![]() |
( دمية فى يد غجرى)
بقلم سمس
البارت السادس حتى البارت العاشر
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
كانت تبتسم بخجل وهى ترد على اسئلة" ثائر" لها اثناء التفاتها لمحت "أسامة" ماتت البسمة على شفتيها لماذا جاء الى هنا وماذا يريد منها؟
وتين بهمس:" أسامة"
اقترب منهم" أسامة" بذلك الوجه العابس والذى يحمل ايضا تعبيرات الاحتقار لتلك الفتاة
وتين:"استاذ "أسامة" انت بتعمل ايه هنا فى حاجة ولا ايه"
أسامة:'استاذ "اسامة "ايه بقى ممكن تقوليلى يا مغفل يا غبى يا اعمى "
وتين باستغراب:"فى ايه وانت حضرتك بتتكلم كده ليه معايا"
أسامة:"بتكلم كده ليه ولا حاجة متاخديش فى بالك مين ده زبون جديد يا انسة وتين"
اتسعت عين" وتين" بقوة فماذا يقول هذا المجنون وماذا يظن بها وماذا يقصد بتلك الكلمة المهينة التى تفوه بها الآن
عندما سمع "ثائر "كلامه عقد حاجبيه استغرابا من هذا الشخص ولماذا يتحدث معها بهذه الطريقة الغير مهذبة على الإطلاق
وتين بانفعال:"انت بتقول ايه انا مسمحلكش تقولى كده انت فاهم احترم نفسك يا استاذ اسامة"
أسامة:" احترم نفسى! وكمان انتى ليكى عين تردى دا انتى طلعتى رخيصة قوى"
سمع "ثائر "ذلك وجد نفسه يمسك" أسامة" من ملابسه ينظر اليه بنظرات جعلت أسامة يبتلع ريقه مرة تلو الاخرى ترسل رعشات مرتعدة فى أوصاله" فثائر" عندما يصيبه الغضب لا أحد يستطيع ان يوقفه عما يفعل
ثائر:"ايه اللى انت بتقوله ده وازاى تكلمها بالطريقة دى ها انطق احسن ادفنك هنا مكانك "
أسامة:"نزل ايدك انت مفكرنى خايف منك انت خايف على احساسها اوى بس متتعشمش اوى كده دى كل شوية تعرف واحد وماشية على حل شعرها"
وتين:"أخرس انت كداب والله انا مش كده"
نظر "ثائر "اليها بدون ان يترك "أسامة" من يده فهو يعلم انها فتاة مظلومة وليست كما يقول هذا الشخص فهى لاتجد من يدافع عنها او عن سمعتها وكرامتها التى يهينها هذا الشخص الذى منذ ان رأه "ثائر "وهو يشعر بالبغض ناحيته ولا يعرف سر هذا الإحساس فهو اول مرة يراه فيها ولكن هيهات فليس" ثائر" من يسمع احد يهين فتاة ويقف مكتوف الايدى
ثائر:"انتى مش محتاجة تبررى كلامك لحد وهو بنى ادم معندوش دم علشان يكلمك كده ثم انت مين اصلا علشان تتكلم كده معاها وتقربلها ايه اصلا"
اسامة:'انا كنت مغفل ومخدوع فيها بس ربنا ستر قبل ما ادبس مع واحدة زيها وكانت خلت سمعتى وشرفى على كل لسان"
هل خاض فى عرضها بكلامه الآن حسنا فيجب ايقافه عند حده
ثائر:"صدقنى ده من حسن حظها لانك باين عليك اصلا مبتفهمش وواحد لسانك طويل وعايز قطعه"
رفع "أسامة" يده يريد لكم" ثائر" بعدما سمع منه هذا الكلام ولكن" ثائر "التقط يده قبل ان تصل إلى وجه ضغط عليها بقوة فبامكانه كسر يده بكل سهولة
ثائر:"متفكرش تمد ايدك احسن ما اكسرهالك او اخليك تمشى من غيرها خالص"
كانوا على وشك العراك عندما صرخت "وتين" بأعلى صوتها حتى تستطيع ابعادهم عن بعضهم قبل ان يبدأوا الشجار
وتين بصراخ:".ببببببس اسكتوا بقى انتوا ايه بتتخانقوا على ايه اسكتوا اسكتوا"
أسامة:"عندك حق انتى ما تستاهليش الواحد يتخانق علشانك ولا يعبرك"
قال ذلك ثم انصرف من أمامهم نزلت دموعها وشعرت بأن أنفاسها صارت ثقيلة فلماذا الحياة تعاندها فالشاب الذى كانت تظنه انه سيكون منقذها دائما ما يحكم عليها بدون ان يتأكد من الحقيقة
منظر الدموع فى عينيها ألمته لايعرف لماذا شعر بتلك الرعشة فى قلبه فهذه اول مرة يشعر بذلك الاحساس فليست هذه اول مرة يرى فيها احد يبكى ولكن لماذا متأثر بدموعها لهذه الدرجة
ثائربانفعال قوى:"خلاص اسكتى يا وتين متعيطيش"
كانت هذه اول مرة تسمع اسمها مجردا منه رفعت رأسها نظرت اليه فهذه اول مرة يرجوها احد ان لا تبكى فدائما ما حولها يبدو مستمتعين بعذابها ودموعها
ثائر:"يبقى مين البنى ادم اللى اسمه" أسامة" ده"
وتين:"ده جارنا"
ثائر:"هو فى ايه بينك وبينه علشان يكلمك بالشكل والاسلوب ده"
وتين:"كان عايز يخطبنى بس محصلش نصيب"
ثائر:"اه افتكرت مريم حكيتلى حاجة زى كده وخطب قريبتك مش كده"
وتين:"ايوة خطب "هيام" اللى المفروض تبقى بنت عمى"
ثائر:"طالما خطبها عايز منك انتى ايه تانى"
وتين:"مش عارفة ومعرفش هو جه هنا ليه دلوقتى بس اللى اعرفه ان هيحصلى مشكلة كبيرة لو قال لسمير ان انا كنت واقفة معاك"
ثائر:"ومين سمير ده كمان"
وتين:"ده يعتبر ابن عمى واخو "هيام" وعايشة معاهم "
ثائر:"يبقى "سمير" ده هو اللى ضربك فى وشك مش كده
سكتت" وتين" لا تجد ما تقوله فأيقن" ثائر" ان تفكيره مضبوط فتلك الاثار على وجهها من الضرب
ثائر:"سكتى ليه ولا انا غلطان"
وتين بتنهيدة حزينة:"انا بدعى ربنا يخلصني من حياتى علشان ارتاح بقى من الناس دى "
ثائر:"ليه كده انتى لسه فى بداية حياتك ولازم تعيشيها زى اى بنت فى سنك"
وتين:"انا من يوم موت بابا وماما وانا حياتى انتهت ولسه هتنتهى على الآخر لما "سمير" يمشى كلامه ويجوزنى واحد بلطجى"
ثائر باستنكار:"انتى بتقولى ايه بلطجى عايز يجوزك واحد بلطجي"
وتين بابتسامة وجع:"انت مستغرب متستغربش انا بالنسبة ليهم مصيبة وعايزين يخلصوا منها بأى شكل"
ثائر:"وانتى هتوافقى على جوازة زى دى"
وتين:"انا مش موافقة بس هو مش هيسيبنى فى حالى"
ثائر:'انتى لازم تصرى على رأيك ومتهدميش حياتك بالطريقة دى "
وتين:"ولو اصريت على رأيى ايه اللى هيحصل لو رفض ده هييجى غيره وهفضل تحت رحمتهم"
لا تعرف لماذا تتكلم معه بكل هذه الاريحية فهى لم تعرفه جيدا ولكن وجدت الكلمات تنساب من بين شفتيها بدون ارادة تريد ان يسمعها احد فقد زادت وثقلت الهموم فى قلبها
حضرت "مريم" وجدتهم يتحدثون فاعتذرت عن تأخيرها
ثائر:" انتى كنتى فين يا مريم"
مريم:"معلش كنت جايبة عقد صدف تذكار ل"وتين" بس مكنتش عارفة دادة حطاه فى اى شنطة فقلبت عليه الدنيا لحد ما لاقيته اتفضلى يا وتين"
اخذته منها "وتين" بابتسامة مهزوزة ممزوجة ببعض العبرات التى تساقطت من تلك العينان الحزينتان
وتين بابتسامة:"شكرا يا "مريم" توصلوا بالسلامة عن اذنكم
مريم:"مع السلامة يا" وتين" اشوف وشك بخير"
قامت" مريم" باحتضان وتين بقوة وهى تشعر بالاسف لفراقها ولكن هذه هى الحياة
انصرفت" وتين" لاحظ دموعها التى جاهدت على ان تخفيها عنهم كان يريد ان ينطق ويقول لها لا تذهب وتظل معهم اراد ان يقول انه لن يسمح لاحد ان يأذيها
فاق من افكاره على صوت "مريم "تناديه حتى يذهبوا الى منزلهم
مريم:"عمو عمو يلا بينا"
ثائر:"مريم ايه رأيك نقعد هنا شوية كمان"
مريم بدهشة:"نقعد هنا ليه انت مش كنت عايزنا نسافر القاهرة النهاردة علشان عندك شغل"
ثائر:"الظاهر كده لازم نقعد هنا كمان شوية "
مريم:"اشمعنا يعنى عايزنا نقعد"
ثائر بدون وعى:"علشان" وتين" يا "مريم"علشان "وتين"
مريم:"علشان "وتين' انا مش فاهمة حاجة يا عمو"
ثائر:" ها انا هفهمك كل حاجة قولى للدادة تطلع الشنط تانى"
مريم:" عمو انا عايزة افهم فى ايه"
ثائر:"انتى مش صعبان عليكى حالة "وتين"واللى هى فيه"
مريم:"ايوة طبعا بس انت ايه علاقتك بالموضوع ده"
ثائر:"انا هخلصها من الناس دى يا مريم"
مريم بتساؤل:"هتخلصها منهم ازاى يعنى"
ثائر:"هتعرفى كل حاجة فى وقتها يلا بينا دلوقتى"
اخذ بنت اخيه وذهب الى السيارة قام بإخراج الحقائب من السيارة وصعدوا ثانية إلى الشقة وكل هذا و"مريم" و"حسنية" لم يفقهوا شئ مما يحدث او لماذا فعل" ثائر" ذلك
***
قابلت" نادية" ابنها" اسامة" على الباب فهى تعلم انه ذهب ليتحدث مع "وتين" ولكنها شعرت بالقلق مما رأته من تعبيرات غريبة جدا على وجهه
نادية:"مالك يا" أسامة" فى ايه مال وشك متغير ليه كده"
أسامة:"مفيش حاجة يا ماما انا كويس"
نادية:"انت روحت اتكلمت مع وتين"
أسامة بغضب:"ايوة روحت وياريتنى ما روحت ولا شوفتها"
نادية:"ليه ايه اللى حصل خلاك متنرفز كده"
أسامة:"الست هانم لما روحت اكلمها لاقيتها واقفة مع واحد بتتكلم معاه وبتبتسم ولما اتنرفزت كان هيضربنى"
نادية:" واحد مين ده انت تعرفه"
أسامة:"انا اول مرة فى حياتى اشوفه واحد كله عضلات كده وشايف نفسه"
نادية:"مش جايز يا ابنى هو يعرفها معرفة عادية مش زى اللى فى دماغك"
أسامة بعصبية:"لسه برضه هتدافعى عنها انا شفتها بعينى واقفة معاه"
نادية:"الظلم ظلمات يوم القيامة يا ابنى ومنحكمش على الناس بالظاهر"
أسامة:'خلاص انا اخدت قرارى ومش هرجع فيه"
نادية:"اللى هو ايه بقى يا اسامة"
أسامة:"انا هكمل جوازى من" هيام "ومش هرجع فى كلامى خلاص وباليل الخطوبة فجهزى نفسك انتى وبابا"
قال ذلك ثم ذهب إلى غرفته ينفخ من الغضب بسبب "وتين"
أسامة:"هو ليه كنت غبى وشايفها انها ملاك وهى طلعت واحدة معندهاش ادب ولا اخلاق وكل شوية مع واحد صحيح انا كنت مغفل وهدبس فى جوازى منها وهى كانت هتجبلى العار والفضيحة بس خلاص دى صفحة ولازم تتقفل من حياتى بس قبل كده انا لازم اوريكى قيمتك يا وتين"
اخذ قراره بأن يخبر "سمير" بما رأه حتى يستطيع السيطرة على تلك الفتاة التى تجردت من حياءها على حسب تفكيره
***
عندما عادت الى المنزل وجدتهم قد استيقظوا جميعا من النوم
عايدة:"انتى كنتى فين والنهاردة مفيش عندك كلية"
وتين:"كنت بشترى الحاجات اللى انتى طلبتيها منى امبارح"
ورفعت يدها لتريها ما تحمله من اغراض قد اوصتها بشراءها لعمل الاكل اللازم" لأسامة" وعائلته فاليوم يوم خطبة ابنتها
عايدة:"طب حطى الحاجات فى المطبخ ويلا ابتدى فى تجهيز الأكل علشان عايزة عشا محصلش علشان" أسامة" و"هيام"
وتين باستسلام:" حاضر يا مرات عمى"
وضعت الاغراض فى المطبخ ذهبت إلى غرفتها قامت بتغيير ملابسها ووضعت الهدية التى اهدتها اياها" مريم" وعند ذلك تذكرته تذكرت كل كلمة قد قالها لها واحساسها عندما سمعت اسمها منه فاستغبت نفسها فكيف تفكر بهذه الطريقة فهى لن تراه ثانية ولن تجمعهم صدفة كتلك مرة اخرى تنهدت "وتين" وخرجت من الغرفة متجه الى المطبخ لعمل المطلوب منها قابلت "هيام" كانت استيقظت للتو من نومها ولكنها فضلت الذهاب الى المطبخ فهى اصبحت لا تطيق رؤية هذه الفتاة التى كانت السبب فى كل ما يحدث لها
نظرت لها "هيام "وهى تلوى شفتيها باستنكار من نظراتها لها
هيام:"بتبصيلى ليه كده يا برنسيسة"
وتين:" ولاحاجة عن اذنك"
هيام:"اتفضلى يا برنسيسة"
وتين بهمس:"لاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ربنا يخلصنى منك"
هيام:"انتى بتقولى ايه يابت انتى"
وتين:"مبقولش اما ادخل المطبخ علشان اعملك انتى وعريسك الأكل"
هيام باستهزاء:"طيب عقبال ما نعملك اكلك انتى و"عزيز"
وتين:"ده فى المشمش لو حصل"
هيام:"ماهو المشمش طلع انتى ما تعرفيش"
ضحكت بشماتة وانصرفت من امامها تلك الضحكة التى عندما سمعتها" وتين" كانت تريد ان تمسك تلك الفتاة من عنقها وتضغط على رقبتها حتى تستطيع ان تقضى عليها
دخلت إلى المطبخ بدأت بعمل الأكل كان العرق يتصبب منها بسبب وقوفها امام تلك الاوانى التى يتصاعد منها البخار فالجو شديد الحرارة ولكن ما يهمهم ان تنجز ما عليها من أعباء
حل المساء سريعا كانت انتهت من عمل اشهى الاكلات التى كان من المفترض ان تتناولها هى مع" أسامة" ولكن للقدر رأى اخر ذهبت الى الحمام اخذت حمام ينعشها وخرجت ارتدت ملابسها فالعريس على وشك الوصول هو واهله ارتدت" هيام "ذلك الفستان الذى اشترته من اجل خطبتها وبالرغم من ذلك كانت تشعر ان "وتين" اجمل منها حتى فى تلك الملابس البسيطة التى ترتديها
عايدة:"بسم الله ماشاء الله قمر يا حبيبتى"
هيام:"تسلمى يا ماما"
سمير:"يلا علشان أسامة واهله على وصول ولا ايه"
عايدة:"خلاص احنا جاهزين اهو"
سمير:"احنا هنروح محل الدهب نشترى الشبكة وبعدين نبقى نرجع هنا علشان تتعشوا براحتكم"
عايدة:"عقبال عندك يا حبيبى"
سمير:"ان شاء الله بس لما اجوزهم واطمن عليهم الاول"
عايدة:"اهو "هيام" وهتلبس دبل و"وتين" يمكن تحصلها"
سمعت "وتين" ذلك شعرت بالرعب والخوف فهم على ما يبدوا مصممين على إتمام هذه الزيجة التى ستكون بمثابة انتهاء حياتها لم تنطق بكلمة ولكن قلبها يدعو الله ان يخرجها من هذه الورطة ومن هذا الجحيم الذى تعيش فيه مع هؤلاء الناس
حضر' أسامة" كان وسيم فى تلك الملابس التى يرتديها نظر بسخرية الى وتين وكأنه يخبرها انها خسرت شخص مثله فهو معتد بوسامته جدا ولكنها فكرت اللعنة على تلك الوسامة التى تجعله يفكر انه لايوجد غيره فى هذه الحياة يتمتع بالوسامة فهو بحانب" ثائر" شئ لا يذكر" ثائر "لماذا داهمت صورته مخيلتها عندما قارنت وسامة اسامة به ف"ثائر "وسيم وسامة رجولية ذو نظرة جذابة وابتسامة تسترعى الانتباه ونبرة صوت دافئة تجعل القلوب ترتعش لها .مهلا. مهلا افيقى ايتها الفتاة فمالها اصبحت تفكر فيه كثيراً افيقى ايتها الحمقاء هكذا خاطبت نفسها لم تفق الا على صوت الزغاريد تعلو فى المنزل ووجدتهم يخرجون من المنزل للذهاب لشراء الدبل والشبكة الخاصة ب"هيام" كانت اخر من خرجت من المنزل وصلوا إلى المحل ظلت واقفة فى الخارج فهى لا تريد ان ترى اى شئ مما يشترونه ظلت واقفة مكانها حتى سمعت صوت يحدثها نظرت خلفها وجدته الشخص الوحيد الذى لا تريد ان تراه ابدا
عزيز:"ازيك يا انسة وتين"
وتين من غير نفس:"اهلا افندم فى حاجة حضرتك"
عزيز:"لا ابدا بس كنت عايز اقولك عقبال عندك يا جميل"
وتين:"شكرا اتفضل بقى مش قولتلى شوفك رايح فين"
عزيز:"الله الله انتى خلقك ضيق ليه كده يا آنسة هو" سمير" مقلكيش ولا ايه"
وتين باستعباط:"قالى على ايه مش فاهمة انت قصدك ايه"
عزيز:'على ان انا عايز ارتبط بيك يا جميل ونتجوز"
وتين:"وانا مش موافقة وحل عنى وابعد عن طريقى"
عزيز بسماجة:"بس سمير موافق وده اللى يهمنى"
وتين بدون وعى:خلاص ابقى اتجوزه هو"
عزيز:"بتقولى ايه يا انسة طب ايه رأيك محدش هيتجوزك غيرى"
وتين بتحدى:"وده مستحيل يحصل حتى لو انت اخر واحد فى العالم"
عزيز:"انا متعودتش اكون عايز حاجة وماخدهاش فانتى بتاعتى اعملى فى حسابك كده"
لم ترد عليه خرجوا من المحل بعد انتقاء الذهب الازم نظر "أسامة" ناحيتها وجد" عزيز" يتحدث معها
أسامة:"هى "وتين "مش سايبة حد حتى" عزيز"
هيام:"انت قصدك ايه يا أسامة"
أسامة:"هى وافقة مع "عزيز" بتعمل ايه"
هيام:"اصل "عزيز" عايز يتجوزها وحتى كلم "سمير"فى الموضوع"
أسامة:"وهى رأيها ايه فى الموضوع ده"
هيام:"بتقول مش موافقة معرفش ليه"
أسامة:"تلاقى بس عزيز مش على مزاجها علشان كده رفضاه بس هو ده اللى هى تستاهله"
عندما سمعت "هيام "ذلك شعرت بالفرح ف"أسامة" اصبح يكن كل الكره والبغض ل"وتين "وهذا ما كانت تريده
هيام بمسكنة:"ربنا يهديها انا مش عارفة هى عايشة حياتها كده ازاى"
أسامة:"ليه هى عملت ايه تانى"
هيام بكذب:"كنت ساعات بشوفها قاعدة مع شباب فى الكلية نصحتها كتير بس هى مبتسمعش الكلام"
اقتربت" هيام" من "وتين" لتريها ما اشترته لكى تغيظها
هيام:"شوفى يا وتين اسامة اشترالى ايه"
وتين ببرود:"مبروكين عليكى"
هيام:"عقبال عندك يا وتين"
وتين:"فى حياتك ان شاء الله"
سمير:"مبروك يا "هيام" ربنا يتمم بخير"
هيام:"الله يبارك فيك وعقبال عندك ان شاء الله "
عايدة:"يلا بينا على البيت"
وصلوا جميعا الى المنزل ولكن آبى والد" أسامة" ووالدته الصعود الى شقة "سمير"
عايدة:"بقى كده ينفع دا انا محضرالكم عشا هتاكلوا صوابعكم وراه"
نادية بابتسامة:"بالف هنا وشفا على قلبكم بس أبو" أسامة" ممنوع من الأكل باليل علشان تعبان وكمان فى دوا لازم ياخده دلوقتى"
سمير:"يعنى ينفع كده يا عم رفعت"
رفعت:"معلش يا ابنى نبقى ناكل فى فرحك ان شاء الله"
