أخر الاخبار

رواية أباطرة العشق الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم نهال مصطفى جميع الفصول كامله

 رواية أباطرة العشق الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم نهال مصطفى جميع الفصول كامله 


رواية أباطرة العشق الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم نهال مصطفى جميع الفصول كامله 


الفصل السادس 

تجوب غرفتها ذهابا وايابا بقلقٍ يتراقص علي اوتار قلبها ، اصبحت معلقه بخطاطيف امل باهت مشوش  .. اصبحت تعيش تحت رحمة امر مهددا بالزوال وربما زال ولكنها مُصرة ان تتوهم بوجوده لانه شُعاع النور الوحيد في حياة احتلتها عتمة الفراق .. هو النبض الذي يُثبت تواجد قلبها بداخلها . 


تتردد في اذانها اخر كلمه قالها عمها 

"دخلتك علي بت عمك زي مااتفقنا اخر الشهر .. ومهرها هو راس سليم الهواري .. وإلا معنديش بنات للجواز " 


¤¤¤

في ذلك الصباح ارتدت وجد ملابسها متأهبة للذهاب للمشفي لاداء عملها ولكنها صُدمت بوجود جلادها علي اعتاب قصرهم 

" مااحنا لو نسمع الكلام هنبقوا حلوين قوووي " 

اصدر ادهم جملته من خلفها مما جعلها ترتجف قليلا ثم استجمت قواها معانده لتجيبه متأففه

" مااحنا لو كل واحد فينا يخليه في حاله هنبقي احلى والله " 


قهقهه بصوتٍ مرتفع ثم اقترب منها هامسا

- صباح الحُب يابت عمى .. 


زفرت بضيق مردفه

- صباح الزفت عليك ..  !!


تحرك ببطء حتى توقف امامها قائلا بهدوء 

- مقبوله منك .. المهم حابب نفطر سوا انا وانتى كأي عريس وخطيبته فالجنينه ،، هاااا قولتى اييه ؟! 


زفرت بقوة وخطت متاهبه بالمغادرة

- قولت اللهم طولك يااروح بدل ماارتكب جنايه علي وش الصبح اكده .


قبض علي معصمها بقوة مما جعلها تتأوهه بصوت مسموعٍ

" لما اكلمك تقفى تكلمينى عدل .. مفهوووم ياوجد " 


صرخت في وجهه بحده

- انت اتجننت كيف ماسكنى اكده .. حوش يدك عقولك ...


اعتصر ذراعها اكثر وهو يقربها منه رغم عنها قائلا بنبرة استفزازيه 

- ايييه هتعملى فيها خضرة شريفه !! اش حال شايفك بعنى وااا .......


لطمته وجد بكل قوتها علي وجنته قائله بنبره تهديديه 

- اخرررررررس ..  انا اشرف منك ومن عشرة زيككك وكلمه كمان مش هقولك ممكن اعمل فيك ايه ،، بس هسيبك لخيالك ... وبلاش سكتك دي معااي !!


غلت الدماء في عروقه والتهبت عينيه بالغضب ، شعرت وكإنما روحها خضعت لمصرعها امام يديه ولكنها التزمت ثباتها وقوتها .. جز ادهم علي اسنانه محاولا تمالك اعصاب ولكن طبعه الصعيدي اسبق بأن يقاوم جيوش غضبه بل انقض عليها بقوته ممسكًا بخيوط شعرها المنسدله خلفها مزمجرا

" هي حصلت عتضربينى عشانه " 


تأوهت بين يديه فاردفت قائله بصراخ 

" ااااه .. واقتل اي حد يغلط فيّ ويجي علي سمعتى ... بقولك سيبببب شعري .... اااااه يااعمى الحقنى " 


دفعها بكل قوته لداخل القصر 

- محدش هينجيكى منى .. ورحمة ابويا وابوكى لاخليكى تتمنى الموت .. 


وضعت كفيها علي شعرها متألمه محاوله استفزازه اكثر

- ااااااه .. انا مش عارفه انت هتفضل واهم نفسك لحد ميته !!... فوق من وهمك فووووووق عمرى ماهبقي مرتك يااااادهم عمررري ......  .....


ضغط علي شعرها اكثر وألقي بها ارضًا ورفع كفه لأعلي كي يصفعها بكل قوته ولكن اتاه صوتًا جعل حركه كفه تُصاب بشللٍ .


- يددددك ياولد فؤاااااااااااااد ..


ابتعدت وجد عنه زحفًا محاوله تفادى شره وهي تلتقط انفاسها بصعووبه .. اقترب عمه منه ممسكه بياقته 

" انت هتعقل ميته وتبقي راجل ... فهمنى؟ " 


اجابه بصوت اجش 

- واحد وعيربي مرته .. مالكم انتوا ..


حيدر دفعه لبعيد بقوه 

" وهى الرجول بقيت بمد اليد .. والله عااااال !!! ومن ميته عنضربوا حريم احنا .. شكلك نسيت قوانين العتامنه " 


- لما تكون حريمهم ناقصه ربايه ندفنوهم مش نضربوهم وبس ياااعمى .. 


صرخت من خلف عمها بقوه

- انا متربية غصبن ( غصب) عن عينك .. وطالما انا وحشه قوى اكده ماسك فيا ليهه ... ماتسيبنى في حالى .. جااي تتشطر علي ولية ياادهم ..!!!


ركضت امها ( كوثر ) صوبها بلهفه 

- حسكم عالي ليه .. مالك يابت جري ايه ؟!!!!!


تجاهلت وجود امها وعمها تماما ثم اقتربت منه بعيون متسعه وبنبره تحذيريه فاردفت قائله 

- لو هتضرب فيا كل ساعه بردو مش هنساه ياادهم .. بالعكس كل يوم بقرف منك اكتر .. وبعدين روح اتشطر علي اللي عتقف قدامه جبان كيفك كيف الفريسه لما تقف قدام صيادها ...... 


فوجئت بأمها تجذبها بقوه من شعرها 

- تصدقي انك بت عديمه الربايه صووح والقتل حلال فيكى ...


ارتفع صوت صراخها متألمه 

- انا اتقتلت من يوم ماابويا مات يامه .. مش هتفرق عاااد  ....


اجتمع حشد القصر يترقبون الموقف بذهول وهم يتهامسون بينهم بأبشع اتهامات الهتك والقذف .. ارتفع صوت عمها بقوه ليقول

- نزلى يدددك من عليها .. 


لازالت كوثر تضربها بقوه

" سيبنى اربيها ... ابوها جلعها ( دلعها ) قوي وانا اللي عدفع التمن دلوق " 


حيدر بصوت اقوى : قولت بعدي يدك يامره..... 


دفعتها امها وكلاهما يتلقطان انفاسهما بصعوبه .. اقترب حيدر منها بهدوء 

" تعالي معاي يا وجد ... يلااااااا امشي قدامى " 


هتف ادهم قائلا بنبره توعديه 

" ورحمه ابويا وابوكى ما هسيبه يتهنى بيكى يوم واحد ياوجد ...... هقتللللله وهتشووووفى " 


اصاب جسدها الوهن وسال كُحلها الذي انخرط ممزوجًا بسيول دمعها فوق وجنتيها وهى تتجه نحو غرفه المكتب .. وقفت امام عمها بخوفٍ وقلقٍ ملحوظ .. ربت علي كتفها ثم اردف قائلا 


- انت عاوزه سليم الهواري ؟؟!! 


وقع السؤال علي صدرها كالصاعقه .. لم تستوعب صدمة السؤال التزمت الصمت وكإنه الطوق الوحيد لنجاتها .. دار عمها وجلس فوق مقعد مكتبه بهيبه ووقار وفجاة رفع نبرة صوته وضرب الارض بعكازه

- انا لما اسأل تنطقي !!!! 


ارتجف جسدها اكثر وبللت حلقها الذي جف 

- مم .. ااااه ... اصصص ... اااناااا .........


رفع حاجبه مستفهما 

- انطقىىىىىى .


انخرطت دمعه من عينيها رغم عنها بجسد مرتعش ثم حركت راسها بالنفى تأمل حيدر ملامح وجهها بعنايه قائلا 

- اااااااااااه ردى ! 


اجابته بصوت مرتجف

- ل .. ااا ... لالا ياعم ..


اعتلى ثغرة ابتسامه ماكرة ثم وثب قائما 

- اومال اي الحديت اللي عتقوليه لولد عمك دا !!!


ابتلعت ريقها مجددا ثم قالت بتردد

- عارفه انه عيكره ولد الهواري قوى .. وانا وانا عحاااول انتقم منه واخد حقي من ادهم بمجرد سيرته .. وبس اكده ..... 


التوت شفتيه بعدم تصديق ثم اقترب منها وقبل جبهتها بابتسامه مكر 

- كنت متوكد من تربيه اخوى زين ... 


شعر قلبها بالارتياح قليلا فحاولت ان تغير مجري الحديث

- عمى انا كنت عاوزه انزل الشغل وادهم مانعنى ... لو تسمحلى يعنى .. 


رد مقاطعا : دي حاجه في يد جوزك .. انا ماليش ادخل فيها وهو مش راضي ... 


اجابته بحنقه وضيق

- لا ... مش جوزى ولا عمره هيكوووون .. 


اغمض عينيه بحده واعتلت جمهرة صوته 

- خولص ( خلص) الكلام ياوجد ... تقعدى في اوضتك لحد مانوصلوكي لبيت جوزك وبكده مهمتنا انتهت ...


شرعت ان تُجادل في طلب حريتها ولكنه قطع جميع حبال الجدل .. فوجئت به ممسكا بكفها وسحبها خلفه في ساحه القصر الشاسعه مناديا بصوت جمهوري قوى 


- ياااااادهم . . ياااااادددهم .. 


ات الجميع مرة اخري لمتابعه مستجديات الحديث وكان من بينهم ادهم متأففا 

- خير ياعمى .. على الله تكون كسرت دماغها .


رمى حيدر نظرة ساخرة علي وجد ثم اردف قائلا 

- دخلتك علي بت عمك زي مااتفقنا اخر الشهر .. ومهرها هو راس سليم الهواري .. وإلا معنديش بنات للجواز ..... قولت اييييه يااادهم !!! 


شهقت وجد واختها التى استيقظت من نومها للتو .. شهقة عاليه في آنٍ واحد وعلي حدا ارتسمت ابتسامه واسعه فوق ثغر ادهم وامها وكإنما بينهما اتفاق سابق علي شيء ما لا يدركه سوواهم ..


وضع ادهم كفه فوق صدره بشماته

- اعتبره حصل ....


فكت وجد قبضه كف عمها الحديديه  ثم اندفعت نحو غرفتها ساحبه معها سيول ضعفها وعذابها ، ثم لحقت بها اختها الصغري علي عجلٍ 


¤¤¤

في الوقت الحالي 

" اهدى اهدى ياوجد "

رددت اختها جملتها بوهنٍ بَين مُشفقه علي حال اختها .


ابتعدت عنها  مسرعه 

- انا لازم اكلم سليم دلوق ....


لحقت بها اختها مُجلجلة

- ياوجد استنى بس .. هتكلميه تقوليلو ايه ..


اعتلت شهقتها فجاة وارتمت بجسدها بين ذراعى اُختها بجسدٍ مرتجف وصوت نحيبها مكتوم  .. ربتت عليها اختها بشفقه تتسائل ما الذنب الذى ارتكبه شقيقتها في حياتها إلا انها احبت ، هل اصبح الحب السلطه الوحيده التي يمكن ان تنقلب عليها الراعيه في هذا الزمان !!! .. 


■■■


ثوب فرحتها اصبح فضفاضًا يسع العالم كله .. متغنجه امام مراتها بعودٍ منتصبٍ تضيق جنب جلبابها علي خصرها بفرحه زاهيه .


- اي رايك كده يانورا .. عباية الحنه عاوزه تضيق شويه .. بصي بصي هخلي الخياطه تاخدها قيراطين من اهنه ...


ثم التفت حولها باستغراب 

- نووورا ... انتِ مش معايا خاالص !! 


بللت اختها شفتيها بطرف لسانها بتوتر 

- هااا .. !! في حاجه ياماجده ؟! 


عقدت اختها حاجبيها بضيق وهي تقترب منها لتجلس بجوارها 

- لااا دانتى دماغك في حته تانيه خالص .. اي اللى واخد عقلك ؟! 


ابتلعت غصه احزانها محاوله الهروب من سؤال اختها 

- لا عااادى .. معاكى ، كنتي عتقولى ايه ؟!! 


نظرت اليها بعيون ضيقه 

- اوعى تكونى عتفكري في كلام امك اللي قالته !! 


غمغمت نورا بكلامٍ غير مفهوم مما ادى الي اتساع حدقة عيني ماجده باهتمام

- انتى عتكلمى نفسك يانورا ؟! 


وقفت اختها متأهبه للذهااب 

- نازله انا .. يلا شوفي كنتى عتعملى اييييه ؟! 


ثم تركتها وغادرت دون ان تنتظر منها ردًا .. وفتحت الباب صُدمت بوجود عماد امامها ، تراجعت خطوة للخلف وعلقت عينيها بعيونه الحزينه ، كانت كل نظرة من عينيه مُغريه لمعرفة اجابات لاسئله كثيره بين طياتهما .. رمقها هو بنظره حاده كإنه رأي جنية علي صورة بشر  .. 


- ازيك ياعماد ؟!

خرج السؤال من بين شفتيها بدون تفكير مما جعلها تضع اناملها فوقهما نادمه .


تنحنح بخفوت بعدما  دار وجهه للامام متأهبا للمغادرة مُتجاهلًا تماما سؤالها البريء الذي هرب من ثغرها رغم عنها وتركها وغادر حاملا بداخله نيران تحترق فهو رجل بدون حبيبته كإناء فارغ لا يملأه سوى تواجدها بجواره . 


تصرفه جعل قلبها ينخلع من موضعه فانهمرت دموعها بغزاره وكف مرتعش فاستدارت بجسدها وعادت الي غرفة اختها تحتبس اصوات بكاؤها بداخلها وتقفل عليه الف باب ، حتى باب الغرفه اغلقته ووقفت خلفه تسند قلبها الذي لم يَكف عن الضرب بجدار صدرها .. ركضت نحوها اختها بلهفه 

- نوورا !!!! مااالك ؟ حصل اييييييه !!!! 


■■■ 


لم تكف صوت قهقهته التى انفجرت من فمه محاولا تصديق ما سمعه منها 


محمد محاولا التوقف عن الضحك

" يعنى امك بنفسها قالت اكده !! والله امك دي لسعت " 


نظرت له يسر باستغراب 

- انت عتضحك ؟؟! محمد مش عهزار والله .


انفجر مجددا في ضحكاته العاليه

- بس امك هزارها حلو قوى .. كيفنى الصراحه .


التوت شفتها جنبا وهي تستند بظهرها علي جذع الشجره الكبيره ثم اردفت قائله

- محمااااااااد ... انت مش مقدر حجم المصيبه اللي احنا فيها .. انا مابقتش عارفه اعمل اي واتصرف ازاي ..


دنى منها ببطء ثم ازاح خصيلة شعرها الهاربه من تحت قطعة القماش المُلقاه فوقه خلف اذنها ولمس وجنتها بحب : 

- مصيبه اي بس ؟؟!! ولا مصيبه ولا حاجه وهو انتى لما تكونى مرتى امك هتقدر تنطق اصلا!! بطلى هبل ورحى اجهزى اكده .. حنتنا الليله ..


ثم اتسعت ابتسامته مما ادى الي ضحكتها بصوتٍ منخفض بين بكاؤها 

- ايوه اكده اضحكى ابو امك علي ابو النجع كله .. امك دى  ادبت باين ...... 


■■■ 


في ساحه قصر الهواري الواسعه الذي امتلأ بعمال الانارة والفرش للاستعداد لاجواء الفرح .. 


بعض الرجال واقفين علي السلالام الخشبيه ترفع حبال الانارة الملونه حول القصر ... واخرين يفرشون الارضيه بنشارة الخشب الملون .. وغيرهم من يقوم بوضع الستائر الملونه حول القصر .. ضجه علي غير المعتاد تملاه بفرحه وزهوٍ مميزٍ .


تحرك راجح الهواري مستندا علي كعازه بينهما 

" يلااا يلااا شهلوا يارجاله " 


- الف مبرروك ياراجح بيه .


