أخر الاخبار

رواية أباطرة العشق الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم نهال مصطفى جميع الفصول كامله

رواية أباطرة العشق الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم نهال مصطفى جميع الفصول كامله 


رواية أباطرة العشق الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم نهال مصطفى جميع الفصول كامله 


 الفصل الحادى عشر 

《كُل الصُدف القدرية تنصُرك على اسهم قرارتي .. للمرة الالف اخوض حربًا بكُل قواى وجيوش جوارحي للقضاء عليك بداخلي ، فانهزم وبجدارة .. وسرعان ماارفع راية الاستسلام وفتح بوابات حُصن قلبي لتملكه  .. لتستكين وتأمن بداخله محاربه بكل جيوشى عنك لتبقي انت لى في نهاية المطاف 》 


كصاعق كهربي صوب نحو قلبها بمجرد ما انهى أدهم جملته الشائكه وهو يتأهب لتنفيذ ما اُمر به ، شعرت بجدار البيت تنهار فوق جدار قلبها اولا وتسارع دقات قلبها يريد الركض اليه ليحميه ويتلقى رصاصات العدو بدلا منه ، استدارت وجد برأسها لخلف لتجد عمها انصرف من امامها ، فلم يبقي لديها اي خيار سوى المحاولة مع ادهم ، فركضت نحوه سريعا قائله 


- عاوزه اتكلم معاك لوحدينا يا ادهم . 

رمقها بنظرات شهوانيه وهو يعض على شفته السفليه بابتسامه خبيثه قائلا

- هنتكلموا كتير يا وجد بس مش دلوق وراى مصالح لازمن اجيب رقبيها .. 


زفرت بنفاذ صبر قائله بحده 

- ٥ دقايق يا ادهم مش هتفرق ..

فكر لبرهه وهو يتفتنها بعيونه الناريه ثم انحنى قليلا فأمسك كفها وسحبها خلفه صوب غرفة مكتبه ، وبعد ان وصلا سويا اغلق الباب خلفه ، القت وجد نظرة مشمئزه على كفه الموضوعه حول كفها وسرعان ما جذبتها عنوة عنه وعقدت ذراعيها امام صدرها قائله 

- هو انا ممكن اعرف هتستفاد ايه من قتلك لسَليم الهواري !! 

نظر لها بطرف عينه قائلا بخبث 

- هستفاد كتير يابت عمى ، انت فكرك تاري مع سليم عشان قتل ابوكى وبس !! غلطانه دا تار بايت من زمان قوى !! 


ظلت ترمقه بنظرات ساخطه ثم اردفت قائله

- ااه فأنت وعمك بقي لما فكرتوا وخططوا فقررتوا انكم هتبدأوا بسليم !! حقيقي انا فخورة بيكم ياكبار العتامنه ، بقي التار والشرف اللي عتحكوا عنه بقي انتقام وحقوق بايته وواخدين تار ابوي الستارة اللي تخفوا بيها مصايبكم !! شوف يا ادهم من غير يمين لو لمست شعرة واحده من سليم ماهتردد دقيقه واحده في قتلك ياولد عمى . 


دنى منها ادهم مخترقا قوانين المسافات ، فظلت تتراجع للخلف وهى ترمقه بعيون متأرجحه يمينا ويسارا وجسد مرتجف كأن عاصفه تهب من تحت قدميها حتى ارتطم ظهرها بالحائط فاعتلت علي ثغر ادهم ابتسامة انتصار عجيب ، مستندا بكفه المنبسط على جدار الحائط ليحاصرها من كل الاتجاهات وهو يعبث بشعرها المنسدل بانامل كفه الاخر قائلا بمكر 

- طيب ماتيجى نتفقوا اتفاق .. وانا اوعدك ما هلمس شعره من سليم ولا حد من العتامنه كلهم هيقدر يهوب ناحيته !! 


رمقته بنظرات مُتسائله منتظرة الوصول لمغزي كلماته فاكمل ادهم قائلا بهدوء وهو يقرب شفتيه من اذانها هامسا 

- تشتغلى معاى وتوافقي على كل طلباتى بالحرف بشرط انك تبعدى عن سليم خالص ولو عرفت انك كلمتيه ولا حتى قابلتيه صدفه اكده في الشارع ما هتردد في قتله وقتلك لدقيقه يا وجد .  


دفعته بعيدا عنها بكل قوتها فهى لم تتحمل دخان كلماته الحارق قائله بسخريه 

- اشتغل معاك في البودرة !!! انت اكيد عتحلم !!!! 

تحرك ليصف امامها بعوده المنتصب قائلا بثقه عارمه 

- هخرج دلوق ونروح بيت الهواره وهتفق مع الرجاله يضربوا رصاص في الهوا من غير ما يصيبوا الهدف ،، وهرجع اقول لعمك اننا فشلنا وهسكته بكام كلمه ، وتكونى انت فكرتى على مهل مهلك كمان .. كل اللى هعوزه منك ساعتين كل يوم خميس تصنعيلنا كام صنف اكده نضربوا بيهم السوق ، قولتى ايه !! شوفى بقي حياة حبيب القلب عند متساواش انك تضحى ؟! 


ثم ازاح ادهم خصيلة من شعرها خلف اذانها قائلا بمكر 

- هستنى ردك بكرة يابت الغالى .. 


انصرف ادهم بعد ما القى قذيفة كلماته على قلبها ، ظلت تراقبه بنظرات كارهه ساخطه الى ان اختفى من امامها ، فهى عالقه في منتصف الطريق الذي محسومه نهايته انها لم تكن له للابد ، فماذا تختار وجوده في حضن غيرها مقابل ان تبيع مبادئها ، ام انها تحارب لاجل مبادئها حتى ولو كان هو الثمن !! 


■■■


" داخل مبنى العرسان الجدد " 


لقى عماد مفتاح شقته بفوهة الباب .. فالقي نظرة على نورا زوجته الواقفه خلفه برأس مطأطأه ثم التفت ليضع كفه على مقبض الباب ويفتحه متأففا .. دلف عماد الى الداخل بدون النظر لمن خلفه متجاهلا تواجدها نهائيا ، فجلس فوق اقرب اريكه متنهدا بمرارة وحزن ، انتظرت نورا طويلا ان يسمح لها بالدخول ولكن دون جدوي فعزمت امرها ان تدلف بصمت تام وهى تغلق الباب خلفها ، اقتربت منه بهدوء قائله 

- محتاجه اى حاجه ؟! 


رفع نظره إليها بتثاقل قائلا 

- تعالى اقعدى عاوز احكى معاكى شويه .. 


برزت عروق عنقها من كثرة التوتر ثم اردفت قائله بخفوت

- عارفه كل كلمه هتقولها مالهوش لازمه التكرار .. ومتقلقش هكون ضيفه خفيفه .. انا هنام في الاوضة الصغيره وحضرتك تقدر تنام في المكان اللي يعجبك .. اى اوامر تانيه !! 


اتصدم عماد من ردها الغير متوقع محاولا استيعاب كلماتها الذي ظل يعد فيهما اياما ، فهى قطعت له مسافه رحله تفكير استغرقت منه اياما .. تنحنح بخفوت قائلا 

- تمام .. اتفضلى نامى في اوضك وانا هحاول على اد مااقدر مش هسببلك اي ازعاج .


بادلته بابتسامه زائفه عكس مراجل النيران التى تقاد بداخلها ثم انصرفت من امامه بهدوء ملتزمه صمتها وسكونها ، تنهد عماد بارتياح اخيرا فكلماتها كانت سببا في اذابة جبال الجليد من فوق صدره .. 


دلفت نورا لغرفتها بعدما ابدلت ملابسها واتاكدت من غلق الباب ، فألقت جسدها في منتصف مخدعها كى تنتصر على جيوش اهوال قلبها التى لا تقودها إلا اليه .. 


اما عن عماد فاكتفى ان يبسط جسده فوق الاريكه التى جلس فوقها غائصا في سُبات عميقٍ . 


■■■ 


" وبحب الاتنين سوا يا هنايا في حبهم .. الميه والهوا ومحمد قبلهم " 

كانت يسر تغنى بفرحه تغمر جدار شقتهم الصغيرة بقلوب عشاق الارض ، تصف امام باب المرحاض الذي بداخله محمد لتردف غنائها بدلال ، فرفع محمد صوته قائلا 

- يابت عدى يومك  .. 

استندت علي مقبض الباب بدلال 

- في عريس كده اول ما يدخل شقته يستحمى  .

جز محمد علي فكى اسنانه قائلا بنفاذ صبر 

- وفى عروسه بت ناس كده تتدلق كوبايه العصير على جوزها ؟!! 

كتمت ضحكتها ثم قالت 

- الله ! ما انت اللي اطاولت وكنت بتفكر في حاجات شمال كده قولت اما افوقك .. 

قفل محمد صنبور المياه وهو يتوعد لها 

- طب وحياة ثريا يا يسر لاوريكى .. 

ضحكت بصوت عالى ثم قالت بتحد 

- مش هتقدر على فكرة .. 

وضع محمد يده علي مقبض الباب ليفتح ولكنه فوجىء به مقفول من الخارج .. اردف بغل 

- يسر انت قافله الباب .. !!

اطلقت ضحكه انتصار قائله 

- ااه مزاجى قالى انك تبات الليله دى في الحمام عشان تتربي .. 

جز محمد على اسنانه اكثر قائلا 

- اقصري الشر يا يسر وافتحى احسن اطلع افتح راسك .. 

اصطنعت البراءه وهى تلعب في خصيلات شعرها بمزاح 

- اصل يامحمد امى محرجه علينا وانا لازم اسمع كلامها .. 


- هى امك قالتلك اقفلى على باب الحمام ؟! 


- لا طبعا ، دى قالتلى اخبطك بأى حاجه على راسك لو حاولت تقرب منى . 


ظل محمد يتسامر معها وبداخله براكين تتوق ثم قال بهدوء 

- وانت معملتيش كده ليه .


- تؤ بقي يامحمد متهونش عليا .. اخترت القضى الالطف ، بص انت نام عندك كده والصبح يحلها حلال .. 


- قولى لى يايسر هى امك بتعمل معانا كده ليه ؟! كرهانى ليه !! 


عقدت ذراعيها امامه صدرها مستنده بضهرها علي الباب قائله بهدوء 

- اصل كان نفسها اتجوز واد حيلوة كده ياخد العقل والقلب شبه بتوع التلفيزيونات .. فأنت مكنتش جاى على هواها خالص ، عشان كده عاوزه تبوظ الجوازه ... 


ثم صمتت لبرهه منتظرة رده فاردفت بفضول 

- محمد انت نمت جوه !! 

- ............ 

فتحت الباب سريعا كى تراه ولكنه فوجئت به امامها خارجا من باب المطبخ ، شهقت بصوت عالٍ قائله 

- انت خرجت ازاي .....!! 

جز محمد على اسنان بنفاذ صبر

- بقي محمد الهواري علي اخر الزمن ينط من بادروم عشان يدخل شقته .. 


تأرجحت عيونها بخوف وهى تتراجع للخلف

- مالك يامحمد والله كنت بهزر مالك وووو ..... انت بتبصلى كده ليه !!!! بص لو قربت منى هجيب امى .. 


لم يستطع محمد ان يكتب صوت ضحكتها اكثر فوقف مكانه ضاحكا علي تلقائيتها .. ظلت يسر تراقبه باستغراب وخوف فشاور محمد اليها 

- تعالى يا يسر تعالى بس كده اقفى قدامى وفهمينى .. 


اقتربت منه بجسد مرتجف وعيون متراقصه على اوتار الخوف قائله 

- انت مش زعلان !! 

جذبها من كفها بكل قوتها فشهقت بصوت مرتفع لتقف بين ذراعيه فتعمد ان يعبث بخصيلات شعرها قائلا بخبث 

- انت حبيبي بردو .. وهو في حد يزعل من حبيبه .. 

هزت رأسها بالنفى ثم اكمل محمد قائلا 

- طيب انا راضي ذمتك فى واحده يوم فرحها مع حبيبها تقوله امى ومعرفش ايه .. !! 


- يا محمد اصلك ما تعرفش هى قالت ايه وانا بصراحه اخاف اعصي كلامها .. 

ضغط محمد علي شفته السفليه بنفاذ صبر قائلا 

- تعصي كلامها لا .. جوزك حبيبك بتفلق اااه .. 

- امى واعرة قوى يامحمد ..

لم يتحمل محمد كلمة اخري فكلماتها كانت كافيه ان تشعل نيران الغل بداخله .. فانحنى بدون مقدمات ليحملها علي كتفه فجاة مما جعلها تشهق بقوة كشهقة الولادة مرددا بحزم 

-  ابو امك علي عيلتك كلها .. اتهوستى انت اياك !!!!! 


■■■


" طيب والله يا لولا اتصلتى بوقتك مش عارف من غيرك كنت هقضي الليله مع مين !!" 

تعمد مجدى ان يصل صوته لاذان صفوه التى اغلقت باب الغرفه علي نفسها وهى تشتاظ غضبا من برودة كلماته .. فاكمل مجدى حديثه بسخريه 

- عريس ايه بس يا لولا !! وانا اقدر بردو استغنى عنك ؟! المهم قوليلى نازله مصر ميته ؟! 


فضولها قادها للوقف خلف الباب تستمع لحديثه باهتمام وهى تقول بتوعد 

- كنت متاكده انك بتاع بنات وفلاتى طيب ودينى لاخليك تعدهم في عز الضهر بابن الهواري .. 

اتجه مجدى نحو المطبخ يبحث عن شيء يأكله ومازال مكملا في مسرحيته .. فضحك بصوتٍ عال اخترق باب غرفتها قائلا 

- احبك وانت فهمانى .. واموت ف اللبنانى الاصلى مش المصري المضروب اللي عندنا .. 


شهقت صفوة بصوت مرتفع 

- هو مجوزاه عشان يكيدنى !! طب وربنا لاوريك ..


فتحت باب الغرفه ثم اقتحمت عليه المطبخ فوقفت ترمقه بنظرات متارجحه معاتبه نفسها علي الخروج من غرفتها فلاحظ مجدى تواجدها فقال 

- طيب اقفلى يا لولا ربعايه وجايلك .. 


- تؤؤ وانا اتاخر عليك ياقمر انت .. !! 


ارتسمت صفوة معالم البرود ولكن بداخل مراجل تقاد ، فبللت حلقها محاوله الانشغال بأى شيء امامها ، التفت اليها مجدى متبسما 

- اي هتحنى عليا وتحضريلى اكل .. اي الرضا دا !! 

لم ترفع عينيها لتجيبه فاكتفت بالرد المُثلج 

- وانت اتشليت !! ما تحضر لنفسك ؟! 

اقترب منها قليلا ليردف بمزاح

- ياختى فال الله ولا فالك ربنا يدينى الصحه ولا احتاجلك اصلا .. 

تجاهلت كلماته فتحركت من جانبه لتحضر طبقا تضع فيه بعض المأكولات التى اعدتها عفاف لهم ، بتلقائيه التف مجدى نحوها ليراقبها ثم قال بخبث 

- انت خرجتى عشان سمعتينى بتكلم مع لولا صح ؟! 


انشغلت صفوة في تحضير طبقها الخاص قائله بسخريه 

- البنى ادم دا غريب ياخى بيوهم نفسه بحاجات وبيصدقها في الاخر .. 


عقد مجدى ذراعيه قائلا بثقه 

- زيك كده بالظبط !! 

رمقته بنظرة خبيثه مردفه بقوة 

- بص تكلم لولا تكلم الجن الازرق ماليش فيه هنا كل واحد يعمل اللي يريحه عشان نكون متففين .. وزي ما جنابك عندك لولا وغيرها انا عندى اكتر . 


اسهم نيران كلماتها صوبت نحو جبال جليديه فاذابته ليحال لكره ملتهبه وعيون يتوهج منها البخار 

- انتِ قولتى ايه ياروح امك !!!! 

رفعت صفوة رأسها بشموخ 

- اتكلم عن امى كويس يا جدع انت . 


- جدع انت !! لا تعالي خدينى قلمين احسن !! 

هزت كتفيها بلا مبالاه 

- وفين المشكله ، اللي مش متربي ياخد قلمين وعشره كمان لحد ما يتربي . 


نجحت في ثوران جيوش غضبه فجعلته يشتاظ غضبا يود ان ينهال عليها ليضفى نيرانه التى اشعتلتها ولكنه سرعان ما ادرك زمام الامر وفرمل ضدت جيوشه الثائره بابتسامه واسعه قائلا 

- ضرب الحبيب زي اكل الزبيب يا صافى .. 


كانت تنظر منه رد فعل معاكس غير الذي ابداه ، ولكنه قضي على حبال توقعاتها فتأكدت انها امام عدو لست بهين .. زفرت بقوة مردفه بهدوء حاملا نبرة تحذيريه 

- هدخل انام ومش عاوزه صداع .. وهتكلم لولا ولا بولا تكلمها بعيد عن الاوضة .. مفهوم .. !! 


اكتفى مجدى بارسال ابتسامه خفيفه لها تشير بنشوب الحرب البارده بينهما .. قائلا بفخر 

- ينصر دينك ياض يامجدى ما يجيب النسوان الا نسوان آخريات 😎 


■■■ 


" ما قولتليش تحب تاكل هنا ولا في اوضتنا " 

اردفت ماجده جملتها وهى تتدلل امام انظار سليم قاصدة جذب عيونه نحوها ولكن محاولاتها كلها انتهت بالفشل .. اشعل سليم سيجارته ليزفر دخان احتراقه من الداخل قائلا بحده 

- ماجده حلى عن راسي وروحى شوفى هتعملى ايه .. 

جلست بجواره مردفه بهدوء مصطنع 

- انت لسه زعلان منى عشان اللى حصل امبارح !! 


ثم مررت كفها فوق كتفه بحنو قائله بنبره قهراويه تحمل بين طياتها دلالا مغريا

- وبعدين يا سليم انا بغير عليك اوى ، انت ليه مش عاوز تفهم .. 


بعد سليم كفها بعيد فكان بثقل جبل فوق كتفه قائلا بحده 

- عاوزه اي دلوق. !! 

نظرت له بميوعه قائله بنبره منخفضة 

- عاوزاك تسيبلى نفسك خالص لحد ما انسيك الدنيا كلها .. قولت اي !! 


تنهد سليم بقوة متخذا نفسا طويلا من سيجارته قائلا بتأفف 

- قولت اخذى الشطان ومرقي ليلتك ياماجده وخشي نامى . 

وضعت ساق فوق الاخري لتظهر جمال ساقيها امام عينيه 

- منا مش هينفع انام غير لما تيجى تنام جمبي .. اصل طول عمري بخاف انام لوحدى .. هو انا ماقولتلكش الموضوع دا قبل كده .. 


اغمض سليم عينيه لبرهه مرددا بنفاذ صبر

- اللهم طولك ياروح . 

تبسمت ماجده لانها رات بوادر نجاح مخططها ثم وضعت اناملها فوق راسه برفقه قائله 

- تحب تاكل ايه اقوم اجيبهولك ..


