القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية ومقبل ع الصعيد الفصل الثالث والعشرون والرابع والعشرون بقلم رانيا الخولي

اعلان اعلى المواضيع

 رواية ومقبل ع الصعيد الفصل الثالث والعشرون والرابع والعشرون بقلم رانيا الخولي 


23 = وصل و صل  =الفصل الثالث و العشرون

_ مبروك ياسارة

انها  المرة الأولى التي تسمعه ينطق اسمها وقد شعرت برعشة تسري في أوصالها  جعلتها ترتجف لوهلة وهو يمد يده ليمسك يدها التي أصبحت باردة كالثلج

وليس حالها بأفضل من حاله وقد عكس الأمر ليشعر هو بدمائه تفور داخل أوردته

وخاصةً عندما اجابت

_ الله يبارك فيك ياجاسر.

كان منصور وجمال يشاهدون الموقف بسعادة لكن شتان بين الاتنين

فسعادة منصور لها أهدافها الذاتية؛ أما جمال فكانت سعادته بنظرات الحب التي يرمق ابنه بها حبيبته

_ ايه ياچماعة هنفضل واجفين أكدة كتير؟

نظر جاسر إلى والده بابتسامة لم تصل لعينيه وأومأ له وهو يأخذها ويذهب معهم إلى حيث ينتظرهم الجميع بسعادة كبيرة

بدأ  الاحتفال وكان جاسر ينظر إليها بين الحين والآخر يجابه شوقه الذي يحسه على  أن يتناسى كل شيء وينعم في تلك اللحظة التي ربما لن يعيشها مرة أخرى

كما يريد أن يرتوى من بحور العشق التي يعيشها لأول مرة.

لكن يتلاشى كل شيء عندما يتخيل أن غيره نعم بها قبله؛ مما يجعل فمه يتشنج بغضب أصبح من الصعب اخفاؤه.

وقفت وسيلة بجوار جمال الذي نظر إليها وقال بحب

_ مبروك ياام جاسر

بادلته وسيلة الابتسامة التي تشرق ظلمته وردت بولة

_ الله يبارك فيك ياغالي وعجبال مـ تفرح بليلى

نظر جمال ناحية ليلى التي تقف بجوار أخيها بسعادة بالغة وتحدث بتبرم

_ أني مش جادر أتخيل إنها في يوم من الأيام هتهملنا وتبجى في حضن حد غيري.

ضحكت وسيلة وقالت بتذمر

_ اني كل ما غيرتي منيها تهدي بتيجي أنت تشعللها بكلامك ده

رفع حاجبيه بمكر وهو يقول

_ بس حبك انت حاچة تانية واخده الجلب والعجل وكل كياني هتجومي تحسديها على الحبة البسيطة دي.

ضيقت عينيها بغيظ منه

_ ثبتني كعادتك بكلمتين، بس المرة دي هيكون عقابها جاسي عليك

ضحك جمال بعلو صوته مما جذب انتباه معتز الذي قال لأخيه

_ وبعدين في أبوك وأمك اللي فضحينا دول

انتشل حازم عينيه بصعوبة عن زينة التي تقف بالقرب من ليلى وقال بضيق

_ وانت مالك؛ مركز معاهم ليه؟

_ واني يعني هركز مع مين! انت مركز مع زينة اللي كل ما عينها تيجي في عينك تتكسف وتبص بعيد

وجاسر أخوك اللي كل شوية بيتحول مرة يبصلها بحب ومرة بحس انه عايز يجوم يديها ألمين

وستك اللي جاعدة جنب الحاچ عمران بيتودود معرفش بيجولوا أيه

وعمك منصور اللي مبطلش كلام في التليفون.

حتى مصطفى عينيه متشالتش من على حلم صاحبت زينة

انا بجى ليا مين اركز معاه؟

أجابه حازم بغيظ

_ واني مالي بكل اللي بتجول عليهم دول، أجولك روح أجف مع ابوك خليه يهدى شوية، دا العريس نفسه مش مبسوط أكده.

وبالفعل اقترب معتز من أبيه الذي تعجب من فعلته عندما وقف حائلًا بينهما وسأله

_ أنت واجف أكده ليه؟

مال معتز على وسيلة يقبلها ورد بمكر

_ أصلها وحشتني جوي ولسة مشبعتش منيها واني كمان مسافر الصبح

تحدث جمال بأمر

_ طب اتحشم شوي إحنا جدام الخلج

نظر معتز لوالده متسائلًا بعدم فهم

_ انت بتجولي أني الكلام ده

عقد حاجبيه مندهشًا

_ تجصد إيه يامخبول انت.

تدخلت وسيلة

_ ميجصدش حاچة

نظرت لمعتز وتابعت

_ المهم انت خلي بالك من أختك اني أصلاً حالها مش عاچبني من وجت مـ رجعت.

_ متجلجيش ياوسيلة هى في عينيه

اقترب من أذنها وقال بخفوت

_ بس خفوا انتوا شوية؛ الناس هتحسدكم

اومأت وسيلة بابتسامة ثم تركهم وغادر

سألها جمال

_ بيجولك ايه المخبول ده؟

_ ولا حاچة سيبك منيه، المهم اني هروح اشوف عشا العرسان چهز ولا لسة

همت بتركه لكنه اوقفها قائلاً

_ وعشايا انا فين؟ اوعى يكون أجل منيه اني كمان الليله عريس مش معجول ابنك يبجى عريس لوحده.

هزت راسها بيأس منه وقالت بغيظ

_ اهدى ياجمال الله يرضى عليك، كلها سنه وهتبجى چد

تابع مكره

_ وهو مين اللي يشوف الجمر ده جدامه ويفكر غير أكده.

ازدادت سعادتها بكلماته التي تجعل قلبها يهتز ثباته وقالت بولة

_ ربنا يخليك لينا وما يحرمنا منيك أبدًا.

آمن بحب

_ ولا منك ياغالية.

انتبه جمال على صوت من خلفه يقول

_ لساتك عايش في المحن ده ولد الحاچ عمران

التفت جمال لصاحب الصوت الذي لم يكن احدًا غيره خالد صديق عمره فأجابه بتأكيد وهو يحتضنه بسعادة

_ اني جلت هتطلع ندل ومتاچيش

ضحك خالد وقال بنفي

_ مقدرش طبعًا اتأخر عن فرح ولادي بس غصب عني معرفتش اجي بدري عن كده

رحبت وسيلة به وبزوجته

_ الصعيد نورت بأهلها حمد لله على السلامة

أجابت منال بصدق

_ منورة بوجودك انتي ياأم جاسر تعالي معايا بقى نورح نبارك للولاد

وافقتها وسيلة

_ تعالي ياجلبي.

ذهبوا وتركوا خالد الذي تلفت حوله

_ أومال فين أبو العروسة

أجاب جمال باستغراب

_ أكيد بيتحدت فـ التليفون من وقت مـ چاه وهو مبطلش كلام فيه.

أومأ بتفاهم وسأله بجدية

_ عملت ايه معاه؟

أجاب بهدوء

_ ولا حاچة ومرديتش افتح معاه أى مواضيع ولا حتى ابويا وامي محاولوش يعاتبوه وسكتوا

_ احسن حاجة عملتوها لأن العتاب هيفتح جروح كتيرة مـ صدقنا انها اندملت

المهم تعالى نبارك للعرسان

تقدموا من جاسر وسارة التي ما إن رأته حتى ابتسمت بسعادة

نهض جاسر ليصافح خالد بود وقال

_ كنت خايف متجيش.

نفى خالد قائلًا

_ وانا اقدر برده

نظر إلى سارة وصافحها

_ مبروك ياعروسة، الف مبروك

ردت سارة بحب

_ الله يبارك فيك ياعمي مبسوطة اوى انى شوفتك

أكد خالد بفرحة

_ وانا أكتر ياحبيبتي انتي عارفة غلاوتك عندى اد ايه.

رغم شعور الغيرة الذي اعتراه لكنه قال بامتنان

_ متشكر جوي لچيتك وحمد لله على السلامة

ربت على كتفه

_ الله يسلمك هسيبكم انا بقى واروح اقعد شوية مع الحاج عمران

وقبل ذهابه اوقفته سارة

_ عمي انت عملت أيه في أوراق النقل انا بقالي شهر بعيد عن الجامعة

طمئنها خالد

_ متقلقيش انا عامل حساب كل حاجة وإن شاء الله في خلال يومين أوراق النقل هتكون خلصانة

نظر إلى جاسر وتابع

_ ومعلش بقى هنتعب العريس وييجي يستلم مني الاوراق ويقدمها في الجامعة هنا.

أومأ جاسر

_ إن شاء الله.

❈-❈-❈

كان مصطفى واقفًا ينظر إلى تلك الفتاة التي تقف بجوار ليلى وقد شعر بالإنجذاب تجاهها

لكن وجد يد توضع على كتفه ليلتفت إليه فيجده معتز الذي تحدث بهدوء

_ انسى، دي بالذات متفكرش حتى.

قطب جبينه بدهشة وسأله

_ هى مين؟

أشار له بعينيه

_ اللي عينيك متشالتش من عليها، دي مخطوبة لإبن عمها أو مجبوره زي مـ بتجول ليلى لأنهم مبيدخلوش حد غريب وسطيهم

اندهش مصطفى من تلك العادات التي لم تتغير رغم التقدم والازدهار الذي وجده في الصعيد وسأله

_ اومال ايه اللي اتغير فيكم مادام لسة متمسكين بالاعراف دي.

_  ومين جابك إننا متغيرناش! وأكبر دليل على أكدة أنها بتكمل علامها في كلية  الطب وفي القاهرة كمان  وحاچات كتير أتغيرت، بس في ناس جليلة جوي اللي  لساتها متمسكة بعرفها ودول منيهم.

اشتعلت النيران بداخله وهو يسأله بغيرة

_ وهو شغال أيه ابن عمها ده؟

_ هو اللي ماسك أعمالهم بعد موت أبوها، الأرض والمزرعة

هز رأسه بتفهم

_ المقصود إن خيرهم ميطلعش بره

وضع معتز يده على صدره مأكدًا

_ عليك نور بالظبط كده، وعشان كده بجولك متعلجش نفسك بحبال دايبة

زم فمه بحيرة

_ بس البنت حلوة آوي وحرام انها تدفن نفسها مع واحد زي ابن عمها ده أخدها طمع.

أجابه معتز بتعب

_ وهى خابره ده زين بس دي عوايدنا ومش هتجدر تهرب منيها

عاد بنظره إليها وقد أشفق عليها من تلك الحياة التي فرضتها عليها الظروف

وشئٍ بداخله يدفعه إلى أن يكون هو دافعًا لها للمقاومة ورفض ذلك التسلط.

وهذا ما لاحظه معتز لُينبه

_ أوعاك ياولد عمي تعاند، الناس دي مبترحمش جبروت بمعنى الكلمة.

تنهد مصطفى وشعر بأن القادم أصعب

❈-❈-❈

وكزت ليلى حلم وهى تقف بجوارها وقالت بمكر

_ خدي بالك من الواد الحليوة اللي واجف چانب معتز أخوي

نظرت حلم إلى حيث أشارت فوقع نظرها على مصطفى فسألتها ببراءة

_ ماله؟

أجابت ليلى بفطنة

_ أصله عينيه مترفعتش من عليكي من وجت مـ چيتي.

لاح الحزن على ملامحها وردت باستياء

_ شكلك رايجة واني مش ناجصه، أني چيت دلوجت بمعچزة، ولولا إن چدي ومهران مسافرين مكنتش جيت واصل

_ انتي هتسافري ميتى.

_ مش هجدر اسافر الا لما چدي ياچي واخد منيه المصروف، غير كدة مجدرش.

_ تعرفي ياحلم مفيش حاچة هتخليكى تتحركي وتعترضي إلا لما تحبي بچد.

ضحكت باستهزاء وهى تسألها

_ ومين ده بجى اللي هيجدر يجف جدامهم؟

وكزتها في ذراعها وقالت بمكر

_ شكله هيكون الواد ابن عمي ده، وصراحة هيكون احسن واحد ليكي لأنه هيخلص السنة دي ويسافر طوالي، يبجى تسافري معاه وتخلصي منيهم.

هزت راسها بنفي وقالت

_ أني خلاص عرفت نصيبي من الدنيا ومستحيل افكر في حب وكلام من ده، ولو زي ما بتجولي جوليله مفيش أمل منيها

نظرت ليلى إليه لتجده يرمقها بنظرات تعلمها جيدًا فقررت أن تقرب المسافات بينهم ربما يستطيع هو انتشالها من هذا الجحيم.

❈-❈-❈

انتهى الزفاف وها قد جاء ما يخشى منه كلاهما وهو ذلك الباب الذي أغلق عليهم فور دخولهم

نظرت سارة إلى الغرفة التي تراها لأول مرة بعد أن منعت وسيلة كلاهما بالولوج إليها قبل تلك اللحظة

استقرت عينيها على ذلك الفراش الذي زين بالورود ولم يعلموا بأن تلك الورود قد سحقت من قبل ولم يعد لها بريق

أما هو فقد عقد حاجبيه مندهشًا عندما لم يجد الأريكة التي ابتاعها خصيصًا للاستلقاء عليها ليست في الغرفة

نظر إليها ليقول بجمود

_ أدخلي انتي الحمام غيري هدومك

اومأت بصمت واخرجت ملابس لها من الخزانة ودلفت المرحاض

اما هو فأخرج هاتفه من سترته وقام بالاتصال على والده الذي خرج من المرحاض لتوه وعندما وجده المتصل أجاب بقلق

_ خير ياجاسر في حاچة؟

سأله جاسر بدون تفكير

_ فين يابوي الكنبة اللي چيبتها مع الفرش

اندهش جمال من سؤاله وقال بعدم أستيعاب

_هو ده وجته تسأل عن حاچة زي إكده؟

زم جاسر فمه بضيق من تسرعه وقال

_ لا اني بس استغربت لما ملجتهاش في الاوضه

تنهد جمال بيأس منه وتحدث بلين

_ خليك في عروستك دلوجت والصبح اشوف اللي بتجول عليه ده لأنه مش وجته.

أغلق جمال الهاتف وجلس على الأريكة يفكر في أمر ابنه، ولما لاحظ غياب الأريكة فور دخوله، وكأنه دلف ليبحث عنها

ولجت وسيلة الغرفة لتندهش عندما وجدته يجلس على الأريكة شاردًا فتقدمت منه تجلس بجواره وتسأله بتوجس

_ مالك ياجمال؟

هز رأسه بحيرة وهو يجيبها

_ اني جلجان من ولدك ياوسيلة

قطبت جبينها بعدم فهم وجلست بجواره تسأله بريبة

_ ولدي مين؟

تنهد وهو يجيبها

_ هو فيه غيره، جاسر اللي تعبني

ازدادت حيرتها

_ جلجان منيه في أيه؟

نظر إليها جمال بوجوم وأجابها قائلًا

_ ابنك لما دخل مفيش دجيجتين ولقيته بيتصل يسأل على الكنبة

تقدري تقوليلي ليه؟ وايه السبب؟

احتارت هى أيضًا لكنها قالت بثبوت كي لا تقلقه

_ عادي يعني تلجاه ملجاش حاچة يريح عليها وعشان كده سأل

هز رأسه بنفي

_ لا ده كان بيسأل عليها وهو مضايج زي ما يكو…..

قاطعته وسيلة بصبر نافذ

_ لو كنت فاكر انه هيسيبها وينام على الكنبة فبجولك انت غلطان انت مش بتاخد بالك هو بيطلعلها كيف

وبعدين  حتى لو هينام على الكنبه يمكن حب يسيبها براحتها لحد ما تتعود عليه، أو هى  خجلانه منيه، حياته ودنيته مع مراته محدش ليه دخل بيها

وأني الصبح إن شاء الله هدخل اطمن عليهم.

ابتسمت عينيه قبل شفتيه وهو ينظر إليها بنظرات رضا تحمل لها كل الحب الذي يكنه بداخله لها وحدها.

تلك المرأة التي كانت ومازالت مستمرة في العطاء دون مقابل

لكن كيف يظن بأنه دون عطاء وهو ينعم عليها بكل هذا العشق.

❈-❈-❈

وقفت ليلى بجوار حلم تنتظر السائق لكنه لم يأتي حاولت الاتصال مرارًا وتكرارًا لكن هاتفه قيد الاغلاق

وعندما يأست ليلى من حضوره

_ بقولك ايه شكله كدة مش هييجي، تعالي نخلي معتز ولا حازم يوصلنا.

اسرعت حلم بالرفض

_ لأ طبعًا انتي بتجولي أيه، دول ممكن يجتلوني فيها، اني هحاول مرة تانية

حاولت لكن لا فائدة

_ يابنتي متخافيش اني هكون معاكم ومادام هما مش في البيت وأمك خابره انتي فين يبجى خلاص خايفة من ايه؟!

ترددت حلم لكن ليلى اقنعتها

_ متجلجيش اصلًا الوجت اخر ومفيش حد هياخد باله.

وافقت على مضد ثم ذهبت ليلى لتبحث عن معتز لكنها صادفت مصطفى اثناء ولوجها، نظرت إليه بمكر وهو جالسًا مع والده فأشارت إليه

وعندما رآها أسرع إليها وكأنه يعلم لما تريده وعندما اقترب منها قالت بمكر

_ معلش يامصطفى واحدة صاحبتي أخرت جوي والسواج تلفونه مجفول وكنت عايزك تاچي توصلنا.

حاول مصطفى اخفاء سعادته والثبات أمامها وقال بثبات

_ تمام هاخد عربية عمي وآجي اوصلها، أقصد اوصلكم

همّ بالدخول لكنها اوقفته

_ لا اطلع انت اجف چانب العربية لحد مـ اچيبه.

اومأ لها وأسرع بالذهاب إلى حيث تقف بجوار السيارة وقال بابتسامة

_ السلام عليكم

نظرت حلم إليه لتجده ذلك الشاب الذي لم يرفع عينه من عليها طول الوقت

اشاحت بوجهها بعيدًا عنه ولم ترد عليه.

لم ييأس واقترب منها اكثر وتابع

_ انا مصطفى ابن عم ليلى و….

قاطعته بحدة

_ ميخصنيش.

اسند ظهره على السيارة وقال بلوع

_ بس انا يخصني

التفتت إليه بصدمة من جرئته وقالت بغضب

_ هو ايه إن شاء الله اللي يخصك؟

اجاب مصطفى بابتسامة عريضة

_ انك تعرفي كل حاجة عني، انا بالنسبالي عرفت عنك اللي عايز أعرفه

ازاد حنقها منه وقالت بانفعال

_ لا متعرفش حاچة عني لإنك لو تعرف مكنتش هتجدر تجف جدامي دلوجت، وابعد لأن لو حد شافك معاي مش عيطلع عليك سمس.

رفع حاجبيه بمكر وهو يقول

_ للدرجة دي خايفة عليا.

اتسعت عينها من حديثه الذي يدفعها للجنون وقالت باحتدام

_ يظهر انك مخبول واني معنديش وجت اضيعه معاك

همت بالذهاب لكن صوت ليلى أوقفها

_ استني ياحلم رايحه فين؟

نظرت إليه بشراسه وهى تقول

_ اسألي الاستاذ ده

نظرت ليلى إلى مصطفى وسألته بغيظ

_ عملت ايه؟

أجاب ببراءة زائفة

_ ولا حاجة هى بس اللي محبكاها حبتين.

ناولته مفتاح السيارة وقالت بغيظ

_ طيب اتفضل وصلنا

غمز لها بعينيه وهو يأخذ مفتاح السيارة ويجلس في مقعده منتظرهم

قالت ليلى

_ يالا ياحلم.

ردت بعناد

_ اني مهركبش معاه، شوفي حد تاني يوصلنا.

تنهدت بيأس منها وقالت

_ مفيش غير جاسر اللي ممكن يوصلنا دلوجت لإن حازم ومعتز محدش عارفهم راحوا فين

ترددت قليلًا حتى اقنعتها ليلى

_ يابنتي دا ربع ساعة وتكوني في البيت اتحمليهم بجى.

طاوعتها حلم واستلقت السيارة وجلست ليلى بجوار مصطفى الذي وجه المرآة الأمامية عليها ثم تولى القيادة.

❈-❈-❈

في غرفة جاسر

خرجت سارة من المرحاض وقد ارتدت منامه قطنية فضفاضة

وحررت خصلاتها المموجة لتنساب حول وجهها بأريحية

وها قد بدأت رحلة العذاب والأدهى من كل ذلك إقترابها منه وهى تتهادى بخطوات مترددة ثم رفعت عينيها إليه تسأله بريبة

_ أنا هنام فين؟

حمحم كي يسترد ثباته وأشار لها بجمود ناحية الفراش

_ على السرير هيكون فين يعنى.

نظرت ناحية الفراش وقد اهتزت نظراتها بإرتباك وعلم هو ما يدور بخلدها فتقدم من الخزانة يخرج ملابس له وتحدت بلين وهو يدلف المرحاض

_ متجلجيش أني هنام على الأرض

وقبل أن ترفض أو تعترض كان جاسر يغلق الباب خلفه دالفًا إلى المرحاض

نظرت إلى الفراش وظلت تفكر هل ستتركه يستلقي على الأرضية! لكن إلى متى؟

انتبهت لذلك السؤال حقًا " إلى متى؟" سيظلوا على هذا الحال

وماذا ستفعل هى إذا أراد يومًا الزواج؟

فلن يظل دون زوجة وأولاد طوال عمره.

لا تعرف لما شعرت بإنقباض حاد في قلبها عندما تخيلت زواجه من أخرى.

أما هو فقد ظل قابعًا على حافة حوض الاستحمام يفكر ماذا يفعل؟

هل ينسحب بهدوء دون أن يراه أحدًا ويعود إلى غرفته؟!

لكن ماذا إن رآه أحدًا!

وضع رأسه بين يديه لا يعرف ماذا يفعل، لن يستطيع البقاء معها فهو لم يعد يثق في مشاعره بعد الآن.

تخللت أصابعه في خصلاته وقام بجذبها حتى كاد أن يقتلعها يريد أن يجد حلًا لتلك المعضلة لكنه لم يجد

نهض من مجلسه بغضب عندما يأس من الوصول لحل

وقرر ألا يضعف وعليه أن يكون حازمًا معها؛ بغيض حتى لا يسمح لمشاعره بالانسياق خلف هواه.

خرج  من المرحاض وقد ارتدي منامه من قطعتين فوجدها تجلس على الفراش في وجوم  وحزن جعل قلبه يدق بعنف، ألمه رؤيتها بكل ذلك الحزن المرتسم على ملامحها  لكن عليه ألا يرضخ لها ويوضح لها كل شئ من البدابة.

تقدم منها ليقف أمامها ويتحدث بجمود

_ أني كنت رايد اتحدت معاكي شوية

اومأت برأسها ثم جلس هو على المقعد بجوار الفراش وقال بامتعاض يتنافى تمامًا عمّ بداخله من نيران الشوق

_ جلتلك جبل سابج حاولي تبيني جدامهم إنك مبسوطة وسعيدة بزواچنا، وانتي طبعًا منفذتيش حاچة من اللي جلت عليه.

إحنا دلوجت جدامهم متزوچين وسعدا مع بعض، يعني الوش الخشب ده تنسية تمامًا.

أومأت له قائله

_ حاجة تاني؟

لم يعجبه ردها لكنه تابع

_ الطرحة متجلعيهاش واصل طول ما معتز وحازم موچودين في البيت والأفضل إنك تفضلي بيه.

هزت رأسها باستسلام مما جعله يستاء من هدوءها وتابع

_ كمان موضوع الچامعة، كلها يومين وهروح عشان أجيب الورج زي مـ جال الدكتور خالد

بس في حاچة تانية

مفيش مرواح الچامعة


24= وصل وصــــــــــــــــــــــــــــــــــــل /

الفصل الرابع و العشرون = 24 =

لم تفهم معنى حديثه فسألته بعدم أستيعاب لما يقول

_ يعني أيه مش فاهمه

عاد بظهره للوراء وهو يقول بلهجة لا تقبل نقاش

_ زي ما جُلت مفيش مرواح الچامعة ولا حتى خروج برة البيت من غيري.

وقفت تنظر إليه بصدمة وهي تحاول استيعاب ما يأمر به ويتحدث عنه بكل بساطة وقالت برفض لأوامره

_ وانا مستحيل اقبل باللي انت بتقوله ده وأضيع مستقبلي

اتعدل في جلسته ورد بحدة

_ اني مش بضيع مستجبلك ولا حاچة هسيبك تكملي السنة دي بس من غير ما تروحي

قطبت جبينها بعدم فهم وسألته بتهكم

_ وده ازاي بقى

غضب من تهكمها عليه ونهض ليقف أمامها ويتحدث بحدة

_ اتكلمي عدل وانتي بتتحدتي معاي

ردت بحدة مماثلة

_ اومال عايزني اتكلم إزاي وانت بتضيع مستقبلي بأيدك

اشاح بوجهه بعيدًا عنها كي يظل على ثباته وألا يضعف أمامها

_ مش هتروحي غير على الامتحانات

عقدت حاجبيها بدهشة وسألته بعدم فهم

_ إزاي؟

أجاب بإستياء

_ زي الخلج وإن كان على المحاضرات أني هتصرف.

لم تعد تستطيع التحمل أكثر من ذلك وقد أشتد ضغطه عليها

فقالت بعذاب

_ انت ليه بتعمل معايا كدة؟ وليه بتعاقبني على حاجة أنا مليش ذنب فيها

ما  كان عليها التطرق في هذا الأمر الذي جعله يتذكر كل شئ مما جعل الغضب  الجحيمي يزحف إلى محياة وتشنج فمه وهو يتحدث من بين أسنانه كي يتحكم في  صوته

_ انتي اللي عملتي في نفسك أكدة، انتي اللي روحتي للهلاك برچليكي، فـ مش هتفرق كان برضاكي أو غصب عنيكي.

عادت نظرة الانكسار إلى عينيها وهي تسمع كلامته التي لا ترحم، لن ينسى ولن تستطيع التعايش مع هذا العذاب.

هزت رأسه بألم وهى تقول بعذاب

_ حرام عليك بقى، كفاية إتهام

لن يضعف امامها، عليه أن يواصل أذا أراد أن يظل على ثباته

_ هى ديمًا كدة الحجيجة بتجرح فمتحاوليش تعيشي دور البريئة لأنه مش هيخيل عليا.

تركها واقترب من الخزانة وأخرج بعض الأغطية ووضعهم على الأرضية كي يستلقي عليهم ويهرب للنوم الذي سيرحم قلبه من هذا الألم.

أما هى فقد كانت تنظر إليه بنظرات يملؤها الخزلان

عليها هى أيضًا أن تهرب منه إلى النوم ربما تنجح تلك المره وتستطيع النوم.

استلقت  على الفراش وقد اولته ظهرها لكن ثباتها انتهى عندما توسدت الوسادة وبدأت  عبراتها بالإنهمار، كانت تكتم شهقاتها كي لا يشعر بها لكن كيف لذلك القلب  الذي أصبح فقط ينبض لأجلها ألا يشعر بما تعانيه الآن، وكم حارب شوقه الذي  يجبره على الاستسلام والأقتراب منها كي يكتنفها بقلبه ومشاعره

ويعتذر لها عن قسوته معها

ظل يتقلب على صفيح ساخن حتى استطاع النوم أخيرًا بعد عناء.

وكذلك هى التي استطاعت الهرب إليه كي ينتشلها ولو قليلًا من تلك الدنيا التي كشفت عن وجهها الحقيقي.

❈-❈-❈

دلف عمران غرفته بمساعدة حازم وقد شعر بأنه افتقد جاسر عن حق

لأول مرة يدلف غرفته بدونه وشعر حازم بذلك فقال بغيظ مرح

_ خابر زين انك مفتقد جاسر

ربت عمران على يده التي تسنده وقال بصدق

_ متجولش إكدة انتو كلكم عندي واحد.

ساعده حازم في الاستقاء على الفراش وتابع عمران

_ كل الحكاية اني اتعودت على جاسر هو اللي يجومني من فرشتي وهو اللي يرچعني ليها وعشان أكدة مفتقده زي مـ بتجول.

جذب عليه الغطاء وهو يقول

_ اعمل حسابك بعد إكده إن جاسر مبجاش ملك نفسه، وبجى عنده اللي يشغله

ابتسم عمران وهو ينظر إليه ولمح قائلًا

_ عُجبالك انت كمان لما تلاجي اللي يشغلك

جلس حازم على حافة الفراش وقد شعر بأن جده يلمح لشئ فسأله

_ ولو لجيته؟

ابتسم عمران وقال بلوع

_ مش لسة بدري على الكلام ده؟

محق وهو يعلم ذلك لكنه يخشي من ان يسبقه أحدًا إليها

_ بس أني خايف حد تاني يسبجني ليها.

طمئنه قائلًا

_ متخافش اني اتحددت مع عاصم النهاردة ولمحتله إن زينة مينفعش تخرج برانا.

عقد حاجبيه متسائلًا

_ وانت عرفت منين ياچدي انها زينه؟

رفع حاجبيه بمكر

_ فكرك يعني إكمني عچوز ومجدرش أمشي زي لول هبجى مليش عازة ومعرفش أيه اللي بيدور حوليا؟

رد مسرعًا

_ العفو ياسيد الناس بس محدش يعرف الموضوع ده غير معتز ومحولتش افاتح حد فيه؟

وضع عمران يده على ساقه وقال بتعاطف

_  لو خبيت عن الدنيا كله؛ نظرة واحدة في عينيك بتعرفني كل حاچة، زي جاسر  بالظبظ كلكم كتاب مفتوح جدامي، وبحاول اعملكم الصالح واللي يريحكم

ارتبك حازم

_ چدي أنا….

قاطعة عمران

_ متجولش حاچة، كل حاجة هتاچي في وجتها وبلاش نستعجل لإن الاستعجال بيخسرنا كتير

أومأ حازم برأسه وقبل يد عمران الذي ابتسم بحب لحفيده وقال

_ ربنا ميحرمني منكم.

آمن حازم

_ ولا يحرمنا منك ياچدي.

❈-❈-❈

كان جالسًا في غرفته يفكر فيما ينتوى فعله معها عندما يعود، يبدوا أنها قررت البقاء في منزل والدها

ماذا إن أرادت الطلاق؟!

ماذا لو أخبرت أولاده؟!

ظل على حاله حتى طرق الباب ودلفت جليلة

نهض مسرعًا ليساعدها على السير وقال

ايه طلعك بس ياأمي كنتي بعتيلي وانا جيتلك.

جلست على الفراش وجلس هو بجوارها وقالت باشتياق

_ رايدة اجعد معاك لحالنا واتحدت معاك زي زمان واعرف منك أخبارك

ابتسم بود

_ انا الحمد لله بخير متقلقيش عليا

ابتسمت بحب

_ وان مجلجتش عليك انت اجلج على مين ياجلبي.

وضعت يدها على وجهه وأردفت

_  اتوحشتك جوي ياغالي، كنت كل مـ توحشني آچي اهنه واتخيلك فيها، فضلت محافظة  عليها زي مـ سيبتها ورفضت أى حد يدخلها، كنت بنضفها يوماتي كأنك موچود  فيها، كان ديمًا عندي أمل إنك هترچع وعشان إكدة كنت بنضفها عشان تاچي  تلاجيها زي مـ سيبتها.

قبل منصور يدها التي تضعها على خده وقال باسف

_ سامحيني ياأمي، عارف إني غلطت في حقك

وضعت يوها على فمه تمنعه من فتح جراح الماضي

_ بلاش نتحددت فـ اللي فات، ملوش عازة، خلينا في النهاردة

اومأ بابتسامة

_ وانا إن شاء الله هاجي ازورك على طول واكلمك في الفون باستمرار

تبدلت ملامحها للقلق عندما وجدت حقيبته بجوار الفراش وسألته

_ انت هتمشي؟

أجابها ببساطة

_ اه هركب طيارة الساعة تمانية، بس متقلقيش هفطر معاكي قبل مـ أمشي

انزلت يدها من على وجهه وقالت بعتاب

_ فكرتك هتجعد معانا اسبوع على الأجل

قبل يدها وقال بأسف

_  غصب عني والله مقدرش اسيب الشركة اكتر من كدة واوعدك كل مـ تجيني الفرصة  هجيلك على طول اهم حاجة بس تخالي بالك من صحتك ومن سارة، انا سايبها هنا في  آمانتكم

ربتت على يده وقالت بتلميح

_ متجلجش عليها بنتك وسط اهلها وناسها واللي وسط اهله مينضرش واصل

مازال كما هو لم يتغير ويبدو انه لن يتغير..

❈-❈-❈

توقفت  السيارة امام ذلك المنزل الشاهق والحرس الذين يحيطونه من كل جانب، لكن حلم  توقف قلبها عن النبض لحظات عندما وجدته يقف أمام المنزل وعينيه تقدح شررًا  قادرًا على حرق كل ما أمامه

نظرة ليلى إليها وقالت

_ هنتجابل إن شاء أول مـ توصلي القاهرة

شعرت بأن الكلمات انحشرت في حلقها لفرط الخوف حتى خرج صوتها خافتًا

_ إ…ن… شاء… الله

ترجلت من السيارة لتجده أمامها ينظر إليها بنظرات قاتله جعلتها ترتجف بخوف

وهذا ما لاحظة مصطفى لينظر إليها بتحدي بادله إياها بسخط مدمر

التف مصطفى بسيارته حتى جعله يرى ليلى كي لا يشك بالأمر ويعنفها على ذلك

أما هى فقد كانت تنظر إلى السيارة حتى اختفت من امامها ثم عادت بنظرها إليها لتنتفض في وقفتها عندما وجدته يسألها

_ كنتي فين؟

إزدرأت ريقها بصعوبة حتى كادت تختنق لفرط الخوف وقالت بتلعثم

_ أ..أنـ..ـا كنت في فرح أخو ليلى صاحبتي.

أشار  لها بالولوج لكنها شعرت بأن قدميها ثابته في الارض لا تتحرك، تحاملت على  نفسها ودلفت البوابة الشاهقة وقد احتل الخوف أوصالها وجعلها ترتعد بشدة

وفور وصولها للداخل سمعته يهدر بغضب

_ مين يافاجرة اللي كنت راكبة معاه ده؟

التفتت إليه بخوف وتحدثت برعب

_ دا.. دا أخو أقصد لما استعوجت السواج ليلى جالت تخلي ابن عمها يوصلني وهى كانت معاي.

أقترب منها وعينيه تنذرها بغضب جحيمي جعلها ترتعد بشدة وقال بفحيح يشبه فحيح الأفعى

_ غريب؟ بجى تركبي مع غريب عربيته وعادي عندك إكدة؟

هزت راسها برفض وقالت

_ لا والله بس مكنش ينفع أعاود لحالي وعشان اكدة ليلى ركبت معانا، يعني مكنتش معاه لحالي.

تقدم منها جاذبًا إياها من خصلاتها التي تخفيها خلف حجابها ليقربها من وجهه وقال بغضب عارم

_ انتي خابرة لو فكرتي في يوم من الأيام تلعبي بديلك هعمل فيكي أيه؟

هزت راسها بخوف وتابع هو

_  مش هجولك هرميكي للديابة تنهش فيكي لا، دانا هخليكي تتمني الموت في كل  لحظة ومطلهوش، وأمك اللي بتتحامي فيها دي تموت بحصرتها عليكي.

دفعها حتى كادت تسقط على الأرض وقال بتحذير

_ مفيش خروج من البيت إلا على چامعتك وخدي بالك زين لإن النفس اللي بتتنفسيه بيوصلي واني نايم على السرير.

فخليكي  زينة اكدة ومتخلنيش اعرف چدي باللي حُصل لإنه لو عرف مش هيخليكي تفضلي  دجيجة واحدة برة البيت، وافتكري زين إني انا اللي اجنعته انه يوافج على  علامك.

ودلوجت غوري من خلجتي.

اسرعت بالصعود إلى غرفتها وكانت والدتها تشاهد كل شئٍ من الأعلى لكنها لم تستطيع التفوه بكلمة خوفًا من بطشهم

دلفت الغرفة خلفها لتجدها جالسة على الأريكة تبكي بشدة

تقدمت منها لتجلس بجوارها وتهون عليها

_ كفياكي بكي ياجلبي.

رفعت حلم وجهها إليها لتقول بألم

_ عيزاني أعمل ايه واني انكتب عليا اعيش المرار ده طول عمري

ربتت على كتفها

_ مفيش في يدنا حاچة نعملها دول ناس مبيرحموش وملناش مكان نهرب منيهم فيه مسحت دموعها براحة يدها وقالت بألم

_ لاميتى بس هفضل متحملة، اني احيانًا بفكر أهرب منيهم بس أني خابرة زين انهم هيلاجوني لو روحت فين.

ايتسمت بتهكم وعى تقول

_ حاولت اعملها جبل منك بس چبوني ورموني في الحاصل كيف الكلاب من غير وكل ولا شرب وهددوني بيكي

ومن وجتها واني رضيت بجسمتي واتحملت عشانك

ربتت على كتفها وتابعت

_نامي يابنتي ويا عالم بكرة ايه اللي هيحصل فيه.

خرجت  ريحانة من الغرفة وتركتها لاحزانها ثم تذكرت أمر ذلك الشاب ونظرة الأصرار  الذي يرمقها بها كأنه يخبرها بأنها إذا أرادوا حربًا فهو على أتم الاستعداد  للتصدي لهم.

لكن عليها إبعاده عنهم كي لا يرى جحيمهم.

❈-❈-❈

ظل أمجد قابعة في غرفته ينتظر شروق الشمس على أحر من الجمر

يشتاقها بكل كيانه وشعر بأنها غائبة عنه منذ أمد.

لم يتحدث معها منذ ذلك اليوم علمًا بأنه كلما سمع صوتها كلما أشتاق أكثر إليها

أما هى فحالها ليس بأفضل حال من حاله وهى تزرع الغرفة ذهابًا وإيابًا تنتظر الصباح بفروغ الصبر

حاولت النوم الذي سيرحمها من عذاب الانتظار لكنها لم تستطيع

باقي من الزمن ثلاث ساعات حتى ميعاد الطائرة

قررت اخذ حمام والصلاة مرة اخرى ثم تستعد للذهاب

❈-❈-❈

في غرفة سارة وجاسر

ظلت طوال الليل مستلقية على الفراش تتظاهر بالنوم ولم تجف الدموع في عينيها لحظة واحدة

حاولت النوم كثيرًا لكن لا فائدة

أما هو فقد ظل بتقلب على الأرضية الصلبة التي لم ترحمه وكأنها تعاتبه أيضًا على تركه لها.

وظل يتساءل إلى متى سـ يستمر على هذا الحال.

نهض جاسر لكنه شعر بألم حاد في ظهره لكنه تحامل على نفسه ونهض ليقوم بحمل الأغطية وأعادهم داخل الخزانة ثم دلف إلى المرحاض.

فور ولوجه نهضت سارة لتنظر إلى ساعة يدها لتجدها قد تعدت السابعة صباحًا تذكرت طائرة ليلى ومصطفى، لن تتحمل ذهابه دون رؤيته

قامت بتبديل ملابسها

وهمت بالخروج من الغرفة لكنه فور خرجه من المرحاض وأوقفها بحدة

_ انتي رايحة فين؟

لم تلتفت إليه وردت بفتور

_ رايحة أسلم على ليلى ومصطفى قبل ما يسافروا

قطب جبينه بدهشة وتحدتث بحدة

_ نعم ياختي؟

تقدم منا ليتابع بغضب

_ في واحدة المفروض تكون عروسه تخرج من اوضتها الساعة سبعة الصبح؟

التفتت إليه لتقول بتمالك

_ لازم اسلم عليه قبل ما يمشي وكمان ليلى

تجهم وجهه من برودها معه وقال بلهجة حادة لا تقبل نقاش

_ مفيش خروچ بره الأوضة دلوجت، ومتجلجيش  مش هيمشوا الا لما ياچوا يسلموا علينا

وقبل أن  ترفض تحكماته تلك سمعت طرقات خافته على باب الغرفة وعندما همت بفتحه أوقفها بنفاذ صبر

_ بردك

تابع بامر

_ أرچعي لورا اني اللي هفتح

ارتدت للخلف كي تفسح له الطريق وفتح الباب ليجدها ليلى تقف أمامه بإحراج

_ معلش أن كنت صحيتكم من النوم بس انا ماشية وعايزة اسلم عليكم قبل ما امشي

ابتسم لها جاسر بود وقال

_ لا عادي ياجلبي احنا صاحيين من بدري، ادخلي

دلفت ليلى لتجد سارة تظهر من خلفه وهى تبتسم لها وتقول

_ كنت خايفة تمشي من غير مـ تسلمي عليا.

احتضنتها بحب

_ مقدرش امشي من غير مـ أشوفك مع إني مش بحب اسلم على حد وانا ماشية بس قلت لازم اباركلكم

نظرت إلى جاسر وتابعت

_ جاسر خلي بالك منها

اوما لها وقبل رأسها بحب وقال

_ خلي بالك انتي من نفسك واول مـ توصلي خبريني

_ إن شاء الله

احتضنته بحب

_ الف مبروك ياحبيبي

همت بالخروج لكنها وجدت مصطفى يدلف كي يودعهم قبل ذهابه

خرج جاسر مع ليلى كي يتركهم قليلًا قبل فراقهم

وعند خروج الجميع نظر إليها مصطفى مطولًا ثم تحدث بحزن

_ مش عارف أيامي هتكون عاملة ازاي من غيرك

هتوحشيني اوي.

تقدمت منه ترتمي في احضانه التي ستشتاقها كثيرًا وقالت بحزن مماثل

_ وانا كمان مش عارفه حياتي هتكون عاملة ازاي من غيرك

ابعدها عنه قليلًا كي ينظر إلى عينيها وقال بحب

_ متقلقيش انا هكلمك كل يوم لحد مـ تزهقي مني

وهحاول أقنع ماما انها تكلمك

ابتسمت بحزن وهي تقول

_ دي مفكرتش حتى تتصل عاملة ايه او إن كنت محتاجة حاجة.

تحدث برجاحة

_ هتكلمك ازاي وانتي قفلة فونك.

انا عني نفسي بقالي يومين بكلمها فونها غير متاح، ولما قلت لبابا قالي أنها قفلته عشان مشغولة اليومين دول

قبل رأسها وهى يتابع

_ المهم خلي بالك من نفسك وانا اول ما اوصل هخليها تكلمك.

خرج من الغرفة دلف منصور بعدها وعند رؤيتها …

معلش فصل النهاردة صغير بس اوعدكم اني اعوضها لكم الفصل الجاي



تكملة الرواية من هنا


بداية الروايه من هنا


لعيونكم متابعيني ادخلوا بسرعه


👇👇👇👇👇


جميع الروايات الكامله من هنا



ادسنس وسط المقال

تعليقات

التنقل السريع
    close
     
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS