رواية فرصه للحياه الفصل الاول والتاني بقلم قسمة الشبيني حصريه وجديده علي مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
الفصل الاول
يحيى العيسوى طبيب جراح فى الأربعين من عمره انتقل للعمل بمدينة ساحلية نائية برغبة شخصية للهرب من العاصمة والزحام والأضواء يحيى رجل منحه الله كل ما يسمى بجمال للرجل حيث طول فاره يصل لمائة وتسعون سنتيمتر ،وبنية قوية دون مجهود يبذله لذلك
بالإضافة لخصلات ناعمة وملامح هادئة وعينين بلون العسلى المخضر فيصعب اكتشاف لونهما الحقيقى
حمدي الحسيني طبيب جراح فى الأربعين من عمره صديق يحيى ورفيق دربه وعمره وزوج اخته الوحيدة هنا وهى تصغر يحيى بأربعة أعوام وهى طبيبة أيضاً تخصصت بطب الاطفال الذى يليق بهيئتها البريئة فهى معتدلة الطول ورثت من امها الجمال الخلاب والجسد المثير
![]() |
تملك نفس عينين يحيى إلا أنهما تشعان مرحا خاصا بها تزوجت حمدى الذى احبها بشدة لكن لها كان زواجا روتينيا ما لبث أن تحول لحب شديد وانجبت منه يحيى ابنها الوحيد
اما حمدى فهو رجل معتدل فى كل شيء بداية من طوله المناسب مع جسده الملائم لشخصيته هو ببساطة الاعتدال فى كل شيء
يحيى من عائلة مرموقة كان له اسم كبير فى عالم الجراحة منذ اعوام الا أنه اختفى فجأة ثم عاد للظهور بهذة المدينة هاربا من حياته وأهله
جلس يحيى على شاطيء البحر رغم برودة الجو الشديد فى منتصف فصل الشتاء ولكنه لم يكن يشعر ببرودة الجو فقد كان مع ذكرياته الدافئة
لقد كان طبيبا حديث التخرج إلا أنه كان مجتهدا وينبأ بمستقبل باهر فى عالم الجراحة أراد
والده عزمى العيسوى أن يفتتح له مشفى خاص يديره إلا أنه رفض فقد كان يرى أنه بإنشاء
مشفى بإسمه يشترى لنفسه اسم فى عالم الجراحة وهو يريد أن يكتسبه ببراعته ومهارته وتمكن بالفعل من حفر اسمه بعد نجاح باهر بعدة جراحات معقدة كان فى الثامنة والعشرين حين تعرف إليها للمرة الأولى
ريهام الصفتى طبيبة متخصصة فى قسم النساء والتوليد جاءت للعمل بنفس المشفى باهرة الجمال من عيون شديدة السواد وشعر غجرى حالك وقامة قصيرة إلى حد ما نحت خصرها نحتا دقيقا فخلف جسدا لفينوس الشرق (ارتدت الحجاب قريبا)
لفتت انتباه الجميع من بداية عملها فبالإضافة للجمال الملفت فتلك الابتسامة الخلابة تسحر الرجال وغمازتين تشهدان بالفتنة إلا أنها التفتت فقط ل يحيى الذى اظهر إعجابا رقيقا بلا تجاوز وما لبث أن زادا تقاربا يوما بعد يوم ومالبث يحيى أن صارحها بحبه وطلب منها تتويج هذا الحب بالزواج
ولحسن حظه وافقت على طلبه وتقدم لخطبتها
هز يحيى رأسه بأسف وهو يعبث بالرمال الناعمة كاتبا فوقها 💔ريهام💔 مسح على الاسم المنقوش بحنان وهو يردد هامسا : وحشتيني اوي ثم تمدد أرضا ليعود هاربا لذكرياته التى يعيش معها منذ سنوات
خرج يحيى من المشفى وحمدى يلحقه قائلا: ايه يا عم هجرى وراك بالراحة شوية
يحيى : معلش يا حمدى انت عارف الفرح بعد بكرة ولسه ورايا مليون حاجة عاوز اخلصها
حمدى: يا سيدى ما تخافش كلنا معاك بس هى ريهام مش هتيجى تطمن على الڤيلا