- الله يبارك فيك ياولد عقبالك وعقبال اخواتك . 


ثم استدار برأسه فاردف قائلا للغفير بصيغه امره 

- الدبايح جاهزه ياولد ؟! 


الغفير : كله تمام .. زي ما امرت اسبوع كامل الناس كلها مش هتاكل غير لحمه جنابك ..


اومأ راسه بفرحه 

- زين زين .. فين الوّلِد  مش شايف حد منيهم .


- سليم باشا لسه مصحاش .. وعماد بيه في القصر جوه .. والضكتور محمد راح المشتشفي .. 


كمل راجح وخلفه ثلاثه من الغفر كى يشرف علي باقي العمال .. 


■■■


وصل مجدى مكتبه الفخم لشركات الحديد والصلب متأففا وهو يجلس علي مقعده ثم اردف قائلا للسكرتيره بلهجة قاهرويه


- كل اللي صورته الكاميرات يكون علي مكتبي دلووقتى .


ارتبكت سهي السكرتيره 

- حضرتك احنا شوفناهم اكتر من مرة .. ومحدش دخل مكتب حضرتك ... اكيد الورق دا متسرقش من الشركه .


رمقها بنظر ارعبتها 

- لما اقول كلمه تتفذ .. مش هتعلمينى شغلي !! 


ارتجف جسدها رجفه ملحوظه مما زاد الشك فيها 

- حاضر حاضر .. اللي تأمر بيه حضرتك ..


تركته سُهى السكرتيره بأرجل متثاقله ونبره صوت مرتعشه وهي تناجى ربها في سرها 

- استرها يارب ... 


ضغط مجدي علي زر الاتصال بالغرفة الخاصه بالامن 

- المسئول عن امن الشركه يطلعلي حاالا ... 


ثم اتكأ علي مقعده متوعدا 

- مش هرحمك لو عرفت انك انتى اللي ورا المصيبه دى .. 


■■■ 


في قصر العتامنه 

شد حيدر اخر نفس من شيشته قبل ما يرد علي اتصاله التليفونى 

- ايوة ياولد ... فينكم دلوق ... مممممم ... عال عال انا جايلكم اهوو خليكم عندكم .. 


ادهم جلس بجواره 

- خير ياعمى ! 


مسك عمه طرف جلبابه ثم وقف 

- يلا قوووم تعالي معااي .


رفع ادهم حاجبه متسائلا 

- هما الرجاله وصلوا ..


تقدم عمه امامه بهيبه ووقار 

- ااه  .. يلااااه مافيش وقت ... 


تحرك كلاهما صوب سيارتهم المصفوفه امام بهو قصرهم .. كانت وجد واختها تترقبهم باهتمام وحزن بالغ.

اردفت ورد قائله 

- هما رايحين فين ؟! 


وجد بخوف : ليكون رايحين يؤذوا سليم ياورد ..


ضغطت علي كف اختها المستند فوق السور  

- اهدى .. هما صبروا سنه كامله مخدوش بالتار .. مش هيجوا ياخدوه دلوق .. 


انخرطت دمعه من عينيها بمرارة 

- لا ياورد صبرهم دا قالقنى .. اكيد بيخططوا لحاجه اكبر .. هيقتلوه ياورد .... هيقتلووه ..


تشبثت ورد بمعصمها 

- خدى هنا رايحه فين ؟؟!! 


زاحت كف اختها بقلق يرعد جسدها : هلحقه ياورد قبل مايعملوا فيه حااجه ... 


- ربنا يريح قلبك ياختى .... 


■■■ 


استيقظ سليم من سبات نومه العميق وهو يتقلب ببطء في فراشه 

- كل دا نوم ياسليم .. اومال لو كان بالك خالى كنت هتنام كد ايييه  ؟؟!!!!!! 


نهض من فوق فراشه بكللٍ القى نظرة علي هاتفه 

- اوووف حتى انت فصلت !! هي جاات عليك يعنى !!! 


لفح منشفته فوق كتفه متجها نحو المرحاض 


■■■

جالسه عفاف بين الخدم وهم يعدون اشهي المخبوزات للافرح .. ثم اردفت عفاف قائله 

- يلا يابت منك ليها سمعونا زغرووده اكده ... وانتي ياابت علىّ صوت المسجل دا شويه خلينا نفرحوا .. 


- عيونى ياام عماد .. الفرحه عندنا اربعه النهارده .. قومى يابت ارقصي منك ليها ... 


راقبتهم ثريا بنظرات تحمل نيران الغل والاغتياظ 

احدى الخادمات

" مالك ياست ثريا ماتيجي ياختى تخبزي حلو بنات بيدك .. دي فرحتهم الكبيره وليله العمر " 


ضربت فخذها بكفها بغل ثم اردفت قائله بتأفف 

- مش لما اكون راضيه عليها الجوازه دي !! 


خفضت الخادمه صوت ضجيج الاغانى سريعا .. للاستمتاع بالنيران التى اوشكت علي الاندلاع ، رفعت عفاف عينيها بفظاظه 

- وانتى كنتى تحلمى بجوازه زي دي لبناتك !! جري ايه ياثريا ولا علي رأي المثل الانصاص  قامت والقوالب نامت 😏🤔" 


وثبت ثريا قائمه بقوة 

- لا ياعفاف اقفي معوج واتكلمى عدل واعرفي عتتكلمى ع مين الاول .. بنات ناصر الهواري الف مين يتمناهم .. معاهم شهادات من مصر ومتربين وزينة بنات قنا كلها ..  فياريت كل واحد يعرف مقامه زين وتعرفي انتى مناسبه مين !!" 


رمقتها بنظرة ساخرة

- مش هرد عليكى .. عارفه ليه !! لانه جيه اليوم اللي ربنا يظهر فيه الحق وينصرنى عليكى .. وانا واحده فرحانه بوالدها ومش هتسمح لوحده زيك تعكنن عليها .. عليّ ياابت عليّ الاغانى خلينا نفرحووووا "


كانت كلمات عفاف جيشا هجيما مسلحًا بالغضب مما جعل  الدماء تغلى بداخلها لانها مدركه تماما لمغزي حديثها عن الماضي الذي دفنوه سويا .. 

عادت عفاف لتصفيق والتهليل بفرحه صُبيانها والفرحه الاكبره بالنصره علي عدوتها اللدودة .. 


■■■


دخل المسئول عن امن شركات 《الهواري جروب》 مكتب ( مجدى الهواري) مطأطأ الراس 


- تحت امرك يابيشمهندس .. 


نصب ظهره واتكأ بساعديه علي سطح المكتب ثم اسار اليه 

- تعالي اتفضل يا عم جمال .. 


- يكرم اصلك يابيه .. والله الواحد ماعارف يودى وشه من حض.............


قطعه مجدى بحده 

- ما علينا بالكلام ده .. المهم سيديهات الكاميرات السريه موجوده معاك .


رفع رأسه بحماس 

- طبعا ياباشا وزي ماامرتنى مفتحمهش غير لما تيجى .. 


ثم قدم له حوذة سوداء بداخلها اسطوانات كمبيوتر ( CD )  ووضعها فوق المكتب

- اتفضل اتفضل .. شوف بنفسك .. 


- تمام اتفضل انت ياعم جمال ...


فتح مجدي السله وافرغ محتواها بحماس ثم دار بمقعده ووضعها بداخل جهاز الحاسوب باهتمام بالغ .. وبعد برهه من الوقت ظهرت امامه صور متحركه لمكتبه من الداخل .. قدم شريط التشغيل فلفت انتباه شيئا ما .. سرعان ما رجع الفيديو للخلف فوجد صورة سكرتيرته الخاصه تتسلل مكتبه فى الخفاء لارتكاب جريمتها .. راقب مجدى تصرفاتها بغضب شديد ، قفل جهازه الحاسوب متوعدا 


- يابت ال*** .....!!!!! 


■■■

وصل ادهم بصحبة عمه الي مخزنهم السري بحرصٍ شديد .. وجد مجموعه من الرجال في انتظارهم .. القى عليهم ادهم التحيه 


- كيفكم ياااارجاله ..


صوت جمهوري قوى

- نورت ياادهم باشا 


وقف عمه حيدر بالقرب منهم 

- كله تمام ؟؟!!! 


احدهم اردفت قائلا

- عااااين بنفسك ...


- شووف يااادهم شغلك ... 


نكث ادهم علي احد ركبتيه ممسكًا بكيسٍ ابيض ، ليتذوقه بانتشاء بَين ، وضع اصبعه المنغمس بالمخدر داخل فمه وبعد قليل من الوقت رفع حاجبه مع التواء شفته جنبا تبدو عليه معالم الفرحه والسرور .


اقترب من عمه كالمنتصر فالمعركه هامسا في اذانه 

- كله تمام .... 


اتسع ثغر عمه مسرورا

- عال عال .. هاتلهم فلوسهم ...


انكمشت ملامح ادهم سريعا 

- مش لو (وجد) بت اخوك تطاوعنا وتشتغل معانا الشغلانه دى هناكل الشهد .. ويبقي زيتنا في دقيقنا وقرشنا مايطلعش برا ... 


تنحنح عمه بخفوت

- تقلقش هيحصل  .. بس كله بآوانه .. 

- مش قلقان بس مقهور علي دراستها ٧ سنين وفالاخر مش مستفدين حاجه  . .. 


- بلاه حديتك  العفش ده .. روح هات حق الرجاله يلا .. 


ضاقت عينيه متوعدا 

- اللي مستنيكى تقيل قوى يااوجد ..... 


■■■

في قصر العتامنه 

" سليم ماعيردش ياوورد ومحموله مقفول " 

لازالت تجوب غرفتها ذهابا وايابا بحيره وتوتر .


- اهدى بس اكيد فصل شحن ..


تنهدت بضيق

- لالا قلبي مش مستريح واصل .. انا لازم اقابله .


اتسعت حدقه عيني اختها بدهشه

- اقصري الشر ياوجد .. وخافي علي سليم عاد 


- هي خلاص خلصت !! 


- كيف ؟! قصدك ايه ...!!!! 


- انا وسليم هنهربوا الليله ............ 


الفصل السابع 


"خدعوك فقالوا ان الناس سواسيه كأسنان المشطٍ في مُجتمعٍ اصلع المبادئ .. " 


في سياره _الجيب شيروكى_ الخاصه ( بأدهم ) الذي يقودها بنفسه ويجلس بجواره عمه ( حيدر ) في ثوبه الصعيدي يتفقد الطريق بذهنٍ منغمس في بئر مخططاته الدنيئة .. دار ( ادهم ) مقود سيارته بعنايه وخلفه سيارة آخري من الحرس فتنحنح بخفوت قائلا 


- ماهو انت ياعمى لو تفهمنى ناوي علي ايه  .. هرتاح ؟؟ 


ألقى عليه نظرة خبيثه 

- اسمعنى .. هتروح تراضي بت عمك وتنزلها شغلها .. وبطل بخ سم من خشمك ... عاوزين نكسبها النسوان مابتجيش بالعند والقسوة .... 


فرمل سيارته فجاة ثم اردف قائلا بعصبيه

- شغل في عينها ياعمى ... علي جثتى تنزل شغلها تانى ...


- اسمعنى واااهدى اكده وبطل حنبله زياده .. وجد تنزل شغلها ويدك مااتتمدش عليها تانى سامعنى ؟؟ 


عاود في التحرك بسيارته وخلفه سيارة الحرس الذي اصيب كل من بداخلها بالاستغراب لوقوفه المُفاجئ 


- طب فهمنى ليه ؟! 


اردف عمه قائلا بهدوء

- انا خابر زين علاقتها بولد الهواري .. مش مغفل ولا مختوم علي قفااي .. بس احنا محتاجين لها قوى اليومين اللي جاايين ونقطة ضعفها الوحيده هي سليم .. اول ماناخدوا مرادنا هنخلصوا عليهم كلهم وانت ابقي اتصرف مع مرتك عاد .. 


اعتلت ثغرهم ابتسامه ماكرة لما يخططوا له 

- تعجبنى ياعمى .. وانا بردو مكنتش مرتاح لسكوتك دهون .. كده اللعب هيحلو ... 


اجابه بثقه 

- كبير العتامنه ماعيسكتش علي الحال المايل .. المهم عاوزك تجهزلى زياره حلوة اكده نروحوا بيها للهوارة نباركلهم ..


اتسعت حدقة عين ادهم بدهشه 

- كييييييف اكدددده !!!!!! 


■■■


" حبيبة قلب ابوها مين واخد عقلها اكده " 

طبع قُبله خفيفه فوق جبهة ابنته الجالسه في الجنينه وبين يديها كتاب يبدو عليه انه سلب عقلها حتى تناست تواجد الخلق حولها .. قفلت كتابها مبتسمه 


- كنت بقرأ كتاب طوق الحمامه في الاُلفه والالاف .. الكتاب دا فظيع يابابا ... 


دار بجسده حتى جلس بجوارها مبتسما متذكرا شيء ما 

- اااااااااه ابن الحزم .. والادب الاندلسي واجمل مااختتم به الكتاب " قبح المعصية، وفضل التعفف؛ ليكون قد أحاط بالحب من كل جوانبه" 


اتسعت ابتسامتها ثم اردفت قائله بغمز 

- الله الله .. سالم بيه متابع وشكله عايش حب قديم من ورايا ..  


اجابها بهدوء

- الانسان مايقدرش يعيش من غير حُب ياوجد ... 


نهضت مسرعه لتجلس بقربه بفضول وشغف

- طب احكيلي احكيلي ... 


اجابها ممازحا 

- اسكتى يابت انتى عاوزه كوثر امك تيجى تغتالنا دلوق ... 


ضاقت حدقه عينها 

- بقي جناب سالم بيه عتمان .. مدير اكبر مدرسه في قنا خايف؟! ... 


ارتفعت ضحكته قائلا بصوت منخفض 

- اشششش بنقصر الشر بس .. المهم سيبنا منك وقوليلي عامله ايه ياقلب ابوكى ؟؟


- انا تمام ياابوي .. وبقرا كل الكتب اللي عتجيبهالي وحفظتهم صم .. وكمان مش مقصره في حق كليتى وهتبقي ابو الدكتوره ياابو زين .. 


احتضنها بحب وطبع قُبله اخري علي جبهتها 

- طيب وسليم اخباره اييه ..

توردت وجنتها بخجل وابتعدت عنه بارتباك 

- هااا سليمممم !! ماله ؟؟ والله ياابوي مابكلمه وكل مايحاول يكلمنى بديله فوق دماغه  . . وببعده عن طريقى .. 


وضع ابهامهه فوق شفتيها 

- اهدددددى وبلاش عرق العتامنه المتمرد ده .. سيبك من كل الكلام ده .. وعاوزه اعرف قلب وجد فيه مين ... 


مسكت كتابها بارتباك وتوتر شديد ووثبت قائمه قائله بعجلٍ 

- ممممم هاااا ... طيب انا همشي دلوق اشوف امى لو محتاجه حاجه ... 


قهقهه والدها بصوت عالٍ علي حركاتها الطفوليه المتمرده ثم اردف قائلا بصوت عالي بعض الشيء 

- طيب خلاص انا عرفت هرد عليه اقوله اي لانه كان ناوي يتقدم رسمى وانا قولت اخد رايك الاول .. شكله اكده مافيش نصيب .... 


وقف منتصبه في مكانها لم تصدق ما قاله والدها كالمومياء التى لم تخرج عن صمتها بعد  .. احمرت وجنتها اكثر وسرعان ماركضت امامه تلك الصغيره التى هاجمها الحُب بدون رحمه .. ركضت محاوله الاختباء والانفراد بقلبها كي تدويه من ضجيجه المربك .. وجدت نفسها عاريه الافكار والقلب امام والدها قيصر الحب والرومانسيه .... 


تنهد والدها بصوت مسموع 

- ربنا يفرحك يابتى ويبعد عنك شر العتامنه ... 


في الوقت الحالى ¤¤¤¤¤


فاقت من شرودها وهي تتحسس كتاب " طوق الحمامه بين الالفع والالاف " ودموعها تنهمر فوق وجنتها .. حضنته بحزن 

- ابويا مشي بس انت اللي باقيلى ... وحشتى قوى ياابوي ووحشنى حضنك ووحشنى كلامى معاك .. ااااه لو كنت موجود دلوق معاي مكنش كل دا حصلي .. اهوو حصل اللي كنت خايف منه ، العتامنه استقووا عَلِيّ ياابوى .. طب هو ينفع ترجع اعترفلك بحبي لسليم  اللي كنت اداريه منك مع انك عارفو وتمشي تانى .... انت اللي علمتنى كيف احب ومشيت قبل ماتشوفنى نجحت فالامتحان ولا لا .. فهمتنى ان الحب حق مكتسب بس مقولتليش ان مافيش حب من غير تمن .. .. طلع تمنه غالي قوي ياابو وبتك رصيدها من القوه نفذ خلااص ... 


■■■


دلفت ( سهى ) مكتب مجدى عادل الهواري بأرجل متثاقله وعيون ترتعش خوفا ، بصعوبه استجمعت قوة عضله  لسانها بعدما بللت حلقها لتقول 

- في حاجه حضرتك .. 


ابتسم ماكرًا 

- تعالي .. 

ازداد خوفها فأقدمت نحوه برعب 

- هو حضرتك وصلت لحاجه بخصوص الورق؟! 


اومأ رأسه ايجابا 

- آآه .. كان في كاميرات سريه في المكتب عرفت من ورا سرقه الملفات ... 


اراد مجدى اللعب علي اوتار خوفها اكثر كان الخوف والقلق ان يشق قلبها 

- م .. مش فاا فاااهمه حضرتك .. 


تنهد مجدى تنهيده ارتيااح وثقه ثم اردف قائلا 

- يسري .. المستشار القانونى .. عارفااه .. اخر حاجه كنت اتوقعها ان يسري يخون .. _ثم نظر لها بغمز_ والله البنى ادم دا غريب تمدله يدك عشان تساعده ينهشها ... 


داعبت شفتيها الذهول حتى اردفت بتلقائيه 

- لااا .. از  ازااي .. م مش معقول ... !!!


نظر لها بعيون ضيقة 

- هو اي اللي مش معقول .. ؟! 

ارتبكت اكثر

- انه يسرق وكده يعنى .. اصلو من زمان في الشركه وووو 


وثبت مجدي قائما بهيئته المنتصبه ونظراته الثأريه

- وانت مستغربه ليييه .. روحى ابعتيله وتعالي .. 


هزت رأسها بتوتر وجسد مرتجف بعدما تنهدت تنهيدة ارتياااح دارت بجسدها مسرعه للخارج .. 


التوت شفتيه ببسمه خفيفه كإنه يستشعر فرحه انتصار عجيب .. ثم رفع حاجبه بثقه كإنه التقط مخه فكرة مااا ، جلس فوق مكتبه ثم ارسل رساله نصيه لاخيه محمد 

" ابعتلي رقم صفوة " 


القي هاتفه فوق سطح مكتبه متكئًا بظهره للخلف متنهدا

- ياااصفوووة .. !! صبرك عليااا ... 


اعتلى ثغره بسمه ماكرة متسائلا 《《 كيف لرجل ان يتحرر من قيود امرأة استعبدته عشقا !!》》 


■■■


أصوات موسيقي صاخبه تخترق الجدران وحركه اهل المنزل من خدم وغفر لمعاونة  اصحابه .. دلف سليم الي مطبخ القصر وجد امه فاردف قائلا 

" في حاجه تتاكل ؟! " 

قاال جملته وهو يفتح باب الثلاجه باحثا عن شيء يأكله .. غسلت والدته كفها قائلة

- طب استنى شويه يكون الطباخ خلص الوكل واتغدي بالمرة .. 


تناول ثمرة تفاح يأكلها بغل وكإنه يتنقم من احزانه فربتت امه علي كتفه مردفة

- مالك ياحبة عينى ؟! 

جلس فوق معقد الطاوله التى تتوسط ساحه المطبخ

- عاجبك انتى الوضع دا يامه ؟! 

اردفت قائله بحنو

- مااجده بتحبك ياولدى ... 

اجابه بتلقائيه وتأفف

- وانا مابحبهااش يامه .. عشوفها كإنى شوفت عفريت قدامى عتجنن اكده  .. 


- يا ولدى البت غلبانه والله .. ادى قلبك فرصه وهتحبها .. 

احمرت وجنته بدماء الغضب قائلا

- وانا مابحبهااش ومش من حق اي حد يقولى اعمل ايه .. محدش له الحق يرسملى طريقى .. مش مسموح لحد يشوف حياتى بعينيه .. مش مسمووح ياامه تقولولي احب مين واعيش مع مين .. دى حياتى مش حياتكم .. ذنبى ايه انا الملم ورا ناصر الهواري واشيل شيلته .... قوووليلى؟؟؟!!!!! 


انخرطت دمعتين واحده من عين امه والاخري خدشت وجنة ماجده ابنة عمه فاكمل سليم قائلا وهو متأهبا للمغادرة

- انا هعمل اللي طلبتووه منى .. بس النتايج استحملوها انتوا .. مش عاوز حد يلومنى ... 


خرج من المطبخ فوجدها امامه تنهمر دموعها بغزاره رمقها بنظرة ساخطه وتقدمه خطوتين للامام ثم توقف فجاة وعاد واقترب منها 

- اظن انك سمعتى قولت ايييه .. عشان متتفاجئيش 


القي عليها قذيفه كلماته الناريه التى فجرت عبراتها من عيونها وتركها تسبح في بحور احزانها بدون ما يتحرك له جفن الرحمه ، اصبح صوت شهيفها يعلو ، اصبح يؤلمها من الداخل ، اصبح حزنها يضاجع حبها فينجيب عشقًا لايُداوى ، كلما قررت ان تستقوى علي نفسها وتموت حزنا بداخلها ياتيها تؤامه راكضًا .. جلست فوق عتبه المطبخ بعد ما ارهقت ارجلها لم تقدر علي حمل جسدها المُثقل بالهموم .. وقفت عفاف عاجزه فهى الاخري وضعت في نيران لم ترحم .. نيران تحرق فلذه كبدها ونيران اخري تأكل قلبها فإنها تري امام عينها قلب يحترق ويتبخر كما تبخر قلبها في ماضٍ كلما قررت دفنه حاصراتها اشباحه مجددا وطوقت علي عنقها حبل مشنقة النسيان ... 


■■■ 


" العروسة جهزت ولا لسه كسلانه " 


وصلت تلك الرساله النصيه علي هاتف صفوة المنغمسه في مركباتها الكميائيه .. فالتفت لصوت رنين الهاتف وهي ترفع نظارتها الطبيه وجدت رقمًا مجهولا .. رفعت حاجبها متعجبة 

- مجدى !!!!! معقوله ؟؟!! 


قررت تجاهل الرساله بعد محاولات عديده .. فعقل المراة حينما ينتابه الفضول يجعلها طفل سذاج لم يصمت الا عندما ترضيه ... 


بعد عدة دقائق عاود الاتصال بها .. فانه يجد اثناء حديثه معها انتشاء عجيب لجميع حواسه .. لم يقل فضولها عن الاول وبعد تفكير وحيره قررت الرد بتأفف 

- افنددددم !!!!


اعتدل في جلسته محاولا مزج الحب مع العتب واللوم 

- انتى ازاي تردى علي رقم متعرفهوش ياااااهاننننم .. 


اتسعت حدقة عينيها بدهشه بالرغم من اعتقادها بهوية المتصل ولكنها لم تجد تفسيرا واضحا لدربكتها 

- انت جبت رقمى منين ... وبأي حق اصلا تكلمنى .. 


اتسعت ابتسامته ثم وثب قائما يبعد ببطء عن مقعده ثم اردف قائلا باللهجه القهراويه

- اولا لما تتكلمى توطى صوتك .. ثانيا تجاوبي علي اد السؤال عشان اللماضه انا مابحبهااش .. ثالثا ودا الاهم الجميل اخباره ايييه ... ؟! 


زفرت بعصبيه علي برود اعصابه وبدون اي مقدمات انهت المكالمه باغتياظ

- طلعلى منين دا بس ياربي وانا كنت ناقصاها ماطول عمره عايش فالقاهرة ومش بنشوف وشه .. شكلك هتتعبنى اوي ياسي مجدى .. طيب انت اللي اخترت .. 


لم يعاود مجدى اتصاله لانه بل اكتفي بغيبوبه الضحك التى اصابته ، شعر بانتصار عجيب ملأه .. اثناء قهقهته دلف السكرتيره بصحبة المستشار القانونى للشركه .. تبدلت ملامحه للضيق ثم عاود ليجلس علي مكتبه بثبات 

- إلا قولى ياسيادة المستشار عقوبه سرقة اوراق رسمية فالشركه ايه !! 


قضب مجدى حاجبيه ثم اردف قائلا وهو يجلس امامه

- دى جريمتين ياباشا خيانة امانه وسرقه .. والعقوبه التحويل لمجلس تأديب اقل حاجه وبتنتهي بالفصل ... 


رمق سهى سكرتيرته بنظرة حاده اربكتها اكثر

- اممم طب عاال اوي .. وانت اي رايك في سرقه اوراق اكبر مناقصة من الشركه ..


تنحنح يسري بخفوت

- اللي تشوفه حضرتك ... 


رفع مجدي عينه نحو سهى

- طب نشوف راي الاستاذة سهى .. 


تراجعت خطوتين للخلف بجسد مرتجف قائله بتوتر

- وانا مالي ياامجدى بيه ... اصللل


دار بمقعده مقاطعا وهو يفتح شاشه حاسوبه

- اصل انك حراميه ... شوفي كده .... 


انتفض جسدها وانهمرت دموعها 

- والله هقول كل حاجه .. بس ماتقطعش عيشي .. 


ابتسم بخبث

- هاا سامعك .. مين وراكى ؟! ... 

فركت كفيها بارتباك ثم اردفت قائله

- اا .. اددهم باااشاا .. والله ضحك عليااا وفهمنى اننا هنتجوز وووو ..


وقف بذهول 

- ادهم فؤاد ؟؟! العتامنه !!!! 


اومات راسها الملطخه بالدموع ..

- والله انا غلطانه .. انا اسفه حضرتك .. انا معرفش عملت كده ازاي ... 


تنهد مجدي بهدوء 

- يسري عاوزك تتصرف .. تاخد حسابها وبزياده كمان وماشوفش وشها هنا تانى ...

ثم رمقها بنظرة معاتبه

- اظن كده عدانى العيب .. يلا اتفضلوا ... 


اخذت سهى تجري خيبات الالم والندم معها 

- يسري استنى ... 

قالها مجدى بثبات 

- اوامرك ياباشا ... 

انتظر مجدى خروج سهي ثم اردف قائلا 

- ورق الشحنه الجديده يطلع والعماال يبداوا يشوفوا شغلهم .. اللى كنت قلقان منه حصل خلاص .. نفوق لشغلنا بقي .... 


ابتسم يسري ابتسامه انتصار

- حاضر يابيشمهندس .. 


خرج يسري ثم لملمَ مجدى شمله متجها لقنا باستعجال

- راجعلك ياست صفووة .... 


■■■ 


لازال سليم يجوب بسيارته بين الغيطان محتارا سائما في قدره المنتظر .. لازالت ماجده تنزف خيباتها ووجع قلبها علي هيئة دموع تأكل في وجنتها .. ولازالت النيران تنهش في قلب وجد بقلق وتوتر .. غيابه بالنسبة لها اصبح مريبا ..


     انتهى النهار واعتلت صوت دقات الطبول  واغانى السيدات الصعيديه والتصفيق والتهليل ... وخروج صوانى الطعام الممتلئه بأشهى المأكولات صفا منتظما فوق اكتاف الغفر ... غمر قلب راجح الهواري لفرحه احفاده فاليوم تخطى اول مرحلة من تحقيق مراده .... 


" في مملكة العتامنه " 


دلفت وجد سلم قصرهم بعد ما بلغ خوفها لذروته .. فوجئت بحركه غريبه في قصرهم .. اسرعت الخطى نحو اخيه 


- زين الحاجات دى راحه فين ؟! 


اخيها الصغير مرتديا ثوبه الابيض الصعيدى اردف قائلا

- فرح الهوارة اليوم .. وعمك صمم يروح يباركلهم ... 


امتلأت عينيها بالدموع قائله بدهشة

- جري له ايه ... كيف مابينهم دم وتار ودا رايح يباررررك ... 


لم ببال اخاها لحديثها بل اردف قائلا 

- اي رايك فيّ انفع عريس ؟! 


رفعت كفها من فوق كتفه وهي في حاله صدمه 

- عشان اكده ياسليم تليفونك مقفول ومش عتكلمنى .. طب كنت طمنى عليك بس !!!!! .... 


ارتفع نداء الصغير 

- يا وجد روحتى فييين ؟!!!  مش عتردى على ليييه ؟؟! 


ابتلعت ريقها ثم نكث علي ركبتيها بالقرب من اذانه 

- زين قولى معاك التابلت بتاعك اللي عتلعب عليه صح ؟! 


اونئ راسه بالموافقه

- ماانتى عارفه ماعقدرش اتحرك من غيره ... 


خفضت صوتها قائله

- طب بص اسمعنى .. عاوزاك تصورلي كل حاجه هتحصل فالفرح .. ماشي يازين ؟؟؟ ...


اجابها بفخر 

- ساهله قوى دي ... بس ليييه ..؟

- اسمع الكلام بس .. واوعي ادهم ياخد باله ... 

- خلاص اتفقنا ... 


انتصب عودها مجددا قائله بحزن

- هتتجوز خلاص ياسليم !!! ياتري ناوي علي ايييه ياعمى ؟! استرها يارررب ......................... 


الفصل الثامن 


ليلة مشتعله بالسواد بداخلى خدوشا وتصدعات تجعل جسدى يرتعد .. في جميع محاولات هجري فأنا الموشكة علي الرحيل .. إلا تلك المرة غادرت وهجرت روحى التى كانت دائما تتسابق معك لنسعد سويا ، اشعر وكإنك ممررت علي قلبى بسلك شائكٍ يمزقه اشلاء حتى اصبح ينزف بمرارة اشتياقك .. اصبح قلبي عضله ضامرة ماعليها الا توزيع الدم بداخلى  لتجبرنى علي الحياة .. حياة !! حتى تلك سلبتها .. .. 


- هتتجوز خلاص ياسليم !! انا مش قادرة اصدق ؟! طب ازاي هتقدر تتبسط وتقعد جمبها فالكوشة .. هانت عليك وجد .. وكمان مكنتش بترد عليّ ..  !!


وقعت عينيها علي صورته التى تتحسسها باناملها وتبللها بدمع عينها ثم ابتسمت وسط ظُلمة بكاؤها متذكرة موقفًا ما 


¤¤¤ 

- اسمع منى بس صورتك من غير الدقن احلي .. 

قالت وجد جملتها وهي تقارن بين صورته والاصل امامها .


رفع حاجبه ممازحًا  

- غريبه دي! .. اول مرة اشوف بنت ماعتحبش الدقن .. مع انهم بيقولوا عتزلزل قلب الستات .. 


احمرت وجنتها خجلت وهي تبعد عينيها من عينيه اللاتى يُحاصرونها ..

- ومين قالك انى عاوزاك تزلزل قلب ست غيرى !!..وبعدين انت مالك مبسوط وانت عتقولها اكده .. عااارررف ياااسليم لو شمِت بس ريحة ست عدت من جمبك بالصدفه .. هقتلك !! ..


قهقهه بصوتٍ عالٍ وهو يقترب منها 

- عتغيري !!! 

رمقته بنظرة طفولية

- اااه .. ولما عغير عقتل .. اتقى شري عااد ... 


ازاح خصيلة شعرها الهاربه من تحت حجابها الملقى علي رأسها وهو يتكأ علي كفه وركبته المثنية المستند عليها بعمعصمه الاخر

- تخافيش اي ست عتقرب منى شبح حبك اللي محاصرنى عيكهربها .... 


اتسعت ابتسامتها ثم ادارت رأسها ناحيه النيل تتأمله .. تنحنح سليم مجددا ثم اردف قائلا بغمز

" نرجع لموضوعنا عاد .. انتى ازاي دكتوره وتطلبى منى احلق دقنى ؟! دا المفروض انتى اللي تصممى علي حاجه زي دى " 


قضبت حاجبيها باستغراب 

- مش فاهمه .. قصدك ايه ؟! 