نهض سليم من جوارها كالملدوغ قائلا بقوة 

- مش عاوز زفت .. 


ثم اتجه نحو الباب هاربا من حصار انفاسها كمن يهرب من جلاده للتو .. زفرت ماجده بضيق قائله بحرقه 

- اقطع دراعى ما كانت بت العتامنه سحراله ... 


وصل سليم الى سيارته متأفف ثم فتح بابها ليتناول العلبه الصغيره الموجوده فوق _ تابلوه _ السياره ، ففتحها ليخرج منها هاتفه الجديد الذي اشتراه ضهر اليوم ويخرج شريحه هاتفه ويضعها بداخله ، انتظر قليلا لينير شاشته واول رقم ركض عليه هو رقم وجدانته ولكن الياس اصابه فى مقتل عندما وجده لازال مغلقا ، فطلب رقم ورد اختها لمس الامل قلبه وسرعان ما تلاشي بمجرد ما لم يجد ردا .. زفر سليم باختناق فاستدار ليدلف من سيارته وفى لمح البصر اقتنصته رصاصه الغدر في كتفه ، تفوهه سليم صارخا مع صوت صراخ ماجده التى كانت تترقبه من اعلى .. 


- سليييييييييييييم !!!!!! 


تريد ان تنطوى خطاوى الارض لتلقي بِها بين ذراعيه ، تجمدت في مكانها محاوله استيعاب ما رأت ، في اليوم الذي جمعهما القدر غدر بها للتو .. احتشد الغفر مع صوت طلقات النيران المندفعه صوب مصدر الصوت .. مسك سليم ذراعه متألمه وهو يلقى بجسده داخل سيارته .. 


■■■ 

" في قصر العتامنه " 


" يامري !!! انت ايه اللي عملته دا .. هو دا كلامك ليا " 

اردفت وجد بنيره مرتجفه التى كانت تنظر قدوم ادهم علي جمرات من نار .. فادرف ادهم قائلا بفخر 

- حبيت بس اعلم عليه عشان تعرف ان رصاصتى ليه بطوعى وبامري ياوجد ، ولو موافقتش يمين عظيم تلاته الرصاصة الجايه في قلبه .. 


انخلع قلبها من موضعه متلهفه لتقول 

- بس دا مكنش اتفاقنا يا ولد عمى !! 


رفع رأسه بشموخ قائلا 

- والله رصاصتى جاله مزاج تحود من مافيش لدراعه .. اعملها اي يعنى !! كله في ايدك ... هروح ابلغ عمى ان المهمه فشلت وهنكررها قريب .. 


رمقته وجد بنظرات ساخطه تشع الكره والحقد قائله 

- منك لله يا ادهم اشوف فيك يوم قادر ياكريم ..  


■■■


" في قصر الهواري " 


انتهى محمد من ضماضة جرح سليم قائلا بتأفف 

- كده خلصنا .. مكنتش مستاهله يعنى وكويس الرصاصه جرحته بس .. يلا قوم انت هتعملنا فيها عيان كفايه انك ضربتلى الليله .. 


القى سليم نظرة علي ذراعه الملفوف ذو الكُم المنشق نصفين قائلا 

- متأكد ولا عتجرب في .. 


قضب محمد حاجبيه بضيق قائلا

- انا اصلا مش طايقك فاسكت وبعدين مش واثق فى عندك صفوة بت عمك فوق ناديلها .. 


مجدى : صفوة مين !! دى في سابع نومه فوق .. 

محمد بثقه : يبقي مش قدامك غير تثق فيّ ياولد ابوي .. 


تدخلت ماجده تحتضن ذراع سليم بحب وخوف 

- يامحمد انت متاكد انه مش محتاج مستشفى ولا جرحه ممكن يمدد 


- انتوا جرالكم ايه انتوا شايفينى برش كنافه هنا !! 


راجح بهدوء : ياولاد قصدنا نطمنوا بس .. 

عماد ربت علي كتف جده : ان شاء الله خير ياهواري .. 

اتسعت عيون الجد قائلا 

- خير كيف !! والعتامنه مش ناويه يجيبوها لبر !! انا فاهم راس حيدر زين دا قاصد يخوفنى .. ويدينى اشاره انه سهل يوصل لاى حد من احفادى بسهوله ..  


سليم بتحد : مش هنعديها ياهواري .. ولازمن نرد الطلقه بعشرة .


ندبت عفاف وماجده لجملة سليم فادرفت عفاف بتوسل 

- كيف اكده ياولدى انت عاوز تقهرنى عليك .. 

ربتت ماجده على ظهره برفق 

- بطل جنان ياسليم دا انا ممكن اموت فيها لو جرالك حاجه .. 


قطع حديثهم صوت رنين هاتف سليم الموضوع يجواره ، فسقطت كل الاعين عليه منتظرين رده ، فوجئ برقم غريب فرد قائلا 

- ايوة ... !! 


- كيفك ياضي عينى ، سَليم انت بخير يا حبيبي !! 

اردفت وجد جملتها بلهفه زلزلت قلبه من مكانه مما جعلته يتناسى كل همومه واحزانه ، كأن صوتها المنتظر مخدر احتل قلبه وعقله حتى تناسي تواجد الجالسين حذاه ، ابتعد سليم عنهم قائلا 

- وحشانى يا وجد قوى ، اكده هان عليك سليم مترديش عليه وطنشيه .


- على عينى والله ياسليم .. صوح انت زين دلوق ادهم ناويلك على نية سوده قوى .. 


- ادهم ده قتله علي يدى .. كل يوم عستعجل بأجله .. 


- سليم وقف بحور الدم دى .. انا عاوزاك لى .. قلبي مش قادر علي بعدك .. 


- ولا قلب سليم قادر علي بعدك .. 


- المهم انك زين دلوق ! 

- جات سليمه الحمد لله .. بس قولى للعتامنه عندك الهوارة هيقلبوها مجزرة ومش هيسكتوا ..


- لا هتسكت وتعديها ياسليم .. عشان الحرب دى تقف وعشانى .. 


- طلعى نفسك انت من الهري دا .. 


- سليم الهري دا لو موقفتهوش انت هوقفه انا بطريقتى وماتجيش تلومنى ... 


- وجد ما تعصبنيش واتكلمى عدل !! 


- سليم عاوزاك تتاكد انى عحبك قوى واي حاجه هعملها عشانك فمتزعلش منى .. خلى بالك علي روحك يلا سلام .. 


هتف بصوت عال 

- وجد .. الووو ... 


التفت وجد بهدوء لتضع رقم سليم في قائمه الحظر وبحرص شديد تسللت كى تضع تابلت اخيها النائم بجواره ... 


زفر سليم بضيق محاولا الاتصال بها مرارا وتكرارا دون جدوى 

- وربنا ماحد عاوز رصاصه في راسه التخينة دى غيرك ياوجد .. 


فالتفت حول صوت ماجده الصادر بحزن 

- وهى كمان ليها عين تكلمك بعد اللي عملوه فيك ناسها..!!

هتف سليم بنفاذ صبر 

- حلى عن راسي يا ماجده .. 


اومات باستسلام قائله

- طيب ياسليم هيجى اليوم اللى مش هيبقالك فيه غير ماجده .. يلا على شقتنا يا ابن عمى .. 


■■■ 


وصل محمد لشقته متأففا حاملا بداخله جبال من الغضب ، فتسلل نحو غرفته بهدوء ففوجئ بيسر نائمه فوق مخدعها ، قطب حاجبيه متحسرا ثم دنى منها برفق 

- سووو انا بعتك تجيبى مكركروم نمتى .. !! 

اردفت بصوت كله نوم 

- عاوزه انام يامحمد اششش .

- اشششش!!! يابت دانا عريس والنهارده فرحنا !! 

- بكرة يامحمد .. نام نام .. 

محمد متحسرا وهو يضع وجنته فوق كفه قائلا

- حسبي الله ونعم الوكيل في الهوارة علي العتامنه علي ثريا اللي بصت لنا في ام الليله دى .. 


■■■ 


" افرد ضهرك ياسليم .. استنى اجيبلك مخدة تسند عليها دراعك " 

اردفت ماجده جملتها باهتمام بالغ وهى تتولى مهمه اسعافه فامسكت ذراعه برفق لتضعه فوق الوساده الصغيرة قائله 

- اجيبلك حاجه تاكلها ؟! .

اغمض سليم عينه قائلا 

- طفى النور ونامى يا ماجده .. 

- ما انت لازم تاكل عشان جرحك يلم .. 

بسط سليم ظهره بعفوية قائلا 

- مش عاوز لت كتير .. عاوز انام ..


رمقته ماجده بنظرات متتاليه ثم التفت لتدلف من فوق مخدعه واغلقت الانوار والباب خلفها ، فتح سليم عينه بتنهيده عاليه قائلا 

- والله الود ودى اروح ابوس راس العتامنه نفر نفر علي الواجب الل عملوه معاى .. اول مرة تعمل حاجه صح يا ادهم الكلب .. 

■■■ 


" في صباح اليوم التالى " 

رفعت وجد جفونها بتثاقل كأن جبال الارض رست فوقهم ، تستمع لضجيج قلبها القوى بداخلها ، التقطت نفسا طويلا محاوله رسم صورته علي جفونها لتتبسم قائلا 

- ربنا يقرب اليوم اللى اصحى فيه القاك جمبي ياسليم .. 


ثم استقوت لتنهض من فراشها وتعد عدتها متأهية للذهاب للمشفى ، فدلفت الي اسفل وجدت اختها 

- صباح الخير ياورد .. 

قفلت ورد الكتاب الذي بيدها قائله 

- سليم رن على إمبارح وماردتش عليه .. 

استدارت وجد مصطنعه القوة 

- غيرى خطك يستحسن .. 

فوجئت بادهم يقترب منها ليلف ذراعه حلو كتفها قاصدا ازعاجها 

- ست الضكتوره تسمحلى اوصلها المستشقى بعربيتى المتواضعه !! 

زاحت ذراعه بعيدا بقوة قائله بنبرة تهديديه

- يدك لو اتحطت على تانى هكسرهالك .. 

قضب ادهم حاجبيه قائلا بطصنع 

- طيب وليه الوش الخشب داهون .. دانا لسه عامل فيكى جميلة إمبارح .. هو دا جزاة المعروف !! 


- عاوز ايه يا ادهم ؟! 

غمز لها بطرف عينه قائلا بخبث 

- فكرتى !! 

التفت وجد نحو اختها التى تراقب حديثهم ، فاتجهت للخارج بخطوات ثابته ثم تابعها ادهم وعلى ثغره ابتسامه خفيفه قائلا 

- ها ادينا طلعنا من جار ورد .. ردك ايه .. ؟! 


عقدت ذراعيها بتحدٍ قائله 

- وانا اي اللي يضمنلى كلامك وانك مش هتغدر بسليم بعد ما اعملك اللى عاوزه ؟! 


اعتلت شفتيه ابتسامة انتصار قائلا 

- وربنا انت اجدع بت عم في الدنيا 


رفعت وجد صوتها بنبره صارمه 

- قولت ايه الضمان ؟! 


- شوفى الضمان اللى عاوزاه وانا عينى ليكى ..  بس الاول قوليها انك موافقه .. 


ترددت وجد لبرهه ثم قالت بنبره متحشرجه 

- موافقه يا ادهم .. بس بشرط !! 


نظر اليها بعيون ضيقه قائلا 

- وانا كمان عندى شرط ........... 


الفصل الثانى عشر 


《 معك فقط لا احب النهايات فبعد ذروة حبى لك افكر بقربي الدائم منك وبمجرد ان احظى بقسطٍ كافٍ من احضانك انتقل لمرحلة السكون بداخلك التحرك تحت جلدك كى ابحث عن ثُقبٍ يؤدى لقلبك مباشره كى اقيم بلا نهايه بلا ملل بلا خوف من شبح البعد ، ولكن دائما الحياة تمنحنا عكس ما ارادنا .. توهبنا عكس ما تمنينا فألقت بى في حتفٍ لا مفر منه سوى البعد ، اكتفيت بك بعيدا .. سليما .. امنًا .. يكفينى من الحياة ان تكون بخيرٍ دائما حتى ولو مزق البعد قلبى ، فوجودك فالوجود يمنحه الوجود ، ويمنحنى نصيبى من الامان كاملًا 》


ترددت وجد لبرهه ثم قالت بنبره متحشرجه 

- موافقه يا ادهم .. بس بشرط !! 


نظر اليها بعيون ضيقه قائلا 

- وانا كمان عندى شرط .

بللت ريقها الجاف قائله 

- تنسوا حكاية التار دى البلد مش ناقصه خراب .. وتشيل سليم من راسك يا ادهم .. انت فاهمنى ؟! 


ابتسم بخبث قائلا 

- نشيل سليم وقنا كلها لو تحبى .. 

عقدت ذراعيها متأففه 

- اي شرطك .. 

رد ادهم بدون تفكير قائلا

- ترمادول !! 

عقدت وجد حاجبيها متعجبه 

- نعم !! قصدك ايه ..

اتسعت ابتسامة ادهم الماكرة 

- هتخلطى مع الهروين ترمادول !! 

اتسعت حدقة عينيها بذهول قائله 

- انت اتجننت !! جرى لمخك حاجه صح !! انت عارف معنى كلامك ايه اصلا ؟؟ 

اجابها مقاطعا وبنبرة صارمه 

- عارف ياوجد .. وعارف كمان انها هتكون نقله لينا لفوق السحاب وكمان هنساعد الغلابه اللى بيتمرمطوا علي شريط الترمادول هنفيدهم منها هيعملوا دماغ عليوى وكمان هنعالج مشاكلهم الصحيه .. وكله في خدمه ولاد بلدنا !! 


نظرت له باشمئزاز واستنكار 

- انت مش طبيعى !! عشان تعلى وتوصل تموت الناس في شهور .. انا مستحيل اعمل اكده .. وروح اعمل اللي تعمله يا ادهم .. انا مش هابقي انانيه واموت خلق الله عشان احافظ علي حبيبي العمر واحد والرب واحد يا ولد عمى .. 


قبض على ذراعها بقوة وبنبره مهدده قائلا 

- بلاش تمشي معاى في العوج ياوجد .

ازاحت ذراعه بعيدا قائلا بنبرة تهديديه 

- واعرف الاول ان بت سالم ما عتخافش .. واقسم بالله لو فتحت معاى السيرة دى هبلغ عنك .. 


القت وجد قذيفة كلماتها عليه ثم تركته وغادرت برأس مرفوعه معانده ، وجدت امها امامها تراقبها بفضول فاردفت 

- مزعلة ولد عمك ليه ياوجد ..

رمقتها بنظرات ساخره ثم التفت للخلف لتنظر له باشمئزاز 

- ميشرفنيش انه يكون ولد عمى اصلا ياما !! عقلي واد ساميه وقوليلوا يتقى ربنا .. 


قطعت حديثهم ساميه المدلفه من اسفل مرتديه ثوبا طويلا من خامة -الجل- مجسدا لمفاتنها بوضوح مردده بصوت نسائى فاجر 

- ومالها ساميه يادلعادى !! 

رمقتها وجد بنظرة استنكار قائله 

- جيتى فضحتى العتامنه كلهم وخلينى سيرتهم علي كل لسان .. وسبتيلهم ديل نجس ..


اقتربت منها ساميه قائله بميوعه 

- ما تربي بتك يا كوثر ولا يجى جوزها يعيد تربيتها من اول وجديد .. !! 


وجد باغتياظ : وعلى ايه نقصروا الشر احسن ونسيب التربيه لصحابها .. فوتك بعافيه ياما .. _ثم رفعت نبرة صوتها مناديه على اختها_ كبري مخك منيهم ياورد وركزي في كتبك ياحبيبتى لحد ماهنضفوا البيت قريب من الاشكال العكره دى . 


غادرت وجد وتركتهم يحترقون من الداخل وكل منهما ينظر للاخر بتساؤل فاقترب ادهم منهما قائلا بضجر 

- بتك مش ناويه تجيبها لبر يا كوثر !! 


- وهى بردو لسه مصممه متقفش في ضهرك وضهر عمك وتوسع خيركم !! 

- اووووف راسها تخينه واجيلها يمين تجيلى شمال .. وحلفت لو فتحت معاها الموضوع دا تانى هتبلغ عننا ..


كوثر بصدمه : وه وه وه !! دى اتهوست !! 


فكرت ساميه لبرهه ثم اردفت بخبث قائله 

- طب ورحمة ابوك لاجيبهالك راكعه يا ادهم .. وابقي قول امى قالت ...


كوثر بقلق : هتعملى ايه في بتى ياساميه .. كله الا بناتى .

لاحت لها ساميه بكفها بسخريه قائله

- ياختى بلا نيله وانا هعمل اي يعنى !! انا بس هقرص عليها بطريقتى لحد ماتوافق تقف في ضهر عمها وولد عمها ... كنت متاكده انها هتتجوع كده وعملت حسابي 


وصلت وجد لباب البوابه منتظرة السائق فوجدت فايز ابن عمها الاخر خارجا من سيارته قائلا 

- طب جناب الضكتوره ينفع تتكرم وتيجى اوصلها بنفسي. 


ابتسمت بخفوت قائله

- مش عاوزه اتعبك يافايز .. 

- تعبك راحه يابت الغالى .. تعالي وهتصل بعم سيد اقوله يجيلك على هناك .. 


استسلمت وجد لطلبه وصعدت معه السيارة بامتنان وشرع فايز في فتح عدة مواضيع مختلفه .. 


■■■ 


"في مبنى العرسان " 


وضعت نورا اخر طبق من مستلزمات الفطار علي الطاوله بهدوء وهى تنظر لعماد النائم على الاريكه بنظرات اعجاب والم ، كان يبدو في هيئته ملاكا مسالما يلتقط انفاسه بهدوء مما يدل على سلامه الداخلى ، تبسمت شفتيها بحب ثم خطت بخطوات سحلفيه كى تعود لحجرها مرة اخري ، ولكنها توقفت على ندائه المفاجئ قائلا بصوت مختلطا بالنوم 

- كنتِ محتاجه حاجه ..


ضغطت على شفتيها السفليه بارتباك مع هزه خفيفه في كتفيها قائلة

- لا ابدا انا جهزتلك الفطار بس .. 

اعتدل عماد في جلسته ليرتسم معالم الجديه 

- مكنش له لزوم على فكره ..

طافت عينيها يمينا ويسارا قائله 

- هو ايه دا ؟! 

نصب عماد عوده بعفويه وهو يتجه نحو المرحاض قائلا 

- انك تحسي بعبيء عليك او انى ملزوم منك .. عيشي حياتك عادى .. 

كغصه علقت في حلقها فاجبرت ثغرها علي اطلاق ابتسامه زائفه 

- انا بتصرف بالصح والأصول وبس .. بعد اذنك .. 

ثم فرت هاربه من اسهم كلماته الثاقبة لتغلق باب غرفتها وتنفجر باكيه .. 

■■■


" ما هو ما فيش حد طبيعى يقعد فى الحمام ساعه وربع .. كده كتير .. طب طمنينى عليكى وقوليلى انك عايشه طااب " 


اردف مجدى جملته ممازحا وهو يقف امام باب الحمام منتظر خروج صفوه ، ففتحت باب الحمام مزمجره بضيق 

- اي الازعاج اللي علي الصبح دا !! 

تجاهل مجدى سؤالها وهو بتأملها بصدمه 

- انت ليكِ اكتر من ساعه جوه وعاوزه تقنعينى ان مافيش نقطه ميه حتى علي وشك !؟ كنتى تعملى اي جوه ..


- كنت قاعده مع نفسي شويه .. فيها مانع دى ! 

- وانت سبتى براح الشقه كله عشان تقعدى في الحمام لوحدك .. انت ملبوسه ياما ؟؟!! 

ابتسمت ابتسامه ساخره وهى تقول 

- ااه اصل كنت لامه الشياطين جوه وعاملين حفله .


تبسم مجدى ابتسامه واسعه 

- وازاى ماتعزمنيش !! 


زفرت بوجهه بقوة ثم تأهبت للمغادرة ولكن اوقفتها جملة مجدى التى استفزتها اكتر 

- صافى والنبي الفطار علي السريع بس عشان واقع من الجوع ..


رمقته بنظرة تفتنته بها من اعلى لاسفل قائله

- واي العشم دا ..!!


مجدى بثقه 

- كأي عريس بيطلب من عروسته مش غريبه يعنى !! 


- لا منا مش خلفتك ونسيتك عشان افتح عينى علي المطبخ واجهز لمعاليك فطار .. مش نايمه احلم بيك لسمح الله .. 


اجابها بغمز ليثير استفزازها اكثر 

- مش جوزك وقرة عينك ولا ايه !! 


خشيت ان ينكشف امرها وتفضحها ضحكتها المكتومه امامه ، فقضبت ملامحها بصعوبه وهى ترمقه باستخفاف وتدير ظهرها لتنصرف من امامه ، فردد مجدى منتصرا 

- كنتى هتموتنى وتضحكى انا شوفتك ... 


تجاهلت حديثه نهائيا حتى وصلت الي غرفتها واغلقت بالباب بكل قوتها امامه بملامح متجمده لتسير نحو حقيبة ابحاثها لتستعيد نشاطها اليومى متجاهله تواجده معها تماما 


■■■


" ممكن اعرف كنتى فين " 

اردف محمد جملته بنرفزه لزوجته التى تدخل من باب شقتهم ، فاستدارت لتقفل الباب قائله بهدوء 

- والله ابدا امى كانت عاوزانى تحت ووووو ..

رمقها باهتمام وهو يقترب منها قائلا 

- واييييييه !!!! 

تحمحمت بحرج لتردف بهروب من حصار عينيه 

- هجهزلك الفطار .. 

قبض محمد علي ذراعها فجاة ليمنع حركتها قائلا 

- امك كانت عاوزه ايه يايسر .. 

بلعت ريقها قائله بارتباك 

- يا محمد لازم تفهم ان امى مش نايمه علي ودانها عارفه اننا بنحب بعض ، وعشان كده خبطت عليا من صباحية ربنا عشان تشوفنى عملت ايه .. _ثم ذرفت دمعه من طرف عينيها بحزن وهى تشهق_ انا حقيقي تعبت اوي من الطريقه والاسلوب اللي بتكلمنى بيه ، انا مابقتش عارفه اعمل ايه .. 

استمع محمد لها باهتمام حتى انهت كلماتها ، فدنى منها اكثر ليحتويها بذراعيه ويربت على ظهرها بحنان مردفا 

- عشان كده عملتى نفسك نايمه امبارح .. كنت عارف علي فكرة !! 

تبسمت وسط بكاؤها وهى تدفث رأسها في صدره قائله 

- انا اسفه يامحمد .. 

ابتعد عنها سريعا ليسحبها من كفها فاتبعته وهى تمسح دموعها المنهمره حتى وصلا الى المطبخ قائلا

- سو عاوز فطار ملوكى حاااااالا .. وانا هقعد كده اتفرج عليكِ ..

رمقته بنظرة مستفهمه فاردف محمد بتلقائيه 

- هى امك كمان منبهه عليكى متحضريليش وكل !! اي الافتري دا !! 

ضحكت بصوت مسموع فابتعدت عنه قائله 

- ١٠ دقايق بس واحلى فطار لاحلى محمد في الدنيا ..

رمقها محمد بعيون ضيقه وهو يحك ذقنه متوعدا 

- ايامك معايا سوده ياثريا .... 


■■■


تُمرر ورده حمراء على وجنته بدلال قائلة بصوت منخفض 

- سليم كفايه نوم .. يلا قوم بقي كُل ونام تانى .. 

فتح سليم جفونه بتثاقل قائلا باستفهام 

- هو في ايه !! 

تبسمت ماجده بحب قائله 

- جبتلك الفطار لحد السرير .. يلا قوم عشان تفطر .. 

اعتدل سليم متأففا ويدلك عينيه بتكاسل فسقطت عنيه على ثوب ماجده القصير جدا .. اتسع بؤبؤ عينيه مذهولا ولكنه قرر التجاهل حتى يفشل عليها كل مخطاطاتها ... سحبت ماجده طاوله الطعام بجانيه قائله بدلال 

- هوكلك بيدى .. ممكن !! 

انعقدت ملامح سليم قائلا بسخريه

- لا يدى التانيه سليمه هعرف اكل بيها ، كتر خيرك .. 

كلماته اعتصرت قلبها ولكنها تجاهلت الالمها بابتسامه مزيفه قائلا 

- طيب يلا خلص كل الوكل دا .. وانا هجيبلك عصير .. 


اكمل سليم في مسرحيته وتصنعه بالالم وثقل ذراعه ، متجاهلا تحركت ماجده التى تتراقص علي اوتار غرائزه الفطريه قاصده ابراز ما خفى من جسدها بميوعه .. بلل سليم حلقه الذي جف بكوب مياه اخر قائلا بحسره 

- دى شكلها ايام سودة منقطه بسواد وحطت فوق راسك ياسليم 


■■■


وصلت وجد بصحبة فايز ابن عمها امام مبنى المشفى لتقول بصوتٍ ممزوجا مع فرملة سيارته 

- انا تعبت منهم قوى يافايز وحقيقي مش عارفه اعمل ايه .. 

اتكأ فايز بظهره للخلف قائلا 

- ياوجد عمك وادهم ناويين يكحلوها خالص ، ولو كبير العتامنه دري باللى عيعملوه مش بعيد يقتلهم .. 


- دول عاوزينى اشتغل معاهم يافايز انت متخيل ..

- اااه عرفت وكمان ماسكينك من يدك اللي توجعك .. حاطين حياة سليم قصاد شغلكم معاهم ... انا من فترة عاوز اقولك بس كنت مستنى اتاكد الاول .. واهو ادينى اتاكدت .. هنعملوا ايه يابت عمى .


بللت وجد حلقها الجاف بتفكير قائله 

- نروح لكبير العتامنه ؟! 

هز فايز راسه نفيا قائلا

- حيدر وادهم تعابين وهيعرفوا يخرجوا منيها زين ، واحنا معناش دليل قوى عشان نروح نبلغ عنهم وبكده هنفتح في وشنا بيبان ماهتخلصش .. 


فكرت وجد لبرهه مردفه بحماس 

- يبقي لازم تساعدنى يافايز انا مش بثق غير فيككك .. 

التفت فايز نحوها باهتمام قائلا 

- رقبتى يابت عمى .. 


- طب اسمعنى هقولك ايه وتنفذه بالحرف ... 

- سامعك يابت عمى 


■■■ 


ارتشف محمد كوب المياه بانتشاء ثم تنهد بحماس قائلا 

- تسلم يدك يا سوو ..

تبسمت يسر بفرحه قائله 

- هنا وشفي ياحبيبي .. 


شرع محمد في جمع الاطباق ليردف بهمه 

- ترتاحى انتِ وانا هلم الدنيا دى !! 

وثبت يسر قائمه وهى تقترب منه بتلقائيه قائله بحب 

- لا ياحبيبي عنك انت .. روح بس شوف هتعمل ايه وانا هتصرف مع نفسي بقي .. 

رمقها محمد بنظرات شوق ماكره كالثعلب عندما ينتوى لصيد فرائسه ليقترب منها اكثر ممررا انامله فوق ظهره برفق قائلا بهمس 

- لا منا خلاص عرفت هعمل ايه .. 

فزعت يسر بعيدا عنه بعد ما القت ما بيدها من اطباق قائله بذعر 

- محمد هتعمل ايه ؟؟! 

تبسم محمد بخبث قائلا 

- هعمل اللي معملتهوش امبارح ... 

تارجحت عيونها بخوف لتقول 

- ما انت كنت حلو من شويه اى اللى غيرك كده .. 

وضع محمد يده في خصره قائلا بغمز

- لا منا كنت بصطاد السمكه الاول .. 

ثم دنى منها فجاة ليحاوط خصرها بذراعه القوى فتلتصق بجسده قائلا

- وحشتينى يابت الايه ؟! 

حاولت التقاط انفاسها بصعوبه بالغه مستجمعه شتات الكلمات في حلقها وهى ترمقه بنظرات الخوف والحب ، القرب والبعد ، التمرد والخضوع ، فشرعت لتحريك ثغرها لتردف عليه بوادر كلماتها ولكن سرعان ما ابتلعهم محمد بقبلاته المفاجئه وهو يقربها اكثر فأكثر إليه ، ثار عنادها لوهله ولكن سرعان ما حطم جيوشه بمشاعره المتدفقة له ليرتفع علي قلبها راية المزيد من الحب .. القرب .. الشوق .. فقدت زمام السيطرة على كل شيء حتى تناست نفسها بين ذراعيه محلقه فى سماء حبٍ تنتشي له القلوب والابدان .. 


■■■


" ماهو بص ياهواري لو انت هتعديها انا مش هعديها ولو على رقبتى " 

اردف سليم مزمجرا وهو يقتحم ساحه القصر الواسعه بعدما نجح في الهروب من حصار ابنة عمه التى اقتنصت هدفا لتتراقص فوقه بمهارة ليكون لها في نهايه المطاف ، جلس سليم بجوار جده الذي قال بشموخ .

- هتروح تعمل ايه ياسليم .. هطخه زي ما طخك ؟! 

اجابه متحديا 

- لا يا هواري بس اللي يتاخد بالدراع مابيرجعش غير بالعقل .. والقلم هيترد وزياده .. 


اردف راجح الهواري بحسره

- بحور الدم دى لازمًا تُخلص ياولدى .. التار نار قايده عتحرق ماعتنطفيش واصل .. 


- ومين شعلل النار دى غير ولدك ياجدى !! 

ضرب الارض بمؤخره عكازه ليضح حدا لاتهامات سليم الجارحه ليقول 

- عمك ماقتلش .. ولا عمره يعملها طول حياته هو وسالم صحاب ياولدى .. ولو العالم كله قال ولدى قاتل انا مش هصدق  . 


جز سليم علي فكيه بنفاذ صبر 

- اومال لو مش هو هرب ليه !! ولو مهربش فينه له اكتر من سنه مختفى ، بلاش تبرر له حاجه يا جد .. ولدك دمرنا كلنا بعملته دى ... 


ثم وثب سليم قائلا بنبره تهديده 

- وانا مش هسكت مش ولد الهواري اللى يسيب رصاصه تلمس دراعه وميردهاش بمدفع .. 


زمجر جده بقوة مردفا 

- بت سالم كانت قبل امبارح في نص الليل هنا عتعمل ايه ياسَليم ؟؟!! 

تسمر ف مكانه محاولا استيعاب القنبله التى فجرها جده للتو ، فادرف بتردد قائلا 

- عرفت كل دا ومقدرتش تعرف جات ليه .. 


اقترب منه جده مستندا على عكازه قائلا بضيق 

- رد زين على جدك ياسليم .. 

تأففةسليم بضيق قائلا 

- كانت جايه تباركلى .. زي بالظبط ما ناسها جم يباركوا .. 


رمقه جده بنظرات ساخره 

- قصدك جم يعاينوا وهى جات تتأكد من مهمتهم نجحت ولا لا .. 


عقد سليم حاجبيه قائلا

- قصدك ايه .. مش فاهم .. ؟! 


اكمل الجد قائلا 

- اصلهم جم لحد اهنه وهما ناويين يشيلوا خمسه كيلو بودرة ولولا انى كنت عارف بملعوبهم وصيت الرجاله عيونهم ماتنزلش عن كلب فيهم .. وفعلا اللى خفت منه حصل ورجالتى كتموا علي الموضوع ورموا البضاعه فالترعه ، ولما راجح عرف اتقهر وقال يكمل ملعوبه ويبعت بت اخوه تعمل اللي معملهوش هو .. بدل مايحمد ربنا انى طلعتوه على رجليه هو وعياله .. 


اتسعت حدقة عينى سليم محاولا استيعاب الكلمات قائلا 

- مش معقوله !! لا انت فاهم غلط ياهواري .. 


لكمه جده في كتفه بقوه قائلا بصوت مرتفع

- عتلعب بيك ووخداك كوبري عشان تضيعنا كلنا وانت مغفل .. سايب اللى عتحبك وماشي ورا بت اهلها اكبر تجار بودرة وهروين ياسليم .. 


رفع سليم عيته بتحدٍ قائلا 

- خلينا متفقين ان العتامنه ديلهم وسخ وان حيدر وادهم يعملوا اكتر من اكده .. وجد ذنبها ايه تحكم عليها ليه من غير ما تعرفها !! 


نهرهه جده بقوه قائلا 

- انت اللي شكلك متعرفهاش .. وجد هى اللي عتطبخلهم الليله كلها .. كلهم عايشين من خيرها يا ولدى .. والا قال لى اكده واحد من صلبهم .. 


اردف سليم متحديا 

- لو العالم كله قال عليها طباخة ممنوعات مستحيل اصدق .. بت سالم ماتعملش اكده واصل ومهما حصل ياجدى متحاولش تكرهنى فيها لانى مش هكرهها حتى ولو عملت كده !! 


رمقه الجد بحسره قائلا 

- فايز ولد عمها هو اللي قال اكده بعضمة لسانه وزمانه راح ليبلغ عنهم كلهم ................... 


■■■


تجوب ثريا عرفتها ذهابا وايابا هى تفكر في حال بناتها واخر جمله قالتها يسر قبل ما تتركها وتغادر 

- بس ياما انا بحب محمد .. 

ضربت ثريا كف على الاخر 

- ااااه ياناري .. هتعملى ايه فالنصيبه دى ياثريا !!! لا ما بدهااااش لازمن البنات يعرفوا كل حاجه النهارده ... احسن ينبلوا الدنيا .. منا بردو مكنش ينفع اوافق علي الجوازه دى كان في كذا حل غير الجواز ..... 

ثم اتجهت نحو الباب مسرعه وهى تقول 

- انا لازم اطب عليهم دلوق .. قلبي قايلى ان في نصيبه بتحصل .. منا مش هكون مطمنه وهما مع عيال الحربايه اللي ما تتسمى دى ...... 


" ست عفاف ست عفاف .. الحقى " 

اردفت الخادمه جملتها على اذان عفاف الجالسه بغرفتها تخيط قطعه قماش بيدها قائله 

- مالك يامزغوده ... 

- الحقى .. ست ثريا رايحه ناحيه العمارة بتاعت العرسان وشكلها ميطمنش واصل .. 

ضحكه ساخرة شقت شفتي عفاف قائله 

- سبيها نارها تحرقها .. عاوزه تخرب علي بناتها عشان غبيه ومتعلقه بحبال الماضى !! 


اقتربت منها الخدامه بفضول

- اي ياستى .. عتقولى ايه !! 


قضبت عفاف حاجبيها 

- وانت مالك يابت يلا غوري اقضيلك مصلحه وخليكى في حالك يلاااااه .. 


- انا غلطانه انى بوعيكى ... 


- لا ياختى واعيه ودريانه زين .. بس مكبره مخى لحد ما النار تاكل صحابها ... 

ثم تنهدت بارتياح 

- ربنا يصلح حالك يابت عمى ............ 


الفصل الثالث عشر 


‏”ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً”


( صدق الله العظيم ) 


■■■ 


يجلس مجدى امام شاشة حاسوبه الخاص يتابع شغله بعنايه ، محاولا الانشغال عنها والسيطره على قلبه المنجذب لها دوما وهى كالجبال لا تلين ولا تميل حسب ما يهوى هواه ، رفع حاجبه بتوعد وهو يقفل شاشة _اللاب توب _ قائلا لنفسه 

- اي الخمول دا !! الواحد يروح يشوفله خناقه ولا حاجه .. 


ثم اقترب من غرفة صفوة ليطرق الباب بجمود لاكثر من مرة فى كل واحده كانت تتجاهله الا ان ارتفع صوت عناده المزعج على الباب ، رفعت رأسها من قلب الاوراق المبعثرة امامها قائله بصوت عالٍ اخترق الباب

-  افنندددممم ..

اعتدل مجدى ليرتب ملابسه قائلا بمزاج 

- دا انا ...... 

رفعت حاجبها متأففه 

- منا عارفه انه انت .. عاوز ايه .. 


- عاوز اكل .. 

نهضت صفوه من فوق مكتبها بعصبيه ، ثم اقتربت من الباب لتفتحه فجأه قائله 

- وسبق وقولت انى مش قافله على الاكل والله .. 

اتسعت حدقه عيون مجدى وهو يبتلع ريقه عدة مرات وهو يتفتنها بإعجاب ليري شعرها المنسدل الذي تحرر من _ضفيرته_ للتو تبدو كحُريات الجنة امامه ليفيق على صوتها القوة وهى تلملم شعرها بتلقائيه

- انت بتجر شكل والسلام !!!! 

شرد مجدى مردد بهيام 

- اي العسل ده ؟!! 

عقدت صفوة ذراعيها امام صدرها قائله بحدة 

- نعممممممم !! 

فاق مجدى من شروده سريعا ليقول بصوت عال

- يووووه قصدى اي اللي بيحصل ده !! 

عقدت حاجبيها مستنكرة 

- لا والنبي !! 

- احم .. طب والله عسل ..

شرعت ان تغلق الباب فجاة ولكنه افشل مخططها سريعا باقتحامه لاعتاب غرفتها قائلا بنبره اشبه بالجديه 

- ماهو دا مش اسلوب ياهانم ... انا مش متجوزك عشان تقفلى اوضتك وانا اقعد بره زى قرد قطع لوحدى وكل واحد مننا في وادى  واسمنا في بيت واحد ، ماهو مش جواز دا .. !! 


رمقته بنظرات ساخرة لتقول بهدوء 

- امال اي الجواز اللي حضرتك مستنيه !! 

التفت اليها متبسمًا ليقول بشرود 

- فين الافعال اللي يرفضها العرف والمجتمع !! 

شهقت بصوت عال ثم لحق مجدي نفسه مرددا بسرعه 

- اكل يتحرق ودخان طالع من المطبخ وابقي ضحية ست سجلها المطبخى كله هباب في هباب .. فين الاكشن دا ؟! 

اقترب صفوه من المكتب الموجود اقصي جانب الغرفه وهى تشير على بعض المواد الكيميائيه الموجوده فوقه 

- انا مفهمش اي حاجه غير في دول ،، فأحسنلك بلاش معايا السكه دى مش هتاكل معايا خاف على عمرك انت .. 


- ياباشا احنا ناكل الزلط طالما من ايدك .. 

تعمدت صفوة ان تتجاهل حديثه لتكمل دراستها ببروده ، ظل مجدى يرمقها بنفاذ صبر ليقول لنفسه 

- صبرنى يارب عليها عشان مقتلهاش .. 


اقترب مجدى من خزانه الملابس ليفتحها فوجد بها كثيرا من الملابس الحريمى الخاصه بالعرسان ظل يتفقدهم بعنايه قائلا 

- والله ياما الواحد ما عارف يودى جمايلك فين ، بس هو الجميل يحن بس .. 


اغلق مجدى باب الخزانه بعنف محاولا اثارة غضبها ولكنها كانت تبدو كجبل من الجليد لا يُذيبها اشعة غضبه ، فطرق فوق سطح المكتب قائلا بهدوء 

- تحبى اساعدك في حاجه !! 

رفعت طرف عينيها بشموخ وهى تشير بكفها 

- اتفضل اطلع بره .. 

ثارت جيوش غضب مجدى قائلا بانفعال 

- ايييييه ياما التناكه اللى انت فيها دى ،، دانا لولا انى متربي وابن ناس كان زمانك في مكان تانى دلوقتى فووووقي وبصي لنفسك في المرايا الاول .. 


اغنضت عينيها بجمود ثم فتحتهم ببطء قائله 

- مكان تانى !! فين بقي ؟! 

اتسعت ابتسامة مجدى قائلا بتلقائيه

- في حضنى ........ 

وثب قائمه كالطوفان في وجهه قائله بصراخ

- انت قليل ادب ومتربتش .. واتفضل اطلع برره .. 

اقترب منها مجدى بخطوات سلحفيه مما جعلها تراقب ملامحه الجديه بعيون متأرجحه وهى تتراجع للخلف واضعه اناملها فوق شفتيها بتلقائيه معاتبه ، زاد مجدى في اقترابه نحوها حتى جلست فوق مقعدها بتوتر وخوف واضح .. انحنى  بنصفه العلوى ليضعها بين حصار ذراعيه ويدير مقعدها نحوه قائلا 

- ولاد عم علي عينى وعلى راسي ، متجوزانى غصب عنك وقولت ماشي نصيبنا كده وهفضل طول الوقت حاميكى حتى من نفسي وهعديها ، انما انك تتمردى وتتفرعنى وتنسي انى جوزك حتى ولو علي ورق واحترامى واجب عليك .. دا اللي مش هسمح بيه يابت عمى .. تمام يادكتورة .  


تبادلوا النظرات لبرهه من الوقت حتى تنهدت صفوة تنهيده ارتياح بمجرد سماعها صوت جرس الباب وابتعاد مجدى ببطء عنها وهو يرسل لها اخر نظرات التحدى . 


■■■ 


مستنده براسها فوق صدر حبيبها الاول الاخير تحتضن ذراعه الذي يحتويها بطيف الحب والامان لتقول بهدوء 

- محمد .. 

لازال محمد مغمض كلتا عينيه كانه غائصا في نهر الحب لايريد ان يُعكر بالحديث ، فاكتفتى بأصدار صوت خافت 

- ممممممممممم .. 


- انت ساكت ليه ؟! 

ابتسم محمد علي سذاجه سؤالها فاكتفي باحتضانها اكثر ليقول

- بروى روحى منك .. 

بسطت يسر ذراعها الصغير فوق خصره لتقول

- ازاي يعنى !! 

اكمل محمد حديثه بهدوء 

- لما افتح عينيا بشوف الوان كتير حوليا ممكن تشغلنى عن احساسي بحُبك اللى ساكنى دلوق ، اما لما بغمضهم مش بشوف غير سواد وعتمه بتنوريهم عشان انت النور الوحيد في حياتى اللي مش عاوز اشوف ولا احس غيره . 


طبعت قُبله خفيفة فوق جسده قائله 

- وانت اجمل حاجه حصلتلى في حياتى كلها يا محمد .. اقولك انت اصلا حياتى كلها .. 


اكتفى محمد بالاعتدال لينام علي جانبه الاخر ويدفثها داخل احضانه بعد ما طبع قُبلة الحب على ثغرها ، صمت تام لاكثر من دقيقه قطعته يسر بسؤالها الساذج 

- محمد .. هو انت ممكن تقول لامى على اللي حصل ؟! 

نظر لها محمد بعين واحده والاخري لازلت منغلقه محتفظه ببقايا الاحساس بالحب الذي بعثره سؤالها قائلا 

- نعم ياختى !! 

ارتبكت في احضانه قائله بخوف 

- يا محمد بلاش الاسلوب دا .. اوعدنى بس انك مش هتقولها حاجه عشان خاطري .. 

اعتدل محمد ليستند علي كوعه قائلا باستنكار 

- حاجه زي ايه مش فاهم قصدك !! 


- اووف يوووه يامحمد .. قصدى ماتقولهاش علي اللى حصل مابينا وكده يعنى .. 


غمز لها بطرف عينه قائلا بخبث

- وهو ايه اللي حصل ما بينا ؟! 


لاحت بكفها بنفاذ صبر 

- يووه يامحمد .. انت بتستهبل !! 

رجع خصيله من شعرها خلف اذانها قائلا بخبث 

- لا فهمينى عشان اوعدك اذا كنت هقول ولا لا .. 

رفعت صوتها بخجل مردفه 

- محمممممممد ..

رد سريعا 

- قلب محمد من جوه .. 

ابتسمت ابتسامه طفوليه 

- مش هتقول لماما على اللي حصل .. 

عقد محمد حاجبيه مستنكرا 

- وهو اي اللي حصل !! 

عضت علي شفتها السفليه بتلقائيه ولطخت وجنتيها بالحمره نتيجه اسهم نظراته التى لا تصوب الا نحو قلبها .. ليقول ممازحا وهو يدنو منها اكثر

- طب بصي احنا نكرر اللي حصل بينا من الاول خالص ، ولما اوصل للحصل اللي مش عاوزانى اقوله لمراة عمى تقوليلى هو دا .. بيس ياوومن !! 

اطلقت ضحكه مرتفعه على اسلوبه معها حتى اوشك ان تمتزج انفاسهما سويا ولكن صوت طرق على الباب ارتفع اكثر فأكثر .. نهض محمد متأفف ليقول باغتياظ 

- الجوازه دى منظورة وانا عارف مين بصلى فيها وهطلع عينه .. 


يسر بخوف : استنى يامحمد لتكون امى .. 

محمد معاندا : طب يارب تكون هى عشان ناوي اجلطها قريب .... 


■■■ 


اتجه سليم نحو سيارته مسرعا يأكل خطاوى الارض غضبا .. ففتح بابها وصعد بداخلها ليبدأ في التحرك ، رجع بظهر سيارته للخلف قليلا مما اصدرت صوت مزعجا ثم تقدم بسرعه فائقه للامام وهو يضرب مقود السيارة بقوة متجهًا نحو مشفى العتامنه ... 


جالسه ثريا التى لم تنم منذ ليلة امس بسبب قلقها وذعرها خشية على بناتها التى تتوهم انها القت بهم في فم الاسد مجتمعه بهم جميعا في غرفتها لتقول بحده 

- كل واحده فيكم تقول حصل ايه بالظبط معاها .....

اندفعت صفوة قائله بفخر 

- انا عن نفسي بنفذ كل كلمه قولتيها بالظبط وزمان سي مجدى دلوقتي بيصوت زي النسوان فوق .

التفتوا إليها جميعا بذهول لتردف يسر قائله

- يخربيتك !! هببتي اى في الواد ..

صفوة بفرحه عارمه 

- هو اللي هبب في نفسه .. مش انا ..

ثريا بفخر : جدعه يابت ..

ثم التفت نحو باقى بناتها قائله بجمود

- وانتوا ياهوانم !! 

شعرت يسر بالارتباك والقلق محاوله السيطرة علي جيوش الذعر التى انقضت عليها .. اما عن نورا اردفت 

- عماد بيحب مراته ياما .. اتاكدى انى زي ما دخلت زي ما هطلع ..

ثريا بفرحه 

- اصلا جوزك كلمنى وقالى عاوز يردك وانا وافقت .. 

انتفضت نورا من مجلسها بقلق 

- اييييييه !! مستحيل ارجعله اصلا .. اي الجنان دا ..

- اكتمى يابت .. خُلص الحديت في الموضوع دا .. 

ثم التفت نحو ماجده قائله

- وانتِ يااخرة صبري .. نيلتى ايه !! 

انعقدت ملامح ماجده قائله 

- وانا هعمل ايه يعنى وهو طول الليل راقد في السرير .. والنبي ياما سبينى في حالى .. 

زفرت ثريا بنفاذ صبر ثم وجهت نظرها نحو يسر التى تجمدت من الخوف قائله

- هاا واخرة العنقود اللي مطلعه حسي !! 


انتفضت من مرقدها كالملدوغه لتقول بنبره مرتجفه 

- انا !! كل اللي قولتى عليه يااما اتنفذ بالحرف .. مأنت عارفه مستحيل اعصي كلامك ابدا .. ولا ايه ... 


نظرت لها ثريا بعدم تصديق ثم نهضت لتطوف حولهم بشموخ وهي مُرتديه جلبابها الاسود الفضفاض ويسبح في بحر عينيها حيتان من الشر وكإنها تنتوي لاغراق مدينه باكملها فاردفت يسر بقلق

- خبر ايه اومال ياما ، ماالك مجمعنا  كده ليه ؟


حدقت النظر في بناتها الاربعه الجالسين في اماكن مُختلفه من الغرفة ثم اردفت بتوعد

-عاوزاكم تسمعوني زين .. ورب العزه لو واحده ماسمعت الكلام لادفنها بالحيا .

قطعتها صفوة بفضول 

- هو انا عاوزه اعرف ايه سبب الكراهيه بينك وبين عفاف مراة عمى !! 


"هجاوبكم بس مش عاوزه مقاطعه فاهمينى "

قالت ثريا جملتها وهي تقترب من النافذه التى يتسلل منها نسمات الهواء البارده الممزوجه برائحه الخُضره وتنظر لهما بكلتا عينيتها الواستعتين قائله

-" طول العمر وانا وعفاف مراة عمكم صحاب وولاد عم ولقمتنا واحده وسرنا واحد .. كانت عتحب منصور اخوي قوي من صُغرها وعتحاول تقرب منه بكل الطرق بس هو كان قلبه مع غيرها .. بقيت تخترع اي حوار عشان تكلمه .. وفي يوم لقيتها واقفه معاه بتحدتوه بصوت واطى مكنتش سامعه اي حاجه بس كنت شايفه ملامح وش اخوي اللي عتتحول ولون وشه اللي عيحمر وعيونه اللي الشرار عيطق منها .. عقلي فضل يودي ويجيب ياتري اي اللي عتقولهوله البت دي !! بعدها بدقايق اتفاجئ باخوي داخل عليّ الاوضه وجايبنى من شعري لحد ما مسح بيّ بلاط الدار كله وانا اصرخ ومش فاهمه حاجه .. اتاريها راحت قالتله علي سري اللى مافيش واحده غيرها تعرفه وانى عحب واحد وريداه وانه لازم يتصرفوا لانهم كانوا فُقرا قوي وقتها وازاي بيت الهواري يتجوزوا من ناس مش لاقيه تاكل .. 

كلامها كان صح بس كشفت سري وكانت سبب في بعدي عن الشخص اللي عحبه وكانت فاكرة بكده انها هتكبر في نظر اخوي يقوم يتجوزها ..  ووقتها كان جدك راجح عاوزنا لعياله الاتنين جيه طلبنا من اخوه (راضي) ووافقوا واخوي هددنى وقتها لو رفضت هيقتلنى ويقتل معاي الواد اللي عحبه واضطريت اوافق اتجوز ابوكم بالغصب .. وعشت طول عمري مدفونه بالحييا .. لاعرفت احب ابوكم ولا انسي التانى  "


ابتلعت غصه احزانها وهي تعقد ساعديها امام صدرها بنتهديه قويه 

صفوة بفضول : كملى .. سكتتى ليه .

ماجده مقاطعه : استنى بس .. قصدك ان عمتى عفاف كشفت سرك كحجه عشان تكلم خالى منصور !!

اومت ثريا ايجابا ساخره 

- وبعدها كانت عاوزه تقوله انها عتحبه واكده .. بالمختصر عشان لســه الحكايه طويله قوى .. عفاف سبب كل المصايب اللي في حياتى وعشان اكده طقطقولى ودانكم .


ماجده مُقاطعه بعدم تصديق بلهجة صعيديه : بس عمتى عفاف مستحيل تعمل اكده يامـا لا انا مش مصدقه .


انهالت عليها فجاة بغل وهي تضربها بقوة بعشوائيه 

"انت كمان هتكدبينى يابت انت ياقليله الربايه "


نجحت صفوة في ابعاد امها عن اختها بصعوبه بالغه

_اهدي يااما خلاص .. قوليلنا ناويه علي اي واحنا هنسمع كلامك للاخر 


ابتعدت عن ماجده بعدما رمقتها بنظره سخط 

"فتحولي ودانكم .."


اتسعت حدقه اعينهم جميعا في ذهول .. اقترب ماجدة منها 

- قصدك اي ياما !!


صمتت لدقيقه ثم اردفت قائله 

- كل واحده منكم عريسها مستنيها وشاري ، وانا محدش رجعنى هنا غير الورث وحقنا اللي لازم ناخدوه من حبابي عنين التخين ، سمعت ان راجح هيوزع تركته قريب ، ويدي كل واحد حقه .. والمطلوب منكم تبصموا عيال عفاف علي  بياض ، عشان يبقي كده تنازل رسمى منهم عن كل ممتلكاتهم ، واول ما تنجح خطتنا المشتري جاهز وهناخدوا فلوسنا ونهربوا ونسيبهم للمشتري يولعوا في بعض ..... فهمتوا ... 


افواه مفتوحه محاوله استيعاب القذائف الناريه الخارجه من فم امهم ، يتبادلون الانظار فيما بينهم بذهول وعدم تصديق حتى اكملت ثريا كلماتها بحده .

- والبت اللي متسمعش كلامى انا مش عاوزه اعرفها تانى ... دا حقنا وحق ابوكم اللي صرف علي الاراضي دى دم قلبه لازم نرجعه ..


انحنت ثريا لتناول المصحف الموضوع فوق الطاوله وتقترب من بناتها 

- كل واحده تقسملى علي المصحف دا انها هتنفذ ومش هتعصانى وألا هتصرف معاكم تصرف مش هيعجبكم .... 


■■■ 


وصل سليم لمبنى المشفى ثم دلف من سيارته سريعا دافعا بابها بقوة قوته مقتحم مبنى المستشفى من بابها الرئيسي .. لمحه احد رجال ادهم فسرعان مالتفت احدهم ليجري هاتفا تليفونيا يخبره بوجود سليم الهواري ..


وصل سليم امام باب الاسانسير ليضغط عليه عدة مرات متتاليه دون جدوى .. فاستدار بجسده ليصعد درجات السلم مشمرا طرف جلبابه الفضفاض حتى وصل الي مكتبها ففتح الباب بقوة ولكنه اصيب بخيبة امل جديده عندما لم يجدها .. زفر بضيق فظل يجوب طوابق المشفي كالتائه الذي يبحث عن طريق الهدايه متوعدا لها في سره ,,


وبعد مرور بعض الوقت وجدها خارجه من غرفة العمليات مرتديه زيها الرسمى وتزيل الكمامه من فوق انفها متنهده وسرعان ما التفت قلبها نحوه بعيون متسعه قائله بصوت هامس 

- سليـــم !!


قبض سليم علي ذراعها ودفعها في الغرفه التى توجد خلفها ولحسن حظهم كانت فارغه تماما .. انخلع قلبها من مكانه محاولة استجماع قوتها قائله 

- انت ايه اللي جايبك هنا يا عريس !!


قفل سليم باب الغرفه عليهما ثم استدار نحوها قائلا

- جايلك ...

رفعت حاجبها ساخره رافعه اسلحة الكبرياء

- والله !! انت لحقت تزهق من العروسه كده بسرعه !! ياحرام ؟؟

اغمض عينيه لبرهه قائلا

- وجد ... اتعدلى .

ارتفعت نبره صوتها مزمجره بحده وهى تلوح له بكفها 

- انت جاي لحد مكان شغلى وقافل علينا باب واحد وتقولى اتعدلى !! انت قاصد تجننى !!

انقض عليها بكل قوته ممسكا بخصرها ليرتطم ظهرها بالحائط رافعا كفها لاعلي وهو يتأمل ارجحة عيونها التى لا تنادى الا عليه .. وحركه انفاسها المتصاعده التى ترج عظام صدرها مما اوشكت علي الارتطام باسواره .. حرك سليم ساقه اليمنى قليلا ليضعها فوق مشط قدمها ليشل حركتها ويضمن عدم فرارها من تحت حصاره قائلا بحب

- وحشتينى ....

تحطمت كل جيوش قوتها امام كلمته ففرت من عينها دمعه خدشت وجنتيها سرعان ما تلقاها سليم بابهامه قائلا بابتسامه واسعه

- ما هو انت لو تبطلى عناد العتامنه ده هتبقي حلوة والله ..

بللت حلقها الجاف من حرارة نظراته وهى تشعر بالهزل والضعف امامه قائله بصوت مهزوز

- سليم روح امشي ..

دنى راسه منها قليلا ليصدر صوتا نافيا 

- تؤؤ .. اما اخلص حقى منك ..

دارت براسها بعيدا كى تهرب من حصاره ولكن دون جدوى افسد مخططها عندما سند ذراعه علي الحائط ليسد طريقها قائلا بنبره قويه 

- بقي وجد سالم البت اللي متربيه علي القيم والاخلاق تصنع بودره !! هو دا اليمين اللي انت اقسمتيه يا وجد !!


لوهله شعرت بيد تسلل داخل قلبها لتعتصره الامًا محاوله استيعاب كلماته 

- ايييييييييييييه !! انت بتقول ايه !!

ازاح خصيله من شعرها قائلا 

- اي كلامى وجعك عشان صح .. معلش هى الحقيقه دايما بتوجع الكدب طعمه احلى !!

دفعته بكل قوتها بعيدا عنها لتقول بصوت مرتفع 

- اطلع بره ياسليييم .

اجابها بحده 

- مش طالع غير لما تقوليلي عملتى كده ليييييييييييييييييييه !!


- انت جري لعقلك حاجه !! اي الهبل دا .

- هبل !! واللي انت بتعمليه عادي كل يوم بتموتى آلاف من الزفت دا وانت كده مبسوطه ياوجد !!