سمير:"تسلم يا عم رفعت "
صعد "أسامة "بمفرده مع اهل خطيبته بينما انصرف والديه الى منزلهم بعد رفضهم الصعود
عايدة:"يلا يا "وتين" حطى العشا على السفرة
وتين:"حاضر يا مرات عمى"
ذهبت "وتين "الى المطبخ لتقوم بافراغ الطعام وتقديمه على السفرة
اسامة:"هو ممكن ادخل الحمام"
سمير:"ايوة طبعا اتفضل"
ذهب "أسامة" الى الحمام لمح "وتين" فى المطبخ تقوم بتجهيز الطعام
أسامة:'مبروك عرفت ان "عزيز" طالب ايدك بس تصدقى هو ده اللى يناسبك لايق عليكى اوى يا "وتين" يمكن ده اللى يعرف يشكمك ويلمك شوية"
قال ذلك ثم دخل الى الحمام فرت دموعها ساخنة على وجنتيها ولكنها مسحتهم باصرار وهى تعنف نفسها على ضعفها
وتين:"انتى بتعيطى ليه بطلى بقى عياطك مش هيفيدك بحاجة يا غبية اسكتى بقى اسكتى"
قامت بغسل وجهها من اثر البكاء وضعت الطعام جلسوا جميعاً ولكنها ابت الجلوس معهم فهى لاتريد سوى الدخول الى غرفتها لاتريد رؤية احد منهم
هيام بحنان مزيف:"مش هتاكلى يا وتين انتى مكلتيش حاجة من الصبح"
وتين:'لاء شكرا شبعانة عن اذنكم"
ذهبت الى غرفتها جلست على السرير وجدت نفسها تخرج هاتفها من جيبها تريد الاتصال ب"مريم" لتطمأن عليها بعد لحظات جاءها الرد على الطرف الآخر
وتين:"السلام عليكم"
مريم:'وعليكم السلام ازيك يا وتين"
وتين :"الحمد لله انتوا وصلتوا القاهرة"
مريم:"لاء"
وتين بقلق وبدون وعى:"ليه بعد الشر حصلكم حاجة انتوا كويسين فى حد حصله حاجة انتى كويسة عمك كويس ردى عليا يا مريم"
مريم:"لا متخافيش احنا مسافرناش اصلا احنا لسه هنا فى اسكندرية"
وتين باستغراب:"مسافرتوش ليه مش كنتوا خلاص ماشين"
مريم:"بعد انتى ما مشيتى عمو قالى هنستنى هنا شوية"
وتين:"ليه فى حاجة حصلت"
مريم:"انا مش عارفة عمو عمل ليه كده بس اللى فهمته منه انه قال هيفضل هنا علشان يخلصك من الناس اللى انتى عايشة معاهم"
سمعت وتين ذلك اعتدلت فى جلستها باهتمام فلماذا يفكر فيها وبخلاصها من هذا البيت
وتين:'يخلصنى منهم ازاى يعنى"
مريم:"والله ما عارفة ولا فاهمة حاجة بس قالى هتفهمى كل حاجة فى وقتها"
وتين:"بس عمك ليه عايز يعمل كده"
مريم:"برضه مش عارفة يا "وتين" على العموم انا مبسوطة من اللى حصل وياريت فعلا عمو يقدر يخلصك من الناس دى انا برضه هبقى اكلمك واقولك هو ناوى على ايه"
وتين بتوهان:"ان شاء الله"
مريم:"سلام "
وتين:"مع السلامة"
انهت مكالمتها مع "مريم" لا تعرف هل تفرح ان هناك من يفكر بمصلحتها ام ماذا تفعل ؟ ولماذا يهمه امرها؟ هل اخذته الشفقة عليها عندما رأى اثار الضرب على وجهها فقرر مساعدتها
وتين بأمل:"يارب يقدر فعلا يخلصنى من الناس دى يارب"
ظلت تدعو من قلبها ان يأتى اليوم التى تصبح فيه حرة نفسها
***
كان جالسا يفكر فى حل لمشكلة هذه الفتاة فمن يستطيع ايجاد حل هو "رمزى" بحكم عمله فهو محامى ويستطيع ايجاد طريقة لخلاص هذه الفتاة
اخرج هاتفه طلب رقم "رمزى" ظل بضع دقائق ينتظر الرد فالوقت متأخرا جدا وربما نام الآن
كان "رمزى" يغط فى نوم عميق عندما سمع رنين هاتفه فتوقع ان يكون "ثائر" فهو الوحيد الذى يوقظه من نومه على مصيبة من مصائبه
رمزى بنعاس:"هو ده" ثائر "واقطع دراعى اما كان عامل مصيبة"
"الو ايوة يا استاذ" ثائر" خير فى مصيبة ايه "
ثائر:"صحصح كده وفوق علشان عايزك فى موضوع مهم'
رمزى:"خير يا اخويا موضوع ايه ده اللى انت عايزنى فيه"
ثائر:"عايزك تجيلى اسكندرية"
رمزى:"اسكندرية ليه هو انت مرجعتش البيت "
ثائر:"لا مرجعتش ولسه فى اسكندرية وعايزك تجيلى ضرورى وبسرعة"
رمزى:"اجيلك فين دلوقتى دى الساعة ٢ باليل"
ثائر:"تجيلى الصبح انت فاهم يا رمزى"
رمزى:"لا بجد فى ايه "مريم" جرالها حاجة"
ثائر:"ياعم الحلو "مريم" بخير عايزك اول النهار ما يطلع تكون عندى فاهم"
رمزى:"لا والنبى هجيلك على البساط السحرى انا ولا ايه ولا اكنش عفريت تقفل التليفون تلاقينى قدامك"
ثائر:"بطل رغى واسمع الكلام سلام دلوقتى"
قال ذلك واغلق الهاتف حتى قبل ان يرد "رمزى" على كلامه
رمزى:"هى دى عادتك ولا هتشتريها يا "ثائر" مشحططنى وراك فى كل مصيبة وفى كل داهية"
بعد ان هاتف " رمزى" فتح احدى المواقع الإخبارية على هاتفه وجد عنوان استرعى انتباه اتسعت عيناه على آخرها من صدمته من قراءة عنوان الخبر المنشور"
ثائر:" إيجاد جثةالمجرم الهارب "فرج البرنس" بإحدى الأماكن المهجورة"
قرأ تفاصيل الخبر باندهاش وغضب شديد فاخر أمل له فى العثور على من كان السبب فى قتل أخيه قد ضاع منه فكيف حدث هذا؟ فهو يعيش بأمل ان يأخذ حق اخيه ممن قتله بتلك الطريقة البشعة شد شعره بعنف يضرب بقبضة يده على الطاولة الموضوعة امامه حتى شعر ان يده على وشك ان تنزف مرة أخرى
ثائر بغضب مكبوت:" ليه ليه يعنى الوحيد اللى كان هيقولى مين اللى عمل فى "رؤوف "كده خلاص طب ازاى ازاى"
شعر انه على وشك ان يصاب بحالة جنون هستيري حاول تهدئة نفسه عبثاً فكلما يتذكر يجد نفسه انه يريد ان يصرخ بأعلى صوته يريد ان يشق صوته ذلك الهدوء والسكون الذى يغلف ماحوله ولكنه لا يريد افزاع ابنة أخيه من نومها الآن وجد نفسه يسقط على الأرض على يده يمارس تمارين الضغط ينفث ما بداخله من غضب فهو كان يفكر فى ايجاد حل ل"وتين "وجاءت معرفته بموت "فرج "بالتزامن مع هذه المشكلة فصدق "رمزى "القول فالمصائب أصبحت حليفته أينما ذهب
وبالفعل فى الصباح الباكر كان "رمزى" يستقل سيارته متجها الى الاسكندرية لمعرفة ما هذا الموضوع المهم الذى يشغل بال" ثائر" حاليا
وصل الى الاسكندرية صعد الى الشقة قام برن الجرس فتحت "حسنية" الباب بابتسامة
حسنية:"اهلا يا استاذ "رمزى" اتفضل"
رمزى:"ثائر هنا ولا برا"
حسنية:"ايوة هنا جوا هو و"مريم"
عندما سمع اسمها رفرف قلبه من الفرحة فتلك الفتاة عشقه المستوطن بقلبه منذ أبصرت تلك الفتاة النور
رمزى بابتسامة:"انا جيت مفيش حمد الله على السلامة"
مريم:"حمد الله على السلامة نورت اسكندرية يارمزى"
رمزى بعشق:"دا نورك انتى يا "مريم" والله"
حمحم "ثائر" ليستيقظ "رمزى" من حالة الحب التى سيطرت عليه منذ ان رأى "مريم"
رمزى بغيظ:"منور يا ثائر يا حبيبى"
ثائر:"مريم "معلش سبينا لوحدنا شوية"
مريم:"حاضر يا عمو عن اذنكم"
ذهبت" مريم" ظلت نظرات" رمزى" تتبعها حتى دخلت غرفتها رأى "ثائر" ذلك اغتاظ من تصرفاته
ثائر:"انت ياعم المتخلف ما تحترم نفسك هو انا مش مالى عينك ولا ايه"
رمزى:'هو انا عملت حاجة"
ثائر:'بطل تبصلها كده احسن اطلع عينك يا رمزى"
رمزى:"خلاص جوزهالى واخدها ابصلها براحتى فى بيتى"
ثائر:"ماتحترم نفسك ياض انت وراعى ان انا عمها يا متخلف يعنى انا ممكن ابقى حماك"
رمزى:'بقولك ايه يا حمايا العزيز نتكلم جد بقى انت بعتلى اجيلك ليه"
ثائر:"اقعد هحكيلك على كل حاجة"
اخبر" ثائر" "رمزى" بقصة "وتين" كاملة ومعانتها التى تعانيها من هؤلاء الناس وانه يريد تخليصها من كل هذا
رمزى:"وانت هتخلصها ازاى يعنى يا"ثائر" مش فاهم"
ثائر:"انت بتسألنى انا امال انا جيبك ليه انت مش محامى وتشوفلى طريقة اخلصها من الناس دى والعيشة اللى هى عيشاها معاهم"
رمزى:"طريقة ايه يعنى ايه هى الطريقة اللى انت عايزها بالظبط علشان ابقى فاهم"
ثائر:"اى طريقة يا "رمزى" اى طريقة تخليها تسيب البيت ده قولى هى مثلا لو سابت البيت وجت عاشت معانا فى البيت فى القاهرة هيحصل حاجة
رمزى:'لا ابدا مش هيحصل حاجة قرايبها دول بس يقدموا فيك بلاغ ان انت خطفت قربيتهم وطبعا هى متقربش ليك بأى شكل او صفة فحضرتك هتشرف فى سجن ابو زعبل وانا و"مريم" هنيجى نزورك ونجبلك عيش وحلاوة كل أسبوع يا حبيبى"
ثائر:"انت بتستظرف يا ابو دم خفيف هو ده وقتك انت كمان"
رمزى:"ابدا والله هو ده اللى هيحصل انا هكدب عليك يعنى يا "ثائر"
ثائر:"طب وبعدين هنعمل ايه دلوقتى فكر معايا يا "رمزى"
رمزى:"هو ليه انت مهتم بالبنت دى اوى كده انا اول مرة اشوفك كده وعمال تاكل فى نفسك علشان تلاقيلها طريقة تخلصها بيها من اللى هى فيه"
ثائر بتنهيدة:"مش عارف يا "رمزى "والله مش جايز علشان اتخيلت لو "مريم "مكانها وملقتش حد ينقذها فعلشان كده انا حابب اساعدها"
رمزى:"بس هتساعدها ازاى اظن مفيش طريقة تساعدها بيها يا "ثائر" وحكاية انك تخليها تسيب البيت وتيجى معاكم انساها خالص بلاش مشاكل ووجع دماغ وانت ليك سمعتك فبلاش شوشرة"
ظل "ثائر" يفكر وضع رأسه بين يديه غارزا يديه فى شعره الكثيف لعل يجد حل طرأت له فكرة رفع رأسه نظر الى "رمزى" كشخص وجد حل لمشكلة مستعصية الحل
ثائر:"انا لقيت حل يا" رمزى"
رمزى:"حل ايه اللى انت لقيته ده خير اتحفنى"
ثائر:"انت قولت ان "وتين" متقدرش تقعد فى بيتى علشان هى مليش قرابة بيها ولو اهلها بلغوا عنى هتحبس"
رمزى:"ايوة وده ممكن يحصل فعلا انا مبهزرش"
ثائر:"طب ايه رايك لو وتين قعدت فى بيتى بشكل قانونى ورسمى"
رمزى باهتمام:"بشكل قانونى ورسمى ازاى يعنى انت بتفكر فى ايه يا "ثائر" مش مرتاحلك"
ثائر:"بشكل قانونى يعنى تقعد فى بيتى بصفتها مراتى"
نظر اليه "رمزى" باندهاش فماذا يقول ؟ وهل ما سمعه منه الآن حقيقة ام انه يتخيل ذلك هل يفكر"ثائر" فى الزواج من تلك الفتاة حقا؟ ما الذى دهاه حتى يفكر هذا التفكير ؟ فهو على وشك الزواج من "سيلا" فكيف سيحدث ذلك؟
رمزى بصدمة:"انت بتقول ايه يا ثائر"
ثائر:" يعنى اتجوز انا ووتين"
رمزى......
*"*"*
رأيكم يا حلوين
(دمية فى يد غجرى)
البارت السابع
نظر اليه "رمزى" باندهاش فماذا يقول ؟ وهل ما سمعه منه الآن حقيقة ام انه يتخيل ذلك هل يفكر" ثائر" فى الزواج من تلك الفتاة حقا؟ ما الذى دهاه حتى يفكر هذا التفكير؟ فهو على وشك الزواج من "سيلا" فكيف سيحدث ذلك؟
رمزى بصدمة:"انت بتقول ايه يا ثائر"
ثائر:"يعنى اتجوز انا ووتين"
رمزى:"ثائر انت واعى انت بتقول ايه او مدرك انت بتقترح ايه انت اتجننت يا ابنى ولا ايه"
ثائر:"ايوة طبعا عارف انا بقول ايه بقول حاجة غريبة يعنى"
رمزى:"ايوة طبعا ! انت ناسى يا ابنى انك خاطب وقربت تتجوز"
ثائر:"عارف ومش ناسى"
رمزى:"وهى "سيلا" لما تعرف هتسكتلك يعنى دى هتقلب الدنيا"
ثائر:"سيلا مش هتعرف حاجة عن الجوازة دى خالص يا رمزى"
رمزى:"مش هتعرف ازاى مش فاهم ولما تشوف "وتين" فى بيتك هتقولها ايه اصلى والله اتجوزتها حالة انسانية وشوية وهسيبها"
ثائر:"قولتلك "سيلا" مش هتعرف وهقدملها "وتين" على انها واحدة قريبتنا جاية تقعد فترة الدراسة وهتمشى مش هتعرف انها مراتى"
رمزى:"انت جرا ايه لعقلك يا ابنى انا مش فاهم"
ثائر:"صدقنى دى هتبقى جوازة على الورق كده علشان اقدر اخدها بس هى هتفضل معانا تخلص دراسة وتشتغل وتشوف حياتها يعنى مساعدة منى مش اكثر يا رمزى"
رمزى:"ثائر انا عارف انك شهم بس مش لدرجة تورط نفسك فى جوازة فاهمنى"
ثائر:"صدقنى هى هتبقى زيها زى "مريم "هساعدها ومش هسيبها الا وهى واقفة على رجليها ولو ربنا اراد وحبت حد وحبت ترتبط بيه خلاص يبقى كده اطمنت عليها"
رمزى:"ولو "سيلا" عرفت انها مراتك"
ثائر:"انت عارف" سيلا" دايما مشغولة والظاهر كده جوازنا مش هيتم قريب فأنت من الناحية دى اطمن ومحدش هيعرف غير انا وانت و"مريم" وهى من هنا واحنا هنخدها القاهرة"
رمزى:'برضه انا مقلق ومش مطمن يا "ثائر"
ثائر:"مش قادر يا "رمزى" اشوف حد فى ورطة ومقدمش ليه اى مساعدة"
رمزى:"طب انت اقترحت على البنت الاقتراح ده اصلا"
ثائر:"لسه هكلمها واقولها وافقت ماشى موافقتش خلاص هى حرة اعملها ايه بقى"
رمزى:"وانت هتكلمها ازاى وتعرفها"
ثائر:"نمرتها مع "مريم" هخليها تكلمها وتيجى اعرض عليها الموضوع واشوف رأيها"
ظل "رمزى" يفكر هل هذه خطوة ايجابية من جانب "ثائر" لمساعدة هذه الفتاة ام ربما خطوة ستفتح له ابواب الجحيم اذا علمت خطيبته بما ينوى فعله
رمزى:"شوف واللى انت عايز تعمله اعمله"
ثائر:"كويس انك وافقتنى علشان مفييش دماغ اجادل معاك"
رمزى:"ليه مالك فى ايه حصل تانى"
ثائر:"فرج مات يا رمزي قبل ما أعرف مين اللى قتل رؤوف"
رمزى:"انت عرفت"
ثائر:"انت كنت عارف ومقولتليش وانت عرفت ازاى"
رمزى:'انت ناسى ان انا المحامى اللى متابع القضية"
ثائر:"شوفت الحظ النحس يموت قبل ما اعرف"
رمزى:"نصيب خلينا دلوقتى فى مشكلة البنت اللى بتقول عليها"
ثائر:"انا عايزك تكتبلى عقد"
رمزى باستغراب:"عقد ايه ده"
ثائر:'عقد بينى وبين "وتين" علشان تبقى عارفة ليها ايه وعليها ايه"
رمزى:"انت مش هتتجوزها رسمى"
ثائر:"ايوة بس العقد ده بينى وبينها فى كل الشروط اللى هتبقى عليها حياتها معانا"
رمزى:"زى ايه الشروط دى بقى يعنى"
ثائر:"زى انها متقدرش تسيب بيتى الا لما انا اقول. وانها متعملش اى خطوة فى حياتها فى الفترة دى من غير ما ترجعلى. وانها ممنوع تقول لاى حد هى متعرفوش انها مراتى. وأنها لازم تسمع كلامى فى اى حاجة اقولها ليها. ملهاش انها تتصرف من دماغها فى حاجة انا معرفهاش. ومفيش حاجة تعملها فى حياتها من غير موافقتى."
استمع "رمزى" لكلامه عاقدا حاجبيه من تلك الشروط التى يمليها عليه" ثائر "فهو يريدها مثل الدمية فى يده
رمزى:"انت كده عايزها تبقى زى العروسة الماريونت تتحكم انت فى حياتها"
ثائر بهدوء:"هو ده بالظبط يارمزى"
رمزى:"انت فاكرها لعبة يا "ثائر" ولا ايه دى بنى ادمة "
ثائر:"اعمل انت بس العقد وملكش دعوة ماشى يا "رمزى"
رمزى:"ماشى ولو ان انا والله العظيم ما فاهم حاجة ولا دماغك دى فيها ايه"
ثائر بابتسامة:"احسنلك متعرفش يا "رمزى" بلاش توجع دماغك"
***
مستلقية على سريرها تفكر كيف سيخلصها من هذا الجحيم الذى تعيش فيه هل سيقترح عليها ان تعمل لديه؟ ام ماذا سيفعل ؟فهى تتمنى خلاصها من هذا المنزل اليوم قبل الغد افاقت من افكارها على صوت تلك الفتاة التى لا تفعل شئ فى حياتها سوى ان تضايقها
هيام:"انتى يا برنسيسة مبترديش ليه عليا وانا بناديلك"
وتين:"نعم خير افندم فى ايه"
هيام:"الله الله و بقى ليكى صوت كمان يا ست "وتين"
وتين:"انا بقولك نعم عيزانى اقولك ايه يعنى يا هيام"
هيام:"انا حاسة كده ان انتى مخبية حاجة والا ليه بقيتى جريئة فى الرد كده"
وتين:"انتى كنتى عيزانى فى ايه وبتنادى عليا ليه"
هيام:"عيزاكى تلبسى علشان هتخرجى معايا انا و"اسامة" علشان مينفعش اخرج معاه لوحدنا"
وتين:"وانا داخلى ايه فى الموضوع ده "
هيام:"ماهو ملقتش غيرك يخرج معايا ماما هى اللى قالتلى يلا البسى بلاش غلبة ووجع دماغ وحصلينى على برا"
وتين بتنهيدة:"حاضر ادينى قايمة اهو"
ارتدت ملابسها خرجت الى الصالة وجدت "هيام" فى انتظارها وماهى الا دقائق حتى سمعوا صوت جرس الباب فتحت "وتين" الباب كان "أسامة" على الباب يبتسم تلك الابتسامة الساخرة فهو أصبح يعامل "وتين" بتلك الطريقة ولكنها لا تبالى بأفعاله وتصرفاته فهى مشغولة حالياً بشئ اخر شئ لو ربما اراد الله ستتغير حياتها
أسامة:'هيام جاهزة علشان نخرج"
هيام:"ايوة يلا بينا يا وتين"
عايدة:"خلوا بالكم من نفسكم يا حبايبى"
أسامة باستفزاز:' متخافيش "هيام "فى عنينا الاتنين يا طنط"
ظن انه بكلامه هذا سيضايقها فياله من مسكين فربما لو علم انها اصبحت تنظر اليه على انه شئ لا معنى له ربما كان كف عن تلك التصرفات السخيفة التى يفعلها
خرجوا من المنزل ظلوا يتجولون فى عدة أماكن تتبعهم "وتين "كانت تتصرف "هيام" بذلك الدلع الزائف فهى تريد إشعال نيران الغيرة فى قلب "وتين" ولكن قلب "وتين" أصبح باردا تجاههم فهى لا تشعر بأى شئ وكأنهم اثنان من احدى تلك المسلسلات او الافلام السخيفة التى لا تحب مشاهدتها فنظرت اليهم نظرة اشفاق فيالهم من حمقى.