اجابها بغمز

- قصدى يعنى الدقن لها كذا فائده وانتِ المستفيده من الموضوع دا يكون في علمك .. 


زفرت بضيق 

- انت كلامك غريب ليه اكده !! وبعدين متحاولش تقنعني ولا انت عاوز البنات تعجب بيك وخلاص !! 


اجابها بفخر

- انا البنات عتموت عليّ حتى لو لبست فروة خروف .. مش الدقن يعنى اللي هتشدهم .. انا والحمد لله امكانياتى عتتكلم عنى .... والمفروض انتى اللي تكونى عارفه اكده .. ولا اييييه .. 


ضربته بقبضة كفها علي كتفه

- بطل طريقتك دى .. هزعلك !! 

ثم قامت مسرعه محاولة الهرب من اسهم الحب التى لم تصوب إلا علي قلبها .. وقف هو الاخر سريعا ثم ركض خلفها قابضا علي معصمها 

- استنى اهنه .. كيف تمشي انتى من غير مااسمحلك ؟؟!


شيعته بنظرة حب كافيه ان تشتطر قلبه وذهنه الف شطر ، اغمض عينيه لبرهه محاولا استجماع فُتات روحه ثم همس قائلا

- كل نظرة من عيونك مغريه للموت فيهم يابت العتامنه ..... 


غاصت في محيط حبه اكثر وازداد بريق كلماتها .. غريب ذلك الحُب بكلمه منه تجعلنا نشع نورًا وبمجرد غيابه ننطفئ ... ننطفئ وكإننا لم نُنير بعد . 

- بتحبنى !! 


ضاقت عيونه لسذاجه سؤالها 

- هو انا ليه لازم اقولها كل شويه .. مع ان كل تصرفاتى عتأكدلك انى مش عاشق غيرك .. ليه كل مرة تقابلينى فيها عتسألينى هي تصرفاتى مش كفايه تثبتلك ؟! 


وضعت اناملها فوق شفته لتتضع حدا لزمجرته

- انا عحب اسمعها في كل وقت .. عطمن ( بطمئن ) بيها ياسليم .. بيها عحس انك عمرك ماهتبعد عنى ... كلمة عحبك منك وجبة غذائيه متكامله عتغذى قلبي وروحى بفيتامينات وبروتينات حبك .. بيها انا عايشه .. .. 


وضع كفه علي وجنتها بحنو

- وطول ماانا عايش مش هتسمعى غيرها ياوجد .... 


ثم اكمل ممازحا

- افهم من كده انك خلاص غفرتى وسمحتيلى اسيب دقنى ... 


ضربته باغتياظ

- اتلمم ... قولت لا يعنى لا ، تتحلق من بكرة .... 


غمز لها بطرف عينه غمزه فهمت مغزاها

- عشان حمارة .. علي العموم انتى اللي خسرانه وهتخسري كتير ....

¤¤¤¤¤

تنهدت بصوت عالي شاعره بمراجل تقاد بداخلها 

" عملنا حساب كل حاجه إلا انك تمشي .. مشيت وسبتلى ذكريات زي الوشم مش عارفه اتخلص منها " 


■■■

" في قصر الهواري " 


استعد محمد لحنته مرتديا جلبابه الابيض الفضفاض ، ولاول مرة يشعر بفرحه عارمه تحتل كيانه ، شعر بأن ثوب الحب يكسوه ويأخذه من يده لحدفه بين ذراعي من احب .. ألقي علي نفسه اخر نظرات في المرآه وهو يحسس علي شعره بفخر ليقول بحماس

- حلاوتك وانت وعريس ياابو حميد ... 


      علي عكس الحال بالنسبه لعماد .. الذي لم يتحرك من فوق مقعده الهزاز سابحا في بحر افكاره وذكرياته يحدق النظر في ملامح زوجته التى اشتاق اليها كثيرا ، اشتاق لكل تفاصيلها ، اشتاق لارتشاف صوتها وحركات عينيها الطفوليه امامه ، اصبحت ذكرياته معها عباره عن فيديو سينمائى يمر امامه بدون توقف ، يصارعه حبها وشوقه له ، لم يتقبل بعد فكرة ان تبيت غيرها في احضانه ، تحمل غيرها اسمه .. اتكأ بمراره وألم للخلف


- سامحينى يانيرة .. بس مجبر .


   اردف مجدى داخل المنزل بعجلٍ.. متنهدا لما قطعه من مسافة كبيره اثناء سفره ، تحرك بحماس نحو غرفته للاستعداد لفرحه ، يود ان تنطوى خطاوى الارض ليلتقي بها ، يركض وكإنه في سباق مع دقات قلبه ، فاليوم الذي تمناه منذ ٧ سنوات اقترب ، يدور في ذهنه لقطات خاطفه منذ ذاك اليوم الذي ترك طفله صاحبه الشعر المنكوش ، والان تلك الطفلة الرشيده صاحبة نفس الشعر ، لم يتغير بها شيء إلا ان اصبحت عينيها تربكه بمجرد ان يراها .. وصل غرفته اخيرا ليستعد لفرحته بحماس وهمه والابتسامه تشق ثغره وقلبه معًا .


    توقف سليم بسيارته امام بهو القصر ، حتى ظهرت امامه عينى حبيبته وهي تنظر له بعيونها الغزلانى التى لا تشع الا حبًا يملأه ، عيناها اللاتى كلما نظر بهما يصبح كالطفل الصغير الذي نسي ان يكبر من فرط حنانها وحبها ، شق شفته ابتسامه خافته .. ثم اعتدل في جلسته متأهبا بالنزول من سيارته كإنه تذكر شيئا اخر اسرع لتنفيذه ، ردد بصوت منخفض 

- سامحينى ياوجد .. بس ورحمة ابويا لاعوضك عن كل دمعه وجع هتنزل علي خدك ..... 


■■■


" انا لبست وجهزت اهو .. ايييه رايكم ، انفع عروسه ؟" 

قالت يسر جملتها باللهجه القاهروايه وهى تطير فوق اجنحه الحب من سعادتها التى تغمرها .. 


رمقتها صفوه التى تتفحص هاتفها

- اتنيلى !! انا مش عارفه انتى فرحانه علي ايه ياختى .. 


ابتسمت يسر بحب ثم اردفت قائله بنبره قهراويه 

- هكون مع حبيبي لاخر العمر ياصفوة .. هو في احلي من كده ؟! 


رفعت اختها حاجبها ساخرة 

- الجواز بيقصف العمر وانتى الصادقه ، انتوا ليه مش متخيلين ان الجواز دا حاجه مرعبه ، الجواز عامل زي الحكم المؤبد بس للاسف مدته مابتقصرش لحسن السلوك . ارتقوا بقي وماتتجوزوش الجواز اكبر غلطه في حياة البنى ادم .. 


التفت اليها نورا باهتمام

- الجواز سُنة الحياة ياصفوة .. لولاه مكنتيش انتى موجوده حاليا ..  


- هااا !! اللي بيتجوزوا دول مجانين .. مافيش عاقل بيتجوز .. انا مش عارفه انتوا امتى هتغيروا رايكم وفكركم وتنضجوا كده .. ياااجماعه افهمونى بالعقل كده  انتوا اييه اللي يجبركم انكم تعيشوا عبيد عند مخلوق ، الجواز كده خلي عندك ايمان وثقة بحريتك الرجاله دول صفر علي الشمال مش بيجى من وراهم غير الهم   ....


رد يسر مقاطعه 

- بس اسكتى .. تعرفي ! انتى جايه تطلعى عقدك علينا ليييه .. مش عاوزه تتجوزى اخرسي .... 


- دا جزاتى انى عاوزه افوقكم ؟! 


يسر : لا احنا عاوزين نبقوا نايمين وسكرانين فالحب كده مالكيش دعوة ياستى ..


سالتها نورا ممازحه

- طيب هتعملي اي ؟ انزلي قولى لجدك لا وحاربي يا اندبيدنت وومن ... 


وضعت صفوة رجل فوق الاخري بثقه

- لا مش هعمل كده .. بعد كلام امى ارتحت وبصراحه حاسه انى لقيت حد هجرب فيه اختراعتى ومش هيعترض وانا شايفه سي مجدى دا فارد دراعته اوى وعاوز يتحدانى وانا عاوزه افهمه غلطه بس .. دا كل الحوار .. 


تبادلا الاختان النظرات بخبث 

- اااااه عناد يعنى !! طب انا قاعدة وانت قاعده لو ما الحب خلاكى تتقلبى ع جدور رقبتك ابقي قولى يسر اختى قالت ..


رفعت صفوة حاجبها بعدم تصديق ثم اكملت نورا بغمز 

- وبصراحه اسمع ان مجدى شخصيه وجدع وشاطر .. وغير كده الواد امور وحليوة يعنى مش هتاخدى ف ايده غلوة .. 


زفرت صفوة باغتياظ 

- طب نقطونا بسكاتكم ياختى انت وهي .. اانسوا دانا هوريه النجوم في عز الضهر .... 


لازالت ماجده تراقبهم بصمت وحزن شديد كمن نثر افراحه فوق قمم الجبل ثم نداها ولكنها لم تعد اليه حتى الان .. اخلص لها الحزن في بقاؤه بداخلها كإنه اقسم الا يفارقها الا مصطحبا بروحها    ...


دخلت عفاف غرفتهم فجااة 

- جرى ليكم ايه يابنات يلا شهلوا ، الخلق كلهم تحت يللااااه عشان تتحنوا كفاياكم مناقره عاااااااااد ....


■■■


قرعت الطبول ورقص الخيل واحتشدوا اهل القريه حول موائد الطعام ليكتسحوا ما عليها فارحين فاليوم هو عيدٌ لهما .. دلفوا الاخوه الي حديقه البيت شاسعه الاتساع مرتدين ثيابهم البيضاء ، منهم من احتل قلبه الفرح ومنهم من اجبر علي امرٍ لا مفر منه .. 


وذلك الحال بالنسبه للفتيات ، جلسن بجوار بعضهم البعض وكل منهما بداخله خبايا ونوايا تختلف عن كل منهما الاخر 


يسر لنفسها بفرحه : اخيرا يامحمد ،، وعد عليا هخليك اسعد واحد فالدنيا .. 


صفوة بضجر وعيون خبيثه : هسود عيشتك .. هخليك تلعن اليوم اللي كنا فيه ولاد عم .. عشان مش صفوة الهواري اللي تتجبر علي حاجه ....


نورا بحزن وتوسل : يارب قوينى وصبر قلبي .. يارب قدرنى اعوضه علي اللي فات واثبتله حبي اللي خبيته ١٥ سنه .. 


ماجده تنهدت بكلل وياس ثم رددت لنفسها قائله 

" لازم تحبنى ياسليم .. هنسيك الدنيا كلها .. اكيد اخرة العذاب دا حب .. وحب كبير كمان .. قلبي بيقولى كده " 


■■■


صوت زغاريد النساء وتصفيقهم ورقصهم الصعيدى .. ووجود الفتيات يتهامسن 

- زينة شباب النجع خلاص هيتجوزوا 


همست الاخري قائلة

- ياما كنت اتمنى اتجوز واحد منيهم .. بس يلا الفقر عارف صحابه والحظ بايت في حضن ناسه 


لكزتها رفيقتها 

- وطى حسك عااد وقومى نرقصوا .. 


قاما الفتيات يرقصن ، تقدمت احدمهما ومسكت بكف يسر لتتراقص امامها .. 


قامت يسر مرحبه ومهلله وجميع ملامحها تتراقص معها ، تشرق عينيها بنور الحب ويتمايل جسدها فوق اوتاره .. لمحها محمد عن بعد مبتسمًا اتكأ جنبًا يتأملها 

دارت يسر بجسدها امامه كالفراشه التى تتنقل فوق ورود قلبه تمتص بضحكتها مرارة صبر سنوات من البعد  .. استدارت حتى اصبحت مواجهه له ، وقعت عينيها عليه فاتسعت ابتسامته .. غمز لها بطرف عينه مرسلا لها قبله في الهواء احمرت وجنتها خجلا ..


كانت ثريا تترقبهم عن بعد ، جحظت عينيها بغل ثم اسرعت نحو ابنتها وضغط علي ساعدها بقوة وسحبتها خلفها لتجلستها علي مقعدها 

- كنى ( اهدى) اكده واقعدى علي حيلك وخفى مرقعة وقلة ادب .. 


كتمت يسر صوت ضحكاتها 

- خبر اي يااما ماالك عاااد .. مفرحش يعنى يوم فرحى ؟؟! 


رفعت كفها اوشكت ع صفعها

- تكتمى .. دا مش فرح ولا دى فرحتك ،، فرحتك انا اللي احددهالك .. انتى لساتك صغيره فهمااش حاجه .. 


ظل محمد يراقبهما بفضول ثم اردف قائلا بهمس 

- شكلك ياثريا مش ناويه تمرقي يوومك .. صبرك عليا بس اما جبتلك ضغط وسكر وكلاوى .. ولية ادبت ( اتجننت ) في راسها !


ثم غاادر المكان متوعدا لها والضحكه مرسومه علي وجهه ...فهمست نورا لاختها 

- عدى الليله واصبري لحد مايكتبوا كتابك ياختى .. 


صفوة بغل وضيق 

- اهدى كده .. مالك خفيفه ليه اومال لو جوازه عدله كنتى عملتى ايه !!! 


رمقتها يسر بنظرة ساخرة 

- خليكى ف حالك يامعقدة .. 


■■■


وصل صفُ طويل من سيارات العتامنه امام قصر الهوارة .. شن حرس الهواري الاسلحة صوبهم وعلي المقابل رفع رجالة العتامنه اسلحتهم 


زمجر ريح صوت حيدر قائلا

- خبر ايه اوومال ؟! مش اليوم فرح واحنا جااايين نباركوا ... 


احد حرس الهوارة 

- ناخدوا امر راجح بيه الاول قبل ماندخلوكم ...


زفر ادهم بضيق 

- كلمة كمان وهدوسهم كلهم ياعمى .. 


ضغط عمه علي كفه 

- اصبر .... _ثم رفع نبرة صوته_ يلا بلغ اللي عاوز تبلغه .. مستنين .... 

اردف زين قائلا

- هما مش عاوزين يدخلونا ليه ياعمى ؟! 


نصب حيدر رقبته قائلا بشموخ

-  ندخلوا دلوق متقلقش ... الصبر .


بعد برهه اسرع احدى غفر الهواري نحو سيارتهم 

- اتفضلوا .. بس راجح الهواري امر اننا ناخدوا الاسلحه من الرجاله .. 


انعقدت ملامح ادهم غاضبا ثم اردف حيدر ساخرا

- هو دا كرم الضيافه عندكم ياهوارة ... 

ثم اخرج راسه من نافذه السياره قائلا بصوت قوى

- سلموا اسلحتكم ياارجاله .. عشان راجح يتأكد اننا جايين نادوا واجبنا .. 


اقترب راجح من احفاده المجتمعين سويا 

" انت ياولد منك له .. اسمعونى زين " 


دار الاربع رجال نحوه بااهتمام

سليم ساخرا : خير ياجدى .. غم قلبي وقولى المأذون وصل .. 


صفق محمد فارحا : يااحلى خبر في حياتى .. انا اول واحد هااا ... 


مجدى ممازحا : ومكونش ليه انا هااا ؟ ... مالك ياجدى متغير ليه ، في حاجه حصلت ؟! 


عماد بهدوء وثبات : حصل اي ياجدى .... 


زفر جدهم بضجر : لما تكتموا الاول .. بصوا رجاله العتامنه عالبوابه .. 


اتسعت حِدق اعنينهم مندهشين : اييييييه 

سليم بتعجب : كيف ؟! من ميته اللي بينهم تار عيعرفوا فالواجب ؟! 


اردف الجد قائلا

-انا خابر راس حيدر زين .. المهم عاوزكم تفرحوا وتتبسطوا اكده مش عاوز لمه النساوين دى ... 


محمد ممازحا : هات فرعك وهوريك الرقص ع اصوله ياهواري .. 


غُما قلبا سليم وعماد لاوامر جده ، داروا جميعا نحو صف سيارات العتامنه الذي ملأ بهو قصرهم ..


دلف حيدر من سيارته مرتديا زيه الصعيدي وخلفه ادهم وفايز وزين اولاد اخوته .. تقدم راجح وخلفه احفاده قائلا بصوت جمهوري 

- نورت ياكبير العتامنه .. 


اشتعلت عينى ادهم بالغل والغضب بمجرد سماعه تلك الجمله ، انه لم يعرف بكبير للعتامنه غيره ، لازال يخطط لشيء ما ليمتلك هو جاه وسلطان عائلته ، تبادلت النظرات فيما بينهما ... ارتفع صوت حيدر قائلا

- مبروك ياعرسان ....


ثم قال بمكر

- لعبتها صووح ياراجح .. 


فهم الجد مغزى كلماته ثم اردف قائلا

- عقبال عندك ... ولا نقول عقبالك الاول ياحيدر !! ..

اردف ادهم قائلا

- قريب ياهواري باشا .. قريب وانتوا اول المعازيم .. فرحى علي وجد بت سالم اخر الشهر ... 


اشتعلت النيران في قلب سليم كان يود ان ينقض عليه النمر كما ينقض علي فرائسه .. ابتسم ادهم بخبث ثم قال

- طبعا كلكم معزومين ياهواره .. 


رمقهم الجد بنظرات ناريه ثم عاد ليرتسم الابتسامه .. -ارفع ياولد صوت الاغانى دى خلينا نفرحوا ، ياغفير تعالي اهنه ... احسن سفرة لرجالة العتامنه تتمد .. 


تفكك شمل الحاضرين حتى لم يبق الا سليم وادهم يلتهمان بعضهما بنظرات ناريه تحرق مجرة .. 

سليم بفظاظه : اخر حاجه كنت اتوقعها انك تيجى ..


ادهم بخبث : اعتبره جَميل .. وفي رقبتك ولازم ترده .. هابقي ابعتلك كارت دعوة .. اومال ايه هو انا والدكتورة وجد شويه ... اصلى ناوي اخليها ليله من الف ليله وليله ..... 


ضحك سليم بصوت ساخر : وهمك قاتلك ... 


قرب ادهم منه متوعدا : هتشوف ....

رمقه سليم بنظره ساخرة : وانت كمان هتشوف .. بس هتشوفها في حضنى .. عشان سليم الهواري مابيسبش حاجه تخصه لحد  .. 


احمرت اعين ادهم وسرعان ماادخل كفه في سترته ممسكا بسلاحه صوبه نحو سليم بغضب .. رجع  سليم خطوة للخلف رافعا حاجبيه وكفيه بسخريه

- اايه كلامى جيه عالجرح .. معلش ، عقبال مانفتحوه الجرح دا عشان ننضفوه قريب .... 


طافت اعين ادهم فوجد نفسه محاصرا بين فوهات بنادق غفر الهواري ..  اتسعت ابتسامه سليم فخرا .. تمالك ادهم اعصابه بصعوبه فرفع سلاحه لاعلي ليفرغ طلقات سلاحه كإنه يفرغ طلقات غضبه من داخله .. التفت الجميع حولهم .. وايضا النساء يراقبونهم من اعلي وخلف النوافذ ..


انخلع قلب ماجده من مكانه علي حبيبها ...

دار سليم بجسده ممسكا بأحدى عصا الغفر ورفعها لاعلي شارعا في رقصه الصعيدى .. اشتعلت النيران بداخل ادهم اكثر .. ارتفعت صوت الاغانى مجددا ثم اقترب مجدى من اخيه يتبادلون الرقصات الصعيديه بالعصيان  ... اقتحم مرقصهم محمد وهو صاعدا فوق حصانه يتراقص به علي دقات الطبول والمزمار البلدى ... 


رفع عماد عينيه لاعلي فعلقت بعينى نورا المفعمه بالوحده والارق ، ابعد عينيه عنها محاولا تجاهلها الذي اصابها في منتصف قلبها بندبه اسقطت دمعة من عينيها .. 


لازالوا الاخوات بتراقصون بمرح وضحك وكل منهما فوق حصانه الذي احضره الغفر ومابين عيون مصوبه اسمههما نحوهم تود ان تصيبهم في مقتل ..


كان زين يلتقط جميع لحظات الفرح منذ ان دخل الى ان تركه فاردف قائلا بفرحه عارمة 

- اكيد وجد هتفرح قوي لما تشوف الفرح الجبار دا ................ 


الفصل التاسع


"‏تعوّد أن تخيط جروحك من الداخل .. بنفسك .. لا أحد يعرف حقيقة وجعك .. وشدّته .. كما تعرفها أنت .. أي يدٍ أُخرى تلمس جروحك .. ستوجعها أكثر ."


( راكان العنزى )

■■■

مقطع سينمائى عابر كان كافيًا ان يمزق قلبها اشلاء .. شلو تلو الاخر ، فقد زُرع الوجع في جميع ضواحيها ،،،


" ماشوفتيش ياوجد العراك بين سليم وادهم .. بس ولد الهواري ده جوى قوي .. خلي عنين ادهم تبخ دخان " 

اردف زين الصغير كلماته بسذاجه طفوليه .. ثم اكمل قائلا 

- عارفه ياوجد .. انا فاهم كل حاجه زين ، وعارف انهم جتلوا ابوى .. وانا لما اكبر هاخد تارنا من حبابي عنيهم ...


حركت شفتيها كي تتحدث ولكن انعقد لسانها بمجرد دخول ادهم 

- عااش يابطل .. والله وكبرت يا زين وبقيت راجل ... 

اعتدلت وجد في جلستها متأففه 

- انت مين عطاك الحق تدخل اوضتى اكده من غير ما تستئذن ..


تنحتح بخفوت مصطنع

- لا ف دي عداكى العيب وازح يابت سالم .. بس محلوله كلها كام يوم وهدخل قلبك كمان من غير استاذان ..


نصبت عودها بشموخ

- سقف طموحاتك عليّ قوى ياولد عمى ، طب حاسب بدال مايطربق فوق راسك ..


جلس ادهم فوق مخدعها وهو يحتضن اخوها بعفويه

- اي يازين انت ماورتش اختك ولد الهواري وهو عيرقص وطاير من الفرحه بعروسته الجديده !!


عقدت ساعديها امام صدرها باغتياظ

- لا ودى تيجى .. ورانى وحكالي كمان .. وقال لى كيف كنت زي الفار قدام ولد الهواري ..


انتفض من مكانه بتوتر واضح ثم اقترب منها متوعدا

- وانا سبق وقولتلك قتله علي يدى .. ونشوف عاد مين فينا الفار ومين السبع اللي هيدبح القطة .


زفرت بضيق وحنقه

- اووووووووف .. اطلع برا ..


اصطنع ادهم معالم البراءه

- وانا اللي كنت جاي اقولك خبر حلو !! 

- مش عاوزه منك حاجه ..

- تؤؤ !! ميهنش عليا تنامى زعلانه .. _ثم همس في اذنها_ كفايه اللي عملوا ولد الهواري وعطاكى علي قفاكى !!


نظرت له بعيونها المتسعه تود ان تفتك به

- مايخصكش ..


- احم احم .. ماعلينا المهم ياست الضكتوره تقدري تنزلى شغلك من بكرة .. وتعيشي حياتك طبيعى منا بردو مش هتبسط لما يقولوا عليّ حابس مرته !


نظرت له باشمئزاز وبضيق .. ابتسم ادهم ثم اردف قائلا

- طب يلا يازين نسيبوا اختك تريحلها شويه .. اشوفك الصبحيه ياوجدانة قلبى ..


مازالت محتفظه بصلابتها امامه ، بمجرد ما تركها وغادر شعرت بقوة خارقه تشق قلبها ، ورحها تتلاعب بداخلها تارة تنسحب واخري تعود .. انفاسها اصبح متقطعه ، وضعت كفها علي قلبها بوجع 

- ليه كده ياسليم لييييييه .. وجد تستاهل منك كل دا ..


دلفت اختها ( ورد ) بعفويه

- مالك ياوجد .. انتى عتبكى ياك ؟!


- شوفتى سليم عمل ايه .. البيه شغال يرقص وفرحان ولا علي باله .. دا كمان مردش علي من الصبح ياورد.


قفلت اختها الباب برفق

- طيب اهدى بس .. المفروض انك عارفه سليم زين ياختى واكيد عمل اكده عشان يكيد ادهم ..


وثبت وجد قائمه

- لا ياورد .. لا .. عقولك ايه امك نامت ؟!


ورد باستغراب

- البيت كله نام ماعدا ادهم وزين كنت سامعه حسهم تحت ...


فكرت لبرهه ثم اردفت قائله

- بصي تروحي تتابعيهم واول مايناموا تقوليلى .. يلا ..

ورد  قائله بقلق 

- ناويه علي ايه يابت ابوى !!

- اسمعى الكلام بس ويلا ...

استسلمت ورد لاوامر اختها ثم تسللك بهدوء تترقب خطاوى ادهم في الاسفل ...


■■■


"في قصر الهواري "


" اقولكم ايه انتوا ضاربين اي علي المسا !!"

اردف سليم جملته وهو يضع ساق فوق الاخر لاخوته المجتمعين في جنينه القصر يتسامرون بعد ما انتهت الليله ما قبل الزفاف .


اتكئ محمد بفخر مردفا : 

- سيبك انت بس مين يصدق اننا بكره هنبقي عرسان !! صبرت ونولت ياد يامحمد والله .


تنهد مجدي بحيره 

- طب انت وماشيه معاك زي الحلاوة في السكين ياعم .. انما انا بقي اعمل ايه في قدري المستعجل اللي مستنينى بكره .


قهقهه محمد بصوت عالٍ يعكس صدى صوت طبول قلبه من الداخل ليقول بثقه 

- مش هتعمل اي حاجه متقلقش .. اصل مراة عمك منبهه علي بناتها انكم تقضوها اخوات في بعضيكم والا هتقطع خبرهم .


غيبوبة ضحك انتابت الجميع بعد تصديق , حتى عماد الشارد بعيدا عن محور حديثهم شاركهم الضحك باستغراب مردفا بضحك مكتوم وهو ياخذه انفاسه بتقطع

- ثريا قايله لهم كده !! طب والله طلعت بتفهم وهتوفر عليا كتير .

فزع محمد قائلا بثقه 

- ابو ثريا علي اللي جابوها .. هى هتقفلنا زي اللقمة في الزور اكده تقول اللي هي عاوزاه اما انا هعمل اللي عاوزو و حدش يقدر يفتح خشمه معاى .


مجدي بحسره 

- حقك ياعم تتكلم بالثقه دي !! اومال انا اعمل اييه !!!

- خف قر ورحمة ابوك الليله مش ناقصه نبر .

تنحنح سليم بصوت قوي 

- طب يارجاله فوتكم بعافيه هركب فوق انا انام عشان جبت اخري .

محمد ممازحا 

- ياعم حقك عريس بقي واكده الله يقويك يااهواري كلنا لها .

رمقه بنظره ساخره وهو متأهب للمغادره مردفا

- مالكش دعوة بي سيبنى في حالى وركز في حالك انت .. اكمنى ماعقلقش غير من اللي عيتكلموا كتير دول ربنا يسترها عليك ياهواري ياصغير .


- اشباح الهواري تفوت في الحديد ياولد امى وابوي .


   تركهم سليم وهو يجر في قدميه ذيول الحزن والضيق يشعر وكأن جبلين انطبقوا علي قلبه فتنهد بصوت عال وهو يتجه نحو غرفته مرددا 

- يا وجع القلب يارب ..!

وصل سليم غرفته ليتجولها بتثاقل ويرفع ستائر الغرفه المنسدله فوق نوافذها فالتفت الي هاتفه المُلقي جنبًا ليلتقطه بلهفه مردده

- تلاقي وجد ناصبه صوان اكبر من صوان ابوها .. 

وضع هاتفه في وصلة الشاحن الكهربي وتركته ذاهبا للمرحاض ليزيل فتات الهم من فوق جسده تاركا للمياه مهمة اذابتها ..


***

" في قصر العتامنه "

تجوب (وجد) غرفتها ذهابا وايابا بقلق بلغ ذروته مما جعل حبال الضيق تلتف حول عنقها اوشكت علي الاختناق .. تتارجح فوق رمال الهم حتى اوشك علي ابتلاعها في اغواره .. دخلت (ورد) متسلله ببطئ وهى تغلق الباب خلفها بحرص شديد مردفه 

- وجد.. ادهم والبيت كله نام .. ها ناويه علي ايه .


بدون تفكير انحت وجد لتلتقط شالها مردفة بنبره امره لاختها 

- حطى حاجه علي راسك وتعالى معاي يلا .

رمقتها اختها بعيون تتراقص علي اوتار الذهول والصدمه 

- ليلتك السوده ياوجد .. هتروحى علي فين في نص الليل اكده !!

زفر وجد بضيق وهى توشك علي المغارده

- بقولك اي هتيجي مسمعش صوتك ياما تقعدي مطرحك احسن .

تنهدت اختها باستسلام وهى تركض خلفها بحرص هامسه لها 

- يااااوجد .. فهميني طيب .

دارت وجد راسها نحو اختها بعيون متسعه لتضع سبابتها فوق شفتيها المزمومتين 

- اشششششششششششش .. اكتمى .


استسلمت ورد لاوامر اختها مجهول المغزى واكتفت باتباعها .. وصلا الاثنين الي المطبخ ففتحت وجد الباب الخاص بالخدم بحرص مما زاد من رعب وقلق اختها التى تقفد بجسد مرتجف مهزوز تستدير يمينا ويسارا بفزع وتراقب اختها باندهاش .. فتحت وجد الباب وتراجعت لتمسك بكف اختها وتسحبها خلفها بهدوء مردده

- اجمدي اكده .. تعالي معاي علي الجنينه الغربيه .


وصلا الاثنين الي سور الحديقه الذي كان يتسلل سليم من خلالها .. جثت وجد علي احد ركبتيها لتفتح الباب الصغير المختفي خلف (القش) وازاحته بعيدا ثم استدارت الي اختها لتشير لها 

- تعالي ياورد يلااااه ..

سلمت ورد امرها الي الله متبعه خطى اختها مردفه

- يلا هى موته ولا اكتر !!

خرجا الاختان خارج اسوار العتامنه فالتفت وجد يمينا ويسارا مردده

- هو فين راح !!

ورد بخوف : هو مين !!

فزعت وجد عندما رأت اشعة النور التى تقترب منها وبعد برهه تنهدت بارتياح عندما صفت السياره امامها فاردفت بنتهدة قويه 

- حرام عليك ياعم سيد وقعت قلبي .

اردف السائق بحرص

- طب يلا يابتى اركبي قبل ما حد يشوفنى ..

دخلت ورد وتابتعها اختها بسرعه ثم قفلت الباب خلفها مردده

- عند قصر الهواره ياعم سيد .

نظر سيد بالمراه مرددا بخوف 

- اوامرك ياست الستات . 


***

" في قصر الهواري "


- دي كانت ليله ولا الف ليله وليله .. انا حاسه قلبي بيرفرف كده ليه ياجدعان !! انا مش مصدقه اخر ليله دى هنامها لوحدي وبعد كده كل اللي جاى من عمري في حضن محمد وبس .

قالت يسر جملتها وهى تجوب غرفتها كمن فقد عقله من نشوة الحب .. ظلت تتنقل هنا وهناك كالفراشه التى تنعم بكل قيود الحريه لتقف امام المراه وتنظر لاخواتها بعيون متراقصه لتقول

- انتوا شايلين ليه طاجن ستكم كده فوق دماغكم !!

ماجده بحزن 

- كفايه انت ياختى مبسوطه بمحمد ومحمد مبسوطه بيكى !!

رمقتها بعيون ضيقه لتردف بصوت ضاحك 

- احنا هنقر علي بعض من اولها .. تؤتؤتؤ اكسكوزمي كل واحده تخليها في جوزها .. دا حب العمر وكل العمر ويلا كل واحده فيكم علي اوضتها كده وسبونى مع احلامى .


رفعت  صفوة عينيها بعيدا عن شاشه هاتفها لترمقها باستنكار 

- انت هتاخدى حتة خازوق انما ايه .. اصبري بس وعلي فكره هقول لامك علي كل دا واتخيلي بقي لوعرفت انك مش هتسمعى كلامها شوفى هتعمل فيكى ايه .