ذرفت دمعه من عينيها لاتهاماته السخيفه ثم رفعت راسها بشموخ متذكره تهديد ادهم الاخير لها لتقول بتحد

- اااه ياسليم بصنع بودره وانا السبب في غنى العتامنه المفاجئ دا .. واقولك كمان مافيش شحنه طلعت من قنا الا من تحت يدي .. مش بيقولوا الفلوس هى اللي بترفع وتعلى من قيمة الواحد .. اهو كبرنا بالفلوس الحرام .. عاوز ايه تانى .. اتصدمت !! كرهتني !! طب حلو عشان تعرف تنام في حضن مراتك وانت ضميرك مستريح ان وجد ماتستاهلش حبك ... خلصت كلامى يلا اطلع بره ...


اقترب منها سليم واثقا وبثغر متبسم ليقف بالقرب منها مردفا

- وشك حمر .. ورجلك مابطلتش حركه من واول ما بداتى تتكلمى .. وايدك مابطلتش لعب في شعرك .. ونبره صوتك مهزوزه .. وعيونك بتتمرج كانها في سيرك .. مش دى لو صنفناها حسب لغه الجسد تبقي من علامات الكذب يادكتوره !!


بللت حلقها بتوتر لتقول بارتباك محاوله تصنع القوه

- وانك جيت وسألت ده لو صنفناه حسب علم النفس يبقي انت مصدق ياهندسة ..

ازاح خصيله من شعرها خلف اذانها قائلا

- والله لو بقيتى زعيمة عصابه ما هحب غيرك بردو ..

ثم مسك كفها وانحنى قليلا ليقبله كأنه يدرك جيدا فن التعامل مع المرأه راقصا علي اوتار قلبها فالكف حينما يقبل يُنحنى اليه لا يعلو للثغره .. اتنفض قلبها حبا قائله 

- انسانى ياسليم !!

تبسم بثقه قائلا بخبث 

- كأنك بتقولى روح موت ياسليم !!

وضعت اناملها فوق ثغره متلهفه 

- اتلم .. لو قولت كده تانى هقتلك .

ضحك بصوت عال ناظرا لذراعه 

- مش كفايه اللي عمله ادهم الكلب امبارح !!

شمرت كمه بلهفه قائله 

- ورينى طيب اطمن علي حرجك 

وضع كفه فوق ظهرها وهو يدنو منها قائلا بحب

- هو كان واجعني بس لما شافك راق وبقي حلو قوي قوي .

نسيت كل همومه للحظه رافعه ابتسامه خافته ثم شهقت بصوت عال

- سليم روح امشي يالهوووووي انت في المستشفي وزمان رجاله ادهم شافوك تحت .

نظر لها بعيون ضيقه قائلا 

- طيب قبل ما امشي مافيش حاجه كده ولا كده !!

رفعت حاجبها متبسمه كأنها فهمت مغزي كلماته 

- زي اي بقي !!

نظر في ساعته الفضيه بيده قائلا 

- ليكِ 38 ساعه بالظبط مدخلتيش حضن سليم ودا ف حد ذاته واجع قلبه قوى لحد ما خلاه يسيب عروسته الحلوه ويجيلك علي ملا وشه اكده .. يرضيكي اروح مكسور الخاطر .


احمرت عينيها غضبا لتقول

- كسر رقبتك ياسليم من جدورها ويلا كدا اطلع يابابا روحلها ومتورنيش وشك تانى .

قهقهه بصوت مرتفع وهو يحضنها عنوه عنها قائلا بهدوء وهو يتنهد بين ذراعيها 

- فعلا مش هوريكى وشي غير لما اجيبلك راس ادهم بدل ماهو واقف لنا زي اللقمه في الزور اكده .

دفعته لبعيد وهى تقول بغضب

- تقتل ولد عمى وعاوزنى اعيش معاك !!

- ما طول ماولد المحروق ده عايش مش هعرف اعيش انا معاكِ ..

- لو قربت منه مش هيحصل خير !! انا بقولك اهو 

ثم قال سليم متحديا 

- وانا بقولهالك اهو حقى منه هاخده ياوجد وحتى حبي ليك ما هيوقفنى .. يلا سلام 

زفرت بضيق مردفه بعناد

- كل حاجه عندك بالدراع والبلطجه يلا مش عاوزه اشوفك تانى اصلا ..

تجاهل كلماتها ثم غادر متبسما وهو يردد

- ما هو بردو ما كانش ينفع احب واحده برج الجوزاء !!! 


***


" انا مستحيل اعمل كده "

اردفت يسر جملتها بخوف وقلق عندما اقتربت منها امها حامله بين ذراعيها المصحف كى تقسم عليه .. فاحمرت عيون امها غضبا قائله

- وتسيبى تعب وشقي ابوكي لولاد عادل !! عاوزه تفرطى في حقنا ليييه عشان الحب ! حبيبك مستنيكى في مصر يايسر اطلعى بقي من جو البلد والفقر دا وعيشي عيشه عليوى تليق بيك يابتى  .


انتفضت ماجده من مكانها قائله 

- انتوا عاجبكم الكلام دا !! عاوزين تنصبوا علي ولاد عمكم وزواجكم !!

صفوه بشموخ 

- انا مع امى جدا .. كل الخير دا من حق ابويا لان القسمه مش هتكون عادله اصلا .. واحنا اي ذنبنا ناخد التلت بس من ثروة جدك بحكم ان ابونا في حكم الميت !! وبالاضافه انهم هيشاركونا فيه كمان يعنى احنا اللي هنطلع ايد ورا ومش هنلاقي ناكل  .. وكمان اللي عملته مراة عمك مش سهل قوى واحنا لازم نرجع حقنا وحق امنا ..

اكملت ثريا مسرحيتها بمكر 

- شايفين الكلام !! وانت ياست ماجده راضيه بالذل دا وسليم مش بيحبك ياهبله .. كوشي وخدى حقك واقهريه .. هيجيلك راكع عشان يرجع فلوسه وابقي قولى امى قالت ..

اقتربت منها ماجده بتردد 

- يعني انا لو عملت كده سليم هيرجعلى !!

ثريا بخبث : طبعا ويتمنالك الرضا ترضى .. العبي عليه بالبيضه والحجر زي بت العتامنه .

تناولت ماجده المصحف من والدتها لتقسم عليه قائلا

- وكتاب الله ياما هنفذ كل حرف قولتيه . بس سليم يرجعلى

اعتلى ثغر امها ابتسامه خبيثه ثم التفت نحو نورا ويسر قائله 

_ وانتوا ياخرة صبري ..

انتفضت نورا من مجلسها لتقول بصوت باكى

- انا مش عاوزه اي حاجه .. بعد اذنكم ..

نهرتها امها بعنف 

- خدى هنا يابت غايره فين ..

انفجرت نورا باكيه 

- سبينى في حالى ياما الله يرضي عنك انا مش عاوزه حاجه ,,

ركضت نورا سريعا خارج الغرفه بعيونها الدامعه التى افتقدتها الرؤيه امامها مما جعلها ترتطم بمحمد امام الغرفه قائله بسرعه

- اسفه يامحمد ..

ثم انصرفت من امامه سريعا هاربه من شر امها نحو جنتها الممتلئه بطيف ريحته الذي يكفيها لتكمل الباقي من عمرها متغذيه عليه .. عقد محمد حاجبيه باستغراب قائلا

- مالها دى !!


التفت ثريا نحو ابنتها يسر لتقول

- وانت ياغندووره !!

التفتوا جميعا نحوه صوت محمد الواقف امام باب الغرفه قائلا

- العندوره هتروح معايا حالا عشان جوزها محتاجلها جدا ..

طوق النجاه بالنسبة ليسر خيم عليها لتتنهد اخيرا بارتياح وهى ترسل له ابتسامه فرحه ,, اردفت ثريا بكره 

- عاوز اي من بتى ياولد عفاف ..

اتسعت ابتسامه محمد واثقا

- مرتى يا حماتى .. اما انت عليك اسئله غريبه قوى .!!

رمقت ثريا ابنتها بعيون صقريه حاده مما جعلها تنتفض من مكانها .. فاقتحم محمد الغرفه ليقف امامها ويحاوطها بذراعه قائلا

- مالك ياسو في حد زعلك .. قوليلي بس مين هو وانا مستعد اوديه ورا الشمس حتى ولو كانت امك نفسها .


ضغطت يسر علي كفه راجيه ان يلتزم صمته فاردف محمد سريعا بمزاح

- سوري ياحماتى يعنى .. بس اصل يسر غاليه عندى قوى ولما حد يزعلها بنسي ان ارتبيت اصلا ..

نيران اشتعلت في جوف ثريا وهي تري انهيار خطتها امام عينيها .. انحنى محمد قليلا ليحمل زوجته بين ذراعيه قاصدا اثارة غضب ثريا وهو يقول

- هستئذنك بقي ياحماتى .. عريس بقي وكده وهيموت علي مراته وبصراحه يعني مش وقتك خالص .. فوتك بعافيه يامراة عمي ..


حاولت يسر ان تكتم ضحكها هى ومحمد قدر المستطاع الا انهم وصلا الي مقدمه سلم الطابق فانفجرا ضاكحين علي نظرات امها ووقوفها عاجزه امامه وهى تتوعد لابنتها ..


ندبت ثريا حظها حسرة وندما وهى تقول

- البت دي هتنيل الدنيا .. اااااه يااانى علي بختك المنيل ياااااثريا وعلى بناتك اللي ناويين يكسروا ضهركك ..


***


علي الطريق يقود سليم سيارته سريعا ففوجئي بسياره اخري تعيق خطاه .. حاول تفادى السياره الاخري قدرة المستطاع علي الطريق الزراعى فزاد من سرعة السياره وعلي المقابل زادت السياره الاخري من سرعتها حتى وقفت امام سيارة سيلم مما جعله يفرمل فجاه مدلفا من سيارته بغضب وعلي المقابل دلف ادهم من سيارته قائلا 

- هو انا يابنى مش معلم عليك امبارح عشان ترتاح في بيتكم وتكِن بدل ما انت داير اكده علي بنات الناس !!


ابتسم سليم ساخرا 

- ماهو لامؤاخذه مش رصاصه من عيل بيلعب بالسلاح هترقد سليم الهواري ياعتمانى ..

استند ادهم علي مؤخره سيارته عاقدا ذراعيه 

- عاوز ايه يا سليم .

صف سليم امامه مستندا هو الاخر علي سيارته 

- اللي بيعوز هو  اللي سايب وانا مش سايب حاجه عند حد .. شوف انت عاد عتشمشم وراي ليه !! معقول لحد دلوق مش قادر تنساها !!


احمر وجه ادهم غضبا لانه فهم مغزى حديث سليم فاردف قائلا 

- ليه وهو كل اللي عيحبوا عيموتوا كده زيك !!


اومئ سليم راسه ايجابا مردفا 

- اللي عيحب عيموت في حبيبه .. لكن عمر الحب ما بيطلع الشيطان اللعين اللي جوانا !!


- ااااه وشيطانك انت كان فين بقي !! كان بيلف علي البت الوحيده اللي حبيتها ؟

ابتسم سليم ساخرا 

- ورحمة ابوك ماتوهم نفسك وتربي عداوة من مافيش .. عشان ولد الهواري محبش غير واحده بس وهى بت عمك اللي كلها كام يوم ومش هتنام غير في حضنى .. انما مخدتش بنات من حد البت صحبتك بتاعت الجامعه هي اللي زهقت منك طيب اتعلم كيف تتعامل مع الجنس اللطيف الاول وبعدين ابقي تعالى ارمى بلاك ..


ضغط ادهم علي كفه بغضب واسهم الشر تنبعث من عينيه ليهجم علي ياقة سليم بقوة قائلا 

- بتحلمممممممم !!

ضحك سليم بصوت عال

- وانت كمان بتحلم لو مفكر تاخدها منى وفاكر بكده انك بتنتقم .. حماااار 

رفع ادهم قبضة يده ليهجم علي سليم بلكمه قويه ولكن اوقفه صوت رنين هاتفه .. فابتعد عن سليم متأففا ليخرج هاتفه .. رتب سليم ملابسه وهو يقول بثقه 

- ابقي قابلنى في مزاد بكرة ياادهم باشا .. 

تنهد ادهم بضجر وهو يرد علي هاتفه فاتحا الميكرفون 

- الوووووووو 


اتكأت وجد فوق مقعدها وهى ممسكه بالهاتف الارضي لتقول بتأفف  

- ايوه ياادهم ... انا موافقه علي طلبك بتاع الصبح ..


تبدل الحال من الجليد للبركان .. تجمدت مشاعر ادهم فرحا وثارت جيوش سليم غضبا لجملتها الاخيره .. فتبادلوا الانظار فيما بينهم وكل منهما يرفع اسلحة حربه .........


الفصل الرابع عشر 


"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي ، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"

---


اتكأت وجد فوق مقعدها وهى ممسكه بالهاتف الارضي لتقول بتأفف  

- ايوه ياادهم ... انا موافقه علي طلبك بتاع الصبح ..


تبدل الحال من الجليد للبركان .. تجمدت مشاعر ادهم فرحا وثارت جيوش سليم غضبا لجملتها الاخيره .. فتبادلوا الانظار فيما بينهم وكل منهما يرفع اسلحة حربه .. اعتلت ابتسامه انتصار فوق ثغر ادهم قائلا 

- طب والله احلى خبر سمعته يا غاليه ...


تأرجحت عيون سليم مذهولا فاردف بغضب 

- موافقه علي ايه ياروح امك !!! 

فزعت وجد من مقعدها قائله بنبرة منتفضة 

- سلييييييييييم !!!! 

اغلق ادهم الخط سريعا قائلا بخبث 

- هو مش عيب اما تدخل بين انتين عرسان اكده !! عموما الفرح هنحددوه النهارده .. هابقي اعزمك .. 


استدار ادهم موشكًا علي المغادرة ولكن توقف بسبب انقضاض سليم المفاجىء علي ياقته قائلا بصوت جمهوري 

- في ايه بينك وبينها ياولد ساميه .. 

ضحك ادهم بصوت عال مردفا بسخريه 

- في حب ووله وعيل صغيره جاى في السكه .. اوعى كده يا سليم خلينى اروح اشوف عروستى ماتبقااش عزول بقي ياسليم هو انت مش اتجوزت !!


زفر بضيق محاولا تمالك اعصابه قائلا 

- اقتلها ولا ان اسمها يتكتب علي اسمك ياادهم .. 

ثم ابتعد عن طريقه قائلا 

- يلا اتفضل عطلناك .. سلامى للعروسه ..وياريت توصلها اااااا ولا اقولك انا لما اقابلها هوصلهولها بنفسي .. 


نظرات ناريه تجوب بين حِدق اعينهم لدقائق مسروقه ، حتى دار كلا منها متجها نحو سيارته ليغادر .. صعد سليم سيارته وهو ينتوى لوجد عما قالته .. اما عن ادهم فغمرته الفرحه التى جعلته يحلق من فوق الارض بسيارته مرددا بانتصار 

- كده اللعب هيحلو يا وجد !! 


اما عن وجد فجن جنونها ، وتيره من الاسئله تهجمت علي ذهنها ففقدتها اتزانها فشعرت انها تدور في مدار فلكى حول الشمس ، متنهده بالم وهى تلقي جسدها فوق المقعد الجلدى الاسود

- ياتري دول كانوا مع بعض بيعملوا .. حبكت ياوجد تتصل دلوق !!! اوووف اعمل ايه .. انا احسن حل اروح لان سليم مش بعيد يطب عليا تانى ويخلى يومى اسود ... 


■■■ 


وصلت نورا الى شقتها بجسد هالك مُتعب فاغلقت الباب خلفها بهدوء لتجلس على اقرب اريكه مستنده براسها للخلف ومغمضه عينيها متخذه انفاسها بتثاقل كى تستريح من جيوش امها التى كانت تتسابق معها ، نزع عماد نظارته الطبيه واغلق الكتاب الذي بيده يترقبها بصمت تام لعدة دقائق حتى اعتدلت في جلستها وجدته امامها فلطخ وجهها بالحمرة مرددة بارتباك 

- انا اسفه محستش بنفسي والله ..

تنحنح عماد بخفوت 

- لا عادى خدى راحتك واستحملينى الفترة دى .. يارب اكون ضيف خفيف عليك .


تأملته باعجاب وصمت تام وهى تستمع لصوت دقات قلبها التى يُحيها صوته ، فارسلت له بسمه انبهار 

- اجيبلك ميه لو تعبانه اوى كده ؟! 

هزت راسها نفيا لتقول بامتنان 

- لا مالهوش لزوم .. اصلا هدخل اوضتى .. وبعدين سوري يعنى قطعت تركيزك .. 

حرك عماد الكتاب بتلقائيه 

- لا ابدا اصلا للمرة التالته بقرأه .. يعنى حافظ كل كلمه فيه .

قضبت نورا حاجبيها مندهشه لتقول 

- واووو the shadow of the wind !! شكلك بتحب القراءة اوي طالما بتقرا كتاب عملاق زي دا بيتكلم عن الكتب والمكتبات .. 

التفت اليها بانتباه ليقول بتعجب 

- انت ليك في القراءه ولا ايه ..

اومات راسها ايجابا مردده بابتسامه واسعه 

- ااه جدا .. وبكتب حاجات علي خفيف كده .. بحسها الحاجه الوحيده اللي بتهون عليا كل الوجع دا ..

رفع حاجبه باعجاب مع ابتسامه خفيفه 

- معقوله ولاد عم كل دا ومعرفش ان في حد مجنون قراءه كده زيي وكمان بيكتب !! طيب ياستى ناولينا شرف اننا نقرألك حاجه .. 

بللت حلقها بذهول فهى لم تصدق نفسها ، للتو عثرت علي مفتاح صندوق قلبه لتمتلكه دون ادنى مجهود منها ،، عجيب ذلك القدر يمنحنا مفاتيح لقلوب اناسى لا تفتح إلا بفتاحها الخاص فلعبة القدر ان تجمع من بالشرق بمن بالغربه ليكتملا .. 

تبسمت بامتنان قائله 

- لا مش للدرجادى يعنى مجرد خواطر مش اكتر .. 

تحمحم بخفوت قائلا 

- هستنى اقراهم واقولك رأيي فيهم .. انت قريتى " ظل الريح " .


اومات ايجابا 

- لا .. قرات نصه بس مكملتوش بسبب الظروف والدربكه اللي حصلت .

تبسم عماد وهو يعطى لها النسخه بسخاء 

- واهى النسخه معاكى ياستى .. خلصيها براحتك ..

تناولت منه الكتاب بفرحه وهى تشعر بان قلبها يتراقص علي اوتار السعاده مرددا 

- شكرا خالص .. هدخل اقرا فيه دلوقتى ..

ثم تراجعت فجاه قائله 

- تطلب ايه حاجه .. غدى او شاى وكده ..

اجابها بصيغه رسميه 

- متشكر .. هنزل اشرب الشاى مع عفاف تحت ... خدى راحت .. 


نصب عوده صاحب الملامح الجديه التى يخفى خلفهم وسامته الجذابه والبشره القمحاويه ووجهه المستطيل بعض الشيء والجسد الرياضي المفتول امامها فأجبر عينيها ان تنجذب إليه كليا تلهفت عدسة عينيها لتلتقط صورة فوتوغرافية له بجوفها عن هذا الحد القريب جدا ..


■■■ 


وصل سليم الى قصرهم الفخم مردفا من سيارته بغضبٍ شديد كافى ان يشعل النيران في كافة ضواحى قنا .. فامتدت عينيه نحو جده الجالس في جنبا يرتشف كوب الشاي بهيئته الوقاره .. رأه جده مقبلا عليه فوضوع كوبه علي نهايه الطاوله امامه قائلا بصوت جمهوري 

- بردك روحتلها !! 


تأفف سليم باختناق وهو يدنو منه قائلا 

- راجح الهواري عيراقبنا ولا اييه !! 


اتكأ جده للخلف قائلا بهدوء اشبه بالثقه 

- دانت تربيتى ياسليم وحافظك اكتر من نفسك .. 


جلس سليم امامه باختناق قائلا 

- طول عمرنا صحاب ياهواري وفي كل مرة بتاخد رأيي في الصغيره قبل الكبيره .. اشمعنا دى اللي جاي تغصبنى فيها !! 


ابتسم جده بوقار قائلا 

- وانت كل مرة سايق في الدنيا من غير وعى وعتعمل اللي يقولك عليه قلبك .. اشمعنا الموضوع دا بالذات اللى جاي تشاورنى فيه ؟! 


- عشان مش عاوز اعصيك .. ولا اعمل حاجه تزعلك .. مش عاوز ابقي ناكر للجميل وتربيتك ياهواري عاوز حياة تكون راضي عنها .. 


- متحاولش ياسليم عمري ما هرضي .. 

سليم باختناق

- هو انا مش عملت اللي قولت عليه ونفذته بالحرف ... يبقى زعلان ليه اعمل اللي هيفرحنى ..!


- علي جثتى ياجثتك بت العتامنه تخش بيتى ودمها يتخلط بدمنا ياسليم .. 

جز سليم علي فكفيه بامتعاض عندما رأي ماجده تتقدم نحوهم بابتسامه مدلله .. فزفر بضيق قائلا 

- ماهى كانت ناقصاكى ..

اقتربت منهم ماجده بسعاده 

- عامل ايه ياجدى .. 


- طول مانتوا فرحانين ومبسوطين انا احسن واحد في الدنيا ..


جلست ماجده بجوار سليم لتشبك كفها بكفه قائلا بفرحه 

- تقلقش ياجدى سليم في قلبي وعيونى لاخر العمر .. وكفايه وجوده في حياتى .. اطمن انت بس .. 


رمق راجح سليم التى اوشكت براكينه علي الانفجار قائلا 

- ربنا يبعد عنكم كل عفش يابتى .. يلا خدى جوزك واطلعى .. 

نظرت له بعيون لامعه 

- يلا ياسليم !! 

بعد سليم كفه ثم نهض فجأه يجر ذيول وجعه متجها نحو غرفته بالقصر .. فتابعته ماجده الى ان وصل لهناك فقلت الباب خلفه بهدوء 

- سليم انت ليه مروحتش بيتنا .. 

لاح إليها بكفه بدون اهتمام 

- مابرتحش غير ف اوضتى .. 

ابتسمت بخفوت قائله

- مش مهم وانا راحتى في المكان اللى انت فيه .. 

قبض سليم علي كفه بغضب فبلالين تحمله اوشكت علي الانفجار ، الكلام يخرج من ثغرها اسهم مدببه تؤلمه ،، انحنى قليلا لينزع جلبابه فركضت نحوه سريعا لتساعده ، زال سليم جلبابه فوجدها امام عيونه وكفها الصغير يمر بنعومه فوق صدره قائله 

- عمري ما حلمت غير اننا يتقفل علينا باب واحد .. 

ثم تبسمت بحب قائله 

- طمنى علي جرحك !! 

تأفف سليم وهو يبتعد عنها متجها نحو المرحاض قائلا بغضب

- نقح واتفتح ... 

عقدت حاجبيها محاوله استيعاب كلماته ففاقت علي صوت قفل الباب ، فتبسمت بحب 

- ماله ده .. شكلك هتغلبنى معاك ياسليم !! 

نزعت عبائتها الفضفاضه سريعا مرتديه خلفها -بيجامه- مكونه من شورت وتي شيرت يبرز كل معالم جمالها .. وتقدمت نحو المرآه كى تسيب شعرها بتغنج قائله 

- يانا يا انت يابن الهواري ! 


بينما سليم كان يردد في ذهنه معشوقته بعد ما هرب من سطو ماجده قائلا بتوعد 

- ايامك سوده معاي ياوجد ... التقيل منى مستنيكى !! بقي تكونى في حضنى الصبح ووتصلى بالكلب التانى تقوليلو موافقه دا علي جثتى  .. ورحمة ابوي وابوكى ماهناولهالك !!!!!!!!!!! 


■■■ 

" يخربيت اليوم اللي عرفتك فيه ياشيخهه ... اهبب ايييه دلوق !!!!! انت ساكته لييه انطقى "


اردف مجدى جملته بنفاذ صبر وصوت اقرب من التهجم وهو يحك جسده بعفويه ويتقلب في مكانه كأن مهب الريح من تحت قدميه ، اصبح جسده محمرا من كثرة ما تعرض له من المواد الكيميائيه ، فاردفت صفوة بعتاب ساخر 

- انا مش عارفه اي اللى كبرها في دماغك تنام علي سريري .. ادى اخرة الديل النجس اخس .. 

احمرت عينى مجدى التي التهبت غضبا

- في حد عاقل يحط كيماوي ع السرير ... انت مجنونه .. 

رمقته بعيون ساخره لتردف بثقه 

- لا اقولك ايه احترمنى احسنلك عشان الترياق اللي ممكن يخففك دلوقتي مافيش ولا دكتور ولا حد هيعرف يخففه غيرى .. 

ركض مجدى نحو المرحاض نازعا من تبقي من ملابسه تاركا بابه مفتوح ليلقي بجسده في حوض المياه متوعدا لها بغل 

- شكلك عاوزانى ارتكب جنايه فيكى ..

اتكأت علي باب المرحاض بثقه لتردف بفخر

- قرصة ودن خفيفه كده ياهندسه ، عشان لو خيالك المريض صورلك اي حاجه تانيه كده ولا كده اعرف ان العله والدوا معايا انا وبس .. ويلا هكسب فيك ثواب وكفايه عليك كده ... 


لازال مجدى يتقلب في حوض المياه متأوها ومتوعدا لها في سره 

- والله لاربيكى .. 


انصرفت صفوة لتعد حقنه الترياق الخاصه باختراعتها الاخيره بانتشاء رهيب وشعور بالنصر يغمرها لتردفف بفرحه

- رجاله مش عاوزه غير العين الحمره !! 


اتجهت نحوه لتقف بعيدا قائله 


-البسلك حاجه وتعالي .. عشان تعرف انا حنينه وبت ناس ومهونتش عليا ازاي !! يلا شالله يطمر والناس تكون اتعلمت واتربت !! 

اردف مجدى بضيق

- مش لابس زفتتت وانجزى احسن اتجنن عليكِ .

هزت صفوة كتفيها بلا مبالاة

- حط في بالك انك انت الموجوع واللي محتاجنى هاااااا 

نهض مجدى سريعا من مرقده مما تسبب في صراخها المفاجىء مستديره وجهها بعيدا عنه لتقول بغضب 

- انت غبى !!! 

انحنى مجدى ليرتدي ما قابله بوجهه قائلا 

- انجزى ومتعمليش فيها ست المكسوفه .... 

استدارت ببطء لتقول 

- بس عضل !! خد اضربها لنفسك بقي ...


- انت مصممه تخرجينى عن شعوري ليه ..... وانا هضربها لنفسي ازاي .. ياما انجززززى ..

رمقته بعيون متأرجحه ثم قالت 

- طب لف اما اشوف اخرتها ....... 


بعد محاولات كثيره استجمعت صفوة قوتها كى تعطيه الحقنه لم تعلم لماذا كان جسدها بنتفض لهذا الحد وقربه كان اشبه بماس كهربي يصيبها من قدمها ليصل لصميم قلبها تحديدا ... انهت عملها قائله بصوت مهزوز 

- ١٠ د وهتكون كويس .. تقدر تاخد شاور بارد عشان جسمك الاحمر دا يخف شويه .. 

رمقها مجدى بعيون ماكره ليقول 

- عقبال مانخدمك في التقيله !!! 


■■■


اقتحمت ماجده المرحاض علي سليم مما جعله يلتفت بجسده للجهه الاخري قائلا بضيق 

- انت ازاي تدخلى كده!!! اي مافيش خصوصه ولا ايه ؟!

تلعثمت الكلمات في حلقها لتردد بخفوف

- اسفه بس كنت حابه هساعدك وكده .. 


-لا متشكر متعود اسبح لوحدى .. اخرجي ياماجده .. 

طافت عينيها يمينا ويسارا قائله 

- ليه !! هو انا مش مراتك ؟! 

جز سليم علي فكيه باختناق 

- ماجده ... اخذي الشيطان ياااماجده اطلعى .

تجاهلت ماجده اوامره فاتخذت خطوة جريئه لتدنو منه اكثر تمرر كفها علي كتفه بحنان 

- سليم هو في ايه .. ليه قاصد تبعد عنى ؟! 

ارتعد جسد سليم كأن ماس كهربي انقض عليه فابتعد عنها خطوة قائلا من خلف فكيه

- ماجده .. قوووولت اطلعى والا مش هيحصل طيب .. 

تبسمت بخفوت ثم اومات ايجابا متراجعه للخلف 

- هستناك بره ..

تنهيده ارتياح خرجت من شفتي سليم بمجرد سماعه صوت غلق الباب قائلا بنفاذ صبر

- الصبر من عندك يااااكررررييييم .. 


■■■ 


" زي ماسمعت يا ادهم .. موافقه " 

اردفت وجد جملتها بثبات وهى تلتفت لتجيب علي سؤال ادهم .. الذي اردف مهللا 

- طب والله اكده تبقي بت عمى صُح .. يسلم فومك يا وجدانه قلبي .. 

بلعت غصة احزانها بخفوت 

- تمام .. خد هات الطلبات دى !! 

صفق ادهم بفرح 

- حلاوتك يادود !! 

رمقته بنظرات ساخطه لتقول

- هو سليم كان معاك بيعمل ايه .. 

ضحكة ساخره شقت ثغره قائلا 

- ابدا !! كنت بعزمه علي فرحنا .. يهمك في حاجه ..

تنهدت باختناق

- فرحنا !! طيب .. المهم لسه عند وعدك ليا !! 

- انه وعد ياودود ؟!

- سليم ياادهم .. متستهبلش .. هتشيله من دماغك ..


-واشيل قلعة ابوه كمان دا حتى قالب راسي بالكدب .. المهم رضاكى ياست الستات .. 


رمقته بضيق ثم انصرفت من الجهه الاخري متجهه نحو الجنينه .. وعلي حدا فايز يصف امام ساميه بهمس ليردد

- كل حاجه تمام يامراة عمى .. وجد فاكرة انها شغاله مع الحكومه وكله زي الفل .. 


تنهدت ساميه بارتياح لتردد

- كويس ما نشفتش راسها تروح هى للحكومه بنفسها .. كده ماشيين حلو .. 


اتكا فايز على سور السلم بشموخ ليقول 

- لا ماهى كانت هتعمل اكده .. بس انا اقنعتها ان ادهم مراقبها واكده هنكشف نفسنا وشويه كلام من عندى ... 


- عفارم عليك ياد يافايز .. تعجبنى دماغك لما تشتغل .. 


رفع فايز كفها نحو ثغره ليقبله 

- احنا تحت الطلب يا ام ادهم ياغاليه .. 


ضحكت بميوعه لتضربه برفق علي كتفه 

- يخيبك يافايز .. روح ياواد شوف مصالحك واوعى وجد تحس بحاجه ..


- تقلقيش دانا فايز عتماااان .. 


■■■ 


خرج سليم من المرحاض مرتديا منامته وينشف في شعره بتلقائيه فوجئ بماجده ممده جسدها فوق مخدعه بميوعه ودلال وتتصفح هاتفها .. حاول تجاهلها بقدر الامكان .. فاتجه نحو خزانته ليخرج ملابسه .. فالتفت اذانه لصوت عمرو دياب المنبعث من هاتفها 


" ولا ليك عليا حلفان .. دانا روح فيك من زمان " 

وبعدها بيد ماجده التى تتنقل فوق جسده بحنان قائله 

- تحب اساعدك في حاجه !! 

تنحنح بخفوت قائلا 

- ماجده ..... !!! 

وقفت امامه سريعا لتقول

- سليم ... انا بحبك ... اعذرنى .. 

اغمض عينيه لبرهه متخذا نفسا عميقا 

- وانا مابحبكيش ... اعذرينى .. 

وضعت اناملها فوق شفتيه لتقول

- طول ما انت بتقولها عمرك ماهتحبنى .. بطل تقولها وسيب نفسك ليا ... 

ابتعد عنها قليلا 

- ومين قالك انى عاوز احبك .. قلب سليم مليان ياماجده .. 

- وانا موافقه بركن صغير ورا قلبك حطنى فيه .. والله هرضي .. مش بقولك اكرهها بس علي الاقل ادينى فرصه اقرب منك واروي حب سنين ياسليم ..


شرع سليم ان يحرك ثغره ولكنه سرعان من وضعت سبابتها وهى تسند ذراعها الاخر علي كتفه 

- طب والله بحبك .. وانت عارف وجع الحب وان الواحد بيكون فاقد عقله ومابيفهمش اي حاجه تانيه غير انى عاوزه اوصل- مشيره علي قلبه -  للحته اللي جوه دي .. عارف من ميته!! .. من زمان قوى من وانا بنت ١٣ سنة .. كنت تيجى عندنا البيت تدينا ايجار الارض وتمشي كنت تاخد قلبى معاك .. سليم كفايه عذاب وبعد قلبي مش مستحمل ....


ثم دنت منه اكثر فاكثر وهى تتحسسه باناملها برفق 

- اوعدنى ياسليم .. مش هقولك حبنى بس اتقبلنى والله ماعاوزه غير قبول .. 


كانت مفاتن ماجده مثيره جدا كي يلتهمها بدون رحمه .. كلماتها لمساتها هدوئها دلالها تغنجها امامه .. كلها اساليب كافيه ان تغيب عقله وقلبه رافعا علم نصر غرائزه الاداميه .. نجحت ماجده ان تحرك ساكن ما بداجل جسده وهى تدنو منه اكثر فاكثر وسرعان ما ظهرت امام عينيى سليم صورة وجد وهى تقول له 


- قلب وعقل وكل سليم مش هيكون غير لوجد وبس .. انت فاهمنى يابن الهواري ... قتلك علي يدى لو بقيت لغيري !! 


ابتعد سليم عن ماجده كالملدوغ ليرتدي ملابسه سريعا .. هاربا من حصارها الذي يقوده الي تصرفات لعينه تجعله يعض علي انامله ندما طول عمره .. زفر ماجده بنفاذ صبر وهى تزيح شعرها بقوه عن وجهها 

- اوووووووووووف .. ماله دا !!!!!


■■■


مر باقى اليوم بسلام .. كان ملخص احداثه 


كره ملتهبه من الغضب قذفت على قلب مجدى وهو يجوب ارجاء شقته ذهابا وايابا متوعدا لها .. وعلى عكسه صفوة فكانت في كامل هدوئها وتريثها تقلب بين الاوراق وتتابع وتيرة ابحاثها الغير متناهيه .. 


ظلت نورا بغرفها طول اليوم سابحه في بحور كتاب عماد ساجنه نفسها بين صفحاته تقرأه بعنايه وتركيز شديده بالاضافه لفرحه عارمه سلبت روحها منها لتحلق بها في بروج السماء بين كل فترة والاخري تحتويه بين ذراعيها وتستنشق رائحته بلهفه .. اما عن عماد اكتفى بقضاء اليوم بجوار زوجته الراقده في عالمها الاخر يقص عليها ما مر خلال ايامه الماضيه .. يتوسل لها ان تعود كي تطيب كل ألامه المبرحة 


اما عن ريميو وجوليت فكان الباقي من يومهم كله لعب ومزح وحب ودلال .. كل منهما يرتوي من حبيبه بطريقته الخاصه ، فصبر اعوام حان ريه بمياه القرب والاتصال الروحى ، كل منهما تناسي اوجاعه الامه لم يسيطر علي قلبه الا عناقيد ورد تحاصرهم وتقيدهم سويا لتفيح رائحه حبهم باذكى انواع السعاده .. فانتهى ليلهم بالاتفاق للسفر علي شرم الشيخ منذ الصباح الباكر ... 


■■■ 


يجلس امام البحر يراقب شروق الشمس بفرحه زاهيه كانها تشرق حامله بين اشعتها طاقات متجدده من الحب والحياة .. لمست قدميه رمال الشط والمياه تتغلل من بين اصابعه كأنها تروى جذوره من اي ذيول لخيبات الحياه .. دار براسه نحو غرفة الشاليه الرقده به وجدانته .. فسار اليها بقلب ينبعث منه كل اسهم الحب حتى وصل الى بابه الخلفى .. فتسلل بخفوت حتى وصل ل مخدعها .. فوجدها غائصه في سبات عميق .. تأملها بحب متفتنا كل معالم جمالها التى تخلع قلبه من مكانه .. فدنى من مرقدها بهدوء وهو يمرر انامله بين خصيلات شعرها المنسدل قائلا بتنهيده قويه 


- واخيرررررررررا يا وجد بقيتى ليا !! يااااااه تعبنا قوى عشان نوصلوا لبعضنا في الاخر .. 


شقت ابتسامه من ثغرها كانت اشبه بشروق الشمس لتقول بحب وصوت كله نوم

- والحلم اتحقق ياولد الهواري ...


قهقهه بصوت عال لبسط جسده بجوارها ويدفثها بداخل احضانه 

- اااااه ياوجد لو تعرفي انا حلمت باليوم دا قد اييييييه !! 


تنغجت في حضنه بدلال 

- ها قولى كنت بتحلم بأيه .. 


فكرة لبرهه ثم ارتسم ابتسامه خفيفه 

- كنت بحلم بيكى وانت في حضنى كده !! 


ضربته بمزاح قائله 

- انت دماغك دايما قليلة ادب كده !! 

رفع جزءه العلوي كى يحادثها بمزاح وهو يعبث بشعرها قائلا 

- الله !! هكدب عليك يعنى .. 

نظرت له بعيون ضيقه لتقوم بعدم تصديق 

- يااااسلام !! 

رفع سليم حاجبه قائلا بغمز

- بس شهاده لله .. طلعتى احلى من خيالى بكتيرررررررر ! 

ضحكت بصوت مسموع زلزل كل ساكن بجسده لتقول 

- ازاي بقي .. احكيلى 

قُضبت ملامحه بمزاح وهو يلقى نظره سريعه على جسدها من اعلى لاسفل ليقوول بتنهيده 

- يعنىىى الحاجات والامكانيات طلعت عاليه قوى ومتكلفه !! 

ابتعدت عن بدلال 

- والله ما شوفت ربع ساعه تربيه .. اوعى كده !! 


احكم حصاره عليها ليقول باصرار

- هتستهبلى .. دانا ماصدقت لقيتك ... عاوزه تروحى منى فين .. 


تنحنحت بخفوت وثغر متبسم 

- احمم كنت هدوخك شويه .. بس خلاص ثبتنى .. 

اردف بنبره معاتبه 

- حرااام مكفاكيش كل الدوخه دى !! دانا اتسحلت عشان اوصل للحظه دى !! 


- طيب قولى كده وسمعنى حاسس بأيه مع وجد ياسليم .. 


فكر لبرهه وهو يمرر انامله علي كتفها العاري ليقول بخفوت 

- انا مش حاسس .. انا طاير فوق قوى قوى قوى 


وفجاة وبدون مقدمات سقط سقف الغرفه عليهما ورؤيه اتربه كثيره منتشره في الجو .. فحاول بقدر الامكان ان يحميها من الهلاك الذي لحق بهم فجأه ..... فزع سليم من حلمه كالملدوغ متخذا انفاسه بصعوبه بالغه مرددا اسمها كثيرا كالمجنون .. فزعت ماجده النائمه بجواره لتربت علي كتفه بحنان وتمنحه كوب المياه بلهفه 

- سلامتك ياحبيبي مالك بس .. خد اشرب .


ارتشف سليم كوب المياه بكف مرتجف وقلب منخلع متنهدا بصعوبه .. ظلت ماجده تربت علي كتفه بحنان لتطمئنه وتداعبه بلطف حتى هدأ تماما .. فاقتربت منه اكثر فاكثر وهى تلقي بجسدها بين ذراعيه هائمه به عشقا منتظرة رد فعله .. ولكن ما حدث حطم كل توقعاتها .. تحول حال سليم من النفور والكره لشخص مغيب تماما ملكها بذراعيه لتصبح تحت حصاره مستجيبا لافعالها العاشقه له ................ 


الفصل الخامس عشر 


" إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ  "


سورة البقرة .. آيه ( 30 )


■■■


جالسه فوق مخدعها تراقب تحركاته العشوائيه  التى يخطوها بدون وعى ، يقفل باب الخزانه اكثر من مرة ثم يعود ليفتحها مجددا ، يدلف الي حمام غرفته ويخرج مرة اخري بدون قضاء اي شيء ، تجاهل وجودها نهائيا حنى اردفت ماجده قائله بحزن 

- للدرجه دى انا تقيله عليك ياسليم ؟! 


اغمض عينيه لبرهه متخذا نفسا عميقا متجاهلا سؤالها حتى ارتدى جلبابه الفضفاض ووضع محفظته الجلديه بداخل سترته ، وثبت امامه لتكرر سؤالها 

- ليه اول ما جيت تقرب منى اتكهربت وبعدت بالطريقه بالمهينه دى .. ليه ياسليم !! 


- عشان ما ينفعش ياماجده .. ولو سمحتى الموضوع دا مايتفتحش تانى ... ومن هنا ورايح مش عاوز اشوفك في مكان انا فيه .. 


ذرفت دمعه من عينيه بحرقه لتقول 

- للدرجه دى !! 

تأهب سليم للمغادرة ولكنها اوقفته سريعا لتقول

- كلمنى زي ما بكلمك .. 

ضغط سليم علي فكيه محاولا تهدئه اعصابه لبره ثم اردف بهدوء متصنع 

- اتاكدى لو اللي في دماغك دا حصل ولا انا ولا انت هتكونى مبسوطه .... كده بظلمك معايا وانا مش عاوز اسببلك اي الم او جرح تعيشي ندمانه عليه طول عمرك .... 


- انا هعيش ندمانه طول عمري لو سبتك !! 

مسكها من معصمها برفق وجذبها لتجلس بجواره ليقول لها بحكمه 

- ماجده افهمى .. انت الف مين يتمناكى .. انتِ من حقك تتحبي زي ماتحبي ، مافيش حاجه اسمها انك تدى طول الوقت .. انت اغلى من انك تفرضي وجودك علي حد .. عارف ان كلامى قاسي عليكِ .. بس والله هو دا الصح وهتيجى ف يوم تشكرينى ... 


ردت مقاطعه 

- بس ياسلييييم .. 

اردف سليم سريعا 

- اسمعينى وافهمينى للاخر الله يرضي عنك ... ماجدة انا فاهم وعارف انك بتحبينى ودى حاجه خارجه عن ارادتك وانا كمان بحبك بس زي اختى ... ومستحيل اكون غير كده معاك .. وواجبى انى احميكى اكتر من نفسي واللي يتعرضلك هاكله بسنانى .. بس القلوب ملهاش سلطان هى الآمرة والناهيه جوانا واحنا عبد المأمور ... 


اجابته باكيه 

- كده بتظلمنى معاك ياسليم ... 

هز راسه نافيا ليقول 

- لا ... احنا اللي بنظلم نفسنا لما نحاول نقرب ونستنى ناس عمرهم ما هيكونوا لينا في يوم من الايام .. ناس مليانه من جواها بغيرنا ياماجده ... 


ثم التقط نفسا عميقا ليقول بابتسامه باهته 

- مش عاوزك تزعلى منى .. تيجى نتفقوا اتفاق !! 


رفعت مقلتيها الباكيتين بانتباه فربت سليم علي كفها بحنو 

- خلينا متفقين انك احلى واجمل بنت في الدنيا كلها .. وبُعدي عنك مايقللش في دا ... اتاكدى ان وجودنا مع بعض فترة مؤقته وانا مش حابب اشحن الفترة دى بذكريات سودة نندم عليها عمرنا كله ..... يعنى ياستى مختصر كلامى هنعيش تحت سقف واحد اخوات وصحاب بس لكل مننا خصوصيته ، لحد ما يجى الوقت المناسب اللي اسلمك فيه للقلبك وعقلك يختاره ويكون بيقدرك ويصونك ... قولتى ايه ! 


كان قلبها يرتعد من قسوة كلماته الناريه ، وتفر دموع عينيها هاربه من خراب جوفها المفجع ، فنتهدت بتثاقل لتقول

- انا اسفه علي كل اللي حصل منى واوعدك انى مش هكررها .. واتمنى تكون مقدر كده .. وبعدين اللي عاوز هيحصل ، حاجه تانيه !! 


تبسم سليم بخفوت ليقول ممازحا 

- عاوزك تبقي مبسوطه وبس يابت عمى ، وانا وعد عليا هحاول مزعلكيش مهما حصل .. يلا عاد امسحى دموعك دى وانزلى اقعدى مع عفاف الصبح شق اصلا .... 


اردفت بصوت منخفض حزين يائس 

- حاضر شويه وهنزلها وانت روح شوف هتعمل ايه !! 


نهض سليم من جوارها منتهدا بارتياح فاخيرا اذاب جبال الهم من فوق صدره ليضع حدا بعلاقته معها ، ثم اردف قائلا 

- فوتك بعافيه عاد ... خلى بالك علي روحك . 


تركها سليم في بحور اوجاعها ترتطم بها امواج القلب يمينا ويسارا وقلبها يعلو ويهبض متأوها علي فقدانه كل اشعه الامل التى كانت تنير دربها للوصول إليه .. 


■■■ 


" انت يابنى ادم يالى برررررره الحقنىىىىى " 

اردفت صفوة جملتها بصراخ وهى تقف فوق سطح المكتب بصوت مرتجف خائف تترقب حركه الفئران اللذين حولوا غرفتها لسريك .. جالسا بالخارج فلم يرف له جفن الشفقه علي صوت عويلها المتصاعد حتى اردفت مرارا وتكرارا

- اااااااه مجددددى الحق في فارين في الاوضه .... اااا يااااماما ..... 

ظلت تتنقل فوق مرتفعات غرفتها بصراخ وخوف لاهث يرعد قلبها ،  اوشكت ساقيها علي لمس الارض فسريعا ما وجدت فار يمر من تحته فتراجعت سريعا بجسد منتفض وهى تنادى عليه بتوسل وهلع .. اخيرا رق قلب مجدى ليقترب من غرفتها بجمود واقفا امام الباب قائلا 

- في حاجه ياااصافي .. 


اجابته باكيه مرتعده 

- ااااااه ... في فار ... لا في فيران كتير الحقنى ..

كتم صوت ضحكه الساخر ليقول 

- عادى ياصافي مش هيعملولك حاجه ... اجمدى .

صرخت بصوت عال وهى تركض بعيدا عندما اقترب منها الفأر لتقول 

- انت بتستهبل بقولك دول كتيررر وانا مش عارفه اخرج من هنا ... 


وضع مجدى يده علي مقبض الباب ليجده مغقلا

- انت قافله الباب ... اعملك ايه ..


- اتصرررررف واكسره .. اعمل ايه حاجه !! 

انفجر ضاحكا علي صوت عويلها وهو يضرب كف علي الاخر قائلا ببرود

- لا خسارة الباب .. وبعدين لو كسرته هيكون ف خطر عليكِ منى .. 


صرخت به منتفضه

- الله يخربيتككك .... انت بتهزر !! 


- والله بتكلم جدا ... اجمدى كده يادكتورة وافتحى الباب اومال دكتورة ازاي وعامله فيها سبع رجاله في بعض .. مش كام فار اللي يعملوا فيكى كده ..


حاولت صفوة التسلل بخفه وجسدها الملتصق بالحائط لتقترب من الباب ولكنها سرعان ما ركضت خائفة بعيدا عندما وجدت احداهم يقترب منها فاردفت وهى تضرب الارض بساقيها 

- اااااااااه .. هما بيتحركوا كتير ليييه .. 

اردف مجدى في سره قائلا بشماته 

- اصلى موصيهم عليك ..  

ارتفع نداء صفوة لتقول بذعر 

- انت رووحتتتت فين !!!!! 

مجدى بصوت عال كاتما ضحكه

- ماهو ياتفتحى الباب وتسبينى اتصرف معاهم .. لتتصرفي معاهم انتِ .. علي فكرة ياصافى سندريلا كانت مصاحبه الفيران عادى متتكسفيش منهم .. 


بمجرد ما انهى مجدى حديثه وجدها فتحت الباب سريعا وهى تركض نحوه قائله بذعر 

- اتفصل اتصرف مع الارف اللي جوه دا !! 

تفتنها مجدى باعجاب شديد وهو يراها في زيها البيتى المكون من بنطلون يصل للركبه وفوقه توب يبرز كل مفاتن جمالها فادرف قائلا بهيام 

- هو انا ماينفعش اتصرف مع اللي بره وافكنى من اللي جوه !!!! 

زفرت في وجهه باختناق فاستدارت نحو باب الحمام لتدفعه بكل قوتها فقال مجدى متنهدا 

- الصبر من عندك يااارب .. هى البت دى بتحلو ازاي كده !! 

ثم فزع من موضعه عندما وجد فار صغير مر فوق قدمه فقال بمزاح 

- لا انا جايبكم تطلعوا عينها هى مش انا .... 


فاقترب من باب غرفتها ليقفل بابها وتحرك نحو الصاله ليحضر مصيده الفئران التى احضرهم بها قائلا بتوعد 

- لكل فعل رد فعل يابت الهواري ..... 


■■■ 


عادت حركه البيت مرة اخري بمجرد بزوغ شمس نهار جديد .. كل منهما يتسارع مع الزمن لاتمام عمله .. فنهضت ورد لتقوم باجراء المهام المعتاده صباحا وبعد ما انتهت من صلاة الصبح اتجهت نحو هاتفها الذي لم يتوقف عن الرنين اتسعت عينيها عندما وجدته سليم .. انتفض جسدها بارتباك 

- اعمل ايه انا بس !! 

ثم استجمعت شتات قوتها لتضع ابهامها علي العلامه الزرقاء مردفه بتوتر وعيون متارجحه

- الو .. 

تنهد سليم الذي يقود سيارته بهدوء قائلا 

- ورد !! 

اصدرت صوت ايماء منفخض ثم اكمل سليم قائلا 

- وجد عندك .. ؟! 

ارتبكت ورد اكثر فاكثر لتقول 

- لا .. ااااه .. 

دار سليم مقود السيارة بغضب مكبوت ليقول

- ااااه ولا لا .... حددى ..


- اصل اصل الصراحه ياسليم انا مش مرتاحه لتصرفات اختى اليومين دول ..


عقد سليم حاجبيه قائلا 

- في ايه يا ورد !!! 

تحركت بعشوائيه في ساحة غرفتها لتقول بعد تردد بالغ 

- بص انا هقولك واللي يحصل يحصل .. بقيت تتكلم مع ادهم كتير وخناقات علي طول مع امى ومراة عمى ، وهى وفايز بردو بقيوا يتكلموا كتير ووجد عمرها ما كانت اكده يا سليم .. انا قلقانه عليها قوى ... 


ضرب مقود السياره باغتياظ ليقول بتوعد

- طيب يا وجد اما طربقتها عليكِ مابقاش سليم الهواري .. 

ثم استكمل حديثه مع ورد قائلا 

- وهى فينها دلوق ..؟


- انا شوفتها ركبت العربيه مع ادهم .. بس معرفش راحوا فين ...


جز علي اسنانه بنفاذ صبر وشرار الغضب يتوهج من عينيه قائلا 

- طب بصي ياورد عاوزك تجبيلى كل تحركات اختك والزفت دا عشان شكلها ناويه علي خراب قريب ... وكمان اي حاجه تعرفيها تقوليلى علي طول .. فهماتى ياورد .. في اي وقت اتكلمى وخلى بالك مش عاوز وجد تحس بحاجه .. 


شعرت بالقلق يقرضها علي مهل حتى اردفت قائله 

- ماشي .. اللي عاوزو هعمله .. 


- تقفلى دلوقتي وتروحى تشوفي راحت فين مع الزفت اللي مايتسمى ده .. 


■■■ 


وصلت وجد للاعتاب مكان شبهه مهجور .. فهو منعزل تماما عن اهل القريه .. ثم اردفت من سيارة ادهم بجسد قلق وخائف قائله 

- انتوا بتصنعوا الزفت بتاعكم دا هنا !! 


هبط ادهم خلفها وهو يغلق باب السياره بعفويه قائلا

- احنا عمرنا ما صنعنا .. طول عمرنا بناخدو جاهز ونوصلوه لرجالتنا .. 

التفت اليه برأسها لتقول 

- واشمعنا المرة دى عاوزين تصنعوه !! 


عقد سليم ساعده امام صدره قائلا 

-عشان العمليه مش جايبه همها .. من ايد لايد الحاجه بتتنظر .. وكمان عاوزين يكون لنا بصمتنا في السوق ومنوزعش حاجه كل الناس بتوزعها .. وماقدميش غيرك ياوجد انت اللي هتقدري تعملى كده !! 


رفعت عينيها بسخط لتقول 

- بس دا مش شغلى .. دا شغل صيادله يا ادهم بيه .. 


- يلا كلكم معجونين بعجينه واحده فرق مكتب تنسيق مش اكتر ...


نظرت له بعيون ضيقه 

- مش فاهمه ! 

اقترب منها ادهم متبسما ليقول 

- واحنا مش جايين هنا نتسايروا ياوجد يلا شوفى شغلك ... 

خفق قلبها ألما لتقول متسائله 

- انت واثق فيّ ليه ؟! اش ضمنك انى ممكن ابلغك عنك .. 


مط شفته لاسفل قائلا 

- ما هو انتِ لو ناويه تعمليها مش هتقولى لى اكده .. هتروحى تبلغى علي طول .. اما انت اعقل بكتير انا خابر زين .. مش هيهونوا عليك العتامنه تخسفى بيهم الارض بعد اللي وصلوله ... 


رمقته بنظرات ساخره فتأهبت للتقدم نحو البيت المهجور حتى وقفها صوته المزعج قائلا

- وجد .. الشغل مافهوش هزار .. واتاكدى انك محتاجانى زي مانا محتاجلك ... 


وقفت لبرهه تستوعب قذيفه كلماته ثم رفعت رأسها للسماء راجيه ربها ان يزيح عنها ما ابتليت به ... 


■■■ 

" مرسي اوى .. اتفضل كتابك اهو " 

اردفت نورا جملتها وهى تقف امام عماد بجسد مرتجف بدقات قلب الحب .. رفع حاجبه متعجبا 

- انت لحقتى تخلصيه بسرعه كده .. 

ابتسمت بفرحه قائله بهدوء

- انا مش عاوزه اقولك انى منمتش اصلا طول الليل سهرانة عليه لحد ما خلصته .. بجد شكرا مرة تانيه لانك كنت سبب في ليلى الطويل يعدى بسرعه كده . 


مط شفته لاسفل ليقول

- للدرجه دى بتحبي القراءه !! 

هزت كتفيها بتلقائيه لتردف بثغر متبسم 

- بدور علي نفسي بين السطور والكلمات .. بسكر من الشعر .. ورحى بتتخطف من الروايات والحكايات اللي مابقتش للاسفل موجوده في زماننا .. الشخص اللي مابيقرأش بيخسر كتير .. 


ظل يتابع حديثها بإعجاب وتعجب علي الحاله التى كان بها اثناء استماعه إليه فوجد في حديثها لذه خاصه يكاد ان فقدها منذ زمن .. فهتف قائلا 

- ياستى في مكتبه كبيره في القصر كلها بتاعتى تقدري تروحى تاخدى منها اللي يعجبك ... 

اتسعت حدقة عينيها فرحه لتقول بامتنان

- بجد انا مبسوطه اووى .. ومش عارفه اشكرك ازاي .. 

ابتسم بامتنان ليقول 

- مافيش مابينا شكر .. اي وقت حابه تروحى تجيبى كتب قوليلى يمكن افيدك بحاجه .. 

رمقته طويلا بقلبٍ يتراقص من لذه حديثها معه لتقول

- طيب هو انا ممكن اقول حاجه واعتبرها شكر مقدم عن كل اللي قولته .. 


استدار ليجلس علي الاريكه بوقار ليقول 

- قولى ياستى .. 


فرك كفيها بارتباك لتقول 

- ممكن ادخل احضر فطار ونفطر سوا ... 

صمت لبرهه حتى بدت معالم الياس علي ملامحها وبعد قليل نظر إليها باسما ليقول

- مع انى مابفطرش .. بس ماشي مافيش مانع نفطر وهنزل معاكى نجيب الكتب اللي محتاجاها ... 


لم تستطيع تصديق ما قاله كان قلبها ان يقفز من مكانه ليرتمى به شوقا .. ظلت تنظر له باندهاش وتساؤل فما القوة الساحرة التى تمتلكها الكتب لتطغو على قلبه قبولا لها  ،، اما عن حالته فكان يتسائل متعجبا ومستغربا فكيف يسمح لنفسه ان يتناقش بصدر رحب مع انسانه اغتصبت عالمه الخاص بدون ادنى مجهود منها ، فما الهدوء الذي يكسوه بمجرد حديثه معها علي عكس ما كان يراها من قبل !!! 


■■■ 


" طيب ياعفاف اشوف وشك بخير عاد " 

اردف محمد جملته وهو يقبل جبهة امه بحب ... فربتت امه علي كتفه بحنان 

- تخلى بالك يامحمد .. ومتنزلش البحر ياولدى وكلى زين ورُم عضمك انت عريس ومحتاج تتغذي .. 

ضحك بصوت مسموع ليقول 

- متخافيش انت بس .. ادعيلنا كده ننبسط وربنا يبعد عننا عيون ثريا .... _ثم التفت ليسر_ سوري يعنى ياسو بس امك شووم جوى .. 

رمقته بحده لتقول 

- اتلم .. ملكش دعوة باماما .. 

قهقهه محمد ليقول 

- ربنا يجعل كلامنا خفيف عليها ... هااا هحلق امشي قبل ماتنزل وتفتحلنت تحقيق ..


يسر بضيق 

- اي يامحمد انا لازم اسلم علي امى الاول .. 

- حبكت يعنى يايسر مانتى عايشه معاها ٢١ سنة مزهقتيش!! 


هتفت ثريا من اعلى لتقول 

- والله عال وكمان بتقسي بتى عليّ ياولد عفاف .. 


تنحنح محمد بجزع 

- جالك الموت ياتارك الصلاه ..

ثم التفت الي يسر قائلا بسخريه 

- نبرتى فيها ياختى !!! اشربي بقي ..

رفعت يسر عينيها لاعلى قائله 

- صباح الخير ياماما .. شوفتى كنت جايه اسلم عليك عشااااان ..


هبطت ثريا درجات السلم ببطء لتقول 

- عشان ايه ياقلب امك !!!!! 


ابتسم محمد قاصدا اثارة غضبها 

- شهر عسل ياحماتى .. عاوزين نعسل زي خلق الله ..


نظرت لابنتها بعيون واسعه يحاصرها الكحل الغزير لتقول بحده 

- نفسك حلوة قوى !! بس انا بتى ماتبعدش عن حضنى ... ولا ايه يايسر !! 


ارتبكت يسر بخوف من نظرات امها مما جعلها تتراجع خطوتين للخلف 

- هاااا !! طبعا اللي تشوفيه .. ولا ايه يامحمد ..


زمجرا رياح صوت محمد غضبا ولكن سرعان ما التهمته عفاف لتقول 

- جري لراسك ايه ياثريا .. ولدى واخد عروسته يفرحولهم يومين اش حشرك مابينهم انت ... 


- بناتى يبعدوش عنى ياعفاف ... وطول عمري قافله عليهم ومعوداهم رجلى علي رجلهم في اي مطرح ..


محمد بتأفف 

- صلاة النبي !! دانت عاوز تيجى معانا ياااك !!  ما هى ناقصه !! 


قربت يسر منه لتمسك كفه متوسله

- محمد والنبي متجادلش معاها .. 

نظر لها معاتبا حتى التفتوا سويا الي صوت عفاف التى هتفتت قائله

- هاااااا !! وهى الواحده لما تتجوز تحكم عليها امها لييييييه!! 


- والنبي اطلعى منها انت ياعفاف وهى تعمر ..


قطع محمد حديثهم قائلا

- طيب انا هاخد مراتى واخلع وانتوا خلصوا خناق علي مهلكم .. يلا فوتكم بعافيه ..


تأهب محمد كى يحمل حقائبه .. فاوقفه نداء جده قائلا 

- محممدددد رايح فين .. 

القى محمد مابيده جازعا ليقول بهمس 

- دا مابقاش شهر عسل دة بقي شهر اسود علي دماغى .

ثم التفت اليه قائلا 

- واخد مرتى بتفسحوا كام يوم ياهواري قبل ماانزل الشغل ... 


اقترب جده قائلا بحزم 

- مافيش سفر النهارده !!! 

صوبت عيون متسعه نحو قرار الجد ليقول 

- عاوزكم بعد الضهر كلكم .. وبعدين سافروا براحتكم واتبسطوا ..


محمد بفضول 

- في حاجه يا هواري ؟! 


- المحامى جاي الضهر .. وتركتى هتتوذع عليكم بما يرضي الله .. روح ريحلك ساعتين وبالليل سافر .. 

اومئ محمد مستسلما 

- اللى تشوفه ياجدى .. 

قائلا من وراء اسنان المنطبقين

- نبرتى فيها ياثرياا !!


■■■


" خلاص ياستى اهم ٣ فيران بالتمام والكمال جوه المصيده .. مافيش فيران تانى جوه " 

اردف مجدى جملته بثقه وهو يزاولها بالمصيده ، قرمقته صفوه بعناد مردفه 

- وانت بقي اش عرفك انهم تلاته .. وان مافيش تانى !

اتسعت ابتسامه مجدى ليردف سريعا بدون تفكير 

- منا جايبهم تلاته والله ..

شهقت بصوت عال لتقول 

- طب والله كنت حاسه انك ورا الحركه العبيطه دى .. 

ضرب مجدى جبهته سريعا

- انت فهمتى ايه بس .. قصدى انى دورت في الاوضة ملقتش تانى ... 

ندت منه صفوة بنظرات تهديديه 

- شوف يامجدى هتشتغل لي في الازرق .. هشتغلك في قوس قزح كده رايح جاي لحد مايبانلك صحاب .. 

ابتسم مجدى ثم غمر لها بطرف عينيه 

- طيب ولو قولتلك انى مش عاوز من قوس قزح كله غير اللون الاصفر اللي كنتِ لابساه .. 


ضغطت على مشط قدمه بقوة مما جعلته يتأوه فجاة لتقول 

- لاحظ انك بقيت تتطاول معايا ودا مش لمصلحتك .. خاف منى .. 


رفع مجدى المصيده التى بيده أمامها ليقول 

- اتنيلى اخرك بؤ والسلام تلات فيران لبسوكى في حيط .


تراجعت للخلف صارخه 

- طبيعى كل البنات بتخاف من اي حاجه ليها رجلين وبتتحرك .. 


- اومال مش خايفه منى ليه بقي ..!!

ابتسمت بمكر لتقول

- والله انا خايفه عليك احسن احطك في دماغى ومعرفش اخرجك غير عالتُرب .. 


- عنيفه اوى .. تُرب أي بس ياشيخه وهو الواحد لحق يخش الدنيا لما توديه علي الترب !! 


- مجدى .. سوري يابيشمهندس مجدى اطلع من دماغى وبلاش الحركات النص كوم دى .. مش معنى انى خرجت من اوضتي ٥د دخلت فيهم الحمام تحطلى فيران في الاوضه !! اي الهبل دا !! 


- وطالما هو هبل خوفتى وصوتى ليييه هااا .. دانا كنت خايف احسن الواد محمد يسمعك تحت ويفضل يقر عليا ويقول ماشيه معايا حلاوة ف السكينه وانا مظلوم ولا دوقت حلاوة ولا مسكت سكينه !! 

زفر بنفس صبر وغل في وجهه ثم دار بجسدها قائله

- انت التعامل معاك لا يطاق ... ربنا يهون علي الايام دى واخلص بقي .. 


مجدى متوعدا وهو ينظر للفئران

- ورحمة ابويا مسيرك تخشي مصيدة مجدى الهواري وساعتها ماهرحكمك ..


ثم سمع صوت علي الباب فتحرك نحوه ليردد بهمس 

- تلاقيه محمد طالع يكمل نبر .. 


فتح الباب فوجد محمد بالفعل امامه قائلا 

- العريس اللي محدش شايف وشه ماكفاية ياعم بلبطه في العسل دانا تعبتلك ..


- ياشيخ اتنيل دا لو عايش مع الشحات مبروك ما هتسحل السحلة دى .. 


- المهم هات مراتك وانزل تحت بعد الضهر .. جدك عاوزنا ..


مجدى باستغراب 

- هو هيجوزنا تانى ولا ايه !! 


- ياشيخ انتيل وانت اتجوزت اولانى احنا هنصيع علي بعض ياولد ابوي !! 


- ياعم خلاص بلاش تقطيم سبنالك انت العسل .. اطرق يلا مش بلغت رسالتك !! 

محمد بفضول وهو يتكأ علي جانب الباب

- الا قولى يا مجدى انت طلبت من عم عبده يجيبلك فيران ليه !! 


مجدى بحسره

- هو لحق يقولك !! 


- هههه دا لو مكنش قال لقنا كلها .. 

شرع مجدى في غلق الباب بوجه اخيه

- امشي يامحمد طاااب خلينى الحق المصيبه دى  ..

منع محمد قفل الباب بكفه ليقول ممازحا 

- لو على صفوة فعاوزه ديناصورات وحياتك مش فيران ..  ربنا يعينك يابطل ..... 

قفل مجدى الباب بوجهه متحسرا ومتوعدا

- اخرة اللي يأمن لبوابين !! طيب ياعم عبده !! 


■■■ 


" اكلى عجبك " 

اردفت نورا سؤالها بهدوء .. بعدما ظلت تراقب عماد اثناء تناوله للفطار باعجاب وتركيز شديد .. فرفع عينيه قائلا برضا 

- اااه تسليم ايدك والله .. تعرفى ان دى اول مرة افطر فيها من بعد وفاة نيره .. 


تنحنحت بخفوت تبتلع به غصة احزانها 

- الله يرحمها .. هى اتوفت ازاي . 

فكر لبرهه حتى تبدلت ملامحه حزنا .. شعرت نورا بالتسرع في سؤالها فردد سريعا 

-انا اسفه مش قصدى والله .. اعتبرنى ماقولتش حاجه .


ابتسمه زائفه شقت ثغره ليقول باسف

- السرطان خدها منى .

تنهدت بألم يخترقها من الداخل لتقول 

- ربنا يصبر قلبك ... هى اكيد دلوقتي في الجنه وفي مكان احسن من هنا بكتير .. 


- فعلا .. ويمكن دى الحاجه اللي بتهون عليا فراقها انها في مكان احسن من هنا .. 


القت سؤالها بتردد

- واضح انك بتحبها اوى ..


تنهد عماد بصوت مسموع 

- ويمكن المشكله انى حبيتها اكتر من اللازم عشان كده ضاعت منى .. 

- متقولش كده .. انت لو بتحبها فعلا مكنتش هتتمنى تشوفها موجوعه طول الوقت وانت مش في ايدك تساعدها . 


- موتها رحمها هى .. بس سابتلى سرطان الفراق ياكلنى انا .. 


كلمته اعتصرت قلبها لتقول باسف 

- اسفه انى فكرتك .. 

ابتسم ابتسامه خفيفه 

- متعتذريش .. لانى مش بنسي عشان حد يفكرنى .. 


فركت كفيها بارتباك 

- طيب تعالى نقرالها الفاتحه سوا  .. 

لمعت عيونه لطلبها الغير متوقع فظل يرمقها من كل لحظه والاخري وهى ترتل سورة الفاتحه بصوت منخفض جدا ، لكنه لم يعلم من اين انبعث شعاع نور اخر بداخله فجاة ملئه بأمل رؤية الحياة مرة اخري بعيون اخري .. ربما مصدره عينيها الذي ينبعث منهما حب غير متناهى .. 


■■■ 

" في الظهيره " 


اجتمع آل الهوارة كلهم في غرفة الاجتماعات وبينهم المحامى واثنين من كبار العائلة فثارت صفوة قائله بصوتها العالى 


- بس دا ظلم وربنا مايرضاش بالقسمة دى !! 


وقف راجح امامها بهيئته الموقره قائلا 

- طلعتى جدك ظالم على اخر ايامه ياصفوة !! 


- وحضرتك لما توزع التركه علي اربعه ونصيب كل واحده فينا مع جوزها دا تسميه ايه ... هو دا الحق ؟! 


تدخل مجدى لتهدئة الامر

- صفوة اهدى وبعدين نتكلم ..

ثارت بانفعال 

- لا مش ههدا .. تقدر تقولى حضرتك لما ابويا يرجع ميلاقيش حاجه من ورثه !! ولا نقوله استنى لما استئذن جوزى عشان اجيبلك منه فلوس وورث .


اكملت ثريا منفعلة 

- جاى تظلم بناتى ياعمى .. طيب ليه هو دا ذنبهم انهم ولايه !! 


- انا مظلمتش حد ياثريا .. ولما جوزتهم لولاد عمهم كنت عامل حساب لاكده .. ولو اتكلمنا بالشرع والقانون والورث .. ليهم التلت وكمان هيشاركوهم فيه  ولاد عمهم عشان مش معاهم اخ  .. وبحسبتى كل واحده منهم واخده حقها بزياده كفايه معاها راجل يصونها لاخر العمر .. وبعدين ده مالى وطالما لساتنى بعقلى انا حر .. واعمل اللى شايفه صووح ..


ثريا باغتياظ

- ولما واحده فيهم تتطلق يبقي حقها علي اكده بححح خلاص طلعت من المولد بلا حمص .. اعمل حاجه لاخرتك ياراجح بيه ..


- اولا احنا معندناش بنات عيطلقوهم ولاد عمهم .. ثانيا كويس انك فاكرة انه في اخرة ياثريا .. 


سليم بغضب مكتوم

- ياجدى انا شايف انك توذع نصيب كل واحد بالدين ونبقوا خالصين ..


- لا ياسليم مش هيحصل غير اللى قولته وبنات عمكم هيفضلو طوق قي رقابيكم بعد ما اموت وكده اضمن انكم مش هتفترقوا واصل ياولدى ...


- دا جنان رسمى !!

هرب اللفظ من بين شفتى صفوة بدون رقابة مما اثار انفعال الجد اكثر قائلا 

- ما هو لو كلامى متنفذش هكتب تنازل عن كل ممتلكاتى للجمعيات الخيريه واجحرى على جدك عاد ياصفوة .... خولص كلامى ... شوف شغلك يامتررررر .. 


تبادلت العيون فيما بينها بذهول وعدم استيعاب بين معظمهم والبعض الاخر صامت لا يُبال منتظر ما يتم الانتهاء عليه .. 


■■■ 


" عاااااش ياوجد .. تسلم ايدك يابت عمى والله هو دا الشغل ولا بلاش " 


اردف ادهم جملته باعجاب بعد ما تذوق التجربه التى اعدتها وجد ... ثم اردفت قائله 

- هو دا اللى انت عاوزه ؟! 


- وطلعتيه احلى يابت اللذينه والله لو ترضي بس لبوس دماغك الجوهرة دى .. 


زفرت باختناق 

- انا همشي ....


- استنى بس لسه متفقناش .. هتبدئى الشغل ميته ؟! 


- اووووف الوقت اللي عاوزو ياادهم .. بس يكون في علمك شحنة واحده بس اللي هعملها .... وبعد كده يفتح الله .


رمقها بمكر 

- نحضروا احنا بس اول عمليه وبعدين نشوووووف بعدين .. 


- عاوزه اروح ...

دنى منها للحد الغير مباح 

- ياباشا دانا اشيلك علي يدى واروحك ..

ابتعدت عنه بنفور ثم تركته وغادرت

- اوووف اوعى كده ... 


رمقها بخبث ثم رفع نظره نحو الكاميرا المخفيه من اعلى

- عتحلمى يابت سالم .. هو دخول الحمام زي خروجه 


سارت وجد نحو السيارة تزيل دموع عينيها بحزن وندم تشعر بأن جبلين ينطبقين عليها هتعتصر هى بالمنتصف قائله 

- يارب انا اسفه .. سامحنى انت عارف انى مجبورة علي كل دا ......

ثم تنهدت بحرقه لتقول 

-يارب ابعد سليم عن طريق ادهم واحميييه ياااارب ..


■■■ 


" ورد ماتفتحى الباب كنت عاوزك في موضوع اكده " 

اردف فايز جملته وهو يقف امام غرفة ورد التى ترتجف من الداخل قائله 

- امى ومراة عمى راحوا فين .. 


اتسعت ابتسامة فايز قائلا 

- تقدري تقولى ان البيت كله مافهوش غيرنا .. افتحى عاد وبطلى حديت ماسخ .. 


ارتعد بغرفتها وهى تنظر للاعلى

- فينك بس ياوجد !! استرها يارب ..


ثم رفعت صوتها قائلة

- وراي مذاكره ومش فايقه لرغيك روح اتكل على الله ..


وضع فايز كفه داخل سترته بخبث 

- طيب لو فتحتى هقولك وجد فينها وعتعمل ايه دلوق 


ركضت نحو الباب سريعا لتقول

- اكيد في المستشفي .. انت جاى تشتغلنى !! 


اردف بثقة 

- وهى وجد من ميته عتروح المستشفي مع ادهم !! 

ارتعد قلبها اكثثر لتقول

- قصدك اييه .!! 


- افتحى وانا هقولك.. 

التقطت نفسا طويلا ثم وضعت يدها علي مقبض الباب تفتحه بتردد وكف مرتجف متجهه نحو حبال فضولها كى تصل لخبر ما تنقله لسليم .. صوت قفل الباب يتحرك ببطء شديد .. وعلى حدا يتراقص قلب فايز فارحا متسعدا للانفراد بحبيبته .... 


■■■ 


" زي ما عقولك راجح طربقها علي دماغ الكل .. وانت عتقولى اهدى !!" 

باسطة جسدها في وسط فراش مجهول مرتدية قميصا باللون الازراق وتتمايل بغضب وضيق ونيران الشر تتوهج من كل اجزاء جسدها .... وعلي حدا يقف الاخر امام المرآة ليصب كأسا من الخمره ويرتشفه مرة واحده 

- منا قولتلك نقتله ونستريح مسمعتيش كلامى ... 

طبقت ساقها فوق الاخري لتقول بندم 

- ياحيدر انا كل يوم بلوم نفسي انى مسمعتش كلامك .. بناتى وخسرتهم والورث كمان بح ... وبصراحه بناتى اجبن من انهم يعملوا اللي طلبتو منهم .


دنى من مخدعها ليجلس بجوارها مرتديا شُرطٍ قصير ويشعل سيجارته

- بالعكس ياثريا .. بعد اللي عمله الهواري هتبقي عود كبريت زين تولعى بيه النار في قلوب بناتك .. وكده هينفذوا كل كلامك بالحرف .. وانت وشطارتك ..


نصبت عودها لتجلس بالقرب منه وتحرك ذراعيها فيصدر ذهبها صوتا مزعجا 

- انت شايف اكده ؟! 

شد نفسا عميقا من سيجارته وهو يتفتنها بنظرات شهوانيه 

- انا مش شايف غير اكده !!!!! واقفلى النور اللي جمبك ده متبوظيش علينا الليله .. انت متعرفيش انا بستنى اليوم دا في الاسبوع قد ايييه !!!! 


اطلقت ضحكه عاليه بميوعه قائله 

- يخربيتك واحنا في ايه ولا في ايه بس!!! 

استدار ليطفىء سيجارته بالمطفأه ثم يدنو منها اكثر قائلا 

- احنا في كل حاجه تظبط مزاجنا ياثرية قلبي ........................


تكملة الرواية من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close