتك إيه يا مليكة
نهض من الفراش وذهب لغرفته في هدوء
بعد عدة دقائق كان الجميع يتناول الإفطار في الأسفل .......لاحظ سليم شرودها فقد كانت تطعم مراد في آلية شديدة لا يسمع صوت ضحكاتها ومزاحها الذي يطربه كل صباح
تنهد في عمق فهو لا يحب أن يراها حزينه لهذه الدرجة ولكنه لا يعرف ما حدث بالأمس وقد عقد العزم ألا يسالها عن أي شئ حتي تخبره هي
وكالعادة حمل منها مراد ليلعب معه قليلاً في الحديقة حتي تتناول هي طعامها
فأخذ مراد وخرجا سوياً للعب بينما يخطف اليها بعض النظرات بين الحين والأخر فيجدها إما شاردة وإما تمسح دمعة هاربة قد فرت من زرقاوتيها
شعر بغصة ألم تجتاح قلبه كم يتمني أن ياخذها بين ذراعيه ويخفف عنها قليلاً
بعد عدة دقائق خرجت إليهما مليكة
طأطأت راسها في خجل وهمست بأسف أدمي قلبه
مليكة: أنا أسفة جداً يا سليم علي اللي حصل إمبارح وعاوزاك تعرف إني والله معملتش أي حاجة وحشة تضايقك ومعملتش كدة لأي سبب وحش فشكراً جداً لأنك استحملتني امبارح
لمس سليم نبرة الصدق في حديثها وشاهد كم الألم في عينيها فقرر ألا يتفوه بأي شئ
أومأ راسه في هدوء وودع مراد متوجهاً لعمله
كان يقود سيارته وهو غارق في أفكاره وخواطره
التي تزاحمت جميعها .....تتصارع... ولا فكاك منها
تري ماذا حدث مع صغيرته....... ما الذي يؤلمها لتك الدرجة
*************************
في غرفة مليكة
ذهب مراد لمدرسته فظلت هي وحدها في المنزل
جلست علي الأرض ضامة ركبتيها الي صدرها قبالة المدفئة الحجرية القابعة في غرفتها وهي تراقب تآكل الحطب ببطئ
كل شئ هادئ من حولها يميل للذة السكون عدا قلبها الكسير فهو لا يزال يتخبط بين أضلعها كطفلاً جائع.......
في لحظات السكون تلجئ ارواحنا للعروج في عالم اللامحسوس........ تستذكر كل ذكري وردية لتصبح رفيقتنا في لحظات الوحدة........الضعف والإنكسار.......ولكن ماذا إذ كانت كل اوراق ذاكرتنا سوداء هل سنحرقها..... أم هي التي ستحرقنا وجعاً وخيبة
مر شريط حياتها أمامها بسرعة وكأن كل الذي إستغرق أكثر من عشرين عاماً ليجري لم يكن سوي لحظات........نعم غريبة هي الدنيا..... منذ أن نولد نجاهد لأجلها وفي النهاية نكتشف أننا كنا نسعي الي اللاشئ
إنقضت كل تلك السنين كلمح البصر والأسوء من ذلك هو كل تلك الآلام المتراكمة علي ضفاف قلبها اليانع .........نندهش حينها كثيراً أ يعقل أننا لم نكافئ بلحظة فرح واحدة .......فنعود مرة أخري وندرك أن لحظات الفرح كانت كثيرة...... فذاك هو عدل الله يقسم الفرح والحزن بالتساوي
ولكنها للأسف لا تترك إنطباعاً لها عندما ترحل علي عكس الحزن فلطالما كان هو سيد الموقف
يعرف جيداً كيف يلتهم الفرح ويطغي عليه ليبقي هو ويتلاشي كل شئ عداه
إسترجعت أوراق ذاكرتها بهدوء ليتها تستطيع إحراقها مثل هذا الخشب .....ولكن أني لها فهي إن أحرقتها اليوم ستعود لتنفض عنها الرماد غداً
كمن أحيا بعد موته
***************************
نهضت قمر من نومها متأخرة بعض الشئ وقررت المرور للأطمئنان علي مليكة ثم العروج علي نورسين بعد ذلك فكلاهما تركا الحفلة مبكراً بسبب مرضهما........وبالفعل وصلت لمنزل مليكة التي رحبت بها بحرارة شديدة وبعد القليل من الثرثرة أخبرتها قمر أنها هي ونورسين قد رحلا مبكراً بالأمس بسبب مرضهم فإعتري مليكة القلق فهي تتذكر جيداً كيف شعرت بالتوعك مرة وهي معها عندما كانت في المستشفي بسبب إصابتها
نعم هي تعلم أنها طبيبة وبالتأكيد تعرف ماذا يجب عليها فعله ولكنها تشعر بالقلق فهي قد أحبت هاتان الفتاتان للغاية وإعتبرتهُما شقيقتيها اللاتي أرسلهما الله ليعوضاها عن شقيقتها تاليا
هاتفت سليم لتأخذ منه الإذن في الذهاب وبالفعل إرتدت ثيابها وتوجها سوياً للمشفي التي تعمل بها نورسين
فأدخلتهما الممرضة لغرفتها ولكنهما سمعاها تتحدث بالهاتف
نورسين : أنا عارفة إنه مينفعش أستني أكتر من كدة يا دكتور وإن حالتي خطيرة بس مش هينفع أعمل أي حاجة دلوقتي فعاوزة حضرتك بس تجددلي الدواء لحد ما أظبط أموري
صمتت هنية تستمع لحديث الطبيب ثم فجاءة هتفت به بقلق
نورسين : لالا يا دكتور مينفعش مش عاوزة جوزي والولاد يعرفوا أي حاجة وأنا باذن الله هتصرف قريب وبعد عدة دقائق أغلقت هاتفها فوجدت قمر ومليكة يحدقان بها في هلع
سقط الهاتف من يدها من هول المفاجأة......لم تحتاج للتفكير كثيراً فمن الجلي تماماً أنهما قد سمعاها
سمعت مليكة تهتف في قلق
مليكة: في إيه يا نورسين وإيه اللي سمعناه دا
زاغت ببصرها بعيداً عنهما تجوب به أرجاء الغرفة توتراً
قمر: في إيه يا بت الناس عاد ما تخبرينا متجلجيناش أكتر من إكده
تمتمت نورسين بصوت مضطرب متلعثم
نورسين: هاه..... لا.... لا مفيش حاجة
توجهت مليكة ناحيتها وأجلستها علي الاريكة الجلدية الموجودة بالغرفة وجلست الفتاتان بجوارها
ثم هتفت بها بحزم
مليكة: إحنا سمعنا كل حاجة يا نورسين فمن فضلك متحاوليش تخبي قوليلينا فيكي إيه علي طول
أخفضت نورسين رأسها خجلا وهمست في خفوت نورسين: أنا تعبانه
هتفت قمر بنفاذ صبر سببه القلق
قمر: أيوة مادا سمعناه...... خبرينا بجي فيكي إيه
تابعت نورسين بصوت يقطر شجنا ً
نورسين: الدكتور بيقول إن قلبي ضعيف ومش هيستحمل
شهقت مليكة وقمر في هلع ثم هتفت قمر في جزع
قمر: طيب ما تسافري.......إيوة سافري بلاد برة أمريكا ولا أي مكان .....الدكاترة هناك شاطرين واصل وهيعالچوكي زين
تابعت نورسين بآلم
نورسين: مش عاوزة حد يعرف إني تعبانة
الولاد لو عرفوا مش عارفة إيه الي هيحصلهم وعاصم .....عاصم ممكن يروح فيها
تألمت بشدة لدي ذكرها إسم شقيقها أمامها ولكنها سرعان ما نفضت أفكارها وصاحت بها في غضب
مليكة: مشوفتش أبداً حد بالغباء دا لما يعرفوا إنك تعبانة وتروحي تتعالجي وتخفي هيفرحوا إنما إنتي مفكرتيش في رد فعلهم لما يعرفوا إن خلاص الأمل أمهم ضيعتوا بغبائها وخلاص كام يوم وتسيبهم
جفلت نورسين حينما أدركت صحة كلماتها
نورسين: كل ما أجي أقول مبعرفش
أشارت قمر لمليكة كي تهدأ قليلاً فصاحت بها مليكة بحنق
مليكة :لا مش ههدي يا قمر علشان نور متخلفة وعاوزة اللي يفوقها
زفرت مليكة بغضب وأشاحت وجهها بعيداً
فأردفت قمر بهدوء
قمر: مليكة عنديها حج يا نور فكري في ولادك اللي لساتهم صغيرين هيعملوا أيه وهيعيشوا إزاي من غيرك
هتفت بها مليكة بأمل
مليكة: أقولك كلمي الدكتور خليه يشوفلك متبرع برة البلد وأنا اللي هسافر معاكي وأبقي قوليلهم في البيت مسافرة علشان مؤتمر ولا اي حاجة من بتاعة الدكاترة دي
تهللت أسارير قمر وهتفت في حماس
قمر: فكرة زينة واصل وعيالك متخافيش عليهم أني هشيلهم چوة عيني التنين
وبالفعل هاتفت نورسين طبيبها وإتفق معها علي البحث عن متبرع في أسرع وقت
لايك قبل القراءة وكومنت بعدها 😍❤
الفصل الخامس والعشرون
في قصر أمجد الراوي
في الحديقة
هتف أمجد بلهفة يسأل ابنه إن كان قد وجد شقيقته أم لا
هز عاصم رأسه نافياً بأسي
عاصم : لا يا بابا مش لاقيها والمشكلة إني مش عارف حتي إن كانت لسة بإسمها ولا غيرته مش عارف كانت في الحفلة بصفتها إيه ودا اللي مدوخني حتي ملقتهاش صورة واحدة في الحفلة لها
أومأ أمجد رأسه بحزن .......وكيف لا يحزن......فهو اب قد مزق الشوق قلبه إرباً علي طفلته وليس هذا فقط ما يؤلمه بل ما يؤلمه حد الموت هو فقده لطفلته الأخري دون حتي أن يمتع عيناه برؤيتها.....لم يشاهدها أو حتي يضمها بين ذراعيه
لم يستطع سماعها تناديه بأسمي صفات العالم "ابي".............لم يستطع أن يراها تكبر أمامه
حتي لم يودع جثمانها .........لم يودعها
نهض من مكانه متوجها لغرفته يدعوا الله أن يجد طفلته كي يعوضها عن حبه وحنانه الذي حرمت منه كي يمني روحه بقربها .......كي يعوض هذا القلب بوجودها....... فقط يتمني أن يجدها وأن تسامحه كي يغدقها بحنانه وحبه وعطفه..... سيعوضها عن كل ما مرت به في حياتها....... فقط يتمني من الله إستجابة دعاء هذا الشيخ...... تحقيق أمنيه هذا العجوز
**********************
في قصر سليم الغرباوي
عاد سليم من عمله يحمل صندوق خشبياً مزخرفاً بفخامة وعلبة من القطيفة الحمراء وصندوق ورقي يحوي بداخله لعبة لمراد الذي فرح بها كثيراً
إتفق سليم مع طفله أن يراقب له المكان حتي يستطيع وضع تلك الهدايا في غرفة مليكة
وبالفعل إستغلا فرصة إنشغال مليكة بتحضير المائدة و وضعاها سوياً ثم هبطا لتناول العشاء وكأن شيئاً لم يكن
أدرك سليم أنها أصبحت أفضل حالاً من الصباح لأنها بدأت تأكل وتمزح مع مراد كعادتها فتنفس بسعادة وعَلي وجيفه طرباً وفرحاً بضحكاتها
وبعد إنتهاء العشاء جلس يلعب هو ومراد في حديقة القصر بينما صعدت هي لغرفتها كي تهاتف عائشة حتي شاهدت ذلك الصندوق المزخرف الموضوع علي فراشها تعتليه تلك العلبة القطيفة
رفعت حاجبها بدهشة وتقدمت بخطي متوجسة ناحية فراشها
إلتقطت العلبة القطيفة أولاً وفتحتها فوجدت بداخلها عقد من الذهب أُخِذت بروعته كان عبارة عن تاج ملكي وكل ركن فيه مطعم بماسة بيضاء صغيرة مما أعطاه مظهراً رائعاً.......تسللت إبتسامة صغيرة الي كرزتيها و نَحت العلبة من يدها جانباً فاتحة ذلك الصندوق الخشبي الذي أثار فضولها منذ الوهلة الأولي
خرجت منها شهقة سعادة عندما فتحته فقد كان عامراً بكل أنواع الشيكولاتة التي يمكنها أن تتخيلها
أخرجت واحدة لتأكلها وهمت أن تغلق الصندوق حتي شاهدت ورقة علقت بداخل الصندوق
التقطتها في دهشة بعدما وضعت الصندوق جانباً
وأخذت تقرأ الموجود بصوت مرتفع نسبياً
بيقولوا إن الشيكولاته أحسن علاج لكل المشاكل
فكلِ وإنسي أي حاجة مضايقاكي علشان مينفعش حد يضايقك غيري
برقت عيناها حتي كادت أن تخرج من محجريها بدهشة فعمدت بيدها تغلق فمها الذي فُتِحَ دهشةً وإرتسم علي ثغرها إبتسامة متنامية حتي تحولت لضحكات فرحة تخرج من أعماق قلبها إبتلعت الشيكولاة التي كانت تأكلها وإحتضنت الورقة وهي تدور .......أ حقاً من أرسلها هو سليم...... نعم ومن غير حبيبها ذلك المغرور...... ولكنها تعشقه
نعم هي تعشقه وبجنون...... تخيلته يقف أمامها بقوامه الجذاب يطالعه بإبتسامة حنونة كتلك الإبتسامة التي تُفقدها لبها......تأسر حواسها بعيداً
يحدث أحياناً أن يري القلب قبل العين
فالقلب والعين في الهوي سوي علي حد تعبير قاضي الغرام
شعرت مليكة كما لو أن قلبها بلغ حنجرتها
كانت تشعر بأنها ممتلئة بالحب.... ولكن ليس كأي حب ......نعم ممتلئة بذاك الحب الذي لكثرة ما تعشق به يجعلك تشعر بالكره تجاه الحبيب
ذلك الحب الذي يستنزف فيك كل مشاعرك وسنين عمرك وأغلي ما تمنيت
كان ذلك شعورها تماما...... فقد إمتلأ قلبها بالحب والكره معاً ......فعلي الرغم من عشقها اللامتناهي لسليم هي تكره قسوته وبرودته...... تكره غضبه الهادر المخيف
أ ولم أخبركم ان قلب المرأة خلق من المحبة والكره والقساوة معاً
***********************
إبتسم هو إثر رؤيتها بكل ذلك الفرح بعدما خبط كفه بكف مراد الذي إستعر حماساً لإسعاد والدته
فاليوم قد تعلم ذلك الشيطان أول درس من دروس الحياة بأن الذي زرعته في روح كل شخص حتماً سينبت ولتعلم يا بني أن كل حي علي هذه الأرض يحدثك ويقول لك كل ما تزرعه تحصده فلا تزرع سوي الحب
**********************
صعد عاصم الي غرفته بعد عدة ساعات- كان أنهي فيهم بعض الأعمال العالقة- يتمزق آلماً علي شقيقته
وجد نورسين جالسة في الشرفة تطالع هاتفها
دلف في هدوء متوجهاً ناحيتها....... فباغتها محتضناً إياها من الخلف .......شهقت في هلع
نورسين : حد يعمل كدة يا عاصم خضتني
إبتسم هو مقبلاً جبهتها في حنان مُعتذراً منها
أدركت نورسين أن به خطباً ما و يبدو أنه أمراً يؤرق باله كثيراً
فأحاطت عنقه بذراعيها تسأله في دلال عن خطبه
زفر عاصم بعمق وتابع بضيق
عاصم: تعبان يا نوري إدعيلي كتير أوي
تغيرت ملامحها للجدية فقد تأكدت من ظنونها
فأجلسته في هدوء وجلست أرضاً قبالته ممكسة بيده
نورسين: في أيه يا حبيبي
إحتضن يدها بيداه وتابع بحنان
عاصم: إدعيلِ يا نوري كتير أوي إدعيلي وبس دلوقتي
همت بالجلوس جواره فوضعت هاتفها علي الطاولة الصغيرة المقابلة لهم
فجاء أضائت شاشته بصورة شخص ما
لفت إنتباه عاصم صوت الإشعارات فتوجه ببصره تلقائيا ناحيته وشاهدها ...... نعم إنها هي
أمسك هاتفها بجزع ......يحدق فيه بأمل.....متسائلاً في دهشة
عاصم: مين دي يا نوري ........مين البنت دي تعرفيها
زمت نورسين شفتيها دهشة لرد فعل عاصم
وتابعت بتلقائية
نورسين: دي مليكة.... مرات سليم...... سليم زين الغرباوي
برقت عيناه دهشة بينما إرتفع وجيفه بسعادة وهب واقفاً محتنضاً إياها بسعادة
أما هي فقد كانت تحدق به مشدوهة غير مدركة ما يحدث
نورسين: في إيه
هتف عاصم بسعادة
عاصم: لقيتها...... لقيتها
وهم بالركض فأمسكت بذراعه وتمتمت في حزم
نورسين: في إيه يا عاصم ولقيت مين
إحتضن عاصم وجهها بيده طابعاً قبلة فرحة علي شفتيها متمتماً بسعادة
عاصم: لقيت اختي يا نوري ......لقيتها
لايك قبل القراءة وكومنت بعدها ❤😍
الفصل السادس والعشرون
تركها عاصم تكاد تفقد وعيها إثر الصدمة وركض لغرفة والده يخبره ما حدث معه
**********************
في قصر الغرباوي
دلف ياسر غرفته في هدوء فوجد قمر تجلس علي فراشها الوثير تمسد موضع طفليها في حنان بالغ تحدثهما باسمة
قمر: إنتوا خابرين نفسي تطلعوا شبه ابوكوا الخالج الناطج......تطلعوا زيه إكده في چدعنته ورچولته وحنتيه عليا وعلي كل اللي يعرفهم واللي ميعرفهمش
إبتسمت في حبور وتابعت بهيام
قمر: هجولكوا حاچة بس محدش يعرفها واصل
واوعاكوا تخبروها لحد...... إنتو خابرين إني حبيبت ابوكوا من لما كنت لساتني صبية صغيرة في المدرسة بضفاير.......إيوة كيف ما بجولكوا إكدة.....كان بيچي عند ابويا علشان يخلصوا شغل سوا........بحبه من وجتها
وفجاء دلف ياسر وإقترب منها في هدوء
قلبها ليعتليها فصرخت هي بجزع
قمر: حد يعمل إكده...... وبعدين إنتَ هنيه من ميتي وكيف محسيتش بيك
هتف باسماً بمكر
ياسر: أني هني من بدري ومخدتيش بالك علشان كنتي بتتحدتي مع ولادك
شهقت قمر بهلع
قمر: يعني.... يعني
إتسعت إبتسامته وأومأ برأسه مؤكداً.....ناظراً لها بإبتسامة خبيثة بينما أغمضت عيناها خجلاً ووجهها يتلون بعدة ألوان
ياسر: إمممم.... خبريني بجي كنتي بتجولي إيه
ااه إفتكرت..... كنتي بتجولي بتعشجيني
غمزها بطرف عيناه وهو يرفع رأسه بكبرياء
ياسر.: حب جديم بجي وإكدة
هزت قمر رأسها بعنف وتابعت بنبرات متقطعة مضطربة خجلاً
قمر: أنا..... هاه... لع مجولتش أيتها حاچة
إقترب منها أكثر سامحاً لنفسه بإستنشاق عبيرها آسراً أنفاسها بين رئتيه مقبلاً جبينها
ياسر: بعشجك
ومن ثم وجنتها اليمني "بحبك"ثم اليسري"جلبي وروحي إنتي " ثم أنفها الصغير "بنتي وحته من جلبي" ثم نظر لشفتيها بعدما إختلطت أنفاسهما
شاهدت في عيناه رغبته فيها..... نعم شاهدت حبه وعشقه لها ....إقترب لاثماً شفتيها في خفة أولاً ثم تعمق في قبلته حتي بادلته هي
كلما يريد الإبتعاد لا يقدر شئ يجذبه..... لا يكتفي أبداً ......إبتعد عنها قليلاً بعدما أحس بإختناقها
محمرة بشدة.... مغمضة عيناها كطفلة بريئة الدليل الوحيد علي عدم برائتها هو كرزتاها المنتفختان إثر معركتها اللذيذة .....قبلها بخفة علي جانب شفتيها قبل أن يبتعد خشية إلتهامها وخوفاً علي صحتها ثم صحة طفليه
***********************
أغلق أمجد مصحفة علي صوت طرقات ابنه عاصم علي الباب نهضت نورهان من نومها فزعة
نورهان: في إيه
هدئها أمجد بإشارة من يديه وتوجه ليفتح الباب
فباغته عاصم مُحتضناً إياه بسعادة
عاصم: لقيتها يا بابا لقيتها
هتفت نورهان بعاصم في قلق
نورهان: هي مين دي يا ابني
تمتم عاصم بسعادة
عاصم: مليكة يا ماما نورهان.... لقيتها
خر أمجد ساجداً يبكي فرحاً .....وأخيراً قد عثر علي طفلته..... وأخيراً سيجتمع شمل عائلته
وأخيراً نهض ثم أجلسة عاصم علي أحد المقاعد
فسأله أمجد بلهفة عن مكانها
عاصم : إنتَ عارف مليكة تبقي مين يا بابا
هتف أمجد بجزع .....بلهفة اب قد إشتاق لطفلته
أمجد: مين يا بني قول
تمتم عاصم باسماً
عاصم : تبقي مرات سليم زين الغرباوي يا بابا
فرت دمعة هاربة من عيناه متذكراً رفيقه الراحل
زين متمتاً في سعادة
أمجد: و حصل زي ما كنت عاوز يا زين
هب واقفاً هاتفاً بلهفة
أمجد: قوم نروحلها دلوقتي
ربت عاصم علي يد والده في حنان
فتابعت نورهان بهدوء
نورهان: النهاردة الوقت إتأخر يا أمجد بكرة يا حبيبي........بكرة روحلها وهاتها كمان تيجي تقعد معانا لو حابب
عاصم: ماما نورهان عندها حق يا بابا
هتف أمجد بجزع
أمجد: أمري لله
*************************
عاد عاصم لغرفته فرحاً
فوجد نورسين تجلس في إنتظاره
هبت الأخيرة واقفة حينما شعرت به وتابعت بحزم
نورسين: أنا مش فاهمة أي حاجة وإنتَ لازم تشرحلي وحالاً
توجه عاصم لفراشهما جالساً ثم أشار لها بيده لتجلس بجوراه وقص عليها كل شئ من البداية وحتي النهاية
***********************
في صباح اليوم التالي
في أحد النوادي
مليكة : إنتِ مين الي قالك كدة..... وعرفتي منين أصلاً يا نور
صاحت مليكة بتلك الكلمات بدهشة بعدما أخبرتها نورسين بأنها علمت عنها كل حاجة
فقصت عليها نورسين ما حدث معها بالأمس بالتفصيل
هبت مليكة ناهضة بحنق وتمتمت في إصرار بينما نورسين تطالع أولئك الناس اللذين يطالعونهم بفضول
مليكة: كويس إنك إنتِ اللي جيتي الأول يا نور بعد إذنك توصليلهم إني رافضة مقابلتهم تماماً وبعد إذنك متخليش أي حد يجي هنا وخليهم يعملوا زي ما قولتلهم يوم الحفلة خليهم يعتبروا إن بنتهم ماتت
هبت نورسين معترضة فقاطعتها مليكة رافضة بحزم
مليكة: نورسين بعد إذنك ......ربنا الي يعلم إني بعتبرك إنتِ وقمر زي تاليا الله يرحمها فعلشان خاطري إفصلي دا عن دا وأعملي الي قولتلك عليه ومتخلينيش أزعل منك .....وعلشان خاطري إقفلي بقي علي الموضوع
أشارت لها نورسين كي تهدأ وبالفعل تمتمت معتذرة بخفوت وهي تعود لكرسيها مرة أخري
دلفت قمر التي قد وصلت منذ قليل وإستمعت لبعض حديثهم
قمر: إيه مالكوا......بتتعاركوا ليه....... وبعدين موضوع إيه اللي تجفل عليه يا مليكة
تابعت مليكة بحزم رافضة أي فرصة للحديث
مليكة: مفيش حاجة يا قمر
قررت قمر تغير مجري الحديث حتي تُذهب عن مليكة ضيقها الواضح وبشدة علي معالم وجهها
*********************
عادت مليكة الي المنزل وخواطرها تتصارع.....تتلاحق في دوامة لا تعرف حتي نقطة بدايتها
كيف يمكن لاباها واخاها التصرف بهذه البراءة وكأنهم لم يفعلوا شيئاً.......وكأن كل ما قد مر عليها لم يكن.......وكأنها لم تشتاق......لم تتألم.......لم تشعر بالوحدة .......لم تشعر بالضعف والإنكسار
إستفاقت من سهادتها علي جذب مراد الصغير لفستانها
تسللت لثغرها إبتسامة عذبة حين شاهدته وإنخفضت لمستواه تحتضنه في قوة متابعة في حنان
مليكة: وحشتني يا روح وقلب مامي من جوة
قبلها مراد في فرحة
مراد: وإنتِ كمان يا مامي
ثم تابع بإضطراب يتخلله قلق بالغ يحدق من عيناه الصغيرتان
بث... بث بابي....
وفجاءة تبدلت تلك الإبتسامة الحنونة وحل محلها الهلع والقلق
مليكة : ماله بابي يا مراد
جذبها مراد من يداها وتوجها ناحية غرفته يركضا في قلق
دلفت مليكة للداخل فوجدت سليم ممداً علي فراشه......يرتعد جسده بشدة
ركضت مليكة تجاهه مباشرة جاثية علي ركبتها أسفل موضع رأسه
صاحت به بقلق
مليكة : سليم....فيك إيه
همس بوهن بكلمات متقطعه
سليم: أنا....أنا كويس يا مليكة متخافيش
إقترب مراد من فراش والده هاتفاً بوالدته في قلق
مراد: لا يا مامي بابي مث كويث
وضعت مليكة يدها علي جبهته فمن إرتعاد جسده بتلك الطريقة تيقنت من إرتفاع درجة حرارته وبالفعل تأكدت من ذلك ما إن لامست بشرة يدها لجبهته
مليكة: سليم إنتَ سخن أوي
همهم بنبرات واهنة متقطعة
سليم : أنا كويس يا مليكة هاتيلي بس غطا وأنا هبقي تمام
وبالفعل لم تمر ثواني حتي شعر بدفئ يسري جسده فقد دثرته مليكة بغطاء أخر وإنطلقت تهاتف الطبيب الذي حضر علي الفور
وقفت مليكة الحاملة مراد الذي رفض رفضاً قاطعاً ترك والده في هذه الحالة وأصر بشدة علي البقاء معهما تتطلع لسليم بنظرات يشوبها القلق تنتظر أن يطمئنها الطبيب
خلع الطبيب سماعته واضعاً إياها في حقيبته الطبية متابعاً بهدوء بينما تمتمت تلك المحبة القلقة تسأله عن سبب علة محبوبها
الطبيب: متقلقيش يا مدام مليكة شوية برد بس جامدين حبتين أهم حاجة دلوقتي إنه يستريح وياخد أدويته في مواعيدها وطبعاً الأكل وأنا هعدي عليه كمان يومين
أومأت مليكة برأسها شاكرة الطبيب في أدب وبعدها إستدعت أميرة لإيصاله إلي الباب
ثم توجهت هي للمطبخ ومعها مراد لتعد له بعض الحساء
**********************
في قصر الغرباوي
هاتف أمجد خيرية ليخبرها بوجود ابنته الضائعة بعودة طيره الغائب
هتفت به تسأله خيرية بسعادة
خيرية: كيف....وميتي ....ولجيتها فين
هتف أمجد بسعادة
أمجد: مفاجأة يا ماما مفاجأة
أردفت تسأل في دهشة
خيرية: إيه هي عاد
أردف هو وصوته يرقص فرحاً
أمجد: بنتي تبقي مليكة
ضيقت خيرية عيناها بتوجس بعدما ظهر شبح إبتسامة علي ثغرها
خيرية: مليكة ......مليكة مين
هتف أمجد بسعادة
أمجد: مليكة مرات سليم يا ماما.....حققت لزين مراده مين غير ما أقصد .....مليكة بنتي تبقي مرات سليم ابن زين يا ماما
*************************
في منزل عاصم الراوي
جلس ثلاثتهم بإحباط بعدما أخبرتهم نورسين بما أخبرتها به مليكة بالتفصيل
وفجاءة هب عاصم واقفاً هاتفاً في حماس بعدما تعلقت به أبصار الموجدين بأمل
تابع هو يخبرهم بمخططه الجهنمي في رأي نورسين التي سرعان ما وافقت علي تنفيذه وهي تدعوا الله أن تخرج بسلام من بين براثن مليكة بعدما تكتشف الحقيقة
لايك قبل القراءة وكومنت بعدها ❤😍
الفصل السابع والعشرون
أنهت إعداد الحساء وصعدت لغرفته مرة أخري بعدما تركت مراد مع ناهد
وضعته علي الطاولة القريبة من الفراش ووضعت رأسه في حجرها وهي تمسح علي جبهته برقة بالغة شاعرة بأنها قد إمتلكت الدنيا بين يداها
تنهدت بعمق وهي تنظر إليه في وجل......كيف إستطاع أن يكسب قلبها الذي أقسمت ألا تعطي مفتاحه لأحد من ابناء آدم ....... كيف إستطاع أن يتوغل بين طيات روحها......في ثنايا عقلها بهذه الدرجة
مسحت علي شعره في حنو وقلبها يهاتف قلبه
لقد كنتَ أنت محبوبي آخر الأبواب......وآخر السُبل وآخر مركب للنجاة وكل الغرق
تنهدت بعمق وهي تدعوا الله أن يشفيه سريعاً وأخذت تطعمه الحساء في رقة بالغة وبعد أن إنتهت من إطعامه بللت قطعة قماش قطنية ووضعتها علي جبهته كي تخفض من درجة حرارته قليلاً وفجاءة سمعت هاتفها يرن فازالت عنه قطعة القماش تلك بعدما دثرته جيداً بالغطاء وخرجت لتجيب عن هاتفها
وما إن فتحت الخط حتي سمعت نورسين تصيح من الهاتف بذعر
نورسين: بابا.......بابا يا مليكة
صاحت بها مليكة تحاول تهدئتها والسيطرة علي نوبة الذعر التي تواجهها
مليكة: نورسين إهدي أنا مش فاهمة منك حاجة في إيه
تابعت نورسين بإضطراب واضح
نورسين: بابا يا مليكة......بابا أمجد
صرخت مليكة بهلع ......لم تجد حتي عقلها كي يمنعها فهو أيضاً كان قلقاً علي والدها
مليكة: بابا.....ماله
نورسين: بابا تعبان يا مليكة .....تعبان أوي
سقط الهاتف من مليكة وركضت تلتقط مفاتيح سيارتها راكضة للخارج
إصطدمت بها ناهد خارجاً فسألتها في قلق
ناهد: مالك يا بنتي رايحة فين كدة
أردفت مليكة لاهثة باضطراب
مليكة: بصي يا دادة سليم أمانتك متسيبيهوش لحد ما أجي
ثم إنطلقت في سيارتها ناحية منزل نورسين وهي تفكر...... لا لن يموت..... لن تسمح له بالموت أبداً ليس الان......لن تسمح له بالموت قبل أن تخبره بكلمات والدتها الأخيرة....... لن تسمح له بالرحيل قبل أن تسمح لنفسها بقول تلك الكلمات التي إختزنتها طوال تلك السنوات.........لن تتركه يموت قبل أن تبكي علي صدره....... قبل أن تلومه..... تخبره بأنها غاضبة منه بشدة لتركها.......الأن فقط إعترفت أنها كانت تنتظر رؤيته مرة أخري.... بل كانت مشتاقة إليه بشدة
لم تعرف حتي كيف وصلت لمنزل نورسين سليمة فقد كادت أن تقوم بمئات الحوادث في الطريق
ركضت للداخل تصرخ مستدعية نورسين في فزع
التي وجدتها جالسة في حجرة الإستقبال
أمسكتها مليكة من كتفيها وهزتها وهي تصيح بها في فزع
مليكة: مينفعش يموت سامعاني........مش قبل ما أعاتبه...... مش هيموت ويسيبني دلوقتي
كادت أن تنهار حتي وجدت والدها يمسك بها في حنان بالغ متابعاً بتأثر بالغ
ابوكي أهو قدامك إعملي فيه اللي إنتِ عاوزاه
أرتفعت شهقاتها وهي تدفن نفسها بين ذراعيه تبكي وتنتحب...... بكت كل أيام حرمانها.... حزنها وشقائها..... بكت أيام وحدتها.....بكت يُتمها.......بكت فقدان والدتها وشقيقتها......بكت حتي جفت دموعها......بكت حتي إرتوي قلبها.....حتي إلتئمت جروح روحها الغائرة.... بكت حتي طوت تلك الصفحة السوداء من حياتها وللأبد
هدأت تماماً بين ذراعي والدها حتي إستفاقت إستفاقت لنفسها فنهضت واقفة تطالعه في دهشة
مليكة : إنتَ......إنتً.......كويس
ضيقت عيناها وهي تلتفت ناحية نورسين التي أخفضت بصرها سريعاً عن نظراتهه المتسائلة فهتفت غاضبة
مليكة: نورسين ا.....