تبدلت ملامحها سريعا وهى تقترب منها ببطء وعيون اوشك علي البكاء 

- صافى انت بتهزري صح !! اكيد مش هتعملى كده ؟

- اوووف بقي انت حره .. اشربي من البحر .. سلام .

تركتهم صفوة مغادرة وهى تتوعد لمجدى على ان تجعل نهاره اشواك وليله زجاج يسير عليمها حافيا .. تسير بثبات نحو غرفتها لتتوقف فجاه علي صوت مجدى الاتى من اسفل مردفا باستفزاز بلهجة صعيديه

- ننام بدري  ياعروسه عندنا ليله طويله بكرة عاد .

وقفت لبرهه محاولة تهدئه اعصابها ثم التفت اليه بثغر متبسم بخبث 

- الغباء ان الواحد يستنى بفرحه مجية جلاده يابيشمهندس .

عقد مجدي ساعديه امام صدره ونظر إليه لاعلي بعيون لامعه ثم اردف قائلا

- الغباء الحقيقي انى مستناش جلاد بالحلاوة والطعامه دى كلها .. ابقي وش فقر .

ثم غمز لها بطرف عينه بخبث 

- happy dreams my angel .

زفرت بنفاذ صبر وهى تتحرك صوب غرفتها ونيران الاغتياظ تشتعل بداخلها .. دلفت صفوة غرفتها ثم دفعت الباب بكل قوتها لتتجه صوب المراه وهى تتحدث بجنون 

- اي البرود اللي هو في دا اتعامل معاه ازاي يااربى .. انا كان لازم اخش بيطري عشان اعرف اتعامل مع الاشكال دى .. اااااااووووف اهدي اهدي ياصفوة انت ادها وسي مجدي دا هيعد النجوم في عز الضهر وهيشووف .

ثم مدت بصرها لمكتبها الملئ بالمواد الكميائيه والحقنه المنثوره فوق سطحه قائله بتوعد 

- هو اللي اختار انا حذرته .. يشرب بقي .


***

"انتِ اتهوستي ياوجد !!! طاب طاب خليكى مُطرحك وانا جاي اجفلي يلا "

قال سليم جملته وهو يخرج دخان غضب من جسده .. اسرع لارتداء ثيابه ليري ما الامر الذي اجبرها ان يسوقها الي هنا .


"بصى يايسر انتى اتجننتى خالص وانا مافيش عقل ولا دماغ لجنانك دا .. انا مرعوبه ومش عارفه هعمل ايه بكرة لما يتقفل علينا باب واحد "

قالت ماجده جملته بنبره مهزوزه خائفه فرددت عليها اختها بشغف 

- ولا اي حاجه ياروحى تقومى توريني عرض كتفاك دا وتاخدى اختك في ايدك وتسبونى اجهز نفسي لجوزى حبيبي وقرة عيني بكره .. 

وثبت نورا قائمه وهى تضحك ابتسامه ساخرة 

- انا مشيت اهو ياختى .. ليلتك فل سلام .

التفت ماجده الي اختها باهتمام مردفه بصوت منخفض

- يسر قوليلي انت هتجهزى هتعملى اي يعني عشان اروح اعمل زيك .

رمقتها يسر طويلا باندهاش ثم اردفت قائله بسخريه وعدم تصديق

- انتِ بتهزري صح !!

ارتبك جسد ماجده ثم غمغمت قائلا

- منا عاوزه افهم بردو .

تأرجحت عيون يسر بحيره ثم اردفت باستعجال 

- حاجات البنات دي ياماجى افهمى بقي .. ولا اقولك هاتى ودنك اقولك .

بعد برهه شهقت ماجده بصوت عال وهى تضع اناملها فوق فمها بصدمه وترمقها بعيون متسعه .. تفتنتها عيون يسر بفضول واستنكار 

- ايه مالك تنحتى ليه هو انا قولت حاجه غلط .. دا كل اللي قولته مسك ومية ورد !!

زفر ماجده بضيق قائله 

- لا ياعم يفتح الله .. روحى شوفى هتعملى اي وانا اروح انام احسن .. 

ضرب يسر كف فوق الاخر باعجاب

- هى البت دي اتجننت !! 

فتحت ماجده باب الغرفه وفجاة سقطت عينيها علي طيف سليم الذي قفل باب القصر خلفه بهدوء .. لا تعلم لماذا انتابها الفضول ان تتبع خطاه لاول مره كأن قلب المحب عندما يستشعر بوجود من يخطف حبيبه فيرسل سيال من الفضول يُخيم على كيان المراه , تسللت خلفه بحذر شديد .. استمرت بالسير خلفه في بهو القصر الطويل لتختبئ خلف الاشجار خشيه من ان يري طيفها .. اتجه سليم يسارا نحو اسطبل الاحصنه ليخرج من بابه الخلف دون ان احد يراه .. استمرت ماجده في متابعته بدون ما يستحس وجودها .


خرج سليم خارج القصر ليسير اقصي جانب القصر فوجدها تقف امام مؤخرة سيارتها الجيب وهى تعقد ساعديها تنتظره علي باركين قلبها التى تتوق بداخلها .. رمقته بنظره حاده مردفه 

- اهلا اهلا ياعريس .

اقترب سليم منها بسخريه 

- اهلا بيكِ .. اقدر اعرف سبب تشريفك في نص الليل اكده .

رفعت حاجبها ساخره وهى تقترب نحوه خطوة قائلا

- جايه اباركلك ياا ياعريس .. 

مط سليم شفته لاسفل وهو يرمقها باسهم الغضب مردفا بنفس النبره الساخره

- الله يبارك فيكِ يابت الاُصول .. اصيل من يومك ياوجد .

طافت عينيها يمينا ويسارا محاولة اخفاء دموع عينيها فخطف نفسا سريعا ثم اردفت 

- شكلك كان حلو قوى وانت وعترقص .. شكلك كنت فرحان .

دنى منها سليم اكثر محاولا تمالك غضبه 

- خصلتى الكلام اللي جايبك في نصاص الليل دا ياوجد .

بللت ريقها بصعوبه فهربت دمعه حاره من عينيها عنوه عنها لتقول 

- كمان مكنتش عاوز تشوفنى !!

ارسل سليم نظره خاطفه علي اختها الجالسه خلف الزجاج التى استدارت كليا لتتبع حديثهم , فقبض سليم علي معصم وجد وسحبها بعيدا عن السياره مردفه بحده

- انت اتهوستى ياوجد !! دريانه بروحك انت !!

ازاحت ذراعها بعيدا وهى تنفجر عينيها باكيه مردفه 

- بعد يدك عنى ياسليم .. عملت فيّ اكده لييييه .. طالما ناوى تبيع بسهولة كنت جيت وظهرت في حياتى ليه .. طالما فرحان وعترقص وعايش دور العريس قوى اكده كنت جيت بكيت ليه في حضنى الصبح !! كل دا كدب حبك لوجد كان كدب .


قبض علي كفها بكل قوته بانفعال

- اسكتى انت واعيه عتقولى ايه ؟

انفجرت به صارخه 

- وانت واعى عملت ايه !! 

اجابه سريعا 

- عملت ايه !! 

القت علي اذانه ضحكه ساخره 

- عديت علي رقبتى بسكينة تلمه من غير ما جفن الرحمه يغمضلك .

جذبها بقربه بكل قوته مردفا بصوت عال

- وانت واقفه بتدبحينى بنفس السكينة ياوجد .. انت عارفه زين ان كل دا غصب عننا .. وانا كنت هعرف منين عمى هيقتل ابوكى ويهرب وتقوم حريقه بين العيلتين .. اعرف مين جدي هيأمر بكل دا وانى اتجبر علي جوازى من واحده ماعطيقهاش .. ردى علي وقوليلى اعرف منين !!!! 

بتلقائيه سحب كفه لتضعه فوق قلبها قائلا

- حس اكده .. حاسس المجزره والخراب اللي جوه .. انا بموت ياسليم كل ماافتكر ان بكره هيتقفل عليك باب واحد مع واحده غيري وهى اللي هتبقي حلالك وانا لا .. عارف احساس طلوع الروح انا عايشاه .. حرام عليك ياسليم انت ولا عارف ولا حااسس بوجعى لييه .


اجابها سريعا بدون تردد

- انا مش عارف غير اخر وعد قولته لابوكى انك مش هتكونى لحد غيري ياوجد فاهمه .

اجابته صارخه بوجهه وشلالات الدمع تنفجر بداخلها 

- يبقي تعالى نهربوا دلوق يلا .. نهمل البلد باللي فيها ياسليم .. لو عتحب وجد متعذبنيش اكتر من اكده انا ممكن اموت فيها .

قرب راسها من صدره ليضع قبله خفيفه فوق بحنان قائلا

- هتتعدل .. هتتعدل ياوجد .

حاوطته وجد بذراعيها الاثنين لتفرغ به كل شحنات الوجع بداخلها وتنفجر باكيه .. ربت سليم على ظهرها برفق قائلا بمزاح

- كبري مخك عاد يامجنونه .. طب والله كنتى وحشانى قوى قوى قوى .. لما عتبينى حبك عتبقي حلوة قوى .

ضربته بقبضه يديها علي ظهره وهى تحضنه اكثر كأن اذانها تشتاق لصوت قرقعة عظامها بين حصار ذراعيه اصبح صدره حجره جسده صغيره لا تسيع سواها .. اغمض سليم عينيه لبره وكاد ان يحرك شفتيه ليتحدث ولكنه فوجئ بماجده تقف امامه بعيون اذبلها البكاء .


احست وجد بارتخاء قبضه يدي سليم عليه وبروده حضنه مما اصابها بالدهشه .. ابتعد عنها ببطء وهو يرمق ماجده بنظرات ساخطه مردفا بحده

- انتِ عتعملى اي هنا ؟؟!

بلعت ماجده غصة احزانها بمراره مردفه 

- انا اللي المفروض انا هى بتعمل ايه هنا مع الشخص اللي هيبقي بكرة جوزى !!

استدارت نحوها وجد لتتفتها بغيره نسائيه .. استتطاعت ان تتعرف علي هوايتها من غيرتها واسلوبها في التحدث مع سليم .. تراجعت وجد للخلف تاركه المساحه لسليم كى يتصرف معها .. اقترب منها بخطوات سلحفيه ليقول لها بنبره قويه

- هى حصلت بتراقبينى ياماجده !!

سخرت من بروده سؤاله قائله

- وهى حصلت تجيلك في نصاص الليالى ياسليم وتحضنك عيني عينك كده !! 

نحنح سليم بخفوت مردفا بحزم

- وجد روحى امشي انت ..

ارتفع صوت ماجده مردفه

- تمشي فين دانا هلم عليها امة لا اله الا الله دلوقتي ..

جز سليم علي اسنانه مردفا 

- اقصري الشر ياماجده ..

ازاحته ماجده من امامها لتقترب من وجد التى تتفتنها بحقد 

- انت بقي بت العتامنه !! انا اسمع انهم واعرين فاجرين لكن حوار انهم مسيبين بناتهم زي كلاب السكك كده عشان يشمشموا ورا جوزى دي جديده ..

شرعت وجد ان تتحدث ولكن قطعها هتاف سليم الاجش القوى الذي تسبب في نزول ورد من السياره راكضة نحوهم مردفا

- مااااااااااااااااااااااااااااااااجده .

صرخت ماجده بقوة 

- وليك عين تتكلم وتدافع عنها !! 

ركضت ورد صوب اختها وهى تشيع ماجده بنظرات غريبه مردفة

- وجد يلا بينا .. يلا .

مسك ماجده كف وجد بقوى مردفة بهدوء 

- مخلصتش كلامى ...


شعرت وجد لوهله بالضعف امامها فالتزمت صمتها محاوله استيعاب سُم كلماتها فاردفت وجد بسخريه 

- انت بت اللي قتل ابوى !! 


قبض سليم علي ذراع ماجده بقوة لينهى الحرب الذي اوشكت علي الاندلاع  قائلا 

- امشي قدامى ..

تجاهلت قبضته الحديديه محاولة اخفاء تأوهاتها لتقول بقهره وهى تلتقط انفاسها بصعوبه

- عاوزاكى تسمعيني زين وهكلمك بلغه الفلاحين عشان تفهمى عارفه ان فهمك علي قده ..  ايوه انا بت الل قتل ابوكى ومعنديش مانع اقتلك انتِ لو فكرتى تقربي من جوزى مااحنا قتالين قُتله بقي !!.. سليم بكرة قدام ربنا العالم كله هيبقي جوزى يعنى هيقضي الليله كلها في حضنى  _ذراعها ظل يقاوم قبضة سليم القويه فاكملت_ يعني لو مشيت وراه بلاد حقى مش زيك .. انا حبيت ويمكن انت حبيتى بس انا اللي انتصرت وهنتصر في الاخر ياوجد وكون ان سليم يكون ليك اعرفى انى وقتها هكون ميته .. عشان انا حبى انانى يا يكون ليا يامكونش من غيره .. اما انت ياحرام روحى شوفى حد يلمك من حضن جوزى .

ذرفت دمعه من طرف عينى وجد بمراره فجذب  سليم ماجده بكل قوته ليصفعها علي وجنتها قائلا 

- انت اتهوستى شكلك !!!!

صرخت ماجده بصوت عال قائلا

- عشان عاوزاك ليا وبس اتهوست ..!!

لاحظ سليم ركض غفر قصرهم نحوهم بسرعه ثم اردف قائلا بخوف

- ورد خدى اختك وامشي يلاااا الغفر جاااييييييييين وشكلها ليله طين ..........................


الفصل العاشر 


《 غمر الرذاذ اطراف قلبها انتعاشا يقال انه اقتحمه قاف اقتحمت كل حروفه فلم يبق منه الا " ع  ش " عش احتواها فاقامت اخره ليبقي عشقًا اسرها مع صدى صوت كلماته التى حرقتها من الداخل 》


صرخت ماجده بصوت عال قائلة

- عشان عاوزاك ليا وبس اتهوست ..!!

لاحظ سليم ركض غفر قصرهم نحوهم بسرعه ثم اردف قائلا بخوف

- ورد خدى اختك وامشي يلاااا الغفر جاااييييييييين وشكلها ليله طين .

التفت ورد نحو اختها راجيه 

- يلا ياوجد .. يلا .. 

كلمات ماجده نجحت ان تعتصر قلبها ثم تمزقه اشلاء متناثره ، عجز لسانها عن النطق ففي محكمه الحب النصره للاقوى والاجدار وهى تقف علي ارض طينيه بجسد متراقص فوق اوتار حب اوشك علي الانتهاء ، فسارت وجد مع اختها باستسلام وهى ترمق سليم بنظرات يائسه كأنها اردت ان تودعه للمرة الاخيره ، تشحن روحها بالنظر إليه كى يكون لديها مخزون كافى للعيش ، دلفت داخل سيارتها وخلفها اختها قائله بخوف 

- اطلع بسرعه يا عم سيد يلاا 


التفت سليم صوب الحرس اللذين اقتربوا منه فردد احدهما 

- حوصل حاجه ياسَليم بيه !! 

زفر سليم بضيق قائلا 

- لا مافيش .. هاخد بت عمى وداخلين .. فتحوا عنيكم زين !! 


قبض سليم علي كف ماجده وسحبها خلفه بقسوه وخطواته الواسعه التى تلاحقها بالركض متأوهه من قبضته عليها .. راقبهم احدى الغفر حتى ابتعدوا عن انظارهم فالتفت الي رفيقه قائلا 

- العربيه اللي عدتت دى تبع العتامنه .. تفتكر ايه اللي جايبهم اهنه وسَليم بيه ماله مش علي بعضه !! 


اردف الاخر قائلا وهو يعلق سلاحه بكتفه 

- ماخابرش !! بس لازمًا راجح بيه يعرف اللى حُصل .. 


■■■


" اقسم بالله ياماجده لو مابطلتيش لعب عيال وعقلتى اكده لهتصرف معاكى بطريقه متعجبكيش " 

اردف سليم جملته بصوت مخنفض بنبرة تهديديه وهو يدفعها داخل غرفتها بقوة حتى ارتطم جسدها بالارض تلهث من كثرة بكاؤها مردفه بحزن يقرضها 

- وانت من ميتة اتصرفت معاى تصرف عجبنى .. !! 


التقط سليم انفاسه بصعوبه بالغه محاولا تهدئه روعه ولكن كلماتها كانت لهيبًا مشتعلا يلتهمه بدون رحمه ، اكملت ماجده قائله بتحدٍ وهى تقف امامه مستجمعه كل قواها 

- عارف ياسليم الواحده لما تحب بتضلل علي حبيبها برموش عيونها .. ولما واحده غيرها تفكر تاخده منها مش بعيد تخزق عيونها وتقتله جواهم ، انا عارفه انت بتفكر في اي دلوقت تلاقيك بتقول دى لو عندها ذرة كرامه كانت بعدت ووقفت قدام الكل عشان متجوزهاش .. انا عندى كرامه بس عندى جبال حب وحبى انانى قوى مش عارف يكون غير ليك  .. بس لا اللي بتفكر فيه دا مش هيحصل ابدا ..  اللي هعمله عمرك ما هتتخيله ياسليم بس ورحمة ابوك ماهتتجوز ولا تحب غيري ،، اسمحلى بقي احارب بجيوش حبى ضد جيوش حبك لوجد وشوف مين فينا هينتصر يا ابن عمى .. 


ظل سليم يتأملها طويلا بحيره وسخط فاردف قائلا بفظاظه 

- يمكن جيوش حبك مسلحه زين بس واقفه فوق سطح الميه من غير مركب تحميها .. وعارفه المركب دى ايه !! هى الحب المتبادل بين طرفين  .. بلاش ياماجدة تصطادى في الميه العكرة وتقولى ملقتش سمك .. خلى الايام دى تعدى علي خير لحد ما كلنا نرسي علي شط الامان .. تصبحى علي خير يابت عمى . 


ثم تركها في قاع نيرانها تحترق تعض علي اناملها بغل وهى تنتوى ان قلبه لن يخضع الا لها في النهايه ، دلف سليم غرفته التى تقع اخر الطابق متأففا بداخله افكار تلتهمه بقوه ، القى جسده في منتصف مخدعه محاولا الاتصال ب ( وجد ) مرارا وتكرارا ولكن بدون جدوى حتى فقد زمام سيطرته علي جيوش غضبه فألقي هاتفه بعيدا مرتطما بجدار الغرفه ليهبط علي الارض اجزاء مُبعثره .. 


تجلس وجد في السيارة ودموع القهر تسيل على وجنتيها حتى حفرت وديانا تجري من خلالها ، ندبت حظها لانها احبت شخصا لم يكن لها في نهاية المطاف ، فابشع ما يواجه المراة حبٌ يموت قبل ان يحتضر صاحبه ليروي الروح ولو لليله ! .. 


احتضنت ورد اختها بحنان مردفه 

- خلاص عاد ياوجد  .. بصراحه انتِ اللي غلطتى عشان روحتى لعنده .. كنتى سبتيه يتصرف كده زودتى الطين بله . 

جففت وجد دموعها بطرف كمها وهى تلتقط انفاس متقطعه مردفه 

- خلاص خلصت ياورد .. كده عرفت نهايتى مع سليم ، انا بس كنت حابه اشكره قبل ما مشي على كل لحظه حب قضيتها معاه لانها مش هتتكرر مع حد تانى غيره .


قضبت ورد حاجبيها باستغراب 

- انتى شكلك اتهوستى !! مين عطاكى الحق تحكمى على علاقه لسه مااكملتش ..


ضحكت وجد ساخرة وهى تجفف بحر الدموع الذي انسكب من عينيها مرة اخري 

- لا كملت وكل واحد عرف مصيره خلاص ، سليم لماجده .. ووجد لادهم واخر كلام عندى قولته .. 


ثم اعتلت باحثه عن شيء ما حتى امسكت بهاتف اختها 

- وخدى كمان محمولك انا مش هكلم حد تانى .. ولو سليم اتصل ردى قوليلوا الكلمات دول . 


رمقتها اختها بعيون حزينه فربتت علي كتفها برفق 

- طب خلاص اهدى .. اهدى لحد ماربك يحلها من عنده . 


■■■

" في قصر الهواري " 


تقف ماجده امام المراة وهى تصفف شعرها المنسدل خلف ظهرها بعشوائيه كمن فقد عقله للتو ، تلتقط انفاس توعديه وهى تراقب تغير ملامحها وتمسح دموعها المنهمره بدون وعى فاردفت متوعده 

- ماشي ياسليم هتشوف مين فينا هيغلب .. 


  يجوب عماد غرفته ذهابا وايابا بحيره وحزن يقلب في ذكريات زوجته التى اشتاق اليها كثيرا حتى الباب اشتاق لدخولها منه لتحضنه بدفء ، اشتاق للضحك واللعب معها ، للناقش ورأيها الصائب دوما الذي لم يتبعه اطلاقا ، كان يود ان يتوقف الزمان لساعه واحده ويعود به اليها ليستشيرها في مصيبته التى لا مفر منها ، فهو يقف عاجزا في المنتصف المميت بين ان يكون معها او يكون مع غيرها .. قفل عماد دفتر ذكرياته قائلا بحزن 

- ااااه لو الزمان يعود عشان املى روحى منك بطاقه تخلينى اقدر اكمل الطريق دا لوحدى .. فينك يا نيره !!!! 


■■■

" في قصر العتامنه "


نجحت وجد واختها ان يعودوا الي البيت بدون ما يكشف احد امرهم ،الي ان تسللوا ببطء فوق درجات السلم المؤدى لغرفهم في ظلام يعتم الرؤيه امامهم ، هتفت ورد هامسه وهى تنير كشاف هاتفها

- خلى بالك ياوجد !! 

وفجاة انارت جميع انوار الطابق العلوي مما جعلهم يشهقون بصوت مرتفع وجسد مرتجف ، بللت ورد حلقها الجاف وهى تمسك بكف اختها 

- روحنا في داهية ياوجد .. 


التقطت وجد نفسا طويلا محاوله اخفاء خوفها منتظرة مصيرها وعلى الفور اردف ادهم بفظاظه وهو يتجه نحوهم

- والله عال .. نورتوا ياهوانم !! ما بدري !!

تارجحت عيون وجد واختها يمينا ويسارا والعرق يتصبب من مسامهم هلعا فكيف الفرار من هذا المأزق ، اكمل ادهم بسخريه 

- اقدر اعرف بنات عمى المحترمين ولاد الحسب والنسب راجعين منين الساعه ٣ الفجر . 

رفعت وجد عينيها بتحدٍ مردفه 

- وانت مالك !!!

ضغطت ورد علي كفها متوسله

- احب على يدك مرقي الليلة دى ياوجد . 

هبط ادهم درجه واحد من فوق السلم قائلا 

- مالى كيف !! دا حتى ربنا عرفوه بالعقل .. واعيه انت لحديتك .

صعدت وجد درجة سلم واحده بعناد 

- عاوز تعرف اي يا أدهم ! 

- من حقى اعرف بت عمى كانت فين في نص الليل اكده !! 

استجمعت وجد شتات قواها مردفه 

- ابقى اتصل بعم سيد شوفه وصلنى فين وهو هيقولك ، وبعد ما يقولك ابقي حود علي المستشفي واتاكد انى كنت في اوضة العلميات من ١٢ ونص لساعه ٢ وخدت ورد معاي عشان ماعودش لوحدى .. عرفت كنت فين ياولد عمى ؟!


رمقها بنظرات عدم تصديق مردفا 

- وماقولتيش ليه كنت جيت معاكِ !! 

عقدت ساعديها امام صدرها قائله بهدوء وبنيرة ساخره

- المرة الجايه هابقي اسيب العيان يموت في اوضة العلميات واجى استئذنك .

التو ثغر ادهم ساخرا 

- ماشي يا ست الضكتوره .. عطلناكى ربنا يخليكى لعيانينك .. 

رمقته من اعلي لاسفل عدة مرات متتاليه ثم استدارت راسها صوب اختها قائله

- يلا ياورد روحى نامى عندك دروس كتير بكرة كفاياكى ضياع وقت امتحاناتك قربت .. 

ركضت ورد نحوها بجسد مرتجف وهى ترمق ادهم بنظرات متأرجحه مردفه بتردد

- تصبح على خير ياولد عمى . 

- وانت من اهله يابت الغالى .

اردف ادهم جملته وهو ينحدر يسارا مستندا علي سور السلم الحديدي ويراقبهم بنظرات توعديه ، تحركت وجد بصحبة اختها نحو غرفهم متنهدين بارتياح كمن نجا من مصرعه للتو . 


■■■


" صباح اليوم التالى " 


《تائهه انا ابحث عنك بقلب امٍ فقدت صغيرها منذ اعوام ولم تجد للوصول اليه سبيلا .. 》


استيقظت وجد من نومها المتقطع اخيرا وهى تجوب بانظارها في ارجاء الغرفه باحثه عن ضالتها بقلبٍ منهلع اوشك علي الانخلاع ، ذكريات امس كوشم قُبع في ذاكرتها حاولت بقدر الاماكن ان تُذيبهما بملوحه دموعها ولكن دون جدوى .. استجمعت شتاتها بصعوبة بالغه وهى تنهض من مرقدها مردده بحسرة وندم

- كنت كل يوم انام احلم باليوم اللي هصحي فيه الاقيك قدامى ، حبيتك وحبيتنى بس الدنيا محبتناش سوا يا ولد الهواري .. 


اقتربت من مكتبها لتبحث عن شيء بين طيات دفاترها فالتقطت ورقه متوسطه الحجم مثنيه ووضعت الدفتر فوق المكتب وفتحت الورقه لتقرأها بتمهل وهى تقترب من شرفتها المُطله علي الاراضي الزراعيه التى تحاوط قصرهم .. فذرفت منها دمعه حاره رغم عنها بمجرد قراءتها اول سطر 


" باسم ولد الهواري العاشق لاحلى بنت العتامنه مطلعة حبابي عينيه ،، النهارده مشيت وراكى من اول ماخرجتى من باب بيتكم لحد ماوصلتى الجامعه ، كنت حاسس بخوفك وانت لسه رايحه للعالم اللي متعرفيش فيه حد غير نضارتك اللي واكله نص وشك وكتبك ، كان نفسي وقتها اجى احضنك واطمنك وامسكك من يدك واخدك وسط الجامعه كلها وانادى بأعلى حس واعرف الخلق كلهم انك من حقى وبس .. كنت مكتفى اراقبك من بعيد لبعيد عشان اشحن عينى وقلبى منك لاجل اقدر اعيش واكمل باقى اليوم ، لبسك كان حلو قوى خطفتى بيه قلبي مشكلتك عارفه ايه اللي عيعجب سليم وعتلبسيه ، ولاول مرة تسمعى الكلام وتلمى شعرك من عيون الخلق ، انا عكتبلك كل دا وانا واقف مستنيكى قصاد باب الجامعه لاجل ماتخلصي محاضراتك قولت اتونس بطيفك هبابه ، وحشتينى قوى ياوجد .. كل ماعينك تقع علي عتتكهربني فبتأكد ان ماس حبى لدغك في قلبك ، انا بكرة هستناكى تانى .. وهستنى ورقه منك في نفس المكان اللى اتعودى تاخدى منه كل رسايلى .. ااه نسيت اقولك ان سليم الهواري مش عاوز حاجه من الدنيا غيرك .. بحبك ياوجدانة روحى "


اعتصرت الورقه بين اصابع بدموع متساقطه من عينيها قائله 

- ووجد بتحبك قوى ياسليم ... يااارب حوش حبه من قلبي لو ماليش نصيب فيه يارب .


ثم اتجهت نحو خزانه ملابسها ودخلت  المرحاض الخاص بغرفتها وهى تمسك بملابسها بتكاسل كى تترك للماء مهمة محو اثار جروحها الداخليه الداميه ... 


■■■


" في قصر الهواري " 


- كام جوز حمام دول يابت ! 

اردفت عفاف جملتها بحماس وهى تتفقد الاناءات المتسعه التى بداخلها الطيور المذبوحه .. اردفت احدى الخادمات 

- دول مية جوز حمام ياام عماد .. ولسه هيجيبوا خمسيين كمان .. 

قضبت عفاف حاجبيها بتفكير مردده 

- لا قليلين يجيبوا ميه تانى .. دا يادوب ايه الناس هتبص يعنى .. وكمان روحى شوفي عشر تجواز رومى .. عشرين قليلين .. 


- وه وه وه ياست عفاف .. انت ناويه توكلى اهل البلد كلها اياك . 


- اسمعى الكلام من غير مناهده يامزغونه .. يلا شهلى .. وشوفى الطباخين وصلو ولا لا .. 


رمقتها الخادمه بنظرات تعجب مردده في سرها 

- والنعمه احنا سبب الازمه الاقتصادية في ام البلدى !! 


استيقظت ثريا وبناتها الاتى شرعن في تجهيزات الفرح الا صفوة التى تجلس علي مكتبها تستكمل مسيرة ابحاثها .. خرجت عفاف من المطبخ فوجدت ثريا امامها ثم اردفت بضيق 

- ماتقومى تشوفى عشا بناتك وتقفي على راس الطباخين واقضى مصلحه اكده بلا قعدتك اللي لا تقدم ولا تاخر ..


اتكأت ثريا بفظاظه مردفه

- وانا علي اخر الزمن هاخد اوامرى منك اياك ياثريا !! 

زفرت ثريا بحقنه قائله

- هو انتى ماتعرفيش تقصري الشر واصل !! 

وثبت ثريا قائمه بهيئتها الموقره مردده 

- بصي ياعفاف عشان نكون علي نور يابت عمى من اولها .. الجوازه دى انا مش راضيه عنها يعنى مش هقدر ارضي طموحك واعمل فيها ام العروسه !! فرحانه بعيالك قوى اكده اطبخى وزغردى وارقصي كمان .. لكن انا مالكيش دعوة بي .. واوعدك ان حقى اللي مخدتهوش منك بناتى بنات ناصر الهواري هيطلعوه علي عيالك لحد ما اشوفك متحسره عليهم واحد واحد .. 


رمقتها عفاف بسخريه مردفه بابتسامه خفيفه 

- وهى الواحده عاوزه اي غير راجل يضلل عليها !! وولاد عادل الهواري سباع ويأكلوها نيه ، فتفتكري بناتك لما يحسوا بالحب والامان هيغدروا !!! هما اه هيغدروا بس بيك انتِ .. اعقلى واقصري الشر بناتك عارفين مصلحتهم زين ..._ثم ابتعدت عنها وهى تهلل بالزغاريد وتقترب من محمد ابنها_  لولولولولىىىىىىىىىى يامحمد ياضكتور ايه الحلاوة دى ياقلب امك !!! 

فرد محمد كتفيه بثقه وهو يدلف من اسفل 

- ياصباح الورد علي احلى ام في الكوكب الحزين ده .. 

اقتربت منه عفاف لتحتضنه كى تشعل نيران الحقد بقلب ثريا اكثر 

- حلاوتك وانت عريس ياضكتور احلى عريس لاحلى عروسه والله .. 

رمق محمد ثريا بنظرة معانده مردفا 

- ادعيلنا ياما ادعى كاتيير حق في ناس كتير عاوزه تحشر مناخيرها في الجوازه دى .. مع انى رايد بت عمى وبت عمى ريدانى مش عارف مالهم عاد .. 

ربتت عفاف علي كتفه بحنان قائله 

- ياولدى الليله هتبقي مرتك واللي مش عاجبك يشرب من الترعه .. ولا ايه رايك ياثريا !! 

تأفف ثريا في ذعر وهى ترمقهم بنظرات مشتعله بنيران الغل فابتسم محمد قائلا بعناد

- صباح الخير عليكِ ياحماتى .. 

زفرت بضيق ثم تركتهم وغادرت دون اي جواب ، التفت محمد الي امه قائلا باستغراب 

- حاجتين هموت وافهمهم عشان ارتاح سر مثلث برمودا وسر ثريا مراة عمى .. 

ضحكت عفاف بصوت عالي قائله

- سيبك منها هى كده هتفضل تاكل في روحها لاجل ما تبقي رماد .. افرح انت واتبسط عاد الليله ليلتك . 

قبل محمد رأسها بحب 

- طب يمين تلاته انت اجدع ام في الدنيا . 


■■■


       نهض سيلم من مخدعه متكاسلا يشعر بصداع يرج قلبه حتى اوشك على انخلاعه ، القي نظرة علي هاتفته المُلقى ارضا ثم تجاهله متجها نحو المرحاض ليذيب جبال الهم من فوق صدره .. اغلق بابه بقوة وهو ينزع المتبقي من ثيابه بعنوة شديده فاقترب من الصنبور ليبدا في تنفيذ مهمته وفجاة طيف ذكراها اقتحم ذهنه فاغمض عينه مستسلما له .


#فلاش باك ..


" انتِ مين ياشاطرة !!" 

اردف سليم جملته وهو غائصا في بحور عشقها ثم استدارت اليه الطفله صاحبة الخامسة عشر عاما مردفه بسخريه .

- انت جاي بيتنا عشان تسالنى انا مين ؟! انت حمار يابنى ؟ 

التوت شفته جنبا بسخريه قائلا 

- اي اللماضه دى يابت وانتِ زي القمر كده .. انا سليم وانت مين !! 

رمقته بعيون ضائقه استشعر كأنها تسحبه بداخلها بسلاسه وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها مردده بمكر

- قولتلى بقي الحلو اسمه ايه ! 

دنى سليم منها بهيام قائلا بصوت منخفض 

- اسمى سليم .. وسمسم وسوولم وشوف الجميل لو يحب ينادينى بأي حاجه تانيه انا مش همانع .

ابتسمت بخبث قائله 

- ااه .. انت كنت بتاخد درس عند مستر سالم جوه . 


- احم مستر سالم !! وانت تعرفيه دانا بقيت بحب مستر سالم وحصة مستر سالم واي حاجه فيها مستر سالم .. والحلو بقي مين ؟! 


اتسعت ابتسامتها الخبيثه مرده 

- انا بنت مستر سالم .. 

تبدلت ملامحه بالقلق  ويبدو عليه معالم الارتباك 

-هاا احم احم !!.. هو انا مش بقول اي حاجه فيها مستر سالم تتحب .. طب عنئذنك انا يادوب الحق اخوكى اصلو ثانويه عامة ومطحون .. 


هم سليم بالتحرك من امامها هاربا من مصيره المنتظر ولكن اوقفته كلمات وجد الصارمه بشماته 

- اااه وانا هقول لمستر سالم مايدخلش الاشكال دى تانى القصر عندنا ، اتلم الاول وبطل معاكسات وبعدين قول انك ثانويه عامه . 


توقف سليم لبره مستجمعا كل قواه مردفا بمزاح 

- طيب ما انت اللي حلوة جوي عتجبري الواحد انه يعاكسك .. 


زفرت بنفاذ صبر مستيره خلفها لتنادي علي والدها 

- يا باااااابااا ... ياباباااااا .. 


وفي لمح البصر كان سليم اختفى من امامها هاربا من ثرثرتها المزعجه ، الى ان استدارت فلم تجده فزفرت بضيق هاتفه 

- اووووف هرب الجبان !! 


اتاها صوت والدها من الخلف

- مالك ياوجد حوصل اي ياحبيبتى ..

شعرت ابنته بقليل من الارتباك قائله 

- لا يا بابا مافيش كنت عاوزه اقولك انى حفظت كل الكتب اللي انت عطتهانى وعاوزه كتب غيرهم ..


خرج سليم من خلف الشجرة الكبيره التى اختتبئ بجدارها قائلا باعجاب 

- هى البت دى مالها !! وقعت في حبك ولا ايه ياض يا سَليم !! طب والله ما انا سايبك بلماضتك وحلاوتك دى!!  


#باااااك 


هز سليم رأسه تحت الماء كثيرا ليفيق من سطوها المسلح علي قلبه وذاكرته فتنهد بمرارة وهو يضرب الحائط بجواره مردفا بتوعد 

- وحق اللي حط حبك في قلبى ما هتكونى لحد غيري ! 


■■■ 


" ودونى علي بيت حبيبي نعيش مع بعض فيها دا بقا لنا مده طوبه طوبه بالحب بنبنيه " 

تراقص (يسر ) على اوتار فرحتها حاضنه فستانها الابيض بدلال وانسيابيه كمن ملك مفاتيح ابواب الفرح للتو ، رمقتها صفوة التى رفعت عينيها عن الاوراق المبعثرة امامها مردفه بسخريه 

- اصبري بس لو ما جيتى تصوتى بكرة وتلعنى في الجواز  ابقي قولى صفوة قالت !! 

رمقتها بنظرة اشمئزاز ثم قالت بلا اهتمام 

- مش هاجى اشكيلك هابقي اروح اشكى لاي حد غيرك خليكى ف حالك بس ..


القت صفوة القلم من كفها ثم عقدت ذراعيه مستنده علي سطح المكتب قائله 

- تعرفي انا للتو اتوصلت لسبب سذاجتك دى !! انك مش لابسه نضارة ماهو انتى لو لابسه نضارة هتشوفى حقيقة الدنيا باربع عيون .. 


- ياستى انا موافقه ابقي عميه .. وطالما معارضة الجواز كده متتجوزيش .. قولى لا وبناقص عروسة يعنى .


ابتسمت صفوة بمكر ثم قالت بهمس

- لا هتجوز عشان اعرف كل واحد غلطه ويفكر الف مرة قبل ما يقف قصاد صفوة الهواري !! 


- انت بتكلمى نفسك ياصفوة !! 


فاقت صفوة من شرودها سريعا 

- هااا لا معاكى .. حلو الفستان بتاعك يا رورو ياحبيبتى .. 


■■■ 


" يا ولاد بلدنا يوم الخميس .. هكتب كتابى وابقي عريس " 

ظل مجدى يردد جملته بفرحه عارمه وهو يصفف شعره المرفوع عن جبهته بحرفيه ويتراقص امامه مرآته ، قفل عماد الكتاب الذي بين راحته نازعا نظارته الطبيه قائلا 

- ياخى انت غريب قوى !! مالك ملهوف على الجواز كده اومال لو كنت بتحبها !! 

وجه ( مجدى ) انظاره نحوه في المرآه بعيون ضيقة وحاجبين منعقدين قائلا 

- ومين قال انى ما بحبهاش !! 

مط عماد شفته لاسفل قائلا بحكمه 

- انت طول عمرك عايش مع خالك بين القاهره واسكندريه  وصفوه واخواتها طول الوقت عايشين فى القاهرة وملهمش علاقه بحد .. مافيش غير سليم اللى كان يسافر لهم دايما عشان يدى عمك فلوس ارضهم .. وطبيعى محمد بيحب يسر عشان قعد عندهم طول فترة الدراسه ، انت بقي طاير من الفرح ليه !! ماتقولش بتحبها ..


اتسعت ابتسامة مجدى وهو يستدير ليقترب منه قائلا بهدوء 

- شوف ياخى ممكن كل كلامك يكون صح ، بس انا كبرت على كلمة جدك مجدى لصفوة ، برغم انى ما بشوفش صفوة دى غير فالمناسبات بس اتعلقت بيها ،، وبصراحه اكتر هى من النوع اللي مكيفنى ويملى الدماغ ويسلى الوقت .. دخلتلى من حته التحدى والعند وانا بموت في تحديات البنات اللي ملهاش وجود من الاصل .. فمبسوط انى هبدا معاها حياة كلها مغامرات وساسبنس كده .


رفع عماد حاجبه مرددا بسخريه 

- مجنون !! 


- وخدنا ايه من العقل !! قولى بقي انت ناوى علي ايه؟! 


فكر عماد لبرهه ثم اردف قائلا بثبات وثقه 

- هتفق معاها ان دا وضع مؤقت لحد ما كل واحد فينا يروح لحاله .. انا مسئول عن حمايتها وهى مسئوله انها ملهاش دعوة بيا خالص وبس .. اظن ان كده احسن . 


ابتسم مجدى ابتسامه ماكرة مرددا في ذهنه 

- لو ما جابتك علي جدور رقبتك ابقي قول مجدى اخويا ما يفهمش حاجه !! قال حمايه وملهاش دعوة بيا قال عيل صغير انا عياكل بعقله حلاوة !!؟؟؟؟ .


■■■ 


تقف امام المرآه لترتدى ملابسها التى احضرتها عفاف لها بالامس المكونه من ملابس داخليه خاصه بالنوم وغيرها من مستلزمات العرائس .. نصبت عودها امام المراه وتنغجت بدلال وهى مرتديه القميص القصير وتقف علي اطراف قدميها بميوعه ..


- هو بس سليم يشوفنى لابسه واحد من دول وهيجى لحد رجليا راكع .. يخربيت حلاوتك يابت يا ماجى !! 


ثم ركضت سريعا نحو مخدعها لتمسك بقميص اخر قصير ذو اللون الاحمر وتتأمله بانبهار 

- اش اش اش !! اي الحلاوة دى !! 


ثم تنهدت بكلل قائله هو تحتضن ما بيدها 

- يارب ياسليم تحس بقلبى وماتغلبنيش .. 


قطعت شرودها دخول نورا المفاجئ قائله جملتها قبل ماتعلو شهقتها 

- ماجدة كلمى امى تحت ......... يخربيتك انت ايه اللي لابساه دا !! انت نسيتى كلام امك ؟!!!!


زفرت ماجده بضيق قائله بهمس 

- اقفلى الباب الاول وتعالى بس .. 


استدارت نورا لتقفل الباب وتقترب منها بشفتين مزمومتين وعيون متسعه فركضت ماجده نحوها بفرحه لتقول مهلله وهى تدور بجسدها وشعرها يتحرك معاها

- اي رايك بقي !! هعجب سليم ؟! 

رمقتها نورا باستغراب 

- ماجده لازم تفهمى ان اللي بتعمليه دا غلط !! سليم مش بيحبك للفرحه دى !! 


تبدلت ملامح ماجده قائله بنبره تمثيليه 

- ومين قالك انه مش بيحبنى !! انت عارفه دا جيه بالليل لحد عندى واعتذرلى وقالى حقك علي يابت عمى وانا في الاول والاخر ستر وغطى عليك.. يبقي كيف مش بيحبنى !! 


رمقتها اختها بعدم تصديق قائله 

- بقي سليم قال كده !!!!! 

اكملت ماجده مسرحيتها بحرافيه 

- اومال هكدب عليكى ليه !! وانا من ساعتها حاسه قلبي هيتخلع من مطرحه ، المهم اسمعى انت كلامى ولازم توصلى حبك لقلب عماد .. انا حاسه بيكى وعارفه انت بتحبيه .. فادلعى واتبسطى ونسيه مراته وهو هيبقي بين ايديكى يقولك شباك لُبيك . 


ابتلعت نورا غصة احزانها قائله

- مالكيش دعوة بيا .. كل واحد يخليه في حاله ويلا غيري هدومك دى عشان امك عاوزاكى تحت .. 


■■■ 


" في المساء " 


" عاوزكم تتاكدوا كلكم انى ماظلمتش حد فيكم .. واللي شايف نفسه ضحية يراجع حساباته ، انا من حقى الم شمل العيلة دى قبل ما اموت ، عاوز اكون مرتاح في تُربتى ، واكيد مش هابقي مرتاح لو انتوا هنا في وادى ومراة عمكم خدت بناتها بقيوا في وادى تانى وتعيشوا وتموتوا وماتسمعوش حاجه عن بعض " 


جلس الجد فوق مقعده بفظاظه بعدما اردف كلماته على احفاده الصبيان اللذين يقفون بجوار بعضهما فمن يراهم يظن انهم بُنيان مرصوص ليستمعون له بخضوع واستسلام .. فاردف سليم معارضا 

- كان في كذا طريقه ياهواري غير الجواز تجمعنا بيها .. 

ضرب الجد الارض بمؤخرة عكازه قائلا 

- زي ايه ياسليم .. ترموا بنات عمكم في حضن الغريب وتسبوه يتمرمغ في خيركم !! 


تافف سليم بضيق قائلا 

- عارف ان الكلام مافيش منه فايده دلوق ، بس محدش يلوم سليم على اللي هيحصل بعد اكده .


لكزه مجدى في ذراعه قائلا بهمس 

- اسكت عاد متولعهااش .. خليها تعدى . 

رمقه الجد بنظرات ساخطه 

- طول ما انا عايش كلمتى هى اللي هتمشي ولما اموت ابقي اعمل اللى عاوزو ياسليم !! 


سااد الصمت لبرهه فاكمل الهواري كلامه قائلا 

- المأذون زمانه وصل ، بعد كتب الكتاب كل واحد ياخد مرته ويروح بيها اظن انكم فرحتوا بما فيه الكفايه امبارح .. 


التزم كلا من عماد وسليم صمتهم فادرف محمد بجماس قائلا 

- طبعا ياهواري هنعيش في العماره اللي ورا القصر !! 


نصب الجد عوده قائلا بنبره آمرة 

- كل واحد شقته متجهزة من كله علي بال ما تتأقلموا اكده وكل واحد ياخد مرته ويشوف هيعيش بيها فين .. 


اعتلى صوت زغاريد النساء بالخارج حتى اخترقت الاذان فقال الهواري بشموخ 

- يلا ياعرسان المأذون وصل ... 


■■■ 


" في قصر العتامنه " 


تقلب صفحات الكتاب الذي بين يديها بتأفف وضيق حتى نفذ صبرها فقفلته ووضعته بجوارها متكئه علي مقعدها  للخلف تتأمل الطيور وهى تختبئ في اغصان الشجر ، وفجأه شعرت بغصه تقف في حلقها مع ضيق صدرها ... حاولت ان تلتقط انفاسها بصعوبه وهى تسعل بقوة حتى ذرفت الدموع من عينيها ،، مدت يديها فوق الطاوله لترتشف كوب الماء حتى عادت انفاسها تخرج بصورة طبيعيه ثم اردفت بخوف 


- ياتري فيك اي ياسليم !! 

التقطت كتابها ثم قامت متأهبه لمغادرة الجنينه صاعده لغرفتها كى تختبئ من همومها خلف ستار النوم ، وصلت (وجد) الى ساحه القصر الواسعه ولكنها التفتت لحركه علي غير المعتاد بالخارج ، تحركت صوب اسهم فضولها لتكتشف الامر واقفه خلف النافذه ، اذن بعدد كبير من الرجال المسلحين يحتشدون امام باب القصر ، اصابها الخوف في مقتل على حبيبها .. 


     لاحظت خروج ادهم حاملا سلاحه من غرفة مكتبه وخلفه عمه حيدر ، فركضت نحوهم بجسد مرتجف قائله بتوتر 

- خير يادهم الناس اللى بره دول عيعملوا ايه اهنه ؟! 

وضع ادهم سلاحه بداخل جلبابه ثم استدار لينظر لعمه نظرة غريبه ثم قال بثبات 

- عمك طلع امر بأن تارنا هيتاخد الليله .. وفرح الهواره هيتقلب ميتم .. 

ارتجف قلبها من مكانه وهى تمسك كفه بعيون متوسله ان يقف امامها قائله بخوف 

- تارنا كيف يعنى ؟! هو في ايه يا عمى . 

اقترب عمها بخطوات ضيقه مستندا على عكازه 

- يابتى التار نار قايده ما عتنطفيش غير بالدم ، وانا معلق جوازك علي التار ومهرك هو راس اللي قتلوا ابوكى ياوجد ..


تصاعدت انفاسها بخوف كمن يركض في حر الصحراء الوحله وعيون متراقصه محمره قائله

- ليه ليه عاوزين تفتحوا مجزرة دم ملهاش اخر !! ياعمى فهمنى وبعد ما ادهم ياخد بالتار الحكومه هتسيبه ولا ولاد الهواري هيسيبوه .. انت اكده بضيعنا واحد ورا التانى ؟! 


- وحق ابوكى نسبوه الناس تاكل وشنا ونعيش طول عمرنا تحت الحيط خايفين .. التار شرف ياوجد ولازمن ولا بد منه يتاخد يابتى . 


ركضت نحوه بجسد مرتجف قائله بتوتر

- ياعمى ربنا قال " وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ " حق ابوى من اللي قتله اللى هو مختفى وملهوش اثر ، انما اي ذنب عيال عادل ، وايه ذنب ادهم يده تكون متلطخه بالدم !! ياعمى التار خراب عمره ما كان شرف .. 


رمقها عمها بنظرات ناريه ثم التفت نحو ادهم الذي خرج سلاحه من جلبابه وشد اجزائه قائلا بشر 

- خولص الكلام يا وجد .. الليله راس سليم الهواري هتترمى تحت رجليكى .......... 


تكملة الرواية من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close