![]() |
( دمية فى يد غجرى)
المقدمة
والفصل الاول حتي الفصل الخامس
بقلم سمسم
عاشت حياتها كسندريلا ولكن أميرها الوسيم قد خذلها فجاء هو ليخلصها من جحيم حياتها ولكن يجب ان تعيش وفق شروطه
شاءت الأقدار أن تقابله بعد ان كانت بانتظار الخلاص من جحيم حياتها على يد من ظنت انه سيكون منقذها ولكنه تركها بسبب سوء ظنه فيها وانها ليس لديها احترام وانها فتاة فاسدة.فظهر منقذها الحقيقى الذى منذ ظهر في حياتها وهى تشعر بانها فقدت قلبها
هى...فتاة جميلة طيبة رقيقة جدا تعيش عند اقارب والدها تلقى الذل والهوان تتمنى حدوث معجزة تخلصها من حياتها مع هؤلاء الناس
هو...يجمع كل المتناقضات فى شخصيته فهو وحش حنون...كريم لاقصى الحدود.... لا يترك حقه ابدا...يتعامل مع من يعبث معه بقسوة وقوة....يخاف على احباءه بشدة...جرىء وسيم جذاب...لا يهوى صحبة النساء...متملك ولكن لا يحب ان تملكه اى انثى ...ارستقراطى تسرى فى عروقه دماء غجرية
فتاة رماها القدر فى طريقه لا يعرف كيف؟ فسيصبح هو المتحكم فى حياتها كالدمية التى يتحكم بخيوطها .فهل ستتخلص هى من تلك الخيوط ام ستظل دمية فى يد غجرى ؟
�����
(دمية فى يد غجرى)
"البارت الاول"
فى مدينة الاسكندرية تلك المدينة الجميلة التى تسمى عروس البحر المتوسط
فى منزل فى احد الاحياء المتوسطة حيث تعيش تلك الفتاة فى بيت احد اقارب والدها بعد موت والديها فبموتهم مات كل شئ جميل فى حياتها فتحولت من فتاة سعيدة بابتسامة لا تختفى من على شفتيها الى فتاة تعيش حياة بائسة واشبه بالجحيم بسبب تلك المرأة واولادها فهذا البيت بيت ابن عم والدها وكان رجل شديد الطيبة كان يعاملها بود بعد موت والديها ولكن القدر أراد ان يتوفى ذلك الرجل تارك هذه الفتاة بين يدى زوجته واولاده الذين اصبحوا يعاملونها مثل الخادمة ولا تسلم من مضايقتهم لها
جلست تلك المرأة المدعوة عايدة تنقر بيدها على السفرة متأففة فالفطور ليس جاهزا بعد نظرت وجدت ابنتها تخرج من غرفتها مستيقظة لتوها من النوم
هيام :"صباح الخير يا ماما"
عايدة:"صباح النور يا حبيبة ماما"
هيام:"هو الفطار لسه مش جاهز ولا ايه"
عايدة:"مش لما البرنسيسة تصحى من النوم الأول علشان تعمل الفطار"
هيام:"هى حضرتها لسه نايمة لدلوقتى انا هوريها ماشى"
ذهبت هيام إلى غرفة صغيرة بالكاد تحمل سريرا صغيرا ومنضدة تنام تلك الفتاة ذات ٢١ ربيعاً بكل براءة فهى تسهر فى مذاكرتها حتى تحقق ماتريد فهى تريد ان تصبح مهندسة حتى تستطيع ان تعمل فى وظيفة محترمة حتى تترك هذا المنزل الذى لم تنل فيه سوى القهر والعذاب
اقتربت هيام من السرير وهى تنادى على تلك النائمة بأعلى صوتها
هيام:"وتييييين"
فزعت وتين من نومها بسبب صراخ تلك الفتاة وهى تنادى باسمها فهبت جالسة فى سريرها من شدة اضطرابها بسبب ذلك الصوت العالى
وتين بفزع:"ايوة فى ايه"
هيام :"فى ايه! حضرتك لسه نايمة ومجهزتيش الفطار لحد دلوقتى"
وتين:"هى الساعة كام دلوقتى"
هيام :"انتى لسه هتسالى على الساعة قومى فزى يلا حضريلنا الفطار اخلصى يلا قومى"
وتين باستسلام :"حاضر قايمة اهو"
قامت من على السرير تريد الذهاب إلى الحمام لمحت هيام شعر وتين شعرت بالغيرة فوتين اجمل منها ولذلك هيام تشعر بالكره ناحيتها بالرغم من انه يعتبر انهم اقارب فوتين فى منزلة ابنة عمها
هيام :"مش قولتلك قبل كده شعرك ده تقصيه"
وتين:"اقصه ليه انا بلبس حجاب ومش بيبان"
هيام :"اللى اقولك عليه تسمعيه وانتى ساكتة انتى فاهمة"
وتين:"وانا مش هقصه انا شعرى عاجبنى كده"
هيام:"كده ماشى يا وتين حاضر صبرك عليا"
التقطت هيام مقص صغير من على الطاولة وعلى حين غفلة قامت بقص طرف شعر وتين وهى كانت تلم شعرها على شكل ضفيرة جميلة اتسعت عيون وتين من الدهشة والصدمة وهى ترى جزء من شعرها ملقى على الأرض بعد ان قامت تلك الفتاة بقصه بكل حقد وغل
هيام بتشفى:"كده احسن علشان تبقى تسمعى الكلام"
وتين:"حرام عليكى ليه كده"
هيام:"متوجعيش دماغى يلا روحى حضرى الفطار"
وتين:"انا عايزة اعرف انتى بتكرهينى ليه الكره ده كله"
هيام:"معرفش انا بكرهك كده من غير سبب لله فى الله كده"
وتين:"دا انا اعتبر بنت عمك ليه كده يا هيام"
هيام:"بلاش وجع دماغ على الصبح بلا بنت عمى بلا بنت عمتى خلصى انا جعانة علشان اروح الكلية انجزى بقى فى يومك ده"
خرجت من الغرفة وضعت حجاب على رأسها ودموعها على وجهها فإلى متى يستمر هذا الحال المؤسف وجدت تلك المرأة وستسمعها هى الاخرى كلام يجرحها الا يكفى ما تفعله ابنتها بها
عايدة:"صح النوم يا برنسيسة لسه بدرى"
وتين:"صباح الخير يا مرات عمى"
عايدة:"صباح النور يا برنسيسة هنفطر بقى ولا ايه فى يومنا ده"
وتين:"طب حضرتك محضرتهوش ليه ولا هيام"
عايدة:"لا والله اعمل الفطار وتقومى تاكلى على الجاهز مش كده"
وتين:"عن اذنك احضر الفطار"
عندما قالت ذلك انزلق الحجاب من على رأس وتين ولاحظت عايدة ان شعر وتين مقصوص
عايدة:"ايه اللى حصل لشعرك ده"
وتين:"اسألى هيام بنتك وهى تقولك على اللى حصل"
قالت ذلك وظبطت وضع حجابها لانه سيخرج سمير ابن تلك المرأة ولا يجب ان يراها بدون حجاب وذهبت الى المطبخ لتحضير الفطار والدموع على وجهها
رأت عايدة ابنتها ارادت سؤالها عما حدث لشعر وتين
عايدة:"هو شعر البت دى جراله ايه"
هيام:"قصتهولها"
عايدة:"ليه عملتى كده"
هيام:"غيظانى يا ماما بشعرها ده انا مش عارفة ليه هى احلى منى وليه اشطر منى انا مش طيقاها من ساعة ما جت تعيش معانا اللى يرحمه بابا جبلنا بلوة"
عايدة:" الله يرحمه بقى ما انتى اللى خايبة حتى معرفتيش تدخلى كلية حلوة زيها "
هيام:"متفوريش دمى زيادة يا ماما انا مش ناقصة"
عايدة:"روحى صحى اخوكى يلا خليه يروح الشغل"
ولكنها سمعت صوت ابنها وقد افاق من نومه للتو وخرج للذهاب الى الحمام
سمير:"اخوها صحى خلاص"
هيام:"صباح الخير يا سمير"
سمير:"صباح النور كنتوا بتتكلموا على ايه على الصبح كده"
عايدة:"ولا حاجة يلا روح اغسل وشك والبس علشان تروح شغلك"
ذهب سمير من امامهم ولكن اثناء ذهابه إلى الحمام لمح وتين فى المطبخ تمسح دموعها المتساقطة على وجهها فعلم ان ربما امه واخته قد فعلوا بها شيئا ولكن هو الاخر لا ينصفها
سمير:"صباح الخير يا وتين"
وتين:"صباح النور يا سمير"
سمير:"مالك بتزنى على الصبح ليه كده"
وتين:"ولا حاجة كله محصل بعضه ايه فرق النهاردة عن امبارح عن بكرة"
سمير:"متفتحيش موشح على الصبح الواحد مش ناقص"
وتين:"خلاص سكت اهو عن اذنك"
وضعت الفطار على السفرة وذهبت الى غرفتها لترتدى ملابسها وتذهب الى كليتها بعد ان أدت فرضها خرجت من الغرفة تناولت بعض اللقيمات الصغيرة فهى بعد ما يحدث منهم تفقد شهيتها ولا ترغب فى أى شئ
سمير:"عن اذنكم انا ماشى عايزين حاجة اجبهالكم وانا جاى"
عايدة:"عايزين سلامتك مع السلامة يا حبيبى"
هيام:"يلا باى انا ماشية هروح الكلية سلام يا ماما"
عايدة:"مع السلامة يا حبيبتى"
وتين:"انا كمان هقوم الحق محاضراتى"
عايدة:"مش قبل ما تنضفى الصحون دى قبل ما تمشى"
وتين:"لما ارجع هعملهم كده هتأخر على المحاضرة"
عايدة:"مليش فيه وانجزى يلا"
قامت بلم الصحون وذهبت الى المطبخ وقامت بجلى الصحون بسرعة حتى تستطيع اللحاق بكليتها ولا تفوتها محاضرتها
وتين:"انا خلصت انا ماشية"
عايدة:"تخلصى وتيجى بسرعة علشان تحضرى الاكل"
وتين بقلة حيلة:"ان شاء الله"
خرجت وتين من المنزل وهى تتمنى حدوث معجزة والا تعود الا هذا المنزل مرة ثانية ابدا فهى قد سئمت كل تصرفاتهم معها
***
"فى منزل ثائر العمرى"
شاب فى ال٣٣ من عمره ينتفض من نومه بسبب ذلك الكابوس الذي لا يفارقه فكلما اغمض عينيه يعاد ذلك المشهد بكل تفاصيله صوت الانفجار ألسنة اللهب الدخان المتصاعد صوت صرخات كانت تشق ذلك السكون مسح وجهه بيده ذهب الى الحمام قام باخذ حمامه ثم توضأ وأدى صلاته ثم ارتدى ملابسه هبط الى الاسفل وجد صديقه المقرب ومحاميه ايضا بانتظاره وهو شاب يدعى رمزى فى نفس سن ثائر وهو ايضا قريبه وصديقه الصدوق وكاتم اسراره
هتف به رمزى بغيظ اثناء تناولهم طعام الافطار نظر اليه ثائر ببرود يتناول طعامه ببطئ ينظر اليه بطيف ابتسامة فهو يعلم ان رمزى سيبدأ الان فى اسماعه تلك الكلمات التى لايمل من تكرارها
رمزى:"وبعدين يا استاذ ثائر ايه حكايتك بقى ارحمنى بقى يا اخى"
ثائر:"عايز ايه يا رمزى فى يومك اللى مش معدى ده النهاردة"
رمزى:"يومى انا اللى مش معدى ولا يومك انت اللى مش هيعدى على خير"
ثائر:"ما تحترم نفسك ياض انت ايه قلة الادب دى على الصبح"
رمزى:"قلة الادب ! انا اللى ماشى اضرب فى خلق الله على الفاضى والمليان وكل شوية اجيبك من قسم عامل مصيبة وضارب حد"
ثائر:"ما انا بقالى اسبوع اهو ساكت ومؤدب ومضربتش حد"
رمزى:"لا يا راجل والراجل اللى كسرتله ضلعين ده ايه كنت بتتمرن"
ثائر:"يعنى اسيبه يقل أدبه على مريم واسكت يعنى ولا ايه انتى فاكرنى ايه مش انا اللى حد يقل ادبه على حد من اهل بيتى واقف اتفرج"
رمزى:"مش كده يا ثائر بلاش طبعك الحامى ده يا اخى"
ثائر:"انت عارف غلاوة مريم وهى تبقى عندى ايه واللى يبصلها ولا يضايقها هطلع روحه مش بس اضربه"
رمزى:"انت مش ناوى تبطل طبع الغجر اللى فيك ده ولا ايه"
ثائر:"انت هتتلم ولا اطلعه عليك يا رمزى يا حبيبى"
رمزى:"هو ايه ده يا روحى اللى هتطلعه عليا"
ثائر:"طبعى الغجرى يا خفيف الدم"
رمزى:"انا عارف انا ليه وافقت ابقى المحامى بتاعك كانت صحوبية منيلة وقرابة انيل"
ثائر:"ما تحترم نفسك ياض انت دا مليون محامى يتمنى يبقى المحامى بتاعى فاهم يعنى ايه تبقى محامى ثائر العمرى"
رمزى:"اه عارف يعنى ايه ابقى محامى ثائر العمرى يعنى اصحى من احلاها نومة على مصيبة من مصايب سيادتك ان انا اتمرمط فى الاقسام علشان محاضر الصلح بتاعة سموك ومش ملاحق ادفع تعويضات لمين ولا مين"
ثائر:"على اساس انك بتدفع من جيبك اوى"
رمزى:"هى فلوسك دى مش بتصعب عليك يا ثائر وانت كل شوية تدفعها تعويضات"
ثائر:"انت عارف انا مش بضرب حد من غير سبب هم اللى مستفزين وبينرفزونى وانا موتى وسمى اشوف حد بيفترى واقف ساكت بحس ساعتها ان انا هيجرالى حاجة لو موقفتوش عند حده"
رمزى:"اه يبقى الضرب براحة شوية مش تسيبهم متفشفشين كده يا اخى انت ايدك دى ايه حديد مسلح"
ثائر بابتسامة:"تحب تجرب وتشوف وتحكم بنفسك"
رمزى:"وعلى ايه خلينى اشوف مصايبك هى فين مريم مش شايفها هنا يعنى"
ثائر:"سافرت اسكندرية"
رمزى:"ليه فى حاجة ولا ايه"
ثائر:"كانت عايزة تغير جو فخليتها تروح شقتنا اللى هناك"
رمزى:"أريح برضه انك مرحتش معاها مش ناقص شحططة وراك فى اسكندرية كمان دا انا بفكر اسيب مصر كلها واطفش منك"
ثائر:"يعنى انت فاكر ان انا قاعد مرتاح وهى بعيدة عنى ومش قدام عينى انا لو مش ورايا شغل كنت روحت معاها ومسبتهاش لوحدها"
رمزى:"فكرتنى انا حضرتلك ورق الصفقة اللى هتعملها بالشروط اللى انت عايزها"
ثائر:"تمام كده يلا بينا بقى على الشركة احنا كده هنتأخر"
رمزى:"طب اطفح اى لقمة طيب ايه الافتراء بتاعك ده على الصبح"
ثائر:"قوم بقى يلا بلاش دلع"
رمزى:"منك لله يا ظالم حتى اللقمة مش عارف أكلها"
ثائر:"بلاش شغل تسول على الصبح وقوم نشوف ورانا ايه يا استاذ رمزى"
رمزى:"أنت خليت فيها استاذ رمزى يا مفترى مش مهنينى على اى حاجة ابدا فى حياتى"
ثائر:"اخلص ياض انت بقى ايه دلعك ده على الصبح"
رمزى:"دلع ! هو اللى يشوفك يشوف دلع فى حياته ميشفش غير مصايب وكوارث يا غجرى"
ثائر:"اتلم بقى احسن اضربك انت كمان وساعتها هدور على محامى تانى علشان يخلصنى من مشكلتك"
رمزى:"هى حصلت تضربنى بعد المرمطة اللى انت ممرمطهالى معاك دى كلها"
ثائر:"هتفضل لوك لوك كده كتير ولا هتنجز وتقوم نشوف ورانا ايه"
رمزى بضحك:"قايم كاتك القرف فى معرفتك السودة"
ثائر:"انت لسانك بقى زفر اوى ولو مسكتش هقطعولك يا رمزى"
رمزى:"ابقى مد ايدك عليا كده وانت حر"
ثائر:"انت عارف ان انا مش هقدر اضربك مش علشان حاجة بس علشان انت صاحب عمرى ومتربيين سوا وكمان قرايب فده اللى مسكتنى عليك غير كده كنت طحنتك من زمان"
رمزى:"مش بقولك غجرى"
ابتسم ثائر على كلام رمزى فهو الوحيد الذي يسمح له ثائر بالكلام بحرية معه وان يمزح معه بهذه الطريقة بالرغم من ان ثائر لايحب ان يتجاوز احد حدوده معه
***
فى الجامعة
ذهبت وتين سريعا لحضور المحاضرة فبسبب تلك المرأة المدعوة عايدة كانت ستفوتها تلك المحاضرة المهمة حاولت ان تنسى كل شئ ولا تفكر سوى فى مستقبلها الذى ترسمه فى مخيلتها فالخيال الشئ الوحيد الذى تملكه فى حياتها لاحظت ذلك الشاب يبتسم لها فخفضت نظرها سريعا فهى تعلم انه معجب بها بعد ان انتهت من المحاضرة وخرجت جلست فى مكان هادئ حتى يحين ميعاد المحاضرة التالية لمحت ذلك الشاب المدعو هيثم يقترب من المكان الذى تجلس فيه
هيثم:"ازيك يا باشمهندسة وتين"
وتين بتوتر:"الحمد لله فى حاجة يا باشمهندس"
هيثم:"كنت عايز اكلمك فى موضوع"
وتين:"خير فى ايه"
هيثم:"انا مش هكدب عليكى ولا هلف وادور انا معجب بيكى يا وتين"
وتين:"انت بتقول ايه حضرتك انا مليش فى الكلام ده
هيثم:"هو انا قولت حاجة وحشة لاسمح الله انا بقولك على اللى حاسس بيه"
وتين:"وانا برضه قولتلك انا مليش فى الكلام ده وعن اذنك"
قالت ذلك وتركته وذهبت فهى لا تريد اى علاقة مع اى شاب خارج إطار شرعى وخاصة هذا الشاب فهو معروف عنه علاقاته الغرامية مع الفتيات فى الجامعة وتعلم ايضا سلوكه السيئ
لمحتها هيام مع ذلك الشاب ابتسمت ابتسامة من وجدت شئ مسلى فهى سوف تتسبب لها فى كارثة عندما تذهب للمنزل وتخبرهم انها رأت وتين تجلس مع شاب غريب
عادت وتين الى المنزل بعد انتهاء المحاضرات وجدت هيام تجلس في الصالة تبتسم ابتسامة خبيثة فاستغربت وتين على ماذا تبتسم تلك الفتاة
هيام بابتسامة خبيثة:"حمد الله على السلامة يا وتين"
وتين باستغراب:"الله يسلمك غريبة"
هيام:"هى ايه دى اللى غريبة يا وتين"
وتين:"انك بتقوليلى حمد الله على السلامة يعنى مش عوايدك"
هيام:"بلاش يعنى قوليلى مين الشاب اللى كنتى قاعدة معاه ده"
وتين:"قاعدة معاه فين"
هيام:"هتستعبطى عليا ولا ايه اللى كنتى قاعدة معاه فى الجامعة"
وتين:"وانتى عرفتى منين ان كان فى حد قاعد معايا"
هيام:"كنت معدية بالصدفة وشوفتك قاعدة معاه "
وتين:"دا زميلى فى الكلية"
هيام:"وانتى بقى بتقعدى مع زمايلك فى الكلية"
وتين:"انتى قصدك ايه بكلامك ده"
هيام:"قصدى ان دور خضرة الشريفة اللى انتى عملاه ده مبقاش له لزوم خالص"
وتين:"هيام احترمى نفسك انتى فكرانى زيك ولا ايه"
هيام:"زيى انتى تطولى انك تبقى زيى"
وتين:"كويس ان انا مطولتش "
هيام:"دا انتى لازم تتربى بقى"
خرجت عايدة من غرفتها على صوت شجار هيام مع وتين
عايدة:'فى ايه انتى وهى ايه الصوت العالى ده"
هيام:"تعالى يا ماما شوفى وتين بتقول عليا ان انا قليلة الادب"
عايدة:"هى مين دى اللى قليلة الادب يا بت انتى"
وتين:"انا مقولتش كده"
هيام:"وكمان بتكذبى اه يا كدابة"
وتين:"انتى اللى كدابة يا هيام مش انا"
عايدة:"اخرسى بنتى احسن من مليون من عينتك"
قالت ذلك وقامت بصفع وتين على وجهها التى تساقطت دموعها الغزيرة على وجهها وجدت نفسها تجرى خارج المنزل فهى تريد ان ترتاح من كل هذا وجدت نفسها وصلت إلى المقابر امام قبر والديها جثت على ركبتيها تشكى لهم ما يحدث لها منذ فراقهم لها
وتين بدموع:"شفت يا بابا انت وماما انا بيحصلى ايه بعدكم انا تعبت نفسى تيجوا وتاخدونى معاكم ياريتنى كنت مت معاكم بدل العذاب والذل ده اللى انا فيه انا خلاص مبقتش قادرة استحمل اكتر من كده"
بكت بقوة كأن عاصفة ضربت قلبها وعينيها حتى صار سوى البكاء تأوهات وصرخات من فتاة لم تعد تحتمل اكثر من ذلك ظلت على تلك الحالة بعض الوقت حتى هدأت من نوبة بكاءها فكرت ان تذهب لتجلس على شاطئ البحر لعلها تهدأ ولو قليلاً
***
فى احد الاماكن المعزولة والتى تقام فيها تلك المباريات الغير شرعية القائمة على نظام المراهنات فهى عبارة عن مباريات خاصة بالملاكمة او ما يسمى بقتال الشوارع والتى تقيمها بعض العصابات يحضرها بعض الناس الذين يقومون بالمراهنة على من سيفوز بتلك المباراة فهى كنظام المقامرة دخل الى تلك الحلبة بذلك الجسد المفتول العضلات ويضع على وجهه ذلك القناع الاسود الذى يخبأ النصف الاعلى من وجهه يسمع هتافات الجمهور يرفع يديه تحية لهم مما يزداد حماسهم اكثر دخل الى الحلبة ينتظر ذلك المنافس الذى سيقوم باللعب معه وايضا عيناه تبحث فى كل مكان عن ذلك الرجل الذى كان السبب فى انه وصل الى ذلك الحال فهو بدأ لعب تلك المباريات لسبب واحد فقط ان يجد ذلك الرجل الذى يبحث عنه منذ مدة فهو لايتمنى شئ فى حياته سوى ايجاد ذلك الرجل الذى كان السبب فى خسارته اعز شخص يملكه فى حياته جلس على حافة الحلبة فى انتظاره وجد منافسه يدخل بكل غرور كأنه يخبره انه هو من سيفوز بتلك المباراة ابتسم ابتسامة سخرية فهو يعرف ان عندما يدخل احد منافسيه بهذا الشكل الملفت للنظر غالبا ما يهزمه شر هزيمة فهو حتى الان لم يخسر مباراة من تلك المباريات التي يلعب بها وكل مرة يزداد فضول الحضور واللاعبين لمعرفة هوية هذا اللاعب الذى لا يعرف احد عنه شئ سوى اسم ( المقنع) اقترب منه ذلك المنافس وهو يتوعد له بأنه هو من سيهزمه هذه المرة
"انا اللى المرة دى هغلبك وهقلعك القناع بتاعك ده والكل هيعرف انت مين"
ابتسم ابتسامة سخرية فكل مرة يسمع هذا الكلام من كل شخص ينافسه
"ابقى ورينى شطارتك كان غيرك اشطر"
"ايه السبب انك مش عايز حد يعرف انت مين"
"انا حر وانت مالك انت انت هتحقق معايا"
"دلوقتى هوريك مقامك"
"مقامى عالى وانا عارفة مش مستنيك تعرفى مقامى ايه وان كان على كده انا اللى هعرفك مقامك وحجمك الطبيعى ايه دلوقتى"
بدأ القتال بشراسة بين المنافسين وكل منهم يريد النيل من الاخر وعندما يحاول ان يسلبه ذلك القناع الذى يضعه على وجهه يوجه له لكمه قوية ترجعه خطوات الى الخلف اشتد القتال بينهم وكأنهم اثنان بينهم ثأر ولكن استطاع التغلب عليه كسابقيه تركه ملقى على أرض الحلبة يسمع هتافات الجمهور المتحمس لذلك النوع من القتالات اثناء ذهابه نادى عليه الذي يقوم بلم الرهانات لياخذ نصيبه ويدعى فهيم
فهيم:"استنى خد نصيبك من الفلوس انت لعبت ماتش جامد النهاردة"
"خلص هات الفلوس هو فرج مجاش النهاردة برضه"
فهيم:"خلاص ياعم الفلوس اهى متزعلش نفسك ايه حكايتك كل شوية تسأل على فرج انت ليك ايه عنده كل ماتش تسأل عليه"
"احسنلك متشوفش زعلى علشان خاطر نفسك وانت تجاوب على السؤال وخلاص"
فهيم:"طب انت لحد دلوقتى مش عايز تعرفنا اسمك ولا حتى مخلينا نشوف شكلك"
"ويفرق معاك ايه اسمى ولا شكلى"
فهيم:"اصل اول مرة اتعامل مع حد معرفش هو مين بس اللى مسكتنى انك بتخليتى اكسب الرهان على طول وانا بعمل المباريات دى من زمان مشفتش لاعب زيك ويكون مجهول الهوية بالنسبة ليا وبالنسبة للجمهور اللى بيتفرج محدش عارف عنك اى حاجة بتيجى الماتش وتكسب وتاخد الفلوس وتختفى ومحدش يشوفك الا لو كان فى ماتش جديد وتيجى برضه وتسأل على فرج زى ما تكون بدور على ابرة فى كوم قش"
"انا كده لو مش عاجبك خلاص مفيش ماتشات هلعبها تانى"
فهيم:"صبرك عليا بس بلاش نرفزة ويبقى خلقك ضيق كده"
"هات الفلوس انجز خلينى امشى"
فهيم:"خد اهى بس انت بتعمل ايه بالفلوس دى"
"وانت مالك انت حشرى اوى خليك فى نفسك"
فهيم:"حشرى! ماشى براحتك"
اعطاه فهيم المال ثم خرج من المكان نظر الى المال فى يده وجد شاب صغير يبكى نظر اليه بتعجب من حاله
"انت بتعيط ليه دلوقتى"
الشاب:"انا خسرت فلوسى فى الرهان"
:"وايه اللى خلاك تيجى تراهن انت المفروض تكون بتذاكر مش جاى تضيع فلوسك فى اماكن زى دى نصيحة منى متجيش هنا تانى دى سكة اللى يروح ميرجعش"
الشاب:"انا مش عارف اعمل ايه دلوقتى"
"خد الفلوس اهى ومتجيش المكان ده تانى انت فاهم"
الشاب:"انت هتدينى الفلوس بجد"
"ايوة وتانى مرة متجيش هنا مفهوم خليك فى مذاكرتك ودروسك شكلك لسه طالب سنك صغير"
الشاب بفرحة:"خلاص ماشى مش هعمل كده تانى"
اخذ الشاب المال منه بشعور من الفرح نظر الى باقى المال فى يده وقف ثانية فى وسط الحلبة ينادى باعلى صوته
"اللى خسر فلوسه فى الرهان ييجى ياخدها"
ساد سكون فى المكان فماذا يقول ؟ هل سيتم ارجاع هذا المال لاصحابه استغرب الحضور من تصرفات هذا الرجل
"انا قولت اللى خسر فلوسه ييجى ياخدها الفلوس اهى"
وقام بنثر المال من يده الذى تطاير فى الهواء وتهافت عليه الجمهور يقوموا بلم هذا المال الذى قام برميه هذا الرجل وهذه ليست المرة الأولى الذى يفعل بها ذلك بل كل مرة يلعب فيها ويقبض المال ينتظر حتى يذهب جامع المراهنات ويقوم برمى المال للجمهور ثم يذهب فى طريقه
***
كانت تذاكر محاضراتها عندما شعرت بالحر قامت بفتح الشباك لتشعر بنسمات الهواء ولكن وجدت ذلك الشاب يقف فى الشباك المقابل احمرت وجنتيها عندما ابتسم لها وخفضت نظرها إلى الأرض وعادت لتكمل مذاكرتها فهى لا تنكر اعجابها بهذا الشاب المدعو أسامة واحيانا تنتظر ان يتقدم لخطبتها ويتزوجها وتتخلص من هذا العذاب والجحيم الذى تحيا فيه فى هذا المنزل سرحت بافكارها هل من الممكن ان يأتى ذلك اليوم ؟ ام انها ستظل هكذا طوال حياتها فاقت على صوت هيام تنادى عليها فهى بالطبع تريد من وتين ان تعد لها بعض الطعام فتلك الفتاة لاتفعل شئ فى حياتها سوى الاكل ومضايقة وتين
هيام:'والله عال يا ست وتين بنادى عليكى ومبترديش"
وتين:"معلش مسمعتش وانتى بتنادى عليا"
هيام:"مسمعتيش ولا حضرتك واقفة تتغزلى فى الاستاذ اسامة فى الشباك"
وتين:"حرام عليكى انتى مفكرانى ايه ليه عايز تطلعينى واحدة ماشية على حل شعرها"
هيام:"هتكونى ايه ماية من تحت تبن وعاملة نفسك بريئة وانتى مش راحمة نفسك زميلك فى الكلية واسامة جارنا وعايشة حياتك"
وتين:"الله يسامحك انا مش هرد عليكى بس ربنا مش هيسيبك تتمادى فى ظلمك ليا الظلم ظلمات يوم القيامه"
هيام:"بطلى بقى دور الشيخة اللى انتى عايشة فيه ده بقى"
وتين:"أنتى عايزة ايه منى دلوقتى يا هيام عندى مذاكرة كتير وعايزة اخلص"
هيام:"قومى حضرى العشا بتقولك ماما يا باشمهندسة"
وتين برجاء:"عندى مذاكرة كتير ما تحضريه انتى هيجرى ايه يعنى"
هيام:"هتقومى ولا اقطعلك الكتب بتاعتك دى خالص ولا هيبقى كتب ولا مذاكرة"
وتين باستسلام:"خلاص حاضر قايمة اهو"
وبالفعل قامت وتين من مكانها لتحضير الاكل حتى لا تنفذ هذه الفتاة تهديدها وتقوم بتقطيع كتبها بعد ان خرجت وتين من الغرفة نظرت هيام الى ذلك الشاب وهى تقسم بداخلها انه لن يكون لاحد غيرها
هيام:"ماشى يا وتين وانا مش هخليكى تفرحى ابدا مش تاخدى الواد ده اللى كل بنات الشارع عينها منه انا وانتى والزمن طويل"
***
"فى الشركة"
ينهى بعض اعماله العالقة ينظر من حين لاخر لذلك الجالس امامه الذى لايكف عن التذمر والتأفف من كثرة العمل فهو يرهقه ويرهق نفسه ايضا بكثرة العمل لعله عندما يعود الى المنزل يغلبه النوم سريعا ولا يفكر فيما حدث فى الماضى الذى يطارده ولا يتركه يهدأ أبدا
رمزى:"حرام عليك بقى قوم ناكل هموت من الجوع يا اخى"
ثائر:"ايه الطفاسة اللى انت فيها دى"
رمزى:"طفاسة ! يا اخى اتقى الله هو انت مهنينى على حاجة ابدا ثم الموظفين كلهم مشيوا احنا قاعدين نعمل ايه"
ثائر:"اصبر بقى يا اخى خلاص هبعت الفاكس ده وهنمشى"
رمزى:"بسرعة بقى ماشى يا حبيبى"
ثائر:"يخربيت زنك يا اخى دا انت ولا الدبانة"
رمزى:"اخرتها بقيت دبانة كمان يلا ربنا على المفترى"
سمع ثائر صوت هاتفه وكانت المتصلة هى مريم فارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه
ثائر بابتسامة:"حبيبة قلبى وحشتينى"
مريم:"وانت كمان وحشتنى اوى"
ثائر:"الجو عندك عامل ايه"
مريم باحباط:"يعنى كويس"
ثائر:"انتى مش مبسوطة يا حبيبتى"
مريم:"الصراحة مش اوى مش هتيجى ولا ايه تقعد معايا شوية"
ثائر:"عندى شغل كتير والله"
مريم:"على طول وراك شغل شغل وانا مش مهمة عندك خالص"
ثائر:'متقوليش كده هو انا عندى اغلى منك هو انا عندى كام مريم دى هى واحدة بس"
مريم:"كلام وبس"
ثائر:"بقى كده ماشى يا مريم"
مريم:"مش قصدى بس انا زهقت بجد من القاعدة لوحدى مفرقتش القاعدة هنا عن القاعدة فى البيت "
ثائر:"خلاص اوعدك اسبوع واكون عندك ماشى يا حبيبتى"
مريم:"اما اشوف اياك بس مترجعش فى كلامك ومتجيش"
ثائر:"وانا اقدر لاء ان شاء الله اخلص شغل واجيلك على طول وهفسحك فسح حلوة اوى"
مريم:"ماشى اما اشوف سلام دلوقتى"
ثائر:"مع السلامة وخلى بالك من نفسك يا مريم وكلى كويس علشان خاطرى"
مريم:"ان شاء الله حاضر مع السلامة"
ثائر:"الله يسلمك"
انتهت المكالمة نظر الى رمزى الذى يضع يده على وجنته وينظر اليه بحاجب مرفوع
ثائر:"بتبصلى كده ليه ياض انت"
رمزى:"انت ناوى تروح اسكندرية لمريم بجد"
ثائر:"ايوة وفيها ايه دى"
رمزى:"انا بحذرك اهو اياك تعمل مصيبة هناك انت فاهم
ثائر:"انت محسسنى انك ولى أمرى يا رمزى ما تلم نفسك:
رمزى:'حاضر هلم نفسى وانت لم نفسك انا مش هجرى وراك فى اسكندرية كمان"
ثائر:"متخافش انا رايح اقضى يومين مع مريم ومش هعمل حاجة هههه"
رمزى:"عشم ابليس في الجنة يا ثائر دى المشاكل ماشية فى عروقك"
ثائر:"اخرس بقى كنت هختم الفاكس بكلامك"
رمزى:"سكتنا يارب نخلص فى يومنا ده"
عاد ثائر الى ما كان يفعله فرمزى لا يكف عن الثرثرة وبالرغم من انه أحيانا يريد ضربه الا انه صديقه الوفى الذى لا غنى له عنه
***
فى الجامعة
كانت تجلس فى ذلك المكان الهادئ كعادتها حتى يحين موعد المحاضرة التالية عندما لمحت هيثم يقترب من المكان الذى تجلس فيه اصدرت صوتا متأففا من ذلك الشاب الذى لا يكف عن ازعاجها
هيثم:"سلام عليكم يا باشمهندسة وتين"
وتين:"وعليكم السلام خير"
هيثم :"انتى ليه بتكلمينى كده"
وتين :"عايزنى اكلم حضرتك ازاى عن اذنك"
عندما قامت من مكانها تريد الذهاب وجدته يمسك معصمها بقوة
وتين بذهول: ......
***
رأيكم يا حلوين
( دمية فى يد غجرى)
البارت الثاني
كانت تجلس فى ذلك المكان الهادئ كعادتها حتى يحين موعد المحاضرة التالية عندما لمحت هيثم يقترب من المكان الذى تجلس فيه اصدرت صوتا متأففا من ذلك الشاب الذى لا يكف عن ازعاجها
هيثم:"سلام عليكم يا باشمهندسة وتين"
وتين:"وعليكم السلام خير"
هيثم:"انتى ليه بتكلمينى كده"
وتين:"عايزنى اكلم حضرتك ازاى عن اذنك"
عندما قامت من مكانها تريد الذهاب وجدته يمسك معصمها بقوة
وتين بذهول:"إيه اللى انت عملته ده سيب ايدى"
هيثم:"مش هسيبها الا لما تسمعينى"
وتين:"وانا مش عايزة اسمعك"
وقامت بنفض يده من يدها فهى لم تسمح لمخلوق بلمسها من قبل ولن تسمح لاحد ان يفعل ذلك ولكنها لم تنتبه لتلك التى كانت تراقبها من بعيد وهذا الشاب ممسك بيدها وعلى وجهها ابتسامة خبيثة تحمل بداخلها حقد دفين
تركته وذهبت لتحضر المحاضرة وتسأل نفسها لماذا لا يكف هذا الشاب عن ازعاجها فهو بات يضايقها بتصرفاته المزعجة
بدأت المحاضرة وضعت كل تركيزها فى الاستماع الى شرح الدكتور ولكن هيثم كان يرمقها بنظرات الغيظ فلا يوجد فتاة لاتستطيع ان تنجذب اليه حسب مفهومه فلماذا تلك العنيدة هى الوحيدة التى لا تعطيه اى فرصة ان يقترب منها
انتهت المحاضرة فكرت ان تذهب لتجلس قليلا على البحر قبل ان تعود الى المنزل جلست على تلك الصخرة التى اعتادت ان تجلس عليها عندما تشعر بالضيق من حياتها لم تنتبه لذلك القادم ولم يكن سوى جارها أسامة
أسامة:"ازيك يا وتين"
سمعت صوته ارتبكت بشده فهذه اول مرة تتحدث معه بشكل مباشر فهى كانت تراه فقط ولكن لم تتحدث معه من قبل
وتين بتوتر:"الحمد لله"
أسامة:"ممكن اتكلم معاكى شوية"
وتين:"خير فى حاجة"
أسامة:"خير طبعا انا كنت عايز اكلم فى موضوع يخصك"
وتين:"موضوع ايه ده"
أسامة بدون مقدمات:"كنت حابب اتقدملك قولتى ايه"
هل ما سمعته منه الآن حقيقة هل يطلب منها ان يتقدم لخطبتها ثم يتزوجها هل من الممكن ان يتحقق ذلك الحلم
وتين بتلعثم:"هو انا اصل انا"
أسامة:"مالك متلغبطة ليه كده انا حبيت اعرف رأيك علشان لو كده اكلم سمير قولتى ايه"
هزت رأسها خجلا وهى لا تجد ما تقوله فالكلام أصبح مستعصيا على لسانها
أسامة بابتسامة:"افهم من كده انك موافقة"
هزت رأسها علامة الموافقة وهى ايضا لا تتكلم مجرد اشارة من رأسها فقط
وتين بخجل:"عن اذنك"
تركته وذهبت سريعا وهى لا تصدق ان ربما سيعرف الفرح طريقه اليها مرة اخرى منذ وفاة والديها ابتسم على تصرفاتها فما جذبه اليها هو جمالها وأخلاقها وخجلها وقرر مفاتحة اهله بخصوص هذا الموضوع
***
"فى المنزل"
عادت وتين وهى سعيدة جدا بما سمعته من اسامة انه يريد خطبتها وبذلك تتخلص من تلك المرأة واولادها
عايدة:"حمد الله على السلامة يا برنسيسة"
وتين:"الله يسلمك يا مرات عمى"
عايدة:"ياريت تخلصى وتروحى تحضرى الاكل وتنشرى الغسيل وشوفى هتعملى ايه"
وتين باحباط:"حاضر هغير هدومى واعمل كل اللى قولتيلى عليه"
ذهبت الى غرفتها قامت بتغيير ملابسها وادت صلاتها ثم ذهبت لتنفيذ ما قالته عايدة لها
كان العرق يتصبب من جبينها وهى واقفة فى المطبخ فالجو حار بشدة بينما كانت عايدة وهيام يجلسون فى الصالة يشاهدون التلفاز وصوت ضحكاتهم عاليا انتهت من تحضير الاكل وذهبت لنشر تلك الملابس المبتلة بعد ان اخرجتها من الغسالة فهم لا يعتبرونها انسانة بل الة لتقضية اوامرهم
***
"فى منزل أسامة"
اخبر أسامة والده ووالدته برغبته فى الارتباط بوتين
أسامة:"بابا انا عايز اخطب وتين"
رفعت:"وتين مين"
نادية:"سلامة عقلك يا راجل وتين جارتنا"
رفعت:"اه افتكرت البت قريبة سمير"
أسامة:"ايوة هى دى"
نادية:"بس دى يا ابنى لا اب ولا أم ومنعرفش عنها حاجة غير انها قريبة الناس دول"
رفعت:"ايوة زى امك ما بتقول كده"
أسامة:"بس هى بنت مؤدبة ومحترمة وانا عايز اتجوزها"
نادية:'المهم راحتك انت يا ابنى"
رفعت:"اللى فى الخير يقدمه ربنا ان شاء الله"
أسامة:"خلاص انا اكلم سمير ونروح نخطبها رسمى"
نادية:"ان شاء الله اللى فيه الخير يقدمه ربنا"
رفعت:"ربنا يوفقك يا حبيبى"
أسامة بفرحة:"ربنا يباركلى فيكم يا رب"
***
"فى منزل ثائر العمرى"
بعد ان انتهى من تأدية تمارينه الرياضية التى يحرص على تأديتها بشكل يومى ذهب الى الحمام لاخذ حمام سريع ويرتدى ملابسه للذهاب الى عمله
كان فى غرفة الملابس يقوم باغلاق ازرار قميصه عندما انفتح الباب ودلف منه رمزى الذى نظر اليه ثائر بحاجب مرفوع
ثائر:"هو انت داخل زريبة ولا ايه مفيش حاجة اسمها تخبط على الباب قبل ما تدخل يا رمزى"
رمزى:" محسسنى ان انا فتحت عليك باب الحمام"
ثائر:"بلاش استهبال انت عارف مبحبش حد يقتحم خصوصياتى"
رمزى:"خصوصيات ايه يا ابو خصوصيات ما انا عارف كل بلاويك"
ثائر:"بلاوى فى عينك احترم نفسك على الصبح"
رمزى:"المهم انجز العملاء زمانهم حمضوا فى الشركة على سموك ما تشرف"
ثائر:"خلاص خلصت يلا بينا"
رمزى:"يلا يا غجرى"
ثائر:"اتلم على الصبح لاعمل وشك الحلو ده كفتة"
رمزى:"اعملها كده وانا احبسك"
ثائر:"فشرت لا انت ولا عشرة زيك يقدروا يحبسونى"
رمزى بغمزة:"ياعم الجامد"
ثائر:" يلا ياض انت بقى مش بتقول العملاء مستنيين"
ذهب ثائر ورمزى الى الشركة لإنهاء هذه الصفقة المتفق عليها وبالفعل انتهت الصفقة حسب ما اراد ثائر بعد انتهاء الاجتماع شعر بصداع ذهب الى البوفيه الخاص بعمل المشروبات ابتسم لذلك الرجل العجوز الذى يعمل فى هذه الشركة من ايام والده الراحل
صالح:"اؤمر يا ثائر بيه عايز حاجة"
ثائر:"ايه ثائر بيه دى يا عم صالح انا ثائر اللى كان بييجى يقعد معاك وهو صغير"
صالح بابتسامة:"دى كانت ايام ودلوقتى انت بسم الله ماشاء الله بقيت صاحب الشركة"
ثائر:"حتى لو بقيت كده انت ليك معزة خاصة عندى"
صالح:"تسلم يا ابنى"
ثائر:"عايز بقى فنجان قهوة من ايدك الحلوة دى علشان دماغى هتنفجر من الصداع"
صالح:"بعد الشر عليك من عنيا الاتنين احلى قهوة علشان خاطرك"
ثائر:"تسلم عينيك يا عم صالح"
صالح:"هجبهالك على المكتب"
ثائر:"لاء انا هقعد ادردش معاك هنا شوية واشربها"
صالح:"انت تنورنى"
ثائر:"ولادك عاملين ايه"
صالح:"الحمد لله كويسين وبخير"
ثائر:"ان شاء الله دايما بخير"
صالح:"تسلم يا ابنى انا كنت عايز منك طلب"
ثائر:"اتفضل قول يا عم صالح"
صالح:"انا يعنى كنت عايز قرض من الشركة"
ثائر:"ليه فى حاجة ولا ايه"
صالح:"بنتى هتتجوز وعايز اجبلها جهازها بس العين بصيرة والايد قصيرة ففكرت اخد قرض بضمان المرتب واجهزها"
ثائر:"ومقولتليش ليه يا عم صالح من بدرى على الموضوع ده"
صالح:" يعنى انت موافق"
ثائر:"انت روح للمدير المالى واطلب منه اللى انت عايزه بس الفلوس دى هدية منى لبنتك حلاوة جوازها"
لم يصدق صالح ما سمعه منه فهو يعرض عليه الان ان يدفع المبلغ المطلوب لاتمام زواج ابنته
صالح:"انت بتقول ايه"
ثائر:"اللى سمعته يا عم صالح ولو فى حاجة زى دى ابقى تعالى وقولى"
صالح بدموع:"ربنا يباركلك يا ابنى ويزيدك كمان وكمان"
ثائر:"تسلملى يا عم صالح القهوة خلاص ولا لسه"
صالح:"احلى قهوة علشان خاطرك اتفضل اهى القهوة"
ابتسم ثائر فما رأه من فرحة على وجه هذا الرجل كفيل بأن يجعله يشعر بالسعادة فجبر الخواطر شئ عظيم لا يفهمه الا العقلاء
حضر رمزى ايضا يبحث عن ثائر وجده يشرب قهوته ويجلس مع صالح يتحدثون
رمزى:"ازيك يا عم صالح"
صالح:"الله يسلمك يا استاذ رمزى"
رمزى:"حضرتك قاعد هنا تشرب القهوة وانا قالب عليك الدنيا"
ثائر ببرود:"خير يا اخويا فى ايه حتى فنجان القهوة مش عارف اشربه منك وانت عاملى زى عفريت العلبة كده بتطلعى فى اى مكان"
رمزى:"قوم علشان فى مندوبة شركة الشحن اللى بعتنالها الفاكس جت وعايزة تقابلك يا بيه"
ثائر:"حاضر جاى وبطل نرفزة محدش بيتنرفز هنا غيرى انت فاهم"
ابتسم رمزى وصالح على كلام ثائر فبالرغم من كونه صاحب الشركة الا انه يتعامل مع الجميع بود وعدم تكبر وهذا ما جعله محبوب من موظفيه بالرغم من انه اذا ارتكب شخصا خطأ يعاقبه بكل قسوة
دخل الى مكتبة وجد امرأة فى انتظاره ابتسمت له عندما رأته ولما لا فهو وسيم وسامة رجولية تلفت الأنظار
ثائر بابتسامة:"اهلا نورتى الشركة"
مى:"شكرا يا ثائر بيه انا جيت لحضرتك على أساس الفاكس اللى حضرتك بعته واحنا موافقين على الشروط ولو حضرتك جاهز ممكن نعمل الاتفاق"
ثائر بابتسامة:"انتى جاية متحمسة على العموم انا عارف انكم شركة شحن محترمة وهيبقى التعاون بينا مستمر ان شا الله بس انا مبحبش اى غلطة فى الشغل لان انا اكتر حاجة بكرهها هى التسيب والاهمال انا سيبت شركة الشحن القديمة بسبب كده ولما عرفت شركتكم عرفت انكم ناس ملتزمين"
مى:"حضرتك متقلقش خالص كل حاجة هتحصل زى ما حضرتك عايز واحنا ميرضناش اسمك يتهز فى السوق ولا اسمنا"
ثائر:"اذا كان كده تمام اه اوبس انا نسيت اقولك تشربى ايه"
مى:"لو ممكن عصير لمون"
ثائر:"رمزى خليهم يجيبوا واحد عصير لمون والقهوة بتاعتى"
رمزى بغيظ:"حاضر"
ثم اكمل بهمس:"ما انا الخدامة الفلبنية اللى انت جايبها تخدمك"
ثائر:"سمعتك على فكرة"
رمزى:"وانا قصدى اسمعك على فكرة"
ثائر:"حسابنا مع بعض بعدين"
رمزى بهمس :"الحساب يوم الحساب يا مفترى يا ظالم"
حاول ثائر تمالك نفسه حتى لا يضحك على كلام رمزى فهو يحب ان يخرج اسوء ما فيه ويجعله يتحدث مع نفسه بهذا الشكل
***
فى احدى الشقق المصيفية الراقية تجلس تلك الفتاة ذات ال ٢١ عاما سارحة فى أفكارها فحالتها النفسية سيئة منذ موت والديها فى ذلك الحادث وكلما تذكرت منظر انفجار السيارة ينتفض جسدها خوفا ورعبا وكأنها تعايش لحظات الحادث فى كل وقت لم تنتبه لتلك المرأة التى تنادى عليها
حسنية:"مريم مريم يا حبيبتى"
مريم:"ايوة يا دادة فى ايه"
حسنية:"مش هتيجى تأكلى يا حبيبتى"
مريم:"مليش نفس اكل يا دادة"
حسنية:"ليه بس كده انتى أكلتك ضعيفة أوى ولو ثائر بيه عرف هيزعل"
مريم:'متخافيش مش هقوله على حاجة بس هو وعدنى ييجى ولسه لدلوقتى مجاش"
حسنية:"جايز فى شغل عطله ولا حاجة ثم انتى قولتيلى انه هييجى بعد اسبوع والاسبوع لسه مخلصش"
مريم:"ييجى بالسلامة"
حسنية:"اللهم امين يبقى تاكلى علشان لما ييجى يلاقيكى كويسة وحلوة كده مش دبلانة ووشك باهت"
مريم:"ان شاء الله هاكل يا دادة"
حسنية:"انزلى اتمشى على البحر دا الجو جميل اوى وتفكى عن نفسك شوية يا حبيبتى"
مريم:"ماشى يا دادة اعمليلى ساندوتشات اخدها معايا"
حسنية:"بس كده من عنيا الاتنين دا انا هعملك شنطة سندوتشات"
مريم بابتسامة واهنة:"شنطة بحالها لو كلت ساندوتش واحد يبقى رضا"
حسنية:"لاء هتاكليهم كلهم"
قامت حسنية بتجهيز بعض الساندوتشات لمريم لتأخذها معها ارتدت مريم ملابسها وخرجت جلست على الشاطئ بدأت تاكل طعامها ببطئ وهى تنظر الى تلك الامواج العاتية التى تضرب الصخور بقوة وكانها تريد تحطيمها
***
"فى الشارع"
لمح أسامة سمير جالسا على القهوة فذهب ليجلس معه
أسامة:"السلام عليكم ازيك يا سمير"
سمير:"وعليكم السلام اهلا يا أسامة تشرب ايه"
أسامة:"تسلم بس انا كنت عايزك فى موضوع مهم"
سمير باهتمام:"خير ان شاء الله فى ايه"
أسامة:" خير ان شاء الله كنت عايز اجيب والدى ووالدتى واجى ازوركم فى البيت"
سمير:"يا سلام دا انتوا تنورونا بس ايه الحكاية بالظبط"
أسامة:"حكاية نسب ان شاء الله"
سمير بفرحة:"ونعم النسب يا أسامة انت زينة شباب اسكندرية كلها"
أسامة:"تسلملى يارب خلاص احنا نجليكم يوم الخميس ان شاء الله"
سمير:" بعد بكرة ماشى تمام تنورزنا"
أسامة:" تسلم يا سمير عن اذنك دلوقتى"
سمير:"اتفضل"
ذهب أسامة وظل سمير يفكر فى اى من الفتاتين يريد ان يرتبط أسامة بها هل هى وتين ام هيام فأسامة لم يوضح له من تكون العروسة ولكن فكر اى منهم لا يشكل فرقا
عاد سمير الى المنزل وضعت وتين الطعام على السفرة جلست بهدوء كعادتها ولكن سمير اراد إخبار امه بما حدث
سمير:"فى موضوع لازم تعرفوه"
عايدة:" موضوع ايه ده اللى لازم نعرفه"
سمير:"أسامة جارنا هيجيب ابوه وامه وهييجى يزورنا بعد بكرة"
سمعت وتين ذلك شعرت بسعادة ترفرف بداخل قلبها فهو سيأتى لخطبتها كما اخبرها حاولت الا تظهر فرحتها لهم فتصنعت اللامبالاة
هيام:'وييجوا يزورونا ليه ان شاء الله"
عايدة:"اكيد موضوع جواز يا فالحة"
هيام:"اه موضوع جواز قولتيلى بقى"
سمير:"على العموم انا قولتلكم علشان تجهزوا نفسكم"
عايدة:'ان شاء الله وربنا يتمم بخير"
فعايدة تظن ان أسامة سيأتى لخطبة ابنتها وليس خطبة وتين فهى لا تضع وتين فى اى حساب من حساباتها نهائيا وكانها شخص ليس له وجود
***
"فى الشركة"...قام بفك ربطة عنقه فتح بعض من ازراير قميصه ليتنفس بحرية بعد انتهاءه من عمله هذا اليوم
ثائر:"الواحد تعب اوى النهاردة"
رمزى:"روح نام وانا كمان هروح انام"
ثائر:"ما تيجى نتعشى برا مليش نفس اكل فى البيت ومريم مش موجودة'
رمزى:"هتاكلنى ايه"
ثائر:"اللى عايز تطفحه هجبهولك"
رمزى:"ما تيجى ناكل فى حتة شعبية كدا بلا مطاعم بلا فنادق"
ثائر بحماس:"هو ده الكلام يلا بينا"
رمزى:"مزاجك فقرى اوى يا ثائر"
ثائر:"دا طبع وحياتك"
رمزى:"اه انت هتقولى ولما العرق الغجرى ينقح عليك بتبقى ليلة فلة"
ثائر:"اه تحس ان انا عايش بشخصيتين"
رمزى:"اه ثائر العمرى رجل الاعمال الناجح وثائر الغجرى اللى مبيهموش حد فى تصرفاته ومشحططنى وراه"
ثائر:"هو فى احسن من كده يعنى"
رمزى:"قولى انت كنت فين من يومين باليل لما اتصلت عليك مكنتش بترد عليا"
ثائر:'وعايز تعرف ليه يا رمزى"
رمزى:"طالما قولت كده يبقى انت كان عندك ماتش مش كده يا ثائر"
ثائر:"هو كده يا رمزى"
رمزى:"انت مش هتبطل لعب الماتشات دى ولو حد عرفك هيبقى موقفك ايه ساعتها"
ثائر:"متخافش محدش هيعرفنى ربنا ساترها لحد دلوقتى"
رمزى:"مش علشان لابس قناع كده محدش هيعرفك ممكن حد من اللى انت بتلاعبهم يستقصدك ويعرف انت مين وساعتها فضحتك هتبقى بجلاجل لما الجرايد تعرف ان رجل الاعمال بيلعب ماتشات ملاكمة غير شرعية لاء وكمان بتاعة عصابات"
ثائر بتنهيدة:"مش عارف اعمل ايه كل مرة اقول خلاص مش هروح الاقى نفس روحت وبلعب وبدور على الراجل ده انت مش حاسس بالنار اللى جوايا واللى قايدة فى قلبى يا رمزى"
رمزى:"والله عارف بس انت بتعرض نفسك لمخاطرة كبيرة يا ثائر متدخلش برجلك عش الدبابير دول ناس بلطجية وقتالين قتلة"
ثائر:" عارف بس مش قادر ما اخدش حقى من اللى كان السبب فى اللى حصل"
رمزى:"ده شغل البوليس مش شغلك"
ثائر:"والبوليس عمل ايه قبض عليه وهرب ومش عارفيين يجبوه لحد دلوقتى وانا لازم الاقيه واعرف مين اللى وراه وخلاه يعمل الجريمة دى"
رمزى:"طب وبعدين هتفضل طول عمرك كده"
ثائر:"والله ما انا عارف والفلوس اللى باخدها من لعب الماتشات برجعها للناس تانى"
رمزى:"انت هتعمل فيها روبن هود ولا ايه بطل بقى اللى بتعمله ده علشان خاطر مريم حتى"
ثائر بإصرار:"موعدكش ان ابطل لعب الماتشات دى لحد ما الاقيه واخد حقى منه تالت ومتلت"
رمزى:"دا انت الدم الغجرى اللى فى عروقك مسيطر على الآخر اوى يا ثائر"
ثائر:" اعمل ايه يعنى اغير دمى ولا اعمل ايه"
رمزى:"الله يرحمه جدك هو السبب فى ده كله الله يسامحه ويبشبش الطوبة اللى تحت راسه"
ثائر:"اتلم يا رمزى احسنلك"
رمزى:"مش هو اللى كان متجوز جدتك وهى كانت غجرية لاء وكمان أسبانية شوفت الصدف يا جدع"
ثائر:"اااه وكانت جميلة اوى يا رمزى عارف الجمال الغجرى مع الروح المتمردة كانت حاجة كده تجنن"
رمزى:"اه ما انت طالع لهاوهى اللى أصرت تسميك ثائر مش كده برضه"
ثائر:"ايوة بابا الله يرحمه كان دايما يقولى هى اللى أصرت تسمينى الاسم ده وهى كانت مبسوطة بالاسم ده كانت تقولى علشان يبقى اسم على مسمى ثائر بروح ثائرة"
رمزى:"اه واديك على طول ثائر على اللى خلفونا"
ثائر:"تصدق ياض يا رمزى جدتى وحشتنى اوى الله يرحمها"
رمزى:"هى كانت ميتة وانت عندك ١٥ سنة مش كدة"
ثائر:"اه كان عندى ١٥ سنة وزعلت اوى على موتها"
رمزى:"اه وشكلها كانت معلماك طبع الغجر على أصوله
ثائر:"كانت معرفانى كل حاجة عنهم حتى اوقات كنت بسافر معاها اسبانيا واروح المكان بتاعهم اللى كانوا عايشين فيه وكنت بحب العب مع الاولاد هناك علشان كده لحد دلوقتى بحب التمرد على العصرية اللى انا فيها واحب اعيش بطريقة الغجر علشان كده بسافر ليهم اشوفهم واحب اعيش زيهم حتى اشتريت بيت هناك فى أسبانيا"
رمزى:"تعيش زى الشوارعيين"
ثائر:"قولى يا رمزى هو ايه اللى مسكتنى عليك لدلوقتى ومش مخلينى اعلقك على باب الشركة واخليك فرجة للرايح والجاى"
رمزى:"بتحبنى يا حبيبى ومتقدرش تعيش من غيرى"
ثائر:"لا بجد الكلام ده ياراجل"
رمزى:"عندك شك لا حياة لك بدونى"
ثائر:"يخربيت ثقافتك ياض يا رمزى ايه ده"
رمزى:"احنا هنقعد نرغى وننسى الأكل ولا ايه يلا بينا"
ثائر:"يلا بينا يا اخويا"
***
ذهبت وتين كعادتها بعد انتهاء محاضراتها لتجلس على تلك الصخرة أمام البحر فحلمها اوشك على التحقيق واسامة سيأتى لخطبتها ولكن لمحت شئ استرعى انتباهها لمحت شخص تتلاعب به الامواج وربما يغرق شعرت بالخوف قامت من مكانها فلابد ان تساعد هذا الشخص فمن الممكن ان يغرق بدون تفكير وجدت نفسها تنزل الى الماء تصارع الامواج حتى وصلت لهذا الشخص وجدتها وتين فتاة قامت بسحبها حتى وصلت الى الشاطىء حاولت افاقتها ظلت تضغط على بطنها حتى تفرغ ما فى جوفها من الماء المالح الذى ابتلعته فتحت تلك الفتاة عينيها ببطىء تطالع وتين
وتين بخوف :"انتى كويسة ردى عليا"
مريم بتعب:"الحمد لله شكرا"
وتين:"انتى ايه اللى نزلك البحر وانتى مبتعرفيش تعومى"
مريم:"لاء بعرف اعوم بس الموج غلبنى وكنت هغرق انا متشكرة جدا انك انقذتينى"
وتين:"الف سلامة عليكى انتى ساكنة فين"
مريم:"فى شقة قريبة هنا"
وتين:"طب تعالى اوصلك الشقة فى حد هناك"
مريم:"الدادة بتاعتى"
وتين:"طب يلا قومى معايا"
قامت وتين باسناد مريم حتى وصلت إلى الشقة فالشقة قريبة جدا من البحر قامت برن الجرس فتحت حسنية الباب شعرت بالخوف من منظر الفتاتين
حسنية:"ايه ده مريم مالك"
مريم:"انا كويسة يا دادة متخافيش"
حسنية:"مخافش انتوا مبلولين ليه كده"
وتين:"ممكن بس تساعديها تدخل لو سمحتى"
حسنية:"اه معلش اتفضلى يابنتى"
دخلت وتين الشقة فهى شقة فاخرة وراقية جدا فعلى ما يبدو ان مريم فتاة من اسرة ثرية
وتين:"انا لازم امشى دلوقتى"
مريم برفض:"لاء استنى انتى لازم تغيرى هدومك مينفعش تمشى كده وهدومك مبلولة"
وتين:"ملوش لزوم انا لازم اروح البيت مش لازم أتأخر"
حسنية:"انتى ممكن تمرضى يا بنتى لو مشيتى كده"
مريم:"دادة معلش هتيلها هدوم من عندى احنا تقريبا مقاسنا واحد وخليها تاخد حمام الاول على ما ادخل اخد حمام واغير انا كمان"
امام إلحاح مريم وحسنية وافقت وتين دخلت الى الحمام فهى اول مرة تدخل حمام بهذا الشكل فاستمتعت باخذ الحمام خرجت وجدت ملابس جميلة جدا موضوعة على السرير ارتدتها لم تصدق انها هى نفسها فالملابس كأنها جعلتها واحدة اخرى خرجت من الغرفة باستحياء وجدت مريم فى الصالة تبتسم لها فهى ايضا قامت بتغيير ملابسها
مريم بابتسامة:"تعالى انتى مكسوفة من ايه تعالى"
وتين:"اصل اول مرة الاقى نفسى فى موقف زى ده الصراحة"
مريم:"انتى اسمك ايه"
وتين:"اسمى وتين"
مريم:"عاشت الاسامي وانا مريم"
وتين:'تشرفنا يا مريم"
مريم:"هو انتى بيتك قريب من هنا"
وتين:"مش اوى بس انا بحب اقعد على البحر قبل ما اروح البيت"
مريم:"انتى عايشة مع باباكى ومامتك"
وتين بحزن:"انا بابا وماما ميتين"
مريم:'زى حالاتى يعنى انا كمان بابا وماما ميتين طب انتى عايشة مع مين"
وتين:"عايشة عند واحد قريب بابا"
مريم:"انتى جعانة نتغدا سوا"
وتين:"لاء انا لازم امشى"
مريم برجاء:'علشان خاطرى اقعدى كلى معايا"
وافقت وتين فهذه الفتاة يبدو عليها الحزن ايضا فهى تشبهها فى هذه الناحية فكل منهن فقدت والديها ظلت وتين تتحدث مع مريم كثيرا كأنهم اصدقاء منذ زمن فوتين شعرت انها احبت هذه الفتاة مضى الوقت سريعا ويجب ان تعود الى المنزل
وتين:"يا خبر انا الوقت خدنا واتأخرت اوى انا لازم امشى دلوقتى"
مريم:"مش هتيجى تانى يا وتين مش هشوفك تانى"
وتين:"انا كل يوم بقعد فى المكان اللى على الشط لو جيتى هنقعد سوا"
مريم بحماس:'ماشى وانا هستناكى كل يوم ماشى"
وتين:"ان شاء الله مع السلامة وشكرا على الهدوم انا هغسلها وهرجعالك"
مريم:'متقوليش كده دا انتى الهدوم عليكى جميلة اوى وانتى تستاهلى الغالى كله وده هدية منى ليكى وشكر على اللى عملتيه معايا"
وتين بابتسامة:"تسلمى يا رب وعن اذنك"
خرجت وتين من الشقة شعرت بالحزن فهى احست بالراحة مع هذه الفتاة وهى الآن فى طريقها لتعود الى المنزل الذى لا تلقى فيه وتين غير كسر الخاطر والمهانة
وصلت الى المنزل دخلت نظرت اليها هيام باستغراب من هذه الملابس التى ترتديها فالملابس يبدو عليها انها غالية الثمن وهى تعرف ملابس وتين فمن اين اتت بهذه الملابس
هيام باستغراب:"ايه الهدوم دى اللى عليكى جبتيها منين"
وتين:"دى واحدة كانت هتغرق انقذتها فدتنى الهدوم دى علشان هدومى كانت مبلولة"
هيام:"عليا الكلام الاهبل ده ولا حبيب القلب هو اللى اشترهالك"
وتين:"حبيب القلب مين"
هيام:"اللى بتقولى عليه زميلك فى الكلية"
وتين باستنكار:"ازاى تفكرى كده انا مش بتاعة الكلام ده وعمرى ما اخدت حاجة من حد زى كده"
هيام:"بطلى بقى شغل الافلام بتاعتك دى ما خلاص عرفتك على حقيقتك يا وتين"
وتين:"براحتك فكرى فاللى عايزة تفكرى فيه انا ربنا شاهد عليا"
قالت ذلك وتركتها وذهبت الى غرفتها قامت بخلع الملابس التى اهدتها لها مريم ففكرت ان ترتديها عندما يأتى أسامة لخطبتها فالفستان التى اهدته لها مريم فستان جميل جدا يناسب فتاة جميلة مثلها
***
اتصل ثائر على مريم كعادته للاطمئنان عليها فهو يهاتفها يوميا حتى يحين موعد ذهابه اليها
ثائر:"حبيبتى عاملة ايه النهاردة"
مريم:"الحمد لله تمام اخبارك ايه"
ثائر:"الحمد لله مش عارف أكل فى البيت من غيرك"
مريم:'هو الاسبوع ده مش عايز يخلص وتيجى بقى"
ثائر:"هانت كلها يومين واجى"
مريم:"تيجى بالسلامة يارب"
ثائر:"تسلميلى يا حبيبتى الجو عجبك عندك"
مريم:"يعنى الحمد لله انا اتعرفت على بنوتة هنا"
ثائر باهتمام:"بنوتة مين دى وعرفتيها منين"
مريم:"قابلتها على الشط على البحر"
لم تخبره مريم انها كان ممن الممكن ان تغرق وان من انقذتها هى هذه الفتاة فهى لم تريد اخباره حتى لا تسبب له القلق
ثائر:"المهم خلى بالك من نفسك يامريم"
مريم:"ان شاء الله"
بعد انتهاء المكالمة ظل ثائر يفكر من تكون تلك الفتاة؟
***
انهت وتين محاضراتها سريعا وعادت الى المنزل فاليوم هو يوم الخميس الذى سيأتى فيه أسامة مع والديه لخطبتها عادت الى المنزل بشعور من الحماسة دخلت المنزل قابلتها عايدة
عايدة:'حمد الله على السلامة"
وتين:"الله يسلمك"
عايدة:"خلصى غيرى هدومك وروقى البيت علشان فى ضيوف جايين باليل"
وتين:"حاضر"
عايدة:"وكمان حضرى الاكل واعملى حاجة حلوة"
وتين:"حاضر يا مرات عمى"
ذهبت الى غرفتها قامت بتبديل ملابسها وخرجت سريعا لتنظيف الشقة وعمل الأكل استغرق ذلك وقتا كثيرا وعندما انتهت كانت حالتها مزرية للغاية من العرق الذى يتصبب منها فذهبت سريعا الى الحمام اخذت حمام وكانت قامت بغسل الفستان التى اهدته لها مريم ففكرت انها غدا ستذهب لرؤيتها لان اليوم لم تستطيع الذهاب فارتدته وكانت وتين جميلة جدا وظلت تنتظر فى غرفتها حتى يحين موعد مجئ أسامة وأهله
عاد سمير من عمله وجد المنزل مرتب بطريقة جميلة وتفوح منه رائحة جميلة
سمير:"ايه الروايح الحلوة دى"
عايدة:'اه البرنسيسة وتين راضية عليا النهاردة عملالنا حاجة حلوة"
سمير:"علشان الضيوف يعنى"
عايدة:"المهم يلا روح اوضتك غير هدومك هم زمانهم على وصول"
وبالفعل وصل أسامة ووالده ووالدته الى المنزل قابلتهم عايدة بالترحاب
عايدة:"اهلا وسهلا نورتونا وشرفتونا"
نادية:"تسلمى يا ام سمير"
سمير:"اتفضلوا"
رفعت:"يزيد فضلك يا ابنى"
دخلوا جميعا وجلسوا فى الصالة خرجت وتين من الغرفة وجدت هيام تجلس معهم تضع على وجهها مختلف الوان الزينة وكأنها مصممة على افساد تلك الليلة ولكنها حاولت الا تفكر بذلك عندما نظرت وتين الى أسامة لم يرفع نظره اليها
عايدة:"هاتى الحاجة الساقعة يا وتين"
وتين:"حاضر يا مرات عمى"
ذهبت وتين الى المطبخ لجلب المشروبات وضعت الصينية على الطاولة وجلست هى الأخرى ولكن عندما تقابلت نظراتها مع نظرات اسامة وجدته ينظر لها بطريقة غامضة فاستغربت فهذه ليست نظرة مريحة فسألت نفسها ماذا حدث له؟
أسامة:" طبعا يا سمير انت عارف انا جاى ليه"
سمير:"اه انت قولتلى "
اسامة:"ايوة والنهاردة انا جاى اتقدم بشكل رسمى"
سمير:"والكلام على مين ان شاء الله"
أسامة:"على اختك هيام"
***
"رأيكم يا حلوين"
( دمية فى يد غجرى)
البارت الثالث
ذهبت وتين الى المطبخ لجلب المشروبات وضعت الصينية على الطاولة وجلست هى الأخرى ولكن عندما تقابلت نظراتها مع نظرات اسامة وجدته ينظر لها بطريقة غامضة فاستغربت فهذه ليست نظرة مريحة فسألت نفسها ماذا حدث له ؟
أسامة:"طبعا يا سمير انت عارف انا جاى ليه النهاردة"
سمير:"أه انت قولتلى"
اسامة:"ايوة والنهاردة انا جاى اتقدم بشكل رسمى"
سمير:"والكلام على مين ان شاء الله"
أسامة:"على اختك هيام"
ابتسم سمير وعايدة وهيام التى نظرت الى وتين بنظرة انتصار كانت وتين كأنها سقط شئ على رأسها بقوة فهل ما سمعته حقيقياً هل طلب يد هيام للتو فلماذا اخبرها انه يريد خطبتها هى اذا كان يريد ان يتزوج من هيام ؟ كانت تشعر ان دموعها تجمعت بعينيها فارادات الذهاب حتى لا تسقط دموعها امامهم
وكان حال والديه لا يفرق عن وتين فهو اخبرهم انه يريد خطبة وتين وليست هيام فلماذا الآن قال انه يريد الزواج من هيام؟
أسامة باصرار:"قولت ايه يا سمير"
سمير:"والله انا معنديش مانع بس الرأى رأى هيام"
اصطنعت هيام الخجل وفرت هاربة الى غرفتها فهذه مجرد حيلة حتى تظهر لهم انها من النوع الخجول
عايدة بابتسامة:"على خيرة الله ان شاء الله نلبس دبل بعد اسبوع"
نادية بعدم فهم:"ان شاء الله"
بعد انتهاء جلستهم واتفاقهم على ميعاد الخطبة ذهب اسامة واهله الى منزلهم
كانت هيام فى شدة سعادتها انها استطاعت ان تاخذ من وتين العريس المنتظر ان يتزوجها فهى فتاة ليست سهلة ابدا
كانت وتين فى غرفتها تجلس على السرير تبكى بشدة على حلم مات فى مهده فلماذا فعل بها ذلك ؟ لماذا ؟ ظلت تفكر كثيرا ولكنهالم تصل الى جواب يرضيها وجدت باب الغرفة تفتحه هيام وتدلف منه بتلك النظرة الشامتة والتى تحوى كثير من الحقد الدفين فى قلبها
هيام:"مش هتقوليلى مبروك ولا ايه يا وتين"
وتين:"مبروك يا هيام ربنا يتمملك بخير"
هيام:"قلبك طيب اوى يا وتين انا عارفة ان المفروض تكونى انتى العروسة بس معلش تكون فى بوقك وتقسم لغيرك"
وتين:"انتى قصدك ايه"
هيام:"قصدى ان كنت عارفة ان اسامة جاى يخطبك انتى مش انا"
وتين:"وايه اللى حصل خلاه يغير رأيه"
هيام:"اللى خلاه يغير رأيه الصور دى"
قامت بوضع الهاتف امام وجه وتين نظرت الى الصورة باستغراب شديد ففى الصورة هيثم يمسك يدها
وتين:"ايه الصورة دى"
هيام:"دى صورة صورتهالك واحنا فى الجامعة "
وتين:"بس الصورة دى انا معملتش حاجة"
هيام ببرود:"عارفة بس اللى يشوفها هيقول حبيب ماسك ايد حبيبته وانا عملت اكونت من غير اسم وبعتها لأسامة على الفيس على الخاص قبل ما ييجى يعنى حتى هو ميعرفش ان انا اللى بعت الصور"
وتين:"انا دلوقتى فهمت انتى شككتية فيا علشان تاخديه انتى"
هيام:" شطورة برافو عليكي يا وتين بس الصراحة مجاش فى بالى انه هيخطبنى انا بعت الصور على اساس انه هيشوفها ومش هييجى بس شكله دماغه ناشفه ومحبش يبين نفسه عيل قدامنا فجه وخطبنى انا بدالك"
وتين:"ليه حرام عليكى هو انا عملت فيكى حاجة لده كله انك تشوهى سمعتى ثم انك هترضى على نفسك تتخطبى لواحد واخدك عند مش حب"
هيام:"ماهو مش كل حاجة انتى تاخديها كلية حلوة ودخلتى عايزة كمان تاخدى الشاب اللى بنات الشارع هتموت عليه لاء كفاية عليكى كده"
وتين:"حسبى الله ونعم الوكيل فيكى"م
بعد ان قالت هيام ما لديها خرجت من الغرفة وعادت وتين الى بكاءها مرة اخرى فالى متى سيظل هذا الحال؟
**
"فى منزل أسامة"
كان يجلس ينفخ من الغضب فلماذا وثق بها لماذا انخدع فى مظهرها هكذا وسوس له عقله فكلما ينظر الى الصور المرسلة اليه على هاتفه يغلى من الغيظ لاجل هذا اراد ان يكسرها وأن يحطم احلامهاو يراها حزينة لذلك طلب يد هيام لتعرف انه يمكن ان يطلب يد فتاة افضل منها
رفعت:"هو ايه اللى انت عملته ده يا اسامة"
أسامة ببرود:"عملت ايه"
نادية:"مش المفروض كنت تطلب ايد وتين"
رفعت:"روحت وطلبت ايد هيام ليه"
أسامة:"اكتشفت ان وتين بنت اخلاقها مش كويسة"
نادية:'وانت عرفت ازاى الكلام ده"
أسامة:"من الصور دى"
أعط الهاتف لوالدته ووالده نظروا الى الصور المرسلة اليه
رفعت:"بس ازاى ده حصل"
نادية:"والبنت مشفناش منها حاجة وحشة"
أسامة:'الظاهر ده كله قناع بتلبسه قدامنا وهى فى الحقيقة اخلاقها زبالة"
رفعت:"جايز يا بنى مظلومة"
اسامة:"مظلومة ازاى وانتوا شوفتوا الصور"
نادية:"طب لما انت شوفت الصور روحت وطلبت ايد هيام ليه"
أسامة بغيظ:"علشان اوريها مقامها وتعرف ان انا هتجوز واحدة احسن منها"
رفعت:"وانت من امتى بتفكر بالطريقة دى"
أسامة:"من ساعة ما كسرت ثقتى فيها"
نادية:"وهتعمل ايه هتكمل جوازك من هيام"
أسامة باصرار:"ايوة هكمل جوازى منها"
***
مريم:"خلصتى يا دادة الساندوتشات"
حسنية:"ايوة يا حبيبتى بس انتى متحمسة اوى ليه كده تروحى تقعدى على البحر"
مريم:"يمكن وتين تيجى تقعد معايا"
حسنية:"مش انتى امبارح روحتى وهى ما جاتش"
مريم:"يمكن حصل ليها ظروف وهتيجى النهاردة يلا بقى"
حسنية:"ماشى يا ستى الحاجة اهى اتفضلى"
مريم:"تسلميلى يارب"
حسنية:"وتسلمى يا حبيبتى انا فرحانة ان انا شيفاكى مبسوطة وسعيدة يا حبيبتى ان شاء الله دايما تكونى مبسوطة على طول"
ابتسمت لها مريم واخذت من يدها الأكل والعصائر وذهبت للمكان الذى ربما تجد فيه وتين وصلت إلى المكان انتظرت بعض الوقت ولكنها لم تظهر بعد فكرت ان تعود إلى الشقة ولكنها لمحت وتين تقترب منها
مريم:'وتين ازيك عاملة ايه مجتيش امبارح ليه"
وتين بحزن:"كان عندى ظروف منعتنى اجى"
مريم:'مالك يا وتين"
وتين:"مالى فى ايه"
مريم:"حاسة كأنك زعلانة او فى حاجة مضيقاكى"
وتين بابتسامة حزينة:"متشغليش بالك "
مريم:"لاء بجد فى ايه احكيلى اقعدى واحكيلى انا جايبة سندوتشات وعصاير علشان نتسلى انا وانتى"
ابتسمت وتين لهذه الفتاة فهى لم تقابلها سوى مرة ولكنها تتعامل معها بكل ود وحب جلست بجانبها
وتين:"مكنش ليه لزوم تتعبى نفسك"
مريم:"ازاى تقولى كده بالرغم من ان انا اعرفك من كام يوم بس بس حاسة كأن انا اعرفك من زمان جايز علشان احنا الاتنين ظروفنا واحدة واحنا الاتنين اهالينا ماتوا جايز علشان كده انا حاسة باللى انتى حاسة بيه"
وتين:"بس انا حاسة بعذاب وقهر"
مريم:"ليه الناس اللى انتى قاعدة معاهم مش كويسين معاكى"
وتين:"دول بيعاملونى كأن انا الشغالة بتاعتهم"
مريم:"ياخبر هم مفيش فى قلوبهم رحمة "
وتين:'ميسمعوش عنها ولا موجودة فى قاموسهم"
مريم:"وهو ده اللى مزعلك"
وتين:'اللى زعلنى ان الانسان اللى كنت هرتبط بيه طلب ايد واحده تانية"
مريم:"ازاى ده حصل"
روت وتين لمريم كل شئ عن حياتها وعن أسامة وما فعلته هيام وخطبته لها بدلا منها
مريم:"يا ساتر هو فى ناس كده"
وتين:"ايوة هم دول اللى انا عايشة معاهم"
مريم:"وانتى محاولتيش تفهمى اللى اسمه اسامة ده ان اللى حصل ده مقلب من هيام"
وتين:"انتى ما شفتيش هو بيبصلى ازاى دلوقتى نظرته كلها احتقار"
مريم:"سيبك منه هو كده ميستاهلكيش اللى يحكم من غير ما يفهم يبقى انسان غبى"
وتين:"كله مقدر ومكتوب"
مريم:"متزعليش نفسك راح واحد ييجى بداله الف"
وتين:"الظاهر كده مش مكتوبلى افرح"
مريم:"متقوليش كده انتى مليون واحد يتمناكى انتى زى القمر وتستاهلى كل خير"
وتين بابتسامة:"تسلمى يا مريم انتى كلك ذوق"
مريم:"يلا ناكل ومتفكريش فى حاجة ربنا ان شاء الله هيعوضك باحسن منه"
***
"فى الشركة"
حضرت مى لامضاء العقود النهائية بين الشركة التى تعمل بها وشركة ثائر العمري وكل مرة عندما تراه تبتسم له ابتسامة عريضة بالرغم من انه يستغرب ابتسامتها احيانا
مى:"اتفضل يا ثائر بيه العقود اهى جاهزة على الامضاء"
ثائر:"على طول كده جاية متحمسة"
مى:"طبيعة شغلى يا افندم"
ثائر:"ده ما يمنعش انك تشربى حاجة الاول "
مى:"ملوش لزوم"
ثائر:"لاء ازاى لازم طبعا اجبلك عصير ليمون ولا تحبى تشربى حاجة تانية"
مى بابتسامة:" ماشى خليها عصير ليمون"
التفت ثائر لم يجد رمزى موجود طلب المشروبات من البوفيه رن على هاتف رمزى
ثائر:"رمزى انت فين"
رمزى:"خير فى ايه"
ثائر:"فى ايه! انت ناسى ان النهاردة هنمضى عقود شركة الشحن"
رمزى:"اه انا نسيت خالص ماشى جاى حالا"
ثائر:'بسرعة يا أخويا ومخصوم منك الشهر ده"
رمزى:"كمان حسبى الله ونعم الوكيل"
ثائر:"بتتحسبن عليا كمان مفيش فلوس خالص"
رمزى:"بس اما اجيلك يا غجرى حاضر"
ثائر:"انجز وتعال بسرعة"
قام باغلاق الهاتف دخل الى مكتبه مرة أخرى معتذرا عن تأخيرها كل هذا الوقت
ثائر:"اسف ان انا اخرتك بس رمزى مكنش موجود وهو جاى حالا"
مى بابتسامة:"لا ابدا محصلش حاجة دى فرصة سعيدة"
ثائر باستغراب:"انا اسعد"
وصلت المشروبات اخذ قهوته يرتشفها ببطئ حتى يحين موعد قدوم رمزى وكلما رفع نظره اليها يجدها تنظر اليه وتبتسم فعقد حاجبيه استغرابا من تصرفها فما بها هذه الفتاة منذ ان اتت الى الشركة وهى عندما يرفع نظره اليها يجدها تتأمل ملامحه هل يوجد به شئ خاطئ هل هناك شئ على وجهه لا يراه
ثائر:"هو حضرتك بتبصيلى ليه كده"
مى بتوتر:'ببصلك ازاى يعنى"
ثائر:"زى ما يكون فى حاجة فى وشى وانا مش واخد بالى"
مى باحراج:'لا ابدا عادى انا اسفة ان كنت ضايقتك"
ثائر:"انا مش قصدى انا بسأل علشان لو فى حاجة على وشى اشيلها"
مى بدون وعى:"لا ابدا دا انت وسيم اوى وقمور خالص"
ثائر بحاجب مرفوع:"افندم"
مى:"قصدى ان حضرتك مفيش حاجة فى وشك يعنى"
ثائر:"طيب"
حضر رمزى وتم توقيع العقود حمدت مى ربها ان الموضوع انتهى على خير
مى:'الف مبروك يا ثائر بيه"
ثائر:"الله يبارك فيكى وان شاء الله التعاون بينا يستمر"
مى:"ان شاء الله وشكرا على ثقتك الغالية دى عن اذنك"
ثائر:'اتفضلى ومع السلامة"
مى:"الله يسلمك"
خرجت مى من المكتب نظر رمزى الى ثائر فاستغرب ثائر نظرته اليه
ثائر:"مالك ياض انت بتبصلى كده ليه"
رمزى:"معجب يا حبيبى"
ثائر:"لا والله ودا من امتى"
رمزى:"البت دى شكلها بترسم عليك يا ثائر"
ثائر:"انت اخدت بالك"
رمزى:"دى حاجة واضحة زى الشمس"
ثائر:"ترسم براحتها انا مليش فى الحوارات دى "
رمزى:"امال ليك فى ايه فى انك تمرمطنى وراك وكمان مش عايز تدينى فلوسى"
ثائر:"انت عايز فلوس يا حبيبى"
رمزى:"ايوة كل بعقلى حلاوة"
ثائر:"ماليش فى الحلاوة"
رمزى:"اجبلك جبنة"
ثائر:"دمك يلطش يا رمزى"
رمزى:'مش اكتر من دمك يا حبيبى"
ثائر:"على فكرة انا مسافر اسكندرية بكرة علشان مريم"
رمزى:"هتغيب كتير"
ثائر:"على حسب الظروف"
رمزى:"طب تعليماتى بقى قبل ما تسافر مش عايز جر شكل مع حد متمديش ايدك على حد ومتتخانقش مع حد مفهوم"
ثائر:"ايه يا واد الجرأة اللى بقيت فيها دى من امتى دا"
رمزى:"من هنا وجاى ماشى طبع الغجر ده بطله اليومين اللى انت مسافرهم دول مش عايز شحططة وراك"
ثائر:"هحاول"
رمزى:"لاء انت تنفذ مش تحاول بس"
ثائر:"نفسى اقوم ارزعك علقة بس ماسك نفسى بالعافية"
رمزى:"مد ايدك كده وانت مش هتعرف انا هعمل ايه"
ثائر:"هتعمل ايه يعنى"
رمزى:"هقوم أجرى طبعا هى دى محتاجة سؤال هو انا حمل ايدك دى"
ضحك ثائر بقوة على كلام رمزى وشاركه رمزى الضحك أيضاً فثائر مهما حدث بينهم الا انه لم يصل الى ان يقوم احدهم بضرب الآخر
ثائر:"طب يلا بينا نقوم نمشى"
رمزى:"يلا بينا"
خرج ثائر ورمزى من الشركة ولكنهم لاحظوا وقوف مى بجانب سيارتها فربما بها عطل اقترب منها ثائر ليسالها عن سبب وقوفها بهذا الشكل
ثائر:"فى حاجة يا آنسة مى"
مى:"الظاهر ان عجلة العربية نامت"
ثائر:"طب اتفضلى اوصلك"
مى:"لا شكرا مش عايزة اتعبك"
ثائر:"لا تعب ولا حاجة اتفضلى"
مى بابتسامة:"متشكرة جدا"
قامت مى باغلاق سيارتها وذهبت الى سيارة ثائر ركبت فى الخلف بينما ركب رمزى امام بجواره
ثائر:"انتى ساكنة فين يا آنسة مى"
مى:"فى مصر الجديدة انا عارفة هيبقى مشوار طويل"
ثائر:"لا ابدا ولا يهمك"
تحرك ثائر بسيارته متجهاً الى منزل مى حسب وصفها له كان كلما نظر الى المرآة يجدها تنظر اليه وتبتسم فيحول نظره سريعا عاقدا حاجبيه فما لها هذه الفتاة تحدق بوجهه هكذا وصلوا الى المنزل نزلت مى من السيارة
مى:"انا متشكرة جدا على ذوقك"
ثائر:"ولا يهمك يا آنسة مى"
مى:"اتفضلوا اشربوا حاجة"
ثائر:"لاء شكرا عن اذنك"
مى:"مع السلامة"
ثائر:"الله يسلمك"
قال ذلك ثم انطلق بسيارته مبتعدا عن المنزل بينما ظلت هى واقفة مكانها حتى غابت السيارة عن عينيها
كان رمزى جالس بجواره ولا ينطق اراد سؤاله عن سبب تصرفه فهذه ليست عادته
ثائر:"مالك ساكت ليه"
رمزى:"هى البت دى عايزة منك ايه"
ثائر:"بت مين"
رمزى:"مى يا ثائرمش عارف مى"
ثائر:"هتكون عايزة ايه يعنى منى"
رمزى:"انا عارف بس التسبيل كتر قوى"
ثائر:"مش عارف فى ايه بجد"
رمزى:"هى بسلامتها مش شايفة الدبلة اللى فى ايدك ولا نظرها ضعيف"
ثائر:"مع ان الدبلة عريضة وباينة اوى فى صباعى"
رمزى:"يمكن هى اللى مش عايزة تشوفها ووقعت فى غرامك"
ثائر:"بطل هزارك ده يا رمزى"
رمزى:"انا مبهزرش على فكرة انت لازم تشوف حل بدل ما تتعشم اكتر من كده"
ثائر:"حاضر هقولها شايفة الدبلة اللى فى ايدى دى يا مى"
رمزى:"بتستظرف يا اخويا انت مش ناوى تتم جوازك بقى"
ثائر:"لسه بتقول عايزة تدرس اخلاقى"
رمزى:"ما اخلاقك زفت وعارفينها ايه الجديد"
ثائر:"انا اخلاقى زفت ياض انت"
رمزى:"اه اكدب عليك يعنى ما انت غجرى وكلنا عارفين كده"
ثائر:"تصدق انا أخلاقي زفت علشان مصاحب واحد زيك"
رمزى:"اه ماانت لازم تستحملنى امال مين يحل مصايبك"
ثائر بجدية:"هو بجد اخلاقى وحشة يا رمزى"
رمزى بصراحة:"على فكرة انا بهزر معاك انت شهم وراجل اوى على فكرة بس حتة الضرب دى اللى مش مريحانى"
ثائر:"مش عارف ساعتها بحس ان الدم غلى فى عروقى ومبحسش انا بعمل ايه بضرب على طول"
رمزى:"دى الجينات بقى نعمل ايه"
ثائر:"على رأيك جينات"
رمزى:"انت مسافر اسكندرية بكرة على الساعة كام"
ثائر:'هسافر على الضهر"
رمزى:"ترجع بالسلامة ومش هوصيك بقى تانى"
ثائر بابتسامة:"هحاول يا رمزى وامرى لله"
***
كانت فى غرفتها واضعة رأسها بين يديها وتشعر بسيلان الدموع من عينيها قامت لكى تفتح الشباك فهى بحاجة إلى استنشاق الهواء عندما فتحت الشباك وجدت أسامة ينظر اليها نظرات احتقار فقامت بغلق الشباك مرة ثانية
دخلت عايدة الى الغرفة لتنادى عليها
عايدة:"ايه انتى مش سامعة كل ده وانا بنادى عليكى"
وتين:"ايوة يا مرات عمى فى ايه"
عايدة:"البسى علشان تنزلى مع هيام تشترى فستان للخطوبة"
وتين:"بس انا عندى مذاكرة"
عايدة:'اما ترجعى تذاكرى يلا خلصى"
وتين:"حاضر يا مرات عمى"
قامت وتين بتغيير ملابسها خرجت الى الصالة وجدت هيام تنتظرها واضعة قدم على الاخرى وعلى وجهها امارات التأفف كالعادة
هيام:"كل ده سيادتك بتغيرى هدومك"
وتين:"خلاص خلصت يلا بينا"
هيام:"يلا يا برنسيسة"
خرجت وتين وهى لا تتفوه بكلمة فماذا تقول فهذه هى حياتها وهذا سيكون مصيرها تجولت هيام فى العديد من المحلات لاختيار فستان لخطبتها دخلت الى محل لترى الفساتين المعروضة فيه قابلتهم البائعة
البائعة:"اهلا يا افندم بتدوروا على حاجة معينة"
هيام:"عايزين فستان علشان خطوبة"
البائعة:"علشان القمورة دى"
اشارت البائعة الى وتين التى كانت تنظر الى الأرض ولم ترفع رأسها الا عندما سمعت كلام البائعة فهى تظنها العروس
هيام بغيظ:" لاء ده علشانى انا"
البائعة:"اه اسفة اتفضلى حضرتك اختارى وشوفى اللى يناسبك"
قامت هيام باختيار عدة فساتين لقياسها ودخلت الى البروفة المخصصة لقياس الفساتين
البائعة:"وانتى مش عايزة فستان"
وتين بصوت منخفض:"لا مش عايزة"
البائعة:"لاء ليه احنا عندنا فساتين جميلة وعليكى هتبقى روعة انتى جميلة"
وتين:"شكرا على ذوقك"
البائعة:"انا بتكلم جد انتى لو لبستى مع جمالك ده تخطفى القلوب بسرعة"
وتين:"وانا مش عايزة اخطف قلب حد"
البائعة:"باين عليكى حزينة اوى"
وتين:"متشغليش بالك"
خرجت هيام وهى ترتدى فستان لتعرف رأيهم فيه
هيام:"حلو الفستان ده"
وتين بقلة حيلة:"حلو"
هيام:'ينفع يعنى يوم الخطوبة"
وتين:"ينفع مبروك"
كانت كل افعال هيام تضايق وتين ولكنها لا تستطيع الاعتراض فهى اصبحت تتحمل فوق طاقتها
هيام:"خلاص هاخد ده"
البائعة:"مبروك عليكى الفستان"
هيام:"شكرا"
حملت وتين الحقيبة التى تحوى كل ما اشترته هيام من اجل خطبتها تمشى بخطوات ثقيلة فهى تريد ان تصرخ الآن فهى لم تعد تقوى على تحمل المزيد وصلوا الى المنزل أمرتها هيام بان تضع الاغراض فى الغرفة
هيام:"دخلى الشنط فى اوضتى"
وتين باستسلام:"حاضر"
دخلت وتين الى غرفة هيام وضعت الاغراض على السرير ثم فرت هاربة الى غرفتها تحتمى بين جدرانها التى اصبحت تشهد على عذابها الذى لن ينتهى ودموعها التى لا تجف من تلك العينان التى اصبح مصيرها البكاء الدائم
***
سمع رنين هاتفه قام بالرد عليه ببعض الكلمات المختصرة ورمزى جالسا لم يفهم شئ مما يحدث
رمزى:"انت كنت بتكلم مين"
ثائر:"ايه فضولك ده وعايز تعرف ليه"
رمزى:"بجد يا ثائر فى ايه"
ثائر:"فى ان شكلى قربت الاقى الراجل اللى بدور عليه"
رمزى:"فرج ! "
ثائر:"ايوة هو وشكل النهاردة ميعاد تصفية الحساب"
رمزى:"ثائر علشان خاطر ربنا بلاش يا اخى المشوار ده متخاطرش بنفسك"
ثائر:"مش هقدر يا رمزى انا مبنامش من غير كوابيس عايز اخلص من الكابوس ده بقى واخد حق رؤوف"
حاول رمزى ثنيه عن قراره الا انه أبى ان ينصاع لكلام صديقه وبالفعل فى منتصف الليل كان ذاهبا الى ذلك المكان مرتديا ذلك القناع لم يصدق انه رأى ذلك الرجل وجد نفسه يقفز من الحلبة صوب ذلك الرجل رأه فرج يقترب منه عقد حاجبيه من يكون ذلك الرجل الذى يقترب منه بخطوات تشبه الركض وجد نفسه يفر هاربا حتى بدون ان يعرف لماذا يطارده ظل يجرى خلفه فى تلك الازقة الضيقة وكلما حاول الاقتراب منه فر من بين يده حتى استطاع فى الاخير ان يقبض على ملابسه يثبت جسده يطرحه أرضاً ينظر اليه بقلب قد احرقته الحسرة والانتقام لم يدرى بنفسه الا وهو يكيل له من الضربات والصفعات ما جعل وجه ذلك الرجل مخضب بالدماء
فرج بخوف:"انت مين وعايز منى ايه بتعمل فيا ليه كده هو انا اعرفك"
ثائر:"انت متعرفنيش بس انت وجعت قلبى على اعز انسان عندى ومش هسيبك الا لما اخد حقى منك"
فرج:"سيبنى بقولك سيبنى"
ثائر:"دا انا ما صدقت لاقيتك انت لازم تقولى مين اللى حرضك تحط القنبلة فى عربية العميد رؤوف العمرى انطق احسن ما اخلص عليك"
فرج:"وانت ايه علاقتك بيه انت وبتسال ليه"
ثائر:"متردش على سؤالى بسؤال انطق"
وعاد الى ضربه مرة اخرى بكل ما يحمله من غيظ وغضب حتى كاد ان يشعر ان هذا الرجل على وشك ان يلفظ أنفاسه الأخيرة بين يديه
فرج بألم:"هقولك بس سيبنى هقول"
ترك ثائر ملابسه فاعتدل فرج فى وقفته وعلى حين غفله قام باشهار سلاح ابيض فى وجه ثائر حاول ان يتفاداه الا انه اصاب باطن يد ثائر استغل انشغال ثائر بجرح يده وفر هاربا حاول ان يلحقه ولكنه اختفى تماما من أمامه لعن ثائر ذلك الحظ العسر الذى جعله يهرب من بين يديه فهو كان على وشك معرفة من هو العقل المدبر لكل ما حدث فشل فى ايجاده فعاد الى منزلة بخيبة أمل كبيرة وأيضاً بجرح فى يده
***
"فى الجامعة"
دخلت الى قاعة المحاضرات لم يكن احد موجود بها فانتهزت هذه الفرصة ووضعت رأسها على الطاولة امامها تحاوط رأسها بيديها لم تنتبه للذى دخل للتو ورأها على تلك الصورة ظل يتأملها وهى نائمة بهذا الشكل فإلى متى ستظل عنيدة ولا تجعله يقترب منها سار اليها بخطوات ثابتة فهى لم تكن نائمة سمعت وقع أقدام تقترب منها رفعت رأسها وجدت هيثم يقترب منها نظرت اليه بشراسة فهى الان لا تتحمل ان يقترب منها أحد
وتين:"نعم فى ايه"
هيثم:"فى ايه ! انا كلمتك"
وتين:'امال بتقرب منى ليه"
هيثم:"انا شفتك نايمة افتكرت فى حاجة فكنت بطمن عليكى"
وتين:"وانا متشكرة لاهتمامك وياريت بقى تبعد عن طريقى"
هيثم:'انتى ليه عنيدة كده ومش عيزانى اقرب منك"
وتين:"لان انا مش حابة كده او يمكن علشان انا اتربيت كده مخليش اى حد مليش علاقة بيه يقرب منى"
هيثم:"ما احنا ممكن يكون بنا علاقة"
نظرت اليه بازدراء شديد فماذا يقول؟ ولماذا يفكر بها بهذه الطريقة المقرفة؟
وتين:"انت عارف لولا ان احنا فى الكلية ومش عايزة شوشرة انا كنت عرفتك مقامك كويس"
لم يستطيع هيثم التفوه بأى كلمة اذ لاحظ دخول الطلاب والدكتور فجلس فى مكان بعيد عنها وضعت تركيزها فى المحاضرة وعندما انتهت انصرفت سريعا من القاعة حتى لا يعود ويضايقها مرة اخرى وصلت الى مكانها المفضل على البحر وجدت مريم كالعادة فى انتظارها اقتربت منها بابتسامة فهذه الفتاة اصبحت مهمة جدا لديها فهى من تعاملت معها بحب ينسيها ما تلاقيه على يد هؤلاء الناس التى تعيش لديهم
وتين:"السلام عليكم"
مريم بابتسامة صافية:"وعليكم السلام اتأخرتى النهاردة"
وتين:"على ما خلصت محاضرات"
مريم:"انتى اخبارك ايه"
وتين باحباط:"الحمد لله عايشة"
مريم:"ان شاءالله دايما بخير"
وتين:"تسلمى يا مريم"
مريم:"انا النهاردة قولت لدادة تعملنا غدا حلو اوى علشان تيجى تتغدى معايا"
وتين:"معلش مش هقدر"
مريم برجاء:"علشان خاطرى تعالى معايا"
وتين:"انا لو اتأخرت ممكن يزعقولى"
مريم:"مش هأخرك هنتغدا وامشى على طول"
امام إلحاح مريم وافقت وتين على الذهاب معها رضخت لرغبتها فهى غير مستعدة للعودة الى المنزل وتسمع المزيد من الكلمات المهينة
وصلوا الى الشقة فتحت مريم الباب دخلوا الى الصالة استقبلتهم حسنية
حسنية:"حمد الله على السلامة"
مريم:"الله يسلمك يا دادة حضريلنا الغدا"
حسنية:"من عنيا ازيك يا وتين"
وتين:"الحمد لله كويسة"
ذهبت حسنية الى المطبخ لتحضير الأكل نظرت مريم الى وتين
مريم:"انا هدخل اغير هدومى شوية وجاية يا وتين"
وتين:"ماشى اتفضلى يامريم"
مريم:'البيت بيتك مش هتأخر جوا"
وتين:"تسلمى يا مريم براحتك"
ذهبت مريم الى غرفتها وذهبت وتين الى الشرفة لتنعم بالهواء المنعش اغمضت عينيها وظلت تستنشق الهواء بلذة وكأنها محرومة من التنفس
كان ثائر قد وصل الى الاسكندرية خرج من سيارته يحمل بيده الحقيبة الخاصة به صعد الى الشقة قام بفتح الباب بهدوء ثم دخل واغلف الباب خلفه وضع الحقيبة من يده لمح فتاة تقف فى الشرفة ظن انها مريم اقترب منها بابتسامة عريضة سمعت وتين صوت اقدام متجه اليها كان لايفصله عنها سوى مسافة صغيرة فى ذلك الوقت استدارت وتين ناحيته عقد حاجبيه استغرابا من تكون هذه الفتاة التى كان على وشك احتضانها ظنا منه انها مريم عندما رأها ارتد الى الخلف بضع خطوات وهى ايضا شعرت بخوف من يكون ذلك الرجل فهى تعرف ان لا يوجد فى الشقة سوى مريم وحسنية فمن اين أتى؟ وكيف دخل الى الشقة ؟ خافت وتين ففى الاخير لا يوجد سواها هى ومريم وحسنية بالشقة فهى تخشى ان يفعل بهم شئ فهن لن يستطيعن ان يتصدوا له فكيف ذلك وهو بتلك البنينة الجسدية التى يستطيع بها أن يتغلب عليهم بكل سهولة فكيف السبيل لها لمقاومته فهى فى الاساس لا تصل الا لمستوى كتفه فيستطيع بيد واحدة فقط ان يدق عنقها
ثائر باستغراب:"انتى مين وبتعملى ايه هنا فى الشقة"
وتين:"انت اللى مين ودخلت هنا ازاى"
ثائر:"انا اللى بسألك انتى مين وبتعملى ايه هنا انطقى بسرعة "
وتين بخوف: "انت حرامى"
ثائر بذهول:"حرامى !"
وتين:"قول انت مين ودخلت هنا ازاى اكيد انت حرامى صح محدش يدخل البيت من غير أصحابه ما يعرفوا غير الحرامى"
ثائر:"بطلى كلمة حرامى دى انتى فاهمة شوفتينى سرقتك ثم والله انا المفروض اللى اسأل بتعملى ايه فى شقتى"
وتين:"شقتك ايه يا كداب دى مش شقتك"
ثائر:'وكمان كداب لا دا انتى زودتيها على الاخر امال شقة حضرتك ولا ايه هو فى ايه بالظبط عايز اعرف"
وتين:"انت شكلك عايز اطلبلك البوليس"
ثائر ببرود:"وماله ميضرش برضه على الاقل اعرف انتى دخلتى شقتى ازاى يا آنسة"
وتين:"برضه بتقول شقتك دى شقة مريم"
ثائر:"وهى فين مريم يا مريم مريم"
نادى ثائر على مريم بصوت مرتفع فهو يريد ان يعرف من تكون تلك الفتاة التى تتحدث معه بهذه الطريقة
سمعت مريم صوته خرجت من الغرفة وجدته يقف مع وتين فى الشرفة جرت عليه
مريم بفرحة:"ايه ده حمد الله على السلامة انت جيت امتى"
ارتمت مريم فى أحضانه كان يضمها بحنان وعيناه لا تفارق تلك الفتاة الواقفة بذهول لا تعرف ما علاقة هذا الرجل بمريم
ثائر:"لسه واصل دلوقتى مين الانسة دى يا مريم"
مريم:"دى وتين اللى قولتلك ان انا اتعرفت عليها هنا على الشط"
ثائر:"اااه هى دى بقى أهلا يا آنسة"
وتين بتساؤل:"مين الراجل ده يا مريم دا انا افتكرته حرامى"
عندما سمعت مريم ذلك اطلقت ضحكة عالية بصوت رنان الأمر الذى زاد من نرفزة ثائر وغضبه
ثائر بغيظ:"انتى بتضحكى على ايه عايز أعرف"
مريم:"انا اسفة بس هو فى يا وتين حرامى عسل وشيك كده"
وتين:"وانا ايش عرفنى هو مين"
مريم:"ده يا ستى يبقى عمى"
وتين:"عمك!"
مريم:...........
***
رايكم يا حلوين اوي
(دمية فى يد غجرى)
البارت الرابع
عندما سمعت "مريم" أطلقت ضحكة عالية بصوت رنان الأمر الذى زاد من نرفزة "ثائر" وغيظه
ثائر بغيظ:"انتى بتضحكى على ايه عايز أعرف"
مريم:"انا اسفة بس هو فى يا وتين حرامى عسل وشيك كده"
وتين:"وانا ايش عرفنى هو مين"
مريم:"ده يا ستى يبقى عمى"
وتين:"عمك!"
مريم:"ايوة ده عمى ثائر اخو بابا الله يرحمه"
سمعت وتين ذلك ابتلعت ريقها عدة مرات من احراجها فهى نعتته بصفة الحرامى فى حين انه هو مالك تلك الشقة وعم مريم حاولت الاعتذار خرج الكلام منها بصعوبة
وتين باحراج:"اه تشرفنا وانا أسفة على اللى حصل"
ثائر:"حصل خير اهلا يا انسة وتين"
مريم:"بس انت متصلتش ليه تقولى انك جاى النهاردة"
ثائر بابتسامة:"حبيت اعملهالك مفاجئة ايه رأيك"
مريم:"احلى مفاجئة دى ولا ايه الدنيا كلها نورت"
ثائر:"ماشى يا بكاشة انا داخل اغير هدومى عن اذنكم"
مريم:'طب بسرعة بقى علشان نتغدا كلنا سوا"
ثائر:"ماشى مش هتأخر عليكم"
ذهب "ثائر" الى غرفته اخذ ملابس له وذهب الى الحمام
كانت "وتين" تريد الهروب من المكان بأى طريقة وخاصة بعد ماحدث ذهبت "مريم" الى المطبخ لاخبار "حسنية" بحضور "ثائر"
مريم:"دادة عمو ثائر وصل اعملى حسابه معانا فى الغدا"
حسنية:"هو وصل امتى "
مريم:"لسه واصل دلوقتى هو هيغير هدومه ويخرج دلوقتى"
حسنية:"من عنيا الاتنين ثوانى والاكل يكون جاهز"
مريم بابتسامة:"تسلم عينيكى يا دادة"
حاولت "وتين" ايجاد عذر مقبول لتفر من ذلك المكان قبل ان يخرج من غرفته فهى لن تستطيع مواجهته مرة أخرى بعد هذا الموقف المحرج
وتين:"مريم معلش انا لازم امشى دلوقتى"
مريم:"تمشى فين احنا هنتغدا مع بعض احنا مش متفقين"
وتين:"لاء مش هينفع انا لازم امشى دلوقتى حالا"
مشت عدة خطوات ناحية الباب ولكنها سمعت صوت جعلها تقف فى مكانها
ثائر:" انتى راحة فين يا آنسة وتين"
وتين بتلعثم:"انا لازم امشى اصل اصل انا يعنى"
ثائر:"هى مش مريم قالتلك اقعدى اتغدى معانا"
وتين:"مش هينفع انا اسفة لازم امشى"
مريم:"ليه بس مش كنا متفقين نتغدا سوا ولا رجعتى فى كلامك"
ثائر:"انتى عايزة تمشى علشان انا موجود يعنى"
وتين:'لا ابدا حضرتك بس مش لازم أتأخر البيت مش قريب من هنا"
ثائر:"لو كده اقعدوا لوحدكم انا اساسا مش جعان عن اذنكم"
وتين:"لا استنى حضرتك"
مريم:'هو حد يقعد التانى يمشى احنا مش هناكل فى يومنا ده ولا ايه"
ثائر:"جايز تكون محروجة منى ولا حاجة"
لاتجد "وتين" كلام تقوله فهى تشعر بالحرج من اى شخص غريب فهى تريد الفرار من المكان بأى طريقة
وتين:"خلاص حضرتك اتفضل بس انا لازم امشى بعد الغدا على طول"
مريم بمزاح:"ماشى اتغدى وامشى يا ستى ولا تزعلى نفسك"
جلس "ثائر" على رأس المائدة وجلست "وتين" مقابل "مريم "كانت تنظر إلى طبقها ولا ترفع رأسها ابدا كان يأكل طعامه بتأنى شديد وهو متعجباً من سلوك هذه الفتاة لاحظت مريم ان يده اليسرى بها ضماد
مريم بتساؤل:"عمو ايه الرباط اللى على ايدك ده"
ثائر:"دا جرح بسيط "
مريم بخوف:"وانت انجرحت من ايه وايه اللى حصل بليز قولى"
كانت "مريم" منذ حادث والديها حالتها النفسية غير مستقرة فاصبح لديها هاجس بأن ربما سيحدث اى شئ لعمها ايضا وتصبح وحيدة فى هذا العالم لذلك هى تخشى على "ثائر "جدا من ان يصيبه اى مكروه
ثائر:'حبيبتى اهدى انا كويس انا بس جرحت نفسى وانا مش واخد بالى"
مريم:"مش تحاسب على نفسك انا مليش غيرك"
ثائر:"متخافيش مش الجرح ده اللى هيموتنى يعنى يا مريم"
مريم:"بعد الشر عليك مش عايزة اسمع الكلام ده تانى هو مش كفاية عليا لا اب ولا ام ولا اخ ولا اخت عايز تحرمنى منك انت كمان"
ثائر بمزاح:"متخافيش ان شاء الله قاعدلك وهجوزك واجوز ولادك واحفادك"
مريم:"ان شاء الله ربنا يباركلى فيك يا عمو"
تستمع "وتين" إلى حوارهم فما اجمل تلك العلاقة التى بينهم فهو يخشى عليا كابنته وهى ايضا متعلقة به تذكرت حالها فهى لا تسمع كلمة حسنة من احد لايوجد من يكون سندها فهى لا تلقى سوى المهانة فقط فلابد ان يكون هذا الرجل له شخصية فريدة تجعل ابنة اخيه متعلقة به بهذا الشكل فهو يعاملها بحنان واهتمام كبير
اخذت بعض اللقيمات الصغيرة وهبت واقفة تريد الذهاب
وتين:"عن اذنكم انا همشى"
مريم:"انتى لحقتى كلتى يا وتين انتى مكلتيش حاجة"
وتين:"الحمد لله شبعت عن اذنكم"
قالت ذلك وذهبت الى الباب فتحته وخرجت سريعا من الشقة
ثائر:"هى مالها البنت دى"
مريم:" مالها فى ايه"
ثائر:"زى ما يكون فى حد هيموتها لو هى اتأخرت برا البت او زى ما تكون فى عفريت مستنيها"
مريم:"انت بتقول فيها يا عمو'
ثائر:"هو باباها ومامتها قاسيين معاها اوى كده"
مريم:"هى باباها ومامتها متوفين اصلا "
ثائر:"امال هى خايفة من مين بالشكل ده والرعب اللى على وشها ده"
مريم:"من الناس اللى هى عايشة معاهم"
ثائر:"يا سلام للدرجة دى يعنى الناس دى مخاوفينها"
مريم:"واكتر دى عايشة معاهم فى جحيم يا عمو معذبنها"
ثائر باهتمام:" ازاى يعنى يا مريم"
قصت عليه "مريم" كل ما أخبرتها به "وتين" عن حياتها من يوم وفاة والديها الى اليوم
ثائر:"وانتى عرفتيها ازاى يا مريم واتصاحبتى عليها"
مريم بحذر:"كنت هغرق وانقذتنى وجابتنى لحد الشقة هنا"
ثائر بعيون متسعة:'كنتى هتغرقى ومقولتليش يا مريم على الموضوع ده"
مريم:"محبتش اسببلك قلق او اخوفك عليا"
ثائر بعصبية:"قلق! يعنى حاجة زى دى تحصل وانا معرفش ازاى"
مريم:"اهدى بس وبلاش تتعصب"
ثائر:"اتعصب ! انتى بتستهبلى يا مريم"
مريم:"مش حكاية استهبال والله انا محبتش اخضك والموضوع عدى على خير الحمد لله"
ثائر:"الظاهر بعد كده مش هخليكى تخرجى من البيت وتسافرى لوحدك وتفضلى تحت عينى"
مريم:"علشان كده مكنتش عايزة اقولك لان انا عارفة انك هتعمل كده"
ثائر بحنان:"مريم انتى عارفة غلاوتك عندى وانا بخاف عليكى قد ايه"
مريم:"عارفة بس انا مبقتش صغيرة لكل ده انا دلوقتى عندى ٢١ سنة"
ثائر:"عارف انك كبرتى بس يا مريم"
مريم:'قصدك تقول ان من يوم الحادثة وانا مش مركزة فى حاجة وان انا فى عالم تانى"
ثائر بتنهيدة:"انا عارف ان الموضوع مش سهل عليكى ولا عليا بس نحاول يا مريم ان احنا نعيش الواقع متفتكريش انه سهل عليا اشوف اخويا الكبير واللى كان مربينى انه خلاص اختفى من حياتى دى مش حاجة سهلة بس المسئولية اللى سيبهالى كبيرة انتى والشغل والشركة وانا لازم اكون قد المسئولية دى يا مريم"
مريم:"وانت يا عمو مش مقصر فى حاجة ابدا ربنا ما يحرمنى منك"
ثائر:"يبقى خلاص بقى ترجعى كليتك علشان تتخرجى وتيجى الشركة تشتغلى علشان انتى ليكى نصيبك فى الشركة بتاع باباكى ولازم تحافظى على مالك"
مريم:"انا نصيبى فى الحفظ والصون طالما معاك"
ثائر:"برضه يا مريم ده حقك حتى كمان دلوقتى الارباح السنوية لازم تعرفى نصيبك ايه"
مريم:"شوف نصيبى ايه وحطهولى فى حسابى فى البنك زى ما بتعمل كل سنة"
ثائر:"من غير ما تعرفى ولا تشوفى الحسابات وتعرفى ليكى ايه"
مريم:"مفيش بنا الكلام ده يا عمو انت معاك الفلوس تزيد"
ثائر:"ايوة يا اونطجية اضحكى عليا زى كل مرة بالكلمتين دول"
مريم:"انا اونطجية! ثم انت يعنى بسم الله ماشاء الله مش محتاج انك تظلمنى او تاكل حقى انت مش محتاج تعمل كده"
ثائر:'وانا مش قد ان انا اتحاسب على اكل مال يتيم يا مريم لم اقف بين ايدين ربنا"
مريم:"ربنا يباركلى فيك مقولتليش هى سيلا فين"
ثائر:"مسافرة عندها صفقة هتخلصها فى دبى"
مريم:"هى مبتقعدش ابدا على طول مسافرة كده"
ثائر:'انتى عارفة هى عاشقة للبزنس والاعمال"
مريم:"وانت ياعمو هترضى بعد جوازكم انها تفضل تسافر من مكان لمكان ووقتها كله لشغلها"
ثائر بتنهيدة:"مش عارف يا مريم"
مريم:"بس يعنى لازم يكون عندها وقت ليك وللبيت"
ثائر:"ربنا يسهل يا مريم"
هو يعلم جيدا ان "سيلا" بعد زواجهم ستقضى معظم وقتها بين العمل والسفر فأحيانا يفكر لماذا ارتبط بها هل لانه اعجب بعقلها وتفكيرها؟ فهى مثال للمرأة القوية التى لا تنحنى لاى ظروف فأحيانا يشعر ان ليس لديها قلب يخفق بين ضلوعها
ثائر:"انا هقوم ارتاح شوية من المشوار ماشى"
مريم:"ماشى علشان باليل تعزمنى على العشا برا وتفسحنى فسحة حلوة انت وعدتنى"
ثائر:"بس كده احلى عشاوفسحة لاحلى مريومة فى الدنيا"
مريم...ربنا ميحرمنيش منك يارب احلى عم ده ولا ايه"
ثائر:"تصدقى انا مبسوط ان حالتك النفسيه اتحسنت شوية وابتديتى تتكلمى وتضحكى وتبتسمى وتهزرى"
مريم:'جايز ده بسبب وتين"
ثائر باستغراب:"ازاى يعنى بسببها مش فاهم"
مريم:"جايز لما سمعت حكايتها وظروفها حمدت ربنا ان انت لسه موجود جمبى وكمان الحمد لله عايشة كويس وانت مش مخلينى محتاجة حاجة اه انا خسرت بابا وماما بس دى ارادة ربنا زى المثل اللى بيقول اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته"
ثائر:"ايه العقل ده كله خلاص بقى ان شاء الله لما نرجع البيت ترجعى كليتك"
مريم:"ان شاء الله يا عمو ادخل ارتاح انا صدعتك"
ثائر..."ماشى"
دخل "ثائر "الى غرفته لينال قسط من الراحة من عناء السفر ولكن ذهنه مازال مشغولا بسبب تعلق ابنة اخيه بتلك الفتاة صاحبة العينان الرماديتان
***
عادت "وتين" الى المنزل وجدت" سمير "ينتظر فى الصالة برفقة امه واخته ينظر لها نظرات تهديد فعلى الاغلب ان امه واخته قاموا بتحريضه عليها وستنال منه حاليا إهانة ربما ستصل إلى الضرب
سمير:"كنتى فين لغاية دلوقتى يا وتين"
وتين:'كنت فى الكلية كان عندى محاضرات كتير"
هيام:"كدابة محاضراتك خلصانة من اكتر من ساعتين"
عايدة:"كنتى بتتسرمحى فين لدلوقتى"
وتين:'حضرتك ميصحش كده"
هيام:"عملالنا فيها الست المؤدبة أوى وانتى ماشية على حل شعرك"
وتين بغضب:"انا مسمحلكيش باللى بتقوليه ده يا هيام ماشى"
قام "سمير" من مكانه وقف امامها وبدون مقدمات رفع يده وصفعها على وجهها بقوة لدرجة ان شفتيها نزفت من قوة قبضة يده على وجهها
سمير:"وكمان ليكى عين تردى عليهم يا قليلة الادب يالى ما تربتيش انتى مفكرة ان هسيبك تحطى راسنا فى الطين بعمايلك"
وتين بدموع وخوف:"والله ما عملت حاجة ولا ليا فى الكلام ده خالص"
قام بامساكها من حجابها بقوة لدرجة المتها وظل يهز فى رأسها بتهديد
سمير:"انتى عارفة لو ملمتيش نفسك واحترمتى نفسك مش هتعرفى انا هعمل فيكى ايه هخلى عيشتك اسود من السواد"
وتين ببكاء:"أكتر من الله انا فيه ده انا عايشة فى عذاب"
سمير:"اللى اقول عليه يتسمع ويلا غورى على اوضتك"
جرت "وتين" من أمامه دخلت الى غرفتها وضعت يدها على وجهها وهى تذرف من الدموع ما يمزق قلب من يراها وعندما نظرت الى يدها وجدت دماء شفتيها على أصابعها قامت باحضار بعض الاسعافات الاولية لتعالج جرح شفتيها
كانت "هيام" تجلس بشعور الفرح فهى عندما ترى "وتين" تبكى تشعر بسعادة غامرة تلك الفتاة الحقودة التى تتمنى هى وامها زوال "وتين" من الدنيا بأسرها
عايدة:"أظن انتى فرحانة فيها دلوقتى"
هيام بابتسامة:"اوى اوى يا ماما انا مش عارفة ايه قوة التحمل اللى هى فيها دى كل مرة اقول هتسيب البيت وتطفش برضه قاعدة على قلبنا جايبة الصبر ده كله منين مش عارفة"
عايدة:'هتروح فين يا حسرة هى ليها مكان الا هنا هى ملهاش حد غيرنا هتروح فين يعنى"
هيام:'ما تغور فى اى داهية احنا كنا نقصينها هى كمان"
عايدة:"سبيها اهى بتخدمنا يعنى شغالة ببلاش كده"
هيام:"على رأيك اهى بتشوف شغل البيت بس مش عارفة بتقدر تعمل ده ازاى شغل البيت وكليتها والمحاضرات والمذاكرة بتلحق تعمل كل ده ازاى"
عايدة:"شوفى انتى بقى مش زيك بتاخدى السنة فى سنتين "
هيام بغل:"انتى بتغظينى يا ماما ولا ايه"
عايدة:"لا اغيظك ولا غيره انتى جهزى نفسك خلاص خطوبتك بعد بكرة"
هيام بهمس:'ايوة ولازم اكون احلى واجمل منها"
هى تعلم من داخلها ان ليس لها منافسة امام جمال "وتين" ولكنها تقنع نفسها انها ستتغلب عليها فى الجمال بوضع بعض المساحيق الخاصة بالتجميل
كانت تلك المسكينة ساجدة لله تدعو من قلبها ان يبعث لها بالخلاص من هؤلاء الناس فهى تفكر أحيانا فى ترك المنزل ولكن اين ستذهب فالراتب الذى تقبضه من معاش والدها الراحل لا يكفى لدراستها ولاستئجار غرفة لتعيش فيها بعيدا عنهم فماذا تفعل؟ فلو لديها الوقت كانت ستبحث عن عمل وتستطيع تدبير المال اللازم لها ولكنهم لا يتركونها فى حالها فهم يتعاملون معها على أنها الخادمة الخاصة بهم التى يجب ان تطيع اوامرهم وليس لها حق الاعتراض وأيضاً تخشى على نفسها من العيش بمفردها فهى اولا واخيرا فتاة جميلة تخاف على نفسها من الوقوع بين براثن بعض الذئاب البشرية ويحدث لها مثلما تقرأ عن تلك الحوادث فى الجرائد من حوادث الإعتداء والقتل
وتين بدموع ورجاء:"يارب ارحمنى من الناس دى يارب انا تعبت ومش قادرة استحمل أكتر من كده يارب ابعدهم عنى يارب وابعد عنى شرهم"
ظلت تناجى ربها وتدعوه حتى غفت على سجادة الصلاة
***
سعدت مريم بقضاء ذلك الوقت برفقة عمها فهو اخذها الى مطعم فاخر لتناول العشاء وايضا قاموا بزيارة بعض الاماكن فاليل كان ساحرا شعرت بالسعادة كطفلة صغيرة
كان كلما يراها تبتسم لا يصدق ان هذه هى ابنة اخيه الذى كانت تعيش بعالم خاص بها بعد موت والديها فهى حتى كانت لا تنتظم فى حضور محاضراتها لذلك أرسلها إلى هنا لتبتعد عن الجو الخانق بالقاهرة الذى يذكرها بما حدث بعد انتهاءهم من التجول في الشوارع عادوا إلى الشقة
ثائر:" الفسحة عجبتك يا مريم"
مريم بحماس:" اوى اوى يا عمو انا مكنتش اعرف ان فى اماكن جميلة كده هنا دا كأن انا اول مرة اشوفها"
ثائر:" اهم حاجة انك انبسطتى يلا بقى روحى اوضتك وانا هروح انام انتى فرهدتينى النهاردة ههههه"
مريم:" لاء ما انا كل يوم هتفسحنى كده مليش دعوة"
ثائر:" بس كده الجميل يأمر يلا بقى علشان ادخل اصلى وانام"
مريم:" ماشى تصبح على خير"
ثائر:"وانتى من اهله يا حبيبتى"
ذهبت "مريم" الى غرفتها وهو أيضاً توضأ أدى صلاته تمدد على سريره يتابع اخبار العمل عن طريق الهاتف فهو يفعل ذلك دائما قبل نومه وجد مكالمة هاتفية واردة من خطيبته المدعوة "سيلا " اعتدل فى جلسته وترك سريره كان يقف فى الشرفة الخاصة بغرفته قام بفتح كاميرا الفيديو حتى يستطيع ان يراها عندما وقع نظرها عليه ابتسمت تلك الابتسامة المغرية التى تليق بها فهى جميلة جدا بل فاتنة فى جمالها القادر على سلب عقول الرجال ولكنها تفضل ان يغرم ويعشقها الرجل بدون ان تفرط فى قلبها فكأنها تحيط قلبها بسور من ثلج
سيلا بابتسامة:"حبيبى عامل ايه النهاردة وحشتنى"
ثائر:"تمام الحمد لله اخبارك ايه"
سيلا:"تمام اوى الصفقة قربت تنتهى"
ثائر:"لسه فاضل كتير على ما ترجعى"
سيلا:"لسه حوالى اسبوعين على ما ارجع مصر"
ثائر:"لسه ده كله يا سيلا"
سيلا بدلع:"ايه وحشتك اوى كده يا حبيبى"
ثائر:"اصل مش ظريفة ان انتى تكونى مسافرة وانا قاعد مستنيكى ده كله يا سيلا على ما ترجعى وكل لما اكلمك فى موضوع الجواز تقوليلى نستنى شوية مش دلوقتى الصراحة مبقتش عارف انتى عيزانى ولا مش عيزانى ولا عايزة ايه بالظبط"
سيلا:"انت عارف يا ثائر الجواز مش حاجة سهلة دى خطوة مهمة جدا فلازم اخد وقتى فى التفكير"
ثائر:"براحتك يا سيلا على الاخر خدى الوقت اللى يريحك"
سيلا:"انت زعلت منى يا حبيبى"
ثائر:"لاء مزعلتش عادى هى دى اول مرة نتكلم فى الموضوع ده"
سيلا:"انت فى القاهرة ولا فين"
ثائر:"لاء فى اسكندرية انا ومريم علشان تغير جو شوية"
سيلا من غير نفس:"اه مريم قولتلى بقى"
ثائر:"قصدك ايه بكلامك ده يا سيلا علشان انا مبيعجبنيش طريقة كلامك بالشكل ده"
سيلا:"هو بعد جوازنا برضه هتفضل مشغول بمريم وحياة مريم كل حاجة مريم مريم"
ثائر:"ايوة طبعا دى بنت اخويا يعنى لحمى ودمى ومش هخليها تبعد عنى"
سيلا بتأفف:"هى مبقتش صغيرة علشان تفضل شايل همها كده يا ثائر"
ثائر:"لاء هفضل شايل همها حتى بعد ما تتجوز هى ملهاش غيرى بعد ربنا وانا معنديش استعداد اسيبها او افرط فيها لمجرد انك مش عاجبك الحال او مش جاى على هواكى"
سيلا:"انا مش حابة ان حد يقاسمنى او يشاركنى فيك"
ثائر:"تقاسمك فيا ازاى هى بنت اخويا وانتى هتبقى مراتى كل واحدة ليها مكانة عندى مختلفة عن التانية وعلشان تبقى عارفة يا سيلا كله الا مريم حتى لو اضطريت ان انا وانتى ننفصل بس مش هخليها تبعد عنى مفهوم كلامى ولا مش مفهوم علشان بس ابقى واضح وصريح معاكى"
سيلا:"للدرجة دى يا ثائر"
ثائر:"ايوة للدرجة دى انا قولتلك دى لحمى ودمى ومش هفرط فيها وخلى الكلام ده حلقة فى ودنك علشان منتعبش مع بعض بعدين وكل حاجة تبقى واضحة من اولها"
هى تعلم انه اذا اراد شئ فهو يفعل المستحيل كى يحصل عليه فهى من الافضل ان تسايره حتى تتمكن منه ثم ستتصرف هى فى ذلك الموضوع فهى تريد ان تصبح سيدة منزله بدون منازع
سيلا:"خلاص اهدى يا حبيبى كل اللى انت عاوزه اعمله"
ثائر:"ايوة كده انتى عارفة مبحبش حد يعاندنى فى الكلام ولا يمشى كلامه عليا حتى لو كان مين"
سيلا:"عارفة يا ثائر الكلام ده وانا عندى ليك مفاجأة لما ارجع هنبتدى نجهز لفرحنا انا وانت"
ثائر:"ان شاء الله ترجعى بالسلامة"
سيلا:"الله يسلمك يا حبيبى سلام"
ثائر:"مع السلامة"
انهى مكالمته معها ولكنه لم ينتبه لتلك الفتاة التى تقف على بعد مسافة صغيرة منه وكانت دموعها على وجهها فهى سمعت تلك المكالمة وسمعت ايضا ان خطيبته لا تريدها ان تعيش معهم نظر اليها وعلم من منظر وجهها انها سمعت كل شئ فكانت الشرفة ايضا متصلة بغرفة "مريم" لذلك هى سمعت حوار عمها مع خطيبته
ثائر:"بتعيطى ليه يا مريم"
مريم بدموع:"عمو لو انا هسببلك مشكلة مع سيلا انا هرجع اعيش فى بيت بابا الله يرحمه"
ثائر بغضب:"ايه اللى انتى بتقوليه ده ترجعى فين انتى مش هتسيبى بيتى الا وانتى راحة بيت جوزك انتى فاهمة يا مريم"
مريم:"مش عايزة اكون السبب فى ان يحصل خلاف بينك وبينك خطيبتك"
ثائر:'لو هى مش عاجبها مع السلامة تروح واحدة ييجى الف بدالها لكن انا مليش غير بنت اخ واحدة هى انتى يا مريم وانتى عارفة معزتك وغلاوتك عندى"
مريم:"عارفة يا عمو وسمعت كلامك وانك مش عايز تفرط فيا"
ثائر:"ومش هيحصل دا حتى لما تتجوزى لو جوزك زعلك انا هعلقه من رجليه"
ابتسمت "مريم" رغما عنها اقترب منها اخذها فى أحضانه بحنان يمسح دموعها
ثائر:"مش عايز اشوف دموعك تانى ماشى انا ما صدقت ان انتى بقيتى تضحكى وتبتسمى"
***
أدت ماعليها من مهام يومية قبل ذهابها الى كليتها أثناء ارتداءها حجابها لمحت اثار الضرب على وجهها جمدت عيناها فهى اصبحت لا تقوى على ذرف الدموع أيضاً وكأن كل شئ حى بها قد مات اصبحت نجمة بلا بريق مظلمة معتمة وربما ستظل حياتها هكذا حتى تترك هذا العالم اخذت كتبها وحقيبتها وخرجت من المنزل تمشى بلا هدف تاركة قدميها تسوقها الى حيث تريد وجدت نفسها فى الجامعة خفضت وجهها حتى لا يلاحظ احد ما اصاب وجهها جلست مكانها فهى حتى لا تستمع الى ما يقوله الدكتور فهى فى عالم اخر انتهت المحاضرة قامت من مكانها قاصدة ذلك المكان الذى ربما تجد به تلك الفتاة الوحيدة التى تشعرها أنها إنسانة ومازالت على قيد الحياة
تناول "ثائر" افطاره مع "مريم" اراد الاقتراح عليها ان يذهبوا الى الشاطئ
ثائر:" بقولك ايه ما تيجى ننزل نروح البحر"
مريم:"فكرتنى انا كنت ناسية خالص"
ثائر باستغراب:"ناسية ايه بالظبط"
مريم:"وتين ممكن تكون قاعدة على الشط دلوقتى وانا كنت بحب اقعد معاها"
ثائر:"خلاص روحى شوفيها"
مريم:"مش هتيجى معايا تنزل تتمشى شوية"
ثائر:"لاء هنزل معاكى انا اصلا كنت عايز انزل اتمشى انا وانتى على البحر"
لايعرف هل سيخرج ليتمشى معها ام لانه يريد ان يرى تلك الفتاة صاحبة العينان الرماديتان التى استطاعت ان تعيد لابنة اخيه ابتسامتها مرة اخرى
***
"فى منزل أسامة"
أفكار كثيرة تعصف بعقله هل ما فعله خطأ فعلا هل يمكن ان تكون تلك الفتاة مظلومة هل تسرع فى خطبة" هيام" فالغضب كان مسيطرا عليه واعماه ولم يفيق مما حدث الا وهو طالب يد" هيام" فماذا يفعل اذا صح كلام والديه وكانت "وتين" مظلومة هل اذا اتضحت الحقيقة وعاد اليها ستقبل به ام كرامتها ستثور عليها
أسامة:"لاء لاء هى مش مظلومة انا شفت الصور بعنيا طب لو طلع كل ده كدب وهى فعلا مظلومة هيبقى ايه الحل ساعتها هبقى انا ورطت نفسى فى جوازى من هيام"
اثناء حديثه مع نفسه جلست والدته بجواره فهى تعلم حيرته لانها تعلم انه كان يريد الزواج من "وتين"
نادية:"ايه لسه مش عارف تاخد قرار وهتفضل تفكر كده كتير وتسأل نفسك هل انت ظلمتها ولا لاء"
التفت لها فكيف علمت انه يفكر فى هذا الموضوع وان ما يشغله هل "وتين" بريئة او لا
أسامة :"قصدك على ايه"
نادية"على موضوع جوازك اللى انت مش عارف ترسى على بر فيه ومحتار وعمال ضميرك يأنبك على اللى عملته وانت بتحاول تسكته ومش عارف"
أسامة بدهشة:"وانتى عرفتى ازاى يا ماما ان انا بفكر فى الموضوع ده"
نادية بابتسامة:"انا أمك واعرفك كويس وحاسة بحيرتك يا ابنى لان انا كنت عارفة ان عينك من وتين وانك كنت عايز تتجوزها"
أسامة بتنهيدة:"تفتكرى اعمل ايه يا ماما انا حاسس ان انا تايه ومش فاهم ولا عارف حاجة"
نادية:"مسمعتش ليه من صاحبة الشأن نفسها مواجهتهاش ليه وعرفت الحقيقة بدل الحيرة دى"
أسامة:"وهى فى واحدة هتقول على نفسها انها تعرف شاب او ليها علاقات مع زمايلها فى الكلية"
نادية:"على الاقل كان ضميرك ارتاح بدل ما انت تايه ومش عارف راسك من رجليك كلمها يا ابنى واكيد يعنى انت هتحس اذا كانت بتكذب ولا بتقول الحقيقة"
أسامة:عندك حق انا لازم اشوفها واتكلم معاها واعرف ايه حكاية الصورة دى بدل ما ادبس نفسى فى جوازة انا مش عايزها اصلا"
نادية:"ربنا يصلح ليك الحال يا حبيبى انا برضه ميهمنيش غير سعادتك ومش عيزاك تكمل فى جوازة تتعسك يا ابنى"
اخذ قراره فهو سيذهب ليتحدث معها ويعرف حقيقة هذه الصور ويعرف هل هى مظلومة حقا ؟ام ان هناك شئ لا يعرفه
***
ذهبت "مى" الى الشركة ولا تعرف لماذا ذهبت فهى تريد ان تراه وحسب ولكنها ستقابله بأى مبرر ماذا ستقول له قابلها "رمزى" قبل ان تذهب الى غرفة مكتب "ثائر" عندما رأها علم انها لم تأتى سوى لرؤية "ثائر"
رمزى:"اهلا يا انسة مى"
مى:"ازيك يا استاذ رمزى"
رمزى:"الحمد لله تمام انتى جاية لثائر فى حاجة"
مى بتوتر:"لاء بس كنت جاية علشان علشان"
رمزى:'علشان ايه فى حاجة ولا ايه"
مى:'لا ابدا بس كنت جاية اعرف لو عنده ملاحظات بخصوص الشحن"
رمزى:"بخصوص الشحن! اه بس يا خسارة ثائر مش هنا"
مى:"ليه هو فين"
رمزى:"مسافر اسكندرية"
مى بفضول:"ليه فى حاجة ولا ايه"
رمزى بلؤم:'لاء رايح يريح اعصابه اصله عقبال عندك فرحه قرب فقال بقى يروح يستجم كده يومين علشان داخل على جواز عقبال عندك يا آنسة مى"
عندما سمعت "مى" ذلك ابتلعت ريقها فهى لا تعلم انه خاطب وعلى وشك الزواج أيضاً فكيف لم تنتبه لذلك
مى:"هو خاطب"
رمزى بلؤم:"ايوة ازاى متعرفيش انتى مشفتيش الدبلة اللى فى ايده"
مى:"لاء ما اخدتش بالى على العموم مبروك ربنا يوفقه"
رمزى:"عقبال عندك يا آنسة مى"
مى:"متشكرة عن اذنك"
رمزى:"مش تستنى تشربى حاجة"
مى:"لا شكرا عن اذنك"
قالت ذلك وانصرفت من أمامه وهى تلعن غباءها فكيف لم تنتبه لكل ذلك فرجل مثله لابد ان يكون مرتبطاً فهى رسمت فى مخيلتها انها تستطيع ان تقترب منه ويكون من نصيبها
بعد انصرافها ظل "رمزى "يفكر هل ما فعله الصواب فهو لا يريدها ان تتأمل فى شئ لن يحدث
رمزى:"اقول عليك ايه يا ثائر بس مش كفاية مصايبك بس انا بلومه ليه وهو ماله ماهى اللى كانت بترسم عليه يا ترى محضرلى مصيبة ايه تانى"
سحب هاتفه من جيبه قام بالاتصال عليه ظل بضع لحظات حتى جاءه الرد على الطرف الآخر
رمزى:"اهلا باللى محطم قلوب العذارى ودنچوان عصره واوانه"
ثائر:"انت اتهبلت ياض ولا ايه مالك "
رمزى:"عارف كانت مين هنا دلوقتى فى الشركة"
ثائر:"هتكون مين يعنى"
رمزى:"مى هى اللى كانت هنا"
ثائر باستغراب:"مى !وبتعمل ايه ما العقود خلاص اتوقعت حتى اول شحنة وصلت"
رمزى:"ماهى كانت جاية تطمن على الشحنة وصاحب الشحنة"
ثائر:"والله يا ظريف"
رمزى:"على العموم انا صدمتهالك "
ثائر:"ازاى يعنى"
رمزى:"قولتلها انك خاطب وقربت تتجوز علشان متعشمش نفسها اكتر من كده"
ثائر:"خير ما عملت اول مرة تعمل حاجة تعجبنى يا رمزى"
رمزى:"بقى كده هى دى اخرتها ماشى يا ثائر"
ثائر:'انا اقدر برضه يا صاحبى"
رمزى بتوتر:"قولى مريم عاملة ايه دلوقتى"
ثائر بلؤم:"وانت بتسأل على مريم ليه"
رمزى:"بلاش يعنى اطمن عليها"
ثائر:"هى كويسة حتى كمان متقدملها عريس"
سمع "رمزى" ذلك غلى الدم فى عروقه فهو لن يسمح لاحد ان يقترب منها
رمزى بانفعال:"انت بتقول ايه"
ثائر:"مالك كده متنرفز كده ليه"
رمزى:"اسمع بقى اللى هيقرب من مريم انا هقتله"
ثائر:"ليه بقى ان شاء الله وهى تخصك فى ايه"
رمزى:"......
***
"رأيكم يا حلوين"
( دمية فى يد غجرى)
البارت الخامس
سمع "رمزى" ذلك غلى الدم فى عروقه فهو لن يسمح لاحد ان يقترب منها
رمزى بانفعال:"انت بتقول ايه"
ثائر:"ومالك كده متنرفز كده ليه"
رمزى:"اسمع بقى اللى هيقرب من مريم انا هقتله"
ثائر:"ليه بقى ان شاء الله وهى تخصك فى ايه"
رمزى:"انت هتستهبل يا "ثائر" ولا ايه متنرفزنيش احسنلك"
ثائر:"فى ايه ياض انت ما تلم نفسك ايه بستهبل دى انت نسيت نفسك ياض انت ولا ايه"
رمزى:"انا بقولك اهو اللى هيقرب منها انا هقتله فاهم ولا مش فاهم"
ثائر:"ليه ياعم الحلو ما مسيرها فى يوم تتجوز هتعنس يعنى دى مريم العرسان مش ملاحق ارفض مين ولا مين"
رمزى:"لان مريم دى بتاعتى انا يا "ثائر "ومش هتبقى لحد تانى"
ثائر:"بتاعتك ايه ما تلم نفسك احسن اجيلك انت ناسى ان انا عمها ياحيوان"
رمزي:"وانا بحبها وهتبقى مراتى ومش هتشيل اسم حد غيرى"
ثائر باستفزاز:"ومين قالك ان انا هرضى اجوزهالك أساساً ملقتش الا انت واجوزهولها"
رمزى:"توافق متوافقش انت حر هتجوزها يعنى هتجوزها وده اخر كلام عندى يا" ثائر "واللى عندك اعمله"
ثائر:"دا انت بايع بقى يا رمزى ومش هامك حاجة"
رمزى بحب:"دى مريم كبرت يوم ورا يوم قصاد عينى فضلت مستحمل ده كله علشان ييجى الوقت اللى اصارحها فيه بحبى ليها تيجى انت وعايزنى اسمع انها هتتجوز ومتجننش عليك"
ثائر ببرود:"ومين قالك انها هتتجوز يا رمزى"
رمزى:"يعنى كنت بتشتغلنى بس لما اشوف وشك يا"ثائر"
ثائر:"دا انت باين عليك واقع لشوشتك اوى يارمزى"
رمزى:"اوى اوى يا ثائر متجوزهالى بقى ينوبك ثواب يا اخى فيااعتبرها مكافأة نهاية الخدمة ههههه"
ثائر:"هههه دا انت لسعت بس مش لما اعرف رأيها الأول ايه ولا هجوزها من غير موافقتها"
رمزى بفرحة:"يعنى انت موافق يا ثائر"
ثائر:"يلا امرى لله ضل رمزى ولا ضل حيطة"
رمزى:"دا انت رخم رخامة يا اخى مشفتش زيها"
ثائر:"بقى كده طب انا رجعت فى كلامى ومش موافق واخبط دماغك فى الحيطة"
رمزى:"لااا انا اللى رخم وستين رخم كمان كله الا انت يا حبيبى"
ثائر:"ايوة كده اظبط احسنلك بحبك لما تبقى مؤدب"
رمزى:"انتوا هتغيبوا على ما ترجعوا ماتيجوا بقى"
ثائر:"هو انا لحقت اقعد هنا ثم مش عارف مريم اتعلقت بواحدة هنا ومش عارف اعمل ايه يا رمزى"
رمزى:"اتعلقت ازاى مش فاهم"
قص "ثائر "كل شئ ل"رمزى" عن معرفة "مريم" ب"وتين" وسر تعلقها بها
رمزى بخوف:"يعنى مريم كانت هتغرق"
ثائر:'ايوة ولولا ستر ربنا بعتلها البنت دى وانقذتها ومن ساعتها و"مريم" متعلقة بيها انا اول مرة اشوف "مريم" مهتمة بحد زى البنت دى"
رمزى:"خلى بالك منها يا ثائر علشان خاطرى"
ثائر:"اكيد طبعا انت هتوصينى على "مريم "دى بنت اخويا الغالى وانت عارف "مريم" ايه بالنسبة ليا"
رمزى:"عارف وعارف انت بتحبها قد ايه ربنا يسهل وتوافق وساعتها انا افديها بروحى مش بس برقبتى"
ثائر:"عارف يا حبيبى انك هتحافظ عليها وانا مأمنش عليها مع حد غيرك انت يارمزى"
رمزى:"حبيبى يا ابو الصحاب ادى الصحوبية ولا بلاش"
ثائر بمزاح:"دلوقتى بقيت حبيبك وابو الصحاب مادى حقير"
رمزى:"انت عارف انت حبيبى من زمان قولى معملتش مصيبة جديدة تفاجئنى بيها"
ثائر بمزاح:"لاء ملتزم بالتعليمات اللى قولتهالى بالحرف ومؤدب اهو ومتخانقتش مع حد"
رمزى:"طيب اذا كان كده ماشى سلملى على "مريم "بقى وياريت تحاولوا ترجعوا بسرعة"
ثائر:"يوصل ان شاء الله سلام"
رمزى:"مع السلامة"
انهى"ثائر" مكالمته مع "رمزى"التفت خلفه وجد" مريم" كأنها تبحث عن شئ ثمين فقدته ولم تجده
ثائر:"خلاص يا "مريم "يمكن مش هتيجى النهاردة انتى عمالة تدورى عليها زى ما تكون فى حاجة ضايعة منك"
مريم بحزن:'مش عارفة اتعودت اجى هنا والاقيها قاعدة فى المكان ده"
ثائر:"جايز مش فاضية او فى حاجة معطلاها او عندها ظروف مخلتهاش تيحى"
مريم:"انا خايفة يكون جرالها حاجة يا عمو ولا تكون تعبانة"
ثائر:"للدرجة دى اتعلقتى بيها يا مريم"
مريم:"مش عارفة يا عمو انا بقيت افكر فيها كتير ولما تتأخر بخاف عليها يكون جرالها حاجة"
ثائر:"بس احنا مسيرنا نرجع القاهرة وهى هتفضل هنا يعنى ايام وكل شئ يرجع لوضعه الطبيعي"
مريم:"مش عارفة بجد لما نرجع القاهرة ازاى مشوفهاش وانا اتعودت عليها هو مينفعش ناخدها معانا يا عمو البيت"
ثائر باستغراب:"ناخدها فين هى لعبة يا حبيبتى هتشتريها وتاخديها معاكى دى بنى ادمة وليها اهلها هنا وحياتها"
مريم:"بس هى قالتلى انها عايشة فى عذاب هنا والناس دول وحشين معاها ومبيعملهاش كويس"
ثائر:"احنا برضه منعرفهاش مش جايز مثلا بتكذب عليكى علشان تتعاطفى معاها او كل اللى قالتهولك ده مجرد كذب وتأليف من دماغها"
مريم:"مظنش يا عمو "وتين" مش من النوع ده وانت شفتها"
ثائر:"الله اعلم بيها يا "مريم" انا مشفتهاش غير مرة واحدة يعنى مقدرش احكم عليها من مرة شفتها فيها"
اثناء حديثهم كانت "وتين"حضرت الى المكان وجلست كعادتها ولم تنتبه لهم بسبب بعدهم عن المكان لمحها"ثائر" من بعيد
ثائر:"باين عليها جت هناك اهى"
مريم بفرحة:'بجد يا عمو "وتين" جت"
ذهبت "مريم" سريعا اليها كان يتبعها "ثائر" بخطوات رزينة واضعا يده في جيوبه ونظارة شمسية على عينيه
مريم:'وتين انتى اتأخرتى ليه النهاردة انا افتكرت انك مش هتيجى لما اتأخرتى"
التفت "وتين" الى مصدر الصوت رأت "مريم" اثار الضرب على وجهها ففزعت من منظر تلك الكدمات على وجهها
مريم بفزع:"ايه اللى فى وشك ده يا "وتين" حد ضربك ولا ايه فى كدمات زرقا فى وشك"
وتين بابتسامةمهزوزة:"لا ابدا بس انا اتخبطت كنت سرحانة وخبطت فى الحيطة وانا مش واخدة بالى"
ثائر بانفعال:"بس ده مش اثار خبط ده اثار ضرب فى حد ضاربك جامد مين اللى عمل فيكى كده وضربك بالشكل ده"
لا يعلم ماذا اصابه عندما رأى منظر وجهها وتلك الكدمات التى تحولت الى اللون الازرق فكان يريد شئ واحد فى هذا الوقت وهو ضرب من فعل بها ذلك حتى لا يستطيع الحركة بعدها
عندما سمعت صوته ورأته خفضت وجهها خوفا واضطرابا فنبرة صوته تحمل فى طياتها العديد من الانفعالات ولكنها سألت نفسها لماذا سينفعل ؟ لماذا يهمه امرها؟ ففى هذه الحياة لايوجد من يهتم بأمرها ربما سوى تلك الفتاة التى تكون ابنة اخيه فهى من رأت منها معاملة طيبة
وتين بتلعثم:"لا ابدا مفيش حد ضربنى انا اتخبطت"
مريم:"هم الناس اللى انتى عايشة معاهم عملوا فيكى كده يا وتين قولى متخافيش"
سكتت ولم ترد فايقن"ثائر" انها بالفعل فتاة تعيش حياة بائسة مع اناس لا يعرفون للرحمة سبيلاً ولكن ماذا يفعل؟فهو يتخيل اذا كانت "مريم"مكانها كان لن يتحمل ان يفعل بها احد ذلك ولكن سيدافع عنها بأى صفة وبأى شكل؟ ظلت الافكار تعصف به كثيراً شعر بسريان الدم حارا فى شرايينه بسبب إحساسه بعدم اخذ حقها ممن فعل بها ذلك
مريم:"شكلهم ناس معندهمش رحمة علشان يعملوا فيكى كده"
ثائر:"مريم اقعدى معاها انا نازل البحر هعوم شوية متتحركوش من مكانكم على ما ارجع"
هو يريد شئ يهدأ من فوران أعصابه لذلك فكر فى النزول الى البحر لعل برودة المياه تعيد اليه هدوءه اختار مكان معزول تماما حتى يستطيع ان يسبح بحريته
مريم:"وتين هم عملوا فيكى كده علشان كنتى بتتغدى معانا"
وتين:"هى دى حياتى يا مريم اللى شكلى هفضل عيشاها طول عمرى"
بعد الانتهاء من سباحته فكر فى الذهاب لشراء الشيكولاتةالتى تحبها ابنة اخيه فاشترى ما يكفى لها ول"وتين" وعاد اليهم
ثائر:"انا جبتلكم شيكولاته معايا النوع اللى انتى بتحبيه يا مريم"
مريم بابتسامة:"تسلملى ياعمو"
ثائر:"ودى علشانك يا انسة وتين"
عندما قال ذلك رفعت وجهها تنظر اليه وهو يمد يده لها ببعض الشيكولاته التى اشتراها من اجلها
وتين:"علشانى انا الشيكولاتة دى"
ثائر:"ايوة علشانك ولا انتى مبتحبيش النوع ده ممكن اغيرهولك"
وتين:"لاء شكراً هو ده النوع اللى انا كمان بحبه"
ثائر:"بالهنا والشفا"
وتين:"متشكرة جدا لحضرتك"
هى لا تصدق ان احد يتكلم معها بكل هذا الهدوء و اهداها شئ حتى وان كانت قطعة من الشيكولاتة فلماذا فعل ذلك؟ هبت وتين واقفة تريد الذهاب فهى لا تريد المزيد من الاهانة عندما تعود الى المنزل
وتين:"عن اذنكم لازم امشى دلوقتى"
مريم:"استنى احنا لسه مقعدناش مع بعض ولسه بدرى خليكى معانا شوية"
وتين:"معلش وقت تانى عن اذنكم"
قالت ذلك وفرت هاربة فهى لا تريد ان تعلق نفسها بأمال ستؤل فى النهاية الى خيبة أمل كبيرة
مريم:"شوفت بقى يا عمو انها مبتكدبش والناس دول فعلا مش كويسين معاها"
ثائر:"هى عايشة مع حيوانات دى ولا ايه فى حد يضرب بنت بالشكل ده"
مريم:"دا يمكن الحيوانات عندها رحمة دا حتى البنت اللى المفروض تبقى بنت عمها خطفت منها الشاب اللى كان جاى يخطبها"
ثائر:"يا سلام للدرجة دى كمان ايه ده"
مريم:"ايوة الناس دول معذبنها انا بقيت ادعى ان ربنا يخلصها منهم ويرحمها من الذل اللى هى عايشة فيه معاهم"
ظلت كلمات "مريم" ترن فى اذنه وعقله وبات مشغول البال بها بتلك التى عندما رأى منظر الحزن بعينيها وهو اعصابه ثائرة وعقله لا يهدأ من التفكير فكأن هناك الاف الافكار العالقة بها
ثائر:"يلا بينا نرجع الشقة علشان جوعت اوى يا مريم"
مريم:"يلا بينا"
ثائر:"على فكرة احنا هنرجع القاهرة بكرة كفاية كده انا عندى شغل وانتى لازم ترجعى كليتك بقى"
مريم باحباط:"حاضر ياعمو"
***
كانت تسير فى الشارع باحساس الإحباط وصلت إلى المنزك فتحت الباب وجدت الشقة رأسا على عقب فتذكرت ان غدا الخطبة الرسمية ل"هيام" و"اسامة" وقامت"عايدة" بلم كل هذه الاغراض لكى تعيد"وتين" ترتيبها وتنظيف الشقة
عايدة:"حمد الله على السلامة يا برنسيسة لسه بدرى"
وتين باستسلام:"الله يسلمك يا مرات عمى"
عايدة:"يلا خلصى غيرى هدومك علشان تنضفى الشقة وتروقيها انتى عارفة خطوبةهيام بكرة"
وتين بجمود:"حاضر هنضفها يا مرات عمى"
ذهبت الى غرفتها ابدلت ملابسها بملابس بيتية لتستطيع ان تقوم بتنضيف هذه الشقة التى لن يساعدها فيها احد فستظل "عايدة" و"هيام" يملوا عليها ما تفعله وهم جالسين بكل راحة وضعت الشيكولاتة التى اهداها اياها على السرير نظرت اليها بابتسامة فهى كأنها تريد الاحتفاظ بها الى الأبد افاقت على حالها لماذا اصبحت تفكر بتلك الطريقة؟
بدأت التنظيف فامتزجت دموعها بذلك الماء الذى تستخدمه لمسح الأرضية فإلى متى ستستمر حياتها التى تشبه حياة سندريلا ولكن ما ظنته اميرها المنقذ لم يثق بها وذهب لخطبة فتاة اخرى فربما ستظل حياتها هكذا بدون تغيير
هيام:"ياريت تنضفى كويس انتى فاهمة"
لم ترفع"وتين" رأسها ولم تجيبها وهذا ما زاد فى غيظ "هيام" منها أكثر فهى تحاول استفزازها بأى طريقة لتسمعها مزيد من الإهانة
انتهت "وتين" مما تفعل ذهبت الى غرفتها وجسدها يؤلمها بشدة تمددت على السرير تنظر بشرود ومقلتيها لا تجف منها الدموع
عاد "سمير" الى المنزل يحمل بعض الاغراض فى يده تلك الاغراض اللازمة للخطبة استقبلته امه وأخته
هيام:"ايه ده كله يا سمير ايه الحاجات دى"
سمير:"ده جاتو وحاجة ساقعة وشكولاتات لزوم الخطوبة"
عايدة:'تعيش وتجيب يا حبيبى عقبال عندك انت كمان"
سمير:"تسلمى يا امى هى البت "وتين" فين مش شايفها هى لسه برا ولا ايه"
عايدة:"لاء دى خلصت تنضيف ودخلت اوضتها"
هيام:"انت بتسأل عليها ليه يعنى يا "سمير" فى حاجة ولا ايه"
سمير:'اصل فى واحد كلمنى عليها النهاردة"
عايدة:"كلمك ازاى يعنى"
سمير:'عايز يخطبها يا أمى"
هيام بغيرة:"ويبقى مين ده بقى ان شاء الله اللى عايز يخطبها"
سمير:"ده يبقى عزيز ابن شعبان العطار"
عايدة بدهشة:"انت بتقول مين يا سمير"
سمير:"فى ايه يا أمى بقولك عزيز ابن شعبان العطار فى ايه"
هيام بشماتة:"الواد "عزيز" البلطجى ده هو اللى عايز يتجوزها"
سمير:"احترمى نفسك يا بت انتى ايه بلطجى دى"
عايدة:"هى مغلطتش هو فعلا عايش بلطجى حتى كمان مش مكمل تعليمه وسارح طول النهار فى الشارع يرخم على خلق الله"
سمير:"والله هو كلمنى وقالى انه عايز يخطبها وانا هسألها رأيها ايه"
هيام:"ما انت عارف انها هترفض حاطة مناخيرها فى السما وهتقولك انا هبقى مهندسة اتجوز واحد زى ده ازاى"
عايدة:"اه فاكرة نفسها ياما هنا وياما هناك بسلامتها"
هيام:"يبقى لازم نكسر مناخيرها وتتجوزه مش احسن ما تعملنا مصيبة"
قالت ذلك وذهبت إلى غرفة"وتين" فتحت الباب كانت "وتين" نائمة على السرير نظرت الى الباب وجدت"هيام" اغمضت عينيها بتعب فماذا تريد منها الا يوجد ما يشغل هذه الفتاة عنها
هيام:"مبروك يا وتين"
وتين باستغراب:"مبروك على ايه بتباركلى على ايه يا هيام"
هيام:"على العريس مش فى عريس اتقدملك شكلنا كده هنتجوز مع بعض يا"وتين" شوفتى الصدف"
وتين بتساؤل:"عريس مين ده ويطلع مين ده كمان"
هيام:"عزيز ابن شعبان العطار"
سمعت"وتين"ذلك وكأن أحد صفعها بكل قوة على وجهها فماذا تقول تلك الفتاة ؟
وتين بصدمة:"انتى بتقولى مين"
هيام:"ايه مسمعتيش بقولك عزيز ابن شعبان العطار"
وتين بانفعال:"وانا مستحيل اوافق اتجوزه مش ممكن ابدا مستحيل اتجوز "عزيز" ده لو اخر يوم فى عمرى"
هيام:"امال عايزة تتجوزى مين يا شملولة"
وتين:"انتى عيزانى اتجوز واحد زى ده بلطجي وقليل الادب وسمعته زى الزفت وبيرزل على خلق الله"
هيام:"الراجل شاريكى وانتى عارفة ابوه راجل مقتدر"
وتين:'اتجوزيه انتى يا "هيام" مش انا اللى هتجوزه"
هيام:"انتى بتقولى انا كده يا بت انتى"
وتين:"ايوة بقولك انتى كده وبطلى بقى الحقد اللى فى قلبك من ناحيتى ده كفاية غل انتى اللى بيمشى فى عروقك مش دم ده حقد وغل وشر"
سمعت "هيام"ذلك علا صوتها بانفعال شديد فهى لا تحبها ان ترد عليها اهانتها
هيام:"انا حقودة يا بتاعة انتى انتى تطلعى ايه اصلا"
وتين:"واحدة احسن منك مليون مرة يا هيام"
لاتعلم "وتين" من اين اتتها كل هذه الجرأة فهى قد طفح كيلها من هؤلاء الناس حتى لم تعد باقية على شئ
سمع "سمير" و"عايدة" صوتهم العالى ذهبوا سريعا الى الغرفة وجدوا"هيام" و"وتين" يتشاجرون
سمير:"فى ايه صوتكم عالى ليه كده انتى وهي الناس تقول علينا ايه"
هيام:"تعال شوف يا سمير الانسة المحترمة بتشتمنى وبتقولى اتجوزى انتى عزيز"
عايدة:"بتقولى ايه يا بت انتى احترمى نفسك بنتى هتتجوز أسامة"
وتين:"بقول اللى سمعتوه جواز انا مش هتجوز جوزيه لبنتك"
عايدة:"عيلة قليلة الادب وناقصة رباية بقيتى تردى علينا كمان"
سمير:"انتى ازاى يا بت انتى تطولى لسانك علينا ها نسيتى نفسك ولا ايه"
وتين:"حرام عليكم بتعملوا فيا ليه كده حرام عليكم ارحمونى علشان ربنا يرحمكم"
سمير:"طب ايه رأيك بقى انا خلاص موافق على جوازك من "عزيز" واخبطى دماغك فى الحيطة هتتجوزيه يعنى هتتجوزيه يا وتين"
وتين:"دا على جثتى لو حصل لو حتى هموت نفسى بس مش هتجوزه"
سمير:"يبقى على جثتك يا وتين"
اقترب منها وظل يناولها من الصفعات والضرب ما جعلها غير قادرة على الوقوف بعد ان رأى انها نالت ما تستحق من الضرب خرج من الغرفة تتبعه امه و"هيام" الذى تنظر الى جسد "وتين"الملقى على الارض والتى اصبحت تأن من الوجع الموجود فى كل انحاء جسدها
زحفت على الارض حتى وصلت إلى السرير استندت عليه بألم شديد رفعت جسدها عن الأرض ارتمت على السرير وهى تبكى بمرارة على حالها الذى لا يتغير ولكنها لن تسمح بأن يهدموا مستقبلها بهذه الشناعة ولكن ماذا تفعل؟
***
كان"ثائر"جالس متجهم الوجه ولا يعلم سر هذا الإحساس هل بسبب رؤية هذه الفتاة بهذا الشكل ولكن ماذا يهمه فى أمرها؟ هل بسبب انه لم يرى احد من قبل يحتاج الى مساعدة ولم يساعده ام ماذا ؟لم يفيق من افكاره الا على صوت"مريم"
مريم:"عمو عمو"
ثائر:"ايوة يا "مريم "فى ايه عايزة حاجة"
مريم:'_مالك سرحان ليه كده بكلمك مش بترد عليا"
ثائر:"لاء مفيش حاجة كنتى عايزة ايه يا حبيبتى"
مريم:"بقولك دادة جهزت الشنط علشان نسافر الصبح فى حاجة تانية عاوزها"
ثائر:"لاء يا حبيبتى مفيش حاجة تانى روحى نامى انتى علشان تصحى فايقة الصبح"
مريم:"تصبح على خير يا عمو"
ثائر:"وانتى من اهله يا مريم"
ذهبت "مريم "الى غرفتها ظل"ثائر"جالسا فى مكانه وجد هاتفه يعلن عن ورود مكالمة هاتفية من خطيبته"سيلا"
سيلا بدلع:"حبيبى عامل ايه النهاردة"
ثائر:"الحمد لله تمام انتى اخبارك ايه"
سيلا:"يعنى الدنيا هنا وحشة من غيرك يا ثائر"
ثائر:"وحشة اوى يعنى"
سيلا:"خالص خالص يا ثائر"
ثائر:"تيجى بالسلامة يا سيلا"
سيلا:"تسلملى يا حبيبى عايزة لما ارجع اجى البيت علشان المهندس يظبط الجناح قبل الفرح"
ثائر:"ان شاء الله اللى عايزه تعمليه اطلبيه من المهندس"
سيلا:"انا هخليك الجناح ده جنة خاصة بيا وبيك"
ثائر:"ماشى"
لاحظت "سيلا" انه لا يتحدث معها كعادته فكلامه اصبح قليل جدا وكأن هناك شئ لا تعرفه
سيلا:"مالك يا ثائر فى ايه"
ثائر باستغراب:"مالى فى ايه"
سيلا:"بترد عليا بالقطارة كأنك مش عايز تتكلم معايا اصلا"
ثائر:"مفيش يا "سيلا" بس انا مصدع شوية وفى حاجات شاغلة بالى"
سيلا:"حاجات ايه دى قولى عليها"
ثائر:"حاجات خاصة بالشغل متشغليش بالك"
سيلا:"لو مصدع خدلك قرص مسكن وانت هتبقى كويس لانك مش عاجبنى خالص"
ثائر:"ده علشان قولتلك مصدع ومشغول شوية"
سيلا:"على العموم هكلمك تانى باى"
ثائر:"مع السلامة يا سيلا"
أنهى مكالمته ذهب الى الشرفة يشعر بنسمات الهواء فى هذا الليل البديع متأملا تلك النجوم البراقة التى كانت كحبات الألماس المنتشرة فى السماء اطلق تنهيدة قوية لماذا لا يشعر مع"سيلا" بتلك المشاعر التى يسمع عنها او يشعر نحوها كشعور"رمزى"تجاه "مريم" لماذا يشعر بكل هذا البرود فى قلبه هل بسببها هى انها لم تحرك تلك المشاعر التى يجب ان يشعر بها تجاهها فاحيانا يشعر كأنه يتعامل مع قطعة من الثلج كل كلمة تخرج من فمهاخاصة بعملها ومستقبلها فأحيانا يتخيل كيف ستكون حياتهم سويا فربما ستكون حياة روتينية بدون اى مشاعر او احاسيس حياة خالية من الحب المفترض ان يكون بين اى زوجين
ثائر:"وبعدين ياعم"ثائر" انت اخترت ولازم تتحمل نتيجة اختيارك ليه دلوقتى بتفكر اذا كان اختيارك ده صح ولا غلط"
اثناء حديثه مع نفسه سمع صوت"حسنية"وقد جلبت له كوب القهوة الخاصة به
حسنية:"اتفضل حضرتك القهوة"
ثائر:"تسلم ايدك مريم نامت"
حسنية:"ايوة بس كانت زعلانة اوى"
ثائر باهتمام:"ليه مالها زعلانة ليه"
حسنية:"بتقول علشان مش هتشوف"وتين"تانى وان احنا مسافرين"
ثائر:"مش عارف اعمل ايه في الموضوع ده الى يشوفها يقول تعرفها من سنين مش من كام يوم بس"
حسنية:"جايز اتعلقت بيها علشان ملهاش اصحاب"
ثائر:"بس احنا مش هنفضل هنا العمر كله وبكره احنا راجعين القاهرة وخلى بالك منها"
حسنية:"متخافش مريم دى فى عنيا"
ثائر:"تسلم عينك انا عارف ان انتى اللى مربياها وهى كمان متعلقة بيكى"
حسنية:"وربنا يشهد انا بحبها قد ايه دى بنتى اللى مخلفتهاش"
ثائر:"عارف روحى دلوقتى نامى علشان نصحى فايقين"
حسنية:"ان شاء الله تصبح على خير"
ثائر:"وانتى من اهله"
ذهبت"حسنية"ظل يرتشف قهوته ببطئ واستمتاع فهو يعشق شرب القهوة ويعشق شربها ايضا عندما يفيق من نومه
**
فى غرفة مظلمة لا يضيئها الا نور خافت يلقى بظلاله على وجه ذلك الرجل الجالس على كرسيه ينفث سيجاره بكل برود ناظرا الى ذلك الرجل الذى يرتعش من خوفه والذى ايضا يوجد على وجه آثار ضرب بطريقة وحشية
"انت جيت ليه يا "فرج"وعايز ايه مش قولتلك متجيش هنا الا لما اطلب منك"
فرج:"عايزك تحمينى يا باشا فى واحد انا لدلوقتى مش عارف هو مين بيدور عليا"
"واحد مين ده وعايز منك ايه يا" فرج" انت عملت حاجة من ورايا ومن غير ما اعرف"
فرج:" ابدا يا باشا والله انا مشفتش شكله كان لابس قناع على وشه بس كان عايز يعرف مين اللى خلانى احط القنبلة فى عربية العميد "رؤوف العمرى" بس كان بيضربنى بكل غيظ زى ما يكون اللى مات ده ابوه ولا حد عزيز عليه"
"دا أكيد اخوه ثائر"
فرج:"ثائر مين ده كمان دا عليه ضربة ايد دا غيرلى ملامح وشى يا باشا ولولا ان انا ضربته بالمطواة فى ايده كان زمانه موتنى من كتر الضرب"
"وانت قولتله حاجة عنى"
فرج:"لاء يا باشا ملحقتش جريت منه بسرعة وملحقنيش"
"كويس يا فرج انك مقولتش حاجة"
فرج:"اناعايز تحمينى يا باشا انا برضه الراجل بتاعك"
"اكيدطبعا يا فرج انا هبعتك مكان محدش هيقدر يوصلك فيه ابدا"
فرج بفرحة:"بجد يا باشا الكلام ده"
"ايوة طبعا وانت قولت انت الراجل بتاعى ولازم احميك"
سحب مسدسه بكل دم بارد اطلق عليه عدة رصاصات اردته قتيلا نظرالى بعض الحراس الخاصين به
"خدوا جثته ارموها فى اى حتة"
الحارس:"اوامرك يا باشا"
قام الحارسان بحمل جثة"فرج"للتخلص منها حسب تلك الاوامر التى تلقوها من هذا الرجل عاد يجلس على كرسيه يفكر كيف يتخلص منه هو وابنة اخيه كما تخلص من اخيه فى ذلك الحادث قام بتشغيل ذلك الفيديو الذى قام بتسجيله لذلك الحادث الذى اغتيل فيه"رؤوف العمرى" الاخ الأكبر ل"ثائر"ووالد"مريم"نظر الى الفيديو وهو يرى الانفجار و اللهب المتصاعد من السيارة بعد تفجيرها
"ماشى يا استاذ"ثائر" دورك جاى انت وبنت اخوك وطالما انت زعلان اوى كده على موت اخوك وبدور على اللى قتله انا هخليك تروح تسليه فى الآخرة بس بعد ما اخد كل حاجة منك وهنهى حاجة اسمها"ثائر العمرى"
قال ذلك تعالت ضحكاته من مجرد تخيله فقط انه سينهى حياة"ثائر" وحياة"مريم" ابنة أخيه
***
استيقظت من نومها فاليوم يو عطلة وليس لديها محاضرات ارتدت ملابسها قبل يفيقوا من النوم صلت فرضها وخرجت من المنزل متجه الى ذلك المكان الذي تجلس فيه دائماً لعلها تجد"مريم"تجلس معها قليلا فهى بحاجة الى ان يسمعها احد تريد ان تتكلم بحريتها دون أن تخزن كل شئ بداخلها فاذا استمر بها الحال هكذا ربما ستصاب بحالة نفسية سيئة وصلت إلى المكان جلست على تلك الصخرة التى اعتادت الجلوس عليها ولكنها لم تراها فهى محرجة ان تذهب الى الشقة بسبب وجود عمها ذلك الرجل الذى عندما تداهم صورته مخيلتها او تتذكر اسمه تشعر بارتعاشة فى قلبها من مجرد ذكر اسمه فقط قاموا بحمل أغراضهم ووضعها"ثائر"فى سيارته ولكن قبل الذهاب التفت اليه"مريم"
مريم:"عمو ممكن اطلب منك طلب"
ثائر:"خير عايزة ايه يا مريم
مريم:"عايزة اشوف"وتين" قبل ما نمشى ونسافر"
ثائر:"هتشوفيها فين احنا الصبح وممكن متكنش جت"
مريم"هشوف لو جت اسلم عليها لو مجتش نمشى على طول ماشى"
رضخ'ثائر" لطلب"مريم" حتى انه ذهب معها وبالفعل وجدوا"وتين"جالسة تضم قدميها بذراعيها تنظر الى البحر بشرود
مريم:"وتين"
نظرت"وتين"الى مصدر الصوت ابتسمت لها فهى كانت تريد ان تراها هى الاخرى
وتين بابتسامة:"مريم كويس انك جيتى دلوقتى"
مريم بحزن:"انا كنت جاية اسلم عليكى قبل ما اسافر القاهرة"
وتين بحزن:"انتى خلاص مسافرة دلوقتى ومش هشوفك تانى"
مريم:"ايوة ماشيين دلوقتى"
وتين:"مع السلامة وهتوحشينى يا مريم خلى بالك من نفسك"
مريم:"وانتى كمان هاتى نمرة تليفونك علشان ابقى اطمن عليكى يا وتين"
اعطتها"وتين" رقم هاتفها فقامت"مريم" بتسجيله ثم اتصلت عليها فظهر رقم"مريم" على هاتفها
مريم:"انا رنيتلك علشان تسجلى نمرتى انا كمان علشان تبقى تكلمينى تطمنينى عليكى"
وتين:"خلاص ماشى ان شاء الله"
كان"ثائر" يتابع الحديث بينهم على بعد مسافة قصيرة منهم فاقترب منهم طالبا من"مريم" الانتهاء حتى يذهبوا فى طريقهم
ثائر:"مش يلا يا"مريم"علشان منتأخرش"
مريم:"ثوانى بس هجيب حاجة واجى على طول ياعمو"
ذهبت:"مريم"سريعا قبل ان يرد عليها"ثائر" نظرت اليه ثم خفضت نظرها سريعاً فاستغرب لماذا كلما تراه تنظر الى الأرض؟
ثائر:"مع السلامة يا انسة وتين"
وتين بتوتر:"الله يسلمك توصلوا بالسلامة ان شاء الله"
ثائر:"شكرا اخبار الخبطة اللى فى وشك ايه خفت"
وتين:"الحمد لله بقيت احسن"
ثائر:"هو انا ممكن اسالك سؤال وتردى عليه بصراحة"
وتين:"خير اتفضل اسأل"
ثائر:"هى كانت خبطة بجد ولا حد ضاربك"
وتين:"لاء لاء خبطة محدش ضربنى"
ثائر:"انتى ليه خايفة كده كأنك لو قولتى الحقيقة حد هيأذيكى"
وتين بتوتر:"وهخاف من ايه انا كويسة الحمد لله"
ثائر:"انتى متأكدة من الكلام ده يا انسة"وتين" متأكدة انك كويسة"
وتين بابتسامة:"ايوة متأكدة طبعا"
ثائر:"ماشى هى"مريم" راحت فين"
اثناء كلامهم كان"أسامة" واقفا على بعد مسافة منهم فهو حضر إلى هذا المكان خصيصاً لكى يعرف حقيقة تلك الصور ولكن مارأه اكد شكه فيها فهى الآن تقف مع رجل غريب تبتسم له ولا يوجد احد معهم هل كل هذا الخجل الذى كانت تظهره على وجهها لم يكن سوى قناع ترتديه لتوهم من حولها وهو كان سينخدع فى مظهرها البرئ
كانت تبتسم بخجل وهى ترد على اسئلة"ثائر" لها اثناء التفاتها لمحت"أسامة" ماتت البسمة على شفتيها لماذا جاء الى هنا وماذا يريد منها؟
وتين بهمس:"أسامة"
اقترب منهم"أسامة" بذلك الوجه العابس والذى يحمل ايضا تعبيرات الاحتقار لتلك الفتاة
وتين:"استاذ أسامة انت بتعمل ايه هنا"
أسامة......
***
" رأيكم يا حلوين"
تكملة الرواية من هنا 👇👇👇
تعليقات
إرسال تعليق