قاطعها عاصم الذي وقف يطالع شقيقته باسماً
عاصم : أنا اللي قولتلها يا مليكة
توجهت ناحية شقيقها وأخذت تدفعه للخلف في غضب صابة جام غضبها عليه..... لم تكن تعلم وقتها أ هي تعنفه لأجل تركه لها أم لأجل حالتها في الطريق إلي المنزل
وفجاءة إحتضنها عاصم ليهدئها بين ذراعيه وسمح لها أن تبكي كيفما تشاء
وهي حقيقة لم تدخر جهدها فبعدما ظنت أن دموعها قد جفت عاودت البكاء أكثر من ذي قبل
فحين يأتي الأمر للبكاء عزيزي لن تجد أفضل من حواء
بعد بضع ساعات من لوم مليكة وعتابها وحتي بكاؤها جلسا سوياً في حديقة الفيلا
سأل أمجد في حيرة
أمجد: أنا اللي عاوز أفهمة إتجوزتي سليم إزاي
قصت عليه مليكة تلك الحكاية التي قصها سليم علي عائلته إنهما تقابلا في أحد المؤتمرات وتزوجوا ومراد طفلهم ولم تخبر أي أحد حقيقة مراد
سأل عاصم في لهفة
عاصم: طيب وتاليا يا مليكة....
نقلت أنظارها إلي قسمات وجه والدها التي ظهر عليها الشوق والجزع بقوة
أطرقت مفكرة لوهلة تنظم كذبة ما لتخبرهم بها
مليكة: أنا هقولكوا بس محدش يعرف باللي هقوله دا
أومأ الكل عدة مرات برأسهم موافقين
مليكة: تاليا إتجوزت حازم اخو سليم وماتت هي والبيبي وهي بتولد
أغمضت عيناها بتأثر شديد لتذكرها مظهر شقيقتها ثم تابعت بجدية
بس محدش من أهل حازم كان يعرف غير سليم لأنه كان خاطب بنوتة في البلد وكان مستني الوقت المناسب علشان يفسخ خطوبته منها ويعلن جوازه بتاليا
أومأ امجد برأسه في حزن وأردف عاصم في آسي بعدما غطي عسليتاه ستار من العبرات
عاصم : الله يرحمها
أخرجت مليكة هاتفها كي تري والدها وشقيقها صورة لتاليا
ذرف والدها الكثير من العبرات فنهضت مليكة لتحتضنه مخففة عنه ذلك الشعور البغيض الذي يعتريه الآن......شعور الذنب الذي يكاد يقتله....شعور بالألم يجثم علي روحه ....يكبلها يمزق قلبه ليحطمه لأشلاء متناثرة
وكيف لا فهي طفلته التي لم يراها.....لم يعرف عن وجودها.....لم يحتضنها.....لم يخبرها كم هي طفلة رائعة......لم يحظي بفرصته ليراها عروس جميلة ....ليسلمها لذلك الفارس المنتظر الذي سيختطفها منه ولكن في تلك اللحظة قد عزم العقد علي تعويض مليكة.... نعم سيعوضها ...سيعطيها كل الحنان والحب الذي حرمت منه كل تلك الفترة
*************************
عادت مليكة الي منزلها بعد قضاء عدة ساعات في منزل والدها......عادت إنسانة اخري......عادت أنسانة تمتلك هوية ......أصبح لها عائلة مرة أخري
إزادت قوةً علي قوتها التي إكتسبتها من حياتها المستقلة
قابلتها ناهد القلقة علي الباب وحينما شاهدتها أردفت بهلع
ناهد: كنتي فين يا بنتي......قلقتيني عليكي وموبايلك مفصول إنتِ كويسة
إحتضنتها مليكة بحبور لتهدئ من روعها
مليكة: أنا كويسة يا حبيبتي بس كنت في مشوار مهم وأسفة علشان قلقتك
ثم سألتها علي سليم طمأنتها ناهد كثيراً علي حالته
فتوجهت لغرفته لتقضي بجواره كل الليل بعد تبديل ثيابها والإطمئنان علي مراد
***************************
في صباح اليوم التالي
هاتفتها خيرية لتبارك لها مقابلة والدها وشقيقها
فذهلت مليكة بعدما سألت في توجس
مليكة: إنتِ عرفتي إزاي يا ناناه
تابعت خيرية باسمة بثقة
خيرية: واااه هو ابوكي مخبركيش ولا إيه.... ابوكي وابو سَليم كانوا صحاب أكتر من الاخوات يعني أني اللي مربية ابوكي وهو جالي بعد ما عرف طوالي
وبعدين مجاصيصي البيض دول مش بالساهل إكدة يا بنيتي..... أني كنت حاسة من لما شوفتك إني أعرفك .......عينيكي مكانتش غريبة واصل
إبتسمت مليكة في حبور وهمت بالتحدث حتي أردفت خيرية
خيرية: طبعاً سَليم ميعرفش أيتها حاچة لسة
أردفت مليكة بإضطراب متوجسة
مليكة: أيوة يا ناناه أنا لسة مقولتلهوش وهو ميعرفش حاجة
أردفت خيرية بهدوء لتطمئنها
خيرية: وأني معرفتش حاچة من الأصل متجلجيش يا بنيتي بس لازم تجوليله في أجرب فرصة
تنهدت مليكة بعمق وهي تردد
مليكة: حاضر ....هقوله
****************************
بعد عدة ساعات حضرت مليكة إفطار سليم ودلفت له لتطعمه في هدوء فقد إنخفضت درجة حرارته عن الأمس بعض الشئ ولكنه لا يزال لا يشعر بها فقد كان أحياناً يفتح عيناه قليلاً ليطالها بنظرات غريبة عنها.....خُيل لها أنه حباً ثم يغمض عيناه مرة أخري دون أن يتفوه بحرف.....وأحياناً أخري يهمهم بكلمات غير مفهومة
مليكة..... مراد.... حازم.... مينفعش......بحبها...كدابة
ولكنها لم تفهم أي شئ مما يقصد
حتي بدأ في استعادة وعيه بعد مرور بضع أيام
فقرر الإذعان لمليكة بعدم الذهاب للشركة ومباشرة عمله من المنزل حتي يستعيد عافيته
فهاتفته خيرية لتطمئن عليه وبعد السلامات أردفت هي توصيه علي مليكة
خيرية: خليك أمانها ياولدي
أردف سليم بعدم فهم مازحاً
سليم: جصدك إيه يا جاچة عاد
أردفت هي بثبات
خيرية: أمانها يا ولدي ........عارف يعني إيه أمان للست...... يعني لما تيچي تطلب منك طلب تطلبه وهي مش خَايفة مهما كانت هيافته
يعني لما تجولك علشان خاطري تكون خابرة إنها ورطتك لأنك مش هترفض طلبها .......يعني لما تغلط يا ولدي تحكيلك إنتَ أول واحد مش خوف لع حب وأمان ولما تعمل حاچة چديدة تاخد رأيك فيها وهي واثجة إنك مش هتبخل عليها بيه .......يعني متتمألتش عليها لو توخونت شوي
ولا هتشمت فيها لو فشلت ف حاچة .......يعني تكون أول واحد بترفع ثجتها في حالها ومتحسش بوچودها إلا معاك إنتَ وبس مش العكس........يعني لما تنام وهي جاعدة من التعب توبجي واثجة إنك هتغطيها.....إنك هتسكت الكل عشان هي ترتاح علشان راحتها تهمك.....يعني لما تتعب توبجى عارفه أن حضنك مفتوحلها.......وإنك وجت أزمتها هتجف چنبها حتى لو كنت واخد علي خاطرك منيها........يعني تلاقيك لما تحتاچ تشوفك
يعني لما أني ولا عمتك ولا أي مخلوج نسألوك مرتك عاملة إيه معاك تجولنا الحمد لله مبسوطين حتى لو فيه مشاكل بينكم وبين بعض
يعني يا ولدي توبجي صاحبها جبل حبيبها وحبيبها جبل چوزها وچوزها جبل ما تكون أبو ولادها........تكون سندها......ظهرها اللي بتتحامى فيه وقبل كل دول ابوها...... ابوها اللي متخافش ولا تتكسف منيه
صدجني يا ولدي ديه اللي بتدور عليه أي حُرمة في الدنيا و اللي لما تلاجيه بتبيع الدنيا كلاتها علشانه.....لما تلاجيه مش هتنكد عليك......مش هتنام كل يوم ودموعها على خدها مش هتكره الچواز وانها ست لع والله يا ولدي وشها هينور كل يوم عن اليوم اللي جبله ......هتمشي تتفاخر بيك وتجول ياريت كل الرچالة چوزي مكنش هيبقي فيه حُرمة حزينة واصل ......خليك أمانها ياولدي هتكون سندك طول العمر.....فهمتني عاد ولا لع
لمست كلمات جدته شغاف قلبه وحركت أخر جزء كان يعاند من الإنجراف في تيار حبه لمليكة
ولكنه أردف مازحاً
سليم: واااه يا حاچة من ميتي وإنتِ بتجولي شعر
أردفت خيرية باسمة بأسي
خيرية: دا مش شعر يا ولدي ده الي سيدي وسيد البلد كلاتها..... چدك الله يرحمه علمهولي طول عمره معايا أكده
خدني وأنا بت 15 رباني علي يده كان أبويا جبل أي حاچة تانية.......عمره ما جالي كلمة شينه واصل حُبه كان زي الزرعة الصغيرة چوة جلبي اللي كانت بتكبر كل يوم ......كان بيسجيها حب وإهتمام وأمان فهمت جصدي يا ولدي
أردف سليم باسماً بسهادة
سليم: فهمت يا حبيبتي...... فهمتك
لايك قبل القراءة وكومنت بعدها يا فرولاتي❤😍
الفصل الثامن والعشرون
جلست مليكة أمام نافذتها في شرود
مضي الليل إلا أقله ولم يبقي إلا أن تنفجر ظلمة الليل عن جبين الفجر ولا تزال هي ساهرة قلقة المضجع تطلب الراحة ولا تجدها.......تهتف بالغمض ولا تجد سبيل إليه ......يؤرق مضجعها ذلك السليم الذي يشغل تفكيرها بتغيره الجذري معها
فقد أصبح يحترمها ......يهتم بها.... أصبح لا يخجل من إظهار قلقه وخوفه وحتي حبه.......عَلي وجيفها بإضطراب حينما فكرت ولو لوهلة في إمكانيه حبه لها .......هل يمكنها وبعد كل ذلك الوقت إقناعه بالحب..... إقناعة بإمكانية برائتها..... رفعت يدها تواسي قلبها الحائر تذكره بثابت من ثوابت القدر والنصيب...... أننا لا نقابل الناس صدفه....بل من المقدر لهم أن يعبروا طريقنا لسبب ما..... فلعل هذا السبب يكون حباً أو عشقاً ابدياً
فخلدت إلي النوم وفي قلبها يتردد سؤال واحد
ومتَى الفُؤاد بِالتَلاقي يَهتنِي؟!
**************************
في قصر الغرباوية
بعد إنتهاء صلاة الفجر خرجت قمر من غرفتها كي تشرب بعض المياة وأثناء مرورها شاهدت نور غرفة فاطمة مُضاء.......إقتربت من الغرفة وفتحت الباب في هدوء فوجدتها جالسة أمام شرفتها تبكي بقوة
ولم تشعر بقدميها إلا وهي تقتادها تجاه تلك الفتاة
التي تُذكرها بشقيقتها فجلست بجوارها مربتة علي يداها
جففت فاطمة عبراتها وتطلعت إليها شذراً
فإبتسمت قمر في هدوء
قمر: أني مكنتش براجبك ولا حاچة والله أني كنت رايحة أشرب وشوفتك....ومش هسألك عاد بتبكي ليه ولا إيه اللي مصحيكي لحد دلوجت ولا هجولك اللي يبكينا نرميه ورا ضهرنا ولا حتي هجولك إن سَليم من الأول مكانش ليكي بس هجولك حاچة واحدة بس يا خيتي الحٌب لو ما حَلاش الدنيا دي كلاتها في عينيك و وجعك فيّ غرام نفسك و جَوَاكي وصَلب ضهرك و روج روحك و عطر دنيتك وفتح نِفسك كمان.....يوبجى متحبيش يا حبيبتي
برقت عينا فاطمة بألم وهي تطالع قمر الباسمة في حبور ......فحقاً ماذا أخذت هي من حبها لسليم غير الألم وذلك الجرح الغائر الذي خلفته مخالب الخيبة في قلبها اليانع الذي أضحي مريضاً......غير ذلك الكسر الذي أحدثته خطوات الحب من طرف واحد داخل قلبها المسكين.....لم يخلف غير الظلام والإندثار في غياهب الكره والحقد ......نعم هي محقة كل الحق..... ستنساه وتتخلي عنه...... ستطوي تلك الصفحات من حياتها للأبد وتتمني له السعادة في حياته ومع زوجته التي إختارها
*************************
في الصباح علم عاصم بمرض سليم فأخبر والده وقررا الذهاب لزيارته في منزله وأيضاً الإطمئنان علي شقيقته ورؤية طفلها
وصلا الي المنزل بعد وقت قصير
فرحبت بهما ناهد واجلستهما في الحديقة
وصعدت لأعلي لإخبار سليم
أردف هو باسماً بأدب
سليم : قوليلهم 10 دقائق ونازل يا دادة
ثم إنصرفت هي باسمة لتخبرهم بما أخبرها سليم
وما إن هم هو بالنزول حتي سمع هاتفه يعلن عن قدوم مكالمة آخري من مكالمات العمل التي لا تنتهي
قابلت ناهد مليكة في طريقها للأسفل
فسألت بتوعد
مليكة: هو سليم فين يادادة أنا مش لاقياه
أردفت ناهد باسمة
ناهد: متقلقيش مراحش الشغل دا بيلبس في أوضته علشان أمجد بيه وعاصم بيه تحت
تهللت أسارير مليكة وركضت للأسفل ومعها مراد
مراد: مين يا مامي
أردفت مليكة باسمة بحماس
مليكة: دا جدو يا مراد
ثم توجها ناحيتهما في سعادة فركضت هي لإحتضان والدها بشوق ثم شقيقها
برقت عينا أمجد بسعادة أثر رؤيته لمراد رفع بصره ناحية مليكة وعيناه مليئتان بنظرات التساؤل
أومأت مليكة له برأسها باسمة
نعم يا والدي العزيز هاهو حفيدك.....الثالث أمامك فحمله بين ذراعيه وهو يحتضنه وعيناه وعيناه تكاد تنفطر من العبرات
سأله مراد في براءة
مراد : هو إنتَ فعلاً جدو
أومأ له أمجد برأسه عدة مرات
فأحتضنه مراد بسعادة ثم هبط من بين ذراعيه وتوجه لوالدته التي إنسابت دموعها تأثراً دون رغبة منها
وإحتضنها بحماس
مراد: مامي أنا عاوز أشكر ربنا علشان لما طلبت منه زي ما قولتيلي إنه يبقي عندي جدو وافق وبعتهولي علي طول
إحتضنته مليكة بقوة بعدما إزدادت عَبَراتها
مليكة: نقول الحمد لله يا مراد ....الحمد لله
واخيراً وبعد ذلك المشهد المؤثر أخذ مراد بإيدي جده ليريه حصانه الذي قد اشتراه له والده منذ فترة
أما مليكة فسارا هي وعاصم سوياً يتحدثان في عدة مواضيع حتي باغتها عاصم بالقول باسماً
عاصم: الواد مراد دا شبهك إنتِ وسليم أوي دا إنتو لو مظبطينها مش هتطلع كدة
ضحكت مليكة بخفة بينما تابع هو مُتزمراً
عاصم: إشمعني أنا عيالي كلهم طالعين حلوين لنوري دا حتي الواد ....الواد الحيلة طالع حلو لأمه
أردفت هي مازحة بين ضحكاتها
مليكة:دا بدال ما تحمد ربنا
أردف هو متبرماً بمشاكسة
عاصم: قصدك إيه
قرصت مليكة وجنتيه بمزاح
مليكة: مقصديش يا روحي دا أنت قمر
فضمها إليه يشاكسها كحركتهما في الطفولة
ولكنه شاهدها...... نعم شاهدها بين ذراعيه.... يحتضنها رجل غريب...... وفجاءة تدافعت لعقله كل
أحلامها وحديثها..... تري هذا هو عاصم الذي تراه في أحلامها.......هل هو من تناديه بإستمرار....... أ هذا هو غريمه....... شعر وقتها بألم قاتل ينشب أظفاره في قلبه..... شعر بألم يجثم علي روحه يكاد أن يسلبها...... أخذ عقله يلعن قلبه ويوبخه فهو من دافع عن تلك الخائنة وتوسط لها..... هو من أنكر إدانتها..... هو من قاتل لأجلها بإستماته في تلك المعارك التي كثيراً ما نشبت بينه وبين العقل
هو الذي ضم روحه الي حلفائها ضد عقله
صرخ عقله موبخاً
أين أنتَ لما لا أسمع إعتراضك.... لِما فقط أسمع منك أنيناً .....أ تتألم .....نعم ذلك ما تستحق فلقد وقعت كالأبله في نفس الخطأ مرة آخري ....مرة آخري قد خفقت لواحدة آخري من بنات حواء
وكأنك لم تتعلم..... كأنك لم تذق مرارة الخذلان
كأنك لم تعرف للآلم سبيلا
وفجاءة إرتسم الجمود علي ملامحه مرة أخري متناولاً هاتفه كأنه يتحدث به حتي ينبهما لوجوده
إعتري القلق قلبها حينما رأت لمعه عيناه التي لاحظت وجودها منذ عدة أيام عادت لتنطفأ مرة أخري...... شعرت بتلك البرودة والظلمه تنبعث منها مرة آخري...... لم تعرف وقتها لِما راودها ذلك الشعور بالقلق الذي هيمن علي عقلها وقلبها وجثم علي روحها.....ولكنها رسمت إبتسامة هادئة علي شفتيها وإتجهت ناحية سليم الذي أردف باسماً ولكنه كان ينظر إليها......نظراته كانت غريبة عنها..... أخافتها..... نعم أخافتها وبشدة لم تعرف لما حتي
سليم: أهلاً أهلاً القصر نور .....بقي عاصم الراوي عندنا
أتي أمجد في ذلك الوقت ضاحكاً وفي يده مراد
أمجد: لا مش عاصم الراوي لوحده وأمجد كمان لو مفيش إعتراض
إبتسم سليم في هدوء وأردف مُرحباً بأمجد
سليم: لالا دا النهاردة عيد بقي أمجد بيه عندنا مرة واحدة
جلس أمجد ومعه سليم وعاصم ومراد علي أقدام جده أما مليكة فذهبت لتأمر بإحضار بعض المشروبات والمقبلات لهم وظلت بغرفتها بعدما أرسلت رسالة نصية لعاصم تخبره فيها أنها لم تخبر سليم بأنها ابنه أمجد الراوي بعد
************************
بعد عدة ساعات
سمعت صوت سيارة شقيقها تنطلق في هدوء
فوضعت الكتاب الذي كان بيدها وإتجهت خارج الغرفة كي تأخذ مراد الذي وجدته نائماً بين ذراعي سليم
إتجهت ناحيته باسمة في حبور فأعطاها مراد في هدوء .....ولكن أ هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة لا تعرف
وفجاءة أردف بصوته الأجش بنبرة تقطر بروداً تناقضت تماماً مع تلك النيران التي تنبعث من عيناه سرت علي إثرها رجفة في قلبها قبل جسدها
سليم:ودي مراد وتعالي لأوضتي عاوزك
أومأت برأسها في هدوء وقادتها قدماها المرتعدتان في قلق الي غرفة مراد
وضعته في هدوء ثم دثرته طابعة قبلة حانية علي جبهته وإتجهت لغرفة سليم
طرقت الباب في هدوء فأردف هو بجمود
سليم : إدخلي
دلفت هي للداخل تُقدم قدماً وتُؤخر الأخري
ثم أردفت بصوت مرتعد
مليكة: كنت عا....
أردف سليم بصوت جهوري هادر وعينان حمراوتان مثل الدم تماماً حتي إنها كادت أن تسقط من خوفها سليم: إنتِ مرات سليم الغرباوي يا مليكة.....فاهمة يعني إيه مرات سليم الغرباوي
صرخ بحدة أكثر ....رافعاً صوته أكثر ليجعلها تنكمش علي نفسها أكثر
يعني بتاعته هو وبس ومش من حقك بأي شكل من الأشكال مش إنك تخلي راجل يلمسك لا دا إنتِ مينفعش تفكري في راجل تاني أصلاً
فاكرة قبل ما نتجوز قولتلك إيه
صرخ بقوة أكبر وكأنه مصر علي تحطيم أعصابها أكثر ......فأنسابت عبراتها بعدما إرتعد جسدها للمرة الثالثة تلك الليلة
أنا هقولك..... قولتلك إني مش هسمح لأي حد إنه يجي جمب سمعتي بأي شكل من الأشكال
أومأت مليكة برأسها عدة مرات في هلع وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة في البداية من كثرة ما تشعر به خوف فبنيته الضخمة بالإضافة لصوته الجهوري تضيف مشهد الوحش الكاسر لأي شخص وخصوصاً بحجم مليكة
مليكة:اااا ....بس.....أنا ....بس أنا معملتش حاجة
ضحك بصخب ضحكة سمعت صداها المرعب يتردد في أنحاء القصر بالكامل أو هكذا خُيل لها من شعورها بالخوف.........برقت عيناه كرهاً وإشمئزازاً وهتف بها في سخرية
سليم: ويبقي حضن عاصم الراوي اخوي مش كدة
إعتدلت في وقفتها وبعدما حدقت به دهشة
إذن سر كل ذلك هو عاصم.... بالتأكيد قد شاهدها وهي تحتضنه
فهتفت تتسائل في هدوء بعدما ضيقت عيناها بتوجس
مليكة: إنتَ شوفتني وأنا بحضن عاصم صح
أردف هو بنبرات تقطر حنقاً
سليم: لا و وصلت بيكي القذارة إنك تدخلي مراد في القرف دا وتخليه يخليلك الجو مع عاصم بأنه يلهي أمجد
صرخت به مليكة بحنق وهي ترفع إصبعها مشيرة له في تحذير
مليكة: إياك.......أياك تقول كلمة واحدة كمان
رنت ضحكاته في سخرية إمتُزِجَت بالقهر
وأردف بإزدارء
سليم: عارفة أكتر حاجة بتعجبني إيه إنك لسة مكملة في دور البريئة و بتتكلمي بنفس الثقة
صرخت به مليكة غاضبة
مليكة: إنتَ متعرفش حاجة أصلاً علشان تتكلم كدة
عاصم دا يبقي اخويا يا سليم..........اخويا
رفرف بأهدابه عدة مرات يمثل شعوره بالمفاجاة
سليم: هاه وإيه كمان
زمت مليكة شفتاها بضيق وأردفت حانقة
نعم طفح كيلها من كل شئ....... ستخبره بكل شئ
هو يريد معرفة الحقيقة........لِما لا ستخبره إياها
مليكة: إسمع بقي علشان أنا تعبت..... خلاص تعبت
جففت دموعها بعنف وهي تردد بأسي
أنا اسمي مليكة أمجد محمد احمد سليمان
الراوي ........بنت أمجد الراوي وايسل
كنا أسرة جميلة أوي مكونة من أنا وبابي ومامي وعاصم لأن مامي عرفت إنها حامل في تاليا لما بابي مشي وأنا عمري 8 سنين عرفت إن بابي هياخد عاصم ويسيبنا..... أيوة مشي .....هددوه يعني
أردفت بسخرية بينما أظلمت عيناها آلماً
بما إنه عصي تقاليد العيلة وإتجوز واحدة تانية غير اللي كانوا منقينهالوا ورفضوا يقبلوا أمي فإضطر إنه ياخد عاصم ويرجع البلد علشان سلامتنا يعني
أردفت بقهر
عيشت يتيمة وأبويا عايش.........شفنا بهدلة وقرف من كل الناس.......عرفت يعني إيه وجع......كسرة نفس وظهر وعيشنا مع مامي لحد ما كان عمري 15 سنة .......لحد ما كنا راجعين من عند حد من قرايبنا و قالولنا إنه بابي لو طلب ياخدنا هيعرف ياخدنا بكل سهولة ......يومها مامي نزلت بتعيط وخدتنا وساقت العربية وفجاءة وإحنا بنتكلم طلعت عربية وخبطت عربيتنا .....فوقت لقيت عربيتنا مقلوبة بس أنا كنت براها لأن شباكي كان مفتوح......فوقت لقيت مامي محشورة بسبب الحزام ومتغطية دم وتاليا مغم عليها في الكنبة ورا
روحت أساعد مامي صرخت فيا إني اساعد تاليا الأول
أردفت باكية بقهر
شيلت تاليا وخرجتها بس ملحقتش أخرج مامي.....ملحقتهاش العربية كانت إنفجرت بيها قدام عيني
بعدها فوقت لقيتني في المستشفي وتاليا معايا
وروحنا عيشنا مع تيتا سافرنا إسبانيا سوا واشتغلت هناك علشان أصرف علي تاليا .....إشتغلت سكرتيرة للراجل اللي حب أمي زمان........كان بيعتبرني زي بنته ......كان بيقولي لو كنت اتجوزت ماتك وجيبنا بنت كانت هتكون شبهك وفي أوقات كنت بشتغل في الأزياء المجال اللي عجب تاليا جداً لحد ما جت الشركة الملعونة اللي قدمت عرض لتاليا إنها تسافر معاهم كذا بلد وتشتغل في مقرها في مصر
وفعلاً وافقت وسافرت علي الرغم من رفضي علشان خوفي عليها كنت بنزلها بس مش دايماً بس كنت بكلمها كتير جداً لحد ما في يوم كلمتني وقالتلي إنها عاوزاني أنزل وفعلاً دا اللي عملته
ولما نزلت .....
إنتحبت بقوة بعدما أردفت بأسي
قالولي ماتت ....ماتت.....كانت لسة صغيرة
أردف هو بدهشة بعدما برق محاولاً ربط الأحداث ببعضها
سليم: يعني تاليا اللي حازم حكالي عليها
تبقي .......تبقي اختك
أومأت هي برأسها في آلم
أيوة هي
تابع هو بإشمئزاز
سليم: يعني إنتِ ضحكتي علي جوز اختك واتجوزتيه
صرخت به بحنق باكية بقهر
مليكة: إنت مش فاهم أي حاجة ولا عمرك هتفهم
ثم ركضت مسرعة للخارج
تبكي حياتها....... آلمها..... قهرها......إحتياجها... حبها الذي لم تعد تملكه ......صرخت بقهر.... عساها تخرج كل ذلك الآلم القابع في قلبها.... الجاثم علي روحها.... يخنقها .....تتسائل في قرارة عقلها لما إستيقظت من ذلك الحلم الوردي الذي إندثر بين ثناياه الألم .....القهر والوجع
ضحكت بقهر ونفسها تردد في آلم
كُنا أقوياء حين مسّنا الحُلُم فأستندنا عليه بكُل قوتِنا و أطمئننا أنهُ أرضٌ لاتخون.....فخَانت فلمْ نفِق إلا عَلى وقع إرتطامنا بالأرض وَوجعِها.....اااااه وكم هو مؤلم ذلك الشعور......وجدت قدماها تقتادها الي خارج ذلك القصر تركض مسرعة عساها تتخطي ذلك الوجع.... تتركه علي قارعة ذاك الطريق وتعود للمنزل .....خفيفة غير مثقلة بالآلام
وأخيراً أدركت أن علاقتها مع سليم هي فرح إمتُزِج جيداً بالألم حتي كاد أن يغلب عليه طعم الوجع
فهو قد أتي لحياتها آلم لينقذها من آلم أخر
ألا تعرفين طفلتي إن أسوأ ما قد تحمله لكِ الأيام هو وجع على شكل فرح.....يتقمص فيها الجرح دور المنقذ من جرح آخر........ وحين تطمئن له يصفعك تحت جنح الغفلة......لا ترى منه ذلك الوجه الرقيق الذي كنت تراه بالبداية....يسحبك من يدي قلبك إلى سراديب الصمت...... يسلب من وجهك وقلبك تلك الإبتسامات الخفية التي كنت تطلقها على مضد.......يحصل لكِ كل ذلك لسبب وواحد
لأنكِ شخصٌ يحلم بأن يعيش حراً من الخيبات
ولكنها لم تدري كم كانت تتقدم في لحظة الي غياهب تلك الخيبات تتابع الواحدة تلو الأخري علي قلبها ليحطم الباقي القليل منه......
وفجاءة سمعت سليم يدعوها إلتفتت إليه تطالعه باكية بآلم..... ااااه محبوبي كم أتمني أن تصدقني
كنت أعتقد أنني حينما أكبر سأكون مع من أحب
مترابطان كالعقدة كلما شدت أطرافنا الايام إزدادنا التحاماً..... ولكن ما حدث كان العكس تماماً
فنحن نزداد تعقيداً.....بُعداً.... تشتتاً وإضطراباً
وفجاءة غشي نورٌ ساطعٌ عيناها وإرتفع بأذناها أصوات أبواق سيارة حتي شعرت بشئ يرتطم بها بقوة حتي جعلها تحلق عالياً ثم تسقط بشدة علي الأرض الخشنة
كان كل ما تراه الأن مشاهد متقطعه هي غير متأكدة منها.......عدا تلك التي ترتدي فستاناً أبيض تبتسم لها بحنو كعادتها دوماً........تلك الابتسامة التي لم تفارقها يوماًًً.....نعم والداتها هنا ومعها تاليا ايضاً ااااه كم إشتاقت لهما
نهضت راكضة نحوهما وهي تحتضنهما بقوة ثم أردفت بشوق
مليكة: وحشتوني أوي......وحشتوني
أردفت أيسل باسمة بحبور بعدما مسحت علي وجنتها بحنان
أيسل: وإنتي كمان يا حبيبتي ....وإحنا جينا علشان ناخدك معانا
أومأت مليكة برأسها في سعادة وهي تحتضن والدتها
مليكة: أيوة يا مامي خديني معاكي أنا تعبت هنا لوحدي خدوني معاكوا
لايك قبل القراءة وكومنت بعدها ❤😍
الفصل التاسع والعشرون
ولكن فجاءة ظهر من بين هذا النفق المضئ مراد وسليم
هتف بها مراد في جزع خفق له قلبها بشدة
مراد: مامي متمثيث
كادت أن تتقدم خطوة أخري وهي تحاول نفض صوته عن عقلها بعدما أشاحت بصرها عن سليم الذي تخلل صوته الي حواسها مع دمائها التي تجري مندفعة يهتف بها في وله عاشق قد إحترق سابقاً بنار الفراق
سليم : مليكة.....مليكة إفتحي عيونك يا مليكة
همهمت قليلاً وهي تحرك رأسها تجاهد كي تفتح عيناها المثقلة وكأن بهما رملاً كي تخبره بكل شئ
يجب أن يعرف أنه الأول..... يجب أن يعرف أنها ما عرفت ولا عشقت رجلاً غيره.... يجب عليه أن يعرف أنه أول وأخر فارس تسمح له بغزو مملكتها المتراميه الأطراف...... أول من تسمح له بصك ملكيته علي قلعتها .....كان هو الإحتلال الوحيد الذي رحبت به أعماقها وبحرارة ..........ولكن ليس كل ما في القلب قابل للبوح فهناك ما يولد ويموت ولا يفصح عنه فيكون مكانه الوحيد هو الإندثار بين طيات الماضي
صرخ سليم الباكي بمن حوله كي يطلبوا الإسعاف التي حقيقة وللمرة الأولي حضرت أسرع مما ينبغي..........هَم رجال الإنقاذ بحملها فرفض هو صارخاً بهم بأنه من سيحملها وبالفعل تركوه يحملها وصعدوا سوياً الي سيارة الإسعاف التي سرعان ما إنطلقت الي المستشفي أخذوها منه الاطباء ودلفوا بها لغرفة العمليات
جثي علي ركبتيه أمام الغرفة محتضناً رأسه بين يداه........يبكي آلماً علي محبوبة القلب التي لن ولم يتركها تذهب من بين يداه
في غرفة العمليات
كان الوضع غير مطمئناً بالمرة......فقد نزفت الكثير من الدماء علي غرار عدم إستجابتها للعلاج.....وذلك الجهاز اللعين الذي يعلن إنخفاض نبضها
إبتسمت والدتها وأخذت بيدها وسارا سوياً نحو ذلك النور القابع في أخر النفق شعرت مليكة بروحها تحلق بعيداً في سعادة عارمة......شعرت بنفسها خفيفة للغاية وفجاءة دوت صافرات الجهاز لتعلن توقف قلبها الكبير عن النبض لتعلن مآتم ذاك الذي خُلَقَ ليُعطي....خُلِقَ ليُحب ويتحمل.... خُلِقَ ليضحي
***********************
في قصر الغرباوية
نهضت خيرية من نومها فزعة لدي رؤيتها لرؤي تخص مليكة........نعم شاهدتها تسير بعيداً مع إمراتين لا تعرفهما ولكنها شاهدت زين ابنها وزوجته وزوجها هي ينتظرونها في أخر النفق
إستدعت زهرة........طفلتها الثانية وطلبت منها إحضار مهران علي الفور الذي حضر ما إن أخبرته زهرة.......دلف مهرولًا لغرفة والدته هاتفًا بها في قلق
مهران: في إيه يا حاچة إنتِ زينه
أردفت خيرية وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها في هدوء
خيرية : مليكة يا ولدي....مليكة
ضيق مهران عيناه متسائلًا
مهران: مالها يا أماي
أردفت خيرية متوجسة خيفة
خيرية: مليكة مش زينه يا ولدي فيها حاچة
أردف مهران بقلق بعدما زم شفتيه
مهران: هيكون فيها إيه بس يا أماي
أصرت خيرية
خيرية: كلملي سليم يا ولدي حالاً
أضاف مهران مضطرباً
مهران: بس يا حاچة الوجت متأخر عاد
خيرية بإصرار
خيرية: حالاً يا مهران حالاً
وبالفعل هاتف سليم فلم يجيبه وبعد العديد من المرات قرر أن يهاتفه علي هاتف القصر فأجابته ناهد المذعورة تخبره بأن مليكة في المستشفي بسبب حادث سير
خيرية: وااااه يا جلبي عليكي يا بنيتي
كانت تلك الكلمات التي خرجت من فم خيرية بألم صاحبتها دموع بعد معرفتها لذلك الخبر....فهي بعد ذلك الحلم أيقنت أن مليكة ستذهب الي ذلك المكان الذي ذهب إليه أحباؤها في السابق
**************************
في قصر عاصم الراوي
إستيقظ من نومه علي صوت تأوهات شخصاً ما وكأنه ينازع البقاء حياً عمد بيده الي عيناه يفركهما محاولاً نفض النوم عنهما وهب جالساً في قلق
جال ببصره في أرجاء الغرفة باحثاً عن نورسين فلم يجدها......نهض مسرعاً ناحية المرحاض فمنه يأتي الصوت
طرق الباب عدة مرات هاتفاً بقلق
عاصم: نورسين إنتي جوة
لم يأته رد حتي أنه إستمع شهقات بكاء مخنوقة وكأن شخصاً ما يختنق
طرق الباب بعنف أكبر فهو صوت محبوبته الذي يعرفه جيداً وكيف يغفل عنه .....وأخيراً بعد عدة دفعات إستطاع فتح الباب......دلف مهرولاً حينما شاهدها ساقطة أرضاً ووجهها محمر أطرافها شاحبة كأنها تختنق
حملها مسرعاً وهو يحاول معرفة ما بها فكانت ترتجف بين يديه كمن علي وشك الموت
هتف بها بقلق
عاصم: نورسين فيكي إيه
أشارت له بيدها المرتجفة ناحية درج الكومود المجاور لفراشها
فعمد بيده مسرعاً لفتحه ولم يجد به غير شريط من الدواء
أمسكه بيده وهو يرفعه تجاه وجهها يسألها في هلع
عاصم : هو دا
لتومئ له ووجهها أحمر بشدة فأخرج لها قرص لتشير له بإخراج واحد أخر.....أخرج الثاني ثم ناولهما لتبتلعهما بسرعة وهي تشهق إحتضنها بِرَكنها الي صدره الدافئ الواسع
وبعد أن شعر بأنتظام أنفاسها سألها عاصم في وله
عاصم : فيكي إيه يا نوري
خفق قلبها لكلمة نوري التي تطربها من شفتاه ولكنه أيضاً إمتزج بالخوف فماذا ستخبره الآن.....ماذا ستقول له
وجدت الكلمات تندفع من بين شفتاها تلقائياً وحتي بدون أن تمر علي عقلها وجدت نفسها تقص عليه مرضها ......وجدت نفسها تخبره ما عانت وكيف تألمت.... وجدت دموعها تنهمر بلا توقف وكأنها تبكي إحتياجها إليه وخوفها من فقدانه....تبكي آلمها علي حالته.......تبكي ولكن بكائها ليس عدم رضي قطعاً ولكنه آلماً لألم احبتها.......خوفاً لفقدانهم
برقت عيناه هلعاً وهو يطالها بتيه وكأنه لم يسمعها
هو لم يتخيل يوماً أن تمرض صغيرته........فحينما تصاب ببعض البرد يكاد يفقد عقله قلقاً.....فماذا إذا ما كانت تخبره بأن قلبها .....ذلك القلب الذي عشقه وعشقها لأجله مريض .....يتألم.....ما الذي يجب عليه فعله.......هو لا يتخيل مرضها فما باله بفقدانها
بعدما أخذت تدعوه عدة مرات ولم يستجب
هو إستمر فقط بالتحديق
عمدت بكفيها تحتضن وجهه وتقربه منها واضعة جبهتها مقابل جبهته وكأنها تتكأ عليه
رفرف عاصم بأهدابه عدة مرات وكأنه استفاق من شروده ما إن لامست بشرته لبشرتها وسمح لدموعه الحبيسة بالهبوط وهو يمسك بوجهها في آلم... هلع... وله وخوف
تلعثمت الكلمات علي شفتيه وأردف يسألها بعدم إستيعاب
عاصم: يعني إيه..... وليه مقولتليش من الأول
أغمضت عيناها بألم وهمست في خفوت
نورسين: خوفت........خوفت عليك
نفض عاصم رأسه وكأنه يحاول نفض تلك الأفكار السلبية التي تجمعت بعقله وأردف بأمل
عاصم: نسافر برة......نشوف متبرع ونعمل العملية برة
همست هي بيأس
نورسين: الدكتور هيبلغني أول ما يلاقي متبرع
هتف عاصم بها بجزع
عاصم: أنا مش هستني لما الدكتور يقول ....أنا هسافر وأدور بنفسي ولو حكمت خدي قلبي أنا
أنا في داهية
رمت نفسها بين ذراعيه باكية وأردفت بين شهقاتها
نورسين : بعد الشر عنك متقولش كدة أبداً
ضمها بين ذراعيه الي صدره بصوة وكأنه يريد تخبئتها بداخله وأردف باكياً بعشق يقطر من كلماته
عاصم: نوري .......إنتِ فعلاً نوري.... النور اللي جه ونورلي حياتي كلها مليش غيرك ومش عاوز غيرك في الدنيا ..... أنا من غيرك أموت يا نوري فاهمة
***********************
في المستشفي
وقف علي قدماه حينما خرجت الممرضات من غرفتها يركضن لإحضار بعض الاشياء والعودة مرة أخري...... وقف هو يصرخ بهم يسألهم
سليم: مراتي .......مراتي فيها ايه
أجابته إحدي الممرضات التي خرجت لتوها
الممرضة: البقية في حياتك يا أستاذ
توقف قلبه عن الخفقان وهو يطالعها بصدمة شلت أطرافه
وجد نفسه يسير بهدوء ناحية زجاج الغرفة
فشاهدها..... نعم كانت منسدحة علي الفراش بهدوء..... تبدو شاحبة حد الموت......حولها يركض الأطباء بهلع لإحضار بعض المعدات ولكنها علي حالتها تلك...... مستسلمة تماماً.... كان يسمع صوت قلبه وهو يهتف بجزع يدعوها كي تستفيق
تنهض.......كي تعود له كما كانت.......ولكن كيف يا صديقي تضرم فى روح أحدهم النار.....فيظل يُعاني كثيرًا الى أن يصير كومة من الرماد لا حياة فيها....ثم تطالبه بأن يعود كسابق عهده.....لقد مات ياصديقي.......ومن مات لا تنتظر منه
شىء...... يبقى فقط أن ترعاه علّ معجزة تحدث ويُحييه حُبك
لايك قبل القراءة وكومنت بعدها 😍❤
الفصل الثلاثون
حاول الأطباء إنعاشها بجهاز الصدمات ولكنها علي حالتها بلا أي إستجابة حتي توقف قلبه هو الأخر
وأخذت دموعه في الإنهمار......صرخ بهم أحد الأطباء
الطبيب: إندروفين بسرعة
************************
أمسكت تاليا بيدها وهي تطالع وليدها بحب وتابعت بأسي
تاليا: إنتِ فعلاً وحشتيني يا مليكة وعاوزاكي معايا بس لسة في حاجات لازم تخلصيها
الأول....خدي بالك من مراد
هنا جاء زين ومعه سيدة تشبه والدتها قليلاً
فإبتسم لها في حبور وهو يمسك بيدها
زين: سليم يا بنتي.....سليم طيب وبيحبك
أخفضت هي رأسها آلماً ولم تعقب
رفعت تلك السيدة رأسها لأعلي وغمزت لمليكة
روڤان : طلعي عينه
ثم تركوها ورحلوا فتوجهت هي لمراد
*************************
سمعوا منها شهقة كبيرة دلت علي عودتها للحياة......نعم وأي عودة هي عودة لن تكون يسيرة أبداً .....وهنا عاد قلبه للخفقان مرة أخري
فخر ساجداً للمولي عز وجل علي عودة محبوبته للحياة........نعم محبوبته.....فهي مدينته الصغيره....قبلته وقبيلته..... موطن قلبه.......والنبض المتبقي في صدره......هزائمه المتكرره وانتصاره الوحيد !
*************************
أحضر عاصم هاتفه وقام بمهاتفه الطبيب الخاص لنورسين علي الرغم من إعتراضها الشديد لتأخر الوقت ولكنه لم يلق بها ذراعاً فهاتفه وإتفق معه علي كل التفاصيل وسيكون سفرهما بعد ثلاث أيام
لم يكد أن يضع هاتفه جانباً حتي شاهد اسم والده علي الهاتف إعتراه القلق الشديد فطلبت منه نورسين الذهاب إليه سريعاً
وبالفعل ما إن خرج من غرفته حتي وجد والده يصرخ به بجزع
أمجد : اختك.... اختك يا عاصم
ضيق عاصم عيناه بعدما ارتفع رجيفه ريبة وأردف بقلق
عاصم: مالها مليكة يا بابا
هتف أمجد
أمجد : اختك عملت حادثة يا عاصم وفي المستشفي الحاجة خيرية لسة مكلماني وقايلالي
لم يستوعب عاصم أي شئ غير أنه إنطلق يركض حاملاً معطفه ومفاتيح سيارته وخلفه والده
لم يعرفا حتي كيف وصلا للمستشفي وقتها
ولكن لن ينسوا مظهر سليم الذي شاهدوه جالساً علي أحد الكراسي واضعاً رأسه بين يديه في خنوع
ركض أمجد ناحيته هاتفاً به في هلع
امجد: بنتي .....بنتي فين يا سليم
رفع سليم رأسه في ألم ونهض مطأطأ الراس
فصرخ به عاصم بجزع
عاصم: سليم رد علينا مليكة فيها إيه.....عملت في اختي إيه
لم يعلم لما إخترقت كلمة شقيقته مسامعه لهذه الدرجة...... لم يعلم لما طعنت قلبه بهذا الشكل
تذكر كيف كان يهينها ويحتقرها.....كيف عنفها بسبب ذكر اسمه وهو يعتقده غريمه......شعر بألم عارم يجتاح قلبه بعنف يكاد أن يمزقه....شعر بالذنب يكاد أن يخنقه......لم يفق إلا علي يد عاصم التي أمسكت بملابسه تهزه في عنف
عاصم: اختي مالها يا سليم إنطق
خرج الطبيب في ذلك الوقت
الطبيب: أستاذ سليم
ركض عليه كلاً من أمجد وعاصم يسبقهما سليم
الذي طالعه في توسل
الطبيب: مدام مليكة خلاص الحمد لله رجع نبضها طبيعي...... وظاهرياً خدوش وكدمات..... بس إحنا مش هنقدر نحكم علي أي حاجة غير لما تفوق ونعرف أيه بالظبط اللي إتاثر بسبب توقف القلب لفترة
دارت بعقلهما هو وعاصم كلمة توقف القلب هل ذهبت ابنته هز رأسه بعنف رافضاً تلك الفكرة وهتف أمجد يسال في هلع
أمجد : يعني إيه
تابع الطبيب في هدوء
الطبيب: يعني إطمنوا مرحلة الخطر تعتبر نسبياً عدت وتدعوا ربنا إنه لما تفوق ميكنش في أي ضرر حصل ليها بأي شكل من الأشكال
ثم تركهم وإستاذن
تهاوي أمجد علي أحد المقاعد بجزع
يدعوا الله
أمجد: يارب نجيهالي يارب مش بعد ما لقيتها تروح مني يارب
جلس عاصم بجانبه يربت علي كتفه عساه يمده ببعض القوة ولكن من أين يأتي بها وهو قد فُجع في شقيقته وزوجته في نفس الليلة
**************************
في قصر الغرباوية
سبقهم ياسر للسيارة
فهتفت قمر في جزع
قمر: أني چاية معاكوا..... لازم أتطمن علي مليكة
أشارت خيرية لبطنها المنتفخة
خيرية : إزاي بس يا بنيتي وبطنك معبية إكده
قمر: بس .....
أردفت خيرية بحبور لتطمئنها
خيرية: متجلجيش إني اول ما أوصل هكلمك أطمنك
وبعدين لسة ابوها مكلمني دلوجت وجايلي إنهم معاها
هتف مهران بدهشة
مهران: ابوها
أومأت خيرية برأسها في هدوء
خيرية: مليكة توبجي بنت أمچد
برقت عينا شاهين بهلع و سأل في ريبة
شاهين: أمچد مين ..... أمچد الراوي
أومأت خيرية برأسها باسمة فشهقت عبير بهلع
عبير: جصدك إيه يا أماي عاد..... جصدك إن مليكة بت الاچنبية اللي إتچوزها أمچد
أردفت خيرية باسمة بأسي
خيرية: مليكة بت أمچد ودا المهم....والأهم إننا عملنا بوصية زين الله يرحمه كيف ما كان رايد
أنه يچوز الولاد لبعضيهم
ثم التفتت ناحية مهران وتابعت بجزع
خيرية: هم بينا يا ولدي الله يكرمك خلينا نلحج نطمن علي البنية
**************************
في صباح اليوم التالي
كان الجميع قد وصل للمستشفي والدها وشقيقها
خيرية ومهران ومعهما ياسر وحتي نورسين ونورهان
وناهد التي رفضت البقاء في المنزل وحتي عائشة ومحمد.......أما مليكة فلا تزال كما هي في حالة من اللاوعي بسبب خطورة الإصابات والنزيف
حقيقة هي ليست حالة من اللاوعي تماماً فهي تشعر وتسمع كل ما يحدث حولها......فقد سمعت كل كلمة أخبرها إياها سليم
البارحة......حينما دلف للداخل مضطرباً قد نقش الندم بصمته الجلية تماماً علي ملامحه
إتخذ مقعداً بجوار فراشها وأمسك بيدها الموصولة بتلك الأنابيب المسئولة عن تغذيتها ونقل اللقاحات والأدوية وماشابه ومسح عليها بطلف بالغ
سمعت صوته المخنوق بالعبرات وهو يعتذر منها في خزي
سليم:أنا أسف......عارف إن الكلمة بسيطة أوي علي اللي شفتيه بسببي .....عارفة يا مليكة الكلام دا يمكن مش هتسمعيه تاني مني بس لازم أقولهولك .....أنا بحبك يا مليكة ....أيوة أنا سليم الغرباوي اللي كان حالف مايفتح قلبه لأي واحدة من بنات حواء بحبك يا مليكة لدرجة عمري ما تخيلتها ولا هتخيلها....... عمد بيده يمسح عبراته التي تساقطت رغماً عنه وأردف بحرد لحالهما
بس مش هينفع .....مش هينفع أحبك إنتِ كنتي مرات اخويا.......فكرة إنك كنتي لاخويا نفسها قتلاني مخلياني مش قادر أفكر فيكي حاسس بالذنب ناحية حازم هيموتني .....كل ما أفكر فيكي بشوف حازم ......أه إحنا إتجوزنا وإنتِ مراتي حلالي .......بس فكرة إنه كان بيحبك أو حتي كان عاوزك لنفسه لفترة محسساني إني خاين ...أنا عارف إنه محبش غير تاليا لأنها البنت الوحيدة اللي قالي عليها.........عارفة أنا اللي قولتله يبعد عنها فترة ويبعتلها الجواب دا علشان يعرف هو بيحبها فعلاً ولا زيها زي أي بنت عرفها ....عارفة إنه مات في اليوم الي كان رايحلها فيه ......اليوم اللي هي كمان ماتت فيه وكأنهم مقدروش يفارقوا بعض......أنا أسف يا مليكة......عاوزك تعرفي إن كل حاجة كنت بعملها معاكي علشان أكرهك فيا ومتحبينيش......أسف يا حبيبتي لأني مش هقدر أحبك زي ما تستحقي أو تتمني....أسف
زفر بعمق وهو يطالعها وقلبه يهتف بقهر وآلم
أقسم أن الله قد ألقى حُبكِ في قلبي.....كأنهُ لم يخلق أحدًا غيرك في الكون
**********************
في الصباح
دلفت عائشة للداخل لتطمئن عليها
فجلست علي أقرب مقعد بجوارها وربتت علي يدها الموصولة بتلك الأنابيب وأردفت بإشتياق
عائشة: أنا عارفة إنك تعبتي كتير أوي في حياتك بس دلوقتي عيلتك كلها برة لازم تقومي علشانهم
وعلشان مراد هتسيبيه لمين ....بعد كل اللي عملتيه عشانه دا هتسيبيه لمين
بدأت مليكة في فتح عيناها بهدوء
فتهللت أسارير عائشة وهبت واقفة كي تدعوا طبيباً ما
حتي سمعت مليكة تسألها في دهشة
مليكة: إنتِ مين؟؟!
برقت عينا عائشة بذهول وهي تجاهد حتي تخرج الحروف التي تراقصت علي شفتيها من هول المفاجأة
عائشة: أ.... أنا... أنا عائشة يا مليكة
سألت مليكة بدهشة
مليكة : عائشة مين يا طنط
إتسعت حدقتاها حتي كادا يخرجا من محجريهما وهي تتمتم في دهشة
عائشة: طنط !!!!
وفجاءة وجدت نفسها تفتح الباب وتركض للخارج كي تستدعي الطبيب عساه يشرح لها لما صديقتها تناديها"طنط"
اتمني الفصل يعجبكوا يا فرولاتي😍❤
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
متخرجوش واتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق