![]() |
غدر الزين
البارت السادس والعشرون حتى البارت الثلاثون
بقلم مروه محمد
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
دخل زين جناحه في المساء ليجد خلود تبتسم له فعلم انها تود مصالحته علي كلامها الجارح له...فاراد ان يلقنها درسا لن تنساه ابدا حتي لا تكيل له الاتهامات بعد ذلك نهضت من علي الفراش تتباطأ في حركتها وذهبت اليه من ظهره وازالت عنه جاكيت بدلته لتريحه منها الا انه امسك يدها بقوة ونظر اليها وسعدت لهذه النظرة وشردت بها فهي منذ فترة مشتاقه للنظر اليها وتحدثت بهدوء قائله
=زين ...انا اسفه ...اني اسأت الظن فيك .
انزل يدها من علي كتفه وقال ببرود
=لا ...انا اللي غلطان ...اني بسمحلك تاخدي راحتك معايا بالكلام .
وتركها وذهب الي الاريكه ليرتاح عليها محاولا فك ساقه لانها تؤلمه كثيرا ...ذهبت خلود اليها ومسكت يده وخلعتها بدلا منه وتحدثت بارتباك
=انا عارفه اني تعبتك اوى معايا ...بس والله مكنش قصدي ...انا كان نفسي تكون فرحان من اول لحظه وده اللي خلاني اشك فيك .
نظر لها ببرود وقال
=اني متقدريش تتعبني علي فكرة ...وانتي عارفه كده كويس ...وافكرك بحاجه قلتها لكي ليله ما عرفت بحملك ...وقبلها ...قلتلك انا عمرى ما ها أفكر في الاجهاض او حتي اخليكي تاخدي موانع .
خجلت خلود من حديثه واخفضت راسها قائله بضعف
=فاكرة بس غصبن عني ...لما حسيت انك اتهمتني باني عارفه ومخبيه عليك ...بقيت انا كمان بتهمك .
ابعدها زين عنه وقال ببرود
=انا عايزة انام ...ياريت تطفي النور ...ولو حابه تقعدي ...انزلي تحت .
نهضت خلود واغتاظت من كلامه وقالت
=براحتك ...بس خليك فاكر ...ان انت اللي بتتلكك.
تركته خلود وخرجت من الجناح يتألم من تركها له ...يود ان يذهب اليها ويحتضنها ويشعرها بالامان ...ولكن كيف وهي ظنت به انه يريد اجهاضها.
في اليوم التالي استيقظت خلود لتجد نفسها نائمه في الجناح ...هي تتذكر جيدا انها حصلت علي مفتاح الغرفه وذهبت ونامت بها ...علمت ان زين هو الذي جاء بها الي هنا فصرخت بتمثيل وقالت
=مين اللي جابني هنا ...انا كنت نايمه هناك ...ايه شغل العفاريت ده .
استيقظ زين علي صرخاتها وجلس نصف جلس ونظرة لها بعيون ناعسه قائلا بكبرياء
=شكلك رجعتي للحاله القديمه ...التهيؤات ...والكلام الاهبل وانا مين اللي جابني هنا ...وانتي جايه هنا برجليكي ...حتي قلتيلي احضني يا زين .
توهجت عينيها واغتاظت منه وشدته من حمالات كنزته اليها هامسه بنعومه
=وحضنتني يا زين ...ده مش انا لوحدي اللي بكذب ...انا حسيت عليك من اول ما دخلت اوضتي وخدتني عندك وحضنتني جامد وقولت ليا متبعديش عن حضني تاني .
ابتعد عنها ورد عليها بجمود وقال
=اه ...قولتلك متبعديش عن حضني تاني ...بس انا لسه علي موقفي منك
شعرت خلود بغصه وابتسمت بمرارة وقالت
=كل ده علشان شكيت ان نفسك تجهضه ...ما عادي ...انا من يوم ما اتجوزتك وانت بتشك فيا ...حتي لما حملت شكيت اني حامل ومش قايلالك .انت طول عمرك غدار وقاسي .
صدم زين وقال
=وايه كمان ...كملي ...ما هو خلاص انتي ملكتي كل حاجه بحملك مني .
سارعت خلود باحتضانه وقالت بهمس
=انا اسفه يا زين ...والله ما كنت اقصد ...انا عارفه انك بتعاقبني علي كلامي ليكي ...بس علشان خاطرى انا مش هستحمل عقابك ده كتير.
اخرجها من بين احضانه وقال بغضب
=انتي اللي بدأتي ...استحملي بقا العقاب ...علشان تتعلمي متكيليش ليا اتهامات بعد كده .
صرخت في وجهه قائله
=انت ايه يا اخي ...للدرجه دي مش قادر تسامحني علي كلمتين تلاته خرجوا مني ...ما انا من يوم ما اتجوزتك وانت شغال تلقيح عليا في الراحه والجايه اللي ينور .
زفر زين بحنق وقال
=عارف اني قسيت عليكي وكتير كمان ...بس انتي وعدتني اني مهما هقسي عليكي هتفضلي...تستحملي معايا للاخر ...مش من اول جوله تتهميني .
نظرت له خلود نظرة حزينه ووجدت ان الحديث معه سيكون بدون جدوى فنهضت من الفراش واتجهت الي الحمام لتاخذ حماما هادئا يسكن جوارحها.
علي الجانب الاخر ذهبت غاده مجددا الي شقه اسر ...فتح لها الباب ونظر لها ببرود ودخل ليجلس لتدخل من ورائه قائله
=ده ايه الجبروت اللي انت فيه ده يا اخي ...هو اللي في بطني ده مش يخصك ...وصلت بيك الحاله انك عايز تفضحني ...ما انت هتتفضح انت كمان .
ابتسم اسر بسخريه ووضع ساق علي ساق وتحدث بثقه قائلا
=مش انتي اللي بديتي ...والبادي اظلم ...علشان تحرمي تروحي تعيطي لصاحبك وتبعتهولي .
قهقهت غاده من الضحك وقالت
=لا ولسه يا اسر ...لسه لما هبعت لزين واقوله انك انت اللي خليتني احط كاميرا في فيلته ...وشوف هو هيعمل فيك ايه .
نهض اسر من مكانه وانقض عليها ورماها علي الاريكه مقيدا حركتها وقال
=متخلقش اللي يهدد اسر ...عارفه لولا انك في شقتي ...كنت قتلتك ...بس اعرفي لو فكرتي تنطقي بكلمه هيكون مصيرك الموت .
هزت غاده راسها بالنفي وقالت
=سيبني يا اسر ...اقسملك ما هعمل كده ...انا بس نفسي تتجوزني شرعي وبعدها طلقني عشان الجنين يبقي باسمك .
رفع راسها بكلتا يديه وقال بقوة
=مش هيحصل ...انا مش هاعطي اسمي لا ليكي ولا للبتاع اللي في بطنك ده ...وشوفي ليك صرفه فيه .
غاده بفزع وخوف شديد منه
=حاضر يا اسر ...هتصرف ...بس ابعد عني ومتفضحنيش ارجوك .
ضحك اسر ضحكته الشيطانيه وقال
=ده اللي انتي خايفه منه ...الفضيحه ...ما انت مفضوحه خلقه مش محتاجه فضيحتي علي فكرة .
غاده بنبرة خوف
=انا همشي يا اسر ومش هتشوف وشي تاني ...وههرب من البلد علشان ترتاح مني ...لو حابب تفضحني افضحني بعد ما اهرب ...لان الفضيحه ساعتها مش هيبقي ليها قيمه ...اشوف وشك في جحيم جهنم ان شاء الله .
في شركه كامل ذهب اليه اسر ليخططا معا خطه للايقاع بخلود خاصه بعد حملها اللذي سيوطد علاقتها بزين اول ما راءه كامل حتي شعر بالغضب فهو يتذكر دائما اهانه زين له في المطعم فاستقبل اسر بغضب وقال
=في حد جديد ظهرلك وعايز يضربني ويهيني ...زى الزفت اللي اسمه زين ...انا نفسي اولع فيه هو ومراته .
اسر بثقه وخشونه
=هخليك تولع فيهم ...بس الاول تخلصني من خلود ...وبعدها سيب زين عليا .
نهض كامل من مقعده واستدار حول مكتبه وجلس امام اسر يقول
=لا ده كان زمان ...انا معنتش بثق فيكي يا اسر ...قعدت تقولي البت شمال وطلعت مقلب .
اسند زين ظهره ووضع ساق علي ساق وقال
=ولو جبتهالك راكعه تحت رجليك ...برضه مش هتثق فيا ...انت عارفني كويس لما بوعد بوفي يا كامل .
تنهد كامل وقال
=ماشي يا اسر ...انا هاطوعك المرة دي بس ...علشان اشفي غليلي منهم .
زفر اسر بحنق وقال
=اتفقنا ...انت مش مطلوب منك غير انك هتقابلها مقابله صغيرة وفي وجودي ...واول ما زين هيظهر انا هعرف اهربك ...وبعدها هي اللي هتجيلك راكعه .
هز كامل راسه بالنفي وقال
=مش هيحصل اني هقابلها تاني ...علي جثتي ...دي بت نابها ازرق
نهض اسر بغضب وصرخ قائلا
=يبقي انت اللي جنيت علي نفسك يا كامل ...متنساش انك عليك ديون وشيكات ليا ...تنفذ خطتي تاخد ديونك وفوقهم خلود
نهض كامل هو الاخر وقال
=خلاص يا اسر ...انا تحت امرك ...اهم حاجه بلاش السجن ارجوك .
ابتسم اسر بسخريه وقال بهمس كفحيح الافعي .
ما كان من الاول يا كامل ...لازم يعني اهددك ...يالا معلش علشان تعرف اني قلب كبير ...هتاخد شيكاتك وفوقهم الحلوة خلود .
في شركه زين
كان يجلس زين وعلي وجهه علامات الحزن مما اثار قلق خليفه عليه
فاستطرد بمرح
=مالك يا ستيته ...شايله طاجن ستك ليه ...مش الامور بقت تمام وهنجيب ولي العهد كمان
زفر زين وقال
=خليفه بلاش هزارك ده ...مش ناقصاك والله ...انا علي اخرى من كل حاجه .
خليفه بقلق
=مالك يا زين بجد ...من يوم ما عرفت بحمل خلود وانتي مهموم ...انتي برضه مكنتش عايزها تحمل .
كاد زين يسرد عليه الامر لولا دخول حازم
=ازيك يا خليفه ...حمد الله علي سلامه نهي ...ازيك يا زين ...عقبال عندك .
زين بابتسامه شارده
=عن قريب ان شاء الله ...يالا انت كمان اجدعن واتجوز كده ...خلي الاولاد كلهم يكبروا سوا .
ضحك خليفه بمرح وقال
=اه والله ...هاتوا انتو بس الاولاد وانا اللي هربيهم ...هطلعهم زىى ومش هخليهم يشتالوا للدنيا هم .
زين بهدوء
=عندك حق يا خليفه ...انا شخصيا موافق ...بمعني اصح مش عايزه يطلع معقد زى حالاتي .
اما عن حازم رغم انه لم يتزوج ولم ينجب فاغتاظ من خليفه وقال
=لا طبعا ...انا اولادي انا اللي هربيهم ...هعوض فيهم سنين الحرمان من الاب والام اللي عيشتهم .
سأله زين باستفزاز
=وهتعمل ايه مع عمك شرف ساعتها ...ما هو مش هيسيبك ...وهيربيه بالقوة وهيطلعه معقد زىى
دخل عليهم اسر لانه من بعد ترك خلود الشركه بدا اسر يحضر اجتماعات الشركه ليقوم باعمالها ...تقدم اسر من حازم وصافحه بغلظه قائلا
=ازيك يا حازم ...ايه يا بني انت لسه متجوزتش ...مستني ايه شوفه عينك خليفه خلف ...وزين عن قريب كمان .
نظر له حازم وقال
=طب ما تقول لنفسك الكلام ده ...انت اكبر مني ومن زين ...ولا انتي بقه اللي مستني حاجه تحصل علشان تستقر وتتجوز ...ولا تكون متجوز من ورانا .
همس اسر في نفسه وقال
=حازم الكلب ...شكلك عارف حاجات كتير ...لازم اخلص منك انت كمان .
اسر بارتباك
=متجوز من وراكو ...ليه يعني ...انا يوم ما هتجوز هخلي زين اللي يختارلي عروستي ...بس انا اللي مبفكرش في الجواز دلوقتي .
همس خليفه في نفسه وقال
=مبتفكرش ...ان شاء الله بعمرك ما تفكر ...انت شكل اجلك هيجي علي ايدين واحده من اياهم .
قاطع حديثهم زين فقال لحازم
=علي سيرة الجواز ...ليه صحيح يا حازم متجوزتش انتو وشهيرة ...رغم ان اموركم تمام .
رد حازم
=مش هينفع في الوقت الحالي ...عمي شرف قافل علي نفسه قفله جامده جدا ...منتظر يروق بالاول وبعدين نتجوز ...انا نفسي النهارده قبل بكره .
نظر زين الي خليفه فساله خليفه وقال
=ممكن يا زين ....اروح اتكلم معاه وفرصه اوريه باسل ابني ...يمكن يتكلم معايا انا .
زين ببرود
=انا مامنعتكش ...وانت عارف كده كويس ...وياريت واتمني يرضي يقابلك .
ضحك خليفه بمرح وقال
=عيب عليكي يا ابو الزين ...ده انا خليفه .. هيرضي يقابلني وخصوصا وانا معايا باسل السرجاني .
زين بقوة وبصوت عالي
=-مش نشوف شغلنا بقا ...انا شايف ان اسر واقف مضايق من احاديثنا العائليه ...ياريت نبدا الشغل .
استمرت جلسه العمل عده ساعات وانتهت وفرغ كل شخص الي مكتبه ...جاء السيد باهر الي زين ليسأل عن حاله خلود فهي لم ترد علي اتصالاته نهائيا ...طمأنه زين علي حالها ...وذهب الي الفيلا..صعد زين الي غرفته وجد خلود في حاله شرود فحزن كثيرا علي حالتها فاقترب منها قائلا
=والدك سال عليكي النهارده ...فياريت متخليش موبايلك مقفول ...انا مش سنترال سيادتك .
رفعت انظارها اليه وقالت بصوت مبحوح
=طيب حاضر ...عموما انا اسفه ...هبقي اقوله معدش يجيلك ويسألك عليا .
نظر لها زين بحزن وقال
= انتي هتخوفيه مني ...مكنتش كلمه ...انا كمان مبحبش موبايلك يبقي مقفول ...علشان لو حبيت اطمن عليكي .
اتسعت حدقه عيون خلود وشردت في عينيه وقالت
=تطمن علي مين ...عليا انا ....يعني انا مهمه اوى بالنسبه ليك ...طب ليه مش قابل تسامحني ...اعملك ايه عشان ترضي عني .
نظر لها زين ببرود وقال
=طب ولو قلتلك تعملي ايه ...هتسمعي كلامي ...ولا هتفضلي زى ما انتي .
مسحت خلود عيونها بسرعه وقالت
=والله هعملك كل اللي انت عايزة ...بس سامحني يا زين ارجوك ...كفايه عذاب بقي .
زين بهدوء
=يبقي كفايه انتي ...زن كتير عليا ...انا من نفسي هجيلك وانا اللي هصالحك ...الفكرة وما فيها اني محتاج فترة صغيرة ..انسي كل الكلام اللي قولتيه .
بكت مرة اخرى خلود وقالت
=لا يا زين ارجوك ...فترة ايه وبتاع ايه ...انت تستحمل انا لا .
زين بصوت اجش
=انا قلت كل اللي عندي ...واه كل لما بشوفك بالمنظر الحزين ده بفتكر كلامك ...ارجعي خلود القويه اللي بحبها وانا هنسي كل شئ .
نظرت له خلود بكل ثقه وقالت
=وانا اوعدك هرجع خلود القويه ...بس يارب ساعتها انت متندمش ...لان انت الوحيد اللي عارف ان خلود لما بتبقي قويه بتبقي عامله ازاي .
مرت ايام وحاله خلود الصحيه تزداد ضعفا ولم تقدر علي قبول التحدي الذي اخذته مع زين فدائما يراها مستكانه وضيعفه وحزينه كثيرا ...في ليله من الليالي كان مستلقاه بجواره وهو شاردا ويفكر بها وفي حالتها فاحتضنته بقوة وقبلته من خديه وهمست له وقالت
=مش قادرة ابقي قويه يا زين ...لاني قويه بيك ...وانتي بعدتني عنك .
زاد زين في احتضانها وشدد علي جسمها الهزيل وقبلها من شفتيها قائلا بنعومه
=اه يا خلود ...انا بعدتك عني وكنت مفكر اني كده بعاقبك ...اتاريني بعاقب نفسي .
تنهدت خلود في صدره ولفحت انفاسها الساخنه صدره وقالت
=كفايه عقاب بقي يا زين ...نفسي نرجع زى الاول ...ارجوك .
ربت علي ظهرها بحنان وقال
=تصبحي علي خير يا خلود ...نامي يا حبيبتي ...ولما نصحي هنتكلم في كل حاجه يا قلبي .
نامت خلود واستغرقت في نومها حتي انها شعرت ان هذا الحديث كان حلما بالنسبه لها فهي تعلم زين جيدا وكبريائه وعناده معها ...استيقظت خلود ووجدت نفسها في احضانه متشيث بها كالاب الذي يخاف علي ولده من السقوط ارادت مداعبته فهمست في اذنه بنعومه وقالت
=زين ...اصحي بقي يا كسلان ...انت نمت كتير اوى النهارده مش زى كل يوم .
انتفض زين من نومته وظن انها تشتكي من شئ ووضع يده عليها وعلي بطنها قائلا بلهفه
=خلود ...مالك يا حبيبتي ...تعبانه فيكي حاجه اجيبلك دكتور .
اندهشت خلود من لهفته عليها فاحتضنته بشده تربت علي ظهره بحنان وهمست في اذنه قائله
=ياااااه يا زين ...لو كنت اعرف اني تعبي هيعمل فيك كده كنت تعبت من زمان ...انا كويسه يا حبيبي طول ما انت جمبي ومش بعيد عني .
ابتسم زين بسعاده وهبط علي اذنها يلثمها ويقول لها هامسا
=علي فكرة انا كمان بقيت كويس لما قربتك مني ...انا كمان كنت تعبان في بعدك عني ...انا بحبك اوى يا خلود .
قفزت خلود من الفرحه وقالت
=وانا كمان بحبك يا قلب خلود ...اوعي تبعدني عنك تاني ...البعد عنك دمار بالنسبه ليا .
تأوهت خلود من ضمه زين لها ...لانها بالاساس حملها منذ بدايته وهو متعب للغايه ...والحركات العنيفه تؤثر عليه ...لم تستطيع خلود اخفاء الامها مما اثار قلق زين فقال
=خلود ...مالك يا قلبي ...انا لازم اجيبلك الدكتور النهارده انتي بقالك فترة مش طبيعيه .
كاد ان ينهض فامسكته خلود واجلسته مرة اخرى ووضعتها يدها علي وجهه قائلا
=زين ...متخافش يا حبيبي ...ده طبيعي انت سمعت بنفسك ان الحمل ضعيف لان الرحم صغير جدا .
ظهرت علامات الضيق علي وجه زين حيال حالتها الصحيه وتحذيرات الطبيب لها بالراحه التامه لضعفها ولصغر سنها ...كان يود ان تبقي علي حالتها النشيطه ولكن ما باليد حيله فهذه رغبتها في ابقاء الحمل...رفع انظاره لها قائلا بصوت منخفض
=خلود ...انا مش عايزك تفهميني غلط ...بس لو الحمل ده هيأثر علي صحتك اكتر من كده ...احنا ممكن
وضعت يدها علي فمه واخذت يده بيدها الاخرى ورفعتها الي شفتيها وقبلتهم قائله
=انت وعدتني ...انك مش هتطلب مني الاجهاض ...حتي لو الاجهاض ده في صالحي .
اخذ يدها من علي فمه وقبل باطنها وقال بصوت مبحوح
=وانا مش عايز اجهضه ...صدقيني انا متمسك بيه اكتر منك ...كفايه انه منك ...بس صعبان عليا حالتك ...انتي لسه في الاول وتعبانه ...ما بالك في الاخر هتعملي ايه .
همست خلود بحب وقالت
=اخيرا ...حسيت انك نفسك في ايه ...صدقني انا راح كل التعب اللي في جسمي بعد ما انت تقبلت الحمل ده .
وضع زين يدها علي راسها وفك عقده شعرها ونثره علي وجهها وقال
=انا تقبلته من اول لحظه عرفت بيه ...بس المفأجاه خليتني اقول كلام مش عارف خرج مني ازاي ...وانتي كمان ماسكتيش .
عبست خلود وقالت
=اسكت ليه ان شاء الله ...وانت قولتيلي اني عارفه ومخبيه ...وانا هعرف منين بقي ان شاء الله .
ابتسم زين علي تذمرها وقال
=خلاص بقي يا خلود ...قلبك ابيض ...انا كنت مفكر انك زى بقيه الستات بتحسبي وكده انتي فهماني بقي .
خجلت خلود وارتبكت من كلامه وقالت
=انا مش زى بقيه الستات ومبحسبش حاجه ...وبعدين هو انت كنت بتديني فرصه ...ده احنا علي طول يا بناقر في بعض ...يا بنحب في بعض .
اخذ وجهها بكلتا يديه وقبلها في شفتيها قبله طويله وقال
=اخيرا ...رجعتي تعانديني تاني ...ايوه بقي كده انا اطمن عليكي ...وعادت خلود من جديد .
ابتسمت خلود بسعاده واضافت بمرح
=طب ايه رايك ارجع بكل اسلحتي الفتاكه ...ارقصلك يا زين ...ولا اغنيلك في ودانك .
جذبها زين في احضانه فوضعت راسها بجوار رقبته تقبلها فقال لها بنعومه
=انا نفسي ترجعي ترقصي ليا ...بس عارف انه غلط عليكي ...انا هكتفي تسمعيني اغنيه من صوتك الحلو في وداني .
همست خلود في اذنه وغنت وقالت
=
انت بجد تجنن انت هواك محصلش
وانا وياك بطمن ليه وازاي معرفش
وياك حاسه اني ممكن انسى الدنيا وكل الناس
لا دانا شايفه اني لاقيه نفسي بسلملك وخلاص
وقلبي وخدني احبك وقلبي مبيهزرش
من اول ما قابلتك وانا مرتاحه بجد
واللي مفرح قلبي اننا لايقين على بعض
وياك حاسه اني ممكن انسى الدنيا وكل الناس
لا دانا شايفه اني لاقيه نفسي بسلملك وخلاص
وقلبي وخدني احبك وقلبي مبيهزرش
حبك غير فيا واتعودت عليه
يعني سنيني الجايه هعيشها لمين غير ليه
وياك حاسه اني ممكن انسى الدنيا وكل الناس
لا دانا شايفه اني لاقيه نفسي بسلملك وخلاص
وقلبي وخدني احبك وقلبي مبيهزرش
رفع راسها من بين احضانه وهمس امام شفتيها قائلا بعذوبه
=قلبك ده ...بحمد ربنا انه ليا وبس ...وبحبك قد ما بتحبيني واكتر ...وقلبي كمان مبيهزرش .
وضعت يدها خلف راسه وجذبته اليها وقبلته قائلا
=بعدك عني نار ...وقربك مني شرار ...وانا في الحالتين في دمار .
قبلها قبله عاصفه اجتاحت كيانها وقال
=يااااه ...اعمل انا بقي ايه عشان حبيبتي متتدمرش ...هقول انا هقوم اخد شاور ...وهروح شركتي وانتي ترتاحي ...وربنا يصبرني ويصبرك علي فترة الحمل دي
عبست خلود وقالت بدلع طفولي
=مش ناوى مرة تاخد اجازة من الشركه ...وتقعد معايا ...انا ببقي مبسوطه اوى وانا جمبك .
نظر لها بخبث وقال
=طب ايه رايك تيجي معايا ...واهو فرصه اني اشوفك قدامي ...ومتبعديش عن عيني لحظه.
تذكرت ما حدث بينها وبين اسرفارتبكت وقالت
=مش هينفع يا زين ...ياريت كنت اقدر ...الحمل محجم حركتي .
قبلها قبله رقيقه وقال
=ولا يهمك يا حبي ...طبعا انتي عارفه اني بهزر ...انتي والطفل ده عندي بالدنيا كلها .
ابتسمت خلود وقالت
=بس انا نفسي نخرج سوا ...لاني جو القعده خنقني ...بس هعمل ايه ربنا يعدي الفترة دي علي خير .
همس في اذنها برقه وعذوبه
=هعملك كل اللي انتي عايزاه ...بس اجمدي انت وقوميلنا بالسلامه ...واما اشوف هتقدر تتحملي بعدها ولا لا .
همست له خلود وقالت
=من ناحيه اقدر فانا اقدر ...بس يارب انت متهربش مني ساعتها ...وتقول حقي برقبتي .
ابتسم زين وقال
=مفيش فايده فيك وفي كلامك الجرئ ...متخافيش عليا ...انا قدها وقدود.
نهضت خلود وقالت
=انا هجهزلك هدومك علي بال ما تاخد شاور يالا عشان متتاخرش علي شغلك .
علي الجانب الاخر ...اتصل اسر بكامل يحدثه بقوة
=مسألتنيش يعني ...امتي الخطه ...ولا سيادتك ناوى تتسجن بدل التنفيذ .
رد كامل بهدوء مصتنع
=انا مستني تليفونك ...زى ما قولتيلي ...ومن ناحيه انا فانا ناوى وبشده ...انت اللي اتاخرت ...الظاهر مش عارف تستدرج المزة.
اسر بغرور
=مش عارف!مش عارف دي تقولها لنفسك ...لما استعجلت وعملت مشكله قبل ما الصفقه تتم .
كامل بمكر
=ايه يا اسر ...انا مش مستعجل خالص ...بس نفسي اطولها بس ...البت حلوة اوى يا اسر ومعششه في دماغي من اول لحظه شفتها فيها .
تحدث اسر بهدوء وقال
=اظن ده انسب وقت انك تحصل عليها ...هي لسه في بدايه حملها ...وديتها لما زين يعرف انها بتخونه هيضربها ويجهضها .
اتسعت حدقه عيون كامل انبهارا بتخطيط اسر الشيطاني فقال
=يا دماغك العاليه يا اسر ...وانا اخطفها واكون المنقذ ليها ...وبعدها تكون ليا .
اسر بجديه
=ممكن بس بشرط ...تستني لغايه ما يطلقها ...متاخدهاش وهي لسه علي ذمته .
مسح كامل علي وجهه بغيظ وقال
=ماشي يا اخويا ...عارف اني هستني كتير ...علشان اوصل للجميل .
زفر اسر بحنق وقال
=ولما انت عارف ...مستعجل ليه ...علي فكرة باستعجالك ده هتضيع وتضيعني معاك .
سأله كامل بلهفه وخوف
=هو لما زين يقفشني مع خلود ...الطبيعي انه هيبدا بيا الاول ...وساعتها ممكن هي تقوله الحقيقه .
ضحك اسر ضحته الشيطانيه وقال
=زين ...الخيانه هتعميه ...مش هتخليه يشوف حد الا هي وهيبدا بيها ...ولما يجي دورك هتكون انت اختفيت تماما .
الفصل السابع والعشرون
كانت خلود جالسه بهدوء في جناحها تتحسس بطنها الصغيرة بشرود قطع شرودها رنين هاتفها فنظرت اليه وجدته يضئ باسم اسر...اندهشت خلود فهو لم يتصل بها ابدا ...سجلت رقمه فقط للضرورة ...استغربت اتصاله خصوصا انها لا تتحدث معه منذ يوم مواجهتها له ...ضغطت علي زر الايجاب وصمتت فاجاها الرد
=خلود ...طبعا انا عارف انك مستغربه انا ليه بتصل بيكي ...بمعني اصح عارف انك مضايقه من اتصالي بس كويس انك رديتي .
ردت بجمود
=علي فكرة انا مكنتش هرد عليك ...بس افتكرت انك واطي ...ولو مردتش ممكن تعمل حاجه بالصور .
ابتسم بخبث لانه نجح في تخويفها ورد قائلا
=انا بعد ما عرفت انك حامل اقسمت بيني وبيني نفسي معملش معاكي حاجه ...بس المشكله مش فيا ...المشكله اكبر مني ومنك .
خلود بجمود
=لا والله ...اقسمت بينك وبين نفسك ...اي قسم ده يا اسر ...لو ده صحيح مكنتش اتصلت بيا .
ارجع اسر ظهره الي الوراء وعبث في خصلاته شعره وقال
=انا اتصلت بيكي ...علشان خايف عليكي يا خلود ...صدقيني انا اتغيرت اوى.
نهضت خلود من علي الفراش تمسك بطنها بغضب وتقول
=اسر انا هقفل السكه ...اصدقك ازاي وانت ندل وجبان وحقير ...قال خايف عليا قال .
ابتسم اسر بسخريه وقال
=لو قفلتي السكه وما سمعتنيش ...يبقي قولي علي نفسك يا رحمن يا رحيم ...وافتكرى اني قلتلك.
قطبت خلود جبينها وقالت
مش فاهمه ...مش انت هددتني لو مرجعتش الشركه ...هتنشر الصور ...ايه الجديد بقا= .
اسر باستمتاع
=انا هقولك ...كامل معاه نسخه من الصور ...بس قدرت اجيبهم منه ...
احتدت خلود وقالت
ولما انت قدرت تجيبهم منه ...بتتصل بيا ليه ...علشان تقولي انك عملت ليا جميله ...متشكرين يا اسر= .
تشنجت عضلات فكه وقال باستهزاء
=متشكرين علي ايه ...لا شكر علي واجب ...المهم لازم اقابلك علشان تاخديهم مني بايدك بدل ما يضيعوا في المكتب ...ولا حد يسرقوهم وينشرهم .
ضحكت خلود بصوت عالي وقالت
=وده بقي ملعوب جديد منك يا اسر ...علي فكرة انا ممكن اقول لزين واخلص من الفيلم الهندي اللي انت مصدعني بيه ده...بس انا بس خايفه عليه .
اسر بخوف مصتنع
=بجد ممكن تقولي لزين ...ما انا لو واطي زى ما بتقولي ...ممكن اتغدي بيكي قبل ما تتعشي بيا .
هزت خلود راسها هزة تفيد انه مفيش فايده وقالت
=لو واطي ...انت مفيش فايده فيك اصلا ...حتي لما حبيت تخدمني وتجيب ليا الصور ...برضه بتساومني وبتهددني
ابتسم اسر وقال
=انتي اللي عايزاني اساومك واهددك ...ما تسمعي الكلام وتيجي تاخدي صورك ...ويا دار ما دخلك شر .
تحدثت خلود بحيرة
=انا ها اجي ازاي بس ...انا ما بخرجش ابدا من الفيلا ...لاني مفهمه زين ان لو خرجت هتعب بزياده وده طبعا بسبب سيادتك علشان ما اجيش الشركه .
اسر لطف مصطنع
=بصي ... دلوقتي لزين وخليفه في الشركه ...واكيد ياسمين هانم في النادي ...ونهي ملبوخه بابنها ...تعالي قبليني قبل ما زين يرجع .
خلود بشرود
=طب ولما يعرف اني خرجت ...هقوله ايه ...هنرجع تاني لنقطه الصفر وده اللي انت عايزاه .
اسر بقوة
=نقطه صفر ايه ...مين يعني اللي هيقوله الخدامين ...بسيطه اشتريهم زى ما بتشترى هدوم...بقولك ما تضيعيش وقتي ...انا منتظرك كمان ساعه في المكان اللي هبعته ليكي في رساله .
اتصل اسر علي كامل ليعلمه بالمكان والوقت فارتجف كامل من قرب الموعد فقال له اسر بعصبيه
=ايه الجبن اللي انت فيه ده ...مش انت عايز تنتقم ...ولا حابب تبات في السجن .
صرخ كامل وقال
=اسر ...هو انت كل شويه هتهددني بالسجن ...انا عايز انتقم النهارده قبل بكره .
اسر بعصبيه
اللي عايز ينتقم يبقي جاهز ...مش تجيله ساعه الصفر وينخ ...ايه الظاهر انك كبرت يا كامل=
كامل بارتباك
=لا كبرت ولا حاجه ...طب مينفعش ابعت حد بدالي وكده كده هتتقفش معاه ...واطلع انا منها بقي .علي فكرة بقي يا اسر بصريح العبارة ...انا لو زين مسكني هقول علي كل حاجه .
اسر بخوف
=بتقول ايه ...تقول علي كل حاجه ...طيب يا كامل يبقي من بكره هتبات في السجن .
كامل بهلع
=لا والله خلاص حتي لو قتلني ...مش هنطق بحرف يخصك ...سامحني يا اسر .
صرخ اسر فيه وقال
=انتي هتشحت ...خلصنا ...انا اضمنلك العمليه دي .وخلود كمان .
كامل بلهفه
=ده يبقي جميل عمرى ما انساه ليك العمر كله يا اسر ...انا جاهز ...وتحت امر معاليك .
اسر بقوة
=انت هتاخد عربيتك دلوقتي...وهتروح العنوان اللي هاقولك عليه ...وتبدا المعركه .
كامل بصوت فحيح الافعي
=هيحصل يا اسر بيه ...وهتبقي احلي معركه ...واحنا اللي هننتصر في الاخر .
انهي اسر اتصاله وقام بكتابه رساله الي زين من هاتف مجهول وقبل ان يبعثها قال
=زين ...انا اسف ...مش مستحمل اشوفك سعيد اكتر من كده .
ذهبت خلود الي المكان الذي بعثها اليه اسر وتفاجئت بوجود كامل ينظر لها بخبث شديد فقالت
=يعني ايه ...اسر مدبرلي مؤامره ...اه يا اسر الكلب .
وكادت ان تغادر المكان مسرعه
لحق بها كامل وامسكها قائلا بمكر
=ما تخافيش اللي كان هيدهولك اسر انا كنت هديهولك ...انا اللي طلبت منه كده ...اصل انتي وحشتيني اوى يا خلود .
تملصت منه خلود بصعوبه وبضعف منها قائله
=لا ...مستحيل ...سيبني ارجوك .
احتضنها كامل وبشده وقال
=يااااه ...كتير اوى استنيت الضمه دي ...اهدي بقي وخلينا نتفاهم .
تملصت منه خلود حتي انها سقطت علي الارض ولملمت نفسها ومسكت بطنها وقالت
=انا هوريك انت والكلب اللي اسم اسر ...ربنا ينتقم منكم ...انا اللي غلطانه .
اوقفها كامل بسرعه وادخلها بين احضانه بقوة حتي جاء زين ليشهق كامل ويقول
=زين باشا .
التفتت خلود خلفها لتجد زين يتطاير الشرار من عينيه يتو جه نحوها يصفعها قلما مبرحا يسقطها علي الارض ...تأوهت خلود من سقوطها وقالت وهي ممسكها بطنها بضعف
=ممكن تسمعني ...الحكايه مش زى ما انت فاهم ...انا والله كنت هقولك بس .
اوقفها بيد واحده وقال
=ملوش لزوم تقولي ...لاني بعد اللي شفته ده ...عمرى ما هصدقك .
صرخت خلود وقالت
=لا والله يا زين ...صدقني ارجوك ...انا مليش ذنب في اللي حصل ده كله ...غلطتي اني خرجت من غير اذنك .
ترنحت خلود وسقطت علي الارض مرة اخرى حتي انها هلعت زين بمنظرها هذا ولكنه لم يقدر علي تصديقها خاصه بعد ان رائها في احضان هذ الحقير ...نظر زين حوله فلم يجده ...علم انه هرب لجبنه ...اوقفها زين قائلا بحده
=قومي ...بصي حواليكي كده ...الجبان اللي كنتي في حضنه جرى وسابك ...علشان تعرفي انك ملكيش الا الارض تقعي عليها لوحدك .
قالت خلود
=انت معاك حق ...واه انا غلطانه ...بس انا مش طالبه منك غير انك تقتنع ان اللي عملته ده عملته علشانك .
اسرع بوضع يده علي فمها ليكتم صوتها قائلا
=هو ايه اللي عملتيه علشاني ...غير الفضيحه ...من يوم ما اتجوزتك .
تنفست خلود بصعوبه وازاحت يده قائله
=انا يا زين ...من يوم ما اتجوزتك وانا بعملك فضيحه ...انت لو تعرف انا جيت هنا ليه هتفكر ميت مرة قبل ما تتكلم الكلام ده .
رد زين بقسوة وقال
=انا بحمد ربنا كل يوم ...انك بتباني علي حقيقتك ...وكفايه بينا لحد كده .
سقطت خلود علي الارض وظلت تضرب الارض بكلتا يديها وقالت
=لا يازين ...مش كل مرة مش ها تسمعني ...لازم تسمعني المرة دي كفايه ظلم بقي ...حرام عليك .
استغرب زين علي نحب خلود فهذه المرة احسها اكثر صدقا ولكنه عاد الي جموده وقال
=حرام عليكي انتي ...حتي لو ملكيش ذنب في كل مرة ...ليه كل مرة بشوفك في وضع غلط ...عارفه بحس بايه ...بحس انك قاصداها معايا .
ابتسمت بسخريه وقالت
=زين ...انت عمرك ما ها تصدقني ...وهتفضل طول عمرك مستني اللحظه اللي تغدر بيا فيها .
احس زين انه عليه تركها والهروب منها ومن مواجهتها حتي لا يضعف امامها فقال
=خلود ...احنا اللي بينا انتهي ...وما تحاوليش ترجعي علي الفيلا ...ارجعي علي بيتكم وكل حقوقك هتوصلك .
نظرت له خلود نظرات كره وحقد وقالت
=وانا مش عايزة حاجه منك ...انا بكرهك يا زين ...ومن زمان كمان .
صدم زين مما تقوله ومال بوجهه اليها قائلا
=ولما انتي بتكرهيني ...ايه اللي صبرك تفضلي معايا كل ده ...انا كل مرة ببقي عايز اسيبك وانتي بتفضلي متمسكه ...ايه السر ورا ده .
رفعت راسها له وقالت
=ياريتها طمرت فيك قعدتي جمبك ...لكن للاسف كان قعده ملهاش لزمه ...كنت عايزة اثبت للكل ان خلود التافهه تقدر تغير زين السرجاني .
نهضت خلود ونفضت ملابسها وركبت سيارتها ورحلت وظل زين ينظر في اثار غبار سياراتها الراحله ...قادت خلود سيارتها بصعوبه وتشويش اثر فرط العصبيه والدموع التي اذرفتها ...الي ان انحرفت سياراتها انحرافا بالغا نتج عنه اصابات بها ودخولها المستشفي.دخلت خلود غرفه الافاقه لعمل الاسعافات الاوليه وتحديد اماكن الاصابه ومعالجتها...سمعت الطبيب يقول
=انا مش عارف ازاي اب يسمح لبنته انها تسوق وهيا مبتعرفش ...ده اهمال ...دا لولا ان حد لحقها كان زمانها في تعداد الاموات .
همهمت خلود ووضعت يدها علي بطنها تتحسس الجنين وقالت
=انا حامل ...وعايزة اطمن علي الجنين ...ارجوكم حد يطمني عليها .
هز الطبيب راسه باستغرب واستدعي الممرضين لياخذوها بسرعه الي قسم النساء للاطمئنان علي الجنين ...مسحت الطبيبه علي بطنها وقالت
=هو بخير ...خلصنا الشهر التالت واخدنا يوم من الرابع ...بس انتي ضعيفه اوى ...لازم رعايه وغذا كويس .
هزت خلود راسها بطاعه وقالت
=من هنا ورايح هاخد بالي من صحتي ومنه ...لازم ابقي قويه ...علشان هو كمان يتولد قوى .
نقلت خلود غرفه عاديه لمعالجه بعد الاصابات والالتواءات الخفيفه بها ...اما عن زين فذهب الي شركته ودخل مكتبه ووضع يده علي راسه ودخل له اسر ليلح عليه لمعرفه ما به...وللاسف الشديد زين ببلاهه سرد له من اول ما جائته الرساله ...فحاول اسر ان يزود ويشعل الموضوع من جديد واراد ان يبخ السم اكثر فاكثر فقال له
=مش يمكن تكون مظلومه زى المرة اللي فاتت ...بس مظلومه ازاي وانت شفتهم مع بعض ...طب ما تحاول تروحله وتعرف منه .
اتسعت حدقه عيون زين وقال بغضب
=انت اتجننت يا اسر ...وهو اهبل علشان يقول غير اللي انا شفته ...وا نا ازاي هنزل بكرامتي الارض اكتر من كده ...ما كفايه هي واللي عملته فيا .
ابتسم اسر في داخله فهو تاكد ان زين لن ينبش في هذا الموضوع ونظر لزين باهتمام وقال
=انا عارف اني السبب في جوازة الهم دي ...بس انا كان قصدي انك تعلمها الادب ...طلعت شيطانه .
رفع زين انظاره له وقال
=اسر ...خلاص بقي كفايه ...معنتش عايز اسمع سيرتها ...هي راحت خلاص وراحت قذارتها وراها .
هز اسر راسه بتفهم وقال
=حاضر يا زين ...قوم انت بس روح بيتك وارتاح ...وانا هكمل الشغل بدالك .
نهض زين واستدار حول مكتبه ليجد خليفه يفتح الباب باندفاع قائلا
=انت هنا يا زين والكل قالب عليك الدنيا ...خلود عملت حادثه ...ومرميه في المستشفي من ساعه .
فزع زين من الخبر وقال
=فين ...في انهي مستشفي ...ومحدش اداني خبر ليه من الاول .
هبط اسر بفمه العقيم علي اذن زين وقال بحده
تاني يا زين ...ما يمكن ملعوب جديد منها ...اوعي تهتز للكلام الفارغ ده= .
ابعده زين عنه بغضب وقال
=انا مش مستني حد يعرفني اعمل ايه ومعملش ايه ...ثم انت مهتم اوى ليه بالحكايه دي ...للدرجه دي بتكرهها .
اسر بحنق
=وانا مالي ومالها ...اكرها ليه ...روح لها بس ما تبقاش تندم بعد كده.
في المستشفي جلست خلود شارده ومهمومه وحزينه علي ما اصابها منذ اول لحظه وافقت فيها علي الزواج من زين ...تذكرت اهانته لها واحتقاره وكلامه المسموم ...تذكرت اتهاماته لها المستمرة ...عدم تصديقه لها ولا الثقه بها وبافعالها...طرده لها اكثر من مرة ...وضياع كرامتها امامه وامام عائلته ...نعم هي لن تنكر انها احبته بشده ...وواثقه تمام الثقه انه يحبها اضعاف ما تحبه ,,,ولكنه لا يثق باحد ...علي اتم الاستعداد الغدر بها والاطاحه بها ...عند اصغر مشكله ...ليس لديه اي استعداد لسماعها ...لعنت حظها خلود مرارا وتكرارا ...فكيف لها ان تتحمل كل هذه الاهانات...اقسمت بينها وبين نفسها انها لن تعود مرة اخرى ...وها هي اليوم ستفعلها ...ليس لتندمه ...وانما لانه قد طفح الكيل بالنسبه لها ...ستلملم نفسها وترحل بعيدا عنه ...حتي انها فكرت الا تذهب عند اهلها ...لانه بجبروته سيرجعها مرة اخرى ...فالحل الامثل لهذه المعضله هي الذهاب بجنينها الي مكان لا يعرفه احد ...واخباره انها ضيعت الجنين .
تفاجئت بدخول ياسمين عليها فاعتدلت في جلستها ومسحت دموعها مما افزع ياسمين منظرها فذهبت اليها وربتت علي يدها بحنان قائله
=حمد الله علي سلامتك يا خلود ...قدر ولطف ...الحمد لله انتي لسه بخير انتي واللي في بطنك .
اخفضت خلود نظرها وقالت
=ايه ...وانتي عرفتي منين ان اللي في بطني لسه عايش ...مش يمكن نزل .
وضعت ياسمين يدها علي يد خلود وقالت
=ما نزلش الحمد لله ...انا بنفسي سالت الدكتورة عنك ...وقالتلي انك كويسه انتي والجنين .
ازدادات ضربات قلب خلود وانتحبت وقالت
=طيب ممكن اطلب منك طلب ...مش عايز حد يعرف ان الجنين لسه عايش ...ارجوك يا طنط .
قطبت ياسمين جبينها وقالت بحده
=انتي عايزاني اكذب ...لا طبعا ...وهتستفادي ايه لما تنكريه ما كده كده هترجعي معانا وهنعرف كلنا .
تحدثت خلود بغضب هستيرى وقالت
=في ايه انا انا مش هرجع معاكم ....انا علاقتي بيكم انتهت خلاص ...زين رجع يشك فيا تاني انا خلاص يا ياسمين هانم مبقتش قادرة استحمل العيشه مع واحد غدار زيه .
صرخت ياسمين في وجهها وقالت
=زين مش غدار يا خلود ...انتي اللي خرجتي من غير استئذان ...واعتقد ان ده حقه .
نظرت لها خلود وقالت
=ده حقه ..!ا.انتي لما كنتي بتغلطي ...عمو كرم بيكون عقابه ليكي انه يهينكي ويرميكي في الشارع مرة واتنين وتلاته ...لما بتغلطي بيقولك مش عايزك .
اغتاظت ياسمين من مقارنه خلود بها فصرخت عليها وقالت
قوليلي يا خلود ...انتي اصلك شفتيني بغلط زيك ...ولا هو تلزيق والسلام= .
ابتسمت خلود بمرارة وقالت
=عندك حق ...هقول ايه انتو بالنهايه عيله في بعض ...انا اللي غريبه بينكم ...بس معلش حساب للعشرة اللي بينا ...خليه يطلقني وانا اوعدك اني هكون ماضي بالنسبه ليكم .
ذهلت ياسمين من طلبها وقالت
=بتقولي ايه يا خلود ...طلاق ايه وبتاع ايه ...ما انتو علي طول بتتخانقوا وبترجعوا زى الاول واحسن .
ردت خلود ببرود
=لا المرة دي مفيش رجوع ...المرة دي احنا انتهينا ...ومعدش ليا وجود في حياته .ارجوك يا طنطي ...ساعديني ...انا ديما بعتبرك امي ...متخلنيش افضل في جحيم الزين اكتر من كده .
نظرت لها ياسمين بقرف وقالت
=جحيم الزين ...انا عارفه ان زين قاسي ...بس متوصلش انه يبقي جحيم ...ولو حصلت تبقي انتي السبب في كده .
خلود بجرح غائر
=ليه كده يا ياطنط ياسمين ...انا عملتله ايه لده كله ...انا استحملت حاجات انتي نفسك متقدريش تستحمليها .
اوجعتها ياسمين بكلماتها وقالت
=اللي في بطنك ده ميخصكيش لوحدك ...يخص زين هو كمان ...وهو اللي لازم يقرر يبقي معاكي ولا معاه .
صرخت خلود بقوة وقالت
=مش هينفع ...انا اللي لازم اقرر مش هو ...هو اساسا مكنش عاوزه يبقي مش هيلزمه في حاجه .
ياسمين قالت بغضب
=اللي عندي قلته ...انا استحاله هكذب عليه ...لازم يعرف ان اللي في بطنك عايش .
تحدثت خلود كالمجنونه قائله
=اطلعي برا ...واعملي حسابك ...اني حتي لو رجعت الفيلا ...هعمل حاجات تخليكي تكرهي نفسك ...هخلي زين يخرجك من الفيلا ...وهكون انا الكل في الكل هناك .
خرجت ياسمين مسرعه من عند خلود واتصلت علي زين كثيرا فوجدت هاتفه مغلق ...فزفرت بحنق وعزمت امرها ان تذهب الي الشركه لتعلمه بامر الجنين ...في حين ان زين وصل الي المستشقي ليرى خلود من شده لهفته عليها سأل علي رقم الغرفه وذهب لها قبل ان يدلف الي الطبيب ليرى حالتها دخل زين ليجد خلود
في حاله لا يرثي لها واضعه كلتا يديها في شعرها تمزقه كالمجنونه ...كان قلبه يتمزق علي حالتها ولكنه تمالك نفسه وقال
=انتي جيتي هنا ازاي ...وايه اللي خلاكي تسوقي بسرعه ...ولا دي تمثيليه جديده من بتوعك .
رفعت انظارها اليه وردت ببرود قائله
=زى ما انت قلت ...تمثليه جديده من خلود الكذابه ...بس للاسف التمثليه المرة دي قلبت معايا بجد ,.
تغيرت ملامحه وقطب جبينه واستغرب ما تقصده فقال لها
=يعني ايه ...تمثيليه ايه اللي قلبت بجد ...وضحي كلامك .
نهضت خلود من علي الفراش ووضعت يدها علي بطنها وقالت
=يعني الطفل اللي مكنتش عايزه ...راح ...خلاص يا زين باشا حتي اوامرك دي اتنفذت .
اتسعت حدقه عيون زين وقال لها
=اجهضتيه ...انتي اتجننتي ...انت ازاي تعملي كده .
جلست خلود مرة اخرى الفراش لان الوقفه تتعبها كثيرا واطمانت انه لم يقابل ياسمين للان ...وتمنت الا يقابلها الا ان تقدر علي الهرب منه ...قالت خلود
=انا اعمل اللي انا عايزاه ...انت اساسا مكنش ليك نيه في وجوده ...وكمان احنا هنطلق فبالتالي مينفعش يبقي موجود .
ذهب زين اليها وامسكها من كتفيها يهزها بعنف ويصرخ في وجهها قائلا
=انتي اتجننتي ...ازاي تعملي كده ...انا هرفع عليكي قضيه وهحبسك .
مطت خلود شفتيها وقالت
=متقدرش ...عارف ليه ...لان انا ممكن اشترى الدنيا كلها من حواليا ...واثبت اني مكنتش حامل ...شفت الحكايه سهله ازاي ...زي ما اللي حواليا بيخططوا يكسروني وبيقدروا بفلوسهم ...طالما يقدروا يدفعوا .
جلس زين بجوارها علي الفراش ووضع يده علي وجهه ومسح عليه بغيظ قائلا
=انتي محدش يقدر يكسرك ...بس انتي اللي كسرتيني بخيانتك ليا ...ومتحاوليش توهميني ان في حد بيحطك في المواقف دي عشان يخلص منك .
ردت ببرود
=انا مبحاولش اوهمك ...انت اللي معمي عيونك علي الحقيقه ...وعايز تصدق اني خاينه عشان دي فرصتك الوحيده في الغدر .
رفع يده الي رقبتها ليخنقها وقال وهو يجز علي اسنانه
=لا يا خلود ...انتي اللي بتغدرى بيا ...وانا هدفعك تمن غدرك بيبا وبابني اللي لسه متولدش .
ازاحت يده من علي رقبتها وقالت
=وماله وانا مستعده ادفع التمن ده ...بس خلي بالك يا زين ...ان المرة دي انت اللي هتدفع التمن وكبير قوى ...عارف ليه لان المرة دي انا فعلا بريئه.
وضع زين يده علي راسه يهدئ من عاصفته الهوجاء فقال لها
=خلود انتي مش بريئه ...ولا عمرك هتكون بريئه ...وكفايه تبرير لاخطائك كفايه .
رفعت خلود صوتها وقالت
=زين ...انا خرجت وقابلت كامل علشانك انت ...عشان متفضحش بسببي ...كنت عايزني اعمل ايه وهو بيبتزني وبيقولي انه هينزل صور متفبركه ليا معاه علي النت .
رفع صوته هو الاخر وقال
=كنتي تجي تقوليلي وانا هتصرف معاه ...انتي مفكراني ضعيف ...ده انا اهرسه هو واللي زيه تحت رجليا .
خلود بعصبيه
=عارفه انك ممكن تعمل كده ...بس ساعتها هيصورك وهيعملك فضيحه اكبر ...وفي كلا الحالتين هتكرهني .
زفر زين حانقا وقال
=اكرهك ...هو انتي مفكرة اني مش بكرهك ...يا شيخه ده انا بكرهك كره العمي .
وضعت خلود يدها علي راسها وقالت بعصبيه
=مش قد كرهي ليك ...ياريتني ما قابلتك ولا عرفتك قبل كده ...ياريت الزمن يرجع تاني لورا انا عندي استعداد اهرب ساعتها واعمل لاهلي فضيحه ولا اني اتجوزك .
صرخ عليها زين وقال
=واللي انتي بتعمليه ده مش فضايح ...اديني دليل واحد يثبت برائتك ...انا تعبت منك .
هزت خلود راسها بالنفي وقالت
=لا انا ما فضحتكش ...انا كنت بحاول ميحصلش معاك فضيحه ...بس للاسف انتي اللي مش حابب تفهم ولا تعرف حاجه .
تحدث زين بلهجه ارعبتها فقال
=خلود ...قصدك تقولي اني غبي ...انتي اللي غبيه انك صدقتيه لو عايز يفضحني مكنش دور عليكي كان فضحني دوغرى ...انما هو كان طمعان في حاجه تانيه .
اشمئزت خلود منه وقالت
=زين ...جالك قلب تقولي ان في راجل تاني طمعان فيا ...بس معلش انا اللي غلطانه انا لو فضلت ابررلك عمرى كله برضه مش هتصدقني .
زين بحنق
=نفسي اصدقك ...بس مش قادر ...خصوصا بعد العمله السوده اللي عملتيها في ابني ...بس معلش ملحوقه انا هنتقم منك زى ما انتقمتي مني في ابني .
خافت خلود منه وتاكدت انها اخذت القرار السليم في هروبها منه فقالت
=معنديش مانع ...انتقم براحتك ...بس قبل ما تنتقم حاول تربط الاحداث ببعضها واعرف مين اللي كارهني وكارهك اوى وله مصلحه في بعدنا عن بعض ...وعلي فكرة مش كامل ...كامل كان وسيله لشيطان كبير ومسيرك هتعرفه ...وساعتها مش هتعرف تنتقم مني ...عارفه ليه لاني انا اللي هنتقم منك واشد انتقام
زين بتركيز
=خلود ...انتي علي كده متاكده من كلامك ...وواثقه انك مظلومه .
نظرت له خلود نظرة كره وقالت
=مفيش كلام بينا ...الا لما الحقيقه تبان ...سواء كنت ظالمه او مظلومه ...ودلوقتي اطلع بره علشان انا محتاجه ارتاح بعد العمليه .
زين بعناد
=لا مش هخرج من غيرك ...رجلي علي رجلك ...لازم ترجعي معايا علشان اضمن ان هعرف انفذ انتقامي فيكي .
لمعت في عيون خلود فكرة خبيثه لاقصائه عنها فقامت بتمثيل انها بنوبه هستتريا مجنونه وشدت شعرها وقالت
=اطلع برا ...انت عايز مني ايه ...انت عايز تموتني زى ما موت ابنك
مما ادي الي اندفاع الممرضات الي الحجرة بفزع واخراجه خارج الغرفه ...حاول الطبيب اخذه الي غرفته ليعلمه بحالتها فقال له زين بسخريه
=لا معلش ...انا مش مستنيك تقولي انا عرفت كل حاجه بنفسي ...وصدقني انا هرفع عليكم قضيه بسبب قتل ابني
فرج الطبيب شفتيه وكاد ان يرد عليها ولكن شاء القدر ان يخرج زين مسرعا متجهها الي كامل ليعرف منه كل شئ يخص اليوم المشؤم...اما عن خلود فرفضت ان تاخذ الحقنه المهدئه ...وطلبت من الطبيب اذن بالخروج والذي سرعان ما وافق عليه مقابل الامضاء علي اقرار انها لم تجهض الجنين بالمشفي ...اسرعت خلود بلم اشيائها لتهرب سعيدا قبل عوده زين .
الفصل الثامن والعشرون
خرجت خلود من المستشفي مسرعه لتصطدم باخر شخص تتوقع زيارته...اتسعت حدقه عينها وابتلعت ريقها وارتبكت وهتفت بتوتر قائله
=انتي ...انتي ايه اللي جابك هنا ...مش معقول جايه تزوريني .
ابتسمت الاخرى وقالت
=لا صدقي ...انا جيت هنا بعد ما عرفت اللي حصلك ...حسيت انك محتاجه تتكلمي مع حد فقلت اجي اشوفك .
تنهدت خلود وردت بسرعه
=انا مش عايزة اتكلم مع حد ...وحاسبي من سكتي خليني امشي ...وانسي انك شوفتيني .
اندهشت الاخرى وقالت
=انسي ان شوفتك ...ليه ده كله ...طب بصي ايه رايك نروح مكان نتكلم فيه ...واوعدك هعتبر نفسي مشوفتكيش النهارده .
نظرت لها خلود نظرة ممزوجه بالخوف والاطمئنان الطفيف وهتفت بارتباك
=وعد !وايه اللي يخليني اصدقك
ردت الاخرى وقالت
=جربني ...احنا هنقعد في مكان عام ...ولو خنتك هتقدرى تهربي .
جلست خلود تتحدث اليها مستغربه اهتمامها بها فسألتها قائله
=ليه عايزة تتكلمي معايا...يهمك امرى اوى ...ولا دي لعبه جديده.
الاخرى بجمود
=وهو انا لما اكون حابه اساعدك ...تعتبريها لعبه مني ...ليه ديما بتفترضي سوء الظن فيا .
استجابت خلود لها وصدقتها قائله
=زين كان لما شاف كامل قبل كده بيتحرش بيا في المطعم ...شك فيا ومصدقت انه يروق ...بعدها عرفت ان اللي مدبر الخطه دي اسر بانه حاطط كاميرا في مكتبي وفي مكتب زين ...روحت وواجهته ...هددني انه هيفضح زين من خلال صور متفبركه ليا مع كامل ...زى صورى المتفبركه مع حازم ...بعدت بس بعدها اسر قالي ان الصور اللي عند كامل بقت عنده ولازم اروح اجيبها بغبائي روحت وكان كامل اللي هناك ...وزين جه وشافني ...ودي كانت فرصه زين انه يغدر بيا ...ضربني وركبت عربيتي وعملت الحادثه.
الاخرى ابتلعت رشفه من الماء وقالت
=متزعليش مني ...زين عنده حق ...واي واحد في مكانه هيعمل كده .
اخفضت خلود راسها وقالت
=عارفه اني غلطانه ...بس زين في كل مرة ...مبيبقاش عايز يسمعني ...عايز يسمع حاجه واحده وبس اني خاينه.
هزت الاخرى راسها بتفهم وربتت علي يدها وقالت بهدوء
=عارفه انك حاسه بالقهر والظلم ...بس غصبن عنه زين تعب كتير في حياته ...ومصدق يلاقي الحب علي ايدك .
خلود بحنق
=حب ...اني بتتكلمي عن مين عن زين الغدار ...اللي من يوم ما اتجوزته وهو بيهين فيا .
هزت الاخرى راسها بالنفي وقالت
=لا يا خلود ...متظلميهوش ...زين مش غدار ولا يمكن يغدر بيك ولا بغيرك .
نظرت لها خلود بحقد ونهضت من مقعدها عازمه علي الرحيل قائله
=الكلام اللي بينا انتهي ...الواضح انك جايه تدافعي عنه ...مش تساعديني .
امسكتها من معصمها واجلستها مرة اخرى قائله
=انا فعلا عايزة اساعدك ...اني ارجعكوا لبعض ...حتي لو انتي رافضه تسامحيه ...ارجعيله واقسي عليه زى ما قسي عليكي .
قالت خلود
=لو عايزة تساعديني بجد ...اعملي معروف ابعديني عنه ...وديني اي مكان اختفي فيه لغايه ما ينساني وينسي انتقامه مني .
هزت راسها بالموافقه وقالت
=خلاص موافقه ...انا اعرف شقه في منطقه بعيده عن هنا ...هوديكي فيها بس مش هسيبك لازم اكون معاكي خطوة بخطوة لغايه ما ربنا يهديكي .
هتفت خلود بتوتر وقالت
=طب ولو سأل عني هتقوليله ايه ...هتقوليله علي مكاني ...صح .
الاخرى بهدوء
=اقولك ايه بس ...وهو ايه اللي هيخليه يسالني عليكي ...انا بعيده كل البعد تمام عن مجال شكوكه ...ومحدش يعرف اني جيت زورتك في المستشفي لاني قابلتك بره.
زفرت خلود بحنق وقالت
=معلش اعذريني ...حياتي معاه خليتني اشك في هدومي ...استاذ في الشك وفي الاخر ما يسمحش ليا اشك فيه .
سألتها الاخرى بتوتر
=هو بالنسبه للطفل ...اخباره ايه بعد الحادثه ...يارب يكون بخير.
ردت خلود بهدوء
=بخير ...بس انا قلت لزين اني اجهضته ...كان لازم اعمل كده علشان يعرف ان الرابط اللي بينا خلص .
صدمت الاخرى مما تسمعه وقالت
=خلود ...انتي اتجنينتي ...طاوعك قلبك تقولي كده علي ابنك او بنتك ؟
ارتفع صوت خلود وقالت
=ايوه اتجننت ...ده واحد بيكرهني وكاره الطفل من يوم ما عرف اني حامل ايه ...كان منتظر مني اقوله ايه انه بخير ورجعني معاك علشان مش قادرة علي بعادك .
الاخرى بغضب
=وانتي مفكرة انك بعد الكلام اللي قولتيه له ده هيسكت ...ده مش بعيد يرفع عليكي قضيه ويسجنك ...وكده كده هيعرف من المستشفي الحقيقه وهيقلب عليكي الدنيا .
ردت خلود بغضب
=يعرف ما يهمنيش ...لما يعرف هكون بعدت عنه وعن حياته ...انا لازم اخليه يندم ندم عمره .
الاخرى بصوت منخفض
=للاسف يا خلود ...انتي اللي هتندمي ...مش هو.
ارتفع صوت خلود وقالت
=لو انتي خايفه بلاش تساعديني ...سيبيني امشي ...بس ياريت متقوليش انك شوفتيني .
امسكتها الاخرى مرة ثانيه وقالت
=خلاص يا خلود ...قلتلك هساعدك ...انا بس كان نفسي الامور ما توصلش بينكو للدرجه دي .
تحدثت خلود بحزن
=يعني انا اللي كان نفسي ...انا كنت عايشه معاها في حالات ما بين الحب والكره ...لدرجه اني حسيت اني كرهته .
حزنت الاخرى عليها وربتت علي يدها قائله بعطف
=اهدي يا خلود ...علشان اللي في بطنك ...ملوش لزمه الحزن الكتير بياثر عليه لانه بيوصله .
ابتسمت خلود بمرارة وقالت
=الحزن ده مش اول يوم يعرفه ...هو عارفه من ساعه ما اتخلق في بطني ...شكله هيطلع حظه تعيس زىى .
قالت الاخرى
=انتي لازم تبقي قويه يا خلود ...انتي داخله علي فترة مهمه جدا في حياتك ...الضعف ده هيهدك بجد .
بكت خلود وقالت لها
=انا بس مش عايزاه يعرف طريقي ...حتي لو حصل معايا ايه ...ارجوكي .
مسحت الاخرى لها دموعها وقالت
=خلود ...انا هعملك كل اللي انت عايزاه ...وربنا يقومك بالسلامه يا حبيبتي .
اغمضت خلود عينها وقالت
=يارب ...حتي لو ولدت اوعي تعرفيه ...لانه ساعتها هيجي وياخده مني انا عارفاه كويس وخصوصا امه مش هتسيبني في حالي .
قطبت الاخرى جبيبنها وقالت
=هي مدام ياسمين عرفت ...طب ما قالتش ليه ...دي ممكن تكون قالتله وعلشان كده كان عايز ياخدك معاه الفيلا لولا اللي انتي عملتيه .
قالت خلود بسعاده
=لا ملحقتش ..هي خرجت من هنا وهودخل من هنا ...وده اللي خلاني اطمن واقوله اني اجهضته.
سالتها الاخرى بدقه
=طب ومفكرتيش ان ممكن يكون الدكتور قاله وهو بيلعب عليكي بنفس لعبتك ؟
تحسست خلود بطنها بتعب وقالت
=لا هو ميعرفش ...انا متاكده من كده ...انا اعرف زين كويس لو عارف هيواجهني .
نظرت لها الاخرى وقالت
=انتي تعبانه صح ...تحب نقوم بقي ...علشان ترتاحي .
قالت خلود بهدوء
=ياريت وكمان عايزه اسحب الفلوس اللي في الفيزا كلها وهديهوملك عشان تبقي تجبيلي الاكل والعلاج ...علي بال ما اولد وانزل اشتغل .
الاخرى زمت شفتيها وقالت
=طب ما تنزلي تشتغلي من دلوقتي ...انتي هبله يا خلود ...امشي يا ماما قدامي الظاهر ان زين وابنه جننوكي .
علي الجانب ذهب زين الي كامل فلم يجده وعلم من كبار الموظفين ان كامل سافر الي خارج البلاد فتاكد انها كذبه من كذباته فوصي احد من رجاله يتتبع مدير اعمال كامل حتي يستطيع الوصول اليه ...ظل زين يفكر في امر خلود كثيرا وكانت لديه رغبه ملحه للذهاب اليها مرة اخرى ولكنه عزم امره الا يذهب لها قبل معرفه الحقيقه ...وهي حتي لو خرجت ستذهب الي بيت اهلها .. سيذهب اليها وياتي بها مرة اخرى ...رجع زين الي الشركه وجدها خاليه من الموظفين فارتاح الي هذا الامر ودخل مكتبه وارتاح علي الاريكه ونام من التعب حتي انه لم يدرك ان هاتفه مغلق ...في الفيلا انتظرت نهي خليفه لتعلمه بامر خلود بالكامل وما فعله زين فقد علمت كل الاحداث من ياسمين ...عندما جاءت وظلت تلعن علي خلود .جاء خليفه وجلس بجوار نهي بالجناح فوجدها شارده فسالها بقلق
=نهي ...مالك سرحانه في ايه ...ايه اللي حصل تاني بعد حادثه خلود .
ردت نهي وقالت
=خلود سابت البيت وحلفانه ما هي راجعه المرة دي ...خصوصا بعد اللي اخوك عمله فيها ...هو السبب في الحادثه .
خليفه باستغراب
=ليه هي مش كانت سايقه العربيه بهبلها المعتاد ...وبعدين هو زين عمل فيها ايه ده اول ما عرف انها عملت حادثه اتجنن ...تلاقيه بهدلها علشان ساقت العربيه لوحدها .
نهي بعصبيه
=لا يا اخويا ...اتبلي عليها وقال انها بتخونه...والبت ماشافتش قدامها ركبت العربيه وعملت حادثه .
اندهش خليفه وقال
=نهي ايه اللي انت بتقوليه ده ...وجبتي الكلام ده منين ...خيانه مين ومع مين .
نهي بحنق
=جبت الكلام من مامتك ...من ساعه ما جت وهيا عماله تشتم في خلود ...وتقول انها خانته ...العجيبه ان مامتك مقتنعه انها مخانتوش بس برضه متحامله علي خلود .
فرج خليفه شفتيه وقال
=ايه ...مقتنعه بعدم خيانه خلود لزين ...ومع ذلك متحامله عليها ...طب تيجي ازاي دي يا نهي .
نهي بقوة
=انا هقولك ...زين شاف النهارده خلود مع كامل وضربها وهانها ...وبعد ما عملت الحادثه قررت تقوله انها اجهضت الجنين اتسعت حدقه عيون خليفه بقوة وقال
=ازاي خرجت تقابل كامل وهي عارفه كويس انه مش تمام ...وليه تقول لزين حاجه زى دي ...طب ما هو ما هيصدق ويسيبها .
اخفضت نهي صوتها وقالت
=وطي صوتك يا خليفه ...امك لو سمعتنا هتبهدلني ...دي محرجه عليا اقولك لانها خايفه لانت تيجي في صف خلود .
اخفض خليفه صوته وقال
=اللي انا عاوز افهمه الوقتي ...ليه خلود خرجت تقابل كامل ...اكيد في سر ورا اللي حصل ده ...الحاجه التانيه زين عرف منين ان خلود خرجت اساسا .
ارتفع صوت نهي نسبيا وقالت
==معرفش ...بس زى ما انت بتقول الموضوع ده في سر ...ولازم زين يعرفه بس يا خوفي بعد ما يعرفه يكون فات الاوان .
اشار لها خليفه ان تخفض صوتها وقال
=اسكتي الوقتي يا نهي انا عمال اربط الاحداث ببعضها ...وفي حاجه غريبه النهارده حصلت في المكتب بعد ما قلت لزين علي حادثه خلود .
اخفضت نهي صوتها وقالت
=حاجه ايه يا خليفه ...شاركني معاك ...اصل انا بصراحه شفتها خارجه من الفيلا النهارده بتتلفت وراها زى ما تكون راح تعمل عمله .
ابتسم خليفه وقال
=بس عرفت ...اسر راس الافعي ...البيه وشوش زين في ودانه ...بس ساعتها زين رد عليه رد غريب اوى ...رد له علاقه بخلود .
قالت نهي
=انا نفسي اروح ازورخلود ...بس خايفه من مامتك ...وبصراحه نفسي اخوك يعرف انها اجهضت فعلا .
رد خليفه بصوت الاجش
=انتي اتجننتي ...عايزة تولعيها ...هيا ناقصه .
قالت بهدوء
=المفروض اخوك يعقل شويه ...مش كل موقف يشك فيها ...ويقعد يهين فيها .\
اشار لها خليفه بسبباته وقال
=اياكي يا نهي زين ولا امي يسمعوا الكلام ده منك ...حاكم انا عارفك ...بتلطشي كلام في اي وقت من غير ما تخدي بالك .
زمت نهي شفتيها وقالت
=طيب حاضر هنكتم ...الله يكون في عونك يا خلود ...هتلاقيها من زين ولا من حماتك .
هتف خليفه وقال
=ايوه ...برافو عليكي ...انا هتصرف الاول هتكلم مع زين واعرف منه الحكايه ...وبعدها انا لازم اساعد خلود .
ردت نهي بقلق
=بس انا خايفه يا خليفه ...خايفه لخلود تطق في دماغها وتجهض الجنين فعلا ...
خليفه بحنق
=يبقي متعرفيش خلود ولا شفتي فرحتها لما عرفت انها حامل...نامي يا نهي نامي ...علشان بكره هوديكي من الصبح تشوفي ابوكي وامك وتبعدي عن التوتر في البيت ده .
في صباح اليوم التالي استيقظ خليفه مبكرا وايقظ نهي واخذها هي وطفلهم باسل وذهب الي فيلا حازم لتجلس نهي مع اهلها يومين لحين انتهاء الجو المشحون عنده ...وليحاول التفكير في هدوء ليحل المشكله القائمه بين زين ووخلود ومعرفه من المتسبب فيها ...بعد ما اوصلها خرج ليركب سيارته وجد شهيرة تدلف الي الفيلا متلفته ورائها فاوقفها قائلا
=في ايه ياشهيرة مالك ...بتتلفتي حوالين نفسك ولا زى ما تكوني عامله عمله .
ارتبكت شهيرة وقالت
=خليفه ازيك...ايه اللي جايبك بدرى كده ...نهي جرالها حاجه .
نظر لها خليفه بشك وقال
=انا اللي المفروض اسألك ...شكلك كنتي بايته بره ولسه راجعه ...او يمكن نزلتي تشترى حاجه ومش عايز حد يعرف .
هزت شهيرة راسها بتوتر وقالت
=لا ابات بره ازاي ...كل ما في الامر اني تعبانه شويه ...فنزلت اعمل جلسه علي صدرى ومكنتش عايزة اقلق حد معايا .
خليفه بحنق
=شهيرة يا بنت عمي ...انتي مبتعرفيش تكذبي ...تعرفي حازم لو كان شافك بدالي كان عمل فيكي ايه .
هتفت شهيرة بقبق
=حازم هو انت ناوى تقوله ...بلاش هيزعل مني ...وانا ما صدقت ان علاقتنا بقت كويسه .
زفر خليفه وقال
=يعني انتي مش عايزاه يعرف علشان ميزعلش منك ...معني كده انك مخبيه حاجه ...وكبيرة اوى .
عبست شهيرة وقالت
=لا كبيرة ولا حاجه يا خليفه ...انا فعلا تعبت ...ومرضيتش اقلقه معايا .
تنهد خليفه وقال
=شهيرة انا نفسي اصدقك ...وعلشان اصدقك ...هتدخلي قدامي الوقتي تقولي لحازم الكلام ده .
ردت شهيرة بهدوء وقالت
=خلاص يا خليفه ...انا فعلا بكذب ...بس صدقني مينفعش لا اقولك ولا لغيرك انا كنت فين .
خليفه بفضول
=اوعدك ياشهيرة لو قولتيلي مش هقول لحد ...بالعكس انا هساعدك لو انتي واقعه في مشكله ...انتي اختي يا شهيرة .
ردت شهيرة بهدوء وقالت
=ماشي يا خليفه ...حاضر هقولك
سردت شهيرة علي خليفه ما لا يتوقعه ومالا يكون في الحسبان...وعزم علي مساعدتها بكل مجهوداته والتزام الصمت عما سردته له .
ذهب خليفه الي الشركه ليجلس مع زين ويحدثه في امور هامه ....وبينما هو مارا بجوار الموظفين سمعهم يتهامسون في امر خلود وما حدث لها وخيانتها ...زفر خليفه وبشده وكاد ان يضع يده علي باب حجرة زين حتي استوقفته هلا بارتباك قائله
=مستر خليفه ...ممكن اتكلم معاك في حاجه مهمه ...بخصوص خلود واللي حصلها .
تجمد خليفه اصر ذكرها لما حدث لخلود وقال لها
=تعالي ننزل تحت في الكافتيريا ...علشان انا مبقتش ارتاح اتكلم في الشركه دي ...وياريت يبقي عندك كلام مهم .
هبطت هلا وراء خليفه وجلست في الكافتيرا تفرك يديها بارتباك وهتفت بتوتر وقالت
=ليه مستر زين هيطلق خلود ...خلود انسانه كويسه ...واقسملك انها ماخانتوش
خليفه بصوته الاجش
=مخانتوش ...معني كده انك معاكي دليل برائتها ...طيب هو ايه بقي ؟
هتفت هلا بتردد
=مستر خليفه ...اسر حاطط كاميرا مراقبه في اوضه مستر زين واوضه خلود ...وانا اول ما شفتها روحت قلت لخلود .
خليفه بجمود
=وطبعا خلود خافت تقول لزين ...فراحت بنفسها تواجهه ...السؤال هنا الواطي لما خلود واجهته عمل ايه .
ابتلعت هلا ريقها بمرارة وقالت
=هددها انه هينشر صورها المتفبركه مع حازم وصورها مع كامل وينزلهم علي النت ...وهتبقي دي الفضيحه لمستر زين ...فخلود خافت وبعدت عن الشركه .
خليفه بقوة
=انا عايز دليل لكلامك ...لان مش معقول هنقول الكلام ده لزين ويصدقنا ...وخصوصا انك صاحبتها .
فجاته هلا بقوتها وقالت
=انا شكلي يبان طيبه ...بس للاسف يا مستر خليفه انا مش كده ...انا لما عرفت بتهديده وان خلود سابت الشركه علشانه ...قلت واحده بواحده والبادي اظلم ...انتهزت فرصه انه في التواليت ودخلت تاني يوم ما اكتشفت الكاميرا ...وحطيتله كاميرا يبان فيها كل اتصالاته واتفاقاته مع كامل ...حتي كلامه مع غاده صاحبتي ..وكلامه مع واحد اسمه طاهر ده والد غاده واتكلموا فيها عن عم شرف ...انهم بيحرضوه ياذي زين ...كل حاجه انا سجلتها صوت وصورة ...واعتقد بعد اللي حصل امبارح ...المفروض الحقيقه تبان .
ابتسم خليفه ابتسامه انتصار وقال
=الواضح انك عملتي اللي كلنا مقدرناش نعمله...شكرا ليكي يا هلا بجد ...ياريت كل الصحاب يبقوا زيك .
اخفضت هلا راسها خجلا من اطرائه وفتحت حقيبتها واعطته السيديهات والتسجيلات التي تدين اسر وقالت
=ياريت حضرتك تورى الحاجات دي لمستر زين بسرعه ...لان خلود مجنونه ممكن تعمل اي حاجه بعد ما مستر زين اتهمها بالخيانه ...وانا بصراحه قلقانه من رده فعلها .
نظر لها خليفه نظرة امتنان وصعد الي زين ليقابله ...دخل غرفه زين وجده مهموم وحزين وشارد يفكر في ما مر عليه بالامس.
حدثه خليفه بقسوة وقال
=مش فاتح موبايلك ليه يا زين ...والدتك قالبه عليك الدنيا ...بتقول ان خلود اجهضت الجنين .
وضع زين يده علي راسه يفركه من الصداع وقال
=كفايه يا خليفه ...مش عايز اسمع سيرتها تاني ...وكويس انها اجهضته .
اقترب منه خليفه وقال
=هتفضل طول عمرك قاسي ...ذنبه ايه الجنين يضيع في وسطكم ...مقابل شك ملوش اساس من الصحه .
وضع زين يده علي اذنه قائلا
=جنين ايه اللي ضاع ...الهانم اجهضته بارادتها ...موتت ابني بايديها .
طفح كيل خليفه واراد سرد الحقيقه لزين فانهضه وسحبه من يده وزين مشي ورائه كالمغيب حتي هبط به الي خارج الشركه واركبه السيارة وانطلق بيه وكل ما يدور بذهن زين انه سياخذه الي خلود ولكن اخذه الي مكان بعيد ونظر اليه وقال
=انا اخدتك بره الشركه ...علشان اقولك علي موضوع مهم ...يثبت برائه خلود .
نظر زين الي خليفه بذهول وقال
=انت كمان مصدقها ...طيب ليه كلكم ضدي ...ليه انا ديما المذنب انا شفتها بعيوني يا خليفه .
جز خليفه علي اسنانه بغيظ وقال
=المفروض انك الوحيد اللي ما تشكش في مراتك ومع ذلك انا هوريك واسمعك اللي يثبت براءة خلود .
شاهد زين السيديهات وسمع كل مكالمات اسر الهاتفيه ونظر امامه بصدمه علي صديق العمر اللئيم الذي يكيد له المكائدوقال
=اه يا ابن الكل...وانا اللي مصدقك ...وانت عمال تضحك عليا ومفهمني ان كلهم خونه اتاريك انت الخاين الوحيد .
ارتسمت ملامح الحزن علي وجه خليفه وربت علي ظهر زين ليهدئه قائلا
=صدقتني بقي لما قلتلك احنا شاكين فيه ...وما تحاولش تديله الامان ...اهو طلع هو اللي عمال يدبرلك المصايب من زمان .
هتف زين بحقد وقال
=صدقتك يا خليفه ...اطلع بينا علي الشركه ...محتاج ابرد نارى منه .
هز خليفه راسه بالنفي وقال
=بس ده مش حل ...احنا لازم ندبرله مصيبه ويخرج من الشركه بفضيحه ونسجنه ...مش تروح تتهور وتضربه .
همس زين كفحيح الافعي وقال
=انا هعمل كل اللي انت قلت عليه ده ...بس ده ما يمنعش اني اكسر سمه قبلها ...لازم يعرف اني عرفت .
رن هاتف زين فوجد المتصل حسام فرد عليه قائلا
=في ايه يا حسام ...يا ترى عرفت حاجه ...عرفت لي من ورا غاده .
اجابه حسام انه موجود بكافتيريا قريبه من الشركه ومعه غاده تريد بنفسها ان تحدثه ...ذهب زين اليهم وجلس ليسمع غاده ارتبكت غاده وقالت
=اللي خلاني احطلك كاميرا في الفيلا اسر ...واللي خلاني اقولك اني عايزاك تاخدلي حقي منه ...لاني حامل منه ومش عايز يعترف بيه ...بس انا معايا حاجه اخدتها من الشقه مرة وهو مخدش باله ...الورق ده بيثبت انه بيختلس اموال من الشركه كتير .
سالها زين وقال
=ايه اللي خلاكي تاخدي الورق ده ...الورق ده ميا خصكيش في حاجه ...عرفتي منين انه يخصني ولا كنتي هتساوميني عليه في يوم من الايام ؟
هزت راسها بالنفي وقالت
=لا مش كده ...انا اكتشفت ان ضاعت مني الورقه العرفي ...شكيت اكتر انه اخدها مني ...دورت في وسط الاوراق ولقيت ده ...بالاضافه للشيكات اللي كان ماضيها علي بابا ...حاجه كمان عايزة اقولها لحضرتك كان عاوزني اروح الشركه عند حازم اشتغل واحط ورق هناك وصور لخلود في اوضه مستر حازم .
زفر زين بحنق وقال
=في حاجه تانيه عايزة تقوليها ...ولاكده قولتي اللي عندك ...انا سامعك للاخر .
قالت بقوة
=انا عايزة اخد حقي منه ...حق ابني ...حق فضيحتي .
تنهد زين وقال
=بس كده ...هجيبلك حقك ...وقريب كمان .
غاده بامتنان
=مستر زين مش عارف اشكرك ازاي ...انا بتأسفلك مرة تانيه علي عملته معاك ومع خلود ...عن اذن حضرتك .
تحدث معها بلا مبالاه وقال
=خلاص يا غاده ...ياريت تحاولي تختفي عن الانظار اليومين دول ...مع انا واثق طالما وقع تحت ايدي مش هيفلت ابدا .
غاده بتوتر
=بس خالي بالك يا مستر زين ...اسر سمه عالي اوى ...لازم حضرتك تكسر سمه جامد .
هز زين راسه بتفهم وقال
=ماشي يا غاده ...ومتشكر ليكي مرة تانيه ...اتفضلي مع السلامه .
حاول حسام تهدئته بعد رحيل غاده فقال
الفصل التاسع و العشرين بعد التعديل
ذهب زين الي بيت والدة خلود لعله يجدها هناك بالرغم من انه متاكد انها غير موجوده ولكنه كان يتعلق باي قشه توصله الي خلود ...فتحت له هاجر والدتها وما ان رأته حتي نظرت له بتقزز فابتلع ريقه بمرارة وقال
=خلود فين ...انا عارف انها مش هنا ...بس اكيد حضرتك عارفه مكانها ويهمك اني اوصلها وارجعها تاني .
تجمدت ملامح هاجر وردت عليه بمنتهي القسوة وقالت
=انا معرفش بنتي فين ...بس تاكد لو اعرف مكانها عمرى ما هقولك عليه ...وخلود مقالتش ليا انها هتهرب ...عارف ليه ...لانها شكت زيك بالظبط اني هقولك .
زين بذهول
=يعني انتي كمان متعرفيش مكانها ...انا لازم اعرف هي فين ...وارجعها ليا.
هاجر بقرف
=مدورش عليها ...هيا كانت ناويه تعمل كده من قبل ما تتجوزك ...بس للاسف انا اللي منعتها وياريتني ما منعتها ...الفضيحه اللي كانت هتعملها ليا انا وابوها ارحم من العيشه الزفت اللي كانت عايشاها معاك .
زين بغضب
=اللي يسمعك كده يفكر انك ام زى بقيه الامهات ..الا ما فكرتي تسألي عليها في يوم من الايام ...اهم حاجه عندك المرتب اللي بيوصلك من امي كل اول شهر نظير انك تكوني بعيده .
هاجر بجمود
=محصلش ...انت هتتبلي عليا ...ولا علشان بنتي سابتك وهربت جايه تاخد حقك مننا .
صرخ بها زين وقال
=انتي ايه يا شيخه ...مش قلقانه علي بنتك ...بنتك حامل وحملها ضعيف ومعرضه انه يحصلها مضاعفات في اي وقت ...
هاجر بقوة
=انا عارفه كل اللي بتقول عليه ده ....زى ما انا عارفه خلود كويس ...خلود طالما عرفت تهرب منك يبقي هتقدر تعيش من غيرك .
زين بقوة
=الظاهر انك عايزة المرتب يتقطع ...وعايز كمان السيد باهر يقعد جمبك ...انا مش حابب اعمل حاجه من دي خلي بالك .
ابتسمت هاجر بسخريه وقالت
=مش موضوع مش حابب ...انت متقدرش ...عارف ليه ؟ علشان لو خلود رجعت في يوم من الايام وعرفت اللي انت عملته فينا ...مش هيخلصها .
زين بسخريه
=خلود لو رجعت هتعرف اني عملت كده علشان بحبها وعايز ارجعها باي تمن ...بس كرما مني ومن اخلاقي مش هعمل كده ...علشان في الاول وفي الاخر انتو اهل مراتي .
هاجر صرخت بقوة وقالت
=دلوقتي بقينا اهل مراتك ...: فين الكلام ده زمان ...لما كنت بتزلنا وتهين فينا من يوم الفرح فاكر ولا افكرك .
بلع زين ريقه بتوتر وقال
=ارجوكي انا مستعد اعوضكم عن كل شئ بدر مني ...بس قوليلي علي مكانها ...انا مقدرش اعيش من غيرها .
ادارت هاجر ظهرها له وربعت يدها قائله
=صدقني معرفش ...خلود ممكن تتوقع منها اي شئ ...وممكن كمان زي ما قلتلك ممكن تكون اجهضت الجنين علشان تخلص منك للابد .
ابتسم زين وقال
=الحمد لله معملتهاش ...وحتي لو كانت عملتها انا كنت هتقبل منها اي حاجه ...نظير اللي عملته فيها من يوم ما اتجوزنا .
جلست هاجر ووضعت كفها علي وجهها تمسحه وتقول
=انا كمان نفسي الاقيها زيك ...علشان اعوضها عن قسوتي معاها ...ولاني رميتها في النار بايدي .
تنحنح زين وقال
=متعرفيش ممكن تكون راحت فين ...يعني لو ليها عم او خال مثلا ...اي حد من قرايبكم ممكن الاقيها عنده .
هزت راسها بالنفي وقالت
=المكان الوحيد اللي كنت متاكده انها موجوده فيه ...هو بيت هلا ...بس روحت بنفسي وقلبت الشقه وبرضه ملقتهاش .
نظر لها زين باستغراب وقال
=اشمعني هلا ...مشكتيش ليه مثلا في السيد باهر ...هو بيحبها اكتر منك وهي بنفسها قالتلي كده .
حزنت هاجر من تصريح بنتها انها تحب اباها اكثر وقالت
=لما روحت اسال علي خلود ...قابلتني ممرضه وقالتلي انها شافتها مشت مع واحده ست ...ولما طلبت توصفهالي طلعت نفس مواصفات هلا .
زين بحنق
=ومقولتليش ليه كده من الاول ...كان زماني راقبت هلا وعرفت هي فين ...ما يمكن مخبياها في حته تانيه .
زمت هاجر شفتيها وقالت
=لا والله ...ازاي يعني ...هي هلا دي حيلتها شقق ولا نيله .
هتف زين وقال
=بس خلود معاها الفيزا ...ممكن تسحب منها ...وتصرف علي نفسها وتستاجر شقه .
ركزت هاجر معه وقالت
=طب ما تتصل بخدمه العملاء وتعرف منهم ...اذا كانت صرفت من الفيزا ولا لا .
تذكر زين امر الفيزا انها موقوفه منذ شهر لانها لم تجدد فزفر بحنق وقال
=الفيزا واقفه بقالها شهر ...اكيد مش هلا ...زى ما انت قولتي .
شكت هاجر في ياسمين وقالت
=ما يمكن والدتك ...خطفتها مثلا ...لما عرفت انها عايزة تجهضه .
هز راسه بالنفي وقال
=مستحيل ...امي هي اللي بلغتني انها هربت ...وهتجنن من ساعه ما عرفت .
تنهدت هاجر وقالت
=لازم تتجنن ...ما هو ده الامل الوحيد اللي هيخلي شرف السرجاني بعيد ..اصلها بتكرهه جدا .
نظر لها بقرف وقال
=تعرفي لولا انك ام مراتي ...كنت عرفتك شغلك ...امي مهما تعمل فهي خط احمر فهماني يا مدام هاجر .
زمت هاجر شفتيها ووضعت يدها علي خدها وقالت
=طيب مش هجيب سيرة الست الوالده ...بس عايزة اقولك ان الست الوالده راحت لبنتي المستشفي ...واتهمتها في شرفها وقالتلها احنا هناخد ابنك ونرميكي بره .
عبس زين حاجبيه واحتقن وجهه وقال
=شرف مراتي هو شرفي ...ومحدش يقدر ياخد ابن خلود منها ...وخلود هتعيش معززة مكرمه وهحطها فوق راسي .
نهضت هاجر ووضعت يدها علي كتف زين وقالت
=زين ...انت بتحبها اوى للدرجه دي ...دي حاجه غير متوقعه منك .
مسح زين علي وجهه بهدوء ودمعت عيونه وقال
=خلود انا كنت بعتبرها بنتي مش مراتي ...اتعلمت علي ايدها حاجات كتير ...وهي كمان اتعلمت مني حاجات كتير اولهم الشك والكرامه .
هاجر بحزن
=اوعدك يا زين ...لو عرفت مكانها ...مش هتردد لحظه وهقولك علي طول .
تنهد زين وقال
=طيب ...وانا كمان هفضل ادور عليها لاخر نفس في عمرى ...مش هكل ولا امل .
ربتت علي كتفه بهدوء وقالت
=ارجوك لو لقيتها تطمني عليها ...قولها امك بتقولك سامحيها ...ياريتني ما عملت فيها كده .
رد زين وقال
=مدام هاجر ...ممكن متتقابليش مع امي الايام دي ...,متحتكيش بيها انا معنديش اعصاب افصل ما بينكم .
هزت هاجر راسها بالموافقه وقالت
=حاضر يا زين ...انا مستعده اعمل اي حاجه علشان اريحك ...وتقدر ترجعلي بنتي .
في فيلا حازم جلست نهي مع شهيرة ملاحظه توترها جيدا ...وشرودها المستمر ...فاستغربت نهي علي امر شهيرة ...حتي انها لم تذهب الي العمل...افاقت شهيرة من شرودها علي صوت بكاء باسل ابن نهي فسألت نهي باهتمام
=ماله يا نهي ...ليكون جعان ولا عايز يغير ...فوقيله يا نهي ده طفل مش لعبه .
نهي بجمود
=الظاهر انتي اللي المفروض تفوقي مش انا ...باسل راضع لسه من شويه وقدامك وكمان غيرتله الثانيه دي قدامك سلامه النظر .
ارتفع صوت شهيرة بقوة وقالت
=نهي حاسبي علي كلامك معايا ...قصدك ايه ...اني مش فايقه ومبشفش .
اخفضت نهي راسها وقالت
=مش قصدي كده ...بس شايفاكي سرحانه ومهمومه وحزينه ...زى ما يكون شايله هم الدنيا .
شهيرة بصوت منخفض
=نهي ...انا فعلا شايله هم كبير ومش عارفه اعمل ايه ...وخايفه بابا يعرف اللي عملته ممكن يقتلني فيها .
نهي بذهول
=طب شيليني الهم معاكي ...وبدل ما يقتلك لوحدك يقتلني انا كمان ...لتكوني عملتيها مع حازم .
زفرت شهيرة بحنق وقالت
=لا اقولك ايه بقى وانتي بتفكرى فيا بالشكل ده ...انا هكتم في قلبي واسكت ...وليكي مطلق الخيال .
امسكت نهي يدها وقالت
=خلاص ...معلش ياشهيرة انا فكرت في كده لما قولتي ان بابا هيقتلك ...انا سمعاكي قولي .
اخذتها شهيرة الي حجرتها حتي لا يسمعها احد وقالت لها
=هتكلم بس ...اوعديني متقوليش لحد ...علشان متحصلش مشاكل اكتر من كده .
ارتبكت نهي وقالت
=مشاكل ...هو الموضوع ده كبير اوى ...خلاص ياستي اوعدك مش هقول لحد حتي خليفه .
ضحكت شهيرة وقالت
=علي فكرة خليفه عارف ...انا بس بقولك لان احتمال معرفش اخرج من الفيلا الفترة الجايه ...فانتي هتعملي المشاوير دي بدالي .
هزت نهي راسها بتفهم
=خلاص قولي ...وانا هعمل كل اللي هتقوليلي عليه ...ومحدش هيعرف مني حاجه .
شهيرة بتوتر فركت في يدها وقالت
=طيب تعالي اقعدي جمبي ...واسمعيني كويس من غير ما يطلعلك صوتك ...لو طلعلك صوت انا هكتمه .
سردت شهيرة علي نهي الامر كله ...والطلبات التي تنفذها حيال هذه المشكله ...وكيفيه الذهاب بدلا عنها الي المكان التي تذهب به شهيرة .
نهي بذهول
=نهاار اسوووح ...ايه اللي انت عملتيه ده يا شهيرة ...هو انتي قد العمله اللي عملتيها دي .
زفرت شهيرة بحنق وقالت
=شفتي ...اهو ده اللي كنت خايفه منه ...يا بنتي انا اللي عملته ده لمصلحه الكل وفي نفس الوقت مضرتش حد .
نهضت نهي بتوتر وقالت
=انا مالي يا ختي ومال المشكله دي ...ده انا اتعلق فيها ...ياريتك ما قلتيلي .
شهيرة بهدوء
=نهي ...اعتبرى اني مقولتيش حاجه ...كل اللي عايزاه منك دلوقتي متقوليش لحد باللي سمعتيه ....انا كنت عارفه انك مش قد المسؤليه ولا يمكن يعتمد عليكي .
نظرت لها نهي بصدمه وقالت
=شهيرة ...انا قد المسئوليه ...كل ما في الامر اني خايفه لما الموضوع ده يتعرف نروح في الرجلين
ارتفع صوت شهيرة قائله
=يا هبله احنا محدش يقدر يعملنا حاجه ...خصوصا اننا بنعمل لمصلحه الكل ...انتي بس اللي جبانه حبتين .
غضبت نهي وقالت
=يووووه يا شهيرة ...انا مش جبانه ...انا بس بقول كان ممكن المشكله دي تتحل بطريقه احسن من كده .
شهيرة بغضب
=فكرك محاولتش ...حاولت كتير ...بس مفيش فايده .
تنحنحت نهي وقالت
=طب ما انا برضه لما اخرج وادخل كتير ...حماتي هتشك وممكن تفكر اني بخون جوزى ...وتتقلب الدنيا فوق دماغي .
وضعت شهيرة يدها علي راسها وشدت في شعرها قائله
=هتشك فيكي ازاي ...وانتي هتنزلي كل يوم الصبح مع جوزك كانك جايلنا ...وترجعي معاه .
نهي تحاول تهدئه شهيرة فقالت
=طيب ...بس افرضي حماتي جت سالت عليا هنا ...ولا حتي اتصلت بامك .
فرجت شهيرة شفتيها وقالت
=انتي بتقولي ...حماتك مين اللي هتيجي هنا ...ومن حبها في ماما هتتصل كمان .
تحدثت نهي ببلاهه وقالت
=اه صح ...نسيت ...طب وباسل لو جبته هنا امك هدخلني في سين وجيم .
وضعت شهيرة يدها علي وجهها ومسحت عليه بغيظ قائله
=نهي ...ارجوكي ...انتي كده ممكن تشيلني وانا بفهمك .
ابتسمت نهي ببلاهه وقالت
=انا فهماكي ...بس برضه في حاجات لازم اسالك فيها ...عشان اعرف انفذ .
شهيرة
=وهو مينفعش تاخديه معاكي هناك ...هيجراله ايه يعني ...دي كلها تلات ساعات وخلص الموضوع .
نهضت نهي وقالت
=كده انا فهمت هعمل ايه ...اديني بقه المعلوم ...علشان اقدر انفذ
علي الجانب الاخر في الوكر الذي يتواجد به اسر وكامل ...ونظرا للظروف النفسيه الذي يمر بها زين ...فقد صعب الامر عليه من تفقدهم ...مما دفع اسر الي وضع حبوب منومه كان دوما يضعها في جيبها لتنفيذ افعاله القذرة فوضعها لرجال زين واخمدهم وغفل عن اعطاء نفس الحبوب لكامل فاضطر ان يهربه معه ...كان الطريق طويل بالنسبه لهم فاسر عزم امره الذهاب الي فيلا المقطم الذي لا احد يعرف عنها شئ ...ولكن كان لديه مشوار اخير قبل الذهاب والاختفاء في هذه الفيلا ...وفي اثناء الطريق تعب كامل وقال لاسر بضعف
=اسر ...انا تعبت ...ياريت ناخد مواصله تطلعنا علي المقطم علي طول .
اسر بجنون
=انت تقدر تسيبني اكمل لوحدي ...وشوفلك حته تتقلح فيها بعيد عني ...اما ان لازم اصفي حساب مع حد قبل ما امشى .
قال كامل بصعوبه
=اسر ...كفايه بقي تصفيه حسابات ...تعالي نهرب بره البلد قبل ما زين يبلغ عننا .
نظر اسر الي كامل نظرة استهزاء
=واسيب حقي ...انت مفكرني زيك ...لا يا بابا فوق انا لازم اخد حقي تالت ومتلت .
تعب كامل وجلس في نصف الطريق وقال
=لا يا اسر ...مش قادر اكمل ...شوفلي اي عربيه توصلني وروح انت صفي حسابك براحتك .
هبط له اسر وهمس اليه همس كفيح الافعي
=وطبعا انت هتروح لزين وتقوله اني رايح فيلا المقطم ...وكده انت المستفاد صح .
قال كامل بخوف
=لا متخافش ...انا استحاله اعمل كده ...هو ممكن برضه يوديني في داهيه ومش هيسيبني .
هز اسر راسه وقال لكامل
=يبقي تقوم معايا ...ونكمل المشوار ...لان فيه في فيلا المقطم حاجه عايز اوريهالك هتعجبك اوى ...ان كان زين يقدر يوصل للورق اللي ماسكه عليك ...فانا ماسك عليك حاجه اكبريا كمولتي .
اخذت غاده تفرك يديها من التوتر والقلق فهي منذ ان اعلمت زين بجرائم اسر وهي جالسه علي اعصابها تشعر ان اسر سياتي لها في اي وقت ليقتلها...خرجت الي حديقه منزلها تتمشي بها في شرود...خرجت من شرودها علي صوت بغيض من خلفها يقول
=يا حبيبتي...وفرتي عليا مشوار دخول بيتكم ...طول عمرك سهله يا غدغوده.
استدارت له وهمست بخوف
=اسر ...انتي طلعتلي منين ...ابعدي عني ومتقربليش لاحسن اصوت والم عليك الناس .
رفع اسر مسدسه وصوبه ناحيه صدرها وقال
=غاده اختارى ...مين يموت الاول انتي ...ولا ابنك .
وضعت يدها حول بطنها هامسه بخوف
=ابني لا ...متموتنيش يا اسر ارجوك ...انا همشي من البلد كلها بس سيبني .
ضحك اسر بشراسه...وصوب علي بطنها المسدس بلا رحمه ليفجر بطنها قائلا
=.غاده ...انتي مينفعش تكون ام ولا انا اكون اب ...يبقي الحل يموت وانتي كمان معاه ...سلام يا حلوة وابقي سلميلي علي ابني في جهنم .
سقطت غاده علي الارض وتركها اسر ورحل مع كامل الي فيلا المقطم .
**************************************************************************************************************
ودعت نهي شهيرة لترحل مع خليفه الي الفيلا وفي اثناء قيادته للسيارة قالت له
=خليفه ...انا عرفت موضوع شهيرة ...زى ما انت عرفته بالظبط .
نظر لها خليفه بقلق
=نهي اياك ثم اياكي يا نهي ...حد يعرف الموضوع ده فهماني ...اعقلي ابوس ايدك .
نظرت له ببلاهه وقالت
=خليفه ما انت عارفني ...مبقولش اي حاجه ...متخافش مني .
فرج خليفه شفتيه وقال
=انتي يا نهي ...ما بتقوليش حاجه ...ده انتي وكاله انباء متنقله .
مسكته نهي من ياقه قميصه وقالت
=قولي كده انا امتي طلعت اخبار حد بره ...الا وقت الضرورة وبس ...لما بلاقي الوضع محتاج اني اقول .
هز خليفه راسه يمينا ويسارا وقال
=ايوة لما الوضع يستدعي ...اهو انا عايز بقي لو الدنيا اتهدت ...متنطقيش بحرف واحد .
هزت نهي راسها بطاعه ووصلوا الي الفيلا وجودها مظلمه وكئيبه ورأوا زين قابع في غرفه المكتب شاردا وحزين يضع راسه علي سطح المكتب .
استغربت نهي من حاله زين وصعدت الي غرفتها مع خليفه تساله باهتمام
=خليفه ...زين ماله....حساه زى ما يكون صحته ضعفت تاني
وضع خليفه يده علي وجهه وقال
=زين عرف ان اسر هو اللي عمل في كل ده وفي خلود وبقي عامل زى الطور الهايج ...من يومين ضربه حته علقه هو والزفت كامل ...والله انا كنت فرحان فيهم بس خوفت لتكمل ويقتلهم في ايده ...وتبقي مصيبه بالنسبه ليه ...وبعدها عرف ان خلود هربت ومن ساعتها منهار زى ما انتي شايفه ...يالا المهم انتي بس ميصعبش عليكي وتروحي تقوليله حاجه وتبوظى الدنيا ...لازم يعرف قيمتها
هزت نهي راسها وقالت
=حاضر يا خليفه ...مش هيصعب عليا ...ولا كأني شايفاه.
اما في فيلا حازم تفاجئت شهيرة بدلوف والدها الي حجرتها يتحدث اليها قائلا
=شهيرة ...ايه اللي حصل لزين ...اللي سمعته من امك ده حقيقي .
نظرت له شهيرة بحزن وقالت
=للاسف يابابا صحيح ...زين ادمر والسبب في دماره تربيتك القاسيه له يا بابا ...انتي علمته يشك في اقرب الناس ليه ...لدرجه انه شك فيك انتي كمان .
تسارعت انفاس شرف وهتف قائلا
=شهيرة ...زين فين دلوقتي ...في الشركه ولا في البيت ؟
قطبت شهيرة جبينها وقالت
=زين مبيروحش الشركه من فترة ...من ساعه ما خلود هربت ...واللي ممشي الشغل خليفه ....حضرتك بتسأل ليه؟
تحدث بضعف وقال
=مفيش كان نفسي اشوفه ...واحاول اساعده بعلاقاتي انه يلاقيها ...مهما ان كان هو ابني اللي مخلفتوش .
ارتبكت شهيرة وقالت
=تلاقوها ...مستحيل تلاقوها ...ده مش بعيد تكون عملت في نفسها حاجه.
زفر شرف بحنق وقال
=مفيش حاجه مستحيل يا شهيرة ...بالنهايه كان نفسي اقابله ...بس الظاهر مفيش نصيب .
قالت شهيرة بترقب
=لا في نصيب ...تقدر حضرتك تروحله البيت ...ايه المشكله يعني .
شرف بصوت مبحوح
=لا يا شهيرة ...انسي ...انا لا يمكن ادخل البيت والوليه الحيزبونه دي فيه ....ياريت تتصلي عليه وتقوليله يقابلني بره ...في حاجه مهمه لازم اقولهاله .
ربتت شهيرة علي يد والدها بحنان قائله
=حاضر يابابا ...هكلمه ...وهرتب ليكو مقابله في اقرب وقت .
اتصلت شهيرة علي زين لترتب له موعد مع والدها رد علي اتصالها زين بخفوت قائلا
=شهيرة ...ازيك ...انا مش هقدر افيدك في الشغل ممكن تتصلي يخليفه .
قاطعته شهيرة قائله
=انا ما اتصلتش بيك علشان الشغل ...انا اتصلت بيك علشان بابا عايز يقابلك .
زين بتعب
=ارجوكي يا شهيرة ...انا تعبان ...ومش قادر اقابل حد .
شهيرة بصوتها الحنون
=زين انا ما صدقت بابا يخرج من الحاله اللي هو فيها ...وطالب يقابلك ...ارجوك اقبل .
زين بخفوت
=ماشي يا شهيرة ...انا موافق ...بس مش هنا انا هقابله بره .
ردت بامتنان
=شكرا ليك يا زين ...ربنا يعينك علي حالك ...وترجعلك خلود وابنك بالف سلامه
دخلت شهيرة غرفه والدها فقال لها
=شهيرة ...تعالي ...كلمتيه .
هزت راسها بالايحاب وقالت
=ااه يابابا ...ووافق ...هيقابلك بكره بس بالراحه عليه لانه من صوته حسيته مدمر
تنهد شرف وقال
=لو عليا ...نفسي اخد الحزن اللي جواه ...واستحمله انا بداله .
علي الجانب الاخر في فيلا المقطم بينما كان كامل واسر يجلسان عبس كامل وقال
=هو ده تصفيه الحساب يا اسر ...تقتل البت من غير ما تشفق علي ابنك اللي في بطنها ...وجايلك قلب تيجي هنا تاكل وتشرب وتنام .
كانت سميرة خادمه فيلا زين ماراه بجوار فيلا اسر فوجدتها مضيئه فهي منذهروبها عملت خادمه عند عائله ثريه تسكن هناك دفعها جنونها ان تدخل من باب المطبخ لتستمع الي حديثهم وضعت يدها علي فمها وقالت فين فسها
=مش ده الي ميتسمي كامل اللي اغتصب اختي ...ايه اللي جابه هنا ...اه يانارى .
رد اسر علي كامل وقال
= اههااا ...شوفوا مين اللي بيتكلم ...اشهر مغتصب وانت جالك قلب تغتصب البنات وتبعتهم ليا اقتلهم ؟.اه وعايز اقولك علي مفاجئتي هنا في فيلا المقطم ...كل فيديوهاتك القذرة اللي اغتصبت فيهم البنات بنت بنت .
اقتربت سميرة لتسمعهم اكثر فشحب وجهها وقالت في نفسها
=ليه كده يا عالم ياللي معندكوش رحمه ...واحد يغتصب ...والتاني يقتل .
مسح كامل علي وجهه بغيظ وقال
=انا بندم علي كل حاجه عملتها ...انا لو كنت خلفت كان زمان معايا بنات ...قد اللي اغتصبتهم .
بكت سميرة بحرقه وقالت
=خلاص مبقاش يفيد الندم يا كامل بيه ...انا هخلص منك انتي والافعي اللي جمبك ...ناركو هطفي نارى
اسرعت بفتح الغاز وذهبت الي مفاتيح النور اغلقته بالكامل وخرجت مسرعه من باب المطبخ لتشهد الانفجار الكامل لاسر وكامل .
بعد انقطاع الكهرباء ظن اسر انه بسبب عدم شحن كارت الكهرباء ...فجز علي اسنانه قائلا لكامل
=قولت ليك نعدي نشحن كارت كهربا ...قلتلي تعبان وعايز اروح ...اهي الكهرباء قطعت اهي .
رد كامل وقال
=طيب ...انا هنور بكشاف الموبايل ...علشان يمكن تكون مشكله في مفتاح النور
بالفعل ذهب اسر ليجد مفاتيح النور مكبوسه لاسفل فقطب جبينه واشتم رائحه غاز بينما كامل كان يحاول ان يوقد سيجارة ملفوفه له ...نظر لها اسر وصرخ
=انت بتعمل ايه
ولكن سبق السيف العزم وانفجر اسر وكامل في ان واحد لتنظر سميرة الي الانفجار بتشفي تام .
*********************************************************************************
بعد انتشار خبر موت اسر ...بدء زين يهدأ قليلا فهو كان شديد القلق والخوف ان اسر يصل الي خلود ويقتلها ...خاصه بعد وصوله الي غاده ومحاوله قتله لها التي ادت الي قتل الجنين فقظ ...اما غاده فتعافت قليلا وقررت بدء صفحه جديده في حياتها خاصه بعد الغاء قرار فصلها من المعهد ورجوعها اليه مرة اخرى ...لاحظت غاده اهتمام حسام بها ولكنها فهمت بالاخير انه اهتمام اخوى لان حسام يعشق هلا وتصالحا سويا وقررا الزواج ولكن بعد رجوع خلود ...بعد مرور بضعه ايام ذهب زين ليقابل عمه شرف وجده ينتظره منذ مده لان زين تاخر عليه ...فهو في هذه الفترة ينام كثيرا كنوع من الهروب من احزانه ...وصل زين ورفع شعره المبعثر من علي وجهه من اثار النوم مغطيا عينيه بنظارة سوداء قاتمه ...تحدث الي عمه كتحدث شاب مستهتر وليس بشاب ناضج وقال
=انت حضرتك عايزني في ايه ...انا بصراحه تعبان واللي فيا مكفيني ...ومش ناقص عتاب من حد .
رد عليه شرف بالم وقال
=بقي انا اللي عملت فيك كده ...وانا اللي لازم اصلح غلطتي ...وعلشان كده قابلتك النهارده .
هتف زين بعضب وقال
=من فضلك بلاش كلام ...مش عايز اسمع حاجه ...انت دمرتني .
شرف بعيون حمراء من اثر البكاء
=مش قادر اسكت ...انت لازم تعرف انا عملت كده ليه ...ولازم تسامحني يا ابني .
تحدث زين بغضب وقال
=لا مش عايز اسمع ...لاني عارف اللي هتقوله ...وانا لو كنت في مكانك زمان كنت نسيت الماضي.
هم شرف بالرد عليه لتقاطعه ياسمين لان اللقاء كان بالنادي قائله
=شرف ...انتي جاي تقابل ابني ليه ...عايز تقوله ايه سيب ابني في حاله ابعد عننا .
شرف ببكاء
=انا مقدرش ابعد دلوقتي يا ياسمين ...لازم زين يسامحني ويسامحك ...علي اخطائنا زمان .
غضبت ياسمين وكانت في حاله جنون حتي انها رفعت يدها لتصفع شرف الا انا زين اخفض يدها واجلسها ليهدئها قائلا
=خلاص يا امي ...اهدي علشان خاطرى ...انا عارف كل حاجه .
حاول شرف تبرير موقفه الا ان زين استوقفه بغضب
=كفايه بقي ...ارجوك ...قدر الحاله اللي انا فيها .
وضع شرف يده علي وجهه قائلا
=اللي انت فيه ده ...انا السبب فيه ...ولذلك بقولك متغلطتش غلطتي .
رد عليه زين بخفوت
=كنت فين من زمان ...جاي دلوقتي بعد ما كل حاجه راحت ...هستفاد انا ايه دلوقتي .
ربت شرف علي يد زين قائلا بحنان
=خلاص يا زين ...انسي اللي فات وتعالي نبدا من جديد ...وانا اوعدك هدورلك علي مراتك وابنك .
همس زين بخيبه امل
=لو اتلقيتها ...انا قلبت عليها الدنيا ...زى ما تكون كانت حلم وراح .
ثم وجه انظاره الي امه قائلا
=امي ياريت حضرتك تروحي ...انتي تعبانه ...وياريت تفهمي وضعي عامل ازاي .
هزت راسها بالنفي وقالت
=مستحيل اسيبك ...انا مطمنه عليك وانت جمبي في البيت ...حالتك دي ممكن تخليك تعمل مصيبه في نفسك .
مسك يدها بهدوؤ ونهض قائلا
=متشكر اوى يا عمي ...كنت اتمني اني اقعد معاك اكتر من كده ...بس زى ما حضرتك شايف ...مش هينفع علشان امي ...وانا سامحتك تقدر ترتاح ...عن اذنك .
خرجت ياسمين وزين من مكان مقابله شرف ونظرت له ياسمين بتجهم وقالت
=انت سامحته ليه ...سامحته بعد كل اللي عملوا فينا ...اللي زى ده لازم يتعذب دنيا واخرة .
رد عليها ببرود
=هستفاد ايه ...مش يمكن لما اسامحه ...ربنا يرجعلي خلود .
نظرت له بتصلب وقالت
=انا نفسي ترجع ...علشان اكلها بسناني ...واخد حفيدي منها وارميها في الشارع .
قال زين بغضب
=مش هيحصل يا امي ...خلود دي مراتي وام ابني ...والانسانه الوحيده اللي حبتني في حياتها .
ياسمين
=دي مش بتحبك ...دي اتجوزتك علشان فلوسك ...فوق بقي .
انتفض زين بغضب
=انتي ليه بتكرهيها اوى كده ...ولما كنت راقد كنت رافعاها فوق الكل ...ولا علشان انا عايزها الوقتي .
دخلت ياسمين فيلتهم وقالت لزين
=انا طالعه انام ...وانت كمان اهرب بنومك يا زين ...يمكن تلاقيها في احلامك .
بعد مرور شهرين ازدادات حاله زين سوء وبؤس ...كان يتناول وجبه واحده من بين الثلاث وجبات ...وكان دائما ينام محتضنا صورتها ...في ليله من الليالي سمع طرقا علي باب غرفته ...سمح للطارق بالدخول واذا بها نهي تستاذنه بصوت منخفض وتقول
=ممكن اتكلم معاك شويه ...فرصه لا خليفه ولا طنط ياسمين هنا ...حتي باسل ابني نفسه يشوفك .
حمله منها وملس علي شعره قائلا بهمس
=انا نفسي لما تكبرشويه تلعب مع ابن او بنت عمك ...بس الاقيهم بس ...وانا هعوضهم .
حملته نهي مرة اخرى وقالت
=معرفش طالع بيحب النوم لمين ...اول ما حد يكلمه وياخده في حضنه ينام علي طول ...فكرني بخلود ممكن تنام وهي واقفه .
ابتسم زين وشرد وقال
=انا قسيت عليها اوى ...يا ترى عامله ايه دلوقتي ...بتنام كويس ولا الحمل تاعبها .
اقتربت نهي منه وتنهدت وقالت
=وانا كمان كنت زيك كده ...خايفه ليكون الحمل تاعبها ...بس هيا لما بعدت ارتاحت.
قطب زين جبينه وقال
=وانا بقول مالك متغيرة كده ...نهي انتي عارفه مكان خلود صح ...كلميني بصراحه .
ارتبكت نهي وقالت
=هاااا ...باسل نام ...هروح اوديه سريره.
امسكها من يدها بصعوبه لان جسمه اصبح ضعيفا وقال بتعب
=نهي ارجوكي ...بلاش عذاب اكتر من كده ...ولو تعرفي مكانها قوليلي وانا هوعدك اني مش هاذي حد لا هيا ولا اللي ساعدها .
سردت عليه نهي كل ما حدث من هروب خلود بالمستشفي الي مكانها الذي تختبئ فيه ...فنهض من مكانه مسرعا واخذ المفتاح ووصل الي خلود وجدها نائمه مثل الملائكه شعرها مفرود وبطنها منتفخه قليلا ...واثار التعب واضحه علي وجهها وتحت عيونها ...كانت خلود تحلم بزين انه اتي اليها ليصالحها ...كان زين جاسا بجوارها حتي احس انها تستفيق في الصباح فانتفض من جانبها مسرعا يختبئ حتي لا تراه وتقوم من نومها مفزوعه ...نهضت خلود ومسكت بطنها تتحسسها وتصبح علي طفلها واتجهت الي الحمام ...اخذت حماما هادئا وظلت تندندن بكلمات اغنيه غافله عن زين القابع خلف باب الحمام يسمعها
دي ضربه غدر مكنتش مستنيها منك
ولا جه في بالي يوم الغدر بيا
في غمضة عين كده تبعدني عنك
وتبليني بجرح كبير عليا
مقلتش ليه من الاول انك هتنساني
وليه خلتني اعيش التمثيليه
لما انت كده هتسيبني وحداني
مقلتش ليه وليه خبيت عليا
عايزني انساك عشان هتنساني
روح انت انسى وملكش دعوه بيا
انا حبيت ومش هعملها تاني
ولا مخلوق هيملى في يوم عنيا
بقيت مرتاح لما نهيت حكايتي
جالك قلب تبعد عن عينيا
والومك ليه ما هيه خلاص نهايتي
اعيش بالجرح واشرب م القسيه
انهار زين عند سماعه لهذه الاغنيه ولكنه عاد ليختبئ مرة اخرى حتي خرجت خلود من الحمام تلف جسمها بمنشفه طويله ...قطبت خلود جبيبنها فهي تشتم رائحته جيدا فقالت
=مش معقول ...من زمان مشمتش ريحته بالشكل الاوفر ده ...يارب صبرني الظاهر الحمل هيعمل تهيؤات .
توجهت خلود الي مراءة الزين لتزيح منشفه الراس وتسرح شعرها وتقول
=والله لاقصه يا زين بس بعد ما اولد ...طالما انت بتحبه مفرود ...انا كرهته بسببك
ليظهر زين من خلفها ويبان انعاكسه في المراءه لتتسع حدقه عينها وتغمض عينها قائله
=سلام قول من رب رحيم ...هو في ايه ...هو علشان جبت سيرته هيظهرلي ...بس اكيد مش هو اللي شفته دلوقتي ...زين احلي من كده بمراحل ...ده واحد متبهدل ...انا عقلي الباطن صورلي انه اتبهدل من بعدي ...انا هفتح عيوني ويارب يطلع خيال .
اختبئ زين مرة اخرى وفتحت خلود عينها فلم تجده فتنهدت براحه وذهبت الي دولابها لتنتقي منه شيئا واسعا يلائم شكل بطنها ...وقفت في حيرة ...فالملابس الموجوده ضيقه فقالت
=منك لله يا زين ...انت السبب في اللي انا فيه الوقتي ...البسه انا ايه بس
سمعت صوته من خلفها يقول
=البسي الفستان البنفسج يا بنفسج.
ذهلت خلود مما تسمعه وقالت
=الحمد لله شميت ريحته وشفته بعيني وسمعت صوته ...انا اتجننت خلاص ......فاضل ايه تاني .
التفت خلود خلفها علي امل ان صوته يكون من ضمن تخيلاتها ولكنها صدمت وصرخت متراجعه للخلف حتي انها سقطت بداخل الدولاب قائله
=عااااا ...لا مش ممكن ...الحقووووووني .
رفعها زين من وسط الدولاب وجذبها من خصرهاقائلا
=انا حقيقه يا خلود ...انا هنا ...انا عرفت مكانك وجيت علشان اخدك .
تملصت خلود منه وقالت
=تاخدني ...تاخدني فين ...احنا اللي بينا انتهي خلاص .
ذهب زين اليها وهي ما زالت تتراجع بالخلف حتي التصقت بالحائط واصطدمت بصدره ليضع يده علي الحائط ليحاصرها واليد الاخرى تتحس بطنها ...لتنظر اليه في خوف مبتلعه ريقها بصعوبه تغمض عينها عندما قال بنعومه
=اللي بينا انتهي ازاي يا خلود ...وابننا ده مش ده اللي بينا برضه ...ولا لسه برضه هتنكريه مني يا خوخه .
خلود بصدمه
=ايه ...بتقول ايه ...انت عرفت اني ماجهتضوش ...
ابتسم زين بتلذذ وقال
=من زمان ...وعمال ادور عليكي ...وانتي يا قاسيه بعداني وباعده ابنك عني شهرين بحالهم...طب ينفع كده ...انما لازم اعاقبك بقي .
الفصل الثلاثون
شهقت خلود مما قاله زين عن الطفل والبعاد ولزوم عقابها وحركاته ومداعبته لها في وجهها بحنان فابعدت وجهها عنه وازاحته وخرجت من حصاره وربعت ذراعيها قائله
=عقاب ايه اللي انت بتتكلم عنه ...والبعد بقي انت اللي اجبرتني عليه ...انا لا يمكن كنت اعيش معاك بعد اللي عملته فيا .
ذهب اليها مرة اخرى ووضع يده علي وجهها قائلا بندم
=مش قادر علي بعدك يا خلود ...انا اسف ...كفايه ان بعدك عني اكبر عقاب ليا .
ازالت يده من علي وجهها وزفرت بحنق قائله
=عقاب ...هو انت اللي زيك بيتعاقب ولا بيتأسف ولا بيندم ...اللي زيك بيدوس الناس برجليه .
نظر اليها بحنان وقال
=مش كل الناس يا خلود ...انتي عندي حاجه تانيه ...انتي الروح والنفس والقلب .
مسكت خلود ظهرها وجلست علي الفراش بهدوء تساله
=نسيت انك قولتيلي انك ندمان انك عرفتني ...الوقتي بقيت حاجه تانيه عندك ...انا بالنسبه ليك ولا حاجه .
جلس بجوارها علي الفراش بارهاق قائلا
=مكنتش عارف ان سنين عمرى اللي اتعلمت فيهم القسوة ...هتيجي انتي في سنه ...تعلميني الحب .
قالت بتصلب
=خلص الكلام يا زين ...وان كان علي ابنك ...انا برضه هطلع اصيله وهسمحلك تزوره.
ابتسم زين بسخريه وقال
=ابني ...انتي مفكرة ان كنت بدور عليكي علشانه ...لا يا خلود انا دورت عليكي وكنت جايلك قبل ما اعرف انك ما اجهضتهوش .
تحدثت خلود بشده
=اتاخرت كتير يا زين ...وتدويرك عليا ملوش قيمه عندي ...انا اخدت قرارى من قبل ما اعرف انك عرفت الحقيقه .
تنهد زين بتعب وقال
=معلش يا خلود ...سامحيني المرة دي كمان ...انتي طول عمرك بتسامحيني .
ردت خلود بحقد
=انا يا ما سامحتك علي اهانتك ليا ولعيلتي ...وترجع تاني في اي لحظه شك ترميني براه حياتك ...علشان كده المرة دي انا اللي اختارت اخرج بره دايرة شك .
وضع يده علي خصلات شعرها المبلول وقال بحنان
=هتقدرى تعيشي من غير يا خلود ...انا نفسي مش هقدر ...يشهد ربنا اني كنت بموت في اليوم الف مرة وانتي مش جمبي .
همست خلود بخيبه امل
=انت السبب في اللي حصل ده كله ...كان فيها ايه لو كنت سمعتني ...مكناش وصلنا للحاله دي .
مسك زين يدها وقبلها بدموع وقال بصوت ضعيف
=ارجوكي يا خلود متسيبنيش ...مستعد اعملك اي حاجه علشان ترجعيلي ...بس ارجعي .
نظرت له خلود وقالت
=مش هقدر يا زين ...سيبني انت احافظ علي شويه الكرامه اللي فاضلين ...سيبني ارجع خلود بتاعت زمان .
همس زين بحزن وقال
=انتي كده بتموتيني يا خلود ...وانا ما صدقت اشوف الحياه اللي بجد علي ايدك ...ارجوكي .
تألمت خلود من حركه طفلها ووضعت يدها علي بطنها قائله
=زين ...ارجوك انت ...انا مش في حمل مناهده .
ابتسم بحزن وقال
=يااااه ...للدرجه دي كلامي معاكي بقي مناهده ...عموما يا ستي انا اقابل باي حاجه تقوليها .
تنهدت خلود وقالت
=طب امشي بقي ...زمان نهي او شهيرة جايين ...ولازم البس هدومي .
نهض من الفراش وقال
=طب ما تلبسي ...هو انا حوشتك ...مهما ان كان انا برضه جوزك .
ذهلت خلود وقالت
=جوزى مين ...اذا كان لما كنا كويسين مع بعض ...عمرى ما غيرت قدامك ...الظاهر ان بعادي جننك .
امسكها من يدها لتنهض قائلا بخبث
=طب ايه رايك ...ان انا اللي هلبسك هدومك بنفسي ...وريني بقي هتعملي ايه
هتفت خلود باعتراض
=لا انا اللي هلبس لوحدي ...قال تلبسني قال ...ده من رابع المستحيلات .
ابتسم بهدوء وقال
=ماشي يا خلود ...البسي وانا هروح احضرلك حاجه تاكليه ...اه ونهي وشهيرة مش جايين النهارده النهارده ده بتاعي ...وبكرة وكل الايام كمان
خرج زين من الغرفه لتبتسم خلود وتقول
=يااااه يا زين ...كنت فين من زمان ...مكنتيش يا نهي تنسحبي من لسانك من زمان وتقوليله ...وحشنتني يا زين ...بس لازم اعلمك الادب .
دخل زين لخلود بعد ارتداء ملابسها حاملا صينيه الافطار ...وجدها ترتدي فستان بلون البنفسج واسع وقصير ليسهل لها الحركه هي وجنينها وبحمالات رفيعه ...ذهل زين من جمالها فوضع الصينيه علي الطاوله وذهب الي عندها كالمغيب فاستوقفته خلود بيدها وقالت
=متفكرش اني لابسه كده علشان اللي في دماغك ...انا لابسه كده علشان ده الحاجه الوحيده اللي بتريحني في اللبس ...فمتفهمش غلط .
لم يستسلم فجذبها له وهمس في اذنها قائلا
=انا عمرى بفهمك صح ...وزى ما بتلبسي حاجات تريحك ...انا كمان يا خلود نفسي ارتاح ...وراحتي دي في حضنك انتي .
قالت خلود ببرود
=انا يا ما ريحتك ...بس انت استغنيت ...فريحني انت بقي وابعد عني .
ابتلع زين شفتيها في قبله عاصفه هزت كيانها وجوارحها ثم همس امام شفتيها قائلا
=الشهرين اللي فاتوا في بعدك ...كانوا سنين بالنسبه ليا ...ومش مستعد افضل طول عمرى متعذب في بعادك يا خلود .
ازاحته وقالت بجمود
=لا يازين ...احنا هنفضل بعاد عن بعض ...وللابد كمان .
اغمض زين عينيه وتساقط الدمع من عينه قائلا بصوت مبحوح
=خلود ...بقيتي قاسيه كده ليه يا خلود ...للدرجه دي هتقدرى تبعدي عني .
ردت ببرود
=هقدر ...وانا بقيت قاسيه ليه ...لان تلميذتك واتعلمت علي ايدك القسوة .وياريت تطلقني .
اتسعت عيون زين من الصدمه وقال
=عايز تطلقي يا خلود ...للدرجه دي ...حتي بعد ما رجعتلك ندمان ومكسور ؟
همست خلود بداخلها قائله
=لو ندمك ده هيرجع اللي فات ...كنت انا رجعت من زمان ...انا خلاص استكفيت .
رد زين بحزن وقال
=كل اللي انا فيه ده ...مش مكفيكي ...عايز تدمرني بطلاقك مني ؟
ردت خلود بجمود
=النهارده هسامحك وانت هتصالحني ...وفي اقرب فرصه هترجع تشك فيا تاني ...وتغدر بيا تاني .
زين بوعد
=لو غدرت بيكي تاني ...او شكيت فيكي مرة تانيه ...هموت نفسي ساعتها وانا حتي بفكر .
خلود بمشاعر ممزقه
=تعرف يا زين ...انا اكتر حاجه قهرتني منك ايه ...انك وعدتني انك عمرك ما هتشك فيا تاني ورجعت شكيت .
عاد زين يتحسس وجهها بحنان قائلا
=يعني يا خلود مفيش امل ترجعيلي تاني ...انا مستعد اعملك اي حاجه ...حتي لو عايزاني اموت نفسي .
نظرت له بذهول وقالت
=ايه تموت نفسك ...انت فاكر ان الحكايه سهله ...انا مش عايزاك تموت ...انا عايزاك تعيش وتتعذب زى ما انا بتعذب .
ظل يربت علي وجهها بحنان قائلا
=طب ما كفايه عذاب يا خلود ...خلينا نرجع تاني لبعض ...وانا اوعدك اني هعوضك عن كل العذاب اللي شفتيه في حياتك .
وضعت كفها الرقيق علي يده وقالت
=العذاب اللي شفته في حياتي حاجه ...وعذاب الايام اللي فاتت حاجه تانيه ...انا عيني ما فارقتهاش الدموع .
التهم شفتيها مرة اخرى بقبله طويله وابتعد عنها ليتنفسا الهواء قائلا بانفاس لاهثه
=دموعك دي غاليه عليا يا خلود ...أوعدك انها هتكون دموع فرح وبس ...ومفيش عذاب تاني .
قام بتقبيل عنقها وتحسس ذراعيها ليزيل حمالات الفستان مقبلا كتفيها بكل نعومه فتأوهت من قبلاته ولمساته فادخلت راسها في صدره فحملها متوجها بها الي الفراش فشهقت قائله
=...زين ...استني نتفق الاول ...في حاجات مهمه لازم توافق عليها قبل ما نرجع لبعض .مش يمكن ميعجبكش الكلام فمتوافقش
وضعها زين الفراش مقبلا جبهتها قائلا
=لا هوافق ...قولي بس انتي عايزة ايه ...وانا تحت امرك يا احلي خلود .
ظل يداعبها بقبلاته فازاحته قليلا وقالت
=بصي يا زين ...اولا انا هرجع المعهد مش امتحانات بس ...لا محاضرات ...وده اللي هيثبتلي ثقتك فيا ...
=ثانيا...انا عايز فيلا صغيرة لينا او شقه مش هتفرق ...اهم حاجه تكون خاصه بينا .
=ثالثا...تبطل عصبيه ...مش عليا انا لوحدي ...علي خلق الله ...وترقص
صدم زين مما قالته خلود وقال
=بالنسبه للمعهد والبيت الخاص والعصبيه ...انا موافق ...بس معلش ايه ارقص دي
راقصت له حاجبها وقالت
=ده اهم شرط من شروط الصلح ...تقوم دلوقتي هشغلك اي اغنيه علي ذوقي وترقص معايا .
ضحك زين ضحكه رنانه وقال
=مجنونه ...انا استحاله اعمل كده ...هيبتي تروح
زمت خلود شقنيها ونهضت من علي الفراش وقالت
=هيبتك ...طيب يا زين ...خلي هيبتك بقي تنفعك
جذبها زين من خصرها وهمس قائلا
=انا معاكي مستعد اضيع هيبتي ...واضيع كله حاجه ...في سبيل سعادتك يا خلودى
وبالفعل نفذت خلود شرطها ورقص زين ولكم ما تتخيلوا شخص بشخصيه زين يرقص كل هذا في سبيل عوده حبيبته ...ها هو الحب يا ساده .
وبعد الرقصه اقترب زين من رقبتها وقبلها قائلا
=واحشتيني اوى يا خلود ...انا موحشتكيش .
خلود بخبث
=اكيد وحشتيني .
حملها وذهب بها الي الفراش قائلا
=اوعي تبعدي عني تاني يا خلود ...وانا اوعدك عمرى ما هغدر بيكي تاني ولا اشك فيكي ابدا ...هنسيكي كل اللي عملته فيكي يا خلود يا عشقي الاول والاخير.
استيقظت خلود تفتح عينها تنظر الي سقف الغرفه ثم الي زين النائم في احضانها ...تتذكر احداث الامس وتبتسم بفرحه علي رجوعه لزين مجددا ...داعبت انفه باصبعها ليفتح عينه الناعسه فقالت له
=صباح الخير يا زيني
اخذ يدها وقبلها قائلا باشتياق
=يااااه ...وحشتيني كلمه زيني يا خلودي .
ضحكت خلود ضحكتها الرنانه التي تزلزل كيان زين وقالت
=يالا قوم بقا يا كسلان ...انا جعانه جدا ...
ابتسم زين بخبث وقال
=طب ما تيجي ااكلك
لكزته في صدره وقالت
=عيب يا زين ...اتلم ...ولا هو علشان رقصت امبارح هتسوق فيها .
عض زين علي شفتيه وقال
=شوفي يا خلود ...الرقص اللي رقصته امبارح ده ...اياكي تحكيه لحد .
نظرت خلود الي عينه وتحدثت بمكر
=موافقه ...بس بشرط دي مش مرة وعدت ...احنا هنكون في بيت لوحدينا وعايزين نقلبها اخر هيصه .
ضحك زين وقال
=احلي حاجه في موضوع البيت لوحدنا دي ...اني هستفرد بيكي ...وهتشوفي مني ايام ...المهم قومي زى الشطورة بقي علشان نرجع نطمنهم
تضايقت خلود وقالت
=هولازم يعني نرجع الفيلا ...ما نروح علي الفيلا القديمه بتاعتك علي طول ...بصراحه كده من اخر مواجهه بيني وبين مامتك وانا مخنوقه .
ربت زين علي شعرها وقال
=خلود يا حبيبتي الفيلا القديمه محتاجه توضيب ...ومينفعش منروحش لامي نطمنها ...كمان في مشوار تاني هنروحه قبلها.
قطبت خلود جبينها وقالت
=مشوار ايه ده .
ابتسم زين وقال
=هقولك لما نوصل ...يالا بقي علشان نلحق اليوم من اوله ...علشان الليل يبقي بتاعي انا وبس
قبلته خلود بشده من وجنتيها ونهضت من علي الفراش وتوجهت اليه لتلبسه الساق وهو يداعب خصلات شعرها قائلا
=حتي في دي وحشتيني كمان يا خلود .
نهضت خلود ورفعت نفسها وهي واضعه يدها علي بطنها قائلا
=عمرنا ما هنبعد عنك تاني يا زين .
ذهب زين وخلود الي شقه والداتها واستغربت خلود انه اتي بها الي هنا...فتفحصته وسالته بهدوء
=انت جبتنا هنا ليه ...مش انت قايلي معنتش اجي هنا ...ولا بابا جراله حاجه ؟
هز زين راسه نافيا وقال
=طب هو باباكي لو جراله حاجه مكنتش قلتلك ...وبعدين قلنا ننسي الماضي ...وننسي كمان اني منعتك تزورى مامتك .
طرق زين بمفرده باب شقه السيد هاجر واختبئت خلود خلف الباب ...واول ما راته السيد هاجرسالته بلهفه
=زين ...لقيت خلود صح ...طب هي فين ؟
قال زين
=مستخبيه ورايا ...مش عارف بتعمل كده ليه ...مفكراني هقولك ملقتهاش .
ازاحته هاجر واول ما رات خلود احتضنتها بشده لدرجه انها اعتصرت حتي افقدت خلود القدرة علي الوقوف فاجلستها ووضعت يدها علي وجهها قائلا بحنان
=كنتي فين يا خلود ...عامله ايه يا قلب ماما ...كده يا خلود متقوليش حتي لامك ؟
همست خلود بنعومه
=طب ما هو لو كنت قولت لحضرتك ...كنتي هتقولي لزين ...وانا كنت خايفه .
مسكت هاجر يد خلود وقالت بحنان
=متعمليش كده تاني يا خلود ...علشان خاطرى ...انا كنت هتجنن .
مسكت خلود يد امها وقبلتها قائلا
=مش هعمل كده تاني ياماما ...متقلقيش عليا ...انا وزين رجعنا لبعض .
نظر زين الي والده خلود وقال
=حضرتك عامله ايه دلوقتي ...واخبار عمي باهر ايه ...يارب يكون بخير .
استغربت هاجر من اسلوبه وقالت
=بخير يا زين ...طول ما انت بتحب بنتنا وبتخاف عليها ...احنا بخير .
سالت خلود والداتها وقالت
=طب هو فين بابا يا ماما ...ده واحشني اوى ...نفسي اشوفه .
هاجر بهدوء
=هو عند الدكتور بيظبط الضغط والسكر ...اجراء روتيني ...مكنش عايز يروح بس انا صممت .
شعرت خلود بالم من ضربه الجنين في بطنها فقالت
=طب يا ماما ...احنا هنقوم بقي ...علشان احنا لسه هنروح الفيلا ...واه احنا هنعيش في فيله زين القديمه واكيد هتجيلي علي طول انتي وبابا .
نهضت هاجر ونظرت الي زين بامتنان وقالت
=زين ...شكرا كتير ليكي ...انك رجعت الضحكه لخلود من تاني .
تنهد زين بتعب وقال
=بس انا تعبت اوى علي بال ما رضت تسامحني ...بس المهم في الاخر انها سامحتني ... .
احتضنت خلود والداتها وقالت
=طب اسيبك انا دلوقتي ياماما...اصل زين شكله تعبان ...ولازم نروح علشان يرتاح .ولا عايزاه يقول اننا مش مريحينه.
ابتسمت هاجر وهزت راسها بالنفي وقالت
=لا يا حبيبتي ...زين لازم كلنا نريحه ...ده بقي غالي عندنا اوى ....المهم خلي بالك منه يا حبيبتي وخلي بالك من نفسك ومن اللي في بطنك .
ابتسمت خلود لوالدتها وقالت
=حاضر يا ماما ...دعواتك لينا بقي يا مامتي .
هاجر
=يارب يهدي سركم ...ويقومك بالسلامه يا خلود ...ويباركلك ديما يارب .
خرج زين وخلود من بيت والداتها وهمست خلود في اذن زين وقالت
=مفاجاتك حلوة اوى يا زين ...انا بحبك اوى ...حرفيا بعشقك .
وفجاه مسكت بطنها وصرخت ففزع زين من منظرها وقال
=خلود...مالك يا حبيبتي ...ايه اللي بيوجعك .
ردت خلود بتعب وقالت
=مفيش حاجه ...بس هو عمال يرفصني كل شويه ...خصوصا لما بفرح كتير .
اجلسها في السيارة برفق وعنايه وقال
=طب علي مهلك ...وانا هسوق علي مهلي ...ولو تعبانه فعلا نروح نكشف .
جلست خلود بجواره في السيارة ناظره الي بطنها قائله
=بس كان نفسي اعرف هو ولد ولا بنت ...بصراحه انا نفسي في ولد ...وياخد منك قوتك .
وضع يده علي بطنها يتحسسها قائلا
=طب افرضي طلعت بنت ...انا شخصيا اتمني ...وتكون في شقاوتك وعنادك .
ضربته برفق علي يده وقالت
=انا ...ده انا طيوبه وغلبانه ...وبسمع ديما الكلام .
زين بهدوء
=لو رجع بيا الزمن ...برضه هتجوزك يا خلود ...يا احلي حاجه حصلت في حياتي .
انطلق زين وخلود الي فيلتهم ودلفا سويا وايديهم متشابكه ليجدوا نهي وخليفه وياسمين يجلسون في جمود اول ما راوهم ما عدا نهي ...فعلم خليفه ان نهي اخبرت زين بمكان خلود فهب واقفا يقول بمرح
=يا عيني علي الحلو لما تبهدله الايام ...واخيرا خلود هانم رجعت لعرش الزين من جديد ...حمد الله علي سلامتك يا خلود .
نظر زين الي امه وجدها تنظر الي خلود باستهزاء فقال لها
=ايه ياماما ...مش هتقولي لخلود حمد الله علي السلامه ...ولا اخدها وارجع تاني .
ياسمين بقرف
=لا ازاي ودي تيجي ...حمد الله علي سلامتك يا هانم ...يارب تكوني اتعلمتي الدرس كويس .
تذمرت خلود وضربت الارض برجلها قائله
=ياسمين هانم ...انا ما اتعلمتش حاجه ...لاني مغلطتش اساسا .
تحدثت ياسمين بسخريه
=اومال انا اللي غلطت ...انا اللي هربت من جوزى ...وقلتله انا موت ابنك .
زين برجاء
=ممكن يا امي ننسي اللي فات ...ونبدا من اول وجديد ...خلود مراتي وكرامتها من كرامتي .
ياسمين زفرت بحنق وقالت
=طيب يا خويا ...محدش هيجي علي كرامتها ...بس هيا كمان تحافظ علي بيتها وجوزها .
اراد خليفه تغيير الاجواء فقال لنهي
=طبعا يا نهي مش محتاجه سؤال ...انتي اللي قلتي لزين ...انتي متقدريش .
نهي
=لا ...اااه ...يوووه بقي يا خليفه كنت عايزني اعمل ايه وهو شكله يصعب علي الكافر .
تنحنح زين قائلا
=سيبونا من الموضوع ده ...انا عايزة ابلغكم بقرار اخدته ...وياريت الكل يحترمه .
خليفه بمرح
=خير ...اوعي تقول انك انت المرة دي اللي هتهرب ...والمرة الجايه يهرب ابنك وخدي ابني معاه لاحسن مقطع عليا .
ابتسم زين بتعب وقال
=لا اطمن معدش حد هيهرب ...الصراحه انا وخلود هنعيش في فيلا المعادي ...علشان نبقي علي راحتنا .
نهضت ياسمين بغضب وقالت
=ايه بتقول ايه ...عايز علي اخر الزمن تسيبنا وتعيش لوحدك يا زين ...ليه ان شاء الله ؟
ذهب زين الي امه ليهدا غضبها قائلا بثبات
=امي انا هيكون ليا بيت مع عيلتي الجديده ...وهيكون مفتوح ليكي في اي وقت ...حتي لو هتفضلي معايا العمر كله .
ظهرت ملامح الحزن علي وجه ياسمين وقالت
=يا زين ...انا مقدرش اسيب هنا ...والفيلا هناك انا مقعدتش فيها انا وابوك كتير ...فذكرياتي هنا ...ارجوك خليك معانا ...وانا اوعدك مش هضايق خلود تاني .
زين بادب
=الموضوع مش انك ضايقتيها ...بالعكس خلود بتحبك زى مامتها ...بس انا من زمان كنت بحلم يكون ليا عيله صغيرة زيك يا امي ...ومصدقت الحلم يتحقق فعايز اتوجه ببيت صغير ...ارجوكي يا امي احترمي رغبتي ...
احتضنته امه بكل حنان وقالت
=اعمل اللي يريح قلبك يا زين ...انا عمرى ما هقف في طريق سعادتك تاني ...لا انت ولا خلود .
صعدت خلود الي غرفتها واخذ زين خليفه الي حجرة المكتب ليتناقشوا سويا في بعض الامور تحدث زين بالاول وقال