رواية ليست خطيئتي الفصل الخامس والعشرين والسادس والعشرين والسابع والعشرون والثامن والعشرون بقلم الكاتبه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية ليست خطيئتي الفصل الخامس والعشرين والسادس والعشرين والسابع والعشرون والثامن والعشرون بقلم الكاتبه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
احيانا غلطة واحدة تكلف الإنسان عمرا بكامله نادما على تلك الغلطة .
واحيانا يظن الإنسان أنه يستطيع بمفره أن يصل إلى ما يريد ، ولكن فى الحقيقة أنه كله مقدر ومكتوب عند الله .
كما ذكر فى الحديث الشريف ...ما اخطئك لم يكن يصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك .
...............
عتابت ليلى والدتها عندما ذكرت أمامها هفوات سالم زوجها مع النساء ، وأنها تعلم ذلك منذ فترة كبيرة ، لذا لا تطيقه وتسىء معاملته .
فعاتبتها بقولها ...مش هو ده اللى غصبتى عليا اجوزه زمان .
وقولتى انى كبرت وخلاص وعنست ، ولازم ألحق نفسى واتجوز قبل ما القطر يفوتنى .
واضطريت انى اوافق ،وسبت دار الايتام اللى كانت روحى فيهم .
ثم تذكرت ادهم وقالت ...يا ترى هو عامل ايه دلوقتى؟
ولو فعلا سالم طلع بالقذارة دى ، وبيصرف الفلوس دى كلها على الستات وهو مرتبه على قده .
بيبقى بيجيب الفلوس دى منين ؟
ثم ربطت الأحداث ببعضها البعض ، لتضرب رأسها بيديها.
مرددة ...معقول يكون اكل مال اليتيم ، وخان الأمانة اللى امنتهاله .
....اه مش معقول ايه ؟ مهو خان عهده مع ربه اول حاجة. مش هيخون الامانة ويخونى انا كمان .
والدة ليلى بحزن ...معلش النصيب يا بنتى ، واديكى برده طلعتى بحتة عيل من الدنيا ، الحمد لله.
وبرده الراجل مهما بص برا ، المهم فى الاخر يرجع لبيته ومراته فعدى يا بنتى واصبرى ، عشان بيتك ميتخربش .
ليلى بإنفعال ....يعنى ايه ؟
عادى اعيش مع واحد خاين كل يوم مع وحدة ، ازاى ده ؟
هو انا معنديش دم للدرجاتى .
وليه ديما الست هى اللى مفروض تستحمل كل حاجة .
وكأن هى مش إنسانة زيه من لحم ودم ،عشان بس كلمة البيت ميتخربش .
مهو ازاى هيعمر هو خربان من جوه كده .
ثم أمسكت بحقيبتها وقالت والحزن يملىء قلبها بإنكسار ....انا رايحة اشوف قدرى يا ماما.
شوفى خلى بالك من الولد .
ثم توجهت مسرعة نحو شقتها وفى الطريق أرادت أن تتأكد الاول من حقيقة أموال ادهم .
هل كانت تصل إليه حتى لا تظلمه .
أو اكلها بالباطل .
لذا اتصلت على مديرة الدار .
ليلى ...السلام عليكم ازيك يا ماما .
انتى مش فاكر انى اكيد .
مديرة الدار ....لا يا بنتى ، انا عرفتك من صوتك .
انتى ليلى صح !
ليلى ...فعلا انا ليلى .
ازى حضرتك ، وحشانى كتير .
مديرة الدار ...وانتى كمان يا بنتى وفينك من زمان ؟
محدش سمعلك حس واختفيتى فجأة .
هو الجواز بيخلى الناس ينسوا أحبابه كده .
فتنهدت ليلى وحدثت نفسها ....يارتنى ما كنت اتجوزت ولا هببت.
ثم قالت ...الظروف معلش .
وايه اخبار ادهم ، اكيد دلوقتى اتخرج ومن الكلية اللى نفسه كان فيها .
مديرة الدار ...كليه ايه يا بنتى .
مهو للأسف انتى اختفيتى بفلوسه ، ومكناش نعرف ليكى طريق .
ومكنش ينفع يدخل ثانوى عام عشان مكلف للدار جدا .
فاضطر يدخل تعليم متوسط ولما خلص طلع واشتغل .
ودلوقتى بسم الله ماشاءالله بقا حاجة تانية خالص .
بقا ادهم بيه .
بس بعد ما مر بظروف صعبة اوى ، بس ربنا كرمه فى الاخر وبقا رجل أعمال واتجوز وحدة بنت حلال وبنت ناس كمان .
ليلى بأنكسار ... ماشاء الله ، هو كان طيب ويستاهل كل خير.
مديرة الدار ...بس هو زعل منك يا بنتى ومن حقه وانا كمان .
لأن الفلوس اللى كان شيلها الحاج حسن الله يرحمه كانت أمانة فى ايدك .
وهتتحاسبى عليها ليوم الدين .
فليه يا بنتى كده ؟
ده انا معرفش عنك غير كل خير .
ليه تاخدى حقك مش من حقك وضيعتى مستقبل الولد ساعتها .
وهنا بكت ليلى وشعرت بالذنب تجاه ادهم ورددت ....مش بايدى والله .
وحضرتك لسه قايلة اهو تعرفى عنى كل خير .
انا اتجوزت لإنسان انانى ، ميعرفش الا نفسه وبس .
وللاسف ضحك عليا وكان بيوهمنى انا بيروح بيشوفه وبيديله حقوقه ، بعد ما عملت له توكيل .
واتاريه لا بيروح ولاوبيجى .
وكان بيصرفها على الستات فى الحرام .
مديرة الدار ....استغفر الله العظيم يارب .
طيب يا بنتى ،كنت حتى تابعتى الدار .
ووزرتى ادهم واتأكدتى أن الأمانة بتوصله .
عشان تتطمنى .
ليلى بحزن .....عندك حق ، بس هو ضحك عليا .
وقال بغير عليكى منه عشان كبر ،وانتى خلاص بقيتى زوجة وفيه طفل جى فى السكة .
وانا صدقته واتلهيت فى الدنيا للأسف .
وفوقت النهاردة بس على الصدمة .
مديرة الدار ....لا حول ولا قوة الا بالله .
ربنا يكون فى عونك يا بنتى .
ويهدهولك .
وهو على العموم ادهم دلوقتى مبقاش محتاج لحاجة .
بس على الاقل خلصى ضميرك من ربنا وروحيله .
عشان يسامحك .
ليلى ...اه اكيد ويارب يصدقنى ويسامحنى .
بس قوليله عنوانه .
مديرة الدار ، انا معرفش شقته بس انتى روحيله المصنع وواكيد هتلاقيه موجود .
ثم وصفت لها مكان المصنع .
لتشكرها ليلى ثم إذ بها تصل إلى مكان شقتها .
، وكانت تنظرها جارتها عبير .
التى أخبرت بدورها عدد من السكان بما حدث ، والكل كان فى انتظار ليلى لتشاهد بنفسها الواقعة .
كى تصدق خيانة زوجها لها .
أما سالم فكان يعيش الحب ولا يدرى ما فى انتظاره .
فربما لحظة ندم أورثت ذلا طويلا .
وبينما هو كذلك ، إذ برنين الباب فى رنات متتالية وراء بعضها البعض ، مع دق على الباب افزعه .
فانتفض وقام من الفراش مفزوعا مرددا ..ايه ده كله ؟
لتضحك لولو قائلة بلا مبالاة ...ما تشوف يا راجل ، يمكن بتاع المكوة .
سالم ..مكوة ايه بس ، انا مبعتش حاجة !
لولو ...طيب روح شوف يمكن حد غلطان فى الشقة .
روح خلينا نخلص ، عشان وقتك قرب يخلص معايا .
سالم ...هو انا لحقت يا لولو .
لولو بسخرية ...على قد فلوسك يا سالم .
روح بس شوف مين وبلاش ازعاج .
فارتدى سالم ما يستر به نفسه ، ثم ذهب مسرعا ليفتح ، ليتفاجىء بـ ليلى والجيران من ورائها .
سالم بإرتجاف ....ليلى ، ثم نظر لمن ورائها بخوف قائلا ...اهلا فيه حاجة يا جماعة .
لتنطق عبير بسخرية ...فيه أن فضحتك هتكون بجلاجل يا محترم ..نظرت له ليلى بإنكسار ، قائلة هى فين يا سالم !
سالم بنفى ...هى مين دى ؟
ثم اراد ان يغلق الباب تجنبا للفضائح ولكنه لم يستطع حيث هاجموا الشقة .
وولجت ليلى اولا لغرفة النوم ، لتجد لولو على فراشها بملابس فاضحة .
ليلى والغضب قد امتلكها ...انتى مين يا قذرة ؟
وازاى تعملى كده ، مع راجل مجوز !.
فضحكت لولو بسخرية قائلة ...مهو هو لو كان مجوز من ست صح ،مكنش عمل كده يا دلعدى .
روحى بصى لنفسك فى المراية الاول وبعدين اكلمى.
تأثرت هدى بما قالته تلك البغية ، فهى نعم لم تحظى بقدر من الجمال ولكن الجمال ليس كل شىء ، فيكفى حيائها وجمال روحها وطيبة قلبها .
وهمت أن تبطش بـ لولو وتضربها ، ولكن الأخيرة أمسكت بحجابها وكادت أن تنخنقها فاستغاثت ليلى .
فتجمع الجيران حول لولو ، واوسعوها ضربا حتى سالت الدماء من جميع جسدها .
ثم توجهت ليلى إلى سالم صارخة فى وجهه بإنكسار ...ليه تعمل فيا كده يا سالم ؟
انا قصرت معاك فى ايه ؟
ليه تجيبها هنا وعلى سريرى كمان .
مكفكش تقابلهم برا ، كمان بتجبهم هنا .
انت فاجر للدرجاتى يا اخى .
وبتوزع حبك برا وفلوسك للحرام.
وانا مراتك حلالك أحق وحدة بيك ، كانت بتبخل عليا حتى بمشاعرك .
وطول عمرى بقول يا بت استحملى وعيشى عشان ابنك .
ويمكن غصبا عنه عشان على باب الله .
لكن تطلع كمان خاين .
وتقدر تقولى كنت بتجيب الفلوس دى كلها منين ؟
وانا كنت كل ما اسئلك على فلوس ، تقولى مفيش ، اجبلك منين ؟
سالم بإنكسار وذل ...بس كفاية فضايح يا ليلى .
وارجوكى مشى الناس دى .
وخلينا نتفاهم مع بعض .
ثم لمس وجهها فى محاولة منه لإرضائها .
ولكنها نزعت يدع بقوة قائلة ...اوعى ايدك عنى ،واياك تلمسنى تانى ، انت فاهم .
وخلاص كده خلصنا ، وكل واحد يروح لحاله .
بس الاول .
تعملى كشف حساب ، عن اللى صرفته من فلوس ادهم فاكره ولا نسيته يا سالم .
سالم بحرج ...لا ده كده خلاص خلص فلوسه اوى .
ليلى ...والله !
يا كداب يا حرامى .
انت مصرفتش عليه مليم ، وصرفت كله على نفسك وعلى الاشكال القذرة اللى تعرفها .
سالم ....؟؟
فماذا يا ترى سيتصرف سالم فى تلك الفضيحة وهذا الاتهام .؟؟
.....................
عاد ادهم إلى منزله ، ليجد سارة تفترش الأريكة والدموع فى عينيها .
ولكنها سرعان ما رأته ، أسرعت إليه .
وانهارت فى البكاء وضربته على صدره بكل قوتها ....كده يا ادهم ، تسبنى كل ده لوحدى .
ازاى هونت عليك كل ده ؟
ومبقتش كمان تهتم بيه ، ولا تكلمنى .
ويدوبك رديت عليا مرتين بس وباقى المرات تكنسل .
عليا .
هو ايه كده الحب بيروح بعد الجواز بعد ما بيقولوا .
فضحك ادهم حين تذكر حديث مجدى عن كرمة ،فوضع يده على رأسه وحدث نفسه ...اظاهر كلهم خامة واحدة .
ربنا يصبرنى .
المهم لازم اخدها على قد عقلها ، يأما مش ضامن تعمل ايه فيا تانى .
سارة بغيظ ...يعنى انا بقولك كل الكلام ده ، وبدل ما تقول حقك عليا ولا تقول ازاى طبعا لسه بحبك .
تقوم تضحك .
انا مش عارفة ازاى انت كده .
فأخرج ادهم من جيب بذلته الشيكولاتة المفضلة الى ساره ، ثم قال اتفضلى هدى دى الاول كليها عشان تهدى وبعدين تتفاهم .
فأخذتها سارة ، ولكنها انفعلت مرة أخرى قائلة ....حضرتك فكرنى عيلة صغيرة عشان تضحك عليا بشيكولاتة .
ثم نظرت إليها قائلة ...وكمان جيباهالى من غير مكسرات .
اتسعت عين ادهم قائلا ....اسف والله مخدتش بالى .
هاتيها أبدلها بسرعة.
ففتحتها سارة وقطمت منها قطعة قائلة ...لا انا هكلها وانزل هتلى غيرها .
فضحك ادهم وحملها فقالت غاضبة ...نزلنى لا انا مخصماك .
ادهم ...منا عارف وهصلحلك دلوقتى .
ثم نظر فى عينيها بشوق قائلا ...وحشتينى اوى .
سارة ...يا سلام ، لو وحشتك مكنتش اتأخرت كده .
وكنت رديت على تلفوناتى .
لكن انت طنشتنى .
ادهم ...معلش غصب عنى كان فيه شغل ومش عارف ارد عليكى .
مع انى لما رديت عليكى ، قولتلك معلش هى ساعة وجى.
مكنش لسه لزمة ترنى ٤٠مرة فيهم عشان تتأكدى انى جى .
سارة ...يعنى مطمنش عليك ، انا غلطانة يا سى ادهم .
ادهم ...لا انتى مش غلطانة ، انتى حبيبة قلبى.
سارة ...خلاص متسبنيش فى. البيت تانى ، انا هروح معاك الشغل .
ادهم ...تروحى المصنع والعمال ، لا ده لا يمكن أبدا.
أما لو مصممة تشتغلى ، يبقا فى مكتب بابا شريف .
سارة ...تؤتؤ ...انا عايزة اكون جنبك يا ادهم .
ومفرقكش ولو للحظة واحدة .
فابتسم ادهم قائلا ...قد كده بتحبينى يا سارة .
سارة بخجل ...اوى اوى يا ادهومتى .
ادهم ...طيب تعالى احكيلك جوا حكاية حلوة اوى .
هتعجبك .
فضحكت سارة وحملها إلى غرفة النوم ليقضوا ليلة سعيدة من ليالى الحب .
.............
أما مجدى ..فقد عاد هو الآخر إلى منزله فوجد كرمة تحدث منى عبر الهاتف .
قائلة ....متزعليش يا منى يا حبيبتى ، وهوديه معلش .
ولما يكون غضبان حولى تتجنبيه .
هو والله ايمن طيب بس عيبه أفوش شوية .
بس انتى قولتى بيطلع يطلع وينزل على مفيش .
وبيصلحك معلش يا حبيبتى.
عمليه زى العيل الصغير .
واضحكى عليه بكلمتين ، هما الرجالة كده عقلهم صغير ويضحك عليهم .
كل هذا الحديث ولم تدرى كرمة أن هناك من يقف من ورائها ويستمع لحديثها.
وكان مجدى بضحك على كل كلمة تتحدث بها كرمة .
ولكنه فى النهاية غضب عندما قالت ...الرجالة عقلهم صغير .
فوقفت أمامها ووجهه ينذر بالشر .
فصدمت كرمة وأنهت المكالمة مع منى قائلة....مع السلامة دلوقتى يا منى يا حبيبتى ، عشان شكلى هيتعمل منى سلطة .
ثم أغلقت الخط معها .
واسرعت إلى غرفتها .
ليضحك مجدى وقام بالنداء عليها ...استنى كرمة وبراحة ، البنت اللى فى بطنك ملهاش ذنب أن أمها على قد عقلها كده .
ثم تابع بقوله ..
وماشاء الله عليكى عاقلة وانتى بتنصحيها ...وقال ايه خديه بالهدواة يا منى .
امال منكدة عليا عشتى ليه يا ست كرمة ..ده انا نفسى اشوفك بتضحكى فى وشى يا شيخة .
فبكت كرمة مرددة...مهو انا كل يوم بخاف ، انك تسبنى ، وانا مليش حد فى الدنيا دى غيرك يا مجدى .
يمكن انا غلطانة عشان انت فعلا كويس معايا .
بس صدقنى الخوف مسيطر عليا ومش قادرة اتخلص منه .
ثم رددت ببكاء ...انت فعلا ممكن تسبنى يا مجدى .
ارجوك بلاش تعملها ، ده انا ممكن اموت فيها .
انا بحبك اوى يا مجدى .
وهنا تذكر مجدى حديث ادهم له .
وتأكد أنه كان صادقا فيما يقول .
وان ما تفعله كرمة جراء خوفها من أن يتركها .
وان يجب عليه فعلا أن يشعرها بالأمان حتى تتطمئن بوجوده ،وانه لن يتركها .
فأقترب منه وعلى وجهه الابتسامة ، فتراجعت للوراء ...فحزن مجدى من أجل ذلك ، أنها تخاف منه لهذه الدرجة وسئل نفسه ، هل حقا معاملته معها هى السبب فى ذلك .
مع أنه كان حريصا أن يتقى الله فيها بقدر المستطاع .
نعم إنه ليس كـ ادهم فى رومانسيته وكلامه المعسول.
ولكنه حقا احبها من قلبه ، وحاول بقدر الإمكان أن يسعدها .
فلما إذا تخشاه لهذه الدرجة.
عليه فعلا أن يشعرها بالأمان .
......
فما سيفعل مجدى معها ؟؟
وما تنوى سهام فعله مع ادهم ؟؟
وكيف سيكون مصير هدى وسالم .
.....
أرجوا أن تكون عجبتكم الحلقة يا قمرات
وللحكاية بقية .
اترككم فى امان الله.
نختم بدعاء جميل ❤️
اللهمَّ بركة الوقت وبركة الجُهد، وخفّةً وتسخيرًا وتيسيرًا لكل شيء."!✨💛
........
ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد
الحلقة السادسة والعشرين
ليست خطيئتى
......................
" العلاقات لا يُبقيها الحُب، ما يُبقيها هو الأمان وعدم الخوف من الغدر وتقلُّب الرأي والتهديد بالرحيل فحيثما كان الأمان وُجد الإستقرار والإطمئنان ❤️ "
- الحب مش سبب كافي لأي حاجة
- التفاهم اهم من الحب، الأمان اهم من الحب، الثقه اهم من الحب ..
هذه الكلمات تذكرها مجدى حينما نصحه ادهم ، فى معاملته تجاه كرمة ، بإن يعطيها الامان قبل الحب .
حتى تطمئن معه ، وتقلل من نوبات البكاء التى تعتريها من وقت لأخر .
تذكرها مجدى ، عندما وجد بالفعل علامات الخوف على وجه كرمة منه ، لدرجة أنها أسرعت هاربة من أمامه خوفا من بطشه .
فجزع وتسائل ...للدرجاتى هى خايفة منى ، ليه ؟
وانا مقصرتش فى معاملتها ابدا .
ولكنه فقط فعلا يحتاج أن يشعرها بالأمان .
لذا ابتسم لها قائلا ...استنى حبيبة قلبى ، انا محتاج اكلم معاكى شوية ممكن .
اتسعت عين كرمة بعدم تصديق لأنه ابتسم ويريد التحدث معها ولن يعاقبها لأنها تحدثت بسوء عن الرجال مع منى .
كرمة ...انت بتكلم بجد ، يعنى مش زعلان منى يا مجدى .
تقدم مجدى منها ، وأمسك بحنو يديها ورفعها إلى فمه وقبلها .
ثم جلس على الفراش واجلسها بجانبه .
فتحرك قلبها كأنهما مازالا فى فترة الخطوبة .
ثم نظر مجدى إلى عينيها قائلا ...تعرفى انك حلوة اوى النهاردة بزيادة معرفش ليه ؟
فابتسمت كرمة بخجل مرددة ..بجد يا مجدى ، يعنى انا شكلى مبقاش وحش بسبب الحمل .
بس انا حاسه منخيرى كبرت اوى ، وبطنى بقت قدامى .
وزعلانة لانى حاسة مبقتش اعجبك زى الاول .
مجدى ..بالعكس انتى الحمل خلاكى احلى من الاول بكتير .
ويمكن كمان عشان بنوتة ،والبنت بتحلى أمها ، ويتضمن لابوها الجنة زى مقال رسول الله صلى الله.
من عال جاريتين فأحسن إليهما دخل الجنة ، قيل يا رسول الله ،وواحدة .
قال وواحدة .
فشوفتى السعادة والفرح اللى انا فيه ده ،مراتى احلوت وجيبالى بنوتة طريقى للجنة .
فتهلل وجه كرمة فرحا وقالت بغير تصديق ...معقولة الكلام اللى بسمعه منك ده .
مجدى ...مش معقولة ليه ؟
هو انا كنت اطول حاجة اصلا ،اتربيت زيك فى دار ايتام .
مفيش اي ولا أم ولا اخوات .
وربنا من عليا بيكى وهيجيلى كمان بنوتة تكون ام بعد امى .
فده كرم من ربنا عليا كبير .
انتى يا كرمة مش مراتى بس ، انتى كل عيلتى .
وبتمنى نكون مع بعض على المرة قبل الحلوة طول العمر .
أيدينا فى ايد بعض ،منسبش بعد ابدا .
توعدينى بكده يا كرمة .
كرمة بطيبة قلب ...اوعدك ، ياريت يا مجدى.
انت مش عارف كلامك ده عمل فيا ايه !
انا كنت تايهة وخايفة فعلا ،انك تتخلى عنى ، وبفكر فى كده ديما ، عشان كده حزينة طول الوقت .
وانت بتفكر انى بنكد وخلاص .
لكن معرفش انك بتحبنى اوى كده وفرحان ببنتنا.
ويستحيل تستغنى عنى .
يااااه متصورش قد ايه انا فرحانة اوى ، لانك حسستنى بالأمان اللى مكنتش لاقياه من ساعة ما وعيت على الدنيا .
واوعدك من النهاردة انى هتغير ،وهحاول اسعدك على قد ما اقدر .
فابتسم مجدى وحمد الله ووشكر صنيع ادهم فى نفسه .
ثم ضمها اليه بحب ، ليشعرها بحبه وحنانه .
...........................
تجمع جيران سالم حول تلك الساقطة لولو يضربونها ، حتى نزفت الدماء ما بين أيديهم .
بينما كانت ليلى تواجه سالم بما اكتشفته حوله ، أنه سرق أموال ادهم لنفسه .
ليلى ...انت مصرفتش مليم عليه يا سالم ، وكله صرفته على الاشكال اللى تشبهك يا اخى .
مش حرام عليك ، تتصرف فى أمانة عيل يتيم .
فتخون الأمانة وتخونى انا كمان .
سالم ..لا ده كدب ، انا عطيته فلوسه يا ليلى .
ليلى ...انت اللى كداب يا سالم ،،وانا اتاكدت من مديرة الدار بنفسى .
حسبى الله ونعم الوكيل فيك .
مش هسامحك ابدا عن اللى عملته ده فيا وفى الولد اليتيم ، اللى ضيعت مستقبله .
ثم تطرق بأذنها صوت صراخ لولو ، فأسرعت إليهم .
قائلة بصوت حاد عالى ....كفاية ارجوكم يا بنات.
هى خدت جزئها ، عشان متموتش فى ايديكم .
خسارة تودوا نفسكم فى داهية عشان واحدة زى دى .
فتركوها الجيران بالفعل .
واسرعت فى ارتداء ملابسها وقالت ليلى ....تشكرى يا ست .
طلعتى بتفهمى اهو .
ثم فرت هاربة ، لتنقذ حياتها .
ثم استأذن الجيران وقالت أحدهما ...احنا كده قومنا بالواجب .
اللى جى بقا تقعدى مع جوزك وتحلوه مع بعض .
ثم نظرت إلى سالم باحتقار مرددة ...رجالة ميملاش عينهم غير التراب .
ثم خرجت واحدة تلو الأخرى .
لتنظر ليلى إلى سالم بتحدى قائلة ....طلقنى يا سالم .
سالم ...لا يا ليلى مش هطلقك .
ثم حاول استماتتها بقوله ...انا بحبك صدقينى .
بس اهو كان فراغة عين صح.
وانا بعترف انى كنت غلطان يا ستى ،ومستعد ابوس ايدك ورجلك كمان عشان تسامحينى .
ثم حاول أن يقبل يديها ولكنه رفضت ليلى ذلك بشدة .
وأصرت على الطلاق قائلة ..بقولك طلقنى ، لانى ممكن اسامح فى حق نفسى .
لكن اللى يمكن اسامح عليه ، هو خيانة الأمانة .
اللى متعلقة فى رقبتى انا كمان يا سالم .
حرام عليك ، هقول لربنا ايه انا كمان .
منك لله يا اخى .
طلقنى بالذوق ياما هرفع عليك قضية خلع .
سالم ...مش هطلقك يا ليلى .
وعارف انك مش هتقدرى ترفعى قضية ، معكيش اصلا فلوس ومش هتكسبى حاجة منها وهاخد منك الولد كمان .
وشوفى اصلا مين هيبص فى خلقتك ، ده انا اجوزتك ثواب يا شيخة .
احمدى ربنا انى باقى عليكى يا هدى .
فشعرت هدى بالإنكسار الشديد .
لأنها اهانها كثيرا لانها ليست بالجميلة .
فأخذت تضربه بكلتا يديها بعنف ، فغضب كثيرا .
ثم دفعها بقوة ، فاصطدمت رأسها بمائدة ذات حواف صلبة .
ففُتحت رأسها ونزفت وماتت فى الحال .
فذهب سالم من عندما رآها هكذا ،والدماء أغرقت المكان حوله .
فردد ....قتلتها ، قتلتها .
ثم فر هاربا .
لتكتشف جثتها بعد ذلك جارتها عبير ، التى جاءت لتطمئن عليها ، لتعلم ما فعلت مع زوجها .
فوجدت أن الباب مفتوحا ، فدخلت تنادى .
يا ليلى يا ليلى ، انتى فين ؟
ثم دخلت الى غرفة النوم لتجدها ملاقاة على الأرض ، وقد فارقت الحياة والدماء مبعثرة فى كل مكان .
فصرخت ....ليلى ليلى .
ثم خرجت من الشقة صارخة ، ليتجمع الجيران حولها .
عبير بصراخ....قتلها اللى منه لله اكيد سالم .
حسبى الله ونعم الوكيل .
يا عينى على شبابك يا ليلى ، اللى راح هدر .
يارتنى ما كنت سبتك يا حبيبتى .
لا حول ولا قوة الا بالله .
ثم ابلغ أحدهم الشرطة ، لتأتى فى الحال لمعاينة الموقع وأخذ البصمات وشهادة الجيران .
مع طلب بالقبض على زوجها الهارب .
وهكذا قد خسر سالم حياته ، وقتل زوجته العفيفة من أجل نزوة عابرة .
ليتصدر الخبر بعد ذلك الصحف ، ووسائل الاتصال الاجتماعى .
رجل يقتل زوجته بعد مشاهدته له فى أحضان عشيقته .
فيقرأ ادهم الخبر عندما كان يتصفح الفيس بوك .
فيردد لا حول ولا قوة الا بالله .
ولكنه عندما رأى صورة ليلى تتصدر المنشور .
فصعق وارتجف ووقف قائلا بتلعثم ....دى ماما ليلى .
وعندما وجدته سارة على هذا النحو ، ذعرت قائلة ...ادهم حبيبى ، مالك حصل ايه ؟
ادهم بحزن ....دى الست اللى ربتنى فى الدار .
كانت حنينة اوى عليا ، كانى ابنها ، وبعدين اختفت بعد ما اتجوزت .
وكان معاها فلوس الحاج حسن ربنا يرحمه .
وكنت ديما بقول ليه تعملى كده يا ماما ليلى .
وتخدى فلوسى ، وتضيعى حلمى انى ادخل كلية .
واتارى انا كنت ظلمها .
سارة ...ازاى ده ؟
ادهم ...فى الخبر مكتوب ، أنه كان بيصرف فلوسها على الستات وهى متعرفش ولما واجهته قتلها .
سارة ...لا حول ولا قوة الا بالله .
ليه يعمل كده بس ،ودى جزاتها فى الاخر .
ادهم ....ربنا يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته .
ثم اقتربت منه ساره وربتت على كتفه بحنو قائلة ...متزعلش يا حبيبى .
دى اعمار ، وربنا اكيد هيعوضها فى الجنة .
ادهم ...انا صعبانة عليه ، لأنها دفعت عمرها كله لراجل مستحقش اصلا أنه يتقال عليه راجل .
سارة ...عندك حق ، بس اهو لكل اجلا كتاب .
ثم ابتسمت قائلة....يلا روح غير هدومك .
عشان النهاردة انا عزماك على الغدا .
ادهم مبتسما ...ده ايه الكرم ده كله يا ست سارة .
ثم تابع بقوله ..مقبولة منك العزومة يا قلب ادهم .
بس يوم الجمعة يوم الإجازة .
عشان أنا مضطر دلوقتى ، أنزل الشغل .
انا كده اتأخرت كمان ، عشان صاحى متأخر .
سارة بزعل ...لا انا زعلانة منك يا ادهم ومش هكلمك تانى .
ادهم ...لا مقدرش على زعل الجميل .
ثم رن هاتف ادهم من رقم غريب .
فالتقطه ادهم من على المنضدة ، وفتحه قائلا ...السلام عليكم .
سهام ...اتأخرت ليه يا باشمهندس خير ، قلقت عليك.
ادهم متعجبا من الصوت ...مين معايا ؟
سهام ...مش معقول تكون مش فاكر صوتى ؟
انت بتنسى بسرعة كده .
ادهم بنفور...ايوه ،مين حضرتك بقا ؟
سهام بدلال ...انا سهام سكرتيرتك يا ادهم بيه .
كنت بس بطمن على حضرتك ، عشان اتأخرت .
انا اسفة لو كنت ازعجتك ولا حاجة .
ولا اتصلت فى وقت مش مناسب .
ادهم بحرج ..لا ، بس يعنى مكنش ليه لزمة .
وانا خلاص جى .
سلام .
ثم اغلق فى وجهها الهاتف غاضبا .
فضحكت سهام قائلة ...تيجى بالسلامة يا ادهومتى .
بس عسل حتى وانت غضبان .
بس على مين ؟
انا سهام وهريحك على الاخر .
تعجبت سارة من حديثه ، فقالت ...مين بيكلمك يا ادهم ؟
حمحم ادهم بحرج ، فكيف يقول لها انها السكرتيرة .
ستظن به سوءا اكيد .
وتفهم الأمر خطئا .
فاضطر أن يقول لها ده الشغل بيستعجلونى ، عشان فيه شغل مهم يا سارة .
مش قولتلك اتأخرت يا حبيبتى .
ثم طبع قبلة على. احدى وجنتيها قائلا ..سلام دلوقتى يا حبيبتى .
واشوفك بالليل
ثم خرج مسرعا هربا من عينيها التى تلاحقه .
وخرجت أنه لم يقل لها الحقيقة كاملة .
تعجبت ساره من سرعته تلك وقالت ....يا ترى فيه ايه ؟
مين اللى كلمه وخرج كده بسرعة .
بس انا زهقانة ومش هقضى اليوم لوحدى .
لما اروح عند ماما ، أتغدى معاها ،وارجع قبل ما يجى ادهم .
وبالفعل ذهبت لارتداء ملابسها ، وتوجهت نحو بيت والداتها بالسيارة .
استقبلتها والدتها بفرح ....اهلا يا حبيبتى .
اخيرا جيتى تزورى مماتك ، للدرجاتى ادهم خدك مننا .
الحب بقا اكيد .
ربنا يسعدك يا حبيبتى .
سارة ...محدش يقدر يخدنى منك يا ست الكل.
انتى عاملة ايه وبابا كويس .
والدة سارة ...الحمد لله يا حبيبتى .
وبابا مستنيكى تخلصى شهر العسل اللى شكله مش بيخلص ده عشان ترجعى لشغل الشركة .
انتى ماشاءالله كنتى ممشياها حلو اوى .وبابا تعب ومحتاجك .
ولا ادهم معارض ؟
سارة ...حاضر يا ماما ، وادهم مش مش معارض ولا حاجة .
بالعكس ده هو اللى قلى لو زهقانة ، ارجعى الشغل عند بابا .
ورفض انى اشتغل فى المصنع عشان الشباب .
والدة سارة ...بيغير عليكى يا حبيبتى .
ادهم شاب كويس ربنا يبارك فيه .
بس هو المصنع مفهوش بنات .
سارة ...لا تقريبا فيه بس الشباب اكتر .
والدة سارة ...واخبار البنات اللى هناك ايه ؟
كويسين ولا ايه حالتهم .
انا عارفة أن ادهم ابن خلال ومحترم .
بس فيه ستات عايزة الحرق ، ومش بتسيب الراجل الا لما تجيب رجله .
سارة بثقة ...معقول يا ماما .!
بس ادهم بيحبنى وانا متأكدة من كده ،ويستحيل يبص لحد تانى ابدا .
والدة سارة...يا بنتى عارفة أنه بيحبك بس حرص ولا تخون.
اى واحد فى مكانة جوزك ،وكمان ماشاء الله حلو وصغير .
العيون عليه ياما.
والمثل بيقول ...الزن على الودان أمر من السحر .
تذكرت سارة المكالمة الغريبة الخاصة للدعم ، وتوتره عندما كان يتحدث ، ثم ذهابا مسرعا
فدخل الشك قلبها قائلة. ....عندك حق يا ماما .
انا برده لازم اخد بالى كويس من ادهم .
والدة سارة ...ايوه يا بنتى ، اهتمى بيه كويس.
ثم نظرت إليها قائلة ...وانتى ايه مالك خاسة كده ، ووشك شاحب شوية .
انتى مش بتكلى ولا ايه ؟
سارة ...باكل والله يا ماما ، بس ساعات مش بيكون ليا نفس اوى .
ومش عارفة كل شوية يجيلى مغص ويروح .
فابتسمت والداتها قائلة ...طيب استنى انا هلبس ، وننزل مع بعض مشوار سريع كده ، اتأكد من حاجة ونرجع بسرعة.
وبالفعل تجهزت والداتها واخذتها لأقرب معمل .
سارة بإندهاش ...انتى جيبانى ليه يا ماما هنا ؟
والدة سارة ...هعملك تحليل دم ، اشوف عندك انيميا ولا ايه عشان اطمن عليكى .
سارة ..اكيد عندى انيميا ،انا من صغرى كده .
والدة سارة ...لما نشوف .
ثم همست إلى دكتورة التحاليل بكلمات .
فأخذت منها عينة الدم ،وقامت بالانتظار نص ساعة .
ثم جاءت الدكتورة إليهم مبتسمة قائلة ....مبروك المدام حامل .
فتهلل وجه والداتها قائلة ...الف مبروك يا حبيبة ماما .
سارة بإندهاش ....قصدك ايه يا ماما ؟
والدة سارة ...يا بنتى ده كان تحليل حمل .
بس مردتش اقولك عشان متزعليش لو مكنش حمل ،وكان مجرد تعب بسيط .
سارة بفرح ...يعنى انا بجد حامل فى نونو ، بالسرعة دى .
والداة سارة ...ايوه يا حبيبتى ، الف مبروك .
سارة ...هتصل بادهم أقوله ، ده هيفرح اوى .
والدة سارة ...استنى اعمليله مفاجأة احسن يا بنتى .
سارة ...يعنى اعمل ايه ؟
والدة سارة ....انتى اعملى جو رومانسى فى البيت واشترى بلالين وحكى فى وحدة تحليل الحمل .
وخليها يفرقعها ،ويشوف الورقة ، ويفرح والباقى هو يحدده بقا .
سارة بضحك ...حلو اوى الفكرة ، علم وينفذ يا احلى يا ماما .
..............
كيف سيتقبل ادهم خبر حمل سارة ؟
وماذا بعد فى حكاية سهام ؟
هذا ما سنعلمه فى الحلقة القادمة بإذن الله .
......
وللحكاية بقية
نختم بدعاء جميل ❤️
يارب سخر لي حظاً ونصيباً يتعجب منه أهل السماء والأرض، تسخير ونصيب يليق بجلالك وقدرتك وكرمك يا أرحم وأكرم الكرمين." 🌻🧡
ام فاطمة ❤️ روايات شيماء سعيد
٢٧&٢٨
الحلقة السابعة والعشرين
ليست خطيئتى
..........................
ما أجمل العطاء بعد المنع ، والجود بعد الحرمان
وما اجمل الحلال الطيب الذى ينتج عنه أسرة صغيرة ، تنمو مع الوقت بمعية الله.
ها قد الله على سارة وادهم بطفل صغير ، وعلمت سارة بحملها من طبيبة التحاليل ففرحت فرحا شديدا .
واخبرتها والدتها بفكرة لذيذة عن طريقها يعلم ادهم الحمل .
وبالفعل نفذتها عندما عادت الى شقتها ،وزينت الأرض بالورود .
ونفخت البلالين ، بعد أن وضعت فى أحدهما نتيجة تحليل الحمل .
وانتظرت بفارق الصبر والشوق ، عودة ادهم من العمل ، ليفرحا معا بنعمة الله عليهما .
تابع ادهم عمله فى مكتبه بجد وهمة عالية ، واستقبل كثير من الطالبين بدفعات جديدة من الإنتاج .
وكانت سهام على مكتبها شاردة تفكر ، ما ستفعل مع ادهم لتقرب منه.
ففكرت أن تصطنع التعب أمامه ، لكى ترقق قلبه لها .
وبالفعل ولجت إليه تحمل أوراقا لشركة للتعاقد معها على صفقة شغل جديدة .
استقبلها ادهم بوجوم ،متعمدا إلى النظر إليها .
كى لا يقع فى إثم بسبب تبرجها الزائد وملابسها الفاتنة .
فالله سبحانه وتعالى أمرنا بغض النظر.
قائلا سبحانه ...وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم .
لاحظت ذلك سهام فحدثت نفسها ....لااااا ده انت صعب اوى يا ادهومتى، حتى النظرة مش طيالها منك .
ده قربت اعمى كل رجالة المصنع من كل مهما مبحلقين فيا .
ده غير الشاب ده اللى اسمه ايه ، اه كمال .
أيده كانت هتتقطع تحت الماكنة ،من كتر ما عمال يبصلى ومش واخد باله من من أن ايده تحت الماكنة .
لكن انت بوريه منك يا اخى ومن التقل بتاعك ده .
شكلى هغنيلك زى سعاد حسنى .
يا واد تقيل ، يا مجننى .
ده انا بالى طويل وانت عجبنى
على العموم هجرب السهوكة كده يمكن تجيب طريقة .
فحمحمت سهام واصطنعت الادب تلك المرة حتى تفعل ما تريد .
ثم وضعت الاوراق أمامه .
قائلة ...الورق يا فندم اللى حضرتك طلبته .
ادهم ...تمام ، سبيه واتفضلى انتى دلوقتى .
سهام بمكر ...تحت امرك يا فندم .
ثم أمسكت برأسها متأوهة ...اااااه .
فنظر لها ادهم بقلق ...ايه فيه حاجة يا مدام سهام .
سهام ...لا ابدا ، شكله شوية صداع ، بيجوا من وقت للتانى..
ادهم .....سلامتك .
سهام ....الله يسلمك .
ولكنها ترنحت فجأة أمامه ، فقام بذعر قائلا ...ايه مالك ؟
انتى تعبانة للدرجاتى.
فقالت بصوت ضعيف ...مش حاسه بنفسى .
ثم سقطت بين يديه .
ادهم ....لا حول ولا قوة الا بالله ، مالها دى ؟
طيب اعمل ايه دلوقتى ؟
ثم حاول أن يستفيقها قائلا ...يا مدام قومى ، مش كده .
ولكنها اصطنعت الاغماء وحدثت نفسها ...يا لهوى عليا وانا جمب قلبه كده وسمعه دقات خوفه عليا.
ويخربيت ريحة البرفيوم بتاعته تجنن .
ثم حاول أدهم أن يحملها ويضعها على الأريكة ، ثم يطلب طبيب ليرى ما حدث لها .
ولكن لسوء حظه ، ولج إليه فى تلك اللحظة ،مجدى ومعه أحد العمال .
فجحظت عين مجدى متمتما بغير تصديق ...ادهم انت بتعمل ايه معقول؟
ليحمحم العامل خالد بحرج وهو مبتسما بخبث ...إظاهر انى جيت فى وقت غير مناسب .
استأذن انا يا باشمهندس .
ثم خرج سريعا ، لينقل الخبر سريعا لاحد أصدقائه قائلا ...شوفت الراجل اللى كنا فاكرينه ملاك نازل من السما ، عمل ايه ؟
وياريته لسه عازب ، كنا قولنا ماشى .
لكن ده لسه عريس وجى من شهر العسل .
يلحق كده يحب تانى ، ايه ده !
طيب حتى يتسنى شوية .
كريم ...هو حصل ايه يا جدع ، وغوغشتنى.
هو فيه ايه وعمل ايه ؟
فهمس له خالد ...هات ودانك اقولك ، بس متقولش لحد .
انا شوفته بعينيه الاتنين اللى هياكلهم الدود دى ، مع السكرتيرة فى المكتب ، وايه فى وضع استغفر الله العظيم ، وهى على دراعه متسلطنه على الاخر .
فضحك كريم قائلا ...يا ابن الإيه .
بس صراحة عنده حق ، البت ماكنة صح وتستاهل .
يا بختك يا ادهم بيه .
بس صراحة مراته انا شوفتها حتة سكر برده ورقيقة .
بس هو الراجل كده ، ديما مش بيقدر يقاوم التيار .
ثم تضاحك الاثنين .
وما مر نصف ساعة ، حتى تناقل الخبر بين عمال المصنع.
فكان الخبر كعود الثقاب الذى اشعل الحريق .
فتهامس العمال على ادهم وسهام .
..........
بينما كان مجدى مع ادهم غاضبا بقوله....ايه اللى انا شايفه ده يا ادهم .
هو ده كلامك عن الحب الحرام والأخلاق واحنا غير اى حد .
راح فين الكلام ده كله ،معقول كده تقع بالسرعة دى !
وتلوث تاريخك كده .
وهنا تململت سهام بين يد ادهم ، لتفتح عينيها بمكر قائلة باصطناع ....هو انا فين وحصل ايه ؟
فوجدت نظرات ادهم الغاضبة إليها .
فصطنعت الخجل عندنا وجدت نفسها بين يديه قائلة ...هو فيه ايه ؟
فانزلها ادهم بغضب قائلا ....اخيرا فوقتى يا مدام .
عجبك اللى حصل ده .
سهام ...انا اسفة محستش بنفسى خالص .
طيب قولى لحضرتك اللى حصل لمجدى .
عشان مش مستحمل كلامه ولا نظرات الشك اللى فى عينيه دى .
ومش عارف هو ازاى صدق حاجة زى فيا وهو عارفنى كويس .
وهو مفروض حفظنى زى اسمه.
مجدى بحرج ...ادهم انا يعنى مقصدش،.
بس المنظر كان صعب اوى.
واى حد مكانى هيظن أن فيه حاجة بينكم يا ادهم .
سامحنى .
ادهم بإنكسار ...اى حد تانى ماشى ، لكن انت لأ يا مجدى .
ثم هدر فى سهام بإنفعال قائلا ...مش بقيتى كويسة .
سهام بحرج ...يعنى افضل شوية .
ادهم ...طيب مستنية ايه ، اتفضلى على مكتبك .
واظن كفاية اوى لغاية كده .
فخرجت سهام مسرعة خوفا من أن يتخذ ادهم اى إجراء اخر معها .
ولكنها فى ذات الوقت فرحة بما حدث .
لانه سيكون شرارة نار ، قد يترتب عليها ما ترجوه .
فذهبت بالفعل لمكتبها .
ولكن أثناء ذلك وجدت اثنتين من العاملات يتحدثن عن ما حدث .
وينظرون لها بأحتقار .
وسمعت همس احداهن ...شوفى الست القادرة .
قدرت الغلط ادهم بيه مرة واحدة ، فى فترة صغيرة ازاى ؟
واحنا يا اختى قدام من سنين من مكان لسه عامل فى المصنع ده .
مقدرتش واحدة فينا تخليه يبصلها حتى .
فنظرت لها سهام بإنتصار وكأنه تقول لهم ...يأرض هدى ما عليكى قدى .
وهذا فقط ما يهمها فى الأمر .
ولم تحزن ان سمعتها أصبحت فى الحضيض .
وكأنها تأخذ بمبدأ ...الغاية تبرر الوسيلة .
اى أنه لا يهم شىء ، سوى أن تصل إليه ، بإى وسيلة حتى لو على حساب نفسها .
جلس ادهم على مكتبه حزينا ،فأقترب منه مجدى وربت على كتفه بحنو قائلا ...خلاص بقا يا صاحبى.
مكنتش كلمتين قولتهم .
ادهم ....بس كانوا عاملين زى الجبل على صدرى .
مجدى ...معلش وهفضل كده يعنى امعلشلك كتير .
لغاية ما ترضى سيادتك .
فضحك ادهم قائلا ...ماشى يا سيدى ، سماح المرادى.
مجدى...ايوا كده ، ده انا مصدقت كرمة اتعدلت ، تزعل انت .
ادهم بإندهاش ...معقول خلاص الحمد لله بطلت نكد .
مجدى ...اه الحمد لله افضل شوية .
والفضل لله ثم لك ، عملت بكلامك وشغلتلها اسطوانة عبد الحليم ، فانشكحت وهدت.
ادهم بضحك ...يخربيت كلامك .
فعلت الستات قلبهم فى ودنهم.
وربما يستر كمان على سارة ، مع انى يعنى معاها كويس اوى ومحسسها بالأمان ،وهى ليها عيلتها .
بس شوية تأخير عملتلى فيهم محضر .
فضحك مجدى قائلا ...والله محسبناش اب وام على التأخير .
جم هما يحاسبونا .
وخلاص يا سيدى ، انا هسمحلك كل يوم بساعة بدرى .
فضحك ادهم ، ثم استأذنه مجدى لمسايرة العمل .
وانتهى اليوم وعندما استعد ادهم للخروج من المصنع .
شعر بأن نظرات العاملين تغيرت نحوه ، ثم سمع همس .
لم يستطيع أن يفسره .
ادهم بإندهاش ...هو فيه ايه ؟
بيبصولى كده ليه ؟
وبيهمسوا يقولوا ايه ؟
ولم يكن يتوقع أن خالد قد أفشى ما حدث فى مكتبه مع سهام .
ثم قاد سيارته نحو المنزل ، ونظر إلى ساعته قائلا ...الحمد لله متاخرتش النهاردة عشان سارة متعمليش فيلم .
ثم ركن سيارته امام محل الحلوى ، ليشترى منها أنواع متعددة من الشيكولاتات تحسبا لأى زعل مفاجىء .
........
ثم وصل إلى شقته ووضع المفتاح فى الباب ومع كل دقة منه ،كان قلب سارة يرتجف معه .
ومنتظرة دخوله وتأثير المفاجأة عليه .
ولج أدهم للداخل ، ليتفاجىء أن الأرض مفروشة بالورود ، فابتسم قائلا ...شكلها ليلة زى الفل .
واخيرا سارة هترضى عنى .
بس هى فين ده انا ديما بلاقيها فى وش الباب اول ما ادخل .
ثم قام بالنداء عليها ...سارة حبيبتى ، أنتى فين ؟
سارة ، سارة .
ثم ولج لغرفة النوم .
ليجد البلالين المعلقة باللون الوردى واللبنى.
فتعجب قائلا ...هو النهاردة عيد ميلادى ولا حاجة ؟
وانا ناسى .
مهو انا انسى عيد ميلادى ، لكن مقدرش انسى عيد ميلاد سارة.
لان ده لو حصل ، هتكون مشكلة كبيرة ممكن توصل لمحكمة الأسرة .
بس لا النهاردة مش عيد ميلادى .
امال ايه ؟
لتظهر سارة اخيرا بعد أن كانت مختبأة فى خزينة الملابس قائلة ...مفاجأة ايه رئيك !
فضحك ادهم قائلا ....احلى مفاجأة بس خضتينى.
بس تعالى تعالى ، عشان انتى وحشانى اوى .
ثم احتضنها بقوة قائلا ...اهو الحضن ده اللى بيهون عليا تعب النهار .
سارة ...حبيبى يا ادهم .
ثم ابتعدت عنه قائلة ...تخيل انا محضرالك مفاجأة ايه داخل البلونة .
ادهم ...بجد فيه حاجة تانى ، بس يا ترى ايه ؟
فناولته سارة دبوس ، وبالفعل فرفعت لتنزل ورقة فى يده .
ففتحها ليجد تحليل الحمل الايجابى .
فاخذ ينظر إليها تارة ،وتارة الى سارة التى وضعت يدها على بطنها .
واومئت برأسها ، قائلة بخجل ...ايه رئيك يا بابى فى المفاجأة الحلوة دى !
فدمعت عين أدهم بغير تصديق ، أن ربنا كرمه هكذا بكل تلك النعم .
وان سيكون له طفلا من صلبه ، وستكون له عائلة بعد أن كان وحيدا ..
فى كرم هذا .
فسجد ادهم لله شكرا ، جامدا الله على نعمه .
ثم اسرع لسارة فحملها قائلا بضحك ... حبيبتى احلى مفاجأة من احلى مامى.
أما مش مصدق نفسى فعلا انا هكون اب .
سارة .. طيب براحة يا بابى عشان النونو داخ .
فضحك ادهم وانزلها بيسر ووضعها على الفراش قائلا ...ايوه من النهاردة مفيش تنطيط ولا لعب .
فيه راحة بس .
سارة ..راحة ايه ؟
انا مش بحب ابدا نوم السرير وبحب الحركة .
حتى عايزة انزل الشغل مع بابى عشان محتجنى .
ادهم ...معلش بس حبيبتى ، احنا لازم نروح الدكتورة الاول ، تطمنا على وضعك والجنين .
وبعدين نحدد إذ كان تقدرى تنزل الشغل مع بابا .
ولا خطر عليكى.
عشان أنا مش مستعد أضحى بيكى او بأبنى اللى جى فى السكة.
ليقضوا ليلتهم فى سعادة بالغة بما أنعم الله عليهم .
............
وفى اليوم التالى
ذهب ادهم إلى عمله ، ليجد نفس النظرات من العمال والهمسات التى لا يفهمها .
فاحتار فى الأمر ، فاستدعى مجدى ، الذى ذهب إليه مسرعا .
مجدى ....خير يا ادهم ، قالوا إن عايزنى بسرعة .
حصل حاجة ؟
ادهم ...مش عارف يا مجدى حاسس ان فيه حاجة غريبة بتحصل من ورايا فى المصنع .
وان نظرات العمال كده ليه اتغيرت. .
ده غير الكلام اللى مش فاهم هما بيقولوا ايه ؟
فطأطأ مجدى راسه خجلا قائلا ....صراحة يا ادهم .
اللى حصل فى المكتب امبارح اتعرف .
وفعلا كل ما تمشى بين العمال ، الاقيهم ملهمش كلام غير فى الموضوع ده .
وكلام كتير اوى واتوسع كمان اوى ،وضحك وهمزات واستغفر الله العظيم .
وصراحة مش عارف اعمل ايه ؟
واسكتهم ازاى ؟
ده غير ايمن ،كل شوية يعمل مشكلة بسبب الموضوع ده .
ويتعارك مع اى حد يكلم .
ويدافع عنك ويقول لا انا عمرى ما اصدق ابدا ان ادهم يعمل كده .
فابتسم ادهم ...سبحان مغير الاحوال .
من الد لدود ، لمدافع عنى .
ثم قطب ادهم جبينه قائلا ....وبعدين ، ده انا لو طلعت حلفت ليهم على المصحف مش هيصدقوا على كده .
مجدى ...مش عارف والله ، انا قربت اتجنن .
ادهم بذعر ....انت فاهم يا مجدى ، أن الموضوع ده لو وصل لسارة ، ممكن تعمل ايه .
مجدى ...ربنا يسترها ، وتكون عاقلة وتثق فيك .
ادهم ...مفيش ست عاقلة فى الموضوع ده ، لأن الغيرة بتلغى العقل تمام .
مجدى ...والحل يا صاحبى؟
ادهم ...مش عارف ، بس لازم حل جذرى ، ويقطع الشجرة من جدورها .
مجدى ...قصدك ايه تطرد سهام ؟
ادهم ...طردها مش هيحل حاجة ، بالعكس هيقولوا طردتها عشان الشوشرة.
وممكن يكون بقابلها بره .
مجدى ...فعلا ،طيب وبعدين .
ولم يستكمل مجدى كلماته حتى ولجت إليهم سهام ، وقد اصطنعت البكاء مرددة ....ألحقنى يا ادهم بيه .
ابوس ايدك .
فتعجب ادهم ومجدى من بكائها وطريقة حديثها تلك ...............
فلماذا يا ترى تبكى سهام !
وماذا تريد من ادهم ؟
ولما تتوسل إليه ؟
......
وهل سيصل الموضوع الى سارة ام ماذا سيحدث ؟
هذا ما سنعلمه فى الحلقة القادمة بإذن الله تعالى.
فكونوا بالقرب.
نختم بدعاء جميل ❤️
اللهم أجعل لنا في هذا اليوم نصيباً من كل خير تقسمه، وفي كل رزق تبسطه وفي كل ضر تكشفه وفي كل بلاء ترفعه ...........
شيماء سعيد ❤️ام فاطمة
الحلقة الثامنة والعشرون
ليست خطيئتى
...........................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
الظلم ظلمات يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله .
ومن عاب ابتلى ، والكلمة السيئة تهوى بصاحبها فى النار سبعين خريفا .
وهذه كلها نصائح نبوية ، تخصنا على عدم الخوض فى الأعراض والسكوت عن الباطل طالما ليس هناك بينة وان الستر اولى من الفضيحة .
ومع ذلك تهامس العمال على ادهم وسهام ، رغم علمهم بأخلاق ودين ادهم ، ولكن هذا مجتمعنا للأسف تعجبه الفضيحة فينشرها ، اما الفضيلة فيكتمها .
تعارض بين الأثنين ، وكلا مجازا بما فعل .
..........
غضب ادهم كثيرا عندما أخبره مجدى بتهامس العمال ، ولم يدرى ما يفعل فى تلك المشكلة ،والخوف من أن يصل هذا الحديث إلى زوجته التى قد تطلب الطلاق وهو منها برىء .
ادهم ...لا حول ولا قوة الا بالله ، ربنا يسامحهم ويهديهم .
ومن زعلى كنت هنسى اقولك على خبر مهم جدا هيفرحك اوى .
مجدى مبتسما ...خير يا خويا وصاحبى ,فرحنى .
ادهم ...سارة حامل يا مجدى .
فكبر مجدى ....الله اكبر ، بسم الله ماشاءالله .
اخيرا يا حبيبى. هيكون ليك عيلة ، تنسيك وتنسينا الوحدة واليتم .
ادهم ..الحمد لله ، ربنا خزينه واسعة اوى ،وان شاءالله ينجينا من المشكلة دى كمان ،زى ما نجانا قبل كده .
مجدى ..ياريت بس ازاى ؟
ولم يستكمل مجدى كلماته حتى ولجت إليهم سهام ، وقد اصطنعت البكاء مرددة ....ألحقنى يا ادهم بيه .
ابوس ايدك .
فتعجب ادهم ومجدى من بكائها وطريقة حديثها.
فقال ادهم بفزع ....فيه ايه يا مدام سهام قلقتينا .
سهام ببكاء مصطنع ....سمعتى يا ادهم بيه .
يرضيك كده بقت على كل لسان !!
ثم نظرت إلى مجدى ،مكررة نفس الكلمات .
حرام والله حرام اللى بيحصل ده .
وظلم كمان .
ده أهلى لو عرفوا يموتونى .
فنظر ادهم إلى مجدى بحزن ، وكأنه يستنجد به ما يفعل ؟
وسهام مستمرة فى البكاء ، وتتوسل الى ادهم أن يجد حلا لتلك المشكلة وان يقطع ألسنتهم عنها .
سهام ...ارجوك يا ادهم بيه ، اعمل ايه ؟
انا مش قادرة اسمع كلامهم انى إنسانة زبالة ،وانى استغفر الله العظيم ماشية معاك فى الحرام .
قولهم اى حاجة ، ده عرضى ،ويستحيل اوافق على اى. حد ينهش فيه بالطريقة دى .
ففكر مجدى للحظات ثم قال ....بصى يا سهام ، احنا مش هنقدر نسكت كل الألسنة للأسف .
لكن كل اللى تقدر نعمله ، أننا ممكن نشغلك فى اى مكان تانى بعيد عن المصنع ، بالمرتب اللى انتى عايزاه .
وبكده تبعدى عن الكلام .
وتبدئى حياة جديدة فى مكان جديد .
فقطبت سهام جبينها وحدثت نفسها بغضب ....امشى من هنا ازاى ؟
لا ده انا روحى هنا ويستحيل امشى غير لما يحصل اللى فى بالى .
سهام ...لا يستحيل امشى وانا عينى مكسورة كده .
انا ممشيش الا وراسى مرفوعة ، عشان عينى لو جت فى عين حد فيهم بعد كده .
يقول هربت من الكلام لا ، ده مش طبيعى.
مجدى ..يعنى عايزة ايه ؟ مش فاهم .
والكلام مش يخصك انتى بس .
ده كمان ادهم بذات نفسه ، لكن أما تمشى .
ممكن مع الوقت العمال تهدى وتنسى والوقت كفيل بمدواة اى شىء .
سهام ....حضرتك بتكلم كده ، عشان راجل والراجل ميهموش اى كلام .
لكن الست مننا باللنسبالها شرفها ، ده اغلى شىء بتملكه.
يا مجدى بيه .
ومش بالساهل كده اهرب وانا عينى مكسورة ومظلومة .
ادهم ...طيب عايزانى اعمل ايه ؟ عشان ترتاحى يا سهام .
سهام بمكر....مش عارفه يا ادهم بيه ؟
بس حضرتك لازم تصرف ، ضرورى وبسرعة ارجوك .
قبل ما اى كلام يوصل لأهلى.
فوضع ادهم يده على رأسه قائلا...انا رأسى قربت تنفجر ومش عارف فعلا افكر كويس .
عشان اقدر اساعد فى المشكلة دى .
فقامت سهام برمى القنبلة من لسانها بقولها ...نجوز يا ادهم .
قصدى يا ادهم بيه .
فجحظت عين ادهم قائلا بعدم تصديق ..انتى بتقولى ايه ؟
انتى شكلك اتجننتى ولا حاجة !
انا راجل يا مدام ، مجوز .
وبحب مراتى جدا .
ويستحيل ابص عليها حتى ، فما بالك اتجوز عليها.
سهام ...انا عارفة يا ادهم بيه .
بس صدقنى مفيش اى حل غير كده .
ولو حتى جواز على الورق بس ، لغاية ما الأمور تهدى .
وترجع طبيعى .
وبعدين ساعتها تقدر تطلقنى .
فانفعل مجدى بقوله ...هو الجواز والطلاق كده بالساهل .
انتى عارفة ده معناه ايه ؟
ده مراته لو شمت خبر ،ممكن تخليه يطلقها ..
سهام بمكر ...متخفش انا ساعتها هروح واقولها الحقيقة.
أنه جواز سورى كده مؤقتا ، عشان الكلام وبس .
ادهم ....لا يمكن تتقبل ده مراتى ابدا ، انا عارفها .
وصعب فعلا اعمل كده للأسف .
فبكت سهام كثيرا قائلة ....عوضى عليك يارب .
ثم رددت إليه ....خلاص يا بيه .
ما انت صح بيه كبير وتقدر تشترى كلامهم بالفلوس .
لكن أنا غلبانة ، أو كلبة تترمى اى. وقت.
فانا ماشية ،وزى ما يحصل يحصل .
ثم فكرت فى فكرة جنونية لتستميل قلبه بقولها .
انا هريحكم منى خالص ، وهرمى أرمى نفسى عند اى محطة مترو تقابلنى .
ثم نظرت له بمكر مرددة ....سلام يا ادهم بيه .
بس لما ربنا يسئلك عنى ، انك مقدرتش تستر مسلمة .
شوف هترد تقوله ايه ؟
فتوتر ادهم ونظر لمجدى الذى تفاجىء بما قالته سهام .
وشعر أن ادهم قد وقع فى مأزق شديد جدا .
لانه بطبعه لا يستطيع أن يظلم أحد ابدا .
فكيف له أن يتحمل إثم انتحارها وموتها.
وتصبح رقبتها فى رقبته يوم القيامة .
تخشب جسد ادهم ، واحتقنت دماؤه وكاد أن يغشى عليه .
كلما توجهت سهام نحو الباب .
وكانت تمشى بخطوات ثابتة ثقيلة للغاية .
تتنظر أن يتحدث بما يرضى غرورها وطمعها فيه .
غير مبالية بما تعانيه نفسه ، أو شعور زوجته أن علمت بذلك الأمر .
المهم هى أن تحظى به وتكون لها مكانة عنده ،وتحظى بماله .
وما أن اقتربت نحو الباب ، حتى صرخ ادهم قائلا ...استنى يا سهام .
استنى .
ثم جلس على مقعده ، ووضع يده على رأسه .
وتساقطت حبات العرق من وجهه .
وشعر بالاختناق ، وبدء يفك من رابطة عنقه .
فأشفق مجدى عليه ، لانه يعلم حقا مدى حب ادهم لسارة .
وكيف أن علمت سارة بهذا ، لها أن تبتعد عنه.
وان بعدت فهى فيها موت ادهم بالبطىء وخصوصا انها تحمل طفله أيضا ، الذى تمناه طيلة حياته .
أن تكون له عائلة تعوضه عن ما مر به من يتم وقهر .
فاقترب من ادهم ، وربت على كتفه بحنو قائلا ..أجمد كده يا صاحبى .
واكيد ربنا هيحلها من عنده زى كل مرة .
وسبها على الله .
ومتخفش من اللى جى .
اكيد ربنا مش هيحرمك من نعمته عشان انت شكرته كتير .
فنظر له ادهم بحزن قائلا ...دى سارة يا مجدى .
فاهم يعنى ايه ؟
يعنى عمرى وحياتى كلها .
فحدثت سهام نفسها بغيظ ....قد كده بيحبها ، اه يا نارى .
بس ولى خلق الخلق يكتب بس عليه .
وابقى حلاله ، هدلعه واوريه اللى عمره ما شافه مع مراته دى .
لغاية ما تخليه ينسى اسمها خالص .
بس ينطق بقا عشان تعبت من الوقفة .
وعايزة اقعد وامخخ كده ، هيحصل ايه لو قرر يتجوزنى .
وازاى اجره ليه بالناعم .
ادهم بإنكسار ...على الله فعلا .
وربنا يسترها معانا يا صاحبى .
ثم نظر إلى سهام قائلا ...خلاص يا سهام .
انا هتجوزك على سنة الله ورسوله .
سهام بفرحه ...الله يجبر بخاطرك يا بيه .
ويستر عرضك زى ما سترت عرضى يا قادر يا كريم .
ده انا هعيش خدمتك لاخر يوم فى عمرى .
مجدى ...متأكد من قرارك ده يا ادهم .
ادهم ...ايوه يا مجدى .
ثم نظر ادهم إلى سهام ساخرا بقوله ...خدامتى ايه بس .
هو لغاية وقت معين .
وكل واحد يروح لحاله .
ومش هترجعى المصنع تانى وهعملك انا مصروف شهرى تقدرى تعيشى بيه على طول .
سهام محدثة نفسها ....ايه الجوازة اللى ملهاش طعم ولا لون دى .
على العموم بس هى أول خطوة تعدى وبعدين الباقى سهل .
ادهم إلى مجدى ....دلوقتى تقدر تقول فى المصنع أن الهانم مراتى وكان جوازنا فى السر ، عشان مراته متحسش بحاجة .
وده خلال عادى ، ومحدش يقدر يكلم بعد كده .
وأنه شغلها معاه عشان تكون جمبه ، لكن بعد ما حصل الكلام يستحسىن أنها تبعد عشان الاحراج .
وياريت محدش ينقل الكلام عشان ميوصلش لمراته .
والدنيا تخرب ..
مجدى ....ربنا يستر .
ماشى كلامك يا ادهم ،وعداك العيب.
وان شاء الله أزمة وتعدى .
ادهم ...يارب .
مجدى بتفكير ....مهو ممكن نقول كده من غير عقد جواز.
واهو كلام وخلاص .
فكادت سهام أن تخلع حذائها وتضربه به من الغضب .
لولا تدخل ادهم بقوله ....لا لازم جواز ، عشان أنا عارف أنه ممكن يقولوا .
أنه ده تمثيليه عشان نسكت عن اللى حصل وأنهم لا مجوزين ولا حاجة .
فساعتها تطلع لهم شهادة الجواز .
ادهم ....تصور صح .
طيب على كده ، ربنا يكون فى عونك صراحة .
وهنا ابتسمت سهام ابتسامة النصر .
وأشار إليها ادهم قائلا ....اتفضلى بينا على اقرب مأذون يا هانم .
وانت يا مجدى ، أجل الكلام لبكرا اكون استعجلت المأذون فى شهادة سريعة .
مجدى .....تمام زى ما تحب .
........
وبالفعل خرج ادهم ومعه سهام على مرأى من العمال .
ليتحدث أحدهم ....لا الأمر كده زاد عن حده .
والبنت جبارة عرفت تلعب عليه .
بس ازاى يخرج بيها كده عينى عينك !!
دى مكنتش اخلاق ادهم بيه خالص .
للدرجاتى وقع فى حبها .
أما كريم فقال ....مش شايفة البت عاملة زى المانجة تتاكل اكل .
من حقه ميقدرش يقاوم الجمال ده .
فسمع مجدى ذلك الكلام ، فقال ...ربنا يستر عليك يا ادهم من اللى جى .
....................
وبالفعل ذهب بها إلى أقرب مأذون وكتب عليها بشهادة الشهود من قبل المأذون .
وكتب لها ادهم شيك بخمسون الف جنيه ، كمهر ومثلهم مؤخر .
كما مبلغ شهرى خمسة الالف جنيه تعيش به ، بديلا عن العمل فى المصنع .
فلمعت عين سهام من الفرحة وحدثت نفسها ...ايه ده انا حاسه انى بحلم يا ناس .
بس برده ده عنده شىء وشويات .
وانا لو صرفت من الفلوس ده هتخلص بسرعة.
على رأى المثل خد من التل يختل .
وعشان كده ، انا لازم اكون مراته حقيقى ويحبنى بجد .
واكون الكل فى الكل ، عشان يغرقنى من النعيم اللى عايش فيه .
استقلت سهام مع ادهم سيارته ، وجلست بجانبه .
فقال بنفور .....دلوقتى هوصلك للمكان اللى عايشة فيه .
فبكت سهام باصطناع ...برده دى تيجى يا باشا .
توصلنى بنفسك لحارة سد .
وياريت كمان شقة ، دى اوضة فى السطوح .
بتحرقنى نار الشمس فيها فى الصيف.
وبتغرقنى مية الشتا فى الشتا .
ادهم بحزن ليه كده ؟
وليه مرجعتيش تعيشى مع أهلك بعد ما اطلقتى من جوزك .
سهام ...اعيش مع مين !
ده ابويا مصدق يجوزنى عشان يخلاله الجو مع مراته .
واخواتى مراتتهم محدش بيطقنى منهم ، ولا عايزنى اعيش معاهم .
فعشان كده ملقتش غير الأوضة دى انستر فيها وخلاص .
وجيت اشتغل عندك عشان اعرف اجيب لقمة نضيفة .
وحصل اللى حصل .
ادهم .....لا حول ولا قوة الا بالله .
طيب بصى ، انا هوصلك ، بس تلمى هدومك .
وتنزلى تانى ، هشوفلك اى شقة ايجار جديد .
وانا هدفعلك الايجار بانتظام متقلقيش ..
فأمسكت سهام يده لتقلبها .
فابعدها ادهم عنه .
فنظرت له سهام برغبة ....ايه يا باشا .
هو انا وحشة ولا وحشة .
وانا خلاص بقيت مراتك على سنة الله ورسوله .
فعادى المس ايدك وابوسها كمان .
ادهم بنفور ....لا ملهوش داعى .
ثم قال محذرا ....وزى مقولتلك ده جواز على الورق بس .
وفى اى لحظة هطلقك ، بس هصرف عليكى زى ما قولت .
غير كده انسى اى حاجة تانية .
فنظرت لها سهام بإنكسار مصطنع قائلة ...اللى تشوفه يا باشا .
ثم انطلق بها إلى مسكنها لتحزم ملابسها وتترك تلك الغرفة اللعينة التى شهدت فقرها .
إلى عالم آخر صنعته بمكرها ، على حساب انسان كريم بأخلاقه ، وعلى حساب زوجة تحب زوجها ولكن ستظن أنها انخدعت به .
وستقلب حياتهم رأسا على عقب .
........
وبالفعل أخذها ادهم إلى أحد الشقق المفروشة ، لتعيش بها وسيدفع هو كما قال أجرها كل شهر .
وقف ادهم عند باب الشقة مودعا لها ....عايزة اى حاجة قبل ما امشى .
سهام بنظرة حب ...عايزة سلامتك يا باشا .
واكتر الف خيرك
وربنا يسترك دنيا وآخرة .
ادهم ....طيب انا ماشى ، السلام عليكم .
فقامت بالنداء عليه قائلة ...ادهم بيه .
فالتفت ادهم لها قائلا...نعم ، فيه اى حاجة .
فتقدمت إليه .
وعيونها تلمح بالرغبة قائلة بشوق ....ادهم انت قولت جوازنا على الورق وانا قبلت ده بس انا برده ست وشايفة جوزها قدامها وانا محتاجة حتى تضمنى ليك بس مش اكتر من كده .
فاتسعت عين ادهم ،وارتجف وقال بنفور ....لا لا ارجوكى .
كفاية اللى حصل ،ومكنتش عايزه يحصل .
وياخوفى من اللى جى .
سهام ....ارجوك ده انا حلالك ومراتك .
عشان احس ولو للحظة واحدة بالأمان والاستقرار.
مجرد لحظة واحدة ارجوك .
..........
فاحتار ادهم ما يفعل ؟
نعم هى أصبحت زوجته وحلاله ولكن حبه لسارة يمنعه من فعل ذلك .
فماذا يا ترى سيفعل ادهم مع تلك اللئيمة ؟.
وكيف ستعلم زوجته عن تلك الزيجة ؟
وما ستفعل ؟
وكيف سيكون تأثير ذلك على. ادهم ؟
.......
ستعلم من خلال الحلقة المقبلة بإذن الله تعالى ❤️
وهتكون الأخيرة بإذن الله مع الخاتمة
نختم بدعاء جميل ❤️
"أبعد عنآ يا الله من ينظر لنآ بعين الحسد ويتمنى زوال النعمة عنّآ فنحن شاكرين لك ممتنين لرزقك ونتمنى لغيرنآ الخير❤️"
شيماء سعيد ❤️ ام فاطمة
يتبع
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق