رواية غرام المتجبر الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم الفراشه_شيماء_سعيد
![]() |
في المشفى الذي يقطن بها غيث ذهب جلال ليطمئن عليه..
دلف للغرفة الخاصة به و ما أن وجد صديقه انفجر بالضحك..
لا يصدق ان غيث حدث معه هذا طريح الفراش بسبب زوجته..
اه منكي يا حواء اللعب معاكي نهايته الموت..
نظر إليه غيث بغضب ثم أردف..
= البيه جاي يشمت مش كده..
جلس على المقعد المقابل له و هو يحاول السيطرة على ضحكته ثم أردف بخبث..
= ألف سلامه عليك يا غيث.. مش مصدق انك اتعلم عليك بالشكل دة..
انتفض الآخر من مكانه غير عابئ لألمه فقدرته على التحمل أصبحت صفر في... صرخ قائلا..
= لا بقولك ايه أنا محدش يقدر يعلم عليا.. و حسابها هيكون معايا بس أخرج من هنا..
عاد بظهر للخلف ثم وضع ساق على الاخر مردفا بجدية..
= كفايه كده يا غيث بيتك اتخرب حاول تلم الباقي منه..
ابتسم غيث ابتسامه لم تصل لعينه عن أي بيت يتحدث فهو لم يتبقى منه شيء..
حبيبته و تركته ولده و ابتعد عنه حياته الورده التي رسمها أصبحت جحيم و هو المخطئ الوحيد..
نظر لصديقه و هو يقول بقهر و اه من قهر الرجال..
= بيتي و اللي باقي منه معدش فاضل باقي يا جلال كل حاجه راحت...
نهره الآخر بعنف لعله يقوف من تلك الدوامة..
= لو في حاجه راحت فده بسبب ضعفك ازاي عايش كده اتعالج يا غيث و بلاش الضعف و الجهل يدمروا..
يريد منه الذهاب لطبيب يعرف انه أسراره و ماضيه الذي يتمنى نسيانه مستحيل..
كيف سينظر لنفسه بالمراه مره أخرى بعدم يفضح نفسه أمام ذلك الغريب..
زوجته تعشقه و ستعود إليه لن يذهب لأي طبيب هذا جنون..
أردف إصرار..
= مستحيل انت عايز اروح لدكتور مجانين و اقوله عندي ايه.. عاليا بتحبني و هترجع ليا في يوم..
يكفي يكفي خوف و ضعف إلى هنا قام من مكانه و بدون سابق إنذار لكمه تحت أنفه بعنف..
ثم صرخ فيه غاضبا..
= اللي انت فيه دة هو اللي اسمه جنون مش الدكتور.. أنت مريض و لازم تتعالج ازاي قادر تعيش في القرف ده من حضن واحدة لتانيه ازاي قادر تقرب منه بالشكل المقرف دة.. فوق بقى انت مش طبيعي ظالم بتظلم مراتك و نفسك..
سنوات و هو يحمل ذلك الحمل بمفرده سنوات و هو يعيش مع الماضي و رافض الحديث عنه...
اتسعت عين جلال بذهول و رعب عندما وجد صديق يرتجف و يبكي مثل الصغار..
قوته على التحمل انتهت حياته الورده أصبحت جحيم مقزز بسبب تلك المرأه..
سنوات عمره معها مرت أمام عينه ليتذكر كل شيء و كيف عاش..
زاد ارتجاف جسده و هو يطلب من جلال ضمه إليه يريد الشعور بالأمان..
اقترب منه جلال و أخذ داخل أحضانه مردفا بخوف على صديقه..
= غيث اهدي مش عايز اعرف حاجه و عايزك تتعالج أعمل اللي مريحك..
هز رأسه عدت مرات برفض و بدأت بالحديث..
= لا هقولك يمكن ارتاح أنا فعلا مريض بس هي السبب.. ست زباله شهواتها مريضه عايزة تثبت لنفسها أنها أقوى من الرجالة.. تعمل ايه تجيب طفل ميعرفش في الدنيا حاجه و تمارس سادتها عليه.. لحد ما خلته يتحول لوحش سادي زيها و أول ما اخد حقه عمل فيها زي ما عملت فيه و أكتر و بقى مريض زيها..
تجمد جسد جلال لا يصدق ان صديقه المرح عاش تلك الطفولة..
حاول التغلب على ذهوله عندما زاد انهيار الآخر صرخا..
= أنا فعلا مريض و هفضل كدة لازم الكل يحس احساسي و يبقى زيي.. لازم تكون كل ست ضعيفة قدامي زي ما كنت ضعيف و قليل الحيلة قدامها...
سيطر عليه جلال بصعوبة و ضغط على الزر الموضوع أمام الفراش ليأتي الطبيب...
_____شيماء سعيد_____
في منزل عليا دلف إليها أبيها و على وجهه ابتسامة حنونه..
جلس بجوارها على الفراش ثم ضمها إليه بدون كلمه واحده..
ظلوا على تلك الحالة حتى أردف أخيرا..
= عليا غيث بيعشقك و انتي كمان كده من يوم ما جيتي هنا و أنا ساكت بس دلوقتي عايز أعرف اية اللى حصل بينك و بين جوزك...
تنهدت بعمق قائلة..
= اللي حصل صعب انه يتقال يا بابا بس أوعدك أني هاخد حقي منه و من قلبي اللي لسة بيدق عشانه..
قبل والدها أعلى رأسها ثم قال..
= البيوت بيحصل فيها حاجات كتير يا عليا عينك بتقول انك مكسورة... و مفيش حاجه بتكسر الست إلا كره جوزها اول الخيانه... و غيث بيعشقك يبقى الموضوع خيانه اية اللى ممكن يخلي راجل بيحب مراته يخونها و هي كاملة من كل حاجه..
ابتعدت عنه قائلة بتسائل مستنكره ...
= حضرتك تقصد اني مش كامله؟!..
هز رأسه بنفي ثم إجابها..
= لا انتي كامله و ست الستات و على حسب ما سمعت من والدتك أنه قالك كده بنفسه... و قالك إن العيب فيه دوري يا بنتي شوفي ايه العيب اللي في جوزك.. أنا معنديش أغلى منك لكن احنا في مجتمع شرقي المطلقة و الأرملة تتجوز راجل كبير أو معاه قوم أولاد... و كمان مش هيحبك نفس حب غيث عشان كدة عايزك تكوني قويه...
= ازاي؟!...
= يعني لو لسه باقيه على جوزك شوفي فين المشكله و صلحيها و سامحي في اللي فات.. لو مش باقيه يبقى اطلعي من الاوضه دي و من بكره تكوني في مكتبك في شركتي تبدائي من جديد مع ابنك بعيد عنه...
_______شيماء سعيد________
كعادتها تجلس بالشرفه في بيت المزرعة بعدما رفضت العودة معه للقصر..
بداخلها صراع كبير بين قلبها و عقلها تريد الانفراد بنفسها قليلا لتعلم ماذا تفعل..
الحياة بينهم صعبه و هي ملت من تلك اللعبة لعبه القط و الفأر..
أخذت تفكر قليلا فيما هو قادم إلى أن دلفت إليها الخادمة بإحترام... ثم اردفت..
= ماهي هانم طالبه تقابل حضرتك...
من؟!.... ماهي ماذا تريد منها تلك؟!... حيه مثلها لم يأتي منها إلا الخراب...
ستقابلها لتنهي ذلك الموضوع فهي من المؤكد هنا من أجل مكروه لها أو لجلال لذلك ستهبط لها...
أشارت للخادمه مردفه بهدوء..
= شويه و جاية...
بعد ساعه كانت تجلس بالمقعد المقابل لها و على وجهها ابتسامة بارده.. ثم اردفت..
= اهلا يا ماهي خير عرفت انك عايزني..
رسمت الأخرى على وجهها ابتسامة أيضًا و لكن تلك خبيثة..
= عارفه ان حصل بنا سوء فهم عشان كدة جايه اعتذر منك.. و بطلب يعني أننا نكون أصحاب..
قالت كلماتها الأخيرة بخجل مزيف طال الصمت و هي تنتظر رد غرام بترقب..
إلا أنها تفاجأت من ضحكات غرام المرتفعة اهي كشفتها ام ماذا..
انتهت من ضحك اخيرا و عادت لبرودها ثم قالت..
= شكلك هبله أو فاكرة إن أنا اللي هبله... بس لا فوقي يا روحي أنا غرام جلال عزام يعني مش واحده زيك اللي هترسم عليا الدور و أنا زي العبيطة اصدقها.. أصدقاء ايه يا بت ده أنا من شبرا يعني اجدع حته في مصر و امثالك مرت علينا كتير.. عشان كده خايف على نفسك و غوري من وشي..
______شيماء سعيد______
كان يجلس في مكتبه منهك بين أعمال أو بمعنى أصح بداخل صراع عقله...
أخذ حق حبيبته من تلك اللعينة ريهام و لكنه لتلك اللحظة غير قادر على مقابله أخيه...
عاد برأسه للخلف يسندها على رأس المقعد صلاح صغيره الذي تربى على يده أصبح مدمن...
خان ثقته به كان سيغفر له أي شيء إلا فعلته مع غرام...
حتى و إن كانت عذراء فهو رأى جسدها شاهد شيء محرم عليه فهو ملك أخيه...
لذلك قلبه و عقله على رفض تام لتلك المقابله أو المواجهة...
تلك اللحظة التي سيقف فيها كلن منهم أمام الآخر و يخرج ما بداخل صدره...
خرج من تلك الدائرة على صوت الباب ليسمح للطارق بالدخول..
دلف صفوت و هو يقول بإحترام..
= غيث بية بقى كويس و مدام عليا هتكون عند حضرتك بكره زي ما أمرت... أما صلا....
صمت فجأة بتوتر لينظر إليه جلال بقلق مردفا...
= ماله صلاح أنطق..