يحيى: انت عارف ريهام مشغولة اوى فى مركز الأمومة الى لسه فاتحاه وهى واثقة فيا وكل حاجة هأعملها هتعجبها
ضحك حمدى وقال: ربنا يتمم بخير يا يحيى احسن حاجة انكم بتحبوا بعض ومتفاهمين جدا حاسس انكم شخص واحد مقسوم فى جسمين
ضحك يحيى قائلا: اه هى ربع وانا تلت اربع ،ها هتيجى معايا ولا جاى بعربيتك
حمدى : لا اطلع وانا وراك
*********
افاق يحيى على اهتزاز هاتفه المحمول فنظر له بإبتسامة باهتة تخلو من الحياة ورفعه قائلا: أيوة يا حمدى فى حاجة
حمدي: انت فين يا يحيى وسايبنى فى الخرابة دى لوحدى هو انا جاى لآخر الدنيا وراك علشان اقعد لوحدي
يحيى: معلش يا حمدى حسيت اني مخنوق قلت اقعد على البحر شوية
حمدى: بحر ايه فى التلج ده ،تعالى يا يحيى الله يهديك لو جرى لك حاجة طنط فريال ممكن تروح فيها المرة دى
انتفض يحيى جالسا بهلع : بعد الشر يا حمدى هو انا جيت لآخر الدنيا هنا غير علشان مش عاوزها تتعب وتتعذب علشانى اكتر من كدة خلاص يا حمدى انا راجع
حمدى: ماشى يا صاحبي مستنيك
توجه يحيى لسيارته الضخمة التى تلائم شكله تماما واحتل مقعده ولم يحرك السيارة بل أراح رأسه للخلف وفضل أن يعود لذكرياته لاجمل ذكرياته بل إلى أكثر ذكرياته دفئا الى ليلة انتظرها وتمناها بل وعاشها بكل سعادة وحب الى ليلة زفافه
كان يضمها لصدره برفق وهما يرقصان وهو يهمس لها بحب: ياه يا ريهام اخيرا بقينا لبعض انا مش مصدق انك بين درعاتى
اجابته وقد اعتلى وجهها حمرة الخجل: اخيرا يا يحيى وعمرى ما ابعد عنك تانى ........يحيى
يحيى: قلب يحيى
ريهام: انت عمرك ما هتبعد عنى صح
ابتسم وهو ينظر لها بعينين تفيضان حبا : عمرى يا قلبى انتى عارفة انا بحبك قد ايه اصلا الحب مجرد كلمة متعبرش عن احساسى ابدا ..بقولك ايه
نظر حوله ثم اخفض رأسه هامسا : ما كفاية كدة ويلا نروح انا مش قادر نفسى اخدك فى حضنى واخبيكى من كل الناس واهرب بيكى علشان محدش يشوفك غيرى
ريهام: لا يا يحيى خلينا نتمتع بفرحنا هو احنا هنتجوز كام مرة انا عاوزه كل ثانية تبقى ذكرى حلوة معاك
يحيى: حاضر يا قلبي استحمل علشان خاطرك علشان لما نكبر تحكى كل ذكرياتنا الحلوة
لولادنا واحفادنا
ضحكت ريهام : ولادنا واحفادنا كمان
يحيى: طبعا انا مش هتنازل عن عشر عيال
نظرت له بتعجب فضحك لمنظرها وقال: خلاص بهزر بس انا هيبقى اسعد يوم فى حياتى يوم ما يكون ابن منك عارفة يعنى ايه يبقى عندنا ولاد يعنى حته منى ومنك تكون مخلوق تالت يبقى دليل حبنا الحى
بدأت خطواتها تتعثر من فرط توترها فقال ممازحا: بقولك يا حبيبتي تعالى نقعد انا ضهرى هيوجعنى كدة مالقتيش جذمة اعلى من دى تطولك شوية
فقالت بغضب يتميز به الفتيات وهى تنظر إليه بغيظ : والله الكعب عشرة سنتى
يحيى وهو يقصد اغاظتها : اصلك اوزعة اوى يا روحي
ريهام بغضب: ايه مش عجباك ولا ايه على فكرة انا مش قصيرة انت الى زى النخلة
ووقفت أمامه تعقد ذراعيها بغضب فقال بغضب مصطنع: انا نخلة طب والله لاوريكى لما نروح وجذبها لحضنه على حين غفلة منها فتعالى التصفيق من الحاضرين
********
انتفض يحيى فى سيارته على صوت بوق سيارة نجح فى افزاعه وإعادته للواقع ففتح عينيه ينظر حوله فرأى سيارة يقودها شاب يشير إليه فأنزل الزجاج ونظر له مستفهما فقال: حضرتك ممكن ترجع ورا أو تطلع قدام لانك قافل الطريق
تلفت حوله ليكتشف أنه يقف بمفترق طرق وحمدا لله فلولا هذة المدينة الهادئة لحدث ما لا يحمد عقباه
هز رأسه إيجابا وتحرك بسيارته للامام قاصدا المشفى حيث ينتظره صديقه الوفى حمدي
الذى قابله لدى دخوله :كدة يا يحيى بقى لك قد ايه قايلى جاى
يحيى: معلش يا حمدى
حمدى بضجر: يحيى البلد دى مملة اوى انا زهقت فين وفين لما تيجى حالة انا خايف انسي الطب
يحيى: طب ايه الى هتنساه يا حمدى إحنا بقى لنا عشر ايام واصلين وبعدين قلت لك خليك جمب هنا ويحيى انا مش صغير انا بس محتاج ارتاح شوية
ربت حمدي على كتف يحيى قائلا بود: مش لازم يا صاحبي تبقى صغير علشان افضل جمبك انت فى أزمة يا يحيى والمشكلة انك مش عاوز تخرج منها
نظر يحيى لحمدى بعينين يطغى عليهما الحزن : انت مش عارف حاجه يا حمدى
حمدى: يمكن اكون مش عارف حاجه بس علشان انت مش عاوز تتكلم فضفض يا يحيى علشان ترتاح
يحيى بنفس الحزن: فى حاجات مينفعش تتحكى يا حمدى
حمدي: انت غلطان يا يحيى كل مشكلة ممكن تتحل بس نعرف ايه المشكلة......بلاش تتكلم معايا نرجع وروح للدكتور بتاعك
يحيى: ما انا لو عايز اتكلم معاه كنت اتكلمت انا خلاص مبقاش في حاجة عاوز اعملها معنديش استعداد اجرب اى حاجة وانا من سيىء لاسوأ
نظر حمدي لصديقه فى أسى ولم يرد أن يضغط عليه اكثر من ذلك فآثر تغير الحديث قائلا: على فكرة هنا كلمتنى ويتسلم عليك
يحيى بفتور: الله يسلمها عاملين ايه هناك
حمدي: الحمد لله ماشي الحال بس هنا تعبانة لوحدها فى المستشفى
ثم نظر ليحيى وقال : وانا كمان تعبان اوي
حاول رسم صورة جادة مردفا : خلاص مش قادر استحمل
يحيى بقلق: فى ايه يا حمدى مش معقول الملل يعمل فيك كدة
حمدي بنفس الوجه الجاد : لا بصراحة فى حاجة غير الملل مش عارف اعمل ايه
يحيى: فى ايه يا حمدى قلقتنى عليك
ابتسم حمدى ابتسامته الهادئة ليصل ليحيى رغبته فى مداعبته وقال: فى ايه يا يحيى عمال اقولك ملل وتعبان يعني لازم اقولك فى وشك كدة اختك وحشتنى
وكزه يحيى فى ذراعه وعلى وجهه شبه ابتسامه باهتة: ما انت رزل صحيح ما كانوش عشر ايام يا عم الحبيب ... طب ما تروح لها يا اخى وحل عنى بدل ما انت عامل زى ولى امرى كدة اقولك خد إجازة ليا وليك
حمدي بسعادة: بجد هتنزل معايا
يحيى وهو يحاول أن يخفى المرار فى صوته : لا يا حمدى خد اجازتى وقضى مع مراتك عشرين يوم وبالمرة تريحها شوية فى شغل المستشفى
حمدى : وانا الى قلت يحيى الصغير وحشك وهتنزل معايا
يحيى: والله يا حمدى واحشنى يمكن اكتر ما وحشك انت بس مش عاوز مواجهة تانية مع ماما دلوقتى انت عارف اخر مرة دخلت المستشفى بسببى وانا ولا عاوز اتعبها ولا عاوز صدمات تانية
حمدي: خلاص يا يحيى انا هنزل إجازة وانت خليك براحتك بس بالله عليك حاول تشغل نفسك بلاش تحبس نفسك فى ذكرياتك انا خايف عليك يا يحيى
يحيى : ماتخافش عليا ياحمدى مش هيجى لى اكتئاب تانى ولا انهيار عصبي مش هدخل مصحة تانى ولا انهار تانى انا بس عاوز ارضى بنصيبى واعيش من غير وجع ...روح يا حمدى وسلم لى على هنا ويحيى
**********
مرت الايام متشابهة ويحيى يؤدى عمله فى هدوء وقد وضع حول نفسه هالة خاصة لا تخترق فلا اصدقاء لديه يقيم فقط بسكن الأطباء خوفا من الوحدة،بينما أصبح حمدى صديقا لمعظم العاملين بالمشفى رغم أنه ليس دائم الإقامة مثل يحيى فيأتى لعدة أيام يقضيها مع صديقه ويعود للعاصمة لزوجته وابنه وسائر أعماله الأخرى ويأبى الرضوخ أمام ضغط يحيى أن يستقر بالعاصمة ويترك صديقه يتجرع الالم وحيدا
*********
اعتاد يحيى أن يهرب بعد انتهاء عمله دائما الى الشاطئ حيث يكون وحيدا كما يحب بلا ضغوط بلا حديث بلا بشر متطفلين
كان الجو دافئا ذلك اليوم فخلع الجاكيت ووضعه فوق الرمال واستلقى ناظرا للسماء مبتسما فهو لا يبتسم الا حين يتذكرها ...كم يعشقها
تذكر كيف كان يشعر بقربها هى المرأة الوحيدة على وجه الارض التى أحيته كرجل
وضع يده فوق صدره مستمتعا بخفقانه اه ايها القلب انك لم تخفق بعدها الا لذكراها ،تسللت ابتسامة واسعة لشفتيه وهو يذكر كيف كان هذا القلب يخفق بل كانت دقاته تدوى بصدره مطالبة بإطلاق سراح هذا القلب ليستقر حيث يتمنى يصدرها
توالت عليه الذكريات اول لمسة😍اول قبلة 💓💓كم كانت حبيبته دافئة كم كان يرتعد قلبه خوفا عليها وهى بين ذراعيه كان يخشى على جسدها الرقيق من جسده الضخم كم كان صعبا عليه كبت انفعالاته خوفاً عليها من نفسه
تنهد بألم محدثا نفسه: مكنتش متخيل يا ريهام المستخبى لينا مكنتش متخيل أن دى تكون النهايه
فرصة للحياة
بقلم قسمة الشبينى
الفصل الثاني
تلألأت الدموع بعينى يحيى هذا الجبل الصخرى المسمى جسده تظهر ينابيع دموعه فقط لذكراها
كيف كانت الحياة كانا عاشقين ينهلان من نهر السعادة الابدى بلا توقف مرت ايام وشهور وهو لم يفق من نشوة حبه العارمة لم يكن يفكر فى اى سبيل اخر للحياة الا من خلال ذراعيها حيث يرتوى من فيض عشقه بينما كانت ريهام تتطلع لأمر آخر تحلم به وتنتظره يوما بعد يوم
قبل الذكرى السنوية الأولى لزواجهما ،كان يحيى عائدا من المشفى يشعر بالانهاك الشديد فخلع الجاكيت وألقاه على الفراش وهو يلقى بجسده فى إرهاق شديد،خرجت ريهام من الحمام ترتدى روب الاستحمام وتجفف شعرها بالفوطة
ريهام: انت جيت يا يحيى كلمتك وانا نازلة من المركز قالوا لى إنك فى العمليات
رفع يحيى الجزء العلوى من جسده متكئا على مرفقيه ونظر لها بصحوة وكأن ما به من تعب زال لمجرد سماع صوتها: أيوة حبيبتي كانت عملية صعبة وطويلة سرطان قولون ست ساعات فى العمليات
ريهام بود: معلش حبيبي حمدالله على سلامتك بس كويس انك جيت قبل ما انام عاوزة اتكلم معاك فى موضوع
تبدلت نظرة عينيه فزادت خبثا واتسعت ابتسامته وهو يقول: موضوع واحد انا عاوزك فى مواضيع انا بقى لى تلت ايام مش عارف اتلم عليكى
نهض عن الفراش متجها إليها وهو يخلع حذاءه ويفك ازرار قميصه متسائلا بشوق: اقول انا
الاول ولا تقولى انتى
عادت خطوة للخلف وهى تنظر إليه وقد وصل لها ما يرمي إليه فترفع اصبعها فى وجهه محذرة : يحيى انا بتكلم جد
تنهد وهو يزداد قربا: وانا كمان بتكلم جد
شد على خصرها فتأففت بغضب وهى تدفعه للخلف : يحيى من فضلك اسمعنى بقى
تعجب من أمرها وعاد لطرف الفراش قائلا: مالك يا ريهام بقى لك فترة متغيرة وانا بقول ضغط شغل بس واضح أن فى حاجة تانية
تنهدت بألم لم يخفي عليه وهى تقول: يا يحيى فى موضوع مهم لازم نتكلم فيه وانت مش مدينة فرصة اتكلم خالص
يحيى بحب: اتكلمى يا قلب يحيى سامعك
جلست بجواره وامسكت كفيه تخرج بهما توترها اولا ثم قالت: يحيى انت عارف انا بحبك قد ايه بس بقى لى كام شهر عاوزة افاتحك فى الموضوع ده ومترددة
رفع كفها الرقيق يقبله برقة قائلا: ليه يا حبيبتي من أمته بنخبى حاجة عن بعض اتكلمى يا ريهام
نظرت للأرض وقالت بألم: انت عارف ان بقى لنا سنة متجوزين وانا شايفة اننا اتأخرنا شوية فى الحمل
اتسعت عينا يحيى وعلت ضحكته وهو يقول: خضتينى حرام عليكى هو ده الموضوع الى عاوزانى فيه يا حبيبتي أنا شايف اننا ما اتأخرناش ولا حاجة لسه بدري
رفعت عينيها بإصرار : لا اتأخرنا يا يحيى وده تخصصى وانا عارفة انا بقول ايه
اقترب من شفتيها هامسا: طب تحبى اعمل ايه
فجاءه منها ردا صادما : لازم تعمل فحوصات
أجاب وهو لم يفق من صدمته بعد: فحوصات ليه يعني يا ريهام دا كل الحكايه سنة
اقتربت برأسها من صدره العارى وهى تتشبث بأطراف قميصه المفتوح: يا حبيبي حس بيا انا بتعذب كل ما تيجى لى حالة حامل بعد شهر وشهرين جواز بحزن على نفسى يا يحيى انا بقى لى اربع شهور بعمل متابعة تبويض وأحسب كويس مفيش فايدة انا عملت كل الفحوصات مش لاقية اى مانع
ضمها لصدره وهو يربت على شعرها المندى فقالت: يا حبيبي انا نفسي في طفل يكمل سعادتنا يكون حته منى ومنك بتكون مخلوق تالت مش ده كلامك يا يحيى
تنهد بصبر وهو يقول: خلاص يا قلبى هأعمل الى انتى عاوزاة بس متزعليش نفسك
********
عاد يحيى من بحر ذكرياته منهك القوى فنهض يلملم شتات أمره عائدا لمقر عمله فهو يحب دائما أن يتوقف عند هذا اليوم لا يريد المضى قدما فهو لا يريد تذكر الالم يكفيه أنه يعيشه
فى الصباح التالى كان سائرا بأحد ممرات المشفى حين جاءه صوت انثوى: دكتور يحيى ،يا دكتور يحيى
توقف وإلتفت بإتجاه الصوت بهدوءه المعهود فوجد إحدى الممرضات تتوجه اليه بدلال زائد فقال بحزم: خير يا آنسة فى حاجة
الممرضه: فى ولد فى الاستقبال متعور والجرح عاوز خياطة ودكتور الاطفال قالى انادى حضرتك
يحيى: طيب اتفضلى وانا هكون فى العيادة فى خلال دقيقتين
تعمدت الاقتراب تستنشق رائحة عطره الخلاب وهي تقول: ما تتأخرش يا دكتور
عاد خطوة للخلف قائلا بصرامة شديدة: اتفضلى يا آنسة على شغلك
عادت ادراجها وهى تحدث نفسها: ايه ده هو ايه حجر على قد ماهو لا يقاوم على قد ما بارد زى التلج
********
فى خلال دقيقتين كان يحيى يدلف للعيادة ناظرا الى ذلك الطفل الذى لا يتعدى عمره الست سنوات تسائل بهدوء وهو يرتدى الجوانتى العازل : فى ايه يا بطل كل العياط ده علشان التعويرة الصغيرة دى،خلينى اشوف كدة
كان الصغير يرتعد ألما وزاد ارتعاده خوفا من هذا الطبيب الضخم فأغمض عينيه بشدة بينما كان يحيى يفحص جرحه ثم نظر إلى المرأة الواقفة بقلق بالغ: حضرتك والدته
الام: أيوة يا دكتور بالله عليك الجرح في وشه هيسيب اثر
يحيى مطمئنا: لا ما تقلقيش هخيطه مش هيسيب اى أثر
الام بعفوية: ربنا يكرمك يا دكتور ويفرحك بعيالك
اخترقت الجملة أذنيه كالبارودة فأصابت قلبه على الفور لكنها مجرد أن مذعورة فتنحنح فى محاولة يائسة لاخفاء الالم من صوته : متكشر يلا يا بطل انت راجل والرجالة بتستحمل انا هرش بنج واخيط علطول علشان التعويرة الصغيرة دى تختفى خالص
انتفض الصغير واقفا على سرير الكشف وهو يصيح: خلاص يا ماما ،حرمت والله مش هأحدف طوب مع العيال تانى بس روحينى
احترم يحيى هلع الصغير فأشار للام بالصمت ونظر له قائلا بحنان: يعنى انت مش عاوز الشيكولاته دى
ومد يده فى جيبه وأخرج قالبا من الشيكولاتة فنظر الصغير ليده بلهفة فقال بود: انا ممكن لو سمعت الكلام يعنى اديك دى تتسلى فيها واحنا بنخيط وأدى لك واحدة تانية لو طلعت راجل وبطلت عياط
جلس الصغير مرة أخرى قائلا ببراءة مزقت قلب يحيى : ماشى بس كلام رجالة
ارتفعت ضحكة يحيى ترفرف ألما كطير ذبح للتو وهو يقول: كلام رجالة
وبالفعل ناوله الشيكولاته ففتحها وشرع في تناولها بنهم وفرحة بينما نظر يحيى للممرضة قائلا بحزم: يلا يا آنسة
وتوجه للام بهدوء: لو حضرتك خايفة استنى برة
الام بحنان: مقدرش اسيبه وجلست خلف طفلها تضمه بحب مغمضة العينين
انتهى يحيى من الجرح فى دقائق معدودة وامسك بذقن الصغير بعد أن لف رأسه بالشاش الطبى وقال: شفت بقى انا خلصت قبلك
ابتسم الصغير قائلا بصدق : انت حلو يا دكتور ومش بتوجع لما اتعور تانى هاجى عندك
ابتسم يحيى لبراءة الصغير وقال: لا ما هو انت شاطر بقى ومش هتتعور تانى
ومد يده بجيبه ليخرج قالبا آخر من الشيكولاتة ويقول: وادى باقى الاتفاق يا بطل كدة نبقى
خالصين
فجاء رد فعل الصغير الذى هوى بيحيى الى الجحيم حين ألقى الطفل بنفسه بين ذراعيه قائلا ببراءة قاتلة : انت حلو وهتروح الجنة علشان مكدبتش عليا
تمنى يحيى فقط تمنى للحظه أن يطبق عليه ذراعيه فيشعر بدفءضمته ويستنشق رائحة براءته لكن الأمر لم يتعدى حد التمنى فقد أسرعت الام تنتزعه من بين ذراعيه وتقول بأسف
حاسب يابنى وسخت هدوم الدكتور
ونظرت ليحيى بأسف: معلش يا دكتور آسفة والله عيل قليل الأدب
نظر يحيى لملابسه التى تخضبت بدماء الصغير وهو يحاول اخراج بعض الكلمات من بئر ضياعه فقال: معلش يا ست محصلش حاجه الف سلامة عليه
وانطلق من فوره مغادرا الغرفة يطوى الارض بقدميه فى خطوات واسعة يرجو أن يصل لغرفته قبل أن يهوى وقد اختنق قلبه وتلاحقت أنفاسه اقتحم الغرفة بعنف واغلق الباب مستندا اليه يخشى السقوط وقد اصرت هذه الذكرى على الظهور فتذكر يوما من اسوأ أيامه على الاطلاق اليوم الذى ظهرت به نتائج فحوصاته الطبية والتى جاءت صادمة فيحيى عاجز عن الإنجاب ولا أمل له فى العلاج
لكن حبيبته لم تتخلى عنه بل ظلت بجواره تدارى ألمها فحلمها بالأمومة صعب المنال لتحققه عليها التخلى عمن تعشقه عشق حبات الندى لأوراق الزهور
أخبرته أن العلم يتطور يوما بعد يوم رغم علمها أن حالته لا علاج لها لكنها تأملت عطاء الله
ومن اجلها ،من اجل أملها وحلمها ظل يحاول لخمس سنوات كامله حاولا بشتى الطرق سافرا
لاكثر من دولة بحثا عن الامل لكن بلا امل حتى قرر يحيى أن ينسحب من حياة حبيبته علها
تحقق حلم امومتها مع غيره
ايحتمل هذا!!!!!!نعم يحتمل لأجلها فهو يريد أن يراها أما وان كانت أما لاطفال رجل غيره
ألقى بجسده المنهك فوق الفراش فى محاولة لإخفاء صوت شهقاته حتى لا يشعر به أحد وهو يتذكر ذلك اليوم الاسود الذى خسر فيه كل شيء
كان يحيى يقف مواليا ظهره لريهام التى تجلس على طرف الفراش وصوت نحيبها يمزق فى ضلوعه ويصل لقلبه فيعتصره عصرا وهى تقول: علشان خاطرى يا يحيى انا بحبك خلاص انا مش عاوزة ولاد ومش هقولك اعمل حاجه تانى بس متسبنيش علشان خاطرى
اغمض عينيه بألم: خلاص يا ريهام مشوارنا خلص مع بعض
نهضت تعدو إليه بلهفة تجذبه إليها لكنه لم يتزحزح فدارت حوله أمسكت بوجهه تحيطه بكفيها: حبيبي انا مقدرش اعيش من غيرك بعدين انت حبيبي وجوزى وابنى انا مكتفيه بيك
ارتمت بين ذراعيه ببكاء مرير حاول التراجع والابتعاد عنها فتشبثت بملابسه فقال بحزن: ريهام انتى حب عمرى ومقدرش اعيش معاكى وانا شايفك بتتألمى وكل يوم حلمك انك تبقى ام بيبعد عنك اكتر انا بقى لى سنين بحاول علشان خاطرك علشان اسعدك لكن ده تخصصك وانتى عارفة أن مفيش امل ابقى اب بس انا مش انانى علشان احرمك تكونى ام انا بحبك يا ريهام واتمنى لك السعادة الكاملة
زاد تمسكها به وهى تقول انا سعادتى معاك يا يحيى مليش سعادة من غيرك مليش سعادة مع غيرك
تشبثت برقبته لترفع جسدها لمستواة لتقبله بلهفة جامحة،كان يتمنى أن يبتعد عنها لكنه لم يستطع،لم يستطع أن يبتعد،لم يستطع أن يحرم نفسه من قبلتها الاخيره فتجاوب معها بشغف قاتل وهو يميل برأسه ليعمق قبلتها له ويستنشق ولو لآخر مرة رحيق شفتيها الممتزج بأنفاسها وهذة المرة ممتزج بحياتها
بدأت تجذبه بهدوء بإتجاه الفراش واصابعها الرقيقة تنزع قميصه بجنون قبلته بلهفة لم تخبت يوما خلال زواج دام لست سنوات كانت محاولة يائسة لعل شعوره بحبها يثنيه عن تركها فروحها ستتركها معه وصلت به للفراش عارى الصدر يتحسس جسدها الدافئ ويقبل شفتيها بجنون فقالت بحب: بحبك يا يحيى
افاق من نشوته على صوتها فإتسعت عيناه وهو لا يصدق أنه يستغل لهفتها وحبها ليحصل على متعته فنهض عنها مفزوعا وهو يقول بصوت يكاد يخرج من حنجرته: آسف يا ريهام انا بموت وانا ببعد عنك بتقطع وانا سايب حضنك لكن حضنك مبقاش من حقى انا روحى هأسيبها معاكى بس خلاص انا اخدت قرارى
ريهام ببكاء: وحياتي يا يحيى مش انت وعدتنى ماتسبنيش ليه بتبعد ليه بتسبنى
نزلت دموعه تكوي قلبه كيا وهو ينظر لها قائلا : انتى طالق يا ريهام طالق من يحيى يا قلب يحيى
صرخت ريهام بشدة رافضة لقراره الظالم : لا يا يحيى لا
اسرع مغادرا الڤيلا وهى تلحقه بجنون ،خرجا سويا كما دخلا سويا وشتان بينهما حين دخلا وحين خرجا
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
الصفحه الرئيسيه للمدونه من هنا
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹
اللي عاوز باقي الروايه يعمل متابعه لصفحتي من هنا 👇👇
لعيونكم متابعيني ادخلوا بسرعه
👇👇👇👇👇