ظلت تفكر هل ما حدث ربما كان فى صالحها ؟ هل اراد الله ان يبعد عنها ذلك الشخص لان ربما حياتها معه كانت لن تختلف عن حياتها فى ذلك المنزل فاتضح انه انسان سطحى لا ينظر الى باطن الامور ولكن يأخذ بالظواهر فقط
جلسوا فى مكان يشبه الكافتريا جلست بعيد عنهم ولكنها تسمع ما يتحدثون به
أسامة:"تشربى ايه يا هيام"
هيام:"اى حاجة على ذوقك"
أسامة من غير نفس:'تشربى ايه يا وتين"
وتين بقرف:'شكرا مليش نفس نفسى مسدودة"
أسامة:"احسن برضه"
وتين فى سرها:"احسن انا عارفة كان عاجبنى فيك ايه دا انت طلعت رخم ورزل و"هيام "فعلا لايقة عليك ما جمع الا ما وفق"
اخرجت هاتفها تعبث به حتى تنتهى تلك الجلسة التى كانت بمثابة عقاب لها ولكنها وجدت هاتفها يرن يعلن عن ورود مكالمة من "مريم" وجدت نفسها تبتسم تلقائيا رأى "أسامة" ذلك استغرب على ماذا تبتسم تلك الفتاة فربما المتصل يكون احد اولئك الناس التى تعرفهم زاد شعوره بالاحتقار لها اخذت هاتفها وابتعدت حتى تستطيع ان تتكلم بحرية
وتين بابتسامة:"ازيك يا مريم اخبارك ايه"
مريم:"الحمد لله ازيك انتى عاملة ايه دلوقتى"
وتين:"الحمد لله تمام"
مريم:"انا كنت عوزاكى تيجيلى الشقة "
وتين باستغراب:" ليه فى إيه خير"
مريم:'خير ان شاء الله بس عمو طلب منى اكلمك علشان تيجى عايز يتكلم معاكى ومتخافيش انا ودادة موجودين"
وتين:"بس مش هقدر النهاردة يا مريم"
مريم:"ليه فى حاجة حصلت ولا ايه"
وتين:"لاء بس انا برا البيت مش فى البيت"
مريم:"طب تقدرى تيجى امتى"
وتين:"ممكن بكرة بعد المحاضرات بس مش هاجى الشقة"
مريم:"طب هتيجى فين"
وتين:"فى المكان اللى كنا بنتقابل فيه على البحر"
مريم:"خلاص ماشى هقول لعمو ونتقابل بكرة ان شاء الله"
وتين:"ان شاء الله"
مريم:" ماشى سلام مؤقتا يا وتين"
وتين بابتسامة:"مع السلامة يا مريم"
مريم:"الله يسلمك يا حبيبتى"
انهت مكالمتها مع "مريم" شعرت بتجدد الامل بداخلها فربما توصل "ثائر" لحل ينقذها فهى ظنت انه انشغل عنها اذ انقضى يومان منذ حدثتها مريم برغبة عمها فى مساعدتها عادت الى مكانها تشعر بفرحة لا تعرف ماسبب كل هذه الفرحة التى تملكت من قلبها حتى ان "أسامة" و"هيام" استغربوا حالتها فما هذه الابتسامة العريضة التى ترتسم على شفتيها ف"هيام" اول مرة تراها سعيدة لهذه الدرجة
هيام:"خير مالك مبسوطة ليه كده انتى كنتى بتكلمى مين"
وتين:"عادى يعنى هو حرام افرح ثم كنت بكلم واحدة صاحبتى"
أسامة بهمس:"صاحبتك ولا صاحبك يا انسة يا محترمة"
وتين:"بتقول حاجة يا استاذ "أسامة" ولا ايه"
أسامة بعصبية:"مبقولش حاجة يلا بينا نمشى"
هيام:"بسرعة كده احنا لسه مشربناش حاجة"
أسامة:"مرة تانية علشان انا ورايا مشوار مهم كنت ناسيه يلا بينا"
نهضت "هيام" و"وتين" و"هيام" تعلم انه يشعر بالضيق بسبب" وتين" فهل مازال يشعر بالحب نحوها فهى كانت تعلم انه يحبها ويريد الارتباط بها وهى من افسدت عليه أحلامه بالاقتران بها
قام بتوصيلهم الى المنزل ثم انصرف سريعا نظرت اليه "وتين" نظرات باردة فماله ينظر اليها هكذا فهى اصبحت يصيبها السأم من رؤيته نظرت لتلك الواقفة بجوارها بتأفف فمالها هى الاخرى تنظر اليها هكذا
وتين:"انتى بتبصيلى كده ليه فى ايه مالك"
هيام:"علشان انتى السبب فى اللى حصل"
وتين:"وهو ايه اللى حصل بقى علشان تقولى كده"
هيام:"ان "أسامة" يخلينا نرجع للبيت بسرعة"
وتين:"ليه هو انا اللى قولتله رجعنا البيت هو اللى عمل كده من نفسه انا كنت قاعدة ساكتة ومبتكلمش"
هيام:"بس هو عمل كده بعد انتى ما خلصتى المكالمة"
وتين:'وهو يهمه فى ايه المكالمة انا حرة هو خطيبك انتى مش انا علشان يعلق على تصرفاتى"
هيام:"بس تصرفاتك دى هتخليه ياخد فكرة غلط عنى"
وتين:'وياخد فكرة غلط عنك ليه انتى مالك بده كله"
هيام:"متنسيش ان انتى عايشة معانا فى البيت و اللى بتعمليه هيأثر على سمعتنا"
وتين:"متخافيش سمعتكم فى الحفظ والصون وكل ده هيخلص قريب"
هيام باستغراب:" يعنى ايه مش فاهمة"
وتين:"بكرة هتفهمى وتعرفى كل حاجة عن اذنك"
بعد ان القت كلماتها التى لم تستوعبها "هيام" بعد ذهبت الى غرفتها ظلت" هيام" تحاول تفسر كلامها ولكنها لم تصل الى جواب يشفى غليلها
هيام:"هى قصدها ايه البت دى بكلامها ده انا مش فاهمة حاجة"
عايدة:"انتى بتكلمى نفسك يا هيام"
هيام:'ها بتقولى حاجة يا ماما"
عايدة:"مالك سرحانة فى ايه كده"
هيام:"مش عارفة البت وتين اليومين دول حاسة كأنها متغيرة"
عايدة:"متغيرة ازاى يعنى"
هيام:"مش عارفة مبقتش زى الأول تحسى كأنها بقت جريئة شوية مش هممها حاجة مش عارفة"
عايدة:"على إيه يعنى سيبك منها انبسطتى فى الخروجة"
هيام:'احنا لحقنا احنا شوية و"اسامة "قالى وراه مشوار كان ناسيه ووصلنا ومشى"
عايدة:'ولا يهمك جايز فعلا عنده مشوار ولا حاجة يلا ادخلى غيرى هدومك علشان تاكلى"
"وتين" يا" وتين"
خرجت من غرفتها على صوت تلك المرأة تناديها فماذا يريدون منها الآن الا يتركوها فى حالها أبدا
وتين:"ايوة يا مرات عمى"
عايدة:"يلا حضرى العشا "سمير" زمانه جاى"
ذهبت الى المطبخ بدون ان تتفوه بكلمة قامت بتحضير العشاء وصل "سمير" تناولوا الطعام قامت بتنظيف تلك الاوانى ثم ذهبت الى غرفتها كانت "وتين" فى غرفتها لا تطيق صبرا فهى تريد ان يبزغ فجر اليوم الجديد الآن حتى تقابله لتعرف ماذا يريد منها وكيف سيساعدها أبت النوم وكأن عيناها أبت ان تغمض بالرغم من انها تريد النوم حتى يمر الوقت سريعا
وتين بتفاؤل:"يارب بقى الوقت يعدى بسرعة يارب"
***
ينظر الى حارسه لمعرفة ما وصل اليه التحقيق فى مقتل "فرج" فالشرطة تبحث عن من فعل به ذلك
"البوليس وصل لحاجة فى قضية قتل فرج"
الحارس:'ابدا ياباشا موصلوش لحاجة والقضية اتقيدت ضد مجهول خلاص واتقفلت"
:"حلو اوى الكلام ده و"ثائر العمرى" لسه مرجعش"
الحارس:'لسه يا باشا مرجعش ومش عارفين ايه اللى خلاه يقعد هناك ده كله"
"مسيره يرجع هيفضل هناك يعنى طول عمره"
الحارس:"انت تؤمر بايه دلوقتى يا باشا"
:"عايزكم تعملوه مفاجأة لما يرجع القاهرة "
الحارس:"انت تؤمر يا باشا كلامك هيتنفذ بالحرف الواحد"
"يلا روح شوف انت هتعمل ايه واى حاجة جديدة بلغنى بيها"
الحارس" أوامرك يا باشا"
خرج الحارس من تلك الغرفة المظلمة التى لايجلس الا بها فهى تناسب روحه المظلمة ايضا التى باتت متلهفة الى الانتقام فهو يريد انتقام اسود ربما يذهب ضحاياه ابرياء لاذنب لهم فى تلك الخطط الشيطانية التى تدور بذهنه اللعين
***
لم يخبر "ثائر "مريم "بما سيفعله بعد لم يطلب منها سوى ان تحدث "وتين" بشأن انه يريد التحدث معها غلبها فضولها فسألته عن ماذا يريد من وتين؟
مريم:"عمو"
ثائر:"نعم يا مريم فى ايه"
مريم:"انتى خلتني اكلم "وتين" وانا لدلوقتى مش عارفة انتى ناوى على ايه ولا ليه طلبت من "رمزى" ييجى ممكن بقى تفهمنى انا الصراحة الفضول قاتلنى"
ثائر:"فضول بخصوص ايه بالظبط"
مريم:"بخصوص انت ناوى تعمل ايه مع "وتين" او هتحل مشكلتها دى ازاى اظن من حقى أعرف لان انا سبب معرفتك بيها"
ثائر بهدوء:"هتجوزها يا مريم"
مريم بصدمة:"هو اللى سمعته ده بجد ولا انا اتخيلت انك بتقول هتتجوز وتين"
ثائر:"لاء سمعتى بجد مش تخيلات"
مريم:"عمو انت بتتكلم جد ولا بتهزر معايا"
ثائر:'ده موضوع ينفع اهزر فيه معاكى يعنى يا مريم"
مريم:"هتتجوزها يعنى هتتجوزها بجد"
ثائر:"امال هتجوزها بهزار"
مريم:"ازاى وانت خاطب اصلا"
ثائر:"دى هتبقى جوازة على الورق بس علشان نعرف ناخدها معانا ومحدش هيعرف غيرك انتى و"رمزى" ومش عايز حد تانى يعرف حتى الدادة بتاعتك مش لازم تقوليلها علشان الكلام ميوصلش لسيلا"
مريم:"طب ليه هتعمل كده"
ثائر:'علشانها وعلشانك انتى كمان"
مريم باستغراب:'علشانى انا ازاى"
ثائر:"لان حسيت انك حبيتى "وتين" وانتى محتاجة انها تكون معاكى انتى ملكيش أصحاب وانتى من ساعة ما قابلتيها وانتى ابتديتى تعيشى حياتك تانى ونفسيتك اتحسنت"
مريم:" يعنى انت عايز تتجوزها علشانى"
ثائر:"وعلشان هى كمان محتاجة تعيش كويس وتبعد عن الناس دول اللى معيشنها فى جحيم"
مريم:"وهو مفيش حل غير الجواز"
ثائر:"ايوة لان "وتين" مينفعش تقعد معانا غير كده لانها طبعا متربطناش بيها اى قرابة وممكن قرايبها دول يعملولى مشاكل انا فى غنى عنها"
نظرت "مريم" له بابتسامة فهو يفعل ذلك لأجلها ولاجل تلك الفتاة فقليل من يتمتع بتلك الشهامة والرجولة
مريم:"هو انا قولتلك ان انا بحبك يا عمو"
ثائر:"اه كتير اوى"
مريم:"طب بحبك ياعمو"
ثائر:"وانا كمان بحبك يا شقية"
مريم:"شقية دا انا غلبانة والله ويتيمة"
ثائر:"متقوليش الكلمة دى تانى لما ابقى اموت ابقى قولى على نفسك يتيمة"
مريم:"بعد الشر عليك ربنا يباركلى فيك يا عمو بس تصدق انا فرحت لما قولتلى هتتجوز وتين"
ثائر:"اشمعنا يعنى"
مريم بضحك:"مش عارفة انا فرحت وقلبى فرح وانا مقدرش ارجع فى كلامى"
ابتسم "ثائر" على كلامها فهو الآن سعيد لرؤيتها مبتسمة ثانية فهو لا يريد فى حياته سوى ان يطمئن عليها لانها امانة فى عنقه قد تركها له أخيه وهو سيفعل المستحيل من أجلها
ثائر:"ان شاء الله الابتسامة تفضل على وشك على طول"
مريم:"هو "رمزى" فين"
ثائر:"بتسألى على المتخلف ده ليه"
مريم بتوتر:"ها لا ابدا اصلى مش شيفاه يعنى"
ثائر:"والله على عمو"
مريم:"انت تقصد ايه بكلامك ده"
اصطبغ وجهها باللون الاحمر وهى تتمنى ان لا يلاحظ ما يدور فى ذهنها وقلبها حول "رمزى"
ثائر:"قصدى على اللى خلى وشك جاب الوان الطيف"
مريم:مش فاهمة قصدك ايه ياعمو"
ثائر:"هو غبى ومتخلف اه بس راجل وجدع ومفيش فى جدعنته"
مريم:"هو مين ده"
ثائر:"رمزى هكون قصدى على مين يعنى"
دخل "رمزى" يحمل بيده ذلك العقد الذى طلبه منه"ثائر" بالشروط التى اخبره بها
رمزى:"هو مين ده اللى غبى ومتخلف يا سى" ثائر"ها دى اخرتها بدل ما تمدحنى قاعد تشتم فيا
ثائر بضحك:"ياريتنا افتكرنا مليون جنية كانوا هيبقوا احسن منك"
رمزى:"بقى كده ماشى يا"ثائر"صبرك عليا"
مريم:"عن اذنكم"
رمزى بابتسامة عاشقة:"راحة فين ما انتى قاعدة منورانا يامريم"
شعرت"مريم"بخجل شديد ثم فرت هاربة الى غرفتها هربت من ذلك النبض العنيف الذى صار ينبض به قلبها
ثائر:"مش بقولك غبى ومتخلف واياك متحترمش نفسك يا رمزى هقوملك"
رمزى:"ياعم جوزهالى ابوس ايديك الاتنين بقى حرام عليك يا اخى"
ثائر:"هجوزهالك يا غبى بس مش دلوقتى اصبر شوية"
رمزى:"امال امتى لما اطلع على المعاش ولا ايه انا عايز اتجوز الحق اخلفلى عيلين أجرى وراهم فى البيت"
ثائر:"لما تخلص دراسة يا ابو دم خفيف"
رمزى:"هو انا لسه هستنى السنة دى والسنة الجاية كده حرام وكتير"
ثائر:"هو ده اللى عندى إذا كان عاجبك بقى"
رمزى:"طول عمرك مفترى ما انت هتتجوز واحدة لسه بتدرس وفى سن مريم ولا حلال ليك وحرام عليا"
ثائر:"انت عارف انا هتجوز ليه يا "رمزى" مش متجوزها علشان تبقى مراتى بجد دا حبر على ورق ثم ماشى يا سيدى تخلص السنة دى ونكتب الكتاب ولما تخلص دراسة تتجوزوا"
رمزى:"اى حاجة تيجى منك خير وبركة يا حبيبى"
ثائر:"الا قولى يا"رمزى" لو"مريم" رفضت هتعمل ايه"
رمزى:'يالهوى هى ممكن ترفض انا محطتش موضوع الرفض ده فى دماغى خالص"
ثائر:"ليه يعنى هو اللى خلقك مخلقش غيرك ولا ايه"
رمزى:"تصدق انت خوفتنى بالكلمتين دول مصيبة لترفضنى دا انا اروح فيها"
ثائر:"ما تخافش يا سيدى مش هترفض وهتوافق تتجوزك متقلقش"
رمزى:'ايه اللى مخليك متأكد كده يا"ثائر" انها هتوافق ومش هترفض"
ثائر:'لانها هى كمان باين عليها انها بتحبك يا حيوان"
رمزى:"قلبى قلبى أه انت قولت ايه قول تانى كده والنبى هى بتحبنى بجد قول والله كده يا ثائر"
ثائر:"هجوز بنت اخويا لواحد اهبل والله العظيم ومش بس كده ومتخلف كمان"
رمزى:'انا اهبل يا حمايا العزيز يا صديق العمر يا رفيق الدرب يا جلاب المصايب والمشاكل ياللى يعرفك يوم يبقى نفسه يطفش من الدنيا بحالها"
ثائر:"يعنى انت تقول كلمتين حلوين وتختمهم بكلمتين يقرفوا فى الآخر"
رمزى:"اعذرنى بقى الفرحة ملغبطانى انا حاسس ان انا قلبى هيوقف"
ثائر:'قلبك هيوقف! انت خرع ليه كده فين العقد ياض انت هاتوا وريهولى"
رمزى:"خد العقد اهو يا حبيبى"
ناوله العقد نظر اليه "ثائر" يتفحص بنوده وجده كما يريد فاطمأن انه مثلما يريد
ثائر:"تمام كده"
رمزى:"انت هتكلمها بكرة"
ثائر:"ان شاء الله"
ظل يفكر ماذا سيكون رد فعل "وتين" عندما يخبرها بما يريد او ماذا ستقول؟ او ماذا سيكون رد فعلها عندما تعلم انه يريد الزواج منها بناء على عقد يحوى شروط ربما من يقرأها يعتبرها بنود عبودية
***
أذن الله بشروق الشمس قامت من النوم ادت فرضها انهت ما عليها من اعباء ذهبت سريعا الى الجامعة حتى تنهى محاضراتها وتذهب إلى المكان المتفق عليه انها ستقابله فيه شعرت ان الوقت اصبح يعاندها فهى تشعر بتباطئ الوقت اليوم ها هى قد انهت محاضراتها اخذت حقيبتها وكتبهاو عندما حاولت الخروج من القاعة وجدت من يعترض طريقها كالعادة نظرت اليه بشراسة فهى تريد الذهاب الان لرؤية ذلك الرجل الذى سيكون منقذها فليس هذا وقت هذا السمج
هيثم:"مستعجلة ليه كده الصبر حلو يا باشمهندسة "وتين"
وتين:"ابعد عن طريقى عايزة اعدى ايه الرخامة بتاعتك دى يا ساتر يارب"
هيثم:"هو انتى دماغك ناشفة ليه كده بطلى عند بقى ونشفان دماغ"
وتين:"انت عارف انت لو مبطلتش هفتحلك دماغك واللى يحصل يحصل علشان انا زهقت وقرفت منك ومن تصرفاتك بلاش خنقة بقى"
هيثم بسماجة:"انا اهو افتحى دماغى يلا يا ..وتين"
وتين:"اوووف الرحمة يارب ابعد بقى عن طريقى واسمى الباشمهندسة "وتين" انت فاهم"
هيثم:"ياباشمهندسة" وتين" مش ناوية تحنى عليا بقى"
وتين:"هقولهالك للمرة الألف ابعد عن طريقى حل عنى لو عندك ذرة مخ وبتفهم"
قامت بازاحته من طريقها فليس هو من تريد فمن اصبحت تريده على وشك مقابلته ورؤيته .كانت تسأل نفسها ماهو الحل الذى توصل اليه لخلاصهاخرجت من الجامعة وصلت الى الشاطئ التفتت يمينا ويسارا لترى اى احد منهم ولكنها لم ترى احد فكرت انهم لم يأتوا بعد جلست على تلك الصخرة فتحت دفترها وجدت نفسها تخط بيدها على تلك الصفحة البيضاء ذلك الإسم (ثائر) الذى تنتظر صاحبه بلهفة الآن ان يظهر وتراه ظلت تتأمل الاسم الذى نقشته بشكل جميل على تلك الورقة بتلك الابتسامة التى ارتسمت على ثغرها الجميل وماهى الا دقائق حتى سمعت صوت"مريم" ينادى عليها
مريم بابتسامة:"وتين"
قامت باغلاق الدفتر بسرعة وارتباك فتمنت ان لا تكون لاحظت"مريم"ما كتبته نظرت وجدته يأتى خلف"مريم" بتلك الخطى الثابتة واضعا نظارته الشمسية على وجهه يتلاعب النسيم بخصلات شعره الناعمة تبعثرها بشكل فوضوى جميل فياله من رجل لم ترى احد له مثل تلك الهالة الرجولية التى تحيط به كأنه يجعل الرجال الاخرين فى الظل ابتسم لها ابتسامة خفيفة وضعت يدها تلقائيا على قلبها الذى صار ينبض بقوة ولهفة ولكنها ايضا تنهر نفسها من الانجراف وراء تلك المشاعرماهذا الذى وصلت اليه فهى لم تعرفه سوى من مدة بسيطة فهل صار يشكل معها فارقا الى هذه الدرجة فلا بد أنها غبية إذا اعتقدت انه يمكن ان ينظر اليها بطريقة مختلفة عن انه يراها فتاة تحتاج مساعدة
ثائر:"ازيك يا وتين اخبارك ايه النهاردة"
وتين بارتباك:"الحمد لله حضرتك انا تمام اخبارك ايه يا مريم"
مريم بابتسامة:"انا الحمد لله تمام انا هقعد قريب هنا علشان تتكلموا براحتكم ماشى"
ثائر:"ماشى بس متبعديش كتير عن هنا يا مريم"
مريم:"حاضر ياعمو هكون هنا فى مكان قريب"
جلست"مريم"فى مكان غير بعيد حتى تفسح لهم المجال للحديث نظ"ثائر" تجاه "وتين" موجها كلامه اليها
ثائر:"انتى طبعا"مريم" كلمتك وقالتلك ان انا عايز اساعدك تسيبى البيت اللى انتى عايشة فيه وتخلصى من الناس اللى بيعاملوكى بطريقة مش كويسة"
وتين بخجل:"ايوة قالتلى"
ثائر:"انا جاى النهاردة اقولك على الحل اللى وصلت ليه ياوتين"
وتين بتساؤل:"ايه هو الحل ده"
ثائر:"ان انا وانتى نتجوز يا وتين"
اتسعت عيناها على اخرها شعرت بجفاف فى حلقها ظلت تبتلع ريقها مرة تلو الآخرى لا تجد ما تقوله اصبح الكلام مستعصيا على لسانها خرج منها الكلام بتلعثم وغير مترابط فماذا يقول؟
وتين بتلعثم:"نتتجوز حضرتك بتقول ايه نتجوز ازاى"
ثائر:"ايوة هو ده الحل الوحيد اللى تقدرى تسيبى بيه البيت ده"
وتين بتلعثم شديد:"بس بس"
ثائر:"بصى يا"وتين" اولا الجواز دى هيبقى شكلى بس مش اكتر من كده"
وتين:"شكلى ازاى يعنى مش فاهمة"
ثائر:"يعنى جواز على الورق انا خاطب وممكن اتجوز قريب"
وتين بصدمة:"خاطب وهتتجوزنى ازاى يعنى"
ثائر:"انا هفهمك كل حاجة يا"وتين" علشان تقررى براحتك
افهمها"ثائر" ما يريد منها وكيف ستكون حياتهم معا وانه لن يعلم احد بجوازه منها سوى"مريم"وصديقه المقرب اخرج من جيبه ذلك العقد
ثائر:"وده العقد اللى هيضمنلك حياتك معايا"
وتين باستنكار:"عقد! عقد ايه ده"
ثائر:"ايوة فيه كل الشروط اللى لازم تلتزمى بيها لو احنا اتجوزنا فعلا"
اخذت من يده العقد طافت عينيها على تلك الورقة تقرأ ما كتب فيها وكل كلمة تقرأها تزيدها استغرابا وضيقا ماهذا العقد السخيف ؟
وتين باستنكار:"ايه اللى مكتوب ده ايه العقد الغريب ده انا اول مرة اسمع عن جواز بشروط"
ثائر:"هو ده المطلوب منك تعمليه يا"وتين" ومش اكتر من كده"
وتين:'مطلوب منى اعمله هو فى اكتر من كده انت عايزنى اكون لعبة فى ايدك تتحكم فيها حضرتك"
ثائر:"وليه اخدتى الموضوع بالشكل ده مش جايز الشروط دى لحمايتك مش أكتر"
وتين:"لحمايتى ازاى انت تقريبا عايزنى مفكرش انت اللى تفكر وتقرر وتمشيلى حياتى يعنى لعبة تحركها بايدك وانا عليا السمع والطاعة يعنى استبدل ذل واهانة بعبودية"
ثائر:"عبودية ازاى مش يمكن تفكيرى ينقذك من مشاكل انتى فى غنى عنها"
وتين:"مشاكل ! مشاكل ايه الدنيا مليانة مشاكل معنى كده ان ييجى حد يقولى متفكريش علشان متقعيش فى مشكلة اى منطق ده انت هتبقى عامل زى الاحتلال بالظبط"
ثائر باستغراب:"احتلال! احتلال ازاى يعنى مش فاهم"
وتين:"ايوة احتلال انت مفكر ايه الشخص اللى عايز الكل يطيعه ومش يمشوا الا بأمره ويديرلهم حياتهم يبقى ايه يبقى زى الاحتلال بالظبط"
ثائر بهدوء:"انتى شايفة كده يا وتين"
وتين:"قولى انت كلامك يتفهم ايه غير كده"
ثائر:"على العموم القرار فى ايدك يا "وتين" وانتى حرة وانا مش غاصبك على حاجة زى ما تحبى"
ظلت "وتين" عدة دقائق تفكر فى كلامه الذى سمعته منه فماذا تجيبه الآن فهو بانتظار قرارها فماذا تقول؟ فهى لا تريد عقد يحولها لعبدة له تأتمر بأمره وتلغى شخصيتها
ثائر:"قولتى ايه يا "وتين" قرارك ايه"
وتين بهدوء:"وانا اسفة انا مش موافقة"
***
رأيكم يا حلوين
( دمية فى يد غجرى)
البارت الثامن
ظلت"وتين" عدة دقائق تفكر فى كلامه الذى سمعته منه فماذا تجيبه الآن فهو بانتظار قرارها فماذا تقول؟ فهى لا تريد عقد يحولها لعبدة له تأتمر بأمره وتلغى شخصيتها
ثائر:"قولتى ايه يا "وتين" قرارك ايه؟
وتين بهدوء:"وانا أسفة انا مش موافقة"
ثائر:" صدقينى يا"وتين"حياتك مش هتبقى صعبة معانا وهتعيشى فى مستوى كويس وهتعيشى معززة مكرمة وهتنسى حياتك اللى هنا خالص وكمان علشان"مريم"
وتين:"وايه علاقة"مريم"بموضوع جوازى منك"
ثائر:"مريم كانت حالتها النفسية مدمرة بسبب حادثة باباها ومامتها كانت عايشة كأنها معزولة عن العالم وديتها لدكاترة نفسيين قالولى هى محتاجة حد يكون جمبها يتكلم معها حد يكون قريب منها يشجعها تخرج من اللى هى فيه انا طبعا حاولت بس برضه عندى شغلى وكمان انا عمها ممكن يكون فى حاجات هى متقدرش تقولى عليها عايزة حد من سنها يفهمها بمعنى اصح عايزة صاحبة"مريم" كانت انطوائية جدا متعرفش فى حياتها غيرى انا و"رمزى"صاحبى والدادة بتاعتها ملهاش اصحاب حتى فى الكلية مش مصاحبة حد اوقات بترفض تروح الكلية بترفض تعمل اى حاجة غير انها تحبس نفسها فى اوضتها وتعيش مع نفسها بس لما ظهرتى انتى فى حياتها ابتدت"مريم" تتغير ابتدت تضحك تهزر حتى بقى عندها الرغبة انها ترجع تحضر فى كليتها تانى وتخلص دراستها
وتين:"هى "مريم"فى كلية ايه هى مقالتليش"
ثائر:"فى كلية هندسة فى سنة رابعة قسم الكترونيات"
وتين باستغراب:"غريبة اوى دى"
ثائر بتساؤل:"هى ايه دى اللى غريبة ياوتين"
وتين:"علشان انا كمان نفس السنة ونفس القسم فى الكلية"
ثائر بتفاؤل:'بتتكلمى جد ياوتين"
وتين:'ايوة وانا ينفع اهزر فى حاجة زى دى"
ثائر:'يعنى ممكن تحولى لجامعة القاهرة وتروحى الكلية مع "مريم" وتشجعيها تخلص دراستها صدقينى ده انا ان شاء الله هضمنلك مستوى كويس حتى لما ننفصل هأمنلك مستقبلك مش هخليكى محتاجة حاجة ابدا حتى لو قابلتى واحد وحبيتى ترتبطى بيه انا موافق معنديش مانع"
وتين:"ياااه للدرجة دى"
ثائر:"انا قولتلك الجوازة ماهى الا وسيلة علشان تقعدى فى بيتى بشكل رسمى علشان اهلك دول ميعملوش معايا مشاكل وشوشرة انا فى غنى عنها وانا اللى لما ييجى نصيبك الحقيقى ان شاء الله هجوزك زى ما هجوز"مريم" بنت اخويا يعنى اعتبرى نفسك زيك زى "مريم" عندى"
فكرت يالك من غبى هل انت من ستقوم بتزويجى من رجل بعدك ما هذا التفكير العقيم؟ هل يعلم انها إذا اصبحت زوجته ثم انفصلت عنه لن تحمل اسم رجل غيره لن تجعل احد غيره يدخل قلبها .قلبها اللعين الذى لم يصبح تحت سيطرتها قلبها الذى وقع فى غرام رجل لن يكون لها حتى بالرغم من انها يمكن ان تصبح زوجته..هل قالت انها وقعت فى غرامه متى حدث ذلك ؟ فهو لم يظهر فى حياتها سوى من مدة قصيرة فكيف اغرمت به ؟ ولكن احيانا يحب الانسان ويغرم ويعشق من نظرة واحدة وربما هذا هو حالها معه فهى اغرمت به منذ اللحظة الاولى التى رأته فيها ولكنه ليس حرا فهو مرتبط بأخرى فيالها من فتاة محظوظة ( خطيبته) انها سترتبط بشخص به كل تلك المواصفات التى تتمناها اى فتاة فى شريك عمرها
ثائر:"لسه برضه مصرة على رفضك يا وتين"
حاولت الحفاظ على كرامتها قدر استطاعتها فيجب الا يعرف ماذا اصبحت مكانته لديها يجب ان تخفى ذلك الحب الذى تشعر به
وتين بهدوء:"خلاص انا موافقة بس علشان خاطر"مريم" علشان انا حبيتها اوى وهى تستاهل كل خير دى اول واحدة تتعامل معايا بذوق"
ثائر:"تمام انتى تكلمى قرايبك دول وبلغينى اجى اتقدملك بشكل رسمى وزى ما قولتلك يا"وتين" انتى هتبقى زى مريم عندى"
ارادت الصراخ فى وجهه ان يكف عن قول تلك الكلمة هى لاتريد ان يعاملها كأبنة اخيه فهى تريد منه معاملة أخرى تريد ذلك الرابض بين ضلوعه نعم انها تريد قلبه وليس معاملة أبوية
نادى"ثائر" على مريم تقدمت"مريم" منهم تريد معرفة قرار"وتين" بشأن تلك الزيجة
مريم:"ها قررتى ايه يا وتين"
وتين:"موافقة علشان خاطرك انتى بس يا مريم"
مريم بفرحة:"يعنى هتيجى معايا البيت وتعيشى معانا"
وتين:"ومش بس كده وهاجى معاكى الكلية كمان"
مريم:"بجد هو انتى فى كلية هندسة انتى كمان تصدقى انا اعرف انتى فى كلية بس مسألتكيش مرة انتى فى كلية ايه"
وتين بابتسامة:"ايوة بس غريبة انا حكيتلك عن كل حاجة ما عدا انا فى كلية ايه"
مريم:"و لا انا كمان قولتلك انا فى كلية ايه بس صدفة جميلة"
وتين بابتسامة:"شكل القدر مصر يجمعنا سوا انا وانتى يا مريم"
مريم:'دا يبقى احسن قدر انا انا هيبقى عندى اخت وصاحبة بدل ما انا عايشة فى دنيا لوحدى"
احتضنتها"وتين" بقوة ابتسمت"مريم" رأى"ثائر" ذلك شعر بالسعادة ان سيستطيع تحقيق السعادة لتلك الفتاتين
وتين:"انا لازم امشى دلوقتى عن اذنكم"
ثائر:"مع السلامة وياريت الموضوع يخلص بسرعة علشان نرجع القاهرةعلشان عندى شغل وعلشان تقدروا ترحوا الكلية وتنتظموا فيها ولو حصل نصيب هخلى رمزى يحولك ورق كليتك على جامعة القاهرة"
وتين بابتسامة وجع:"ان شاء الله عن اذنكم"
قالت ذلك وانصرفت تشعر بوجع فى قلبها فلماذا تصر الحياة على معاندتها فمن أصبحت تهواه الآن لن يكون من نصيبها بالرغم من أنه سيصبح زوجها ...على الورق فقط
عادت الى المنزل انتظرتهم حتى تجمعوا جميعاً على السفرة لاخبارهم بشأن زواجها من"ثائر"
وتين"سمير فى عريس عايز يتقدملى وطالب انه ييجى البيت علشان يتقدم بشكل رسمى"
سمير:"ماانتى عارفة ان عزيز عايز يتجوزك يا وتين"
وتين:"بالله عليك يا"سمير" لو بتحب ربنا توافق على العريس التانى ده وانا اوعدكم ان انا هختفى من حياتكم خالص ومش هتسمعوا اسمى مرة تانية انا عارفة انكم عايزين تخلصوا منى باى شكل وده هيحصل بس وافق على العريس ده وانا فعلا هختفى من حياتكم"
عايدة:"ويكون مين العريس ده بقى ان شاء الله"
وتين:"ده يبقى عم واحدة صاحبتى طلب منها تكلمنى فى الموضوع فقولتلها هقولكم وارد عليها"
سمير:"لما ييجى واشوفه الاول وبعدين ابقى اقول رأيى"
وتين:"يعنى انت موافق يا سمير"
سمير:"لما اعرف هو مين الاول واشوفه وبعد كده اشوف اوافق ولا لاء خليه ييجى بكرة على المغرب"
وتين بفرحة:"شكرا يا سمير"
قالت ذلك وذهبت الى غرفتها حتى تخبر "مريم" بموافقة "سمير" على مقابلتهم لطلب يدها فهى بالرغم من انها تعلم انها زيجة مزيفة ولكن لا تعلم سر تلك الفرحة التى انتابتها بعد معرفتها لموافقة"سمير" على مقابلة"ثائر"
وتين:"الو مريم"
مريم:"ايوة يا"وتين" معاكى"
وتين:"بلغى عمك ان"سمير" موافق يقابله بكرة ان شاء الله على المغرب"
مريم:"خلاص ماشى ان شاء الله يا حبيبتى"
وتين:"سلام يا مريم"
مريم:"مع السلامة وخلى بالك من نفسك"
وتين بسعادة:"ان شاء الله وانتى كمان"
كانوا الثلاثة اصابهم التعجب من سر فرحة هذه الفتاة بزواجها فهم اول مرة يروا على وجهها السعادة
عايدة:"هى مالها مبسوطة اوى كده ليه البت دى بالعريس اللى هيتقدملها"
هيام:"بس عم صاحبتها مين ده ليكون راجل كبير فى السن ياماما"
عايدة:"احنا مالنا بقى مش هى موافقة هى حرة خلينا نخلص منها ومن قرفها هى هتفضل قاعدلنا العمر كله"
سمير:"اما نشوف هو مين ده كمان اللى جيباه الست وتين"
دخلت "هيام" الى غرفة"وتين" فضولها يقودها تريد معرفة المزيد عن هذا العريس المنتظر
هيام:"مقولتليش بقى شكله ايه العريس ده يا وتين"
وتين بضيق:"بكرة هتشوفيه يا"هيام"متستعجليش على رزقك"
هيام:"يبقى اكيد مش حلو طالما مش عايزة تقولى بس يبقى حرام انا اتخطب لواحد وسيم وحلو وانتى يا حرام تتجوزى واحد اى كلام"
وتين باستهزاء:"اى كلام! بكرة هتشوفى اللى بتقولى عليه عريس اى كلام"
هيام باستفزاز:"اكيد طبعا مش هيبقى فى وسامة"أسامة خطيبى"
وتين:"ليه يعنى هو مفيش حد وسيم وحلو غير خطيبك فى الدنيا دى"
هيام:"انتى عارفة ان كل بنات الشارع كان عينهم منه بس انا بقى المحظوظة اللى فزت بيه"
وتين:'مبروك عليكى وربنا يتمملكم بخير ان شاء الله"
ثم اكلمت بهمس لم يصل الى اذن"هيام"
"او ياخدكم ميضرش برضه المهم ارتاح منكم"
هيام:"انتى بتقولى ايه كده بصوت واطى"
وتين:"ولا حاجة مبقولش حاجة تصبحى على خير عن اذنك هنام"
خرجت"هيام" من الغرفة تمددت"وتين" على سريرها ظلت تنظر الى سقف الغرفة بشرود تسأل نفسها هل هى مدركة ما مقبلة عليه هل باستطاعتها ان تتحمل رؤيته مع امرأة أخرى ؟ ماهذا الانقباض الذى تشعر به فى معدتها وقلبها ماهذا الاحساس الذى كان مثل النيران المشتعلة التى تشعر به فى قلبها من تخيلها له مع امرأة أخرى هل تغار؟ الغيرة هل هذه هى الغيرة ذلك الاحساس البشع الذى يصيب القلب يجعل الانسان غير مدرك لتصرفاته
وتين:"متبقيش طماعة هو هيساعدك عيزاه كمان يحبك فوقى لنفسك وبلاش غباء وارضى باللى هو هيعملهولك بلاس غيرة عامية متحاوليش اصلا تظهرى حبك وغيرتك دى متزديش الطين بلة متحطيش نفسك فى موقف مش هينوبك منه الا الوجع والقهر فوقى يا وتين فوقى"
ظلت تخاطب نفسها وتقنعها بان تقلع عن كل تلك الأحلام التى باتت ترسمها لها مخيلتها من انه ربما سيأتى الوقت وينظر لها"ثائر" نظرة مختلفة."ثائر"ياله من اسم بات محفور وموشوم فى قلبها فى قلب تلك الفتاة التى عندما تحاول اقناع نفسها بأن تكف عن ذلك الحب لم يقتنع قلبها وتجد نفسها غارقة اكثر فأكثر فى عشقه ماهذا الاحساس الجميل الذى تشعر به لاول مرة فى حياتها فهى كانت تظن أنها تحب "أسامة" ولكن الآن اقتنعت ان هذا لم يكن حبا ابدا بل مجرد زهوة بشاب كانت تظنه انه سينقذها من حياتها البائسة ولكنه لم ولن يكون منقذها فهى عرفت الآن من هو منقذها الحقيقى ذلك الرجل الذى يملى عليها شروطه قبل ان يرتبط بها ما هذه الشخصية القوية التى يتمتع بها والتى تشعر بلذة الضعف أمامها
"فى الصباح"...اشرقت الشمس فاليوم هو اليوم الموعود بالنسبة لها او ربما سيكون يوم خلاصها بعد ان انتهت من أعباءها المنزلية وجدت نفسها تخرج من المنزل متجه الى قبر والديها فهى دائما ما تذهب اليهم حتى تفضى اليهم بمكنونات قلبها لأنها كانت لا تستطيع ان تتحدث مع احد بحرية وصلت الى المقابر جلست امام قبر والديها ابتسمت ابتسامة مهزوزة ممزوجة ببعض من دموعها التى بدأت فى التساقط من عينيها الجميلة
وتين بدموع:"بابا ماما انا جيت النهاردة علشان اقولكم ان انا خلاص ممكن اتجوز ده لو"سمير" وافق يعنى ومبوظليش الجوازة هو وامه وأخته انتوا عارفين هم بيعزونى شوية طبعا انتوا عارفين المهم النهاردة هييجى راجل يخطبنى اسمه"ثائر" انا مشفتش فى رجولته ولا شهامته ولا شخصيته برضه انا اتعرفت عليه عن طريق بنت اخوه ولما عرف اللى انا فيه صعبت عليه وعرض عليا يتجوزنى علشان ينقذنى منهم وكمان علشان خاطر اساعد بنت اخوه تخرج من حالتها النفسية بس مكدبش عليكم وكلام بينى وبينكم يعنى انا برضه وافقت اتجوزه علشان حبيته ايوة حبيته ومش عارفة ازاى وانا معرفهوش غير من مدة بسيطة اوى بس لما بشوفه بحس باحساس جميل اوى وان قلبى بيفضل يدق جامد اوى لدرجة بحس ان قلبى بيوجعنى من كتر الدق بس يا خسارة طلع خاطب وهيتجوز انا عارفة ان ابقى غبية لو فكرت انه ممكن يحبنى بس مش قادرة مفكرش فيه او ان ارسم فى خيالى انه ممكن يحبنى على العموم انا سايبة نفسى للظروف هشوف هتودينى على فين انا همشى دلوقتى كان نفسى تبقوا معايا فى يوم زى ده ربنا يرحمكم يارب"
وبعد ان انتهت من قراءة الفاتحة ذهبت وعادت الى المنزل لكى تستعد لما سوف يحدث هذه الليلة
***
كان فى غرفته ينتهى من تجهيز نفسه للذهاب لذلك المنزل لطلب يد تلك الفتاة خرج من غرفته وجد"مريم'' و"رمزى" بانتظاره حتى يذهبوا معه
مريم بابتسامة:"ايه القمر ده ياعمو"
ثائر:"حبيبة قلبى انتى اللى قمر"
رمزى:"احم احم نحن هنا"
ثائر:"ايه يا فصيل انت"
رمزى:"مش يلا بقى ولا هتقضوها مجاملات فى بعض وتحبوا فى بعض وانا واقف غلبان كده"
ثائر:"وانت مالك انت واحد وبنت اخوه ايه اللى حشرك فى النص يا حشرى"
رمزى:"هتسكت ولا اقولها يا ثائر"
نظر اليه"ثائر" نظرة تحذيرية يحذر"رمزى" ان يخبر"مريم" بحبه لها الآن فهو يريدها ان تستجمع شتات نفسها اولا ثم سيخبرها هو برغبة"رمزى" فى الزواج منها
مريم بتساؤل:"تقولى على ايه قصدك ايه يارمزى"
ثائر:"مقصدوش حاجة يلا بينا وسيبك من"رمزى" المتخلف ده مش بقولك متخلف"
رمزى بغيظ:"غجررررى وشوارعى"
ثائر:"يلا يا مريومة احنا الظاهر مش هيخلص فى يومه ده"
رمزى:"اللى يشوفك كده يقول رايح تتجوز بجد يا أخويا"
ثائر:"يلا ياض بلاش قلبة دماغ بقى ايه الزن والرغى بتاعك ده"
ابتسمت"مريم" على كلامهم شعر ان قلبه سيخرج من مكانه عندما رآها تبتسم بهذا الشكل فمتى تصبح ملكه هى الأخرى فهو لم يعد لديه طاقة على الانتظار اكثر من ذلك
***
جالسا فى غرفته يتابع اخبار السوشيال ميديا عندما رن هاتفه فكانت خطيبته تأفف قليلا فماذا تريد منه الآن؟ ما الذى أوقع نفسه فيه ؟ هل كان يريد الثأر لكرامته من "وتين" فليتحمل نتيجة اختياره فتح الهاتف بضيق نوعا ما
أسامة:"الو ايوة يا هيام"
هيام بدلع:"اخبارك ايه يا أسامة"
أسامة:"الحمد لله فى حاجة ولا ايه"
هيام:"بطمن عليك بلاش يعنى هو مش انت المفروض خطيبى يعنى انت حتى مبتتصلش تطمن عليا"
أسامة:"انا الحمد لله كويس وبخير معلش بس كان الشغل واخد كل وقتى"
هيام:"اه نسيت اقولك مش فى عريس هيتقدم ل"وتين" النهاردة باليل"
سمع ذلك اعتدل فى جلسته يفكر من يكون هذا هو العريس؟ فتذكر ان"هيام" أخبرته بتقدم"عزيز"لطلب يدها
أسامة:"اه مش قصدك على عزيز ابن شعبان العطار"
هيام:"لاء ده واحد تانى خالص مش هو"
أسامة:"واحد تانى مين ده وتعرفه منين"
هيام:"بتقول عم واحدة صاحبتها فمعرفش بقى حاجة اكتر من كده"
أسامة:"عم صاحبتها مين دى"
هيام:"وانا ايش عرفنى انا بقى بالكلام ده على العموم هو زمانه جاى دلوقتى وهنشوفه"
أسامة:"آه طب مبروك ربنا يتمم بخير"
هيام:"الله يبارك فيك عقبال فرحنا"
انهى مكالمته معها زاد فضوله يريد ان يرى من هذا الذى يريد الزواج من وتين؟ وجد نفسه يقوم يرتدى ملابسه قاصدا منزل سمير بحجة رؤية خطيبته ولكنها ليست سوى حجة لمعرفة مايدور هناك
وصل الى المنزل قام برن الجرس فتحت"وتين" الباب عقدت حاجبيها استغرابا فما الذى اتى به فى هذا الوقت؟ فهى لاتريد افساد تلك الليلة برؤيته التى اصبحت لا تطيقها
هيام:"مين يا وتين اللى على الباب"
وتين:"ده الاستاذ"اسامة" خطيبك هو اللى على الباب"
هيام:"طب خليه يتفضل انتى سيباه واقف على الباب ليه"
دخل "اسامة" قابلته"هيام" بابتسامة عريضة فهى تعلم انه اتى بسبب فضوله فهو سيتأكد الآن من ان"وتين" فتاة ليست سهلة وفتاة متعددة العلاقات وسوف يزداد كرهه لها أكثر تخيلت ذلك شعرت بسعادة غامرة فيالها من فتاة حقودة بقلب اسود لايحب الخير لأحد
هيام:"اهلا اتفضل نورت البيت يا أسامة"
أسامة:"ده نورك انتى يا هيام"
عايدة:"اهلا يا حبيبى اتفضل"
أسامة:"تسلمى يا طنط"
سمير"اهلا يا "أسامة" دا انت جيت فى وقتك"
أسامة باستعباط:"ليه خير فى حاجة ولا ايه"
سمير:"النهاردة فى عريس جاى لوتين والخير على قدوم الواردين"
أسامة باستهزاء:"مبروك يا انسة"وتين" ربنا يتمم بخير"
وتين من غير نفس:"شكرا على ذوقك"
مرت بضع دقائق رن جرس الباب ثانية فتحت"وتين" ولكن هذه المرة تختلف عن المرة الأولى فبمجرد ان رأته وجدت نفسها تبتسم تلقائيا فظلت واقفة مكانها بدون ان تنطق بحرف واحد كأنها أصبحت جماد
مريم بهزار:"الووووواحنا هنفضل واقفين عل الباب ولا ايه يا وتين"
وتين بحرج:"لا انا اسفة اتفضلوا نورتوا البيت"
دخلوا الى المنزل كان بيده بوكيه ورد اعطاه لها لم تصدق انه يهديها شئ كهذا ولكنه ليس اى أحد فالورد هدية من خاطف قلبها
ثائر بابتسامة:"اتفضلى ده علشانك يا وتين"
وتين بخجل:"شكراً على ذوقك"
قامت باغلاق الباب بعد دخولهم وجدت نفسها تحتضن الورد تغمض عينيها تشم رائحته الفواحة يرتسم على ثغرها ابتسامة عاشقة افاقت لنفسها وضعت الورد على طاولة بجوارهم
عندما رأه"أسامة" لم يصدق عيناه فهذا هو الرجل الذى كان على وشك ان يتعارك معه على الشاطئ والذى وجده يتحدث مع"وتين" فى ذلك اليوم الذى ذهب ليتحدث معها بشأن سؤالها عن حقيقة الصور
رأت"هيام" الضيوف لم تصدق من يكون هؤلاء الناس فهم فتاة جميلة وأنيقة جدا ورجلين شديدى الوسامة ولكن احدهم يمتاز عن الاخر بملامح وجه جدية جدا بعكس الاخر الذى يبدو على وجه انه شخص لطيف يحب المزاح
اشتعلت فى قلبها الغيرة أكثر فهى كانت تظن ان العريس رجل كبير و لن يكون فى وسامة خطيبها .. خطيبها فهو الآن بجانبه لا شئ
سمير:"اهلا وسهلا اتفضلوا"
ثائر:"اهلا بيك يا استاذ سمير"
عايدة:"ومين فيكم بقى العريس ان شاء الله علشان نبقى عارفين"
ثائر ببرود:"انا حضرتك العريس ان شاء الله"
كادت تصاب"هيام" بنوبة قلبية هل هذا من ستتزوجه "وتين" هل سيصبح هذا الرجل من نصيبها فيالها من فتاة محظوظة
سمير:"وحضرتك شغال ايه بقى متأخذنيش انت باين عليك بسم الله ماشاء الله غنى يعنى باين على شكلك ولبسك"
ثائر:"انا عندى شركة وفعلا انا غنى بس عايش فى القاهرة مش هنا فى اسكندرية"
سمير:"وانت عرفت"وتين" ازاى طالما بتقول انك مش عايش هنا"
ثائر:"بنت اخويا تبقى صاحبتها"
مريم:"ايوة انا ووتين اصحاب جدا"
عايدة بقلة ذوق:"ومن امتى"وتين" بتعرف ناس نضيفة اوى كده"
ثائر باستفزاز:"من هنا ورايح حضرتك"وتين" تشرف اى حد هى هترتبط بيه وهو ده مقامها"
رقص قلبها طربا من كلامه ومن نطق اسمها من بين شفتيه بتلك النبرة الدافئة التى يرتعش لها قلبها فهى اصبحت تعشق اسمها بسبب نطقه من بين شفتيه
أسامة باستهزاء:"ياسلام للدرجة دى يعنى يا استاذ"
ثائر:"واكتر كمان انا مشوفتش فى ادب ولا اخلاق"وتين" فقولت ايه بقى يا استاذ"سمير" وانا مستعد لكل طلباتكم ولو فى قبول ان شاء الله اتمنى نتجوز بسرعة علشان انا ورايا شغل كتير ومقدرش اتأخر أكتر من كده"
سمير:"انت مستعجل اوى ليه كده"
رمزى:"علشان بس احنا عايشين فى القاهرة وورانا اشغال ومصالح"
عايدة:"وحضرتك مين بقى يا استاذ انت كمان"
رمزى:"انا"رمزى" صاحبه وقريبه ومحاميه كمان زى ما تقولى كده اكتر من الاخوات"
هيام:"باين عليك مهم اوى يا استاذ اه متعرفناش بالاسم"
ثائر"اسمى ثائر ثائر العمرى"
عايدة:"ثائر ايه الاسم الغريب ده كمان"
حاول تمالك اعصابه بقوة جبارة فهذه ليست عادته ولكنه يجب ان يكون هادئا حتى يمر الموضوع بسلام
ثائر:"امر الله بقى اصل جدتى هى اللى كانت مختارة الاسم ده"
عايدة:"جدتك وهى عايشة بقى ولا فين اهلك"
ثائر بغضب مكبوت:"انا مليش فى الدنيا دى غير"مريم" بنت اخويا"
عايدة:"اااه مقطوع من شجرة يعنى"
ثائر:"لاء حضرتك مش مقطوع من شجرة امال انا هتجوز ليه علشان الشجرة تكبر وتفرع"
كتم رمزى ضحكته فهو يعلم ان"ثائر" يحاول ان يتحكم فى غضبه بقوة هائلة فهو يتخيله الآن ثائراً عليهم فهو ليست من عادته ان يجعل احد يتمادى معه فى الكلام
خافت"وتين" ان يشعر بالضجر من هذا الاسلوب الردىء فى الكلام ويتركها ويذهب ولكنه عندما رأى هؤلاء الناس اصبح اكثر تصميما على خلاصها منهم
ثائر:"انت قولت ايه يا استاذ سمير"
سمير:"انتى رأيك ايه يا وتين"
وتين بخجل:"موافقة يا سمير"
هيام باستفزاز:"ياترى الموضوع فيه إن ولا ايه علشان السربعة اللى انتوا فيها دى وعايزين الجوازة تتم اوام اوام"
وتين:"انتى قصدك ايه بكلامك ده يا هيام"
هيام:"اسألى نفسك بقى هو عايز يتجوزك بسرعة ليه عملتوا ايه وعايزين تداروه"
مريم بغضب:"اظن ميصحش كده يا آنسة الكلام ميكنش بالطريقة دى"
عايدة:"ماهو صحيح مفيش جوازة كروتة كده"
ثائر:"هو ده اللى مضايقكم خلاص شوفوا انتوا عايزين ايه وانا اعمله"
وتين:"انا مش عايزة حاجة"
هيام:'يبقى شكى فى محله فى إن فى الموضوع"
ثائر:'انت موافق يا استاذ "سمير" مش كده"
سمير:"طالما هى موافقة هى حرة هى اللى هتتجوز مش انا"
ثائر:"تمام"وتين" بكرة ان شاء الله تنزلى مع"مريم" تختارى فستان انا هعملك فرح هنا قبل ما نرجع القاهرة
وتين:"فرح!"
ثائر:"ايوة ومش اى فرح فرح يليق بمقامك عندى يا وتين"
كفى يا"ثائر"قلبى لا يتحمل كل اكاذيبك الجميلة فهكذا سأحبك فوق حب المحبين حبا ارأف بحال قلبى كانت تتحدث مع نفسها بهذه الكلمات عندما سمعته يتفوه بهذه التصريحات التي يقولها انقاذا لها
مريم:"احنا هنختارلك احلى فستان يليق بيكى يا وتين"
وتين بابتسامة:"ربنا ميحرمنيش منك يا مريم"
هيام بغيرة:"باين عليكم اصحاب اوى"
مريم بثقة:"طبعا دا"وتين" هى اللى انقذت حياتى"
سمير:"انقذت حياتك ازاى يعنى"
مريم:"كنت هغرق وانقذتنى"
هيام:"هو انتى بقى اللى ادتيها الفستان"
مريم:"ايوة وياريت كنت اقدر اديها اكتر من كده"وتين" تستاهل كل خير وتستاهل الغالى كله"
يا الله هذه الليلة اجمل ليلة عاشتها منذ وفاة والديها فهى تسمع كلام بحقها لم تسمعه من قبل تسمعه من تلك الفتاة التى احبتهاومن عم تلك الفتاة الذى أصبح الآن يسكن في قلبها
ثائر:"المهم نقرا الفاتحة وبكرة"وتين"تختار الفستان والشبكة وبعد بكرة الفرح"
عايدة:"هو سلق بيض ولا إيه"
ثائر بدون وعى:"حضرتك مش مطلوب منكم اى حاجة غير ان انا اخد"وتين" وبس هى اللى تهمنى"
أسامة بهمس:"دا ايه الحب ده كله"
ظلت"وتين" تفكر ماذا سيحدث الآن هل سيوافقوا ام سيحاولون اضاعة فرصتها من الخروج من هذا المنزل عندما قال انه لايريد سوى اخذها هى وجدت نفسها تهمس لها
وتين فى سرها:"ياريت تقدر تاخدنى من هنا انا لو روحت معاك اخر الدنيا طالما انت معايا انا موافقة"
افاقت من كلامها مع نفسها على صوت"سمير" يهتف بها
سمير:"وتين وتين"
وتين:"ايوة فى ايه"
سمير:"انتى خلاص موافقة نقرا الفاتحة"
وتين:"ايوة موافقة"
تم قراءة الفاتحة كان"رمزى" صامتا لا يتفوه بكلمة فما الذى فعلع"ثائر" هو كان يعلم انه سيتزوجها ولكن لن يصل الأمر الى ان يتفق على اقامة زفاف لها
بعد الاتفاق انصرف"ثائر" و"مريم"و"رمزى" دخلت"وتين" غرفتها ظلت"هيام" و"عايدة" يتاكلهم الغيظ والقهر مما حدث
عايدة:"بقى البت دى تقع على واحد زى ده ازاى"
هيام:"مش قولتلك انها مش سهلة مصدقتيش"
عايدة:"لاء وشوفتيه وهو بيتكلم عنها ولا بيدافع عنها"
هيام بتوهان:"باين عليه حمش أوى الصراحة خسارة فيها"
عايدة:"يلا ادينا هنرتاح منها"
هيام:"دى هى اللى هترتاح وتشوف عز مشفتوش فى حياتها دا الساعة اللى لابسها بس تمنها قد كده"
عايدة:"ولا بنت اخوه دى كمان لابسة الماظ فى ايدها"
هيام:"اه وبكرة"وتين" تلبس زيها هى كمان اما انا مفروسة فرسة لا قبلها ولا بعدها"
وضعت الورود التى اهداها اياها بجوارها على السرير تتحسس وريقات الورد تبتسم لا تعرف سر هذه السعادة فهى تعلم ان كل هذا مجرد تمثيل ولكنها لا تريد ان تتذكر ذلك تريد ان تعيش فى اوهامها ولو قليلا فلماذا دائما هى محرومة من لحظات السعادة فعندما اتتها تلك اللحظات فهى سعادة زائفة
**
عادوا الى الشقة لاحظ"ثائر"صمت"رمزى" فهذه ليست عادته ان يظل بهذا الشكل
ثائر:"مالك ساكت خالص ومبتنطقش ليه"
رمزى:"هو ايه اللى انت عملته ده يا ثائر"
ثائر:"عملت ايه"
رمزى:"انت مش قايل هيبقى جواز كده وخلاص ايه لازمته الفرح"
ثائر:"مش عارف انا قولت ليه كده بس لما سمعت تلميحات البت دى مقدرتش امسك نفسى فقولت كده"
رمزى:"والله ولما يتعرف انك اتجوزت هتعمل ايه مع سيلا"
ثائر:"ماهو ده دورك بقى مش عايز حد يعرف"
رمزى:"هتعمل الفرح وانت لابس طاقية الاخفاء"
ثائر:'انت بقى متخليش حد من الصحفيين يعرفوا وتحجزلنا اى قاعة محدش يعرفنى فيها"
رمزى:"انت شكلك ناوى تخليها خل يا ثائر"
ثائر:"متخافش الموضوع هيعدى متقلقش انت"
***
تم اختيار فستان الزفاف وايضا القاعة وكل هذا بوقت قياسى ف"ثائر" يريد انتهاء كل شئ سريعا وتم كتب الكتاب أيضاً كان ينتظر فى القاعة بتلك البدلة السوداء التى يرتديها والتى زادته وسامة وجاذبية ينتظر دخولها الآن وها هى دخلت بذلك الفستان الأبيض الذى يجعلها تشبه الأميرات ناظرة فى الأرض لاتريد رفع رأسها من الخجل وصلت اليه مد يده اليها .بتردد وضعت يدها فى يده الدافئة تأبطت ذراعه اجلسها فى المكان المخصص لهم قام برفع ذلك الوشاح الابيض من على وجهها ظل ينظر اليها فكم هى جميلة وبريئة افاق لنفسه طلب منها ان تنظر اليه
ثائر:"وتين"
وتين بخجل:"نعم"
ثائر:"بصيلى يا وتين وانا بكلمك متحطيش وشك فى الأرض كده"
لم ترفع رأسها لماذا طلب منها ذلك فهى لاتريد ان ترفع وجهها حتى لايرى الحب الواضح على محياها
ثائر:"انا قولتلك ايه يا"وتين" مش بقولك بصيلى على فكرة مبحبش اكرر كلامى كتير الكلمة بقولها مرة واحدة بس"
اذعنت لطلبه ورفعت رأسها نظرت اليه بإمعان تتأمل ملامحه فالأن ليس حراما ان تنظر اليه كما تريد فهو اصبح زوجها وهى زوجته
وتين:"انت عايزنى ابصلك ليه"
ثائر:"علشان فى حاجة عايز اقولهالك"
وتين بقلق:"حاجة ايه دى"
***
رأيكم يا حلوين
(دمية فى يد غجرى)
البارت التاسع
اذعنت لطلبه ورفعت رأسها نظرت اليه بإمعان تتأمل ملامحه فالأن ليس حراما ان تنظر اليه كما تريد فهو اصبح زوجها وهى زوجته
وتين:"انت عايزنى ابصلك ليه"
ثائر:"علشان فى حاجة عايز اقولهالك"
وتين بقلق:"حاجة ايه دى"
ثائر:"الفلوس اللى المفروض تبقى مهرك"
وتين:"مهرى"
ثائر:"ايوة انتى ناسية ان لازم ادفعلك مهر"
وتين:" لاء شكرا انا مش عايزة حاجة"
ثائر:" لاء يا وتين ده حقك وعلى العموم انا فتحتلك بيه حساب فى البنك باسمك وتقدرى تتصرفى فى الحساب براحتك"
وتين:" انت ليه عملت كده "
ثائر:"علشان زى ما قولتلك ده حقك يا وتين"
وتين:"بس انت كده كلفت نفسك كتير فستان وشبكة ومهر وفرح"
ثائر:"ولا يهمك المهم انك انتى هترتاحى من الناس اللى انتى عايشة معاهم دول اللى برضه مش قادر استوعب انتى كنتى مستحملاهم ازاى بعاميلهم دى"
وتين:" كنت مضطرة استحمل كنت هروح فين بعد اهلى ما راحوا مكنش فى قدامى حل غير ان اسمع واسكت مليش حق ان اعترض لازم اقول حاضر ونعم وبس"
شعر بلهجة المرارة فى صوتها فاذا لم يخونه تفكيره الآن فربما بسبب انفعالها ستبكى ولكنه لايريد ان يرى دموعها حاول الهائها حتى لا تنفعل فابتسم لها ابتسامة خفيفة ولكنه لايعلم انه بسبب تلك الابتسامة سرت رجفة فى أوصالها فلو كان متعمدا ان يفعل بها ذلك ما صارت الى ماصارت اليه
ثائر:" خلاص اهدى يا وتين اعتبرى اللى فات من حياتك ده صفحة واتقفلت فكرى بس فى مستقبلك وايامك اللى جاية"
دار فى ذهنها عدة اسئلة تطرحها على عقلها كيف ستكون أيامها القادمة؟ ربما ستكون تلك الايام اكثر جحيما من ايامها السابقة و لكن ليس بسبب انه سيسئ معاملتها او انه سيتعامل معها مثلما كان يتعامل معها اقاربها ولكن بسبب وجودها معه تحت سقف بيت واحد تراه ولا تستطيع الاقتراب منه يقذفها حنينها وشوقها اليه ولكن لن تظهر ذلك .تراه يتحدث يبتسم لتلك المرأة الاخرى او ربما تسمعه ينادى خطيبته بتلك الكلمة التى تدفع عمرها ثمنا وتسمعها منه وهى كلمة ( حبيبتى)
جلس "أسامة"و"هيام "و"عايدة "و"سمير" على إحدى الطاولات ف"هيام" تكاد تموت غيظا وقهرا مما تراه الآن امام عينيها فهى ترى "وتين" تلك الفتاة تفوز برجل مثل هذا وليس هى
هيام بهمس وغيظ:"اااااه كل ده يبقى من نصيبك يا" وتين" وانا اللى فاكرة نفسى اخدت واحد مفيش منه دايما تطلعى فايزة فى كل حاجة ليه ليه نفسى اعرف فيكى ايه زيادة عنى"
أسامة:"انتى بتكلمى نفسك يا "هيام"ولا ايه"
هيام:"لا ابدا وهكلم نفسى ليه الا قولى فى فرحنا هتعملى الفرح فى فندق زى ده"
أسامة:"وانا اجيب تمنه منين حد قالك ان انا بشتغل حرامى"
هيام:"يعنى هو جوز "وتين" حرامى ما هو عاملها الفرح هنا"
أسامة:"هو قادر اما انا مقدرش على مصاريف فرح زى ده"
عايدة:"مالكم فى ايه انتوا هتتخانقوا ولا ايه"
أسامة:"لا هنتخانق ولا حاجة بس فهمى بنتك ان كل واحد وعلى مقدرته"
سمير:"تعالوا نباركلهم احنا مقولناش ليهم مبروك"
عايدة:"مش هبارك لحد انا ريح دماغك "
هيام:"ولا انا قايمة من مكانى رجلى بتوجعنى ودماغى مصدعة"
اقتربت" مريم "من "ثائر" و"وتين" بابتسامة جميلة فابتسمت لها "وتين" بدورها
مريم:" الف مبروك"
وتين...الله يبارك فيكى عقبالك ان شاء الله يا مريم"
ثائر:" عقبال عندك يا حبيبة قلبى"
مريم:"تسلمولى يارب انا فرحانة اوى يا عمو النهاردة بجد"
ثائر بابتسامة:"ان شا الله دايما تكونى مبسوطة وسعيدة وفرحانة يا حبيبتى"
اقتربت" مريم" من" ثائر" وهمست فى اذنه
مريم:"عمو احنا هنقول ايه لدادة "حسنية" و"وتين" راجعة معانا بفستان فرح واحنا مقولناش ليها على حاجة
ثائر:"انا حجزت اوضة هنا "وتين" تغيير هدومها وتيجى معانا وهنقولها انها هتيجى تعيش معانا علشان تسليكى"
مريم:"وهى دادة هتقتنع بالكلام ده"
ثائر:"انتى عارفة انها مبتدخلش فى حاجة وانا هقولها ان انا طلبت من "وتين" تقعد معانا علشان تشجعك ترجعى دراستك وكليتك"
مريم:"تصدق انا نفسى يكون ده فرحك بجد والله يا عمو"
ثائر باستغراب:"اشمعنا يعنى يا مريم"
مريم:"اصل حبيت "وتين" وياريت تفضل معانا على طول متزعلش منى يعنى هى احسن من سيلا"
ابتسم "ثائر" على كلام "مريم" فهو يعلم انه لا يوجد توافق بين "مريم" و"سيلا"
رمزى:"بتنموا على ايه كده من غيرى"
ثائر:"ولا حاجة انت بتطلع منين نفسى اعرف"
رمزى:"من اى حتة يا حبيبى"
ثائر:"زى العفريت يعنى"
رمزى:" مش هرد عليك عقبال عندك يا مريم"
مريم:"شكرا وعقبال عندك انت كمان يا رمزى"
رمزى بهمس:"ماهو لما عمك يفرج عنى"
ثائر:"بتقول ايه يا رمزى"
رمزى:"ولا حاجة بدعى لنفسى فيها حاجة دى"
تم تشغيل اغنية رومانسية لرقصة العروسين اخذ" ثائر" "وتين"من يدها تم تشغيل الاضاءة الخافتة
موسيقى حالمة ذراعيين قويتين يطوقان خصرها النحيل أنفاس الحبيب تداعب وجهها أوه يمكنها الالتصاق به على هذا النحو إلى الابد كان قلبها يناشده ان لا يتركها ابدا
وتين فى سرها:"متسبنيش ابدا يا حبيبى"
وكأنه استجاب الى نداء قلبها فظل يضغط بذراعيه حولها ولا يعلم لماذا اصبح عقله يلح عليه بأن يحتفظ بها بين أحضانه ولا يتركها تبتعد عنه ظل يمطرها بتلك الابتسامات الجذابة بدون وعى منه هو الآخر حتى شعرت ان قدميها غير قادرة على حملها ما الذى فعلته بنفسها؟ لماذا وافقت على الزواج منه ؟فهى بذلك كمن سيعيش فى جحيم من الغيرة واللوعة والاشتياق
افاقت من حالة العشق المسيطرة عليها عندما انتهت الاغنية واضاءت الأنوار كانت كالطائر الذى يحلق فى سماء عالية ثم انكسر جناحيه وعاد الى الارض يطوى تلك الاجنحة المنكسرة بفؤاد يقطر حزناً والماً
اوشكت حفلة الزفاف على الانتهاء اقترب سمير وعائلته من" وتين"
سمير:"مبروك يا عروسة"
وتين:"الله يبارك فيك يا سمير عقبال عندك"
عايدة بحقد:"ياريت بس مش يومين كده وترجعيلنا تانى يا وتين"
ثائر باستفزاز:"مين قال لحضرتك كده هى لو "وتين" دخلت بيتى هتخرج تانى منه ده هيحصل فى حالة واحدة بس على جثتى"
وتين بخوف:"بعد الشر عليك"
ثائر:"تسلميلى يا وتين"
اقترب" أسامة" من "ثائر" يبتسم بسخرية ثم همس له بعدة بكلمات
أسامة:'متتغرش فيها اوى كده انت لسه متعرفهاش انت مش اول واحد هى تعرفه يعنى"
سمع "ثائر" ذلك غلى الدم فى عروقه فهو لن يسمح لاحد بأن يتحدث عنها بكلمة لا تعجبه
همس "ثائر" فى أذن اسامة بذلك الفحيح الذى يحمل فى طياته تهديدا تصريحا
ثائر:"مش عايز اسمع منك كلمة عنها متعجبنيش انت فاهم والا همسح بكرامتك بلاط القاعة دى وهخليك فرجة للناس ماشى هى دلوقتى مراتى فاهم يعنى ايه مراتى واى كلمة تمسها ولا تمس كرامتها او شرفها تبقى تقول على نفسك يا رحمن يا رحيم ويلا بقى علشان انا مش فاضيلك عايز اروح لمراتى"
قال ذلك وابتعد عنه جعله واقفاً يتحسر فى نفسه على ضياعها من يده ولكن حاول اقناع نفسه ان زوجها رجل مخدوع وهى فتاة لعوب
انتهى الزفاف صعدت "وتين"مع "مريم "الى الغرفة التى حجزها "ثائر" من أجلها لتقوم بتغيير ملابسها قبل الذهاب معهم الى الشقة
قامت بخلع فستانها وتذكرت ان ليس لديها ما ترتديه
وتين:"مريم انا مش معايا حاجة البسها "
مريم بابتسامة:"فى عندك فستان علشان تلبسيه هتلاقيه عندك على الكرسى جمب السرير"
نظرت "وتين" حولها وجدت الفستان كان بلون فيروزى جميل ومعه الحجاب الخاص به قامت بارتداءه ثم خرجت
مريم:"جميل اوى الفستان عليكى يا وتين"
وتين:"بجد يا مريم"
مريم:"ايوة طبعا وعلى فكرة عمو هو اللى اختارهولك"
وتين باستغراب:"عمك هو اللى اختاره"
مريم:"ايوة عمو ذوقه جميل جدا"
وتين بتساؤل:"ليه هو اللى بيختار لخطيبته فساتينها"
مريم:"سيلا مش محتاجة حد يختارلهاحاجة"
وتين:"ليه بتقولى كده"
مريم:"علشان "سيلا "شخصيتها قويه جدا فمبتحبش حد يدخل فى اختيارتها"
وتين:"بس ده مش اى حد ده خطيبها وهيبقى جوزها"
عند نطقها هذا الكلام شعرت بغصة فى حلقها وكأنها على وشك البكاء فتمالكت نفسها يجب ان لا يعرف احد بأنها تحبه وأصبحت تغار من فكرة انه له خطيبة أخرى
مريم:"انا الصراحة بتخيل لو عمو اتجوز "سيلا" هتبقى حياتهم عاملة ازاى مش متخيلاهم مع بعض خالص"
وتين:"ازاى يعنى يا "مريم" وليه بتقولى كده"
مريم:"عمو "ثائر "شخصيته قوية جدا بحكم العرق الغجرى اللى فيه و"سيلا" برضه شخصيتها قوية فالاتنين مع بعض لو حصل بينهم مشكلة مش بعيد يموتوا بعض"
وتين باستغراب:" هو عمك فيه عرق غجرى"
مريم:'ايوة علشان كده ساعة الجد بيبقى عصبى موووووت يتخاف منه بيبقى رهيب"
وتين بهزار:"كويس انك قولتيلى علشان معصبهوش احسن يضربنى ولا حاجة"
مريم:" ههههههه متخافيش هو مبيضربش ستات ولا بنات"
وتين:"طمنتينى يا مريم"
مريم:"يلا علشان ننزل و منتاخرش عليهم وكمان دادة زمانها مستغربة احنا اتأخرنا ليه برا كل ده"
وتين:"هى متعرفش ان انا وعمك اتجوزنا"
مريم:"لاء متعرفش واحنا هنقولها انك هتعيشى معانا علشان انا اتعلقت بيكى فعمو طلب منك انك تيجى تعيشى معانا علشانى"
وتين:"على فكرة انا حبيبتك اوى يا مريم"
مريم:"وانا والله يا "وتين" ومصدقت ان لقيت حد احبه وارتاحله كده بعد ما كانت حالتى النفسية وحشة"
وتين:"وانا كمان مصدقت ان سيبت البيت اللى كنت عايشة فيه"
مريم:"بجد انا مش عارفة انتى كنتى عايشة مع الناس دى ازاى دول مفيش ذوق ولا احترام وبيحدفوا دبش"
وتين:"انا عشت معاهم ايام صعبة غير الضرب والاهانة"
مريم:" متخافيش دلوقتى اللى هيقرب منك عمو هيشرحه ويعمله كباب حلة ههههه"
ابتسمت وتين على كلامها فالان اصبح هو حقا فارسها و حارسها وحاميها
خرجوا من الغرفة كان "ثائر "و"رمزى" بانتظارهم خارج الفندق رأها تخرج مع ابنة أخيه ترتدى ذلك الفستان الذى اختاره لها فكانت كتحفة حية جميلة بعد ان كانت فاقدة الحياة ولكن لماذا يشعر بتراقص دقات قلبه مع صوت خطواتها القادمة بتجاهه فمنذ متى وهو يشعر بتلك الاحاسيس والمشاعر فهو فى حياته بأسرها لم تخترق انثى تلك الحصون والدفاعات القوية التى تغلف قلبه فلابد انه واهم او هناك شئ بها يجعله يشعر هكذا ربما بسبب تلك البراءة التى تنضح بها عيناها فيالها من عينان فهوكأنه اول مرة يلاحظ رماديتها الجميلة اقتربت منه بابتسامة
ثائر:"اتأخرتوا ليه كده"
مريم:"كنا بنرغى شوية ياعمو"
رمزى:"يعنى ترغوا وتسيبونا واقفين كده لما رجلينا وجعتنا"
مريم:"سورى معلش يا رمزى"
رمزى:"يا نهار ابيض انتى بتقوليلى سورى يا "رمزى" هو انا اسمى حلو كده"
ثائر:" هااااا انت يا عم المتخلف صحصح معايا كده"
رمزى:"ثائر هو انت ايه اللى جابك هنا"
ضحكوا جميعا على كلام "رمزى" فهو عندما يرى "مريم" او يسمعها تتحدث ينسى ما حوله
ثائر:'يلا ياض خلينا نمشى"
رمزى:"يلا يا عريس"
ركب" ثائر "سيارته ومعه "مريم" و"وتين" وتبعه" رمزى" بسيارته وصلوا الى الشقة دخلوا جميعا استغربت "حسنية" من وجود "وتين" معهم
حسنية:"مريم هى "وتين" بتعمل معاكم ايه هنا"
مريم:"وتين هتعيش معانا يا دادة"
حسنية:"هتعيش معاكم ازاى يعنى"
مريم:"لما عمو لقانى اتعلقت بيها طلب منها تيجى تعيش معانا وهى ملهاش حد فوافقت"
حسنية:"هى باين عليها طيبة وغلبانة"
مريم:"علشان كده حبيتها وكمان طلعت فى نفس كليتى وهتروح معايا الكلية وانتى عارفة مليش أصحاب فهى هتبقى صاحبتى"
حسنية بابتسامة:'ماشى يا حبيبتى اهم حاجة انك تبقى كويسة"
مريم:"ان شاء الله طالما وتين معايا هبقى كويسة"
"وتين" تعالى معايا اوضتى علشان ترتاحى"
وتين:"ماشى عن اذنكم وتصبحوا على خير"
ثائر:"وانتى من أهله"
دخلت غرفة" مريم" لتنال قسط من الراحة فاليوم بالرغم من أنه كان مجرد تمثيلية الا انها كانت سعيدة جدا
رمزى:"احنا هنرجع القاهرة امتى"
ثائر:"كمان يومين عايزك تحول ورق الكلية بتاعة" وتين" علشان تروح الكلية مع مريم"
رمزى:"ماشى يا عم بس تصدق النهاردة كان شكلك حلو وانت عامل عريس يا ثائر"
ثائر بابتسامة:"انفع يعنى عريس"
رمزى:"اعتبرها بروفة على فرحك بس تصدق هناك فرق بين" وتين" وسيلا"
ثائر:"ايه الفرق يعنى كلهم بنات حوا"
رمزى:"بس مش نفس الشخصية ولا نفس التعامل ولا نفس الاسلوب ولا فى اى تشابه بنهم هم الاتنين غير زى انت ما بتقول بنات حوا"
ثائر:'ازاى يعنى مش فاهم قصدك ايه"
رمزى:"انت بقى اللى هتقولى ازاى"
ثائر...مش فاهم قصدك ايه ومالك بتتكلم بالالغاز ليه كده النهاردة"
رمزى:"قصدى انك انت لما تعرف "وتين" كويس هتعرف الفرق بينهم
ثائر:" انت شكلك عايز تنام علشان ابتديت تخرف قوم نام"
رمزى:" اخرف! ماشى يا سيدى بس قولى يا ثائر انت عملت العقد ده ليه بينك وبين وتين"
ثائر:" علشان متقدرش تسيب البيت قبل ما مريم تتخرج من الكلية"
رمزى:" انت مش شايف انك كده انانى وعايز مصلحتك وبس وانا مش متعود عليك كده"
ثائر:" ايه الانانية فى كده اولا انا حبيت اساعدها واساعد بنت اخويا"
رمزى:" بس مش بعقد تقيد بيه حرية بنى ادمة بس انا برضه حاسس ان مش هو ده السبب الوحيد"
ثائر:" قوم نام ياض انت وجعت دماغى يلا تصبح على خير"
رمزى:" وانت من اهله ومسيرك يا "ثائر"هتقرلى بكل حاجة"
ثائر:" قوم نام يا رمزى بلاش كلام فاضى"
دخل "رمزى" الغرفة الخاصة بالضيوف وذهب" ثائر" الى غرفته ظل يفكر على ماذا يلمح رمزى؟ وماذا يقصد بكلامه؟
***
استيقظت "وتين" عند الفجر فهذه عادتها ولكنها تذكرت انها تركت هذا المنزل وهى الان فى شقة خاصة بزوجها قامت توضأت ف"مريم" كانت اعطتها ملابس لترتديها اثناء نومها ووجدت ايضا اسدال خاصة بالصلاة ارتدته وادت فرضها وخرجت الى خارج الغرفة كان الجميع نائمون كانت تشعر بجوع شديد فهى لم تأكل شئ ليلة البارحة ففكرت ان تذهب الى المطبخ لتجد شئ لتأكله اثناء وجودها فى المطبخ كان "ثائر" مستيقظا للتو من نومه ولكن اثار النوم مازالت عالقة بجفونه ذهب هو ايضا الى المطبخ لجلب بعض الماء ثم يعود ليؤدى صلاته وجد فتاة ظنها ابنة اخية وخاصة انها ترتدى اسدال الصلاة الخاص بها لم تشعر" وتين" بوقع اقدامه لانه كان حافيا واغطية الارضية تكتم صوت خطواته اقترب "ثائر" منها طبع قبلة على وجنتها
ثائر:"صباح الخير يا حبيبتى ايه اللى مصحيكى بدرى كده كنتى بتصلى"
اتسعت عيون "وتين "على آخرها هل قبلها على وجنتها الآن كيف حدث ذلك التفتت له لم يصدق نفسه فهو كان يظنها "مريم"
ثائر بصدمة:"ووتين هو انتى ازاى قصدى بتعملى ايه"
وتين بتلعثم:"انا انا"
ثائر:"انا افتكرتك "مريم" وخصوصا بالاسدال ده"
وتين بخجل:"اصل كنت بصلى وحسيت ان انا جعانة فجيت المطبخ"
ثائر باحراج:"سورى على اللى حصل عن اذنك"
قال ذلك وخرج من المطبخ متجه إلى غرفته فهو لايصدق ما فعل للتو ؟ هل قبل فتاة غريبة .غريبة! ولكنها زوجته فما حدث لم يكن جريمة
ثائر باستغراب:" ايه ده ايه اللى انا بفكر فيه ده"
وضعت يدها تتحسس مكان قبلته على وجنتها فياله من إحساس غريب ان تشعر هكذا من مجرد قبلة اهداها لها عن طريق الخطأ عادت الى الغرفة ثانية وهى لا تصدق ماحدث الآن فهو قبلها على وجنتها فكل هذا من مجرد قبلة بريئة فماذا سيحدث لها اذا قبلها قبلة عاشق ؟ فربما ستصاب" وتين" بنوبة قلبية حادة
وتين:"لاء كده كتير اوى ومش هينفع كده انا ايه اللى عملته فى نفسى ده ياريتنى ما وافقت اتجوزه دا انا كده هبقى زى اللى عايشة فى جهنم"
مريم بنعاس:"انتى بتكلمى نفسك يا وتين"
وتين:"ها انتى سمعتى حاجة يا مريم"
مريم:"سامعة صوت بس مش فاهمة انتى بتقولى ايه"
وتين:"ولا حاجة مبقولش حاجة يا مريم"
مريم:"مش هتيجى تكملى نومك"
وتين:" لاءجاية اهو"
تمددت "وتين "بجانب "مريم "وهى تحاول اغلاق عيناها بالقوة حتى تكف عن التفكير فيما حدث منذ قليل
***
استيقظت "هيام "من نومها ذهبت الى غرفة وتين فتحت الباب هتفت بصوتها العالى كعادتها
هيام:"هو انتى لسه نايمة كل ده يا برنسيسة"
عايدة:"سلامة عقلك "وتين" مين اللى بتنادى عليها "وتين" خلاص مشيت من هنا"
هيام:"اه صحيح انا نسيت انها اتجوزت "
عايدة:"طب يلا اتحركى وحضرى الفطار لنا يلا"
هيام باستنكار:"نعم انا اللى احضر الفطار "
عايدة:"اه انتى امال انا يلا اتلحلحى بقى زمان اخوكى قايم وعايز يروح شغله"
ذهبت "هيام 'الى المطبخ وهى تضرب الأرض بقدميها فهى لم تتخيل ان تذهب الى المطبخ وتقوم بعمل الاكل وجلى الاوانى وكل الاعباء التى كانت تفعلها "وتين" فهى لا تفقه شئ بخصوص هذه الأمور
اجتمعوا على السفرة نظر "سمير "باستغراب لذلك الطعام الذى وضع على السفرة
سمير:" استغفر الله العظيم ايه القرف ده فين الفطار"
هيام:"ليه مش عاجبك الاكل يا سمير"
سمير:"وانتى بتسمى ده اكل يا "هيام" دا الفراخ تقرف تاكله مش البنى ادمين بس"
عايدة:'الله ايه ده بجد يا "هيام" انتى للدرجة دى ابيض يا ورد فى المطبخ"
سمير:"طب انتى تتجوزى كده ازاى"
هيام:"هو يجبلى خدامة تخدمنى طبعا"
سمير:"لا ياشيخة هو "اسامة" هيعمل كده"
عايدة:"يلا علشان تشمتى حماتك فيكى"
هيام:'ياسلام ما "وتين" زمان عندها اللى هيخدموها اشمعنا انا يعنى"
عايدة:"طب هى وجوزها قادر على انه يجبلها اللى هيخدموها"
هيام بغل:"اه بنت المحظوظة"
سمير:"انتى لازم تتعلمى ازاى تطبخى وتعملى اكل مضحكيش الناس عليكى"
عايدة:"اخوكى عنده حق وانا هعلمك كل حاجة عن الطبيخ وشغل البيت"
شعرت' هيام" ان ايام دلالها قد ولت وحان ايام شقاءها حسب وجهة نظرها
هيام بهمس :"يعنى اللى كلته وز وز هيطلع عليا بط بط"
***
عندما تكون بحضرته تشعر بأنها تريد الفرار فهو لا يبدو عليه انه متأثرا بما حدث بخلافها هى التى لم تكف عن التفكير فيه
رمزى:"عايزين نخرج نتفسح فسحة حلوة كده قبل ما نرجع القاهرة"
مريم بحماس:" اه ياريت والله يا رمزى"
ثائر:"خلاص ماشى مفيش مشكلة شوفوا عايزين تروحوا فين ونروح"
وتين:"بس ممكن اروح اجيب حاجاتى من البيت"
ثائر..ماشى وانا هاجى معاكى يلا بينا يا مريم ولما نرجع نبقى نخرج يارمزى"
مريم:"حاضر يا عمو"
رمزى:"ماشى وانا هستناكم هنا على ما ترجعوا"
ذهب "ثائر "و"وتين" و"مريم" لجلب اغراض" وتين" انتظرها "ثائر" و"مريم" فى السيارة قامت برن جرس الباب فتحت" هيام" الباب باستغراب
هيام:'انتى ! جاية ليه هنا تانى معقول لحد زهق منك بسرعة كده دا انتى لسه متجوزة اول امبارح"
وتين:"انا جاية اخد حاجاتى اللى هنا يا هيام وهمشى على طول"
عايدة:"وماله احسن برضه احنا مش عايزين حاجة من ريحتك"
لم ترد "وتين"على كلامها ذهبت الى الغرفة قامت بلم اغراضها استغرقت وقت طويل استبد القلق ب"ثائر" فربما فعلوا بها شئ
ثائر:"مريم انا هشوف وتين اتأخرت ليه ماشى"
مريم:"ماشى وانا هستناكم هنا فى العربية"
فى هذا الوقت كانت "وتين' على وشك الانتهاء عندما دخلت" هيام" فهى تريد ان تضايقها بأى طريقة كانت
هيام:'مقولتليش بقى جوزك الحلو ده حلو برضه معاكى ولا ايه"
وتين:"انتى قصدك ايه بتلميحاتك الغريبة دى"
هيام:'اصله باين عليه عايز واحدة بمواصفات خاصة علشان تبقى مراته وتناسبه"
وتين بانفعال:"انتى قليلة الادب وسافلة"
هيام بغيظ :"انا قليلة الادب وسافلة يا بتاعة انتى"
اقتربت "هيام" منها وجذبتها من حجابها بكل حقد وغل شعرت "وتين" بالالم لانها جذبت شعرها ايضا مع الحجاب حاولت وتين تخليص نفسها من بين يديها الا انها ابت ان تتركها فهى تقبض على حجابها بقوة
فى ذلك الوقت كان "ثائر" على الباب بعد ان قامت" عايدة" بفتح الباب له سمع صوت زوجته المتألم دخل بدون ان يستأذن الى حيث مصدر الصوت وجد تلك الفتاة تحاول ضرب زوجته
ثائر بغضب:'انتى بتعملى فيها ايه"
نزلت دموعها بقوة من شدة الألم الذى تشعر به عندما رأته ارتمت فى أحضانه غير واعية لما فعلت قام بامساكها من كتفيها صارخا بوجهها بانفعال
ثائر:"انتى ازاى تسيبيها تعمل فيكى كده ها انطقى"
وتين بدموع:'هى دايما كده"
ثائر ببرود:"خدى حقك منها"
وتين :" انت بتقول ايه"
ثائر:'بقولك خدى حقك منها يا وتين اضربيها زى ما ضربتك"
وتين بدموع:"مش هقدر اعمل كده انا متعودتش اعمل كده"
ثائر بغضب شديد:"بقولك خدى حقك منها اسمعى الكلام يا وتين"
وتين بانهيار:"بقولك مش هقدر مش هقدر"
عايدة:" فى ايه يا استاذ انت انت داخل تتهجم علينا فى بيتنا ولا ايه"
ثائر:" صدقينى لولا ان انا مش بمد ايدى على واحدة كان زمانك دلوقتى الدكاترة محتارين يجبسوا ايه او يخيطوا ايه فى بنتك"
هيام باستفزاز:" لاء خوفتنى يا ..ثائر"
ثائر بقرف:" اول مرة اكره اسمع اسمى من حد"
وتين:" يلا بينا نمشى من هنا لأن انا مش هقدر اردلها اللى عملته فيا"
ثائر:"مش هتقدرى ماشى يا "وتين" هاتى حاجتك ويلا بينا وحسابى معاكى بعدين يا" وتين" انا هخليكى تبطلى الجبن والضعف اللى فيكى ده"
لم تفهم مقصده من هذا الكلام ولكنها تعلم انه فى حالات غضبه يصبح اسم على مسمى ثائرا غير مهتم بأى شئ
نزلوا الى السيارة ذهبوا الى الشقة سحبها من يدها دخل الى الشرفة نظر اليها بغضب مكبوت
ثائر:"انتى ليه مسمعتيش كلامى يا وتين"
وتين:"اسمع كلامك فى ايه فى ان انا اضربها"
ثائر:' هى مش ضربتك يبقى لازم تنضرب هى كمان"
وتين:"انا متعلمتش ارد الاساءة بالاساءة"
ثائر:" عارفة ليه علشان انتى جبانة ومعندكيش شخصية"
وتين بانفعال:'ايه اللى انت بتقوله ليا ده"
ثائر:"بقولك حقيقتك اللى انتى مش عايزة تعترفى بيها"
وتين:" بس كفاية بقى اسكت"
ثائر:"اسكت! الظاهر فى حاجات لازم تتعلميها يا" وتين" وانا اللى هعلمهالك ومن هنا وجاى لازم تسمعى كلامى من غير نقاش"
وتين:'وانا مش لعبة فى ايدك"
ثائر باستفزاز:"لاء هتبقى انتى لعبتى يا وتين لعبتى اللى هحركها بايدى واللى مصيرها هيبقى فى ايدى برضه"
اسمعها مايريد تركها وخرج فكرت ماذا يريد ان يفعل بها ولماذا يفعل ذلك ؟ وماذا يقصد بأنها ستصبح لعبته ؟
قضوا وقتا لطيفا فى تلك النزهة التى اقترحها "رمزى" ففكرت كم يكون وسيما وجذابا عندما يكون هادئا ولكن لشدة دهشتها انها وجدته أكثر جاذبية عندما يكون غاضبا وثائراً هل بسبب ضعف شخصيتها تجد تعويض فى شخصيته القوية التى تبدو مسيطرة على كل شيء فهو عندما يغضب لاتريد سوى شئ واحد ان تقترب منه كالفراشة التى تتلذذ بحرق اجنحتها باللهب
استعدوا جميعا للعودة الى القاهرة فهى كمن تخطو خطواتها نحو المجهول الجميل ذلك المجهول الذى لا تعرف فيه سوى تلك الفتاة الجالسة بجوارها و ذلك الرجل الذى اصبح يسمى زوجها والذى لا يجب ان يعرف احد انها زوجته غفت فى الطريق اخذتها أحلامها اليه تخيلت نفسها حبيبته ومالكة قلبه فكم شعرت بالسعادة من ذلك الحلم الذى ينسجه خيالها لدرجة انها ارتسمت ابتسامة صافية على شفتيها كان يراقبها من المرآة متعجباً على ماذا تبتسم تلك الفتاة وهى نائمة؟
وصلوا الى المنزل اوقف السيارة كانت" مريم "قد غفت هى ايضا فنادى علي "وتين" يريدها ان تستيقظ من تلك الغيبوبة الملائكية فنادى بصوت منخفض حتى لا يفزعها من نومها
ثائر بصوت منخفض:"وتين وتين فوقى احنا وصلنا البيت"
ولكنها كانت ما تزال تحت تأثير ذلك الحلم فهى تسمع صوته كأنها يناديها فى حلمها
ثائر:"وتين يلا اصحى بقى وصلنا"
وتين بنوم:"حبيبى انت جيت"
ثائر بابتسامة:ايوة جيت يلا بينا بقى"
وتين:"انت مش هتسيبنى مش كده هتفضل معايا صح"
ثائر:"لاء مش هسيبك انزلى بقى يلا بينا تعبتينى يا وتين"
فاقت وتين من نومها اعتدلت بفزع فماذا قالت؟او ماذا فعلت وهى نائمة؟ نظرت اليه بعيون متسعة
وتين:"هو انا قولت ايه وانا نايمة"
ثائر:"ولا حاجة الظاهر كنتى بتحلمى يلا بينا"
ثائر:"مريم مريم اصحى"
مريم:"احنا وصلنا خلاص"
ثائر:"ايوة يلا انزلى انتى كمان"
نزلوا من السيارة نظرت "وتين"الى المنزل فكان عبارة عن تحفة معمارية رائعة جدا لم ترى مثيل له من قبل فهو يشبه القصور الإسبانية
وتين:"مريم هو البيت ليه شبه البيوت الاسبانية كده"
مريم:"علشان صاحبة البيت كانت اسبانية"
وتين:"صاحبة البيت! هو مش ده بيتكم"
مريم:'ايوة بيتنا بس جدة بابا وعمو ثائر كانت اسبانية غجرية"
وتين:"بجد"
مريم:"ايوة هبقى احكيلك كل حاجة بعدين"
ظلت تنظر "وتين" حولها بانبهار من هذا المكان البديع فهو يشبه القصور الخيالية التى كانت تقرأ عنها فى القصص ولم تتخيل ان تعيش فى احدى تلك القصور
وصل "رمزى" هو الاخر كان يصطحب معه "حسنية" فى سيارته
رمزى بابتسامة:"حمد الله على السلامة"
حسنية:"الله يسلمك يا ابنى"
ثائر:"ما تيجى تتغدا معانا"
رمزى:"لاء انا هروح بقى"
ثائر:"على اساس ان بيتك فى اخر الدنيا ما جمبنا اهو انت بتتلكك"
رمزى:"لاء ياعم بس بجد عايز ارتاح من الطريق وهبقى اجى بالليل"
ثائر:"ماشى سلام"
رمزى:" الله يسلمك"
ذهب "رمزى" دخل "ثائر "المنزل تتبعه "وتين" و"مريم" دخل الى الصالة نظرت "وتين" الى تلك المرأة الجميلة التى تجلس بكل غرور وكبرياء فهى حقا فاتنة وبارعة الجمال ولكن من تكون تلك المرأة
سيلا:"حمد الله على السلامة يا حبيبى"
ثائر:"سيلا انتى رجعتى امتى"
***
رايكم يا حلوين
(دمية فى يد غجرى)
البارت العاشر
ذهب "رمزى" دخل "ثائر" المنزل تتبعه "وتين" و"مريم" دخل الى الصالة نظرت "وتين" الى تلك المرأة الجميلة التى تجلس بكل غرور وكبرياء فهى حقا فاتنة وبارعة الجمال ولكن من تكون تلك المرأة
سيلا:"حمد الله على السلامة يا حبيبى"
ثائر:"سيلا انتى رجعتى امتى"
سيلا:"رجعت امبارح وكنت فاكرة انك رجعت فجيت أشوفك"
عرفت "وتين" من تكون تلك المرأة فهى خطيبته ولكنها لم تتخيل ان تكون جميلة الى هذا الحد فأى منافسة معها فهى الخاسرة لا محالة فمن يرتبط بها لا ينظر لأخرى نظرا لما تتمتع به من جمال وجاذبية قادرة على سلب عقول الرجال
ثائر:"حمد الله على السلامة يا سيلا"
سيلا:"الله يسلمك يا حبيبى مين دى يا ثائر"
ثائر:"دى واحدة قريبتنا هتعيش معانا هنا على ما تخلص دراسة"
سيلا باستغراب:"تعيش معاكم ازاى يعنى مش فاهمة"
مريم:"هتعيش معانا لحد ما تنهى دراستها لان ملهاش حد غيرنا فى القاهرة فهمتى يا سيلا"
سيلا:" آه اهلا يا "مريم "وانتى اسمك ايه بقى يا شاطرة"
وتين:"اسمى وتين"
سيلا من غير نفس:"اه انعم وأكرم نورتى البيت يا وتين"
وتين:"شكرا على ذوقك حضرتك"
سيلا:"ثائر انا عايزة اتكلم معاك شوية فى موضوع مهم"
ثائر:"وانا تعبان دلوقتى وعايز ارتاح يا سيلا ممكن نأجل الكلام لبعدين لان انا مفييش دماغ اسمع كلام من حد"
سيلا:"ماشى هعدى عليك بالليل تكون ارتحتلك شوية علشان انت واحشنى اوى"
ثائر:"تمام ماشى ياسيلا"
سيلا:" باى يا حبيبى"
ثائر:"مع السلامة يا سيلا"
ذهبت "سيلا" تخيلت "وتين" كيف ستكون حالتها عندما تراه مع تلك المرأة فهى لن تتحمل ذلك ابدا فكل كلمة تنطقها له هذه المرأة كنصل حاد يصيب قلبها .ذلك القلب الذى اصبح الآن مصيره العذاب
ثائر:"مريم وصلى" وتين" اوضتها انا هطلع ارتاح شوية"
مريم:"حاضر يا عمو تعالى معايا يا وتين"
ذهبت "وتين" مع "مريم" ولكنها شعرت بأنه اخذ قلبها معه مبتعدا عنها ادخلتها غرفة لم تحلم "وتين" يوما ان تسكن غرفة مثلها
وتين باعجاب :"الله هى دى اوضتى انا يا مريم"
مريم بابتسامة:"ايوة دى اوضتك يا وتين عجبتك"
وتين:" جميلة جدا طب اوضتك انتى فين"
مريم:"اوضتى انا تحت"
وتين:"تحت فين"
مريم:"فى الدور الارضى قاعدة فى الاوضة اللى كانت بتاعة بابا الله يرحمه لما كان عايش فى البيت هنا"
وتين:"هو انتوا مكنتوش عايشين هنا انتى وباباكى ومامتك"
مريم:'لاء بابا كان ليه بيت مستقل بس لما اتوفى انا جيت عشت هنا فحبيت اقعد فى اوضة بابا انا هنزل بقى علشان اكمل نومى عيشى انتى بقى ماشى"
وتين:" هههه ماشى انا هنام انا كمان وأكمل الحلم"
مريم:"حلم ايه ده"
وتين:"ها ولا حاجة"
مريم:"طب عن اذنك ولو عوزتى حاجة انزليلى تحت"
وتين:"ماشى شكراً يا مريم"
مريم:" الشكر لله يا حبيبتى عن اذنك"
وتين:" اتفضلى"
خرجت "مريم" من الغرفة قاصدة غرفتها فتحت" وتين" شنطتها نظرت إلى ملابسها فهى لا تتناسب مع ذلك الوسط الذى تعيش فيه الآن ولكنها قامت باختيار افضلها حتى ترتديه بعد ان تقوم من نومها ذهبت الى السرير غفت بسرعة كبيرة كأنها تريد الذهاب سريعا الى عالم الأحلام الذى يجمعها مع حبيبها...الغجرى
قام "ثائر" بعمل عدة اتصالات للاطمئنان على العمل ولطلب بعض الاشياء التى يريدها رمى هاتفه على السرير ذهب الى الحمام وعندما يتذكر كلام تلك الفتاة وهى نائمة يزيد فضوله فمن كانت تناديه فى أحلامها من كانت تدعوه بحبيبها تساقطت المياة بقوة على رأسه كأنها تريد ان تجعله يكف عن التفكير فيما سمعه ثم ما الذى يهمه اذا كانت تحب أحدا فزواجهم زواج مصلحة لا أكثر وهو متفق معها انها اذا احبت شخص سينفصل عنها فورا
خرج من الحمام يجفف رأسه من الماء بقوة لعله يهدأ قليلا
ثائر:"وبعدين بقى انا هفضل اقرف نفسى وافكر كتير ثم هى حرة ثم هى عارفة شروط جوازنا واكيد هتلتزم بيها"
ارتمى على السرير ليرتاح قليلا اغمض عينيه ولكن ظلت تلك العينان الرماديتان تطارده حتى فى أحلامه
بعد بضع ساعات استيقظت "وتين" على صوت طرقات على الباب قامت بفتح الباب وجدت" حسنية" ومعها بعض العاملات فى المنزل يحملن اغراضا كثيرة
حسنية:"لبسك وصل يا انسة وتين"
وتين باستغراب:"لبسى! انا لبسى معايا"
حسنية:"دى حاجات طلبهالك "ثائر "بيه دخلوا الحاجات يا بنات حطوها جوا يلا بسرعة"
قامت الفتيات بوضع الحقائب فى الغرفة امتلئت الغرفة بمختلف الحقائب ومازالت وتين غير مستوعبة لكل ما يحدث
وتين:"ممكن تكونوا غلطانين والحاجات دى بتاعة "مريم"
حسنية بابتسامة:"لاء يا حبيبتى دى بتاعتك انتى جيالك انتى مخصوص"
وتين:'معقولة كل ده الحاجات دى ليا انا"
حسنية:"ايوة "ثائر" بيه عايزك تاخدى حريتك فى البيت علشان "مريم" تتحسن وانا يا بنتى مش عارفة اقولك ايه ياريت فعلا تقدرى تخرجى مريم من اللى هى فيه بتصعب عليا لما كنت بشوف حالتها النفسية بتسوء يوم عن يوم"
وتين:"هم اهلها ماتوا ازاى"
حسنية:"باباها كان ظابط فى حد حطله قنبلة فى العربية بتاعته فانفجرت بيه هو ومراته قدام بيته كان خارج ويدوب لسه بيركب هو ومراته انفجرت و"مريم "شافت كل ده قدامها ومن ساعتها وهى بقت كده"
وتين:"والحادثة دى بقالها كتير"
حسنية:"حوالى اكتر من سنتين كانت "مريم" لسه فى سنة تانية فى الكلية"
وتين بأسف:"ربنا يرحمهم هو انا ممكن اقولك يا دادة زى مريم ولا تزعلى"
حسنية:"لا يا حبيبتى وازعل ليه دا انا حبيبتك والله وخصوصا انا ربنا مكتبليش ان يبقى عندى اولاد علشان كده اتعلقت ب"مريم" وكده هيبقى عندى بنتين بدل واحدة"
وتين:'تسلميلى يارب"
حسنية:"اسيبك بقى تتفرجى براحتك على الحاجة "
خرجت" حسنية" اغلقت الباب خلفها قامت" وتين" بفتح الحقائب كانت عبارة عن احذية وحقائب يد وملابس لمختلف المناسبات وملابس بيتية ايضا فهى لم تحلم يوما ان تقتنى مثل هذه الاشياء راحت تجرب الواحد تلو الآخر وهى تدور حول نفسها بابتسامة على وجهها كفتاة تفرح ان والدها اهداها ملابس العيد
وتين بسعادة غامرة:"كل ده علشانى انا ربنا ما يحرمنى منك أبدا يا حبيبى انا لازم اروح أشكره"
ارتدت احد الفساتين الجديدة مع الحجاب وحذاء ايضا وخرجت من الغرفة فكرت اين تجده تذكرت انه دخل احدى الغرف القريبة منها فربما تكون غرفته قامت بالطرق على باب غرفته سمعت صوته يأذن للطارق بالدخول
ثائر:'ايوة ادخل"
فتحت "وتين" الباب ظلت تنظر حولها ولكنها لم تجده ولكنها سمعت صوته ظلت تلتفت حولها لعلها تراه
كان فى غرفة الملابس الخاصة به ينهى ارتداء ملابسه عندما نادى مرة أخرى
ثائر:"ايوة مين اللى برا"
ذهبت الى مصدر الصوت كان فى ذلك الوقت لم يرتدى قميصه بعد شعرت بالاحراج التفت خلفه وجدها هى
ثائر باستغراب:" "وتين"! ايوة يا "وتين" فى حاجة"
وتين باحراج:"انا اسفة معرفش انك بتلبس هدومك عن اذنك"
استدارت حتى تذهب ولكنه اوقفها بصوته عندما طلب منها ان تبقى
ثائر:"استنى عندك"
فخرج من الغرفة وهو لم يرتدى قميصه كأنه مصمم على جعلها تشعر بالاحراج
ثائر:'خير كنتى جاية ليه فى حاجة"
نظرت إلى الأرض غير قادرة على رفع رأسها رأى ذلك استشاط منها غضبا وضع يده تحت ذقنها ورفع وجهها لكى تواجهه
ثائر:"انا مش قايلك قبل كده لما تكلمينى تبصيلى متبصيش فى الأرض بالشكل ده"
وتين بتلعثم:"ماهو ماهو"
ثائر:"ماهو ايه يا "وتين" انتى مبتحبيش تسمعى الكلام ليه"
وتين:'مش حكاية ان مبحبش اسمع الكلام بس بحس باحراج لو بصيت لحد بكلمه'
ثائر:'ليه انتى عاملة حاجة غلط"
وتين:" يوووه مش عارفة بقى"
ثائر:"مش عارفة ايه لازم يبقى عندك ثقة فى نفسك اكتر من كده الخجل صفة جميلة بس الجبن حاجة مش حلوة خالص يا وتين"
وتين بانفعال:"انت ليه على طول تقولى ان انا جبانة"
ثائر باستفزاز:"لانك جبانة فعلا ياوتين"
وتين:"متقوليش كده تانى ماشى"
ثائر:"هتعملى ايه يعنى لو قولتلك كده تانى"
وتين:'معرفش هعمل ايه بس متقولش كده تانى وخلاص"
ثائر:"مش هتقدرى تعملى حاجة يا جبانة"
زادت لديها حرارة الانفعال لم تدرى بنفسها الا وهى تدفعه فى صدره حتى يكف عن قول تلك الكلمة
وتين:"انا مش جبانة متقوليش كده تانى انا مش جبانة انت فاهم"
كل كلمة بدفعه من يدها على صدره ولكنه لم يتأثر او يتحرك من مكانه فهى كأنها تقرع على حجر
ابتسم على محاولاتها فى الدفاع عن نفسها فهو يريدها ان تتخلى عن تلك الصفة القبيحة لديها وهى عدم اخذ حقها ممن يهينها
ثائر ببرود:"يعنى فى تحسن فى حالتك"
وتين بعدم فهم:" تحسن فى حالتى ايه انا مش فاهمة حاجة"
ثائر:"انك تردى على اى حد ممكن يحاول يضايقك او يهينك"
وتين:"يعنى انت بتعمل كده قاصد"
ثائر:"مقولتليش انتى جيتى اوضتى ليه"
تذكرت لماذا هى اتت الى غرفته فهى أتت حتى تشكره على تلك الاشياء التى اشتراها من أجلها
وتين:"كنت جاية اشكرك على الحاجات اللى انت جبتهالى"
ثائر:"عجبتك يعنى يا وتين"
وتين:"ايوة بس مكنش فى داعى لده كله كده كتير"
ثائر:" مفيش حاجة تكتر عليكى ثم متنسيش انك مراتى وليكى حق عليا"
وتين:"شكرا عن اذنك"
قالت ذلك وفرت هاربة من أمامه فهى لا تتحمل عندما يتحدث معها بلطف فطريقته هذه تجعلها تتعلق به اكثر واكثر تجعل قلبها يكاد ان ان يتوقف من شدة نبضه ودقاته
ابتسم على فعلتها وعاد مرة اخرى ليكمل ارتداء ملابسه تذكر دفعها له على صدره وضع يده على ذلك المكان الذى كانت تدفعه بتلك القبضة الصغيرة والرقيقة انتبه لما يفعل نهر نفسه بقوة على مايفعل
ثائر:"انت اتجننت ولا ايه فوق لنفسك وبلاش استعباط"
***
"فى المساء"
حضر" رمزى" الى المنزل ثم تبعته" سيلا" التى حضرتك بذلك الفستان الذى جعلها كتلة من الإثارة جعلها كنجمة براقة تضيئ ليلة معتمة فكرت "وتين"انه اذا كان "ثائر" يحب تلك المرأة فسينظر له معظم الرجال بغيرة وحسد على امتلاكه مرأة بذلك الجمال كله.ولكن هى لا تستطيع منافستها على قلبه ف"وتين" جميلة أيضاً ولكن ذلك الجمال الذى يشبه فى نعومته جمال وبراءة الأطفال ولكن ليس مثل تلك المرأة التى يبدو عليها انها خبيرة فى فنون الاغواء والاغراء
سيلا:"هاى حبيبى"
ثائر:"اهلا سيلا انتى اتعشيتى ولا لسه"
سيلا:"لسه قولت اجى اتعشى معاك يا حبيبى"
ثائر:"مريم قوليلهم يحضروا العشا ويعملوا حساب" رمزى" و"سيلا" معانا على العشا"
مريم:"حاضر ياعمو"
ذهبت" مريم" لاخبار "حسنية" بتجهيز العشاء ولكن ارادت مريم ان يتناولوا الطعام فى الجنينة كنوع من التغيير
مريم:" دادةحضروا العشا بس اخرجوه فى الجنينة هنتعشى برا فى الجنينة"
حسنية:ماشى يا حبيبتى من عنيا الاتنين"
مريم:" تسلم عينيكى يا دادة"
عادت "مريم" اليهم ارادت اخبارهم بأن العشاء سيكون جاهزاً
مريم:"عمو العشا هيبقى جاهز كمان شوية فى الجنينة"
ثائر:"فكرة حلوة يا مريومة"
مريم بابتسامة:"تسلملى يا عمو ياقمر انت"
رمزى:" احلى اقتراح ده ولا ايه يا ناس"
مريم بكسوف:"شكرا يا رمزى"
رمزى:"يالهووووى على رمزى وسنينه واللى بيحصله"
ثائر:"رمزى اتلم يا حبيبى احسن ما اقوملك ألمك انا"
رمزى:" اتلم اكتر من كده دا حتى يبقى حرام"
كانت "وتين" لا تسمع اى شئ من الحوار الدائر بينهم غير منتبة لاى شئ سوى تلك المرأة الجالسة بجوار "ثائر" حتى انها لم تنطق بكلمة واحدة
مريم:"وتين مالك فى ايه ساكتة ليه كده"
وتين:ها مفيش حاجة انا تمام"
مريم:"طب يلا نخرج الجنينة هنتعشى"
وتين:"ماشى يلا بينا"
خرجت "سيلا" متأبطة ذراع "ثائر" كانت "وتين" تشعر بنار حارقة تسرى فى خلايا جسدها وهى ترى تلك المرأة تاخذ حقوق من المفترض ان تكون لها هى
جلست بصمت بجوار "مريم" وجلست "سيلا" بجوار "ثائر" هبت نسمات الليل بعثرت خصلات شعره مدت "سيلا" يدها تعيد ترتب خصلات شعره المبعثرة رأت" وتين" ذلك كانت تريد ان تكسر يدها فليس من حقها ان تلمسه
سيلا:"حبيبى الهوا بوظ تسريحة شعرك خالص"
ثائر:"انا بفكر اقصه خالص"
وتين باندفاع:لاء هو كده حلو شكلك حلو كده"
سيلا:'نعم يا حبيبتى بتقولى ايه انتى"
رمزى:"مقصدهاش حاجة يا سيلا احنا اتعودنا على شكل ثائر كده فلو فعلا قصه هنبقى مستغربينه"
مريم:"ايوة وانت شكلك عسول اوى كده يا عمو"
شعرت" وتين" بالامتنان ل"مريم "و"رمزى" لمحاولتهم ان ينقذوها من هذا الموقف المحرج فهى يجب أن تكون حذرة فى كلامها والا تندفع فى كلامها مرة ثانية
سيلا:"طبعا "ثائر" مفيش منه فى كل حاجة"
ثائر:'شكرا يا سيلا"
سيلا:'على فكرة انا كلمت مهندس ديكور علشان يعملنا شوية ديكورات فى البيت قبل ما نتجوز"
ثائر:"اللى هيتغير بس الاوضة اللى هنعيش فيها غير كده البيت هيفضل زى ماهو مش عايز حاجة تتغير فيه"
سيلا:"بس الديكور بتاعه مبقاش على الموضة"
وتين:"بس تصميم البيت جميل عامل زى قصور الروايات وشكله كده جميل"
سيلا:"محدش طلب رأيك انتى بتقولى رأيك ليه اساسا فى الموضوع ده انتى ضيفة هنا مش صاحبة البيت"
ثائر بغضب:"سيلا بلاش كلامك بالطريقة دى انتى فاهمة"
سيلا:"هى اللى بتدخل فى حاجة متخصهاش اصلا ولازم تعرف مقامها"
سمعت" وتين" ذلك فرت دموعها ساخنة على وجنتيها تركت الأكل وذهبت سريعا الى غرفتها
ثائر:"ايه قلة الذوق دى يا سيلا انتى لازم تعرفى "وتين" هنا زى "مريم" بالظبط ماشى"
سيلا:"طب مريم وتبقى بنت اخوك وهى تبقى ايه بقى صفتها ايه"
ثائر:"تبقى قريبتى برضه وانا مش هقبل حد يزعلها او يقولها كلمة تجرحها مفهوم"
سيلا:"انت ايه حكايتك انت زعلان علشانها اوى ليه كده"
رمزى:"اهدوا انتوا هتمسكوا فى بعض وتتخانقوا"
مريم:"هقوم انا اشوف وتين"
ثائر:"استنىىانتى يا مريم انا اللى هروح اشوفها"
سيلا بغيظ :"كمان يا ثائر"
ثائر:"ايوة يا سيلا انا اللى هقوم اشوفها واللى عندك اعمليه"
قال ذلك هب واقفا قاصدا غرفة "وتين" نظرت سيلا الى اثره بغضب وغيظ وجهت كلامها الى "رمزى" تريد معرفة سبب دفاع" ثائر" عن هذه الفتاة
سيلا:" رمزى ايه الحكاية بالظبط ومال "ثائر" مهتم اوى بالبنت دى"
رمزى:" مش قالك يا "سيلا" انها قريبته وملهاش حد غيره وغير مريم"
سيلا:" يا سلام وانا المفروض اقتنع بالكلام ده"
مريم:" انتى عايزة ايه بالظبط يا سيلا"
سيلا:" عايزة اعرف حكاية البنت دى بالظبط"
رمزى:" عندك "ثائر" اسأليه احنا اللى نعرفه قولناه غير كده مفيش حاجة نقولها"
كانت نائمة على السرير تبكى لم تنتبه للباب الذى انفتح للتو ودلف منه "ثائر" جلس بجوارها قام بجذبها من يدها حتى اعتدلت فى جلستها
ثائر:"انت مبتعمليش حاجة فى حياتك غير العياط وبس يا وتين"
وتين:'انت دخلت هنا ازاى"
ثائر:'دخلت من الباب هكون دخلت ازاى يعنى"
وتين:"مش لازم تستأذن قبل ما تدخل"
ثائر:"واستأذن ليه"
وتين:"علشان ده المفروض اللى يحصل"
ثائر:"دا لما يكون هدخل على حد غريب مش على مراتى"
وتين:'انا مش مراتك اللى هتبقى مراتك قاعدة تحت"
ثائر:'لاء انتى مراتى يا وتين شرعا وقانونا"
وتين:"جواز مصلحة"
ثائر:"حتى اذا كان جواز مصلحة فأنتى برضه اسمك مراتى"
وتين بشرود:'ياريتنى ما كنت اتجوزتك ولا قابلتك ولا عرفتك"
ثائر:"للدرجة دى يا وتين"
وتين:"ايوة الظاهر ان العيشة معاك هتبقى صعبة اصعب من ايامى اللى فاتت"
ثائر:"ليه بتقولى كده عملتلك ايه خلاكى تقولى كده"
وتين:'من ساعة ما عرفتك وانت بتستفزنى بالكلام وكمان خطيبتك ردت عليا بقلة ذوق"
ثائر ببرود:'وانتى سكتيلها ليه يا وتين"
وتين:'انت كنت عايزنى ارد عليها"
ثائر:"السؤال ده تسأليه لنفسك مش ليا انتى عايزة ايه يا وتين"
وتين:"مش عايزة حاجة خالص عيزاك تسيبنى فى حالى وبس"
ثائر بحنان :"للدرجة دى مضايقة منى يا وتين"
قال ذلك مد يده يمسح تلك الدموع من على وجهها ينظر اليها نظرات كادت تفقدها اعصابها لاشعوريا أغمضت عيناها انفرجت شفتيها بدون ارادة منها وكأنها تدعوه اليهم رأى ذلك هب واقفا قبل ان يرتكب حماقة يندم عليها فيما بعد
ثائر:"قومى يا "وتين" كملى اكلك"
تبعته "وتين" بدون كلمة استغبت تصرفها فماذا سيظن بها الآن؟ وهى التى أصبحت تتصرف برعونة منذ ان أصبح زوجها فهو اعلمها كيف ستكون حياتهم معا
***
اصدر تعليماته الى رجاله بضرورة التحرك لمعرفة اخر اخبار تلك الصفقة التى ينوى "ثائر" الاتفاق عليها فهو يريد ان يضيع عليه هذه الفرصة
" ها عملتوا ايه فى موضوع الصفقة بتاعة ثائر العمرى"
الحارس:" محدش ياباشا لسه عارف شروط الصفقة دى ايه ولا العرض اللى متقدم بيه "ثائر العمرى"
" يعنى ايه الكلام ده انتوا مش شايفين شغلكم كويس"
الحارس:" ابدا والله يا باشا بس هو موضوع الصفقات ده محدش بيعرف شروطها غيره وغير المحامى بتاعه بس ومفيش اى حد من الشركة بيعرف الا لما الصفقة تتم"
" يعنى ايه مش هعرف اضيع عليه الفرصة دى كمان انا كنت مستنى تجبلى اخبار حلوة واضيعله الصفقة علشان تبقى دى مفاجأتى ليه لما يرجع تيجى انت وتقولى مش عارفين تعملوا حاجة انا شكلى مشغل رجالة مبتفهمش امشى اخرج برا"
ارتعد الحارس من حدته صوته العالى خرج سريعا من الغرفة فهو لا يأمن احد تصرفاته فربما يقوم بسحب مسدسه ويطلق عليه فهو القتل بالنسبة له شئ عادى فهو يقتل بدون ان يرف له جفن
" ماشى يا "ثائر" انا وانت والزمن طويل وهشوف اخرتها ايه معاك"
***
ما ابشع هذا الشعور كفى عن ذلك ايتها الفتاة فأنتى لن تجنى من ذلك سوى العذاب فهو لن يكون لكى افيقى ايتها الرعناء فكيف سيترك تلك الفاتنة وينظر لكى انتى كان كل هذا الكلام الذى يتردد فى عقلها دائما عندما تراه برفقة سيلا ولكنها لا تستطيع منع إحساسها بالغيرة حاولت ان تلهى نفسها بأى شئ حتى تخرجه من افكارها ولكن بدون فائدة فدائما حاضرا فى قلبها وعقلها كأنه داء اصابها وليس هناك سبيل للشفاء
مريم:"مالك يا وتين سرحانة فى ايه"
وتين:"ولا حاجة هو احنا مش هنروح الكلية"
مريم:"خلاص رمزى حولك الورق هنروح من بكرة ان شاء الله"
وتين:"ان شاء الله علشان الدراسة وحشتنى"
مريم:"ادينا هنروح يا ستى وورينى بقى شطارتك فى المذاكرة والامتحانات والدكتور يدخل يرغى يرغى لما يجبلنا صداع"
وتين:"ناخد معانا شريط برشام مسكن"
مريم:"ههه ولا ناخد بنج احسن علشان نقعد متنحين"
وتين:"اى حاجة بتنسى الالم وخلاص "مريم" قوليلى ايه حكاية العرق الغجرى اللى فيكم انت محكتليش"
مريم:"الحكاية ان جد بابا كان مسافر إسبانيا قابل واحدة اسمها "جوانا"كانت من قبيلة غجرية هناك كانت جميلة جدا حبها واتجوزها وجابها معاه على مصر حبت مصر بنالها القصر ده على الطراز الاسبانى علشان خاطرها كان بيحبها جدا خلفت ولد واحد اللى هو يبقى جدى وجدو خلف بابا وعمو "ثائر" كانت بتحب بابا وعمو "ثائر" اوى وهى اللى كانت مختار لعمو "ثائر" اسمه كانت بتحبه اوى علمته كل حاجة عن عوايد الغجر كان مرتبط بيها اوى ولما ماتت زعل عليها علشان كده ساعات عمو لما بيتعصب بيتصرف زى الغجر مبيعملش حساب او خاطر لحد"
وتين:"انتى باباكى اللى حكالك كل ده"
مريم:"ايوة كان دايما يحكيلى عنها وعن حبها هى وجده كانت طبعا حاجة غريبة واحد يسافر ويرجع متجوز اسبانية ومش بس كده لاء وكمان غجرية عيلته ساعتها متقبلتش الموضوع بس هو كان عنيد موت ومهموش حد وعلشان يبعدها عن عيلته بنالها البيت ده علشان تحس دايما بجو اسبانيا"
وتين:"البيت فعلا جميل جدا فى تصميمه وبرغم انه بقاله زمن الا برضه لسه رونقه موجود"
مريم:"عمو لو حس ان فى حاجة ممكن تبوظ شكله بيجيب مهندسيين يرمموه بس علشان يفضل بشكله القديم وكمان فى جناح هنا كان خاص "بجوانا" فى كل حاجة تخصها الجناح ده مقفول ومحدش بيدخله غير الشغالين علشان ينضفوه وساعات عمو بيروح يقعد هناك
وتين:"ليه بيروح يقعد هناك"
مريم:"بيشوف صور جدته بيسمع اسطوانات الاغانى اللى كانت بتحبها طبعا اغانى اسبانية قديمة"
وتين:"هو عمك بيعرف يتكلم اسبانى"
مريم:"ايوة علشان بيسافر هناك كتير متعلق بهناك علشان جدته لما كانت بتسافر كانت بتاخده معاها علشان كده من وقت للتانى بيسافر إسبانيا وله بيت هناك كمان"
وتين باستغراب:"له بيت هناك ليه"
مريم:"علشان لما يسافر بيقعد فيه وهو بيت جميل اوى"
وتين:"انتى روحتى هناك"
مريم:ايوة عمو لما بيسافر بياخدنى معاه مبيرضاش يسيبنى لوحدى هنا وانا برضه بتكلم اسبانى زيه"
وتين:"بس باين عليكم متعلقين ببعض اوى"
مريم:"علشان احنا ملناش غير بعض هو خسر اخوه وانا خسرت بابا مبقاش ليا فى الدنيا دى بعد ربنا غيره هو"
وتين:"هو بس"
مريم:"وانتى طبعا يا وتين"
وتين بمكر:"انتى مش ناسية حد"
مريم:"اه ودادة حسنية"
وتين:"لا ياشيخة دادة "حسنية "طب والمتر اخباره ايه"
مريم:"متر ايه"
وتين بابتسامة:"المتر رمزى"
مريم بتوتر:'ماله رمزى فى ايه"
وتين:"والله هتستعبطى يا مريم"
مريم:"انتى قصدك ايه يا لئيمة انتى"
وتين:"قصدى ان باين على المتر انه واقع اوى اوى يا مريم"
مريم بابتسامة:"بجد يا وتين"
وتين:"وانتى مش شايفة حضرتك الدلقة اللى هو فيها"
مريم:"شايفة بس بستعبط"
وتين:"متستعبطيش كتير احسن يزهق ويطفش منك"
مريم:"دا انا كنت خنقته وموته"
وتين بدون وعى:"لو لقيتى حد بيحبك حافظى عليه الحب الظاهر مبقاش بسهولة الايام دى فى ناس بتحب ومحدش حاسس بيها والحبيب مش بيعمل حاجة غير انه يجرح ويقسى وبس"
مريم:"انتى بتتكلمى ليه كده يا وتين"
وتين:"هاا لاء دول كلمتين قريتهم فى رواية فقولتهملك"
حاولت ان تدارى خيبة أملها في حبها فحبيبها اصبح لا يفوت مناسبة الا ويجرحها بكلامه مصمما على اظهار ضعفها وقلة حيلتها كأنه اذا اسمعها كلمة طيبة سيزول العالم فإلى متى سيستمر في معاملته الخشنة لها؟ الا يكفى ما تشعر به من لوعة الغيرة كانه على تصميم ان يجعل حياتها بائسة اكثر من ذى قبل ولكنها بدأت تلاحظ تغيير فى شخصيتها أصبحت الآن لا تتحمل كلامه القاسى لها فهو عندما يحاول استفزازها بكلامه تجد الكلمات تنساب من بين شفتيها بدون سيطرة عليها فمن الافضل لها ان لا تنصاع لقلبها أكثر من ذلك فهى يجب ان تروض قلبها تجعله يكف عن التأمل فى شئ ربما لن يحدث فى هذه الحياة
كانت "وتين"بدأت دراستها فى جامعتها الجديدة ارتدت ملابسها خرجت من الغرفة وجدت "مريم "فى انتظارها
مريم:"يلا بقى علشان منتأخرش على المحاضرات"
وتين:"خلاص يا ستى انا جيت أهو يلا بينا"
سمعوا صوت خطوات"ثائر" على السلم نظرت اليه"وتين" لا تعلم لماذا عندما يكون حاضرا في مكان تشعر بأنه لا يوجد هواء تتنفسه فهو يخطف انفاسها بطلته دائما كانت تهتف بقلبها:"رفقاً بقلبى ايها الحبيب"
ثائر:"انتوا ماشين رايحين الكلية"
مريم:"ايوة يا عمو سلام بقى"
ثائر بابتسامة:"مع السلامة"
مريم:"وتين وتين يلا"
وتين:"ها ماشى"
ثائر باستفزاز:"سلام يا"وتين" متخليش حد يضايقك ماشى لأن انا مش هكون دايما موجود علشان ارد بدالك"
سمعت ذلك شعرت بالإهانة فلما هو يصر على اهانتها بهذا الشكل ودائما ما يذكرها بضعفها
وتين:"متخافش هييجى الوقت اللى مش هبقى محتاجة ليك فيه فى حياتى يلا يا مريم"
قالت ذلك سحبت"مريم" من يدها خرجت من المنزل عندما سمع جملتها لم يتخيل ان يكون ردها بهذا الشكل القوى فهو يفعل ذلك لاستفزازها ولكن ليست لدرجة ان تقول انه سيأتى الوقت ولن يكون له مكان فى حياتها فتلك الكلمة كأنها أصابته بصدمة او أن شئ ضرب قلبه بقوة لم يفيق من صدمة جملتها الا على حضور "رمزى" الذى اصابه التعجب من رؤية "ثائر" بهذا الشكل وكأنه فقد شئ ما
رمزى:"مالك يا"ثائر"واقف ليه كده زى ما تكون حاجة ضاعتك منك"
ثائر بتوهان:"شكلها هتضيع منى فعلا"
رمزى:"هى ايه دى اللى هتضيع منك ما تفهمنى يا ابنى فى ايه"
ثائر:"مفيش حاجة يلا بينا علشان نروح شغلنا"
رمزى:"ثائر فى حاجة انت مخبيها عليا "مريم" حصلها حاجة هى كويسة"
ثائر:"مريم كويسة حتى راحت الكلية مع وتين ومن ساعة ما وتين جت وهى حالتها النفسية اتحسنت"
رمزى:"امال فى ايه بقى طب"وتين"حصل بينك وبينها حاجة"
ثائر:"مفيش يا رمزى انت رغاى ليه كده"
رمزى:"اصل اول مرة اشوفك بالشكل ده انت على طول ولا هامك حاجة عايش بقوانينك انت وبس"
ثائر:"وانا زى ما انا ولسه عايش بقوانينى"
رمزى:"عايش بقوانينك وبتحرك العروسة الماريونيت بتاعتك"
ثائر:"شكلها قربت تقطع الخيوط اللى ماسكها بيها"
رمزى:"يبقى أحسن"
ثائر:"بتقول احسن يا رمزى"
رمزى:"ايوة لانها بنى ادمة مش لعبة عايزها تمشيها على مزاجك ربنا خلقها كده ليه عايز تغيرها"
ثائر:"عايزها تبطل ضعفها وجبنها ده"
رمزى:"وابتدت تبطله مش كده"
ثائر:"ايوة لدرجة انها قالت ان هييجى الوقت اللى مش هتبقى محتجانى فى حياتها"
فكر هل سيأتى يوماً حقا ولن يكون له اى مكان او مكانة لديها هل ستخرجه من حياتها كشئ تمت الاستغناء عنه هل سيحدث ذلك فعلا؟
رمزى:"شوفت اخرت معاملتك ليها ايه ممكن فعلا ييجى عليها الوقت اللى تقولك خلاص انا مبقتش قادرة استحمل كل ده وده بسبب كلامك ليها دايما انها ضعيفة ومعندهاش شخصية"
ثائر:"كنت عايزنى اعمل ايه اعلمها ازاى"
رمزى:"تعلمها بالحب يا" ثائر "مش بالإهانة"
ثائر:"بالحب !"
رمزى.....
*"*"*
رأيكم يا حلوين
تكملة الرواية من هنا 👇👇👇
علشان انتم غاليين عليا و دخلتم عندنا هتلاقو كل اللي محتاجينه روايات حصريه وجديده كامله حملو التطبيق ده 👇👇👇👇