= مش متحمل العلاج و حاول يهرب النهارده بس الرجالة لحقته على آخر لحظه...
انتفض من مكانه بغضب عارم كيف حاول الهروب؟!.. و هم أين كانوا؟!...
سيجن قريبا بسببهم و بسبب ذلك الإهمال تقدم من صفوت و عاد ما قاله بهدوء مريب..
= مش متحمل العلاج و حاول يهرب النهارده بس الرجالة لحقته على آخر لحظه...
دار حوله عدت مرات ثم صرخ بغضب جعل الآخر ينتفض مكانه..
= امال رجالتك كانت بتعمل اية يا صفوت لما لحقوا في أخر لحظه..
أجاب الآخر بتوتر..
= يا باشا مفيش تقصير بس صلاح بيه قرب يجيب آخر.. و لازم دكتور يتابع حالته أو يروح مصحه...
أشار إليه بالخروج قبل أن ينفذ صبره قائلا..
= أخرج بره و عايز الطيارة تكون جاهزة بكره هشوفه بنفسي...
خرج الآخر و تركه في حاله لا يثري لها وقت المواجهة و عقاب صلاح الذي أجله
كثيرا قد حان...
نظر لصورة ابنة قلبه الموضوع على الهاتف و قرر الذهاب لها..
قلبه اشتاق لدقه تفاصيلها عاد إلى الغضب عندما طلب صفوت الدخول مره اخرى..
ليقول ببرود..
= قول المصيبه الجديد يا صفوت من غير مقدمات...
= ماهي كانت عند مدام غرام في بيت المزرعة من ساعه...
______شيماء سعيد_______
دلف لبيت المزرعة و القلق ينهش قلبه يخشى من حدوث أي مكروه لغرامه..
أخذ يبحث عنها بلهفة فهو يعلم كم الشر و الطمع الموضوع بداخل ماهي..
دلف للنجاح و ارتفعت دقات قلبه بشغف عندما وجدها تجلس و تقرأ بكتاب الله...
ياالله كم اشتاق لتلاوة القرآن مثلما كان يفعل يومياً و لكن كيف يسمع كلمات الله و هو بذلك الطريق المظلم...
اقترب منها بهدوء و جلس بجوارها بصمت لترفع نظرها إليه ثم تعود إلى التلاوة مره أخرى...
بعد عدة دقائق تعمدت نطق الآية بشكل خاطئ ليعدها هو و لكن بالشكل الصحيح...
ابتسمت بسعاده حبيبها مازال بداخله قطعه من النور...
يوجد فرصه جديد ليعود جلال جلال فقط دون شر جلال عزام..
انتهت و أغلقت المصحف الشريف و وضعته مكانه ثم نظرت إليه بتسائل..
= جاي هنا ليه مش المفروض تكون في الشركه دلوقتي...
اقترب منها ثم ضمها إليه باشتياق يشتاق إليها و هي بداخل صدره..
قلبه تلك الفتاه احلام صباه دفن وجهه بداخل عنقها يتنفس عطرها الذي يحفظه على ظهر قلب...
لم تبتعد اول تحاول ابدأ الرفض بزيف فهي الأخرى الاشتياق يقتلها...
طال الصمت و القلوب وحدها تتحدث تعلن العصيان على العقول...
تشعر بدافئ داخل أحضانه تشعر بدقات تريد الانفجار من صدره تقول ترتيل العشق...
جسدها يترجف تحت يده بطريقة لذيذه بخبرته كرجل يعلمها جيدا و لكنه يخشى الاقتراب....
ابتعد عنها قليلا ثم أردف بعشق و رجاء..
= عايزك يا غرامي مشتاق لدقات قلبك...
يريدها تلك الكلمة جعلتها تعود لأرض الواقع مره أخرى..
تذكرت ليلتها الأول معه و كيف تركها و سافر كأنها عاهره..
ابتسمت إليه بسخرية يريدها و يطلب منها نسيان كل شيء و بعد ذلك يعود كما كان..
ابتسمت بخبث و هي تردف..
= بس أنا لا...
الفصل الثاني عشر
= عايزك يا غرامي مشتاق لدقات قلبك...
يريدها تلك الكلمة جعلتها تعود لأرض الواقع مره أخرى..
تذكرت ليلتها الأول معه و كيف تركها و سافر كأنها عاهره..
ابتسمت إليه بسخرية يريدها و يطلب منها نسيان كل شيء و بعد ذلك يعود كما كان..
ابتسمت بخبث و هي تردف..
= بس أنا لا...
لحظات مرت و هو ينظر إليها بعدم استيعاب يحاول إدخال ردها بعقله...
رفضته غرامه رفضت قربه منها هل هي واعيه لما قالت أم ماذا؟!...
هانت رجولته بكلمه واحده جعلته يشعر بأشياء لا يقدر على وصفها...
ابتعد عنها عدت خطوات للخلف ثم رسم على وجهه الجمود و البرود قائلا...
= شكل عقلك ودكي لحته تانية خالص..
أسرعت هي بالاقتراب منه و قبل أن يكمل حديثه السام...
كانت شفتيها تضم خاصته داخل فمها تقبل قبله سريعة...
حاولت الابتعاد إلا أن يده سبقتها و هي تجذب رأسها إليه أكثر..
تلك الفتاة تجذبه للجنون من ثواني قالت "انا لا" و الآن تقبله هي...
ابتعد عنها بعد فتره لتردف بهمس داخل أذنه..
= انت مش بتوحشني عشان دايما معايا حتى لو بعيد...
غرام و اه من غرام يعرفها أكثر من روحها فهي الآن تأخذ ثأرها منه بطريقتها الخاصه...
تلعب معه و هو يعشق اللاعب معها لذلك أقترب منها أكثر..
ثم أخذ أحد خصلاتها بين أصابعه يعشقها و أفعاله تذكره بأجمل أيام حياتهم..
أردف بخبث ..
= طيب بقول كفاية كلام لحد كدة و يلا..
شهقت بالألم بسيط عندما ابتعدت عنه و خصلاتها مازالت بين يده..
تركها بسرعه لتنظر إليه بغيظ كشف خطتها ذلك اللعين الوسيم..
ماذا تفعل الآن؟!.. مشاعر كثيرة تهاجمها تريده مثلما يريدها و لكن لابد من وضع حد لافعاله معها..
جاء بعقلها فكره لتبتسم بسعادة حاولت إخفاءها أمامه..
ثم اقترب هامسه بداخل أذنه ببعض الكلمات الدالة على أنها لديها ظروف خاصة..
ابتسم هو الآخر بداخله تكذب و هو يعلم و هي أيضا تعلم أنه يعرف لذلك سيكمل معها للنهايه...
جلال بهدوء..
= إذا كان كده براحتك يا روحي... بس أنا بقول كفاية قاعده هنا لحد كده.. لازم ترجعي القصر..
اختفت ابتسامتها و حل مكانها حزن شديد و قهر تذكرت ما فعله..
قلبها يصرخ ألما على تلك الكسره التي وضعها بها كيف قلبه طوعه على فعل ذلك بها؟!...
تركها بعد اول ليلة بينهم و كأنها فتاة ليل سافر شهر و هي حبيسة ذلك البيت الذي شهد على دموعها...
جعلها تشعر بالعجز و قله الحيلة و لكن نسي آدم أنه ضغط بكل قوته على حواء و أتت لحظة الانفجار تلك اللحظة التي ستأخذ ثأرها بيديها...
كانت عينه تتفحصها و ترقب ردود أفعالها الظاهرة على وجهها الناعم...
قلبه يألمه على نظرة الألم التي تفيض من عيناها و لكن كان يجب عليه السفر بذلك اليوم...
ليلتهم الأولى جاءت صدفه و غير مخطط لها و فخ ريهام كان لابد منه بذلك اليوم..
كيف يكون سعيدا معها و حقها لم يأخذ بعد...
أردف بحنان و هو يضع يده على وجهها ضمه إليه يتأملها بلمعه العشق...
= عارف كل اللي جواكي و عارف انك موجوعه و عايزه تفهمي في اية.. بس انتي طول عمرك بتثقي فيا و تستنى لحد ما اقولك انا على كل حاجه... ممكن المره دي كمان تعملي كده...
تهائه مشتته تسمعه بضياع بالفعل بالماضي كانت تصمت حتى يقول هو كل شيء..
وقتها كان جلال حبيبها و نصفها الآخر ذلك الراجل الذي يعشقها..
أما من يقف أمامها لا تعرف عنه شيء غامض قاسي متجبر مثلما يقولون...
كيف تثق به شعرت بالألم حاد داخل قلبها و كأنه يقول أنا أثق به فهو مازال يعشقني...
تحركات عيناها بكل الاتجاهات و هي تردف بتسائل حاير..
= بس ده لما كنت جلال حبيبي لكن انت مين؟!...
ضمها داخل صدره بحنان و لهفه ثم أردف بصدق عاشق...
= قولتلك قبل كده معاكي انتي جلال و بس حبيبك بتاع زمان...
تمسحت بصدره عدة مرات ثم رفعت رأسها له بنظرات بريئة مردفه...
= يعني معايا أنا جلال حبيبي بس...
اؤما برأسه عدت مرات و هو يقبل رأسها قبلات خفيفة لتكمل هي ببساطه خبيثة..
= نفسي في كبده يا جلال...
ابتسم بسعاده ها هي حبيبته و مدللته تعود له من جديد..
كانت أجمل أيام حياته و هو معها يشعر كأنها ابنته الصغيرة و هو والدها المسؤول على أقل تفاصيلها.......
أردف بحب..
= مولاتي تأمر هيكون عندك أحلى كبده في الدنيا...
هزت رأسها بدلال تصنعته بمهارة ترفض حديثه مردفه..
و هي تضع يديها على ذفنه تحرك أصابعها على شعر وجهه..
= مفيش حد في الدنيا يعرف يعمل الكبدة اللي بحبها غيرك..
أردف بترقب و كأنه علم ما تريده...
= يعني عايزة ايه يا برنسيسه؟!...
برنسيسه كلمة كان يلقبها بها دوماً كانت تعشقها من بين شفتيه..
لو بيدها لتأخذه و تهرب من ذلك العالم الذي يحيط به الشر...
غرام كلمه صرخ بها عقلها لتعود لثباتها مره اخرى و تكمل ببراءة ذابت قلبه بها...
= عايزه حبيبي ينزل المطبخ يعمل ليا كبده زي زمان...
انتفض بعيدا عنها بغضب صرخا لا يستوعب ما قالته تريده يقوم بعمل الكبدة لها بالمطبخ و أمام الخدام ..
من الواضح انها جنت أو تريده وصوله هو لحافه الجنون..
= انتي مجنونه عايزه جلال عزام يعمل كبده قدام الخدم...
رمشت بعينها عدت مرات ثم قالت بطفوليه خبيثة......
= شوفت انت بتعمل ايه بنفسك و في الآخر تقول بتحبني و هتكون معايا جلال حبيبي... فين ده و أول طلب اطلبه منك ترفضه خلاص حبك ليا بقى مجرد كلام...
بعد مرور نصف ساعة كانت تجلس على سفره المطبخ و على وجهها ابتسامة رائعه و هي تراه يفعل لها الكبدة بعدم أخرج جميع العاملات ...
ثواني أخرى و كان يقدم لها طبق ساخن لتهز هي رأسها برفض قائله...
= ايه ده أنا عايزها زي زمان في عيش بلدي و جنبها طبق مخلل طماطم..
حاول الثبات معها قدر الإمكان و عدم فقدان السيطرة على أعصابه..
ثم أردف بابتسامه صفراء...
= حبيبتي مفيش عيش بلدي هنا و لا مخلل طماطم...
ذمت شفتيها بتفكر ثم أردفت بعند...
= مليش دعوة اتصرف في ايه مش تصرفات واحد بيحب واحدة ابدأ... فين سأفعل المستحيل من أجل سعادتك فين دي.. فين أحمد السقا لما نحط في المحيط و الا مش عارفه ايه ده عشان يثبت لمني ذكي انه بيحبها... فاكر قالها ايه لو ده يثبت اني بحبك و راح رامي نفسه... أنا كل اللي طلبته طبق كبده مش انتحار يعني.. زعلتني اوي بجد...
عادت خطوه للخلف عندما وجدته سيقتل أحدهم من نظراته..
حرك يده على وجهه عدت مرات حتى لا يقتلها بالفعل ثم ابتسم بوجهها قائلا...
= عنيا لغرام هانم...
رفع هاتف و أمر صفوت بما تريده عشر دقائق و كانت تأكل بشهيه عاليه...
جلس على المقعد المقابل لها يتأمل ملامحها و هي تأكل بشغف...
اشتاق لها و هي كذلك دون غضب أو خوف منه أو دموع...
برائتها عادت مشاكستها له و أفعالها المجنونه روحها الذي قتلها الحزن عادت من جديد...
تفاجأ بها تضع الطعام داخل فمه بدون سابق إنذار لياكلها منها بصمت يسرق معها بعض اللحظات من الزمن...
_____شيماء سعيد____
في المساء..
في منزل عليا طوال الليل تجلس على فراشها ضو هي تفكر بحديث ابيها...
هو محق حياتها شبه متوقف منذ زوجها من غيث و الآن الحل هو العوده إليه أو البدأ من جديد بدون.......
و الخيار الأول مستحيل كيف تعود لشخص خانها و قلل منها...
لم يكلف نفسه مرة واحدة في الاطمئنان عليها أو على صغيرهم...
و الخيار الثاني أشد صعوبة كيف تبدأ من جديد و قلبها مازال ينزف من خيانة شخص توقعت خيانة الجميع إلا هو...
غيث إنسان كسرها كسر عليا هانم و الآن ستعود و تأخذ حقها منه على كل أفعاله..
قامت من مكانها و اتردت ملابسها ستذهب لمقابلة جلال و تنهي علاقتها بهم لابد...
بعد ساعه كانت تجلس في مكتب جلال تتحدث معه و هي تسمح دموعها المنهارة على وجهها..
و بعدما انتهوا من حديثهم ابتسمت إليه برسمه قائله ...
= تمام يا فندم من بكره هكون على مكتبي...
ابتسم لها هو الآخر مردفا باخويه..
= عليا انتي أختي و كنت سبب انك تتعرفي على غيث.. عشان كدة لازم تقفي على رجلك من تاني عايز أحلامك ترجع اوي من الاول.. عايزك قويه عشان تعرفي تكون من جوا مرتاحه... و بلاش موضوع يا فندم ده اسمي جلال مش أنا أخوكي؟!..
ابتسمت له بامتنان ثم اردفت بشكر..
= شكرا يا جلال و فعلا كلامك أدنى دافع لقدام.. و انت فعلا اخويا يا جلال..
خرجت من مكتبه و رفعت رأسها بشموغ و كبرياء يكفي ما ضاع من عمرها حتى الآن...
تعالت دقات قلبها فجأة عندما وجدته بوجهها ماذا يفعل هنا من المفترض أن يكون بشركته...
تقدم منها و عيون تتفحصها كأنه يود حفر ملامحها بداخل عقله..
يود إشباع عينه منها أردف بصوت جعله هادئ قدر المستطاع يخفى خلفه توهج مشاعره....
= عامله ايه يا عليا أخبارك و عمر مش عايز يشوفني ؟!.. و بتعملي ايه هنا؟!...
حاولت هي الآخر إخفاء تلك المشاعر التي عصفت بها فجأة..
عتاب اشتياق حزن سعاده خذلان أشياء كثيرة تدور بداخل قلبها...
بعدت يديها عن بعضهم حتى لا تفركهم و تظهر متربكه أو ضعيفة أمامه...
ثم اردفت بهدوء تحسد عليه...
= مع إن المفروض ملكش دعوة بس إحنا مش صغيرين عشان نعاند في بعض... كويسة و عمر طفل لسة مكملش السنتين يعني اسبوع كمان و هينسي انه كان يعرف واحد اسمه غيث... أم كنت بعمل ايه هنا هشتغل هنا من بكرة ان شاء الله...
و قبل أن يفوق من صدمه التي رسمت على ملامحه بسهوله كانت تترك المكان مغارده تتعود له بالكثير و الكثير....
______شيماء سعيد_______
في المساء دلف جلال لجناحه مع غرام ببيت المزرعة..
سيأخذها غدا و يعود بها للقصر قبل سفره لباريس مره اخرى...
يخشى تركها هنا بمفردها بعدما جاءت إليها ماهي بحث بعينه عنها...
ابتسم بحنان عندما رآها تنام على الاريكه ضامه ساقيها لصدرها أخذه وضع الجنين.....
اقترب منها بهدوء حتى لا يزعجها ثم تسطح بجوارها...
كم حبيبته جميلة في نومها كأنها طفله لم تتجوز العامين...
رقيقه ناعمه بريئة تلقائية في ردود أفعالها ابتسم أكثر و قرصها بخفة بانفها...
شعرت به منذ دلوفه فقلبها يحفظ رائحته كأنها قطعه منه...
تركت بنومها بانزعاج مصتنع ثم فتحت عيناها تنظر إليه... مردفه..
= بتعمل ايه مش عارفه أنام منك..
اقترب منها ثم قبل انفها بحب ثم أعلى رأسها ثم وجنتها اليمين ثم اليسار..
تشعر بالهلاك انهيار حصونها أمام عشقه الواضح من قبلاته رائحه أنفاسه الساخنه نظرات عينه اللمعه...
تجمد جسدها فجأة تحت يده عندما اقترب من شفتيها...
مستحيل تتركه يصل لما يريد هذا وعد أخذته على نفسها أن تجعله يعود كما كان...
لذلك تلك اللحظة غير مسموح بها الآن..
ابتعد عنها قليلا ينظر إلى عينيها بتساؤل فهي كانت ذائبه بين لمساته ماذا حدث معها؟!...
إجابته هي بتوتر حاولت إخفاءه بصعوبة...
= قولتك عندي ظروف...
كلماتها لم تدخل بعقله لذلك قام من على الفراش و اتجه لغرفة الملابس دون كلمه واحده...
في منتصف الليل استيقظ يفزع من تلك الأصوات التي لا يعرف مهيتها...
اتسعت عينه بعدم استيعاب عندما وجدها تجلس على أرضية الغرفه و جميع ملابسه بجوارها...
شعر بالذهول من تلك الملابس الموضوع بحوض الغسيل البلدي (تشط) و هي تدعكهم بمسحوق الغسيل...
لا يصدق ملابسه و بذله الماركات العالمية تكون نهايتها بتلك الطريقة..
قام من مكانه بغضب و غيظ صرخا..
= انتي بتعملي ايه؟!..
ببراءة طفله في الخامسة من عمرها أردفت...
= بغسلك هدومك يا حبيبي مش انت مسافر الصبح لازم يكون معاك هدوم نضيفه...
الفصل الثالث عشر الجزء الأول
أخذ يدق بها بطريقة بلهاء كأنها أصبحت برأسين هذه الفتاة مجنونه أو تريد إيصاله للجنون...
ظهرت على وجهه شبه ابتسامة عندما علم خطتها هي تريد تحسره على ملابسه...
رسم على وجهه الغضب و هو يتقدم منها ببطء مثل الهدوء الذي يسبق العاصفة...
كانت تتابع عملها في تنظيف الملابس أو بمعنى أدق افسادها دون الاهتمام به...
إلا عندما اقتربت خطواته منها ابتلعت ريقها بتوتر من رد فعله...
كانت تريده يخسر بعض الأموال حتى تأخذ ثأرها منه و تجعله يغضب...
و من الواضح انها لعبت بالنار لذلك حاولت رسم عدم المباله على وجهها و قامت من مكانها تجاه المرحاض...
زادت ابتسامته الخبيثه و هي يسحبها إليه ضممها داخل صدره...
قائلا بتلاعب...
= بتغسلي في قصر طويلة عريض مليان خدم و امتا الساعه 2 بالليل و في تشط... بعدين يا روحي الهدوم دي غاليه جدا و مش بتتغسل في البيت...
قال جملته الأخير بحزن متصنع ابتسمت هي على أثره باتساع فخطتها نجحت...
وضعت يديها على صدره قائله بسعاده طفله لم تستطيع اخفاءها...
= يعني انا خسرتك يا روحي و انت دلوقتي زعلان...
اومأ برأسه عدت مرات بنفي أزال الابتسامه من وجهها و وضعت بوجهه هو..
ثم أردف..
= اكيد لا يا روحي مفيش زعل أو خساره فداكي الدنيا كلها... اية يعنى 15 مليون مصري مش مهم...
قال ذلك بلامباله و لم يشعر بجسدها الذي تجمد و تلك البرودة التي سارت بداخلها كأنها في ثلاجة...
ذهبت بعينها تجاه الملابس الموضوعة على الأرض و قد تحول لونها بسبب الكلور الذي وضعته...
لا تصدق 15 مليون هذا مبلغ يجعل حارتها بالكامل طوال حياتهم حتى نهاية البشرية...
عادت بنظرها إليه و قالت بصوت على وشك البكاء و أشارت للملابس بيد مرتعشه ...
= 15 مليون جنيه تمن الهدوم دي؟!...
نظر معها للملابس و على وجهه ابتسامة متسعه ثم إجابة بنفي..
و هو يعود بنظره إليها متأمل ملامحها المزعوره بتسليه..
= لا طبعا يا روحي..
أخذت نفسا عميق بعدما كانت تكتم أنفاسها منتظرة إجابته ثم قالت بارتياح..
= الحمد لله كان قلبي هيقف من المبلغ اللي انت قولته ده...
ليقول هو ما جعلها تفقد الوعي..
= المبلغ ده بتاع الهدوم بتاعت الشهر اللي فات بس...
شعر بزعر عندما وجدها تفقد الوعي بين يده ليحملها بلهفة ثم وضعها على الفراش قائلا...
= غرام مالك افتحي عينك فيكي ايه..
بعد عدت محاولات زفر بارتياح عندما فتحت عيناها تحدق به بعدم تصديق...
ثم قامت من مكانها بجنون و بكاء هيستري مقتربه من الملابس و تقول باعتذار...
= اسفه و الله مكنتش أقصد اخسرك كل دة انا كنت فاكره الموضوع 10 ألف جنيه بس.. مكنتش اعرف انك هتخسر كل ده...
حاول التخفيف عنها و اقترب منها مره اخرى مدخلها بصدره قائلا بمرح...
= يعني غرام هانم بتعترف انها كانت قاصده اخسر فلوس.. و كنتي بتعملي كده ليه يا روحي...
توقفت عن البكاء و حركت عينها بكل الاتجاهات تحاول إيجاد مخرج من ذلك المأزق الذي وضعت نفسها به...
حمقاء ماذا قالت كشفت نفسها بنفسها بكل غباء عضت على شفتيها بقوة..
تفاجأت به يحرر شفتيها من بعضهم بأصابعه ثم قال و هو يحدق بهما..
= القطه أكلت لسانك قولي غرامي عايزه تخسر جلال حبيبها فلوس ليه...
و كأنها طفله مذنبه اعترفت بكل شئ مردفه بحزن و خجل..
= عشان تزعل على الفلوس اللي راحت منك..و أخد حقي على كل أفعالك اللي فاتت معايا ...
يالله كم هي شهية قابله للأكل بطريقتها تلك حاول التماسك بقدر الإمكان...
فهي بافعالها العفويه تجعله يعود سنوات طويلة من الذكريات الرائعه..
يتذكر مقالبها به عندما تغضب منه حياته معها كانت جنه و الآن دلف بقدمه للنار...
أردف بحنان و هو يمرر أصابعه على وجهها الناعم......
= أنا مستحيل ازعل من أي حاجه تعمليها يا غرامي... شوفي اية الحاجه اللي ممكن تريح قلبك و تطفي نارك و انا موافق عليها... عايزك بس تكوني مبسوطة يا بنت قلبي...
رمشت عدت مرات بتشتت قلبها يقودها إليها و عقلها يرفض الخضوع و الاستسلام بتلك السهولة...
قلبها يصرخ بالاشتياق أرهقه الفراق و الحرمان يكفي ما عاشه للآن...
أما عقلها يطالب بالثأر منه و من قلبها الذي مازال يعشقه...
كان يتابعها بدقه فهو يقرأ ما تفكر به كأنها كتاب مفتوح أمامه..
مازالت كما هي صغيرته البريئه الذى يظهر كل شيء على وجهها...
لهفه، عتاب، حزن، فرح، اشتياق، نفور، كل شيء يظهر عليها أو بمعنى أدق هو الوحيد القادر على قرأت معالم وجهها...
أردف بحنان يخرجها من تلك الدوامة..
= عارف إنك محتاره و مش عارفه المفروض تعلمي ايه... أو حتى الصح فين.. بس انا عندي اقتراح ايه رأيك تسلمي المره دي كمان لقلبك و لو حصل حاجة تانيه توجعك اعملي بكلام عقلك...
سقطت دمعه عاجزة من لؤلؤتها ألمت قلبه العاشق بل مزقته لقطع صغيرة...
أزال دمعتها بيده و بداخله يقسم على معاقبة من تسبب بتلك الدمعه و أولهم هو...
اردفت برجاء و تقطع..
= اوعدني متوجعش تاني...
ابتسم بسعاده لا توصف عندما أخذ صك الغفران أخيرا..
ضمها لصدره بقوه شهقت آثارها بالألم فهو يسعقها بين يده...
لم ينطق بحرف بل حملها بين يده و وضعها على الفراش...
يجعلها تعيش معه العشق و الغرام و لكن بطريقته الخاصة طريقه المتجبر...
لتبدأ من هنا لرحلة جديدة بها الكثير من المغامرات و الأشياء منها السعيده و منها الأشد صعوبة من الماضي....
______شيماء سعيد_______
في أحد البيوت القديمة بمكان لأول مره نذهب إليه بمدينه باريس..
كانت تجلس ريهام بجوار خيري و علامات الغضب تزين وجهها...
ثم اردفت بصريخ..
= يعني ايه صلاح يتخفي من المخزن بقاله شهرين و انا زي العبيطة مش فاهمه حاجه...
أردف الآخر بغضب أشد ..
= عشان عبيطة فعلا أخد اخوه منك و انتي عايشه في قصة حب وهمية مع راجل من رجالته.. و هو حط واحد بماسك على شكل اخوه... اهو بقينا تحت رجله...
أخذ صدرها يعلو و يهبط من شدت الغضب فهي أصبحت أمام خيري حمقاء...
أقسمت تلك المرة لن تخسر ابدا ثم اردفت بإصرار...
= جربني المره دي كمان و صدقيني مش هتندم... هخليه يبكي بدل الدموع دم..
نظر إليها بسخرية و لم يرد تقوم هي الاتصال على أحدهم من أجل تنفيذ خطتها القادمه....
_______شيماء سعيد________
باقي الفصل بكره ان شاء الله و التفاعل يسد النفس يا حلوين...
استغفروا لعلها ساعه استجابه
الفصل الثالث عشر الجزء الثاني
"مواجهة حطمت القلوب "
وصل لأرض العشاق و بداخله قلق غير مبرر على حبيبته...
لو بيده لجاء بها معه و لكن كيف و هنا خطر عليها أكثر من هناك...
هبط من سيارته بكل هيبة و كبرياء بعدما فتح له السائق الباب ثم أغلق زر بذله الفخامه...
نظر لصفوت بتساؤل ليجيبه الآخر بكل جدية...
= صلاح بيه حالته الصحية بدأت تتحسن و بدأ يتقبل العلاج...
اومأ الآخر بحبور ثم اتجه داخل تلك البناية المتطرفة التي يقطن بها ايه...
و لكن تلك النغزه التي أصابت قلبه فجأة جعلت قلقه يكون أضعاف...
قال لصفوت بجديه...
= اتصل بالقصر و شوف الحراسة عايزها تلات أضعاف مش عايز نملة تدخل أو تخرج... و كمان الأكل عايز كل الطباخين تأكل منه قبل غرام هانم فاهم...
اومأ الآخر بجديه وصل للباب و أشار لصفوت بالانصراف...
تلك المواجهة المؤجلة يريد خوضها بمفرده لأنه يعلم مدى صعوبتها...
دلف للداخل بقلب مرتعش ثم فتح بابا غرفه شقيقه واقف أمامه على بعد خطوات...
و من هنا توقف الزمن كلن منهم ينظر للآخر بصمت و العيون تصرخ..
عيون يفيض منها الندم و أخرى خيبه الأمل و العتاب...
ظل جلال يحدق بها دون حديث يفكر بشي واحد من ذلك الذي أمامه...
أين أخيه الذي فعل من أجله المستحيل؟!... هل هو ذلك المدمن الخائن؟!...
الف علامه استفهام بداخله و كلمه واحده عبرت بالكثير نطقها جلال بتثقل...
= ليه؟!..
رفع صلاح عينه إليه بضعف و خجل من أفعاله لا يصدق انه وصل لهنا...
خان أخيه الذي ترعرع على يده و خان ثقه غرام صديقته الوحيدة...
الادمن جعله مجرد انسان الى يتحرك بيد و تحت أمر ريهام...
كلمه واحده نطقها أخيه لا بل أبيه و هو عاجز عنها نظر بعينه بعيدا كأنه يهرب من الإجابة أو من نظرات العتاب و خبيه الأمل....
ابتسم الآخر بسخرية مازال كما هو عندما يخطأ و يهرب بعينه بعيدا من نظراته...
اقترب منه و جلس بجواره على الفراش ثم سند ظهره للخلف ناظر لسقف الغرفه...
ثم أردف بصوت أقل ما يقال عنه مقهور...
= زمان لما امنا ماتت فضلت أنا و أنت لوحدنا في الدنيا من غير سند أو ضهر... قولت مستحيل اعيشك اللي انا شوفته انت لازم تكون باشا.. و فعلا خليتك باشا كنت الأب و الأم و الأخ و الصديق ليك.. دخلت نفسي في نار عارفه النهايه هتكون فيها موتى بس قولت صلاح هيكون دكتور هيكون الحاجه الصح الوحيدة في حياتي...
نظر إليه و عينه تحمل الكثير ثم أكمل...
= بس لما جيت و قولت بحب بنت في الجامعه و عايزها.. ساعتها طرت من السعاده ابني هيكون عريس...
ابتسم بسخرية موجوعه و هو يقول بحسره...
= بس العروسه طلعت غير متوقعه غرام بنت قلبي.. سكتت و خليتك تأخدها عشان شكيت فيك قولت مستحيل صلاح يكون عايز غرام بجد اكيد فيه حاجه...
قام من مكانه و تحولت حالته من الهدوء إلى أخرى من الصريخ و الغضب يقذف بأي شيء أمامه حتى يخفف الألم قلبه...
= بس انت خلفت كل توقعاتي مش بس أخدها لا انت اتفقت مع عدوتي على قتلها حيه.. خلتني شهور مش قادر اخد حبيبتي اللي بقت مراتي جوا حضني.. و كل دة بسببك انت...
أخذ يأخذ أنفاسه بصعوبة ثم سند جسده على الحائط مردفا بتساؤل مره اخرى...
= دلوقتي عايز اعرف ليه؟!.. غدرت بيا ليه كسرت كل حاجه حلوه ليك جوايا ليه؟!...
لهنا و لم يتحمل الاخر لينفجر هو الآخر صارخا..
= عايز تعرف ليه عشان خفت عليك انت سندي و أبويا و أخويا خفت عليك من طريقك و نهايتك... روحت لأقرب صديقه ليك ريهام عشان تساعدني ابعدك عن السكه دي... و مره في مره حبيتها غصب عني و هي رسمت الدور كويس مره بدرة في القهوة و مره العصير... لحد ما بقيت مدمن و وشها الحقيقي ظهر..
انهار في البكاء مثل الأطفال و هو يحاول السيطرة على شهقاته مردفا...
= خفت منك و نفس الوقت مش قادر أبعد عن الزفت ده.. كان الحل الوحيد اني اوهمها اني لمست غرام و بعد كده أهرب.. قولت اعمل كده بدل ما غيري ييجي و يعملها فعلا..
صوت صفعه قويه رن بالمكان جعل الصوت يعود مره اخرى...
صفعه خرجت من يد جلال على وجه صلاح تحمل الكثير و الكثير..
ثم صرخ بغضب أعمى...
= غبي غبي غبي غبي غبي..
مع كل كلمه صفعه تلو الأخرى يريد إخماد تلك النيران المشتعلة بداخله...
بالخارج كان يقف صفوت لم يتحمل أكثر و دلف يفصل بينهم...
ابتعد جلال عن أخيه و القى نظره أخيرة عليه ثم أردف...
= اتعالج و خليك راجل مره واحده فى حياتك يمكن تقدر تصلح اللي جاي كفايه اللي راح... بس في كلا الأحوال انسى انك ليك اخ إسمه جلال.. عشان مهما حصل مستحيل انسى انك شوفت عرض اخوك...
______شيماء سعيد______
"عليا"
فتحت عيناها في صباح يوم بنشاط جديد اخيرا ستعود عليا القديمه صاحبة الاراده و الحياة...
ذهبت للشركة و بداخلها سعاده لا توصف حررت نفسها من قيود غيث و ظالمه...
دلفت لمكتبها بالشركة و على وجهها ابتسامة جادة لتجد مديرها العمل يعرفها على زميلائها بالمكتب...
مردفا باحترام فهي زوجة غيث البحيري..
= مدام عليا زميلتكم الجديدة...
ثم أشار على شاب وسيم ثم قال..
= و ده كمال و دي ميادة...
ابتسمت إليهم بجدية مردفه..
= اهلا بيكم تشرفت بيكم...
اقترب منها ميادة بمرح قائلة..
= دة نورك يا قمر يا حلوة الحلوين هو في كدة...
قبل أن تجيب اقترب كمال مداد يده إليها بهيام واضح.. ثم أردف
= منوره المكتب لا الشركه شركة ايه الدنيا كلها.. منور حياتي اقصد حياتنا...
= لا يا روح امك انت اللي هتنور قبرك...
كان ذلك صوت غيث الذي دلف للمكتب على حديث ذلك السمج...
نظرت إليه برعب فهي تعلم أن وجهه لا يبشر كأنه سيقتل أحدهم...
و في أقل من ثانية كان كمال يصرخ من شدة الألم على يد ذلك المختل...
صرخت به و هي تحاول أبعده عن الآخر...
= أبعد عنه هو علم إيه... كفايه وحشية و الساديه بتاعتك دي...
ابتعد عن الآخر و جملتها الأخيره ترن بإذنه سادي هل نطقتها بالفعل؟!...
اقترب منها بهدوء ما يسبق العاصفه أخذها من يدها لخارج المكتب بل الشركه بأكملها...
_____شيماء سعيد_______
"غرام "
كانت تجلس بمكتب جلال و بيديها أحد الكتب الجديد فهي أخيرا حصلت على رواية" شر الحليم إذا عشق "لكاتبها المفضله" شيماء سعيد".....
أخذت تحدق بين سطورها بحماس و شغف فهي تحلق معها بسماء بعيدا عن أرض الواقع...
تريد أن تعيش تلك اللحظات مع جلال تشعر به لها أكثر و أكثر...
فهي ليلة أمس كانت من أجل ليالي حياتها عاشت معه لحظات رائعه...
كان حنون شغوفه عاشق كان جلال حبيبها ملك قلبها...
يا ليت حياتهم تستمر بتلك السعاده و الصفاء بعيدا عن تلك الدائره...
خرجت من تخيلاتها على صوت غريب يأتي من الشرفه..
بدأت دقات قلبها تعالى بطريقة غير عادية تشعر أنها على حافة الهاوية...
لا تعلم لماذا تشعر بخوف غريب من تلك الخطوات التي تقترب منها...
قامت من مكانها ستفر من الغرفه لجناحها و لكن قبل أن تفتح الباب كان يد توضع على فمها...
أخذ تقاوم برعب إلا أن صوت تلك الطلقة التي اخترقت جسدها جعلتها تتوقف عن كل شيء....
و تنطق بكلمة واحدة قبل أن تغلق عيناها مستسلمه لذلك الظلام الدامس ....
روايه #غرام_المتجبر الفصل الرابع عشر الجزء الأول
#الفراشه_شيماء_سعيد
في مطار القاهرة الدولي خرج جلال من المطار بطلته المعتاده...
يتحرك بهدوء خارجي أو بداخله بركان لا يعلم سببه قلبه يصرخ بأسمه غرامه...
لم يتحمل أكثر و أشار لصفوت بالاتصال على القصر ليريح قلبه بسماع صوتها...
صعد سيارته و هو ينظر للآخر بترقب زاد خوفه من تغير وجه الأخر...
نفذ صبره قائلا بخوف حاول إخفاءه...
= في ايه يا صفوت انطق...
ماذا يقول كيف ينطقها لرب عمله ابتلع ريقه بتوتر ثم قال..
= غرام هنا إتصابت جامد و في المستشفى دلوقتي...
جمله نطق بها الآخر ببساطه جعلت قلبه ينتفض من مكانه...
غرام إتصابت حبيبته الآن بداخل المشفى تصارع الموت...
لم ينطق بحرف واحد فقط عينه تحولت للون الأحمر يحاول إخفاء دموعه المهددة بالسقوط بصعوبة...
صدره يعلى و يهبط مثل الطبول نيران تأكله و عقله يصور له اشبع المشاهد...
ضياع شعوره الوحيد المسيطر عليه لا يتخيل أن تكون تلك نهايتهم معا بسببه...
قال صفوت للسائق على مكان المشفى و هو ينظر لسيده بشفقه...
فهو يعلم مدى عشقه لزوجته و كيف كان يموت بدونها الف مره طوال سنوات غيابها...
كان الآخر بعالم ثاني و كلمه واحده قالتها له بالماضي قبل أن تتركه تردد بعقله "طباخ السم بيدوقه"..
يعلم إن الحياه مثل الدائره المغلقه و لكن لما تأتي تلك الضربه بحبيبته قطعه من قلبه...
حاول بقدر المستطاع السيطره على رعشة شفتيه التي تحثه على البكاء....
مر الوقت مثل السنوات ليصل للمشفي أخيراً وصل للطابق الذي بداخله غرامه و وقف أمام غرفه العمليات مثل اليتيم...
يشعر أنه صغير يفقد والدته أتى إليه غيث و على وجهه الحزن ينفض...
ربت على كتفه مردفا...
= ان شاء الله هتكون بخبر عشانك...
رفع عينه لصديقه التي يغرقها الدموع ثم أردف بضعف يظهر عليه لأول مره...
= غرام بتموت و أنا السبب في ده...
همس الآخر بصوت غاضب..
= مش انت السبب السبب معروف كفايه تحمل نفسك مسؤوليه كل حاجه و هي أصل بسبب وصلك لطريق ده...
لم يتحدث فهو الآن كل ما يريده الصمت و الرجاء من الله كي تعود نصفه الآخر...
مرت ساعات و الصمت سيد الموقف حتى فقد هو أعصابه و صرخ بغضب و لهفه...
= فوق الخمس ساعات في ايه كده كتير...
خرج الطبيب من الغرفه و على وجهه الأسى و الإرهاق ثم أردف بعملية...
= إحنا عملنا اللي نقدر عليه بس مدام غرام إتصابت بنوع جديد و نادر من الرصاص بيدخل الجسم و من المستحيل خروجه إلا بروح صاحبه...
أسود العالم من حوله و ما أصابه بالجنون دخول الضابط المحقق بالقضية الذي اكمل حديث الطبيب مردفا بجديه...
= انت عارف يا جلال بيه ايه اسم النوع من السلاح و الرصاص ****...
يا ليته مات و لم يسمع تلك الكلمات رصاص صنعه بيده قتل به محبوبته....
قتلها بصنع يده لا يصدق أو تتخيل ذلك بأبشع أحلامه...
لم يرد على احد بل أردف بصوت حاول قد المستطاع السيطره عليه و هو ينظر لغيث...
= عايز دكتور ماكس هنا في خلال ساعه او أقل يا غيث غرام لازم تعيش أو أموت أنا...
و بالفعل أقل ما ساعه و كان ماكس يدلف معها لغرفة العمليات...
مرت عدت ساعات أخرى و خرج ماكس من الغرفه و على وجهه علامات الانتصار...
= لا تقلق سيد جلال لقد أخرجنا الرصاصه من السيده غرام خلال أربع و عشرين ساعه سنعرف إذا حدث لها أي مضاعفات أو آثار جانبية....
______شيماء سعيد______
في شقه غيث الخاصه بأشياءه بعيدا عن بيته مع عليا...
عندما اتهمته بالساديه أتى بها لهنا ليعلمها ما هي الساديه الحقيقه...
عندما دلف بها و كل ما يفكر به مظهر ذلك اللعين و هو يتعزل بها...
حبيبته ملكيه خاصه به وحده كيف لغيره أن ينظر لها بتلك الطريقة...
لحسن حظها أتى له اتصال بما حدث لزوجه صديقه ليتركها بداخل الشقه ثم اغلقها عليها بالمفتاح...
ظلت هي تتحرك بتلك الشقه و بداخلها يقين أن لغز زوجها هنا...
شهقت فجأه بصدمة و عدم تصديق عندما دلفت لتلك الغرفه الحمراء...
تعالت دقات قلبها برعب حقيقي ما ترا أمامها لم تتخيله في أبشع أحلامها...
زوجها سادي كما قال لها جلال كانت تسمع من جلال و بداخلها شعور بالرفض...
و لكن تلك الغرفه تعبر عما يحدث بداخلها خطت اول خطوة بداخلها بتثقل...
جسدها يرتجف و قلبها ينتفض المظهر وحده يشعرها بالرعب و النفور...
وصلت للفراش الملطخ بالدماء و من الواضح أنه من فتره طويله...
سقطت دموعها على وجهها الرقيق و أخذ صدرها ينتفض من مكانه...
أخذت تبتعد عن الغرفه و عقلها يصور لها مشاهد و تخيلات تقتلها...
تلك الغرفه اللعينه شهدت على خياتنه لها و ساديته و جبروته...
لم تشعر بنفسها إلا و هي تصرخ بأعلى صوتها تريد الفرار من ذلك المكان القزر...
لم تتحمل البقاء هنا أكثر من ذلك اتجهت نحو الباب و أخذت تصرخ مستجده...
حتى تقطعت احبالها الصوتيه ثواني أخرى و سقطت فاقده الوعي...
فقلبها لا يتحمل ما رأته منذ قليل عشقت شخص و عاشت معه سنوات و لم تعرفه إلا الآن...
صرخت بكلمه واحده قبل أن تغلق عيناها..
= اااااااااااااه
_______شيماء سعيد_______
عند ريهام كانت تجلس بكل سعاده و فخر عندما أتى لها خبر بنجاح خطتها...
أخيرا قتلت غرام ذلك العائق الذي يمنعها من الوصول لجلال...
و قتلها بأبشع الطرق ذلك الرصاص الذي صنعه جلال بنفسه و لكنه لم يظهر للنور حتى الآن...
اختفت ابتسامتها السعيده عندما دلف إليها خيري و على وجهه غضب يكفي العالم...
ثم صفعها دون سابق إنذار تلك اللعيبه ستموت الآن فهي من قتلت غرام...
غرام و الف اه من غرام تلك الصغيره الجميله الشي الوحيد الصحيح بحياته...
جذبها إليه من شعرها ثم قال بفحيح مقهور...
= بقى انتى يا غبيه تعملي كده في غرام عايزها تموت روحك عندي مش كفايه...
قال ذلك و هو يضغط بيده على عنقها بقوه يريدها تختنق و تموت..
ثم أكمل حديثه...
= بقى انا طول السنين دي بحاول احميها و انتي تقتليها بكل غباء... حياتك هتكون تمن حياتها لا حياتك أرخص من حياتها بكتير...
أنهى حديثه و دفعها بكل عنف و جبروت لتلتصق بالحائط..
وضعت يدها محل يده تفركها بالألم و هي تبكي بعنف ثم اردفت...
= انت بتعمل كل ده عشان ليه مش دي كانت خطتنا من الاول موتها عشان جلال يتقهر و بعد كده اتجوزه أنا...
قهقه وسط حزنه و غضبه على غبائها..
= دي خطتك انتي عشان غبيه و انا عملت نفسي موفق عشان احمي غرام منك.. و كنت ناوي اقتلك في اقرب وقت لكن بعد اللي حصل لازم تشوفي العذاب الألوان الأول...
صرخ بأعلى صوته على أحد رجاله و في أقل من ناثيه كانت مسحوبه خارج الغرفه من خصلاتها...
أما الآخر اخيرا سقطت دموعه بقهر مردفا...
= بقى انا سنين بحميكي من الموت يا غرام و في الاخر يحصل كده بنتي تموت بسببي...
_____شيماء سعيد______
هكون بكره في المعرض انا و سوما من الساعه 3 لحد 5
روايه #غرام_المتجبر الفصل الرابع عشر الجزء الثاني
#الفراشه_شيماء_سعيد
عاد غيث لشقته مثل المجنون لا يصدق انه بلحظه غباء ترك قطعه من البسكويت بداخل تلك الشقه اللعينه...
دلف للداخل و هو يتمنى أن تكون تنتظره مكان ما تركها و لم تتجول بالشقه...
سقط قلب أرضا عندما وجدها فاقده للوعي خلف الباب و رأسها تنزف من أثر اصطدامها بالأرض...
تعالت دقات قلبه و هو يقترب منها بلهفة و رعب ماذا حدث لها...
بداخل شيء ينفي فكره معرفتها لتحقيقه بتلك الطريقة...
حملها بين يده و خرج من ذلك المكان المشؤوم الذي يحمل ليالي من القهر له قبل أي مرأة أتى بها لهنا...
وصل للمشفي بسرعه يسابق بها الزمن أخذ يمشي في الطرقه مقابل غرفه الكشف بتوتر...
سند ظهره على الحائط أخيراً ثم صدمها به بكل قوه يعقاب نفسه على من فعله صغيرته الرقيقه...
خرجت الطبيبه من الغرفه و على وجهها ابتسامه عمليه... ثم اردفت..
= المدام بخير و الجرح سطحي بس عندما شبه انهيار عصبي عشان كده نص ساعه و تفوق...
لم يرد عليها دلف للغرفة التي بداخلها روحه و جلس على المقعد المقابل للفراش..
و بداخله رعب حقيقي يخشى تلك اللحظة منذ سنوات...
كيف سيقص عليها حكايته أو بمعنى أصح مرضه و تلم تلك المعاناه الذي عاشها سنوات...
يريد أن تفتح عيناها ليطمئن قلبه على ابنته البكر و بنفس الوقت يتمنى أن يطول نومها بدلاً من تلك المواجهه...
مرت النصف ساعه و بدأت هي تفتح عيناها بتثقل تشعر بالألم شديد برأسها وضعت يدها على رأسها...
ثم دارت بنظرها بالغرفه لتشهق فجأه برعب عندما وجدته أمامها...
هو هنا ذلك السادي العنيف الذي يعذب النساء بدم بارد هنا..
أطلقت صرخه قويه لعل أحد يسمعها قام من مكانه بفزع عدم رأى حالتها تلك..
حاول الاقتراب منها ليزيد ارتفاع صرخاتها اتسعت عينه بصدمة قربه أصبح يرعبها و هو لم يفعل بها شيء...
ذهب تجاه الباب و اغلقه عليهم بمفتاح ثم أخذ يقترب منها مره اخرى بهدوء و حذر.....
أشار إليها بالصمت عندما بدأت الصريخ بصوت أعلى ثم أردفت بحنان....
= عارف ان اللي شوفته صعب بس انا مستحيل اعمل فيكي كده.. اهدي محدش بيوجع روحه...
حديثه بث بداخلها الأمان هو بالفعل لم يفعل معها ذلك أبدا..
و لكن ما رأته يجعلها تشعر بالنفور تجاهه لذلك أردفت برجاء لعله يبتعد عنها...
= لو عايزني اكون كويسه أخرج بره..
اقترب منها لتعود هي للخلف بشكل عفوي زاد من صدمته..
اردف بتثقل و هو يشير لها الاقتراب...
= عليا انتي خايفه مني...
رفعت عيناها الغارقة بالدموع ثم أردفت من بين شهقاتها...
= عمري ما خفت في حياتي زي ما خفت منك دلوقتي.. ازاي قدرت تعمل كده في ست ضعيفه ازاي كنت بتستمتع بالألوان الدم و النار؟!...
قالتها كلماتها الأخير بنفور لا لم يتحمل تلك النظره بعين حبيبته...
جلس على ارضيه الغرفه و قرار فتح صدره لها سيقول ما جعله يخونها سنوات...
سقطت دموعه و اه من دموع الرجال رفع عينه لها ثم اردف بضعف..
= عارفه احساسك ده نقطه في بحر احساسي لما دخل الشقه دي اول مره.. كنت وقتها طفل المنظر لوحده رعبني ليه البيت ده شكله كده.. احساسك ده و لا اي حاجه قصاد طفل بتعمل فيه كده على ايد ست مريضه ساديه.. سنين و انا عايش مش فاهم ليه بيحصل معايا كده او حتى ايه الحاجات اللي بتحصل دي... أنا طفولتي اتدمرت انا كان ممكن اكون أسوء من سادي كنت ممكن اكون زي زيك... بس لا انا أقوى من كدة أول ما ماتت رمتها في الزباله خليت الناس تلم من بعض و تدفنها عشان خسارة فيها اي حاجه... كان المفروض اقتلها بأيدي بس أنا خوفت من ربنا و خوفت أيدي تتوسخ فيها... بعد موتها بشويه بقى عندي كره لجنس حوا كله و هدفي الوحيد انهم يحسوا بنفس وجعي...
قام من مكانه و مع كل خطوه تسقط دموعه و مودعها..
وضع رأسه على قدمها ثم أغلق عينه فهو الآن مثل الطفل الضائع كل ما يريده حنان أمه...
بشكل لا إرادي وضعت يدها على رأسه تحركها بحنان...
حبيبها عاش أسوء أيام حياته حبيبها مكسور من الداخل...
ابتسم بحب و هو يكمل حديثه شعرا بدعم كبير من حركه يدها عليه...
= لحد ما شوفتك وقتها الدنيا ضحكت ليا و عرفت الحب و يعنى ايه حنان.. عشت معاكي أجمل لحظات حياتي بس بعد الجواز مقدرتش معملش كده و لا قدر اعمله معاكي... عشان كده خنتك عارف ان ده مش مبرر بس فعلا انا تعبان....
رفع عيناه لها يريد ردها على ما سمعت انتفض من مكانه بعدم تصديق عندما قالت بهدوء و هي تمسح دموعها...
كان يتوقع اي رد إلا ذلك بعدما عملت بأبشع ايام عمره...
= طلقني يا غيث...
______شيماء سعيد______
نقلت غرام لغرفة عاديه ليظل هو بجوارها تحدق بها بخوف..
غرامه كانت ستروح من بين يده و هو السبب الرئيسي في ذلك...
سنوات يبعدها عن تلك الدائره و ها هي الآن تحارب من الحياه...
أقترب منها أكثر و أخذ يقبل وجهها قبلات متفرقة و كأنه يثبت لنفسه انها مازالت بين يده...
اتسعت عينه بسعاده عندما أردفت بتثقل و ضعف...
= جلال..
قبلها على شفتها بخفه و هو يقول بحنان و سعاده..
= افتحي عينك يا روح جلال انا جانبك...
ظلت على وضعها و أردفت مره اخرى..
= جلال خيلك جنبي انا خايفه من الموت مش مستعده للحظه دي دلوقتي...
ضمها إليه بحماية محاولا عن الاقتراب من جرحها ثم اردف بوعد صادق...
= أنا جنبك اوعي تخاف.. مفيش مخلوق على وش الدنيا يقدر يبعدك عني اوي يقرب منك...
= بكرهك بس موت فيك...
قالت ذلك و عاد للنوم مره اخرى من الواضح أنها مازالت تحت تأثير المخدر...
ابتسم بقله حيله على أفعالها فهي ستظل كما هي مهما حدث...
شقيه مرحه عنيده مجنونه قبل أعلى رأسها بحنان ثم اعدل في مقعد مره اخرى...
تجمد مكانه عندما وجد خيري يدلف للغرفة بلهفة ماذا يفعل ذلك اللعين هنا؟!......
قام من مكانه قبل أن يقترب الآخر من زوجته و جذبه من ملابسه للخارج....
ثم اردف بفحيح هامس..
= انت ليك عيني تيجي هنا يا حيوان جاي ليه..
ابتعد عنه الآخر بعنف ثم اردف بغضب...
= جاي اشوف بنتي يا ابن عزام و الا انت ناسي أن اللى جوا دي بنتي
روايه #غرام_المتجبر الفصل الخامس عشر
#الفراشه_شيماء_سعيد
= جاي اشوف بنتي يا ابن عزام و الا انت ناسي أن اللى جوا دي بنتي...
ذلك الرجل يجذبه لقتله مستفز يقتل القتيل و يرسم على وجهه الحزن...
لم يتحمل أكثر و جذبه من ملابسه فهو تحمله كثيرا و يكفي ما حدث...
غرام الذي فعل من أجلها كل ذلك كانت ستموت اليوم و على يد ***لا يستحق غير ذلك..
اردف بفحيح هامس يحمل الكثير من الوعيد..
= زمان وصلت لهنا عشان هي تكون في امان بعيد عنك يا كلب... أما دلوقتي لما تحاول تقتلها و تعيش دور المجروح على بنته لا... صبرت عليك كتير عشان و من النهارده انتظر لقاء المتجبر...
حاول الآخر ابعده عنه بشتى الطرق فهو من أحضر شيطانه و عليه التحمل..
شعور الاختناق سيأخذ روحه و جلال لا يعبء به بل يزيد من ضغطه على عنقه...
تحدث بصوت يحارب الموت..
= أبعد عني يا ابن عزام مش أنا السبب في اللي حصل لبنتي بس اللي هيحصل ليكي هكون أنا السبب فيه...
يهدده لذلك تركه ليعود الآخر عده خطوات للخلف و هو يحاول التقاط أنفاسه...
نظر إليه جلال باستخفاف... ثم قال..
= كده اللعب بقى على المكشوف مفيش داعي حد يخبي ورقه بعد النهارده يا خيري...
انتهى من حديثه ثم دلف لغرفة معشوقته مره اخرى و عقله يتذكر بدايه كل شيء...
اقترب منها ثم وضع يده بين يديها و كأنه يعلن أمام الجميع أنه لم يتركها مره اخرى بعد اليوم...
فلاش باااااااااااك...
أغلق عربيه الكبده خاصته ثم قام بالاتصال على توأم روحه..
لم يتبقى في حياته غيرها هي و صلاح بعد وفاة والدته...
و اليوم أخذ موعد من الحاج حمدي ليطلب يدها اخيرا...
يريدها في بيته بأسرع وقته ردت عليه بخجل فهي الأخرى تموت من السعاده...
بعد عشق سنوات اليوم سيكون أول لقاء رسمي بينهم..
= ايوه..
رد بمشاكسه...
= في ست تقول لابو عيالها ايوه خدي بالك كده غلط علي علاقتنا...
كلماته جعل الخجل يذهب في أقل من ثانيه و تعود غرامه المتوحشة مره اخرى.. مردفه..
= نعم يا عمر لا بقولك ايه انت شكلك مش معمر معايا...
قهقه بمرح ثم أردف بغضب متنصنع..
= بت احترام نفسك آخر تحذير ليكي..
و كعادتها عندما تشعر أنه غضب منها تنهار في البكاء المتصنع ثم تغلق الهاتف قبل أن يكشف خطتها...
ابتسم بحب ثم ذهب لبيته حتى يأخذ أخيه معه لخطبتها...
في المساء كان يجلس بمنزل الحاج حمدي أكبر تجار اقمشه بشبرا..
لأول مره في حياته يشعر باليتم أين أبيه في ذلك الموقف...
أخذ نفسا عميق يخرج تلك الأحزان من رأسه ثم قال بهدوء...
= أنا يشرفني اني اطلب ايد بنت حضرتك انسه غرام...
طال صمت الآخر و زاد كبريائه فهو وضع ساق على الاخر و أخذ يتفحص جلال و صلاح بطرف عينه...
و أخيرا تحدث و يا ليته لم يفعلها..
= اقصد الدكتوره غرام ما هي جابت مجموع طب يا جلال.. مش هقول الجواز قسمه و نصيب و الا بنتي كتير عليك... بس هقولك شايف الشقه اللي انت فيها دي اوضه نوم غرام بشقتك كلها.. ده غير ان الست بعد الجواز مصروفها على جوزها هتقدر تصرف على لبسها و كليتها... اكيد لا من قبل ما ترد عشان كده بلاش تضيع وقتي و أبعد عنها... و دي نصيحة من عشان اللي جاي مش حلو...
لم ينطق بكلمة و عاد لبيته يتذكر كل شيء وفاة والدته و ان المال كان السبب في ضيعها منه...
و الآن جاء دور غرام ليفقدها هي الآخر أخذ يكسر اي شيء يراه أمامه...
قدرته على التحمل انتهت إلى متى سيخسر كل شيء يحبه و يتعلق به...
رخت قوته و سقط على الأرض لا يعلم اهذا نوم ام هروب من الحياه بما فيها؟!...
فتح عينه بعد وقت لا يعرف إذا كان طويل أم قصير اتسعت عينه بدهشه و هو يجد نفسه مقيد على مقعد بمكان يشبه المخزن...
أخذ يحاول فك قيوده و لكن دون فائده ليصرخ لعل أحد هنا...
و بالفعل ثواني و كان يدلف رجل في أول الخمسينات و يبدو عليه الغناء الفاحش...
زادت دهشة جلال من ذلك الرجل و كيف أتى هو لهنا؟!...
و كأن الآخر يقرأ أفكاره ليرد قبل أن يسأله جلال..
= أنا خيري المحمدى والد غرام الحقيقي و قبل أي سؤال منك انا هقولك... اولا حمدي ده واحد من رجالتي و انا خليت غرام عنده و بإسمه عشان مفيش اي خطر يكون عليها... أما ليه انت هنا فأنت هنا عشان تموت كفايه عليك كده... و اه أنا أكبر تجار سلاح يعني مش هتخرج من هنا سليم...
لا ينكر انه يشعر بالعجز و الصدمه ملاك إبنة شيطان كيف...
تعود و تربى على عدم الخوف ذلك كلمات الآخر الأخيرة لم تفرق معه...
كل ما يفكر به غرام كيف يخرجها من تلك الدائره و كيف يتخلص من هؤلاء...
رسم على وجهه ابتسامة لم تصل لعينه ثم اردف ببرود..
= الأعمار بأيد ربنا يا باشا مش انت اللي تقدر عليا... أما غرام فهي بتاعتي و مستحيل اخلي حد قرب منها و خصوصاً واحد زيك الشر بين في عينه... أما موضوع هخرج سليم أو لا فكني و هات كل رجالتك و مفيش حد فيهم هيخرج سليم...
ابتسم الآخر بسخرية و فعل ما طلبه جلال لتبدأ من هنا المعركه...
و بعد نصف ساعه كان جميع الرجال على الأرض فاقدين الوعي و جلال يحرك رقبتك بثقه...
أما خيري كان يشهد ما يحدث بعين متسعه كيف فعل ذلك بمفرده...
هذا خساره بالموت و من اليوم سيكون من رجاله لذلك اردف بابتسامه خبيثة...
= عايز غرام...
و كأن جلال يقرأ أفكار لذلك أجاب هو الآخر بخبث و من هنا بدأت لعبه لا نهايه لها حتى الآن...
= من بكره هبدا شغل يا باشا...
انتهى الفلاش بااااااااااك...
ظل يتأمل ملامحها الرقيقه و هو يتذكر كل شيء مر به...
فعل المستحيل من أجلها و بالنهايه كانت ستموت أيضا...
قبل يدها الموضوع بين يده بحنان ثم وضع رأسه عليها ينام بتعب...
______شيماء سعيد_______
انتفض بعيدا عنها و كأنه لدغته عقربه تطلب الطلاق منه..
عندما علمت بيانات لم تفعلها و الآن بعدما كشف أسراره و أصبح أمامها مثل الكتاب تريد الفراق...
حالها لم يفكر عن حاله فهي أشد صدمه و عدم استيعاب...
ما حدث معه يبكي قلبها قبل عيناها و لكنه غير كافي أو مبرر للخيانه...
كانت ستتحمل ساديه و لكن خيانته أشد و أقوى من عنفه...
سنوات و هي ترا زوجها بين أحضان غيرها عجزه و الآن يقول مبرر تافه بالنسبه لها...
يريد صك الغفران على جروح لم تشفي بعد جروح و كبرياء امرأه مبعثر...
رفعت نظرها إليه تتباع رد فعله ماذا سيفعل أو كيف سيعبر عن غضبه..
تفاجأت من سؤال الغير متوقع كانت تتوقع انه سيثور..
= ليه؟!...
إجابته ببرود..
= هو أيه اللي ليه؟!...
جن جنونه فهذا ما كانت تريده ليقول بصريخ..
= عليا بلاش اللعبه دي انا فاهمك اكتر منك.. قولي عايزه تتطلقي ليه؟!..
كلماته الاخيره كانت بغضب أشد بداخل نيران إذا خرجت ستحرق الأخضر و اليابس...
ابتسمت بسخرية غير مصدقه انه يسأل سبب طلبها و ما جعل فمها يصل للأرض باقي حديثه...
= بقيتي خايفه على نفسك مني يا عليا؟!...
كلما تحدث كلما زاد الأمر سوء عن أي خوف يتحدث...
قلبها ينزف و كرامتها أصبحت على الأرض حبها أصبح رماد...
تحديث اخيرا قائله...
= خايفه انك تكون سادي معايا لا مش خايفه... انت عايز تعرف سبب الطلاق و اكيد بتقول في دماغك البنت دي مجنونه.. أيام ما كنت بخونها و هي عارفه كانت عايشه عادي.. و لما لقيت سبب عايزه تطلق...
ابتسمت عندما رأته عاجز عن الرد فاكملت هي...
= أنا مش مجنونه أو قليله الكرامه أنا كنت عايشه معاك السنين اللي فاتت و فاكره ان العيب فيا.. اكيد فيا حاجه ناقصه بيدور عليها بره.. كتر خيره لسه بيحبك مع انك مش ماليه عينه كراجل... بعد كده لما قولت إن العيب فيك أنت قولت اكيد عنده مصيبه لازم اعرف ايه هي....
اكملت حديثها و هي تنظر إليه بنفور...
= لما قولتي الحقيقه دلوقتي بقي عذر أقبح من ذنب... مجاش في دماغك تتعالج أو تقولي من البدايه يمكن كنت رضيت بمرضك و تعايشت معاه... مرحتش لدكتور من غير ما تقولي و بدأت تتعالج من غير ما أعرف... لكن أنت الموضوع عجبك فيها ايه يعني واحده بتموت فيها خليها في البيت تخلف و تربى و انا بره اعمل اللي عايز اعمله مع أي واحده تعجبني... كل ده تحت ستاره المرض...
جذبت ابره المحلول من يدها بعنف غير عابئه بتلك الدماء المتساقطة منها...
ثم وقفت أمامه بشكل مباشر يكفي غباء لهنا ثم قالت بهدوء يقتل قلبه...
= و لما العبيطة اللي في البيت قدرتها على التحمل تخلص اقولها اصلي مريض... و من حبي فيكي مش هقدر اعمل كده معاكي أو أوجعك... انت مش اخد بالك انك لما بتنام بره و انا عارفه انت فين مش بتوجع بموت... عمرك ما حببتني يا غيث اللي بيحب حد مش بيقدر يقرب منه غيره مهما حصل... مش بيشوف غير حبيبه أما أنت عمرك ما شوفتي أو شوفت وجعي... اللي جواك من ناحيتي ده مرض بردو السادي و التملك عايز تضمن واحده معاك و تتحمل قله الكرامه كنت برود بطلع عليا عقدك بس بشكل أبشع و أسوء من التعذيب الجسدي...
رخت قوتها أكثر و أصبح جسدها غير قادر على التحمل أكثر مع نزيف يدها...
لذلك اغمضت عيناها مستسلمه لما حولها من ظلام لتكون أحضانه اول ملجأ لها...
حديثها جعله يعلم مدى حقارته كان ينتظرها تنتهي حتى يعطها حريتها...
و لكن عندما سقطت بين يده ضمها إليه بلهفة فإذا كان حبه لها مرض مثلما تقول لا يريد الشفاء منه.........
_____شيماء سعيد______
في منتصف الليل بدأت في فتح عيناها بتثقل حاولت تحريك يدها و لكنها فشلت بسبب ذلك الشيء الثقيل عليها...
نظرت بطرف عيناها بتعب و إرهاق ثم ابتسمت بحنين عندما وجدت جلال ينام عليها براحه..
عادت من الموت بمعجزه ما عاشته في يوم واحد بحياتها بالكامل..
كان يضع رأسه على يدها و ينام بعمق فهي بجوارها تشعر بالأمان...
شعر بحركة يدها لذلك فتح عينه بلهفة يريد رأيت صفاء عيناها...
رفع رأسه لها وجدها تنظر إليه بشتياق كأنها غابت سنوات...
نفس شعوره و بدون تردد ضمها في حنايا صدره اشتاق لها لدفئ أنفاسها بداخل صدره...
شعر بدموعها تسقط و تضم نفسها إليه أكثر و أكثر و كأنها تهرب من شبح يطاردها...
أخذ يحرك يده على خصلاتها بحنان حتى هدأت و بدأت في الحديث...
= كنت هموت يا جلال كانت حياتي هتخلص من قبل ما اشوفك.. و كل واحد فينا يشبع من التاني...
وضع يده على شفتيها يمنعها من إكمال حديثها ثم اردف بقوه...
= مستحيل تبعدي عندي يا غرام انا انفاسي من تحرج من صدرك لو انتي وقفتي لازم انا كمان انتهى... اللي بنا أقوى من أي حاجه يا بنت قلبي...
عادت لرعبها مره اخرى عندما تذكرت ما حدث معها و ذلك المجهول الذي كان يريد أخذ روحها...
ارتجف جسدها و هي تحكي له ما حدث معها كأنه كابوس...
= داخل عليا و انا قاعده و ضربني بالرصاص كنت هموت من الألم... حسيت اني باقي ليا لحظه واحده في الدنيا... بس كانت كل تفكيري وقتها انت اخدت ذنب كام واحد حس نفس الاحساس ده بسببك انت...
شعر بزلازل يسير بكامل جسده و سأل نفس نفس السؤال..
تحمل كام ذنب شخص مات بسببه و تألم مثلما قالت؟!...
ابتلع ريقه بصعوبة بالغة ثم رسم على وجهه ابتسامه حاول جعلها مرحه قد المستطاع مردفا...
= ايه ده بتموتي فيا يا بنتي حتى و انتي بين ايد ربنا طيب قولي الشهاده أولى...
نظرت إليه بغيظ ثم ضربته بخفه على كتفه قائله...
= بموت فيك ايه بطل غرورك ده بقى...
ابتسم تلك المره بعشق ثم قبل شفتيها قبله خفيفه قائلا...
= أنا بموت فيكي يا ستي.. بعشقك و عايز فرصه تانيه نصلح فيها اللي فات....
اومأت برأسها لتزيد ابتسامته اتساع ثم قام من مكانه مغلق باب الغرفه بالمفتاح....
تحولت نظراتها للرعب و كأنها تفهم ما ينوي فعله لتقول...
= مستحيل اللي في دماغك ده احنا في مستشفى و انا تعبانه...
اقترب أكثر قائلا..
= المستشفى و بتاعتي و مستحيل حد يقرب من غير اذني... أما إنك تعبانه مش عايزك تخافي يا روحي ده كشف بسيط على الجرح عشان اطمن عليه بنفسي.....